مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
09-02-2024, 03:53 PM
تَعَجَّبُ حُبّي مِن أَسيرٍ مُكَبَّلٍ
صَليبِ العَصا باقٍ عَلى الرَسَفانِ
فَلا تَعجَبي مِنّي حَليلَةَ مالِكٍ
كَذَلِكَ يأَتي الدَهرُ بِالحَدَثانِ
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:54 PM
وَكُن مَعقِلاً لِلحِلمِ واصفَح عَن الخَنى
فإِنَّكَ راءٍ ما حَييتَ وَسامِعُ
وأَحبِب إِذا أَحبَبتَ حُبّاً مُقارِباً
فإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ نازِعُ
وأَبغَض إِذا أَبغَضتَ بَغضاً مُقارِباً
فإِنَكَ لا تَدري مَتى أَنتَ راجِعُ
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:54 PM
حَلَفتُ لَها بِالمَشعَرَينِ وَزَمزَمٍ
وَذو العَرشِ فَوقَ المُقسِمينَ رَقيبُ
لَئِن كانَ بَردُ الماءِ حَرّانَ صادِياً
إِلَيَّ حَبيباً إِنَّها لَحَبيبُ
قيس بن ذريح
الحمدان
09-02-2024, 03:54 PM
وَما سَجَعَت وَرقاءُ تَهتُفُ بِالضُحى
تُصَعِّدُ في أَفنانِها وَتُصَوِّبُ
وَما أَمطَرَت يَوماً بِنَجدٍ سَحابَةٌ
وَما اِخضَرَّ بِالأَجراعِ طَلحٌ وَتَنضُبُ
وَقالَ أُناسٌ وَالظُنونُ كَثيرَةٌ
وَأَعلَمُ شَيءٍ بِالهَوى مَن يُجَرِّبُ
أَلا إِنَّ في اليَأسِ المُفَرِّقُ راحَةً
سَيُسليكَ عَمَّن نَفعُهُ عَنكَ يَعزُبُ
فَكُلُّ الَّذي قالوا بَلَوتُ فَلَم أَجِد
لِذي الشَجوِ أَشفى مِن هَوى حينَ يَقرُبُ
عَلَيها سَلامُ اللَهِ ما هَبَّتِ الصَبا
وَما لاحَ وَهنا في دُجى اللَيلِ كَوكَبُ
فَلَستُ بِمُبتاعٍ وِصالاً بِوَصلِها
وَلَستُ بِمُفشٍ سِرَّها حينَ أَغضَبُ
قيس بن ذريح
الحمدان
09-02-2024, 03:54 PM
أَضَوءُ سَنا بَرقٍ بَدا لَكَ لَمعُهُ
بِذي الأَثلِ مِن أَجراعِ بيشَةَ تَرقَبُ
نَعَم إِنَّني صَبٌّ هُناكَ مُوَكَّلٌ
بِمَن لَيسَ يُدنيني وَلا يَتَقَرَّبُ
وَمَن أَشتَكي مِنهُ الجَفاءُ وَحُبُّهُ
طَرائِفُ كانَت زَوَّ مَن يَتَحَبَّبُ
عَفا اللَهُ عَن أُمِّ الوَليدِ أَما تَرى
مَساقِطَ حُبّي كَيفَ بي تَتَلَعَّبُ
فَتَأوى لِمَن كادَت تَفيظُ حَياتُهُ
غَداةَ سَمَت نَحوي سَوائِرَ تَنعَبُ
وَمِن سَقَمي مِن نِيَّةِ الحِبِّ كُلَّما
أَتى راكِبٌ مِن نَحوِ أَرضَكِ يَضرِبُ
مَرِضتُ فَجاؤوا بِالمُعالِجِ وَالرُقى
وَقالوا بَصيرٌ بِالدَوَا مُتَطَبِّبُ
أَتاني فَداواني وَطالَ اِختِلافُهُ
إِلَيَّ فَأَعياهُ الرُقى وَالتَطَبُّبُ
وَلَم يُغنِ عَنّي ما يُعَقِّدُ طائِلاً
وَلا ما يُمَنّيني الطَبيبُ المُجَرِّبُ
وَلا نُشُراتٌ باتَ يَغسِلُني بِها
إِذا ما بَدا لي الكَوكَبُ المُتَصَوِّبُ
وَبانوا وَقَد زالَت بِلُبناكَ جَسرَةٌ
سَبوحٌ وَمَوّارُ المَلاطَينِ أَصهَبُ
تَظُنُّ مِنَ الظَنِّ المُكَذَّبِ أَنَّهُ
وَراكِبُهُ دارا بِمَكَّةَ يَطلِبُ
فَلا وَالَّذي مَسَّحتُ أَركانَ بَيتِهِ
أَطوفُ بِهِ فيمَن يَطوفُ وَيَحصِبُ
نَسيتُكَ ما أَرسى ثَبيرٌ مَكانَهُ
وَما دامَ جارا لِلحَجونِ المُحَصَّبُ
قيس بن ذريح
الحمدان
09-02-2024, 03:55 PM
إِذا نِلتَ الإِمارَةَ فَاِسمُ فيها
إِلى العَلياءِ بِالحَسَبِ الوَثيقِ
فَكُلُّ إِمارَةٍ إِلّا قَليلاً
مُغيرَةُ الصَديقِ عَلى الصَديقِ
وَلا تَكُ عَندَها حُلواً فَتُحسي
وَلا مُرّاً فَتَنشَبَ في الحلوقِ
وَكُنتُ إِذا الصَديقُ أَرادَ غَيظي
وَأَشرَقَني عَلى حَنَقٍ بِريقي
غَفَرتُ ذُنوبَهُ وَصَفَحتُ عَنهُ
مَخافَةَ أَن أَعيشَ بِلا صَديقِ
ابو زبيد
الحمدان
09-02-2024, 03:55 PM
إِذا جُعِلَ المَرءُ الَّذي كانَ حازِماً
يُحَلُّ بِهِ حَلَّ الحُوارِ وَيُحمَلُ
فَلَيسَ لَهُ في العيشَ خَيرٌ يُريدُهُ
وَتَكفينه مَيتاً أَعَفُّ وَأَجمَلُ
أَتاني رَسولُ المَوتِ يا مَرحَباً بِهِ
وَيا حَبَّذا هُو مُرسَلاً حينَ يُرسَلُ
ابو زبيد
الحمدان
09-02-2024, 03:55 PM
إِنَّ عَليّاً سادَ بِالتَكَرُّمِ
وَالحِلمِ عِندَ غايَةِ التَحَلُّمِ
هَداهُ رَبّي لِلصِراطِ الأَقوَمِ
بِأَخذِهِ الحِلَّ وَتَركِ المَحرَمِ
كَاللَيثِ عِندَ اللَبُواتِ الضَيغَمِ
يُرضِعنَ أَشبالاً وَلَمّا تُفطَمِ
فَهوَ يَحامي غَيرَةً وَيَحتَمي
عَبلُ الذِراعَينِ كَريه شَدقَمِ
مُجَوَّفُ الجَوفِ نَبيلُ المَحزَمِ
نَهدٌ كَعادِيِّ البِناءِ المُبهَمِ
يَزدَجِرُ الوَحيُ بِصَوتٍ أَعجَمِ
تَسمَعُ بَعدَ الزَبرِ وَالتَقَحُّمِ
مِنهُ إِذا حَشَّ لَهُ ترَمرم
مُندَلِقُ الوَقعِ جَرِيُّ المُقدَمِ
لَيثُ اللُيوثِ في الصِدامِ مِصدَمِ
وَكَهَمسِ اللَيلِ مِصَكّ مِلدَمِ
عُفروسِ آجامٍ عُقارِ الأَقدَمِ
كَرَوَّسِ الذَفرِي أَغَمّ مكدم
ذو جَبهَةٍ غَرّاً وَأَنفٍ أَختَمِ
يُكنى مِنَ البَأسِ أبا مُحَطِّمِ
قَسورَة عَبسٍ صَفِيِّ شَجعَمِ
صمَّ صَمات مُصَلخَدٍ صَلدَمِ
مُصَمَّتِ الصُمِّ صَموتٍ سِرطِم
إِذا رَأَتهُ الأُسدُ لَم تَرَمرَمِ
مِن هَيرَةِ المَوتِ وَلَم تُجَمجِمِ
رَهبَةَ مَرهوبِ اللِقاءِ ضَيغَمِ
مُجَرمِزٍ شانٍ ضِرارٍ شَيظَمِ
عِندَ العِراكِ كَالفَنيقِ الأَعلَمِ
يَفري الكَمِيَّ بِالسِلاحِ المُعلَمِ
مِنهُ بِأَنيابٍ وَلَمّا تُقضَمِ
رُكنٍ مُماضيغٍ بِلَحيٍ سَلجَمِ
حامي الذِمارِ وَهوَ لَمّا يُكدَمِ
تَرى مِنَ الفَرسِ بِهِ نَضحَ الدَمِ
بِالنَحرِ وَالشِدقَينِ لَونَ العَندَمِ
أَغلَبُ كَم رَضَّ أُنوفَ الرُغَّمِ
إِذا الأسودُ أَحجَمَت لَم يَحجمِ
خُبَعثَنٌ أَشوسُ ذو تَهَكُّمِ
مُشتَبِكُ الأَنيابِ ذو تَبَرطُمِ
وَذو أَهاويلَ وَذو تَجَهُّمِ
ساطٍ عَلى اللَيثِ الهِزَبرِ الضَيغَمِ
وَعَينُهُ مِثلَ الشِهاب المُضرَم
وَهامُهُ كَالحَجرِ المُلَملَمِ
إِذا تُناجي النَفس قالَت صَمِّم
غَمغَمَةً في جَوفِها المُغَمغَمِ
أَغضَفَ رِئبالٍ خِدَبٍ فَدغَمِ
مُنتَشِرُ العُرفِ هَضيم هَيصَمِ
ابو زبيد
الحمدان
09-02-2024, 03:55 PM
فَجالَ أَكدُرُ مُختالاً كَعادَتِهِ
حتى إِذا كانَ بَينَ الحَوضِ وَالعَطنِ
لاقى لَدى ثُلَلِ الأَطواءِ داهِيَةً
أَسرَت وَأَكدَرَ تَحتَ اللَيلِ في قَرَنِ
حَطَّت بِهِ سُنَّةٌ وَرهاءَ تَطرُدُه
حَتّى تَناهى إِلى الأَهوالِ في سُنَنِ
إِلى مُقارِبِ خَطوِ الساعِدَينِ لَهُ
فَوقَ السَراة كَذِفري القارِحِ الغِضنِ
ريبالُ ظَلماء لا قَحمٌ وَلا ضَرَعُ
كَالبَغلِ خَطَّ بِهِ العِجلانُ في سَكَنِ
فَأَسرِيا وَهُما سَنّا هُمومِهِما
إِلى عِرينِ كَعُشِّ الأَرمَلِ اليَفنِ
هَذا بِما عَلِقَت أَظفارُهُ بِهِم
وَظَنُّ أَكدَرَ غَيرُ الأَفَنِ وَالحَتنِ
حَتّى إِذا وَرَدَ الغَزوالُ وَانتَبَهَت
لِحِسِّهِ أُمُّ أَجرٍ سِتَّةٍ شُزُنِ
بادٍ جَناجِنُها حَصّاءَ قَد أَفَلَت
لَهُنَّ يَبهَرنَ تَعبيراً عَلى سَدنِ
وَظَنَّ أَكدَرُ أَن تَموا ثمانِيَةَ
أَن قَد تَجَلَّلَ أَهلَ البَيتِ بِاليُمنِ
فَخافَ غرَّتَهُم لَمّا دَنا لَهُم
فَحاصَ أَكدَرَ مَشفِيّاً مِنَ الوَسَنِ
بِأَربَعِ كُلُّها في الخَلقِ داهِيَةٌ
غُضفٍ عَلَيهِنَّ ضافي اللَحمِ وَاللَبَنِ
أَلقاهُ مُتَّخِذَ الأَنيابِ جُنَّتَهُ
وَكانَ بِاللَيلِ ولّاجاً إِلى الجَنَنِ
ابو زبيد
الحمدان
09-02-2024, 03:56 PM
سَأَقطَعُ ما بَيني وَبَينَ اِبنَ عامِرٍ
قَطيعَةُ وَصلٍ لَستُ أَقطَعُ جافِيا
فَتى يَتبَعُ النَعمى بِنَعمي تُربُها
وَلا يَتبَع الأُخوانَ بِالذِمِّ زارِيا
إِذا كانَ شُكري دونَ فيضَ بنانِهِ
وَطاوِلني جوداً فَكَيفَ اِحتِياليا
ابو زبيد
الحمدان
09-02-2024, 03:56 PM
بِأَبي الوَليد وَأُمِّ نَفسي كُلّما
كانَ الصَباحُ وَذَرَّ قَرنُ الشارِقِ
أَثوى فَأَحسَنَ في الثَواءِ وَقُضّيت
حاجاتُنا مِن عِندِ أَبيَضَ باسِقِ
كَم عِندَهُ مِن نائِلٍ وَسَماحَةٍ
وَشَمائِلِ مَيمونَةٍ وَخلائِقِ
وَكرامَةٍ لِلمُعتَفينَ إِذا أَعتَفوا
في مالهِ حَقّاً وَقَولٍ صادِقِ
قالَ الوَليدُ يَدي لَكُم وَلِغَيرِكُم
رَهنٌ بِصامِتِ مالِهِ وَالناطِقِ
لا تَبعُدَنَّ إِداوَةٌ مَطروحَةٌ
كانَت زَماناً لِلشَرابِ العائِقِ
ابو زبيد
الحمدان
09-02-2024, 03:56 PM
جئنا نُسوق لك الشّفاء أمامنا
هلا ترى وجه السّقام تغيّرا
فاخلع الأصفر ثوب سقمك وألقه
والبس عليك ردا السّلامة أحمرا
ابو زبيد
الحمدان
09-02-2024, 03:56 PM
يا أَوحد الدَهر في ملكٍ وفي حسبِ
وَمفرد العَصر بَين العَجم وَالعَرَبِ
وَمَن بِهِ مصرُهُ الغرّاء طالعُها
أَضحى سَعيداً وَفازَت مِنهُ بِالأَرَب
لا أَرتجيك لإنجاز الَّذي وَعدت
بِهِ مَعاليك مِن بَذلٍ وَمِن رُتب
فَأَنتَ غَيثٌ وَإِن الغَيثَ عادته
يَأتي فَيَروي بَلا وَعد وَلا طَلَب
وَإِن طائِفة المعمار بي ظَفَرَت
مِن بَعد يَأس وَأَودَت بي إِلى الوَصَب
وَكُنتُ مِن كَيدِها في راحةٍ وَغِنى
عَن مَنزل هدّ في مَبناه مكتسبي
وَكانَ مَع ضَيقه بدء البِناء بِهِ
في شَهر مَولدك السامي عَلى رَجَب
وَلَيتَها مُذ رَأتني قلّ ما بيدي
خلت سَبيليَ في ذا المَنزل الخَرب
بَل أَقسَمت أَنَّها فَوراً تتمِّمُه
وَلو بلا أُجرة هَذا مِن العَجَب
فَلم أَزَل أَقترض حَتّى رُميت بِما
قَد كاد لولاك يُفضي بي إِلى العَطب
وَلم تَكُن مِنكَ عَينُ العَدل نائِمةً
عَني وإَِن أَدرَكتني حرفةُ الأَدب
وَحاصرتني دُيونٌ لَيسَ يَدفعها
عَني سِوى الفضة البَيضاء وَالذَهَب
وَأَينَ لي بِهما إِلّا إِذا صَدَرَت
إرادة نُورُها يَجلو دُجى الكرَب
لا زِلت تجبر كَسر العالمين عَلى
طُول الزَمان بِما تُوليه مِن نشب
ما اِزداد تَشريف مَدح فيكَ قَد ملِئَت
بِهِ سِجلات ما يُتلى مِن الكُتُب
ابو زبيد
الحمدان
09-02-2024, 03:57 PM
يا لَطيفاً بِخَلقِهِ
أَنتَ تُعلي وترفَعُ
أَنتَ فَعّالُ ما تَشا
أَنتَ تُعطي وَتَمنَعُ
يا إِلَهي وَسيّدي
مَن لَهُ الدّهرَ أَخضعُ
قَلَّ صَبري وَحيلَتي
دُلَّني كَيفَ أَصنَعُ
ابو زبيد
الحمدان
09-02-2024, 03:57 PM
تَرى الكَثيرَ قَليلاً حين تَسأَلُهُ
وَلا مخالِجهُ المُخلوجَةُ الكُثُرُ
يا اِسمَ صَبراً عَلى ما كانَ مِن حَدَث
إنَّ الحَوادِثَ مَلقى ومُنتَظَرُ
صَبراً عَلى حَدَثانِ الدَهرِ وَاِنقَبِضي
عَنِ الدَناءَةِ إِنَّ الحرَّ يَصطَبِرُ
وَلا تَبيتَنَّ ذا هَمَّ تكابدهُ
كَأَنَّما النارُ في الأَحشاءِ تَستَعِرُ
فَما رُزِقت فَإِنَّ اللَهَ جالِبهُ
وَما حُرِمت فَما يَجري بِهِ القَدَرُ
نَعلوهُم كَلَّما يَنمي لَهُم سَلَفٌ
بِالمَشرَفي وَلَولا ذاكَ قَد أَمروا
ابو زبيد
الحمدان
09-02-2024, 03:57 PM
اِذا البيض لا يَأتين في الحُب رقَة
تُعاب وَلا يَأخُذن في الحُب دِرهما
وَاِذ هُنَّ يُدنين الكَريم بودِّه
لَهن وَيرفُضن الدَقيق المُلّوما
نصيب
الحمدان
09-02-2024, 03:58 PM
قفا أخوي إن الدّارَ لَيسَت
كَما كانَت بِعَهدِكما تَكون
لَيالي تَعلمان وَآل لَيلى
قَطين الدار فَاِحتَمَل القَطين
فَعوجا فَاِنظُر اتبين عَمّا
سَأَلناها بِهِ ام لا تَبين
فَظلا واقِفَين وَظل دَمعي
عَلى خَدّي تَجودُ بِهِ الجُفون
فَلَولا اِذ رَأَيت الياس مِنها
بَدا اِن كِدتَ تَرشُقُكَ العُيون
بَرِحت فَلَم يَلمك الناسُ فيها
وَلم تَغلَق كَما غِلق الرَهين
نصيب
الحمدان
09-02-2024, 03:58 PM
وَقَد كانَت الاِيّامُ اِذ نَحنُ بِاللَوى
تَحَسَن لَو دامَ ذاكَ التَحَسُّن
وَلكِن دَهراً بَعد دَهر تَقَلَّبَت
بِنا مِن نَواحيهِ ظُهور وابطن
نصيب
الحمدان
09-02-2024, 03:58 PM
وَكانَ يَقودُني كلف بِسُعدى
وَهذا الشَيب أَصبَح قَد عَلاني
وَوَدعني الشَباب وَكُنت أَسعى
إِلى داعي الشَباب إِذا دَعاني
وَاِن يَفن الشَباب فَكُل شَيء
مِن الدُنيا فَلا يَغرُرك فَإِنّي
وَلَو إِنّي بَقيتُ لِمُسي لَيل
وَصُبح نَهارَه يَتَداوَلاني
صَحيحا لا الاقي المَوت حَتّى
ادب عَلى القَناة لا بِأَساني
نصيب
الحمدان
09-02-2024, 03:58 PM
يا أَيُّها الرَكب اِنّي غَير تابِعُكُم
حَتّى تُلِّموا وَانتُم بي مُلِمّونا
فَما اِرى مِثلُكُم رَكباً كَشَكلُكُم
يَدعوهُم ذو الهَوى الا يَعوجونا
ام خَبِّروني عَن دائي يَعلمكُم
وَاِعلَم الناس بِالداءِ الاطَبّونا
نصيب
الحمدان
09-02-2024, 03:59 PM
بَكيتُ اِبن لَيلى وَاِبنُه وَرَأَيتَني
اِحق الاِولى كانوا مَعي بِبكاهُما
هُما حَذياني الخَير حَتّى تَشعبت
غُصوني بِنَبت ناضِر في ثَراهُما
وَكُنتُ أَرى إِنّي إِذا ابت لَيلَة
مِن الدَهرِ قَد ايقَنت إِلّا أَراهُما
سَاِقضي فَلَم اِفعَل وَلكِن مُنيَتي
تَراخى اِناها بَعد حينَ اِناهُما
نصيب
الحمدان
09-02-2024, 03:59 PM
يَا مَرحَباً أَلفَاً وَأَلَفا
بِالكَاسِرَاتِ إِلَيَّ طَرفَا
رُجحِ الرَّوَادِفِ كَالظِّبَاءِ
تَعَرَّضَت حُوَّاً وَوُطفَا
أَنكَرنَ مَركَبِيَ الحِمَارَ
وَكُنَّ لاَ يُنكِرنَ طِرفَا
وَسَأَلنَنِي أَينَ الشَبَابُ
فقُلتُ بانَ وَكَانَ حِلفَا
أَفنَى شَبَابِي فانقَضَى
حِلفُ النِسَاءِ تَبِعنَ حِلفَا
أَعطَيتُهُنَّ مَوَدَّتي
فَجَزَينَني كَذِبَاً وَخُلفَا
وَقَصَائِدٌ مِثلُ الرُّقَى
أَرسَلتُهُنَ فَكُنَّ شَغفَا
أَوجَعنَ كُلَّ مُغَازِلٍ
وَعَصَفنَ بِالغَيرَانِ عَصفَا
مِن كُلِّ لَذَّاتِ الفَتَى
قَد نِلتُ نَائِلَةً وَعُرفَا
صِدتُ الأَوَانِسَ كَالدُّمى
وَسَقَيتُهُنَّ الخَمرَ صِرفَا
وضاح
الحمدان
09-02-2024, 03:59 PM
معاويَ أَنَّنا بَشَرٌ فَأَسجِح
فَلَسنا بالجِبالِ وَلا الحَديد
فَهَبنا أُمَةً ذهبت ضَياعاً
يَزيدُ أَميرُها وَأَبو يَزيدِ
أَكَلتُم أَرضَنا فَجَردتُموها
فَهَل مِن قائِمٍ أَو مِن حَصيدِ
أَتَطمَعُ في الخُلودِ إِذا هَلكنا
وَلَيسَ لَنا وَلا لَكَ مِن خُلودِ
ذَروا خَونَ الخِلافَةِ واستَقيموا
وَتأميرَ الأراذِلِ وَالعَبيدِ
وأعطونا السَويَّةَ لا تَزركُم
جُنودٌ مردَفاتٌ بالجُنودِ
ابن الزبير
الحمدان
09-02-2024, 03:59 PM
استأنِ تظفر في أمورِكَ كلّها
وإذا عزمت على الهوى فتوك
الغداني
الحمدان
09-02-2024, 04:00 PM
واسحم ملآنٍ جررتُ لفتية
كرامٍ أبوهم خير بكر بن وائل
وأطولُهم كفّاً وأصدقُهم حياً
وأكرمهم عند اختلاف المناصل
من المرثديين الذين إذا انتدوا
رأيتَ ندياً جدُّه غير خاملِ
فعالهم زينٌ لهم ووجوهُهم
تزين الذي يأتونه في المحافلِ
فسقياً ورعياً لابن عمرو بن مرثد
سليمان ذي المجد التليد الحلاحل
فتىً لم يزل يسمو إلى كل نجدةٍ
فيدرك ما أعيَت يد المتناول
فحسبُك بي علماً به وبفضله
إذا ذكر الأقوام أهل الفضائل
الغداني
الحمدان
09-02-2024, 04:00 PM
قبح الإله الإلف إلا ما مضى
والشعر بعد مرقشٍ ومهلهل
وأبي داود أو عبيد كلما
نطقوا أصابوا فيه فصّ المفصل
الغداني
الحمدان
09-02-2024, 04:00 PM
لا ترجُ مني يابنَ سعد هوادةً
ولا صحبةً ما أرزمَت أمّ حائل
أعند الأمير ابن الأمير تعيبني
وأنت ابن عمرو مضحك في القبائل
ولو غيرنا يا سعد رمت حريمه
بخسفٍ لقد غودرت لحقا لاكل
فشالت بك العنقاءُ أو صرت لحمة
لأغبس عواء العشيات عاسلِ
الغداني
الحمدان
09-02-2024, 04:01 PM
إذا ما متّ سرّ بني تميم
على الحدثان لو يلقون مثلي
عدوّ عدوّهم أبداً عدوّي
كذلك شكلهم أبداً وشكلي
الغداني
الحمدان
09-02-2024, 04:01 PM
إذا الهمُّ أمسى وهو داءٌ فأمضهِ
ولستَ بمُمضيه وأنت تعادلُه
ولا تنزِلَن أمرَ الشديدة بامريءٍ
إذا همَّ أمراً عوّقته عواذِله
فما كلُّ ما حاولته الموت دونه
ولا دونه أرصاده وحبائله
وما الفتك ما آمرتَ فيه ولا الذي
تحدّث من لاقيت أنك فاعله
ولا تجعلن سراً إلى غير أهله
فتقعد إن أفشى عليك تجادله
ولا تسأل المال البخيل ترى له
غنى بعد ضرّ أورثته أوائله
أرى المال افياءَ الظلال فتارةً
يئوب وأخرى يختل المال خاتله
لعمرك ما أبقى ليَ الدهر من أخٍ
حفيٍّ ولا ذي خلّةٍ لي أواصله
ولا من خليلٍ ليس فيه غوائلٌ
فشرّ الأخلاء الكثير غوائله
وقل لفؤادٍ إن نزا بك نزوةً
من الروعِ أفرغ أكثرُ الروع باطله
وكن أنت ترعى سرّ نفسك وأعلمن
بأن أقل الناس للناس حامِله
إذا ما قتلت الشيء علماً فبح به
ولا تقل الشيء الذي أنت جاهله
الغداني
الحمدان
09-02-2024, 04:01 PM
لقد جاء مسعودٌ أخو الأزد غدوةً
بداهيةٍ غرّاء باد حجولُها
من الشر ظل الناس فيها كأنهم
وقد جاء بالأخبار من لا يحيله
الغداني
الحمدان
09-02-2024, 04:02 PM
الصبرُ أجمل والدنيا مفجِّعةٌ
من ذا الذي لم يجرع مرةً حزنا
الغداني
الحمدان
09-02-2024, 04:02 PM
إلى الألفين مطلَعٌ قريب
زيادةُ أربعٍ لي قد بقينا
فإن أهلِك فهنّ لكم وإلا
فهنّ من المتاع لكم سنينا
الغداني
الحمدان
09-02-2024, 04:02 PM
بني زياد لذكر اللَه مصنعه
بالصخر والحصي لم يخلط من الطين
لولا تعاون أيدي الرافعين له
إذاً ظنناه أعمال الشياطين
الغداني
الحمدان
09-02-2024, 04:02 PM
اللَه يجزي سعيد الخير نافلةً
أعني سعيد بن قيس قرم همدان
أنقذني من شفا غبراء مظلمةٍ
لولا شفاعتُه ألبست أكفاني
قالت تميم بن مرٍّ لا نخاطبُه
وقد أبت ذلكم قيس بن عيلان
أساغ في الحلق ريقاً كان يجرضُني
واظهر اللَه سرّي بعد كتمان
إني تداركني عفٌ شمائلهُ
آباؤُه حين ينمى خيرُ قحطان
ينميه قيسٌ وزيدٌ والفتى كرَبٌ
وذو جبائرَ من أولاد عثمان
وذو رعين وسيف وابن ذي يزنٍ
وعلقم قبلهم أعني ابن نبهان
الغداني
الحمدان
09-02-2024, 04:03 PM
تبدلت من أنس إنه
كذوب المودة خوّانُها
أراه بصيراً بضُرِّ الخليل
وخير الأخلّاء عورانها
الغداني
الحمدان
09-02-2024, 04:03 PM
جزاك إلهُ العرش خير جزائه
فقد قلتَ معروفاً وأوصيت كافيا
أشرت بأمر لو أشرت بغيره
لألفيتني فيه لرأيك عاصيا
ستلقى أخاً يصفيك بالود حازماً
ويوليك حفظ العهد إن كان نائبا
وأيسر ما عندي المواساة مسمحاً
إذا لم تجد يوماً صديقاً مواسيا
الغداني
الحمدان
09-02-2024, 04:03 PM
فإن كنت عن برديّ مستغنياً لقد
أراك بأسمال الملابس كاسيا
وعشت زماناً أن أعيّنك كسوتي
قنعت بأخلاق وأمسيت عاريا
وبردين من حوك العراق كسوتها
على حاجة منها لأمّك باديا
الغداني
الحمدان
09-02-2024, 04:04 PM
هاتيك دجلةُ رِدْ وهذا النّيلُ
ما بعدَ ذينِ لحائمٍ تعليلُ
إن كان برْدُ الماءِ عندَك ناقعاً
حرَّ الجَوى لا الأشنبُ المعسول
عجباً لشأنك تدّعي ظمأً وفي
جفْنيْكَ من سيلِ الجُفونِ سُيولُ
وتنحّ من لفْح الهَجيرِ وحرِّه
وحشاكَ فيه لوعةٌ وغَليلُ
ما هذه آياتُ من عرَفَ الهوى
وشجاه رَقراقُ الحياء أسيلُ
لا تكذبنّ فما بهذا عندنا
أهلَ الصّبابةِ يُعرفُ المتبولُ
خلِّ الغرامَ لأهله فهمُُ به
أولى لهنّكَ في الغرامِ دخيلُ
أنسيتَني يومَ العقيق ونحنُ في
واديهِ بين السَّرْحتيْن حُلولُ
والحيُّ يهمِزُ بالرحيل ومُهجتي
جزَعاً لمقترب الرّحيلِ تسيلُ
والوجدُ محتدمٌ وبين أضالعي
قلبٌ يضِجُّ به الغرامُ عليلُ
وأقلُّ ما لاقيتُ من كُلَف الهوى
بعدَ الصّبابةِ لائمٌ وعَذولُ
ألا اقتديتَ بحُوَّلٍ في وجدِه
قد عارك الأشجانَ وهْوَ نحيلُ
أظننتَ أنّ العِشقَ سهلٌ بئس ما
أوهمتهُ يا أيّها المخبولُ
يا أختَ سعدٍ قد سننتِ شريعةً
ما سنّها في الأنبياءِ رسولُ
حلّلتِ سفكَ دمي ولم ينطِقْ به
ذِكرٌ وتوْراةٌ ولا إنجيلُ
وقصرتِ أجفاني فما إن تلتقي
وأطلتِ ليلي فالعَناءُ طويلُ
وقدحتِ ناراً في الحشا ومنعتِني
إطفاءَها بالدّمعِ وهو هَطولُ
سمعاً لأمركِ ما استطعتُ وكلّ ما
حمّلتِ من عِبْءِ الهوى محمولُ
قسماً بعصيان العذول فإنّه
قسمٌ على حسن الوفاءِ دليلُ
إنّي عليكِ وإن صدَدْتِ لعاطفٌ
ولكِ الغداةَ وإن قطعْتِ وَصولُ
يا صاحبيّ مضى الهوى لسبيله
وأتى الصوابُ وقولُه المقبولُ
أبثثكما عُجَري فما ترَيانِه
لأخيكما فالرّأيُ منه أفيلُ
طال الثّواءُ على المذلّة قانعاً
بالدّون واستولى عليّ خُمولُ
وغدا يزاحمُ منكبي في موقف ال
علياءِ وغدٌ أخرقٌ وجهولُ
في كلّ يوم يستفزّ سكينتي
روعٌ يمَسُّ الحسَّ منه ذُهولُ
ممّن عهِدتُ إذا ذُكِرتُ فؤادَه
من صدره فرَقاً يكادُ يزولُ
ما ذاك إلا أنّه لم يبقَ من
هذا الأنام مسوّدٌ بُهْلولُ
يأوي إليه المستجيرُ فيغتدي
نعمَ النّصيرُ وبأسُه المأمولُ
قالا صهٍ هذا ابن حامدٍ الذي
ما بعدَه لمؤمِّلٍ تأميلُ
يمّمْه تلقَ اليمّ يزخَرُ طامياً
والليثَ يزأرُ هيبةً ويصولُ
وانزِلْ عليه تُنِخ بكِسْرِ فناءِ منْ
ما ذمّ جيرتَهُ العشيَّ نزيلُ
إنّ امرءاً كفَل العزيزُ بنصره
وغدا يسالمُ دهرَهُ لَذليلُ
شظاظ
الحمدان
09-02-2024, 04:04 PM
اللَهُ نَجّاكَ مِنَ القَصيمِ
وَبطنِ فَلجٍ وَبَني تَميمِ
وَمِن أَبي حَردَبَةَ الأَثيمِ
وَما لِكٍ وَسَيفِهِ المَسمومِ
وَمِن شِظاظَ الأَحمَرَ الزَنيمِ
وَمِن غَوَيثٍ فاتِحِ العُكومِ
شظاظ
الحمدان
09-02-2024, 04:04 PM
مَن مُبلِغٌ فِتيانَ قَومي رَسالَةً
فَلا تَهلِكوا فَقراً عَلى عِرقِ ناهِقِ
فَإِنَّ بِهِ صِيداً غَزيراً وَهَجمَةً
طِوالَ الهَوادي بائِناتِ المَرافِقِ
نَجائِبَ ضَبّاطٍ يَكونُ بُغاؤُهُ
دُعاءً وَقَد جاوَزنَ عَرضَ الشَقائِقِ
شظاظ
الحمدان
09-02-2024, 04:04 PM
أأمَّ ابنِ ادريسٍ أَلَم يأنِكِ الذي
صَبَحنا ابنَ ادريس به فتقطَّرا
فليتكِ تحت الخافقين تَرَينَهُ
وقد جُعلت درعاً عليها ومِغفَرا
يريدُ العقيقَ ابنُ المُهَيرِ ورهطُهُ
ودونَ العقيقِ الموتُ ورداً وأحمرا
وكيفَ تريدون العقيقَ ودونَهُ
بنو المحصياتِ اللابساتِ السَّنَوَّرا
القحيف
الحمدان
09-02-2024, 04:05 PM
إن تقتلوا منّا شهيداً صابرا
فقد قَتَلنا منكم مَجازرا
عشرين لمّا يدخلوا المقابرا
قتلى أصِيبت قُعُصاً نحائرا
نُفجاً ترى أَرجُلَها شواغِرا
القحيف
الحمدان
09-02-2024, 04:05 PM
أَمِن أهلِ الأراك عَفَت رُبُوعُ
نَعَم سَقياً لهم لو تستطيعُ
زيارتَهم ولكن أحضَرَتنا
همومٌ ما يزالُ لها مُشيعُ
كأنَّ البَينَ جَرَّعني زُعافاً
من الحيَّاتِ مَطعَمُهُ فظيعُ
وماءٍ قد وردت على جَبَاهُ
حَمامٌ حائمٌ وقَطاً وقَطاً وُقوعُ
جعلتُ عِمامتي صِلةً لدَلوِي
إليه حينَ لم تَردِ النسوعُ
لأسِقيَ فِتيةً ومُنَقَّباتٍ
أضرَّ بِنقيِها سَفَرٌ وجِيعُ
رَكبناها سَمَانَتَها فلما
بَدَت منها السَّناسِنُ والضُّلُوعُ
صَبَحناها السِّياطَ مُحَدرَجاتٍ
فَعَزَّتها الضليعةُ والضليعُ
لقد جَمَعَ المُهَيرُ لنا فقُلنا
أتحسَبُنا تروِّعُنا الجمُوعُ
سَتَرهَبُنا حَنِيفةُ أن رأتنا
وفي أيمانِنا البِيضُ اللّموعُ
عُقَيلٌ تَغتَزي وبنو قُشَيرٍ
تَوارَى عن سواعِدها الدُّرُوعُ
وجَعدةُ والحريشُ لُيوثُ غابٍ
لهم في كلِّ مَعرَكَةٍ صَريعُ
فنِعمَ القومُ في اللَّزَباتِ قومي
بنو كَعبٍ إذا جَحد الرَّبيعُ
كُهولٌ مَعقِلُ الطُّرَداءِ فيهم
وفتيانٌ غَطارفةٌ فروعُ
فمهلاً يا مُهَيرُ فانتَ عبدٌ
لكعبٍ سامِعٌ لهمُ مُطيعُ
خليلٌ وامقٌ شفق عليها
له منها ابنُ أربعةٍ رضيعُ
مَريعٌ منهمُ وطنٌ فشِسعيَ
بعيدٌ مَن له وَطَنٌ مَرِيعُ
القحيف
الحمدان
09-02-2024, 04:05 PM
ديارُ الحيِّ تَضرِبُها الطِّلالُ
من الخافي بها أَهلٌ ومالُ
وأجذَمَ ذَبُّها عَوداً وبَدءاً
بدَفَّيهِ تَعَبقَرَتِ السِّخالُ
بها الفُدُرُ الرِّيادُ وكلُّ هِقل
كبيتِ الرُّفقَةِ احترقوا فقالوا
أما ومُعَلِّمِ التوراةِ موسى
ومَن صلَّى وصامَ له بِلالٌ
لقد كانَت تَوَدُّكَ أُمُّ عَممروٍ
بذاتِ الصَّدرِ إذ نُسِيَ الخِلالُ
وبَيض يجعلونَ الهامَ فيها
إِذا ابيضَّت من الخلل النِّصالُ
ولمّا ان دَعَوا كعباً وقالوا
نَزَالِ وعادةٌ لهُمُ نزالِ
أتانا بالعقيقِ صريخُ كَعبٍ
فَحَنَّ النَّبعُ والأَسَلُ النِّهالُ
ثلاثاً ثُمَّ وَجَّهنا إلَيهِم
رَحىً للموتِ ليس لها ثِفالُ
وحالَفنا السيوفَ وصافِناتٍ
سواءٌ هُنَّ فينا والعِيالُ
القحيف
الحمدان
09-02-2024, 04:06 PM
وبالنشاش يومٌ طارَفيه
لنا ذِكرٌ وعُدَّ لنا فَعَالُ
كأنّ الأَيمَنَينِ بني نُمَيرٍ
وإيانا وقد حَسِرَ القتالُ
سَحابة صَيِّفٍ للبَرقِ فيها
زَفِيفٌ ليلةَ اختبأَ الهلالُ
القحيف
الحمدان
09-02-2024, 04:06 PM
أعينَيَّ مَهلاً طالما لم أَقُل مَهلا
وما سَرَفاً مِ الآنَ قلتُ ولا جَهلا
وإنّ صِبا ابنِ الأربعينَ سفاهةٌ
فكيف مع اللائي مُثِلتُ بها مَثلا
عواكِفَ بالبيتِ الحرامِ ورُبَّما
رأيتَ عيونَ القوم من نحوها نُجلا
يقولُ لي المفتي وهُنَّ عَشيَّةً
بمكَةَ يَسحَبنَ المهَدَّبَةَ السُّحلا
تَقِ اللهَ لا تنظر إِليهنَّ يا فتى
وما خِلتُني في الحجِ مُلتَمِساً وَصلا
وواللهِ لا أَنسى وإن شَطَّت النَّوى
عرانينَهُنَّ الشُّمَّ والأعينَ النُّجلا
ولا المِسكَ من اعرافِهِنَّ ولا البُرى
جواعِلَ في أوساطِها قَصَباً خَدلا
خليليَّ لولا اللهُ ما قلتُ مَرحَبا
لأوَّلِ شَيباتٍ طَلَعنَ ولا أَهلا
خليلَيَّ إنّ الشيبَ داءٌ كَرِهتُهُ
فما أحسنَ المرعى وما أَقبَحَ المحلا
ومن أعجب الدنيا إِليَّ زُجاجةٌ
تَظَلُّ أيادي المنتشِينَ بها فُتلا
يَصُبّونَ فيها من كُرومٍ سُلافةً
يروحُ الفتى عنها كأنّ به خَبل
القحيف
الحمدان
09-02-2024, 04:06 PM
أَتعرِفُ أم لارَسمَ دارٍ مُعَطَّلا
من العام يمحاهُ ومن عام أَوَّلا
قطارٌ وتاراتٍ خَريقٌ كأنَّها
مُضِلَّةُ بَوٍّ رَعيلٍ تَعَجَّلا
ولو أنكرت ضَيماً حنيفةُ حَلَّقَت
بها المُغرِبُ العَنقاءُ حَولاً مُكَمَّلا
وفي الصَّحصَحِيّينَ الذينَ تَرَحَّلُوا
كواعبُ مِن بَكرٍ تُسامُ وتُحبَلا
أُخِذنَ اغتصاباً خِطبَةً عَجرَفِيَّةً
وأُمهِرنَ أرماحاً من الخطِّ ذُبَّلا
القحيف
الحمدان
09-02-2024, 04:06 PM
لقد لَقِيَت أفناءُ بكر بن وائلٍ
وهِزَّانُ بالبطحاءِ ضَرباً غَثَمثَما
إذا ما غَضِبنا غَضبةً مُضَرِيَّةً
هتكنا حِجابَ الشمسِ أو قَطَرَت دما
القحيف
الحمدان
09-02-2024, 04:07 PM
سلوا فَلَجَ الأفلاجِ عنّا وعنكم
وأَكمَةَ إِذ سالت سرارتُها دما
عشيَّةَ لو شئنا سَبَينا نساءَكُم
ولكن صَفَحنا عِزَّةً وتكرُّما
عشيَّةَ جاءت من عُقَيلٍ عِصابةٌ
تقدَّمَ من أبطالِها مَن تقدَّما
القحيف
الحمدان
09-02-2024, 04:07 PM
فإن تضربونا بالسياطِ فانَّنا
ضربناكم بالمرهفاتِ الصوارِمِ
وإن تحلقوا منا الرؤوس فانَّنا
قطعنا رؤوساً منكم بالغلاصِمِ
القحيف
الحمدان
09-02-2024, 04:07 PM
إِذا رَضِيَت عليَّ بنو قُشَيرٍ
لعَمرُ اللهِ أَعجَبَني رضاها
ولا تنبو سيوفُ بني قُشَيرٍ
ولا تمضي الأَسِنَّةُ في صفاها
تَنَضَّيتُ القِلاصَ الى حكيمٍ
خوارجَ من تَبالةَ او مَناها
فما رَجَعَت بخائبةٍ رِكابُ
حَكيمُ بنُ المُسَيَّبِ مُنتهاها
القحيف
الحمدان
09-02-2024, 04:08 PM
ألا تبكي سَراةُ بني قُشَيرٍ
على صِندِيدِها وعلى فَتاها
فإن يُقتَل يزيدُ فقد قَتَلنا
سرانَهُمُ الكهول على لحاها
أبا المكشوحِ بَعدَكَ مَن يُحامي
ومَن يُزجي المطيَّ على وَجَاه
القحيف
الحمدان
09-02-2024, 04:08 PM
ومختبطٍ بَيَّتُ إِذ جاء طارقاً
وأَحسنتُ مثواه وأَسررتُ ما يَهوَى
فباتَ دَفِيّاً طاعِماً غيرَ مُؤَءَبٍ
الى أن غدا مُرغَى وأَعلنتُ ما يُروَى
القحيف
الحمدان
09-02-2024, 04:08 PM
كلثمُ أَنتِ الهَمُّ يا كَلثَمُ
وَأَنتمُ دائي الَّذي أَكتُمُ
أُكاتِمُ الناسَ هَوىً شَفَّني
وَبَعضُ كتمانِ الهَوى أحزمُ
قَد لُمتِني ظُلماً بِلا ظُنَّةٍ
وَأَنتِ فيما بَينَنا أَلومُ
أُبدي الَّذي تُخفينَهُ ظاهِراً
أرتَدُّ عَنهُ فيك أَو أُقدِمُ
إِمّا بِيَأسٍ مِنكَ أَو مَطمَعٍ
يُسدي بِحُسنِ الوُدِّ أَو يلحمُ
لا تَترُكيني هَكذا مَيِّتاً
لا أُمنَحُ الوُدَّ وَلا أُصرَمُ
أوفِي بِما قُلتِ وَلا تَندَمي
إِنَّ الوَفِيَّ القَولِ لا يَندَمُ
آيَةُ ما جِئتُ عَلى رقبَةٍ
بَعدَ الكرى وَالحَيُّ قَد نَوَّموا
أُخافِتُ المَشيَ حِذارَ العِدا
وَاللَّيلُ داجٍ حالِكٌ مُظلِمُ
وَدونَ ما حاوَلتُ إِذ زُرتُكُم
أَخوكِ وَالخالُ مَعاً وَالعَمُ
وَلَيسَ إِلّا اللَهُ لي صاحِبٌ
إِلَيكُم وَالصّارِمُ اللَّهذَمُ
حَتّى دَخَلتُ البَيتَ فَاِستَذرَفَت
مِن شَفَقٍ عَيناكَ لي تَسجمُ
ثُمَّ اِنجَلى الحزنُ وَرَوعاتُهُ
وَغُيِّبَ الكاشِحُ وَالمُبرَمُ
فَبِتُّ فيما شِئت مِن نعمَةٍ
يَمنَحُنيها نَحرُها وَالفَمُ
حَتّى إِذا الصُّبحُ بَدا ضَوءُهُ
وَغارَتِ الجَوزاءُ وَالمِرزَمُ
خَرَجتُ وَالوَطءُ خَفِيٌّ كَما
يَنسابُ مِن مَكمَنِهِ الأَرقَمُ
النسائي
الحمدان
09-02-2024, 04:08 PM
يا هِندُ رُدّي الوَصلَ أَن يَتَصَرَّما
وَصِلي اِمرأً كَلِفاً بِحُبِّك مُغرَما
لَو تَبذُلينَ لَنا دَلالَكِ مَرَّةً
لَم نَبغِ مِنكِ سِوى دَلالكِ محرَما
منعَ الزِّيارَةَ أَنَّ أَهلَكَ كُلَّهُم
أَبدَوا لِزَورِكِ غِلظَةً وَتَجَهُّما
ما ضَرَّ أَهلكِ لَو تَطَوَّف عاشِقٌ
بِفِناءِ بَيتِكَ أَو أَلَمَّ فَسَلَّما
النسائي
الحمدان
09-02-2024, 04:09 PM
يا رَبع رامَة بِالعَلياءِ مِن ريمِ
هَل تَرجِعَنَّ إِذا حَيَّيت تَسليمي
ما بالُ حَيٍّ غَدَت بُزلُ المَطِيِّ بِهِم
تَخدي لِغُربَتِهِم سَيراً بِتَقحيمِ
كَأَنَّني يَومَ ساروا شارِبٌ سَلَبَت
فُؤادَهُ قَهوَةٌ مِن خَمرِ دارومِ
إِنّي وَجدّك ما عودي بِذي خَوَرٍ
عِند الحِفاظِ وَلا حَوضي بِمَهدومِ
أَصلي كَريمٌ وَمَجدي لا يُقاسُ بِهِ
وَلي لِسانٌ كَحَدِّ السَّيفِ مَسمومِ
أَحمي بِهِ مَجدَ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ
مِن كُلِّ قرمٍ بِتاجِ المُلكِ مَعمومِ
جَحاجِح سادَةٍ بُلجٍ مَرازِبَةٍ
جُردٍ عِتاقٍ مَساميخٍ مَطاعيمِ
مَن مِثلُ كِسرى وَسابور الجُنودِ مَعاً
وَالهُرمُزانِ لفَخرٍ أَو لتَعظيمِ
أُسدِ الكَتائِبِ يَومَ الرَّوعِ إِن زَحَفوا
وَهُم أذلّوا مُلوكَ التُّركِ وَالرّومِ
يَمشونَ في حَلَقِ الماذِيِّ سابِغَةً
مَشيَ الضَّراغِمَةِ الأُسدِ اللَّهاميمِ
هُناكَ إِن تَسأَلي تُنبي بِأَنَّ لَنا
جُرثومَةً قَهَرَت عزَّ الجَراثيمِ
النسائي
الحمدان
09-02-2024, 04:09 PM
وَلَقَد تعلم سَلمى أَنَّني
صادِقُ الوَعدِ وَفِيٌّ بِالذّمَمْ
وَالفَتى يَعدو وَيسري لَيلَه
وَهوَ في نَبلِ المَنايا بِأُمَمْ
بَينَما يُصبِحُ يَوماً ناعِماً
في غِنىً فاشٍ وَأَهلٍ وَنَعَمْ
أمَّه مُختَرِمُ المَوتِ وَمَن
يَكُ لِلمَوتِ بأمّ يُختَرَمْ
فَثوى لَيسَ لَهُ مِمّا حَوى
غَيرَ أَكفانٍ وَنَعشٍ وَرَجَمْ
النسائي
الحمدان
09-02-2024, 04:09 PM
إِنَّ مَمشاكَ نَحوَ دارِ عَدِيٍّ
كانَ لِلقَلبِ شقوةً وَفُتونا
هاجَ ذا القَلبَ من تَذَكُّرِ جُملٍ
ما يَهيجُ المُتَيَّمَ المَحزونا
إِذ تَراءَت عَلى البَلاطِ فَلَمّا
واجَهَتنا كَالشَّمسِ تَغشى العُيونا
لَيلَةَ السَّبتِ إِذ نَظَرتُ إِلَيها
نَظرَةً زادَتِ الفُؤادَ جُنونا
قالَ هارون قِف فَيا لَيتَ أَنّي
كُنتُ طاوَعتُ ساعَةً هارونا
النسائي
الحمدان
09-02-2024, 04:09 PM
أحِينَ بلغْتَ ما كُنَّا نُرَجِّي
وكنتَ على أنُوفِ الكاشحِيناَ
أبا بكْرٍ ثَوَيْتَ رَهِينَ رَمْسٍ
يَخْبُّ بَنْعيِك المُتَعجِّلُوناَ
النسائي
الحمدان
09-02-2024, 04:10 PM
ألا يا عَيْنُ فأنهمِرِي بغَزْرِ
وفِيضِي عَبْرةً من غَيْرِ نِزْرِ
ولا تَعِدِي عَزَاءِ بعد يحيىَ
فقد غُلِبَ العَزاءِ وعِيلَ صَبْري
ومَرْزِئَةٍ كأنَّ الجوفَ منْها
بُعَيْد النَّومِ يُسْعَرُ حَرَّ جَمْرِ
على يَحْيى وأيُّ فتًى كيَحْيَى
لعَانٍ عائِلٍ غَلِقٍ بوِتْرِ
وللخصْمِ الألدّ إذا دَعانِي
ليأخذَ حَقَّ مَقْهُورٍ بقَسْرِ
وللأضْيَاف إن طَرقُوا هُدُوًّا
وللكَلِّ المُكِلِّ وكُلّ سَفْرِ
إذا نزلَتْ بهم سَنَةٌ جَمَادٌ
أبِيُّ الدَّرِّ لم تُكْسَعْ بغُبْرِ
هُنَالك كان غيثَ حَيًا تَلاقَتْ
يَدَاهُ في جَنَابٍ غيرِ وَعْرِ
وأحْيَا من مُخَبَّأَةٍ حَيَاءً
وأجرأُ من أبي شِبْلٍ هِزَبْرِ
هَرِيتِ الشِّدْق ريِبالٍ إذا مَا
عدَا لم تُنْهَ عَدْوَته بزجْرِ
تَدِينُ الجَاذِياتُ له إذا مَا
سمعنَ زئيرَهُ في كُلّ فَجْرِ
فإمّا يُمْسِ في جَدَثٍ ضَريحٍ
بمُغَبّرٍ من الأرواح قفْرِ
فقد يَعْصَوصِبُ الجَادُون مِنْه
بأرْوَع ماجِدِ الأعْراقِ غَمْرِ
إذا ما الضَّيفُ حَلَّ على ذَراهُ
تلقَّاهُ بوَجْهٍ غير بَسْرِ
ندًى صافٍ يَبِينُ العِتْقُ فيه
يُبَيِّنُ قُبْلَ مَقْدَعةٍ ونُكْرِ
تُفَرَّجُ بالنَّدَى الأبوابُ عنهُ
ولا يكْتَنُّ دُونَهُمُ بسِتْرِ
دَهاَني الحادثاتُ بِهِ فأمسَتْ
عَلَىّ هُمُومُها تَغْدُو وتَسْري
النسائي
الحمدان
09-02-2024, 04:10 PM
أَقولُ لَهُ وَالدَمعُ مِنّي كَأَنَّهُ
جُمانٌ وَهيَ مِن سِلكِهِ مُتَبادِرُ
أَلا أَيُّها الناعي اِبنَ زَينَبَ غُدوَةً
نَعَيتَ النَدى دارَت عَلَيكَ الدَوائِرُ
فَظِلْتُ كأنّي أغُبِطَتْ بجبَالهَا
عليّ بأعْلَى المُقْرحين العواقِرُ
لَعَمري لَقَد أَمسى قِرى الضَيف عاتِماً
بِذي الفَرشِ لَمّا غَيَّبَتكَ المَقابِرُ
إِذا سَوَّفوا نادَوا صَداكَ وَدونَهُ
صَفيحٌ وَخَوّارٌ مِنَ التُربِ مائِرُ
يُنادونَ مَن أَمسى تَقَطَّعُ دونَهُ
مِنَ البُعدِ أَنفاسُ الصَدورِ الزَوافِرُ
فَقومي اِضرِبي عَينَيكِ يا هِندُ لَن تَرَي
أَباً مِثلَهُ تَسمو إِلَيهِ المَفاخِرُ
وَكُنتِ إِذا فاخَرتِ أَسمَيتِ والِداً
يَزينُ كَما زانَ اليَدَينِ الأَساوِرُ
فَإِن تَعوِليهِ تَشفِ يَومَ عَويلِهِ
غَليلَكِ أَو يَعذِركَ بِالنَوحِ عاذِرُ
وَتُحزِنكِ لَيلاتٌ طِوالٌ وَقَد مَضَت
بِذي الفَرشِ لَيلاتٌ تَسُرُّ قَصائِرُ
فَلَقّاكِ رَبٌّ يَغفِرُ الذَنبَ رَحمَةً
إِذا بُلِيَت يَومَ الحِسابِ السَرائِرُ
إِذا ما اِبنُ زادِ الرَكبِ لَم يُمسِ لَيلَةً
قِفا صَفَرٍ لَم يَقرَبِ الفَرشَ زائِرُ
وَقَد عَلَّمَ الأَقوامَ أَنَّ بَناتَهُ
صَوادِقُ إِذا يَندُبنَهُ وَقَواصِرُ
الخارجي
الحمدان
09-02-2024, 04:10 PM
أَلا أَيُّها الباكي أَخاهُ وَإِنَّما
يُبَكّى بِيَومِ الفَدفَدِ الأَخَوانِ
أَخي يَومَ أَحجارِ الثُمامِ بَكَيتُهُ
وَلَو حُمَّ يَومي قَبلَهُ لَبَكاني
تَداعَت بهِ أَيّامهُ وَاِختَرَمنَهُ
وَأَبَقَينَ لي شَجواً بِكُلِّ مَكانِ
فَلَيتَ الَّذي يَنعى سُلَمانَ غَدوَةً
بَكى عِندَ قَبري مِثلَها وَنَعاني
وَلَو قُسِمَت في الجِنِّ وَالإِنسِ لَوعَتي
عَلَيهِ بَكى مِن حَرِّها الثَقَلانِ
وَلَو كانَتِ الأَيّامُ تَطلُبُ فِديَةً
إِلَيهِ وَصَرفُ الدَهرِ ما أَلواني
الخارجي
الحمدان
09-02-2024, 04:11 PM
أَعَينَيَّ جودا بِالدُموعِ وَأَسعِدا
بَني رَحِمٍ ما كانَ زَيدٌ يُهينُها
وَلا زَيدَ إِلّا أَن يَجودَ بِعَبرَةٍ
عَلى القَبرِ شاكي نَكبَةٍ يَستَكينُها
وَما كُنتَ تَلقى وَجهَ زَيدٍ بِبَلدَةٍ
مِنَ الأَرضِ إِلّا وَجهُ زَيدٍ يَزينُها
لَعَمرُ أَبي الناعي لَعَمَّت مُصيبَةٌ
عَلى الناسِ وَاِختَصَّت قُصَيّا رَصينُها
وَأَنّى لَنا أَمثالُ زَيدٍ وَجَدُّهُ
مُبَلِّغُ آياتِ الهُدى وَأَمينُها
وَكانَ حَليفَيهِ السَماحَةُ وَالنَدى
فَقَد فارَقَ الدُنيا نَداها وَلينُها
غَدَت غُدوَةً تَرمي لُؤَيُّ بنُ غالِبٍ
بِجَعدِ الثَرى فَوقَ اِمرِئٍ ما يَشينُها
أَغَرُّ بِطاحِيُّ بَكَت مِن فُراقِهِ
عُكاظُ فَبَطحاءُ الصَفا فَحَجونُها
فَقُل لِلَّتي يَعلو عَلى الناسِ صَوتُها
أَلا لا أَعانَ اللَهُ مَن لا يُعينُها
وَأَرمَلَةٍ تَبكي وَقَد شُقَّ جَيبُها
عَلَيهِ فَآبَت وَهيَ شُعثٌ قُرونُها
وَلَو فَقِهَت ما يَفقَهُ الناسُ أَصبَحَت
خَواشِعَ أَعلامُ الفَلاةِ وَعينُها
نَعاهُ لنا الناعي فَظَلنا كَأَنَّنا
نَرى الأَرضَ فيها آيَةَ حانَ حينُها
وَزالَت بِنا أَقدامُنا وَتَقَلَّبَت
ظُهورُ رَوابيها بِنا وَبُطونُها
وَآبَ أولو الأَلبابِ مِنّا كَأَنَّما
يَرَونَ شِمالاً فارَقَتَها يَمينُها
سَقى اللَهُ سُقيا رَحمَةٍ تُربَ حُفرَةٍ
مُقيمٍ عَلى زَيدٍ ثَراها وَطينُها
الخارجي
الحمدان
09-02-2024, 04:11 PM
سَقى اللَهُ أَطلالاً بِأَكثِبَةِ الحِمى
وَإِن كُنَّ قَد أَبدَينَ لِلناسِ ما بِيا
مَنازِل لَو مَرَّت بِهِنَّ جَنازَتي
لَقالَ الصَدى يا حامِلَيَّ اِربَعا بِيا
الخارجي
الحمدان
09-02-2024, 04:11 PM
بكت أن رأت أطلالَ هند تبدَّلت
بها ساكناً جاراتُ هند فَظِيرُها
فأحزَنَ من لم يبكِ هنداً وهيَّجت
لي الذكرَ دارٌ قد تولَّت عصورُها
إذا الدار لم تُضرَب بستر ولم تكن
على أم عمارٍ تلطُّ ستورُها
فلا يَعلَمَن جاراتُ هندٍ بخلّة
سِواها ويقعُد راشداً من يزُورُها
وكانت إذا ما أصبح الفقرُ والغنى
خصيمين لم يغلب غناها فقيرُها
وكانت متى ما تفعل الخيرَ لا تقُل
فعلتُ ولا يُسمع لديه زفيرُها
وكانت تُري الجارات أنّ كثيرَها
قليلٌ وتَدعوه قليلاً كثيرُها
وكانت ترى أن تعصيَ الزوج مُنكراً
وإن عُصِيَت كانت قليلاً نكيرُها
فلو علمت ملحودةُ القبر من غدا
إليها ومن أهدى إليها سريرُها
لجاءت تلقاها برحب وأوسعى
عليها إذا صاح البواكي سريرُها
إذا نُفِضَت عنها الأكفُّ فأوسعت
عليك وجلّى غمَّها عنك نورُها
وكانت إذا الآتي أتى القبرَ أنبتت
على ظَهره المرعى أضاءت قعورُها
ولما أتاها الموتُ عدّدن بعدها
خلائق منها لم تكن تسعيرُها
وكانت إذا ما حلّت الدار لم يكُن
بساطاً لأهل الدار إلا حصيرُها
ولو كانت الأخلاق مِلبَزٍّ لم يكُن
لهند من الأخلاق إلا حريرُها
فبانت وولَّت من عشير كأنه
على صبره مسلوب مالٍ عشيرُها
فما استبدلت جارات هند بِجارَةٍ
لهند ولا استغنى بأمٍّ صغيرُها
وقد عجلت الطفل بنت صغيرة
على اللَه إذ فيتَت بهند جبورُها
فإن تبك من حُزن حميدةُ أو تقُم
على القبر بالأنواح حُمرٌ صُدُورُها
يَهُجنا تبكيها وكانت قليلة
مراثٍ إذا لم نبك هنداً يسيرُها
الخارجي
الحمدان
09-02-2024, 04:11 PM
أَبيتُ بِأَبوابِ القَوافي كَأَنَّما
أَصادي بِها سِرباً مِنَ الوَحشِ نُزَّعا
عَواصِيَ إِلّا ما جَعَلتَ وَراءَها
عَصا مِربَدٍ تَغشى وُجوهاً وَاِذرُعا
إِذا خِفَت أَن تُروَى عَلَيَّ رَدَدتُها
وَراءَ التَراقي خِشيَةً أَن تَطَلَّعا
عويف
الحمدان
09-02-2024, 04:12 PM
لاحَ سَحابٌ فَرَأَينا بَرقَهُ
ثُمَّ تَدانَى فَسَمِعنا صَعقَهُ
وَراحَتِ الريحُ تُزَجّي بُلقَهُ
وَدُهمَهُ ثُمَّ تُزَجّي وُرقَهُ
ذاكَ سَقى قَبراً فَرَوّى وَدقَهُ
قَبرُ اِمريءٍ عَظَّمَ رَبّي حَقَّهُ
قَبرُ سُلَيمانَ الَّذي مَن عَقَّهُ
وَجَحَدَ الخَيرَ الَّذي قَد بَقَّهُ
في المُسلِمينَ جِلّهُ وَدِقّهُ
فارَقَ في الجُحودِ مِنهُ صِدقَهُ
قَد اِبتَلى اللَهُ بِخَيرٍ خَلقَهُ
أَلقى إِليَّ خَيرِ قُرَيشٍ وَسقَهُ
يا عُمَر الخَيرِ المُلَقّى وَفقَهُ
سُمّيتَ بِالفاروقِ فَاِفرُق فَرقَهُ
وَاِرزُق عِيالَ المُسلِمينَ رِزقَهُ
وَاِقصِد إِلى الجودِ وَلا تَوَقَّهُ
بَحرُكَ عَذبُ الماءِ ما أَعَقَّهُ
رَبُّكَ فَالمَحرومُ مَن لَم يُسقَهُ
عويف
الحمدان
09-02-2024, 04:12 PM
أَجِبني أَبا حَفصٍ لَقيتَ
مُحَمَّداً
عَلى حَوضِهِ مُستَبشِراً وَرآكا
فَأَنتَ اِمرُؤٌ كِلتا يَدَيكَ مُفيدَةٌ
شِمالُكَ خَيرٌ مِن يَمينِ سِواكا
عَلامَ حِجابي زادَكَ اللَهُ رِفعَةً
وَفَضلاً وَماذا لِلحِجابِ دَعاكا
بَلَغتَ مَدى المُجرِمينَ قَبلَكَ إِذ جَروا
وَلَم يَبلُغِ المُجرونَ بَعدُ مَداكا
فَجَدّاكَ لا جَدَّينِ أَكرَمُ مِنهُما
هُناكَ تَناهى المَجدُ ثُمَّ هُناكا
عويف
الحمدان
09-02-2024, 04:12 PM
عَهدي بِقَومي في السِنينِ إِذا
قُحِطَ الزَمانُ قُدورَهُم تَغلي
نيرانُهُم عَلَمٌ لِجارِهُمُ
يَأَتَمُّ بِالنيرانِ في المَحلِ
فَغَبَرتُ في قَومٍ يَرونَ لَهُم
فَضلاً عَلى الأَقوامِ بِالبُخلَ
مَن جاءَ لاموهُ وَمَن بَخِلَت
كَفّاهُ بِالمَعروفِ وَالفَضلِ
حَمِدوا نَثاهُ وَقالَ قائِلُهُم
حَسنُ المُروءَةِ جَيِّدِ العَقلِ
عويف
الحمدان
09-02-2024, 04:13 PM
لَولا جَريرٌ هَلَكَت بِجيلِهِ
نِعمَ الفَتى وَبَئِسَتِ القَبيلَة
عويف
الحمدان
09-02-2024, 04:13 PM
أَلا أَيُّها الناهي فَزارَةَ بَعدَما
أَجَدَّت لِغَزوٍ إِنَّما أَنتَ حالِمُ
أَرى كُلَّ ذي تَبلٍ كَريمٌ يَهُمُّهُ
وَيَمنَعُ مِنهُ النَومَ إِذ أَنتَ نائِمُ
وَقُلتُ لِفِتيانٍ مَصاليتٍ إِنَّكُم
قُدامى وَإِنَّ العَيشَ لا هُوَ دائِمُ
قُعُوا وَقعَةً َِن يَحيَ لا يُخزَ بَعدَها
وَمَن يَجتَزِم لا تَتِّبِعهُ المَلاوِمُ
وَهَل أَنتَ إِن باعَدتَ نَفسَكَ مِنهُمُ
لِتَسلَمَ فيما بَعدَ ذلِكَ سالِمُ
عويف
الحمدان
09-02-2024, 04:13 PM
أَلَمَّت خُناسُ وَإِلمامُها
أَحاديثُ نَفسٍ وَأِحلامَها
يَمانِيَّةٌ مِن بَني مالِكٍ
تَطاوَلَ في المَجدِ أَعمامُها
وَإِنَّ لَنا أَصلَ جُرثومَةٍ
تَرُدُّ الحَوادِثَ أَيّامُها
تَرُدُّ الكَتيبَةَ مَغلولَةً
بِها أَفنُها وَبِها آمُها
عويف
الحمدان
09-02-2024, 04:14 PM
مَنا اللَهُ أَن أَلقى حُمَيدَ بنَ بَحدَلٍ
بِمَنزِلَةٍ فيها إِلى النِصفِ مُعلَما
لَكيما نُعاطيهِ وَنَبلُوَ بَينَنا
سُريجِيَّةً يُعجِمنَ في الهامِ مُعجَما
أَلا لَيتَ أَنّي صادَفَتني مَنِيَّتي
وَلَم أَرَ قَتلى العامِ يا أُمَّ أَسلَما
وَلَم أَرَ قَتلى لَم تَدَع لي بَعدَها
يَدَينِ فَما أَرجو مِنَ العَيشِ أَجذَما
وَأُقسِمُ ما لَيثٌ بِخُفّانَ خادِرٌ
بِاِشجَعَ مِن جَعدٍ جَناناً وَمُقدَما
عويف
الحمدان
09-02-2024, 04:14 PM
فَسائِلُ جَحجَبي وَبَني عَدِيٍّ
وَتيمَ اللاتِ مَن عَقَدَ الخِزاما
فَأَنَّا قَد جَمَعنا جَمعَ صِدقٍ
يُفَرِّجُ عَن مَناكِبِهِ الزِحاما
عويف
الحمدان
09-02-2024, 04:14 PM
صَحِبناهُم غَداةَ بَناتِ قينٍ
مَلمَلَةً لَها لَجبٌ طَحونا
كَأَنَّ الخَيلَ يَومَ بِناتِ قينٍ
يُرينَ وَلاءَهُم ما يَبتَغينا
عويف
الحمدان
09-02-2024, 04:14 PM
حاجَيتُكُم يا بَني اللَخناءِ أَينَ أَنا
في حَيصَ بيصَ عَلى الصَلعاءِ فَاِبغَوني
أَفٍ لَكُم وَلَعَقلٍ بَينَ أَضلُعِكُم
ماذا وَثِقتُم بِهِ مِنّي وَمِن دِيني
مَن أَفلَسِ الناسِ مِن دينٍ وَمِن حَسَبِ
وَأَظلَمِ الناسِ طُرّاً لِلمَساكينِ
عويف
الحمدان
09-02-2024, 04:15 PM
وَلَيسَ بِعَدلٍ إِن سَبَبتُ مُقاعِساً
بِئابائِيَ الشُمِّ الكِرامِ الخَضارِمِ
وَلَكِنَّ عَدلاً لَو سَبَبتُ وَسَبَّني
بَنو عَبدِ شَمسٍ مِن مَنافٍ وَهاشِمِ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:15 PM
وَمِن عَجَبِ الأَيّامِ وَالدَهرِ أَن تُرى
كُلَيبٌ تَبَغّى الماءَ بَينَ الصَرائِمِ
فَيا ضَبَّ إِن جارَ الإِمامَ عَلَيكُمُ
فَجوروا عَلَيهِ بِالسُيوفِ الصَوارِمِ
أَما فيكُمُ وَفدٌ وَلا فاتِكٌ بِهِ
فَماذا الَّذي تَرجونَ عِندَ العَظائِ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:15 PM
ما نَحنُ إِن جارَت صُدورُ رِكابِنا
بِأَوَّلِ مَن غَرَّت هِدايَةُ عاصِمِ
أَرادَ طَريقَ العُنصُلَينِ فَياسَرَت
بِهِ العيسُ في نائي الصُوى مُتَشائِمِ
وَكَيفَ يَضِلُّ العَنبَرِيُّ بِبَلدَةٍ
بِها قُطِعَت عَنها سُيورُ التَمائِمِ
وَلَو كانَ في غَيرِ الفَلاةِ وَجَدتُهُ
خَتوعاً بِأَعناقِ الجِياءِ التَوائِمِ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:15 PM
لَو أَنَّ حَدراءَ تَجزيني كَما زَعَمَت
أَن سَوفَ تَفعَلُ مِن بَذلٍ وَإِكرامِ
لَكُنتُ أَطوَعُ مِن ذي حَلقَةٍ جُعِلَت
في الأَنفِ ذَلَّ بِتَقوادٍ وَتَرسامِ
عَقيلَةٌ مِن بَني شَيبانَ تَرفَعُها
دَعائِمُ لِلعُلى مِن آلِ هَمّامِ
مِن آلِ مُرَّةَ بَينَ المُستَضاءِ بِهِم
مِن بَينِ صيدٍ مَصاليتٍ وَأَحكامِ
بَينَ الأَحاوِصِ مِن كَلبٍ مُرَكَّبُها
وَبَينَ قَيسِ اِبنِ مَسعودٍ وَبِسطامِ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:16 PM
أَلَستُم عائِجينَ بِنا لَعَنّا
نَرى العَرَصاتِ أَو أَثَرَ الخِيامِ
فَقالوا إِن فَعَلتَ فَأَغنِ عَنّا
دُموعاً غَيرَ راقِيَةِ السِجامِ
فَكَيفَ إِذا رَأَيتُ دِيارَ قَومي
وَجيرانِن لَنا كانوا كِرامِ
أُكَفكِفُ عَبرَةَ العَينَينِ مِنّي
وَما بَعدَ المَدامِعِ مِن كَلامِ
سَيُبلِغُهُنَّ وَحيُ القَولِ عَنّي
وَيُدخِلُ رَأسَهُ تَحتَ القِرامِ
أُسَيِّدُ ذو خُرَيِّطَةٍ نَهاراً
مِنَ المُتَلَقِّطي قَرَدَ القُسامِ
فَقُلنَ لَهُ نُواعِدُهُ الثُرَيّا
وَذاكَ عَلَيهِ مُرتَفِعُ الزِحامِ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:16 PM
أَبَني لُجَيمٍ إِنَّكُم أَلجَمتُمُ
فَلَمَن يُجاريكُم أَشَدُّ لِجامِ
فَأَساً تُصيبُ لَهاتَهُ يَلقى الَّذي
تَلقى نَواجِذُهُ أَشَدَّ زِحامِ
فَلَأَمدَحَنَّ بَني حَنيفَةَ مِدحَةً
بِالحَقِّ أَهلَ رَواجِحِ الأَحلامِ
سَبَقوا إِذا اِستَبَقَت مَعَدٌّ بِالَّتي
سَمَقَت مَكارِمُها عَلى الرَقوامِ
فَبَنو حَنيفَةَ يَمنَعونَ نِسائَهُم
بِسُيوفِ مُهتَضِمِ العُداةِ كِرامِ
قَومٌ وَأُمِّكَ ما تُسَلُّ سُيوفُهُم
إِلّا لِيَومِ مَنِيَّةٍ وَحِمامِ
القاتِلونَ مُلوكَ كُلِّ قَبيلَةٍ
وَالجوعُ قَد قَتَلوهُ بِالإِطعامِ
وَالضارِبونَ الكَبشَ يَبرُقُ بَيضُهُ
وَالمُثبِتونَ مَواطِئَ الأَقدامِ
فَلَوَ أَنَّهُ مَطَرُ السَماءِ لِعُصبَةٍ
بِالمَجدِ قَد سَبَقوا بِكُلِّ غَمامِ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:16 PM
لَو شِئتُ لُمتُ بَني زَبينَةَ صادِقاً
وَمَطِيَّتي لِبَني زَبينَةَ أَلوَمُ
نَزَلَت بِمائِهِمُ وَتَحسِبُ رَحلَها
عَنها سَيَحمِلُهُ السَنامُ الأَكوَمُ
زَعَمَت زَبينَةُ أَنَّما أَموالُها
غَنَمٌ وَلَيسَ لَها بَعيرٌ يُعلَمُ
فَسَتَعلَمونَ إِذا نَطَقتُ بِحُجَّتي
أَنّي وَأَيُّ بَني زَبينَةَ أَظلَمُ
لَو يَعلَموا حَسَبَ المُنيخِ إِلَيهِمُ
وَعَلى بُيوتِهِمُ الطَريقُ اللَهجَمُ
لَو كانَ وَسطَ بَني زَبينَةَ عاصِمٌ
وَالعَوسَرانُ وَذو الطِعانِ الأَجذَمُ
أَمَروا زَبينَةَ إِذ أَنَختُ إِلَيهِمُ
بِالباقِياتِ وَبِالَّتي هِيَ أَكرَمُ
وَأَبيكَ ما حَمَلوا المُكِلَّ وَلا اِتَّقوا
نابَينَ ضَمَّهُما إِلَيهِ الأَرقَمُ
مَن يَجرَحا فَكَأَنَّما يُرمى بِهِ
مِن حَيثُ يَرتَفِعُ الشَبوبُ الأَعصَمُ
لَو أَنَّ كابِيَةَ اِبنَ حُرقوصٍ بِهِم
نَزَلَت قَلوصي وَهيَ جِذوَتُها الدَمُ
حَمَلوا مُرَدَّفَةَ الرِحالِ وَلَم يَكُن
حَمَلاً لِكابِيَةَ العَتودُ الأَزنَمُ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:17 PM
أَبلِغ مُعاوِيَةَ الَّذي بِيَمينِهِ
أَمرُ العِراقِ وَأَمرُ كُلَّ شَآمِ
إِنَّ الهُمومَ وَجَدتَها حينَ اِلتَقَت
في الصَدرِ طارِقِهُنَّ غَيرُ نِيامِ
يَسهَرنَ مَن طَرَقَ الهُمومُ فُؤادَهُ
وَيَرومُ وارِدُهُنَّ كُلَّ مَرامِ
يَأمُرنَني بِنَدى مُعاوِيَةَ الَّذي
قادَ اِبنُ خَمسَتِهِ لِكُلِّ لُهامِ
أَو يَستَقيمَ إِلى أَبيهِ فَإِنَّهُ
ضَوءُ النَهارِ جَلا دُجى الأَظلامِ
غَمَرَ الخَلائِفَ قَبلَهُ وَهُوَ الَّذي
قَتَلَ النِفاقَ أَبوهُ بِالإِسلامِ
وَرِثوا تُراثَ مُحَمَّدٍ كانوا بِهِ
أَولى وَكانَ لَهُم مِنَ الأَقسامِ
لَمّا تُخوصِمَ في الخِلافَةِ بِالقَنا
وَبِكُلِّ مُختَضَبِ الحَديدِ حُسامِ
كانَت خِلافَتُها لِئالِ مُحَمَّدٍ
لِأَبي الوَليدِ تُراثُها وَهِشامِ
أَخلِص دُعاءَكَ تَنجُ مِمّا تَتَّقي
لِلَّهِ يَومَ لِقائِهِ بِسَلامِ
وَهُوَ الَّذي اِبتَدَعَ السَماءَ وَأَرضَها
وَرَسولَهُ وَخَليفَةَ الآنامِ
مَلِكٌ بِهِ قُصِمَ المُلوكُ وَعِندَهُ
عِلمُ الغُيوبِ وَوَقتُ كُلِّ حِمامِ
أَرجو الدُعاءَ مِنَ الَّذي تَلَّ اِبنَهُ
لِجَبينِهِ فَفَداهُ ذو الإِنعامِ
إِسحاقُ حَيثُ يَقولُ لَمّا هابَهُ
لِأَبيهِ حَيثُ رَأى مِنَ الأَحلامِ
أَمضي وَصَدِّق ما إِمِرتَ فَإِنَّني
بِالصَبرِ مُحتَسِباً لِخَيرُ غُلامِ
إِنَّ المُبارَكَ كانَ حَيثُ جَعَلتَهُ
غَيثُالفَقيرِ وَناعِشَ الأَيتامِ
وَلَتَعلَمَنَّ مَنِ الكَذوبُ إِذا اِلتَقى
عِندَ الإِمامِ كَلامُهُم وَكَلامي
قالَ الَّذي يَروي عَلَيَّ كَلامَهُم
الطارِحاتِ بِهِ عَلى الأَقدامِ
هَل يَنتَهي زَجَلٌ وَلَم تَعمِد لَهُ
مِثلَ الَّذي وَقَعَت بِذي الأَهدامِ
شَنعاءُ جادِعَةُ الأُنوفِ مُذِلَّةٌ
كانَت لَهُ نَزَلَت بِكُلِّ غَرامِ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:17 PM
إِلَيكَ سَبَقتُ اِبنَي فَزارَةَ بَعدَما
أَرادَ ثَوايَ في حِلاقِ الأَداهِمِ
فَقُلتُ أَلَيسَ اللَهُ قَبلَكُما الَّذي
كَفاني زِياداً ذا العُرى وَالشَكائِمِ
سَبَقتُ إِلى مَروانَ حَتّى أَتَيتُهُ
بِساقَيَّ سَعياً مِن حِذارِ الجَرائِمِ
فَكُنتُ كَأَنّي إِذ أَنَختُ فِنائَهُ
عَلى الهَضبَةِ الخَلقاءِ ذاتِ المَخازِمِ
تَزَلُّ مِنَ الأَروى إِذا ما تَصَعَّدَت
إِلَيها لِتَلقاها ظُلوفُ القَوائِمِ
بِها تَمنَعُ البيضَ الأُنوقَ وَدونَها
نَفانِفُ لَيسَ تُرتَقى بِالسَلالِمِ
وَجَدتُ لَكَ البَطحاءُ لَمّا تَوارَثَت
قُرَيشٌ تُراثَ الأَطيَبينَ الأَكارِمِ
وَإِنَّ لَكُم عيصاً أَلَفَّ غُصونُهُ
لَهُ ظِلُّ بَيتي عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ
فَكَم لَكَ مِن ساقٍ وَدَلوٍ سَجيلَةٍ
إِلَيكَ لَها الحَوماتُ ذاتُ القَماقِمِ
فَلَو كانَ مِن أَولادِ دارِمَ مَلأَكٌ
حَمَلتَ جَناحَي مَأَكٍ غَيرَ سائِمِ
مِنَ الحَمدِ وَالتَسبيحِ لِلَّهِ ما جَرَت
إِلى الغَورِ أَدراجَ النُجومِ التَوائِمِ
وَلَو كانَ بَعدَ المُصطَفى مِن عِبادِهِ
نَبِيٌّ لَهُم مِنهُم لِأَمرِ العَزائِمِ
لَكُنتَ الَّذي يَختارُهُ اللَهُ بَعدَهُ
لِحَملِ الأَماناتِ الثِقالِ العَظائِمِ
لَكُم أَبطَحاها الأَعظَمانِ وَسَيلُها
لَكُم حينَ يَرمي مَوجُها بِالعَلاجِمِ
تُراثُ أَبي العاصي لُؤَيِّ اِبنِ غالِبٍ
عَلى أَنفِ راضٍ مِن مَعَدٍّ وَراغِمِ
وَرِثتُم خَليلَ اللَهِ كُلَّ خِزانَةً
وَكُلَّ كِتابٍ بِالنُبُوَّةِ قائِمِ
بِحُكمِ الَّذي فَوقَ السَمَواتِ عَرشُهُ
بِما في ثَرى سَبعٍ مِنَ الأَرضِ عالِمِ
أَرى كُلَّ حَيٍّ حَيُّكُم فاضِلٌ لَهُ
وَأَمواتُكُم خَيرُ الشُعوبِ الأَقادِمِ
إِلَيكَ وَطِئنا الثَلجَ يَنثُرُ فَوقَنا
وَنَكباءُ تَلقانا بُرودَ الشَبائِمِ
مُشَمِّرَةً بَينَ الصَبا وَشِمالِها
تَجُرُّ نَواحيها رُؤوسَ المَخارِمِ
لَنَلقاكَ وَاللاقيكَ يَعلَمُ أَنَّهُ
سَيَأخُذُ إِن أَعطَيتَهُ حَبلَ عاصِمِ
وَحَبلُكَ حَبلُ اللَهِ مَن يَعتَصِم بِهِ
إِذا نالَهُ يَأخُذ بِهِ حَبلَ سالِمِ
أَبوكَ أَبو العاصي وَحَربٌ كِلاهُما
أَبو الخُلَفاءِ المُصطَفَينَ الأَكارِمِ
إِذا هُنَّ بَلَّغنَ الرِجالَ فَقُيِّدَت
إِذا حُلَّ عَنها بِالسُيوفِ الصَوارِمِ
إِلى مُنتَهى الحاجاتِ لَيسَ وَرائَهُ
وَلا دونَهُ لِلراقِصاتِ الرَواثِمِ
مُناخٌ لِأَهلِ الأَرضِ يَجمَعُ بَينَهُم
لِمُطَّلِبي الحاجاتِ غُبرُ المَخارِمِ
أُنِخنَ إِلى خَيرِ البَرِيَّةِ ضُمَّراً
دَوامِيَ مِن أَصلابِها وَالمَناسِمِ
سَيُدنيكُمُ التَأويبُ مِن خَيرِ مَن مَشى
إِلَيهِ وَجَرّى بِالسُرى كُلَّ نائِمِ
وَشَهباءُ مِهيافٌ شَديدٌ ضَريرُها
تَحُلُّ بِراميها عُقودَ التَمائِمِ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:17 PM
أَناخَ إِلَيكُم طالِبٌ طالَ ما نَأَت
بِهِ الدارُ دانٍ بِالقَرابَةِ عالِمِ
تَذَكَّرَ أَينَ الجابِرونَ قَناتَهُ
فَقالَ بَنو عَمّي أَبانُ اِبنُ دارِمِ
رَمَوا لِيَ رَحلي إِذ أَنَختُ إِلَيهِمُ
بِعُجمِ الأَوابي وَاللِقاحِ الرَوايِمِ
وَقالوا اِبنُ لَيلى سَوفَ يَضمَنُ لِلَّتي
بِها يُطلَقُ الجاني شَديدُ الشَكائِمِ
لَهُم عَدَدٌ في قَومِهِم شافِعُ الحَصى
وَدَثرٌ مِنَ الأَنعامِ غَيرُ الأَصارِمِ
فَإِنّي وَإِيّاهُم كَذي الدَلوِ أَورَدَت
عَلى مائِحٍ مَن يَأتِهِ غَيرُ لائِمِ
تَجاوَزتُ أَقواماً إِلَيكُم وَإِنَّهُم
لَيَدعونَني فَاِختَرتُكُم لِلعَظائِمِ
وَكُنتُم أُناساً كانَ يُشفى بِمالِكُم
وَأَحلامِكُم صَدعُ الثَأى المُتَفاقِمِ
هُمُ ما هُمُ عِندَ الحَفيظَةِ وَالقِرى
وَضَربِ كِباشِ القَومِ فَوقَ الجَماجِمِ
وَإِنَّ مُناخي فيكُمُ سَوفَ يَلتَقي
بِهِ الرَكبُ مِن نَجدٍ وَأَهلِ المَواسِمِ
وَأَينَ مُناخي بَعدَكُم إِن نَبَوتُمُ
عَلَيَّ وَهَل تَنبو ظُباطُ الصَوارِمِ
أَلَيسَ أَبي أَدنى أَباكُم وَأَنتُمُ
بِما كانَ يَلقى سَيفُهُ كُلَّ جارِمِ
فَما إِخوَةٌ مِنّا نُبايِعُكُم بِهِم
بِحَبسٍ عَلى المَولى وَتَنكيلِ ظالِمِ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:18 PM
ما اِبنُ سُلَيمٍ سائِراً بِجِيادِهِ
إِلى غارَةٍ إِلّا أَفادَكَ مَغنَما
إِذا ما تَرَدّى عابِساً فادَ سَيفُهُ
دِماءً وَيُعطي مالَهُ إِن تَبَسَّما
يَكُرُّ بِأَسلابِ المُلوكِ وَبِالمَها
وَبِالخَيلِ لا يَصهُلنَ إِلّا تَحَمحُما
أَلا رُبَّ يَومٍ داجِنِ اللَيلِ كاسِفٍ
تَراهُ مِنَ التَأجيجِ وَالرَهجِ مُظلِما
لَهُ رَهَجٌ عالي الزُهاءَ كَأَنَّهُ
غَيابَةُ دَجنٍ ذي طَخاءٍ تَغَيَّما
تَرى حَدَقَ الأَبطالِ فيهِ كَأَنَّما
تُكَحَّلُ جادِيّاً مَدوفاً وَعَندَما
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:18 PM
أَخَذنا بِالنُجومِ عَلى كُلَيبٍ
وَبِالقَمَرِ الَّذي جَلّى الغَماما
عَلى عَهدِ اِبنِ مَريَمَ كانَ قَومي
هُمُ الفَرعَ المُقَدَّمَ وَالسَناما
إِذا سامَت تَميمٌ يَومَ هَيجا
سَمَوا بي لا أَلَفَّ وَلا كَهاما
أَخو حَربٍ أَقومُ لَها مِضَمٌّ
إِذا كَرِهَ المُزَجَّونَ الضِماما
بِكُلِّ طِمِرَّةٍ وَبِكُلِّ طَرفٍ
يَدُقُّ شَكيمَ ناجِذِهِ اللِجاما
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:18 PM
لَمّا أَتانا المُشفِقونَ فَأَنذَروا
أَميرَينِ مَخشِيّاً عَلَينا رَداهُما
وَقالَت أَلا طُف في صَديقِكَ فَاِلتَمِس
شُعَيبَينِ يَربو ساعَةً مَن سَقاهُما
جَزى اللَهُ عَنّا اِبنَي عُمَيرَةَ إِذ نَأَت
أَقارِبُنا خَيراً إِذا ما جَزاهُما
هُما مَتَّعانا حينَ رُحنا عَشِيَّةً
بِخِبرَينِ لَم يُنفَس عَلَينا جَداهُما
بِخِبرَينِ وَفراوَينِ صَيدٍ وَلَيسَتا
بِضَأنٍ وَلَم تُخرَز بِغَرفٍ كِلاهُما
كَأَنَّهُما قَلتا صَفاً أَتأَقَتهُما
سُعودُ الثُرَيّا ما يَبُضُّ نَداهُما
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:18 PM
إِذا الأُسدُ ماسَت في الحَديدِ وَسَوَّمَت
تَميمٌ وَجاءَت بِالبُحورِ الخَضارِمِ
فَما الناسُ في حَيَّيهِما غَيرُ حُشوَةٍ
إِذا سَكَنَ الأَصواتُ غَيرَ الغَماغِمِ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:19 PM
أَلَم يَكُ قَتلُ عَبدِ القَيسِ ظُلماً
أَبا حَفصٍ مِنَ الحُرَمِ العِظامِ
قَتيلُ عَداوَةٍ لَم يَجنِ ذَنباً
يُقَطَّعُ وَهوَ يَهتِفُ بِالأَمامِ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:19 PM
ما أَنتَ إِن قَرما تَميمٍ تَساوَيا
أَخا التَيمِ إِلّا كَالشَظِيَّةِ في العَظمِ
وَلَو كُنتَ مَولى العِزِّ أَو في ظِلالِهِ
ظَلَمتَ وَلَكِن لا يَدَي لَكَ بِالظُل
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:19 PM
أَلَم تَرَ أَنّا يَومَ حِنوِ ضَرِيَّةٍ
حَمَينا وَقُلنا السَبيُ لا يُتَقَسَّمُ
ضَرَبنا بِأَكنافِ السَماءِ بُيوتَنا
عَلى ذِروَةٍ أَركانُها لا تُهَدَّمُ
حَلَبنا بِأَخلافِ السَماءِ عَلَيهِمُ
شَآبيبُ مَوتٍ تَستَهِلُّ وَتَرزِمُ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:19 PM
إِنَّ الَّذي أَعطى الرِجالَ حُظوظَهُم
عَلى الناسِ أَعطى خِندِفاً بِالخَزائِمِ
لِخِندِفَ قَبلَ الناسِ بَيتانِ فيهِما
عَديدُ الحَصى وَالمَأثُراتِ العَظائِمِ
أَخَذتُ عَلى الناسِ اِثنَتَينِ لِيَ الحَصى
مَعَ المَجدِ ما لي فيهِما مِن مُخاصِمِ
أَبونا خَليلُ اللَهِ وَاِبنُ خَليلِهِ
أَبونا أَبو المُستَخلَفينَ الأَكارِمِ
وَما أَحَدٌ مِن فَخرِنا بِالَّذي لَنا
عَلى الناسِ مِمّا يَعرِفونَ بِراغِمِ
وَهَل مِن أَبٍ في الناسِ يَدعونَ بِاِسمِهِ
لَهُ اِبنانِ كانا مِثلَ سَعدٍ وَدارِمِ
إِذا ما هَبَطنا بَلدَةً كانَ أَهلُها
بِها وُلِدوا يَظعَن بِها كُلُّ جارِمِ
لَنا العِزُّ مَن تَحلُل عَلَيهِ بُيوتُنا
يَمُت غَرَقاً أَو يَحتَمِل أَنفَ راغِمِ
فَإِنَّ بَني سَعدٍ هُمُ اللَيلُ فيهِمُ
حُلومٌ رَسَت وَالظالِمو كُلِّ ظالِمِ
فَإِنَّ بَني سَعدٍ هُمُ الهامَةُ الَّتي
بِها مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلجَماجِمِ
أَبَت لِبَني سَعدٍ جِبالٌ رَسَت بِهِم
شَوامِخُها لا تُرتَقى بِالسَلالِمِ
وَما أَحَدٌ مِمَّن هَجاني عَلِمتُهُ
يَكونُ وَفاءً عِرضُهُ لي بِدائِمِ
وَما كُنتُ أَخشى طَيِّأَن أَن تَسُبَّني
وَهُم نَبَطٌ لَم تَعتَصِب بِالعَمائِمِ
نَبيطُ القُرى لَم تَختَمِر أُمَّهاتُهُم
وَلا وَجَدَت مَسَّ الحَديدِ الكَوالِمِ
وَما يَعلَمُ الطائِيُّ مِمَّن أَبٌ لَهُ
وَلَو سَأَلوا عَن طَيِّئٍ كُلَّ عالِمِ
وَما يَمنَعُ الطائِيُّ إِلّا رَصاصَةٌ
بِها نَقشُ سُلطانٍ عَلى الناسِ قائِمِ
مَتى يَهبِطُ الطائِيُّ أَرضاً وَلَم يَكُن
بِهِ وَشمُ مَوشومٍ يَكُن غُنمَ غانِمِ
مَتى يُمنَعِ الطائِيُّ مِن حَيثُ يَرتَقي
يَكُن مَغنَماً مِن طَيِّئٍ في المَقاسِمِ
وَإِنَّ هِجائي طَيِّئً وَهيَ طَيِّئٌ
نَبيطُ القُرى إِحدى الكِبارِ العَظائِمِ
بَنى اللُؤمُ بَيتاً فَاِستَقَرَّت عِمادُهُ
عَلى طَيِّءِ الأَنباطِ ضَربَةَ لازِمِ
إِذا اِقتَسَمَ اللُؤمَ اللِئامُ وَجَدتُهُ
يَكونُ أَبا الطائِيِّ دونَ العَماعِمِ
وَما طَيِّئٌ وَاللُؤمُ فَوقَ رِقابِهِم
وَلَم تَرِمِ الأَحمالُ عَنها بِرائِمِ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:20 PM
دِيارٌ بِالأُجَيفِرِ كانَ فيها
أَوانِسُ مِثلُ آرامِ الصَريمِ
وَما أَحَدٌ يُساميني بِفَخرٍ
إِذا زَخَرَت بُحورُ بَني تَميمِ
إِلى المُتَخَيَّرينَ أَباً وَخالاً
إِذا نُسِبَ السَميمُ إِلى الصَميمِ
تَرى غُلبَ الفِحالِ لَنا خُضوعاً
إِذا نَهَضَت لِمُفتَخَرٍ قُرومي
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:20 PM
إِنَّ أَمامي خَيرَ مَن وَطِئَ
الحَصى
لِذي هِمَّةٍ يَرجو الغِنى أَو لِغارِمِ
فَقالوا فَعَلنا حَسبُنا اللَهُ وَاِنتَهَوا
جَديلَةَ أَمرٍ يَقطَعُ الشَكَّ عازِمِ
إِذا لَم يَكُن حِصنٌ سِوى الخَيلِ وَالقَنا
يُلاذُ بِهِ وَالمُرهَفاتِ الصَوارِمِ
وَلَمّا مَضَوا عَن خَيرِ سُنَّةِ مَعشَرٍ
وَقامَ سُلَيمانٌ أَتَت خَيرَ قائِمِ
فَأَلقَت لَهُ الأَيّامُ كُلَّ خَبيأَةٍ
عَلى ذِروَةٍ لا تُرتَقى بِالسَلالِمِ
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:20 PM
إِذا دَمَعَت عَيناكَ وَالشَوقُ قائِدُن
لِذي الشَوقِ حَتّى تَستَبينَ المُكَتَّما
ظَلِلتَ تُبَكّي الحَيَّ وَالرَبعُ دارِسٌ
وَقَد مَرَّ بَعدَ الحَيِّ حَولٌ تَجَرَّما
وَشَبَّهتَ رَسمَ الدارِ إِذ أَنتَ واقِفٌ
عَلَيها تَكُفُّ الدَمعَ بُرداً مُسَهَّما
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:21 PM
أَما وَالَّذي ما شاءَ سَدّى لِعَبدِهِ
إِلى اللَهِ يُفضي مَن تَأَلّى وَأَقسَما
لَئِن أَصبَحَ الواشونَ قَرَّت عُيونُهُم
بِهَجرٍ مَضى أَو صُرمِ حَبلٍ تَجَذَّما
لَقَد تُصبِحُ الدُنيا عَلَينا قَصيرَةً
جَميعاً وَما نُفشي الحَديثَ المُكَتَّما
فَقُل لِطَبيبِ الحُبِّ إِن كانَ صادِقاً
بِأَيِّ الرُقى تَشفي الفُؤادَ المُتَيَّما
فَقالَ الطَبيبُ الهَجرُ يَشفي مِنَ الهَوى
وَلَن يَجمَعُ الهِجرانُ قَلباً مُقَسَّما
الفرزدق
الحمدان
09-02-2024, 04:23 PM
يا ليتهُم عَلِموا في القلبِ مَنزلهُم
أو ليتهُم عَلِموا في قلبِ من نزلوا
وليتهُم عَلِموا ماذا نكِنُ لهُم
فرُبما عَمِلوا غيرَ الذي عَمِلوا
....
الحمدان
09-02-2024, 04:31 PM
يقولونَ ما بالُ قلبِكَ واثقاً
وحولكَ أمواجُ المصائبِ تعصِـف
فقلتُ لهُم إنّيْ اعتصمْتُ بخالقي
فمن أيّ شيءٍ يا ترى أتخوَّف
....
الحمدان
09-02-2024, 05:14 PM
البس مع الايام ثوبَ توكُّلٍ
واجعلهُ في سعي الحياة دليلا
فاز الذي اتخذ الكريمَ وكيلَه
وكفى بربِّ العالمين وكيلا
....
الحمدان
09-02-2024, 05:30 PM
الإنسان يأتي بلا شيء
ثم يسعى من أجل كل شيء
ثم يترك كل شيء
ويذهب بلا شيء
ثم يحاسب على كل شيء
رسالتي لك....
الحمدان
09-02-2024, 05:32 PM
أحياناً يمر أناس في حياتنا قدر
ويصبحون أغلى الناس في قلوبنا
عندها نسأل أنفسنا هل نحن نعرفهم
أم أننا ولدنا عندما عرفناهم
سر جاذبية البعض
أنه يحدثك بروحه لا بلسانه
فينتزع فؤادك قبل سمعك
هذا ما يسموونه دفء الأرواح
فهناك أرواح كالسحاب
صمتهم ظل
وكلماتهم ستظل حتى آخر العمر
رسالتي لك....
الحمدان
09-02-2024, 05:33 PM
إنْ تسمعي طرقَ بابٍ ثمّ لم تجدي
شخصًا فذاكَ لأنّي لم أجد عُذرَا
صدري مناجمُ فحمٍ في حرائقهِ
فكيفَ أكتبُ نصًّا يُثلِجُ الصّدرَ
من ذا الَّذي يرتجي السّلوان من قلمي
أيَرّتَجي بْلسَمًا من شوْكة الصَحرا
....
الحمدان
09-02-2024, 05:34 PM
ما عادَ يُجدي في الحياةِ عِتابُ
فالقلبُ مُضنىً والشعورُ مُصابُ
وسنينُ عُمري قد ترنّحَ خَطْوُها
تمضي وفي طرَفِ الطريقِ سرابُ
من أينَ تأتي راحتي فمشاعري
ظمأى وحولي سُدّت الأبوابُ
إنّي بذلتُ الحُبَّ نبضًا طاهرًا
أسَفي على مَن خيّبوهُ وخابوا
....
الحمدان
09-02-2024, 05:36 PM
أتظنُّ أنَّ المَجدَ يأتي فجأةً
مَنْ جَدَّ يلقىٰ وَ المزارعُ يَحصدُ
انهضْ فدربُ العِزِّ صَعبٌ شَائِكٌ
هل حَقَّقَ الأحلامَ شَخصٌ يرقدُ
لَا بُدَّ تشقىٰ وَ العناءَ تَذوقهُ
إنْ كنتَ للعلياءِ حقًّا تَنشُدُ
وَ دَعِ المُثَبِّطَ وَ المخذِّلَ لَا تُرِع
إنَّ الفِعالَ علىٰ الرجالِ لَتشهدُ
....
الحمدان
09-02-2024, 05:37 PM
أسافر فيك ومنك إليك
ويحضنني الشّوق في مقلتيك
أسافر عنك وفي غربتي
أحنّ حنين الحزين إليك
حضورك في خافقي لهفة
تؤرق نجوى الحبيب لديك
....
الحمدان
09-02-2024, 05:39 PM
يُهَندمني حديثكِ حدِّثيني
ولو كانَ الحديثُ بغير معنى
أحسُّ بهِ على أطرافِ قلبي
حَمَامَاتٍ، وفي أذنيّ مغنى
يُطَوِّقُ صوتُكِ الذهبيُّ صمتي
كما لو أننا بالفعلِ كنّا
فتحتدُّ القصائدُ في عيوني
وتسقطُ دمعةُ الأشعار وزنا
أحبّكِ لا أحبّكِ لستُ أدري
وبينهما أموتُ أموتُ ظنّا
....
الحمدان
09-02-2024, 05:41 PM
وكيف أُسمّي الغيابَ فراغًا
وأنت غيابك في كل شي
تلألؤ وجهك في الأغنيات
وظلُّ يديك يشدُّ يدَيْ
لديك الحياة وكل الحياة
فقل لي بربك ماذا لدي
....
الحمدان
09-02-2024, 05:42 PM
إن تك لبنى قد أتى دون قربها
حجابٌ منيعٌ ما إليه سبيل
فإن نسيمَ الجو يجمع بيننا
ونبصرُ قرن الشمس حين تزولُ
وتجمعنا الأرض القرار وفوقنا
سماء نرى فيها النجوم تجولُ
....
الحمدان
09-02-2024, 05:44 PM
كرهتُكِ والذي فطـرَ المحبـة
حذفتُكِ من عناويـن الأحبـة
وعِفتُ تطلعي لـكِ مشرئبـا
فهل تبقى المشاعـرُ مشرئبـة
محمد الزهراني
الحمدان
09-02-2024, 05:45 PM
وقد أنثني عنكمْ وقلبي عندكمْ
يجاهدُ آهاتٍ تحزُّ حشاشتي
وإن بعدتْ تلك المسافةُ بيننا
سأبقى على عهدي وقدرِ بشاشتي
يوسف فتح الله
الحمدان
09-02-2024, 05:46 PM
وقسمةُ اللهِ للإنسان طيبةٌ
والخيرُ والشرُّ تقديرٌ من اللهِ
لو خُيّرَ المرءُ في الأقدار يبصرها
ماكانَ يختارُ إلا قسمةَ اللهِ
يحيى ريّاني
الحمدان
09-02-2024, 05:47 PM
ياليتني كُنْتُ من سُكّانِ بلْدتِكُمْ
البابُ بالبابِ أمّا الدارُ بالدارِ
لكنتُ في كلِّ يومٍ من زِيارتِكُمْ
أقْضِي اللزوم لأنّ الجارَ للجارِ
يحيى الرياني
الحمدان
09-02-2024, 05:48 PM
تهاتفني ونغرق في التمني
وتغري البوح نسمات المساءِ
وتسأل عن مدى شوقي إليها
بحجم الأرض أمْ حجم السماءِ
وتدري عذبةُ العينين أني
أعيش الوقت في حلم اللقاءِ
عبدالخالق الحفظي
الحمدان
09-02-2024, 05:49 PM
حُشاشَةٌ وَدَّعَتني يَومَ بَينِهِمُ
وَشَيَّعَتهُم وَخَلَّتني وَأَحزاني
وَقَد أَشاروا بِتَسليمٍ عَلى حَذَرٍ
مِنَ الرَقيبِ بِأَطرافٍ وَأَجفانِ
بشار بن برد
الحمدان
09-02-2024, 05:51 PM
ياربّ أنتَ المرتجَى والمقصَدُ
والخيرُ عندك سيِّدي لا يَنفدُ
فامنُن بما أرجو فكلّ حوائجي
تُقضى بفضلك يا كريمُ وتُسنَدُ
أنتَ المُعينُ وبابُ جودك واسعٌ
حاشا أخِيبُ ولستُ غيرَك أعبُدُ
....
الحمدان
09-02-2024, 05:51 PM
ثمانيةٌ تجري على الناس كلهم
ولابد للإنسان يلقى الثمانية
سرور ٌ وحزنٌ واجتماع وفرقةٌ
ويسرٌ وعسرٌ ثم سقم وعافية
....
الحمدان
09-02-2024, 06:12 PM
حتى و إن بدَت السماءُ بعيدةً
إنّ الذي فـوق الـسـماءِ قريبُ
فـارفع يديك إلى الإلهِ مُناجيًا
إنّ الجروح مـع الدعاءِ تطيبُ
....
الحمدان
09-02-2024, 08:41 PM
في عام عَشرةٍ وَستّ مِئة
أَتوا إِلى الغَرب مِن البَرّيّة
جاؤوا مِنَ الصَحراء وَالسَباسب
عَلى ظُهور الخَيل وَالنَجائب
كَمثل ما قَد دَخل الملثّمون
مِن قَبل ذا وَهُم لَهُ مُيمّمُون
عزوز الملزوزي
الحمدان
09-02-2024, 08:43 PM
مبنى أغر وليلة غراء
عتمتهما الأفراح والسراء
ما إن يكاد يحس من نوريهما
أرض تلقى أن تقول سماء
وخليفةٌ قد توجته مهابةٌ
تعنو لعزة ملكه الخلفاء
دارت عليه وهو بدر طالعٌ
من شبهه الوزراء والعلماء
فكأنه في أفقها شمس الضحى
والكل إشراق له وضياء
شهدت ذكاء بأنه مصباحها
والحسن ما شهدت به الأكفاء
يا ليلة ما مثلها من ليلة
دارت بها الأوقاف والآناء
حيا محيا صبحها عن وجه من
زهيت به الخضراء والغبراء
عن وجه أفضل مرسل يرجى إذا
ضاقت بأهل الموقف الأرجاء
أحظى النبيئين الكرام مكانة
وأجل من طلعت عليه ذكاء
أسعد بليلة مولد عم الورى
للمصطفى عنها سنى وسناء
أحيا بها ليل التمام تبركا
ملك لسنته به إحياء
فعلى الرسول بها صلاة ضوعفت
ولهم ثناء عندنا ودعاء
سيسره مبنى بناه على تقى
ويسر منه المسلمين ثناء
يا خير مبعوث لخير أمة
بتلاوة فيها هدى وشفاء
ومن ارتقى متن البراق إلى العلى
تطوى سماء دونه فسماء
ومن استجار العجم منه بذمة
وتدفقت بدعائه الأنواء
وتفجرت بالعذب أنمله كما
قد سبحت في كفه الحصباء
ومن الملاذ بجاهه وجنابه
مهما عرا أزم وأعضل داء
قوم من أمتك أنتأوا داراً فهم
بجزيرة بين العدى غرباء
من دونهم بحر تأجج ماؤه
ناراً وخلف ظهورهم أعداء
يتوسلون بجاهك الأسنى عسى
ألا يخيب لهم لديك رجاء
في أمن روعهم وكبت عدوهم
فقد استطال وطال منه عداء
وعلا بنصر ملكهم فمن اعتلى
بك نصره قد شيد منه علاء
حتى تذل له الملوك ضراعة
ويعز للإسلام منه لواء
ويطيعه شرق البلاد وغربها
وتميل نحو مقامه الأهواء
هذي ضراعتنا إليك ومنك يا
مولى الموالي الفضل والآلاء
وعليك يا خير الأنام تحيةٌ
كالروض وشت صفحة الأنداء
ابن خاتمه
الحمدان
09-02-2024, 08:43 PM
ألا إنَّ هذا الفؤادَ اضطرمْ
فهلْ من خمودٍ لهذا الضَّرَمْ
وفي كلِّ جارحةٍ لوعةٌ
تثور وفي كل عضوٍ ألَمْ
وأيقَظَ وَجْدِيَ برقٌ يلوح
وقد نام عن أعينٍ لَم تَنَمْ
ولما سرى موهِناً في الدجى
بكيت له عن جوىً وابتسمْ
وباحت دموعي بسرّي المصون
وسرّ الصبابة لا يَنْكتِمْ
فللّه برق أثار الغرام
وللَّه دمع جرى وانسجم
الأخرس
الحمدان
09-02-2024, 08:43 PM
رُمينا بأدهى المعضلات النوائب
وفقدُ الذي نرجو أجلُّ المصائب
وغائب قوم لا يرجّى إيابه
وما غائب تحت التراب بآيب
نؤمِّل في الدنيا حياةً هنيَّةً
وما نحن إلاَّ عرضة للمصائب
ونَغْتَرُّ في برق المنى وهو خُلَّبُ
وهيهات ما في الآل ماءٌ لشارب
نصدّقُ آمالاً محالاً بلوغها
ومن أعجب الأشياء تصديق كاذب
تسالِمُنا الأيام والقصد حَرْبُنا
وما هي إلاَّ خدعة من محارب
ونطمع أن تبقى ويبقى نعيمُها
فلم يبق منها غير حسرة خائب
فلا تحسبنّ الدهر يوفي بعهده
أبى الله أن يرعى ذماراً لصاحب
وإنَّ الليالي لا تدوم بحالة
وهل تترك الأحداث كسباً لكاسب
يروقك منها ما يسوؤك أمرها
وإنَّ الردى ما راق من حد قاضب
وجود الفتى نفس الحمام لنفسه
فلولاه لم يسلك سبيل المعاطب
وتسعى به أنفاسُه لحمامه
وكم أصبح المطلوب يسعى لطالب
كأنَّا من الآجال وهي كواسر
من الأسد الضرغام بين المخالب
ولا يدفعُ السيفُ المنيَّةَ والقنا
وتمضي سيوف الله من غير ضارب
وكلٌّ لمطلوب الردى وهو لاعب
كأنَّ المنايا لا تجدُّ بلاعب
فمن لفؤاد راعه فقد إلْفِهِ
فأصبح من أشجان نهب ناهب
وجفن يهلُّ الدمع من عبراته
على طيّب الأعراق وابن الأطايب
على عمر الرماضان ذي الفضل والنهى
أحاطت بي الأحزان من كلِّ جانب
أذَبْتُ عليه يوم مات حشاشتي
وأمسيت في قلبٍ من الحزن ذائب
بكيت وما يجدي الحزين بكاؤه
وضاقت علينا الأرض ذات المناكب
فتىً كانَ فينا حاضراً كلَّ نكبة
فغاب ولكن ذكره غير غائب
تذكّرُني آثاره بفعاله
فأبكي عليها بالدموع السواكب
صبور على البلوى غيور إذا انتخى
جميل السجايا الشمِّ جمّ المناقب
وما زال بالآداب والفضل مُفْعَماً
ولكنَّه إذ ذاك صفر المصائب
وقد كانَ مثل الشهد يحلو وتارة
لكالصلِّ نَفَّاثاً سموم العقارب
وكم أخبر التجريبُ عن كنه حاله
ويَظْهَرُ كَنهُ المرء عند التجارب
لسان كحدّ السيف ماضٍ غرارُه
وأمضى كلاماً من شفار القواضب
وكم صاغ من تبر القريض جمانة
وأفرغ معناها بأحسن قالب
وزانت قوافيه من الفضل أفْقه
فكانت كأمثال النجوم الثواقب
وأدرك فضلَ الأوَّلين بما أتى
فقصَّر عن إدراكه كلُّ طالب
الأخرس
الحمدان
09-02-2024, 08:44 PM
أهاجها حادي المطي فمالَها
ولم يَهجْ لمَّا حدا أمثالَها
فهل عرفت يا هذيمُ ما بها
وما الَّذي أورثها بلبالها
غنَّى لها برامةٍ والمنحنى
وبالديار ذاكراً أطلالها
وما درى أيَّ جوىً أثاره
وعبرة بذكره أسالها
ذكّرها مناخها برامة
فكان ذكر رامة خيالها
ذكرها مراعياً من شيحها
ووردها من مائها زلالها
ذاقت نميراً في العُذَيب ماءه
وقد أُذيقَتْ بعده وبالَها
لو كانَ غير وجدها عقالها
بدار ميٍّ أطلقت عقالها
تسأل عن أحبابها دوارساً
من الرسوم لم تجب سؤالها
وكلَّما عاد لها عيد الهوى
هيَّج منها عيده بلبالها
تالله تنفك وقد تظنّها
لما بها من الضَّنى خيالها
حريصة على لقاء أوجُهٍ
غالى بها صرف النوى واغتالها
هي الظعون قوَّضت خيامها
وأزعجت يوم النوى جمالها
وأوقدت في قلب كل مغرمٍ
نيران وجد تضرم اشتعالها
الأخرس
الحمدان
09-02-2024, 08:44 PM
فخار الملوك بأعوانها
وخير البلاد بعمرانها
وما ثبّت الله من دولة
بغير عدالة سلطانها
ألست ترى دولة المسلمين
وما كانَ من آل عثمانها
وما رفع الله من قدرها
وما عظّم الله من شأنها
وما بلغت فيه من قوة
تضاف لقوة إيمانها
فدان الأنامُ إلى حكمها
ولا حكم إلاَّ بقرآنها
فكان الفتوح على عهدها
وسعد البلاد بأزمانها
فيا لك من دولة أسِّسَتْ
قواعد أركان بنيانها
بما شرع الله بين العباد
وأبطل سائر أديانها
وما جاءنا سيّد المرسلين
وقام الدليل ببرهانها
إلى عهد أيام عبد العزيز
مجدّد أحكام إتقانها
فولّى الأمور لأربابها
وأهدى السيوف لأجفانها
فنعم الرجال ونعم الكمال
بأفكارها وبأذهانها
فلم تر يوماً كآرائها
ولا للحروب كشجعانها
صناديد أبطالها في الوغى
وأبطال أقيال فرسانها
وقد صدقته بما عاهدت
عليه العلى جهد إيمانها
ومن نعمة شكرت للمليك
وقد أوجبت حق شكرانها
أحال العراق إلى نامقٍ
ليصلح ما شان من شانها
فذلّل منها صعاب الأمور
وقاد المعالي بأرسانها
إذا افتخرت دولة بالرجال
وباهت محاسن أقرانها
فمن فخر دولتنا نامق
بحسن المزايا وإحسانها
وما زال نائله مَنْهلاً
لصادي الحشاشة ظمآنها
أباد الطغاة وأفنى العصاة
ودمّرها بعد عصيانها
وألبَس بغداد تاج الفخار
وقرّب أشراف قطانها
فكانت إليه أحبَّ الديار
وحبّ الديار لسكانها
ومكّنه الله من عِزَّةٍ
من الأمن غاية إمكانها
فلاحت عليه سطور الهنا
قرأنا السرور بعنوانها
وكم فتنة أوقدت قبله
فكان الخمود لنيرانها
أحلّ رعيته في أمان
أقرّ الجميع بأوطانها
وكلٌّ له منه ما يستحق
بوزن الرجال ورجحانها
لدولته صارم باتر
يبت الخطوب بإيمانها
وحزب من الله في عونها
وذلك أكبر أعوانها
ومنذ تولى أمور العراق
وكفَّ يَدَيْ ظلم عدوانها
أراح البلاد وسرّ العباد
وكان جلاءً لأحزانها
وفي البصرة الآن سعد السعود
يلوح لها من سليمانها
أميرٌ عليها رؤوف بها
حريص على جلب أعيانها
محبَّته مُزِجَت بالقلوب
مزاج النفوس بجثمانها
تريك فصاحة ألفاظه
مجاني فصاحة سحبانها
وإنَّ البلاغة حيث انتمت
إليه قلائد عقيانها
وتعرف من لفظه حكمةً
تُفَسِّرُ حكمة لقمانها
عقول الرجال بأقلامها
وفضل العقول بعرفانها
كأنَّ ترسله خمرةٌ
تطوف النوادر في حانها
ويبعث إملاؤه نشوةً
فيهدي السرور لنشوانها
وإنَّ القوافي لدى فضله
تباع بأنفس أثمانها
فمن ثمَّ يقطف نوارها
ويجني أزاهير بستانها
وفي البصرة الفصل في حكمه
لعهد المسرة إبانها
ولما أراد بها أنْ تكون
كروح الجنان وريحانها
تسبّب في حفر أنهارها
ومنع خبائث جيرانها
وعادت هنالك ماءً طهوراً
وعذباً فراتاً لعطشانها
وكانت لعمرك فيما مضى
تشاب بأقذار أدرانها
عسى أنْ تكون لسلطانها
مليك الملوك وخاقانها
إليها برأفته لفته
بسد المياه وطغيانها
فحينئذ لم نجد آفةً
بدفع مضرة طوفانها
الأخرس
الحمدان
09-02-2024, 08:44 PM
بارق الشام إلى الكرخ سرى
فروى عن أهل نجد خبرا
وبنا هبَّت له بارقة
أضرمت بالريّ منها شررا
وإلى الله فؤاد كلَّما اس
تعرت نار الطلول استعرا
غنّ لي يا حادي العيس ولا
تهمل السَّير فقد طال السرى
وأعِدْ أخبار نجد إنَّها
تجبر القلب إذا ما انكسرا
آه كم ليلة طالتْ وقد
ذكروا نجداً وهمٍّ قصرا
كيف لا أعشق أرضاً أهلها
شملت ألطافُهم كلَّ الورى
قلْ بهم ما شئت واذكر فضلهم
إنَّ كلّ الصيد في جوف الفرا
كَرُموا أصلاً وطابوا مغرساً
وعَلَوْا قدراً وجادوا عنصرا
إنْ تَرَ منهم فتًى ظنَّيت في
ذاته كلّ الكمال انحصرا
قسماً بالزُّهر من أجدادهم
من به طابَ ثرى أمّ القرى
مدحهم ذخري وديني حبُّهم
يا ترى هل يقبلون يا ترى
يشهد الله بأنِّي عبدهم
تحت بيع إن أرادوا وشرا
وإذا انجرت أحاديثُهُم
لا تسل عن مقلتي عمَّا جرى
وهبوا عيني الكرى واحسرتا
ودلالاً أحرموا جفني الكرى
وتراني حينما قد نفروا
ألفت عيني البكا والسهرا
شرفوا الأرض ومن هذا نرى
منهمُ في كلِّ حيٍّ أثرا
كأبي القدر المعلى والهدى
والندى والعلم مرفوع الذُّرا
بضعة السادات من أهل العبا
كوكب الإشراق تاج الأُمَرا
وارث القطب الرفاعيّ الَّذي
صيته أملى الملا واشتهرا
عَلَمُ الأشياخ سلطان الحمى
غوث أهل الشرق شيخ الفقرا
يا لها والله من سلسلة
كلما طالت نداها انحدرا
عصبة من آل خير الأنبيا
عَزَّ من يغدو بهم مفتخرا
سيّدي يابا الهدى يا ابن الَّذي
خضعت ذلاً له أُسْدُ الشرى
يا كريم الطبع يا كنز التقى
يا شريف القدر أنّى حضرا
لك وجه لمعت من وجه
شمس رشد نورها لن ينكرا
مظهر أيّده الله وكم
أرجو منه فوق هذا مظهرا
لك من مجد الرفاعي رفعةٌ
ترجع الطرف كليلاً حسرا
ويد روحي فداها من يدٍ
تخجل الغيث إذا الغيث جرى
ولسان راح يروي قلبه
ما به بحر الفتوح انفجرا
لك طرف أحمديٌّ إنْ رمى
نبله العزم يشق الحجرا
لك صدر طاهر من دنس
عن مياه الحقد طبعاً صدرا
بأبيك ابن الرفاعي وبالأ
وصيا نعمَ الجدودُ الكُبَرا
لا ترى من حاسد إنكاره
مثل هذا عن أبيكم ذكرا
وأسلم الدهر رفيعاً سيّداً
مرشداً لم تلق يوماً كدرا
فهو عن مدح سواكم أخرسٌ
وبكم أفصحُ حزبِ الشُّعرا
الاخرس
الحمدان
09-02-2024, 08:45 PM
إلى العزّ خوري يا نياقي وأنجدي
ويا همَّتي قومي إلى الجود واقْعُدي
فلا عزّ حتَّى أترك النوق ترتمي
بنا وجياد الخيل تكدم باليد
عليها من الفتيان كلُّ مجرَّدٍ
من الضَّيم أمضى من حسامٍ مجرَّد
يذود الكرى عن مقلةٍ طمحت به
إلى شيم برق من فخارٍ وسؤدد
تعوَّد أنْ لا يشرب الماءَ بالقذى
ولم ترضَ نفس المرء ما لم تعوّد
فجرَّدَها مثلَ القسيّ حوانياً
لقطع الفيافي فدفداً بعد فدفد
يبيت الدُّجى ما بين نوم مشرّد
لفقدان من يهوى ودمع مبدَّد
يُعالج همًّا بين جَنْبَيْه للعُلى
ويَحْسِرُ عن باعٍ لأروع أصيد
الاخرس
الحمدان
09-02-2024, 08:45 PM
سقى الله هذا القبرَ من صيّب الحيا
وصُبّ عليه كلّ يوم مَصابُه
به حلَّ ذو علم وفهم وحكمة
وأمسى إلى الربّ الكريم ذهابُه
ومعروفٌ الكرخيُّ مذ كانَ جارَه
فأشرقَ فيه ما هناك ترابه
بشهر ربيع الآخر ارتاح أو مضى
وأصبحَ في أعلى الجنان جنابُه
وكان بعلم الطبّ أعلمَ عالِمٍ
وللعَسكر المنصور كانَ انتسابُه
لقد فاز بعد الموت بالعفو والرضا
من الله يوفى عفوَه وثوابُه
وآبَ إلى جنَّات عدنٍ فأرِّخوا
عليٌّ بجنَّات الخلود مآبه
الاخرس
الحمدان
09-02-2024, 08:46 PM
مَن عاذِري في الحُبِّ مِن عاذِلٍ
يَشوبُ حُبّي فيهِ بِالباطِلِ
يَسُومُنِي هَجراً لِمَن وَصلُه
في هَجره مِن شَرَفِ الواصِلِ
رِيمٌ رَمى مُحتَسِباً لِلوَرى
قَلبِي بِسَهمٍ لِلهَوى قاتِلِ
ناحِل خصرَين هُما أَثبَتا
جسم الضَنى في جِسمِيَ الناحِلِ
سِرٌّ طَواهُ الحُبُّ فِي مُقلَةٍ
باحَت بِهِ في دِمعِها الهامِلِ
يا عَجَباً مِن ساكِنٍ مُقلَتي
كَيفَ نَجا مِن دِمعِها السائِلِ
وَحاضِر فيها وَمَن دُونِهِ
مَسافَةُ العامِ إِلى القابِلِ
زالَ فَزالَ الصَبرُ عَنّي فقُل
في فجعَةِ الزائِلِ بِالزائِلِ
آهٍ لَما حُمِّلتُ مِن لَوعَةٍ
لَم تَحتَمِلها قُوَّةُ الحامِلِ
لَهفي عَلى عَصرٍ صَحِبتُ الهَوى
فيهِ هَنيئاً صُحبَةَ العاقِلِ
أَصغِي مَعَ الدَهر إِلى لَذّتي
فيهِ وَلا أصغي إِلى العاذِلِ
ابن السراج
الحمدان
09-02-2024, 08:46 PM
أَلا أَيُّها البَرقُ الَّذي ظَلّ يَرتَقِي
وَيَجلثو دُجى الظَلماءِ أَذكرتَني نَجدا
أَلَم تَرَ أَنّ اللَيلَ يَقصُر طُولُه
بِنَجدٍ وَتَزدادُ الرِياحُ بِها بَردا
وَيا أَيُها البَرقُ الَّذي لاحَ مِن هُنا
لَقَد هِجتَ لي شَوقاً وَحمّلتَني جَهدا
وَيا أَيُّها البَرقُ الَّذي طالَ عَهدُه
عَلَيّ لَقَد أَضرَمتَ في كبِدِي وَجدا
ابن السراج
الحمدان
09-02-2024, 08:46 PM
أَحينَ عَلِمتَ حَظَّكَ مِن وِدادي
وَلَم تَجهَل مَحَلَّكَ مِن فُؤادي
وَقادَنِيَ الهَوى فَاِنقَدتُ طَوعاً
وَما مَكَّنتُ غَيرَكَ مِن قِيادي
رَضيتَ لِيَ السَقامَ لِباسَ جِسمٍ
كَحَلتُ الطَرفَ مِنهُ بِالسُهادِ
أَجِل عَينَيكَ في أَسطارِ كُتبي
تَجِد دَمعي مِزاجاًّ لِلمِدادِ
فَدَيتُكَ إِنَّني قَد ذابَ قَلبي
مِنَ الشَكوى إِلى قَلبٍ جَمادِ
ابن زيدون
الحمدان
09-02-2024, 08:47 PM
عَلامَ صَرَمتَ حَبلَكَ مِن وَصولِ
فَدَيتُكَ وَاعتَزَزتَ عَلى ذَليلِ
وَفيمَ أَنِفتَ مِن تَعليلِ صَبٍّ
صَحيحِ الوُدِّ ذي جِسمٍ عَليلِ
فَهَلّا عُدتَني إِذ لَم تُعَوَّد
بِشَخصِكَ بِالكِتابِ أَوِ الرَسولِ
لَقَد أَعيا تَلَوُّنُكَ اِحتِيالي
وَهَل يُغني اِحتِيالٌ في مَلولِ
ابن زيدون
الحمدان
09-02-2024, 08:47 PM
غَريبٌ بِأَقصى الشَرقِ يَشكُرُ لِلصَبا
تَحَمُّلَها مِنهُ السَلامَ إِلى الغَربِ
وَما ضَرَّ أَنفاسَ الصَبا في اِحتِمالِها
سَلامَ هَوىً يُهديهِ جِسمٌ إِلى قَلبِ
ابن زيدون
الحمدان
09-02-2024, 08:55 PM
أرسل عيونك بعضاً منك يكفيني
واكسر سكونك هذا الصّمت يشقيني
هل غر قلبك أن النّفس صابرة
على الحنين وأحلامي تواسيني
لا الصّبر ينقذ روحي من مخاوفها
ولا الأماني من الآلام تشفيني
أرسل عيونك إن الشّوق يأكلني
وأنت وحدك دون الناس تنقذني
....
الحمدان
09-02-2024, 09:42 PM
بعد مسيرةٍ طويلة مليئة بالهجاء والصراع الشعري انتهى صراع جرير والفرزدق بعدما توفي الأخير في البصرة عن عمر 80 عامًا
ولما بلغ جرير موت الفرزدق قال
مات الفرزدقُ بعدما جدّعتُه
ليت الفرزدق كان عاش قليلًا
ثم سكت طويلًا حتى بدأ يبكي بكاءً شديدا فقال له قوم :
أتبكي على رجلٍ يهجوك وتهجوه منذ 40 سنة
فقال الشاعر جرير:
إليكم عنّي فواللهِ ما تبارى رجلان وتناطح كبشان فمات أحدهما إلا وتبعه الآخر عن قريب
لقد كان حدس الشاعر جرير في مكانه فقد توفي بعد عامٍ واحد فقط من موت الفرزدق
و لعلّ أجمل قصائد جرير كانت تلك التي كتبها في رثاء عدوّه اللدود الفرزدق:
لَعَمري لقد أشجى تميمًا وهدّها
على نكَباتِ الدهر موت الفرزدق
عشيةَ راحوا للفِراق بنعشِهِ
إلى جَدَثٍ في هُوّةِ الأرضِ مُعمَقِ
لقد غادروا في اللحدِ من كان ينتمي
إلى كُلّ نجمٍ في السماءِ مُحلِّقِ
ثَوى حامِلُ الأثقالِ عَن كلِّ مُغرَمٍ
وَدامِغُ شَيطانِ الغَشومِ السَمَلَّقِ
عِمادُ تَميمٍ كلِّها ولسانُها
وناطقُها البَذّاخُ في كلّ منطقِ
فَمَن لِذوي الأرحامِ بعدَ ابن غالبٍ
لِجارٍ وَعانٍ في السلاسلِ موثَقِ
ومَن لِيتيمٍ بعد موتِ ابن غالبٍ
وأمِّ عيالٍ ساغبينَ ودَردَقِ
ومَن يُطلِقُ الأسرى ومَن يُحقنُ الدِما
يداهُ ويَشفي صدرَ حَرّانَ مُحنَقِ
وكَم مِن دمٍ غالٍ تحمّلَ ثِقلَهُ
وكان حَمولًا في وفاءٍ ومَصدَقِ
وكَم حِصنِ جبّارٍ هُمامٍ وسوقَةٍ
إذا ما أتى أبوابَهُ لم تُغلَّقِ
تَفَتَّحُ أبواب الملوكِ لوجههِ
بغيرِ حجابٍ دونَهُ أو تمَلُّقِ
لِتَبكِ عليهِ الإنسُ والجنُّ إذ ثَوى
فتى مُضَرٍ في كلّ غربٍ ومشرِقِ
فتىً عاش يبني المجدَ تسعين حِجّةً
وكان إلى الخيراتِ والمجدِ يرتقي
فما مات حتى لم يُخَلِّف وراءهُ
بِحَيَّةِ وادٍ صَولَةٍ غيرَ مُصعَقِ
الحمدان
09-02-2024, 11:22 PM
كُنتُ أَذُمُّ اِبنَ مالِكٍ فَإِذا
ذاكَ سَماءٌ عِندَ اِبنِ نَيسانِ
قَد قيلَ ما يَحمَدُ المُجَرِّبُ
لِلأَوَّلِ حَتّى يُجَرِّبَ الثاني
قَطَنتُ في آمِدٍ أُؤَمِّلُهُ
وَأَيُّ خَيرٍ في ظِلِّ قَطّانِ
عرقلة
الحمدان
09-02-2024, 11:22 PM
عارِضاها حينَ تَبدو عارِضاها
وَسَلاها عَن فُؤادي هَل سَلاها
بِأَبي جارِيَةً جارِيَة
ما شَفَت غَلَّةَ قَلبي شَفَتاها
أَتَمَنّى قُبلَةً مِن يَدِها
وَسِوايَ في الهَوى قَد مَلَّ فاها
عرقلة
الحمدان
09-02-2024, 11:23 PM
جَنِّب عَنِ الدُنيا إِذا جَنَّبَت
عَنكَ بِإِكبارٍ وَتَنزيه
فَما تَرى فيها فَتىً زاهِداً
إِن لَم تَكُن قَد زَهِدَت فيه
عرقلة
الحمدان
09-02-2024, 11:23 PM
إِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ الَّذي
مِصرُ حِماهُ وَعَلِيٌّ أَبوهُ
نَصَّ عَلى شاوَرَ فِرعَونُها
وَنَصَّ موساها عَلى شيرَكَوهُ
عرقلة
الحمدان
09-02-2024, 11:23 PM
عَذَلوني في الحُبِّ وَالعَذلُ يُغوي
وَرَمَوني بِالصَدِّ وَالصَدُّ يَكوي
وَاِستَحَلَّوا غَزوي بِكُلِّ غَزالٍ
حَلَّ في حُبِّهِ قِتالي وَغَزوي
تَرَكونا ما بَينَ وَجدٍ وَشَوقٍ
وَالمَطايا ما بَينَ سَوقٍ وَحَدوِ
يا حَبيباً لَنا بِجيرونَ حَتّى
وَمَتى لِلغَرامِ نَهوى فَنَهوي
أُهجُرونا إِن شِئتُمُ أَوصِلونا
قَد شَرِبنا مِن كُلِّ مُرٍّ وَحُلوِ
عرقلة
الحمدان
09-02-2024, 11:24 PM
أَيُّها السَيّافُ هَيّا
لا تَدَع في البَيتِ شَيّا
داوِ قَرناً صارَ تُرساً
لِلدَبابيسِ مُهَيّا
كَم نَصَحناكَ وَقُلنا
إِنتَبِه ما دُمتَ حَيّا
كُلُّ نَحسٍ أَنتَ فيهِ
مِن حِرافِ اِبنِ ثُرَيّا
عرقلة
الحمدان
09-02-2024, 11:24 PM
أَلا ما لِسَيفِ الدَولَةِ اليَومَ عاتِبا
فَداهُ الوَرى أَمضى السُيوفِ مَضارِبا
وَمالي إِذا ما اِشتَقتُ أَبصَرتُ دونَهُ
تَنائِفَ لا أَشتاقُها وَسَباسِبا
وَقَد كانَ يُدني مَجلِسي مِن سَمائِهِ
أُحادِثُ فيها بَدرَها وَالكَواكِبا
حَنانَيكَ مَسؤولاً وَلَبَّيكَ داعِياً
وَحَسبِيَ مَوهوباً وَحَسبُكَ واهِبا
أَهَذا جَزاءُ الصِدقِ إِن كُنتُ صادِقاً
أَهَذا جَزاءُ الكِذبِ إِن كُنتُ كاذِبا
وَإِن كانَ ذَنبي كُلَّ ذَنبٍ فَإِنَّهُ
مَحا الذَنبَ كُلَّ المَحوِ مَن جاءَ تائِبا
المتنبي
الحمدان
09-02-2024, 11:24 PM
لا يُحزِنُ اللَهُ الأَميرَ فَإِنَّني
سَآخُذُ مِن حالاتِهِ بِنَصيبِ
وَمَن سَرَّ أَهلَ الأَرضِ ثُمَّ بَكى أَسىً
بَكى بِعُيونٍ سَرَّها وَقُلوبِ
وَإِنّي وَإِن كانَ الدَفينُ حَبيبَهُ
حَبيبٌ إِلى قَلبي حَبيبُ حَبيبي
وَقَد فارَقَ الناسُ الأَحِبَّةَ قَبلَنا
وَأَعيا دَواءُ المَوتِ كُلَّ طَبيبِ
سُبِقنا إِلى الدُنيا فَلَو عاشَ أَهلُها
مُنِعنا بِها مِن جَيأَةٍ وَذُهوبِ
تَمَلَّكَها الآتي تَمَلُّكَ سالِبٍ
وَفارَقَها الماضي فِراقَ سَليبِ
وَلا فَضلَ فيها لِلشَجاعَةِ وَالنَدى
وَصَبرِ الفَتى لَولا لِقاءُ شَعوبِ
وَأَوفى حَياةِ الغابِرينَ لِصاحِبٍ
حَياةُ اِمرِئٍ خانَتهُ بَعدَ مَشيبِ
لَأَبقى يَماكٌ في حَشايَ صَبابَةً
إِلى كُلِّ تُركِيِّ النِجارِ جَليبِ
وَما كُلُّ وَجهٍ أَبيَضٍ بِمُبارَكٍ
وَلا كُلُّ جَفنٍ ضَيِّقٍ بِنَجيبِ
لَئِن ظَهَرَت فينا عَلَيهِ كَآبَةٌ
لَقَد ظَهَرَت في حَدِّ كُلِّ قَضيبِ
وَفي كُلِّ قَوسٍ كُلَّ يَومِ تَناضُلٍ
وَفي كُلِّ طِرفٍ كُلَّ يَومِ رُكوبِ
يَعِزُّ عَلَيهِ أَن يُخِلَّ بِعادَةٍ
وَتَدعو لِأَمرٍ وَهوَ غَيرُ مُجيبِ
وَكُنتُ إِذا أَبصَرتُهُ لَكَ قائِماً
نَظَرتُ إِلى ذي لِبدَتَينِ أَديبِ
فَإِن يَكُنِ العِلقَ النَفيسَ فَقَدتَهُ
فَمِن كَفِّ مِتلافٍ أَغَرَّ وَهوبِ
كَأَنَّ الرَدى عادٍ عَلى كُلِّ ماجِدٍ
إِذا لَم يُعَوِّذ مَجدَهُ بِعُيوبِ
وَلَولا أَيادي الدَهرِ في الجَمعِ بَينَنا
غَفَلنا فَلَم نَشعُر لَهُ بِذُنوبِ
وَلِلتَركُ لِلإِحسانِ خَيرٌ لِمُحسِنٍ
إِذا جَعَلَ الإِحسانَ غَيرَ رَبيبِ
وَإِنَّ الَّذي أَمسَت نِزارٌ عَبيدَهُ
غَنِيٌّ عَنِ اِستِعبادِهِ لِغَريبِ
كَفى بِصَفاءِ الوَدِّ رِقّاً لِمِثلِهِ
وَبِالقُربِ مِنهُ مَفخَراً لِلَبيبِ
فَعُوِّضَ سَيفُ الدَولَةِ الأَجرُ إِنَّهُ
أَجَلُّ مُثابٍ مِن أَجَلِّ مُثيبِ
فَتى الخَيلِ قَد بَلَّ النَجيعُ نَحورَها
يُطاعِنُ في ضَنكِ المُقامِ عَصيبِ
يَعافُ خِيامَ الرَيطِ في غَزَواتِهِ
فَما خَيمُهُ إِلّا غُبارُ حُروبِ
عَلَينا لَكَ الإِسعادُ إِن كانَ نافِعاً
بِشَقِّ قُلوبٍ لا بِشَقِّ جُيوبِ
فَرُبَّ كَئيبٍ لَيسَ تَندى جُفونُهُ
وَرُبَّ كَثيرِ الدَمعِ غَيرُ كَئيبِ
تَسَلَّ بِفِكرٍ في أَبيكَ فَإِنَّما
بَكَيتَ فَكانَ الضِحكُ بَعدَ قَريبِ
إِذا اِستَقبَلَت نَفسُ الكَريمِ مُصابَها
بِخُبثٍ ثَنَت فَاِستَدبَرَتهُ بِطيبِ
وَلِلواجِدِ المَكروبِ مِن زَفَراتِهِ
سُكونُ عَزاءٍ أَو سُكونُ لُغوبِ
وَكَم لَكَ جَدّاً لَم تَرَ العَينُ وَجهَهُ
فَلَم تَجرِ في آثارِهِ بِغُروبِ
فَدَتكَ نُفوسُ الحاسِدينَ فَإِنَّها
مُعَذَّبَةٌ في حَضرَةٍ وَمَغيبِ
وَفي تَعَبٍ مَن يَحسُدُ الشَمسَ نورَها
وَيَجهَدُ أَن يَأتي لَها بِضَريبِ
المتنبي
الحمدان
09-02-2024, 11:24 PM
فَدَيناكَ أَهدى الناسِ سَهماً إِلى قَلبي
وَأَقتَلَهُم لِلدارِعينَ بِلا حَربِ
تَفَرَّدَ بِالأَحكامِ في أَهلِهِ الهَوى
فَأَنتَ جَميلُ الخُلفِ مُستَحسَنُ الكِذبِ
وَإِنّي لَمَمنوعُ المَقاتِلِ في الوَغى
وَإِن كُنتُ مَبذولَ المَقاتِلِ في الحُبِّ
وَمَن خُلِقَت عَيناكَ بَينَ جُفونِهِ
أَصابَ الحُدورَ السَهلَ في المُرتَقى الصَعبِ
المتنبي
الحمدان
09-02-2024, 11:25 PM
تَجِفُّ الأَرضُ مِن هَذا الرَبابِ
وَيَخلُقُ ما كَساها مِن ثِيابِ
وَما يَنفَكُّ مِنكَ الدَهرُ رَطباً
وَلا يَنفَكُّ غَيثُكَ في اِنسِكابِ
تُسايِرُكَ السَواري وَالغَوادي
مُسايَرَةَ الأَحِبّاءِ الطِرابِ
تُفيدُ الجودَ مِنكَ فَتَحتَذيهِ
وَتَعجِزُ عَن خَلائِقِكَ العِذابِ
المتنبي
الحمدان
09-02-2024, 11:25 PM
لِعَيني كُلَّ يَومٍ مِنكَ حَظٌّ
تَحَيَّرُ مِنهُ في أَمرٍ عُجابِ
حِمالَةُ ذا الحُسامِ عَلى حُسامٍ
وَمَوقِعُ ذا السَحابِ عَلى سَحابِ
المتنبي
الحمدان
09-02-2024, 11:25 PM
أَسامِرِيُّ ضُحكَةَ كُلِّ راءِ
فَطِنتَ وَأَنتَ أَغبى الأَغبِياءِ
صَغُرتَ عَنِ المَديحِ فَقُلتَ أُهجى
كَأَنَّكَ ماصَغُرتَ عَنِ الهِجاءِ
وَما فَكَّرتُ قَبلَكَ في مُحالٍ
وَلا جَرَّبتُ سَيفي في هَباءِ
المتنبي
الحمدان
09-02-2024, 11:25 PM
لَقَد نَسَبوا الخِيامَ إِلى عَلاءِ
أَبَيتُ قَبولَهُ كُلَّ الإِباءِ
وَما سَلَّمتُ فَوقَكَ لِلثُرَيّا
وَلا سَلَّمتُ فَوقَكَ لِلسَماءِ
وَقَد أَوحَشتَ أَرضَ الشامِ حَتّى
سَلَبتَ رُبوعَها ثَوبَ البَهاءِ
تَنَفَّسُ وَالعَواصِمُ مِنكَ عَشرٌ
فَتَعرِفُ طيبَ ذَلِكَ في الهَواءِ
المتنبي
الحمدان
09-02-2024, 11:26 PM
أَتُنكِرُ يا اِبنَ إِسحاقٍ إِخائي
وَتَحسَبُ ماءَ غَيري مِن إِنائي
أَأَنطِقُ فيكَ هُجراً بَعدَ عِلمي
بِأَنَّكَ خَيرُ مَن تَحتَ السَماءِ
وَأَكرَهُ مِن ذُبابِ السَيفِ طَعماً
وَأَمضى في الأُمورِ مِنَ القَضاءِ
وَما أَربَت عَلى العِشرينَ سِنّي
فَكَيفَ مَلِلتُ مِن طولِ البَقاءِ
وَما اِستَغرَقتُ وَصفَكَ في مَديحي
فَأَنقُصَ مِنهُ شَيئاً بِالهِجاءِ
وَهَبني قُلتُ هَذا الصُبحُ لَيلٌ
أَيَعمى العالَمونَ عَنِ الضِياءِ
تُطيعُ الحاسِدينَ وَأَنتَ مَرءٌ
جُعِلتُ فِدائَهُ وَهُمُ فِدائي
وَهاجي نَفسِهِ مَن لَم يُمَيِّز
كَلامي مِن كَلامِهِمِ الهُراءِ
وَإِنَّ مِنَ العَجائِبِ أَن تَراني
فَتَعدِلَ بي أَقَلَّ مِنَ الهَباءِ
وَتُنكِرَ مَوتَهُم وَأَنا سُهَيلٌ
طَلَعتُ بِمَوتِ أَولادِ الزِناءِ
المتنبي
الحمدان
09-02-2024, 11:26 PM
عَذلُ العَواذِلِ حَولَ قَلبِ التائِهِ
وَهَوى الأَحِبَّةِ مِنهُ في سَودائِهِ
يَشكو المَلامُ إِلى اللَوائِمِ حَرَّهُ
وَيَصُدُّ حينَ يَلُمنَ عَن بُرَحائِهِ
وَبِمُهجَتي يا عاذِلي المَلِكُ الَّذي
أَسخَطتُ كُلَّ الناسِ في إِرضائِهِ
إِن كانَ قَد مَلَكَ القُلوبَ فَإِنَّهُ
مَلَكَ الزَمانَ بِأَرضِهِ وَسَمائِهِ
الشَمسُ مِن حُسّادِهِ وَالنَصرُ مِن
قُرَنائِهِ وَالسَيفُ مِن أَسمائِهِ
أَينَ الثَلاثَةُ مِن ثَلاثِ خِلالِهِ
مِن حُسنِهِ وَإِبائِهِ وَمَضائِهِ
مَضَتِ الدُهورُ وَما أَتَينَ بِمِثلِهِ
وَلَقَد أَتى فَعَجَزنَ عَن نُظَرائِهِ
المتنبي
الحمدان
09-02-2024, 11:27 PM
القَلبُ أَعلَمُ يا عَذولُ بِدائِهِ
وَأَحَقُّ مِنكَ بِجَفنِهِ وَبِمائِهِ
فَوَمَن أُحِبُّ لَأَعصِيَنَّكَ في الهَوى
قَسَماً بِهِ وَبِحُسنِهِ وَبَهائِهِ
أَأُحِبُّهُ وَأُحِبُّ فيهِ مَلامَةً
إِنَّ المَلامَةَ فيهِ مِن أَعدائِهِ
عَجِبَ الوُشاةُ مِنَ اللُحاةِ وَقَولِهِم
دَع ما نَراكَ ضَعُفتَ عَن إِخفائِهِ
ما الخِلُّ إِلّا مَن أَوَدُّ بِقَلبِهِ
وَأَرى بِطَرفٍ لا يَرى بِسَوائِهِ
إِنَّ المُعينَ عَلى الصَبابَةِ بِالأَسى
أَولى بِرَحمَةِ رَبِّها وَإِخائِهِ
مَهلاً فَإِنَّ العَذلَ مِن أَسقامِهِ
وَتَرَفُّقاً فَالسَمعُ مِن أَعضائِهِ
وَهَبِ المَلامَةَ في اللَذاذَةِ كَالكَرى
مَطرودَةً بِسُهادِهِ وَبُكائِهِ
لا تَعذُلِ المُشتاقَ في أَشواقِهِ
حَتّى يَكونَ حَشاكَ في أَحشائِهِ
إِنَّ القَتيلَ مُضَرَّجاً بِدُموعِهِ
مِثلُ القَتيلِ مُضَرَّجاً بِدِمائِهِ
وَالعِشقُ كَالمَعشوقِ يَعذُبُ قُربُهُ
لِلمُبتَلى وَيَنالُ مِن حَوبائِهِ
لَو قُلتَ لِلدَنِفِ الحَزينِ فَدَيتُهُ
مِمّا بِهِ لَأَغَرتَهُ بِفِدائِهِ
وُقِيَ الأَميرُ هَوى العُيونِ فَإِنَّهُ
ما لا يَزولُ بِبَأسِهِ وَسَخائِهِ
يَستَأسِرُ البَطَلَ الكَمِيَّ بِنَظرَةٍ
وَيَحولُ بَينَ فُؤادِهِ وَعَزائِهِ
إِنّي دَعَوتُكَ لِلنَوائِبِ دَعوَةً
لَم يُدعَ سامِعُها إِلى أَكفائِهِ
فَأَتَيتَ مِن فَوقِ الزَمانِ وَتَحتِهِ
مُتَصَلصِلاً وَأَمامِهِ وَوَرائِهِ
مَن لِلسُيوفِ بِأَن تَكونَ سَمِيَّها
في أَصلِهِ وَفِرِندِهِ وَوَفائِهِ
طُبِعَ الحَديدُ فَكانَ مِن أَجناسِهِ
وَعَلِيٌّ المَطبوعُ مِن آبائِهِ
المتنبي
الحمدان
09-02-2024, 11:38 PM
قد يعشق المرء من لا مال في يده
ويكره القلب من في كفه الذهب
ماقيمة الناس إلا في مبادئهم
لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب
إذَا امتَلأت كَفُ اللَّئيَمِ مِنَ الغِنَى
تمَايلَ إعجَاباً وقَال أنَا أنَا
....
الحمدان
09-02-2024, 11:39 PM
أحاول النوم والأطياف توقظني
ومن أسامرهم بالشوق قد رقدوا
من ذا ينام وفي عينيه صورتهم
والله ما فارقوا قلبي ولا بعُدوا
أكابد السهد في ليلي فيغلبني
وما تذمرتُ إن صدوا وإن رفدوا
أنوء بالهم وحدي حين أتركهم
واستطيب هواهم أينما وجدوا
....
الحمدان
09-03-2024, 01:20 PM
أَكرَم رَفيقَكَ حَتّى يَنقَضي السَفَر
إنَّ الَّذي أَنتَ موليهِ سَيَنتَشِر
وَلا تَكُن كَلِئامِ أَظهَروا ضَجَرا
إِنَّ اللِئامَ إِذا ما سافَروا ضَجَروا
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:21 PM
هذي رِقاعَكُم بِالرَفدِ وافِدَة
وَلَيسَ عِندي بِحَمدِ اللَهِ تَوفير
أَمضَيتَ عَزمَكَ في تَضييعِ حُرمَتِنا
فَلَيسَ عِندَكَ في التَقصيرِ تَقصير
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:22 PM
وَمِن شِمَمي التَجاوُزُ عَن صَديقٍ
أَطافَ بِغيَةَ أَو قالَ هَجرا
أَصَم عَنِ الَّتي تَزري بِحِلمي
وَأَجعَلُ دونَها لِلسَمعِ وَقرا
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:22 PM
أَهابُ الريمَ أَرمِقُهُ
وَأَضرِب هامَةَ الأَسَدِ
وَيَجرَحُني بِمُقلَتِهِ
وَيَنبو السَيفَ عَن جَسَدي
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:23 PM
كُنتَ المَعزى بِفَقدي
وَعِشتُ ما شِئتَ بَعدي
أَهدي إِلى أَخٍ لي
سَليلَ مِسكٍ وَوَردِ
أَرِق مِن لَفظِ صَب
يَشكو حَرارَةِ وَجدِ
كَأَنَّهُ إِن بَحَثنا
بِلا اِنتِظارٍ وَوَعدِ
فَاِخلَع عَلَي سُروراً
بِكَونِكَ اليَومَ عِندي
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:23 PM
خَليلي إِنّي لِلثُرَيّا لَحاسِدُ
وَإِنّي عَلى رَيبِ الزَمانِ لَواجِد
أَيَجمَعُ مِنها شَملُها وَهيَ سَتة
وَأَفقِدُ مِن أَحبَبتَهُ وَهوَ واحِد
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:23 PM
أَعجَبتُنَّ أَن أَناخُ بي الدَهرُ
فَحاكَمتَهُ إِلى الأَقداحِ
لا تَرِدُ الهُمومَ يَنشَبنَ أَظفارا
حِدادا بِشُربِ ماءٍ قِراح
لَم أُحاكِم صُروفَ دَهري في الأَقداحِ
حَتّى فَقَدتُ أَهلَ السَماح
أَحمَدُ اللَهَ صارَتِ الخَمرُ تَأسو
دونَ اِخواني الثِقاتِ جِراحي
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:24 PM
مُستَشعَرُ الصَبرُ مَقرونٌ بِهِ الفَرَج
يُبلى وَيَصبِر وَالأَشياءَ تَنتَهِج
حَتّى إِذا بَلَغتَ مَقدورَ غايَتِها
جاءَتكَ تَضحَكُ مِن ظُلَمائِها السَرَج
فَاِصبِر وَدُم وَاِقرَعِ البابَ الَّذي طَلَعتَ
مِنهُ المَطامِعُ فَالمَغرى بِهِ يَلِج
يَقدرُ اللَهَ فارِجُ اللَهَ وَاِرضَ بِهِ
فَفي اِرادَتِهِ الغَماءُ تَنفَرِجُ
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:25 PM
حَيِّ التَحِيّاتِ أَصحابَ التَحِيّاتِ
القائِلينَ إِذا لَم تَسقِهِم هات
أَما الغُداةَ فَكرى في نُعيمِهِم
وَبِالعَشِيِّ فَصَرعى غَيرُ أَموات
وَبَينَ ذلِكَ قَصفُ لا يُعادِلُه
قَصفُ الخَليفَةِ مِن لَهوٍ وَلِذّاتِ
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:25 PM
اِخطَب لِكَأسِكَ نَدماناً فَسِر بِهِ
أَو لا فَنادِم عَلَيها حِكمَةِ الكُتُب
اِخطَبهُ حَرا كَريماً ذا مَحافَظَة
يَرى نَدامَكُما مِن أَقرَبِ النَسَبِ
فَإِن يَكُن حَلبُ الأَيّامِ أَشطَرَها
وَقَومَتِهِ وَاِرضَتِه يَدُ الأَدَبِ
فَقَد مَلَأَت بِهِ كَفَّيكَ مِن رَجل
يَرعى ذِمامَكَ رَعيَ الواصِلِ الحَدبِ
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:26 PM
الحَرُّ يَدنُسُ بَينَ الحِرصِ وَالطَلَب
فَاِخلَع لِباسَهُم بِالعِلمِ وَالأَدَب
أَقبَحُ بِوَجهِ يارٍ كانَ قائِدَهُ
وَجهاً رَعَت كَنَفَيهِ ذَلَّةُ الطَلَب
ما كانَ قائِدُهُ ذَلا وَسائِقُهُ
مِناً فَأَكرَمَ مِنهُ لَوعَةَ السَغَب
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:26 PM
قُل لِمَن فَضَضَ الدَواةَ لَكيما
يَحسَبوهُ مِن جُملَةِ الكِتاب
لَيسَ حَلي الدَواةَ يَنفَعُ شَيئاًِن
تَخَلَّيتَ مِن حُلى الآداب
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:26 PM
أَحسَنُ مِن غَفلَةِ الرَقيبِ
وَلَحظَةَ الوَعدِ مِن حَبيب
وَالنَقرُ وَالنَغَمُ مِن كَعسابِ
مُصيبَةُ العودِ وَالقَضيب
وَمِن بَناتِ الكُرومِ راحَت
مِن راحَتي شادِنُ رَبيب
كُتُبُ أَديبٍ إِلى أَديب
طالَت بِهِ مُدَّةُ المَغيب
فَمَقتُ كَتَبَهُ سُطوراً
تَنمِقُ الشَوقَ في القُلوب
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:26 PM
إِذا أَنتَ لَم تُرسِل وَجِئتَ فَلَم أَصلِ
مَلَأتَ بِعُذرٍ مِنكَ سَمعٌ لَبيب
قَصَدتُكَ مُشتاقاً فَلَم أَرَ حاجِباً
وَلا ناظِراً إِلّا بِعَينٍ غَضوب
كَأَنّي غَريمٌ مُقتَضُ أَو كَأَنَّني
طَلوعُ رَقيبٌ أَو نُهوضُ حَبيب
فَقُمتُ وَقَد فَكَّ الحِجابُ عَزيمَتي
عَلى شُكرِ بَسطِ الراحَتَينِ وَهوبُ
عَلَي لَهُ الإِخلاصُ ما رَدعُ الهَوى
أَصالَةَ رَأيٍ أَو وِقارُ مَشيبُ
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:27 PM
إِذا اِفتَرَّ وَهَب خِلتَهُ بَرقٌ عارَضَ
تَبعِقُ في الأَرضَينِ أَسعَدَهُ السَكب
وَما ضَر وَهباً ذَم مَن خالَفَ المُلا
كَما لا يُضَر البَدرُ يَنبَحهُ الكَلبُ
لِكُلِّ أُناسٍ مِن أَبيهِم ذَخيرَةٌ
وَذَخرُ بَني فَهرٍ عَقيدُ النَدى وَهبُ
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:27 PM
ما تَرى يَومَنا وَحُسنَ اِبتِدائِهِ
وَنَدى أَرضِهِ وَهَطلُ سَمائِهِ
إِنَّ صَدرَ النَهارِ أَنضُرُ شَطرَيهِ
كَما نَضرَةَ الفَتى في فَتائِهِ
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:27 PM
قَدَرانِ عِندي ما لِلمِسكِ طَعمُهُما
وَنَشوَةٌ لَهُما مِن طَبخِ بَيضاءِ
وَدَرهُم بَينَ ريحانُ وَمُنتَقِل
جُهدَ المَقَل وَلا كُفرٌ بِنُعماءِ
العطوي
الحمدان
09-03-2024, 01:28 PM
إِذا نِلتُ العَطِيَّةَ بَعدَ مَطلٍ
فَلا كانَت وَإِن كانَت جَزيلَه
فَسَقياً لِلعَطِيَّةِ ثُمَّ سَقياً
إِذا سَهُلَت وَإِن كانَت قَليلَه
وَلِلشُعَراءِ أَلسِنَةٌ حِدادٌ
عَلى العَوراتِ موفِيَةٌ دَليلَه
وَمِن عَقلِ الكَريمِ إِذا اِتَّقاهُم
وَداراهُم مُداراةً جَميلَه
إِذا وَضَعوا مَكاويهِم عَلَيهِ
وَإِن كَذَبوا فَلَيسَ لَهُنَّ حيلَه
الباهلي
الحمدان
09-03-2024, 01:28 PM
سَأُعمِلُ نَصَّ العيسِ حَتّى يَكُفَّني
غِنى المالِ يَوماً أَو غِنى الحَدَثانِ
فَلَلمَوتُ خَيرٌ مِن حَياةٍ يُرى لَها
عَلى الحُرِّ بِالإِقلالِ وَسمُ هَوانِ
مَتى يَتَكَلَّم يُلغَ حُسنُ كَلامِهِ
وَإِن لَم يَقُل قالوا عَديمُ بَيانِ
كَأَنَّ الغِنى عَن أَهلِهِ بورِكَ الغِنى
بِغَيرِ لِسانٍ ناطِقٌ بِلِسانِ
الباهلي
الحمدان
09-03-2024, 01:31 PM
أَدنى خُطاكَ الهِندُ وَالصينُ
وَكُلُّ نَحسٍ بِكَ مَقرونُ
بِحَيثُ لا يَأنَسُ مُستَأنِسٌ
وَحَيثُ لا يَفرَحُ مَحزونُ
تَهوي بِكَ الأَرضُ إِلى بَلدَةٍ
لَيسَ بِها ماءٌ وَلا طينُ
الباهلي
الحمدان
09-03-2024, 01:31 PM
وَإِنَّ مِنَ الإِخوانِ إِخوانَ كَشرَةٍ
وَإِخوانَ حَيّاكَ الإِلَهُ وَمَرحَبا
وَإِخوانَ كَيفَ الحالُ وَالأَهلُ كُلُّهُ
وَذَلِكَ لا يَسوى نَقيراً مُتَرَّبا
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَنهُ بِمالِهِ
يَقولُ إِلَيَّ القَرضُ وَالقَرضُ فَاِطلُبا
فَإِن أَنتَ حاوَلتَ الَّذي خَلفَ ظَهرِهِ
وَجَدتَ الثُرَيّا مِنهُ في البُعدِ أَقرَبا
الباهلي
الحمدان
09-03-2024, 01:32 PM
جَعَلتُ مَطِيَّةَ الآمالِ يَأساً
فَآواني إِلى كَنَفٍ وَسيعِ
فَتِلكَ مَطِيَّةُ الآمالِ غُفلٌ
بِلا رَحلٍ يُشَدُّ وَلا نُسوعِ
لَعَمرُكَ لَلقَليلُ أَصونُ وَجهي
بِهِ في الأَوحَدينَ وَفي الجَميعِ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِن طَلَبي كَثيراً
تُمَدُّ إِلَيهِ أَعناقُ الخُضوعِ
فَعِش بِالقوتِ يَوماً بَعدَ يَومٍ
كَمَصِّ الطِفلِ فيقاتِ الضُروعِ
وَلا تَرغَب إِلى أَحَدٍ بِحِرصٍ
رَفيعٍ في الأَنامِ وَلا وَضيعِ
وَقَد رَحَلَ الشَبابُ وَحَلَّ شَيبٌ
فَهَل لَكَ في شَبابِكَ مِن رُجوعِ
الباهلي
الحمدان
09-03-2024, 01:32 PM
أَبا بِشرٍ تَطاوَلَ بي العِتابُ
وَطالَ بِيَ التَرَدُّدُ وَالطِلابُ
وَلَم أَترُك مِنَ الأَعذارِ شَيئاً
أُلامُ بِهِ وَإِن كَثُرَ الخِطابُ
سَأَلتَكَ حاجَةً فَطَوَيتَ كَشحاً
عَلى رَغمٍ وَلِلدَهرِ اِنقِلابُ
وَسُمتَني الدَنِيَّةَ مُستَخِفّاً
كَما خُزِمَت بِأَنفِها الصِعابُ
كَأَنَّكَ كُنتَ تَطلُبُني بِثَأرٍ
وَفي هَذا لَكَ العَجَبُ العِجابُ
فَإِن تَكُ حاجَتي غَلَبَت وَأَعيَت
فَمَعذورٌ وَقَد وَجُبَ الثَوابُ
وَإِن يَكُ وَقتُها شَيبَ الغُرابِ
فَلا قُضِيَت وَلا شابَ الغُرابُ
رَجَوتُكَ حينَ قيلَ لِيَ اِبنُ كِسرى
وَإِنَّكَ سِرُّ مُلكِهِمُ اللُبابُ
فَقَد عَجَّلتَ لي مِن ذاكَ وَعداً
وَأَقرَبُ مِن تَناوُلِهِ السَحابُ
وَكُلٌّ سَوفَ يُنشَرُ غَيرَ شَكٍّ
وَيَحمِلُهُ لِطَيَّتِهِ الكِتابُ
الباهلي
الحمدان
09-03-2024, 01:32 PM
المالُ يكسِبُ ربَّه ما لم
يَفضْ
في الراغبينَ إليه سوءَ ثناءِ
كالماءِ تأسِنُ بِئرُهُ إلا إذا
خبطَ السُّقاةُ جِمامَهُ بدِلاءِ
والنائلُ المُعْطَى بغيرِ وسيلةٍ
كالماءِ مُغْتَرفاً بغيرِ رِشاءِ
ابن الرومي
الحمدان
09-03-2024, 01:32 PM
يُهنَّأُ بالإِفطار قومٌ لأنهمْ
تأتَّى لهم قبلَ العَشاءِ غَداءُ
وأما عليُّ ذو العلا فلأنهُ
أطاعَ له الإطعامُ كيف يشاءُ
وما فاته في الصومِ فِطْرٌ لأنهٌ
مُدارِسُ علمٍ والدِّارسُ غذاءُ
ولا فاتهُ في الفطر صومٌ لأنهُ
مواصِلُ صومٍ عُقْبَتاهُ سَواءُ
هنيئاً له إفطارُهُ وصيامُهُ
هنيئاً ومن بعد الهناءِ مَراءُ
بحقِّك أمطرتَ الورى وبحقهمْ
لأنهُمُ أرضٌ وأنتَ سماءُ
ابن الرومي
الحمدان
09-03-2024, 01:33 PM
وجاهلٍ أعرضتُ عن جهلهِ
حتى شكا كفِّي عنِ الشكوى
قد هام وجْداً باكْتراثِي له
وقد أبتْ نفسيَ ما يهوى
إنَّ مِنَ السلوى لخيلولةً
تُوهِمني البلوى به بلوى
أحضرتُ نجوى النفسِ تمثالَهُ
مستَحيِياً من شاهِد النجوى
وقلت للشعر أَلا أَعِدْني
على طويلِ الغَيِّ مُسْتَهوَى
فقال من خاصمتَ مستهلَكٌ
ليست على أمثالهِ عَدْوى
لو كان لي في مثلهِ موضعٌ
غادرتُهُ أُحدوثةً تُروَى
بكل بيتٍ سائرٍ عائرٍ
يُسمَعُ والوجهُ لهُ يُزوَى
لكنّ من تُهدي له شتمَهُ
تُهدي إليه المَنَّ والسلوى
قوَّمتُهُ بالشتمِ يُهدَى لَهُ
فلم أجدْ قيمتَهُ تَسوى
ابن الرومي
الحمدان
09-03-2024, 01:33 PM
لم يَلهُ في المِهْرجانِ أَوْلَى
باللهوِ فيه من ابن يحيى
لأنه شابَهُ بجودٍ
أحيا به الناسَ كلَّ مَحْيا
جدَّدَ عهدَ النبيِّ بِرٌّ
من ابنِ يحيى وفَضْلُ تقوى
وعهدَ كِسْرى نعيمُ عيشٍ
من ابن كسرى وحسنُ ملهى
فظلَّ في المهرجان عيدٌ
يجمعُ ديناً له ودُنيا
وليس بِدعاً ولا عجيباً
أنْ يَنْظِمَ المعنيين معنى
فاللَّهُ يُبقيه ألفَ عامٍ
وما رأى في البقاء بُقْيا
يَسْمو به جَدُّهُ فيَحْظى
وتارةً مجدُه فيَعْلى
ولم تزلْ أعينُ الأعادي
بنعمة اللَّه فيه تَقْذى
يُوقَى بهم أسهمَ المنايا
إذا ألمَّتْ به ويُفدى
ابن الرومي
الحمدان
09-03-2024, 01:34 PM
ألم تَرَ لابن بلبلَ إذ حماني
مَواردَهُ وأَوْرادِي ظِماءُ
سألت الأرضَ تنكيراً عليه
فلم تفعلْ فنكَّرتِ السماءُ
وصاعدُ ما تَصعَّدَ بل تَهَاوَى
ولكنْ جادَ ما صَعِد الدعاءُ
رعى هذا الأنامَ فكان ذئباً
أحصَّ وما الذئابُ وما الرِّعاءُ
ابن الرومي
الحمدان
09-03-2024, 01:34 PM
أُحبُّ المِهْرَجانَ لأنَّ فيهِ
سروراً للملوكِ ذوي السَناءِ
وباباً للمصير إلى أوانٍ
تُفتَّح فيه أبوابُ السماءِ
أُشبِّههُ إذا أَفضَى حميداً
بإفضاءِ المَصيفِ إلى الشتاءِ
رجاءَ مؤمِّليكَ إذا تناهَى
بهم بعد البلاءِ إلى الرخاءِ
فَمَهرِجْ فيه تحت ظلال عيشٍ
ممدَّدةٍ على عيشٍ فضاءِ
أخا نِعَمٍ تتمُّ بلا فناءٍ
إذا كان التمامُ أخا الفناءِ
يزيدُ اللَّه فيها كلَّ يومٍ
فلا تنفكُّ دائمةَ النَّماءِ
ويُصْحبُك الإلهُ على الأَعادي
مساعدةَ المَقادرِ والقضاءِ
شهدتُ لقد لهوتَ وأنت عفُّ
مصونُ الدِّين مبذولُ العطاءِ
تَغَنَّتك القيانُ فما تغنَّتْ
سوى محمولِ مدحِك من غِناءِ
وأحسَنُ ما تغنّاك المغنِّي
غناءٌ صاغَهُ لك من ثناءِ
كَمُلْتَ فلستُ أسألُ فيك شيئاً
يَزيدُكَهُ المَليكُ سوى البقاءِ
وبعدُ فإنّ عذري في قصوري
عن الباب المحجَّب ذي البهاءِ
حدوثُ حوادثٍ منها حريقٌ
تَحيَّف ما جمعت من الثراءِ
فلم أسألْ له خَلَفاً ولكنْ
دعوتُ اللَّه مجتهدَ الدعاءِ
ليجعَلَه فداءَك إنْ رآه
فداءك أيها الغالي الفداءِ
وأما قبلَ ذاك فلم يكن لي
قَرارٌ في الصباح ولا المساءِ
أعاني ضيعةً ما زلتُ منها
بِحمدِ اللَّه قِدْماً في عناءِ
فرأيَك مُنعِماً بالصفحِ عنِّي
فما لي غيرَ صفحِك من عَزاءِ
ولا تعتب عليَّ فداك أهلي
فتُضعِفَ ما لقيتُ من البلاءِ
ابن الرومي
الحمدان
09-03-2024, 01:34 PM
لولا فواكهُ أَيلولٍ إذا اجتمعتْ
من كل نوعٍ ورَقَّ الجوُّ والماءُ
إذاَ لَمَا حَفَلتْ نفسي متى اشتملتْ
عليَّ هائلةُ الجالَيْن غبراءُ
يا حَبَّذَا ليلُ أيلولٍ إذا بردتْ
فيه مَضاجِعُنا والريحُ سَجْواءُ
وجَمَّش القُرُّ فيه الجلدَ فائتلفتْ
من الضَّجيعينِ أحشاءٌ وأحشاءُ
وأَسفر القمرُ الساري فصفحتُه
ريَّا لها من صفاءِ الجوِّ لألاءُ
يا حبذا نفحة من ريحهِ سَحَراً
تأتيك فيها من الريحان أنباءُ
قلْ فيه ما شئتَ من شهرٍ تعهَّدُهُ
في كلّ يومٍ يدٌ للَّهِ بيضاءُ
ابن الرومي
الحمدان
09-03-2024, 01:35 PM
أَلَسْتَ تَرَى الظَّلاَمَ وَقَدْ تَوَلَّى
وَعُنْقُودَ الثُّرَيَّا قَدْ تَدَلَّى
فَدُونَكَ قَهْوَةً لَمْ يَبْقَ مِنْهَا
تَقَادُمُ عَهْدِهَا إِلاَّ الأَقَلاَّ
بَزَلْنَا دَنَّهَا واللَّيْلُ دَاجٍ
فَصَيَّرَتِ الدُّجَى شَمْسَاً وَظِلاَّ
كشاجم
الحمدان
09-03-2024, 01:35 PM
يَا مَنْ أَنَامِلُهُ كَالْعَارِضِ السَّارِي
وَفِعْلُهُ أَبَدَاً عَارٍ مِنْ العَارِ
أَمَا تَرَى الثَّلْجَ قَدْ خَاطَتْ أَنَامِلُهُ
ثَوْبَاً يُزَرُّ عَلَى الدُّنْيَا بِأَزْرَارِ
نَارٌ وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ بِمُبْدِيَةٍ
نُورَاً وَمَاءٌ وَلَكِنْ لَيْسَ بِالجَارِي
وَالرَّاحُ قَدْ أَعْوَزَتْنَا فِي صَبِيْحَتِنَا
بَيْعَاً وَلَوْ وَزْنُ دِيْنَارٍ بِدِيْنَارِ
فَجُدْ بِمَا شِئْتَ مِنْ رَاحٍ يَكُونُ لَنَا
نَارَاً فَإِنَّا بِلاَ رَاحٍ وَلاَ نَا
كشاجم
الحمدان
09-03-2024, 01:36 PM
هَتَفَ الصُّبْحُ بِالدُّجَى فَاسْقِنِيْهَا
قَهْوَةً تَتْرُكُ الحَلِيْمَ سَفِيْهَا
لَسْتُ تَدْرِي لِرِقَّةٍ وَصَفَاءٍ
هِيَ فِي كَأسِهَا أَمِ الكَأٍسُ فِيْهَا
كشاجم
الحمدان
09-03-2024, 01:36 PM
كَأَنَّمَا الجَمْرُ وَالرَّمَادُ وَقَدْ
كَادَ يُوَارِي مِنْ نُورِهِ النُّورَا
وَرْدٌ جَنِيُّ القِطَافِ أَحْمَرُ قَدْ
ذَرَّتْ عَلَيْهِ الأَكُفُّ كَافُورَا
كشاجم
الحمدان
09-03-2024, 01:36 PM
مَنْ كَانَ يَحْوِي صَيْدَهُ الفَضَاءُ
وَلِلْبُزَاةِ عِنْدَهُ ثَوَاءُ
فَإِنَّ صَيْدِي مَا حَوَاهُ المَاءُ
بِأَكْلُبٍ سَاعِدُهَا رِشَاءُ
يَظَلُّ وَالمَاءُ لَهُ غَطَاءُ
كَمَا طَوَتْ هِلاَلَهَا السَّمَاءُ
كَأَنَّهُ مِنَ الحُرُوفِ رَاءُ
أَوْ هُوَ نِصْفُ خَاتَمٍ سَوَاءُ
يَحْمِلُ سُمَّاً آسْمُهُ غِذَاءُ
تُرْمَى بِهِ القُلُوبُ وَالأَحْشَاءُ
وَعَطَبٌ فِيْهِ لَنَا إِحْيَاءُ
أَمْتَعَنَا القَرِيْسُ وَالشِّوَاءٌ
كشاجم
الحمدان
09-03-2024, 01:37 PM
يَا رُبَّ نَهْرٍ مُدْفَإٍ مَلْآنِ
جَمِّ المُدُودِ مُعْمَرِ المَغَانِي
الدُّحْرُ والشُّبُوطُ والبَنَانُ
كَالطَّلْعِ مَجْنِيَّاً مِنَ الجِنَانِ
أَوْ كَقُدُودِ أَذْرُعِ الغَوَانِي
مَكْسُوَةٍ مِنْ صَنْعَةِ الرَّحْمَنِ
كَأَنَّمَا يَنْظُرُ مِنْ عِقْيَانِ
أَوْ يَتَطَرَّفْنَ بِأُرْجُوَانِ
بَاكَرْتُهُ مَعْ بَاكِرِ الغِرْبَانِ
فِي فِتْيَةٍ أَفَاضِلٍ أَقْرَانِ
يُعْنَوْنَ بِالدِّيْوَانِ وَالمَيْدَانِ
وَلاَ يَعِفُّونَ عَنِ القِيَانِ
بِمِثْلِ أَحْدَاقٍ بِلاَ أَجْفَانِ
كَأَنَّهَا جِلْدَةُ أُفْعُوَانِ
تُزْعِجُ بِالأَطْمَاعِ وَالحِرْمَانِ
أَجْرَى عَلَى مَايِرِهَا الغَرْثَانِ
مِنَ الضَّوَارِي الغُضُفُ الآذَانِ
وَكَاسِرِ البُزَاةِ والعِقْبَانِ
كشاجم
الحمدان
09-03-2024, 01:37 PM
وَاثَبْتُ مَاءً فِي أَدِيْمِ مَاءِ
بَيْضَاءَ مِثْلَ الفِضَّةِ البَيْضَاءِ
ذَاتَ حُلًى وَمُقْلَةٍ زَرْقَاءِ
مُفْضِيَة اللَّحْمِ عَنِ الأَعْضَاءِ
أَوْدَعْتُهَا أَجْوَفَ ذِي الْتِظَاءِ
كَالصَّبِّ مَطْوِيَّاً عَلَى الجَفَاءِ
يَضُمُّهَا ضَمَّاً إِلَى الأَحْشَاءِ
ثُمَّ ثَنَاهَا عَنْهُ بِانْثِنَاءِ
مُخْتَالَة فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءِ
كَأَنَّمَا بُزَّتْ مِنَ الصَّهْبَاءِ
كشاجم
الحمدان
09-03-2024, 01:37 PM
بموتِ أمير المؤمنين محمدٌ
زها الموت واختالَت عليه المقابر
رأيت المنايا يفتَخِرنَ بموته
كأنّ المنايا تبتغي من تُفاخِر
فلو بكت الأيّام ميتاً بكَت له
سوالفُها والباقيات الغوابِر
وما الناسُ إلا للفناء مصيرهُم
لكلّ امرىءٍ من يومه ما يحاذِرُ
الخاسر
الحمدان
09-03-2024, 01:38 PM
وحزنِ كطول الدهر باق إذا مضَت
أوائلُه عادت إلينا الأواخر
الخاسر
الحمدان
09-03-2024, 01:38 PM
ظللنا فبِتنا عند أم محمد
بيوم ولم نشرب شراباً ولا خمرا
إذا صمَتَت عنّا ضجرنا لصمتها
وإن نطَقَت هاجت لألبابنا سكرا
الخاسر
الحمدان
09-03-2024, 01:38 PM
قومٌ إذا نزل الغريبُ بدارهم
تركوه ربّ صواهل وقيان
لا ينكتون الأرض عند سؤالهم
لتطلّب العلّات بالعيدان
بل يسفرون وجوههم فترى لها
عند السؤال كأحسن الألوان
وإذا دعوتهم ليوم كريهة
سدّوا شعاع الشمس بالفرسان
الخاسر
الحمدان
09-03-2024, 01:39 PM
أَخوكَ الَّذي أمسى بذكرك مغرما
يتوب إليك اليوم مما تقدما
فإن لم تصله رغبةً في وصاله
ولم تك مشتاقاً فصله تكرما
فقد والذي عافاك مما أبتلي به
تندم لو أرضاك أن يتندما
وباللَه ما كان الصدود الذي مضى
ملالاً ولا كان الجفاء تجهما
فلا تحر بن بالغدر من صد مكرهاً
وأظهر إعراضاً وأبدى تجهما
فلم يلهه عنك السلو وإنما
تأخر لما لم يجد متقدما
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:39 PM
هبوني أخفيت الذي بي من الهوى
ألم يك عن ما بي ضمير مترجما
وما زلت أستحيي من الناس أن أرى
ظلوماً لألفي أو أرى متظلما
وباللَه ما حلت الغداة عن الذي
عهدت ولكن كنت إذا ذاك منعما
وقد ذاب قلبي اليوم شوقاً وصبوةً
إليك وما ترثي لقلبي منهما
فلا تتعجب أن تظلمت محوجاً
فقد حان للمظلوم أن يتظلما
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:39 PM
واللَه لا نظرت عيني إليك ولا
سالت مساربها شوقاً إليك دما
ألا رياءً لدفع القول عنك ولا
نازعتك الدهر إلا مكرهاً كلما
إن كنت خنت فلا أضمر خيانتكم
واللَه يأخذ ممن خان أو ظلما
سماحةً لمحبٍّ خان صاحبه
ما خان قط محبٌّ يعرف الكرما
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:40 PM
يا مانعاً مقلتي من لذة الوسن
روحي تقيك من الأسواء والحزن
واللَه لا سكنت روحي إلى سكنٍ
إلا إليك ولا حنت إلى وطن
ولن أقول ولو أضنى الهوى كبدي
رداً لقولك لي قد خنت لم أخن
هبني غريباً ألام اليوم فيك ألم
أكن حقيقاً بأن أعدى على الزمن
فلا تدع رعي ما قد كنت تعلمه
مني يقيناً وتهجرني على الظنن
فلم تزل مذ عرفت الحب في كبدي
أحب واللَه من روحي إلى بدني
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:40 PM
كأن رقيباً منك يرعى خواطري
وآخر يرعى ناظري ولساني
فما عاينت عيناي بعدك منظراً
يسوءك إلا قلت قد رمقاني
ولا بدرت من في بعدك مزحةٌ
لغيرك إلا قلت قد سمعاني
ولا خطرت من ذكر غيرك خطرةٌ
على القلب إلا عرجا بعنان
إذا ما تسلى الغابرون عن الهوى
بشرب مدامٍ أو سماع قيان
وجدت الذي سلي سواي يشوقني
إلى قربكم حتى أمل مكاني
وفتيان صدقٍ قد سئمت لقاءهم
وعففت طرفي عنهم ولساني
وما الزهد أسلى عنهم غير أنني
أراك على الكل الجهات تراني
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:40 PM
وتزعم للواشين أني فاسدٌ
عليك وأني لست مما عهدتني
وما فسدت لي يشهد اللَه نية
ولكنما استفسدتني فأتهمتني
غدرت بعهدي عامداً وأخفتني
فخفت ولو آمنتني لأتمنتني
إلى اللَه أشكو لا إليك فطالما
شكوت الذي ألقى إليك فزدتني
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:41 PM
فلا تهجر أخاك بغير ذنبٍ
فإن الهجر مفتاح السلو
إذا كتم الخليل أخاه سراً
فما فضل الصديق على العدو
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:41 PM
ينسى الهوى وصفه من حل ذروته
كالأرض يشغل عنها من ثوى فيها
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:41 PM
أبى لي الوفاء دوام الجفا
وحل الحنين عديم العزا
قعدت إلى الوصل مستعطفاً
وقد كنت قبل شديد الأبا
وأني لفي طول كتم الهوى
وستريه عنك بفرط الجفا
كمن ينفخ البوق مستخفياً
ويضرب بالطبل تحت الكسا
فيا قلب ويحك كن حازماً
إذا تاه رام سبيل النجا
ولا تك ذا عزمةٍ جاهلاً
إذا ما اعتدى لج في الاعتدا
فسل الحقود برعي العهود
وداو الجفاء برعي الوفا
فأوجع من حمل عتب الصفا
زوال الصفاء وقطع الإخا
فسامع هواك وكن مدنفاً
أحب الدواء لحب الشفا
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:42 PM
فإن تكن القلوب إذن تجازي
وأسلك في الهوى سنناً سويا
فما لي أهون الثقلين جمعاً
عليك وأنت أكرمهم عليا
عمرت سنين أستحفي التصافي
ولا أرضى من الوصل الرضيا
فلم تقلع صروف الدهر حتى
حبست عن أن أجي أو أن أحيا
تبغض ما استعطت وعش سليماً
فأنت أحب مخلوقٍ إليا
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:42 PM
لم يكفك الهجر فأهديت لي
تطيراً بالسوء لي سوسنه
أولها سوءٌ وباقي اسمها
تخبر أن السوء يبقى سنه
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:43 PM
يا مهدياً يا سميناً حول سوسنةٍ
في باقةٍ من خلاف حشوها الآس
في الياسمين بلاغ لو قنعت به
إذ كان أول شيء في اسمه الياس
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:43 PM
هبني أطيع ملام الكاشحين ولا
أعصى الوشاة ولا أرعى الذي يجب
أكنت أصغي لشعر وزنه خطأ
وقد ترادف فيه اللحن والكذب
فالوزن منكسرٌ والخفض منتصب
واللفظ غث ومعنى اللفظ منقلب
لو كنت تسطيع أخطاء بخامسة
أخطأت لكن عليك الجهد والطلب
هذه المعاني الكتبخي ارتضاك لها
قل شعرت وكانت قبل تحتلب
هب العروض تساهلنا عليك به
فأي نحوٍ بهذا العقل يحتجب
تطهر الآن من ذا الشعر مغتسلاً
كما تطهر من أدرانه الجنب
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:44 PM
نصيحة يوم المهرجان هديةٌ
لمثلك يا مولاي فرض على مثلي
فإن أهد روحي أهد ما أنت ربه
وإن أهد مالي فهو مالك من قبلي
وقد كنت أهديت الجفاء تجلداً
عليك فأهديت الرجوع إلى الوصل
وما علم الرحمن مني خيانةً
لعهدك لا في حال جد ولا هزل
فرأيك في أمر الهدية راشداً
لتحيي قلبي أو تجيز على قتلي
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:44 PM
سقى اللَه أياماً لنا وليالياً
لهن بأكفاف الشباب ملاعب
إذ العيش غض والزمان بعزة
وشاهد أوقات المحبين غائب
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:44 PM
أنظر إلى السحر يجري في لواحظه
وانظر إلى دعجٍ في طرفه الساجي
وانظر إلى شعراتٍ فوق عارضه
كأنهم نمالٌ دب في عاج
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:45 PM
وإني لأدري أن في الصبر راحةً
ولكن إنفاقي علي من الصبر
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالباً
سلواً فإن الجمر يسعر بالجمر
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:45 PM
لكل امرئٍ ضيفٌ يسر بقربه
وما لي سوى الأحزان والهم من ضيف
له مقلةٌ ترمي القلوب بأسهم
أشد من الضرب المدارك بالسيف
يقول خليلي كيف صبرك بعدنا
فقلت وهل صبر فأسأل عن كيف
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:46 PM
جعلت فداك قد طال اشتياقي
وليس تزيدني إلا مطالا
كتبت إليك استدعى نوالاً
فلم تكتب إلي نعم ولا لا
نصحت لكم حذاراً أن تعابوا
فعاد علي نصحكم وبالا
سأصبر أن أطقت الصبر حتى
يمل الصبر أو تهوى الوصالا
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:46 PM
أنزه في روض المحاسن مقلتي
وأمنع نفسي أن تنال محرما
وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه
يصب على الصخر الأصم تهدما
وينطق طرفي عن مترجم خاطري
فلولا اختلاسي رده للكلمات
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم
فما أن أرى حباً صحيحاً مسلما
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:46 PM
أقول لصاحبي وسلياني
وغرهما سكون حمى جبيني
تسلو بالتعزي عن أخيكم
وخوضوا في الدعاء وودعوني
فلم أدع الأنين لضعف سقم
ولكني ضعفت عن الأنين
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:47 PM
ما لهم أنكروا سواداً بخديه
ولا ينكرون ورد الغصون
إن يكن عيب خده بدد الشعر
فعيب العيون شعر الجفون
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:47 PM
أشكو عليل فؤاد أنت متلفه
شكوى عليل إلى إلفٍ يعتلله
سقمي تزيد مع الأيام كثرته
وأنت في عظم ما ألقى تقلله
اللَه حرم قتلي في الهوى سفهاً
وأنت يا قاتلي ظلماً تحلله
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:47 PM
هدية عيد قد علا فوق قدره
فأهدى لمن يهواه عن غير امره
رأى كل عبد مهدياً لحبيبه
فلم ير أن يهدي له غير شكره
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:48 PM
فداك اخوك اليوم يوم سرور
بيوم تهادى للظراف كبير
وكل امريء يهدي على قدر الفه
ولست على مقداره بقدير
وروحي وما يحويه ملكي بأسره
حقير ولا ارضى لكم بحقير
وقد رضي الله الثناء لنفسه
جزاءً ولن يرضى لها بصغير
واهديت شكري والثناء مجازياً
وهيهات أن يجزيك شكر نظير
ولكنه جهد المقل وما الذي
حباك بما في وسعه بكفور
ونيروزنا هذا جديد نلاقه
بعفوٍ جديد عن ذنوب شكور
فعرفك الرحمن يمن ابتدائه
ولا زلت مخصوصاً بكل حبور
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:48 PM
هذا مقام فتي اضاع زمانه
في بعض ما شيدت من بنيانه
جاد الزمان له باعطاء المنى
جوداً اضر عليه من حرمانه
فطغى واصغى للوشاة بألفه
واصر مغتراً على هجرانه
والرزء غربة آلف عن ألفه
ليس اغتراب المرء عن اوطانه
فبأي وجه اشتكي دهراً مضى
وزمان وصلك كان من ازمانه
لو حصلت نوب الزمان بأسرها
وصروفه لغرقن في احسانه
أو ليس يستحي امرؤ يزري على
الاخوان وهو يراك في اخوانه
لا ذاق وصلاً من تبرم قبلفه
بمساكن وهواك من سكانه
ان الحياة لحبها يخشى الردى
ولصوبها يرتاد قبل اوانه
فاسلم وتقك السوء نفس متيم
لولاك لم يحمد صروف زمانه
بقيا عرو روحي أقيك به الردى
اذ كان فرعاً انت من اركانه
ان الحكيم لباذل جثمانه
عن روحه بقيا على جثمانه
وكذي الموقي عينه بجفونه
ليصونها مبقي على اجفانه
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:48 PM
لو سامح الدهر أو لو ساعد العمر
لم ارع عهد سواك الدهر ما عمروا
أصدر هموماً أطال الود موردها
لولا مواردها لمأدر ما السهر
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:49 PM
هممت بفرقة والموت فيها
كأنك حتف نفسك تستثير
فلا تجسر على أمرٍ قوي
عليك فربما هلك الجسور
ابن داود
الحمدان
09-03-2024, 01:49 PM
مهلهلُ قد حلبتُ شطورَ دهري
وكافحني بها الزمن العفوتُ
وجاريتُ الرجالً بكلِّ رَبعٍ
فأذعنَ لي الحُتالةُ والرُّتوتُ
فأوجعُ ما أجنَّ عليه قلبي
كريمٌ غتَّهُ زمنٌ غَتوتُ
كفى حزناً بضيعة ذي قديمٍ
وأولاد العبيدِ لها الجفوتُ
وقد أسهرتُ عيني بعد غمضٍ
مخافةَ أن تضيعَ إذا فنيتُ
وفي لطف المهيمن لي عزاءٌ
بمثلك إن فنيتُ وإن بقيتُ
وإن يشتدَّ عظمك بعد موتي
فلا تقطعك جائحةٌ سبوت
فجب في الأرض وابغِ بها علوماً
ولا تلفتك عن هذا الدُّسوتُ
وإن بخلَ العليمُ عليكَ يوماً
فذلَّ لهُ ودَيدنُكَ السُّكوتُ
وقل بالعلمِ كانَ أبي جواداً
يُقال فمن أبوكَ فقل يموتُ
تقرُّ لكَ الأباعدُ والأداني
بعلمٍ ليسَ يجحدُهُ البَهوتُ
يموت
الحمدان
09-03-2024, 01:49 PM
تؤَرِّقُنِي بعدَ العشاءِ همومُ
كأني لما بين الضلوعِ سقيمُ
أبيتُ لهذا لَوعةٍ وصَبابةٍ
وفي كبد من حَرَّهُنَّ همومُ
أُبَكِّي شباباً قد مضى هل يعودُ لي
وهل عَيشُ حَيٍّ في الحياةِ يدومُ
يموت
الحمدان
09-03-2024, 01:50 PM
مُهلهلُ أحشائي عليكَ تَقَطَّعُوا
وأقرحَ أجفاني أخوكَ مُزَرَّعُ
إلى الله أشكو ما تجنُّ جوانحي
وما فيكما من غصَّةٍ أتجرَّعُ
فلولاكما ما إن سلكتُ تنائفاً
ولولاكما قد كان في القومِ مَقْنَعُ
فإن ذَرفَت عَينايَ وَجداً عليكما
ففي دون ما ألقاهُ مبكى ومجْزَعُ
أخافُ حِماماً يا مهلهلُ باعثاً
وطيرُ المنايا حائماتٌ وَوُقَّعُ
يموت
الحمدان
09-03-2024, 01:50 PM
مُهلهلُ شفَّني صِغرك
وأَسبل أَدمعي عُسُرُك
لدى أَكنافِ شامهمُ
أَموتُ فيمَّحني أثرُك
ولو سومحتُ في عُمُري
لجَلَّ لديهمُ خطرُك
فوا أَسفي على لُمَةٍ
يَطولُ إِليهمُ سَفرُك
وإِن أَهلك فإِن الله
دون الخلقِ لِي وَزرُك
يموت
الحمدان
09-03-2024, 01:50 PM
مَن شابَ قد ماتَ وهو حيٌّ
يَمشي على الأرضِ مشيَ هالكْ
لو كان عمرُ الفتى حساباً
لكانَ في شيبهِ فذلكْ
يموت
الحمدان
09-03-2024, 01:51 PM
يا منزلَ القصفِ في سَمالُو
مالي عن طيبكَ انتقالُ
واهاً لأيامِكَ الخَوالي
وَالعَيشُ صافٍ بها زُلالُ
تلكَ حياةَ النفوسِ حقاً
وكلُّ ما دونها مُحالُ
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:51 PM
يا هِلالاً من القصورِ تجلَّى
صامَ قلبي لِمُقلتيهِ وصلَّى
أيُها المالكُ الذي سَهَرِي
فيهِ كطعمِ الرُّقادِ بل هو أحلى
غَرضي ما يُريدهُ بي حَبيبي
لو سَقاني مَهلاً لما قلتُ مَهلا
لستُ أدري أطالَ ليليَ أم لا
كيفَ يَدري بذاكَ من يَتَقلَّى
إن للعاشقين في قصرِ الللِ
وفي طولهِ عن النومِ شُغلا
لو تفرَّعتُ لاستطالةِ ليلي
ولِرَعي النجومِ كنتُ مخلا
وغرامُ الفؤادِ مُذ غِبتَ عنهُ
لم يَحُل عن هواكَ حاشا وكلا
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:51 PM
نظَرت إليَّ بعينِ من لم يَعدلِ
لمَّا تمكنَ طرفُها مِن مَقتلي
لما أضاءَت بالمَشيبِ مفارقي
صَدَّت صُدودَ مُفارقٍ مُتجمِّلِ
فَجعلتُ أطلبُ وصلَها بِتَملقٍ
والشيبُ يغمزُها بألا تفعلي
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:52 PM
أتهجرُ من تُحبُّ بغيرِ جُرمٍ
أسأت إذاً وأنتَ لهُ ظلومُ
تؤرقني الهمومُ وأنتَ خِلو
لعمركَ ما تؤرقُكَ الهُمومُ
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:52 PM
وشاعرٍ مقدمٍ له قومُ
ليسَ عليهم في نصرهِ لَومُ
قد ساعدوهُ في الجُوعِ كلهمُ
فقرى فكلّ غداؤُهُ الصَّومُ
يأتيكَ في جُبّةٍ مرقَّعةٍ
أطولُ أعمارِ مثلِها يومُ
وطَيلسانٍ كالآلِ يلبسُهُ
على قميصٍ كأنَّهُ غَيمُ
من حلبٍ في صميمِ سفلتها
غناهُ فَقرٌ وعزُّهُ ضيمُ
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:52 PM
راعى النجومَ فقَد كادَت تكلمهُ
وانهلَّ بعدَ دموعٍ يا لها دَمُهُ
أشفى على سقمٍ يُشفى الرقيبُ بهِ
لو كان أسقمَهُ من كان يَرحمُهُ
يا من تجاهلَ عمَّا كانَ يعلمُهُ
عَمداً وباحَ بِسّرٍ كانَ يكتمُهُ
هذا خليلُكَ فِضواً لا حراكَ بهِ
لم يبقَ من جسمهِ إلا توهمُّهُ
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:53 PM
عزمَ السرورُ على المقامِ
بسرِّ من را للإمامِ
بلدِ المَسرَّةِ والفُتوحِ
المُستَنيراتِ العظامِ
وتَراهُ أشبهَ مَنزلٍ
في الأرضِ بالبلدِ الحرامِ
فاللَه يعمرهُ بمن
أضحى به عزُّ الأنامِ
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:53 PM
رَحلتُم فكَم من أنَّةٍ بعدَ زَفرةٍ
مبينةٍ للناسِ شوقي إليكُمُ
وقد كنتُ أعتقتُ الجفونَ من البكا
فقد ردَّها في الرقِّ حزني عليكمُ
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:53 PM
نامَ عُذالي وَلم أنمِ
واشتفَى الواشونَ من سَقمي
وإذا ما قلتُ بي ألمٌ
شكَّ مَن أهواهُ في ألمي
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:54 PM
ليلي طويلٌ وحزني مثلهُ وكذا
ليلُ المُحبِّ طويلٌ حيثُما كانا
لم أسل بعدهُمُ يَوماً وقَد حمَلَت
نفسِي من الوَجدِ والأحزانِ ألوانا
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:54 PM
يا مقلتيَّ قتلتماني
فبقِيتُ رَحمة من يراني
مَن ذا ألومُ وأنتُما
بيَدِ الهَوى سَلَّمتُماني
لعِبَت بنا أيدي الخُطوبِ
وغالنا رَيبُ الزمانِ
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:54 PM
دَعني فَما طاعَة العذالِ من ديني
ما سالمُ القلبِ في الدنيا كَمَفتونِ
أيقَنتُ أنِّي مَجنونٌ بِحبِّكم
وليسَ لي عندَكُم عذرُ المَجانينِ
ذو طرَّةٍ نظمت في عاجِ جبهتهِ
من شَعرهِ حلقا سودَ الزرافينِ
كأنَّ خطَّ عذارٍ فوقَ عارِضه
مَيدانُ آسٍ على وردٍ ونَسرينِ
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:55 PM
فديتُ محمَّداً من كلِّ سُوِّ
يُحاذرُ في رواحٍ أو غدوٍّ
أيا قَمرَ السَّماءِ سَفلتَ حتَّى
كأنَّكَ قد ضَجِرتَ من العُلوِّ
رأيتُكَ من حبيبكَ ذا بِعادٍ
ومِمَّن لا يُحبُّكَ ذا دُنوِّ
وحَسبُكَ حَسرةً لكَ من حَبيبٍ
رأيت زِمامَهُ بِيدي عَدوِّ
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:55 PM
تُفاحةٌ خَرَجت بالدُّرِّ من فيها
أشهَى إليَّ من الدُّنيا وَما فيها
بيضاءُ في حُمرةٍ علَّت بغالبةٍ
كأنَّما قُطِفَت من خَدِّ مُهديها
جاءَت بها قَينةٌ من عند غانِية
روحي من السّوء والمكروه تَفديها
لو كنتُ مَيتاً ونادَتني بِنغمتِها
إذاً لأسرعتُ مِن لَحدي ألبيها
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:55 PM
بأيِّ ذنبٍ إليهِ
أطالَ حُزني عليهِ
قالوا نَراكَ سَقيماً
فقلتُ من مُقلتيهِ
في النارِ قَلبي وَعَيني
في الرَّوضِ من وجنَتَيهِ
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:55 PM
زَمُّوا المَطايا غداةَ البينِ وارتحلوا
وخلَّفوني على الأطلالِ أبكيها
أتَهجُرونَ فتىً أغري بكُم تيهاً
حقاً لدعوة صَبٍ أن تُجيبوها
أهدى إليكم على نأيٍ تَحيتَهُ
حيُّوا بأحسنَ منها أو فردُّوها
شيَّعتُهم فاسترابوني فقلتُ لَهُم
إنِّي بُعثتُ معَ الأجمالِ أَحدوها
قالوا فَما نفسٌ يعلوكَ ذا صُعُدٍ
وما لعينكَ لا ترقى مآقيها
قلتُ التنفسُ من تدآب سَيركم
والعينُ تذرفُ دَمعاً من قذىً فيها
حتَّى إذا ارتحلُوا والليلُ معتكِرٌ
خفضتُ في جنحهِ صَوتي أُناديها
يا من بها أنا هيمانٌ ومختبلٌ
هل لي إلى الوَصلِ من عقبى أرجِّيها
نفسي تساقُ إذا سيقَت ركابكم
فإن عزَمتم على قتلي فسوقُوها
الكاتب
الحمدان
09-03-2024, 01:56 PM
أُحِبُّكِ ما أَقامَ مِنىً وَجَمعٌ
وَما أَرسى بِمَكَّةَ أَخشَباها
وَما رَفَعَ الحَجِجُ إِلى المُصَلّى
يَجُرّونَ المَطِيَّ عَلى وَجاها
وَما نَحَروا بِخَيفِ مِنىً وَكَبّوا
عَلى الأَذقانِ مُشعَرَةً ذُراها
نَظَرتُكِ نَظرَةً بِالخَيفِ كانَت
جَلاءَ العَينِ مِنّي بَل قَذاها
وَلَم يَكُ غَيرُ مَوقِفِنا فَطارَت
بِكُلِّ قَبيلَةٍ مِنّا نَواها
فَواهاً كَيفَ تَجمَعُنا اللَيالي
وَآهاً مِن تَفَرُّقِنا وَآها
فَأُقسِمُ بِالوُقوفِ عَلى أَلالٍ
وَمَن شَهِدَ الجِمارَ وَمَن رَماها
وَأَركانِ العَتيقِ وَبانِيَيها
وَزَمزَمَ وَالمَقامِ وَمَن سَقاها
لَأَنتِ النَفسُ خالِصَةً فَإِن لَم
تَكونيها فَأَنتِ إِذاً مُناها
نَظَرتُ بِبَطنِ مَكَّةَ أُمَّ خِشفٍ
تَبَغَّمُ وَهيَ ناشِدَةٌ طَلاها
وَأَعجَبَني مَلامِحُ مِنكِ فيها
فَقُلتُ أَخا القَرينَةِ أَم تُراها
فَلَولا أَنَّني رَجُلٌ حَرامٌ
ضَمَمتُ قُرونَها وَلَثَمتُ فاها
الشريف
الحمدان
09-03-2024, 01:56 PM
يا طالِباً مُلكَ بَنِي بُوَيهِ
ما أَنتَ مِن ذاكَ وَلا إِلَيهِ
إِرثُ قِوامِ الدينِ عَن أَبَيهِ
خَلِّ عِنانَ المُلكِ في يَدَيهِ
مُناضِلاً يَذُبُّ عَن ثَغرَيهِ
بَديهَةَ الصِلِّ جَلا نابَيهِ
يُلَجلِجُ المَوتُ بِما ضِغَيهِ
يَكتَلِىءُ الدينَ بِناظِرَيهِ
كَالمِقضَبِ اِضطُرَّ إِلى حَدَّيهِ
نَجا الَّذي فازَ بِحَجزَتَيهِ
وَضَلَّ مَغرورٌ بِما لَدَيهِ
يَحتَكُّ بِالعَضبِ وَمَضرِبَيهِ
شَتّانَ مَن يَنفُضُ مِذرَوَيهِ
مُخايِلاً يَنظُرُ في عِطفَيهِ
ما نَقَلَ الذابِلَ في كَفَّيهِ
وَمَن طَوى المَجدَ عَلى غَربَيهِ
مُرتَقِياً إِلى ذُؤابَتَيهِ
إِذا المَقامُ لَم يَقُم حَولَيهِ
قامَ بِهِ يَركُدُ في حالَيهِ
لا يَطرِفُ الهَولُ بِهِ جَفنَيهِ
شَوكُ القَنا يَلدَغُ أَخمَصَيهِ
قَد قُلتُ لِلطالِبِ غايَتَيهِ
أَقعِ فَما غَورُكَ مِن نَجدَيهِ
ما أَنتَ وَالطَولُ إِلى فَرعَيهِ
سِقطُ شَرارٍ طارَ عَن زَندَيهِ
مَن يَطلَعُ اليَومَ ثَنِيَّتَيهِ
قَد سَبَقَ الناسَ إِلى مَجدَيهِ
سَبقَ الجَوادِ بِقِلادَتَيهِ
في فَلَكِ العِزِّ إِلى قُطبَيهِ
يُمسي بِهِ ثالِثَ نَيِّرَيهِ
أَيُّ فَتىً يَنزِعُ في سَجلَيهِ
قَد وَرَدَ الماءَ بِجُمَّتَيهِ
أَما تَرى الضِرغامَ في غابَيهِ
مُزَمجِراً يَفتُلُ ساعِدَيهِ
قَد أَنشَبَ الفَريسَ في ظِفرَيهِ
هَيهاتَ مَن يَغلِبُهُ عَلَيهِ
أَقسَمتُ بِالبَيتِ وَبانِيَيهِ
عَظَّمَ ما عَظَّمَ مِن رُكنَيهِ
رَبِّ مِنىً وَرَبِّ مَأزَمَيهِ
وَرَبِّ مَن عَجَّ بِوَقفَتَيهِ
عُريانَ إِلّا مَعقَدَي بُردَيهِ
لَقَد وَسَمتُ الدَهرَ صَفحَتَيهِ
يَقودُهُ يوضِعُ في عَرضَيهِ
قَودَ الضَليعِ مَلَّ جاذِبَيهِ
قَد أَغبَطَ الرَحلَ عَلى دَفَّيهِ
حَتّى رَأَينا نَضحَ ذَفرَتَيهِ
يا نَفسُ ضَنّي بِكِ أَن تَلقَيهِ
عَساهُ يَدعوكِ لِأَن تَرَيهِ
لَبَّيهِ مِن داعٍ دَعا لَبَّيهِ
الشريف
الحمدان
09-03-2024, 01:56 PM
لِمَن بَعدَهُ أَسيافُهُ وَقَناهُ
وَمَن يولِعُ البيضَ الرِقاقَ سِواهُ
فَقَد كانَ يَرجو أَن يَنالَ مُناهُ
فَخَلَّفَني فَرداً وَنالَ رَداهُ
الشريف
الحمدان
09-03-2024, 01:57 PM
عَلِقَ القَلبُ مَن أَطالَ عَذابي
وَرَواحي عَلى الجَوى وَغُدُوّي
وَاِفتَرَقنا في مَذهَبِ الحُبِّ شَتّى
بَينَ تَقصيرِهِ وَبَينَ غُلُوّي
كانَ عِندي أَنَّ الحَبيبَ شَقيقي
في التَصافي فَكانَ عَينَ عَدُوّي
ساءَني مُذ نَأَيتُ نِسيانُ ذِكري
فَاِذكُروني وَلَو ذُكِرتُ بِسَوِّ
الشريف
الحمدان
09-03-2024, 01:57 PM
أَقولُ لِرَكبٍ رائِحينَ لَعَلَّكُم
تَحِلّونَ مِن بَعدي العَقيقَ اليَمانِيا
خُذوا نَظرَةً مِنّي فَلاقوا بِها الحِمى
وَنَجداً وَكُثبانَ اللِوى وَالمَطالِيا
وَمُرّوا عَلى أَبياتِ حَيٍّ بِرامَةٍ
فَقولوا لَديغٌ يَبتَغي اليَومَ راقِيا
عَدِمتُ دَوائي بِالعِراقِ فَرُبَّما
وَجَدتُم بِنَجدٍ لي طَبيباً مُداوِيا
وَقولوا لِجيرانٍ عَلى الخَيفِ مِن مِنىً
تَراكُم مَنِ اِستَبدَلتُمُ بِجِوارِيا
وَمَن حَلَّ ذاكَ الشِعبَ بَعدي وَراشَقَت
لَواحِظُهُ تِلكَ الظِباءَ الجَوازِيا
وَمَن وَرَدَ الماءَ الَّذي كُنتُ وارِداً
بِهِ وَرَعى الرَوضَ الَّذي كُنتُ راعِيا
فَوالَهفَتي كَم لي عَلى الخَيفِ شَهقَةً
تَذوبُ عَليها قِطعَةٌ مِن فُؤادِيا
صَفا العَيشُ مِن بَعدي لَحَيٍّ عَلى النَقا
حَلَفتُ لَهُم لا أَقرَبُ الماءَ صافِيا
فَيا جَبَلَ الرَيّانِ إِن تَعَر مِنهُمُ
فَإِنّي سَأَكسوكَ الدُموعَ الجَوارِيا
وَيا قُربَ ما أَنكَرتُمُ العَهدَ بَينَنا
نَسيتُم وَما اِستَودَعتُمُ الوُدَّ ناسِيا
أَأَنكَرتُمُ تَسليمَنا لَيلَةَ النَقا
وَمَوقِفَنا نَرمي الجِمارَ لَيالِيا
عَشِيَّةَ جاراني بِعَينَيهِ شادِنٌ
حَديثَ النَوى حَتّى رَمى بي المَرامِيا
رَمى مَقتَلي مِن بَينِ سِجفي عَبيطِهِ
فَيا رامِياً لا مَسَّكَ السوءُ رامِيا
فَيا لَيتَني لَم أَعلُ نَشزاً إِلَيكُمُ
حَراماً وَلَم أَهبِط مِنَ الأَرضِ وادِيا
وَلَم أَدرِ ما جَمعٌ وَما جَمرَتا مِنىً
وَلَم أَلقَ في اللاقينَ حَيّاً يَمانِيا
وَيا وَيحَ قَلبي كَيفَ زايَدتُ في مِنىً
بِذي البانِ لا يُشرَينَ إِلّا غَوالِيا
تَرَحَّلتُ عَنكُم لي أَمامِيَ نَظرَةٌ
وَعَشرٌ وَعَشرٌ نَحوَكُم لي وَرائِيا
وَمِن حَذَرٍ لا أَسأَلُ الرَكبَ عَنكُمُ
وَأَعلاقُ وَجدي باقِياتٌ كَما هِيا
وَمَن يَسأَلِ الرُكبانَ عَن كُلِّ غائِبٍ
فَلا بُدَّ أَن يَلقى بَشيراً وَناعِيا
وَما مُغزِلٌ أَدماءُ تُزجي بِرَوضَةٍ
طَلاً قاصِراً عَن غايَةِ السِربِ وانِيا
لَها بَغَماتٌ خَلفَهُ تُزعِجُ الحَشى
كَجَسِّ العَذارى يَختَبِرنَ المَلاهِيا
يَحورُ إِلَيها بِالبُغامِ فَتَنثَني
كَما اِلتَفَتَ المَطلوبُ يَخشى الأَعادِيا
بِأَروَعَ مِن ظَمياءَ قَلباً وَمُهجَةً
غَداةَ سَمِعنا لِلتَفَرُّقِ داعِيا
تُوَدِّعنُا ما بَينَ شَكوى وَعَبرَةٍ
وَقَد أَصبَحَ الرَكبُ العِراقِيُّ غادِيا
فَلَم أَرَ يَومَ النَفرِ أَكثَرَ ضاحِكاً
وَلَم أَرَ يَومَ النَفرِ أَكثَرَ باكِياً
الشريف
الحمدان
09-03-2024, 01:57 PM
ما مَقامي عَلى الهَوانِ وَعِندي
مِقوَلٌ صارِمٌ وَأَنفٌ حَمِيُّ
وَإِباءٌ مُحَلِّقٌ بي عَنِ الضَيمِ
كَما راغَ طائِرٌ وَحشِيُّ
أَيُّ عُذرٍ لَهُ إِلى المَجدِ إِن ذُللَ
غُلامٌ في غِمدِهِ المَشرَفِيُّ
أَلبَسُ الذُلَّ في دِيارِ الأَعادي
وَبِمِصرَ الخَليفَةُ العَلَوِيُّ
مَن أَبوهُ أَبي وَمَولاهُ مَولايَ
إِذا ضامَني البَعيدُ القَصِيُّ
لَفَّ عِرقي بِعِرقِهِ سَيِّدا الناسِ
جَميعاً مُحَمَّدٌ وَعَلِيُّ
إِنَّ ذُلّي بِذَلِكَ الجَوِّ عِزٌّ
وَأُوامي بِذَلِكَ النَقعِ رَيُّ
قَد يُذَلُّ العَزيزُ ما لَم يُشَمِّر
لِاِنطِلاقٍ وَقَد يُضامُ الأَبِيُّ
إِنَّ شَرّاً عَلَيَّ إِسراعُ عَزمي
في طِلابِ العُلى وَحَظّي بَطِيُّ
أَرتَضي بِالأَذى وَلَم يَقِفِ العَزمُ
قُصوراً وَلَم تَعِزُّ المَطِيُّ
كَالَّذي يَخبِطُ الظَلامَ وَقَد
أَقمَرَ مِن خَلفِهِ النَهارُ المُضِيُّ
الشريف
الحمدان
09-03-2024, 01:58 PM
أَتَذهَلُ بَعدَ إِنذارِ المَنايا
وَقَبلَ النَزعِ أَنبَضَتِ الحَنايا
رُوَيدَكَ لا يَغُرَّكَ كَيدُ دُنيا
هِيَ المِرنانُ مُصمِيَةُ الرَمايا
فَإِنَّكَ سالِكٌ مِنها طَريقاً
تُقَطَّعُ فيهِ أَرقابُ المَطايا
أَتَرجو الخُلدَ في دارِ التَفاني
وَأَمنَ السِربِ في خُطَطِ البَلايا
وَتُغلِقُ دونَ رَيبِ الدَهرِ باباً
كَأَنَّكَ آمِنٌ قَرعَ الرَزايا
وَإِنَّ المَوتَ لازِمَةٌ قِراهُ
لُزومَ العَهدِ أَعناقَ البَرايا
لَنا في كُلِّ يَومٍ مِنهُ غازٍ
لَهُ المِرباعُ مِنّا وَالصَفايا
بِجَيشٍ لا غُبارَ لِحَجرَتَيهِ
قَليلِ الرُزءِ غَرّارِ السَرايا
مُغيرٌ لا يُفادي بِالأَسارى
وَسابٍ لا يَمُنُّ عَلى السَبايا
إِذا قُلنا أَغَبَّ رَأَيتَ مِنهُ
كَميشَ الذَيلِ يَطَّلِعُ الثَنايا
غَشومُ النابِ تَصرِفُ ناجِذاهُ
إِذا أَبقى أَحالَ عَلى البَقايا
يُطيلُ غُرورُنا مُهَلَ الأَماني
وَنَنسى بَعدَهُ عَجَلَ المَنايا
وَهَذا الدَهرُ تَحدوني يَداهُ
حِداءَ الطِلحِ بِالإِبِلِ الرَذايا
إِذا ما قُلتُ رَوَّحَ عَقرَ ظَهري
مِنَ الإِدلاجِ أَغبَطَ بِالجَوايا
وَإِنَّ النائِباتِ لَها حُماةٌ
وَإِن كَثُرَ الرَقائِبُ وَالرَبايا
إِذا أَبطَأنَ بِالغَدَواتِ فَاِعبَأ
قِرىً لِضُيوفِهِنَّ مَعَ العَشايا
وَمِن عَجَبٍ صُدودُ الحَظِّ عَنّا
إِلى المُتَعَمِّمينَ عَلى الخَزايا
أَسَفَّ بِمَن يَطيرُ إِلى المَعالي
وَطارَ بِمَن يُسِفُّ إِلى الدَنايا
تَرى لَهُمُ المَزايا إِن أَرَمّوا
وَإِن نَطَقوا رَأَيتَ لَنا المَزايا
غَباوَةُ هاجِرِ الدُنيا وَكَيدٌ
وَلا كَيدُ الفَواجِرِ وَالبَغايا
وَإِنَّ ظُهورَهُم لَو كانَ نِصفٌ
مِنَ الأَنعامِ أَولى بِالوَلايا
جَرَت بِهِمُ الحُظوظُ مَعَ القُدامى
وَأَسقَطَنا الزَمانُ مَعَ الرَدايا
فَفاقوا في المَراتِبِ وَالمَعالي
وَفُقنا في الضَرائِبِ وَالسَجايا
لَهُم عَن مالِهِم نَفَحاتُ كَيدٍ
قِراعَ الدَبرِ ذادَ عَنِ الخَلايا
ذَمَمنا كُلَّ مُرتَجِعٍ عَطاءً
وَلَم يُعطوا فَيَرتَجِعوا العَطايا
فَلَولا اللَهُ لَاِرتابَت قُلوبٌ
بِقاضٍ لا يُجَوَّرُ في القَضايا
الشريف
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond