تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 [17] 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
03-17-2024, 02:42 AM
إِكرَه لِغَيرِكَ ما لِنَفسِكَ تَكرَهُ
وَاِفعَل بِنَفسِكَ فِعلَ مَن يَتَنَزَّهُ

وَاِدفَع بِصَمتِكَ عَنكَ خاطِرَةَ الخَنا
حَذَرَ الجَوابِ فَإِنَّهُ بِكَ أَشبَهُ

وَكِلِ السَفيهَ إِلى السَفاهَةِ وَاِنتَصِف
بِالحِلمِ أَو بِالصَمتِ مِمَّن يَسفَهُ

وَدَعِ الفُكاهَةَ بِالمُزاحِ فَإِنَّهُ
يَردى وَيَسخَفُ مَن بِهِ يَتَفَكَّهُ

وَالصَمتُ لِلمَرءِ الحَليمِ وِقايَةٌ
يَنفي بِها عَن عِرضِهِ ما يَكرَهُ

لا تَنسَ حِلمَكَ حينَ يَقرَعُكَ الأَذى
مِن كُلِّ مَن يَجني عَلَيكَ وَيَجبَهُ

فَلَرُبَّما صَبَرَ الحَليمُ عَلى الأَذى
حَتّى يَرى وَكَأَنَّه يَتَدَلَّهُ

وَلَرُبَّما حَجَبَ الحَليمُ جَوابَهُ
بِالصَمتِ مِنهُ وَإِنَّهُ لَمُفَوَّهُ

وَلَرُبَّما جَمَحَ اسِفاهُ بِذي الحِجا
حَتّى يُذَلِّلُهُ الدَنيءُ الأَسفَهُ

وَلَرُبَّما نَسِيَ الوَقورَ وَقارَهُ
حَتّى تَراهُ جاهِلاً يَتَدَهدَهُ

وَلَرُبَّما نَهنَهتَ عَنكَ ذَوي الخَنا
بِالصَمتِ إِلّا أَحجَموا وَتَنَهنَهوا

إِنَّ الحَليمَ عَنِ الأَذى مُتَحَجِّبٌ
وَعَنِ الخَنا مُتَوَفِّرٌ مُتَنَزِّهُ

وَالبَغيُ يَصرَعُ أَهلَهُ وَيُريكَهُم
وَجَميعُهُم مِن صَرعِهِ يَتَأَوَّهُ

إِنَّ الزَمانَ لِأَهلِهِ لَمُؤَدَّبٌ
بِصُروفِهِ وَمُيَقِّظٌ وَمُنَبِّهُ

أَفَقِهتَ عَن عِبَرِ الزَمانِ صِفاتِها
هَيهاتَ لَستُ أَراكَ عَنها تَفقَهُ

وَلَقَد أَراكَ تَعِبتَ في طَلَبِ الغِنى
شَرِهاً وَلَيسَ يَنالُهُ مَن يَشرَهُ

وَأَراكَ في الدُنيا وَأَنتَ مُنازِعٌ
وَمَنافِسٌ وَمُمازِحٌ وَمُقَهقِهُ

قُل لِلَّذينَ تَشَبَّهوا بِذَوي التُقى
لا يَلعَبَنَّ بِنَفسِهِ مُتَشَبِّهُ

هَيهاتَ لا يَخفى التُقى مِن ذي التُقى
هَيهاتَ لا يَخفى اِمرُؤٌ مُتَأَلِّهُ

إِنَّ القُلوبَ إِذا طَوَت أَسرارَها
أَبدَت لَكَ الأَسرارَ مِنها الأَوجُهُ



أبو العتاهية

الحمدان
03-17-2024, 02:43 AM
تَصَبَّر عَنِ الدُنيا وَدَع كُلَّ تائِهِ
مُطيعِ هَواً يَهوي بِهِ في المَهامِهِ

دَعِ الناسَ وَالدُنيا فَبَينَ مُكالِبٍ
عَلَيها بِأَنيابٍ وَبَينَ مُشافِهِ

وَمَن لَم يُحاسِب نَفسَهُ في أُمورِهِ
يَقَع في عَظيمٍ مُشكِلٍ مُتَشابِهِ

وَما فازَ أَهلُ الفَضلِ إِلّا بِصَبرِهِم
عَنِ الشَهَواتِ وَاحتِمالِ المَكارِهِ



أبو العتاهية

الحمدان
03-17-2024, 02:43 AM
أَرى الدُنيا لِمَن هِيَ في يَدَيهِ
عَذاباً كُلَّما كَثُرَت لَدَيهِ

تُهينُ المُكرِمينَ لَها بِصُغرٍ
وَتُكرِمُ كُلَّ مَن هانَت عَلَيهِ

إِذا اِستَغنَيتَ عَن شَيءٍ فَدَعهُ
وَخُذ ما أَنتَ مُحتاجٌ إِلَيهِ



أبو العتاهية

الحمدان
03-17-2024, 02:43 AM
أَنَ بِاللَهِ وَحدَهُ وَإِلَيهِ
إِنَّما الخَيرُ كُلُّهُ في يَدَيهِ

أَحمَدُ اللَهَ وَهوَ أَلهَمَني الحَم
دُ عَلى المَنِّ وَالمَزيدُ لَدَيهِ

كَم زَمانٍ بَكَيتُ مِنهُ قَديماً
ثُمَّ لَمّا مَضى بَكَيتُ عَلَيهِ



أبو العتاهية

الحمدان
03-17-2024, 02:44 AM
أَرقيكَ أَرقيكَ بِاِسمِ اللَهِ أَرقيكا
مِن بُخلِ نَفسِكَ عَلَّ اللَهَ يَشفيها

ما سِلمُ كَفِّكَ إِلّا مَن يُناوِلُها
وَلا عَدُوُّكَ إِلّا مَن يُرَجّيها



أبو العتاهية

الحمدان
03-17-2024, 02:44 AM
مَن أَحَبَّ الدُنيا تَحَيَّرَ فيها
وَاِكتَسى عَقلُهُ اِلتِباساً وَتيها

رُبَّما أَتعَبَت بَنيها عَلى ذاكَ
فَكَعها وَخَلِّها لِبَنيها

قَنِّعِ النَفسَ بِالكِفافِ وَإِلّا
طَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها

إِنَّما أَنتَ طولَ عُمرِكَ ما عُمِّر
تَ في الساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها

وَدَعِ اللَيلَ وَالنَهارَ جَميعاً
يَنقُلانِ الدُنيا إِلى ساكِنيها

لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَم
يَأتِ مِن لَذَّةٍ لِمُستَحليها



أبو العتاهية

الحمدان
03-17-2024, 02:44 AM
أَيا نَفسُ مَهما لَم يَدُم فَذَريهِ
وَلِلمَوتِ رَأيٌ فيكِ فَاِنتَظِريهِ

مَضى مَن مَضى مِنّا وَحيداً بِنَفسِهِ
وَنَحنُ وَشيكاً لا نَشُكُّ نَليهِ

بَنو المَرءِ يُسليهِم عَنِ المَرءِ بَعدَهُ
إِذا ماتَ ما أَسلاهُ بَعدَ أَبيهِ

رَأَيتُ أَقَلَّ الناسِ هَمّاً أَشَدَّهُم
قُنوعاً وَأَرضاهُم بِما هُوَ فيهِ

فَطوبى لِمَن لَم يَلقَ أَمراً قَضى لَهُ
بِهِ اللَهُ إِلّا سَرَّهُ وَرَضيهِ

وَلا خَيرَ في مَن ظَلَّ يَبغي لِنَفسِهِ
مِنَ الخَيرِ ما لا يَبتَغي لِأَخيهِ


أبو العتاهية

الحمدان
03-17-2024, 02:45 AM
إِنَّ الحَوادِثَ لا مَحالَةَ آتِيَه
مِن بَينِ رائِحَةِ تَمُرُّ وَغادِيَه

فَلَرُبَّما اِعتَبَطَ السَليمُ فُجاءَةً
وَلَرُبَّما رُزِقَ السَقيمُ العافِيَه

اللَهُ يَعلَمُ ما تُجِنُّ قُلوبُنا
وَاللَهُ لا تَخفى عَلَيهِ خافِيَه

أَينَ الأُلى كَنَزوا الكُنوزَ وَأَمَّلوا
أَينَ القُرونُ بَنو القُرونِ الخالِيَه

دَرَجوا فَأَصبَحَتِ المَنازِلُ مِنهُمُ
قَفراً وَأَصبَحَتِ المَدائِنُ خالِيَه

عَجَباً لِمَن يَنسى المَقابِرَ وَالبِلى
سُبحانَ مَن يُحيّ العِظامَ البالِيَه



أبو العتاهية

الحمدان
03-18-2024, 11:59 PM
تُلْقي على قَلبــي تَح ـيةَ عآشـِــقٍ
فَيَـــرُدُّ نَـبــضـي هآئِـمـــآً وَ يُسـَلِّـمـُ

تُـهدي فُؤآدي قُبــلَتَيْـــن بــِنَظـرَةٍ
فَآذوبــُ شـَـوْقآً وَآلهَـوى يَتَرنَّـمـُ

وَبــِطـَرفِ عَيني آَرتَمــي بــِـج ـنآح ـِـهآ
فَتَضـُمـُّ قلبــي بــِآلرمـوشـِ .وَآَنعـمـُ

مـَنْ يَـــدَّعي آَنَّ آلح ـيـآةَ ج ـمـيلـــةٌ
دونَ آلنســآءِ ، فَآِنَّـهُ يَتَوَهَّــمـُ!!

الحمدان
03-19-2024, 12:00 AM
‏لمّا التقيتك أحيا الحُبُّ أورِدتي
‏وأيقظ النبض في روحي وأحياها

‏كأنّ دُنيايَ أهدتني سعادتها
‏فما أرقّ وما أحلى هداياها

‏فيا لبهجةِ عينٍ أنت ساكِنها
‏ويا لفرحةِ رُوحٍ أنت دُنياها

‏فأنت ألطف إحساسٍ جرى بدَمي
وأنتَ أجملُ أقداري وأحلاها

الحمدان
03-19-2024, 12:05 AM
عيناك؟؟!! ألف مدينةٍ ومدينةٍ
بدأت على أنهارها رحلاتي

عيناك تاريخٌ يُخَطّ على فمي
لو يُقرأُ التاريخ في قَسَماتي

مولايَ عفوكَ لستُ أُدركُ ما الذي يستنبتُ الريحانَ في غاباتي

من أنتَ من ألقى يديكَ على يدي
كيف ابتدعتَ الرّسمَ في لوْحاتي

كيف اعتليتَ على سماءقصيدتي
قمرا يُذيبُ الضوء في صفحاتي

بعضُ الذي أحياهُ أشبهُ بالهوى
مولاي! فارحم حيرتي وشتاتي

إني أعيشُ على يديك فراشةً
والشّعرُ روحي والهوى روضاتي

ينسابُ شعري من يديك فهل تُرى
وضأتَ روحك من ندى كلماتي

ينسابُ شعري كي يخطّ على الدّنا
إني أحبك ماحييتُ حياتي

الحمدان
03-19-2024, 12:07 AM
آنتِ آلقصـيدُ ومـقصـِدُ آلآبــيآتِ
وفصـآح ـتي وبــلآغ ـةُ آلكلمـآتِ

آنتِ آلرَّوِيُّ وسـج ـعُهُ وبــيآنُهُ
بــل آنتِ قآفيتي وتفعيلآتي

آن غ ـِبــْتِ تهتزُّ آلبــح ـورُ تَرَقُّبــًآ
وآذآ ح ـَضـَرْتِ تَفيضـُ بــ آلنَّغ ـَمـآتِ

آنتِ آلج ـمـآلُ آذآ كتبــتُ بــ كآمـلٍ
وتَقآرُبــُ آلآلح ـآنِ بــ آلرَّقِصـآتِ

وتح ـرَّكتْ مـنكِ آلج ـبــآلُ بــ همـسـةٍ
ولطـآلمـآ آخ ـتآلت بــ ح ـسـنِ ثـبــآتِ

آيقظـْتِ في نفسـي آلمـشـآعرَ كلَّهآ
وآلنفسـُ عآنتْ مـن طـويلِ سـُبــآتِ

آج ـَّج ـْتِ نآرًآ مـن رمـآد عوآطـفي
ك آلبــعثـِ ح ـيًّآ مـن سـح ـيقِ رُفآتِ،

الحمدان
03-19-2024, 12:09 AM
هَيهَاتَ بَعدَكِ أَن تَقَرَّ جَوَانِحِي
أَسَفًا لِبُعدِكِ أَو يَلِينَ مِهَادِي

وَلَهِي عَلَيكِ مُصاحِبٌ لِمَسِيرَتِي
وَالدَّمعُ فِيكِ مُلازِمٌ لِوِسَادِي

فَإِذَا انتَبَهتُ فَأَنتِ أَوَّلُ ذُكرَتِي
وَإِذَا أَوَيتُ فَأَنتِ آخِرُ زَادِي

أَمسَيتُ بَعدَكِ عِبرَةً لِذَوِي الأَسَى
فِي يَومِ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَحِدَادِ


البارودي

الحمدان
03-19-2024, 12:16 AM
كَلِفْتُ بِشَمْسٍ لَا تَرَى الشَّمْسُ وَجْهَهَا أُرَاقِـبُ فِـيـهَـا أَلْـفَ عَـيْـنٍ وَحَـاجِـبِ

مُـمَـنَّـعَـةٍ بِـالْـخَـيْـلِ وَالْـقَـوْمِ وَالْـقَـنَـا وَتَـضْـعُـفُ كُـتْـبِي عَنْ زِحَامِ الْكَتَائِبِ

وَلَـوْ حَـمَـلَـتْ عَـنِّـي الـرِّيَـاحُ تَـحِـيَّـةً لَـمَـا نَـفَـذَتْ بَـيْـنَ الْـقَـنَـا وَالْقَوَاضِبِ

وَمَــا نِـلْـتُ مِـنْـهَـا نَـائِـلًا غَـيْـرَ أَنَّـنِـي أُعَـلِّـلُ نَـفْـسِـي بِـالْأَمَـانِـي الْـكَـوَاذِبِ

أَغَـارُ عَـلَـى حَـرْفٍ يَـكُـونُ مِنِ اسْمِهَا
إِذَا مَـا رَأَتْـهُ الْـعَـيْـنُ فِـي خَـطِّ كَاتِبِ


بهاء الدين زهير

الحمدان
03-19-2024, 12:55 AM
لَئِن بُحتُ بِالشَكوى إِلَيكَ مَحَبَّةً
فَلَستُ لِمَخلوقٍ سِواكَ أَبوحُ

وَإِنَّ سُكوتي إِن عَرَتني ضَرُورَةٌ
وَكِتمانَها مِمَّن أُحِبُّ قَبيحُ

وَما لِيَ أُخفي عَن حَبيبي ضَرورَتي
وَما هُوَ إِلاّ مُشفِقٌ وَنَصيحُ

بِروحِيَ مَن أَشكو إِلَيهِ وَأَنثَني
وَقَد صارَ لي مِن لُطفِهِ لِيَ روحُ

وَلَو لَم يَكُن إِلاّ الحَديثُ فَإِنَّهُ
يُخَفِّفُ أَشجانَ الفَتى وَيُريحُ

وَكَم رُمتُ أَنّي لا أَقولُ فَخِفتُ أَن
يَقولَ لِسانُ الحالِ وَهوَ فَصيحُ

وَكِدتُ بِكِتماني أَصيرُ مُفرِّطاً
فَأَبكي عَلى ما فاتَني وَأَنوحُ

وَأَندَمُ بَعدَ الفَوتِ أَوفى نَدامَةٍ
وَأَغدو كَما لا أَشتَهي وَأَروحُ

تَكَهَّنتُ في الأَمرِ الَّذي قَد لَقيتُهُ
وَلي خَطَراتٌ كُلُّهُنَّ فُتوحُ

فَراسَةُ عَبدٍ مُؤمِنٍ لا كَهانَةٌ
وَمَن هُوَ شِقٌّ عِندَها وَسَطيحُ

فَما حَرَّفَت مِن ذاكَ حَرفاً كَهانَتي
فَلِلَّهِ ظَنّي إِنَّهُ لَصَحيحُ


بهاء الدين زهير

الحمدان
03-19-2024, 12:55 AM
كِتابٌ أَتاني مِن حَبيبٍ وَبَينَنا
لِطولِ التَنائي بَرزَخٌ أَيُّ بَرزَخِ

تَقَدَّمَ لي عَنهُ مِن البُعدِ أُنسُهُ
وَفاحَ إِلَيَّ الطيبُ مِن رَأسِ فَرسَخِ

كَأَنَّ نَسيمَ الرَوضِ عِندَ قُدومِهِ
سَرى بِقَميصٍ بِالعَبيرِ المُضَمَّخِ

لَقَد بانَ مِن تاريخِهِ في هِزَّةٌ
فَقُل في كِتابٍ بِالسُرورِ مُؤَرَّخِ


بهاء الدين زهير

الحمدان
03-19-2024, 12:56 AM
أَيُّها الغافِلُ الَّذي لَيسَ يُجدي
كَثرَةُ اللَومِ فيهِ وَالتَوبيخِ

إِنَّها غَفلَةٌ لَكَ الوَيلُ مِنها
ما رَواها الرُواةُ في تاريخِ

وَكَما قيلَ هَب بِأَنَّكَ أَعمى
كَيفَ تَخفى رَوائِحُ البَطّيخِ


بهاء الدين زهير
العصر المملوكي

الحمدان
03-19-2024, 12:56 AM
وَمُهَفهَفٍ كَالغُصنِ في حَرَكاتِهِ
حُلوِ القَوامِ رَشيقِهِ مَيّادِهِ

صَنَمٍ لَعَمرُكَ ما بَراهُ اللَهُ في
ذا الحُسنِ إِلاّ فِتنَةً لِعِبادِهِ

وَمِنَ العَجائِبِ فِعلُهُ بِمُحِبِّهِ
يَصليهِ ناراً وَهُوَ مِن عُبّادِهِ

وَيُبيحُ للتَعذيبِ في سَهَرِ الدُجى
طَرفَ المُحبِّ وَذاكَ مِن أَجنادِهِ

يا عاذِلي ما كُنتُ أَوّلَ عاشِقٍ
فَتَكَ الغَرامُ بِلُبِّهِ وَفُؤادِهِ

فَالقَلبُ يَعلَمُ أَنَّهُ في غَيِّهِ
لَكِن تَغَطَّت عَنهُ سُبلُ رَشادِهِ

لا تَطلُبَن هَيهاتِ مِنهُ صَلاحَهُ
إِن كانَ رَبُّكَ قَد قَضى بِفسادِهِ



بهاء الدين زهير

الحمدان
03-19-2024, 12:56 AM
أَيا مَعشَرَ الأَصحابِ ما لي أَراكُمُ
عَلى مَذهَبٍ وَاللَهِ غَيرِ حَميدِ

فَهَل أَنتُمُ مِن قَومِ لوطٍ بَقِيَّةٌ
فَما مِنكُمُ مِن فِعلِهِ بِرَشيدِ

فَإِن لَم تَكونوا قَومَ لوطٍ بِعَينِهِم
فَما قَومُ لوطٍ مِنكُمُ بِبَعيدِ



بهاء الدين زهير

الحمدان
03-19-2024, 12:57 AM
إِن كانَ قَد سارَ عَنكَ شَخصي
فَإِنَّ قَلبي أَقامَ عِندَك

وَحَيثُما كُنتَ كُنتَ مَولىً
وَأَينَما كُنتُ كُنتُ عَبدَك


بهاء الدين زهير

الحمدان
03-19-2024, 12:57 AM
جَعَلَ الرُقادَ لِكَي يُواصِلَ مَوعِدا
مِن أَينَ لي في حُبِّهِ أَن أَرقُدا

وَهُوَ الحَبيبُ فَكيفَ أَصبَحَ قاتِلي
وَاللَهِ لَو كانَ العَدُوُّ لَما عَدا

كَم راحَ نَحوي لائِمٌ وَغَدا وما
راحَ المَلامُ بِمَسمَعَيَّ وَلا غَدا

في كُلِّ مُعتَدِلِ القَوامِ مُهَفهَفٍ
حُلوِ التَثَنّي وَالثَنايا أَغيَدا

يَحكي الغَزالَةَ بَهجَةً وَتَباعُداً
وَيَقولُ قَومٌ مُقلَةً وَمُقَلَّدا

وَكَذاكَ قالوا الغُصنُ يُشبِهُ قَدَّهُ
يا قَدَّهُ كُلُّ الغُصونِ لَكَ الفِدا

يا رامِياً قَلبي بِأَسهُمِ لَحظِهِ
أَحَسِبتَ قَلبي مِثلَ قَلبِكَ جَلمَدا

وَهَواكَ لَولا جورُ أَحكامِ الهَوى
ما باتَ طَرفي في هَواكَ مُسَهَّدا

وَإِلَيكَ عاذِلُ عَن مَلامَةِ مُغرَمٍ
ما أتَهَمَ العُذّالُ إِلا أَنجَدا

أَوَما تَرى ثَغرَ الأَزاهرِ باسِماً
فَرَحاً وَعُريانَ الغُصونِ قَد اِرتَدى

وَقَفَ السَحابُ عَلى الرُبى مُتَحَيِّراً
وَمَشى النَسيمُ عَلى الرِياضِ مُقَيَّدا

وَيَشوقُني وَجهُ النَهارِ مُلَثَّماً
وَيَروقُني خَدُّ الأَصيلِ مَوَرَّدا

وَكَأَنَ أَنفاسَ النَسيمِ إِذا سَرَت
شَكَرَت لِمَجدِ الدينِ مَولانا يَدا

مَولىً لَهُ في الناسِ ذِكرٌ مُرسَلٌ
وَنَدىً رَوَتهُ السُحُبُ عَنهُ مُسنَّدا

أَلِفَ النَدى وَالسَيفَ راحةُ كَفِّهِ
فَهُما هُناكَ مُعرَّباً وَمُهَنَّدا

وَإِذا اِستَقَلَ عَلى الجَوادِ كَأَنَّهُ
ظامٍ وَقَد ظَنَّ المَجَرَّةَ مَورِدا

جَعَلَ العِنانَ لَهُ هُنالِكَ سُبحَةً
وَغَدا لَهُ سَرجُ المُطَهَّمِ مَسجِدا

مَولىً بَدا مِن غَيرِ مَسأَلَةٍ بِما
حازَ المُنى كَرَماً وَعادَ كَما بَدا

وَأَنالَ جوداً لا السَحابُ يُنيلُهُ
يَوماً وَإِن كانَ السَحابُ الأَجوَدا

يُعزى لِقَومٍ سادَةٍ يَمَنِيَّةٍ
أَعلى الوَرى قَدراً وَأَزكى مَحتِدا

الحالِبينَ البُدنَ مِن أَوداجِها
وَالموقِدينَ لَها القَنا المُتَقَصِّدا

وَالغالِبينَ عَلى القُلوبِ مَهابَةً
وَالواصِلينَ إِلى القُلوبِ تَوَدُّدا

وَإِذا الصَريخُ دَعاهُمُ لمُلِمَّةٍ
جَعَلوا صَليلَ المُرهَفاتِ لَهُ صَدى

يا سَيِّداً لِلمَكرُماتِ مُشَيِّداً
لا فُلَّ غَربُكَ سَيِّداً وَمُشَيِّدا

لَكَ في المَعالي حُجَّةٌ لا تُدعى
لِمُعانِدٍ وَمَحَجَّةٌ لا تُهتَدى

وَافاكَ شَهرُ الصَومِ يا مَن قَدرُهُ
فينا كَليلةِ قَدرِهِ لَن يُجحَدا

وَبَقَيتَ حَيّاً أَلفَ عامٍ مِثلَهُ
مُتَضاعِفاً لَكَ أَجرُهُ مُتَعَدِّدا

وَالدَهرُ عِندَكَ كُلُّهُ رَمَضانُ يا
مَن لَيسَ يَبرَحُ صائِماً مُتَهَجِّدا



بهاء الدين زهير

الحمدان
03-19-2024, 12:58 AM
تُرى هَل عَلِمتُم ما لَقيتُ مِنَ البُعدِ
لَقَد جَلَّ ما أُخفيهِ مِنكُم وَما أُبدي

فِراقٌ وَوَجدٌ وَاِشتِياقٌ وَلَوعَةٌ
تَعَدَّدَتِ البَلوى عَلى واحِدٍ فَردِ

رَعى اللَهُ أَيّاماً تَقَضَّت بِقُربِكُم
كَأَنّي بِها قَد كُنتُ في جَنَّةِ الخُلدِ

هَبوني امرَأً قَد كُنتُ بِالبَينِ جاهِلاً
أَما كانَ فيكُم مَن هَداني إِلى الرُشدِ

وَكُنتُ لَكُم عَبداً وَلِلعَبدِ حُرمَةٌ
فَما بالُكُم ضَيَّعتُمُ حُرمَةَ العَبدِ

وَما بالُ كُتبي لا يُرَدُّ جَوابُها
فَهَل أُكرِمَت أَن لا تُقابَلَ بِالرَدِّ

فَأَينَ حَلاواتُ الرَسائِلِ بَينَنا
وَأَينَ أَماراتُ المَحَبَّةِ وَالوُدِّ

وَما لِيَ ذَنبٌ يَستَحِقُّ عُقوبَةً
وَيا لَيتَها كانَت بِشَيءٍ سِوى الصَدِّ

وَيا لَيتَ عِندي كُلَّ يَومٍ رَسولَكُم
فَأُسكِنَهُ عَيني وَأُفرِشَهُ خَدّي

وَإِنّي لَأَرعاكُم عَلى كُلِّ حالَةٍ
وَحَقِّكُمُ أَنتُم أَعَزُّ الوَرى عِندي

عَليكُم سَلامُ اللَهِ وَالبُعدُ بَينَنا
وَبِالرَغمِ مِنّي أَن أُسَلِّمَ مِن بُعدِ



بهاء الدين زهير

الحمدان
03-19-2024, 10:46 PM
‏أقسَى الأحبّةِ صاحبٌ تُبدي لهُ
‏ما تشتكيهِ مِن الحياةِ فيَعتَبُ!

‏وتظنُّهُ الصدرَ الحنونَ فإذْ بهِ
‏متفلسِفٌ يَهْذي عليكَ ويُطنِبُ

‏قد كان يَكْفي لو حَوَاكَ بنظرةٍ
‏أو همسةٍ يَسْلو بها المتعَذِّبُ

‏بعضُ العتابِ غباوةٌ وجفاوةٌ
‏والصمتُ من بعضِ الأحبّةِ أطيَبُ!

الحمدان
03-19-2024, 10:47 PM
أصيب جمال الدين بن نباتة رحمه الله بابنِه
فرثاه بحرقة في قصيدة طويلة، جاء في مطلعها:

‏اللهٌ جارُكَ، إنّ دمعيَ جاري
‏يا مُوحِشَ الأوطانِ والأوْطارِ

‏لمّا سكنتَ مِن التّرابِ حديقةً
‏فاضت عليك العينُ بالأنهار

‏شَتّانَ ما حالي وحالُكَ، أنت في
‏غُرَفِ الجِنان ومُهجَتي في النار


لَيتَ الرَّدى إذْ لم يدَعْكَ أَهابَ بي
‏حتى ندومَ معًا على مِضمارِ

‏ما كنتَ إلّا مِثلَ لَمحَةِ بارقٍ
‏ولّى وأغْرى الجَفْنَ بالإمطارِ

‏أبكيكَ ما بكَتِ الحمامُ هَديلَها
‏وأحِنُّ ما حَنَّتْ إلى الأوْكارِ

‏أبكي بمُحْمَرِّ الدّموعِ، وإنّما
‏تبكي العيونُ نظيرَها بنُضَارِ

‏النُّضار: الذهب


قالوا: صغيرا، قلت: إنّ، وربّما
‏كانت به الحَسَراتُ غيرَ صِغارِ

‏"إنّ" هنا بمعنى نعم

‏وأحقُّ بالأحزان: ماضٍ لم يُسِئْ
‏بِيَدٍ ولا لَسَنٍ ولا إضمارِ

‏نائي اللِّقا، وحِماهُ أقرَبُ مَطرَحًا
‏يا بُعْدَ مجتَمَعٍ وقُربَ مَزارِ

‏لَهْفي لِغُصنٍ راقَني بنباتِه
‏لو أمْهَلَتْه التُّرْبُ للإثمارِ

أَعْزِزْ عليّ بأنْ رحلتَ ولم تَخُضْ
‏أقدامُ فِكرِكَ أبحُرَ الأشعارِ

‏يتمنى لو بقي وتذوّق الشعرَ، شعرَ أبيه

‏أبُنَيَّ إن تُكْسَ الترابَ، فإنّه
‏غاياتُ أجمَعِنا، وليس بعارِ

‏ما في زمانِك ما يَسُرُّ مؤمِّلا
‏فاذهَبْ كما ذهب الخيالُ السّاري

‏لو أنّ أخباري إليكَ توصَّلَت
‏لَبَكَيتَ في الجنّات مِن أخباري:

‏أحزانُ مُدَّكِرٍ ووحشةُ مُفرَدٍ
‏ومقامُ مَضْيَعَةٍ وذُلُّ جِوارِ

‏نَمْ وادِعًا، فلقد تقَرَّح ناظِري
‏سهَرًا، ونامت أعيُنُ السُّمّارِ


تبًّا لِعادِيَةِ الزمانِ على الفتى
‏ولقد حذِرتُ،وما أفاد حِذَاري

‏وحوَيتُ دينارا لوجهِكَ، فانتَحَى
‏صَرْفُ المَنُونِ، وراح بالدّينار

‏جمعتُ لك المالَ فذهب بك الموت

‏أبنيّ إني قد كنزتُك في الثَّرى
‏فانفَعْ أباك بساعةِ الإقتار

‏إن تَسقِه في الحشرِ شربةَ كوثرٍ
‏فلقد سقَتك جفونُه بغِزارِ


أبُنيّ: إن تَبعُدْ فإنّ مدى اللِّقا
‏بيني وبينك مُسرِعُ التّيّارِ

‏أي:سألقاك عند موتي،وما أسرع لقياك.وما أحسن قوله "مسرع التيار" وما ألطف موقعها

‏ثم ختم فقال

‏كُتِب الفناءُ على الشواهد حجّةً
‏غَنِيَت عن الإقرار والإنكار

‏فلتُظْهِرِ الفِطَنُ الثواقِبُ عجزَها
‏فظهورُه سرٌّ مِن الأسرار

الحمدان
03-19-2024, 10:51 PM
يحكى أن الشاعر العباسي "أبو نواس" خرج
يوماً يمشي في أحد أحياء الكوفه قُبَيل عيد
الأضحى فرأى أعرابياً معه أغنام يسوقها

فابتدره قائلاً :

أيا صاحب الذود اللواتي يسوقها
بكم ذلك الكبش الذي قد تقدما

فأجابه الأعرابي على الفور، و شعراً من نفس الوزن والرويّ

قال :
أبِيعُكَهُ إن كنت تبغي شراءَه
و لم تكُ مزَّاحاً بعشرين درهما

فقال أبو نواس :
(ولاحظوا الجمال في المبايعةِ شعراً)

قال :
أجَدْتَ هداك الله رجع جوابنا
فأحسن إلينا إن أردت تَكَرُّما

فقال الأعرابي :

أحطّ من العشرين خمساً لأنني
أراك ظريفًا فاقْبِضَنه مُسَلِّماً

بيْد أن أبا نواسٍ انصرف
و يحكى أن الناس الذين كانوا متجمعين يشهدون هذه المفاصلة في السعر بالشعر.

قالوا للأعرابي: أتدري من كنت تكلم؟

قال: لا

قالوا: إنه "أبو نواس"

فما كان من الرجل إلا أن حمل الكبش وأسرع
حتى أدرك أبا نواس فأقسم له إن لم يأخذه
هدية منه خالصه ليتركنّ كل غنمه في الطريق.

فأخذها أبو نواسٍ، وسأل عن الرجل...!؟

فقالوا : إنه أعرابيٌ من "باهلة".

فقال :

و باهليٍ من الأعرابِ منتخبِ
جادت يداه بِوَافي القرنِ والذنَبِ

فإن يكنُ باهِلِياً عند نسبَتهِ
فَفعْله قرشيٌ كامِل الحسب.

الحمدان
03-19-2024, 10:52 PM
يقول المهلهل سالم بن ربيعة في قصيدة
حماسية تعد من أجمل قصائده:

لَمّا نَعى الناعي كُلَيباً أَظلَمَت
شَمسُ النَهارِ فَما تُريدُ طُلوعا

قتلوا كُلَيباً ثُمَّ قالوا أَرتِعوا
كَذَبوا لقد مَنَعوا الجِيادَ رُتوعا

كَلّا وَأَنصابٍ لَنا عادِيَّةٍ
مَعبودَةٍ قَد قُطِّقَت تَقطيعا

حتى أُبيدَ قَبيلَةً وقبيلةً
وقبيلةً وَقَبيلَتَينِ جَميعا

وتذوقَ حَتفاً آلُ بَكرٍ كُلُّها
وَنَهُدَّ منها سَمكَها المَرفوعا

حتى نَرى أَوصالَهُم وَجَماجِماً
منهم عليها الخامِعاتُ وُقوعا

ونرى سِباعَ الطَيرِ تَنقُرُ أَعيُناً
وَتَجُرُّ أَعضاءً لهم وَضُلوعا

وَالمَشرَفِيَّةَ لا تُعَرِّجُ عَنهُمُ
ضَرباً يُقُدُّ مَغافِراً وَدُروعا

والخيلُ تقتحمُ الغُبارَ عَوابِساً
يوم الكريهةِ ما يُرِدنَ رُجوعا

الحمدان
03-19-2024, 10:55 PM
‏أهلًا وسَهلًا يا حَبيبُ ومَرحبًا
يا جنّـةَ الأرواحِ يا رمضانُ

هبَّتْ نسائمُكَ الزَّكيَّةُ فانْتشَى
قَلبُ المُحبِّ وأزهِر الوجدانُ

رَمضْان؛ هَذي الرُّوحُ فِي أشُواقِهَا
ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ

الحمدان
03-19-2024, 10:56 PM
لَم تعرفِ الدّنيا كحُبِّ محمدٍ
‏حُباً تجاوزَ في تساميهِ المدى

‏مَن لم يذُق في العُمرِ لذّةَ حُبهِ
‏أنّى لهُ يلقى لِحُبٍ مَورِدا

‏يا ربّ أسعِدنا برؤيةِ وجههِ
‏فالشوقُ زادَ مع الحياةِ توقُّدا

‏صلّى عليكَ إِلاهُنا ما أشرَقتْ
‏شَمسٌ وما لبّى المُصلّون النِّدا

الحمدان
03-20-2024, 03:09 AM
تَرَونَ بُلوغَ المَجدِ أَنَّ ثِيابَكُم
يَلوحُ عَلَيكُم حُسنُها وَبَصيصُها

وَلَيسَ العُلا دُرّاعَةٌ وَرِداؤُها
وَلا جُبَّةٌ مَوشِيَّةٌ وَقَميصُها

وَإِلّا كَما اِستَنَّ الثَوابيُّ إِذ جَرَت
عَلى عادَةٍ أَثوابُهُ وَخُروصُها

يُخَصُّ بَهاءً في العُيونِ وَقيمَةً
وَيَبذُلُها حَتى يَعُمَّ خُصوصُها

يَبيتُ عَلى الإِخوانِ غالي ثِيابِهِ
وَيُصبِحُ مَتروكاً عَلَيهِ رَخيصُها


البحتري

الحمدان
03-20-2024, 03:10 AM
أَتَيتُكَ تائِباً مِن كُلِّ ذَنبٍ
أُبادِرُ مُنيَتي وَحُلولَ رَمسي

أَسَأتُ فَأَنعِمي وَتَدارَكيني
بِعَفوٍ مِنكِ قَبلَ خُروجِ نَفسي

مَضى أَمسي وَقَد حُمِّلتُ جَهداً
وَأَصبَحتُ الغَداةَ بِحالِ أَمسي


البحتري

الحمدان
03-20-2024, 03:10 AM
كُلُّ المَظالِمِ رُدَّت غَيرَ مَظلَمَةٍ
مَجرورَةٍ في مَواعيدِ اِبنِ عَبّاسِ

مَنعَتَني فَرحَةَ النُجحِ الَّذي اِلتَمَسَت
نَفسي فَلا تَمنَعَنّي راحَةَ الياسِ



البحتري

الحمدان
03-20-2024, 03:11 AM
يَشوقُكَ تَوخيدُ الجِمالِ القَناعِسِ
بِأَمثالِ غِزلَنِ الصَريمِ الكَوانِسِ

بِبيضٍ أَضاءَت في الخُدورِ كَأَنَّها
نُجومُ دُجاً جَلَّت سَوادَ الحَنادِسِ

صَدَدنَ بِصَحراءِ الأَريكِ وَرُبَّما
وَصَلنَ بِأَحناءِ الدَخولِ فَراكِسِ

ظِباءٌ ثَناها الشَيبُ وَحشاً وَقَد تُرى
لِرَيعِ الشَبابِ وَهيَ جِدُّ أَوانِسِ

إِذا هِجنَ وَسواسُ الحُلِيِّ تَوَلَّعَت
بِنا أَريَحِيّاتُ الجَوى وَالوَساوِسِ

وَمِنهُنَّ مَشغولٌ بِهِ الطَرفُ هارِبٌ
بِعَينَيهِ مِن لَحظِ المُحِبِّ المُخالِسِ

يُخَبِّرُ عَن غُصنٍ مِنَ البانِ مائِدٍ
إِذا اِهتَزَّ في ضَربٍ مِنَ الدَلِّ مائِسِ

عَذيرَيَ مِن رَجعِ الهُمومِ الهَواجِسِ
وَمِن مِنزِلٍ لِلعامِرِيَّةِ دارِسِ

وَلَوعَةِ مُشتاقٍ تَبيتُ كَأَنَّها
إِذا اِضطَرَمَت في الصَدرِ شُعلَةُ قابِسِ

لِيَهنَأ بَني يَزدادَ أَنَّ أَكُفَّهُم
خَلائِفُ أَنواءِ السَحابِ الرَواجِسِ

ذَوو الحَسَبِ الزاكي المُنيفِ عُلُوُّهُ
عَلى الناسِ وَالبَيتِ القَديمِ القُدامِسِ

إِذا رَكِبوا زادوا المَراكِبَ بَهجَةً
وَإِن جَلَسوا كانوا بُدورَ المَجالِسِ

بَنو الأَبحُرِ المَسجورَةِ لفَيضِ وَالظُبا ال
قَواضِبِ عِتقاً وَالأُسودِ العَنابِسِ

لَهُم مُنتَماً في هاشِمٍ بِوَلائِهِم
يُوازي عُلاهُم في أَرومَةِ فارِسِ

وَأَقلامُ كُتّابٍ إِذا ما نَصَصتَها
إِلى نَسَبٍ كانَت رِماحَ فَوارِسِ

يَرَونَ لِعَبدِ اللَهِ فَضلَ مَهابَةٍ
تُطَأطِئُ لَحظَ الأَبلَخِ المُتَشاوِسِ

لَنِعمَ ذُرى الآمالِ يَتبَعنَ ظِلَّهُ
وَوِردُ مُحَلّاةِ الظُنونِ الخَوامِسِ

مُلوكٌ وَساداتٌ عِظامٌ جُدودُهُم
وَأَخوالُهُ مِن أَمجَدينَ أَشاوِسِ

بِهِم تُجتَلى الطَخياءُ عَن كُلِّ حِندِسٍ
وَأَوجُهُهُم مِثلُ البُدورِ القَوابِسِ

تُرَدُّ شَذاةُ الدَهرِ مِنهُ بِمُسرِعٍ
إِلى المَجدِ لا الواني وَلا المُتَقاعِسِ

بِأَبلَجَ ضَحّاكٍ إِلَينا بِما اِنطَوَت
عَلى مَنعِهِ كُلحُ الوُجوهِ العَوابِسِ

وَمُستَحصِدِ التَدبيرِ لِلفَيءِ جامِعٍ
وَلِلدّينِ مُحتاطٍ وَلِلمُلكِ حارِسِ

يُجاري أَباً ساسَ الخِلافَةَ دَهرَهُ
بِرَأيِ مُعانٍ لِلأُمورِ مُمارِسِ

وَلَيسَ يُلَقّى الحَزمَ إِلّا اِبنُ حازِمٍ
وَلَيسَ يَسوسُ الناسَ إِلّا ابنُ سائِسِ

يُخَلّي الرِجالُ مَجدَكُم لا تَرومُهُ
وَهُم نابِهو الأَخطارِ شَمُّ المَعاطِسِ

وَلَم أَرَ مِثلَ المَجدِ ضَنَّت بِغَيرِهِ
وَجادَت بِهِ نَفسُ الحَسودِ المُنافِسِ

وَلا كَالعَطايا يَشرُفُ النَجمُ ما بَنَت
وَهُنَّ مَنالٌ لِلأَكُفِّ اللَوامِسِ

أَبا صالِحٍ إِنَّ المَحامِدَ تَلتَقي
بِساحَةِ رَحبٍ مِن فِنائِكَ آنِسِ

بِحَيثُ الثَرى رَطبٌ يَرِفُّ نَباتُهُ
رَفيفاً وَعَهدُ الدَهرِ لَيسَ بِخائِسِ

تَقَيَّلتَ مِن أَخلاقِ يَزدادَ أَنجُماً
تَوَقَّدُ في داجٍ مِنَ اللَيلِ دامِسِ

وَمابَرِحَت تُدني نَجاحاً لِآمِلٍ
مُرَجٍّ وَتَستَدعي رَجاءً لِآيِسِ

وَكانَ عَطاءُ اللَهِ قَبلَكَ كَاِسمِهِ
لِعافٍ ضَريكٍ أَولِأَسيانِ بائِسِ

فِداؤُكَ أَبناءُ الخُمولِ إِذا هُمُ
أَلاموا وَأَربابُ الخِلالِ الخَسائِسِ

وَإِن كُنتَ قَد أَخَّرتَ ذِكرَ مَعونَتي
وَأَلغَيتَ رَسمي في الرُسومِ الدَوارِسِ


البحتري

الحمدان
03-20-2024, 03:12 AM
أَبا الطَيِبِ اِسمَع لا سَمِعتُ بِحادِثٍ
عَلَيكَ وَلازِلتَ المُجيرَ عَلى الدَهرِ

لِشَكوايَ إِنّي لِلَّذي قَد أَظَلَّني
مِنَ البَينِ أَخشى أَن أَموتَ وَلا أَدري

فَوَاللَهِ ما أَختارُ مِن بَعدِكَ الغِنى
وَقُربُكَ أَشهى مِنهُ عِندي مَعَ الفَقرِ

وَحَسبُكَ أَنَّ العَزلَ أَحسَنُ مَوقِعاً
لَدَيَّ لِأَدنو مِنهُ مِن عَمَلي مِصرِ

إِذا كُنتُ مِن خَوفِ الفِراقِ مُدَلَّهاً
وَدارُكَ مِنّي ياِبنَ موسى عَلى فِترِ

فَكَيفَ تَراني إِن تَرَحَّلتَ صانِعاً
إِلى بَلَدٍ أَقوَت مَعالِمُهُ قَفرِ

أُقيمُ وَحيداً فيهِ أَندُبُ رَبعَهُ
وَآسى عَلى أَيّامِنا الجِدِّ وَالغُرِّ

أَأَصبِرُ لا وَاللَهِ ما لي تَجَلُّدٌ
فَأَسلو وَلا عَن حُسنِ وَجهِكَ مِن صَبرِ

فَسِيّانِ عِندي رِحلَتي عَنكَ طائِعاً
وَأَنتَ مُقيمٌ وَاِنتِقالي إِلى قَبري


البحتري

الحمدان
03-20-2024, 03:12 AM
مَرِضتَ فَأَمرَضتَ القُلوبَ وَجانَبَت
كَراها جُفونٌ مايَجِفُّ لَها شُفرُ

فَلا سُقِيَت مِصرٌ وَلا مَدَّ نيلُها
وَلادَبَّ في أَغصانِها الوَرَقُ النَضرُ

أَتَحسِبُ مِصرٌ أَنَّ قَلبي يُحِبُّها
وَقَد جَرَّعَتني فيكَ ما جَرَّعَت مِصرُ

طَغى إِذ جَرَت أَنهارُها تَحتَ عَرشِهِ
وَتاهَ بِها فِرعَونُ تيهاً هُوَ الكُفرُ

فَلا جُزِيَت مِصرٌ لِذاكَ اِحتَقَرتُها
وَلَم تَرَ شَيئاً أَن جَرى تَحتَكَ البَحرُ


البحتري

الحمدان
03-20-2024, 03:12 AM
يا مَن يُماطِلُني وَصلي بِإِنكارِ
ماذا الجَفاءُ وَما بِالوَصلِ مِن عارِ

إِنّي أُعيذُكَ أَن تَزهو عَلى دَنِفٍ
حَيرانَ قَد صارَ بَينَ البابِ وَالدارِ

أَو مُستَجيراً بِوَصلٍ مِنكَ تَرحَمُهُ
مِثلَ الَّذي قالَ في سِرٍّ وَإِجهارِ

المُستَجيرُ بِعَمرٍ عِندَ كُربَتِهِ
كَالمُستَجيرِ مِنَ الرَمضاءِ بِالنارِ


البحتري
العصر العباسي

الحمدان
03-20-2024, 03:15 AM
اِقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً
إِن بَرَّ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا

فَقَد أَطاعَكَ مَن أَرضاكَ ظاهِرُهُ
وَقَد أَضَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا

خَيرُ الخَليلَينِ مَن أَغضى لِصاحِبِهِ
وَلَو أَرادَ اِنتِصاراً مِنهُ لَاِنتَصَرا



البحتري

الحمدان
03-20-2024, 03:46 AM
يُسَمّونَ بِالجَهلِ عَبدَ الرَحيمِ
وَعَبدَ العَزيزِ وَعَبدَ الصَمَد

وَما بَلَغوا أَن يَكونوا لَهُ
عَبيداً وَذَلِكَ أَقصى الأَمَد

وَلَكِنَّهُ خالِقُ العالَمينَ
ذائِبِ أَجزائِهِم وَالجَمَد

تَعَمَّدهُ يُغنِكَ بِالهَدي أَن
تُدَرِّسَ مُغَنيَّهُم وَالعُمَد

إِذا كانَ ما نالَني بِالقَضاءِ
فَمِن سوءِ رَأيِيَ طولَ الكَمَد

وَلم يَبقَ في الأَمرِ مِن حيلَةٍ
فَيُقصَرَ مِن عُمُرٍ أَو يُمَدّ

وَإِنَّ ثُمَوداً أَتَت بَحَرهُم
خُطوبٌ فَما تَرَكَت مِن ثَمَد

رَأَيتُ الفَتى شَبَّ حَتّى اِنتَهى
وَما زالَ يَفنى إِلى أَن هَمَد

كَمِصباحِ لَيلٍ بَدا يَستَنيرُ
ثُمَّ تَناقَصَ حَتّى خَمَد

وَلَولا الَّذي بانَ حُّكمِهِ
لَقُلنا طَويلُ زَمانٍ سَمَد

إِذا طَفِئَت في الثَرى أَعيُنٌ
فَقَد أَمِنَت مِن عَماً أَو رَمَد



أبو العلاء المعري

الحمدان
03-20-2024, 03:46 AM
إِذا اِجتَمَعَ اِثنانِ في مَنزِلٍ
عَلى خَربَةٍ فُضِحا لِلأَبَد

تُبَدُّ الحُظوظُ عَلى أَهلِها
وَلَكِن تُبادُ وَمَن لَم يُبَد

وَفي وَحدَةِ المَرءِ سِترُ لَهُ
فَكُن مِثلَ سَيفِكَ حِلفَ الرُبَد

وَلا تَعرِضَنَّ لِبِنتِ الكُرومِ
أُختِ السُرورِ وَأُمِّ الزَبَد

فَإِن وَسَّعَت لِلفَتى ساعَةً
فَسَوفَ تُغادِرُهُ في كَبَد

وَمَا زِلتَ بَعدَ غُرابِ الصِبا
قَرينَ البُزاةِ فَقَع يا لُبَد



أبو العلاء المعري

الحمدان
03-20-2024, 03:46 AM
اِذكُر إِلَهَكَ إِن هَبَبتَ مِنَ الكَرى
وَإِذا هَمَمتَ لِهَجعَةٍ وَرُقادِ

إِحذَر مَجيئَكَ في الحِسابِ بِزائِفٍ
فَاللَهُ رَبُّكَ أَنقَدُ النُقّادِ

تَغشى جَهَنَّمَ دَمعَةٌ مِن تائِبٍ
فَتَبوخُ وَهِيَ شَديدَةُ الإيقادِ


أبو العلاء المعري

الحمدان
03-20-2024, 03:47 AM
اللَهُ صَوَّرَني وَلَستُ بِعالِمٍ
لِمَ ذاكَ سُبحانَ القَديرِ الواحِدِ

فَلتَشهَدِ الساعاتُ وَالأَنفاسُ لي
أَنّي بَرِئتُ مِن الغَوِيِّ الجاحِدِ


أبو العلاء المعري

الحمدان
03-20-2024, 03:47 AM
إِركَع لِرَبِّكَ في نَهارِكَ وَاِسجُدِ
وَمَتى أَطَقتَ تَهَجُّداً فَتَهَجَّدِ

وَإِذا غَلا البُرُّ النَقِيُّ فَشارِكِ ال
فَرَسَ الكَريمَ وَساوِ طِرفَكَ تَمجُدِ

وَاِجعَل لِنَفسِكَ مِن سَليطِ ضِيائِها
أُدماً وَنَزرَ حَلاوَةٍ مِن عُنجُدِ

وَاِرسُم بِفَخّارِ شَرابَكَ لاتُرِد
قَدَحَ اللُجَينِ وَلا إِناءَ العَسجَدِ

يَكفيكَ صَيفَكَ مِن ثِيابِكَ ساتِرٌ
وَإِذا شَتَوتَ فَقِطعَةٌ مِن بُرجُدِ

أَنهاكَ أَن تَلِيَ الحُكومَةَ أَو تَرى
حِلفَ الخَطابَةِ أَو إِمامَ المَسجِدِ

وَذَرِ الإِمارَةَ وَاِتِّخاذَكَ دِرَّةً
في المِصرِ يَحسَبُها حُسامَ المُنجِدِ

تِلكَ الأُمورُ كَرِهتُها لِأَقارِبٍ
وَأَصادِقٍ فَابخَل بِنَفسِكَ أَو جُدِ

وَلَقَد وَجَدتُ وَلاءَ قَومٍ سُبَّةً
فَاِصرِف وَلاءَكَ لِلقَديمِ الموجِدِ

وَلِتَحلَ عِرسُكَ بِالتُقى فَنِظامُهُ
أَسنى لَها مِن لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ

كُلٌّ يَسبَحُ فَاِفهَمِ التَقديسَ في
صَوتِ الغُرابِ وَفي صُياحِ الجُدجُدِ

وَاِنزِل بِعِرضِكَ في أَعَزِّ مَحَلَّةٍ
فَالغَورُ لَيسَ بِمَوطِنٍ لِلمُنجِدِ



أبو العلاء المعري

الحمدان
03-20-2024, 03:47 AM
كَأَنّي كُنتُ في أَزمانِ عادٍ
أُعاشِرُ آلَ قَيلٍ أَو مُرَيدِ

وَما عَفَتِ الحَوادِثُ عَن شُجاعٍ
فَتَعفو عَن عُتَيبَةَ أَو دُرَيدِ

أُريدُ الآنَ مَغفِرَةً فَإِنّي
أُراقِبُ حَتفَ مُغفِرَةٍ بِرَيدِ

وَإِنَّ صَوارِدَ الأَيّامِ تَأتي
عَلى عِقبانِها وَعَلى الصُرَيدِ


أبو العلاء المعري

الحمدان
03-20-2024, 03:48 AM
أُمامَةُ كَيفَ لي بِإِمامِ صِدقٍ
وَدائي مُشرِقي فَمَتى مَعادي

فَخافي شِرَّتي وَدَعي رَجائي
فَإِنّي مِثلَ عادِ الناسِ عادِ

كَنودٌ جاءَنا مِنها كُنودٌ
وَأَعيا القَومَ سَعدٌ مِن سُعادِ

أَما لَكُم بَني الدُنِّيا عُقولٌ
تَصُدُّ عَنِ التَنافُسِ وَالتَعادي

أَسُنَّتُنا المَآلُ إِلى صَعيدٍ
فَما بالُ الأَسِنَّةِ وَالصِعادِ

وَمَن يَكُ حَظُّهُ مِنكُم دُنُوّاً
فَإِنَّ أَجَلَّ حَظّي في البُعادِ

وَقَد جَرَّبتُكُم فَوَجَدتُ جَهلاً
مُبيناً في السِباطِ وَفي الجِعادِ

أَذاةٌ مِن صَديقٍ أَو عَدوٍّ
فَبُؤسٌ لِلأَصادِقِ وَالأَعادي

وَتَغدِرُ هَذِهِ الأَيّامُ مِنّي
كَما أَغدَرنَ مِن إِرَمٍ وَعادِ



أبو العلاء المعري

الحمدان
03-20-2024, 03:48 AM
أَما عَرَفَ المُقيمُ بِأَرضِ مِصرٍ
وَميضَ بَوارِقٍ وَدَوِيَّ رَعدِ

وَرُبَّ غَمامَةٍ نَشَأَت فَزالَت
وَلَيسَ ثَرى مَحَلَّتِنا بِجَعدِ

إِذا رُزِقَ الفَتى في المَحلِ جَدّاً
رَعى ما شاءَ مِن ثَعدٍ وَمَعدِ

وَما نالَت خِلافَتَها قُرَيشُ
وَأَرغِمَ سَعدُها إِلّا بِسَعدِ

فَإِنَّ لِهَذِهِ الدُنِّيا طَريقاً
عَلَيهِ يَمُرُّ مَن قَبلي وَبَعدي

أَِذا وَعَدَتكَ خَيراً ما طَلَتهُ
وَهَل يُرجى لَها إِنجازُ وَعدِ

فَزَجِّ العَيشَ مِن صَفوٍ وَرَنقٍ
وَدَع شَجَنَيكَ مِن هِندٍ وَدَعدِ

وَلا تَجلِس إِلى أَهلِ الدَنايا
فَإِنَّ خَلائِقَ السُفَهاءِ تُعدي



أبو العلاء المعري

الحمدان
03-20-2024, 10:32 PM
هَيهَاتَ بَعدَكِ أَن تَقَرَّ جَوَانِحِي
أَسَفًا لِبُعدِكِ أَو يَلِينَ مِهَادِي

وَلَهِي عَلَيكِ مُصاحِبٌ لِمَسِيرَتِي
وَالدَّمعُ فِيكِ مُلازِمٌ لِوِسَادِي

فَإِذَا انتَبَهتُ فَأَنتِ أَوَّلُ ذُكرَتِي
وَإِذَا أَوَيتُ فَأَنتِ آخِرُ زَادِي

أَمسَيتُ بَعدَكِ عِبرَةً لِذَوِي الأَسَى
فِي يَومِ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَحِدَادِ

البارودي

الحمدان
03-21-2024, 02:22 AM
وَدَّ جَريرُ اللُؤمِ لَو كانَ عانِياً
وَلَم يَدنُ مِن زَأرِ الأُسودِ الضَراغِمِ

فَإِن كُنتُما قَد هِجتُماني عَلَيكُما
فَلا تَجزَعا وَاِستَسمِعا لِلمُراجِمِ

لَمِردى حُروبٍ مِن لَدُن شَدَّ أَزرَهُ
مُحامٍ عَنِ الأَحسابِ صَعبِ المَظالِمِ

غَموسٍ إِلى الغاياتِ يُلفى عَزيمُهُ
إِذا سَإِمَت أَقرانُهُ غَيرَ سائِمِ

تَسورُ بِهِ عِندَ المَكارِمِ دارِمٌ
إِلى غايَةِ المُستَصعَباتِ الشَداقِمِ

رَأَتنا مَعَدٌّ يَومَ شالَت قُرومُها
قِياماً عَلى أَقتارِ إِحدى العَظائِمِ

رَأَونا أَحَقَّ اِبنَي نِزارٍ وَغَيرِهِم
بِإِصلاحِ صَدعٍ بَينَهُم مُتَفاقِمِ

حَقَنّا دِماءَ المُسلِمينَ فَأَصبَحَت
لَنا نِعمَةٌ يُثنى بِها في المَواسِمِ

عَشِيَّةَ أَعطَتنا عُمانَ أُمورَها
وَقُدنا مَعَدّاً عَنوَةً بِالخَزائِمِ

وَمِنّا الَّذي أَعطى يَدَيهِ رَهينَةً
لِغارَي مَعَدٍّ يَومَ ضَربِ الجَماجِمِ

كَفى كُلَّ أُمٍّ ما تَخافُ عَلى اِبنِها
وَهُنَّ قِيامٌ رافِعاتُ المَعاصِمِ

عَشِيَّةَ سالَالمِربَدانِ كِلاهُما
عَجاجَةَ مَوتٍ بِالسُيوفِ الصَوارِم

هُنالِكَ لَو تَبغي كُلَيباً وَجَدتَها
بِمَنزِلَةِ القِردانِ تَحتَ المَناسِمِ

وَما تَجعَلُ الظِربى القِصارَ أُنوفُها
إِلى الطِمِّ مِن مَوجِ البِحارِ الخَضارِمِ

لَهاميمُ لا يَسطيعُ أَحمالَ مِثلِهِم
أَنوحٌ وَلا جاذٍ قَصيرُ القَوائِمِ

يَقولُ كِرامَ الناسِ إِذ جَدَّ جِدُّنا
وَبَيَّنَ عَن أَحسابِنا كُلُّ عالِمِ

عَلامَ تَعَنّى يا جَريرُ وَلَم تَجِد
كُلَيباً لَها عادِيَّةٌ في المَكارِمِ

وَلَستُ وَإِن فَقَّأتَ عَينَيكَ واجِداً
أَباً لَكَ إِذ عُدَّ المَساعي كَدارِمِ

هُوَ الشَيخُ وَاِبنَ الشَيخِ لا شَيخَ مِثلَهُ
أَبو كُلُّ ذي بَيتٍ رَفيعِ الدَعائِمِ

تَعَنّى مِنَ المَرّوتِ يَرجو أَرومَتي
جَريرٌ عَلى أُمِّ الجِحاشِ التَوائِمِ

وَنِحياكَ بِالمَرّوتِ أَهوَنُ ضَيعَةً
وَجَحشاكَ مِن ذي المَأزِقِ المُتَلاحِمِ

فَلَو كُنتَ ذا عَقلٍ تَبَيَّنتَ أَنَّما
تَصولُ بِأَيدي الأَعجَزينَ الأَلائِمِ

نَماني بَنو سَعدِ اِبنِ ضَبَّةَ فَاِنتَسِب
إِلى مِثلِهِم أَخوالِ هاجٍ مُراجِمِ

وَضَبَّةُ أَخوالي هُمُ الهامَةُ الَّتي
بِها مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلجَماجِمِ

وَهَل مِثلُنا يا اِبنَ المَراغَةِ إِذ دَعا
إِلى البَأسِ داعٍ أَو عِظامِ المَلاحِمِ

فَما مِن مَعَدِّيٍّ كِفاءً تَعُدُّهُ
لَنا غَيرَ بَيتَي عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ

وَما لَكَ مِن دَلوٍ تُواضِخُني بِها
وَلا مُعلِمٍ حامٍ عَنِ الحَيِّ صارِمِ

وَعِندَ رَسولِ اللَهِ قامَ اِبنُ حابِسٍ
بِخُطَّةِ سَوّارٍ إِلى المَجدِ حازِمِ

لَهُ أَطلَقَ الأَسرى الَّتي في حِبالِهِ
مُغَلَّلَةً أَعناقُها في الأَداهِمِ

كَفى أُمَّهاتِ الخائِفينَ عَلَيهِمُ
غَلاءَ المَفادي أَو سِهامَ المُساهِمِ

فَإِنَّكَ وَالقَومَ الَّذينَ ذَكَرتَهُم
رَبيعَةَ أَهلِ المُقرَباتِ الصَلادِمِ

بَناتَ اِبنِ حَلّابٍ يَرُحنَ عَلَيهِمُ
إِلى أَجَمِ الغابِ الطِوالِ الغَواشِمِ

فَلا وَأَبيكَ الكَلبِ ما مِن مَخافَةٍ
إِلى الشَأمِ أَدّوا خالِداً لَم يُسالِمِ

وَلَكِن ثَوى فيهِم عَزيزاً مَكانُهُ
عَلى أَنفِ راضٍ مِن مَعَدٍّ وَراغِمِ

وَما سَيَّرَت جاراً لَها مِن مَخافَةٍ
إِذا حَلَّ مِن بَكرٍ رُؤوسَ الغَلاصِمِ

بِأَيِّ رِشاءٍ يا جَريرُ وَماتِحٍ
تَدَلَّيتَ في حَوماتِ تِلكَ القَماقِمِ

وَما لَكَ بَيتُ الزِبرِقانِ وَظِلُّهُ
وَما لَكَ بَيتٌ عِندَ قَيسِ اِبنِ عاصِمِ

وَلَكِن بَدا لِلذُلِّ رَأسُكَ قاعِداً
بِقَرقَرَةٍ بَينَ الجِداءِ التَوائِمِ

تَلوذُ بِأَحقَي نَهشَلٍ مِن مُجاشِعٍ
عِياذَ ذَليلٍ عارِفٍ لِلمَظالِمِ

وَلا نَقتُلُ الأَسرى وَلَكِن نَفُكُّهُم
إِذا أَثقَلَ الأَعناقَ حَملُ المَغارِمِ

فَهَل ضَربَةُ الرومِيِّ جاعِلَةٌ لَكُم
أَباً عَن كُلَيبٍ أَو أَباً مِثلَ دارِمِ

فَإِنَّكَ كَلبٌ مِن كُلَيبٍ لِكَلبَةً
غَذَتكَ كُلَيبٌ في خَبيثِ المَطاعِمِ


الفرزدق
العصر الأموي

الحمدان
03-21-2024, 02:23 AM
وَأُقسِمُ أَن لَولا قُرَيشٌ وَما مَضى
إِلَيها وَكانَ اللَهُ بِالحُكمِ أَعلَما

لَكانَ لَنا مَن يَلبَسُ اللَيلَ مِنهُمُ
وَضَوءُ النَهارِ مِن فَصيحٍ وَأَعجَما

وَمِنّا الَّذي أَحيا الوَئيدَ وَلَم يَزَل
أَبِيّاً عَلى الأَعداءِ أَن يَتَهَضَّما

وَجارٍ مَنَعناهُ وَلَولا حِبالُنا
لَأَصبَحَ شِلوَ الحَربِ غِبّاً مُقَسَّما

رَفَعنا لَهُ حَتّى جَرى النَجمُ دونَهُ
وَحَلَّ عَلى رُكنِ المَجَرَّةِ سُلَّما


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:23 AM
رَأَيتُ سَماءَ اللَهِ وَالأَرضِ أَلقَتا
بِأَيديهِما لِاِبنِ المُلوكِ القَماقِمِ

وَكُنتَ لَنا غَيثَ السَماءِ الَّذي بِهِ
حَيِينا وَأَحيا الناسَ بَعدَ البَهائِمِ

وَما لَكَ أَلّا تَملَءُ الأَرضَ رَحمَةً
وَأَنتَ اِبنُ مَروانَ الهُمامِ وَهاشِمِ

فَما قُمتَ حَتّى هَمَّ مَن كانَ مُسلِماً
لِيَلبِسَ مُسوَدّاً ثِيابَ الأَعاجِمِ

لَقَد ضاقَ ذَرعي بِالحَياةِ وَقَطَّعَت
حَوامِلُهُ عَضَّ الحَديدِ الأَوازِمِ

رَأَيتُ بَني مَروانَ إِذ شَمَّرَت بِهِم
مِنَ الحَربِ حَدباءُ القَرا غَيرُ رائِمِ

لَهُم حَجَرٌ لِلدينِ يَرمونَ مَن رَمَوا
بِهِ دَمَغَت أَيديهِمُ كُلَّ ظالِمِ

هِشامٌ أَمينُ اللَهِ في الأَرضِ وَالَّذي
بِهِ تَمنَعُ الأَيّامُ ذاتَ المَحارِمِ

بِهِ عَمَدُ الدينِ اِستَقَلَّت وَأَثبَتَت
عَلى كُلِّ ذي طَودَينِ لِلدينِ قائِمِ

وَسُلَّت سُيوفُ الحَربِ وَاِنشَقَّتِ العَصا
وَهَزَّ القَنا وُردُ الأُسودِ القَشاعِمِ

وَقَد جَعَلَت لِلدينِ في المَرجِ بِالقَنا
لِمَروانَ أَيّامٌ عِظامُ المَلاحِمِ

وَما الناسُ لَولا آلُ مَروانَ مِنهُمُ
إِمامُ الهُدى وَالضارِباتُ الجَماجِمِ

وَما بَينَ أَيدي آلِ مَروانَ بِالقَنا
وَبَينَ المَوالي ناكِثاً مِن تَزاحُمِ

رَأَيتُ بَني مَروانَ سُلَّت سُيوفُهُم
عَشاً كانَ في الأَبصارِ تَحتَ العَمائِمِ

رَأَيتُ بَني مَروانَ عَنهُ تَوارَثوا
رَواسِيَ مُلكٍ راسِياتِ الدَعائِمِ

عَصا الدينِ وَالعودَينِ وَالخاتَمَ الَّذي
بِهِ اللَهُ يُعطي مُلكَهُ كُلَّ قائِمِ

وَكُنتَ لِأَمرِ المُسلِمينَ وَدينِهُم
لَدُن حَيثُ تَمشي عَن حُجورِ الفَواطِمِ

يَقولُ ذَوُو العِلمِ الَّذينَ تَكَلَّموا
بِهِ عَن رَسولِ اللَهِ مِن كُلِّ عالَمِ

وَلَو أُرسِلَ الروحُ الأَمينُ إِلى اِمرِئٍ
سِوى الأَنبِياءِ المُصطَفَينَ الأَكارِمِ

إِذاً لَأَتَت كَفَّي هِشامٍ رِسالَةٌ
مِنَ اللَهِ فيها مُنزَلاتُ العَواصِمِ

وَلَو كانَ حَيٌّ خالِداً أَو مُمَلَّكٌ
لَكانَ هِشامَ اِبنَ المُلوكِ الخَضارِمِ

إِلَيكَ تَعَرَّقنا الذُرى بِرِحالِنا
وَأَفنَت مَناقيها بُطونُ المَناسِمِ

فَأَصبَحنَ كَالهِندِيِّ شَقَّ جُفونَهُ
دَوالِقَ أَعناقِ السُيوفِ الصَوارِمِ

وَما تَرَكَ الصُوّانُ وَالحَبسُ وَالسُرى
لَها مِن نِعالِ الجِلدِ غَيرَ الشَراذِمِ

لَهُنَّ تَثَنٍّ في الأَزِمَّةِ وَالبُرى
إِذا وَلَجَ اليَعفورُ حامي السَمائِمِ

تَرى العيسَ يَكرَهنَ الحَصى أَن يَطَأنَهُ
إِذا الجَمرُ مِن حامٍ مِنَ الشَمسِ جاهِمِ

يُرِدنَ الَّذي لا تُبتَغى مِن وَرائِهِ
وَلا دونَهُ الحاجاتُ ذاتُ الصَرائِمِ

وَلَيسَ إِلَيهِ المُنتَهى في نَجاحِها
وَفي طَرَفَيها لِلقِلاصِ الرَواسِمِ


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:23 AM
وَمِن عَجَبِ الأَيّامِ وَالدَهرِ أَن تُرى
كُلَيبٌ تَبَغّى الماءَ بَينَ الصَرائِمِ

فَيا ضَبَّ إِن جارَ الإِمامَ عَلَيكُمُ
فَجوروا عَلَيهِ بِالسُيوفِ الصَوارِمِ

أَما فيكُمُ وَفدٌ وَلا فاتِكٌ بِهِ
فَماذا الَّذي تَرجونَ عِندَ العَظائِم


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:24 AM
إِنَّ الَّذي أَعطى الرِجالَ حُظوظَهُم
عَلى الناسِ أَعطى خِندِفاً بِالخَزائِمِ

لِخِندِفَ قَبلَ الناسِ بَيتانِ فيهِما
عَديدُ الحَصى وَالمَأثُراتِ العَظائِمِ

أَخَذتُ عَلى الناسِ اِثنَتَينِ لِيَ الحَصى
مَعَ المَجدِ ما لي فيهِما مِن مُخاصِمِ

أَبونا خَليلُ اللَهِ وَاِبنُ خَليلِهِ
أَبونا أَبو المُستَخلَفينَ الأَكارِمِ

وَما أَحَدٌ مِن فَخرِنا بِالَّذي لَنا
عَلى الناسِ مِمّا يَعرِفونَ بِراغِمِ

وَهَل مِن أَبٍ في الناسِ يَدعونَ بِاِسمِهِ
لَهُ اِبنانِ كانا مِثلَ سَعدٍ وَدارِمِ

إِذا ما هَبَطنا بَلدَةً كانَ أَهلُها
بِها وُلِدوا يَظعَن بِها كُلُّ جارِمِ

لَنا العِزُّ مَن تَحلُل عَلَيهِ بُيوتُنا
يَمُت غَرَقاً أَو يَحتَمِل أَنفَ راغِمِ

فَإِنَّ بَني سَعدٍ هُمُ اللَيلُ فيهِمُ
حُلومٌ رَسَت وَالظالِمو كُلِّ ظالِمِ

فَإِنَّ بَني سَعدٍ هُمُ الهامَةُ الَّتي
بِها مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلجَماجِمِ

أَبَت لِبَني سَعدٍ جِبالٌ رَسَت بِهِم
شَوامِخُها لا تُرتَقى بِالسَلالِمِ

وَما أَحَدٌ مِمَّن هَجاني عَلِمتُهُ
يَكونُ وَفاءً عِرضُهُ لي بِدائِمِ

وَما كُنتُ أَخشى طَيِّأَن أَن تَسُبَّني
وَهُم نَبَطٌ لَم تَعتَصِب بِالعَمائِمِ

نَبيطُ القُرى لَم تَختَمِر أُمَّهاتُهُم
وَلا وَجَدَت مَسَّ الحَديدِ الكَوالِمِ

وَما يَعلَمُ الطائِيُّ مِمَّن أَبٌ لَهُ
وَلَو سَأَلوا عَن طَيِّئٍ كُلَّ عالِمِ

وَما يَمنَعُ الطائِيُّ إِلّا رَصاصَةٌ
بِها نَقشُ سُلطانٍ عَلى الناسِ قائِمِ

مَتى يَهبِطُ الطائِيُّ أَرضاً وَلَم يَكُن
بِهِ وَشمُ مَوشومٍ يَكُن غُنمَ غانِمِ

مَتى يُمنَعِ الطائِيُّ مِن حَيثُ يَرتَقي
يَكُن مَغنَماً مِن طَيِّئٍ في المَقاسِمِ

وَإِنَّ هِجائي طَيِّئً وَهيَ طَيِّئٌ
نَبيطُ القُرى إِحدى الكِبارِ العَظائِمِ

بَنى اللُؤمُ بَيتاً فَاِستَقَرَّت عِمادُهُ
عَلى طَيِّءِ الأَنباطِ ضَربَةَ لازِمِ

إِذا اِقتَسَمَ اللُؤمَ اللِئامُ وَجَدتُهُ
يَكونُ أَبا الطائِيِّ دونَ العَماعِمِ

وَما طَيِّئٌ وَاللُؤمُ فَوقَ رِقابِهِم
وَلَم تَرِمِ الأَحمالُ عَنها بِرائِمِ


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:24 AM
أَما وَالَّذي ما شاءَ سَدّى لِعَبدِهِ
إِلى اللَهِ يُفضي مَن تَأَلّى وَأَقسَما

لَئِن أَصبَحَ الواشونَ قَرَّت عُيونُهُم
بِهَجرٍ مَضى أَو صُرمِ حَبلٍ تَجَذَّما

لَقَد تُصبِحُ الدُنيا عَلَينا قَصيرَةً
جَميعاً وَما نُفشي الحَديثَ المُكَتَّما

فَقُل لِطَبيبِ الحُبِّ إِن كانَ صادِقاً
بِأَيِّ الرُقى تَشفي الفُؤادَ المُتَيَّما

فَقالَ الطَبيبُ الهَجرُ يَشفي مِنَ الهَوى
وَلَن يَجمَعُ الهِجرانُ قَلباً مُقَسَّما


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:24 AM
إِن يُقتَلِ النَصرِيُّ تَحتَ لِوائِكُم
فَلَيسَت تَميمٌ بَعدَها بِتَميمِ

يُقَطِّعُ هِندِيَّ الصَفيحِ مُساوِراً
سِوارَ اِمرِئٍ في الحَربِ غَيرِ لَئيمِ

أَرى الأُسدَ أَنباطَ العِراقَ وَمَذحِجاً
وَما طَيِّئٌ مِن مَذحِجٍ بِصَميمِ


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:25 AM
صُل يا جُنَيدِ الخَيرِ لِلَّهِ صَولَةً
وَأَقرَر عُيوناً ما يَجِفُّ سِجامُها

فَقَد فَضَّلَ اللَهُ الجُنَيدَ وَفُضِّلَت
يَداهُ عَلى الأَيدي الطِوالِ اِهتِضامُها

وَما غَضِبَت لِلَّهِ أَيدي قَبيلَةٍ
عَلى مُشرِكٍ إِلّا الجُنَيدُ حُسامُها

وَلا ذُكِرَت عِندَ المُلوكِ قَماقِمٌ
بِفَضلِ نَدىً إِلّا الجُنَيدُ هُمامُها

قَبيلَتُهُ مُرِّيَّةٌ غالِبِيَّةٌ
لَها وَعَلَيها حُلُّها وَحَرامُها

لَهُم في قُرَيشٌ نِسبَةٌ غالِبِيَّةٌ
إِلَيهِم تَناهَت حَربُها وَسَلامُها

تَفَرَّعَ مِن غَيظِ اِبنِ مُرَّةَ مَجدُها
قَديماً وَهُم أَعناقُ قَيسٍ وَهامُها


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:25 AM
أُصِبنا بِما لَو أَنَّ سَلمى أَصابَها
لَهُدَّت وَلَكِن تَحمِلُ الرُزءَ دارِمُ

كَأَنَّهُمُ تَحتَ الخَوافِقِ إِذ مَشَوا
إِلى المَوتِ أُسدُ الغابَتَينِ الضَراغِمُ

إِذا كَفَّتِ العَينانِ جارِيَ دَمعِها
تَحَرَّقَ نارٌ في فُؤادِكَ جاحِمُ


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:26 AM
سَيَبلُغُ عَنّي غَدوَةَ الريحِ أَنَّها
مَسيرَةُ شَهرٍ لِلرِياحِ الهَواجِمِ

بَني عامِرٍ ما مَن تَأَوَّلَ مِنكُمُ
بِأَن سَوفَ يَنجو مِن تَميمٍ بِحازِمِ

وَلَو أَنَّ كَعباً أَو كِلاباً سَأَلتُمُ
عَلى عَهدِهِم قالوا لَكُم قَولَ عالِمِ

لَقالوا لَكُم كانَت هَوازِنُ حِقبَةً
عَلى عَهدِ أَكّالِ المِرارِ القُماقِمِ

قَطيناً يَرُبّونَ النِحاءَ لِيَفتَدوا
بِهِنَّ بَنيهِم مِن غُوَيٍّ وَسالِمِ

إِذا النَحيُ لَم تَعجَل بِهِ عامِرِيَّةٌ
فَداها اِبنُها أَو بِنتُها في المَقاسِمِ

أَظَنَّت كِلابُ اللُؤمِ أَن لَستُ خابِطاً
قَبائِلَ غَيرَ اِبنَي دُخانٍ بِدارِمِ

لَبِئسَ إِذاً حامي الحَقيقَةِ وَالَّذي
يُلاذُ بِهِ في مُعضِلاتِ العَظائِمِ

وَحَتّى الخَناثى مِن قُشَيرٍ تَسُبُّني
وَجَعدَةُ أَشباهُ الإِماءِ الخَوادِمِ

وَظَنَّت بَنو العَجلانِ أَن لَستُ ذاكِراً
عِلاطَهُمُ المَعروضَ تَحتَ العَمائِمِ

وَظَنَّت عُقَيلٌ أَنَّني لَستُ ذاكِراً
عَجوزَهُمُ الدَغماءَ أُمَّ التَوائِمِ

وَكَم مِن لَئيمٍ قَد رَفَعتُ لَهُ اِسمَهُ
وَأَطعَمتُهُ بِاِسمي وَلَيسَ بِطاعِمِ


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:26 AM
أَرى السِجنَ سَلّاني عَنِ الرَوعَةِ الَّتي
إِلَيها نُفوسُ المُسلِمينَ تَحومُ

عَجِبتُ مِنَ الآمالِ وَالمَوتُ دونَها
وَماذا يَرى المَبعوثُ حينَ يَقومُ


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:26 AM
أَلَم تَرَيا أَنَّ الجَوادَ اِبنَ مَعمَرٍ
لَهُ راحَتا غَيثٍ يَفيضُ مُديمُها

إِذ جائَهُ السُؤآلُ فادَت عَلَيهِمُ
سِجالُ يَدَيهِ فَاِستَقَلَّ عَديمُها

نَمَتهُ بَنو تَيمِ اِبنِ مُرَّةَ لِلعُلى
وَحاطَت حِماهُ مِن قُرَيشٍ قُرومُها

وَما يَبلُغُ البَحرانِ مِن آلِ غالِبٍ
إِذا هُزَّ يَوماً لِلنَوالِ كَريمُها

وَهُم ساسَةُ الإِسلامِ وَالقادَةُ الأُلى
يَقومُ عَلى الحُكّامِ يَوماً حُكومُها


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:27 AM
بِحَقِّ اِمرِئٍ أَضحى أَبوهُ اِبنَ دارِمٍ
وَضَبَّةَ مِنها المُجِباتُ الكَرائِمُ

تَكونُ لَهُ شَمسُ النَهارِ وَيَنجَلي
لَهُ البَدرُ طَوعاً وَالنُجومُ التَوائِمُ

مَكارِمُ ما كانَت كُلَيبٌ تَنالُها
إِذا قامَ مِنها المَقرِفونَ الأَلائِمُ

عَطِيَّةُ تَرجو أَن تَكونَ كَغالِبٍ
سَواءٌ كُلَيبٌ لا أَباكَ وَدارِمُ


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:27 AM
أَعَينَيَّ ما بَعدَ اِبنِ موسى ذَخيرَةٌ
فَجودا إِذا أَنفَدتُما الماءَ بِالدَمِ

وَهيجا إِذا نامَ الخَلِيُّ وَأَسعِدا
عَلَيهِ بِنَوحٍ مِنكُما كُلَّ مَأتَمِ

وَما لَكُما لا تَبكِيانِ وَقَد بَكَت
لَهُ كُلُّ عَينٍ مِن فَصيحٍ وَأَعجَمِ

فَأَيُّ فَتىً بَعدَ اِبنِ موسى نُعِدُّهُ
لِيَومِ لِقاءٍ أَو حَمالَةِ مَغرَمِ

فَتىً بَينَ صِدّيقِ النَبِيِّ فُروعُهُ
وَطَلحَةَ مَحمودِ الخَلائِقِ خِضرِمِ

وَلَو شاءَ إِذ وَلّى الكَتائِبُ حَولَهُ
تَعالى عَلى باقي العُلالَةِ مِرجَمِ

وَلَكِن رَأى أَنَّ الحَياةَ ذَميمَةٌ
وَأَنَّ المَنايا تَرتَقي كُلَّ سُلَّمِ

وَأَنَّ فِرارَ المُسلِمينَ خَزايَةٌ
وَأُحدوثَةٌ تَنمي إِلى كُلِّ مَوسِمِ

وَعِندَ اِبنِ موسى السالِمِيَّ كَأَنَّهُ
عَتيقٌ بِكَفَّي قانِصٍ مُتَقَرِّمِ

وَلاحِقَةُ الآطالِ جُردٌ مُتونُها
تَبُذُّ هَواديها يَدَي كُلِّ مُلجِمِ

عَناجيجُ مِن آلِ الصَريحِ كَأَنَّما
يَخَلنَ اِلتِهابَ الشَدِّ أَسلابَ مَغنَمِ

فَقالَ لِمَن يَرجو الإِيابَ اِستَغِث بِها
وَكَرَّ كَمَخضوبِ الذِراعَينِ ضَيغَمِ

بِسَيفِ أَبي بَكرٍ وَطَلحَةَ يَختَلي
بِهِ حَلَقَ الماذِيِّ عَن كُلِّ مِعصَمِ

فَقُل لِعِتاقِ الخَيلِ تَمنَع ظُهورَها
فَقَد غيلَ عَنها مَن يَقولُ لَها اِقدِمِ

عَلى غَمَراتِ المَوتِ تَشكو عِتاقُها
إِذا ساوَرَت وَقعَ القَنا وَالتَحَمحُمِ

يَجودُ بِنَفسٍ لا يُجادُ بِمِثلِها
إِذا غَيَّرَ السيما بِهِ كُلُّ مُعلَمِ

فَقَد نَقَضَ الأَيّامُ بَعدَ مُحَمَّدٍ
عَلى القَومِ مِن مِرّاتِهِم كُلَّ مُبرَمِ


الفرزدق
العصر الأموي

الحمدان
03-21-2024, 02:28 AM
كَيفَ تَرى بَطشَةَ اللَهِ الَّتي بَطَشَت
بِاِبنِ المُهَلَّبِ إِنَّ اللَهَ ذو نِقَمِ

قادَ الجِيادَ مِنَ البَلقاءِ مُنقَبِضاً
شَهراً تَقَلقَلُ في الأَرسانِ وَاللُجُمُ

حَتّى أَتَت أَرضَ هاروتٍ لِعاشِرَةٍ
فيها اِبنُ دَحمَةَ في الحَمراءِ كَالأَجَمِ

لَمّا رَأَوا أَنَّ أَمرَ اللَهِ حاقَ بِهِم
وَأَنَّهُم مِثلُ ضُلّالٍ مِنَ النَعَمِ

فَأَصبَحوا لا تُرى إِلّا مَساكِنُهُم
كَأَنَّهُم مِن ثَمودِ الحِجرِ أَو إِرَمِ

كَم فَرَّجَ اللَهُ عَنّا كَربَ مُظلِمَةٍ
بِسَيفِ مَسلَمَةَ الضَرّابِ لِلبُهَمِ

وَيَومَ غيمَ مِنَ الهِندِيِّ كُنتَ لَهُ
ضَوءً وَقَد كانَ مُسوَدّاً مِنَ الظُلَمِ

تَأتي قُرومُ أَبي العاصي إِذا صَرَفَت
أَنيابُها حَولَ سامٍ رَأسُهُ قَطَمِ

يا عَجَبا لِعُمانِ الأَسدِ إِذ هَلَكوا
وَقَد رَأَوا عِبَراً في سالِفِ الأُمَمِ

لَو أَنَّهُم عَرَبٌ أَو كانَ قائِدُهُم
مُدَبِّراً ما غَزا العِقبانَ بِالرَخَمِ


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:28 AM
وَقائِمَةٍ قامَت فَقالَت لِنائِحٍ
تَفيضُ بِعَينَيهِ الدُموعُ السَواجِمُ

لَقَد صَبَرَ الجَرّاحُ حَتّى مَشَت بِهِ
إِلى رَحمَةِ اللَهِ السُيوفُ الصَوارِمُ

فَأَصبَحَ في القَومِ الَّذينَ مُحَمَّدٌ
أَخوهُم وَمَن يَلحَق بِهِم فَهوَ سالِمُ

جُزوا بِالسَريراتِ الَّتي في قُلوبِهِم
جَزاهُم بِها مُحصي السَرائِرِ عالِمُ

إِلى الغُرفَةِ العُليا رَفيقُ مُحَمَّدٍ
مُقيماً وَلا مِنها هُوَ الدَهرَ رائِمُ

لِتَبكِ عَلى الجَرّاحِ خَيلُ إِغارَةٍ
وَيَومٌ تُرى فيهِ النُجومُ التَوائِمُ

فَلِلَّهِ أَرضٌ قَد أَجَنَّت يَمينَهُ
وَكانَ بِها يُنكى العَدُوُّ المُراجِمُ

فَلَو تَعلَمُ الأَنعامُ شَيئاً بَكَينَهُ
وَكانَ عَلى الجَرّاحِ تَبكي البَهائِمُ


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:28 AM
حَلَفتُ بِرَبِّ الجارِياتِ إِذا جَرَت
وَحَيثُ دَنَت مِن مَروَةِ البَيتِ زَمزَمُ

لَما زادَني مِن خَشيَةٍ إِذ حَبَستَني
عَلى الخَشيَةِ الأولى الَّتي كُنتَ تَعلَمُ

إِذا ذَكَرَت نَفسي يَدَيكَ نَزَت بِها
كَراسيعُ زالَت وَالقَطيعُ المُحَرَّمُ

أَعوذُ بِقَبرٍ فيهِ أَكفانُ مُنذِرٍ
وَهُنَّ لِأَيدي المُستَجيرينَ مَحرَمُ

أَلَم تَرَني نادَيتُ بِالصَوتِ مالِكاً
لِيَسمَعَ لَمّا غَصَّ بِالريقَةِ الفَمُ

سَتَعلَمُ أَنَّ الكاذِبينَ إِذا اِفتَرَوا
عَلَيَّ إِذا كُرَّ الحَديثُ المُرَجَّمُ

بَني مُنذِرٍ لا جارَ مِن قَبرِ مِنذِرٍ
أَعَزَّ بِجارٍ حينَ يَدعو وَأَسلَمُ

فَهَل يُخرِجَنّي مُنذِرٌ مِن مُخَيِّسٍ
وَعُذرٌ بِهِ لي صَوتُهُ يَتَكَلَّمُ

أَعوذُ بِبِشرٍ وَالمُعَلّى كِلَيهِما
بَني مالِكٍ أَوفى جِوارَن وَأَكرَمُ

مِنَ الحارِثِ المُنجي عِياضَ اِبنَ دَيهَثٍ
فَرَدَّ أَبو لَيلى لَهُ وَهوَ أَظلَمُ

وَما كانَ جاراً غَيرَ دَلوٍ تَعَلَّقَت
بِعِقدِ رِشاءٍ عَقدُهُ لا يُجَذَّمُ

فَرَدَّ أَخا عَمروِ اِبنِ سَعدٍ بِذَودِهِ
جَميعاً وَهُنَّ المَغنَمُ المُتَقَسَّمُ

فَمَن يَكُ جارَ اِبنِ المُعَلّى فَقَد عَلا
عَلى الناسِ لا يَخشى وَلا يَتَهَضَّم

وَأَيُّ أَبٍ بَعدَ المُعَلّى وَمُنذِرٍ
وَبِشرٍ يُنادى لِلَّتي هِيَ أَفقَمُ

هُمُ النَفَرُ الكافونَ بَيعَةَ ما جَنَت
بِهِم يُرأَبُ الصَدعُ المُفَرَّقُ وَالدَمُ

وَكَيفَ بِمَن خَمسونَ قَيداً وَحَلقَةً
عَلَيهِ مَعَ اللَيلِ الَّذي هُوَ أَدهَمُ

أَبيتُ أُقاسي اللَيلَ وَالقَومُ مِنهُمُ
مَعي ساهِرٌ لي لا يَنامُ وَنُوَّمُ

وَلَو أَنَّها صُمُّ الجِبالِ تَحَمَّلَت
كَما حَمَلَت رِجلايَ كادَت تُحَطَّمُ

أَمالِكُ إِن أَخرُج بِكَفَّيكَ صالِحاً
تَكُن مِثلُ ذي نُعمى لِمَن كانَ يُنعِمُ

فَلَو أَنَّ ضَيفَ البارِقَينِ وَلَعلَعٍ
مَكانِكَ مِنّي نازِلٌ حينَ يَضغَمُ

كَأَنَّ شِهابَي قابِسٍ تَحتَ جَبهَةٍ
لَهُ مِن صِلابِ الرَعنِ بَل هُوَ أَجهَمُ

لَكانَ فُؤادي مِنهُ أَيسَرَ خَشيَةً
وَأَوثَقَ مِنّي لِلمَنِيَّةِ مُسلَمُ

إِذا كَشَرَت أَنيابُهُ عَن أَسِنَّةٍ
لَهُ بَينَ لَحيَي مُلجَمٍ لا يُثَلَّمُ

لَهُ اِبنانِ لا يَنفَكُّ يَجري إِلَيهِما
بِأَوصالِ مَعفورٍ بِهِ يَتَقَرَّمُ

وَأَوَّلُ ما ذاقا لَدُن فَطَمَتهُما
دَمٌ وَبَنانٌ مِن صَريعٍ وَمِعصَمُ

نَقولُ لِأَوصالِ الرِجالِ إِلَيهِما
وَما لَهُما إِلّا مِنَ القَومِ مَطعَمُ

وَلَم تَرَ مَخضوبَينِ أَجرَأَ مِنهُما
أَباً وَيَدَي أُمٍّ لَهُ حينَ تَفطِمُ

وَعَلَّمَني مَشيَ المُقَيَّدِ خالِدٌ
وَما كُنتُ أَدنى خَطوِهِ أَتَعَلَّمُ

أَقولُ لِرِجلَيَّ اللَتَينِ عَلَيهِما
عُرىً وَحَديدٌ يَحبِسُ الخَطوَ أَبهَمُ

أَما في بَني الجارودِ مِن رائِحٍ لَنا
كَما راحَ دُفّاعُ الفُراتِ المُثَلَّمُ

وَمَن يَطَّلِب سَعيَ المُعَلّى يَجِد لَهُ
صَعوداً عَلى كَفَّيهِ مَن يَتَجَثَّمُ

مَساعِيَ كانَت لِلمُعَلّى نَمى بِها
إِلى المَجدِ حَتّى أَدرَكَ الشَمسَ سُلَّمُ

فَثِنتانِ مَجدُ الجاهِلِيَّةِ فيهِمُ
وَهُم قَبلَ هَذا الناسِ لِلَّهِ أَسلَموا

تُعَدُّ بُيوتٌ في قَبائِلِ أَهلِها
وَبَيتاكُمُ مِن كُلِّ بَيتَينِ أَعظَمُ

عَسى اللَهُ أَن يَرتاحَ لي فَيَكُفَّني
بِرَحمَةِ مَن هُو مِن أَبي هُوَ أَرحَمُ

أَعوذُ بِبِشرٍ وَالمُعَلّى وَمُنذِرٍ
سِماكانِ كانا ذو سِلاحٍ وَمُرزِمِ

وَثالِثُهُنَّ المُهتَدى بِبَياضِهِ
إِلى الخَيرِ في لَيلٍ وَساريهِ مُظلِمُ


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:29 AM
أَلا أَيُّها القَومُ الَّذينَ أَتاهُمُ
غَداةَ ثَوى الجَرّاحُ إِحدى العَظايِمِ

إِلى مَن يُلَوّي بَعدَهُ الهامُ إِذ ثَوى
حَيا الناسِ وَالقَرمِ الَّذي لِلمَراجِمِ

رَفيقُ نَبِيِّ اللَهِ في الغُرفَةِ الَّتي
إِلَيها اِنتَهى مِن عَيشِهِ كُلُّ ناعِمِ

وَماتَ مَعَ الجَرّاحِ مَن يَحشُدُ القِرى
وَمَن يَضرِبُ الأَبطالَ فَوقَ الجَماجِمِ

فَما تَرَكَ الجَرّاحُ إِذ ماتَ بَعدَهُ
مُجيراً عَلى الأَيّامِ ذاتِ الجَرائِمِ

إِذا اِلتَقَتِ الأَقرانُ وَالخَيلُ وَاِلتَقَت
أَسِنَّتُها بَينَ الذُكورِ الصَلادِمِ

وَمَن بَعدَهُ تَدعو النِساءُ إِذا سَعَت
وَقَد رَفَعَت عَنهُ ذُيولَ المَخادِمِ

وَكانَ إِلى الجَرّاحِ يَسعى إِذا رَأَت
حِياضَ المَنايا عَينُهُ كُلُّ جارِمِ

وَقَد عَلِمَ الساعي إِلَيهِ لِيَعطِفَن
لَهُ حَبلَ مَنّاعٍ مِنَ الخَوفِ سالِمِ

لِتَبكِ النِساءُ الساعِياتُ إِذا دَعَت
لَها حامِياً يَوماً ذِمارَ المَحارِمِ

وَتَبكِ عَلَيهِ الشَمسُ وَالقَمَرُ الَّذي
بِهِ يَدَعُ السارينَ ميلَ العَمائِمِ

وَقَد كانَ ضَرّاباً عَراقيبِها الَّتي
ذُراها قِرىً تَحتَ الرِياحِ العَوارِمِ


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:29 AM
فَقَد بَلَّغتِني مَن كُنتُ أَرجو
جَداهُ رَجاةَ هَطّالٍ سَجومِ

وَكَم مِن قاتِلٍ لِلجوعِ فيكُم
ضَروبٍ بِالحُسامِ عَلى الصَميمِ

وَكَم قَد غَيَّرَ الأَبدانَ مِنّا
عَلى شُعبِ الرِحالِ مِنَ السَمومِ

وَكائِن قَد شَنَفنَ مُقَلِّصاتٍ
إِلى صَوتٍ وَما هُوَ غَيرُ يَومِ

تَجاوَبُ وَهيَ في دَيجورِ لَيلٍ
تَفَجُّعَ هامَتَينِ عَلى الأَرومِ


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:30 AM
إِنَّ الَّذينَ اِستَحَلّوا كُلَّ فاحِشَةٍ
مِنَ المَحارِمِ بَعدَ النَقضِ لِلذِمَمِ

قَومٍ أَتَوا مِن سَجِستانٍ عَلى عَجَلٍ
مُنافِقونَ بِلا حِلٍّ وَلا حَرَمِ

ما كانَ فيهِم وَقَد هُمَّت أُمورُهُمُ
مَن يُستَجارُ عَلى الإِسلامِ وَالحُرَمِ

يَستَفتِحونَ بِمَن لَم تَسمُ سورَتُهُ
بَينَ الطَوالِعِ بِالأَيدي إِلى الكَرَمِ


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:30 AM
مَنَ اَحَسَّ لي أَهلَ القُبورِ وَمَن رَأى
مَنَ اَحَسُّهُم لي بَينَ أَطباقِ الثَرى

مَنَ اَحَسَّ لي مَن كُنتُ آلَفُهُ وَيَأ
لَفُني فَقَد أَنكَرتُ بُعدَ المُلتَقى

مَنَ اَحَسَّهُ لي إِذ يُعالِجُ غُصَّةً
مُتَشاغِلاً بِعِلاجِها عَمَّن دَعا

مَنَ اَحَسَّهُ لي فَوقَ ظَهرِ سَريرِهِ
يَمشي بِهِ نَفَرٌ إِلى بَيتِ البِلى

يا أَيُّها الحَيُّ الَّذي هُوَ مَيِّتٌ
أَفنَيتُ عُمرَكَ بِالتَعَلُّلِ وَالمُنى

أَمّا المَشيبُ فَقَد كَساكَ رِداؤُهُ
وَاِبتَزَّ عَن كَفَّيكَ أَثوابَ الصِبا

وَلَقَد مَضى القَرنُ الَّذينَ عَهَدتَهُم
لِسَبيلِهِم وَلَتَلحَقَنَّ بِمَن مَضى

وَلَقَلَّ ما تَبقى فَكُن مُتَوَقَّعاً
وَلَقَلَّ ما يَصِفو سُرورُكَ إِن صَفا

وَهِيَ السَبيلُ فَخُذ لِذَلِكَ عُدَّةً
فَكَأَنَّ يَومَكَ عَن قَريبٍ قَد أَتى

إِنَّ الغِنى لَهُوَ القُنوعُ بِعَينِهِ
ما أَبعَدَ الطِبعَ الحَريصَ مِنَ الغِنى

لا يَشغَلَنَّكَ لَو وَلَيتَ عَنِ الَّذي
أَصبَحتَ فيهِ وَلا لَعَلَّ وَلا عَسى

خالِف هَواكَ إِذا دَعاكَ لِرَيبَةٍ
فَلَرُبَّ خَيرٍ في مُخالَفَةِ الهَوى

عَلَمُ المَحَجَّةِ بَيِّنٌ لِمُريدِهِ
وَأَرى القُلوبَ عَنِ المَحَجَّةِ في عَمى

وَلَقَد عَجِبتُ لِهالِكٍ وَنجاتُهُ
مَوجودَةٌ وَلَقَد عَجِبتُ لِمَن نَجا

وَعَجِبتُ إِذ نَسي الحِمامَ وَلَيسَ مِن
دونِ الحِمامِ وَإِن تَأَخَّرَ مُنتَهى

ساعاتُ لَيلِكَ وَالنَهارِ كِلَيهِما
رُسُلٌ إِلَيكَ وَهُنَّ يُسرِعنَ الخُطا

وَلَئِن نَجَوتَ فَإِنَّما هِيَ رَحمَةُ الـ
ـمَلِكِ الرَحيمِ وَإِن هَلَكتَ فَبِالجَزا

يا ساكِنَ الدُنيا أَمِنتَ زَوالَها
وَلَقَد تَرى الأَيّامَ دائِرَةَ الرَحى

وَلَكُم أَبادَ الدَهرُ مِن مُتَحَصِّنٍ
في رَأسِ أَرعَنَ شاهِقٍ صَعبِ الذُرى

أَينَ الأُلى بَنوا الحُصونَ وَجَنَّدوا
فيها الجُنودَ تَعَزُّزاً أَينَ الأُلى

أَينَ الحُماةُ الصابِرونَ حَمِيَّةً
يَومَ الهِياجِ لِحَرِّ مُجتَلَبِ القَنا

وَذَوُو المَنابِرِ وَالعَساكِرِ وَالدَسا
كِرِ وَالمَحاصِرِ وَالمَدائِنِ وَالقُرى

وَذَوُو المَواكِبِ وَالمَراكِبِ وَالكَتا
أَئبِ وَالنَجائِبِ وَالمَراتِبِ في العُلى

أَفناهُمُ مَلِكُ المُلوكِ فَأَصبَحوا
ما مِنهُمُ أَحَدٌ يُحَسُّ وَلا يُرى

وَهُوَ الخَفِيُّ الظاهِرُ المَلِكُ الَّذي
هُوَ لَم يَزَل مَلِكاً عَلى العَرشِ اِستَوى

وَهُوَ المُقَدِّرُ وَالمُدَبِّرُ خَلقَهُ
وَهُوَ الَّذي في المُلكِ لَيسَ لَهُ سِوى

وَهُوَ الَّذي يَقضي بِما هُوَ أَهلُهُ
فينا وَلا يُقضى عَلَيهِ إِذا قَضى

وَهُوَ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّداً
صَلّى الإِلَهُ عَلى النَبِيِّ المُصطَفى

وَهُوَ الَّذي أَنجى وَأَنقَذَنا بِهِ
بَعدَ الصَلالِ مِنَ الضَلالِ إِلى الهُدى

حَتّى مَتى لا تَرعَوي يا صاحِبي
حَتّى مَتى حَتّى مَتى وَإِلى مَتى

وَاللَيلُ يَذهَبُ وَالنَهارُ وَفيهِما
عِبَرٌ تَمُرُّ وَفِكرَةٌ لِأُلي النُهى

حَتّى مَتى تَبغي عِمارَةَ مَنزِلٍ
لا تَأمَنُ الرَوعاتِ فيهِ وَلا الأَذى

يا مَعشَرَ الأَمواتِ يا ضيفانَ تُر
بِ الأَرضِ كَيفَ وَجَدتُمُ طَعمَ الثَرى

أَهلَ القُبورِ مَحا التُرابُ وُجوهَكُم
أَهلَ القُبورِ تَغَيَّرَت تِلكَ الحُلى

أَهلَ القُبورِ كَفى بِنَأيِ دِيارَكُم
إِنَّ الدِيارَ بِكُم لَشاحِطَةُ النَوى

أَهلَ القُبورِ لا تَواصُلَ بَينَكُم
مَن ماتَ أَصبَحَ حَبلُهُ رَثَّ القِوى

كَم مِن أَخٍ لي قَد وَقَفتُ بِقَبرِهِ
فَدَعَوتُهُ لِلَّهِ دَرُّكَ مِن فَتى

أَأُخَيَّ لَم يَقِكَ المَنِيَّةَ إِذ أَتَت
ما كانَ أَطعَمَكَ الطَبيبُ وَما سَقى

أَأُخَيَّ لَم تُغنِ التَمائِمُ عَنكَ ما
قَد كُنتُ أَحذَرُهُ عَلَيكَ وَلا الرُقى

أَأُخَيَّ كَيفَ وَجَدتَ مَسَّ خُشونَةِ الـ
ـمَأوى وَكَيفَ وَجَدتَ ضيقَ المُتَّكا

قَد كُنتُ أَفرَقُ مِن فِراقِكَ سالِماً
فَأَجَلُّ مِنهُ فِراقُ دائِرَةِ الرَدى

فَاليَومَ حَقَّ لي التَوَهُّعُ إِذ جَرى
قَدَرُ الإِلَهِ عَلَيَّ فيكَ بِما جَرى

تَبكيكَ عَيني ثُمَّ قَلبي حَسرَةً
وَتَقَطُّعاً مِنهُ عَلَيكَ إِذا بَكى

وَإِذا ذَكَرتُكَ يا أُخَيَّ تَقَطَّعَت
كَبِدي فَأُقلِقتُ الجَوانِحُ وَالحَشا


الفرزدق

الحمدان
03-21-2024, 02:31 AM
الحَمدُ لِلَّهِ عَلى ما نَرى
كُلُّ مَنِ احتيجَ إِلَيهِ زَها

يا أَيُّها المُبتَكِرُ الرائِحُ الـ
ـمُشتَغِلُ القَلبِ الطَويلُ العَنا

نِعمَ الفِراشُ الأَرضُ فَاقنَع بِهِ
وَكُن عَنِ الشَرِّ قَصيرَ الخُطا

ما أَكرَمَ الصَبرَ وَما أَحسَنَ الـ
ـصِدقَ وَما أَزيَنَهُ بِالفَتى

الخُرقُ شُؤمٌ وَالتُقى جُنَّةٌ
وَالرِفقُ يُمنٌ وَالقُنوعُ الغِنى

نافِس إِذا نافَستَ في حِكمَةٍ
آخِ إِذا آخَيتَ أَهلُ التُقى

ما خَيرُ مَن لايُرتَجى نَفعُهُ
يَوماً وَلا يُؤمَنُ مِنهُ الأَذى

وَاللَهُ لِلناسِ بِأَعمالِهِم
وَكُلُّ ناوٍ فَلَهُ ما نَوى

وَطالِبَ الدُنيا المُسامي بِها
في فاقَةٍ لَيسَ لَها مُنتَهى


الفرزدق

الحمدان
03-22-2024, 03:35 PM
صَبراً بَغيضَ بنَ رَيثٍ إِنَّها رَحِمٌ
حُبتُم بِها فَأَناخَتكُم بِجَعجاعِ

فَما أَشَطَّت سُمَيٌّ أَن هم قَتَلوا
بَني أُسَيدٍ بِقَتلي آلِ زِنباعِ

لَقَد جَزَتكُم بَنو ذُبيانَ ضاحِيَةً
بِما فَعَلتُم كَكَيلِ الصاعِ بِالصاعِ

قَتلاً بِقَتلٍ وَتَعقيراً بِعَقرِكُم
مَهلاً حُمَيضَ فَلا يَسعى بِنا الساعي


نهيكه الفزاري
العصر الجاهلي

الحمدان
03-22-2024, 03:35 PM
يا عامِ لَو قَدَرَت عَلَيكَ رِماحُنا
وَالراقِصاتُ إِلى مِنىً بِالغَبغَبِ

لَلَمِستَ بِالرَصعاءِ طَعنَةَ فاتِكٍ
حَرّانَ أَو لَثَوَيتَ غَيرَ مُحَسَّبِ



نهيكه الفزاري

الحمدان
03-22-2024, 03:36 PM
ما أنس لا أنس يوم الدّير مجلسنا
ونحن في نعم توفي على النعم

وافيته غلساً في فتية زهر
ما شئت من أدب فيهم ومن كرم

والفجر يتلو الدّجى في اثر زهرته
كطاعن بسنان إثر منهزم

فلم نزل بمطيّ الراح نعملها
محدوة بيننا بالزمر والنغم

حتى اثنينا ونور الشمس يطرده
جنح من الليل في جيش من الظلم

وليس فينا لفعل الخندريس بنا
من تستقل به ساق على قدم


وجيه الدولة الحمداني
العصر العباسي

الحمدان
03-22-2024, 03:36 PM
ولمّا اجتمعنا للتفرّق سلمت
سلام فراق لا سلام تلاق

فحليت من نظم الصبابة جيدها
فريد دموع في عقود عناق

فيا ليت روحينا جرت في دموعنا
تسيل بأجفان لنا ومآقي

فقد يستلذّ الصبّ فرقة نفسه
اذا جدّ بالاحباب وشك فراق



وجيه الدولة الحمداني

الحمدان
03-22-2024, 03:37 PM
من كان يرضى بذّل في ولايته
خوف الزوال فاني لست بالراضي

قالوا فتركب أحياناً فقلت لهم
تحت الصليب ولا في موكب القاضي


وجيه الدولة الحمداني

الحمدان
03-22-2024, 03:38 PM
يا سيّداً حاز العلا عن سادةٍ
شمّ الأنوفِ من الطراز الأوّلِ

حَسبي منَ الإسراع نحوك أنّني
كنت الجواب مع الرسول المقبلِ


هند جارية الشاطبي

الحمدان
03-22-2024, 03:38 PM
وَجَدْتُ وَخَيْرُ الْقَوْلِ فِي الْحُكْمِ نَافِعٌ
ذَوِي الطُّولِ مِمَّا قَدْ يُعَمُّ وَيُلْبَسُ

وَلَيْسَ الْفَتَى عِنْدِي بِشَيْءٍ أَعُدُّهُ
إِذَا كَانَ ذَا مَالٍ مِنَ الْعَقْلِ مُفْلِسُ

وَذُو الْجُبْنِ مِمَّا يُسَعِّرُ الْحَرْبَ نَفْخُهُ
يُهَيِّجُ مِنْهَا نَارَهَا ثُمَّ يُخْنِسُ

وَكَمْ مِنْ كَثِيرِ الْمَالِ يَقْبِضُ كَفَّهُ
وَكَمْ مِنْ قَلِيلِ الْمَالِ يُعْطِي وَيُسْلِسُ

وَكَمْ مِنْ صَغِيرٍ نَزْدَرِيهِ لَعَلَّهُ
يُهَيِّجُ كَبِيراً شَرُّهُ مُتَبَجِّسُ

وَكَمْ مِنْ مُرَاءٍ ذِي صَلاحٍ وَعِفَّةٍ
يُخَاتِلُ بِالتَّقْوَى هُوَ الذِّئْبُ الَامْلَسُ

وَآخَرَ ذِي طِمْرَيْنِ صَاحِبِ نِيَّةٍ
يَجُودُ بِأَعْمَالِ التُّقَى ثُمَّ يُنْفِسُ

وَكَمْ مِنْ سَفِيهٍ لِلْجَمَاعَةِ مُفْسِدٍ
يَدِبُّ لِشَّرٍّ بَيْنَهُمْ وَيُوَسْوِسُ

وَذُو الظُّلْمِ مَذْمُومٌ الثَّنَا ظَاهِرُ الْخَنَا
غَنِيٌّ عَنِ الْحُسْنَى وَبِالشَّرِّ يَعْرِسُ



هند بنت الخس

الحمدان
03-22-2024, 03:39 PM
لَقَدْ أَيْقَنَتْ نَفْسُ الْفَتَى غَيْرَ بَاطِلٍ
وَإِنْ عَاشَ حِينًا أَنَّهُ سَوْفَ يَهْلِكُ

وَيَشْرَبُ بِالْكَأْسِ الذُّعَافِ شَرَابُهَا
وَيَرْكَبُ حَدَّ الْمَوْتِ كَرْهًا وَيُسْلَكُ

وَكَمْ مِنْ أَخِي دُنْيَا يُثَمِّرُ مَالَهُ
سَيُرَثُ ذَاكَ الْمَالُ رَغْمًا وَيُتْرَكُ

عَلَيْكَ بِأَفْعَالِ الْكِرَامِ وَلِينِهِمْ
وَلا تَكُ مِشْكَاسًا تَلِجُّ وَتَمْحَكُ

وَلا تَكُ مَزَّاحًا لَدَى الْقَوْمِ لُعْبَةً
تَظَلُّ أَخَا هُزْءٍ بِنَفْسِكَ يَضْحَكُ

تَخُوضُ بِجَهْلٍ سَادِرًا فِي فُكَاهَةٍ
وَتَدْخُلُ فِي غَيِّ الْغُوَاةِ وَتُشْرِكُ

أَلا رُبَّ ذِي حَظٍّ يُبَصَّرُ فِعْلُهُ
وَآخَرَ مَصْرُوفٌ وَفِي الْحَظِّ يُؤْفَكُ


هند بنت الخس
العصر الجاهلي

الحمدان
03-22-2024, 03:40 PM
أَشَمّ كَنَصْلِ السَّيْفِ جَعْدٌ مُرَجَّلٌ
شُغِفْتُ بِهِ لَوْ كَانَ شَيْءٌ مُدَانِيَا

وَأُقْسِمُ لَوْ خُيِّرْتُ بَيْنَ لِقَائِهِ
وَبَيْنَ أَبِي لاخْتَرْتُ أَنْ لا أَبَا لِيَا


هند بنت الخس

الحمدان
03-22-2024, 03:40 PM
بَعدتُ عنكم بدارِى دونَ خالصتي
ومحَضُ ودِّي وعهدِى كالّذي كانا

وما تبدّلتُ مذُ فارقتُ قُربَكُمُ
إِلاَّ هُموماً أُعانيها وأحزانا

وهل يُسرُّ بِسكُنَى دارهِ أَحَدٌ
وليسَ أَحبابُهُ لِلدارِ جيرانا


هارون بن علي المنجم
العصر العباسي

الحمدان
03-22-2024, 03:41 PM
سقَى اللهُ أَيَّاماً لنا وليالياً
مَضينَ فما يُرجَى لهنَّ رجوعُ

إذ العيشُ صافٍ والاحبَّةُ جيرةٌ
جميعٌ وإذ كلُّ الزَّمانِ ربيعُ

وإِذ أنا أَمَّا للعواذلِ في الصِبّا
فَعاصٍ وأَمَّا لِلهوى فَمُطِيعُ



هارون بن علي المنجم

الحمدان
03-22-2024, 03:43 PM
الغانيات عهودُهنَّ
الى انصرامٍ وانفضابِ

مَن شابَ شِبن له المودّ
ةَ بالخديعةِ والكِذابِ

فانعم بهنَّ وزَندُ سِنَّكَ
في الشبيّبة غيرُ كابي

كا دمتَ في وَرَقِ الصِبّا
وغصونهِ الخُضرِ الرّطابِ

فانعَم بأيّام الصِبّا
واخلع عِذارَك في التَّصابي

أعطِ الشّباب نصيبَه
ما دمتَ تُعذرُ بالشّبابِ


هارون بن علي المنجم

الحمدان
03-22-2024, 03:47 PM
يا أَيُّها المبتغي شَتمي لأشتمه
إن كان أعمى فإنِّي عنك غيرُ عَمِ

ما أرضعَت مرضعٌ سَخلاً أعقَّ بها
في الناس لاعرب منها ولا عَجمِ

من ابن حنكلةٍ وإن عَربَت
مُذَالة لِقُدور الناس والحُرمِ

عَوى ليكسَبها شراً فقلتُ له
مَن يكسبِ الشر ثَديي أمِّه يُلمِ

ومن تَعرّضَ شتمي يلقَ معطِسُهُ
من النَّشُوق الذي يشفى من اللمَّمِ

متى أحبك وتسمع ما عُنيتَ به
تُطرق على قَذَع أو ترضَ بالسلمِ

أولا فحسبُك رهطاً أن يفيدهم
لا يَغدِرون ولا يوفون بالذمم

ليسوا كثعلبةَ المغبوطِ جارُهُم
كأنه في ذَرى تَهلانَ أو خِيمِ

يُشبهون قريشاَ من تكلمهم
وطولِ أنضية الأعناق والأمم

إذا غدا المِسك يجرى في مفارقهم
راحوا كأنهم مَرضى من الكرم

جزُّوا النواصيَ من عجل وقد وَطِئوا
بالخيل رهطَ أبي الصَّهباءِ والحُطَمِ

ويوم افلتهن الحوفزانُ وقد
شالت عليه أكفُّ القوم بالجِذَم

إني وإن كنتُ لا أنسى مُصابَهُم
لم أدفعِ الموتَ عن زيق ولا حكم

لا يَبعد فتيا جودٍ ومكرمةٍ
لدفع ضيمٍ وقتل الجوع والقَرم

والبعدُ غالهما عني بمنزلةٍ
فيها تَفرُّقُ أحياءٍ ومحترم

وما بناءٌ وإن سُدّت دعائمه
إلا سيصبح يوماً خاوي الدِّعَم

لئن نجوتَ من الأحداثِ أو سلمت
منهن نفسك لم تسلم من الهَرم


الشمردل بن شريح

الحمدان
03-22-2024, 03:48 PM
لا يبعدِ ابنُ يزيدَ سيّدُ قومه
عند الحفاظِ وحاجةٍ تُستنبَح

حامى الحقيقةِ لا تزال جيادُه
تغدو مسوّمة به وتُروّح

للحرب محتسب القتال مشَمِّرٌ
بالدرعِ مضطمرُ الحوامل سُرّح

ساد العراق وكان أول وافدٍ
تأتى الملوكَ به المهارى الطُّلّحُ

يُعطى الغِلاء بكلّ مجد يشترى
إنّ المُغالى بالمكارمِ أربحُ


الشمردل بن شريح

الحمدان
03-22-2024, 03:49 PM
ما قصرَ المجدُ عنكم يا بني حَكَمٍ
ولا تجاوِزكم يا آل مسعُودِ

يحلُّ حيثُ حللتم لا تَرِيمُكمُ
ما عاقبَ الدهرُ بين البيض والسود

إن يشهدوا يوجد المعروف عَندهم
خِدناً وليس إذا غابوا بموجود



الشمردل

الحمدان
03-22-2024, 03:49 PM
يقولون احتسِب حكماً وراحوا
بأبيضَ لا أراهُ ولا يَراني

وقبلَ فراقهِ أيقنتُ أنِّي
وكلَّ ابني أبٍ متفارقانِ

أخٌ لي لو دَعوتُ أجابَ صوتي
وكنتُ مجيبَه أنّي دعاني

فقد أفنى البكاء عليه دمعي
ولو أنّي الفقيدُ إذاً بكاني

مضى لسبيله لم يُعطِ ضَيماً
ولم تَرهب غوائله الأداني

قتلنا عنه قاتله وكنّا
نصولُ به لدى الحرب العوانِ

قتيلا ليس مثل أخي إذا ما
بدا الخِفزاتُ من هول الجنان

وكنتَ سِنان رمحي من قناتي
وليس الرمحُ إلا بالسّنان

وكنتَ بنانَ كفى من يميني
وكيف صلاحُها بعد البنان

وكان يهابُك الأعداء فينا
ولا أخشى وراءك مَن رماني

فلا تبعد فلم تك مُرثِعنّا
ولا خطل اليدين ولا اللسان

فقد أبدوا ضغائنهم وشَدّوا
إلى الطرفَ واغتمزوا لياني

فِداكَ أخُ نبا عنه غِناه
ومولى لا تصول له يدانِ


الشمردل

الحمدان
03-22-2024, 05:26 PM
قف أيها الشهر المبارك لا تغب
إن المشاعر في فؤادي تصطخب

أنى تفارقنا وقد أسعدتنا
وجعلتنا من كل خير نقترب

كنا نبطي في المسير وحينما
اقبلت يارمضان أصبحنا نثب

أقبلت يارمضان نبعا صافيا
الكل من ينبوعه الصافي شرب

هون عليك حبيبنا وأنيسنا
فالشوق نار في الحنابا تلتهب

أو ما ترى الأجفان منا أغرورقت
أو ما ترى غيث المدامع ينسكب

خذ ما تشاء من القلوب ونبضها
وأطل إقامتك الحبيبة واحتسب

نظر الحبيب إلى نظرة مشفقً
توحي بأن البعد أمر قد كتب

كانت إجابته إجابة راحل
يا ليته احترف السكوت ولم يجب

إن كنت ياشهر الصيام مفارقاً
فعزاؤنا أنا سنبقى نرتقب

عبد الرحمن العشماوي

الحمدان
03-22-2024, 05:45 PM
وَيَدٍ يَراها الدَهرُ غَيرَ ذَميمَةٍ
تَمحو إِساءَتَهُ إِلَيَّ وَتَغفِرُ

أَهدَت إِلَيَّ مَوَدَّةً مِن صاحِبٍ
تَزكو المَوَدَّةُ في ثَراهُ وَتُثمِرُ

عَلِقَت يَدي مِنهُ بِعِلقِ مَضَنَّةٍ
مِمّا يُصانُ عَلى الزَمانِ وَيُدخَرُ

إِنّي عَلَيكَ أَبا حُصَينٍ عاتِبٌ
وَالحُرُّ يَحتَمِلُ الصَديقَ وَيَصبِرُ

وَإِذا وَجَدتُ عَلى الصَديقِ شَكَوتُهُ
سِرّاً إِلَيهِ وَفي المَحافِلِ أَشكُرُ

ما بالُ شِعري لاتَرُدُّ جَوابَهُ
سَحبانُ عِندَكَ باقِلٌ لا أَعذُرُ


أبو فراس الحمداني

الحمدان
03-22-2024, 05:46 PM
عَذيرِيَ مِن طَوالِعَ في عِذاري
وَمِن رَدِّ الشَبابِ المُستَعارِ

وَثَوبٍ كُنتُ أَلبَسُهُ أَنيقٍ
أُجَرِّرُ ذَيلَهُ بَينَ الجَواري

وَما زادَت عَلى العِشرينَ سِنّي
فَما عُذرُ المَشيبِ إِلى عِذاري

وَما اِستَمتَعتُ مِن داعي التَصابي
إِلى أَن جاءَني داعي الوَقارِ

أَيا شَيبي ظَلَمتَ وَياشَبابي
لَقَد جاوَرتُ مِنكَ بِشَرِّ جارِ

يُرَحِّلُ كُلَّ مَن يَأوي إِلَيهِ
وَيَختِمُها بِتَرحيلِ الدِيارِ

أَمَرتُ بِقَصِّهِ وَكَفَفتُ عَنهُ
وَقَرَّ عَلى تَحَمُّلِهِ قَراري

وَقُلتُ الشَيبُ أَهوَنُ ما أُلاقي
مِنَ الدُنيا وَأَيسَرُ ما أُداري

وَلا يَبقى رَفيقي الفَجرُ حَتّى
يُضَمُّ إِلَيهِ مُنبَلِجَ النَهارِ

وَإِنّي مافُجِعتُ بِهِ لَأَلقى
بِهِ مَلقى العِثارِ مِنَ الشِعارِ

وَكَم مِن زائِرٍ بِالكُرهِ مِنّي
كَرِهتُ فِراقَهُ بَعدَ المَزارِ

مَتى أَسلو بِلا خِلٍّ وَصولٍ
يُوافِقني وَلا قَدَحٍ مُدارِ

وَكُنتُ إِذا الهُمومُ تَناوَبَتني
فَزِعتُ مِنَ الهُمومِ إِلى العُقارِ

أَنَختُ وَصاحِبايَ بِذي طُلوحٍ
طَلائِحَ شَفَّها وَخدُ القِفارِ

وَلا ماءٌ سِوى نُطفِ الأَداوي
وَلا زادٌ سِوى القَنَصِ المُثارِ

فَلَمّا لاحَ بَعدَ الأَينِ سَلعٌ
ذَكَرتُ مَنازِلي وَعَرَفتُ داري

أَلَمَّ بِنا وَجُنحُ اللَيلِ داجٍ
خَيالٌ زارَ وَهناً مِن نَوارِ

أَباخِلَةٌ عَلَيَّ وَأَنتِ جارٌ
وَواصِلَةٌ عَلى بُعدِ المَزارِ

تَلاعَبُ بي عَلى هَوجِ المَطايا
خَلائِقُ لاتَقُرُّ عَلى الصَغارِ

وَنَفسٌ دونَ مَطلَبِها الثُرَيّا
وَكَفٌّ دونَها فَيضُ البِحارِ

أَرى نَفسي تُطالِبُني بِأَمرٍ
قَليلٌ دونَ غايَتِهِ اِقتِصاري

وَما يُغنيكَ مِن هِمَمٍ طِوالٍ
إِذا قُرِنَت بِأَعمارٍ قِصارِ

وَمُعتَكِفٍ عَلى حَلَبٍ بَكِيٌّ
يَقوتُ عِطاشَ آمالٍ غِزارِ

يَقولُ لِيَ اِنتَظِر فَرَجاً وَمَن لي
بِأَنَّ المَوتَ يَنتَظِرُ اِنتِظاري

عَلَيَّ لِكُلِّ هَمٍّ كُلُّ عيسٍ
أَمونُ الرَحلِ مُؤجَدَةُ الفَقارِ

وَخَرّاجٌ مِنَ الغَمَراتِ خِرقٌ
أَبو شِبلَينِ مَحمِيُّ الذِمارِ

شَديدُ تَجَنُّبِ الآثامِ وافٍ
عَلى عِلّاتِهِ عَفُّ الإِزارِ

فَلا نَزَلَت بِيَ الجيرانُ إِن لَم
أُجاوِرها مُجاوَرَةَ البِحارِ

وَلا صَحِبَتنِيَ الفُرسانُ إِن لَم
أُصاحِبها بِمَأمونِ الفِرارِ

وَلا خافَتنِيَ الأَملاكُ إِن لَم
أُصَبِّحها بِمُلتَفِّ الغُبارِ

بِجَيشٍ لايَحِلُّ بِهِم مُغيرٌ
وَرَأيٍ لايَغِبُّهُمُ مُغارِ

شَدَدتُ عَلى الحَمامَةِ كورَ رَحلٍ
بَعيدٌ حَلُّهُ دونَ اليَسارِ

تَحُفُّ بِهِ الأَسِنَّةُ وَالعَوالي
وَمُضمَرَةُ المَهارى وَالمَهاري

يَعُدنَ بُعَيدَ طولِ الصَونِ شُعثاً
لِما كُلِّفنَ مِن بُعدِ المَغارِ

وَتَخفِقُ حَولِيَ الراياتُ حُمراً
وَتَتبَعُني الخَضارِمُ مِن نِزارِ

وَإِن طُرِقَت بِداهِيَةٍ نَآدٍ
تُدافِعُها الرِجالُ بِكُلِّ جارِ

عَزيزٌ حَيثُ حَطَّ السَيرُ رَحلي
تُداريني الأَنامُ وَلا أُداري

وَأَهلي مَن أَنَختُ إِلَيهِ عيسي
وَداري حَيثُ كُنتُ مِنَ الدِيارِ


أبو فراس الحمداني

الحمدان
03-22-2024, 05:46 PM
صَبَرتُ عَلى اِختِيارِكَ وَاِضطِراري
وَقَلَّ مَعَ الهَوى فيكَ اِنتِصاري

وَكانَ يَعافُ حَملَ الضَيمِ قَلبي
فَقَرَّ عَلى تَحَمُّلِهِ قَراري

فَدَيتُكَ طالَ ظُلمُكَ وَاِحتِمالي
كَما كَثُرَت ذُنوبُكَ وَاِغتِفاري


أبو فراس الحمداني

الحمدان
03-22-2024, 05:47 PM
أَلا ما لِمَن أَمسى يَراكَ وَلِلبَدرُ
وَما لِمَكانٍ أَنتَ فيهِ وَلِلقَطرِ

تَجَلَّلتَ بِالتَقوى وَأُفرِدتَ بِالعُلا
وَأُهَّلتَ لِلجُلّى وَحُلّيتَ بِالفَخرِ

وَقَلَّدتَني لَمّا اِبتَدَأتَ بِمِدحَتي
يَداً لا أُوَفّي شُكرَها أَبَدَ الدَهرِ

فَإِن أَنا لَم أَمنَحكَ صِدقَ مَوَدَّتي
فَما لي إِلى المَجدِ المُؤَثَّلِ مِن عُذرِ

أَيا اِبنَ الكِرامِ الصَيدِ جاءَت كَريمَةً
أَيا اِبنَ الكِرامِ الصَيدِ وَالسادَةِ الغُرِّ

فَضَلتَ بِها أَهلَ القَريضِ فَأَصبَحَت
تَحِيَّةَ أَهلِ البَدوِ مُؤنِسَةَ الحَضرِ

وَمِثلُكَ مَعدومُ النَظيرِ مِنَ الوَرى
وَشِعرُكَ مَعدومُ الشَبيهِ مِنَ الشِعرِ

كَأَنَّ عَلى أَلفاظِهِ وَنِظامِهِ
بَدائِعَ ماحاكَ الرَبيعُ مِنَ الزَهرِ

تَنَفَّسَ فيهِ الرَوضُ فَاِخضَلَّ بِالنَدى
وَهَبَّ نَسيمُ الرَوضِ يُخبِرُ بِالفَجرِ

إِلى اللَهِ أَشكو مِن فِراقِكَ لَوعَةً
طَوَيتُ لَها مِنّي الضُلوعَ عَلى جَمرِ

وَحَسرَةَ مُرتاحٍ إِذا اِشتاقَ قَلبُهُ
تَعَلَّلَ بِالشَكوى وَعادَ إِلى الصَبرِ

فَعُد يازَمانَ القُربِ في خَيرِ عيشَةٍ
وَأَنعَمِ بالٍ مابَدا كَوكَبٌ دُرّي

وَعِش يا اِبنَ نَصرٍ ما اِستَهَلَّت غَمامَةٌ
تَروحُ إِلى عِزٍّ وَتَغدو عَلى نَصرِ



أبو فراس الحمداني

الحمدان
03-23-2024, 02:00 AM
وتشرقُ الشمسُ في الدنيا لتُخبِرَنا
أنّ الصباحَ مليءٌ بالبشاراتِ

ما ضاقت الأرضُ إلا جاءنا فرَجٌ
كالغيثِ يهطلُ مِن ربّ
السّماوات

....

الحمدان
03-23-2024, 02:39 AM
هَل عَرَفتَ الغَداةَ رَسماً مَحيلا
دارِساً بَعدَ أَهلِهِ مَجهولا

لِسُلَيمى كَأَنَّهُ سَحقُ بُردٍ
زادَهُ قِلَّةُ الأَنيسِ مُحولا

زَعزَعَتهُ الصِبا فَأَدرَجَ سَهلاً
ثُمَّ هاجَت لَهُ الدَبورُ نَحيلا

فَكَأَنَّ اليَهودَ في يَومِ عيدٍ
ضَرَبَت فيهِ رَوقَشاً وَطُبولا

وَاِمتَرَتهُ الجَنوبُ حَتّى إِذا ما
وَجَدَت فَودَهُ عَلَيها ثَقيلا

ثُمَّ هالَت عَلَيهِ مِنها سِجالاً
مُكفَهِرّاً فَتَستَقيهِ سَجيلا

وَتَذَكَّرتُ مَنزِلاً لِرِبابٍ
أَنَّهُ كانَ مَرَّةً مَأهولا

غَيرَ أَنَّ السِنينَ وَالريحَ أَلقَت
تُربَةُ في رُسومِهِ مَنخولا

سَفِهَت تَغلِبٌ غَداةَ تَمَنَّت
حَربَ بَكرٍ فَقُتِّلوا تَقتيلا

غَيرَ أَنّا قَدِ اِحتَوَينا عَلَيهِم
فَتَرَكناهُم بَقايا فُلولا

أُذكُروا قَتلَنا الأَراقِمِ طُرّاً
يَومَ أَضحى كُلَيبُها مَقتولا

وَقَتَلنا عَلى الثَنِيَّةِ عَمراً
وَجَلَبنا عَدِيَّهُم مَغلولا

وَعَدِيٌّ طَحى إِلى النِمرِ مَنّا
فَأَقَمنا لِلنِمرِ يَوماً طَويلا

آلَ عَمرٍو قَدِ اِنتَقَمنا بِضَربٍ
يَدَعُ المُردَ حينَ يَبدو كُهولا

وَبِطعنٍ لَنا نَوافِذَ فيهِم
كَفُواهِ المَزادِ يُروي الشَليلا

وَزَحَفنا إِلى تَميمِ بنِ مُرٍّ
بِجُموعٍ تَرى لَهُن رَعيلا

فَأَصبَحنا الَّذي أَرَدنا وَزِدنا
فَوقَ أَضعافِ ما أَرَدنا فُصولا

وَنَصَبنا لِقَيسِ عَيلانَ حَتّى
ما أَرَدنا قَبائِلاً وَخُيولا

حينَ شَدّوا عَلى البَريدِ العَذارى
إِذ رَأَونا قَبائِلاً وَخُيولا

في بَياضِ الصَباحِ يُبدينَ شِقّاً
كَسعالٍ تُبادِرُ الصِرَّ عيلا

فَاِسأَلوا ضَبَّةَ بنَ كَلبٍ وَأَوداً
تُخبَروا أَنَّنا شَفَينا الغَليلا

مِنهُم حينَ يَصرُخونَ بِكَعبٍ
وَبِذُهلٍ وَكانَ قَدماً نَكولا

وَطَرَدنا مِنَ العِراقِ إِياداً
وَتَركنا نَصيبَهُم مَرسولا

ثُمَّ أُبنا وَالخَيلُ تَجنِبُ شُعثاً
كَالسَعالى عَفائِفاً وَمُحولا

سَلِساتِ القِيادِ كُمتاً وَدُهماً
وَوِراداً تَرى بِها تَحجيلا

كُلُّ قَومٍ نُبيحُهُم وَحِمانا
قَد مَنَعناهُ أَن يُباحَ سَبيلا

وَكُلَيباً تَبكي عَلَيهِ البَواكي
وَحَبيبٌ هُناكَ يَدعو العَويلا

وَاِسَأَلوا كِندَةَ المُلوكَ بِبَكرٍ
إِذ تَرَكنا سَمينَهُم مَهزولا

وَأَسَرنا مُلوكَهُم يَومَ سِرنا
وَأَذَقنا الأَعداءَ طَعماً وَبيلا

وَأَرَدنا لِتَغلِبٍ يَومَ سوءٍ
وَقَتَلنا مِنهُم قَبيلاً قَبيلا

وَنَزَلنا بِوارِداتٍ إِلَيهِم
فَتَوَلَّوا وَلَم يُطيقوا النُزولا

وَتَرَكنا لِلخامِعاتِ شَباباً
جُزُراً تَعتَفيهِم وَكُهولا



الحارث بن عباد

الحمدان
03-23-2024, 02:40 AM
سَل حَيَّ تَغلِبَ عَن بكرٍ وَوَقعَتِهِم
بِالحِنوِ إِذ خَسِروا جَهراً وَما رَشِدوا

فَأَقبَلوا بِجَناحَيهِم يَلُفُّهُما
مِنّا جَناحانِ عِندَ الصبح فَاِطَّرَدوا

فَأَصبَحوا ثمَّ صَفواً دونَ بيضِهِم
وَأَبرَقوا ساعَةً مِن بَعدِ ما رَعَدوا

وَأَيقَنوا أَنَّ شَيباناً وَإِخوَتَهُم
قَيساً وَذُهلاً وَتَيمَ اللاتِ قَد رَصَدوا

وَيَشكُرٌ وَبَنو عِجلٍ وَإِخوَتُهُم
بَنو حَنيفَةَ لا يُحصى لَهُم عَدَدُ

ثُمَّ اِلتَقَينا وَنارُ الحَربِ ساطِعَةٌ
وَسَمهَرِيُّ العَوالي بَينَنا قِصَدُ

طَوراً نُديرُ رَحانا ثُمَّ نَطحَنُهُم
طَحناً وَطَوراً نُلاقيهِم فَنَجتَلِدُ

حَتّى إِذا الشَمسُ دارَت أَجفَلوا هَرَباً
عَنّا وَخَلّوا عَنِ الأَموالِ وَاِنجَرَدوا

قَد قَرَّت العَينُ مِن عِمرانَ إِذ قُتِلَت
وَمِن عَدِيٍّ مَعَ القَمقامِ إِذ جَهِدوا

وَمِن زِيادٍ وَمِن غُنمٍ وَإِخوَتِها
وَمِن حَبيبٍ أَصابوا الذُلَّ فَاِنفَرَدوا

وَمِن بَني الأَوسِ إِذ شُلَّت قَبيلَتُهُم
لا يَنفَقونَ وَلا ضَرّوا وَلا حُمِدوا

فَرّوا إِلى النِمرِ مِنّا وَهوَ عَمُّهُم
فَما وَفي النِمرُ إِذ طاروا وَهُم مُرُدُ

نَحنُ الفَوارِس نَغشى الناسَ كُلَّهُم
وَنَقتُلُ الناسَ حَتّى يوحِشَ البَلَدُ

لَقَد أَصبَحناهُم بِالبيضِ صافِيَةً
عِندَ اللِقاءِ وَحَرُّ المَوتِ يَتَّقِدُ

وَقَد فَقَدنا أُناساً مِن أَماثِلِنا
وَمِثلَهُم فَكَذاكَ القَومُ قَد فَقَدوا

وَالخَيلُ تَعلَمُ أَنّي مِن فَوارِسِها
يَومَ الطِعانِ وَقَلبُ الناسِ يَرتَعِدُ

وَقَد حَلَفتُ يَميناً لا أُصالِحُهُم
ما دامَ مِنّا وَمِنهُم في المَلا أَحَدُ



الحارث بن عباد

الحمدان
03-23-2024, 02:40 AM
لَقَد شَهِدَت حَقّاً سَدوسٌ بِأَنَّني
أَنا الفارِسُ المُعتادُ قَطعَ الحَناجِرِ

تَلَقَيتُ نَصراً وَالمُعَمَّرَ بَعدَهُ
وَأَردَيتُهُ كَرهاً بِرَغمِ المَناخِرِ

وَسَوفَ يَرى مَنصورُ منّا عَجائِباً
يُعَدِّدُ ذِكري في جَميعِ المَحاضِرِ

وَلا بُدَّ مِن غِبرٍ يُتابِعُ غِبرَهُ
وَيَتبَعُ أَولاداً وَشيكاً بِآخَرِ

ظَنَنتُم سَدوسٌ إِذ قَتَلتُم والِدي
وَتِسعَةَ إِخواني أُمَدُّ بِعاشِرِ

فَهَلّا عَلِمتُم أنَّ حَولي فِتيَةً
تَصولُ عَلى بيضِ السُيوفِ البَواتِرِ



الحارث بن عباد

الحمدان
03-23-2024, 02:41 AM
سا ئِل سَدوسَ الَّتي أَفنى كَتائِبها
طَعنُ الرِماحِ الَّتي في رُؤسِها شُهُبُ

إِن لَم تُلاقوا بِنا جُهداً فَقَد شَهِدَت
فُرسانُكُم أَنَّني بِالصَبرِ مُعتَصِبُ

يا وَيلَ أُمِّكُم مِن جَمعِ سادَتِنا
كَتائِباً كَالرُبى وَالقَطرِ يَنسَكِبُ

أَبا عُقَيلٍ فَلا تَنحَر بِسادَتِكُم
فَأَنتُم أَنتُم وَالدَهرُ يَنقَلِبُ

فَإِن سَلِمنا فَإِنّا سائِرونَ لَكُم
بِكُلِّ هِندِيَّةٍ في حَدِّها شُطَبُ

وَكُلِّ جَرداءَ مِثلِ السَهمِ يَكنُفُها
مِن كُلِّ ناحِيَةٍ لَيثٌ لَهُ حَسَبُ

لا تَحسَبوا أَنَّنا يا قَومُ نُفلِتُكُم
أَو تَهرُبونَ إِذا ما أَعوَزَ الهَرَبُ

كَلّا وَرَبِّ القِلاصِ الراقِصاتِ ضُحىً
تَهوي بِها فِتيَةٌ غُرٌّ إِذا اِنتُدِبوا


الحارث بن عباد

الحمدان
03-23-2024, 02:42 AM
كُلُّ شَيءٍ مَصيرُهُ لِلزَوالِ
غَيرَ رَبّي وَصالِحِ الأَعمالِ

وَتَرى الناسَ يَنظُرونَ جَميعاً
لَيسَ فيهِم لِذاكَ بَعضُ اِحتِيالِ

قُل لِأُمِّ الأَغَرِّ تَبكي بُجَيراً
حيلَ بَينَ الرِجالِ وَالأَموالِ

وَلَعَمري لَأَبكِيَنَّ بُجَيراً
ما أَتى الماءُ مِن رُؤوسِ الجِبالِ

لَهفَ نَفسي عَلى بُجَيرٍ إِذا ما
جالَتِ الخَيلُ يَومَ حَربٍ عُضالِ

وَتَساقى الكُماةُ سُمّاً نَفيعاً
وَبَدا البيضُ مِن قِبابِ الحِجالِ

وَسَعَت كُلُّ حُرَّةِ الوَجهِ تَدعو
يا لِبَكرٍ غَرّاءَ كَالتِمثالِ

يا بُجَيرَ الخَيراتِ لاصلحَ حَتّى
نَملَأَ البيدَ مِن رُؤوسِ الرِجالِ

وَتَقَرَّ العُيونُ بَعدَ بُكاها
حينَ تَسقي الدِما صُدورَ العَوالي

أَصبَحَت وائِلٌ تَعِجُّ مِنَ الحَر
بِ عَجيجَ الجِمالِ بِالأَثقالِ

لَم أَكُن مِن جُناتِها عَلِمَ اللَهُ
وَإِني لِحَرِّها اليَومَ صالِ

قَد تَجَنَّبتُ وائِلاً كَي يُفيقوا
فَأَبَت تَغلِبٌ عَلَيَّ اِعتِزالي

وَأَشابوا ذُؤابَتي ببُجَيرٍ
قَتَلوهُ ظُلماً بِغَيرِ قِتالِ

قَتَلوهُ بِشِسعِ نَعلٍ كُلَيبٍ
إِنَّ قَتلَ الكَريمِ بِالشِسعِ غالِ

يا بَني تَغلِبَ خُذوا الحِذرَ إِنّا
قَد شَرِبنا بِكَأسِ مَوتٍ زُلالِ

يا بَني تَغلِبٍ قَتَلتُم قَتيلاً
ما سَمِعنا بِمِثلِهِ في الخَوالي

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لَقِحَت حَربُ وائِلٍ عَن حِيالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لَيسَ قَولي يرادُ لَكِن فعالي

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
جَدَّ نَوحُ النِساءِ بِالإِعوالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
شابَ رَأسي وَأَنكَرَتني القَوالي

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لِلسُرى وَالغُدُوِّ وَالآصالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
طالَ لَيلي عَلى اللَيالي الطِوالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لِاِعتِناقِ الأَبطالِ بِالأَبطالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
وَاِعدِلا عَن مَقالَةِ الجُهّالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لَيسَ قَلبي عَنِ القِتالِ بِسالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
كُلَّما هَبَّ ريحُ ذَيلِ الشَمالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لِبَجَيرٍ مُفَكِّكِ الأَغلالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لِكَريمٍ مُتَوَّجٍ بِالجَمالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لا نَبيعُ الرِجالَ بَيعَ النِعالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لِبُجَيرٍ فداهُ عَمّي وَخالي

قَرِّباها لِحَيِّ تَغلِبَ شوساً
لِاِعتِناقِ الكُماةِ يَومَ القِتالِ

قَرِّباها وَقَرِّبا لَأمَتي دِر
عاً دِلاصاً تَرُدُّ حَدَّ النِبالِ

قَرِّباها بِمُرهَفاتٍ حِدادٍ
لِقِراعِ الأَبطالِ يَومَ النِزالِ

رُبَّ جَيشٍ لَقيتُهُ يَمطُرُ المَو
تَ عَلى هَيكَلٍ خَفيفِ الجِلالِ

سائِلوا كِندَةَ الكِرامَ وَبَكراً
وَاِسأَلوا مَذحِجاً وَحَيِّ هِلالِ

إِذا أَتَونا بِعَسكَرٍ ذي زُهاءٍ
مُكفَهِرِّ الأَذى شَديدِ المَصالِ

فَقَرَيناهُ حينَ رامَ قِرانا
كُلَّ ماضي الذُبابِ عَضبِ الصِقالِ



الحارث بن عباد

الحمدان
03-24-2024, 02:17 AM
تقطع باقي وصل أم مؤمل
بعاقبة واستبدلت نية خلفا

وقد حلفت بالله لا تقطع القوى
فما صدقت فيه ولا برت الحلفا

خفافية بطن العقيق مصيفها
وتحتل في البادين وجرة فالعرفا

فإن تتبع الكفار أم مؤمل
فقد زودت قلبي على نأيها شغفا

وسوف ينبيها الخبير بأننا
أبينا ولم نطلب سوى ربنا حلفا

وأنا مع الهادي النبي محمد
وفينا ولم يستوفها معشر ألفا

بفتيان صدق من سليم أعزة
أطاعوا فما يعصون من أمره حرفا

خفاف وذكوان وعوف تخالهم
مصاعب زافت في طروقتها كلفا

كأن النسيج الشهب والبيض ملبس
أسودا تلاقت في مراصدها غضفا

بنا عز دين الله غير تنحل
وزدنا على الحي الذي معه ضعفا

بمكة إذ جئنا كأن لواءنا
عقاب أرادت بعد تحليقها خطفا

على شخص الأبصار تحسب بينها
إذا هي جالت في مراودها عزفا

غداة وطئنا المشركين ولم نجد
لأمر رسول الله عدلا ولا صرفا

بمعترك لا يسمع القوم وسطه
لنا زجمة إلا التذامر والنقفا

ببيض نطير الهام عن مستقرها
ونقطف أعناق الكماة بها قطفا

فكائن تركنا من قتيل ملحب
وأرملة تدعو على بعلها لهفا

رضا الله ننوي لا رضا الناس نبتغي
ولله ما يبدو جميعا وما يخفى


عباس بن مرداس السلمي

الحمدان
03-24-2024, 02:18 AM
من مبلغ الأقوام أن محمدا
رسول الإله راشد حيث يمما

دعا ربه واستنصر الله وحده
فأصبح قد وفى إليه وأنعم

سرينا وواعدنا قديدا محمدا
يؤم بنا أمرا من الله محكما

تمادوا بنا في الفجر حتى تبينوا
مع الفجر فتيانا وغابا مقوما

على الخيل مشدودا علينا دروعنا
ورجلا كدفاع الأتي عرمرما

فإن سراة الحي إن كنت سائلا
سليم وفيهم منهم من تسلما

وجند من الأنصار لا يخذلونه
أطاعوا فما يعصونه ما تكلما

فإن تك قد أمرت في القوم خالدا
وقدمته فإنه قد تقدما

بجند هداه الله أنت أميره
تصيب به في الحق من كان أظلما

حلفت يمينا برة لمحمد
فأكملتها ألفا من الخيل ملجما

وقال نبي المؤمنين تقدموا
وحب إلينا أن تكون المقدما

وبتنا بنهي المستدير ولم تكن
بنا الخوف إلا رغبة وتحزما

أطعناك حتى أسلم الناس كلهم
وحتى صبحنا الجمع أهل يلملما

يضل الحصان الأبلق الورد وسطه
ولا يطمئن الشيخ حتى يسوما

لدن غدوة حتى تركنا عشية
حنينا وقد سالت دوامعه دما

سمونا لهم ورد القطا زفة ضحى
وكل تراه عن أخيه قد أحجما

إذا شئت من كل رأيت طمرة
وفارسها يهوي ورمحا محطما

وقد أحرزت منا هوازن سربها
وحب إليها أن نخيب ونحرما



عباس بن مرداس

الحمدان
03-24-2024, 02:19 AM
ما بال عينك فيها عائر سهر
مثل الحماطة أغضى فوقها الشفر

عين تأوبها من شجوها أرق
فالماء يغمرها طورا وينحدر

كأنه نظم در عند ناظمة
تقطع السلك منه فهو منبتر

يا بعد منزل من ترجو مودته
ومن أتى دونه الصمان فالحفر

دع ما تقدم من عهد الشباب فقد
ولى الشباب وزار الشيب والزعر

واذكر بلاء سليم في مواطنها
وفي سليم لأهل الفخر مفتخر

قوم همو نصروا الرحمن واتبعوا
دين الرسول وأمر الناس مشتجر

لا يغرسون فسيل النخل وسطهم
ولا تحاور في مشتاهم البقر

إلا سوابح كالعقبان مقربة
في دارة حولها الأخطار والعكر

تدعى كفاف وعوف في جوانبها
وحي ذكوان لا ميل ولا ضجر

الضاربون جنود الشرك ضاحية
ببطن مكة والأرواح تبتدر

حتى رفعنا وقتلاهم كأنهم
نخل بظاهرة البطحاء منقعر

ونحن يوم حنين كان مشهدنا
للدين عزا وعند الله مدخر

إذ ركب الموت مخضرا بطائنه
والخيل ينجاب عنها ساطع كدر

تحت اللواء مع الضحاك يقدمنا
كما مشى الليث في غاباته الخدر

في مأذق من مجر الحرب كلكلها
تكاد تأفل منه الشمس والقمر

وقد صبرنا بأوطاس أسنتنا
لله تنصر من شئنا وننتصر

حتى تأوب أقوام منازلهم
لولا المليك ولولا نحن ما صدروا

فما ترى معشرا قلوا ولا كثروا
إلا قد أصبح منا فيهم أثر


عباس بن مرداس

الحمدان
03-24-2024, 02:19 AM
يا خاتم النباء إنك مرسل
بالحق كل هدى السبيل هداكا

إن الإله بنى عليك محبة
في خلقه ومحمدا سماكا

إن الذين وفوا بما عاهدتهم
جند بعثت عليهم الضحاكا

رجلا به درب السلاح كأنه
لما تكنفه العدو يراكا

يغشى ذوي النسب القريب وإنما
يبغي رضا الرحمن ثم رضاكا

أنبيك إني قد رأيت مكره
تحت العجاجة يدمغ الإشراكا

طولا يعانق باليدين وتارة
يقري الجماجم صارما بتاكا

يغشى به هام الكماة ولو ترى
منه الذي عاينت كان شفاكا

وبنو سليم معنقون أمامه
ضربا وطعنا في العدو دراكا

يمشون تحت لوائه وكأنهم
أسد العرين أردن ثم عراكا

ما يرتجون من القريب قرابة
إلا بطاعة ربهم وهواكا

هذي مشاهدنا التي كانت لنا
معروفة وولينا مولاكا


عباس بن مرداس السلمي

الحمدان
03-24-2024, 02:31 AM
أسماء الأيام في الجاهلية:

الجُـمُـعَـة : عَـرُوبَـة ،
والسبت : شِـيَـار ،
والأحد : أَوَّل ،
والاثنين : أَهْـوَن ،
والثُّلاَثاء : جُـبَار ،
والأربعاء : دُبَـار ،
والخميس : مُـؤْنِـس .

وقال بعضُ شعراءِ الْجاهليةِ :

أُؤَمِّـلُ أَنْ أَعِيشَ وأَنَّ يومِي
بِأَوَّلَ أو بِأَهْوَنَ أو جُبَارِ

أوِ التالي دُبارٍ أمْ فَـيَوْمِي
بِمُؤْنِسٍ اوْ عَرُوبةَ أو شِيَارِ

الحمدان
03-24-2024, 02:45 AM
رمضانُ جاءَ بِأَجْمَلِ النَّفَحاتِ
خَيْرُ الشُّهورِ وأجمَلُ الأوقاتِ

كُلُّ القُلوبِ إلى الرَّحيمِ تَضَرَّعَتْ
بِتَــلاوَةِ القُرآنِ والصَّلواتِ

تَدْعوكَ رَبِّي أَنْ تُفَرِّجَ هَمَّنا
وَتُزيلَ عَنَّا ســـائِرَ الآفـاتِ.

الحمدان
03-24-2024, 02:45 AM
واسرحْ مَـع ألغَفَّارِ فِـي مَلكُوتِـهِ
فِي جَنِّـةِ ألفِردَوسِ وألرِّضْـوانِ

اكرِمْ بِشَهرِ الخَيرِ حانَ قُدُومَـهُ
شَهــرِ الهُــدى وَتَنَــزُّلِ الـقُــرانِ

شَهرِ الفَضِيلَةِ وَالعِبادَةِ وَالعُلَـى
رَمَضَـانِ شَهرِ الصَّومِ وَالغُفْـرَانِ

الحمدان
03-25-2024, 04:24 AM
تزورُ فؤادي في الكرى فتعيدُ لي
هوًى كادَ من طول الفراقِ يزولُ

كأنّ هواها في جنينِ خواطري
بديءُ خزامى فيَّأتْهُ طُلولُ

وددتُ لو انّي أستطيعُ نداءَها
وذلك ودٌّ لو علمتَ قليلُ

ولمّا مضت سبعٌ صبرتُ على الهوى
وصبرٌ على مثل الهوى لَجميلُ

خالد الحمدان

الحمدان
03-26-2024, 03:11 AM
جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ
كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ

فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ
أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ

فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا
مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ

فقلت هذي أحاديثٌ ملفقة
موضوعة قد أتت من قول مختلق

قالت وحق عيوني عزّ من قسمٍ
وما على جبهتي من لؤلؤ الرمق

إني أحبك حباً لا نفاد له
ما دام في مهجتي شيء من الرمق

فقمت ولهانَ من وجدي أقبلها
زحتُ اللثام،، رأيتُ البدر معتنقِ

قبلتها،، قبلتني،، وهي قائلة
قبلت فاي فلا تبخل على عنقي

قلت العناق حرامٌ في شريعتنا
قالت أيا سيدي واجعلهُ في عنقي


لسان الدين بن الخطيب

الحمدان
03-26-2024, 03:12 AM
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ

الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ
لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ

وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ

وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ

وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ
وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ

نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ
في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ

اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ
أَلِفٌ هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ

يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا

بَيتُ النَبِيّينَ الَّذي لا يَلتَقي
إِلّا الحَنائِفُ فيهِ وَالحُنَفاءُ

خَيرُ الأُبُوَّةِ حازَهُمْ لَكَ آدَمٌ
دونَ الأَنامِ وَأَحرَزَت حَوّاءُ

هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت
فيها إِلَيكَ العِزَّةُ القَعساءُ

خُلِقَت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها
إِنَّ العَظائِمَ كُفؤُها العُظَماءُ

بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت
وَتَضَوَّعَت مِسكًا بِكَ الغَبراءُ

وَبَدا مُحَيّاكَ الَّذي قَسَماتُهُ
حَقٌّ وَغُرَّتُهُ هُدىً وَحَياءُ

وَعَلَيهِ مِن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ
وَمِنَ الخَليلِ وَهَديِهِ سيماءُ

أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ
وَتَهَلَّلَت وَاهتَزَّتِ العَذراءُ

يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ
وَمَساؤُهُ بِمُحَمَّدٍ وَضّاءُ

الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ
في المُلكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ

ذُعِرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت
وَعَلَت عَلى تيجانِهِم أَصداءُ

وَالنارُ خاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُمْ
خَمَدَت ذَوائِبُها وَغاضَ الماءُ

وَالآيُ تَترى وَالخَوارِقُ جَمَّةٌ
جِبريلُ رَوّاحٌ بِها غَدّاءُ

نِعمَ اليَتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ
وَاليُتمُ رِزقٌ بَعضُهُ وَذَكاءُ

في المَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ
وَبِقَصدِهِ تُستَدفَعُ البَأساءُ

بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم
يَعرِفهُ أَهلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ

يا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا
مِنها وَما يَتَعَشَّقُ الكُبَراءُ

لَو لَم تُقِم دينًا لَقامَت وَحدَها
دينًا تُضيءُ بِنورِهِ الآناءُ

زانَتكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ
يُغرى بِهِنَّ وَيولَعُ الكُرَماءُ

أَمّا الجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ
وَمَلاحَةُ الصِدّيقِ مِنكَ أَياءُ

وَالحُسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ
ما أوتِيَ القُوّادُ وَالزُعَماءُ

فَإِذا سَخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى
وَفَعَلتَ ما لا تَفعَلُ الأَنواءُ

وَإِذا عَفَوتَ فَقادِرًا وَمُقَدَّرًا
لا يَستَهينُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ

وَإِذا رَحِمتَ فَأَنتَ أُمٌّ أَو أَبٌ
هَذانِ في الدُنيا هُما الرُحَماءُ

وَإِذا غَضِبتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ
في الحَقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ

وَإِذا رَضيتَ فَذاكَ في مَرضاتِهِ
وَرِضا الكَثيرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ

وَإِذا خَطَبتَ فَلِلمَنابِرِ هِزَّةٌ
تَعرو النَدِيَّ وَلِلقُلوبِ بُكاءُ

وَإِذا قَضَيتَ فَلا ارتِيابَ كَأَنَّما
جاءَ الخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ

وَإِذا حَمَيتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو
أَنَّ القَياصِرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ

وَإِذا أَجَرتَ فَأَنتَ بَيتُ اللهِ لَم
يَدخُل عَلَيهِ المُستَجيرَ عَداءُ

وَإِذا مَلَكتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها
وَلَوَ اَنَّ ما مَلَكَت يَداكَ الشاءُ

وَإِذا بَنَيتَ فَخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً
وَإِذا ابتَنَيتَ فَدونَكَ الآباءُ

وَإِذا صَحِبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّمًا
في بُردِكَ الأَصحابُ وَالخُلَطاءُ

وَإِذا أَخَذتَ العَهدَ أَو أَعطَيتَهُ
فَجَميعُ عَهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ

وَإِذا مَشَيتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ
وَإِذا جَرَيتَ فَإِنَّكَ النَكباءُ

وَتَمُدُّ حِلمَكَ لِلسَفيهِ مُدارِيًا
حَتّى يَضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ

في كُلِّ نَفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ
وَلِكُلِّ نَفسٍ في نَداكَ رَجاءُ

وَالرَأيُ لَم يُنضَ المُهَنَّدُ دونَهُ
كَالسَيفِ لَم تَضرِب بِهِ الآراءُ

يأَيُّها الأُمِيُّ حَسبُكَ رُتبَةً
في العِلمِ أَن دانَت بِكَ العُلَماءُ

الذِكرُ آيَةُ رَبِّكَ الكُبرى الَّتي
فيها لِباغي المُعجِزاتِ غَناءُ

صَدرُ البَيانِ لَهُ إِذا التَقَتِ اللُغى
وَتَقَدَّمَ البُلَغاءُ وَالفُصَحاءُ

نُسِخَت بِهِ التَوراةُ وَهيَ وَضيئَةٌ
وَتَخَلَّفَ الإِنجيلُ وَهوَ ذُكاءُ

لَمّا تَمَشّى في الحِجازِ حَكيمُهُ
فُضَّت عُكاظُ بِهِ وَقامَ حِراءُ

أَزرى بِمَنطِقِ أَهلِهِ وَبَيانِهِمْ
وَحيٌ يُقَصِّرُ دونَهُ البُلَغاءُ

حَسَدوا فَقالوا شاعِرٌ أَو ساحِرٌ
وَمِنَ الحَسودِ يَكونُ الاستِهزاءُ

قَد نالَ بِالهادي الكَريمِ وَبِالهُدى
ما لَم تَنَل مِن سُؤدُدٍ سيناءُ

أَمسى كَأَنَّكَ مِن جَلالِكَ أُمَّةٌ
وَكَأَنَّهُ مِن أُنسِهِ بَيداءُ

يوحى إِلَيكَ الفَوزُ في ظُلُماتِهِ
مُتَتابِعًا تُجلى بِهِ الظَلماءُ

دينٌ يُشَيَّدُ آيَةً في آيَةٍ
لَبِناتُهُ السوراتُ وَالأَدواءُ

الحَقُّ فيهِ هُوَ الأَساسُ وَكَيفَ لا
وَاللهُ جَلَّ جَلالُهُ البَنّاءُ

أَمّا حَديثُكَ في العُقولِ فَمَشرَعٌ
وَالعِلمُ وَالحِكَمُ الغَوالي الماءُ

هُوَ صِبغَةُ الفُرقانِ نَفحَةُ قُدسِهِ
وَالسينُ مِن سَوراتِهِ وَالراءُ

جَرَتِ الفَصاحَةُ مِن يَنابيعَ النُهى
مِن دَوحِهِ وَتَفَجَّرَ الإِنشاءُ

في بَحرِهِ لِلسابِحينَ بِهِ عَلى
أَدَبِ الحَياةِ وَعِلمِها إِرساءُ

أَتَتِ الدُهورُ عَلى سُلافَتِهِ وَلَم
تَفنَ السُلافُ وَلا سَلا النُدَماءُ

بِكَ يا ابنَ عَبدِ اللهِ قامَت سَمحَةٌ
بِالحَقِّ مِن مَلَلِ الهُدى غَرّاءُ

بُنِيَت عَلى التَوحيدِ وَهيَ حَقيقَةٌ
نادى بِها سُقراطُ وَالقُدَماءُ

وَجَدَ الزُعافَ مِنَ السُمومِ لِأَجلِها
كَالشَهدِ ثُمَّ تَتابَعَ الشُهَداءُ

وَمَشى عَلى وَجهِ الزَمانِ بِنورِها
كُهّانُ وادي النيلِ وَالعُرَفاءُ

إيزيسُ ذاتُ المُلكِ حينَ تَوَحَّدَت
أَخَذَت قِوامَ أُمورِها الأَشياءُ

لَمّا دَعَوتَ الناسَ لَبّى عاقِلٌ
وَأَصَمَّ مِنكَ الجاهِلينَ نِداءُ

أَبَوا الخُروجَ إِلَيكَ مِن أَوهامِهِمْ
وَالناسُ في أَوهامِهِمْ سُجَناءُ

وَمِنَ العُقولِ جَداوِلٌ وَجَلامِدٌ
وَمِنَ النُفوسِ حَرائِرٌ وَإِماءُ

داءُ الجَماعَةِ مِن أَرِسطاليسَ لَم
يوصَف لَهُ حَتّى أَتَيتَ دَواءُ

فَرَسَمتَ بَعدَكَ لِلعِبادِ حُكومَةً
لا سوقَةٌ فيها وَلا أُمَراءُ

اللهُ فَوقَ الخَلقِ فيها وَحدَهُ
وَالناسُ تَحتَ لِوائِها أَكفاءُ

وَالدينُ يُسرٌ وَالخِلافَةُ بَيعَةٌ
وَالأَمرُ شورى وَالحُقوقُ قَضاءُ

الإِشتِراكِيّونَ أَنتَ إِمامُهُمْ
لَولا دَعاوي القَومِ وَالغُلَواءُ

داوَيتَ مُتَّئِدًا وَداوَوا ظَفرَةً
وَأَخَفُّ مِن بَعضِ الدَواءِ الداءُ

الحَربُ في حَقٍّ لَدَيكَ شَريعَةٌ
وَمِنَ السُمومِ الناقِعاتِ دَواءُ

وَالبِرُّ عِندَكَ ذِمَّةٌ وَفَريضَةٌ
لا مِنَّةٌ مَمنونَةٌ وَجَباءُ

جاءَت فَوَحَّدَتِ الزَكاةُ سَبيلَهُ
حَتّى التَقى الكُرَماءُ وَالبُخَلاءُ

أَنصَفَت أَهلَ الفَقرِ مِن أَهلِ الغِنى
فَالكُلُّ في حَقِّ الحَياةِ سَواءُ

فَلَوَ اَنَّ إِنسانًا تَخَيَّرَ مِلَّةً
ما اختارَ إِلّا دينَكَ الفُقَراءُ

يأَيُّها المُسرى بِهِ شَرَفًا إِلى
ما لا تَنالُ الشَمسُ وَالجَوزاءُ

يَتَساءَلونَ وَأَنتَ أَطهَرُ هَيكَلٍ
بِالروحِ أَم بِالهَيكَلِ الإِسراءُ

بِهِما سَمَوتَ مُطَهَّرَينِ كِلاهُما
نورٌ وَرَيحانِيَّةٌ وَبَهاءُ

فَضلٌ عَلَيكَ لِذي الجَلالِ وَمِنَّةٌ
وَاللهُ يَفعَلُ ما يَرى وَيَشاءُ

تَغشى الغُيوبَ مِنَ العَوالِمِ كُلَّما
طُوِيَت سَماءٌ قُلِّدَتكَ سَماءُ

في كُلِّ مِنطَقَةٍ حَواشي نورُها
نونٌ وَأَنتَ النُقطَةُ الزَهراءُ

أَنتَ الجَمالُ بِها وَأَنتَ المُجتَلى
وَالكَفُّ وَالمِرآةُ وَالحَسناءُ

اللهُ هَيَّأَ مِن حَظيرَةِ قُدسِهِ
نَزُلًا لِذاتِكَ لَم يَجُزهُ عَلاءُ

العَرشُ تَحتَكَ سُدَّةً وَقَوائِمًا
وَمَناكِبُ الروحِ الأَمينِ وِطاءُ

وَالرُسلُ دونَ العَرشِ لَم يُؤذَن لَهُمْ
حاشا لِغَيرِكَ مَوعِدٌ وَلِقاءُ

الخَيلُ تَأبى غَيرَ أَحمَدَ حامِيًا
وَبِها إِذا ذُكِرَ اسمُهُ خُيَلاءُ

شَيخُ الفَوارِسِ يَعلَمونَ مَكانَهُ
إِن هَيَّجَت آسادَها الهَيجاءُ

وَإِذا تَصَدّى لِلظُبا فَمُهَنَّدٌ
أَو لِلرِماحِ فَصَعدَةٌ سَمراءُ

وَإِذا رَمى عَن قَوسِهِ فَيَمينُهُ
قَدَرٌ وَما تُرمى اليَمينُ قَضاءُ

مِن كُلِّ داعي الحَقِّ هِمَّةُ سَيفِهِ
فَلِسَيفِهِ في الراسِياتِ مَضاءُ

ساقي الجَريحِ وَمُطعِمُ الأَسرى وَمَن
أَمِنَت سَنابِكَ خَيلِهِ الأَشلاءُ

إِنَّ الشَجاعَةَ في الرِجالِ غَلاظَةٌ
ما لَم تَزِنها رَأفَةٌ وَسَخاءُ

وَالحَربُ مِن شَرَفِ الشُعوبِ فَإِن بَغَوا
فَالمَجدُ مِمّا يَدَّعونَ بَراءُ

وَالحَربُ يَبعَثُها القَوِيُّ تَجَبُّرًا
وَيَنوءُ تَحتَ بَلائِها الضُعَفاءُ

كَم مِن غُزاةٍ لِلرَسولِ كَريمَةٍ
فيها رِضىً لِلحَقِّ أَو إِعلاءُ

كانَت لِجُندِ اللهِ فيها شِدَّةٌ
في إِثرِها لِلعالَمينَ رَخاءُ

ضَرَبوا الضَلالَةَ ضَربَةٌ ذَهَبَت بِها
فَعَلى الجَهالَةِ وَالضَلالِ عَفاءُ

دَعَموا عَلى الحَربِ السَلامَ وَطالَما
حَقَنَت دِماءً في الزَمانِ دِماءُ

الحَقُّ عِرضُ اللهِ كلُّ أَبِيَّةٍ
بَينَ النُفوسِ حِمىً لَهُ وَوِفاءُ
هَل كانَ حَولَ مُحَمَّدٍ مِن قَومِهِ
إِلا صَبِيٌّ واحِدٌ وَنِساءُ

فَدَعا فَلَبّى في القَبائِلِ عُصبَةٌ
مُستَضعَفونَ قَلائِلٌ أَنضاءُ

رَدّوا بِبَأسِ العَزمِ عَنهُ مِنَ الأَذى
ما لا تَرُدُّ الصَخرَةُ الصَمّاءُ

وَالحَقُّ وَالإيمانُ إِن صُبّا عَلى
بُردٍ فَفيهِ كَتيبَةٌ خَرساءُ

نَسَفوا بِناءَ الشِركِ فَهوَ خَرائِبٌ
وَاستَأصَلوا الأَصنامَ فَهيَ هَباءُ

يَمشونَ تُغضي الأَرضُ مِنهُمْ هَيبَةً
وَبِهِمْ حِيالَ نَعيمِها إِغضاءُ

حَتّى إِذا فُتِحَت لَهُمْ أَطرافُها
لَم يُطغِهِمْ تَرَفٌ وَلا نَعماءُ

يا مَن لَهُ عِزُّ الشَفاعَةِ وَحدَهُ
وَهوَ المُنَزَّهُ ما لَهُ شُفَعاءُ

عَرشُ القِيامَةِ أَنتَ تَحتَ لِوائِهِ
وَالحَوضُ أَنتَ حِيالَهُ السَقاءُ

تَروي وَتَسقي الصالِحينَ ثَوابَهُمْ
وَالصالِحاتُ ذَخائِرٌ وَجَزاءُ

أَلِمِثلِ هَذا ذُقتَ في الدُنيا الطَوى
وَانشَقَّ مِن خَلَقٍ عَلَيكَ رِداءُ

لي في مَديحِكَ يا رَسولُ عَرائِسٌ
تُيِّمنَ فيكَ وَشاقَهُنَّ جَلاءُ

هُنَّ الحِسانُ فَإِن قَبِلتَ تَكَرُّمًا
فَمُهورُهُنَّ شَفاعَةٌ حَسناءُ

أَنتَ الَّذي نَظَمَ البَرِيَّةَ دينُهُ
ماذا يَقولُ وَيَنظُمُ الشُعَراءُ

المُصلِحونَ أَصابِعٌ جُمِعَت يَدًا
هِيَ أَنتَ بَل أَنتَ اليَدُ البَيضاءُ

ما جِئتُ بابَكَ مادِحًا بَل داعِيًا
وَمِنَ المَديحِ تَضَرُّعٌ وَدُعاءُ

أَدعوكَ عَن قَومي الضِعافِ لِأَزمَةٍ
في مِثلِها يُلقى عَلَيكَ رَجاءُ

أَدرى رَسولُ اللهِ أَنَّ نُفوسَهُمْ
رَكِبَت هَواها وَالقُلوبُ هَواءُ

مُتَفَكِّكونَ فَما تَضُمُّ نُفوسَهُمْ
ثِقَةٌ وَلا جَمَعَ القُلوبَ صَفاءُ

رَقَدوا وَغَرَّهُمُ نَعيمٌ باطِلٌ
وَنَعيمُ قَومٍ في القُيودِ بَلاءُ

ظَلَموا شَريعَتَكَ الَّتي نِلنا بِها
ما لَم يَنَل في رومَةَ الفُقَهاءُ

مَشَتِ الحَضارَةُ في سَناها وَاهتَدى
في الدينِ وَالدُنيا بِها السُعَداءُ

صَلّى عَلَيكَ اللهُ ما صَحِبَ الدُجى
حادٍ وَحَنَّت بِالفَلا وَجناءُ

وَاستَقبَلَ الرِضوانَ في غُرُفاتِهِمْ
بِجِنانِ عَدنٍ آلُكَ السُمَحاءُ

خَيرُ الوَسائِلِ مَن يَقَع مِنهُم عَلى
سَبَبٍ إِلَيكَ فَحَسبِيَ الزَهراءُ




أحمد شوقي

الحمدان
03-26-2024, 04:19 AM
سيأتيكَ الذي ترجوهُ يوماً
فلا تعجَل عليهِ وإنْ تأخّر

ولا تجزعْ وقُل يا نفسُ صبراً
فرحمنُ السماءِ قضى وقدّر

سيلطفُ بالقلوبِ ويحتويها
ويجبرُ في الحنايا ما تكسّر

الحمدان
03-26-2024, 04:21 AM
‏إلهِي جد لنَا بالعَفوِ إنَّـا
على أبوابِ عفوِك طامِعِينَا

فأنتَ الله، تغفِرُ ثمَّ تعفُو
وتَقبَلُ إن أتَينَا تائِـبِينَا

الحمدان
03-26-2024, 04:22 AM
هَاهُمْ بِبَابِكَ… يَرْتَجُوْنَ نَدَاكَا!

نَادَوْكَ مِلْءَ جِرَاحِهِمْ… وَأَكُفُّهُمْ
مَمْدُوْدَةٌ… وَاللَّيْلُ مَدَّ شِرَاكَا!

خَذَلَتْهُمُ الدُّنْيَا… وَأَنْتَ مَلَاذُهُمْ
رُحْمَاكَ يَا رَبِّيْ بِهِمْ رُحْمَاكَا

الحمدان
03-26-2024, 04:24 AM
يا من قضيتَ الليلَ تلتحفُ الأسى
صبراً فحُزنك لن يطولَ مداه

ما دامَ فوقَ العرشِ ربٌ قادرٌ
سبحانُه يكفيكَ ما تَخشاه

الحمدان
03-26-2024, 04:45 AM
المَوتُ بابٌ وَكُلُّ الناسِ داخِلُهُ
فَلَيتَ شِعرِيَ بَعدَ البابِ ما الدارُ

الدارُ جَنَّةُ خُلدٍ إِن عَمِلتَ بِما
يُرضي الإِلَهَ وَإِن قَصَّرتَ فَالنار


أبو العتاهية

الحمدان
03-27-2024, 04:04 AM
عَيبُ اِبنَ آدَمَ ما عَلِمتُ كَثيرٌ
وَمَجيئُهُ وَذَهابُهُ تَغريرُ

يا ساكِنَ الدُنيا أَلَم تَرَ زَهرَةَ ال
دُنيا عَلى الأَيّامِ كَيفَ تَصيرُ

غَرَّتكَ نَفسُكَ لِلحَياةِ مُحِبَّةً
وَالمَوتُ حَقٌّ وَالبَقاءُ يَسيرُ

لا تُعظِمِ الدُنيا فَإِنَّ جَميعَ ما
فيها صَغيرٌ لَو عَلِمتَ حَقيرُ

نَل ما بَدا لَكَ أَن تَنالَ مِنَ الغِنى
إِن أَنتَ لَم تَقنَع فَأَنتَ فَقيرُ

يا جامِعَ المالِ الكَثيرِ لِغَيرِهِ
إِنَّ الصَغيرَ مِنَ الذُنوبِ كَبيرُ

هَل في يَدَيكَ عَلى الحَوادِثِ قُوَّةٌ
أَم هَل عَلَيكَ مِنَ المَنونِ خَفيرُ

أَم ما تَقولُ إِذا ظَعَنتَ إِلى البَلى
وَإِذا خَلا بِكَ مُنكَرٌ وَنَكيرُ


أبو العتاهية

الحمدان
03-27-2024, 04:04 AM
طَلَبتُ المُستَقَرَّ بِكُلِّ أَرضٍ
فَلَم أَرَ لي بِأَرضٍ مُستَقَرّا

أَطَعتُ مَطامِعي فَاِستَعبَدَتني
وَلَو أَنّي قَنِعتُ لَكُنتُ حُرّا


أبو العتاهية

الحمدان
03-27-2024, 04:05 AM
تَوَّقَ مِمّا تَأتي وَما تَذَرُ
جَميعُ ما أَنتَ فيهِ مُعتَذَرُ

ما أَبعَدَ الشَيءَ مِنكَ ما لَم
يُسابق عِدكَ عَلَيهِ القَضاءُ وَالقَدَرُ


أبو العتاهية

الحمدان
03-27-2024, 10:50 PM
أيها الوفد إلى البيت الحرام
آمين البيت يانعم المرام

بلد عظمه لله به
كعبة الله وزمزم والمقام

والصفا والحجر والباب الذي
بينه والركن طاب الإلتزام

فإذا طاب اللقا والملتقى
فاذكر والصب البعيد المستهام

واذكروه بالدعا في المدعي
وكذا كل المحلات العظام

فاذكروا ذاك هناك فعسى
نظرة من ربنا يحيي العظام

فنحوز توبة مقبولة
وبحسن الخاتمة عند الحمام


ابن طالب

الحمدان
03-27-2024, 10:52 PM
يا حي ياقيوم يا حي ياقيوم
يا حي ياقيوم فرج على المغموم

يا رب يارحمن يافرد يا منان
يا غافر العصيان فرج على المهموم

يارب ياغفار يافرد يامنان
ياغافر العصيان فرج على المهموم

يارب ياغفار يارب ياستار
نسألك بالمختار أن تنصر المظلوم

وتكفي الأشرار عن ربعنا والجار
فضلا عن أهل الدار ياناصر المضيوم

يامن رحم يعقوب ومن شفا أيوب
فرج على المكروب ذي قلبه مسقوم

ياغافر الزلات وقاضي الحاجات
ومنزل الآيات سلم من الزقوم

يارحمة الرحمن هيا إلينا الآن
أغيثي الملآن بفعله المذموم

عسى عسى توبه تمحوله
وتحسن إلا وبه للواحد القيوم

يصلح بها قلبي يغفر بها ذنبي
يرضى به ربى عني وينفى اللوم

تصلح بها الأحوال تختم بها الآجال
بأحسن الأعمال عند القضا المحتوم

ثم صلاة الله مع سلام الله
على رسول الله الهادي المعصوم

والآل والأصحاب وكل عبد تاب
راض عن الوهاب برزقه المقسوم

والحمد للغافر الرازق القاهر
من يرزق السائر والقاعد المحروم



بن طاهر
اليمن

الحمدان
03-28-2024, 04:19 AM
لو وفيت وجيت يومٍ زرتني
لو صدقت أفنيت روحي في هواك

لو سمحت بنظرتك وامهلتني
أحضن عيونك بقلبٍ ما نساك

لو لمست الوجد بي ولّعتني
واهتديت بنور قلبي وافتداك

لو نظرت بعين قلبك شفتني
ما معي مخلوق يستاهل غلاك

ليتك من الحبّ ما خوّفتني
كان أعيش الفين عمرٍ في رجاك

يا قليل الحظ لو رغبتني
كان اخجّل كل بدر من رضاكَ


الأمير خالد الفيصل

الحمدان
03-28-2024, 09:29 PM
يا قاضي الحاجاتِ كم من حاجةٍ
فُقِدَ الرجا بقضائها فقَضَيْتها

كم نامَ قلبي مُثقَلاً بهمومهِ
فإذا به يصحو وقد فرّجْتَها

كم دعوةٍ مُزِجت بدمعِ توسّلي
أودَعْتُها لكَ خالقي فأجبْتَها

وأنا الذي أذنَبتُ عُمريَ كلّهُ
فسَتَرْتَ كلّ خطيئةٍ وغفرتَها

ما زلتَ يا ربّاهُ تجبُرُ خاطري
وتغيثُ هذي الروحَ منذُ خلقتَها

فلك الثناءُ مع المحامدِ كُلّها
من مَبدأِ الأيامِ حتى المُنتهى



ماجد عبدالله

الحمدان
03-28-2024, 09:30 PM
يا مَن طَواهُ الأسى واغتالهُ السّهَرُ
هوّن عليكَ فماذا ينفعُ الكدَرُ؟!

كُل الهمومِ بإذن اللهِ عابرةٌ
وقلبُكَ الغضّ بالبُشرى سينغَمِرُ

صبراً فإنّ يدَ الأقدارِ حانيةٌ
واسأل إذا ضاقت الأيام مَن صبروا

سيصْدُقُ الغَيمُ لا تعجَل بشارتهُ
وإن تأخّرَ عن ميعادهِ المطرُ

ويفتَحُ اللهُ أبواباً مُغلّقَةً
كم بِتّ تطرُقُها يأساً وتنتَظِرُ

هي الحياةُ فعِش فيها على أملٍ
بأنّ آمالانا يوماً ستنتَصرُ

لا بُدّ للنفسِ مِن يومٍ تُسرُّ بهِ
والبِشرُ يومَ غدٍ يأتي بهِ القدَرُ



ماجد عبدالله

الحمدان
03-28-2024, 09:30 PM
إذا بِتَّ تطوي في ضلوعك ضِيقةً
وأقبلَ كلّ الهمّ نحوكَ وارتمى

وأدبرَتْ الآمالُ مِن بعدِ قُربها
وأوشكَ دمعُ العينِ أن يتكلّما

فيا قلبُ لا تحزن لما فاتَ وانقضى
فمَن أدمنَ الأحزانَ زادَ تألُّما

ومَن أَلِفَ الشكوى إلى الناسِ زادَهُ
دوامُ التشكّي حسرةً وتندُّما

ستأتيكَ مِن ربّ السماءِ بشائرٌ
لِتُنسيكَ ما تلقى مِن الضيقِ والظما

إذا جبرَ الرحمنُ بالُّلطفِ خاطراً
سينسى ليالٍ بات فيها مُحَطّماً



ماجد عبدالله

الحمدان
03-28-2024, 09:31 PM
وإذا البشائرُ لم تَحِن أوقاتها
فلِحكمةٍ عندَ الإله تأخرتْ

سيسُوقها في حينها فاصبرلها
حتى وإن ضاقتْ عليكَ وأقفَرتْ

تجري دموع اليأسِ منكِ وربما
عند الصباحِ ترى البشائرَ أنورَتْ

فغداً سيجري دمع عينكَ فرحةً
وترى السحائبَ بالأماني أمطرَتْ

وترى ظُروفَ الأمسِ صارت بلسَماً
وهي التي أَعيَتْك حينَ تعسّرتْ

وتقولُ سبحانَ الذي رفعَ البلا
مِن بعد أن فُقد الرجاءُ تيسرتْ



ماجد عبدالله
السعودية

الحمدان
03-28-2024, 09:31 PM
كم من فؤادٍ ضاق بعد سرورهِ
وكستْهُ أوجاعُ السنين لبوسا

تتزاحمُ الكلمات في أعماقهِ
أيبوحُ أم يُبقي الكلام حبيسا؟!

فإذا تكلّم بالذي في جوفهِ
أُخِذ الكلام مُحرّفاً معكوسا

لا تعذلوهُ إذا تلحّف صمتهُ
أو عاش مجروح الشعور يؤوسا

لم تتّسع هذي الحياةُ لِبَوْحه
لِيظلّ كُلّ كلامهِ محبوسا



ماجد عبدالله

الحمدان
03-28-2024, 09:32 PM
أحِنُّ إلى لقائكَ كُل صُبحٍ
وتبكي العينُ إنْ حلّ الغُروبُ

وما واللهِ دمعي باختياري
ولكنّ العيونَ لها نحيبُ

أكادُ أجنّ مما يعتريني
فعيْشي دونَ نبضكَ لا يطيبُ

ولي روحٌ تكادُ تذوبُ وجداً
ومَن لِفراقِ عينكَ لا يذوبُ

قريبٌ أنتَ من روحي وقلبي
وحُبكَ لا تُواريهِ الخُطوبُ

فإنْ تكُ غائباً عني زماناً
فإنكَ عن خيالي لا تغيبُ



ماجد عبدالله

الحمدان
03-28-2024, 09:32 PM
أحبابُ قلبيَ آذاني تجاهُلُهمْ
وكُنتُ أحسبُهُم في ضِيقتي سنداَ

أظهَرْتُ من طيبتي حُباً يُظَلّلُهم
وأضمروا الغدرَ والأحقادَ والحسدا

لم يحفظوا تضحياتي في محبّتهم
قد ضيّعوها وضاعتْ في الزحامِ سُدى

يا فاقدين شعورَ الصّدقِ في زمنٍ
ماتَ الوفاءُ على أيامهِ كمَداَ

ما عادَ في خاطري لَومٌ على أحدٍ
ما قيمةُ اللومِ والإحساسُ قد فُقِدا



ماجد عبدالله

الحمدان
03-28-2024, 09:32 PM
وإن كبُرَتْ همومكَ لا تُبالِ
فلُطفُ اللهِ في الآفاقِ أكبرْ

ومن غيرُ الإلهِ يُريحُ قلباً
تخطّفَهُ الأسى حتى تكدّر

سيأتيكَ الذي ترجوهُ يوماً
فلا تعجَل عليهِ وإنْ تأخّرْ

ولا تجزعْ وقُل يا نفسُ صبراً
فرحمنُ السماءِ قضى وقدّر

سيلطفُ بالقلوبِ ويحتويها
ويجبرُ في الحنايا ما تكسّرْ


ماجد عبدالله

الحمدان
03-30-2024, 03:38 AM
بيتٌ من الشعرِ أذهلني بروعتهِ
توسّـدَ القلبَ مذْ أن خطهُ القلمُ

أضحى شعاري وحفّـزني لأكرمهُ
عشرينَ بيتا لها مِن مِثلهِ حَـكمُ

لا تشكُ للناسِ جُـرحًا أنتَ صاحبهُ
لا يؤلمُ الجُرحَ إلا منْ به ألمُ

شكواكَ للناسِ منقصةٌ.. ومَن
مِن الناسِ صاحٍ ما بهِ سقمُ

فالهمُ كالسيلِ والأمراضُ زاخرةٌ
حمرُ الدلائلِ مهما أهلها كتموا

فإن شكوتَ ..لمنْ طابَ الزمانُ لهُ
عيناكَ تَغلي.. ومنْ تشكو لهُ صنمُ

وإذا شكوتَ لمنْ شكواكَ ..تُسعدهُ
أضفتَ جُـرحًا لجرحكَ.. اسمهُ الندمُ

هلْ المواساةُ يومًا ..حـرَّرَتْ وطنــًا
أَم التعازي بديلٌ.. إن هوى العَلمُ

منْ يندبُ الحظَ ..يطفئُ عينَ همِتَّهُ
لا عينَ للحظِ .. إن لمْ تبصرْ الهممُ

كمْ خابَ ظني.. بمنْ أهديتهُ ثقتي
فأجبرتني ..على هِجرانِهُ التهمُ

كمْ صِرتُ جسراً.. لمنْ أحببتهُ فمشى
على ضلوعي.. وكمْ زلّتْ به قدمُ

فداسَ قلبي ..وكانَ القلبُ منزلهُ
فما وفائي لخلٍ ..مالهُ قيمُ

لا اليأسُ ثوبي ..ولا الأحزانُ تكسرني
جرحي عنيدٌ.. بلسعِ النارِ يلتئمُ

اشربْ دموعَكَ واجرعْ مُـرّها عسلاً
يغزو الشموعَ حريقٌ وهي تبتسمُ

والجِمْ همومَكَ واسرجْ ظهرهَّا فرسًا
وانهضْ كسيفٍ إذا الأنصالُ تلتحمُ

عدالةُ الأرضِ مُذْ خُلقتْ مزيفةُ
والعدلُ في الأرضِ.. لا عدلٌ ولا ذممُ

والخيرُ .. حَملٌ وديعٌ طيبٌ قَلِقٌ
والشرُ.. ذئبٌ خبيثٌ ماكرٌ نَهمُ

كل السكاكينْ صوبُ الشاةِ ..راكضةٌٌ
لِتطُمئنُ الذئبَ ..أن الشملَ ملتئمُ

كنْ ذا دهاءٍ وكنْ لصًا ..بغيرِ يدٍ
ترى الملذاتِ ..تحتَ يديكَ تزدحمُ

المالُ والجاهُ …تمثالانِ مِنْ ذهبٍ
لهما تصلي.. بكلِ لغاتِها الأممُ

والأقوياءُ ..طواغيتٌ فراعنةٌٌ
وأكثرْ الناسَ تحتَ عروشِهمْ ..خَدَمُ

شكواكَ شكواي.. يا منْ تكتوي ألمًا
ما سالَ دمعٌ على الخدينِ .. سالَ دمُ

ومنْ سوى اللهِ ..نأوي تحتَ سدرَتهِ
ونستغيثُ بهِ ..عوناً ونعتصمُ

كنْ فيلسوفا ترى أنَ الجميعَ هنا
يتقاتلونَ على عدمٍ وهمْ عدمُ


كريم العراقي

الحمدان
03-30-2024, 04:15 AM
‏غدًا نأخذُ الثأر يا عائشةْ
ونطوي دجى العصبة الطائشةْ

غداً يبعث الله شعبًا أبيًا
ليقضي على الرجس والفاحشةْ

ويبعثُ مرادنا الحميري
ليروي ظمأ الأنفس العاطشةْ

غدًا ستغني حقول البلادِ
وتقلع ناب الردى الناهشة.

الحمدان
03-30-2024, 04:20 AM
قُل لِلْمليحَةِ ماتَتْ نخوَةُ العَرَبِ
وضيَّعوا القُدسَ يا أختَاهُ فانْتَحِبِي

ثُمَّ اذْرِفِي الدَّمعَ مِنْ عَينٍ تَمُوجُ بِها
زَوابِعُ الموْتِ والآلامِ والغَضَبِ

لا تخجَلِي لَمْ يَعُدْ في العُمرِ باقِيَةٌ
فَزَلْزِلِي الكَونَ بالعِصيانِ .. وانتَصِبِي


‏سبعُونَ عامًا مَضَتَ .. والنَّارُ لاهِبَةٌ
في جَوْفِنَا كَيفَ نُطفِي شَهْوَةَ اللهَبِ؟؟

ثُوري عَلَى الوهْمِ .. فالأوهامُ مقبَرةٌ
تَضمُّ مَن ماتَ خَوَّانًا .. ولَمْ يَتُبِ

سُحقًا لِمَنْ نَكَّسُوا بالذُّلِّ رَايَتَنَا
مِنْ بَعْدِ مَا زَفَّهَا للنُّورِ كُلُّ أَبِي

الحمدان
03-30-2024, 09:57 PM
أَرادَ عليٌّ أَنْ يَقُولَ قَصيدةً
بِمَدْحِ أَميرِ المُؤْمِنينَ فَأَذَّنا

فَقُلْتُ لَهُ لا تَعْجَلَنْ بِإقامَةٍ
فَلَسْتُ عَلى طُهْرٍ فَقَالَ وَلا أَنا



ابو العتاهية

الحمدان
03-30-2024, 09:57 PM
أَلَمْ تَعْلمي يا عَمْرَكِ اللهُ أَنَّني
كَريمٌ عَلى حِينِ الكِرامُ قَليلُ

وَإِنِّيَ لا أَخْزى إِذا قيلَ مُقْتِرٌ
جَوادٌ وَأَخْزى أَنْ يُقالَ بَخيلُ

وإِلاَّ يَكُنْ عَظْمي طويلاً فَإِنَّني
لَهُ بِالخِصالِ الصَّالِحاتِ وَصولُ

إِذَا كُنْتُ في القَوْمِ الطِّوالِ فَضَلْتُهُمْ
بِطَوْلي لَهُمْ حَتَّى يُقالَ طَويلُ

ولا خَيْرَ في حُسْنِ الجُسُومِ وَطولِها
إِذا لَمْ يَزِنْ طُولَ الجُسُومِ عُقولُ

وَكائن رأَيْنا من جُسُومٍ طَويلةٍ
تَموتُ إِذَا لَمْ تُحْيِهِنَّ أُصُولُ

ولم أَرَ كَالْمَعْروفِ أَمَّا مَذَاقُهُ
فَحُلْوٌ وَأَمَّا وَجْهُهُ فَجَمِيلُ



ابو العتاهية

الحمدان
03-30-2024, 09:58 PM
وَمَا كَيِّسٌ في النَّاسِ يُحْمَدُ رَأْيُهُ
فَيُوجَدُ إِلاَّ وَهْوَ في الحُبِّ أَحْمَقُ

وَما مِنْ فَتىً مَا ذاقَ بُؤْسَ مَعيشَةٍ
مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ ذَاقَها حِينَ يَعْشِقُ



ابو العتاهية

الحمدان
03-30-2024, 09:58 PM
مَنْ كَانَ يَمْلِكُ دِرْهَمَيْنِ تَعَلَّمَتْ
شَفَتاهُ أَنْواعَ الكَلامِ فَقَالا

وَتَقَدَّمَ الفُصَحاءُ فَاسْتَمَعوا له
وَرَأَيْتَهُ بَيْنَ الوَرى مُخْتالا

لولا دَراهِمُهُ الَّتي فِي كِيسِهِ
لَرَأَيْتَهُ شَرَّ البَرِيَّةِ حالا

إِنَّ الغَنيَّ إِذا تَكَلَّمَ كَاذِباً
قَالوا صَدَقْتَ وَما نَطَقْتَ مُحالا

وَإِذا الفقيرُ أَصابَ قالوا لَمْ تُصِبْ
وَكَذَبْتَ يا هذا وَقُلْتَ ضلالا

إِنَّ الدَّراهِمَ فِي المَواطِنِ كُلّها
تَكْسُو الرِّجَالَ مَهابَةً وجَلالا

فَهْيَ اللِّسانُ لِمنْ أَرادَ فَصاحةً
وَهْيَ السِّلاحُ لِمَنْ أَرادَ قِتالا



ابو العتاهية

الحمدان
03-31-2024, 02:53 AM
ياسائرا نحو المدينة زائرا
بلغ إمام المرسلين سلامي

أبلغه عني لهفتي وصبابتي
فالشوق أضناني وفرط هيامي

فاضت على الدنيا مآثر فضله
وبه أبيدت دولة الأصنامي

نسمات مكة ألهبت أشجاني
وأفاضت العبرات من أجفاني

يا ماء زمزم إن بعدت فإنني
بالروح زرتك والحبيب سقاني

يا ماء زمزم أطفئي النار التي
فتكت بقلب المغرم الحيراني

فمتى أطير إلى رباك وأرتوي
من نبعك العذب الذي رواني

ومتى أرى البيت الحرام يضمني
وأضمه بحرارة الإيماني

الحمدان
04-01-2024, 03:39 AM
لَعَلَّ اللَهَ يَجمَعُنا قَريباً
فَنُصبِحُ في اِلتِئامٍ وَاِتِّفاقِ

أُحَدِّثَكُم بِأَعجَبَ ماجَرى لي
وَأَصعَبَ مالَقيتُ مِنَ الفِراقِ

وَأَشفَي غُلَّتي مِنكُم إِلَيكُم
فَإِنَّ الكُتبَ لاتَسَعُ اِشتِياقي

خَبَّأتُ لَكُم حَديثاً في فُؤادي
لَأُتحِفَكُم بِهِ عِندَ التَلاقي

وَأَعتِبُكُم عَلى ماكانَ مِنكُم
عِتاباً يَنقَضي وَالوُدُّ باقي


بهاء الدين زهير

الحمدان
04-01-2024, 03:39 AM
وَأَسوَدُ شَيخٍ في الثَمانينَ سِنُّهُ
غَدا وَجهُهُ مِن أَبيَضِ الشَيبِ أَبلَقا

لَهُ لِحيَةٌ مُبيَضَّةٌ مُستَديرَةٌ
أُشَبِّهُهُ فيها عُقاباً مُطَوَّقا


بهاء الدين زهير

الحمدان
04-01-2024, 03:40 AM
أَمُحَمَّدٌ وَالجودُ فيكَ سَجِيَّةٌ
يَهنيكَ طَيِّبُ ذِكرِها يَهنيكا

أَدعوكَ دِعوَةَ مَن تَيَقَّنَ أَنَّهُ
سَيَنالُ مايَرجوهُ إِذ يَدعوكا

عَوَّدتَني البِرَّ الجَزيلَ وَلَم تَزَل
أَبَداً تُعَوِّدُهُ الَّذي يَرجوكا

فَلِذاكَ لَو فَتَّشتَ قَلبي لَم تَجِد
لَكَ في الوَلاءِ المَحضِ فيهِ شَريكا

هَذا حَديثي عَن ضَميرٍ صادِقٍ
وَاِسأَل ضَميرَكَ إِنَّهُ يُنبيكا

لِم لايُرَجّى مِنكَ إِدراكُ المُنى
وَأَبوكَ في يَومِ الفَخارِ أَبوكا

وَإِذا تَحَدَّثَ عَن نَداكَ مُحَدِّثٌ
فَالبَحرُ عَبدُكَ لا أَقولُ أَخوكا

جاءَت مُحَرِّكَةً لِهِمَّتِكَ الَّتي
ماخِلتُها مُحتاجَةً تَحريكا

فَلَئِن مَنَنتَ بِما وَعَدتَ تَكَرُّماً
فَلِمِثلِ ذَلِكَ لَم أَزَل أَرجوكا

وَلَئِن نَسيتَ وَما إِخالُكَ ناسِياً
فَسِواكَ مَن يَنسى لَهُ مَملوكا



بهاء الدين زهير

الحمدان
04-01-2024, 03:40 AM
وَحَسناءَ ما ذاقَت لِغَيري مَحَبَّةً
وَلا نَغَّصَت لي حُبَّها بِشَريكِ

تُسائِلُ عَن وَجدي بِها وَصَبابَتي
فَقُلتُ أَما يَكفيكِ مَوتِيَ فيكِ

وَكانَت تُسَمّيني أَخاها تَعَلُّلاً
فَقُلتُ لَها أَفسَدتِ عَقلَ أَخيكِ

تَرَكتُ جَميعَ الناسِ فيكِ مَحَبَّةً
فَيالَيتَ بَعضَ الناسِ لي تَرَكوكِ

رَأَوكِ فَقالوا البَدرُ وَالغُصنُ وَالنَقا
وَلا شَكَّ أَنَّ القَومَ ما عَرَفوكِ

لَعَمرُكِ قَد أَذنَبتِ حينَ ظَلَمتِني
كَذا الناسُ في تَشبيهِهِم ظَلَموكِ

وَلَم تَظلِمي إِلّا بِقَولِكِ قَد سَلا
أَمِثلِيَ يَسلوا عَنكِ لا وَأَبيكِ

وَلِلناسِ في الدُنيا مُلوكٌ كَثيرَةٌ
وَهَيهاتَ ما لِلناسِ مِثلُ مَلوكي



بهاء الدين زهير

الحمدان
04-01-2024, 03:41 AM
نَهاكَ عَنِ الغَوايَةَ ما نَهاكا
وَذُقتَ مِنَ الصَبابَةِ ما كَفاكا

وَطالَ سُراكَ في لَيلِ التَصابي
وَقَد أَصبَحتَ لَم تَحمَد سُراكا

فَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
وَقُل لي إِن جَزِعتَ فَما عَساكا

وَكَيفَ تَلومُ حادِثَةً وَفيها
تَبَيَّنَ مَن أَحَبَّكَ أَو قَلاكا

بِروحي مَن تَذوبُ عَلَيهِ روحي
وَذُق ياقَلبُ ما صَنَعَت يَداكا

لَعَمري كُنتَ عَن هَذا غَنِيّاً
وَلَم تَعرِف ضَلالَكَ مِن هُداكا

ضَنيتُ مِنَ الهَوى وَشَقيتُ مِنهُ
وَأَنتَ تُجيبُ كُلَّ هَوىً دَعاكا

فَدَع ياقَلبُ ماقَد كُنتَ فيهِ
أَلَستَ تَرى حَبيبَكَ قَد جَفاكا

لَقَد بَلَغَت بِهِ روحي التَراقي
وَقَد نَظَرَت بِهِ عَيني الهَلاكا

فَيا مَن غابَ عَنّي وَهوَ روحي
وَكَيفَ أُطيقُ مِن روحي اِنفِكاكا

حَبيبي كَيفَ حَتّى غِبتَ عَنّي
أَتَعلَمُ أَنَّ لي أَحَداً سِواكا

أَراكَ هَجَرتَني هَجراً طَويلاً
وَما عَوَّدتَني مِن قَبلُ ذاكا

عَهِدتُكَ لاتُطيقُ الصَبرَ عَنّي
وَتَعصي في وَدادي مَن نَهاكا

فَكَيفَ تَغَيَّرَت تِلكَ السَجايا
وَمَن هَذا الَّذي عَنّي ثَناكا

فَلا وَاللَهِ ماحاوَلتَ عُذراً
فَكُلُّ الناسِ يُعذَرُ ما خَلاكا

وَما فارَقتَني طَوعاً وَلَكِن
دَهاكَ مِنَ المَنِيَّةِ ما دَهاكا

لَقَد حَكَمَت بِفُرقَتِنا اللَيالي
وَلَم يَكُ عَن رِضايَ وَلا رِضاكا

فَلَيتَكَ لَو بَقيتَ لِضُعفِ حالي
وَكانَ الناسُ كُلُّهُمُ فِداكا

يَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيني
أُفَتِّشُ في مَكانِكَ لا أَراكا

وَلَم أَرَ في سِواكَ وَلا أَراهُ
شَمائِلَكَ المَليحَةَ أَو حِلاكا

خَتَمتُ عَلى وِدادِكَ في ضَميري
وَلَيسَ يَزالُ مَختوماً هُناكا

لَقَد عَجِلَت عَلَيكَ يَدُ المَنايا
وَما اِستَوفَيتَ حَظَّكَ مِن صِباكا

فَلَو أَسَفي لِجِسمِكَ كَيفَ يَبلى
وَيَذهَبُ بَعدَ بَهجَتِهِ سَناكا

وَما لي أَدَّعي أَنّي وَفِيٌّ
وَلَستُ مُشارِكاً لَكَ في بَلاكا

تَموتُ وَما أَموتُ عَلَيكَ حُزناً
وَحَقَّ هَواكَ خُنتُكَ في هَواكا

وَيا خَجَلي إِذا قالوا مُحِبٌّ
وَلَم أَنفَعكَ في خَطبٍ أَتاكا

أَرى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً
وَلَيسَ كَمَن بَكى مَن قَد تَباكى

فَيا مَن قَد نَوى سَفَراً بَعيداً
مَتى قُل لي رُجوعُكَ مَن نَواكا

جَزاكَ اللَهُ عَنّي كُلَّ خَيرٍ
وَأَعلَمُ أَنَّهُ عَنّي جَزاكا

فَيا قَبرَ الحَبيبِ وَدِدتُ أَنّي
حَمَلتُ وَلَو عَلى عَيني ثَراكا

سَقاكَ الغَيثُ هَتّاناً وَإِلّا
فَحَسبُكَ مِن دُموعي ما سَقاكا

وَلا زالَ السَلامُ عَلَيكَ مِنّي
يَرُفُ مَعَ النَسيمِ عَلى ذُراكا



بهاء الدين ذهير

الحمدان
04-01-2024, 10:29 PM
الله الله.. ما أجمل هذه المناجاة لأُمّ هنّاد:

الشّوْقُ فِيْنِي جَذْوةٌ لا تَخْمدُ
والعَيْنُ تَبْكِي للفِراقِ وتَسْهدُ

والرّوحُ تَحْدُو- لا تُغَيّرُ خَطْوَها
دومًا إليكَ فأنْتَ أنْتَ الأَوْحَدُ

تَحْدُو إليْكَ بِكُلّ ثَقلّ كَلّها
وبِكلّ ضَعْفِ كيانِها تَتَخَدّدُ

ربّاه تعلمُ مَا يجولُ بِخَافقِي
آلامُ شوْقٍ، حَيْرةٌ لا تَرْشُدُ


وَجِّه فُؤَاديَ نحْوَ دَرْبِكَ إنّهُ
درْبُ الرّشَادِ ودُونه أتشَرّدُ

وارْحَم هشاشةَ خافقِي يَا خالقِي
أنتَ الرّحِيمُ الرّاحمُ المُتفرّدُ

وامْدُدْ فُؤَاديَ بالهدايةِ والهدىٰ
فأنَا الفقيرُ وأنتَ أنتَ الأجودُ
ٖ

الحمدان
04-01-2024, 10:37 PM
‏من أعذب ما قيل في الافتداء عن همِ الأحبةِ بالنفس ما سطره الشاعر مكلوم في أبياته:

ألا ليت جرحًا قد أصابَك صابني
وتسلم من كيدِ العِدى والمصائِبِ

وأحمل عنك الهمّ والسُقم والأسى
فتحيا قرير العينِ يا خير صاحبِ

الحمدان
04-01-2024, 10:40 PM
تزوج رجل امرأة على امرأته القديمة، فكانت
المرأة الحديثة تمر بالقديمة وتقول:

وما تستوي الرِّجْلانِ رِجْلٌ صَحِيحَةٌ
وَرِجْلٌ رمى فيها الزمانُ فَشَلَّتِ

ثم تعود وتقول:

وما يستوي الثَّوْبَانِ ثَوْبٌ بِهِ البَلَى
وثوبٌ بأيدي البائعينَ جديدُ

وعندما تمر المرأة القديمة على الحديثة تنشد قائلة:

نقّل فُؤَادَكَ حيث شِئْتَ من الهوى
ما القلبُ إِلاَّ للحبيبِ الأولِ

كَمْ مَنْزِلٍ فِي الأَرْضِ يألفُهُ الفتى
وحنينهُ أبدًا لأولِ منزلِ

الحمدان
04-01-2024, 10:41 PM
‏وَرأيت دَمعَ العينِ يحكِي حُزنَها
‏فَبكَيتُ مِن ألمِي وقلتُ ألا اسمَعِي

‏يَفديكِ قَلبي يا حَبِيبةُ فاكفُفِي
‏دَمعًا جَرى فِي العَين يَكسر أضلُعِي

‏لَكنَّنِي لمَّا نَظرتُ لحُسنِهَا
‏زَالَ العَناءُ وزالَ كلّ توجُّعِي

‏وَسعدتُ مِن كَونِي أعيشُ بقربِهَا
‏وَضَممتُهَا قَالت: أزلتَ مواجِعِي

‏أخبَرتها أنِّي سأحيا قُربَهَا
‏أبدَ الزَّمانِ ولنْ أغيِّرَ مضجَعِي

‏وَصَّيتُ نفسي كَي أطَمْئنَ قَلبَها
‏عَن حُبِّها يَا نفسُ لا لا تُقلِعِي

‏ضَحِكتَ وقالتْ : احفَظِ اللَّهمَّ لي
‏مَن لا تَهونُ عليهِ أدنَى أدمُعِي

الحمدان
04-01-2024, 10:42 PM
خليليّ لا واللهِ لا أَملِكُ الذي
قضى اللهُ في ليلى ولا ما قَضى لِيا

قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها
فَهَلّا بشيءٍ غير ليلى ابتلانيا

ومن أَجلِها سُمّيتُ مجنونَ عامِرٍ
فِداها من المَكروهِ نفسي وَمالِيا

الحمدان
04-01-2024, 10:45 PM
‏يعد الحُطيئة من أعظم الشتامين والهجائين،
‏لم يترك أحد إلا وهجاه، هجى قومه وهجى
والدته، وعندما لم يجد من يهجو ، هجى نفسه
قائلاً:

‏أبت شفتاي اليوم إلا تكلماً
‏بسوءٍ فما أدري لمن أنا قائلهُ

‏أرى لي وجهاً شوّه الله خلقهُ
‏فقُبِّح من وجهٍ و قُبِّحَ حامِلهُ

الحمدان
04-01-2024, 10:47 PM
لا يُدركُ الغَاية القُصوى سِوى رجلٍ
ثَبتِ العَزيمةِ ماضٍ حيثُ ينخَرِطُ

إن مَسّهُ الضّيم نَاجى السّيف مُنتصرًا
أو همّه الأمر لم يعلق بهِ الثّبطُ

فاقذِف بنَفسكَ في أقصى مَطالبِها
إنّ النّجاح بِسعي المَرءِ مُرتَبطُ

قد يَظفَرُ الفَاتكُ الألوى بِحاجتهِ
وليسَ يُدركهَا الهيّابةُ الخَلِطُ

البارودي

الحمدان
04-01-2024, 10:48 PM
وأني على الحالين في العتب والرضى
‏مقيمٌ على ماكان يعرفُ من وُدي

‏سليمًا على طيِّ الزمانِ ونشرِهِ
‏أمينًا على النجوى صحيحًا على البُعدِ

‏وندنو دُنوًّا لا يولِّدُ جرأةً
‏ونجفو جفاءً لا يولّدهُ زهد

أبو فراس الحمداني

الحمدان
04-01-2024, 10:50 PM
يا أرضَ غزةَ يا أرضَ الرياحينِ
خلاصةَ الفخرِ في دُنيا وفي دينِ

لأنتِ عُوذةُ مَجْدٍ لا يقوم لها
يوم اللقاء عفاريتُ الشياطينِ

كشفتِ زَيْفَ الورى في ما ادّعوا سَننًا
في الخير حتى غدوا خنزيرة الطينِ

عليك من ربِّكِ الرحمن مرحمةٌ
يا غزة الخيرِ يا عينَيْ فلسطينِ

خالد الحمدان

الحمدان
04-02-2024, 02:43 AM
وَاللَهِ ما مَعشَرٌ لاموا اِمرَأً جُنُباً
في آلِ لَأيِ بنِ شَمّاسٍ بِأَكياسِ

عَلامَ كَلَّفتَني مَجدَ اِبنِ عَمِّكُمُ
وَالعيسُ تَخرُجُ مِن أَعلامِ أَوطاسِ

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ لا أَبا لَكُمُ
في بائِسٍ جاءَ يَحدو آخِرَ الناسِ

لَقَد مَرَيتُكُمُ لَو أَنَّ دِرَّتَكُم
يَوماً يَجيءُ بِها مَسحي وَإِبساسي

وَقَد مَدَحتُكُمُ عَمداً لِأُرشِدَكُم
كَيما يَكونَ لَكُم مَتحي وَإِمراسي

وَقَد نَظَرتُكُمُ إِعشاءَ صادِرَةٍ
لِلخَمسِ طالَ بِها حَبسي وَتَنساسي

فَما مَلَكتُ بِأَن كانَت نُفوسُكُمُ
كَفارِكٍ كَرِهَت ثَوبي وَإِلباسي

لَمّا بَدا لِيَ مِنكُم غَيبُ أَنفُسِكُم
وَلَم يَكُن لِجِراحي مِنكُمُ آسي

أَزمَعتُ يَأساً مُبيناً مِن نَوالِكُمُ
وَلَن تَرى طارِداً لِلحُرِّ كَالياسِ

أَنا اِبنُ بَجدَتِها عِلماً وَتَجرِبَةً
فَسَل بِسَعدٍ تَجِدني أَعلَمَ الناسِ

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ أَن رَأى رَجُلاً
ذا فاقَةٍ عاشَ في مُستَوعَرٍ شاسِ

جارٌ لِقَومٍ أَطالوا هونَ مَنزِلِهِ
وَغادَروهُ مُقيماً بَينَ أَرماسِ

مَلّوا قِراهُ وَهَرَّتهُ كِلابُهُمُ
وَجَرَّحوهُ بِأَنيابٍ وَأَضراسِ

دَعِ المَكارِمَ لا تَرحَل لِبُغيَتِها
وَاِقعُد فَإِنَّكَ أَنتَ الطاعِمُ الكاسي

وَاِبعَث يَساراً إِلى وُفرٍ مُذَمَّمَةٍ
وَاِحدِج إِلَيها بِذي عَركَينِ قِنعاسِ

سيري أُمامَ فَإِنَّ الأَكثَرينَ حَصىً
وَالأَكرَمينَ أَباً مِن آلِ شَمّاسِ

مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ
لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ

ما كانَ ذَنبِيَ أَن فَلَّت مَعاوِلَكُم
مِن آلِ لَأيٍ صَفاةٌ أَصلُها راسِ

قَد ناضَلوكَ فَسَلّوا مِن كِنانَتِهِم
مَجداً تَليداً وَنَبلاً غَيرَ أَنكاسِ


الحُطيئة

الحمدان
04-02-2024, 02:43 AM
أَفيما خَلا مِن سالِفِ العَيشِ تَدَّكِر
أَحاديثَ لا يُنسيكَها الشَيبُ وَالعُمُر

طَرِبتَ إِلى مَن لا تُؤاتيكَ دارُهُ
وَمَن هُوَ ناءٍ وَالصَبابَةُ قَد تَضُر

إِلى طَفلَةِ الأَطرافِ زَيَّنَ جيدَها
مَعا الحَليِ وَالطيبِ المَجاسِدُ وَالخُمُر

مِنَ البيضِ كَالغِزلانِ وَالغُرِّ كَالدُمى
حِسانٌ عَلَيهِنَّ المَعاطِفُ وَالأُزُر

تَرى الزَعفَرانَ الوَردَ فيهِنَّ شامِلاً
وَإِن شِئنَ مِسكاً خالِصاً ريحُهُ ذَفِر

عَليلاً عَلى لَبّاتِ بيضٍ كَأَنَّها
بَناتُ المَلا مِنها المَقاليتُ وَالنُزُر

بَني عَمَّنا إِنَّ الرِكابَ بِأَهلِها
إِذا سائَها المَولى تَروحُ وَتَبتَكِر

بَني عَمَّنا ما أَسرَعَ اللَومَ مِنكُمُ
إِلَينا وَلا نَبغي عَلَيكُم وَلا نَجُر

وَنَشرَبُ رَنقَ الماءِ مِن دونِ سُخطِكُم
وَلا يَستَوي الصافي مِنَ الماءِ وَالكَدِر

غَضِبتُم عَلَينا أَن قَتَلنا بِخالِدٍ
بَني مالِكٍ ها إِنَّ ذا غَضَبٌ مُطِر

وَكُنّا إِذا دارَت عَلَيكُم عَظيمَةٌ
نَهَضنا فَلَم يَنهَض ضِعافٌ وَلا ضُجُر

وَنَحنُ إِذا ما الخَيلُ جاءَت كَأَنَّها
جَرادٌ زَفَت أَعجازَهُ الريحُ مُنتَشِر

إِذا الخَفِراتُ البيضُ أَبدَت خِدامَها
وَقامَت فَزالَت عَن مَعاقِدِها الأُزُر

نُحامي وَراءَ السَبيِ مِنكُم كَما حَمَت
أُسودٌ ضَوارٍ حَولَ أَشبالِها هُصُر

عَلى كُلِّ مَحبوكِ المَراكِلِ سابِحٍ
إِذا أُشرِعَت لِلمَوتِ خَطِّيَةٌ سُمُر

مَطاعينُ في الهَيجاءِ بيضٌ وُجوهُهُم
إِذا ضَجَّ أَهلُ الرَوعِ ساروا وَهُم وُقُر

فَأَمّا بِجادٌ رَهطُ جَحشٍ فَإِنَّهُم
عَلى النائِباتِ لا كِرامٌ وَلا صُبُر

إِذا نَهَضَت يَوماً بِجادٌ إِلى العُلى
أَبى الناشِئُ المَوهونُ وَالأَشمَطُ الغُمُر

تُدَرّونَ إِن شُدَّ العِصابُ عَلَيكُمُ
وَنَأبى إِذا شُدَّ العِصابُ فَلا نَدُر

نَعامٌ إِذا ما صيحَ في حَجَراتِكُم
وَأَنتُم إِذا لَم تَسمَعوا صارِخاً دُثُر

تَرى اللُؤمَ مِنهُم في رِقابٍ كَأَنَّها
رِقابُ ضِباعٍ فَوقَ آذانِها الغَفَر

إِذا طَلَعَت أولى المُغيرَةِ قَوَّموا
كَما قَوَّمَت نيبٌ مُخَزَّمَةٌ زُجُر

أَرى قَومَنا لا يَغفِرونَ ذُنوبَنا
وَنَحنُ إِذا ما أَذنَبوا لَهُمُ غُفُر

وَنَحنُ إِذا جَبَّبتُمُ عَن نِسائِكُم
كَما جَبَّبَت مِن عِندِ أَولادِها الحُمُر

عَطَفنا العِتاقَ الجُردَ خَلفَ نِسائِكُم
هِيَ الخَيلُ مَسقاها زُبالَةُ أَو يُسُر

يَجُلنَ بِفِتيانِ الوَغى بِأَكُفِّهِم
رُدَينِيَّةٌ سُمرٌ أَسِنَّتُها حُمرُ

إِذا أَجحَفَت بِالناسِ شَهباءُ صَعبَةٌ
لَها حَرجَفٌ مِمّا يَقِلُّ بِهِ القُتُر

نَصَبنا وَكانَ المَجدُ مِنّا سَجِيَّةً
قُدوراً وَقَد تَشقى بِأَسيافِنا الجُزُر

وَمِنّا المُحامي مِن وَراءِ ذِمارِكُم
وَنَمنَعُ أُخراكُم إِذا ضُيِّعَ الدُبُر


الحُطيئة

الحمدان
04-02-2024, 02:44 AM
قالَت أُمامَةُ عِرسي وَهيَ خالِيَةٌ
إِنَّ المَطامِعَ قَد صارَت إِلى قُلَلِ

آمَرتُ نَفسي فَقالَت وَهيَ خالِيَةٌ
إِنَّ الجَوادَ اِبنُ دَفّاعٍ عَلى العِلَلِ

نِعمَ الفَتى عِندَ مُلقى زِفرِ عَيهَلَةٍ
شَبَّت لَها النارُ بَينَ اللَيلِ وَالطَفَلِ

وَالفِتيَةُ الشُعثُ قَد خَفَّت حَقائِبُهُم
شُمُّ العَرانَينِ قَد ساروا إِلى الأُصُلِ

مُبَرَّأٌ عِرضُهُ راعٍ أَمانَتَهُ
فَلَيسَ يَغتالُها بِالعَجزِ وَالدَغَلِ

في إِرثِ عادِيَةٍ عَزٍّ وَمَكرُمَةٌ
فيها مِنَ اللَهِ صُنعٌ غَيرُ ذي خَلَلِ

كَالهُندُوانِيِّ لا تَثني مَضارِبُهُ
ذاتُ الحَرابِيِّ فَوقَ الدارِعِ البَطَلِ


الحُطيئة

الحمدان
04-02-2024, 02:44 AM
يا عامِ قَد كُنتَ ذا باعٍ وَمَكرُمَةٍ
لَو أَنَّ مَسعاةَ مَن جارَيتَهُ أَمَمُ

جارَيتَ قَرماً أَجادَ الأَحوَصانِ بِهِ
جَزلَ المَواهِبِ في عِرنينِهِ شَمَمُ

لا يَصعُبُ الأَمرُ إِلّا رَيثَ يَركَبُهُ
وَلا يَبيتُ عَلى مالٍ لَهُ قَسَمُ

مِصباحُ ساري ظَلامٍ يُستَضاءُ بِهِ
في إِثرِ مَوسوقَةٍ تُهدى لَها الغُنُمُ

وَمِثلُهُ مِن كِلابٍ في أَرومَتِها
يُعطى المَقاليدَ أَو يُلقى لَهُ السَلَمُ

هابَت بَنو مالِكٍ مَجداً وَمَكرُمَةً
وَغايَةً كانَ فيها المَوتُ لَو قَدِموا

وَما أَساؤوا فِراراً عَن مُجَلِّيَةٍ
لا كاهِنٌ يَمتَري فيها وَلا حَكَمُ


الحُطيئة

الحمدان
04-02-2024, 02:44 AM
لَعَمري لَقَد أَمسى عَلى الأَمرِ سائِسٌ
بَصيرٌ بِما ضَرَّ العَدُوَّ أَريبُ

جَريءٌ عَلى ما يَكرَهُ المَرءُ صَدرَهُ
وَلِلفاحِشاتِ المُندِياتِ هَيوبُ

سَعيدٌ وَما يَفعَل سَعيدٌ فَإِنَّهُ
نَجيبٌ فَلاهُ في الرِباطِ نَجيبُ

سَعيدٌ فَلا تَغرُركَ خِفَّةُ لَحمِهِ
تَخَدَّدَ عَنهُ اللَحمُ فَهُوَ صَليبُ

إِذا خافَ إِصعاباً مِنَ الأَمرِ صَدرُهُ
عَلاهُ فَباتَ الأَمرُ وَهُوَ رَكوبُ

إِذا غِبتَ عَنّا غابَ عَنّا رَبيعُنا
وَنُسقى الغَمامَ الغُرَّ حينَ تَؤوبُ

فَنِعمَ الفَتى تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ
إِذا الريحُ هَبَّت وَالمَكانُ جَديبُ

وَما زِلتَ تُعطي النَفسَ حَتّى كَأَنَّما
يَظَلُّ لِأَقوامٍ عَلَيكَ نُحوبُ

إِلَيكَ تَناهى كُلُّ أَمرٍ يَنوبُنا
وَعِندَ ظِلالِ المَوتِ أَنتَ حَسيبُ


الحُطيئة

الحمدان
04-02-2024, 02:45 AM
أَلَستَ بِجاعِلي كَبَني جُعَيلٍ
هَداكَ اللَهُ أَو كَبَني جَنابِ

أَدِبُّ وَراءَ نُقدَةَ أَن تَراني
وَدونَكَ بِالمَدينَةِ أَلفُ بابِ

وَأَحبِسُ بِالعَراءِ المَحلِ بَيتي
وَدونَكَ عازِبٌ صَخَبُ الذُبابِ

أُحاذِرُ إِن قَدَرتَ عَلَيَّ يَوماً
عِقابَكَ وَالأَليمَ مِنَ العَذابِ


الحطيئة

الحمدان
04-02-2024, 02:45 AM
عَفا تَوأَمٌ مِن أَهلِهِ فَجَلاجِلُه
فَرُدَّ عَلى الحَيِّ الجَميعِ جَمائِلُه

وَعالَينَ رَقماً فَوقَ عَقمٍ كَأَنَّهُ
دَمُ الجَوفِ يَجري في المَذارِعِ واشِلُه

كَأَنَّ النِعاجَ الغُرَّ وَسطَ رِحالِهِم
إِذا اِستَجمَعَت وَسطَ الخُدورِ مَطافِلُه

أَبى لِاِبنِ أَروى خَلَّتانِ اِصطَفاهُما
قِتالٌ إِذا يَلقى العَدُوَّ وَنائِلُه

فَتىً يَملَأُ الشيزى وَيَروى بِكَفِّهِ
سِنانُ الرُدَينِيِّ الأَصَمِّ وَعامِلُه

يَؤُمُّ العَدُوَّ حَيثُ كانَ بِجَحفَلٍ
يُصِمُّ السَميعَ جَرسُهُ وَصَواهِلُه

إِذا حانَ مِنهُ مَنزِلُ اللَيلِ أَوقَدَت
لِأُخراهُ في أَعلى اليَفاعِ أَوائِلُه

تَرى عافِياتِ الطَيرِ قَد وَثِقَت لَها
بِشِبعٍ مِنَ السَخلِ العِتاقِ مَنازِلُه

بَناتُ الأَغَرِّ وَالوَجيهِ وَلاحِقٍ
يُقَوَّدنَ في الأَشطانِ ضَخماً جَحافِلُه

يَظَلُّ الرِداءُ العَصبُ فَوقَ جَبينِهِ
يَقي حاجِبَيهِ ما تُثيرُ قَنابِلُه

نَفَيتَ الجِعادَ الغُرَّ مِن عُقرِ دارِهِم
فَلَم يَبقَ إِلّا حَيَّةٌ أَنتَ قاتِلُه

وَكَم مِن حَصانٍ ذاتِ بَعلٍ تَرَكتَها
إِذا اللَيلُ أَدجى لَم تَجِد مَن تُباعِلُه

وَذي عَجَزٍ في الدارِ وَسَّعتَ دارَهُ
وَذي سَعَةٍ في دارِهِ أَنتَ ناقِلُه

وَإِنّي لَأَرجوهُ وَإِن كانَ نائِياً
رَجاءَ الرَبيعِ أَنبَتَ البَقلَ وابِلُه

لِزُغبٍ كَأَولادِ القَطا راثَ خَلقُها
عَلى عاجِزاتِ النَهضِ حُمرٍ حَواصِلُه



الحطيئة

الحمدان
04-02-2024, 02:46 AM
هَل تَعرِفُ الدارَ مُذ عامَينِ أَو عاما
داراً لِهِندٍ بِجَزعِ الخَرجِ فَالدامِ

تَحنو لِأَطلائِها عينٌ مُلَمَّعَةٌ
سُفعُ الخُدودِ بَعيداتٌ مِنَ الذامِ

وَقَد أُغادي بِها صَفراءَ آنِسَةٍ
لا تَأتَلي دونَ مَعروفٍ بِأَقسامِ

خَوداً لَعوباً لَها رَيّا وَرائِحَةٌ
تَشفي فُؤادَ رَذِيِّ الجِسمِ مِسقامِ

يا لَهفَ نَفسي عَلى بَيعٍ هَمَمتُ بِهِ
لَو نِلتُهُ كانَ بَيعاً رابِحاً نامي

أُريدُهُ ما نَأى عَنّي وَأَترُكُهُ
مِن بَعدِ ما كانَ مِنّي قيسَ إِبهامِ

نَفسي فِداكَ لِنُعمى تُستَرادُ لَها
وَلِلزُحوفِ إِذا هَمَّت بِإِقدامِ

وَجَحفَلٍ كَبَهيمِ اللَيلِ مُنتَجِعٍ
أَرضَ العَدُوِّ بِبُؤسى بَعدَ إِنعامِ

جَمَعتَ مِن عامِرٍ فيهِ وَمِن أَسَدٍ
وَمِن تَميمٍ وَمِن حاءٍ وَمِن حامِ

وَما رَضيتَ لَهُم حَتّى رَفَدتَهُمُ
مِن وائِلٍ رَهطِ بِسطامٍ بِأَصرامِ

فيهِ الرِماحُ وَفيهِ كُلُّ سابِغَةٍ
جَدلاءَ مُبهَمَةٍ مِن نَسجِ سَلّامِ

وَكُلُّ أَجرَدَ كَالسِرحانِ أَترَزَهُ
مَسحُ الأَكُفِّ وَسَقيٌ بَعدَ إِطعامِ

وَكُلُّ شَوهاءَ طَوعٍ غَيرِ آبِيَةٍ
عِندَ الصَباحِ إِذا هَمّوا بِإِلجامِ

مُستَحقِباتٍ رَواياها جَحافِلُها
يَسمو بِها أَشعَرِيٌّ طَرفُهُ سامي

لا يَزجُرُ الطَيرَ إِن مَرَّت بِهِ سُنُحاً
وَلا يُفيضُ عَلى قَسمٍ بِأَزلامِ



الحطيئة

الحمدان
04-03-2024, 01:54 AM
مَضى مِن شَبابِكَ ما قَد مَضى
فَلا تُكثِرَنَّ عَلَيكَ البُكا

وَشَعَّلَ شَيبُكَ مِصباحَهُ
وَلَستَ الرَشيدَ أَما قَد تَرى



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 01:54 AM
طَوَتكُم يا بَني الدُنيا رِكابي
وَحارَبَكُم رَجائي وَاِرتِعابي

حُجِبتُ بِهِمَّتي مِن أَن تَروني
أُراقِبُ مِنكُمُ رَفعَ الحِجابِ

لَئِن عُرّيتُ مِن دُوَلٍ أَراها
تُجَدِّدُ كُلَّ يَومٍ لِلكِلابِ

لَقَد خَلَّفتُها بَعدَ اِبتِذالٍ
لَها وَمَلَلتُها قَبلَ الذَهابِ



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 01:55 AM
أَبى اللَهُ إِلّا ما تَرونَ فَما لَكُم
عِتابٌ عَلى الأَقدارِ يا آلَ طالِبِ

تَرَكناكُمُ حيناً فَهَلّا أَخَذتُمُ
تُراثَ النَبِيِّ بِالقَنا وَالقَواضِبِ

زَمانَ بَني حَربٍ وَمَروانَ مُمسِكو
أَعِنَّةِ مُلكٍ جائِرِ الحُكمِ غاصِبِ

أَلا رُبَّ يَومٍ قَد كَسَوكُم عَمائِماً
مِنَ الضَربِ في الهاماتِ حُمرُ الذَوائِبِ

فَلَمّا أَراقوا بِالسُيوفِ دِماءَكُم
أَبَينا وَلَم نَملِك حَنينَ الأَقارِبِ

فَحينَ أَخَذنا ثَأرَكُم مِن عَدوِّكُم
قَعَدتُم لَنا تُورونَ نارَ الحُباحِبِ

وَحُزنا الَّتي أَعيَتكُمُ قَد عَلِمتُمُ
فَما ذَنبُنا هَل قاتِلٌ مِثلُ سالِبِ

عَطِيَّةُ مَلكٍ قَد حَبانا بِفَضلِهِ
وَقَدَّرَهُ رَبٌّ جَزيلُ المَواهِبِ

وَلَيسَ يُريدُ الناسُ أَن تَملِكوهُمُ
فَلا تَثِبوا فيهِم وُثوبَ الجَنادِبِ

وَإِيّاكُمُ إِيّاكُمُ وَحَذارِ مِن
ضَراغِمَةٍ في الغابِ حُمرِ المَخالِبِ

أَلا إِنَّها الحَربُ الَّتي قَد عَلِمتُمُ
وَجَرَّبتُمُ وَالعِلمُ عِندَ التَجارُبِ



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 01:55 AM
أَعاذِلَ قَد كَبِرتُ عَلى العِتابِ
وَقَد ضَحِكَ المَشيبُ عَلى الشَبابِ

رَدَدتُ إِلى التُقى نَفسي فَقَرَّت
كَما رُدَّ الحُسامُ إِلى القِرابِ

وَمالٍ قَد سَخَوتُ بِهِ وَجاهٍ
وَجيهٍ لا يَخافُ أَذى الحِجابِ

وَكَيفَ تُصانُ عَن أَجرٍ وَحَمدٍ
وُجوهٌ سَوفَ تُبذَلُ لِلتُرابِ

وَخَصمٍ موقِدٍ لِشَرارِ شَرٍّ
أَمامَ مَعاشِرٍ خُزرٍ غِضابِ

أُتِحتُ لَهُ فَأَيقَنَ إِذ رَآني
بِقانونِ الحُكومَةِ وَالخِطابِ



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 01:55 AM
حَدِّثيني يا هَمَّ سُؤلي وَنَفسي
مَن دَهاني في الحُبِّ أَو مَن وَشى بي

لا وَمَن قَدَّرَ الشَقاءَ عَلى العُش
شاقِ ما خُنتُ ساعَةً في حِسابي

لَيتَ أَنَّ الرَسولَ كانَ يُؤَدّي
لَحظَ عَيني كَما يُؤَدّي كِتابي

فَأَرى شَرَّ كُلِّ يَومٍ وَيُشفى
سُقمُ نَفسي وَحَسرَتي وَاِكتِئابي



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 01:56 AM
يا سارِقَ الأَنوارِ مِن شَمسِ الضُحى
يا مُثكِلي طيبَ الكَرى وَمُنَغِّصي

أَمّا ضِياءُ الشَمسِ فيكَ فَناقِصٌ
وَأَرى حَرارَتَها بِها لَم تَنقُصِ

لَم يَظفَرِ التَشبيهُ مِنكَ بِطائِلٍ
مُتَسَلِّخٌ بَهَقاً كَلَونِ الأَبرَصِ



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 01:57 AM
مَضَى عَجَبي مِن كُلّ شَيءٍ رَأيتُهُ
وَبانَت لِعَينَيّ الأُمورُ اللّوابِسُ

وَإنّي رَأيتُ الدّهرَ في كُلّ ساعَةٍ
يَسيرُ بِنَفسِ المَرءِ وَالمَرءُ جالِسُ

وَتَعتادُهُ الآمالُ حَتّى تَحُطَّهُ
إلى تُربَةٍ فيها لَهُنّ فَرائسُ


ابن المعتز
العصر العباسي

الحمدان
04-03-2024, 02:44 AM
بَشَّرَ بِالصُبحِ طائِرٌ هَتَفا
مُستَوفِياً لِلجِدارِ مُشتَرِفا

مُذَكِّراً بِالصَبوحِ صاحَ بِنا
كَخاطِبٍ فَوقَ مِنبَرٍ وَقَفا

صَفَّقَ إِمّا اِرتِياحَةً لِسَنى ال
فَجرِ وَإِمّا عَلى الدُجى أَسَفا

فَاِشرَب عُقاراً كَأَنَّها قَبَسٌ
قَد سَبَكَ الدَهرُ تِبرَها فَصَفا

تُدمي فِدامَ الإِبريقِ مِن دَمِها
كَأَنَّهُ راعِفٌ وَما رَعَفا

بِكَفِّ ساقٍ حُلوٍ شَمائِلُهُ
مُكَرِّهٌ لَحظَ عَينِهِ صَلَفا

يَقطُرُ مِسكاً عَلى غَلائِلِهِ
شُعرُ نَقا بِالعَبيرِ قَد وَكَفا

أَفرَغَ مِن دُرِّهِ وَعَنبَرِهِ
حُسناً وَطيباً في خَلقِهِ اِئتَلَفا

يُطَيِّبُ الريحَ حينَ يَمسَحُهُ
فَما بِريحٍ هَبَّت عَلَيهِ خَفا

أَراقَ فيها المَزاجَ فَاِشتَعَلَت
كَمِثلِ نارٍ أَطعَمتَها سَعَفا



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:44 AM
قُويتُ عَلى الهُجرانِ حَتّى مَلَلتَني
وَلَكِنَّني عَن حَملِ هَجرِكَ أَضعَفُ

لَعَمرُكَ قَد أَحبَبتُكَ الحُبَّ كُلَّهُ
وَزِدتُكَ حُبّاً لَم يَكُن قَطُّ يُعرَفُ

سَقى اللَهُ نَهرَ الكَرخِ ما شاءَ جودُهُ
فَإِنّي بِهِ حَتّى المَماتِ مُكَلَّفُ

وَلا حُرِمَ القَصرُ الخَليجَ وَجِسرَهُ
وَقَصرٌ لِأَشناسٍ عَلَيهِ مُشَرِّفُ

تَدورُ عَلَينا الراحُ مِن كَفِّ شادٍ
لَهُ لَحظُ عَينٍ يَشتَكي السُقمَ مُدنَفُ

كَأَنَّ سُلافَ الخَمرِ مِن ماءِ خَدِّهِ
وَعُنقودَها مِن شَعرِهِ الغَضِّ يُقطَفُ

أَتَعذُلُني في يوسُفٍ وَهوَ مَن تَرى
وَيوسُفُ أَبلاني وَيوسُفُ يوسُفُ



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:45 AM
قَطَّعتُهُ يَوماً وَلَيسَ يُطيعُهُ
هَيهاتَ إِنَّ قَناتَهُ لَم تُمضَغِ

ظَلَّت تُخَوِّفُني لِقاءَ مَنيَّتي
فَأُحِلُّها يا هِندُ مِمّا أَبتَغي

وَأَطَلتِ بي سَفَرَ المَلامَةِ وَالأَذى
فَاِثني الرِكابَ هُنيدَ أَن تَتَبَلَّغي

صَيري إِلى عُذري فَإِنّي مُشتَرٍ
بِالجودِ مِن جودِ الإِلَهِ الأَسبَغِ

يا مَن يُناجي صَعبَةً في نَفسِهِ
وَيَدُبُّ مِن تَحتِ الأَفاعي اللُدغِ

وَيَبيتُ يُنهِضُ زَفرَةً في صَدرِهِ
مِنّي فَإِن دَمِيَت جِراحي يُولَغِ

وَيَظَلُّ مُنتَهِكاً لِعِرضي آمِناً
وَيُسَرُّ حينَ يَخافُ حُسنَ المَربَغِ

نَغِلَت ضَمائِرُ صَدرِهِ مِن دائِهِ
نَغلَ الإِهابِ مُعَطَّلاً لَم يُدبَغِ

لا تَبتَغي مِنّي الَّتي لا أَبتَغي
إِن كُنتَ مَشغولاً بِشَأني فَاِفرَغِ

أَنهاكَ غَيرَ مُعاتِبٍ عَن خَطَّةٍ
حَزنٍ مُقَوِّمَةٍ زُيوغَ الزُيَّغِ

عِندي لِأَبناءِ السَخائِمِ وَطأَةٌ
تَرمي رُؤوسَهُمُ إِذا لَم تَدمَغِ

وَيَخافُ شَيطانُ النِفاقِ مَواقِفي
وَإِذا رَآني حاضِراً لَم يَنزَغِ

يُعطي العِنانَ إِذا رَآهُ رَأسَهُ
طَوعاً وَيُعطي سَوطَهُ ما يَبتَغي

وَكَأَنَّما شُقَّت عَلَيهِ غُلالَةٌ
بَيضاءُ مِن زُبَرِ الحَديدِ المُفرَغِ



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:45 AM
قَد قَرَّبَ اللَهُ مِنّا كُلَّ ما اِمتَنَعا
كَأَنَّني بِهِلالِ العيدِ قَد طَلَعا

فَخُذ لِفِطرِكَ قَبلَ العيدِ أُهبَتَهُ
فَإِنَّ شَهرَكَ في الواواتِ قَد وَقَعا



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:46 AM
تَمَكَّنَ هَذا الدَهرُ مِمّا يَسوءُني
وَلَجَّ فَما يَخلي صَفاتِيَ مِن قَرعِ

وَأَبلَيتُ آمالي بِوَصلٍ يَكُدُّها
وَلَيسَ بِذي ضَرٍّ وَلَيسَ بِذي نَفعِ

لَئيمٌ إِذا جادَ اللَئيمُ تَخَلُّقاً
يُحِبُّ سُؤالَ القَومِ شَوقاً إِلى المَنعِ



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:46 AM
يا قاتِلاً لا يُبالي بِالَّذي صَنَعا
رَمَيتَ قَلبي بِسَهمِ الحُبِّ فَاِنصَدَعا

لَولا القَضيبُ الَّذي يَهتَزُّ فَوقَ نَقاً
شَكَكتُ فيكَ وَفي البَدرِ الَّذي طَلَعا

قَد تُبتُ مِن تَوبَتي بَعدَ الصَلاحِ وَكَم
مُسافِرٍ في التُقى وَالنُسكِ قَد رَجَعا

ماتَ الهُدى ثُمَّ أَحياهُ بِطَلعَتِهِ
فَاليَومُ يُبدِعُ في قَتلي لَهُ بِدَعا

أَلا تَرى بَهجَةَ الأَيّامِ قَد رَجِعَت
وَالناسَ في مَلِكٍ وَالدينِ قَد جُمِعا

يا خاضِبَ السَيفِ قَد شُدَّت مَآزِرُهُ
وَاِبنَ الحُروبِ الَّتي مِن ثَديِها رَضَعا

فَرَّقتَ بِالسَيفِ يا أَعلى المُلوكِ يَداً
عَن إِبنِ مُدرِكٍ الطائي وَما جَمَعا

كَم مِن عَدوٍّ أَبِحتَ السَيفَ مُهجَتَهُ
وَالسَيفُ أَحسَمُ لِلداءِ الَّذي اِمتَنَعا

دَسَستَ كَيداً لَهُ تُخفي مَسالِكَهُ
كَأَنَّهُ فارِسٌ في قَوسِهِ نَزَعا

تَنالُ رَوعَتُهُ مَن لا يُرادُ بِهِ
فَإِن رَأى الشَمسَ مِنهُ جانِبٌ لَمَعا



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:46 AM
أَأَسمَعُ ما قالَ الحَمامُ السَواجِعُ
وَصايَحَ بَينٌ في ذُرى الأَيكِ واقِعُ

مَنَعنا سَلامَ القَولِ وَهوَ مُحَلَّلٌ
سِوى لَمَحاتٍ أَو تُشيرُ الأَصابِعُ

تَأبى العُيونُ البُخلَ إِلّا نَميمَةً
بِما كَتَبَت مِن خَدِّهِنَّ البَراقِعُ

وَإِنّي لَمَغلوبٌ عَلى الصَبرِ إِنَّهُ
كَذَلِكَ جَهلُ المَرءِ لِلحُبِّ صارِعُ

كَأَنَّ الصَبا هَبَّت بِأَنفاسِ رَوضَةٍ
لَها كَوكَبٌ في ذَروَةِ الشَمسِ لامِعُ

تَوَقَّدَ فيها النورُ مِن كُلِّ جانِبٍ
وَبَلَّلَها طَلٌّ مَعَ اللَيلِ دامِعُ

وَشَقَّ ثَراها عَن أَقاحٍ كَأَنَّها
تَهادَت بِمِسكٍ نَفحُها وَالأَجارِعُ

أَلا أَيُها القَلبُ الَّذي هامَ هَيمَةً
بِشُرَّةَ حَتّى الآنَ هَل أَنتَ راجِعُ

إِذِ الناسُ عَن أَخبارِنا تَحتَ غَفلَةٍ
وَفي الحُبِّ إِسعافٌ وَلِلشَملِ جامِعُ

وَإِذ هِيَ مِثلُ البَدرِ يَفضَحُ لَيلَهُ
وَإِذ أَنا مُسوَدُّ المَفارِقِ يافِعُ

وَغاصَت بِأَعناقِ المَطِيِّ كَأَنَّها
هَياكُلُ رُهبانٍ عَلَيها الصَوامِعُ

وَراحَت مِنَ الدَيرَينِ تَستَعجِلُ الخُطى
كَأَنَّ ذُفاراها جِفارٌ نَوابِعُ

إِذا لَيلَةٌ ظَلَّت عَلَيهِ مَطِرَةً
تَجافَت بِهِ حَتّى الصَباحِ المَضاجِعُ

غَدا يَلمَحُ الأُفقَ المُريبَ بِطَرفِهِ
وَفي قَلبِهِ مِن خَيفَةِ الإِنسِ رائِعُ

لَعَمري لَئِن أَمسى الإِمامُ بِبَلدَةٍ
وَأَنتَ بِأُخرى شائِقُ القَلبِ نازِعُ

لَقَد رُمتَ ما يُدنيكَ مِنهُ وَإِنَّما
أَتى قَدَرٌ وَاللَهُ مُعطٍ وَمانِعُ

وَإِنِّيَ كَالعَطشانِ طالَ بِهِ الصَدى
إِلَيكَ وَلَكِن ما الَّذي أَنا صانِعُ

أَيَذهَبُ عُمري وَالعَوائِقُ دونَهُ
عَلى ما أَرى إِنّي إِلى اللَهِ راجِعُ

وَما أَنا في الدُنيا بِشَيءٍ أَنالُهُ
سِوى أَن أَرى وَجهَ الخَليفَةِ قانِعُ

وَهَبني أَرَيتُ الحاسِدينَ تَجَلُّداً
فَكَيفَ بِحُبٍّ ضُمِّنَتهُ الأَضالِعُ

وَإِنّي لِنُعماهُ القَديمَةِ شاكِرٌ
وَراءٍ بِعَينِ النُصحِ فيهِ وَسامِعُ

وَما أَنا مِن ذُكرِ الخَليفَةِ آيِسٌ
وَما دامَ حَيّاً عَلَّلَتهُ المَطامِعُ

وَأَقعَدَني عَنهُ اِنتِظارٌ لِإِذنِهِ
وَما قالَ مِن شَيءٍ فَإِنِّيَ طائِعُ

صُراطُ هُدىً يَقضي عَلى الجورِ عَدلُهُ
وَنورٌ عَلى الدُنيا مِنَ الحَقِّ ساطِعُ

وَسَيفُ اِنتِقامٍ لا يَخافُ ضَريبَةً
وَما شاءَ مِن ذي إِحنَةٍ فَهوَ قاطِعُ

وَإِن يَعفُ لا يَندَم وَإِن يَسطُ يَنتَقِم
فَهَل عادِلٌ فيها بِما أَنتَ واقِعُ



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:47 AM
يَتيهُ عِندي وَأَنا أَخضَعُ
إِن كانَ ذا بَختي فَما أَصنَعُ

يا عاذِلي عَذلُكَ لي ضائِعٌ
أَسمَعتَني وَالحُبُّ لا يَسمَعُ



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:47 AM
وَأَنتَ الَّذي ذَلَّلتَ لِلناسِ جانِبي
وَأَكثَرتَ أَحزانَ الفُؤادِ المُرَوَّعِ

وَأَسقَيتَ عَيني رَيَّها مِن دُموعِها
وَعَلَّمتَها لَحظَ المُريبِ المُفَزَّعِ

وَما كُنتُ أُعطي الحُبَّ وَالدَمعَ طاعَةً
فَما شِئتِ يا عَيني مِنَ الآنِ فَاِصنَعي

وَلَم أَرَ عِندَ الصَبرِ وَجهَ شَفاعَةٍ
إِلى غَيرِ مَعشوقٍ مِنَ الدَمعِ فَاِشفَعي

أَلَستَ تَرى النَجمَ الَّذي هُوَ طالِعٌ
عَلَيكَ فَهَذا لِمُحِبّينَ نافِعُ

عَسى يَلتَقي في الأُفقِ لَحظي وَلَحظُهُ
فَيَجمَعُنا إِذ لَيسَ في الأَرضِ جامِعُ



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:48 AM
وَغادَرَ مِنّي الدَهرُ عَضباً مُهَنَّداً
يَفَلُّ شَبا خَصمي وَقَلباً مُشَيَّعا

وَجوداً يَحُلُّ الكَفَّ عَن خَيرِ مالِها
إِذا عُقِدَت كَفُّ البَخيلِ تَمَنُّعا

وَإِن تَطلُبَنّي في الحُروبِ تُلاقيني
أَهُزُّ حُساماً كُلَّما هُزَّ قَطَّعا

تَخالُ غَديراً غَيرَ أَن لَيسَ جارِياً
وَلا مُروِياً إِن أَنتَ حاوَلتَ مَكرَعا



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:48 AM
عَليمٌ بِما تَحتَ الصُدورِ مِنَ الهَوى
سَريعٌ بِكَرِّ اللَحظِ وَالقَلبُ جازِعُ

وَيَجرَحُ أَحشائي بِعَينٍ مَريضَةٍ
كَما لانَ مَتنُ السَيفِ وَالسَيفُ قاطِعُ



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:48 AM
إِنّي غَريبٌ بِدارٍ لا كِرامَ بِها
كَغُربَةِ الشَعرَةِ السَوداءِ في الشَمَطِ

ما أُطلِقُ العَينَ في شَيءٍ أُسَرُّ بِهِ
وَلَستُ أُبدي الرِضا إِلّا عَلى السَخطِ



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:48 AM
كُن جاهِلاً أَو فَتَجاهَل تَفُز
لِلجَهلِ في ذا الدَهرِ جاهٌ عَريضُ

وَالفَضلُ مَحرومٌ يَرى ما يَرى
كَما يَرى الوارِثُ عَينَ المَريض



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:49 AM
وَسُكّانِ دارٍ لا تَواصُلَ بَينَهُم
عَلى قُربِ بَعضٍ في التَجاوُرِ مِن بَعضِ

كَأَنَّ خَواتيماً مِنَ الطينِ بَينَهُم
فَلَيسَ لَها حَتّى القِيامَةِ مِن فَضِّ



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:49 AM
وَمِمّا شَجاني بارِقٌ لاحَ مَوهِناً
فَأَكفا إِناءَ الدَمعِ وَاِستَلَبَ الغُمضا

كَأَنَّ المُلاءَ البيضَ في يَدِ ناشِرٍ
عَلى الأُفُقِ الغَربيِّ يَنفُضُها نَفضا

رَنَوتُ إِلَيهِ مِن بَعيدٍ بِنَظرَةٍ
رَسولٍ لِقَلبٍ لَم يُطِق نَحوَهُ غُمضا

لَهُ عارِضٌ كَالجَيشِ تَفري سَوادَهُ
عَناجيجُ شُهبٍ خَرَّقَت مَتنُهُ رَكضا

فَبِتُّ وَلي خَصمٌ مِنَ الشَوقِ غالِبٌ
إِذا ما دَعا دَمعي تَحَدَّرَ وَاِرفَضّا

وَأَهدَتهُ دَعوائي بِنَجدٍ وَأَهلِها
فَيا أَهلَ نَجدٍ هَل تُجازونَني قِرضا

أَلا نَكَرَت شُرُّ شُجوني وَراعَها
نُحولٌ أَرَقَّ العَظمَ وَاِستَلَبَ الغُمضا

وَشَيبٌ تَعَرّى في الشَبابِ كَأَنَّهُ
سِراجُ صَباحٍ شَقَّ في اللَيلِ مُبيَضّا

مُنَعَّمَةٌ مَحمودَهُ الحُسنِ غادَةٌ
تُكَسِّرُ في أَجفانِها مَرَضاً خَفضا

إِذا ما مَشَت هَزَّت قَضيباً عَلى نَقاً
كَهَزِّ نَسيمِ الغُصنِ رَيحانَهُ غَضّا

سَلَت نافِلاتِ الحُبِّ مِمَّن عَلِمتُهُ
فَكَيفَ بِمَشغوفٍ يَرى حُبَّها فَرضا

أَرى كُلَّ يَومٍ في ظَلامِ مَفارِقي
شِهابَ مَشيبٍ باقِيَ الأَثرِ مُنقَضّا

وَكانَت يَدُ الأَيّامِ تَقبَلُ بِزَّتي
فَصارَت يَدُ الأَيّامِ تَنفُضُني نَفضا

وَقارَعَني مُلكُ الشَبابِ فَأَصبَحَت
عُيونُ المَها الإِنسِيِّ تَنقُضُني نَقضا

وَرَدَّ عَلَيَّ الدَهرُ حَدَّ سِلاحِهِ
فَقَطَّعَني جَرحاً وَأَوجَعَني عَضّا

وَخَلَّفتُ ماءَ العَيشِ صَفوَ غَديرِهِ
وَبُدِّلتُ مِن سَلسالِهِ نَمِراً بَرضا

رُوَيدَكَ إِنَّ الدَهرَ ما قَد عَلِمتَهُ
وَلَيسَ لَنا مِن حُكمِهِ كُلُّ ما نَرضى

وَلا بُدَّ أَن يُصغي إِلى البُؤسِ جانِبُ ال
نَعيمِ وَيَقضي مَنعُهُ ثُمَّ لا يُقضى

أَرى الدَهرَ يَقضي كَيفَ شاءَ مُحَكَّماً
وَلا يَملِكُ الإِنسانُ بَسطاً وَلا قَبضا

وَإِن تَجهَليني بَعدَ عِلمٍ فَإِنَّني
عُرِضتُ عَلى الأَحداثِ بَعدَكُمُ عَرضا

وَفَقدُ أُناسٍ لا أَخافُ عُيونَهُم
قَرَونِيَ مِن أَخلافِهِم حَلَباً مَخضا

أُرَقّي زَفيري في التَراقي عَلَيهِمُ
إِذا لاعَجُ الأَحزانِ أَوجَعَني مَضّا

وَصَلتُ جَناحَ الوُدِّ بَعدَ فِراقِهِم
بِريشِ ذُنابى بَعضُها يَخذُلُ البَعضا

فَعُلقَةُ قَلبي كَيفَ تَلحَقُ لَهوَهُ
وَأَسفارُ أَحزاني تُخَلِّفُهُ مُنضى

أَلا زَوِّدي يا رَبَّةَ الخِدرِ راجِلاً
تَتَبَّعَ أَرضاً قَد دَعَت شَخصُهُ رَضّا

وَكَيفَ ثَوائي بَينَ قَومٍ كَأَنَّما
تُرَضُّ تَحِيّاتي وُجوهَهُمُ رَضّا

سَرَت عَقرَبُ الشَحناءِ وَالبُغضُ بَينَنا
وَلا يَملِكُ الناسُ المَحَبَّةَ وَالبُغضا

أَلا رُبَّ حِلمٍ عادَ رِقّاً وَذِلَّةً
وَجَهلٍ بِهِ مُعطيكَ ذو الجَهلِ ما تَرضى



ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 02:50 AM
قالوا اِعتَلَلتُ وَسَل عَنّي وَعَن خِبري
أَلَم أَبِت باكِياً لا أَطعَمُ الغَمَضا

قولوا لِمَكتومَ يا سَمعي وَيا بَصَري
عَلَّمتُ جَسمِيَ مِن أَجفانِكَ المَرَضا


ابن المعتز

الحمدان
04-03-2024, 03:26 AM
أَرى الدُنيا لِمَن هِيَ في يَدَيهِ
عَذاباً كُلَّما كَثُرَت لَدَيهِ

تُهينُ المُكرِمينَ لَها بِصُغرٍ
وَتُكرِمُ كُلَّ مَن هانَت عَلَيهِ

إِذا اِستَغنَيتَ عَن شَيءٍ فَدَعهُ
وَخُذ ما أَنتَ مُحتاجٌ إِلَيهِ


ابو العتاهية

الحمدان
04-03-2024, 03:26 AM
حَتّى مَتى ذو التيهِ في تيهِهِ
أَصلَحَهُ اللَهُ وَعافاهُ

يَتيهُ أَهلُ التيهِ مِن جَهلِهِم
وَهُم يَموتونَ وَإِن تاهو

مَن طَلَبَ العِزَّ لَيَبقى بِهِ
فَإِنَّ عِزَّ المَرءِ تَقواهُ

لَم يَعتَصِم بِاللَهِ مِن خَلقِهِ
مَن لَيسَ يَرجوهُ وَيَخشاهُ



ابو العتاهية

الحمدان
04-03-2024, 03:26 AM
نَغَّصَ المَوتُ كُلَّ لَذَّةِ عَيشٍ
يا لِقَومي لِلمَوتِ ما أَوحاهُ

عَجَباً إِنَّهُ إِذا ماتَ مَيتٌ
صَدَّ عَنهُ حَبيبُهُ وَجَفاهُ

حَيثُما وَجَّهَ اِمرُؤٌ لِيَفوتَ ال
مَوتَ فَالمَوتُ واقِفٌ بِحِذاهُ

إِنَّما الشَيبُ لِاِبنِ آدَمَ ناعٍ
قامَ في عارِضَيهِ ثُمَّ نَعاهُ

مَن تَمَنّى المُنى فَأَغرَقَ فيها
ماتَ مِن قَبلِ أَن يَنالَ مُناهُ

ما أَذَلَّ المُقِلَّ في أَعيُنِ النا
سِ لِإِقلالِهِ وَما أَقماهُ

إِنَّما تَنظُرُ العُيونُ مِنَ النا
سِ إِلى مَن تَرجوهُ أَو تَخشاهُ



ابو العتاهية

الحمدان
04-03-2024, 03:27 AM
مَن أَحَبَّ الدُنيا تَحَيَّرَ فيها
وَاِكتَسى عَقلُهُ اِلتِباساً وَتيها

رُبَّما أَتعَبَت بَنيها عَلى ذا
كَ فَكَعها وَخَلِّها لِبَنيها

قَنِّعِ النَفسَ بِالكِفافِ وَإِلّا
طَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها

إِنَّما أَنتَ طولَ عُمرِكَ ما عُمِّر
تَ في الساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها

وَدَعِ اللَيلَ وَالنَهارَ جَميعاً
يَنقُلانِ الدُنيا إِلى ساكِنيها

لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَم
يَأتِ مِن لَذَّةٍ لِمُستَحليها



ابو العتاهية

الحمدان
04-03-2024, 03:27 AM
أَيا نَفسُ مَهما لَم يَدُم فَذَريهِ
وَلِلمَوتِ رَأيٌ فيكِ فَاِنتَظِريهِ

مَضى مَن مَضى مِنّا وَحيداً بِنَفسِهِ
وَنَحنُ وَشيكاً لا نَشُكُّ نَليهِ

بَنو المَرءِ يُسليهِم عَنِ المَرءِ بَعدَهُ
إِذا ماتَ ما أَسلاهُ بَعدَ أَبيهِ

رَأَيتُ أَقَلَّ الناسِ هَمّاً أَشَدَّهُم
قُنوعاً وَأَرضاهُم بِما هُوَ فيهِ

فَطوبى لِمَن لَم يَلقَ أَمراً قَضى لَهُ
بِهِ اللَهُ إِلّا سَرَّهُ وَرَضيهِ

وَلا خَيرَ في مَن ظَلَّ يَبغي لِنَفسِهِ
مِنَ الخَيرِ ما لا يَبتَغي لِأَخيهِ



ابو العتاهية

الحمدان
04-03-2024, 03:27 AM
إِنَّ الحَوادِثَ لا مَحالَةَ آتِيَه
مِن بَينِ رائِحَةِ تَمُرُّ وَغادِيَه

فَلَرُبَّما اِعتَبَطَ السَليمُ فُجاءَةً
وَلَرُبَّما رُزِقَ السَقيمُ العافِيَه

اللَهُ يَعلَمُ ما تُجِنُّ قُلوبُنا
وَاللَهُ لا تَخفى عَلَيهِ خافِيَه

أَينَ الأُلى كَنَزوا الكُنوزَ وَأَمَّلوا
أَينَ القُرونُ بَنو القُرونِ الخالِيَه

دَرَجوا فَأَصبَحَتِ المَنازِلُ مِنهُمُ
قَفراً وَأَصبَحَتِ المَدائِنُ خالِيَه

عَجَباً لِمَن يَنسى المَقابِرَ وَالبِلى
سُبحانَ مَن يُحيّ العِظامَ البالِيَه




ابو العتاهية

الحمدان
04-05-2024, 02:26 AM
أَرى كلَّ مَدحٍ في النَبِيِّ مُقَصّراً
وَلَو صيغَ فيه كُلُّ عِقدٍ مجوهَرا

وَهل يَقدر المُدّاحُ قَدرَ محمّدٍ
وَإِن بالَغ المثني عَلَيهِ وَأَكثَرا

إِذا اللَهُ أَثنى بِالَّذي هو أَهلُهُ
عَلى مَن يَراهُ لِلمَحامِدِ مَظهرا

وَخَصَّصهُ في رفعه الذكر مُثنياً
عَلَيهِ فَما مِقدار ما تمدح الوَرى



عمر تقي الدين الرافعي

الحمدان
04-05-2024, 02:34 AM
رَمَضَانُ جِئْتَ فَمرحباً شهْرَ الهُدى
* إنَّ الورى اشتاقتْ إلى لُقياكَا

والأرضُ لا تبدُو بأجمــلِ حُلّةٍ
إلّا إذا مُلِئتْ بطِيبِ هواكَـــــا

حتَّى المــدائِنُ بالنّفِيس تزيَّنتْ
أرأيْتَها تُبْدِي الجمالَ سِوَاكَــــا؟

ليْتَ الأهلَّةَ كُلّها رمضـــــــــــانُ
فـلا نعيشُ ولا نرى إلَّاكَــــــــا

الحمدان
04-05-2024, 02:42 AM
لو أنفق المرء مافي الأرض من ذهبٍ
لما استطاع لما لم يُقضَ تسهيلا

من يقبض الرِّيح أو من يستطيع لما
يقضي به الله بين الناس تحويلا ؟

إلى المهيمن نهفو نستجير به
في النَّائبات ولا نخشى الأقاويلا

إذا قضى الله أمراً لا مفرَّ لنا
ممَّا قضاه ولا نسطيعُ تبديلا

الحمدان
04-05-2024, 03:35 AM
وبيضاء أغناها عن الحلي ثغرها
بسِمطَيْن من درّ مضيئين في الثغر

إذا ابتسمت في ظلمة الليل أشرقا
فعُدنا من الآمال في أنجم ُزهر

نرى وجهها بدراً محاطاً من السَنى
بصبحَيْن من ثغر وضيءٍ ومن نحر

يذكرني من مطلع الشمس شعرُها
ذوائبَ تُرخَى من أشعّتها الصفر

تراءت فأما نفسها فحزينة
وأما مُحيّاها فكالكوكب الدرّي

بدت في ِحداد ترسل الطرف وانياً
يُغَضّ على وجد ويُفتح عن سحر

رأيت بها بدراً تردّى ُدجُنّةً
غداة أُميط السجف من جانب الخِدر

فكانت لها سود الجلابيب ِحليةُ
ولا عجبٌ أن الدجى من حِلى البدر

تَبَسَُّ حيناً ثم تُجهش بالبكا
فمن لؤلؤٍ تُبدي ومن لؤلؤ تُذري

كأن تلاميح الأسى في جبينها
بقايا ظلام الليل في غُرّة الفجر

وكم أبصرت عيناي لما تنهّدت
تموُّح بحر الحب من عاصف الهجر

فقد كان منها الصدر يعلو ويرتمي
فيبعث بي شجواً يموج به صدري

ومما شجا نفسي ذُبول بخدّها
كما ذبلت في بيتها باقة الزهر

ولما أنقضى صبري وقفت تجاهها
اُسائل عما ناب من نُوَب الدهر

فقالت وقد ألقت على الصدر كفّها
تشدّ ضلوعاً ينطوين على جمر

لك الخير من حرّ يسائل حرّة
شَكَت هجر بعل لم يكن بالفتى الحرّ

سقاني بكأس الحب حتى شرِبتها
ولم أدر أن الحب ضرب من الخمر

فلما رآني قد سكِرت بحبّه
صحا قلبه من حيث لم أصحُ من سُكري

ألا أن قلبي اليوم إذ مسّه الجَوى
وإذا مال بعلي في هوايَ إلى الغدر

ليَفزَع ممن يدّعي الحبَّ قلبُه
كما فزِعت قُمريّة الروض من صقر

على أن قلبي لم يعُد عنه صابراً
ألا لا أمال اللّه قلبي إلى الصبر

إذا شرقت شمسي تناسيت ذكره
وأن جنّ ليلي بتّ منه على ذُكر

وأني على ما نابني من جفائه
لأقنع منه بالخيال الذي يَسري

ولما شكت لي حُرقةً في فؤادها
ترقرق دمع العين في خدّها يجري

أرى قَطَراتِ الدمع في وَجَناتها
فأحسبها الياقوت رُصّع بالدرّ

هنالك ألقت راحتَيْها بوجهها
تُكَفكِف أسراباً من الدمع بالعشر

وقالت وقد كان النَشيج يصدّها
عن القول إلاّ عن كلام لها نَزر

سأحمل ما قد حَمَّلَتني يد الهوى
من الوجد حتى يحملوني إلى القبر

فقلت أما واللّه لو أن لي يداً
على كل حكم جاء من ظالم الدهر

لشدّدت في زجر المحبّين أن جَفَوْا
وعاقبت منهم من يميل إلى الهجر



معروف الرصافي

الحمدان
04-05-2024, 03:35 AM
لواعج الهمّ في جنبيّ تضطرم
والهم مِقداره من أهله الهمم

كم قد أذاقتني الأيام من حُرَق
من فوقها أسف من تحتها ألم

أكلما قلت شعراً قال سامعه
نارٌ تَفوه بها للناس أم كَلِم

ما بال شعرك مثلَ النار ملتهباً
يذكو على أنه كالماء منسجم

إنا لنعجب من شعر تؤجّجه
ناراً ولم يحترق في كفّك القلم

لا تعجبوا فالأسى في النفس ملتهب
والعزم مُتقِد والهم محتدم

استبرد النار من حَرّت عزائمه
واستصغر الخَطب من في نفسه عظم



معروف الرصافي

الحمدان
04-05-2024, 03:36 AM
يقولون ان الدهر يصلح فاسدا
فما حيلة الانسان ان فسد الدهر

لنا قدم في الحكم تعوزها الخطى
وحرية في القول يعوزها الجهر


معروف الرصافي

الحمدان
04-05-2024, 03:38 AM
أدرنة مهلاً فإن الظُبى
سترعى لك العهد والمَوْثقا

وَداعاً لمَغناك زاهى الرُبا
وداعاً ولكن إلى المُلتقى

عزاءً لمسجدك الجامع
أفارق محرابه المنبرا

وهل في مُصلاّه من راكع
يُجيب المؤذّنَ إن كبّرا

فيا لَسقوطك من فاجع
به فجع الدهر أم القرى

وقبر النبوة في يثربا
ومثوى ضجيعَيْه منوى التُقى

ومَن في البقيع ومن في قُبا
ومن شهِدوا الفتح والخندقا

رويداً أدرنة لا تجزعي
وإن قد أمَضَّك هذا الأذى

إذا أنت بالسيف لم تُرجَعي
فلا حَبذا العيش لا حَبذا

ألا أنت الزاسنا فاسمعي
ونحن الفرنسيس من بعد ذا

سلام على قُطرك المُجتبَى
سلام على أُفْقك المُنتقى

أيُمسي لشِرك العدى مَلعَباً
وكان لتَوحيدنا مَعَبقا

لقد حلّ فيها لواءٌ مُريب
حلول الحقارة بين الجلال

فظلَت بأدمعها والنحيب
تنوح على نجمها والهلال

أتنسى أدرنة عما قريب
إذن لا بلغنا العلا والكمال

فسوف على الرغم من أوربا
نقوم لها فَيلقاً فيلقا

فتُبكي هزاهزنا المغربا
وتُضحك أسيافنا المشرقا

أيقتدر الشعر أن يشكرا
كما يجب الشكر ذاك البطل

فتىً كان في الحرب مستشعراً
شعاراً أجلّته كل الدول

فيا سيف شكري وكل الورى
غدت تضرب اليوم فيك المثل

سيجري لك الشكر لن يَنضُبا
ويجري الزمان به مُغْرقا

وأما ذُكرت حللنا الحُبا
وقُمنا كقومتنا في اللقا

أرى الدهر أنهض كل العِدى
على حين قد قعد المسلمون

فكم جرَعونا كؤوس الردى
ونحن على كيدهم صابرون

أيَحُسن يا قوم أن نقعدا
وقد آن أن ينهض القاعدون

فسيُل المصائب غطّى الزُبى
وغيم النوائب قد طّبقا

وأوشكت الأرض أن تُقلبا
وصبح القيامة أن يُفلَقا

دع الغْرب ينعم في باله
وإن لَقيَ الشرق منه الكُروب

ولا تسألَنْه بأفعاله
فعهد التمدّن عهد كذوب

فنحن اغترَرْنا بأقواله
ولكّننا بعد هذي الحروب

سَنأبَى عليه أشدّ الأِبا
فإما الفناء وإما البقا

ونركب من عزمنا مركباً
ونرقى وإن صَعُب المُرتقى

لقد آن يا قوم تَرك الَونَى
وترك الشقاق وترك الدد

إلى كم نُكابد هذا العَنا
ونخبط في جهلنا الأسود

وبالعلم من قبل نلنا المنى
وفُزنا من العيش بالأرغد

ولكنَما العلم قد غَرَبا
فلا عيش إلاّ إذا شرَقا

فهُبوا إليه هُبوب الصَبا
عسى أن يسِح ويغدودقا



معروف الرصافي

الحمدان
04-05-2024, 03:38 AM
مرت تقول ألا يا ربّ خذ روحي
كي أستريح بموتي من تباريحي

مَهزولةَ الجسم من فقر ومن نَكَد
مصفَرّة الوجه من همّ وتتريح

باتت بغير عشاءٍ وهي طاوية
وأصبح وهي غَرثَى دون تصبيح

ضَنْكُ المعيشة أضوى جسمها فبدت
شروى خيال بطرق العين ملموح

وأذبلَتْها هموم النفس ناصبةً
فصَوَّحت وجنتيها أيَ تصويح

وَيْلُمِّها عيشةً نكداءَ يابسةً
لم تُبق من جسمها غير الألاويح

في طرفها نظر وانٍ تُرَده
لَمْحَ المريض إذا ما جاد بالروح

تَلَفّعت بدَريس منن تخرُّقه
تخال طُرَّتَه بعضَ التقازيح

فكم ترى العين خرقاً غير مرتقع
في جانبيه وفتقاً غير مَنصوح

تمشي انخزالاً بعبء الفقر مُثقَلَةً
كظالع في الطريق الوَعْر مَكسوح

خارت قواها فمارت في تخزّلها
يكاد يُسقِطها هبّ من الريح

لما دَنوت إليها كي أسائلها
والقلب في خَطَران كالأراجيح

تأوّهت آهة حمراء داميةً
تشفّ عن كبِد بالهمَ مَجروح

وأجهشت ثم أرخت من محاجرها
عِنان دمع على الخدَّين منضوح

وأعرضت وهي لم تنبِس سوى نظر
يُغني الألِبّاءَ عن نطق وتصريح

فرُحت من عجبي منها ومن جزَعي
أبكي لها بين ترجيع وتسبيح

من ليس يُبْكيه من أبناء جِلدته
فكاؤهم فهو من جنس التماسيح

ولا يقوم بعبء المجد مُضطَلِعاً
من لا يقوم إلى إِنهاض مَفدوح

وما السعادة في الدنيا بحاصلة
إلا بإسعاد أطلاح مَرازيح

إن المروءة شيءٌ لا تنَاوشُهُ
إلا سواعد أجواد مساميح

أرى كنوز المعالي مالأقْفُلِها
غير السماح لعمري من مفاتيح

والعيش غَيْهَب آمال وليس لنا
سوى التعاون فيه من مصابيح

قامت قيامة أهل الغرب فانبعثت
هزاهزٌ بينهم عمّت بني نوح

واستفحلت فتنة عمياء جائحة
تَمخّضت عن دم في الأرض مسفوح

وقامت الحرب بالَلأْواء شاملةً
كل البسيطة حتى الأبحرِ الفِيح

والأرض قد أصبحت من مكر ساكنها
محَمَّرةَ اللُوح أو مغبرًّةَ السُوح

ضاقت على الناس وانسدّت مسالكها
فعاد كل طريق غير مفتوح

والحرب أغنت أناساً غنيةً عَجَباً
وآخرين رمتهم بالمجاليح

ومعشراً أسكنَتْهم في الذُرا غُرَفاً
ومعشراً بطن ملحود ومضروح

أما التي أوجَعت قلبي بمنظرها
وأوْهنَتْه بتبضيع وتقريح

فغادة عضّت الحرب الضروس بها
عضاً بنابٍ حديدٍ غير مرضوح

أمست تكابد من فقر ألَمّ بها
آلام عيش بشيع الطعم مذروح

ترنو إلى الناس بالشكوى فتحسبها
ظمآن يشكو لآلٍ حُرقة اللُوح



معروف الرصافي

الحمدان
04-05-2024, 03:39 AM
وخرساءَ لم ينطق بحرفٍ لسانها
سوى صوت عرق نابض بحشاها

حكت لهجة التمام لفظاً ولم تكن
لتفصح إلا بالزمان لغاها

لها ضربان في الحشا قد حكت به
فؤاداً تغشَاه الهوى وحكاها

جرت حركات الدهر في ضرباتها
وبانت مواقيت الورى بعماها

على وجهها خطّت علائم تهتدي
بها الناس في أوقاتها لمناها

مشت بين آنات الزمان تقيسه
وما هو إلاّ مشيها وخطاها

بها يتقاضى الناس ما يوعدونه
ويُرشد ضلاّل الزمان هداها

غدت كأخي الإيمان تأكل في معيً
وما أكل إلاّ التواء معاها

تدور عليها عقرب دور حائر
بتَيهاء غمّت في الظلام صواها

تريك مكان الشمس في دورانها
إذا حجبت عنك الغيوم ضياها

فأعجب بها مصحوبةًجاء صنعها
نتيجة أفكار الورى وحجاها

بنتها النهى في الغابرين بسيطةً
فتمّ على مرّ الزمان بناها

تنادي بني الأيام في نقراتها
أن اسعوا بجدٍ بالغين مداها

ولا تهملوا الأوقات فهي بواترٌ
تقطع أوصال الحياة شباها



معروف الرصافي

الحمدان
04-07-2024, 01:05 AM
الأحزان لايمكن أن تنتهي ..
والبشائر لايمكن أن تختفي ..
كل ماعليك أن تدرب نفسك على الصبر عند الأولى ..
والشكر عند الثانية

وكُلُّ بابٍ وإن طالت مغالِقُهُ
يوماً له من جميل الصَّبر مفتاحُ

كم كروبٍ ظننا لا انفراج لها
حتى رأينا كبير الهم ِّينزاحُ

الحمدان
04-07-2024, 01:09 AM
أَتَى رَمَـضَانُ مَـزْرَعَـةُ العِـبَـادِ
لِـتَـطْهِـيرِ القُلُوبِ مِنَ الفَـسَادِ

فَـأَدِّ حُـقُـوقَــهُ قَـوْلًا وَفِـعْـلَا
وَ زَادَكَ فَـاتِّـخِــذْهُ لِلْــمَـعَـادِ

فَمَنْ زَرَعَ الـحُبُوبَ وَمَا سَقَاهَا
تَــأَوَّهَ نَادِمًــا يَـوْمَ الـحَـصَـادِ

الحمدان
04-07-2024, 01:11 AM
‏يَا طَالِبَ العَيشِ فِي أَمنٍ وَفِي دَعَةٍ
رَغَدَاً بِلَا قَتَرٍ صَفوَاً بِلَا رَنَقِ

خَلِّص فُؤَادَكَ مِن غِلٍّ وَمِن حَسَدٍ
فَالغِلُّ فِي القَلبِ مِثلُ الغِلِّ فِي العُنُق

الحمدان
04-07-2024, 02:30 AM
فَإِن تَكُنِ الدُنيا تُعَدُّ نَفيسَةً
فَإِنَّ ثَوابَ اللَهِ أَعلى وَأَنبلُ

وَإِن تَكُنِ الأَرزاقُ حَظاً وَقِسمَةً
فَقِلَّةُ حِرصِ المَرءِ في الكَسبِ أَجمَلُ

وَإِن تَكُنِ الأَموالُ لِلتَركِ جَمعُها
فَما بالُ مَتروكٍ بهِ الحُرُّ يَبخَلُ

وَإِن تَكُنِ الأَبدانُ لِلمَوتِ أُنشِئَت
فَقَتلُ اِمريءٍ لِلّهِ بِالسَيفِ أَفضَلُ

عَلَيكُم سَلامَ اللَّهِ يا آَلَ أَحمَدٍ
فَإِنّي أَراني عَنكُمُ سَوفَ أَرحَلُ



علي بن أبي طالب
رضي الله عنه

الحمدان
04-07-2024, 02:31 AM
فَلا تُكثِرَنَّ القَولَ في غَيرِ وَقتِهِ
وَأَدمِن عَلى الصَمتِ المُزيِّنِ لِلعَقلِ

يَموتُ الفَتى مِن عَثرَةٍ بِلسانِهِ
وَلَيسَ يَموتُ المَرءُ مِن عَثرَةِ الرِّجلِ

فَعثرَتُهُ مَن فيهِ تَرمي بِرَأسِهِ
وَعَثرَتهِ بِالرِّجلِ تَبَرا عَل مَهلِ

وَلا تَكُ مِبثاثاً لِقَولِكَ مُفشياً
فَتَستَجلِبِ البَغضاءَ مِن زَلَّةَ النَعلِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:31 AM
فَأَهلاً وَسَهلاً بَضَيفٍ نَزَل
وَاِستَودَعَ اللَهُ إِلفاً رَحَل

تَوَلّى الشَبابُ كَأَنَّ لَم يَكُن
وَحَلَّ المَشيبُ كَأَنَّ لَم يَزَل

فَأَمّا المَشيبُ كَصُبحٍ بَدا
وَأَمّا الشَبابُ كَبَدرٍ أَفَل

سَقى اللَهُ ذاكَ وَهَذا مَعاً
فَنِعمَ المُوَلّي وَنِعمَ البَدَل



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:31 AM
الحَمدُ لِلّهِ الجَميلِ المُفضلِ
المُسبِغِ المُولي العَطاءِ المُجزِلِ

شُكراً عَلى تَمكينِهِ لِرَسولِهِ
بِالنَّصرِ مِنهُ عَلى البُغاةِ الجُهَّلِ

كَم نِعمَةٍ لا أَستَطيعُ بُلوغَها
جُهداً وَلو أَعلَمتُ طاقَة مقوَلِ

لِلّهِ أَصبَحَ فَضلُهُ مُتَظاهِراً
مِنهُ عَلَيَّ سَأَلتَ أَم لَم أَسأَلِ

قَد عايَنَ الأَحزابَ مِن تَأييدِهِ
جُندُ النَبيِّ ذي البَيانِ المُرسَلِ

ما فيهِ مَوعِظَةً لِكُلِ مُفَكِّرٍ
إِن كانَ ذا عَقلٍ وَإِن لَم يَعقِلِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:32 AM
فَداري مناخٌ لِمَن قَد نَزَل
وَزادي مُباحٌ لِمَن قَد أَكَل

أُقدُّم ما عِندَنا حاضِرٌ
وَإِن لَم يَكُن غَيرَ حُبزٍ وَخَل

فَأَمّا الكَريمُ فَراضٍ بِهِ
وَأَما اللَئيمُ فَما قَد أَبل



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:32 AM
إِذا قَرُبَت ساعَةً يا لَها
وَزُلزِلَتِ الأَرضُ زُلزالَها

تَسيرُ الجِبالُ عَلى سُرعَةٍ
كَمَرِّ السَحابِ تَرى حالَها

وَتَنفَطِرُ الأَرضُ مِن نَفحَةٍ
هُنالِكَ تُخرِجُ أَثقالَها

وَلا بُدَّ مِن سائِلٍ قائِلٍ
مِنَ الناسِ يَومَئِذٍ ما لَها

تُحَدِّثُ أَخبارَها رَبُّها
وَرَبُّكَ لا شَكَّ أَوحى لَها

وَيَصدُرُ كُلٌّ إِلى مَوقِفٍ
يُقيمُ الكُهولَ وَأَطفالَها

تَرى النَفسَ ما عَلِمَت مُحضَراً
وَلَو ذَرَّةً كانَ مِثقالَها

يُحاسِبُها مَلِكٌ قادِرٌ
فَإِما عَلَيها وَإِما لَها

ذُنوبي ثِقالٌ فَما حِيلَتي
إِذا كُنتُ في البَعثِ حَمّالَها

تَرى الناسَ سَكرى بِلا خَمرَةٍ
وَلَكِن تَرى العَينُ ما هالَها

نَسيتُ المعادَ فَياوَيلَها
وَأَعطَيتُ لِلنَفسِ آمالَها



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:32 AM
أَعيَنّي جُوداً بارَكَ اللَهُ فيكُما
عَلى هالِكيْنِ لا تَرى لَهُما مِثلا

عَلى سَيِّدِ البَطحاءِ وَابنِ رَئيسِها
وَسَيدَةِ النِسوانِ أَوَل مَن صَلّى

مُهَذَبّةٌ قَد طَيَّبَ اللَهُ خَيمَها
مُبارَكَةٌ وَاللَهُ ساقَ لَها الفَضلا

لَقَد نَصَرا في اللَهِ دينَ مُحَمَدٍ
عَلى مَن بَغى في الدينِ قَد رَعَيا إِلّا



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:33 AM
أَلا أَيُّها المَوتُ الَّذي لَيسَ تارِكي
أَرِحني فَقَد أَفنَيتَ كُلَّ خَليلِ

أَراكَ مُضِراً بِالَّذينَ أَحبُّهُم
كَأَنَّكَ تَنحو نَحوَهُم بدَليلِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:33 AM
يا جارَ هَمدانَ مَن يَمُت يَرَني
مِن مُؤمِنٍ أَو مُنافِقٍ قَبلا

يَعرِفُني طَرفَهُ وَأَعرِفُهُ
بِنَعتِهِ وَإِسمِهِ وَما فَعَلا

أَقولُ لِلنارِ وَهِيَ تُوقِدُ لِل
عَرضِ ذَريهِ لا تَقرَبي الرَجُلا

ذَريهِ لا تَقرَبيهِ إِنَّ لَهُ
حَبلاً بِحَبلِ الوَصِيِّ مُتَصِلا

وَأَنتَ عِندَ الصِراطِ مُعتَرِضي
فَلا تَخَف عَثرَةً وَلا زَلَلا

أَسقيكَ مِن بارِدٍ عَلى ظَمأٍ
تَخالَهُ في الحَلاوَةِ العَسَلا



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:33 AM
أَلا باعَدَ اللَهُ أَهلَ النِفاقِ
وَأَهلَ الأَراجيفِ وَالباطِلِ

يَقولونَ لي قَد قَلاكَ الرَسولُ
فَخلّاكَ في الحالِفِ الخاذِلِ

وَما ذاكَ إِلّا لِأَنَّ النَبيَّ
جَفاكَ وَما كانَ بِالفاعِلِ

فَسِرتُ وَسَيفي عَلى عاتِقي
إِلى الراحِمِ الحاكِمِ الفاصِلِ

فَلَما رَآني هَفا قَلبُهُ
وَقالَ مَقالَ الأَخِ السائِلِ

أَممن أَبِن لِيَ فَأَنبأتُهُ
بارجافِ ذي الحَسَدِ الداغِلِ

فَقالَ أَخي أَنتَ مِن دونِهِم
كَهَارونَ موسى وَلَم يَأتَلِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:33 AM
إِن عَبداً أَطاعَ رَبّاً جَليلاً
وَقفا الداعيَ النَبيَّ الرَسولا

فَصلاةُ الإِلَهِ تَترى عَلَيهِ
في دُجى اللَيلِ بُكرَةً وَأَصيلا

إِن ضَربَ العِدا بِأَبيضَ يُرضي
سَيِّداً قادراً وَيُشفي غَليلا

لَيسَ مَن كانَ صالِحاً مُستَقيماً
مِثل مَن كانَ هاذياً وَذَليلا

حَسبيَ اللَهُ عِصمَةً لِأُموري
وَحَبيبي مُحَمّدٌ لي خَليلا




علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:34 AM
أَنا الصَقرُ الَّذي حُدِّثتَ عَنهُ
عِتاقُ الطَيرِ تَنجَدِل اِنجِدالا

وَقاسَيتُ الحُروبَ أَنا اِبنُ سَبعٍ
فَلَّما شِبتُ أَفنَيتُ الرِجالا

فَلم تَدَعِ السُيوفُ لَنا عَدواً
وَلَم يَدَعِ السَخاءُ لَدَيَّ مالا



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:34 AM
أَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن لَستُ مِنكُمُ
وَلا أَنتَمُ مِني وَإِن كُنتُمُ أَهلي

وَإِنّي ثَويٌّ قَد أَحَمَّ اِنطِلاقَهُ
يحيِّيهِ مَن حيّاهُ وَهوَ عَلى رَحَلِ

وَمُنطَلِقٌ مِنكُم بِغَيرِ صِحابَةٍ
وَتابِعُ إِخواني الَّذينَ مَضوا قَبلي

أَلَم أَكُ قَد صاحَبتُ عَمراً وَمالِكاً
وَأَدهَم يَغدو في فَوارِسَ أَو رَجلِ

وَصاحَبتُ شيباناً وَصاحَبتُ ضابياً
وَصاحَبَني الشُمُّ الطِوالُ بِنو شبلِ

أُولَئِكَ إِخواني مَضَوا لِسَبيلَهُم
يَكادُ يُنسّيني تَذَكُّرهم عَقلي

يَقولُ أُناسٌ أَخلياء تناسَهم
وَلَيسَ بِناسٍ مِثلهُم أَبَداً مِثلي

أُلاكَ أَخِلائي إِذا ما ذَكَرتُهُم
بَكَيتُ بِعَينٍ ماءُ عَبرَتِها كُحلي

وَكانوا إِذا ما القَرُّ هَبَّت رياحُهُ
وَضَمَّ سَوادُ اللَيلِ رَحَلاً إِلى رَحلِ

يَدرٌّونَ بِالسَيفِ الوَريدَينِ وَالنَسا
إِذا لَم يقِم راعي أُناسٍ إِلى رِسلِ

إِذا ما لَقوا أَقرانَهُم قَتَلوهُمُ
وَإِن قُتِلوا لَم يَقشَعرّوا مِنَ القَتلِ

وَكَم مِن أَسيرٍ قَد فَكَكتُم قُيودَهُ
وَسَجلَ دََمٍ أَهرقتُموهُ عَلى سَجلِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:34 AM
لَقَد خابَ مِن غرَّتهُ دُنيا دنِيَّة
وَما هِي وإِن غَرَت قروناً بِباطِلِ

أَتَتنا عَلى زِيِّ العَروسِ بُثَينَةٌ
وَزينَتُها في مِثلِ تِلكَ الشَمايلِ

فَقُلتُ لَها غُرِّي سِوايِ فَإِنَّني
عَزوفٌ عَنِ الدُنيا وَلَستُ بِجاهِلِ

وَما أَنا وَالدُنيا وَإِنَّ مُحَمَّداً
رَهينٌ بَقَفرٍ بَينَ تِلكَ الجَنادِلِ

وَهَبها أَتَتني بِالكُنوزِ وَدُرِّها
وَأَموال قارونَ وَمُلك القَبايِلِ

أَلَيسَ جَميعاً لِلفناءِ مَصيرُنا
وَيُطلَبُ مِن خُزّانِها بِالطوايلِ

فَغُرّي سِواي إِنَّني غَيرُ راغِبٍ
لَما فيكِ مِن عَزٍ وَمُلكٍ ونايلِ

وَقَد قَنِعَت نَفسي بِما قَد رُزِقتُهُ
فَشَأنُكِ يا دُنيا وَأَهلُ الغَوايلِ

فَإِنّي أَخافُ اللَهَ يَومَ لِقائِهِ
وَأَخشى عَذاباً دائِماً غَيرَ زايلِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:35 AM
وَدَعِ التَجَبُّرَ وَالتَكَبُّرَ يا أَخي
إِن التَكَبُّرَ لِلعَبيدِ وَبيلُ

وَاَجعَل فُؤادَكَ لِلتَواضُعِ مَنزِلاً
إِن التَواضُعَ بِالشَريفِ جَميلُ



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:35 AM
إِذا عاشَ الفَتى ستينَ عاماً
فَنِصفُ العُمرِ تَمحَقُهُ اللَيالي

وَنِصفُ النِصفِ يَذهَبُ لَيسَ يَدري
لِغَفلَتِهِ يَميناً مِن شِمالِ

وَثُلثُ النِصفِ آمالٌ وَحِرصٌ
وَشُغلٌ بِالمَكاسِبِ وَالعيالِ

وَباقي العُمرِ أَسقامٌ وَشَيبٌ
وَهَمٌّ بِاِرتِحالٍ وَاِنتِقالِ

فَحُبُّ المَرءِ طولَ العُمرِ جَهلٌ
وَقِسمَتَهُ عَلى هَذا المِثالِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:35 AM
فِتَنٌ تَحِلُّ بِهُم وَهُنَّ شَوارِعُ
يُسقَى أَواخِرُها بِكَأسِ الأَوَّلِ

فِتَنٌ إِذا نَزَلَت بِساحَةِ أَمَةٍ
أَذِنَت بِعَدلٍ بَينَهُم مُتَنَقِّلِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:35 AM
لَنا الرايَةُ الحَمراءُ يَخفِقُ ظِلُّها
إِذا قيلَ قَدِّمها حَضينٌ تَقَدَّما

وِيَدنو بِها في الصَفِّ حَتّى يَزيرُها
حِمامُ المَنايا تَقَطرُ المُوتَ وَالدَما

تَراهُ إِذا ما كانَ يَومَ كَريهَةٍ
أَبى فيهِ إِلا عِزَّةً وَتَكَرُّما

وَأَحزِمُ صَبراً حينَ يُدعى إِلى الوَغى
إِذا كانَ أَصواتُ الكُماةِ تَغمغما

وَقَد صَبَرت عَكٌّ وَلَخمٌ وَحِميَرٌ
لِمذحَجٍ حَتّى أَورَثوها التَنَدُّما

وَنادَت جُذامُ يالِ مُذحَج وَيلَكُم
جَزى اللَهُ شَرّاً أَيُّنا كانَ أَظلَما

أَما تَتَّقونَ اللَهَ في حُرُماتِكُم
وَما قَرَّبَ الرَحمَنُ مِنها وَعَظَّما

جَزى اللَهُ قَوماً قاتَلوا في لِقائِهِم
لِذي البَأسِ خَيراً ما أَعَفَّ وَأَكرَما

رِبيعَة أَعني إِنَّهُم أَهلُ نَجدَةٍ
وَبَأَسٌ إِذا لاقوا خَميساً عَرمَرما

أَذَقنا اِبنَ حَربٍ طَعنَنا وَضِرِابَنا
بِأَسيافِنا حَتّى تَولّى وَأَحجَما

وَحَتّى يُنادي زَبرَقان بنُ أَظلَمٍ
وَنادى كِلاعاً وَالكَريبَ وَأَنعَما

وَعَمراً وَسُفياناً وَجَهماً وَمالِكاً
وَحَوشَبَ وَالغاوي شَريحاً وَأَظلَما

وَكَرزَبن نَبهانَ وَعَمرو بن جَحدَرٍ
وَصبّاحاً القَينِيِّ يَدعو وَأَسلَما


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:36 AM
ما الدَهرُ إِلّا يَقظَةٌ وَنَومُ
وَلَيلَةٌ بَينَهُما وَيَومُ

يَعيشُ قَومٌ وَيَموتُ قَومُ
وَالدَهرُ قاضٍ ما عَلَيهِ لَومُ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:36 AM
وَلَمّا رَأَيتُ الخَيلَ تَقرَعُ بِالقَنا
فَوارِسها حُمرُ العُيونِ دَوامي

وَأَقبَلَ رَهجٌ في السماءِ كَأَنَّه
غَمامَةُ دَجنٍ مُلبَسٍ بِقُتامِ

وَنادى اِبن هِندٍ ذا الكِلاعِ وَيَحصُباً
وِكِندَةَ في لَخمٍ وَحَيِّ جُذامِ

تَيَمَّمتُ هَمدانَ الَّذينَ هُمُ هُمُ
إِذا نابَ أَمرٌ جُنَّتي وَحُسامي

وَنادَيتُ فيهِم دَعوَةً فَأَجابني
فَوارِسُ مِن هَمدانَ غَيرُ لِئامِ

فَوارِسُ مِن هَمدانَ لَيسوا بُعُزَّلٍ
غُداةَ الوَغى مِن شاكِرٍ وَشبامِ

وَمن أَرحَبَ الشَمَّ المطاعينَ بِالقَنا
وَرَهُمٌ وَأَحياءُ السَبيعِ وَيامِ

وَمِن كُلِّ حَيٍّ أَتَتني فَوارِسٌ
ذوُو نَجَداتٍ في اللِقاءِ كِرامِ

بِكُلِّ رَدينيٍّ وَعَضبٍ تَخالُهُ
إِذا اِختَلَفَ الأَقوامُ شَعَلَ ضِرامِ

فَخاضوا لَظاها وَاصطَلوا بِشَرارِها
وَكانوا لَدى الهَيجا كَشَربِ مُدامِ

جَزى اللَهُ هَمدانَ الجِنانَ فإِنَّهُم
سِمامُ العِدى في كُلِّ يَومٍ خِصامِ

لِهَمدانَ اَخلاقٌ وَدينٌ يَزينهُم
وَلينٌ إِذا لاقوا وَحُسنُ كَلامِ

وَجَدٌّ وَصِدقٌ في الحُروبِ وَنَجدَةٌ
وَقَولٌ إِذا قالوا بِغَيرِ إِثامِ

مَتى تَأتِهِم في دارِهِم لِضيافَةٍ
تَبِت عِندَهُم في غِبطَةٍ وَطَعامِ

أَلا إِنَّ هَمدانَ الكِرامَ أَعِزَةٌ
كَما عَزَّ رُكنُ البَيتِ عِندَ مَقامِ

أَناسٌ يُحِبّونَ النَبيَّ وَرَهطَهُ
سِراعٌ إِلى الهَيجاءِ غَيرَ كَهامِ

فَلو كُنتَ بَوّاباً عَلى بابِ جَنَةٍ
لَقُلتُ لِهَمدانَ اِدخلوا بِسلامِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:36 AM
أَفاطِمَ هاكِ السَيفَ غَير ذَميمِ
فَلَستُ بَرَعديدٍ وَلا بِلَئيمِ

أَفاطِمَ قَد أَبلَيتُ في نَصرِ أَحمَدٍ
وَمَرضاةُ رَبٍّ بِالعِبادِ رَحيمِ

أُريدُ ثَوابَ اللَهِ لا شَيءَ غَيرَهُ
وَرِضوانَهُ في جَنّةٍ وَنَعيمِ

وَكُنتُ اِمرَءاً أَسموا إِذا الحَربُ شَمَّرت
وَقامَت عَلى ساقٍ بِغَيرِ مَليمِ

اَنِمتَ اِبنَ عَبدِ الدارِ حَتّى ضَرَبتَهُ
بِذي رَونَقٍ يَفري العِظامَ صَميمِ

فَغادَرتُهُ بِالقاعِ فَاِرفَضَّ جَمعُهُ
وَأَشفَيتُ مِنهُم صَدرَ كُلِّ حَليمِ

وَسَيفي بِكفِّي كَالشِهابِ أَهُزُّهُ
أَجزُّ بِهِ مِن عاتِقٍ وَصَميمِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:37 AM
إِذا كُنتَ في نِعمَةٍ فَاِرعَها
فَإِنَّ المَعاصي تُزيلُ النِعَم

وَحافِظ عَلَيها بِتَقوى الإِلَهِ
فَإِنَّ الإِلَهَ سَريعُ النِّقَم

فَإِن تَعطِ نَفسَكَ آمالَها
فَعِندَ مُناها يَحِلُّ النَدَم

فَأَينَ القُرونَ وَمَن حَولَهُم
تَفانوا جَميعاً وَرَبّي الحَكَم

وَكُن مُوسِراً شِئتَ أُو مُعسِراً
فَلا بُدَّ تَلقى بِدُنياكَ غَمّ

وَدُنياكَ بِالغَمِّ مَقرونَةٌ
فَلا يُقطَع العُمرُ إِلّا بِهَمّ

حَلاوَةُ دُنياكَ مَسمومَةٌ
فَلا تَأَكُلِ الشَهدَ إِلّا بِسُمّ

مُحامِدُ دُنياكَ مَذمومَةٌ
فَلا تَكسَب الحَمدَ إِلّا بِذَم

إِذا تَمَّ أَمرٌ بَدا نَقصُهُ
تَوَقَّ زَوالاً اِذا قيلَ تَمّ

فَكَم آمِنٍ عاشَ في نِعمَةٍ
مِما حَسَّ بِالفَقرِ حَتّى هَجَم

وَكَم قَدَرٍ دَبَّ في غَفلَةٍ
فَلَم يَشعُرِ الناسَ حَتّى هَجَم


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:37 AM
جَزى اللَهُ خَيراً عُصبَةَ أَسلَميّةً
صِباحُ الوُجوهِ صُرِعّوا حَولَ هاشِمِ

شَقيقٌ وَعبَدُ اللَهِ بِشرٌ وَمَعبَدٌ
وَسُفيانَ وَاِبنا هاشِمٍ ذي المَكارِمِ

وَعُروَةُ لا يَنأى فَقَد كانَ فارِساً
إِذا الحَربُ هاجَت بِالقَنا وَالصَوارِمِ

إِذا اِختَلَفَ الأَبطالُ وَاَشتَبَكَ القَنا
وَكانَ حَديثُ القَومِ ضَربُ الجَماجِمِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:37 AM
ما عِلَّتي وَأَنا جَلدٌ حازِم
وَفي يَميني ذو غِرارٍ صارِم

وَعَن يَميني مَذحَجُ القَماقِم
وَعَن يَساري وائِلُ الخَضارِم

وَالقَلبُ حَولي مُضَرُ الجَماجِم
وَأَقبَلت هَمدانُ وَالأَكارِم

أَقسَمتُ بِاللَهِ العَليِّ العالِمِ
لا أَنثَني إِلا بَرَدِّ الراغِمِ

مَشيَ الجِمالِ البُزلِ الخَلاجِمِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:37 AM
أَبا طالِبٍ عِصمَةُ المُستَجيرِ
وَغَيثُ المَحولُ وَنورُ الظُلَم

لَقَد هَدَّ فَقدُكَ أَهلُ الحِفاظِ
فَصَلى عَلَيكَ وَلِيُّ النِعَم

وَلَقَّاكَ رَبُّكَ رِضوانَهُ
فَقَد كُنتَ لِلمُصطَفى خَيرَ عَمّ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:38 AM
لِيَبكِ عَلى الاِسلامِ مَن كانَ باكياً
فَقَد تُرِكَت أَركانُهُ وَمعالِمُه

لَقَد ذَهَبَ الاِسلامُ إِلّا بَقيّةً
قَليلٌ مِنَ الناسِ الَّذي هُوَ لازِمُه


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:38 AM
يا عَمرو قَد لاقَيتَ فارِسَ هِمَّةٍ
عِندَ اللِقاءِ مُعاوِدَ الإقدامِ

مِن آلِ هاشِمَ مِن سَناءٍ باهِرٍ
وَمُهَذبينَ مُتَوّجينَ كِرامِ

يَدعو إِلى دينِ الإِلَهِ وَنَصرِهِ
وَإِلى الهُدى وَشرائِعِ الإِسلامِ

بِمُهَنَّدٍ عَضبٍ رَقيقٍ حَدُّهُ
ذي رَونَقٍ يَفري الفَقارَ حُسامِ

وَمُحَمَّد فينا كَأَنَّ جَبينَهُ
شَمسٌ تَجَلَت مِن خِلالِ غِمامِ

وَاللَهُ ناصِرُ دينِهُ وَنَبيِّهِ
وَمُعينُ كُلِّ مُوَحِّدٍ مِقدامِ

شَهِدتَ قُرَيشٌ وَالبَراجِمُ كُلها
أَن لَيسَ فيها مَن يَقومُ مَقامي



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:38 AM
ضَرَبتُهُ بِالسَيفِ فَوقَ الهامَه
بِضَربَةٍ صارِمَةٍ هَدّامَه

فَبَكَّتَت مِن جَسمِهِ عِظامَه
وَبَيَّنَت مِن أَنفِهِ أَرغامَه

أَنا عَليٌّ صاحِبُ الصَمامَه
وَصاحِبُ الحَوضِ لَدى القِيامَه

أَخو رَسولِ اللَهِ ذي العَلامَه
قَد قالَ إِذ عَمّمني عَمامَه

أَنتَ أَخي وَمَعدَنُ الكَرامَه
وَمَن لَهُ مِن بَعديَ الإِمامَه



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:39 AM
فَمَن يَحمُدِ الدُنيا لِعَيشٍ يَسُرُّهُ
فَسَوفَ لَعَمري عَن قَليلٍ يَلومُها

إِذا أَقبلَت كانَت عَلى المَرءِ حَسرَةً
وَإِن أَدبَرَت كانَت كَثيراً هُمومُها


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:39 AM
اللَهُ أَكرَمَنا بِنَصرِ نَبيِّهِ
وَبِنا أَقامَ دَعائِمَ الإِسلامِ

وَبِنا أَعَزَّ نَبيَّهُ وَكِتابَهُ
وَأَعَزَّنا بِالنَصرِ وَالإِقدامِ

وَيَزورُنا جَبريلُ في أَبياتِنا
بِفَرائِضِ الإِسلامِ وَالأَحكامِ

فَنَكونُ أَوَّلَ مُستَحِلٍّ حِلَّهُ
وَمُحَرِّمٍ لِلّهِ كُلَّ حَرامِ

نَحنُ الخِيارُ مِنَ البَريَّةِ كُلّها
وَنِظامُها وَنِظامُ كُلُ زِمامِ

الخائِضونَ غِمارَ كُلَ كَريهَةٍ
وَالضامِنونَ حَوادِثَ الأَيامِ

وَالمُبرِمونَ قُوى الأُمورِ بِعِزَّةٍ
وَالناقِضونَ مَرائِرَ الإِبرامِ

في كُلِّ مُعتَرَكٍ تَطيرُ سُيوفُنا
فيهِ الجَماجِمُ عِن فِراخِ الهامِ

إِنّا لَنَمنَعُ مَن أَرَدنا مَنعَهُ
وَنَجودُ بِالمَعروفِ لِلمعتامِ

وَتَردُّ عاديةُ الخَميسِ سُيوفَنا
وَنُقيمُ رَأسَ الأَصيَدِ القَمقامِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:40 AM
فَما نُوَبُ الحَوادِثِ باقياتٌ
وَلا البُؤسى تَدومُ وَلا النَعيمُ

كَما يَمضي سُرورٌ وَهوَ جَمُّ
كَذَلِكَ ما يَسوؤُكَ لا يَدومُ

فَلا تَهلِك عَلى ما فاتَ وَجدَاً
وَلا تَفرِدكَ بِالأَسَفِ الهُمومُ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:40 AM
أَخٌ طاهِرُ الأَخلاقِ عَذبٌ كَأَنَّهُ
جَنا النَحلِ مَمزوجاً بِماءِ غُمامِ

يَزيدُ عَلى الأَيّامِ فَضلُ مَوَّدَةٍ
وَشِدَّةُ إِخلاصٍ وَرَعيَ ذِمامِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:40 AM
لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِراً
فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ

تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ
يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:40 AM
لا تُوَدِعِ السِرَّ إِلّا عِندَ ذي كَرَمٍ
وَالسَرُّ عِندَ كِرامِ الناسِ مُكتومُ

وَالسِرُّ عِندي في بَيتٍ لَهُ غَلَق
قَد ضاعَ مَفتاحُهُ وَالبَيتُ مَختومُ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:40 AM
كَيفيةُ المَرءِ لَيسَ المَرءُ يُدرِكُها
فَكَيفَ كَيفيةَ الجَبارِ في القِدَمِ

هُوَ الَّذي أَنشأَ الأَشياءَ مُبتَدِعاً
فَكَيفَ يُدرِكهُ مُستَحدثُ النَسَمِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:41 AM
أَتَصبِر لِلبَلوى عَزاءً وَحِسبَةً
فَتُؤجَرُ أَم تَسلو سُلوَّ البِهائِمِ

خُلِقنا رِجالاً لِلتَجَلُّدِ وَالأَسى
وَتَلكَ الغَواني لِلبُكا وَالمَآتِمِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:41 AM
أَصبَحتُ بَينَ الهُمومِ وَالهِمَم
هُمومَ عَجزٍ وَهِمَّةَ الكَرَم

طوبى لِمَن نالَ قَدرَ هِمَّتِه
أَو نالَ عِزَّ القَنوعِ بِالقَسَم


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-07-2024, 02:41 AM
أَما وَاللَهُ إِنَّ الظُلمَ شُؤمٌ
وَلا زالَ المُسيءُ هُوَ الظَلومُ

إِلى الديّانِ يَومُ الدينِ نَمضي
وَعِندَ اللَهِ تَجتَمِعُ الخُصومُ

سَتَعلَمُ في الحِسابِ إِذا الِتَقَينا
غَداً عِندَ المَليكِ مَنِ الغَشومُ

سَتَنقَطِعُ اللِذاذَةُ عَن أُناسٍ
مِن الدُنيا وَتَنقَطِع الهُمومُ

لِأَمرٍ ما تَصَرَّفَتِ اللَيالي
لِأَمرٍ ما تَحَرَّكَتِ النُجومُ

سَلِ الأَيّامَ عَن أُمَمٍ تَقَضَّت
سَتُخبِرُكَ المَعالِمُ وَالرُسومُ

تَرومُ الخُلدَ في دارِ المَنايا
فَكَم قَد رامَ مِثلَكَ ما تَرومُ

تَنامُ وَلَم تَنَم عَنكَ المَنايا
تَنبَّه لِلمَنِّيَةِ يا نُؤومُ

لَهَوتَ عَنِ الفَناءِ وَأَنتَ تَفنى
فَما شَيءٌ مِنَ الدُنيا يَدومُ

تَموتُ غَداً وَأَنتَ قَريرُ عَينٍ
مِنَ الفَضَلاتِ في لُجَحٍ تَعومُ


علي بن أبي طالب
رضي الله عنه

الحمدان
04-08-2024, 01:25 AM
ســـلامٌ مـــن صـبـا بــردى أرقُّ
ودمــعٌ لا يـكـفكف يــا دمـشـقُ

ومــعـذرة الـيـراعة والـقـوافي
جـلال الـرزء عـن وصـفٍ يـدقُّ

وذكــرى عـن خـواطرها لـقلبي
إلــيــك تـلـفـتٌ أبـــداً وخــفـقُ

وبــي مـمـا رمـتـك بــه الـليالي
جـراحات لـها فـي الـقلب عمْقُ

دخـلـتك والأصـيـل لـه ائـتلاق
ووجهك ضاحك القسمات طلق

وتـحـت جـنانك الأنـهار تـجري
ومـــــلء ربـــــاك أوراق وورق

وحــولـي فـتـيـة غـــر صــبـاح
لـهم فـي الـفضل غايات وسبق

عــلـى لـهـواتهم شـعـراء لـسـن
وفـي أعـطافهم خـطباء شـدق

رواة قـصـائدي فـاعجب لـشعر
بــكــل مـحـلـة يــرويـه خــلـق

غـمـزت إبـاءهـم حـتـى تـلظت
أنـوف الأسـد واضـطرم الـمدق

وضــج مــن الـشكيمة كـل حـر
أبـــي مـــن أمــيـة فـيـه عـتـق

لــحــاهـا الله أنــبــاء تــوالــت
عـلـى سـمـع الـولـي بـمـا يـشق

يـفـصـلها إلـــى الـدنـيـا بــريـد
ويـجـمـلها إلـــى الآفــاق بــرق

تـكـاد لـروعـة الأحــداث فـيـها
تـخال من الخرافة وهي صدق

وقـيـل مـعـالم الـتـاريخ دكــت
وقــيـل أصـابـها تـلـف وحــرق

ألـسـت دمـشـق لـلإسلام ظـئرا
ومــرضــعـة الأبــــوة لا تــعــق

صـلاح الـدين تـاجك لم يجمل
ولــم يـوسـم بـأزين مـنه فـرق

وكل حضارة في الأرض طالت
لـهـا مـن سـرحك الـعلوي عـرق

سماؤك من حلى الماضي كتاب
وأرضـك مـن حـلى التاريخ رق

بـنـيت الـدولـة الـكـبرى ومـلكا
غـــبــار حـضـارتـيـه لا يــشــق

لـــه بـالـشـام أعـــلام وعــرس
بــشــائــره بــأنــدلـس تـــــدق

ربـاع الـخلد ويـحك مـا دهـاها
أحــــق أنــهــا درســـت أحـــق

وهـل غـرف الـجنان مـنضدات
وهــل لـنـعيمهن كـأمـس نـسق

وأيـن دمى المقاصر من حجال
مــهــتـكـة وأســـتـــار تـــشــق

بـرزن وفـي نـواحي الأيـك نـار
وخــلـف الأيـــك أفــراخ تــزق

إذا رمــن الـسـلامة مـن طـريق
أتــت مــن دونـه لـلموت طـرق

بــلــيـل لــلـقـذائـف والـمـنـايـا
وراء سـمـائـه خـطـف وصـعـق

إذا عـصف الـحديد احـمر أفـق
عــلـى جـنـبـاته واســـود أفــق

سـلي مـن راع غـيدك بعد وهن
أبــيـن فــؤاده والـصـخر فــرق

ولـلـمـسـتـعمرين وإن ألانـــــوا
قــلــوب كـالـحـجـارة لا تــــرق

رمــاك بـطـيشه ورمــى فـرنسا
أخــو حـرب بـه صـلف وحـمق

إذامــــا جـــاءه طـــلاب حـــق
يـقول عـصابة خـرجوا وشـقوا

دم الـــثــوار تــعـرفـه فــرنـسـا
وتــعــلـم أنــــه نــــور وحــــق

جــرى فــي أرضـها فـيه حـياة
كـمـنـهـل الـسـمـاء وفــيـه رزق

بــــلاد مـــات فـتـيـتها لـتـحـيا
وزالـــوا دون قـومـهـم لـيـبقوا

وحـررت الـشعوب عـلى قـناها
فـكـيـف عـلـى قـنـاها تـسـترق

بـني سـورية اطـرحوا الأمـاني
وألـقـوا عـنـكم الأحــلام ألـقـوا

فـمن خـدع الـسياسة أن تغروا
بــألـقـاب الإمــــارة وهـــي رق

وكــم صـيد بـدا لـك مـن ذلـيل
كـما مـالت مـن الـمصلوب عنق

فـتوق الـملك تحدث ثم تمضي
ولا يـمـضـي لـمـخـتلفين فـتـق

نـصحت ونـحن مختلفون دارا
ولـكـن كـلـنا فــي الـهـم شــرق

ويـجـمـعنا إذا اخـتـلـفت بــلاد
بــيـان غــيـر مـخـتلف ونـطـق

وقـفـتم بـيـن مــوت أو حـيـاة
فـإن رمـتم نعيم الدهر فاشقوا

ولــلأوطـان فــي دم كــل حــر
يد سـلـفت وديــن مـسـتحق

ومــن يـسقى ويـشرب بـالمنايا
إذا الأحـرار لـم يـسقوا ويسقوا

ولا يـبـني الـمـمالك كـالـضحايا
ولا يـدنـي الـحـقوق ولا يـحـق

فــفـي الـقـتلى لأجـيـال حـيـاة
وفـي الأسـرى فـدى لهم وعتق

ولــلـحـريـة الــحــمـراء بــــاب
بــكــل يــــد مــضـرجـة يـــدق

جـزاكم ذو الـجلال بني دمشق
وعـــز الــشـرق أولـــه دمـشـق

نـصـرتم يــوم مـحـنته أخـاكـم
وكـــل أخ بـنـصـر أخـيـه حــق

ومــا كــان الــدروز قـبـيل شـر
وإن أخــذوا بـما لـم يـستحقوا

ولــكــن ذادة وقــــراة ضــيـف
كـينبوع الـصفا خـشنوا ورقـوا

لــهـم جـبـل أشــم لــه شـعـاف
موارد في السحاب الجون بلق

لــكــل لــبــوءة ولــكــل شــبـل
نــضــال دون غـايـتـه ورشـــق

كــأن مـن الـسموأل فـيه شـيئا
فــكـل جـهـاتـه شــرف وخـلـق



احمد شوقي
أمير الشعراء

الحمدان
04-08-2024, 02:46 AM
عندما قرر المنصور قتل أبي مسلم الخراساني
كتب إليه عيسى بن علي
يدعوه للتريث:
إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا تدبّرٍ
فإنّ فساد الرأي أن تتعجلا

فردّ عليه المنصور :

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ
فإن فسـاد الرأي أن تتـرددا

ولا تمهل الأعــداء يوما بقدرة
وبادرهُمُ أنْ يملكوا مثلها غدا

الحمدان
04-09-2024, 02:43 AM
أَلا كَيفَ البَقاءُ لِباهِلِيٍّ
هَوى بَينَ الفَرَزدَقِ وَالجَحيمِ

أَلَستَ أَصَمَّ أَبكَمَ باهِلِيّاً
مَسيلَ قَرارَةِ الحَسَبِ اللَئيمِ

أَلَستَ إِذا نُسِبتَ لِباهِلِيٍّ
لَأَلأَمَ مَن تَرَكَّضَ في المَشيمِ

وَهَل يُنجي اِبنَ نَخبَةَ حينَ يَعوي
تَناوُلُ ذي السِلاحِ مِنَ النُجومِ

أَلَم نَترُك هَوازِنَ حَيثُ هَبَّت
عَلَيهِم ريحُنا مِثلَ الهَشيمِ

عَشِيَّةَ لا قُتَيبَةَ مِن نِزارٍ
إِلى عَدَدٍ وَلا نَسَبٍ كَريمِ

عَشِيَّةَ زَيَّلَت عَنهُ المَنايا
دِماءَ المُلزَقينَ مِنَ الصَميمِ

فَمَن يَكُ تارِكاً ما كانَ شَيئاً
فَإِنّي لا أُضيعُ بَني تَميمِ

أَنا الحامي المُضَمَّنُ كُلَّ أَمرٍ
جَنَوهُ مِنَ الحَديثِ مَعَ القَديمِ

فَإِنّي قَد ضَمِنتُ عَلى المَنايا
نَوائِبَ كُلِّ ذي حَدَثٍ عَظيمِ

وَقَد عَلِمَت مَعَدُّ الفَضلِ أَنّا
ذَوُو الحَسَبِ المَكَمَّلِ وَالحُلومِ

وَأَنَّ رِماحَنا تَأبى وَتَحمى
عَلى ما بَينَ عالِيَةٍ وَرومِ

حَلَفتُ بِشُحَّبِ الأَجسامِ شُعثٍ
قِيامٍ بَينَ زَمزَمَ وَالحَطيمِ

لَقَد رَكِبَت هَوازِنُ مِن هِجائي
عَلى حَدباءَ يابِسَةِ العُقومِ


الفرزدق

الحمدان
04-09-2024, 02:43 AM
نُصِرنا يَومَ لاقَونا عَلَيهِم
بِريحٍ في مَساكِنِهِم عَقيمِ

وَهَل يَسطيعُ أَبكَمُ باهِلِيٌّ
زِحامَ الهادِياتِ مِنَ القُرومِ

فَلا يَأتي المَساجِدَ باهِلِيٌّ
وَكَيفَ صَلاةِ مَرجوسٍ رَجيمِ


الفرزدق

الحمدان
04-09-2024, 02:44 AM
أَبلِغ زِياداً إِذا لاقَيتَ جيفَتَهُ
أَنَّ الحَمامَةَ قَد طارَت مِنَ الحَرَمِ

طارَت فَما زالَ يَنميها قَوادِمُها
حَتّى اِستَغاثَت إِلى الصَحراءِ وَالأَجَمِ



الفرزدق

الحمدان
04-09-2024, 02:44 AM
يا أُختَ ناجِبَةَ اِبنِ سامَةَ إِنَّني
أَخشى عَلَيكِ بَنِيَّ إِن طَلَبوا دَمي

لَن يَقبَلوا دِيَةً وَلَيسوا أَو يَرَوا
مِنّي الوَفاءَ وَلَن يَرَوهُ بِنُوَّمِ

فَالمَوتُ أَروَحُ مِن حَياةٍ هاكَذا
إِن أَنتِ مِنكِ بِنائِلٍ لَم تُنعِمي

هَل أَنتِ راجِعَةٌ وَأَنتِ صَحيحَةٌ
لِبَنِيَّ شِلوَ أَبيهِمِ المُتَقَسَّمِ

وَلَقَد ضَنيتُ مِنَ النِساءِ وَلا أَرى
كَضَناً بِنَفسي مِنكِ أُمَّ الهَيثَمِ

كَيفَ السَلامَةُ بَعدَما تَيَّمتِني
وَتَرَكتِ قَلبي مِثلَ قَلبِ الأَيهَمِ

قَطَّعتِ نَفسي ما تَجيءُ سَريحَةً
وَتَرَكتِني دَنِفاً عُراقَ الأَعظُمِ

وَلَقَد رَمَيتِ إِلَيَّ رَميَةَ قاتِلٍ
مِن مُقلَتَيكِ وَعارِضَيكِ بِأَسهُمِ

فَأَصَبتِ مِن كَبِدي حُشاشَةَ عاشِقٍ
وَقَتَلتِني بِسِلاحِ مَن لَم يُكلَمِ

فَإِذا حَلَفتِ هُناكَ أَنَّكِ مِن دَمي
لَبَريئَةٌ فَتَحَلَّلي لا تَأثَمي

وَلَئِن حَلَفتُ عَلى يَدَيكِ لَأَحلِفَن
بِيَمينِ أَصدَقِ مِن يَمينِكِ مُقسِمِ

بِاللَهِ رَبِّ الرافِعينَ أَكُفَّهُم
بَينَ الحَطيمِ وَبَينَ حَوضَي زَمزَمِ

فَلَأَنتِ مِن خَلَلِ الحِجالِ قَتَلتِني
إِذ نَحنُ بِالحَدَقِ الذَوارِفِ نَرتَمي

إِذ أَنتِ مُقبِلَةٌ بِعَينَي جُؤذَرٍ
وَبِجيدِ أُمِّ أَغَنَّ لَيسَ بِتَوأَمِ



الفرزدق

الحمدان
04-09-2024, 02:44 AM
إِذ نَحنُ نُخبِرُ بِالحَواجِبِ بَينَنا
ما في النُفوسِ وَنَحنُ لَم نَتَكَلَّمِ

وَلَقَد رَأَيتُكِ في المَنامِ ضَجيعَتي
وَلَثَمتُ مِن شَفَتَيكِ أَطيَبَ مَلثَمِ

وَغَدٌ وَبَعدَ غَدٍ كِلا يَومَيهِما
يُبدي لَكِ الخَبَرَ الَّذي لَم تَعلَمي

وَالخَيلُ تَعلَمُ أَنَّنا فُرسانُها
وَالعاطِفونَ بِها وَراءَ المُسلَمِ

أَسلابُ يَومِ قُراقِرٍ كانَت لَنا
تُهدى وَكُلُّ تُراثِ أَبيَضَ خِضرِمِ

تَطَأُ الكُماةَ بِنا وَهُنَّ عَوابِسٌ
وَطءَ الحِصادِ وَهُنَّ لَسنَ بِصُيَّمِ

نَعصي إِذا كَسَرَ الطِعانُ رِماحَنا
في المُعلَمينَ بِكُلِّ أَبيَضَ مِخذَمِ

وَإِذا الحَديدُ عَلى الحَديدِ لَبِسنَهُ
أَخرَجنَ نائِمَةَ الفِراخِ الجُثَّمِ


الفرزدق

الحمدان
04-09-2024, 02:45 AM
أَفاطِمَ لا أَنسى نُعاسٌ وَلا سُرىً
عَقابيلَ يَلقانا مِراراً غَرامُها

لِعَينَيكِ وَالثَغرُ الَّذي خِلتُ أَنَّهُ
تَحَدَّرَ مِن غَرّاءَ بيضٍ غَمامُها

وَذَكَّرَنيها أَن سَمِعتُ حَمامَةً
بَكَت فَبَكى فَوقَ الغُصونِ حَمامُها

نَؤومٌ عَنِ الفَحشاءِ لا تَنطِقُ الخَنا
قَليلٌ سِوى تَخبيلِها القَومَ ذامُها

أَفاطِمَ ما يُدريكِ ما في جَوانِحي
مِنَ الوَجدِ وَالعَينِ الكَثيرِ سِجامُها

فَلَو بِعتِني نَفسي الَّتي قَد تَرَكتِها
تَساقَطُ تَترى لَاِفتَداها سَوامُها

لَأَعطَيتُ مِنها ما اِحتَكَمتِ وَمِثلَهُ
وَلَو كانَ مِلءَ الأَرضِ يُحدى اِحتِكامُها

فَهَل لَكِ في نَفسي فَتَقتَحِمي بِها
عِقاباً تَدَلّى لِلحَياةِ اِقتِحامُها

لَقَد ضَرَبَت لَو أَنَّهُ كانَ مُبقِياً
حَياةً عَلى أَشلاءِ قَلبي سِهامُها

قَدِ اِقتَسَمَت عَيناكِ يَومَ لَقيتِنا
حُشاشَةَ نَفسٍ ما يَحِلُّ اِقتِسامُها

فَكَيفَ بِمَن عَيناهُ في مُقلَتَيهِما
شِفاءٌ لِنَفسٍ فيهِما وَسَقامُها

إِذا هي نَأَت عَنّي حَنَنتُ وَإِن دَنَت
فَأَبعَدُ مِن بيضِ الأُنوقِ كَلامُها

وَتَمنَعُ عَيني وَهيَ يَقظى شِفاءَها
وَيُبذَلُ لي عِندَ المَنامِ حَرامُها

وَكائِن مَنَعتُ القَومَ مِن نَومِ لَيلَةٍ
وَقَد مَيَّلَت أَعناقَهُم لا أَنامُها


الفرزدق

الحمدان
04-09-2024, 02:45 AM
لَأَدنُوَ مِن أَرضٍ لِأَرضِكِ إِن دَنَت
بِها بيدُها مُوصولَةٌ وَإِكامُها

أَفاطِمَ ما مِن عاشِقٍ هُوَ مَيِّتٌ
مِنَ الناسِ إِن لَم يُردِ نَفسي حُسامُها

وَلَجتِ بِعَينَيكِ الصَيودَينِ مَولِجاً
مِنَ النَفسِ إِن لَم يوقِ نَفسي حِمامُها

لَقَد دَلَّهَتني عَن صَلاتي وَإِنَّهُ
لَيَدعو إِلى الخَيرِ الكَثيرِ إِمامُها

أَيَحيا مَريضٌ بَعدَما مُيِّتَت لَهُ
سَوادُ الَّتي تَحتَ الفُؤادِ قِيامُها

أَيُقتَلُ مَخضوبُ البَنانِ مُبَرقَعٌ
بِمَيتٍ خُفاتاً لَم تُصِبهُ كِلامُها

فَهَل أَنتِ إِلّا نَخلَةٌ غَيرَ أَنَّني
أَراها لِغَيري ظِلُّها وَصِرامُها

وَما زادَني نَأيٌ سُلُوّاً وَلا قِرىً
مِنَ الشامِ قَد كادَت يَبورُ أَنامُها

إِذا حُرِّقَت مِنهُم قُلوبٌ وَنُفِّذَت
مِنَ القَومِ أَكبادٌ أُصيبَ اِنتِظامُها

كَما نُحِرَت يَومُ الأَضاحي بِبَلدَةٍ
مِنَ الهَديِ خَرَّت لِلجَنوبِ قِيامُها

أَلا لَيتَ شِعري هَل تَغَيَّرَ بَعدَنا
أُدَيعاصُ أَنقاءِ الحِمى وَسَنامُها

كَأَن لَم تُرَفِّع بِالأُكَيمَةِ خَيمَةً
عَلَيها نَهاراً بِالقُنِيِّ ثُمامُها

أَقامَت بِها شَهرَينِ حَتّى إِذا جَرى
عَلَيهِنَّ مِن سافي الرِياحِ هَيامُها

أَتاهُنَّ طَرّادونَ كُلَّ طُوالَةٍ
عَلَيها مِنَ النَيِّ المُذابُ لِحامُها

عَلَيهِنَّ راحولاتُ كُلِّ قَطيفَةٍ
مِنَ الخَزِّ أَو مِن قَيصَرانِ عِلامُها

إِلَيكَ أَقَمنا الحامِلاتِ رِحالَنا
وَمُضمَرَ حاجاتٍ إِلَيكَ اِنصِرامُها



الفرزدق

الحمدان
04-09-2024, 02:46 AM
فَرَعنَ وَفَرَّغنَ الهُمومَ الَّتي سَمَت
إِلَيكَ بِنا لَمّا أَتاكَ سَمامُها

وَكائِن أَنَخنا مِن ذِراعَي شِمِلَّةٍ
إِلَيكَ وَقَد كَلَّت وَكَلَّ بَغامُها

وَقَد دَأَبَت عِشرينَ يَوماً وَلَيلَةً
يُشَدُّ بِرِسغَيها إِلَيكَ خِدامُها

وَلا يُدرِكُ الحاجاتِ بَعدَ ذَهابِها
مِنَ العيسِ بِالرُكبانِ إِلّا نَعامُها

لَعَمري لَئِن لاقَت هِشاماً لَطالَ ما
تَمَنَّت هِشاماً أَن يَكونَ اِستِقامُها

إِلَيهِ وَلَو كانَ المُنَهَّتُ دونَهُ
وَمِن عَرضِ أَجبالٍ عَلَيها قَتامِها

وَقَومٍ يَعَضّونَ الأَكُفَّ صُدورُهُم
عَلَيَّ وَغارى غَيرُ مُرضىً رِغامُها

نَمَتكَ مَنافٌ ذِروَتاها إِلى العُلى
وَمِن آلِ مَخزومٍ نَماكَ عِظامُها

أَلَيسَ اِمرُؤٌ مَروانُ أَدنى جُدودَهُ
لَهُ مِن بَطاحِيِّ لُؤَيٍّ كِرامُها

أَحَقَّ بَني حَوّاءَ أَن يُدرِكَ الَّتي
عَلَيهِم لَهُ لا يُستَطاعُ مَرامُها

أَبَت لِهِشامٍ عادَةٌ يَستَعيدُها
وَكَفُّ جَوادٍ لا يُسَدُّ اِنثِلامُها

كَما اِنثَلَمَت مِن غَمرِ أَكدَرَ مُفعَمٍ
فُراتِيَّةٌ يَعلو الصَراةَ اِلتِطامُها

هِشامٌ فَتى الناسِ الَّذي تَنتَهي المُنى
إِلَيهِ وَإِن كانَت رِغاباً جِسامُها

وَإِنّا لَنَستَحيِيكَ مِمَّن وَراءَنا
مِنَ الجَهدِ وَالآرامُ تُبلى سِلامُها

فَدونَكَ دَلوي إِنَّها حينَ تَستَقي
بِفَرغٍ شَديدٍ لِلدِلاءِ اِقتِحامُها

وَقَد كانَ مِتراعاً لَها وَهيَ في يَدي
أَبوكَ إِذا الأَورادُ طالَ أَوامُها



الفرزدق

الحمدان
04-09-2024, 02:46 AM
وَإِنَّ تَميماً مِنكَ حَيثُ تَوَجَّهَت
عَلى السِلمِ أَو سَلِّ السُيوفِ خِصامُها

هُمُ الإِخوَةُ الأَدنَونَ وَالكاهِلُ الَّذي
بِهِ مُضَرٌ عِندَ الكِظاظِ اِزدِحامُها

هِشامٌ خِيارُ اللَهِ لِلناسِ وَالَّذي
بِهِ يَنجَلي عَن كُلِّ أَرضٍ ظَلامُها

وَأَنتَ لِهَذا الناسِ بَعدَ نَبِيِّهِم
سَماءٌ يُرَجّى لِلمُحولِ غَمامُها

وَأَنتَ الَّذي تَلوي الجُنودُ رُؤوسَها
إِلَيكَ وَلِلأَيتامِ أَنتَ طَعامُها

إِلَيكَ اِنتَهى الحاجاتُ وَاِنقَطَعَ المُنى
وَمَعروفُها في راحَتَيكَ تَمامُها



الفرزدق

الحمدان
04-09-2024, 02:46 AM
تَذَكَّرتُ أَينَ الجابِرونَ قَناتَنا
فَقُلتُ بَني عَمّي أَبانَ اِبنِ دارِمِ

رَمَوا لِيَ رَحلي إِذ أَنَختُ إِلَيهِمُ
بِعُجمِ الأَوابي وَاللِقاحِ الرَوائِمِ

لَهُم عَدَدٌ في قَومِهِم شافِعُ الحَصى
وَدَثرٌ مِنَ الأَنعامِ غَيرُ الأَصارِمِ

تَجاوَزتُ أَقواماً إِلَيكُم وَإِنَّهُم
لَيَدعونَني فَاِختَرتُكُم لِلعَظائِمِ

وَكُنتُم أُناساً كانَ يُشفى بِمالِكُم
وَأَحلامِكُم صَدعُ الثَأى المُتَفاقِمِ

وَإِنَّ مُناخي فيكُمُ سَوفَ يَلتَقي
بِهِ الرَكبُ مِن نَجدٍ وَأَهلُ المَواسِمِ

وَأَينَ مُناخي بَعدَكُم إِن نَبَوتُمُ
عَلَيَّ وَهَل تَنبو صُدورُ الصَوارِم



الفرزدق

الحمدان
04-09-2024, 02:46 AM
حَسِبتَ قِذافي بَعدَ عامٍ وَلَم يَكُن
قِذافي زَماناً ما يُرَوَّحُ سائِمُه

سَتَعلَمُ يا حَيضَ المَراغَةِ أَيُّنا
لَهُ حينَ يَدعو مِن تَميمٍ قَماقِمُه

أَلَم تَعوِ عَن قَيسِ اِبنِ عَيلانَ باسِطاً
إِلَيهِم يَدَي مُستَطعِمٍ لا تُطاعِمُه

بِأَعراضِ قَومٍ خِندِفِيِّينَ مِنهُمُ
لُؤَيُّ اِبنُ فِهرٍ وَالسُعودُ وَدارِمُه

أَرى كُلَّ جانٍ مِن تَميمٍ إِذا جَنى
لَهُم حَدَثاً كانَت عَلَيَّ جَرائِمُه

وَقَد عَلِمَ الجانونَ أَنَّ اِبنَ غالِبٍ
لِكُلِّ دَمٍ قالوا هَرَقناهُ غارِمُه

وَلَمّا دَعا الداعونَ أَينَ اِبنُ غالِبٍ
لِصَدعِ ثَأىً يُخشى لَهُم مُتَفاقِمُه

دَعَوا غالِباً عِندَ الحَمالَةِ وَالقِرى
وَأَينَ اِبنُهُ الشافي تَميماً نَقايِمُه


الفرزدق

الحمدان
04-09-2024, 02:47 AM
سَرى لَكَ طَيفٌ مِن سُلَيمَةَ بَعدَما
هَدا ساهِرُ السُمّارِ لَيلاً فَأَعتَما

أَلَمَّ بِحَسرى بَينَ حَسرى تَوَسَّدوا
مَذارِعَ أَنضاءٍ تَجافَينَ سُهَّما

فَبِتنا كَأَنَّ العَنبَرَ البَحتَ بَينَنا
وَبالَةَ تَجرٍ فارُها قَد تَخَرَّما




الفرزدق

الحمدان
04-09-2024, 02:47 AM
إِنَّ الَّذينَ اِستَحَلّوا كُلَّ فاحِشَةٍ
مِنَ المَحارِمِ بَعدَ النَقضِ لِلذِمَمِ

قَومٍ أَتَوا مِن سَجِستانٍ عَلى عَجَلٍ
مُنافِقونَ بِلا حِلٍّ وَلا حَرَمِ

ما كانَ فيهِم وَقَد هُمَّت أُمورُهُمُ
مَن يُستَجارُ عَلى الإِسلامِ وَالحُرَمِ

يَستَفتِحونَ بِمَن لَم تَسمُ سورَتُهُ
بَينَ الطَوالِعِ بِالأَيدي إِلى الكَرَمِ



الفرزدق

الحمدان
04-09-2024, 02:48 AM
الحَمدُ لِلَّهِ عَلى ما نَرى
كُلُّ مَنِ احتيجَ إِلَيهِ زَها

يا أَيُّها المُبتَكِرُ الرائِحُ الـ
ـمُشتَغِلُ القَلبِ الطَويلُ العَنا

نِعمَ الفِراشُ الأَرضُ فَاقنَع بِهِ
وَكُن عَنِ الشَرِّ قَصيرَ الخُطا

ما أَكرَمَ الصَبرَ وَما أَحسَنَ الـ
ـصِدقَ وَما أَزيَنَهُ بِالفَتى

الخُرقُ شُؤمٌ وَالتُقى جُنَّةٌ
وَالرِفقُ يُمنٌ وَالقُنوعُ الغِنى

نافِس إِذا نافَستَ في حِكمَةٍ
آخِ إِذا آخَيتَ أَهلُ التُقى

ما خَيرُ مَن لايُرتَجى نَفعُهُ
يَوماً وَلا يُؤمَنُ مِنهُ الأَذى

وَاللَهُ لِلناسِ بِأَعمالِهِم
وَكُلُّ ناوٍ فَلَهُ ما نَوى

وَطالِبَ الدُنيا المُسامي بِها
في فاقَةٍ لَيسَ لَها مُنتَهى



ابو العتاهية

الحمدان
04-09-2024, 02:58 AM
كُنّا نَغارُ عَلى العَواتِقِ أَن تَرى
بِالأَمسِ خارِجَةً عَنِ الأَوطانِ

فَخَرَجنَ حينَ ثَوى كُلَيبٌ حُسَّراً
مُستَيقِناتٍ بَعدَهُ بِهَوانِ

فَتَرى الكَواعِبَ كَالظِباءِ عَواطِلاً
إِذ حانَ مَصرَعُهُ مِنَ الأَكفانِ

يَخمِشنَ مِن أَدَمِ الوُجوهِ حَواسِراً
مِن بَعدِهِ وَيَعِدنَ بِالأَزمانِ

مُتَسَلِّباتٍ نُكدَهُنَّ وَقَد وَرى
أَجوافَهُنَّ بِحُرقَةٍ وَرَواني

وَيَقُلنَ مَن لِلمُستَضيقِ إِذا دَعا
أَم مَن لِخَضبِ عَوالي المُرّانِ

أَم لِاِتِّسارٍ بِالجزورِ إِذا غَدا
ريحٌ يُقَطِّعُ مَعقِدَ الأَشطانِ

أَم مَن لِاِسباقِ الدِياتِ وَجَمعِها
وَلِفادِحاتِ نَوائِبِ الحِدثانِ

كانَ الذَحيرَةَ لِلزَّمانِ فَقَد أَتى
فَقدانُهُ وَأَخَلَّ رُكنَ مَكاني

يا لَهفَ نَفسي مِن زَمانٍ فاجِعٍ
أَلقى عَلَيَّ بِكَلكَلٍ وَجِرانِ

بِمُصيبَةٍ لا تُستَقالُ جَليلَةٍ
غَلَبَت عَزاءَ القَومِ وَالنِسوانِ

هَدَّت حُصوناً كُنَّ قَبلُ مَلاوِذاً
لِذَوي الكُهولِ مَعاً وَلِلشُّبانِ

أَضحَت وَأَضحى سورُها مِن بَعدِهِ
مُتَهَدِّمَ الأَركانِ وَالبُنيانِ

فَاِبكينَ سَيِّدَ قَومِهِ وَاِندُبنَهُ
شُدَّت عَلَيهِ قَباطِيَ الأَكفانِ

وَاِبكينَ للأَيتامِ لَمّا أَقحَطوا
وَاِبكينَ عِندَ تَخاذُلِ الجيرانِ

وَاِبكينَ مَصرَعَ جيدِهِ مُتَزَمِّلاً
بِدِمائِهِ فَلَذاكَ ما أَبكاني

فَلَأَترُكَنَّ بِهِ قَبائِلَ تَغلِبٍ
قَتلى بِكُلِّ قَرارَةٍ وَمَكانِ

قَتلى تُعاوِرَها النُسورُ أَكُفَّها
يَنهَشنَها وَحَواجِلُ الغُربانِ


الزير سالم

الحمدان
04-09-2024, 02:59 AM
لَو كانَ ناهٍ لِاِبنِ حَيَّةَ زاجِراً
لَنَهاهُ ذا عَن وَقعَةِ السُلانِ

يَومٌ لَنا كانَت رِئاسَةٌ أَهلِهِ
دونَ القَبائِلِ مِن بَني عَدنانِ

غَضِبَت مَعَدٌّ غَثُّها وَسَمينُها
فيهِ مُمالاةً عَلى غَسّانِ

فَأَزالَهُم عَنّا كُلَيبُ بِطَعنَةٍ
في عَمرِ بابِلَ مِن بَني قَحطانِ

وَلَقَد مَضى عَنها اِبنُ حَيَّةَ مُدبِراً
تَحتَ العَجاجَةِ وَالحُتوفُ دَوانِ

لَمّا رَآنا بِالكُلابِ كَأَنَّنا
أُسدٌ مَلاوِثَةٌ عَلى خَفّانِ

تَرَكَ الَّتي سَحَبَت عَلَيهِ ذُيولَها
تَحتَ العَجاجِ بِذِلَّةٍ وَهَوانِ

وَنَجا بَمُهجَتِهِ وَأَسلَمَ قَومَهُ
مُتَسَربِلينَ رَواعِفَ المُرّانِ

يَمشونَ في حَلَقِ الحَديدِ كَأَنَّهُم
جُربُ الجِمالِ طُلينَ بِالقَطِرانِ

نِعمَ الفَوارِسُ لا فَوارِسُ مَذحِجٍ
يَومَ الهِياجِ وَلا بَنو هَمدانِ

هَزَموا العِداةَ بِكُلِّ أَسمَرَ مارِنٍ
وَمُهَنَّدٍ مِنلِ الغَديرِ يَماني


الزير