هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

هو الغريبُ عن الدنيا وساكنِها
وهو المهاجرُ لامَ الناسُ أو عذروا

وهو الشديد وإن أبدى ملاينةً
وهو البعيدُ تدانى الناس أم هجروا

جبران خليل جبران

[الحمدان]

سأعتنق البسمات دينا ومذهبا
وأكفر بالأحزان كفرا على كفرِ

سأقطع دربي رغم شوكٍ يعيقني
فمن وخزات الشوك يشرق لي فجري

سأنهي الذي قالوا عسيرا بهمتي
فلي همةٌ أقوى من الجبل الصخري

.....

[الحمدان]

دُمُوعُ قلبي كم سَطَرَتِ من كَلِمي
ماعزَّ تسطيرُه بالكفِ والقلمِ

وكم على دفتري المحزونِ سال دماً
قلبي فأروى حروفي من وريدِ دمي

وكم بكيتُ دموعا لم تُفدْ أبدا
شيئاً سوى أنها زادت من الألمِ

الحزنُ يَنخَرُ قلبي كلما نَخَرت
سوسُ الحروبِ بلاداً حُبُها نغمي

حَملتُ ماضاق قلبُ العالمين به
وعاش في القلبِ أنواعٌ من الأممِ

وليس لي وطن في الأرض يَعَرِفُنِي
غير الجراحِ وغير البؤسِ والسقمِ

وفوق هذا غريبٌ والبلاد لظىً
والدهرُ أعمى رهين الظُلمِ والظُلَمِ

ياغربةَ الروح كم ناح الحمامُ وكم
بكى فؤادي فسال الحرفُ ملُء فمي

ياغربةَالروح في دهرٍ يَعيشُ به
أفاضلُ الناس في التشريد والنِقَمِ

ياغربةَالروح ياقلبا يعذِبني
يكفي فقد ذُبُتُ من غُبني ومن ندمي

يا أَيُهَا الليلُ هل مات الصباحُ وهل
يأتي فنلقاه مثل الطِفلِ مُبتسمِ

أم سوف تَحكمُ ما أبقى الزمانُ لنا
من عُمرِنا في زمانِ الموتِ والعدمِ

ماعدت أعرف ياليلاً كأن له
عمر الحياة وعمر الكونِ والنُجُمِ

.....

[الحمدان]

سَافَرتُ أَبعَدَ مَا أُطِيقُ وَلَم تَزَل
‏عَيّنَاكِ فِي عَينِي وَوجّهُكِ وِجهَتِي
‏
فَإذَا نَظرتُ فَأَنتِ غَايَةُ نَظرَتِي
‏وَإِذَا كَتَبتُ فَأَنتِ أَنتِ قََصِيدَتِي
‏
أَنَا دُونَ صَوتِكِ قِصّةٌ لَم تَكتَمِل
‏يَاصَفحَةَ الفَرحَِ المُضِيءِ بِقِصّتِي
‏
يَانَجمَتِي قَد ضِعتُ فِي لَيلِ الهَوَى
‏عُودِي إليّ لِكَي أُوَاصِلَ رِحلَتِي

.....

[الحمدان]

وزَعَمْتُ زَعمَكِ لَحظَةَ الهَذَيَانِ
ورَمَيتُ حُبَّكِ مازِحًا ورَمَانِي

ولَجَمْتُ في فَمِيَ الحُرُوفَ وفِي دَمِي
قَلَقٌ يَشُدُّ زِمَامَهُ كَحِصَانِ

وأَدَرْتُ وَجهِي لِلرَّصِيفِ مُكابرًا
شَجَنِي إِلَيكِ وكاتِمًا هَيَمَانِي

وبغَيرِ سَابقَةٍ أَفَقتُ مِن الهَوَى
لِأَرَى غِيَابَكِ جالِسًا بمَكَانِي

وأَرَى خَيَالَكِ غائِمًا وكأَنَّهُ
شَبَحٌ يُطِلُّ برَأسِهِ لِيَرَانِي

جَثَمَ السُّكُوتُ ودُونَ أَيِّ تَعَقُّلٍ
شَبَكَ العِنَادُ بَنَانَهُ بِبَنانِي

وهَوَى الظَّلامُ عَلَيَّ وانشَطَرَت على
طُرُقِي الجِهَاتُ شَدَيدَةُ الدَّوَرَانِ

.....

[الحمدان]

عَجزتُ بأن أخفيكِ سِرّاً بِخَافقي
وكفَّ سَوادُ العينِ يَبكيكِ سَاهِرَا

تَعَالي وفكّي القيدَ عَن سِرِّ حُبّنَا
وقولي لكلِّ الناسِ أحببتُ شَاعِرَا

وبوحي فَما بِالحُبِّ لومٌ إذَا هَوى
فؤادُ فتاةٍ صَاحَ بالحبِ جَاهِرا

تَعَالي فَهذا الليلُ أمسى مُؤرّقي
وَغيركِ دونَ النَاسِ مَارُمتُ سَامِرَا

فَقَد رَبحَ العُذّالُ في كِسرِ خَاطِري
وَلستُ أناجي اليومَ إلّاكِ جَابِرَا

.....

[الحمدان]

عَلى دَربِ الحنينِ رَأتكَ عيني
ومِنْ بينِ الجَميعِ هَواكَ قَلبي

كَأنَّ اللهَ قَد أبلى فؤادي
بِحُلمٍ قَدْ أتى يومَاً بِدَربي

فَما ذَنبي وقَد أمسيتُ صَبَّاً
وما ذنب العيونِ وأنتَ ذَنبي

أراكَ عَلى الوجوهِ فَيَعتريني
جنونٌ يوقِدُ الأشواقَ قُربي

فَيَفضحني التَعثّرُ حيثُ أمشي
وأطوي الدَربِ في شَرقٍ وغَربِ

فَحَسبي والتّصبر في احتراقي
وحسبي أن أُداري الشَوقَ حَسبي

.....

[الحمدان]

مَنْ غير طيفكِ يَسْتَبيحُ كياني
ويَهُزُّ نَبْضي لو يَرقّ زَماني

كُلّ النِّساءِ وإنْ قَرَأنَ قَصائِدي
لايَسْلِبَنَّ مِنَ الحَنينِ ثواني

إنْ شِئْتِ أبْقيتُ الكلامَ بخَافقي
ويُقاطِعُ الغَزَلَ العَفيفَ لساني

هاكِ القصائِدَ والحروفَ وسِرَّها
ولكِ العُهود بأنْ يَتوبَ بناني

قولي أحبكَ ياربيعَ قَصائدي
ولكِ الوفاء مِنَ الهوى وحناني

هيَّا انْطقي ما بالعيونِ فإنني
أمْسَتْ تُؤرقُ خافقي عينانِ

هذي عيوني لو شَكَكْتِ حَبيبتي
سَتَبوحُ عمَّا صارَ في وجْداني

لاتَتْركي هذي العيونَ ولَهْفها
ألقِ الكلامَ لِتَنْتَهي أحْزاني

قولي ولا تُخْفي الكَلامَ فما بَدى
بَعَثَ الحياةَ بِتالِفِ الأغْصَانِ

السِّر يُفْشيهُ التَّلَبُّكُ بالهوى
لاتَصْبرُ الأنفاسُ بالكِتْمانِ

مُنْذُ الْتِفاتَتِكِ الرَّقيقةِ خافقي
أمسى سَجيناً والنَّوى سَجَّاني

هَيَّا انْطقيها ياغرامَ صَبابتي
لاتَصْمتي كي يَشْتَفي حرْماني

لاصَبْرَ لي طالَ انْتظارُ مَوَاجعي
فالشّوقَ يَاسِرَّ الهوى أضْناني

.....

[الحمدان]

ياقلبُ أنتَ وعدتَني في حُبّهمْ
صبراً فحاذرْ أنْ تضيقَ وتضجرا

إنّ الغَرامَ هوَ الحَياة فَمُتْ بِهِ
صَبّاً فحقّكَ أن تَموتَ وتُعذَرَا

قُل لِلّذِينَ تقدّمُوا قَبْلي ومَن
بَعْدي ومَن أضحى لأشجاني يَرَى

عني خذوا وبيَ اقْتدوا وليَ اسْمعوا
وتحدَّثوا بصبابتي بينَ الورى

ولقدْ خلوتُ معَ الحبيبِ وبيننا
سِرٌّ أرَقّ مِنَ النّسيمِ إذا سرَى

وأباحَ طرفي نظرة ً أمَّلتها
فغدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّراً

فدهشتُ بينَ جمالهِ وجلالهِ
وغدا لسانُ الحالِ عني مخبراً

فأدِرْ لِحاظَكَ في مَحاسِن وَجْهِهِ
تَلْقَى جَميعَ الحُسْنِ فيهِ مُصَوَّرا

لوْ أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورَة ً
ورآهُ كانَ مهلَّلاً ومكبَّراً

.....

[الحمدان]

قولو لمن ذم الديار وعشقه
في غربة الاوطان والاسفار

لو ان كل الارض صارت جنة
الا دياري بلقع وصحاري

لوددت ان ابقى بها متشبثا
في ظل روث امنا في داري

قسما برب البيت عيش امن
خير من الجنات والانهار

لن تنفع القصر المنيف عماده
ان كان أسس فوق جرف هاري

كلا ولا سترت ثياب عورة
الا اذا سترت من الستار

.....

[الحمدان]

حقيقةٌ أنتِ أم أضغاثُ أحلامِ
أم أنني غارقٌ في بحرِ أوهامي

أمامَ عينيَّ طيفٌ لايفارقني
كأنّهُ البدرُ في عتماتِ أيامي

أُمسي وأصبحُ مشغولاً وبي أرقٌ
ولهفة الشوقِ صارت جلَّ أسقامي

هواكِ يعصفُ في روحي وأوردتي
فأين أهربُ من حزني وآلامي

تشتاقكِ الرّوح والأقدار تبعدنا
أمشي ويتبعني تيهي وآثامي

وفي الخيالِ مواعيدٌ أُرتّبها
وأنثرُ الوردَ أطواقاً بتهيامي

طالَ انتظاري متى ألقاكِ سيدتي
أحتاجُ كفّكِ يسقي ليليَ الظامي

إذا ذكرتكِ يذوي القلبُ من ولهٍ
وينزفُ الحبرُ من أفواهِ أقلامي

فأكتبُ الشّعر في عينيكِ مقتبساً
من نورِ وجهكِ أفكاري وإلهامي

يانجمةَ الفجر يا أنداء قافيتي
مدّي يديكِ وكوني لحنَ أنغامي

.....

[الحمدان]

وسألتها كيف اللقاء وبيننا
هيهات أن يدني الزمان التلاقيا

صمتت كصمت في الخريف وليتها
قطعت وريدا في فؤادي شاكيا

فسألتها عن صمتها ورحيلها
وسكوتها عن رد عشق باكيا

نطقت احبك والرحيل يميتني
لكن في صمتي لغات شواكيا

فالصمت إن طال الفراق له أذى
والشوق يكفي أن يميت جوابيا

.....

[الحمدان]

حنين بقلبي وشوقٌ دفينُ
وقد يقتل الراحلين الحنينُ

ألا يابعيداً ويسكن قلبي
ومن أجله لوعتي والفتونُ

ومن أجله غردت ذكرياتي
ومن أجله هدَّ قلبي الأنينُ

رحلتُ وبي لهفةٌ للتلاقي
يقصّر عن وصفها ما أقول

رحلتُ وفي شَفَتَيّ حديثٌ
جريحٌ وفي عزم قلبي ذبول

رحلتُ وماكنتُ أعلم أني
سيقصُرُ عزمي وليلي يطولُ

سلامٌ على من إليهم أتوقُ
ومَنْ لستُ للبعدِ عنهم أُطيقُ

ومن أسهرُ الليلَ شوقاً إليهم
فيسخر من مقلتيَّ الشروقُ

وآخرُ ذكراي حين أنامُ
وأوّلُ ذكرايَ حين أفيقُ

.....

[الحمدان]

هي الذكرى تمادت في اشتعالي
وصادتني بأطياف الخيالِ

حنين الشوق يرهقني ويسعى
لتغييبي ويسعى لارتحالي

يهدُّ مدينتي حصنًا فحصنًا
وينكر ثوب حبي أو وصالي

أهاجر والحنين وراء ظلي
إلى أين المفر من الظلالِ

عيون قصيدتي تبكي وتبكي
على تاريخ حزني والنضالِ

حنين الأرض يأخذني إليها
فيا ويلاه من أرق الليالي

.....

[الحمدان]

ما الحب إلا قصة مطوية
صفحاتها الأقدار والمكتوب

نرضى وفي الأعماق نار لم تخب
وجراحنا للذكريات تجيب

إن غاب عنا من نحب اصابه
في القلب غرز مالهن طبيب

نبكي على الأطلال رغم جفافها
فالدمع في حضن الحنين عجيب

إن لم يكن في وصله مانرتجي
فالصبر في درب الهوى مطلوب

.....

[الحمدان]

كَم تَطلُبونَ لنا عيباً فَيُعجِزُكُم
وَيَكرَهُ اللهُ ماتأتونَ والكَرَمُ

ما أبعدَ العيبَ وَالنقصانَ عن شَرَفي
أنا الثُّريا وذانِ الشيبُ والهَرَمُ

أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي
وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ

أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها
ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ

إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً
فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ

ومُرهَفٍ سِرتُ بين الجَحْفَلينِ بهِ
حتى ضَربتُ وموجُ الموتِ يَلتَطِمُ

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعْرِفُني
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ

يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ

بأي لفظٍ تَقولُ الشعرَ زِعْنِفَةٌ
تَجوزُ عندَك لا عُرْبٌ ولا عَجَمُ

سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا
بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ

المتنبي

[الحمدان]

تأخّرتَ أعوَامًا وقَلبي تَصَحّرَا
وخَلّفتَ بي جُرحًا ولَمْ تَدرِ مَاجَرى

وذِكرَاكَ مَانَاءَتْ عَنِ الفِكرِ أو مَضَى
خَيالُكَ عَن عَقلَي ولا غَابَ أو سَرى

وأعْجبُ رُغمَ البَذلِ مِن جَفوِكَ الَذي
تَعَلّمتَ فيهِ الصَدَّ والهَجرَ مَعْشَرَا

نَكثْتَ عُهودًا في مَسَافاتِ حُبّنَا
أسائِلُهَا لليَومِ عَلّي بِهَا أرَى

بَصيصًا يُعِيدُ النُورَ للعينِ بَعدَمَا
تَسَاوى بَيَاضُ الحُزنِ فيهَا وَ كُدّرَا

فَلا الريحُ مِن ذِكرَاكَ تَهدي بِشارَةً
ولا الصَبْرُ يَكفيني لأشقَى وأصبِرَا

.....

[الحمدان]

فَيَا مَن باتَ ينمو بِالخَطايا
وعينُ اللهِ ساهِرةٌ تراهُ

أما تخشى من الديانِ طردًا
بِجُرمٍ دائمًا أبدًا تراهُ

أتعصي الله وهو يَراكَ جهرًا
وتنسى في غدٍ حقًا تراهُ

وتَخلو بِالمعاصي وهو دانِ
إليكَ وليس تخشى من لُقاهُ

وتنكر فِعلها ولها شُهودُ
بِمكتوبٍ عليك وقد حواهُ

فَيَا حُزنً المسيء لشؤم ذنبٍ
وبعد الحُزنِ يكفيه حماهُ

فيندب حسرةً من بعد موت
ويبكي حيثُ لايجدي بُكاهُ

يعُضُ يديهِ مِن نَدمٍ وحُزن
ويندب حسرةً ماقد عراهُ

فَبَادر بالصلاحِ وأنت حيٌ
لعلكَ أنْ تنالَ بهِ رُضاهُ

أبو العتاهية

[الحمدان]

إذا قالَتْ أحبُّك سوف أشفى
بإذنِ اللهِ يادكتور تَكْفَى

يقولُ ليَ الطبيبُ الضَّغط عالٍ
وقد تحتاج تخطيطًا وكَشْفا

ولا يدري الطبيبُ بأنَّ قلبي
بهِ سهمٌ وينزف منهُ نَزْفا

أنا أدرى بنفسي صدّقوني
سأشرح عِلَّتي حَرفًا فحَرفا

أنا لو تعلمونَ طبيبُ نَفْسي
ولا أحتاج دكتورًا ومَشْفى

أنا أحتاج من فَمِها كلامًا
كما العسلِ المُصَفَّى بل وأصفى

أنا أحتاج قلبَكِ قُربَ قَلبي
وقَفْتُ علَيكِ نَبضَ القلبِ وَقْفا

فَقُلْ للصَّيدَلِيِّ دَوَايَ عِنْدي
دواؤكَ لا أحبِّذُ منهُ صِنْفا

وَدَائي ليسَ بالبانادولِ يَبْرا
ولا بالإسبرينِ ولا بِألْفا

فَدَاوي أنتِ ياروحي جروحي
وكالرِّيحِ اعْصِفِي بِالرُّوحِ عَصفا

وإنْ أمرَضْ فَإنِّي مُستعِدٌّ
لألقَى في سبيلِ الحُبِّ حَتْفا

فما دُمنا معًا شيءٌ جميلٌ
نُعَدّي أزْمةً نَجتازُ ظَرْفا

ونَنْسفها جِبالاً من همومٍ
سنَنْسِفُها جِبالَ الحُزْنِ نَسفا

سأشكو حالتي للهِ ربّي
فإنَّكَ ياطبيبُ أشدّ ضَعفا

وما عُمْري ذهَبتُ إلى طبيبٍ
ولو خسفَتْ بِيَ الأمراضُ خَسْفا

يُعالِجُنِي حبيبي لاطبيبي
فَلُطفًا عَالِجينِي أنتِ لُطفا

.....

[الحمدان]

(لأقعدن على الطريق فأشتكي)
إليكم القصيدة كاملة فهي رائعة:

يامن هواه أعزه وأذلني
كيف السبيل إلى وصالك دلني

وتركتني حيران صباً هائماً
أرعى النجوم وأنت في نوم هني

عاهدتني ألا تميل عن الهوى
وحلفت لي يا غصن ألا تنثني

هب النسيم ومال غصن مثله
أين الزمان وأين ماعاهدتني

جاد الزمان وأنت ماواصلتني
ياباخلاً بالوصل أنت قتلتني

واصلتني حتى ملكت حشاشتي
ورجعت من بعد الوصال هجرتني

لما ملكت قياد سري بالهوى
وعلمت أني عاشق لك خنتني

ولأقعدن على الطريق فاشتكي
في زي مظلوم وأنت ظلمتني

ولأشكينك عند سلطان الهوى
ليعذبنك مثل ماعذبتني

ولأدعون عليك في جنح الدجى
فعساك تبلى مثل ما أبليتني


أحمد بن سعيد البوسعيدي

[الحمدان]

هيَ فِتنَةُ الشُعراءِ يَصعُبُ وَصفُهَا
آياتُهَا بالحُسنِ لاتَتجَزّأُ

مُتَحَيّرٌ بالوَصفِ يومَ لَحَظْتُهَا
مِن أيِّ آلاءِ الجَمـالِ سأبدَأُ

وَجهٌ كنورِ البَدرِ سَاعةَ فَجرِهِ
مُتَكوِّرٌ بِحِجابِهَا يَتَخَبّأُ

غَمّازَتانِ عَلى الخُدودِ تَرَصّعتْ
كاللؤلؤِ المَكنونِ لو يَتَلألأُ

خَالٌ إذَا ضَحكتْ تَوَرّدَ ضَاحِكًا
وإذا غَفتْ فالوَصفُ فيهِ مُبَرّأُ

وعَواصِمٌ لِلعشقِ خُبِّئَ وَحيُهَا
والسِحرُ بينَ رموشِهَا يَتَوَضّأُ

ثَغرٌ يَسيلُ الشَهدُ بينَ شِفاهِهِ
مَنْ ذاقَ مِن رَشَفَاتِهِ لايَظمأُ

لكنّه صَعبُ الوُصولِ ومَهرُهُ
مافَازَ بالتَقبيلِ إلا الأكفَأُ

فَلَقٌ مِنَ الأصباحِ تَحتَ خِمَارِهَا
وبِشَعرِها ليلُ الدُجى يَتَفَيّأُ

هيَ ثامِنُ الدهشاتِ في إعجَازِها
والبَاقياتُ السبعُ مِنهـَا تَبدَأُ

يَاوَيحَهَا في الليلِ حينَ تبسّمتْ
أردتْ مَعي قلبي وكيفَ سأبرَأُ

لَو أنّهَا عِندَ الصَباحِ تَبَسّمَتْ
سَتزيلُ تَأريخ القَصيدِ وتُنشِئُ

.....

[الحمدان]

‏لاخير في وعدٍ إذا كان كاذبًا
ولا خير في قولٍ إذا لم يكن فعلُ

.....

[الحمدان]

ربي إلى سبل السعادة دلني
قال ادعني تجد الدعاء مجابا

هذي مفاتيح النجاة متاحة
فلنبتهل و لنطرق الأبوابا

.....

[الحمدان]

‏ربّاه واجبر فالقلوبُ كسيرةٌ
والروحُ تذوي والفؤادُ لمُثقلُ

.....

[الحمدان]

‏الحمدلله في قلبي أُردِدُها
‏والشُكرُ لله نُطْقآ دام بلساني

‏كم نعمةٍ لستُ أعلمُها فأشكُرُها
‏ناهيك عن ماطواه الذكر نسياني

.....

[الحمدان]

بَكَيتُ وَهَل بُكَاءُ القلبِ يُجدِيّ
فِراق أحبّتي وَحَنينُ وَجدي

فَمَا مَعنى الحَياة إذا افتَرقنا
وَهَل يُجديّ النحِيب فَلستُ أدري

فَلا التِذكَار يَرحَمني فَأنسَى
وَلا الأشواقُ تَترُكني لِنومي

فِراقُ أحبّتي كَم هزّ وَجدي
وَحَتى لِقائهُم سَأظلُ أبكي

.....

[الحمدان]

أَلا يا لَقَومي لِلرُّقادِ المُسَهَّدِ
وَلِلماءِ مَمنوعاً إِلى الحائِمِ الصَّدي

وَللحال بَعد الحالِ يَركَبُها الفَتى
وَللحُبِّ بعد السَّلوَةِ المُتَمَرِّدِ

وللمرء لا عَمَّن يُحِبُّ بِمُرعَوٍ
وَلا لِسَبيلِ الرُّشدِ يَوماً بِمُهتَدي

وللمرء يُلحى في التصابي وقبلَهُ
صبابا لغواني كُلُّ قرمٍ مُمجَّدِ

وَقَد قالَ أَقوامٌ وَهُم يعذلونَهُ
لَقَد طالَ تَعذيبُ الفُؤادِ المصيَّدِ

وَكَيفَ تَناسى القَلبُ سَلمى وَحُبُّها
كَجَمرِ غَضىً بَينَ الشَّرايفِ موقدِ

إِلَيكَ إِمامَ الناس مِن بَطنِ يَثرِبٍ
وَنِعمَ أَخو ذي الحاجَةِ المُتَعَمَّدِ

رَحَلنا لِأَنَّ الجودَ مِنكَ خَليقَةٌ
وَأَنَّكَ لَم يَذمُم جَنابَكَ مُجتَدي

مَلَكتَ فَزِدتَ الناسَ ما لَم يَزِدهُمُ
إِمامٌ مِنَ المَعروفِ غَيرِ المُصَرَّدِ

وَقُمتَ وَلَم تَنقُض قَضاءَ خَليفَةٍ
وَلَكِن بِما ساروا مِنَ الفِعلِ تَقتَدي

وَلَمّا وليتَ المُلكَ ضارَبتَ دونَهُ
وَأَسنَدتَهُ لا تَأتَلي خَيرَ مُسنَدِ

جَعَلتَ هِشاماً وَالوَليدَ ذَخيرَةً
وَليينِ لِلعَهدِ الوَثيقِ المُؤَكَّدِ

وَأَمضَيتَ عَزماً في سُلَيمانَ راشِداً
وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ مِثلك يرشدِ


إسماعيل بن يسار

[الحمدان]

ما عَلى رَسمِ مَنزِلٍ بِالجَنابِ
لَو أَبانَ الغَداةَ رَجعَ الجَوابِ

غَيرتهُ الصَّبا وَكُلُّ مُلِثٍّ
دائِمِ الوَدقِ مُكفَهِرِّ السَّحابِ

دار هِندٍ وَهَل زَماني بِهِندٍ
عائِدٌ بِالهَوى وَصَفوِ الجَنابِ

كَالذي كانَ وَالصَّفاءُ مَصونٌ
لَم تَشُبهُ بِهِجرَةٍ وَاِجتِنابِ

ذاكَ مِنها إِذ أَنتَ كَالغُصنِ غضّ
وَهيَ رؤدٌ كَدُميَةِ المِحرابِ

غادَةٌ تَستَبي العُقولَ بِعَذبٍ
طَيِّبِ الطَّعمِ بارِدِ الأَنيابِ

وَأَثيثٍ مِن فَوقِ لَونٍ نَقِيٍّ
كَبَياضِ اللُّجَينِ في الزِّريابِ

فَأَقِلَّ المَلامَ فيها وَأَقصِر
لجَّ قَلبي مِن لَوعَةٍ وَاِكتِئابِ

صاحِ أَبصَرتَ أَو سَمِعتَ براعٍ
رَدَّ في الضَّرعِ ما قَرى في العِلابِ

انقَضَت شِرَّتي وَأَقصَرَ جَهلي
وَاستَراحَت عَواذِلي مِن عِتابي

رُبَّ خالٍ مُتَوّجٍ لي وَعَمٍّ
ماجِدٍ مُجتَدىً كَريم النِّصابِ

إِنَّما سمّي الفَوارِسُ بِالفُرسِ
مُضاهاة رِفعَةِ الأَنسابِ

فَاِترُكي الفَخرَ يا أُمامُ عَلَينا
وَاِترُكي الجَورَ وَاِنطقي بِالصَّوابِ

وَاِسأَلي إِن جَهلتِ عَنّا وعَنكُم
كَيفَ كُنّا في سالِفِ الأَحقابِ

إِذ نُرَبّي بَناتِنا وَتدسّونَ
سَفاهاً بَناتِكُم في التُّرابِ


إسماعيل بن يسار

[الحمدان]

فَدَع عَنكَ المِراءَ وَلا تُرِدهُ
لِقِلَّةِ خَيرِ أَسبابِ المراءِ

وَأَيقِن أَنَّ مَن مارى أَخاهُ
تَعَرَّضَ مِن أَخيهِ لِلحاءِ

وَلا تَبغِ الخِلافَ فَإِنَّ فيهِ
تَفَرُّقَ من ذَواتِ الأَصفِياءِ

وَإِن أَيقَنتَ أَنَّ الغَيَّ فيما
دَعاكَ إِلَيهِ إِخوان الصَّفاءِ

فَجامِلهُم بِحُسنِ القَولِ فيما
أَرَدتَ وَقَد عَزَمتَ عَلى الإِباءِ


إسماعيل بن يسار

[الحمدان]

غَضِبَت دودانُ مِن مَسجِدِنا
وَبِهِ يَعرِفُهُم كُلُّ أَحَد

لَو هَدَمنا غُدوَةً بُنيانَهُ
لَاِنمَحَت أَسماؤهُم طولَ الأَبَد

إِسمُهُم فيهِ وَهُم جيرانُهُ
وَاِسمُهُ الدَهرَ لِعَمرِو بنِ أَسَد

كُلَّما صَلَّوا قَسَمنا أَجرَهُ
فَلَها النِصفُ عَلى كُلِّ جَسَد

وَبَنوا دودانِ حَيٌّ سادَةٌ
حَلَّ بَيتُ المَجدِ فيهِم وَالعَدَد

وَلَقَد أَروحُ بِمُشرِفٍ ذي مَيعَةٍ
عَسِرِ المَكَرَّةِ ماؤُهُ يَتَفَصَّدُ

مَرِحٍ يَطيرُ مِنَ المِراحِ لُعابُهُ
وَيَكادُ جِلدُ إِهابِهِ يَتَقَدَّدُ

حَتّى عَلَوتُ بِهِ مَشَقَّ ثَنِيَّةٍ
طَوراً أَغورُ بِها وَطَوراً أُنجِدُ


المغيرة بن عبد الله بن مُعرض

[الحمدان]

يا أَيُّها السائِلُ عَمّا مَضَى
مِن عِلمِ هَذا الزَمَنِ الذاهِبِ

إِن كُنتَ تَبغي العِلمَ أَو أَهلَهُ
أَو شاهِداً يُخبِرُ عَن غائِبِ

فَاِختَبِرِ الأَرضَ بِأَسمائِها
وَاِعتَبِرِ الصاحِبَ بِالصاحِبِ


المغيرة بن عبد الله بن مُعرض

[الحمدان]

وَسَأَلتَني يَومَ الرَحيلِ قَصائِداً
فَمَلَأتُهُنَّ قَصائِداً وَكِتابا

إِنّي صَدَقتُكَ إِذ وَجَدتُكَ كاذِباً
وَكَذَبتَني فَوَجَدتَني كَذّابا

وَفَتَحتُ باباً لِلخِيانَةِ عامِداً
لَمّا فَتَحتَ مِنَ الخِيانَةِ بابا


المغيرة بن عبد الله بن مُعرض

[الحمدان]

قد تم ما حملتني من آلةٍ
أعيا الفلاسفة الجهابذ دوني

لو كان بطليموس ألهم صنعةً
لم ليثقل بجداول القانون

فإذا رأته الشمس في آفاقها
بعثت إليه بنورها الموزون

ومنازل القمر التي حجبت معاً
دون العيون بكل طالع حين

يبدون فيها بالنهار كما بدت
بالليل في ظلماتهن الجون


عباس بن فرناس

[الحمدان]

إن تلك التي أحن إليها
وعذابي وراحتي في يديها

نظر الناس في الهلال لفطرٍ
فتبدت فأفطروا إذ رأوها

ذاك في سبعةٍ وعشرين يوماً
فذنوب العبار طراً عليها

ولحيني بانت ولم تشف قلباً
مستهاماً يطير شوقاً إليها


عباس بن فرناس

[الحمدان]

بلغ سلامي لمن مازلت احسبهم
على مودتنا في البعد بل زادوا

إن عاتبوني عرفت الحب يدفعهم
وإن عتبت على ماقصروا عادوا

فلا افارقهم حتى تفارقني
نفسي ويتعبني بالشوق إبعادي

.....

[الحمدان]

أجبْ أيّها القلبُ الذي لستُ ناطقاً
إذا لم أُشاورْهُ ولستُ بسامعِ

وَحدِّثْ فانَّ القومَ يَدْرُونَ ظاهراً
وتخفى عليهمْ خافياتُ الدوافِعِ

يظُنّونَ أنّ الشِّعْرَ قبسةُ قابسٍ
متى ما أرادُوه وسِلعةُ بائعِ

أجب أيُّها القلبُ الذي سُرَّ معشرٌ
بما ساءهُ مِنْ فادحاتِ القوارِعِ

بما رِيع منكَ اللبُّ نفَّسْتَ كُربةً
وداويتَ أوجاعاً بتلكَ الروائعِ

قُساةٌ مُحبّوك الكثيرونَ إنَّهمْ
يرونكَ إنْ لم تَلْتَهِبْ غيرَ نافعِ

.....

[الحمدان]

كُنّا نُعاتِبُكُم لَيالِيَ عَهدُكُم
حُلوُ المَذاقِ وَفيكُمُ مُستَعتَبُ

فَاليَومَ حينَ بَدا التَغَيُّرُ مِنكُمُ
ذَهَبَ العِتابُ وَلَيسَ عَنكُم مَذهَبُ

.....

[الحمدان]

كم مرَّ عامٌ على قلبي الذي ظُلمَا
‏أتذكرينَ أنا لا أذكرُ الألمَا
‏
‏أنا التَفاؤلُ مهمَا كانَ من قَدرٍ
‏وأنتِ جُرحٌ إذا أهملتُهُ التَأما

.....

[الحمدان]

البرد أبرد مايكون
والليل أسهد مايكون

ماذا هنا غير الدجى المشبوه
وحشيَّ السكون

والليل يبتدع التهاويل
الغريبات الفنون

والصمت يستقصي
كأسئلةٍ قريحات الجفون

وكأن كل دقيقةٍ
تبدو ملايين القرون

كل الكواكب لاتدور
وكل ثانيةٍ حرون

للقلب ياديجور قلبٌ
من أساطير الفتون

لن يَعدِم الأرقُ النجوم
ولن ينام العاشقون

البردوني

[الحمدان]

لا تهنِينِي بِعامٍ ليس عَامِي
‏لستُ قِسيسًا ولا جَدي ابْنُ حامِ

‏أنا يَاهذا حَنيفٌ مُسلمٌ
‏رأس عَامِي غرةُ الشَّهر الحَرامِ

.....

[الحمدان]

‏لَم يُنجِني مِنكَ ما استَشعَرتُ مِن حَذَرٍ
هَيهاتَ كَيدُ الهَوى يَستَهلِكُ الحَذَرا

ماكانَ حُبُّكَ إِلّا فِتنَةً قُدِرَت
هَل يَستَطيعُ الفَتى أَنْ يَدفَعَ القَدَرا

ابن زيدون

[الحمدان]

شَهِدتُ البِطاقِيَّ في مَجلِسٍ
وَكانَ إِليَّ بَغيضًا مَقيتا

فَقالَ اقترِح بعض ماتَشتَهي
فَقُلتُ اقتَرَحتُ عَليك السُكوتا

أبو نوَّاس

[الحمدان]

بالله يامنزلَ العَيشِ الذي دَرَسَت
آثارُهُ وَعَفَت مذ بِنتُ أربُعُهُ

هل الزمانُ مُعيدٌ فيك لذَّتَنَا
أم الليالي التي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ

.....

[الحمدان]

فِي ذِمَّةِ اللهِ مَن أَصبَحتَ مَنزِلَهُ
وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ

مَن عِندَهُ لِي عَهدٌ لايُضيّعُهُ
كَما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُهُ

.....

[الحمدان]

لا أَكذبُ اللَهَ ثوبُ الصّبرِ مُنخَرقٌ
عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أُرَقِّعُهُ

إِنّي أُوَسِّعُ عُذري فِي جنايَتِهِ
بِالبَينِ عَنهُ وَجُرمي لايُوَسِّعُهُ

أُعطيتُ مُلكًا فَلَم أُحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لايسُوسُ المُلكَ يُخلَعُهُ

وَمَن غَدا لابِسًا ثَوبَ النّعِيم بِلا
شُكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ

اِعتَضتُّ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
كَأسًا يُجَرَّعُ مِنها ما أُجَرَّعُهُ

كَم قائِلٍ لِي ذُقتَ البَينَ قُلتُ لَهُ
الذّنبُ وَاللهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ

أَلا أَقمتُ فَكانَ الرُّشدُ أَجمَعُهُ
لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُّشدُ أتبَعُهُ

إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفدُها
بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ

بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ
بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلي لَستُ أَهجَعُهُ

لايَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعٌ وَكَذا
لايَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ

ماكُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدَّهرَ يَفجَعُنِي
بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامُ تَفجَعُهُ

حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ
عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ

ابن زريق البغدادي

[الحمدان]

منَّيتِني مُنيَةً هشَّ الفؤادُ لها
‏ثم انصرفتِ وما زوَّدتِني زادا

‏هلَّا تحرَّجتِ ياعبَّادَ من رجلٍ
‏قد زمَّهُ الحبُّ حتى ذلَّ فانقادا

‏كيفَ العزاءُ وقد عُلِّقتُ منكِ هوًى
‏لو لم يرُحْ بهوًى من حبِّكم عادا

.....

[الحمدان]

‏تتبادلُ الأيامُ فيما بينها
‏قلبي وقلبكَ والرسائل والصور
‏
مثل البحارِ مع الغيومِ تبادلت
‏مابينها رغم المسافاتِ المطر
‏
تتغيّرُ الأشياءُ كلَّ دقيقةٍ
‏تزدادُ تنقصُ ‏تختفي تُبقي أثر

‏إلّا الذي بيني وبينكَ ثابتٌ
‏مهما تقوّسَ سوفَ يكتمل القمر

.....

[الحمدان]

صافحتُ من ظلموا عفوا مددتُ يدي
خرجتُ منتصرا من حسرتي لغدي

صفحًا عن النفس لارِفقًا بظالمها
ستشهقُ الرُّوحُ في بحرٍ من الزّبَدِ

لما طلبتَ طريقًا لاتضلُّ بها
ظللتَ تطلبها عمرا ولم تجدِ

أحرقتُ خارطةَ الآلامِ مبتردا
من يومها وأنا أرتاحُ في جسدي

كانت تعاتبه واللومُ ديدنها
شمطاء هاربة من غيهب الأبدِ

وكان يصحبها كالخضرِ مبتسمًا
لاتسأليه فما في الأمر من رَشَدِ

أنا ابن آدم قد قدّت سفينتهُ
والماء يصعد من ساقي إلى كبدي

قالت تموتُ سدى قال الوداع إذن
قالت سواك قضى نحبا ولم يعدِ

قال الطريقُ طويلٌ والهلاك به
قالت نجوتَ إذا أقسمتَ بالبلدِ

ياعقدةَ الذَّنبِ يخفيها وتفضحه
في الدّمعِ والخوفِ والتفكيرِ والسُّهدِ

قال اتركي أملاً للطفل يمضغه
قالت وما حاجةُ المقبورِ بالولدِ

قال السّلامُ على نفسٍ تعذّبني
قالت عليكَ السّلام الآنَ للأبدِ


محمد عبدالواحد

[الحمدان]

أنشد الأصمعي لغلام من بني فزارة:

‏وأُعرِضُ حتى يحسَبَ الناسُ أنما
‏بيَ الهَجْرُ لا والله مابي لها هَجْرُ
‏
‏ولكنْ أروضُ النفسَ أنظرُ هل لها
‏إذا فارقتْ يوما أحبّتَها صَبْرُ
‏

[الحمدان]

قد عشتُ في النِّاسِ أطوارًا على طُرُقٍ
شَتَّى وقاسيتُ فيها اللِّينَ والفَظَعَا

كُلاًّ بَلَوْتُ فلا النَّعْماءُ تُبْطِرُنِي
ولا تخشَّعْتُ من لاوائها جَزَعَا

لايملأُ الهَوْلُ صدري قبلَ موقِعِهِ
ولا أضيقُ به ذرعًا إذا وقعَا

.....

[الحمدان]

وَمَا تَحْسُنُ الأَيَّامُ إِلا بِأَهْلِهَا
وَلا الدَّارُ إِلا بِالصَّدِيقِ الْمُلائِمِ

البارودي

[الحمدان]

‏ماعادَ يُجدِي فِي الحَياةِ عِتابُ
فَالقَلبُ مُضنىً والشُعورُ مُصابُ

وسِنينُ عُمرِي قَد ترنّحَ خَطْوُها
تَمضِي وفِي طرَفِ الطريقِ سَرابُ

مِن أينَ تَأتِي راحَتِي فمَشاعِري
ظَمأى وحَولِي سُدّتِ الأبوابُ

إنّي بَذلتُ الحُبَّ نَبضًا طاهِرًا
أسَفِي عَلى مَن خَيّبوهُ وَخابُوا

.....

[الحمدان]

‏فمذ غبت عني ليلةً تلو ليلةٍ
‏أغني على ذكراك لحنًا وقافية

‏وأحسبُ أن الطيف نادى وإنني
‏أجيب نداء الطيف لبّيك آتية

‏وكنتُ عن الخلان أخفي مدامعي
‏فهاهو دمعي يستهل علانية

‏وسبع حمامات على غصن أثلةٍ
‏تباكين تهيامًا فصرنا ثمانية

‏يراعين شجوي مايدوم كأنما
‏ألفن ارتحالا بين باكٍ وباكية

.....

[الحمدان]

‏وبعضُ النَّاسِ قد غابوا سِنينًا
‏وما هزَّت بنا الأشواقُ شَعرة

‏وبعضُ النَّاسِ إن غابوا ليومٍ
‏نحسُّ الشَّوقَ في الأعماقِ جَمرة

‏نُفارقهم ولكن بَعد هذا
‏تُفارقنا السَّعادةُ والمسَرَّة

‏فجمِّعنا بِلطفكَ يا إلهي
‏فَهُمْ واللهِ للعينينِ قرَّة

.....

[الحمدان]

جعلتُ لعرَّافِ اليمامةِ حُكمَهُ
وعرَّافِ حجرٍ إن هما شفياني

فقالا نعم نشفي من الداءِ كلِّهِ
وراحا معَ العُوَّادِ يبتدارنِ

فما ترَكا من رُقيةٍ يعلمانِها
ولا شَربةٍ إلَّا وقد سقياني

فقالا شفاكَ اللهُ واللهِ مالنا
بما ضُمِّنت منكَ الضلوعُ يدانِ

عروة بن الورد

[الحمدان]

فَنفسكَ أَكرِمها فإِنَّكَ إِن تَهُن
عليكَ فَلن تُلقي لكَ الدهر مُكرما

حاتم الطائي

[الحمدان]

والله لو صاحب الإنسان جبريلا
لم يسلم المرء من قال ومن قيلا

قد قيل فى الله أقوالاً مدبجةً
تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا

قد قيل أن له ولداً وصاحبهً
زوراً عليه وبهتاناً وتضليلا

هذا قولهم فى الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ماقيلا

.....

[الحمدان]

يَشْقَى رِجَالُ وَيَشْقَى آخَرُونَ بِهُمْ
وَيُسْعِدُ الله أَقْوَامًا بِأَقْوَامِ

وَلَيْسَ رِزْقُ الْفَتَى مِنْ حُسْنِ حِيلَتِهِ
لَكِنْ حُظُوظُ مِنَ اللهِ لأَقْوَامِ

كَالصَّيْدِ يُحْرمُهُ الرَّامِي الْمُجِيدُ وَقَدْ
يَرْمِي فَيَرْزُقُهَ مَنْ لَيْسَ بِالرَّامِي

.....

[الحمدان]

ألا ليت شعري والحوادثُ جمّةٌ
وما كنتُ في دهري إلى الناسِ شاكيا

أمُخترمي ريبَ المنونِ بحسرةٍ
تبلغُ نفسي من شجاها التراقيا

إلى الله أشكو أنّ في النفسِ حاجةً
تمرّ بها الأيّامُ وهيَ كما هيا

كعب بن زُهير

[الحمدان]

أرقتُ كأني بتُّ ليلي على الجمرِ
أُراعي كرىً بين السّماكين والنَّسْرِ

كرىً طار عن عيني فحلَّق صاعداً
فأتبعتُه طرفي فأمعنَ في النَّفر

ولِمْ لا وخنزير مهينٌ يُهينني
فيُغضِي على لؤمٍ وأُغضي على قَسْر

سأشكو إلى مستنكرِ النُّكر قاسمٍ
فينظر في أمري بناظرتَيْ صقر

أقاسمُ قد أنفدتُ كلّ وسيلةٍ
وأنفقت ما أثّلتُ من تالد الصبر

على أنك المرء الذي جَبَرتْ به
يدُ الله أوصالَ الكسير من الكسر

وإني الذي لم يُبقِ في الجُهدِ غايةً
لتجبره لوجدتَ للكسر بالجبر

وجشَّمتُ نفسي فيك كلّ عظيمةٍ
إلى أن تكفَّفتُ الشفاعةَ من عمرو

فكان جوابي أنْ حُجبتُ وهكذا
يكونُ جوابَ المبتغي الغوثَ من قبر


ابن الرومي

[الحمدان]

بُح بالذِي تشكو إليَّ
وكلُّ مَاقد أوجعك

أنا قلبُك الثاني فهَل
تخفي عليهِ توجُّعك

سأكُون كفك إن بكت
عِينٌ تلقَّت أدمُعك

وإذا شكوت فإنَّني
أذنٌ تمِيلُ لتسمَعك

.....

[الحمدان]

بَلغت بي الأشواقُ أبلغَ مَبلغٍ
فتحدَّثت عِيني بمَا لاينبغي

أفشَت حَديثًا في الحَشا خبّأتهُ
ياعِين لاتبدي الحَنين وتفرغِي


.....

[الحمدان]

‏تبت يدُ العذرِ ما للشوقِ أعذارُ
واسمع حنيني فإنَّ الوقتَ غدّارُ

أتعزفُ النّاي آهاتٍ على وجعي
إن بحتُ أنّي برغم الحزن جبّارُ

جُدْ لي بحلمٍ فقلبي يشتهي وطناً
إن جُنّ ليلي تروي الحلم أقمارُ

ياعازفَ الناي أشواقًا معتّقةً
أين الحبيبُ واين الأهل والدارُ

.....

[الحمدان]

قد يكونُ الكسرُ جبرًا
تلك ألطافٌ خفيَّة

لايشعُّ النورُ إلا
بعدَ ليلٍ كالبليَّة

لو يطولُ العسرُ تأتي
ساعةُ اليسرِ البهيَّة

تنْتَهي فيها دُمُوعٌ
تنتشي روحٌ رضيَّة

كمْ بلاءٍ صارَ خيرًا
لو تفكَّرنا هُنَيَّة

ربُّنا ربٌ رحيمٌ
لُطفهُ عمَّ البريَّة

.....

[الحمدان]

إنّي لأذكرك بكلّ مواطنٍ
‏فيها يجيبُ اللهُ صدق الدعوةِ

فأراك في الصلوات في أوتارها
‏وأراك في الدعواتِ عند السجدةِ
‏
وأراك حبًا كلّما غيثٌ هَما
‏وإذا تراخى الليلُ بين الظلمةِ
‏
وإذا انقطعتُ عن الحياة بسفرةٍ
‏حبًا وآخر ساعةٍ في الجمعةِ

.....

[الحمدان]

تَغربتُ عَنكِ كَثيرًا كَثيرًا
وعُدتُ أخيرًا بقلبي إليكِ

لأكتُبَ شِعري وأزرعَ عُمري
بساتينَ شَوقٍ على مُقلتيكِ

وأغرسَ بينَ الحروفِ وُرودًا
وأبنيَ بينَ السطورِ قُصورًا

وأجعلَ مِن كَلماتي طُيورًا
تَطيرُ وتَصدَحُ في شَفتيكِ

.....

[الحمدان]

تلك الطبيعةُ قِف بنا ياساري
حتى أُريكَ بديعَ صُنْعِ الباري

الأَرضُ حولك والسماءُ اهتزَّتا
لروائع الآياتِ والآثار

من كلّ ناطقةِ الجلال كأَنها
أُمُّ الكتاب على لسان القاري

دَلَّت عَلى مَلِكِ المُلوكِ فَلَم تَدَع
لِأَدِلَّةِ الفُقَهاءِ وَالأَحبارِ

مَن شَكَّ فيهِ فَنَظرَةٌ في صُنعِهِ
تَمحو أَثيمَ الشَكِّ وَالإِنكارِ

أحمد شوقي

[الحمدان]

كأنّك بَرْدُ الماءِ لاعَيشَ دونَهُ
ولوْ كنتَ بَرْدَ الماءِ لم يكُن العِشرُ

دَعاني إلَيك العِلمُ والحلمُ والحِجَى
وهذا الكلامُ النّظمُ والنائِلُ النّثرُ

.....

[الحمدان]

منَّيتِني مُنيَةً هشَّ الفؤادُ لها
‏ثم انصرفتِ وما زوَّدتِني زادا

‏هلَّا تحرَّجتِ ياعبَّادَ من رجلٍ
‏قد زمَّهُ الحبُّ حتى ذلَّ فانقادا

‏كيفَ العزاءُ وقد عُلِّقتُ منكِ هوًى
‏لو لم يرُحْ بهوًى من حبِّكم عادا

.....

[الحمدان]

واقطع وصالك ما استطعتَ وعِش
على هجري فإني لا أراكَ تُبالي

هي قصةٌ بدأت بودٍّ صادقٍ
وتنوعت يومًا بكل جمالِ

فقضت ظروفُ الدهر أن تمضي بها
وبنا لأسوءِ منتهى ومآلي

أنا لن أجادلك الوفاء فما مضى
قد يُستحالُ رجوعه بجدالِ

.....

[الحمدان]

ماذا جنيتُ لكي تَملّ وصالي
إنّي سألتكَ هل تجيبُ سؤالي

حاولتُ أن ألقى لهجركَ حجّةً
فوقعتُ بين حقيقةٍ وخيالِ

كنتُ القريب وكنتَ أنت مقرّبي
يومَ الوفاقِ وبهجةَ الإقبالِ

فغدوتَ أشبهَ بالخصيمِ لخصمهِ
عجبًا إذًا لتقلّبِ الأحوالِ

.....

[الحمدان]

متى يكون البعد خيرًا
إن كان في القرب وجع

وقال أالشاعر :
‏لاقَيتُ خيرًا وسعدًا بعد هَجْرِكُمُ
كمْ كنتُ في حُبِّكُم من سادةِ النكَدِ

بقلمي

[الحمدان]

أحبّكَ مَالكًا شَغَفي وعَقلي
غَرَامُكَ رَاسخٌ مافيهِ شكُّ

أطوفُ عَليكَ كالمَجنونِ عشقًا
ويأخذني إلى عينيكَ نسكُ

فِداؤكَ مُهجَتي وسِنينُ عُمري
فأنتَ متيّمي وسواكَ شِركُ

.....

[الحمدان]

غَرَامُكَ نارٌ أَضْرَمَتْهُ الأَضَالِعُ
وباحتْ بهِ عندَ اللِّقَاءِ المَدَامِعُ

تقرُّ عُيونُ القَلْبِ إنْ أنتَ زُرْتَهُ
وتُصْغِي لصَوْتِ الشَّهْدِ منكَ المَسَامِعُ

لياليَ وَصْلٍ كَمْ يَطِيبُ ادِّكَارُهَا
وهَمْسُكَ فيها مُسْتَلَذٌّ ورَائِعُ

طَوَيْنَا سِنِينَ العُمْرِ فِي الْعِشْقِ قِصَّةً
وفِينا عَبِيرُ الحُبِّ بالمِسْكِ ذَائِعُ

نُرَجِّي لهذَا الحُبِّ أنْ يَبْلُغَ المَدَى
ونَرْضَى مِنَ المَقْدُورِ مَا اللهُ صَانِعُ

فإن مَسَّ هَذا القَلْبَ يوماً غمامةٌ
مِنَ الحُزْنِ إنَّ السَّعْدَ لابُدَّ رَاجِعُ

وإنَّ غَرَاماً مِنْ سَنَا الشَّمْسِ نُورُهُ
لِكُلِّ عُيُونِ الحَاسِدَاتِ يُقَارِعُ

أمَا والقَوَافِي الفَاتِنَاتِ مَشَاعِراً
لَشِعْرُكَ في كَفِّي كمَا البَرْقِ لَامِعُ

وثَغْرُكَ إذْ يَشْدُو الحُرُوفَ لَنَوْرَسٌ
يُنَاجِي مِيَاهَ الْبَحْرِ والْبَحْرُ هَاجِعُ

فيَا وَيْحَ عُذَّالِي علَى العِشْقِ بَعْدَمَا
أباحَتْ هَوَى العَيْنَيْنِ مِنْكَ الشَّرَائِعُ

.....

[الحمدان]

في حضرةِ الشوق إذ يغتالني الأرقُ
ساءَلتُها ما الذي يُبكيكِ ياطرق

قالت وكفُّ المدى حضنٌ لأدمعها
أبكي على من مضى أبكي الذين بقوا

أبكي وفيّ شذىً يغوي بذاكرتي
فارموا عطورَ الذين اختارَهم غرقُ

لا الراحلون نسوا خطواتهم بدمي
ولا سلَت رئةٌ يجتاحُها العبقُ

.....

[الحمدان]

إني أُحِبُّكِ قاصدًا مُتعمّدًا
سلّمتُ قلباً هامَ في عينيكِ

عمري فداكِ خُذيهِ لاتتردّدي
أنتِ الحياةُ وحلوُها بيديكِ

إن شئتِ ظُلمًا فاظلميني إنني
لكِ مِنكِ فيكِ فلا ملامَ عليكِ

أوشئت عدلًا فاعدلي يامُنيتي
إن الهوى في الحالتينِ إليكِ

.....

[الحمدان]

كُف الدموعَ ودعها في منابعها
إن الدموع لطيب القلب تجتاحُ

وقُم أخي لصلاة الفجر إن بهِ
للقلبِ مِن عبثِ الألآم إصلاح

.....

[الحمدان]

وإِذَا تَعَلَّقَتْ القُلُوبُ بِرَبِّها
طَابَتْ لَهَا الدُّنْيَا بِرَغْمِ أَسَاهَا

قُلْ لِلأَمَانيِّ السَّائِرَاتِ لِربهّا
اللّٰه يَسْمَعُهَا وَلَّا يَنْسَاهَا

.....

[الحمدان]

يُداعِبُ الرُّوحَ في الأحْلامِ أحْبابُ
غابُوا عنِ العيْنِ لكن قَطُّ ماغابُوا

يشتاقُ قلبي إلى لُقياهُمُ دوْماً
والشَّوْقُ دوْماً إلى الأحبابِ غَلاّبُ

.....

[الحمدان]

‏ليس القريبُ قريبَ العِرقِ والنَّسَبِ
بل من يَعودُكَ في شِدٍّ وفي تعَبِ

لايخدَعنَّك بعضُ النَّاسِ معدنُهمْ
فالكلّ في اليُسر فيهم لمعةُ الذَّهَبِ

.....

[الحمدان]

والله ان الشوق فاق تحملي
ياشوق رفقا بالفؤاد الا تعي

يازهرتي ان مر اسمك عابرا
يزداد من فرط الحنين توجعي

حاولت ان اخفي هواك وكلما
اخفيته بالقلب فاضت ادمعي

بالبين قد مضت اياما بيننا
لكن روحك لم تغب دوما معي

.....

[الحمدان]

نَالوا من القَلبِ مَانالَ الجَفاءُ بِهِ
وَأوقدوا النارَ في روحي وأركاني

قَالوا سَيَنساكَ قُلتُ القَلب يَعشَقُهُ
لايَقَنع القَلبُ لَو أبديتُ نِسيَاني

هُمْ حَقّهم فيكَ لو قالوا وَلو عَذلوا
مَافَسّروا فيكَ أشعَاري وألحَاني

لَم يعرفوا الحُبّ مَعذورونَ إذ جَهلوا
بأنكَ النَبضُ في قَلبي وشِريَاني

وأنّك الحُبّ مَهمَا زِدتَ مُبتعدًا
وبَاعدَ الهَجرُ عَن لُقيَاكَ أجفَاني

وأنّكَ السِرّ في شِعري وقَافيَتي
إلاكَ ماقالَ بيتَ الشِعرِ وجداني

.....

[الحمدان]

‏ألا ليتَ النصيب يصيبهُ فيُصيبني
فتُصيبنا عَدوى النصيبُ فنلتَقي

ألا ليتَ التمنّي مُنيتي يامِنّتِي
فيُثبني ربي بالثَواب الأثْمنِي

فياليتَ الذي بينِي وبينكِ باب يُطرق
وياليتَ أطرَافُ الأرض تُطوى ونلتقِي

وبعد اللقاء أحبهُ فيُحبُّني
ونعيش في كنف الحياة فنهتَني

.....

[الحمدان]

ياسارقا لب الفؤاد أما ترى
جسدا تمادى فيك عشقا فانبرى

والروح باتت تشتهيك كانك
عطرا يفوح عبيره بين الورى

فورب هذا الثغر اني غارق
في حبه من بحره حتى الثرى

من من جموع العاشقين يبلغوا
من باع فيك حياته ومن اشترى

البردوني

[الحمدان]

وإذا المَنِيَّةُ أَنْشبَتْ أَظْفارَها
ألفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لاتنفَعُ

وتجَلُّدي لِلشَّامِتينَ أُرِيهِمُ
أَنِّي لِرَيَب الدَّهرِ لا أَتضَعْضَعُ

أبو ذؤيب الهذلي

[الحمدان]

أَلا لَيتَ الرياحَ مُسَخَّراتٌ
بِحاجَتِنا تُباكِرُ أَو تَؤوبُ

فَتُخبِرنا الشَمالُ إِذا أَتَتنا
وَتُخبِر أَهلَنا عَنّا الجَنُوبُ

فإِنّا قَد حَلَلنا دارَ بَلوى
فَتُخطِئُنا المَنايا أَو تُصِيبُ

فإِن يَكُ صَدرُ هَذا اليَومِ وَلّى
فإِنَّ غَدًا لِناظِرِهِ قَريبُ

هدبة بن الخشرم

[الحمدان]

وَكَم مِن صاحِبٍ قَد بانَ عنّي
رُميتُ بِفَقدِهِ وَهوَ الحَبيبُ

فَلَم أُبدِ الَّذي تَحنوا ضُلوعي
عَليهِ وإِنَّني لأَنا الكَئيبُ

مَخافَةَ أَن يَراني مُستَكينًا
عَدوٌ أَو يُساءَ بِهِ قَريبُ

وَيَشمَتَ كاشِحٌ وَيَظُنَّ أَنّي
جَزوعٌ عِندَ نائِبَةٍ تَنوبُ

هدبة بن الخشرم

[الحمدان]

لِمَن رَسمُ دارٍ هَمَّ أَن يَتَغَيَّرا
تَراوَحَهُ الأَرواحُ وَالقَطرُ أَعصُرا

وَكُنّا عَهِدنا الدارَ وَالدارُ مَرَّةً
هِيَ الدارُ إِذ حَلَّت بِها أُمُّ يَعمُرا

ذَكَرتُ بِها عَهداً عَلى الهَجرِ وَالبِلى
وَلا بُدَّ لِلمَشغوفِ أَن يَتَذَكَّرا

أَجِنَّ الهَوى ما أَنسَ لا أَنسَ مَوقِفًا
عَشِيَّةَ جَرعاءِ الصَريفِ وَمَنظَرا

تَباعَدَ هاذا الوَصلُ إِذ حَلَّ أَهلُها
بِقَوٍّ وَحَلَّت بَطنَ عِرقٍ فَعَرعَرا

جرير

[الحمدان]

قال الشاعر عبد السلام قصيدةً قبل أن يفتح الله سوريا لنا وكان يظن أن لاعودة



كيفَ اللقاءُ وقد شطّتْ بنا السُّبُلُ
وذرّفَتْ من دمٍ في ليلِها المُقَلُ

وكيفَ ننسى بتلكَ الدّارِ لَمَّتَنا
وهل بمأساتِنا يحيا بنا أملُ

مرابعُ الرّوحِ ماجفّتْ شواطِئُها
وذكرياتٌ لنا في الصّدرِ تشتعل

يادارُ فيكِ تركنا بَعضَ مهجتِنا
فهل للقياكِ يبقى عندَنا أجَلُ

تبكي الزّوايا فكم ضمّتْ لنا قصصًا
وفي الفِناءِ خُطىً لم يمحُها هَطِلُ

للِه نشكو إذا ما الشّوقُ أوجعَنا
أرواحُنا رحلتْ في إثْرِ مَن رحلوا

[الحمدان]

تَوَكَّلنا عَلى رَبِّ السَماءِ
وَسَلَّمنا لِأَسبابِ القَضاءِ

وَوَطَّنّا عَلى غِيَرِ اللَيالي
نُفوسًا سامَحَت بَعدَ الإِباءِ

وَأَفنِيَةُ المُلوكِ مُحَجَّباتٌ
وَبابُ اللهِ مَبذولُ الفِناءِ

فَما أَرجو سِواهُ لِكَشفِ ضُرّي
وَلَم أَفزَع إِلى غَيرِ الدُعاءِ

وَلِمْ لا أَشتَكي بَثّي وَحُزني
إِلى مَن لايَصَمُّ عَنِ النِداءِ

علي بن الجهم

[الحمدان]

كتابٌ تسمّى حجّة الله من وعى
مُسمّاه فَهمًا يُلفهِ طابَقَ الإسما

أَتى جامِعًا مِن معجزاتِ محمّدٍ
نبيّ الهُدى خيرِ الورى عددًا جمّا

نُجومٌ بأفقِ الدين كم ذا اِهتدى بها
بَصيرٌ وكَم أودى ولم يرَها أعمى

وَمُعجزةُ القُرآن كالشمسِ أَشرقت
وَدامَت وَسارت عمّتِ العربَ والعجما

هوَ الحجّةُ الكبرى على كلّ جاحدٍ
نبوّة خيرِ الخلقِ والآية العظمى

يوسف النبهاني

[الحمدان]

لو أمطرتْ ذهباً منْ بعدِ ماذهبا
لاشيء يعدلُ في هذا الوجودِ أبا

مازلتُ في حِجرِهِ طفلاً يُلاعبني
تزدادُ بَسمتُهُ لي كلما تَعِبا

لم يَحنِ ظهرَ أبي ماكانَ يَحمِلُهُ
لكنْ ليحملني منْ أجليَ انحدبا

وكنتُ أحجبُ عن نفسي مطالبها
فكانَ يكشفُ عما أشتهي الحُجُبا

أغفو وأمنيتي سرٌّ ينامُ معي
أصحو وإذ بأبي مارُمتُ قد جَلبا

كفاهُ غيمٌ وما غيمٌ ككفِّ أبي
لم أطلبِ الغيثَ إلا منهما انسكبا

ياليتني الأرضُ تمشي فوقها فأرى
من تحتِ نعلكَ أني أبلغُ الشُهبا

مهما كتبتُ بهِ شعراً فإنَّ أبي في
القدرِ فوقَ الذي في الشعرِ قد كُتبا

يامنْ لديكَ أبٌ أهملتَ طاعتهُ
لاتنتظر طاعةً إنْ صِرتَ أنتَ أبا

فالبرُّ قرضٌ إذا أقرضتهُ لأبٍ
يُوفيكَهُ ولدٌ والبرُّ ماذهبا

لاتنتظر موتهُ صِلْ في الحياةِ أباً
لاينفعُ الدمعُ فوقَ القبرِ إنْ سُكِبا

.....

[الحمدان]

رأتني وقد شبهت بالورد خدها
فتاهت وقالت قاس بالور خدي

كما قال إن الأقحوان كمبسمي
وأن قضيب البان يشبهه قدي

وحق صفا ماء النعيم بوجنتي
وحسن الجبين الصلت والفاحم الجعد

لئن عاد للتشبيه يوما حرمته
لذيذ الكرى لا بل أذوقه فقدي

إذا كان هذا في البساتين عنده
فقول له لمْ جاء يطلبه عندي

لسان الدين بن الخطيب

[الحمدان]

لك الخيرُ إنّي أستزِيدُ ولا أشكو
ولا أكْفُر النَّعماءَ ماجرتِ الفُلْكُ

بلى رُبَّما حاولْتُ توثيقَ عُروةٍ
وليس لحظٍّ منكَ أحرزْتُه تَرْكُ

فلا تَلْحَيَنّي في العتاب فإنّما
عركْتُ أديماً لايقصّفُه العَركُ

أأحمدُ نفسي أن تُطيبَ لك الثَّنا
وأنت الذي تذكو وأنت الذي تزكو

حُرِمْتُ إذاً حظّي من الخير كلّه
ولا كان لي في المجد إسٌّ ولا سَمْكُ

وماليَ أستعدي وعدلُك شاملٌ
ومالي أستجفي ومُلكك لي مُلكُ

وكُنْتُ متى استحلَلْتُ إخفارَ حُرمةٍ
سفكْتُ دماءً لايحلُّ لها سَفْكُ

ولو كان حظّي منك حظّاً مقارباً
صبرْتُ لهضميْ فيه لكنَّه المُلْكُ

ولو كان رُزئي حسنَ رأيِك نكبةً
ربطتُ لها جأشي ولكنَّه الهلْكُ

وما كان مَنْ تَحْنُو عليه مُحامياً
ليُلْقَى عليه من زمانٍ له بَرْكُ

وما انْبَتَّ حبلُ الوصْل منك أُعِيذهُ
بفضلك لكنْ ليس في متنِهِ حَبْكُ

وما مَرِضَتْ تلك العنايةُ مَرْضَةً
تُميتُ ولكنْ قد تطرَّقها نَهْكُ

وما ضلَّ رأيٌ فيك مُذْ عرف الهدى
ولا شابَ إيماني بسُؤْددك الشكُّ

أتاني بظهْر الغَيْبِ أنَّكَ عاتبٌ
وتلك التي رحْبُ الفضاءِ لها ضَنْكُ

وأنْتَ الذي يُمضي الأمور بحُكْمه
فلا منْعهُ لوْمٌ ولا بذْلُه مَحْكُ

وإنَّ جفاءً منك محضاً وقسْوة
لَتَركُك خِلّاً لايساعده التركُ

أتحسبُني أدللتُ إدلالَ جاهلٍ
عليْك بمدْحٍ لايخالطُهُ إفْكُ

وإنِّيَ لم أحْمِلْ بمدْحِكَ مَحْمَلاً
من الإثْم ينهى عنه نُسْكٌ ولا فَتْكُ

ولا حمدَ لي في أن نَشْرك طيّبٌ
ولا حمدَ للمجداحِ أنْ نفحَ المِسْكُ

بلى ربما أنصفْتَهُ فحمدْتَهُ
أليس له في نَشْر أرواحِه شركُ

تذكَّرْ هداكَ اللَّه إنّيَ سابكٌ
وأنك تبرٌ لايُغيِّرهُ السَّبْكُ

ومالي في دُرٍّ تحلَّيْتَ عِقْدَهُ
مِنَ الصُّنْعِ إلا جوْدة النظْمِ والسلكُ


ابن الرومي

[الحمدان]

إِذَا رَضِيَ الإلَهُ فَلَا شَقَاءُ
وَلَا هَمٌّ يَلُوْحُ وَلَا بُكَاءُ

وَلَا كَرْبٌ يَدُوْمُ عَلَى اللَّيَالِيْ
إِذَا كَانَ السِّلَاحُ هُوَ الدُّعَاءُ

فَكُنْ لِلَّهِ إِنَّ اللَّهَ حَقٌّ
وَلِلَّهِ المَشِيْئَةُ وَالْقَضَاءُ

.....

[الحمدان]

يَهونُ عَلى مِثلي إِذا رامَ حاجَةً
وُقوعُ العَوالي دونَها وَالقَواضِبِ

كَثيرُ حَياةِ المَرءِ مِثلُ قَليلِها
يَزولُ وَباقي عَيشِهِ مِثلُ ذاهِبِ

المتنبي

[الحمدان]

‏صباحٌ ترتوي الأرواحُ منهُ
‏فيُزهرُ في فيافيها الأقَاحُ
‏
يصُبُّ النور في الأقداحِ بِشراً
‏بكأسِ الفألِ تندملُ الجراحُ
‏
وتخْضَلّ القلوب بُعيدَ جدْبٍ
‏ويُشرقُ في دياجيها انشراحُ

.....

[الحمدان]

وَرُبَّ أُمورٍ لاتَضِيرُكَ ضَيرَةً
وَلِلقَلبِ مِن مَخْشاتِهِنَّ وَجَيِبُ

ضابئ بن الحارث البُرْجُمي

وجَب القلب:خفَقَ واضطَربَ ورَجَف

[الحمدان]

‏ألا قاتلَ اللهُ الهوى كيفَ قادَني
كما قِيدَ مَغلُولُ اليَدَينِ أسِيرُ

جميل بثينه

[الحمدان]

إنْ كان للحبِّ العظيمِ مدينةٌ
فهُيامُ قلبي فيكَ يُدعَى أندَلُسْ

عبير محمّد

[الحمدان]

فما الحبّ إنْ ضاعفتهُ لكَ باطلٌ
‏وَلا الدّمعُ إنْ أفنَيْتُهُ فيكَ ضائِعُ

‏وَغَيرُكَ إنْ وَافَى فَما أنا ناظِرٌ
‏إليهِ وَإنْ نادَى فما أنا سامِعُ

.....

[الحمدان]

وَإنّي لَحُلوٌ إِن أُرِيَدت حَلاوَتي
وَمُرٌّ إِذا نَفسُ العَزوفِ استَمَرَّتِ

.....

[الحمدان]

لله سلمت أمراً لست أعلمه
مالي على حمله لكني سأرضاه

رباه لولاك لاسند ولا أحد
فأنت حسبي وحسبي أنك الله

بقلمي

[الحمدان]

‏وماليَ غيرُ بابِ اللهِ بابٌ
‏ولا مولى سواهُ ولا حبيبُ

‏كريمٌ منعمٌ برٌّ لطيفٌ
‏جميلُ السترِ للداعي مجيبُ

‏حليمٌ لايعاجلُ بالخطايا
‏رحيمٌ غيثُ رحمتهِ تصيبُ

.....

[الحمدان]

حَكَمَ الجَمالُ لها بِمَا تَخْتَارُهُ
فَتَحَكَّمَتْ في النَّاسِ كَيفَ تَشاءُ

البارودي

[الحمدان]

تهاجر كلُّ الحروفِ إليكِ
‏وتهوي إليك كرامُ المُنى

‏تحومُ عليكِ وتأوي إليكِ
‏وتبغي لديكِ هُنا موطنا

‏تعاليْ لِنبنيَ بيتَ القصيدِ
‏بشطرينِ منكِ ومنّي أنا

.....

[الحمدان]

وَعَجِبتُ للدُنيا وَرَغبَةِ أَهلِها
وَالرِزقُ فيما بَينَهُم مَقسومُ

وَالأَحمَقُ المَرزوقُ أَعجَبُ مَن أَرى
مِن أَهلِها وَالعاقِلُ المَحرومُ

ثُمَّ اِنقَضى عَجَبي لِعلميَ أَنَّهُ
رِزقٌ مُوافٍ وَقتُهُ مَعلومُ

أبو الأسود الدؤلي

[الحمدان]

لاما شكوتُ ولا أشكو إلى بشرٍ
مافي الضلوعِ لغير اللهِ لايُشكى

لبثتُ فيهم سنيناً لا أُخالفُهُم
إلى أنِ استبدلوا إيمانَهُم شَكّا

.....

[الحمدان]

أسامر ليلي والنجوم سواهر
وأرسل دمعي والعيوُن هَوامر

وأمضي وحيدًا في طرائق غربتي
فدربي طويل والدروب عواثر

أصبر نفسي والنفوس ودائع
وأذكر صحبي والصحاب نوادر

.....

[الحمدان]

ما أبخلَ الغيمَ الذي ينتابُ حقلَك
ثم يمضي لا أغاث ولا رَعَد

ما أسخفَ الأفُقَ الذي يدعو عيونَك
للوصالِ وكلما اقترب ابتعد

ما أوحش الدربَ الذي تدري بأن
خطاك فيه لاتؤولُ إلى أحد

.....

[الحمدان]

‏هبتْ رياح الشوق من محرابي
ومضت بأشواقي إلى أحبابي

عادت وفي طيَّاتها طيف لهم
متلبس بالمسك والأطياب

.....

[الحمدان]

‏ومانورُ البيوت سوى البنات
‏بهنَّ الأنسُ من بعد الشتاتِ

.....

[الحمدان]

والفارس العملاق يكتسح العلا
وتضل تهذي تحته الأقزامُ

البردوني

[الحمدان]

يامَن لِقَلبٍ شَديدِ الهَمِّ مَحزونِ
أَمسى تَذَكَّرَ رَيّا أُمَّ هارونِ

أَمسى تَذَكَّرَها مِن بَعدِ ماشَحَطَت
وَالدَهرُ ذو غِلظَةٍ حينًا وَذو لينِ

فَإِن يَكُن حُبُّها أَمسى لَنا شَجنًا
وأَصبَحَ الرَأيُ مِنها لايُؤاتيني

فَقَد غَنَينا وَشَملُ الدَهرِ يَجمَعُنا
أُطيعُ رَيّا وَرَيّا لاتُعاصيني

تَرمي الوُشاةُ فَلا تُخطي مَقاتِلَهُم
بِصادِقٍ مِن صَفاءِ الوُدِّ مَكنونِ


خفاف بن ندبة السلمي

[الحمدان]

‏أُحَبكِ كيفما كُنتِ
‏أُحبُكِ أينَما أنتِ

‏فقلبي فيكِ مرتبطٌ
‏رباطَ الأرضِ بالنَبتِ

‏أحبُكِ في أحاديثي
‏أحبكِ في صدىٰ صَمتي

‏وفِي شِعري وقافِيتي
‏وفي لحني وفي صَوتي

‏وإنْ لَم يَكفِني عُمري
‏أُحِبُكِ بَعدُ في مَوتي

.....

[الحمدان]

وقُل لرسولِ الله يَاخيرَ مُرسلٍ
أبثّكَ مَاتدري مِن الحَسَرَاتِ

شُعُوبُكَ في شَرقِ البَلَادِ وغَربِها
كأصحابِ كَهفٍ في عَميقِ سُباتِ

أحمد شوقي

اللهم صل وسلم على نبينا محمد

[الحمدان]

عِشْ راضيًا واِهجُر دَواعِي الألَمْ
واِعدِل مع الظّالِمِ مَهما ظَلَمْ

نِهَايَةُ الدُّنيا فَناءٌ فَـعِشْ
فِيها طَليقًا واِعتَبِرها عَدَمْ

.....

[الحمدان]

لاتعجِلنَّ فليس الرزقُ بالعجَلِ
الرزقُ في اللوحِ مكتوبٌ مع الأجل

فلو صبرنا لكان الرزقُ يطلبنا
لكنّه خُلِقَ الإنسانُ من عَجَلِ

.....

[الحمدان]

وأصابني سَهْمٌ فأدمى أضْلُعي
فنزعْتُه ونظرتُ مَنْ أَجْرَاهُ

مامِتُّ يومَ نزعتُه لكنَّني
قدْ مِتُّ يوم عرَفْتُ مَنْ أَلْقَاهُ

.....

[الحمدان]

وروحُ الصُّبحِ بالأذكارِ تَحيا
ويُنعِشُ كُلَّ مهمومٍ صداها

وتَرفَعُ مؤمِناً وتَحطُّ إثمَاً
ويُطفِئُ حُرقَةَ البَلوى نَداها

.....

[الحمدان]

ورجوتُ عيني ان تكفّ دموعها
يومَ الوادعِ نشدتُها لاتدمعي

اغمضتُها كي لاتفيضَ فأمطرت
ايقنتُ انّي لستُ أملك مدمَعي

ورايتُ حلماً انني ودّعْتُهم
فبكيتُ مِن الم الحنين وهُم معي

مُرٌ علي بأن اودّعَ زائرًا
كيفَ الذين حملتهُم في أضلُعي

أبو علاء المعرّي

[الحمدان]

وإذا أُصيبَ القَومُ في أخلاقِهم
فأقم عَليِهم مَأتمًا وعويلا

أحمد شوقي

[الحمدان]

فيمَ التشاؤمُ والحياةُ جميلةٌ
وعطاءُ ربِّكَ عنكَ ليس بزائلِ

اشكُر عطاياهُ وعِشْ متفائلاً
ما ارتاحَ في الدنيا سوى المتفائلِ

.....

[الحمدان]

سَنصحوا في سرورٍ فجرَ يومٍ
على بُشرى وخيرٍ واصطفاءِ

سَنضحكُ مثلما يومًا بكينا
وسوف ننامُ حتمًا في هناءِ

سنذكرُ كلما قد مرَّ فينا
ونحمدُ ربَّنا بعد البلاءِ

.....

[الحمدان]

ولو كنت مثلي في الغرام متيما
لكنت لحالي في المحبة ترحم

فكم قد شكوت الهم والوجد والهوى
اليك فلم تفهم كأن ليس تفهم

أحق إذا أشكو الجوى لاتجيبني
وتهجرني ظلماً وما أنا مجرم

.....

[الحمدان]

يَاشَاغِلَ العَينَينِ كَيفَ سَلَبتَنِي
وَوَقَعت في مَحْظُور مَا أَتَحَذَرُ

ياسارق الأنفاس كَيْفَ عَبَثْتَ بِي
وأنا الكتومُ الحَاذِقُ المُتَحَذِّرُ

جِدْ لِي جَوَابًا لِلسُّؤالِ لِكَيْ تَرَى
إنِّي أُحِبُّكَ فَوْقَ مَاتَتَصَوَّرُ

.....

[الحمدان]

‏سأعودُ مُعتَذِراً لأنّيَ طيّبُ
وتضمُّنِي فرحاً لأنّك أطيَبُ

ونعودُ نهزم بالوصالِ عناءَنَا
من ذا يطيقُ الدَّهرَ وهْوَ مُقَطِّبُ

أَرَأيتَ كيف الحُزنُ أرهَقَ روحنا
والبعدُ أرَّقَنَا بليلٍ يُسهِبُ

إنّا سنرجِعُ بالوِصالِ أحبةً
وقلوبنا بعد التباعُدِ أقرَبُ

.....

[الحمدان]

‏ألم تعلمي ياعذبة َالريق أنني
أظلُّ إذا لم ألقَ وجهكِ صاديا

لقد خِفْتُ أن ألقَى المنيّة َبَغتَة ً
وفي النفسِ حاجاتٌ إليكِ كما هيا

وإني لينسيني لقاؤكِ كلما
لقِيتُكِ يوماً أن أبُثّكِ مابِيا

.....

[الحمدان]

‏ماذا تَقولُ لِعَينٍ فيكَ مُغْرَمةٌ
مُذْ أبصَرَتكَ وَما رَفَّتْ مِنَ النَّظرِ

قدْ صارَ يَقبحُ فيهَا كلُّ مانَظرَتْ
وَأنتَ في عُرفِها أبهَى مِنَ القَمَرِ

.....

[الحمدان]

أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ
وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ

أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى
بَغيضاً تُنائي أَو حَبيباً تُقَرِّبُ

وَلِلَّهِ سَيري ما أَقَلَّ تَإِيَّةً
عَشِيَّةَ شَرقِيَّ الحَدالَي وَغُرَّبُ

عَشِيَّةَ أَخفى الناسِ بي مَن جَفَوتُهُ
وَأَهدى الطَريقَينِ الَّتي أَتَجَنَّبُ

وَكَم لِظَلامِ اللَيلِ عِندَكَ مِن يَدٍ
تُخَبِّرُ أَنَّ المانَوِيَّةَ تَكذِبُ

المتنبي

[الحمدان]

بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني
فَلَم يُغنِ البُكاءُ ولا النَحيبُ

فَيا أَسَفا أَسِفتُ عَلى شَبابِ
نَعاهُ الشَيبُ والرَأسُ الخَضيبُ

عَريتُ مِنَ الشَبابِ وكانَ غَضّاً
كَما يَعرى مِنَ الوَرَقِ القَضيبُ

فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً
فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ

أبو العتاهية

[الحمدان]

ألَا لَيت بَالي لَايبالِي
‏ولَا يهْتَم بِما تَأتي الليالِي

.....

[الحمدان]

وَدَّعتهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
‏صفو الحياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ

‏وكم تشفّعَ بي أن لا أُفَارقَهُ
‏وللضروراتِ حالٌ لاتُشفّعُهُ

‏وَكَم تَشبثَ بي يومَ الرَحيلِ ضحىً
‏وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ

‏لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
‏عَنّي بِفُرقَتهِ لكن أَرَقِّعُهُ

.....

[الحمدان]

‏وأخافُ من بردِ الشتاءِ عليكِ
‏وأغارُ إنْ لفحَ الهوا شفتيك

‏فتعال إني قد وهبتك أضلعي
‏دفئًا يؤانسُ في المساء عينيكِ

.....

[الحمدان]

‏قَومٌ إذا قيلَ النَّجاءُ فَما لهُم
غَيرُ الحَفائظِ وَالرّدى مِن مَهرَبِ

يَمشونَ تحتَ ظُبَا السّيوفِ إلى الوغى
مَشيَ العِطاشِ إلى بَرُودِ المَشرَبِ

يَتَرَاكَمونَ على الأسِنّةِ في الوَغَى
كالصّبحِ فاضَ على نجومِ الغَيهَبِ

يُنسيكَ جُودَ الغَيثِ جُودُهمُ إذا
عَثَرَت أكُفُّهُمُ بِعَامٍ مُجدِبِ

حتّى لَوَ انّ الجُودَ خُيّرَ في الوَرَى
نَسَبًا لأصبَحَ يَنتَمي في تَغلِبِ

البحتري

[الحمدان]

هِيَ الأَيّامُ تَكلِمُنا وَتَأسو
وَتَجري بِالسَعادَةِ وَالشَقاءِ

فَلا طولُ الثَواءِ يَرُدُّ رِزقًا
وَلا يَأتي بِهِ طولُ البَقاءِ

وَلا يُجدي الثَراءُ عَلى بَخيلٍ
إِذا ما كانُ مَحظورَ الثَراءِ

وَلَيسَ يَبيدُ مالٌ عَن نَوالٍ
وَلا يُؤتى سَخِيٌّ مِن سَخاءِ

كَما أَنَّ السُؤالَ يُذِلُّ قَومًا
كذاكَ يُعِزُّ قَومًا بِالعَطاءِ

حَلَبنا الدَهرَ أَشطُرَهُ وَمَرَّت
بِنا عُقَبُ الشَدائِدِ وَالرَخاءِ

علي بن الجهم

[الحمدان]

تَعَلَّقْ بالذي أَغْنَىٰ وأَقْنَىٰ
‏ولا تَطْرُقْ لغَيرِ اللهِ بابا

‏وسَلِّمْ راضياً ماثَمَّ قَلْبٌ
‏تداوَىٰ بالرِّضا إلَّا وطابا

‏ولا تعْجَلْ على نَيْلِ الأماني
‏ستلقاها ولوْ كانتْ سرابا

‏فمَنْ تَدْعُوْهُ مَالِكُ كُلِّ شَيءٍ
‏إذا أعطاكَ أنساكَ العذابا

عيسى جرابا

[الحمدان]

تمضي سنينُ العُمرِ بعد فِراقنا
‏وكأنّها سفرٌ بلا عُنوانِ

‏ماعادَ يحملُني الحنينُ حبيبتي
‏تاهَ الربيعُ تكسّرتْ أغصاني

‏في كُل ناحيةٍ أرى لكِ بسمةً
كم تُلهبُ الأوجاعَ في وجداني

‏حاولتُ أن أنسى فذُبتُ صبابةً
‏أهناكَ مايكفي من النسيانِ

د. ماجد عبدالله

[الحمدان]

يافاتح الشام من ذا يفتح اليَمَنا
ومن يردّ إليها وجهها الحَسَنا

ومن يصدّ علوج الفُرس عن دمها
ويستعيد لهذيْ الأمَّةِ الزَّمَنا

ومن سيذهب لليرموك ثانيةً
ويدخل القدس منصوراً ومؤتمنا

عامر السعيدي

[الحمدان]

إنّي لأذكرك بكلّ مواطنٍ
‏فيها يجيبُ اللهُ صدق الدعوةِ

فأراك في الصلوات في أوتارها
‏وأراك في الدعواتِ عند السجدةِ
‏
وأراك حبًا كلّما غيثٌ هما
‏وإذا تراخى الليلُ بين الظلمةِ
‏
وإذا انقطعتُ عن الحياة بسفرةٍ
‏حبًا وآخر ساعةٍ في الجمعةِ

.....

[الحمدان]

إني أحبك حبا ليس يبلغه
فهم ولا ينتهى وصف إلى صفته

أقصى نهاية علمى فيه معرفتي
بالعجز منى عن إدراك معرفته

.....

[الحمدان]

الحُب ليس روايةً شرقيةً
بِختامها يتزوّج الأبطالُ

لكنّه الإبحار دون سفينةٍ
وشعورنا أنّ الوصول مُحال

.....

[الحمدان]

النَفسُ أَدنى عَدوٍّ أَنتَ حاذِرُهُ
‏وَالقَلبُ أَعظَمُ مايُبلى بِهِ الرَجُلُ

‏الشريف الرضي

[الحمدان]

خارج الصندوق...

كَانت العرب تُهنِّئُ بميلادِ البنت بِعبارة:
هَنيئًا لكَ النّافجة
والنّافجة: وِعاءُ المِسكِ
وَقيل: هيَ السّحابةُ كَثيرةُ المَطَر

بقلمي

[الحمدان]

إنّي أحبك حبًا لو علمت به
‏لما نأيت وما فارقتني أبدًا

‏حبّي على القلب قد شدّت أواصره
‏حبٌ وحيدٌ ولم أشرك به أحدًا

.....

[الحمدان]

مالي فُتِنتُ بلحظِكِ الفتَّاكِ
وسَلوتُ كُلَّ مَلِيحَةٍ إِلاَّكِ

يُسراكِ قَد مَلكت زِمامَ صَبابتي
ومَضَلَّتِي وهُدَاي في يُمناكِ

.....

[الحمدان]

لاتعبس لشيءٍ لم تنله

‏يقول في ذلك الإمام الشافعي :

وَما يَكُ مِن رِزقي فَلَيسَ يَفوتَني
‏وَلَو كانَ في قاعِ البِحارِ العَوامِقِ

[الحمدان]

هيَ لن تقولَ بأنها تشتاق لك
أو أن تُلوِحَ باليدينِ لتُبهِرك

هي لن تقولَ بأن هذا عاشِقي
نظرَاتُهُ نحوي دَلِيلٌ مُمتلك

هل لن تقولَ أيا فتى أتحبني
هي لن تدوسَ على الشُكوكِ لِتسألك

هي سوف تنفثُ في وريدك حبها
والحبُ مثل السُمِ سوف يُعلّلك

ستكون قبل الحبِ غُصنًا يافعاً
حتى يُطيحَ بِكَ الهوى ويُذَّبِلك

حُبُ الصبايا ياصديقي شُعلة
أنتَ الفتيلُ فلا تكن من يُشعِلك

إني احترقتُ من الهوى ياصاحبي
هذا دُخاني لاتَسل مَنْ أشعلك

كم ليلةٍ قد طفتْ في صفحاتها
لتقولَ شيئاً والليالي تخذلك

كم قصةٍ للحبِ كنت كتبتها
ومحوتها وخشيت أن تتجاهلك

ذابت على شفتيكَ ألف قصيدةٍ
اسقطت في متنِ السطورِ أناملك

تبكي عليك جميلةٌ ورضيتْ أن
تبكي على أخرى وتسقط من فلك

فمتى ستفصحُ عن هواكَ لحلوةٍ
أضحت رموش عيونها تتوغلك

ومتى ستفصحُ عن هواك لحلوةٍ
بادر فإن الكبتَ كاد يُزلزلك

داوود الحاتمي

[الحمدان]

البرد أبرد مايكون
والليل أسهد مايكون

ماذا هنا غير الدجى المشبوه
وحشيَّ السكون

والليل يبتدع التهاويل
الغريبات الفنون

والصمت يستقصي
كأسئلةٍ قريحات الجفون

وكأن كل دقيقةٍ
تبدو ملايين القرون

البردوني

[الحمدان]

يارجفة الشوق ياتاريخَ أوردتي
يارعشة َ العشق ِ يادائي وترياقي

لو ساورتك شكوك في محبتنا
فسائلي الحبَّ في أعماق خفاقي

أنا الأسيرُ بباب هواك مِن زمن
ولستُ أسعى لإطلاقي وإعتاقي

زرعتُ عمري على كفيك ياوجعي
كما حملتُ إلى عينيك ِ أشواقي

فلا وربّك لا أنساك ِ ماطلعَتْ
يامَنْ سكنت شراييني وأعماقي

ولن ينام لنا شوقٌ لكم أبدا
ولو تفننَ في كيي وإرهاقي

إنَّ المحبَّة في أخلاقها شرفٌ
يامَنْ رهنتُ لكم حبي وأخلاقي

.....

[الحمدان]

يامن صعدتم راكبين براقي
وتركتمو شوقي مع الخفاق

تنمو النجوم على دموع قصيدتي
ويضيء قنديل الأسى آفاقي

لامست غيم البعد احمل لهفتي
ومواجعي ترسو على اشواقي

وانا وفجر الأمنيات يقول لي
مازلت تحلم والفؤاد يعاني

فأجبته والضوء يغرق في دمي
يلقى هناك أحبتي ورفاقي

حتما سألقاني هناك وفرحتي
شمس تطل بليلة العشاق

.....

[الحمدان]

فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم وكم
قطعت الفيافي والمهامة لم أمل

وكاف وكفكاف وكفي بكفها
وكاف كفوف الودق من كفها انهمل

فلو لو ثم لو لو ولو ولو
دنا دار سلمى كنت اول من وصل

وعن عن وعن عن ثم عن عن وعن وعن
أسائل عنها كل من سار وارتحل

وفي في وفي في ثم في في وفي وفي
وفي وجنتي سلمى أقبل لم أمل


امرؤ القيس

[الحمدان]

ماذا تَقولُ لِعَينٍ فيكَ مُغْرَمةٌ
مُذْ أبصَرَتكَ وَما رَفَّتْ مِنَ النَّظرِ

قدْ صارَ يَقبحُ فيهَا كلُّ مانَظرَتْ
وَأنتَ في عُرفِها أبهَى مِنَ القَمَرِ

.....

[الحمدان]

أتُؤذيك الحياةُ وفيك تحلو
‏فلا طابَت حَياةٌ مِنك تخَلو

.....

[الحمدان]

قَد قيلَ إِنَ الإِلَهَ ذو وَلَدٍ
وَقيلَ إِن الرَسولَ قَد كَهنا

مانَجا اللَهُ وَالرَسولُ مَعاً
مِن لِسانِ الوَرى فَكَيفَ أَنا

علي بن أبي طالب رضي الله عنه

[الحمدان]

اذا لم تكن ذئبا على الأرض أجردا
كثير الأذى بالت عليك الثعالبُ

وان لم تكن نسرا على قمة السما
عليك جرابيع الكهوف تكالبوا

فكن شامخا كي لاتداس بارجل ٍ
لكي لاتوارى بالتراب الكواكب

وكن جنة للخلد ليس تنالها
وتطلق غربانا عليها الخرائب

اعيذك من دنيا غرورٌ متاعُها
بها حاقد يستاف منك وكاذبُ

ولا تتقرب من صغار برفقة
وحلق كصقر في الفضا لايُصاحَبُ

ولاتبدُ في الايام هَيَْنا وواهيا ً
وكن كل حين صخرة تتصالبُ

ومت مثلما الرهبان في دير صمتهم
فأجمل مافي عابر الكون راهبُ

وأطبق شفاها بالنزيف حبيسة ً
فبالصمت لا بالسيف انت محاربُ

وأبهى ثباتا ان طيفك ذاهب ُ
وأسمى حضورا أنّ وجهك غائب ُ

خلدون جاويد

[الحمدان]

لا أَنْتَ تَرْحَمُنِي ولا نَارُ الْهَوَى
تَخْبُو وَلاَ للنَّفْسِ عَنْكَ عَزاءُ

لاتَرْهَبِي قَوْلَ الْوُشاةِ فإِنَّهُمْ
قَدْ أَحْسَنُوا في الْقَوْلِ حِينَ أَساءُوا

زَعَمُوكِ شَمْسَاً لاتَلُوحُ بظُلْمَةٍ
ولِقَولِهِمْ عِنْدِي يَدٌ بَيْضاءُ

البارودي

[الحمدان]

‏ولستُ أَعبَأُ بِالأَهْوَالِ تَتْبَعُنِي
‏أَمْشِي الهُوَينَا كما لو كُنْتُ في رَغَدِ

.....

[الحمدان]

وكان الأعمش إذا حضَر مجلسَه ثقيلٌ يقول:

فما الفيلُ تحمِله ميِّتًا
بأثقلَ من بعضِ جلَّاسِنا

[الحمدان]

ياهُدى الحيران فى ليل الضنى
أينَ أنتَ الآن بل أينَ أنا

.....

[الحمدان]

وبعثتُ أزهاراً إليك ودَدْتُها
نهراً من النجوى وبعضَ عناقِ

فلعل أزهاري تجيئك بالذي
حمَّلتُه فيها من الأشواقِ

ولعلها حملتْ إليك صبابتي
وتولُهي شغفاً من الأعماقِ

علاء سالم

[الحمدان]

لايركبُ الأخطارَ إلا مثلها
خطرٌ يُعادي في العلا ويُعادَى

البردوني

[الحمدان]

أَلاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ
وَدَاوِ جِوَاكَ بالصَّبْرِ الجَميلِ

وَلاَ تَجْزَعْ وإِنْ أَعْسَرْتَ يوما
فقد أيسرت في الزمن الطويل

ولا تَيْأَسْ فإِنَّ اليَأْسَ كُفْرٌ
لَعَلَّ اللَه يُغنِي مِنْ قليلِ

ولا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ غير خَيْرٍ
فَإِنَّ اللَه أُوْلَى بالجميل

.....

[الحمدان]

إذا استحسنتني فجُزيت خيراً
وإن ساءت ظنونكَ لا أُبالي

أنا طينٌ جُبلتُ على الخطايا
ولستُ البدرَ كي ترجو اكتمالي

.....

[الحمدان]

ﻭَﻟَﺴْﺖُ ﺑِﻤُﻤْﺴِﻚٍ كَفَّاً ﺗَﺨَﻠَّﻰ
ﻭَﻟَﺴْﺖُ ﺑِﺘَﺎﺭِﻙٍ ﻣَﻦْ ﻓَﺎﺽَ عَطفا

ﻭَﺃَﻋﺮِﻑُ ﻣَﻦْ ﻳَﺤِﻦُّ ﺇﻟﻲَّ حَقَّاً
ﻭَﺻِﺪﻕُ ﺍﻟﻮِدِّ ﺃﻣﺮٌ ﻟﻴْﺲَ ﻳَﺨْﻔَﻰ

.....

[الحمدان]

يَاسَاهِرًا وهُمُومُ اللَّيلِ تُتْعِبُهُ
دَعْهَا لِرَبِّكَ وانظُرْ كَيفَ تَنفَرِجُ

.....

[الحمدان]

الحُبُّ صارَ إليكِ ياشمسَ الهوى
وبهاءُ حُسنكِ كانَ كُلُّ مداري

فاخترتُ قلبكِ للمحبَّةِ قِبلةً
ودعوتُ فيهِ بليلتِي ونهاري

.....

[الحمدان]

طرفٌ يراعي النَّجم وهو مؤرَّقُ
وجوًى تكادُ به الجوانح تُحْرَقُ

ومع الذين أودّهم لي في الدُّجى
عتب يرقّ وعبرة تترقرق

عبد الغفار الاخرس

[الحمدان]

وَهَل لِرُعاةِ النَجمِ في مَهمَهِ الدُجى
مِنَ الوُدِّ إِلّا صُحبَةٍ لِلفَراقِدِ

شكيب ارسلان

[الحمدان]

فأدِّ لها ما استَودَعتْكَ موقّرًا
بأحسنِ ما كانتْ تُؤدّى الودائعُ

إذا رُمتُ يومًا صُرمَها لمْ يزلْ لها
نصيحٌ يُصاديني مِنَ القلبِ شافعُ

أبو صخر الهذلي

[الحمدان]

وَلَيْسَ الْهَجْرُ يُؤْلِمُنِي وَلَكِنْ
جَمَالُ الذِّكْرَيَاتِ يَهُزُّ قَلْبِي

أُخَادِعُ حُزْنَ رُوحِي بِالتَّمَنِّي
فَأَيْنَ حَنَانُ ذَاكَ الْقَلْبُ عَنِّي

.....

[الحمدان]

وَهِيَ التي مالَ الفؤادُ حِيَالَهَا
‏طَوْعاً وكَرْهاً حَيْثُ دَارَ خَيَالَهَا

.....

[الحمدان]

نبكي علينا على التاريخ في خجلٍ
‏نبكي عليكَ على الأمجاد ياعُمرُ

‏من بعد ماكانتِ الإفرنج تتبعُنا
صرنا نُساقُ كأنا عندهم بقرُ

.....

[الحمدان]

النَّاسُ تُوقِدُ فِي بَردِ الدُجى حَطَبًا
‏وَإِنْ قَسا البَردُ بِي أَوقَدتُ أَشْوَاقِي

.....

[الحمدان]

وَما يُبْكِيك يَاقَلْبِي
‏أليْسَ الحُزْنُ قَدْ زَالا

‏سَتَلْقَى بَعْدَ مَنْ رَحَلُوا
‏مِنَ الأحْبَابِ أبْدَالا

‏وَأرضُ الله واسعةً
‏فُكُنْ فِي الأرضِ رَحّالا

‏وَلاَ تأُسفْ على زَمَنٍ
‏أرَاكَ الحُزْنَ أشْكالا

.....

[الحمدان]

وتغار من ذكر النساء بحضرتي‏
‏فتقول سحقا ليتهم لم يُخلقوا‏

‏فأقول لو لم يُخلقوا لم تعرفي‏
‏قلباً كقلبي في هواكِ يُمزق‏

‏فتقول هل فيهنّ مثل حلاوتي
‏فأقول لا حاشا وحسنكِ ينطق‏

‏كل النساء أمام حُسنك صورة‏
‏وجمالكِ الأصل الأصيل الأصدقُ

.....

[الحمدان]

رجبٌ نورٌ به الأرواحُ مشرقةٌ
شهرُ القُرباتِ والمغفورِ للنَّدَمِ

فيه البشائرُ للإيمانِ تتَّصلُ
كالغيثِ يسقي قلوبَ الصالحِ الحُكَمِ

تزدانُ فيه الليالي بالدعاءِ وما
أجملَ القربَ بينَ اللهِ والخَدمِ

.....

[الحمدان]

دَعِ الأيامَ تفعلُ ماترومُ
‏ولا تَعبَث بهمَّتِكَ الهُمومُ
‏
‏يزولُ الشَّرُّ مثلَ الخير عنَّا
‏فلا هذا ولا هذا يدومُ
‏
‏سَوادُ اللَّيلِ يَعقُبُهُ بَياضٌ
‏وهُوجُ الرِّيحِ يَعقُبُها النَّسيمُ

.....

[الحمدان]

لولا رجائي ثانياً للقائه
‏ماكنتُ أَحيا ساعةً في نأيهِ
‏
‏سَكَنٌ له أبداً فؤادي مسكنٌ
‏مامَلَّ يوماً فيه طولُ ثوائِه

.....

[الحمدان]

وأحسنُ أخلاقِ الفتى وأتمُّها
‏تواضُعُه للناسِ وهو رفيعُ
‏
‏وأقبحُ شيءٍ أن يرى المرءُ نفسَه
‏رفيعًا وعند العالَمين وَضيعُ

.....

[الحمدان]

وما العمرُ إلا غفوَةٌ بعدَ غفوةٍ
‏وما الناسُ إلا وَمضةٌ وخُسوفُ

‏فمُرَّ على الدّنيا خفيفًا كما النّدى
‏فإنّا على هذي الحياةِ ضيوفُ

.....

[الحمدان]

أَبَتْ لي هِمَّتي إلاَّ المَعالي
‏وفي غَيْرِ المَكارِمِ ماسَعَيْتُ

‏مصطفى الغلاييني

[الحمدان]

‏وبعضُ النَّاسِ قد غابوا سِنينًا
‏وما هزَّت بنا الأشواقُ شَعرة

‏وبعضُ النَّاسِ إن غابوا ليومٍ
‏نحسُّ الشَّوقَ في الأعماقِ جَمرة

‏نُفارقهم ولكن بَعد هذا
‏تُفارقنا السَّعادةُ والمسَرَّة

‏فجمِّعنا بِلطفكَ يا إلهي
‏فَهُمْ واللهِ للعينينِ قرَّة

.....

[الحمدان]

وتدللي ان جئت شاطئ نهره
كي تشربي من فيضه أو تغرفي

فهواك يادنياي مزج دمائه
لاتقتري في شربه بل فاسرفي

يا أنتِ يا نجما يشعّ بشاشة
إن حاصرتني في الحياة مخاوفي

ماغبتي يوما عن سمائي لحظةً
وأرى النجوم اذا تبدّت تختفي

كم كنت في قيض الشدائد نسمتي
وغدوتِ في برد المصائب معطفي

.....

[الحمدان]

لئن غرَّ جهل الجاهلينَ تواضعي
فواللهِ مابارت بسوقٍ بضائعي

إلى هامةِ العلياءِ والمجدِ وجهتيْ
وفوقَ أعالي الفرقدينِ مرابعيْ

أشدُّ على كفّ الخلودِ مبايعًا
وأضحكُ دومًا من مزاحِ الزّوابعِ

.....

[الحمدان]

لاتسألِ الدارَ عنْ من كان يسكُنها
البابُ يُخبرُ أن القوم قد رحلوا

ما أبلغ الصمت لمّا جئتُ أسأله
صمتٌ يعاتبُ من خانوه وارتحلوا

ياطارق البابِ رفقاً حين تطرقهُ
فإنَّه لم يعد في الدار أصحابُ

تفرقوا في دروبِ الأرض وانتثروا
كأنه لم يكن أنسٌ وأحبابُ

ارحم يديك فما في الدارِ من أحدٍ
لاترجُ رداً فأهلُ الودِ قد راحوا

ولترحم الدار لاتُوقظ مواجعها
للدور روحٌ كما للناس أرواحُ

.....

[الحمدان]

فَرَكعَةٌ بِظَلَامِ اللّيلِ جالِبةٌ
لَك الرّضَى وسعِيدَ الحَظّ والظَفَرا

الوتر

[الحمدان]

وغداً سيجري دمع عينك فرحةً
وترى السحائب بالأماني أمطرت

وترى ظروف الأمس صارت بلسما
وهي التي أعيتْك حين تعسّرت

وتقولُ سبحان الذي رفع البلا
مِن بعد أن فُقد الرجاء تيسرت

.....

[الحمدان]

من نحن يارباهُ دون يقيننا
بجميل لُطفكَ في حكيم قَضَاكا

من نحن يارباهُ لولا شعلةٌ
في القلب تهدينا لنور هُداكا

.....

[الحمدان]

أياّ قمراً يغازل مُقلتيها
‏ويسرق نُوره من وَجنيتها

‏حباكَ الله حظًا لم أنله
‏فأنت تطِلّ أحيانًا عليها

.....

[الحمدان]

وخيرُ النّاس عندَ الّله شخصٌ
‏
تحلّى بالمكارمِ والصّفاتِ

إذا جالستَهُ يوماً تجدهُ
‏
لطيفَ القولِ موصُولَ الثّباتِ

وإن فارقتَهُ تَشتاقُ دوماً

.....

[الحمدان]

‏إذا كنتِ قوتَ النفسِ ثمّ هجَرْتِها
‏فكم تلبث النفسُ التي أنتِ قوتُها
‏
البحتري

[الحمدان]

لَا أُبَالِي أَطَالَ لَيلِيَ أَم يَومِي
كِلا الرُّثْبَتَينِ عِندِي سَوَاءُ

وَالمُغَادِي هُوَ المُرَاوِحُ مِن هَمِّي
وَهَذَا الصِّبَاحُ ذَاكَ المَسَاءُ

وَإِذَا العينُ لَم تُعَايِن سِوَى السوءِ
فَسِيَّانِ ظُلمَةٌ وَضِيَاءُ

.....

[الحمدان]

‏وَالدَهرُ يَصمُتُ غَيرَ أَنَّ خُطوبَهُ
تُرجِمنَ حَتّى خِلتُهُ يَتَكَلَّمُ

.....

[الحمدان]

قالتْ ليَ السَمراءْ

هلْ آنَ لكَ اَنْ تعترفْ

فقصيدتكَ التي ناجَّيتَ فيها القمرَ

عمّا قرئتُ لكَ منْ قصائدَ تختلِفْ

كلماتها تكشفُ السرَ الذي
عبثاً تحاولُ اخفائَهُ

ذلكَ النبض الجميلَ الذي تحاولُ اِسكاتهُ

قالَتْْ لي السَمراءْ

هَلْ آنَ لكَ اَنْ تواجهَ حقيقةَ القدَرْ

دونَما التفاتةٍ للوَراءِ اَو هذَرْ

قالتْْ ليَ السَمراءْ

ماهذه الدموعُ

واَسوأُ مافي الرجال البُكاءْ

اَو كلماتُ الضعفْ
تستَجدي الرِثاءْ

تحطمُ في داخِلي
اسطورةُ الكِبرياءْ

لرجلٍ يزعمُ
لاتقهرهُ النِساءْ

او يتحطمُ شراعهُ
اِذا ماواجهَ الاَنواءْ

قالتْْ ليَ السَمراءْ

بربكَ قلْ لي :

اَحينَ يحبُ الرجلُ ينكسِرْ

اَمْ انهُ بالحب وحدَهْ ينتصِرْ

قالتْْ ليَ السَمراءْ

احب الصيفَ وَهجاً اِلهياً
لاتطفئهُ برودةُ الشِتاءْ

وقلباً طفلاً لايعرفُ
في امور الحب سوّى الصَفاءْ

يمضي للامام قدُماً
دون التفاتٍ للوَراءْ

قالتْْ ليَ السَمراءْ

اَهو الانتقامُ لما تحطمَ في نفسكَ
منْ كبرياءْ

اَم الحنينُ اِلَّى الماضي
حين ينسدل المَساءْ

انْ لمْ يكنْ ماذكرتُ هوَ الحقيقة
فقُلْ ماتَشاءْ

وساَقولُ اَنا اَيضاً ما اَشاءْ

ولنكُنْ كَما اَردتَ
دوماً اَصدِقاء

نزار قباني

[الحمدان]

‏إذا مَا الطِيفُ وَافَاكُم
وَبَثَّ اللَّيلُ أشجَانَهُ

وَطُولُ البُعدِّ أبكَاكُم
وَغَنَّى الشَوقُ ألحَانَّه

فَقُومُوا فِي مُصَلاكُم
وَناجُوا اللَّهَ سُبحَانَه

.....

[الحمدان]

إياك نعبدُ يا اللهُ فاقبلنا
وكسرُنا أنت يارباهُ جابرُهُ

من صُلبِ آبائنا أخرجتنا كرَمًا
فنجِّنا رحمةً ممّا نحاذرُهُ

.....

[الحمدان]

‏أسندت ضعفي إلى ربي فقواني
ومن سواه يعين المتعب العاني

فوضت أمري له ربي فألهمني
رشدي وحررني من قيدأحزاني

يارب لي حاجةفي النفس تعلمها
وأنت أعلم ياربي بأشجاني

استرعيوبي وابدل عيشتي رغدا
وكن معينالأحبابي وخلاني

تولني واهدني واكتب لنافرجا
وإن زللت فزد يارب إيماني

.....

[الحمدان]

وَإِن تَسأَليني فَإِنّي اِمرؤٌ
أَهينُ اللَئيمَ وَأَحبو الكَريما

وَأَبني المَعاليَ بِالمَكرُمات
وَأُرضي الخَليلَ وَأَروي النَديما

.....

[الحمدان]

‏عَلَىظ° يقينٍ بأنِّي سَوفَ ألقَاهُ
وسَوفَ نَمشِي وفِي يُسرَايَ يُمنَاهُ

.....

[الحمدان]

وأحسن أيام الهوى يومك الذى
تروع بالهجران فيه وبالعتب

إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضا
فأين حلاوات الرسائل والكتب

العباس بن الأحنف

[الحمدان]

‏ما كَان يوماً ولا يومَين مَوعِدُنَا
‏بَل كَان عُمْراً وعِشناهُ إلى الأبدِ

.....

[الحمدان]

ﺃﻧﻴﺮﻱ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﺇﻥ ﺃﻓﻞ ﺍﻟﺒﺪﺭ
ﻭﺟﻮﺩﻱ ﺑﺨﻤﺮ ﺍﻟﺮﻳﻖ ﺇﻥ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﺨﻤﺮ

ﻓﻔﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮﺓ ﺿﻮﺋﻬﺎ
ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺘﺒﺴﻢ ﻭﺍﻟﺜﻐﺮ

ﺑﻠﻰ ﻟﻚ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﺒﺪﺭ ﻛﻠﻪ
ﻭﻻ ﺣﻤﻠﺖ ﻋﻴنﻴﻚ ﺷﻤﺲ ﻭﻻ ﺑﺪﺭ

ﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻗﺔ ﺍﻟﻸﻻﺀ ﻭﺍﻟﺒﺪﺭ ﻃﺎﻟﻊ
ﻭﻟﻴﺲ لها منك ﺍﻟﺘﺮﺍﺋﺐ ﻭﺍلبتر

ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻀﺤﻰ
بمكحوﻟﺔ ﺍلعينين ﻭﺍﻟﻄﺮﻑ ﺃﻓﺘﺮ

.....

[الحمدان]

وأحسِنْ فإن المرءَ لابُدَّ مَيِّتٌ
وإنك مجزيُّ بما كنت ساعيا

طرفةُ بن العبدِ

[الحمدان]

فقلتُ ما اسمك قالت نادني قمرا
فقلتُ والله بدرا إنَّه اكتملا

تبسمت فأضأت من تبسمها
روحي وما حولها والعالم احتفلا

فقالت بصوت أذاب القلب رِقَّتُهُ
رحماك ياشاعري ذوبتني غزلا

.....

[الحمدان]

لي مِنْ هَوَاكَ بَعِيدُهُ وَقَريبه
ولَكَ الجَمَالُ بَديعُهُ وَغَرِيبه

رويا مَنْ أعِيدُ جَمالَهُ بِجلاله
وحَذَراً عَلَيْهِ مِنَ العُيونِ تُصِيبَهُ

إِنْ لَمْ تَكُنْ عَيْنِي فَإِنَّكَ نُورُهَا
أَوْ لَمْ تَكُنْ قَلْبِي فَأَنْتَ حَبِيبُهُ

.....

[الحمدان]

تُسائلني وهل أحببتَ مثلي
وكم معشوقةٍ لكَ أو خليلَهْ

فقلتُ لها وقد هَمَّتْ بكأسي
إلى شَفَتَيَّ رَاحتها النحيلَهْ

نسيتُ وما أرى أحببتُ يومًا
كحبِّكِ لا ولم أعرفْ مثيلَهْ

فقالت لي جوابُكَ لم يَدَعْ لي
إلى إظهار ماتُخفيهِ حِيلَهْ

وفي عينيكَ أسرارٌ حَيَارَى
تُكذِّبُ ماتحاول أن تقولَهْ

فقلتُ أجَلْ عرفتُ هوى الغواني
لكلٍّ غايةٌ ولها وسيلَهْ

خبرتُ غرامهنَّ قِلًى ووصلًا
كثيرَ الوعد لم يُدرك قليلَهْ

قلوبٌ قاسياتٌ قَنَّعتها
وجوهٌ شاعرياتٌ نبيلَةْ

إذا طالعنني أُنسيتُ جُرحي
وأنَّ الحبَّ لم يرحم قتيلَهْ

وجاذَبَني إلى اللَّذَّات قلبٌ
شقيٌّ ضلَّ في الدنيا سبيلَهْ

وعُدْتُ كما ترينَ صريعَ كأسٍ
أنا الظمآنُ لم يُطْفِئْ غليلَهْ

فقالت كيف تضْعُفُ قلتُ ويْحِي
وكيفَ أطاع شمشونٌ دليلَهْ

فقالت ماحياتُك قلتُ حُلْمٌ
من الأشواقِ أوثرُ أن أُطيلَهْ

حياتي قِصَّةٌ بدأتْ بكأسٍ
لها غنَّيتُ وامرأةٍ جميلَهْ

.....

[الحمدان]

‏ماذا تُريدينَ قلبي أنتِ زهرتُهُ
ماذا تُريدينَ عُمري أنتِ أعماري

لو تطلبينَ عيني لستُ أمنعُها
ياغيمةً حملت في الصيفِ أمطاري

.....

[الحمدان]

لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ماتَعِد
وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد

وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً
إِنَّما العاجِزُ مَن لايَستَبِد

زَعَموها سَأَلَت جاراتِها
وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِد

أَكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني
عَمرَكُنَّ اللَهَ أَم لايَقتَصِد

فَتَضاحَكنَ وَقَد قُلنَ لَها
حَسَنٌ في كُلِّ عَينٍ مَن تَوَد

حَسَدٌ حُمِّلنَهُ مِن أَجلِها
وَقَديماً كانَ في الناسِ الحَسَد

غادَةٌ تَفتَرُّ عَن أَشنَبِها
حينَ تَجلوهُ أَقاحٍ أَو بَرَد

وَلَها عَينانِ في طَرفَيهِما
حَوَرٌ مِنها وَفي الجيدِ غَيَد

طَفلَةٌ بارِدَةُ القَيظِ إِذا
مَعمَعانُ الصَيفِ أَضحى يَتَّقِد

سُخنَةُ المَشتى لِحافٌ لِلفَتى
تَحتَ لَيلٍ حينَ يَغشاهُ الصَرَد

وَلَقَد أَذكُرُ إِذ قُلتَ لَها
وَدُموعي فَوقَ خَدّي تَطَّرِد

قُلتُ مَن أَنتِ فَقالَت أَنا مَن
شَفَّهُ الوَجدُ وَأَبلاهُ الكَمَد

نَحنُ أَهلُ الخَيفِ مِن أَهلِ مِنىً
ما لِمَقتولٍ قَتَلناهُ قَوَد

قُلتُ أَهلاً أَنتُمُ بُغيَتُنا
فَتَسَمَّينَ فَقالَت أَنا هِند

إِنَّما خُبِّلَ قَلبي فَاِجتَوى
صَعدَةً في سابِرِيٍّ تَطَّرِد

إِنَّما أَهلُكِ جيرانٌ لَنا
إِنَّما نَحنُ وَهُم شَيءٌ أَحَد

حَدَّثوني أَنَّها لي نَفَثَت
عُقَداً ياحَبَّذا تِلكَ العُقَد

كُلَّما قُلتُ مَتى ميعادُنا
ضَحِكَت هِندٌ وَقالَت بَعدَ غَد

.....

[الحمدان]

لم يكذبِ الليلُ حينَ الليلُ أخبَرَني
أنَّ الذي غابَ دهراً لن يعودَ غَدا

أنا كرهتُكَ لا أُخفيْكَ من زَمنٍ
وصرتُ أكرهُ من كُرهيْ لكَ البلدا

فقدتُ نفسيَ لمّا صرتُ أتبَعُها
فعظَّمَ اللهُ أَجري في الذي فُقدا

قلبي وروحي وحبٌّ كان يَجمَعُنا
أن لاتعودَ سألنا الواحدَ الأحدا

أنا منحتُكَ إحساسي وعاطفتي
وكنتَ أهلي ولكن لم تَعُد أحدا

أذقتَني المرَّ تلوَ المرِّ مُبتَسِماً
فالآنَ بُعداً وحرماناً عِش الأبدا

.....

[الحمدان]

النُّورُ أنتِ وغَيْرُكِ الظَّلْماءُ
فتبسمي كي تُشرِقَ الأضواء

جَفَّتْ ينابيع الوصال فأمطري
واسقي الهوى أنت السماء والماء

يا آيةً في الحُسنِ ليس كمثلها
خُلُقًا وخَلْقًا فِي النِّسا حسناء

وور البدر أنتِ ومن سواك كواكب
والغَيثُ أنتِ ومَن سواك غُثاء

.....

[الحمدان]

فُؤادي وَعَيني حافِظانِ لِغَيبِها
عَلى كُلِّ حالٍ مِن رِضاءٍ وَمِن عَتَبي

تُغازِلُها عَيني فَيُقصَرُ طَرفُها
عَلَيها وَيَأبى الوَصلَ مِن غَيرِها قَلبي

.....

[الحمدان]

كتبتُ الشعرَ ليسَ بقصدِ شهرةْ
بلا هَدَفٍ ولا إيصالُ فكرة

تأجَّجَ في ضُلوعي حرُّ جمرة
رأيتُ خِلالَها شعري كَثغرة

صالح الزهراني

[الحمدان]

‏وامسَح عَلىٰ قَلبي الحَزِين بِرَحمَةٍ
إِنْ قَلَّ صَبرِي أَو فَقَدتُ سُرُورِي

.....

[الحمدان]

‏لن يُدرِكَ المَجدَ مَن لم يَركَبِ الخَطَرَا
ولَا يَنَالُ العُلَا مَن قَدَّمَ الحذرَا

ومَن أرادَ العُلَا عَفوًا بِلَا تَعَبٍ
قَضَىٰ الحياةَ ولَم يَقضِ بِها الوَطَرَا

.....

[الحمدان]

عَيناكِ بحرٌ مِنَ الإلهَامِ والصوَرِ
وقاربُ العُمرِ يَشكو شِدَّةَ الكِبَرِ

أحتاجُ قلباً بهِ اﻷشواقُ تُسعفني
أو مُعجِزاتٍ تُعيدُ العُمرَ للصِغَرِ

كي أكتُبَ الشِعرَ في عَينَيكِ يَاغَزلاً
كَم أعْجَزَ الليلَ واﻷشعارَ بالسَمَرِ

عَيناكِ كالمَدِّ َأمَضّى مَوجهُ عَبثاً
فأغرَقَ العَاشقَ الوَلهانَ بالخَطرِ

فَما استَطاعَتْ حروفُ الشِعرِ وَصفَهما
ولا استَطاعَ الفؤادُ العشقَ في حَذَرِ

يَا لَهفةَ الشِعرِ مَالي غَيرَ قَافيَتي
ونَغمةٍ قَدْ جَفاهَا العودُ في وَتَري

.....

[الحمدان]

عَلى دَربِ الحنينِ رَأتكَ عيني
ومِنْ بينِ الجَميعِ هَواكَ قَلبي

كَأنَّ اللهَ قَد أبلى فؤادي
بِحُلمٍ قَدْ أتى يومَاً بِدَربي

فَما ذَنبي وقَد أمسيتُ صَبَّاً
وما ذنب العيونِ وأنتَ ذَنبي

أراكَ عَلى الوجوهِ فَيَعتريني
جنونٌ يوقِدُ الأشواقَ قُربي

فَيَفضحني التَعثّرُ حيثُ أمشي
وأطوي الدَربِ في شَرقٍ وغَربِ

وفي كأسِ الشَرابِ أراكَ تَغفو
فَيَثملُ مِنْ حنينِ الشوقِ نَخبي

على قيدِ الجنونِ غَدا شعوري
وتاهَ الفِكرُ مُذْ أمسيتَ حُبّي

فَحَسبي والتّصبر في احتراقي
وحسبي أن أُداري الشَوقَ حَسبي

.....

[الحمدان]

الّليلُ مَضّاءٌ وهَجرُكُ قَاتِلُ
والشوقُ فَتّاكٌ فما أنا فَاعِلُ

إذْ كُلّمَا حَاولتُ تَركَكَ يَقتَفي
دَربَ التِقائِكَ موعدٌ ووَسائِلُ

فَأهيمُ فيكَ وفيكَ ألعنُ وَحشتي
ويعودُ قَلبي لِلهوى يَتَحَايَلُ

قَلبي وعَقلي يَرفِضانِ شكَايَتي
أنّى السَبيلُ وذي الحواسُ عَواذِلُ

أبغي فِراقَاً والهِيَامُ يَصدّني
فَأعودُ مَكسوراً إليكَ أحَاوِلُ

يَاقَاتِلي هَلّا رَحمتَ تَلَوّعي
مَاعُدتُ أصبرُ والدموعُ هوَاطِلُ

رَتّلتُ هَجرَكَ بالقَصيدِ فَسافَرتْ
في مُقلتَيكَ مَع القصيدِ رَسَائلُ

.....

[الحمدان]

صغيرةُ العِشقِ لاتَقوى على غَزَلي
تذوبُ كالوردِ حمراءٌ منَ الخَجَلِ

كحيلةُ العينِ لا أقوى نَواظِرَها
أصابتْ الناظِرَ الوَلهانِ في عَجَلِ

شَبيهةُ الوَردِ لو بانتْ محاسِنَها
خُدُودُها الحُمرُ واحاتٌ مِنَ الغَزَلِ

تَفوحُ كالمِسكِ والريحانِ إن نَطَقَتْ
فَيَثمَلُ الوردُ بينَ الخَدِّ والمُقلِ

وثغرها الفاتنُ المختومُ أذهَلَني
أصابَ شِعري وحرفَ الشعرِ وَالرَّمَلِ

وقِرْطُهَا الرَّاقصُ الملعونُ يَحرُسُها
يُداعبُ الريحَ بينَ النَّحرِ والخِصَلِ

بِخَالِها النَّاعِسِ المفتونِ أحْجِيَةٌ
يُجَمِّلُ الخَدَّ أقماراً بِلا أفَلِ

صغيرةُ العشقِ تخشى شعرَ قافيتي
تُصَوِّرُ الشِعْرَ أقوالاً فما عملي

كثيرةُ الصَّمتِ لا أهوى تجاهلها
تَصَبَّرَ القلبُ فيه دونما أمَلِ

أصابتْ القلبَ والاحساسَ في وَجَلٍ
وألقَتَ الهاجِسَ المفتونَ في ظَلَلِ

.....

[الحمدان]

وباكيةٍ للبَينِ قلتُ لها اصبرِي
فلَلْموتُ خيرٌ من حياةٍ على عُسْرِ

سأكسبُ مالا أو أموتَ ببلدةٍ
يَقِلُّ بها فيضُ الدُّموعِ على قَبْرِي

.....

[الحمدان]

قال المتنبي في جواد شجاع :

وَلَو قالَ هاتوا دِرهَمًا لَم أَجُد بِهِ
عَلى سائِلٍ أَعيا عَلى الناسِ دِرهَمُ

تَغيبُ المَنايا عَنهُمُ وَهوَ غائِبٌ
وَتَقدَمُ في ساحاتِهِم حينَ يَقدَمُ

[الحمدان]

قال طُفيل بن عوف يرثي زُرعةَ بنت عمرو:

وَلَمْ أَرَ هَالِكاً مِنْ أهْلِ نَجْدٍ
كَزُرْعَة يَوْمَ قَامَ بِهِ النَّوَاعِي

أتَمَّ شَبِيبَةً وَأَعَزَّ فَقْداً
عَلَى المَوْلَى وَأَكْرَمَ فِي المَسَاعِي

وَأَقْوَلَ لِلَّتِي نَبَذَتْ بَنِيهَا
وَقَدْ رَأتِ السَّوابِقَ لاَتُرَاعِي

لقَدْ أَرْدَى الفَوارِسُ يَوْمَ نَجْدٍ
غُلاَماً غَيرَ مَنَّاعِ المَتَاعِ

وَلاَ فَرِحٍ بِخَيْرٍ إنْ أَتَاهُ
وَلاَ جَزِعٍ مِنَ الحَدَثَانِ لاَعِ

وَلاَ وَقَّافَةٍ والخَيْلُ تَرْدِى
وَلا خَالٍ كَأُنْبُوبِ اليَراعِ

[الحمدان]

أَيَا حَسْرَتَي لَمْ أقْضِ مِنْكُمْ لُبَانَةً
وَلَمْ أتَمتَّعْ بِالجِوَارِ وَبِالقُرْبِ

وَفُرِّقَ بَيْني فِي المَسِيرِ وبَيْنَكُمْ
فَهَا أنَا ذَا أقْضِي عَلَى إثْرِكُمْ نَحْبِي

.....

[الحمدان]

يَرَى المُخلصُونَ الغرّ أنّ فَنَاءَهُم
بَقَاءٌ وأنّ المَوتَ أشرفُ مَغنَمِ

كَقَولِ عَلِيّ مُعلِنًا قَبلَ مَوتِهِ
لقَد فُزتُ والبَيتِ العَتِيقِ المُحَرمِ

فَأصبَحَ مَسعُودًا بِشَقوةِ غَيرِهِ
وَأدنَى لَه المَأمُول كُفر ابنِ مُلجَمِ

.....

[الحمدان]

قالَت فَمَن صاحِبُ الدينِ الحَنيفِ أَجِب
فَقُلتُ أَحمَدُ خَيرُ السادَةِ الرُسُلِ

قالَت فَمَن بَعدَهُ يُصفى الوَلاءُ لَهُ
قُلتُ الوَصِيُّ الَّذي أَربى عَلى زُحَل

قالَت فَمَن أَوَّلُ الأَقوامِ صَدَّقَهُ
فَقُلتُ مَن لَم يَصِر يَوماً الى هُبَلِ

قالَت فَمَن بات مِن فَوقِ الفِراشِ فدىً
فَقُلتُ أَثبَتُ خَلقِ اللَه في الوَهل

قالَت فَمن ذا الَّذي آخاه عَن مِقةٍ
فَقُلتُ مَن حازَ رَدَّ الشَمسِ في الطَفَلِ

قالَت فَمَن زُوِّجَ الزَهراءَ فاطِمَةً
فَقُلتُ أَفضَلُ من حافٍ وَمُنتَعِلِ

الصاحب بن عباد

[الحمدان]

إِنّي وإنْ فَتّتوا في حُبِّهِمْ كَبِدي
‏باقٍ على وِدِّهِمْ راضٍ بما فعلوا

.....

[الحمدان]

ماذَابَ من فَرْطِ الهوى بك عاشقٌ
مثلي ولا عَرَفَ الأسى إنسانُ

.....

[الحمدان]

فَمَن شاءَ فَليَنظُر إِلَيَّ فَمَنظَري
نَذيرٌ إِلى مَن ظَنَّ أَنَّ الهَوى سَهلُ

المتنبي

[الحمدان]

كَفْكِفْ دموعَكَ ليس ينفَعُكَ
البكاءُ ولا العويل

وانهضْ ولا تشكُ الزمانَ
فما شكا إلاَّ الكسول

واسلكُ بهمَّتِكَ السَّبيلَ
ولا تقلْ كيف السَّبيلُ

ماضَلَّ ذو أملٍ سَعى
يوماً وحكمتهُ الدَّليلُ

كلاَّ ولا خاب امرؤٌ
يوماً ومقصْدهُ نبيلُ

ابراهيم طوقان

[الحمدان]

فَطُوفانُ نوحٍ عندَ نَوحي كَأَدمُعي
وَإيقادُ نِيرانِ الخَليلِ كلَوعَتي

وَلَولا زَفيري أَغرَقَتنيَ أَدمُعي
وَلَولا دُموعي أَحرَقَتنيَ زَفرَتي

وَحُزني مايَعقوبُ بَثَّ أقلَّهُ
وكُلُّ بِلى أيُّوبَ بعضُ بلِيَّتي

وآخِرُ مالاقى الأُلى عَشِقوا إلى الرَدَى
بعضُ ما لاقيتٌ أوَّلَ مِحنَتي

ابن الفارض

[الحمدان]

وليسَ يُعابُ المرءُ من جُبنِ يومِهِ
إذا عُرِفَت منه الشجاعةُ بالأَمسِ

عمرو بن معد يكرب

[الحمدان]

‏ومَن لم يَذُد عن حَوضِهِ بِسِلاحِهِ
يُهَدّم وَمَن لايَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ

زهير بن أبي سلمى

[الحمدان]

وَإِذا رَأَيتَ أَبا يَزيدٍ في نَدىً
وَوَغىً وَمُبدِئَ غارَةٍ وَمُعِيدا

يَقرِيْ مُرَجِّيهِ مُشاشَةَ مالِهِ
وَشَبا الأَسِنَّةِ ثُغرَةً وَوَرِيدا

أَيقَنتَ أَنَّ مِنَ السَّماحِ شَجاعَةً
تُدمي وَأَنَّ مِنَ الشَّجاعَةِ جُودا

ابو تمَّام
في مدح خالد بن يزيد الشَّيباني

[الحمدان]

فقد تورقُ الأشجارُ بعدَ ذبولها
وَيَخضَرُّ سَاقُ النَّبتِ وَهوَ هَشِيمُ

إذا ما أرادَ اللهُ إتمامَ حاجة
أَتَتكَ عَلَى سفرٍ وَأَنتَ مُقِيم

....

[الحمدان]

فَلَمّا اِشتَدَّتِ الهَيجاءُ كُنّا
أَشَدَّ مَخالِبًا وَأَحَدَّ نابا

وَأَمنَعَ جانِبًا وَأَعَزَّ جارًا
وَأَوفى ذِمَّةً وَأَقَلَّ عابا

أبو فراس الحمداني

[الحمدان]

‏قل لي ولو كذبا كلامًا ناعمًا
‏قد كاد يقتلني بك التمثالُ

لاتجرحي التمثال في إحساسه
‏فلكم بكى في صمته تمثالُ

‏إني أحبّكِ من خلال كآبتي
‏وجهاً كسِر الروح ليس يُطالُ

‏حسبي وحسبُكِ أن تظلي دائمًا
‏سرًا يُمزقني وليس يقالُ

.....

[الحمدان]

حَلُمُوا فَمَا سَاءَت لَهُم شِيَم
‏سَمَحُوا فَمَا شَحَّت لَهُم مِننُ
‏
سَلُموا فَلَا زَلَّت لَهم قَدمُ
‏رَشدوا فَلَا ضَلَّت لَهُم سُنَنُ

.....

[الحمدان]

وكلَّما زاد بي شوقي شدَدتُ يدي
على ضلوعي لأخفي نزفَ شرياني

بي منكِ طوفانُ حبٍّ كيف أسترُهُ
وكيف تَسترُ كَفٌّ موجَ طوفانِ

يوماً سيجمَعُنا عيدٌ وأنتِ به
تُرفرفين على مائي وشطآني

يا ألفَ نورسةٍ أصواتُها بدمي
وألفَ زهرةِ حبٍّ ملءَ أغصاني

.....

[الحمدان]

وَما مَلجَأٌ لي غَيرَ مَن أَنا عَبدُهُ
إِلى اللهِ رَبِّي شِقوَتي وَسَعادَتي

أبو العتاهية

[الحمدان]

وقد ينأى المُحبُ لفرطِ حبٍّ
‏ويغلقُ مُجبرًا للوصلِ بابا

‏وقد تلقى حبيبك في سرابٍ
‏وقد تمسي حقيقتُهُ سرابا

‏وكم في القرب نزدادُ ابتعادًا
‏وكم في البعد نزدادُ اقترابا

‏ولي قلب أُسلّيه فيسْلو
‏ولو خطرتْ له الذكرى لذابا

‏كذبتُ أنا فكيف أقولُ أسلو
‏وما أحدٌ بقلبي عنه نابا

وإني‏ إنْ يغِبْ ‏فبِأُمِّ عيني
‏وفي قلبي سأحتضنُ الغيابا

.....

[الحمدان]

أحب من حبكم من كان يشبهكم
حتى لقد كدت أهوى الشمس والقمرا

أمر بالحجر القاسي فألثمه
لأن قلبك قاس يشبه الحجرا

.....

[الحمدان]

إذا وجدت أوار الحب في كبدي
أقبلت نحو سقاء القوم أبترد

هبني بردت ببرد الماء ظاهره
فمن لنار على الأحشاء تتقد

عروة بن أذينة

[الحمدان]

قالت وأبثثتها سري فبحت به
قد كنت عندي تحب الستر فاستتر

ألست تبصر من حولي فقلت لهم
غطى هواك وما ألقى على بصري

عروه بن اذينه

[الحمدان]

وَعَاقِبَةُ الصَّبْرِ الْجَمِيلِ حَمِيدَةٌ
وَأَفْضَلُ أَخْلاقِ الرِّجَالِ التَّدَيُّنُ

وَلا عَارَ إِنْ زَالَتْ عَنْ الْمَرْءِ نَعْمَةٌ
وَلَكِنْ عَارًا أَنْ يَزُولَ التَّدَيُّنُ

.....

[الحمدان]

‌‎تأَرجَحَ القلبُ في الأعماقِ واشتعَلا
وليتَ ساكِنهُ يدري بما فعلَا

يغيبُ عنّي ولا يدري بخافِيَتي
باللهِ ماضرّهُ إن حَنّ واتّصلا

تمُرُّ فينا ليالي العُمرِ صامِتةٌ
لولا دوامُ سؤالي عنهُ ماسألَا

مازال قلبُ الّذي أحبَبْتُ مُنشغِلاً
عنّي وقلبي بهِ مازالَ مُنشغِلا

.....

[الحمدان]

‏أخفيك عنهم بعيداً بين أعماقي
ويفضح الحبّ لوعاتي وأشواقي

وأُخبر النّاس أنَّ لاعشق يسكنني
ويقرؤونك في صمتي وإطراقي

ملبسٌ بك مسحورا طغا شجني
ولم أجد لي في طب الهوى راقي

أقولُ إنِّي بريئً منك عن ثقة
ويلمحونك في وجهي وأحداقي

.....

[الحمدان]

‏حَسنَاءُ لَاتَبتَغِي حِليًا إذَا بَرَزَت
لِأَنَّ خَالِقَهَا بِالحُسنِ حَلَّاهَا

.....

[الحمدان]

لمْ اعُد داريّاً الى اين اذهَبُ
كل يومٍ احسُ انكِ اقربُ

كل يومٍ يصيرُ وجهكِ جزئاً
منْ حياتي ويصبحُ العمرُ اخصبُ

نزار قباني

[الحمدان]

‏وبعضُ النَّاسِ قد غابوا سِنينًا
‏وما هزَّت بنا الأشواقُ شَعرة

‏وبعضُ النَّاسِ إن غابوا ليومٍ
‏نحسُّ الشَّوقَ في الأعماقِ جَمرة

‏نُفارقهم ولكن بَعد هذا
‏تُفارقنا السَّعادةُ والمسَرَّة

‏فجمِّعنا بِلطفكَ يا إلهي
‏فَهُمْ واللهِ للعينينِ قرَّة

.....

[الحمدان]

عَلى دَربِ الحنينِ رَأتكَ عيني
ومِنْ بينِ الجَميعِ هَواكَ قَلبي

كَأنَّ اللهَ قَد أبلى فؤادي
بِحُلمٍ قَد أتى يومَاً بِدَربي

فَما ذَنبي وقَد أمسيتُ صَبَّاً
وما ذنب العيونِ وأنتَ ذَنبي

أراكَ عَلى الوجوهِ فَيَعتريني
جنونٌ يوقِدُ الأشواقَ قُربي

فَيَفضحني التَعثّرُ حيثُ أمشي
وأطوي الدَربِ في شَرقٍ وغَربِ

وفي كأسِ الشَرابِ أراكَ تَغفو
فَيَثملُ مِنْ حنينِ الشوقِ نَخبي

على قيدِ الجنونِ غَدا شعوري
وتاهَ الفِكرُ مُذْ أمسيتَ حُبّي

فَحَسبي وَالتّصبر في احتراقي
وحسبي أن أُداري الشَوقَ حَسبي

.....