مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
04-24-2024, 09:56 PM
بادر لصوم الست من شـوال
واجمع عـظيم البر في الأعمـال
ست كأجر الدهـر تلقاها إذا
طارت صـحائفـنا مـن الأهـوال
الحمدان
04-24-2024, 09:58 PM
لنا في الصُّبْحِ إشراقٌ وبُشرى
و بالإصباحِ تزدهرُ الأماني
ونرجو الله توفيقًا وفضلًا
وفضلُ الله مُتَّصلٌ وداني
الحمدان
04-24-2024, 10:04 PM
عجيبٌ أن تنامَ بغير وترٍ!
ولا تركع ولو للهِ ركعة
ألا ترجو من الرَّحمٰن قربًا!
وفضلًا من إلٰهكَ بل ورفعة؟
فلا تترك إذًا ما دمتَ حيًّا
قُبيل النَّومِ وترًا لو بركعة
الحمدان
04-24-2024, 10:05 PM
سأحفظُ العهدَ إن طالَ البعادُ بِنَا
وأَكتمُ الشوقَ فِي قلبِي وأُخفِيهِ
لأنَّ رُوحك في جنبيَّ ساكنةٌ
فليحفظْ اللهُ قلبي والذي فيهِ
الحمدان
04-24-2024, 10:06 PM
أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرُّقِ
سبيلٌ فيشكو كلّ صبّ بما لقي
وَقد كنت أوقاتَ التزاورِ في الشّتا
أبيتُ على جمرٍ من الشوقِ مُحرقِ
تمرُّ الليالي لا أرى البينَ ينقضي
وَلا الصبرُ من رِقِّ التشوّق مُعتقي
سَقى اللَه أرضًا قد غدت لك منزلاً
بكلّ سكوب هاطلِ الوَبْلِ مغدقِ
الحمدان
04-24-2024, 10:06 PM
وإني لأسمو بالوصال إلى التي
يكون شفاءً ذكرها وازديارها
مِن الخفراتِ البيضِ لم ترَ شقوةً
وفي الحسب المحض الكريم نجارُها
هي العيشُ ما لاقتك يومًا بودِّها
وموتٌ إذا لاقاك منها ازوِرارُها
وإني وإن شطّت نواها لحافظٌ
لها حيثُ حلَّت واستقرَّ قرارُها
كثير عزة
الحمدان
04-24-2024, 10:07 PM
وكنْتُ إذَا مَا جِئتُ سُعدَى أزُورُهَا
أرَى الأرْضَ تُطوَى لِي ويَدنُو بَعِيدُها
مِن الخَفِرَاتِ البِيضِ وَدَّ جَلِيسُها
إذَا مَا انْقَضَتْ أُحدُوثَةٌ لوْ تُعِيدُها
كثير عزة
الحمدان
04-24-2024, 10:07 PM
لقاؤكِ بي لحظةٌ فارِقةْ
أأنسى ! وأنفاسها عابقةْ
لهذا أُؤكدُ أن عذولي
مملٌّ وليستْ له ذائقةْ
ملكتِ فؤادي وها أنتِ فيهِ
تشيْدينِ قصركِ يا رائقةْ
تطرُّفُ عشقي وإرهابُ عينيكِ
-يا حلوتي- قصةٌ شائقةْ
أضيئي سماوات روحي جمالاً
فإن لديكِ قوىً خارقةْ !
عبدالله السعيدي
الحمدان
04-24-2024, 10:08 PM
قالت: أنا لا أعَرِفُ الأوزانا
وأريدُ مثلك بالقصيد لسانا
قلتُ: انطقي ما شئتِ فهو بلاغةٌ
سيفيضُ حرفكِ رقةً وبيانا
الحمدان
04-24-2024, 10:08 PM
ومَن رامَ بالخَفضِ نيلَ العُلا
فقَد رامَ منهُ مَرامًا عَسِر
وما العَزمُ إلّا لِمُستأثِرٍ
إذا همّ بالأمرِ لم يَستشِر
الحمدان
04-24-2024, 10:09 PM
وحديثُها السِّحرُ الحلال لوَ اَنَّها
لَمْ تجنِ قتلَ المُسلم المُتحرِّزِ
إنْ طال لم يُملَل وإن هي أوجزتْ
ودَّ المحدَّثُ أنّها لَمْ توجزِ
شَرَكُ النُّفوسِ ونزهةٌ ما مثلُها
للمطمئنّ وعُقْلةُ المُستوفِزِ
البحتري
الحمدان
04-24-2024, 10:10 PM
وَلا بَأسَ بِالهَجرِ الَّذي ليسَ عَن قِلى
إِذا شَجَرَت عِندَ الحَبيبِ شَواجِرُه
وَلَكِنَّ مِثلَ المَوتِ هِجرانُ ذي الهَوى
حِذارَ الأَعادي وَالحَبيبُ مُجاوِرُه
يزيد بن الطّثريّة
الحمدان
04-24-2024, 10:10 PM
وَتَزعُمُ لَيلى أَنَّني لا أُحِبُّها
بَلى وَاللَيالي العَشرِ وَالشَفعِ وَالوَترِ
بَلى واَلَّذي أَرسى بِمَكَّةَ بَيتَهُ
بَلى وَالمَثاني وَالطَواسينِ وَالحِجرِ
بَلى وَالَّذي ناجى مِنَ الطورِ عَبدَهُ
وَشَرَّفَ أَيّامَ الذَبيحَةِ وَالنَحرِ
بَلى وَالَّذي نَجّى مِنَ الجُبِّ يوسُفًا
وَأَرسَلَ داوُودًا وَأَوحى إِلى الخِضرِ
بَلى وَالَّذي لا يَعلَمُ الغَيبَ غَيرَهُ
بِقُدرَتِهِ تَجري المَراكِبُ في البَحرِ
سَأَصبِرُ حَتّى يَعلَمَ الناسُ أَنَّني
عَلى نائِباتِ الدَهرِ أَقوى مِنَ الصَخرِ
سَلامٌ عَلى مَن لا أَمَلُّ حَديثَها
وَلَو عاشَرَتها النَفسُ عَشرًا إِلى عَشرِ
قيس بن المُلوّح
الحمدان
04-24-2024, 10:11 PM
موقعي عندكَ لا أعلمُهُ
آهِ لَو تعلمُ عندي مَوقِعَكْ
نامتِ الأَعيُنُ إِلّا مُقلةً
تسكُبُ الدمعَ وترعى مضجَعَكْ
أحمد شوقي
الحمدان
04-24-2024, 10:11 PM
أنا عَالِمٌ بالحُزنِ مُنذُ طُفولَتي
رفيقي فما أُخطِيهِ حينَ أُقابلُه
وإنّ لَهُ كَفًّا إذا ما أراحَها
عَلىظ° جَبَلٍ ما قَامَ بالكَفِّ كَاهِلُه
يُقَلِّبُني رأسًا عَلىظ° عَقِبٍ بها
كما أمسَكَت سَاقَ الوَلِيدِ قَوَابِلُه
ويَحمِلُني كالصَّقرِ يَحمِلُ صَيدَهُ
ويَعلُو به فَوقَ السَّحابِ يُطَاوِلُه
فإن فَرّ مِن مِخلابِهِ طاحَ هَالِكًا
وإن ظَلَّ في مِخلابِهِ فهوَ آكِلُه
تميم البرغوثي
الحمدان
04-24-2024, 10:12 PM
أيا من شبعتم على جوعنا
وجوع بنينا ألم تتـخموا
ألم تفهمو غضبة الكادحين
على الظلم لا بد ان تفهموا
البردوني
الحمدان
04-24-2024, 10:13 PM
إنِّي كَتَمتُ حديثَ ليلى لم أُبِحْ
يومًا بظاهرهِ ولا بخفيِّهِ
وحفظتُ عهدَ وِدادِها متمسكًا
في حبِّها برشادهِ أو غـيّهِ
ولها سرائرُ في الضميرِ طويتُها
نسِيَ الضميرُ بأنَّها في طـيّهِ!
شمس الدين البدوي
الحمدان
04-24-2024, 10:13 PM
يقولُ العِدى لا بارك اللهُ في العِدى
قد اقصرَ عن ليلى وقلَّت وسائِلُه
ولو أصبحت ليلى تدِبُّ على العصا
لكان هوى ليلى جديدًا أوائِلُه
الحمدان
04-24-2024, 10:14 PM
لم ألقَ ذا شجنٍ يبوح بحبّه
إلّا حسبتك ذلك المحبوبا
حذرًا عليك وإنّني بك واثقٌ
أن لا ينال سوايَ مِنك نصيبا
العباس بن الأحنف
الحمدان
04-24-2024, 10:16 PM
ها قد بكى ، لله ما يبكيهِ
لله ما من ضعفه يُخفيهِ
كان الأسى يجتالُ حول فؤادهِ
فيدسُّه في الصدرِ لا يبديهِ
متماسكٌ ! أو هكذا يبدو لهم
والدمعُ يحبسُهُ فلا يُجريهِ
والآن دَكْدَكَتِ العواصف صبرهُ
والصمتُ باتَ كخِنجرٍ يُدميهِ
ها قد هوى ، وبكى بدمعٍ حارقٍ
متوسلًا لأُفول ما يُشقيهِ
خلّوه إذ يبكي ويَشْرِقُ بالبُكا
فإلى متى والدّمعُ يُحبس فيهِ؟
فلترحموا ذُلَّ العزيز وغادورا
فشهودُ هذا الضعفِ لا يرضيهِ
لا تهزموهُ بنظرةٍ ، لا تُشفقوا
كانت هزيمةُ نفسهِ تكفيه
....
الحمدان
04-24-2024, 10:17 PM
شَرُ الرّجالِ هُـو الـذي يَتَجهمُ
وَتـراهُ دَوما غَاضبًا لا يـَحلمُ
الحِلمُ بابٌ ليسَ يَدخلهُ سِـوَى
مَنْ كان ذا عَـقلٍ سَوِي يَفهَمُ
وشرُ النـساءِ هي التي لا تَستَحي
وخِياُرهـنَّ هِي التي تَتَحـشَّمُ
إنَّ الحيـاءَ لزينـةٌ فيهـنَ يا
قُبحَ التي عَـنها الحـيا لا يعلمُ
الحمدان
04-24-2024, 10:17 PM
وَيَقُولُ غَيْرِيْ بِالِّلسَانِ قَصَائِدًا
وَقَصَائِدِيْ بِكَ قَالَهَا الوِجْدَانُ
أَنْشَدْتُ فِيكَ رَوَائِعًا مَا قَالَهَا
شَوْقِيْ وَلَا كَعْبٌ وَلَا حَسَّانُ
الحمدان
04-24-2024, 10:18 PM
اخترتُ نفسي و النفوسُ عزيزةٌ
أنا لا أعيشُ العمرَ دون خيارِ
لك أن تغيب لن أموت بغربةٍ
فالأرض أرضي والمدارُ مداري
لك أن تجفّ لن أموت من الظما
انا من جرت فوق الثرى أنهاري
لك أن تهبّ لن أطيح فداخلي
جبلٌ وريحُ الحبِ محض غبارِ
....
الحمدان
04-24-2024, 10:19 PM
كم غابَ غيرُكَ لم أَشعُرْ بغَيبتهِ
وأنتَ إن غبتَ لاحتْ لي سَجاياكَ
أراكَ مِلءَ جِهاتِ الأرضِ مُنعَكِسًا
كأنّما هذه الدّنيا مَراياكَ!
الحمدان
04-24-2024, 10:20 PM
عيناهُ حقّاً بِالجَّمالِ تَفَرَّدَت
وتمردَت حتى سُقيتُ هواهُ
عيناهُ! اللهم فإِغفِر لي زلتي
إنـي فُتِنت ولَــم اتُب ربّاهُ
الحمدان
04-24-2024, 10:20 PM
تفيضُ بالشيءِ لكن لا تبوحُ به
والصمتُ يفعلُ ما لا يفعلُ الكلمُ
والكلُّ يُكتَمُ والهوى لا يُكتَمُ
إنَّ العيونَ إذا هَوتْ تَتَكَلّمُ
الحمدان
04-24-2024, 10:21 PM
إيّاكَ أن تُعطي فؤادكَ للذي
ما إن تغيبُ ؟ إلى البديلِ يميلُ
واختر لقلبك ما يليقُ بصدقهِ
ما كلّ من يأوي إليكَ خليلُ
إن المعادنَ إن صقلت عرفتها
فالماسُ فحمٌ و العقِيقُ نبيلُ
....
الحمدان
04-24-2024, 10:23 PM
زِد في غيابكَ.. أغلق الأبوابا
وعلى الرسائل لا ترُد جوابا
لكن إذا يومًا طمعتَ لعودةٍ
وظننتَ أن يُهدِي الحنينُ إيابا
سيكون أسوأ ما ظننتَ لأنني
سأقولُ لا أهلًا .. ولا تِرحابا
....
ظ–
الحمدان
04-24-2024, 10:25 PM
صلاةُ اللهِ عدّ الهاطلاتِ
وعدّ النّجمِ فوق الكائناتِ
وكالبحرِ الخِضمّ بلا حدودٍ
وكالشمِّ الجبالِ الراسياتِ
ومثل الذّر والأطيار جمًّا
و عدّ الرملِ في كُل الجهاتِ
وتسليماتُ ربي كلّ حينٍ
على خيرِ البرايا دائماتِ
ٖ
الحمدان
04-24-2024, 10:39 PM
نَشَرتُ فيكَ رَسيساً كُنتُ أَطويهِ
وَأَظهَرَت لَوعَتي ما كُنتُ أُخفيهِ
إِن كانَ وَجهُكَ لي تَترى مَحاسِنُهُ
فَإِنَّ فِعلَكَ بي تَترى مَساويهِ
مُرتَجَّةٌ في تَهاديهِ أَسافِلُهُ
مُهتَزَّةٌ في تَثَنّيهِ أَعاليهِ
تاهَت عَلى صورَةِ الأَشياءِ صورَتُهُ
حَتّى إِذا كَمَلَت تاهَت عَلى التيهِ
ما اِستُجمِعَت فِرَقُ الحُسنِ الَّتي اِفتَرَقَت
عَن يوسُفِ الحُسنِ حَتّى اِستُجمِعَت فيهِ
ابو تمام
الحمدان
04-24-2024, 10:40 PM
إِذا جارَيتَ في خُلُقٍ دَنيئاً
فَأَنتَ وَمَن تُجاريهِ سَواءُ
رَأَيتُ الحُرَّ يَجتَنِبُ المَخازي
وَيَحميهِ عَنِ الغَدرِ الوَفاءُ
وَما مِن شِدَّةٍ إِلّا سَيَأتي
لَها مِن بَعدِ شِدَّتِها رَخاءُ
لَقَد جَرَّبتُ هَذا الدَهرَ حَتّى
أَفادَتني التَجارِبُ وَالعَناءُ
إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى
بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ
وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ
فَلا وَاللَهِ ما في العَيشِ خَيرٌ
وَلا الدُنيا إِذا ذَهَبَ الحَياءُ
إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي
وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ
لَئيمُ الفِعلِ مِن قَومٍ كِرامٍ
لَهُ مِن بَينِهِم أَبَداً عُواءُ
ابو تمام
الحمدان
04-25-2024, 02:41 PM
في قرب الديار
- قال عمر بن أبي ربيعة:
أليسَ كثيرًا أن نكونَ ببَلدةٍ
كِلانا بها ثاوٍ ولا نَتكلَّمُ؟!
وقال ابن الدمينة:
على أنَّ قُربَ الدَّارِ ليسَ بنَافعٍ
إذا كانَ مَن تَهواهُ ليسَ بذي وُدِّ
- قال الشاعر:
ما أقربَ الدارَ والجوارَ وما
أقلَّ معْ قُربِنا تَلاقيَنا!
- قال بشار بن برد:
قُربُ دارِ الحَبيبِ قُرَّةُ عينٍ
وكأنَّ البعادَ في القلبِ ثُكلُ
- وقال أيضا:
أرانا قريبًا في الجِوارِ ونَلتقي
مِرَارًا ولا نَخلُو، وذاكَ عَجيبُ!
- قال أبو نواس:
رأيتُ تَداني الدَّارِ ليسَ بنَافعٍ
إذا كانَ ما بينَ القُلوبِ بَعيدُ
- قال ابن الأحنف:
أرى البينَ يَشكوهُ المُحِبونَ كلُّهم
فيا ربِّ قرِّبْ دارَ كلِّ حبيبِ.
الحمدان
04-25-2024, 02:42 PM
من علّم الإكليلَ أنكِ وَردتي؟
يا وردَتِي من علّم الإكليلا؟
قنديلُ وجهُكِ ضاحكا متبسما
لا تُطفئي مِن أجْلِنا القنْدِيلا
الحمدان
04-25-2024, 02:43 PM
يا صديقًا كُلّما خارت قواي
قال للأحزانِ كُفّي لا أُطيق
ينسِجُ الحُبَّ لكي يجني رِضَاي
هل تُرى يكفِيكَ قلبي يا صديق؟
ظ–ط
الحمدان
04-25-2024, 02:44 PM
زِد في غيابكَ.. أغلق الأبوابا
وعلى الرسائل لا ترُد جوابا
لكن إذا يومًا طمعتَ لعودةٍ
وظننتَ أن يُهدِي الحنينُ إيابا
سيكون أسوأ ما ظننتَ لأنني
سأقولُ لا أهلًا .. ولا تِرحابا.
....
الحمدان
04-25-2024, 02:45 PM
قُـم صافـحِ الصبـحَ فالأحزانُ ترتحـلُ
قَـد أدبـر الهَـمّ مهزومـاً لَـدى الغَسـقِ
وارفـع بصوتِـك ذكـر اللَّـهِ مبتسمًـا
واقْـرأ أعـوذ بـربِ النٌَـاسِ والفلـقِ
الحمدان
04-25-2024, 05:10 PM
مَنْ كَانَ يَمْلِكُ دِرْهَمَيْنِ تَعَلَّمَتْ
شَفَتاهُ أَنْواعَ الكَلامِ فَقَالا
وَتَقَدَّمَ الفُصَحاءُ فَاسْتَمَعوا له
وَرَأَيْتَهُ بَيْنَ الوَرى مُخْتالا
لولا دَراهِمُهُ الَّتي فِي كِيسِهِ
لَرَأَيْتَهُ شَرَّ البَرِيَّةِ حالا
إِنَّ الغَنيَّ إِذا تَكَلَّمَ كَاذِباً
قَالوا صَدَقْتَ وَما نَطَقْتَ مُحالا
وَإِذا الفقيرُ أَصابَ قالوا لَمْ تُصِبْ
وَكَذَبْتَ يا هذا وَقُلْتَ ضلالا
إِنَّ الدَّراهِمَ فِي المَواطِنِ كُلّها
تَكْسُو الرِّجَالَ مَهابَةً وجَلالا
فَهْيَ اللِّسانُ لِمنْ أَرادَ فَصاحةً
وَهْيَ السِّلاحُ لِمَنْ أَرادَ قِتالا
ابو العتاهية
الحمدان
04-25-2024, 05:12 PM
يَا بَدْرَ لَيْلٍ تَوَسَّطَ الفَلَكا
ذِكْرُكَ في القَلْبِ حَيْثما سَلكا
إِنْ تَكُ عن ناظري نَأَيْتَ فَقَدْ
تَرَكْتَ عَقْلي عَلَيْكَ مُشْتَرَكا
أَسْلَمْتُ عَيْنَيَّ لِلْسُّهادِ كما
أَسْلَمَ جَفْني عليكَ ما مَلَكا
ما كُنْتُ أَرْجو السُّلُوَّ مِنْ سَنَنِ
الدَّمْعَةِ إِلاَّ لِشانىءٍ فَبَكَى
وَلا بَدا لي شَيءٌ سُرِرْتُ بِهِ
بَعْدَكَ إِلاّض نَظَرْتُ لي وَلَكا
ابو العتاهية
الحمدان
04-25-2024, 05:12 PM
قُلْ لِلْخَليفَةِ يا ابْنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ
أَشْكِلْ وَزيرَكَ إِنَّهُ رَكَّالُ
قَدْ أَحْجَمَ المُتَظَلِّمونَ مَخافَةً
مِنْهُ وَقالوا ما نَرومُ مُحالُ
مَا دامَ مُطْلَقَةً عَلَيْنا رِجْلُهُ
أَوْ دَامَ لِلْنَزِقِ الجَهولِ مَقَالُ
قَدْ نَالَ مِنْ أَعْراضِنَا بِلِسَانِهِ
وَلِرِجْلِهِ بَيْنَ الصُّدورِ مَجالُ
إِمْنَعْهُ مِنْ رَكْلِ الرِّجَالِ وإِنْ تُرِدْ
مَالاً فَعِنْدَ وَزيرِكَ الأَمْوالُ
ابو العتاهية
الحمدان
04-25-2024, 05:13 PM
أَلَمْ تَعْلمي يا عَمْرَكِ اللهُ أَنَّني
كَريمٌ عَلى حِينِ الكِرامُ قَليلُ
وَإِنِّيَ لا أَخْزى إِذا قيلَ مُقْتِرٌ
جَوادٌ وَأَخْزى أَنْ يُقالَ بَخيلُ
وإِلاَّ يَكُنْ عَظْمي طويلاً فَإِنَّني
لَهُ بِالخِصالِ الصَّالِحاتِ وَصولُ
إِذَا كُنْتُ في القَوْمِ الطِّوالِ فَضَلْتُهُمْ
بِطَوْلي لَهُمْ حَتَّى يُقالَ طَويلُ
ولا خَيْرَ في حُسْنِ الجُسُومِ وَطولِها
إِذا لَمْ يَزِنْ طُولَ الجُسُومِ عُقولُ
وَكائن رأَيْنا من جُسُومٍ طَويلةٍ
تَموتُ إِذَا لَمْ تُحْيِهِنَّ أُصُولُ
ولم أَرَ كَالْمَعْروفِ أَمَّا مَذَاقُهُ
فَحُلْوٌ وَأَمَّا وَجْهُهُ فَجَمِيلُ
ابو العتاهية
الحمدان
04-25-2024, 05:52 PM
سَعيد بن عثمان أَميرٌ مُروّع
تَراهُ إِذا ما عايَنَ الحَربَ أَجزَرا
وَمازالَ يَومُ السُّغدِ يرعد خائِفاً
مِنَ الرَّوعِ حَتَّى خِفتُ أَن يَتنَصَّرا
فَلَولا بَنو حَربٍ لَهدت عُروشكم
بطون العظايا مِن كَسير وأَعورا
مالك بن الريب
الحمدان
04-25-2024, 05:53 PM
يا قَلَّ خَيرُ أَمير كُنتُ أَتبَعُهُ
أَلَيسَ يُرهِبُني أَم لَيسَ يَرجوني
أَم لَيسَ يَرجو إِذا ما الخَيلُ شَمَّصَها
وَقعُ الأَسِنَّةِ عَطفي حينَ يَدعوني
لا تَحسَبَنّا نَسينا مِن تَقادُمِهِ
يَوماً بِطاسى وَيَومَ النَهرِ ذي الطينِ
مَنَّيتُموني أَمانِيّاً قَنَعتُ بِها
حَتّى إِذا ما جَعَلتُم مقنعاً دوني
كانَت أَمانِيُّكُم ريحاً شَآمِيَّةً
ظَلَّت بِمُختَلِفِ الأَرواحِ تُؤذيني
فَإِن وَقَعتُ لِجَنبِ الرَملِ مُنقَصِفاً
أَولَيتُ كُلَّ اِمرِئٍ ما كانَ يُوليني
مالك بن الريب
الحمدان
04-25-2024, 05:53 PM
إِنّي لأَستَحيي الفَوارِسَ أَن أُرى
بِأَرضِ العِدا بَوَّ المَخاضِ الرَوائِمِ
وَإِنّي لأَستَحيي إِذا الحَربُ شَمَّرَت
أَنِ ارخيَ دونَ الحَربِ ثوبَ المُسالِمِ
وَما أَنا بِالنائي الحَفيظَةِ في الوَغى
وَلا المُتَّقي في السِلمِ جَرَّ الجَرائِمِ
وَلا المُتَأَنّي في العَواقِبِ لِلَّذي
أهمُّ بِهِ مِن فاتِكاتِ العَزائِمِ
وَلَكِنَّني مُستَوحِدُ العَزمِ مُقدِمٌ
عَلى غَمراتِ الحادِثِ المُتَفاقِمِ
قَليلُ اِختِلافِ الرَأي في الحَربِ باسِلٌ
جَميعُ الفُؤادِ عِندَ حَلِّ العَظائِمِ
مالك بن الريب
الحمدان
04-25-2024, 05:53 PM
لَو كُنتُم تُنكِرونَ الغَدرَ قُلتُ لَكُم
يا آلَ مَروانَ جاري مِنكُم الحَكَمُ
وَأَتقيكُم يَمينَ اللَّهِ ضاحِيَةً
عِندَ الشُهودِ وَقَد تُوفي بِها الذِّمَمُ
لا كُنتُ أَحدَثتُ سوءاً في إِمارَتِكُم
وَلا الَّذي فاتَ مِنِّي قَبلَ ينتقمُ
نَحنُ الَّذينَ إِذا خِفتُم مُجَلِّلَةً
قُلتُم لَنا إِنَّنا مِنكُم لِتَعتَصِموا
حَتّى إِذا اِنفَرَجَت عَنكُم دُجُنَّتها
صِرتُم كَجَذمٍ فَلا إِلٌّ وَلا رَحِمُ
مالك بن الريب
الحمدان
04-25-2024, 05:53 PM
يا عامِلاً تَحتَ الظَلامِ مَطِيَّهُ
مُتخايلاً لا بَل وَغَيرَ مُخايِلِ
أَنَّى أَتَحتَ لِشابك أَنيابَهُ
مُستَأنِسٍ بِدُجى الظَلامِ منازِلِ
لا يَستَريعُ عَظيمَةً يُرمى بِها
حَصّاءَ تحسرُ عَن عِظامِ الكاهِلِ
حَرباً تَنَصَّبَهُ بِبِنتِ هَواجِرٍ
عادي الأَشاجِعِ كَالحُسامِ الناصِلِ
لَم يَدرِ ما غرف القُصورِ وَفَيؤُها
طاوٍ بِنَخل سَوادها المُتَمايلِ
يَقِظ الفُؤاد إِذا القُلوبُ تَآنَسَت
جَزَعاً وَنُبِّهَ كُلُّ أَروَعَ باسِلِ
حَيثُ الدُجى متَطَلِّعاً لِغَفولِهِ
كَالذِّئبِ في غَلَسِ الظَلامِ الخاتِلِ
فَوَجَدتَهُ ثَبتَ الجَنانِ مُشَيّعاً
رُكّابَ مَنسِجِ كُلِّ أَمرٍ هائِلِ
فَقَراكَ أَبيَضَ كَالعَقيقَةِ صارِماً
ذا رَونَقٍ يَغشى الضَريبَةَ فاصِلِ
فَرَكِبتَ رَدعَكَ بَينَ ثَنيي فائِرٍ
يَعلو بِهِ أَثَرُ الدِماءِ وَشائِلِ
مالك بن الريب
الحمدان
04-25-2024, 05:54 PM
أَدلَجتُ في مَهمَةٍ ما إِن أَرى أَحَداً
حَتّى إِذا حانَ تَعريسٌ لِمَن نَزَلا
وَضَعتُ جَنبي وَقُلتُ اللَّهُ يَكلؤُني
مَهما تَنَم عَنكَ مِن عَينٍ فَما غَفَلا
وَالسَيفُ بَيني وَبَينَ الثَوبِ مَشعَرُهُ
أَخشى الحَوادِثَ إِنّي لَم أَكُن وَكَلا
ما نِمتُ إِلا قَليلاً نِمتُهُ شَئِزاً
حَتّى وَجدتُ عَلى جُثماني الثِقَلا
داهِيَةٌ مِن دَواهي اللَيلِ بَيَّتَني
مُجاهِراً يَبتَغي نَفسي وَما خَتَلا
أَهَوَيتُ نَفحاً لَهُ وَاللَّيلُ ساتِرُهُ
إِلا تَوحيتُهُ وَالجَرس فَاِنخَذَلا
أَوقَدتُ ناري وَما أَدري إِذا لَبدٍ
يَغشى المُهَجهَجَ عضَّ السَّيف أَو رجلا
لَمّا ثَنى اللَّهُ عَنّي شَرَّ عَدوَتِهِ
رَقَدتُ لا مُثبِتاً ذُعراً وَلا بَعِلا
أَما تَرى الدارَ قَفراً لا أَنيسَ بِها
إِلا الوُحوشَ وَأَمسى أَهلُها اِحتَمَلا
بَينَ المُنيفَةِ حَيثُ اِستَنَّ مدفَعُها
وَبَينَ فَردَةَ مِن وَحشِيِّها قيلا
مَن يَشهَد الحَربَ يَصلاها وَيسعرُها
تَراهُ مِمّا كَسَتهُ شاحِباً وَجَلا
خُذها فَإِنَّ الضراب إِذا اِختَلَفَت
أَيدي الرِجالِ بِضَربٍ يَختَلي البَصَلا
مالك بن الريب
العصر الاموي
الحمدان
04-25-2024, 05:54 PM
أَحَقّاً عَلى السُلطانِ أَمّا الَّذي لَهُ
فَيُعطى وَأَمّا ما يُرادُ فَيَمنَعُ
إِذا ما جَعلتُ الرَّملَ بَيني وَبَينَهُ
وَأَعرَضَ سَهبٌ بَينَ تَبرينَ بَلقَعُ
مِنَ الأَدمى لا يَستَجِمُّ بِها القَطا
تَكُلُّ الرِياحُ دونَها فَتَقَطَّعُ
فَشَأنَكُم يا آلَ مَروانَ فَاِطلُبوا
سِقاطي فَما فيهِ لِباغيهِ مَطمَعُ
وَما أَنا كَالعيرِ المُقيمِ لأَهلِهِ
عَلى القَيدِ في بَحبوحَةِ الضَيمِ يَرتَعُ
وَلَولا رَسولُ اللَّهِ أَن كانَ مِنكُم
تَبَيَّنَ مَن بِالنّصف يَرضى وَيَقنَعُ
مالك بن الريب
الحمدان
04-25-2024, 05:54 PM
تَأَلّى حلفَةً في غَيرِ جُرمٍ
أَميري حارِثٌ شبهَ الصرارِ
عَلَيَّ لأجلَدَن في غَيرِ جُرمٍ
وَلا أُدني فَيَنفَعُني اِعتِذاري
وَقُلتُ وَقَد ضَمَمتُ إِلَيَّ جَأشي
تَحَلَّل لا تأَلَّ عَلَيَّ حارِ
فَإِنّي سَوفَ يَكفينيكَ عَزمي
وَنَصي العيسَ بِالبَلَدِ القِفارِ
وَعَنسٌ ذاتُ مُعجَمَةٍ أَمونٌ
عَلَنداةٌ مُوَثَّقَةُ الفِقارِ
تَزيفُ إِذا تَواهَقَتِ المَطايا
كَما زافَ المُشَرِّفُ لِلخِطارِ
وَإِن ضَرَبَت بِلَحيَيها وَعامَت
تَفَصَّمَ عَنهما حَلقُ السِّفارِ
مِراحاً غَيرَ ما ضِغنٍ وَلَكِن
لجاجاً حينَ تَشتَبِهُ الصَحاري
إِذا ما اِستَقبَلَت جَوناً بَهيجاً
تَفَرَّجَ عَن مُخَيَّسهِ حصَاري
إِذا ما حال رَوضُ رباب دوني
وَتَثليثٌ فَشَأنُكَ بِالبَكاري
وَأَنيابٌ سَيُخلِفهُنَّ سَيفي
وَشَدّاتُ الكَمِيِّ عَلى التِجارِ
فَإِن أَسطَع أرح مِنهُ أناسي
بِضَربَةِ فاتِكٍ غَيرِ اِعتِذارِ
وَإِن يُفلِت فَإِنّي سَوفَ ألقى
بَنيه بِالمَدينَةِ أَو صِرارِ
أَلا مَن مُبلِغٌ مَروانَ عَنّي
فَإِنّي لَيسَ دَهري بِالفِرارِ
وَلا جَزعٌ مِنَ الحدثانِ يَوماً
وَلَكِنّي أَرودُ لَكُم وبارِ
بِهزمارٍ تُرادُ العيسُ فيها
إِذا أَشفَقن مِن قَلقِ الصِّفارِ
وَهن يَحُشنَ بِالأَعناقِ حَوشاً
كَأَنَّ عِظامَهُنَّ قِداحُ بارِ
كَأَنَّ الرَحلَ أَسأَرَ مِن قَرها
هِلالَ عَشِيَّةٍ بَعدَ السرارِ
رَأَيتُ وَقَد أَتى بُحرانُ دوني
لِلَيلى بِالغُمَيِّمِ ضَوءَ نارِ
إِذا ما قُلتُ قَد خَمَدَت زُهاها
عَصِيُّ الزَّندِ وَالعَصفُ السَّواري
يُشَبُّ وَقودُها وَيَلوحُ وَهناً
كَما لاحَ الشَبوبُ مِنَ الصُّوارِ
كَأَنَّ النارَ إِذا شُبَّت لِلَيلى
أَضاءَت جيدَ مغزِلَةٍ نَوارِ
وَتَصطادُ القُلوبَ عَلى مَطاها
بِلا جَعدِ القُرونِ وَلا قِصارِ
وَتبسمُ عَن نَقِيِّ اللَّونِ عَذبٍ
كَما شيفَ الأقاحي بِالقطارِ
أَتجزَعُ أَن عَرَفتَ بِبَطنِ قَوٍّ
وَصَحراءِ الأُدَيهم رَسمَ دارِ
وَأَن حَلَّ الخَليطُ وَلَست فيهِم
مَرابِعَ بَينَ ذِحل إِلى سَرارِ
إِذا حَلّوا بِناعِجَةٍ خَلاءً
يُقَطِّفُ نورَ حَنوتِها العَذاري
مالك بن الريب
الحمدان
04-25-2024, 05:55 PM
فَإِن تُنصِفوا يا آلَ مَروانَ نَقتَرِب
إِلَيكُم وَإِلا فَأذَنوا بِبعادِ
فَإِنَّ لَنا مِنكُم مراحاً وَمَزحَلاً
بِعيسٍ إِلى ريحِ الفَلاةِ صَوادي
وَفي الأَرضِ عَن دارِ المَذَلَّةِ مَذهَبٌ
وَكُلُّ بِلادٍ أَوطَنَت كَبِلادي
فَماذا عَسى الحجّاجُ يَبلُغُ جُهدُهُ
إِذا نَحنُ جاوَزنا حفيرَ زِيادِ
فَباِستِ أَبي الحَجّاجِ وَاِستِ عَجوزِهِ
عَتيدُ بهمٍ يَرتَعي بوهادِ
فَلَولا بَنو مَروانَ كانَ اِبنُ يوسُفٍ
كَما كانَ عَبداً مِن عَبيدِ إِيادِ
زَمان هُوَ العَبدُ المُقِرُّ بِذِلَّةٍ
يُراوِحُ صِبيانَ القرى وَيُغادي
مالك بن الريب
الحمدان
04-25-2024, 05:55 PM
أَذِئبَ الغَضا قَد صِرتَ لِلناسِ ضِحكَة
تغادى بِها الرُكبانُ شَرقاً إِلى غَربِ
فَأَنتَ وَإِن كُنتَ الجَريءَ جَنانُهُ
مُنيتَ بِضِرغامٍ مِن الأسدِ الغُلبِ
بِمَن لا يَنامُ الليلَ إِلا وَسَيفُهُ
رَهينَةُ أَقوامٍ سِراعٍ إِلى الشَّغبِ
أَلَم تَرَني يا ذِئبُ إِذ جِئتَ طارِقاً
تُخاتِلُني أَنّي اِمرؤٌ وافِرُ اللُّبِّ
زَجَرتُكَ مَرّاتٍ فَلَمّا غَلَبتَني
وَلَم تَنزَجِر نَهنَهتُ غَربَكَ بِالضَربِ
فَصِرتَ لُقىً لما عَلاكَ اِبنُ حُرَّةٍ
بِأَبيَضَ قَطّاعٍ يُنَجّي مِنَ الكَربِ
أَلا رُبَّ يَوم ريبَ لَو كُنتَ شاهِداً
لَهالَكَ ذِكري عِندَ مَعمَعَةِ الحَربِ
وَلَستَ تَرى إِلا كَمِيّاً مُجَدَّلاً
يَداهُ جَميعاً تَثبُتانِ مِنَ التُّربِ
وَآخَرَ يَهوي طائِرَ القَلبِ هارِباً
وَكُنتُ اِمرأً في الهَيجِ مُجتَمعَ القَلبِ
أصولُ بِذي الزرَّينِ أَمشي عِرضنَةً
إِلى المَوتِ وَالأَقرانُ كَالإِبِلِ الجُربِ
أَرى المَوتَ لا أَنحاشُ عَنهُ تَكَرُّماً
وَلَو شِئتُ لَم أَركَب عَلى المَركَبِ الصَعبِ
وَلَكِن أَبَت نَفسي وَكانَت أَبِيَّةً
تَقاعَسُ أَو يَنصاعُ قَومٌ مِنَ الرُعبِ
مالك بن الريب
الحمدان
04-25-2024, 05:55 PM
أَلا أَيُّها الباغي البرازَ تَقَرَّبَن
أَساقيكَ بِالطَعنِ الغدافَ المُقَشَّبا
فَأَيُّ فَتى في الحَربِ وَالمَوتُ سيبُهُ
عَلى شارِبيهِ فَاِسقِني مِنهُ وَاِشرَبا
وَدونَكها نَجلاءَ يَنضَحُ فَرعُها
نَجيعاً دَماً مِن داخِلِ الجَوفِ مُثغَبا
حَباكَ بِها مَن لا يُصَرَّدُ كَأَسُهُ
إِذا ما سَقاها مَن إِلى المَوتِ ثَوَّبا
أَخو غَمَراتٍ لا يُرَوَّعُ جَأشهُ
إِذا المَوتُ بِالمَوتِ اِرتَدى وَتَعَصبا
يُباشِرُ في الحَربِ السُيوفَ وَلا يَرى
لِمَن لَم يُباشِرها مِنَ المَوتِ مَهرَبا
أَغَرُّ نَماهُ مازِنٌ بِفِعالِهِ
وَكانَ نَجيبَ الأُمَّهاتِ فَأَنجَبا
مالك بن الريب
الحمدان
04-25-2024, 05:56 PM
وَلَقَد قُلتُ لابنَتي وَهيَ تَكوي
بِدَخيلِ الهُمومِ قَلباً كَئيبا
وَهيَ تَذري مِنَ الدُموعِ عَلى الخَدْ
دَينِ مِن لَوعَةِ الفِراقِ غُروبا
عَبراتٍ يَكدنَ يَجرَحنَ ما جُز
نَ بِهِ أَو يَدَعنَ فيهِ نُدوبا
حَذَرَ الحَتفِ أَن يصيبَ أَباها
وَيُلاقي في غَيرِ أَهلٍ شَعوبا
أُسكُتي قَد حَزَزتِ بِالدَمعِ قَلبي
طالَما حَزَّ دَمعُكُنَّ القُلوبا
فَعَسى اللَّهُ أَن يُدافِعَ عَنّي
رَيبَ ما تَحذرينَ حَتّى أَؤوبا
لَيسَ شَيءٌ يَشاؤُهُ ذو المَعالي
بعَزيزٍ عَلَيهِ فَاِدعي المُجيبا
وَدَعي أَن تُقَطّعي الآنَ قَلبي
أَو تريني في رِحلَتي تَعذيبا
أَنا في قَبضَةِ الإِلَهِ إِذا كُن
تُ بَعيداً أَو كُنتُ مِنكِ قَريبا
كَم رَأَينا اِمرأً أَتى مِن بَعيدٍ
وَمُقيماً على الفِراشِ أُصيبا
وَدَعيني مِن اِنتِحابِكِ إِنّي
لا أُبالي إِذا اِعتَزَمتُ النَحيبا
حَسبِيَ اللَّهُ ثُمَّ قَرَّبتُ لِلسَي
رِ عَلاةً أَنجِب بِها مَركوبا
مالك بن الريب
الحمدان
04-26-2024, 04:32 PM
إنِّي أحبُّكِ بَينَ القَلبِ وَالوَرَعِ
مَا بَينَ مُندَفِعٍ مِنِّي وَمُرتَدِعِ
الشَّوقُ يَدفعُنِي وَالعَقلُ يَمنَعُنِي
وَالحَالُ تُخبرُنِي: ذَا مَوضِعُ الوَجَعِ
ذِكرَاكِ دِفءٌ وَبَردٌ، فَرحَةٌ وَأسَىً
نُورٌ وَنَارٌ، كمَوصُولٍ وَمُنقَطِعِ
لَا حَالَ أحسَنُ مِن هذي نُحَاوِلُهَا
وَلَا سِبيلٌ سِوَىظ° الهُجرَانِ فَاقْتَنِعِ
أسَامَة شِهاب الدِّين
الحمدان
04-26-2024, 04:33 PM
أيا لَكِ نَظْرَةً أَودَتْ بِقَلْبي
وَغادَرَ سَهْمُها جِسْمي جَريحا
فَلَيْتَ أَميرَتي جَادَتْ بِأُخْرى
فَكانَتْ بَعْضَ ما يَنْكا القُرُوحا
فَإِمّا أَنْ يَكُونَ بِها شِفَائي
وَإِمّا أَنْ أَمُوتَ فَأَسْتَريحَا
العباس بن الأحنف
الحمدان
04-26-2024, 04:33 PM
فَجمالُها كالشَّمسِ شعَّ ضِياؤهُ
يَا وَيـلَـتـي مِن نظرةِ العينَـانِ
والرِّمشُ فَوقَ العَينِ سَهمٌ قَاتلٌ
سَكنَ الـفُـؤادَ وهدَّ كلَّ كَـيـانِـي
الحمدان
04-26-2024, 04:35 PM
لها مُقلَةٌ كَحلاءُ نَجلاءُ خِلقَةً
كأَنَّ أباها الظبيُ أو أُمَّها مَها
دَهَتني بِودٍّ قاتلٍ وهوَ مُتلفي
وكم قَتلت بِالودِّ مِن وَدَّها دَها
الحمدان
04-26-2024, 04:35 PM
يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ
فَفُؤادي بها مُعَنَّىً عَمِيدُ
غادةٌ زانها من الغُصْن قَدٌّ
ومن الظَّبي مُقلتان وجِيدُ
وزهاها من فَرْعِها ومن الخدّ
ديْنِ ذاك السَّوادُ والتَّوْريدُ
ابن الرومي
الحمدان
04-26-2024, 04:36 PM
أراني إذا صلَّيتُ يَمَّمتُ نحوَها
بوَجهي، وإنْ كانَ المُصلَّى وَرائِيا
أُصلِّي فما أدري إذا ما ذَكرتُها
أثِنتَينِ صلَّيتُ الضُّحى أم ثَمانِيا؟!
وما بيَ إشراكٌ ولكِنَّ حُبَّها
وعُظمَ الجوَى أعيا الطبيبَ المُداوِيا
مجنون ليلى
الحمدان
04-26-2024, 04:36 PM
يَغارُ علَيكَ قَلبي مِن عِياني
فأخفي ما أكابدُ من هواكَا
مخافة َ أن أشاورَ فيكَ قلبي،
فيعلمَ أن طرفي قد رآكَا
صفي الدين الحلي
الحمدان
04-26-2024, 04:37 PM
ما للمُدامِ تديرها عيناكِ
فيميلُ في سكر الصبا عطفاكِ
هلاّ مزجتِ لعاشقيكِ سُلافها
بِبَرودِ ظلْمكِ أو بعذْبِ لماكِ ؟!
ابن زيدون
الحمدان
04-26-2024, 04:38 PM
هل تعلمين متى الأيامُ تجمعنا؟
عيني تراكِ وقلبي ملؤُه الولَهُ
كأنك البدر في الآفاقِ أنظره
يمتّعُ الطرفَ لكن لا سبيلَ لَهُ
الحمدان
04-26-2024, 04:39 PM
أغارُ مِن قلبي إذا هَامَ بِلُقياكِ
وأنتِ المُنى والروح فكيفَ أنساكِ؟
اني بشوق متى الأيام تجمعنا !
واسعد فؤادي بقربي من محياكِ
والطيرُ يشدو بهمسٍ حينَ يسمعُنا
وجاوب الدمعُ من عينيّ عيناكِ
اهيمُ فيكِ ونار البُعد تؤلمني
وقلبي الخفاقُ*بالاشواقِ ناداكِ.
...
الحمدان
04-26-2024, 04:40 PM
كم غاب غيرك لم أشعر بغيبته
وأنت إن غبت لاحت لي سجاياكا
أراك ملء جهات الأرض منعكسا
كأنما هذه الدنيا مراياكا
الحمدان
04-26-2024, 04:41 PM
رمَقَتهُ يجلو بالأراكةِ ثغرَهُ
قالت بلا وعيٍ : أريدُ أراكا
فرمى لها عودَ السّواك فغمغمَت
خجلًا وقالت : لا أريد سِواكا â¤ï¸ڈ
إبراهيم الأسود
الحمدان
04-26-2024, 04:42 PM
أسَلتِ مشاعري ونهلتِ منهــا
فكيف جرى بربّكِ أن تسيـــلا
وهل تتوقعين ولو جــــــــدالًا
من الجبل المُدَمشَقِ أن يميــلا
ولـــــولا أنّ مثلَكِ مستحيــــلٌ
لَمـَـــا غيّرتِ فـِيَّ المستحيــلا
مدللتي الحبيبة .. أيّ شـِــــعر
سأكتبُ فيكِ .. أحسبُهُ قليــــلا
فحبُّكِ أنتِ غيّــر لي حيــــاتي
وصيَّـرَ كــــلَّ ما فيها جميــلا
محمد البياسي
الحمدان
04-26-2024, 04:42 PM
أنت النعيم لقلبي والعذاب له
فما أمَرّك في قلبي وأحلاكِ
هامت بك العينُ لم تتبع سواك هوى
من علم العين أن القلب يهواك !
ابو تراب الحزمي
الحمدان
04-26-2024, 04:43 PM
كلٌّ يُفلسِفُ في الهوى تعريفَهُ
وأنا لديّ أَصَحُّ تعريفاتِهِ
هو صَعقَةٌ تنتابُ قلبَكَ فجأةً
فتُذِيبُهُ، والدمعُ مِن آياتهِ
هو أن يَجُورَ عليكَ مَن أحبَبْتَهُ
وتُقَبِّلَ الكفينِ في مَرْضَاتِهِ
هو فَقْدُ ذاتِكَ في مَتاهاتِ الرؤى
وإذا بحثتَ وَجَدْتَها في ذاتِهِ
[فواز اللعبون]
الحمدان
04-26-2024, 04:44 PM
ذأنتِ الوحيدة إن سمعتُ حديثَها
ما همّني الأخطاءُ والإعرابُ
أخطأتِ لكن لا أدقق في الهوى
وإذا رفعتِ "الحالَ" قلتُ: صوابُ!
الحمدان
04-26-2024, 04:45 PM
عيناكِ نازَلتا القلوبَ، فكُلُّها
إمَّا جريحٌ أو مُصابُ المَقتلِ
- قال آخر :
وتَرمي فتَصطادُ القلوبَ عيونُها
وأطرافُها ما تُحسِنُ الرميَ بالنَّبلِ
- يقول عمارة بن عقيل :
ضعائفُ يَقتُلنَ الرجالَ بلا دمٍ
فيا عجبًا للقاتلاتِ الضَّعائفِ
الحمدان
04-26-2024, 04:45 PM
يقول عنترة:
وسلَّت حُسامًا من سَواجي جُفونِها
كسَيفِ أبيها القاطعِ المُرهَفِ الحدِّ
تُقاتلُ عيناها بهِ وهْوَ مُغمَدٌ
ومن عجَبٍ أن يقطعَ السيفُ في الغِمدِ!
- جرير :
إنَّ العيونَ التي في طَرفِها حوَرٌ
قَتلْنَنا، ثمَّ لم يُحيِينَ قتلانا
الحمدان
04-26-2024, 04:46 PM
يا فاتن العينين جئتك مرهقاً
من وحي حُسنك راعني ان أُقتلا
القتلُ في شرع الإله محرمٌ
وبشرع حُسنك لا يزال محللاً
الحمدان
04-26-2024, 04:46 PM
وَذاتُ دَلٍّ كَأَنَّ البَدرَ صورَتُها
باتَت تُغَنّي عَميدَ القَلبِ سَكرانا
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانا
فَقُلتُ أَحسَنتِ يا سُؤلي وَيا أَمَلي
فَأَسمِعيني جَزاكِ اللَهُ إِحسانا
الحمدان
04-26-2024, 04:48 PM
نقاتلُ أبطالَ الوَغىٰ فَنُبِيدُهُم
ويقتُلنا في السِّلمِ لَحظُ الكَواعِبِ
وليسَت سُيوفُ الهِندِ تُفني نُفوسَنا
ولكن سِهامٌ فُوِّقَت بِالحَواجِبِ
الحمدان
04-26-2024, 04:49 PM
وَذاتُ دَلٍّ كَأَنَّ البَدرَ صورَتُها
باتَت تُغَنّي عَميدَ القَلبِ سَكرانا
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانا
فَقُلتُ أَحسَنتِ يا سُؤلي وَيا أَمَلي
فَأَسمِعيني جَزاكِ اللَهُ إِحسانا
الحمدان
04-26-2024, 04:49 PM
قولي : أُحبكَ ، كي أفيضَ شعورَا
وأرى الحياةَ سعادةً وسرورَا
قولي : أُحبكَ ، لستُ آبهُ فقدهمْ
ما دمتُ عندكِ حاضراً مذكورَا
ولتحضُنيني ، إنني بعدَ الهوى
قد عُدتُ طفلاً منْ هواكِ صغيرَا
الحمدان
04-26-2024, 04:50 PM
إنِّي أحبُّكِ بَينَ القَلبِ وَالوَرَعِ
مَا بَينَ مُندَفِعٍ مِنِّي وَمُرتَدِعِ
الشَّوقُ يَدفعُنِي وَالعَقلُ يَمنَعُنِي
وَالحَالُ تُخبرُنِي: ذَا مَوضِعُ الوَجَعِ
ذِكرَاكِ دِفءٌ وَبَردٌ، فَرحَةٌ وَأسَىً
نُورٌ وَنَارٌ، كمَوصُولٍ وَمُنقَطِعِ
لَا حَالَ أحسَنُ مِن هذي نُحَاوِلُهَا
وَلَا سِبيلٌ سِوَىظ° الهُجرَانِ فَاقْتَنِعِ
أسَامَة شِهاب الدِّين
الحمدان
04-26-2024, 04:51 PM
ما كنتُ أعلم أنّ البين ذبّاحُ
حتى تمزّع قلبي بعدما راحوا
أمسي أغضُّ عيونَ الروحِ عن ألَمٍ
أصحو وصوتُ حنينِ الروحِ فضَّاحُ
وكلَّما هدأتْ أنّاتُ وحشَتِهم
مِلحًا تعودُ إذا في فكرنا لاحوا
ما عدتُ أحصي لظى الأيامِ في عددٍ
فالحزنُ يعصرُ والأيامُ أقداحُ
الحمدان
04-26-2024, 04:52 PM
ليتَ الدُّروبَ التي قد فرَّقَتْ جَمَعَت
في صُدفةٍ العُمْرِ والأَيّامِ .. مَن بانوا
قد كُنْتُ أشْتَاقُ أنْ ألقاهُ .. وهْوَ مَعِي
فكيفَ لَو باعَدَتْنَا اليَوْمَ أَوْطَانُ ؟
الحمدان
04-26-2024, 04:53 PM
كم قتيلٍ كما قُتلتُ شهيدِ ،،
لبياضِ الطُّلى ، ووردِ الخدودِ ..
وعيونِ المها ولا كعيونٍ ،،
فتكتْ بالمُتيّمِ المعمودِ ..
عمركَ الله ! هل رأيتَ بُدورًا ،،
طلعتْ في براقعٍ وعُقودِ ..
رامياتٍ بأسهم ريشها الهُدبُ ،،
تُشقّقُ القلوبَ قبل الجلودِ ..
المتنبي
الحمدان
04-26-2024, 04:54 PM
إذا يومًا عشقتُكِ، كانَ حقًّا
عَلى عَينيكِ أن ترجو الزَّعامة
أنا رجلٌ إذا أحببتُ أُنثى
أُخلِّدها إلى يوم القيامة
حذيفة العرجي
الحمدان
04-26-2024, 04:55 PM
عَيناكِ، مَا أدراكِ مَا عَيناكِ
مُدنٌ مِنَ الألوانِ والأفْلاكِ
أنَا أحسدُ الأجفَانَ تَرمشُ فَوقهَا
والكُحلَ إذ يَلهُو بهِ رَمشَاكِ
حذيفة العرجي
الحمدان
04-26-2024, 04:56 PM
مشت على القاع حتى أزهر القاعُ
وصوتُ أقدامها عزفٌ وإيقاعُ
لصدرها رقصةٌ قلبي يحاورها
عشقا كما حاورَ الرَّمانَ من جاعوا
إن أقبلت ينهب الأرواح مقدمها
والخصر إن أدبرت يدعو فننصاعُ
.
لا عيب فيها سوى أثوابها التصقت
بالجسم حتى كأن الثوب طمَّاعُ
إبراهيم مدخلي
الحمدان
04-26-2024, 04:57 PM
تُجافيني وتندمُ ثم تصفو
ولي قلبٌ يُسامحها ويعفو
ذ
وحالي في هواها حالُ طِفْلٍ
إذا ما أقبَلَتْ يسعى ويهفو
،،
ويلمحها فيضحكُ وهو يبكي
وفي حُضْنِ المُنى والحُلْمِ يغفو
عبدالخالق الحفظي
الحمدان
04-26-2024, 04:57 PM
تبّاً لقلبي إن قهرتُ حبيبتي
وأطعتُ في إسخاطِها لَذّاتي
هي لذتي هي فرحتي هي نشوتي
هي قوتي هي باختصارٍ: ذاتي
فواز اللعبون
الحمدان
04-26-2024, 04:58 PM
"أُحِبكِ فوقَ ما تدرينَ حتى"
"كأنَّكِ من حَنايا القلبِ جِئتِ"
إذا ما أشْرَقَتْ عيناكِ أحيَا
وإن غرُبَتْ فَذَا حَتْفِي وَمَوتِي
ملكتِ حُشَاشَتِي و القلبَ مِنِّي
فرفقا يا رجاءَ العمرِ أنتِ
حمَلْتِ الروحَ للمجهولِ طَوعاً
ومِلْتِ بها فمَالتْ حيْثُ مِلْتِ
الحمدان
04-26-2024, 05:02 PM
إلجأ لربك إن ضاقت بك السبلُ
واسق الدّعاء بما جادت به المقلُ
وكنْ على ثقةٍ فيمن تلوذُ بِهِ
سَهمُ الدّعاءِ إذا أطلقتَهُ يَصلُ
الحمدان
04-26-2024, 05:02 PM
ولقد دعوتُك موقنًا بإجـابتي
متضرّعا، متذللاً في المسـألهْ
أيضيقُ بابُكَ خالقي عن حاجتي؟!
ماخاب من سألَ الكريم وأمّلهْ
-
الحمدان
04-26-2024, 05:03 PM
أدعوك في صمتي ، وفي نطقي
وفي همسي بقلب دائم الخفقان
أدعوك فاقبل دعوتي وارفع بها
شأني ، وكن لي يا عظيم الشان
الحمدان
04-26-2024, 05:55 PM
ألا في سبيلِ المَجْدِ ما أنا فاعلُ
عَفافٌ وإقْدامٌ وحَزْمٌ ونائِـــــلُ
أعندي وقد مارسْتُ كلّ خَفِيّــةٍ
يُصَدَّقُ واشٍ أو يُخَيَّبُ سائلُ؟
أقَلُّ صُدودي أنّني لكَ مُبْغِضٌ
وأيْسَرُ هَجْري أنني عنكَ راحلُ
إذا هَبّتِ النكْباءُ بيْني وبينَكُمْ
فأهْوَنُ شيْءٍ ما تَقولُ العَواذِلُ
تُعَدّ ذُنوبي عندَ قَوْمٍ كثِيرَةً
ولا ذَنْبَ لي إلا العُلى والفواضِلُ
كأنّي إذا طُلْتُ الزّمانَ وأهْلَهُ
رَجَعْتُ وعِنْدي للأنامِ طَوائلُ
وقد سارَ ذكْري في البلادِ فمَن لهمْ
بإخفاءِ شمسٍ ضَوْؤها مُتكاملُ؟
يُهِمّ الليالي بعضُ ما أنا مُضْمِرٌ
ويُثْقِلُ رَضْوَى دونَ ما أنا حامِلُ
وإني وإن كنْتُ الأخيرَ زمانُهُ
لآتٍ بما لم تَسْتَطِعْهُ الأوائلُ
وأغدو ولو أنّ الصّبر صارِمٌ
وأسْرِي ولو أنّ الظّلامَ جَحافلُ
وإني جَوادٌ لم يُحَل لِجامُهُ
ونِضْوٌ يَمانٍ أغْفَلَتْهُ الصّياقلُ
وإنْ كان في لُبسِ الفتى شرَفٌ له
فما السيْفُ إلاّ غِمْدُه والحمائلُ
ولي مَنطقٌ لم يرْضَ لي كُنْهَ مَنزلي
على أنّني بين السّماكينِ نازِلُ
لَدى موْطِنٍ يَشتاقُه كلُّ سيّدٍ
ويَقْصُرُ عن إدراكه المُتناوِلُ
ولما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً
تجاهلْتُ حتى ظُنّ أنّيَ جاهلُ
فوا عَجَبا! كم يدّعي الفضْلَ نَاقصٌ!
و وا أسَفا! كم يُظهِرُ النّقصَ فاضلُ!
وكيف تَنامُ الطيرُ في وُكُناتِها
وقد نُصِبتْ للفَرْقَدَينِ الحَبائلُ؟
يُنافسُ يوْمي فيّ أمسي تَشرّفاً
وتَحسدُ أسْحاري عليّ الأصائلُ
أبي العلاء المعري
الحمدان
04-26-2024, 09:14 PM
أَمِن رَيحانَةَ الداعي السميعُ
يُؤرِّقُني وَأًحابي هُجُوعُ
يُنادي مِن بَراقِشَ أَو مَعِينٍ
فَأَسمَعَ واتلأَبَّ بنا مَلِيعُ
وَقد جَاوَزنَ من غُمدانَ داراً
لأَبوالِ البغالِ بها وَقيعُ
وَرُبَّ مُحَرِّشٍ في جَنبِ سلمى
يَعُلُّ بَعَيبِها عندي شَفيعُ
كأنّ الإِثمِدَ الحارِيَّ فيها
يُسَفُّ بحيثُ تَبتَدِرُ الدُموعُ
وأبكارٍ لَهَوتُ بِهنَّ حيناً
نَوَاعِمَ في أَسِرَّتِها الرُّدُوعُ
أُمَشّي حولها وأَطوفُ فيها
وتُعجبني المَحاجِرُ والفُروعُ
إِذا يَضحَكنَ أَو يَبسِمنَ يوماً
ترى بَرَداً أَلَحَّ به الصَّقيعُ
كأنَّ على عَوارِضِهنَّ راحاً
يُفَضُّ عليه رُمَّانٌ يَنِيعُ
تَراها الدَهرَ مُقتِرَةً كِباءً
وَتَقدحُ صَحفةً فيها نَقيعُ
وصِبغُ ثِيابها في زَعفَرانٍ
بِجُدَّتِها كما احمرَّ النَجيعُ
وقد عجِبَت أُمامَةُ أَن رأَتني
تَفَرَّعَ لِمَّتي شَيبٌ فَظيعُ
وقد أغدو يُدافعُني سَبُوحٌ
شديدٌ أَسرُهُ فعمٌ سريعُ
وأَحمِرَةُ الهُجَيرَةِ كلَّ يومٍ
يَضُوعُ جِحاشَهُنَّ بما يَضُوعُ
فأَرسلنا رَبيئَتَنا فأَوفى
فقال ألا أُولى خَمسٌ رُتُوعُ
رَبَاعِيَةٌ وقارِحُها وجَحشٌ
وهاديةٌ وتاليةٌ زَمُوعُ
فنادانا أَنَكمُنُ أَم نُبادي
فلمّا مَسَّ حالِبَهُ القطيعُ
أَرَنَّ عَشِيَّةً فاستَعجَلَتهُ
قوائمُ كُلُّها رَبِذٌ سَطُوعُ
فأَوفى عندَ أَقصاهُنَّ شخصٌ
يَلوحُ كأنه سيفٌ صَنيعُ
تَراهُ حينَ يَعثُرُ في دماءٍ
كما يمشي بأَقدُحِهِ الخَلِيعُ
أَشابَ الرأسَ أَيّامٌ طِوالٌ
وَهَمذٌ ما تَبَلَّعُهُ الضُلوعُ
وَسَوقُ كتيبةٍ دَلَفَت لأُخرى
كأنَّ زُهاءَها رأسٌ صَلِيعُ
دَنَت واستأخَرَ الأَوغالُ عنها
وخُلِّيَ بينهم إِلَّا الوَرِيعُ
فِدىً لهمُ معاً عمّي وخالي
وشَرخُ شبابِهم إِن لم يُضيعُوا
وإِسنادُ الأَسِنَّةِ نحوَ نَحري
وَهَزُّ المَشرَفِيَّةِ والوُقوعُ
فإِن تَنُبِ النَّوائِبُ آلَ عُصمٍ
تُرَى حَكَماتُهم فيها رُفُوعُ
إِذا لم تستطع شيئاً فَدَعهُ
وَجاوِزهُ إِلى ما تستطيعُ
وَصِلهُ بالزِّماعِ فكلُّ أَمرٍ
سَمَا لَكَ أَو سَمَوتَ له وَلُوعُ
فكم من غائطٍ من دون سلمى
قليلِ الأُنسِ ليس به كَتِيعُ
بهِ السِّرحانُ مُفترِشاً يَدَيهِ
كأَنَّ بياضَ لَبَّتِهِ الصَّديعُ
وأَرضٍ قد قطعتُ بها الهَوَاهي
من الجِنَّانِ سَربَخُها مَلِيعُ
ترى جِيَفَ المَطيِّ بحافَتَيهِ
كأَنَّ عِظامَها الرَّخَمُ الوُقوعُ
لَعَمرُكَ ما ثلاثٌ حائماتٌ
على رُبَعٍ يَرِعنَ وما يَرِيعُ
ونابٌ ما يَعيشُ لها حُوارٌ
شَديدُ الطَعنِ مِثكالٌ جَزُوعُ
سَدِيسٌ نَضَّجَتهُ بعدَ حَملٍ
تَحَرَّى في الحَنينِ وَتَستَلِيعُ
بِأَوجَعَ لَوعَةً منّي وَوَجداً
غَداةَ تَحَمَّلَ الأَنَسُ الجميعُ
فَإِمَّا كنتِ سائلَةً بِمُهري
فَمُهري إِن سألتِ به الرَّفيعُ
عمر بن معد يكرب
الحمدان
04-26-2024, 09:14 PM
تَمَنَّت مازنٌ جهلاً خِلاطي
فذاقت مازنٌ طَعمَ الخِلاطِ
أَطَلتُ فِراطَكم عاماً فعاماً
وَدَينُ المَذحِجِيّ إِلى فِراطِ
أَطَلتُ فِراطَكم حَتّى إِذا ما
قَتلتُ سَرَاتَكم كانت قَطَاطِ
غَدرتم غَدرةً وَغَدرتُ أُخرى
فما إِن بيننا أبداً يَعَاطِ
بطعنٍ كالحريق إذا التقينا
وضربِ المَشرَفيَّة في الغُطَاطِ
وذلك يَقتُلُ الفِتيانَ شَفعاً
ويَسلُبُ حُلَّةَ اللَّيثِ العَطَاطِ
عمرو بن معد يكرب
الحمدان
04-26-2024, 09:14 PM
أَعددتُ للحربِ فَضفَاضَةً
دِلاصاً تَثَنَّى على الرَّاهِشِ
وَأَجرَدَ مُطَّرِداً كالرِّشاءِ
وسَيفَ سَلامَةَ ذي فائشِ
حُساماً تراهُ كَمِثلِ الغديرِ
عليه كَنَمنَمَةِ النَّاقِشِ
وذاتَ عِدادٍ لها أَزمَلٌ
بَرَتها رُماةُ بني وَابِشِ
وكلَّ نَحِيضٍ فَتيقِ الغِرارِ
عَزُوفٍ على ظُفُرِ الرائشِ
وأَجرَدَ ساطٍ كَشَاةِ الإرا
نِ رِيعَ فَعَنَّ على النَّاجِشِ
إِذا ما جرى قلت شوذا نقا
تَنَحّضى من الوابِلِ الحافِشِ
وآوي إِلى فَرعِ جُرثومةٍ
وَعِزٍّ يَفوتُ يَدَ الباهِشِ
تَمتّعتُ ذلك وكنتُ امرأً
أَصُدُّ عن الخُلُقِ الفاحشِ
وسعدٌ أبو حَكَمٍ مَنصِبي
به كنتُ أَعلو على الطائشِ
عمرو بن معد يكرب
الحمدان
04-26-2024, 09:15 PM
يا أَسَفا على خُزَزِ بنِ عمرو
ويا نَدَما عليه ولَهفَ نفسي
بُنَيٌ كان لي عَضُداً وذِكراً
إِذا غُيِّبتُ في كَفَني وَرَمسي
به فخرُ الفَوارسِ من زُبَيدٍ
كأنَّ جبينَهُ لألاءُ شمسِ
فلا سُقِّيتِ يا كفّي الغَوَادي
ولاقَيتِ البلاءَ وكلَّ نَحسِ
وما تُغني النَدامةُ والمَراثي
وقد أصبحتَ مثلَ حديثِ أمسِ
عمرو بن معد يكرب
الحمدان
04-26-2024, 09:15 PM
لمن طَلَلٌ بالعَمقِ أصبحَ دارساً
تَبَدَّلَ آراماً وَعِيناً كَوَانِسا
تَبَدَّلَ أُدمانَ الظِباءِ وحَيرَماً
فأَصبحتُ في أطلالها اليومَ حابسا
أَعَبَّاسُ لو كانت شِياراً جيادُنا
بِتَثليثَ ما ناصَيتَ بعدي الأحامسا
لَدُسناكُمُ بالخيل من كلّ جانبٍ
كما داسَ طَبّاخُ القُدُورِ الكَرادِسا
بِمُعتَرَكٍ شَطَّ الحُبَيَّا ترى به
من القوم مَحدُوساً وآخرَ حادِسا
تَسَاقَت به الأبطالُ حتّى كأَنَّها
حَنِيٌّ بَرَاها السَيرُ شُعثاً
بَوَائِسا
فإِنّ ظُهورَ الخيلِ ثَمَّ حُصونُنا
ترى لبني عُصمٍ بهنَّ تَنَافُسا
ولكنّها قِيدَت بِصَعدَةَ مرَّةً
فَأَصبحنَ ما يمشينَ إِلَّا تَكَاوُسا
فَيوماً ترانا في الخُزُورِ نَجرُّها
ويوماً ترانا في الحديد عَوَابسا
ويوماً ترانا في الثَريد نَبُسُّهُ
ويوماً ترانا نَكسِرُ الكَعكَ يابسا
عَمَرتُ مَجالَ الخيل بالبِيض والقَنا
كما عَمَرَت شُمطُ اليهودِ الكنائسا
ونسمعُ للهنديّ في البَيضِ رَنَّةً
كَرَنَّةِ أَبكارٍ زُفِفنَ عَرائسا
بِهِنَّ قَتَلنا من نزارٍ حُماتَها
فما إِن ترى إلَّا ذليلاً وتاعِسا
أَعبّاسُ إن تطمع فما ثَمَّ مَطمَعٌ
فَرُح قانعاً ممّا طَلَبتَ وآيِسا
عمرو بن معد يكرب
الحمدان
04-27-2024, 04:31 PM
عَجَبًا لأَمْنِكَ وَالْحَيَاةُ قَصِيرَةٌ
وَلِفَقْدِ إِلْفٍ لا تَزَالُ تَرَوَّعُ
أَفَقَدْ رَضِيتَ بِأَنْ تُعَلَّلَ بِالْمُنَى
وَإِلَى الْمَنِيَّةِ كُلُّ يَوْمٍ تُدْفَعُ
لا تَخْدَعَنَّكَ بَعْدَ طُولِ تَجَارِبٍ
دُنْيَا تَكَشَّفُ لِلْبَلاءِ وَتَصْرَعُ
أَحْلامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ
إِنَّ اللَّبِيبَ بِمِثْلِهَا لا يُخْدَعُ
وَتَزَوَّدَنَّ لِيَوْمِ فَقْرِكَ دَائِبًا
أَلِغَيْرِ نَفْسِكَ لا أَبَا لَكَ تَجْمَعُ
سليمان العدوي
الحمدان
04-27-2024, 05:15 PM
يَدنو إليكَ بِلَيلٍ فيهِ تسألُهُ
والنَّاسُ ناموا، وحُزنٌ فيكَ يَغتالُ
فاسكُبْ دُموعكَ إنَّ اللهَ يُبصرُها
واسألهُ ما شئتَ إنَّ اللهَ فعّالُ
الحمدان
04-27-2024, 05:18 PM
وكتبْتُ فيكِ قصيدةً فمحوتها
وكتبتُ ثانيةً أجدتُ ثناءَها
فأتيتُ في فرحٍ إليكِ أقولها
كالطفل أتقنَ في الحروف هجاءَها
وسُئلتُ عنكِ فقلت منزلها الحشا
تغفو فأبسطُ من يديّ رداءَها
أتغيبُ عني وهي بين جوانحي
لو أنها أرضٌ لكنت سماءَها
الحمدان
04-27-2024, 05:19 PM
يـَـقولُ أبو العتاهـيةِ:
حتَّى مـَتى أنتَ في لهوٍ وفي لَعبٍ
والمــوتُ نـحوَكـَ يَـهوي فاغِـرًا فـاهُ
ما كــلُّ ما يَـتمنَّى المـرءُ يُــدرِكُهُ
رُبَّ امـرىءٍ حــتفُهُ فـيما تمنَّــاهُ
كـم مِن فـتىً قد دَنـتْ للمـوتِ رِحلتُهُ
وَخـيرُ زادِ الفـتى للـموتِ تـَـقواهُ
ما أقـربَ المـوتَ في الدُّنـيا وأفــظَعَهُ
وما أمَــرَّ جـَنى الـدُّنـيا وأحــلاهُ
الحمدان
04-27-2024, 05:22 PM
المَـوتُ يأتـي بَـغتَـةً، فإلـى متـى
تَعصِـي الإلـهَ ولا تَتـوبُ مِـنَ الذُّنُـوب
والذَّنـبُ يُشقِـي أهلَـهُ فـاسْتَغفِـرَنَّ
ألَا بِـذِكْـرِ اللّهِ تَرتـاحُ الـقُلُـوب
الحمدان
04-27-2024, 05:26 PM
ستُمطرنَا البشائرُ ذاتَ يومٍ
ويُعظِمُ ربُّنا للصَّبرِ أجرَا
نُأمِّلُ باللَّطيفِ ظُنونَ خيرٍ
ونُوقنُ أنَّ بَعدَ العُسرِ يُسرَا
فما خَابت قُلوبٌ في عَظيمٍ
وما رجَعَ الدُّعَا والكفُّ صِفرَا
الحمدان
04-27-2024, 05:29 PM
قال دعبل الخزاعي:
ولستُ أرجو انتصافًا منك ما ذَرَفتْ
عيني دموعًا وأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ
وقال أبو الطيّب المتنبي:
يا أعدل الناس إلا في مُعاملتي
فيك الخِصامُ وأنت الخَصْمُ والحَكَمُ
وقال أبو فِراس الحَمْداني:
يئِستُ من الإنصافِ بيني وبينَهُ
ومن ليَ بالإنصافِ والخَصْمُ يحكمُ!
ٖ
الحمدان
04-27-2024, 05:30 PM
قلبي إلى لُقيَا الحبيبِ شَغُوفُ
وَلهُ يَحِنّ فؤاديَ الملهوفُ
ما إن أتى حتى تَبدّلَ لَيلُنَا
صُبحًا يَراهُ الأكمَهُ المَكفُوفُ
وبَدا كَغَيثٍ بَعدَ جدبٍ مُدقعٍ
وأتى الرّبيعُ وَفرّ مِنه خَريفُ
صلى عَليهِ اللهُ ما نَبتٌ نَمَا
وَدَنَت إلى أرضِ الكِرَامِ قُطُوفُ
الحمدان
04-27-2024, 05:32 PM
كتب رجل إلى الإمام أحمد بن حنبل أيام
المحنة أبياتًا يُصبِّره بها:
هذي الخطوب ستنتهي يا أحمد
فإذا جزعتَ من الخُطوب، فمن لها؟
الصبرُ يقطع ما ترى.. فاصبر لها
فعسى بها أن تنجلي .. ولعلَّها
لكن الإمام لا يقبل الظنَّ الذي تحتمله كلمة
"لعلَّها"، وإيمانه لا يرضى الشك والارتياب، بل
ليس عنده إلَّا الثقة واليقين، ولذا أجابه الإمام
أحمد قائلًا:
صبَّرتني ووعظتني .. فأنا لها
فستنجلي بل لا أقول لعلَّها!
ويحلها من كان يملكُ عقدها
ثقةً به إذ كان يملك حلها
الحمدان
04-28-2024, 03:44 AM
أَخي أَنتَ النَصيحُ فَلا تَلُمني
فَما دوني مِنَ النُصَحاءِ نابُ
وَلَكِن غِبتُ في بَلَدٍ بَعيدٍ
وَبَعدَ الجَهدِ ما كانَ الإِيابُ
فَلَمّا جِئتُ رَوَّعَني غَريمٌ
يُحاوِلُ ما كَرِهتُ وَلا يَهابُ
أَخافُ غُدُوَّهُ يَمشي بِصَكٍّ
كَحَرِّ النارِ لَيسَ لَهُ اِنقِلابُ
فَرُغتُ وَأَنتَ مِن هَمّي وَبالي
وَما كُلُّ الرَواغِ لَهُ عِقابُ
فَلا تَعجَل بِلَومِ أَخٍ تَمَطّى
عَلَيهِ الخَوفُ وَالزَمَنُ العُجابُ
وَكُنتَ تَزورُني دَهراً طَويلاً
وَلا سِترٌ عَلَيَّ وَلا حِجابُ
فَهَذي خِبأَتي وَدَخيلُ أَمري
كَما أَحبَبتَ لَيسَ لَهُ مَعابُ
سِوى شَوقٍ أَظَلَّ أَظَلُّ مِنهُ
عَلى طَرَبٍ وَأَضعَفُهُ الكِتابُ
بشار بن برد
الحمدان
04-28-2024, 03:44 AM
أَرسَلَت خُلَّتي مِنَ الدَمعِ غَربا
ثُمَّ قالَت صَبَوتَ بَل كُنتَ صِبّا
قُلتُ كَلّا لا بَل صَفا لَكِ حَتّى
زادَكِ اللَهُ يا عُبَيدَةُ حُبّا
ما تَعَرَّضتُ لِلكَوانِسِ في السِتر
رِ وَلا العارِضاتِ سِرباً فَسِربا
أَنتِ كَدَّرتِ شِربَهُنَّ فَأَصبَح
نَ غِضاباً عَلَيَّ يَذمُمنَ شِربا
وَتَلافَيتِني بِذَلِكِ عَنهُن
نَ وَأُنسٍ يُصَبُّ لِلحُبِّ صَبّا
فَلَهُنَّ الطَلاقُ مِنّي وَمِنّي
لَكِ طولُ الصَفاءِ وَالوُدِّ عَذبا
فَاِطمَئِنّي مَلَكتِ نَفسي وَقَلبي
وَهُمومي فَما يُجاوِزنَ وَصبا
لا تَخافي عَلى مَكانِكِ عِندي
عَوضُ ما هَلَّلَ الحَجيجُ وَلَبّى
إِنَّ قَلبي مَلآنُ مِن حُبِّكِ المَح
ضِ فَحَسبي مِن حُبّي ثِنتَينِ حَسبا
ضِقتُ عَن كُربَةِ العِتابِ فَحَسبي
لا تَزيدي حَبيبَ نَفسِكِ كَربا
وَيحَ نَفسي أَكُلَّما دَبَّ واشٍ
بِحَديثٍ وَثَبتِ لِلهَجرِ وَثبا
ما كَذا يَصنَعُ المُحِبُّ فَقَرّي
أَينَ مِنّا مَن لا يُقارِفُ ذَنبا
لَم يَكُن لي رَبٌّ سِوى اللَهِ يا عَب
دَ فَما لي اِتَّخَذتُ وَجهَكِ رَبّا
إِنَّني واهِبٌ لِوَجهِكِ نَفسي
فَاِقبَلي ما وَهَبتُ نَفساً وَقَلبا
وَلَقَد قُلتُ لِلَّذي لامَني في
كِ جِهاراً وَما تَقَنَّعتُ خَبّا
رُحتَ صُلباً وَلَو شَرِبتَ مِنَ الحُب
بِ بِكَأسي لَما تَرَوَّحتَ صُلبا
فَاِترُكِ اللَومَ في عُبَيدَةَ إِنّي
تارِكٌ مَن يَلومُ في تِلكَ جَنبا
حَدَّثَتني العُيونُ عَنها فَحالَف
تُ المُصَلّى أَدعو إِلَهي مُكِبّا
كَدُعاءِ المَكروبِ في لُجَّةِ البَح
رِ يُنادي الرَحمَنَ رَغباً وَرَهبا
كانَ ما كانَ بي مِنَ الوَصفِ عَنها
ثُمَّ عايَنتُ ذاكَ فَاِزدَدتُ عُجبا
هِيَ رَودُ الشَبابِ فاتِرَةُ الطَر
فِ تَدَرّى مِثلَ العَريشِ اِسلَحَبّا
عَقِبُ المَنكِبَينِ عَن مَسبَحِ القُر
بِ بَرودُ اللِثاتِ يَبرُقنَ شَنبا
يَشبَعُ الحِجلُ وَالدَماليجُ وَالسورُ
بِجَمٍّ يَلبَسنَ بِالعَينِ طَبّا
وَثَقالُ الأَردافِ مَهضومَةُ الكَشح
كَغُصنِ الرَيحانِ يَهتَزُّ رَطبا
إِن أُمَتَّع بِها فَيا نِعمَةَ اللَه
وَإِن يَنحَرِم فَوَيلي مُحِبّا
بشار بن برد
الحمدان
04-28-2024, 03:45 AM
أَعدَدتِ لي عَتباً بِحُبِّكُمُ
يا عَبدَ طالَ بِحُبِّكُم عَتبي
وَلَقَد تَعَرَّضَ لي خَيالُكُمُ
في القِرطِ وَالخِلخالِ وَالقُلبِ
فَشَرِبتُ غَيرَ مُباشِرٍ حَرَجا
بِرُضابِ أَشنَبَ بارِدٍ عَذبِ
بشار بن برد
الحمدان
04-28-2024, 03:45 AM
وَلَلمَوتُ خَيرٌ مِن حَياةٍ عَلى أَذىً
يَضيمُكَ فيهِ صاحِبٌ وَتُراقِبُه
كَأَنَّ حَياةَ الناسِ حينَ ضَمِنتَها
قَذىً في حُقوقِ العَينِ مِنّي أُوارِبُه
يَخونُكَ ذو القُربى مِراراً وَرُبَّما
وَفى لَكَ عِندَ الجَهلِ مَن لا تُقارِبُه
وَقَد رابَني قَلبٌ يُكَلِّفُني الصِبا
وَما كُلَّ حينٍ يَتبَعُ القَلبَ صاحِبُه
وَما قادَني في الدَهرِ إِلّا غَلَبتُهُ
وَكَيفَ يُلامُ المَرءُ وَالحُبُّ غالِبُه
وَأَحوَرَ مَحسودٍ عَلى حُسنِ وَجهِهِ
يَزينُ السُموطَ نَحرُهُ وَتَرائِبُه
بشار بن برد
العصر العباسي
الحمدان
04-28-2024, 05:26 AM
إِن زُرتُ خَرشَنَةً أَسيرا
فَلَكَم أَحَطتُ بِها مُغيرا
وَلَقَد رَأَيتُ النارَ تَن
تَهِبُ المَنازِلَ وَالقُصورا
وَلَقَد رَأَيتُ السَبيَ يُج
لَبُ نَحوَنا حُوّاً وَحورا
نَختارُ مِنهُ الغادَةَ ال
حَسناءَ وَالظَبيَ الغَريرا
إِن طالَ لَيلي في ذُرا
كَ فَقَد نَعِمتُ بِهِ قَصيرا
وَلَئِن لَقيتُ الحُزنَ في
كِ فَقَد لَقيتُ بِكِ السُرورا
وَلَئِن رُميتُ بِحادِثٍ
فَلَأُلفِيَنَّ لَهُ صَبورا
صَبراً لَعَلَّ اللَهَ يَف
تَحُ هَذِهِ فَتحاً يَسيرا
مَن كانَ مِثلي لَم يَبِت
إِلّا أَسيراً أَو أَميرا
لَيسَت تَحُلُّ سَراتُنا
إِلّا الصُدورَ أَوِ القُبورا
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:26 AM
مُغرَمٌ مُؤلَمٌ جَريحٌ أَسيرُ
إِنَّ قَلباً يُطيقُ ذا لَصَبورُ
وَكَثيرٌ مِنَ الرِجالِ حَديدٌ
وَكَثيرٌ مِنَ القُلوبِ صُخورُ
قُل لِمَن حَلَّ بِالشَآمِ طَليقاً
بِأَبي قَلبُكَ الطَليقُ الأَسيرُ
أَنا أَصبَحتُ لا أُطيقُ حَراكاً
كَيفَ أَصبَحتَ أَنتَ يا مَنصورُ
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:26 AM
هَل تَرى النِعمَةَ دامَت
لِصَغيرٍ أَو كَبيرِ
أَو تَرى أَمرَينِ جاءا
أَوَّلاً مِثلَ أَخيرِ
إِنَّما تَجري التَصاري
فُ بِتَقليبِ الدُهورِ
فَفَقيرٌ مِن غَنِيٍّ
وَغَنِيٍّ مِن فَقيرِ
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:27 AM
وَظَبيٍ غَريرٍ في فُؤادي كِناسُهُ
إِذا اِكتَنَسَ العَينُ الفَلاةَ وَحَورُها
تُقِرُّ لَهُ بيضُ الظِباءِ وَأُدمُها
وَيَحكيهِ في بَعضِ الأُمورِ غَريرُها
فَمِن خَلقِهِ لِبّاتُها وَنُحورُها
وَمِن خُلقِهِ عِصيانُها وَنُفورُها
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:27 AM
وَوارِدٍ مورِدٍ أُنساً يُؤَكِّدُهُ
صُدورُهُ عَن سَليمِ الوِردِ وَالصَدرِ
شُدَّت سَحائِبُهُ مِنهُ عَلى نُزَهٍ
تَقَسَّمَ الحُسنُ بَينَ السَمعِ وَالبَصَرِ
عُذوبَةٌ صَدَرَت عَن مَنطِقٍ جَدَدٍ
كَالماءِ يَخرُجُ يُنبوعاً مِنَ الحَجَرِ
وَرَوضَةٌ مِن رِياضِ الفِكرِ دَبَّجَها
صَوبُ القَرائِحِ لاصَوبٌ مِنَ المَطَرِ
كَأَنَّما نَشَرَت أَيدي الرَبيعِ بِها
بُرداً مِنَ الوَشيِ أَو ثَوباً مِنَ الحِبرِ
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:27 AM
وَلي مِنَّةٌ في رِقابِ الضَبابِ
وَأُخرى تَخُصُّ بَني جَعفَرِ
عَشِيَّةَ رَوَّحنَ مِن عَرقَةٍ
وَأَصبَحنَ فَوضى عَلى شَيزَرِ
وَقَد طالَ ماوَرَدَت بِالجِباةِ
وَعاوَدَتِ الماءَ في تَدمُرِ
قَدَدنَ البَقيعَةَ قَدَّ الأَدي
مِ وَالغَربُ في شَبَهِ الأَشقَرِ
وَجاوَزنَ حِمصَ فَلَم يَنتَظِر
نَ عَلى مَورِدٍ أَو عَلى مَصدَرِ
وَبِالرَستَنِ اِستَلَبَت مَورِداً
كَوِردِ الحَمامَةِ أَو أَنزَرِ
وَجُزنَ المُروجَ وَقَرنَي حَماةَ
وَشَيزَرَ وَالفَجرُ لَم يُسفِرِ
وَغامَضَتِ الشَمسُ إِشراقَها
فَلَفَّت كَفَرطابَ بِالعَسكَرِ
تَلاقَت بِها عُصَبُ الدارِعي
نَ بِكُلِّ مَنيعِ الحِمى مُسعِرِ
عَلى كُلِّ سابِقَةٍ بِالرَديفِ
وَكُلِّ شَبيهٍ بِها مُجفَرِ
فَلَمّا اِعتَفَرنَ وَلَمّا عَرِقنَ
خَرَجنَ سِراعاً مِنَ العِثيَرِ
نُنَكِّبُ عَنهُنَّ فُرسانُهُنَّ
وَنَبدَأُ بِالأَخيَرِ الأَخيَرِ
فَلَمّا سَمِعتُ ضَجيجَ النِسا
ءِ نادَيتُ حارِ أَلا فَاِقصِرِ
أُحارِثُ مَن صافِحٌ غافِرٌ
لَهُنَّ إِذا أَنتَ لَم تَغفِرِ
رَأى اِبنُ عُلَيّانَ ما سَرَّهُ
فَقُلتُ رُوَيدَكَ لاتُسرَرِ
فَإِنّي أَقومُ بِحَقِّ الجِوا
رِ ثُمَّ أَعودُ إِلى العُنصُرِ
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:28 AM
إِذا شِئتَ أَن تَلقى أُسوداً قَساوِرا
لِنُعماهُمُ الصَفوُ الَّذي لَن يُكَدَّرا
يُلاقيكَ مِنّا كُلُّ قَرمٍ سَمَيذَعٍ
يُطاعِنُ حَتّى يُحسَبَ الجَونُ أَشقَرا
بِدَولَةِ سَيفِ اللَهِ طُلنا عَلى الوَرى
وَفي عِزِّهِ صُلنا عَلى مَن تَجَبَّرا
حَمَلنا عَلى الأَعداءِ وَسطَ دِيارِهِم
بِضَربٍ يُرى مِن وَقعِهِ الجَوَّ أَغبَرا
فَسائِل كِلاباً يَومَ غَزوَةِ بالِسٍ
أَلَم يَترُكوا النُسوانَ في القاعِ حُسَّرا
وَسائِل نُمَيراً يَومَ سارَ إِلَيهِمُ
أَلَم يوقِنوا بِالمَوتِ لَمّا تَنَمَّرا
وَسائِل عُقَيلاً حينَ لاذَت بِتَدمُرٍ
أَلَم نُقرِها ضَرباً يُقَدُّ السَنَوَّرا
وَسائِل قُشَيراً حينَ جَفَّت حُلوقُها
أَلَم نَسقِها كَأساً مِنَ المَوتِ أَحمَرا
وَفي طَيِّئٍ لَمّا أَثارَت سُيوفُهُ
كُماتُهُمُ مَرأىً لِمَن كانَ مُبصِرا
وَكَلبٌ غَداةَ اِستَعصَموا بِحِبالِهِم
رَماهُم بِها شُعثاً شَوازِبَ ضُمَّرا
فَأَشبَعَ مِن أَبطالِهِم كُلَّ طائِرٍ
وَذِئبٍ غَدا يَطوي البَسيطَةَ أَعفَرا
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:28 AM
ما زالَ مُعتَلِجُ الهُمومِ بِصَدرِهِ
حَتّى أَباحَكَ ماطَوى مِن سِرِّهِ
أَضمَرتُ حُبَّكَ وَالدُموعُ تُذيعُهُ
وَطَوَيتُ وَجدَكَ وَالهَوى في نَشرِهِ
تَرِدُ الدُموعُ لِما تُجِنُّ ضُلوعُهُ
تَترى إِلى وَجَناتِهِ أَو نَحرِهِ
مَن لي بِعَطفِهِ ظالِمٍ مِن شَأنِهِ
نِسيانُ مُشتَغِلِ اللِسانِ بِذِكرِهِ
يالَيتَ مُؤمِنَةُ سُلُوّي مادَعَت
وُرقَ الحَمامِ مُؤَمِّني مِن هَجرِهِ
مَن لي بِرَدِّ الدَمعِ قَسراً وَالهَوى
يَغدو عَلَيهِ مُشَمِّراً في نَصرِهِ
أَعيا عَلَيَّ أَخٌ وَثِقتُ بِوُدِّهِ
وَأَمِنتُ في الحالاتِ عُقبى غَدرِهِ
وَخَبَرتُ هَذا الدَهرَ خِبرَةَ ناقِدٍ
حَتّى أَنِستُ بِخَيرِهِ وَبِشَرِّهِ
لا أَشتَري بَعدَ التَجَرُّبِ صاحِباً
إِلّا وَدِدتُ بِأَنَّني لَم أَشرِهِ
مِن كُلِّ غَدّارٍ يُقِرُّ بِذَنبِهِ
فَيَكونُ أَعظَمُ ذَنبِهِ في عُذرِهِ
وَيَجيءُ طَوراً ضُرُّهُ في نَفعِهِ
جَهلاً وَطَوراً نَفعُهُ في ضُرِّهِ
فَصَبَرتُ لَم أَقطَع حِبالَ وِدادِهِ
وَسَتَرتُ مِنهُ ما اِستَطَعتُ بِسَترِهِ
وَأَخٍ أَطَعتُ فَما رَأى لي طاعَتي
حَتّى خَرَجتُ بِأَمرِهِ عَن أَمرِهِ
وَتَرَكتُ حُلوَ العَيشِ لَم أَحفِل بِهِ
لَمّا رَأَيتُ أَعَزَّهُ في مُرِّهِ
وَالمَرءُ لَيسَ بِبالِغٍ في أَرضِهِ
كَالصَقرِ لَيسَ بِصائِدٍ في وَكرِهِ
أَنفِق مِنَ الصَبرِ الجَميلِ فَإِنَّهُ
لَم يَخشَ فَقراً مُنفِقٌ مِن صَبرِهِ
وَاِحلَم وَإِن سَفِهَ الجَليسُ وَقُل لَهُ
حُسنَ المَقالِ إِذا أَتاكَ بِهُجرِهِ
وَأَحَبُّ إِخواني إِلَيَّ أَبَشَّهُم
بِصَديقِهِ في سِرِّهِ أَو جَهرِهِ
لاخَيرَ في بِرِّ الفَتى مالَم يَكُن
أَصفى مَشارِبِ بِرِّهِ في بِشرِهِ
أَلقى الفَتى فَأُريدُ فائِضَ بِشرِهِ
وَأَجِلُّ أَن أَرضى بِفائِضِ بِرِّهِ
يارَبُّ مُضطَغِنِ الفُؤادِ لَقيتُهُ
بِطَلاقَةٍ فَسَلَلتُ مافي صَدرِهِ
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:28 AM
قَمَرٌ دونَ حُسنِهِ الأَقمارُ
وَكَثيبٌ مِنَ النَقا مُستَعارُ
وَغَزالٌ فيهِ نِفارٌ وَلا بِد
عَ فَمِن شيمَةِ الظِباءِ النَفارُ
لا أُعاصيهِ في اِجتِراحِ المَعاصي
في هَوى مِثلِهِ تَطيبُ النارُ
قَد حَذِرتُ المِلاحَ دَهراً وَلَكِن
ساقَني نَحوَ حُبِّهِ المِقدارُ
كَم أَرَدتُ السُلُوَّ فَاِستَعطَفَتني
رُقيَةٌ مِن رُقاكَ يا عَيّارُ
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:29 AM
يامَعشَرَ الناسِ هَل لي
مِمّا لَقيتُ مُجيرُ
أَصابَ غِرَّةَ قَلبي
هَذا الغَزالُ الغَريرُ
فَعُمرُ لَيلي طَويلٌ
وَعُمرُ نَومي قَصيرُ
أَسَرتَ مِنّي فُؤادي
يَفديكَ ذاكَ الأَسيرُ
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:29 AM
وَكُنتُ إِذا مانابَني مِنهُ نائِبٌ
لَطَفتُ لِقَلبي أَو يُقيمَ لَهُ عُذرا
وَأَكرَهُ إِعلامَ الوُشاةِ بِهَجرِهِ
فَأَعتِبُهُ سِرّاً وَأَشكُرُهُ جَهرا
وَهَبتُ لِضَنّي سوءَ ظَنّي وَلَم أَدَع
عَلى حالِهِ قَلبي يُسِرُّ لَهُ شَرّا
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:29 AM
وَوَاللَهِ ما أَضمَرتُ في الحُبِّ سَلوَةً
وَوَاللَهِ ما حَدَّثتِ نَفسِيَ بِالصَبرِ
فَإِنَّكَ في عَيني لَأَبهى مِنَ الغِنى
وَإِنَّكَ في قَلبي لَأَحلى مِنَ النَصرِ
فَيا حَكَمي المَأمولَ جُرتَ مَعَ الهَوى
وَيا ثِقَتي المَأمونَ خُنتَ مَعَ الدَهرِ
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:30 AM
ياطيبَ لَيلَةِ ميلادٍ لَهَوتُ بِها
بِأَحوَرٍ ساحِرِ العَينَينِ مَكمورِ
وَالجَوُّ يَنثُرُ دُرّاً غَيرِ مُنتَظِمٍ
وَالأَرضُ بارِزَةٌ في ثَوبِ كافورِ
وَالنَرجِسُ الغَضُّ يَحكي حُسنُ مَنظَرِهِ
صَفراءَ صافِيَةٍ في كَأسِ بَلَّورِ
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:30 AM
وَلي في كُلِّ يَومٍ مِنكَ عَتبٌ
أَقومُ بِهِ مَقامَ الإِعتِذارِ
حَمَلتُ جَفاكَ لاجَلَداً وَلَكِن
صَبَرتُ عَلى اِختِيارِكَ وَاِضطِراري
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:30 AM
سَبَقَ الناسَ في الهَوى مَنصورُ
فَسِواهُ المُكَلَّفُ المَغرورُ
لَحِقَ العودَ ناعِماً فَثَناهُ
وَهوَ صَعبٌ عَلى سِواهُ عَسيرُ
إِنَّ حُبَّ الصِبا وَإِن طالَ لايَق
دَحُ فيهِ عَلى الدُهورِ دُثورُ
فَهوَ في أَضلُعِ الصَغيرِ صَغيرٌ
وَهوَ في أَضلُعِ الكَبيرِ كَبيرُ
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:31 AM
جَنى جانٍ وَأَنتَ عَلَيهِ حانٍ
وَعادَ فَعُدتُ بِالكَرمِ الغَزيرِ
صَبَرتُ عَلَيهِ حَتّى جاءَ طَوعاً
إِلَيكَ وَتِلكَ عاقِبَةُ الصَبورِ
فَإِن تَكُ عَدلَةٌ في الجِسمِ كانَت
فَما عَدَلَ الضَميرُ عَنِ الضَميرِ
وَمِثلُ أَبي فِراسٍ مَن تَجافى
لَهُ عَن فِعلِهِ مِثلُ الأَميرِ
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:31 AM
دَعِ العَبراتِ تَنهَمِرُ اِنهِمارا
وَنارَ الوَجدِ تَستَعِرُ اِستِعارا
أَتُطفَأُ حَسرَتي وَتَقَرُّ عَيني
وَلَم أوقِد مَعَ الغازينَ نارا
رَأَيتُ الصَبرَ أَبعَدَ مايُرَجّى
إِذا ما الجَيشُ بِالغازينَ سارا
وَأَعدَدتُ الكَتائِبَ مُعلَماتٍ
تُنادي كُلَّ آنٍ بي سَعارا
وَقَد ثَقَّفتُ لِلهَيجاءِ رُمحي
وَأَضمَرتُ المَهاري وَالمِهارا
وَكانَ إِذا دَعانا الأَمرُ حَفَّت
بِنا الفِتيانُ تَبتَدِرُ اِبتِدارا
بِخَيلٍ لاتُعانِدُ مَن عَلَيها
وَقَومٍ لايَرونَ المَوتَ عارا
وَراءَ القافِلينَ بِكُلِّ أَرضٍ
وَأَوَّلُ مَن يُغيرُ إِذا أَغارا
سَتَذكُرُني إِذا طَرَدَت رِجالٌ
دَقَقتُ الرُمحَ بَينَهُمُ مِرارا
وَأَرضٌ كُنتُ أَملَؤُها خُيولاً
وَجَوٌّ كُنتُ أُرهِجُهُ غُبارا
لَعَلَّ اللَهَ يُعقِبُني صَلاحاً
قَويماً أَو يُقيلُني العِثارا
فَأَشفي مِن طِعانِ الخَيلِ صَدراً
وَأُدرِكُ مِن صُروفِ الدَهرِ ثارا
أَقَمتُ عَلى الأَميرِ وَكُنتُ مِمَّن
يَعُزُّ عَلَيهِ فُرقَتُهُ اِختِيارا
إِذا سارَ الأَميرُ فَلا هُدوءٌ
لِنَفسي أَو يَأوبُ وَلا قَرارا
أُكابِدُ بَعدَهُ هَمّاً وَغَمّاً
وَنَوماً لا أَلَذُّ بِهِ غِرارا
وَكُنتُ بِهِ أَشَدَّ ذَوِيِّ بَطشاً
وَأَبعَدَهُم إِذا رَكِبوا مَغارا
أَشُقُّ وَراءَهُ الجَيشَ المُعَبّا
وَأَخرُقُ بَعدَهُ الرَهَجَ المُثارا
إِذا بَقِيَ الأَميرُ قَريرَ عَينٍ
فَدَيناهُ اِختِياراً لا اِضطِرارا
أَبٌ بَرٌّ وَمَولىً وَاِبنُ عَمٍّ
وَمُستَنَدٌ إِذا ما الخَطبُ جارا
يَمُدُّ عَلى أَكابِرِنا جَناحاً
وَيَكفُلُ في مَواطِنِنا الصِغارا
أَراني اللَهُ طَلعَتُهُ سَريعاً
وَأَصحَبَهُ السَلامَةَ حَيثُ سارا
وَبَلَّغَهُ أَمانِيَهُ جَميعاً
وَكانَ لَهُ مِنَ الحَدَثانِ جارا
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:31 AM
بَكَيتُ فَلَمّا لَم أَرَ الدَمعَ نافِعي
رَجَعتُ إِلى صَبرٍ أَمَرَّ مِنَ الصَبرِ
وَقَدَّرتُ أَنَّ الصَبرَ بَعدَ فِراقِهِم
يُساعِدُني وَقتاً فَعُزّيتُ عَن صَبري
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:32 AM
كَيفَ السَبيلُ إِلى طَيفٍ يُزاوِرُهُ
وَالنَومُ في جُملَةِ الأَحبابِ هاجِرُهُ
الحُبُّ آمِرُهُ وَالصَونُ زاجِرُهُ
وَالصَبرُ أَوَّلُ ماتَأتي أَواخِرُهُ
أَنا الَّذي إِن صَبا أَو شَفَّهُ غَزَلٌ
فَلِلعَفافِ وَلِلتَقوى مَآزِرُهُ
وَأَشرَفُ الناسِ أَهلُ الحُبِّ مَنزِلَةٍ
وَأَشرَفُ الحُبِّ ماعَفَّت سَرائِرُهُ
ما بالُ لَيلِيَ لا تَسري كَواكِبُهُ
وَطَيفُ عَزَّةَ لا يَعتادُ زائِرُهُ
مَن لا يَنامُ فَلا صَبرٌ يُؤازِرُهُ
وَلا خَيالٌ عَلى شَحطٍ يُزاوِرُهُ
ياساهِراً لَعِبَت أَيدي الفِراقِ بِهِ
فَالصَبرُ خاذِلُهُ وَالدَمعُ ناصِرُهُ
إِنَّ الحَبيبَ الَّذي هامَ الفُؤادُ بِهِ
يَنامُ عَن طولِ لَيلٍ أَنتَ ساهِرُهُ
ما أَنسَ لا أَنسَ يَومَ البَينِ مَوقِفَنا
وَالشَوقُ يَنهى البُكى عَنّي وَيَأمُرُهُ
وَقَولَها وَدُموعُ العَينِ واكِفَةٌ
هَذا الفِراقُ الَّذي كُنّا نُحاذِرُهُ
هَل أَنتِ يارِفقَةَ العُشّاقِ مُخبِرَتي
عَنِ الخَليطِ الَّذي زُمَّت أَباعِرُهُ
وَهَل رَأَيتِ أَمامَ الحَيِّ جارِيَةً
كَالجُؤذَرِ الفَردِ تَقفوهُ جَآذِرُهُ
وَأَنتَ يا راكِباً يُزجي مَطِيَّتُهُ
يَستَطرِقُ الحَيَّ لَيلاً أَو يُباكِرُهُ
إِذا وَصَلتَ فَعَرِّض بي وَقُل لَهُمُ
هَل واعِدُ الوَعدِ يَومَ البَينِ ذاكِرُهُ
ما أَعجَبَ الحُبَّ يُمسي طَوعَ جارِيَةٍ
في الحَيِّ مَن عَجَزَت عَنهُ مَساعِرُهُ
وَيَتَّقي الحَيَّ مِن جاءٍ وَغادِيَةٍ
كَيفَ الوُصولُ إِذا مانامَ سامِرُهُ
يا أَيُّها العاذِلُ الراجي إِنابَتَهُ
وَالحُبُّ قَد نَشِبَت فيهِ أَظافِرُهُ
لاتُشعِلَنَّ فَما يَدري بِحُرقَتِهِ
أَأَنتَ عاذِلُهُ أَم أَنتَ عاذِرُهُ
وَراحِلٍ أَوحَشَ الدُنيا بِرِحلَتِهِ
وَإِن غَداً مَعَهُ قَلبي يُسايِرُهُ
هَل أَنتَ مُبلِغُهُ عَنّي بِأَنَّ لَهُ
وُدّاً تَمَكَّنَ في قَلبي يُجاوِرُهُ
وَأَنَّني مَن صَفَت مِنهُ سَرائِرُهُ
وَصَحَّ باطِنُهُ مِنهُ وَظاهِرُهُ
وَما أَخوكَ الَّذي يَدنو بِهِ نَسَبٌ
لَكِن أَخوكَ الَّذي تَصفو ضَمائِرُهُ
وَأَنَّني واصِلٌ مَن أَنتَ واصِلُهُ
وَأَنَّني هاجِرٌ مَن أَنتَ هاجِرُهُ
وَلَستُ واجِدَ شَيءٍ أَنتَ عادِمُهُ
وَلَستُ غائِبَ شَيءٍ أَنتَ حاضِرُهُ
وافى كِتابُكَ مَطوِيّاً عَلى نُزَهٍ
يَحارُ سامِعُهُ فيهِ وَناظِرُهُ
فَالعَينُ تَرتَعُ فيما خَطَّ كاتِبُهُ
وَالسَمعُ يَنعَمُ فيما قالَ شاعِرُهُ
فَإِن وَقَفتُ أَمامَ الحَيِّ أُنشِدُهُ
وَدَّ الخَرائِدُ لَو تُقنى جَواهِرُهُ
أَبا الحُصَينِ وَخَيرُ القَولِ أَصدَقُهُ
أَنتَ الصَديقُ الَّذي طابَت مَخابِرُهُ
لَولا اِعتِذارُ أَخِلّائي بِكَ اِنصَرَفوا
بِوَجهِ خَزيانَ لَم تُقبَل مَعاذِرُهُ
أَينَ الخَليلُ الَّذي يُرضيكَ باطِنُهُ
مَعَ الخُطوبِ كَما يُرضيكَ ظاهِرُهُ
أَمّا الكِتابُ فَإِنّي لَستُ أَقرَؤُهُ
إِلّا تَبادَرَ فَوقَ الدُرِّ ناثِرُهُ
يَجري الجُمانُ عَلى مِثلِ الجُمانِ بِهِ
وَيَنشُرُ الدُرَّ فَوقَ الدُرِّ ناثِرُهُ
أَنا الَّذي لايُصيبُ الدَهرُ عِترَتَهُ
وَلا يَبيتُ عَلى خَوفٍ مُجاوِرُهُ
يُمسي وَكُلُّ بِلادٍ حَلَّها وَطَنٌ
وَكُلُّ قَومٍ غَدا فيهِم عَشائِرُهُ
وَما تُمَدُّ لَهُ الأَطنابُ في بَلَدٍ
إِلّا تَضَعضَعَ باديهِ وَحاضِرُهُ
لِيَ التَخَيُّرُ مُشتَطّاً وَمُنتَصِفاً
وَلِلأَفاضِلِ بَعدي ما أُغادِرُهُ
وَكَيفَ تَنتَصِفُ الأَعداءُ مِن رَجُلٍ
العِزُّ أَوَّلُهُ وَالمَجدُ آخِرُهُ
زاكي الأُصولِ كَريمُ النَبعَتَينِ وَمَن
زَكَت أَوائِلُهُ طابَت أَواخِرُهُ
فَمِن سَعيدِ بنِ حَمدانٍ وِلادَتُهُ
وَمِن عَلِيِّ بنِ عَبدِ اللَهِ سائِرُهُ
القائِلُ الفاعِلُ المَأمونُ نَبوَتُهُ
وَالسَيِّدُ الأَيِّدُ المَيمونُ طائِرُهُ
بَنى لَنا العِزَّ مَرفوعاً دَعائِمُهُ
وَشَيَّدَ المَجدَ مُشتَدّاً مَرائِرُهُ
فَما فَضائِلُنا إِلّا فَضائِلُهُ
وَلا مَفاخِرُنا إِلّا مَفاخِرُهُ
لَقَد فَقَدتُ أَبي طِفلاً فَكانَ أَبي
مِنَ الرِجالِ كَريمُ العودِ ناضِرُهُ
فَهوَ اِبنُ عَمِّيَ دُنيا حينَ أَنسُبُهُ
لَكِنَّهُ لِيَ مَولىً لا أُناكِرُهُ
مازالَ لي نَجوَةً مِمّا أُحاذِرُهُ
لازالَ في نَجوَةٍ مِمّا يُحاذِرُهُ
وَإِنَّما وَقَّتِ الدُنيا مُوَقِّتَها
مِنهُ وَعُمِّرَ لِلإِسلامِ عامِرُهُ
هَذا كِتابُ مَشوقِ القَلبِ مُكتَئِبٍ
لَم يَألُ ناظِمُهُ جُهداً وَناثِرُهُ
وَقَد سَمَحتُ غَداةَ البَينِ مُبتَدِئاً
مِنَ الجَوابِ بِوَعدٍ أَنتَ ذاكِرُهُ
بَقيتَ ما غَرَّدَت وُرقُ الحَمامِ وَما اِس
تَهَلَّ مِن مونَقِ الوَسمِيِّ باكِرُهُ
حَتّى تُبَلَّغَ أَقصى ماتُؤَمِّلُهُ
مِنَ الأُمورِ وَتُكفى ماتُحاذِرُهُ
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:32 AM
وُقوفُكَ في الدِيارِ عَلَيكَ عارُ
وَقَد رُدَّ الشَبابُ المُستَعارُ
أَبَعدَ الأَربَعينَ مُجَرَّماتٌ
تَمادٍ في الصَبابَةِ وَاِغتِرارُ
نَزَعتُ عَنِ الصِبا إِلّا بَقايا
يُحَفِّدُها عَلى الشَيبِ العُقارُ
وَقالَ الغانِياتُ سَلا غُلاماً
فَكَيفَ بِهِ وَقَد شابَ العِذارُ
وَما أَنسى الزِيارَةَ مِنكِ وَهناً
وَمَوعِدُنا مَعانٌ وَالحِيارُ
وَطالَ اللَيلُ بي وَلَرُبَّ دَهرٍ
نَعِمتُ بِهِ لَياليهِ قِصارُ
عَشِقتُ بِها عَوارِيَّ اللَيالي
أَحَقَّ الخَيلَ بِالرَكضِ المِعارُ
وَنَدماني السَريعُ إِلى لِقائي
عَلى عَجَلٍ وَأَقداحي الكِبارُ
وَكَم مِن لَيلَةٍ لَم أُروَ مِنها
حَنَنتُ لَها وَأَرَّقَني اِدِّكارُ
قَضاني الدَينَ ماطِلُهُ وَوافى
إِلَيَّ بِها الفُؤادُ المُستَطارُ
فَبِتُّ أُعَلُّ خَمراً مِن رُضابٍ
لَها سُكرٌ وَلَيسَ لَها خُمارُ
إِلى أَن رَقَّ ثَوبُ اللَيلِ عَنّا
وَقالَت قُم فَقَد بَرَدَ السُوارُ
وَوَلَّت تَسرُقُ اللَحَظاتِ نَحوي
عَلى فَرَقٍ كَما اِلتَفَتَ الصُوارُ
دَنا ذاكَ الصَباحُ فَلَستُ أَدري
أَشَوقٌ كانَ مِنهُ أَم ضِرارُ
وَقَد عادَيتُ ضَوءَ الصُبحِ حَتّى
لِطَرفي عَن مَطالِعِهِ اِزوِرارُ
وَمُضطَغِنٍ يُراوِدُ فِيَّ عَيباً
سَيَلقاهُ إِذا سُكِنَت وَبارُ
وَأَحسِبُ أَنَّهُ سَيَجُرُّ حَرباً
عَلى قَومٍ ذُنوبُهُمُ صِغارُ
كَما خَزِيَت بِراعيها نُمَيرٌ
وَجَرَّ عَلى بَني أَسَدٍ يَسارُ
وَكَم يَومٍ وَصَلتُ بِفَجرِ لَيلٍ
كَأَنَّ الرَكبَ تَحتَهُما صِدارُ
إِذا اِنحَسَرَ الظَلامُ اِمتَدَّ آلٌ
كَأَنّا دُرَّهُ وَهوَ البِحارُ
يَموجُ عَلى النَواظِرِ فَهوَ ماءٌ
وَيَلفَحُ بِالهَواجِرِ فَهوَ نارُ
إِذا ما العِزُّ أَصبَحَ في مَكانٍ
سَمَوتُ لَهُ وَإِن بَعُدَ المَزارُ
مُقامي حَيثُ لا أَهوى قَليلٌ
وَنَومي عِندَ مَن أَقلي غِرارُ
أَبَت لي هِمَّتي وَغِرارُ سَيفي
وَعَزمي وَالمَطِيَّةُ وَالقِفارُ
وَنَفسٌ لاتُجاوِرُها الدَنايا
وَعِرضٌ لايَرِفُّ عَلَيهِ عارُ
وَقَومٌ مِثلُ مَن صَحِبوا كِرامٌ
وَخَيلٌ مِثلُ مَن حَمَلَت خِيارُ
وَكَم بَلَدٍ شَتَتناهُنَّ فيهِ
ضُحىً وَعَلا مَنابِرَهُ الغُبارُ
وَخَيلٍ خَفَّ جانِبُها فَلَمّا
ذُكِرنا بَينَها نُسِيَ الفِرارُ
وَكَم مَلِكٍ نَزَعنا المُلكَ عَنهُ
وَجَبّارٍ بِها دَمُهُ جُبارُ
وَكُنَّ إِذا أَغَرنَ عَلى دِيارٍ
رَجَعنَ وَمِن طَرائِدِها الدِيارُ
فَقَد أَصبَحنَ وَالدُنيا جَميعاً
لَنا دارٌ وَمَن تَحويهِ جارُ
إِذا أَمسَت نِزارُ لَنا عَبيداً
فَإِنَ الناسَ كُلُّهُمُ نِزارُ
ابو فراس الحمداني
الحمدان
04-28-2024, 05:40 AM
إِذا أَصبَحتُ بَينَ جِبالِ قَوٍّ
وَبيضانِ القُرى لَم تَحذَريني
فَإِمّا أَن تَوَدّينا فَنَرعى
أَمانَتَكُم وَإِمّا أَن تَخوني
سَأُخلِي لِلظَّعينَةِ ما أَرادَت
وَلَستُ بِحارِسٍ لَكِ كُلَّ حينِ
إِذا ما جِئتِ ما أَنهاكِ عَنهُ
وَلَم أُنكِر عَلَيكِ فَطَلِّقيني
فَأَنتِ البَعلُ يَومَئِذٍ فَقومي
بِسَوطِكِ لا أَبا لَكِ فَاِضرِبيني
الشنفره
الحمدان
04-28-2024, 05:40 AM
أَلا لَيتَ شِعرِيَ وَالتَلَهُّفُ ضَلَّةٌ
بِما ضَرَبَت كَفُّ الفَتاةِ هَجينَها
وَلَو عَلِمَت قُعسوسُ أَنسابَ وَالِدي
وَوالِدِها ظَلَّت تَقَاصَرُ دونَها
أَبي اِبنُ خِيارِ الحُجر بَيتاً وَمَنصِباً
وَأُمّي اِبنَةُ الأحرَارِ لَو تَعرِفينَها
إِذا قُلتُ بَعضَ القَولِ بَيني وبَينَها
تَؤُمُّ بَياضَ الوَجهِ مِنِّي يَمينَها
الشنفره
الحمدان
04-28-2024, 05:41 AM
لا تَبعَدي إِمّا ذَهَبتِ شامَه
فَرُبَّ وادٍ نَفَرَت حَمامَه
وَرُبَّ خَرقٍ قَطَعَت قَطَعَت قَتامُهُ
وَرُبَّ قِرنٍ فَصَلَت عِظامَه
وَرُبَّ حَيٍّ أَهلَكَت سَوامَه
وَرُبَّ وادٍ جاوَزَت أَعلامَه
وَرُبَّ سَهبٍ قَد حزَأتِ هامَه
وَرُبَّ شَهرٍ عَبَرَت أيّامَه
وَرُبَّ قَفرٍ قَد عَلَت آكامَه
وَمُضمَرٍ قَد أَلَكَت لِجامَه
وقَطَعَت مِن جَريِهِ حِزامَه
فسيقَ جَريَ الوَعلِ والنَّعامَه
ورُبَّ زقٍّ شَرِبَت أثامَه
يا رُبَّ غَورٍ جِئتُ من تِهامَه
وَشِعبِ نَجدٍ لم أَهَب عُرامَه
الشنفره
الحمدان
04-28-2024, 10:59 AM
إلهي هَبْ لنا للرزقِ باباً
لِيَحلو العيشُ لو كَثُرَ المريرُ
و يسّر أمرنا في كل وقتٍ
إلى أنْ يَنجلي عنّا العسيرُ
دعاءُ المرءِ في كربٍ عظيمٍ
بِعَيْن الخالقِ الكربُ صغيرُ
فإن يَعْظُمْ بعيْنَيْكَ الخلاصُ
بِحَوْلِ القادر المَنجى يسيرُ
يُلبي للدعاء بِكُنْ يَكونُ
بحال العبد من خلْقٍ بصيرُ
و لا تَقْنَعْ بأنكَ خيرُ علماً
إذا ما كان ما شئتَ المصيرُ*
فمَنْ غيرُ الإلهِ بنا عليمٌ
يُحيط بعلمه الدنيا قديرُ*
بأقدارٍ مقسّمةٍ و أنتَ
بعلمِ الغيبِ إنْ تُبْصرْ
شادي الحسن
الحمدان
04-28-2024, 11:00 AM
تَعَيَّن فِي الرَّعَاعِ، تَرَ الشَّبَابَا
وَعَيْنِيَ لَا تَرَى إِلَّا ذُبَابَا
مَكَاثِيرَ اللَّحَاقِ بِمَن سِوَاهُمْ
وَعِندَ الْخَوْفِ يَرْتَعِبُواْ ارْتِعَابَا
تَوَابِعَ كُلِّ مَن مَّرْآهُ نُورٌ
وَلَظ°كِن نُّورُهُ غ¥ يُخْفِي السَّحَابَا
فَفِي أَثَرِ الْكَرِيمِ رَأَوْا مِيَاهًا
وَفِي أَثَرِ الْحَقِيرِ رَأَوْا سَرَابَا
وَمَا يَدْرُونَ أَيُّهَمَا صَدِيقٌ
وَمَن مِّن مَّكْرِهِغ¦ خَدَعَ الْحُبَابَا
قِصَارَ الْعَزْمِ؛ إِن وَقَعَتْ عَلَيْهِمْ
وِرَاقُ الْغُصْنِ، حَسُّوهَا عَذَابَا
وَيُزْعِجُهُمْ هُبُوبُ الرِّيحِ فِيهِمْ
كَأَنَّ هُبُوبَهُ غ¥ نَسَفَ الْهِضَابَا
ذَوِي وَجْهَيْنِ لَا يَسْعَوْا لِخَيْرٍ
وَإِن تُبْصِرْهُمُ غ¥، تُبْصِرْ ذِئَابَا
وَإِن وَقَعَ الذُّبَابُ عَلَى إِنَاءٍ
لَّيُعْطِ الدَّاءَ أَوْ يُعْطِ الرُّهَابَا
وَإِنْ عَلِقُواْ بِخَيْطَةِ عَنكَبُوتٍ
تَنَادَوْا: أَيُّنَا أَوْلَى تَبَابَا؟
وَإِنْ غَدَرَ الصَّدِيقُ أَخَاهُ خَوْفًا
فَأَوَّلُ غَدْرِهِغ¦ وَجْهٌ تَغَابَى
وَإِنْ غَدَرَ الصَّدِيقُ أَخَاهُ كَسْبًا
لَّكَالضَّوْطَارِ يَحْتَالُ اكْتِسَابَا
وَكَانَ الْغَدْرُ فِي الْأَعْرَابِ قِدْمًا
لِّذَظ°لِكَ أَتْبَعُواْ الْعَجَبَ الْعُجَابَا
لَوِ اجْتَمَعُواْ عَلَى الْغَدَّارِ فِيهِمْ
لَمَا لِقُبُورِهِمْ وَجَدُواْ تُرَابَا
وَقَد تَّعْتَادُ نَفْسُكَ فِعْلَ سُوءٍ
وَفِعْلُ السُّوءِ يَعْتَادُ الْعِتَابَا
وَمَن يَرْضَ الْعِتَابَ، يُهِنْهُ عَبْدٌ
لَّهُ غ¥ مِنْهُ غ¥ عَلَيْهِ فَقَطْ سِبَابَا
وَمَن يَرْضَ ابْنَ مَصَّانٍ رَّفِيقًا
يُرَافِقْ طُولَ عِيشَتِهِغ¦ ضَبَابَا
يُعَثِّرُهُ غ¥ وَلَا يُغْنِيهِ شَيْئًا
وَحُسْنُ الظَّنِّ يَبْتَدِئُ الْخَرَابَا
وَلَمَّا ابْيَضَّ مُسْوَدٌّ جَلِيفٌ
تَطَايَبَ بَعْدَمَا كَانَ الْمُعَابَا
وَلَمَّا اسْوَدَّ مُبْيَضٌّ رَّفِيعٌ
تُطُيِّرَ مِنْهُ بَلْ كَانَ الْغُرَابَا
أَمَن يَرْجُو الْجَمِيلَ مِنَ الرَّزَايَا
وَلَيْسَ يُرِيدُ إِلَّا الْمُسْتَطَابَا
تَعَيَّن فِي الْجَمِيلِ، يُرِيدُ سُكْنًا
وَلَمْ تَفْتَحْ لَهُ غ¥ دُنيَاكَ بَابَا
وَمَن يَرْجُو مُصَادَقَةَ الْأَعَادِي
كَمَن بَعْدَ الْعَذَابِ رَجَا عَذَابَا
قَلِيلُو الْعِلْمِ فِي زَمَنِي كَثِيرٌ
وَإِنْ أَرْشَدتُّهُمْ، زَادُواْ ارْتِكَابَا
فَمَا يَدْرِي جَدِيدُهُمُ الْقُدَامَى
وَمَا قَرَؤُواْ عَنِ الْمَاضِي كِتَابَا
لِعَارِ بَنَاتِهِمْ؛ وَأَدُواْ قَدِيمًا
وَلَيْتَ لِعَارِنَا نَئِدُ الشَّبَابَا
وَنَطْرُدُ كُلَّ طَنَّانٍ رَّدِيدٍ
وَلَا نُبْقِي بِدُنيَانَا كِلَابَا
أَرَى الشُّعَرَاءَ مَكْرُوهِينَ دَوْمًا
وَمَن لَّزِمَ الْخَطَا، كَرِهَ الصَّوَابَا
وَلَظ°كِنِّي مُعِيدُ الشِّعْرَ حَقًّا
مُّرِيدُ الْحَقِّ لَا يَخْشَى ضِرَابَا
أَحِنُّ إِلَى الَّذِي طَلَبَ الْمَعَالِي
وَلَمْ يَخَفِ الْعَدُوَّ الْمُسْتَهَابَا
أَلَا فَاحْمَدْ إِلَظ°هَكَ كُلَّ حِينٍ
لَّعَلَّكَ مِنْهُ لَمْ تُخْلَقْ ذُبَابَا
محمد العيسوى
الحمدان
04-28-2024, 11:01 AM
أَكُلُّكُمْ يَزْجُرُكُمْ أَرْحِبْ هَلا
وَلَنْ تَرَوْهُ الدَّهْرَ إِلَّا مُقْبِلا
يَحْمِلُ زَغْفاً وَرَئِيساً حَجْفَلا
وَسائِلاً فِي أَهْلِهِ ما فَعَلا
لقيط بن زراره
الحمدان
04-28-2024, 11:01 AM
خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ مَفارِقي
وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها
أَيا بومَةً قَد عَشَّشَت فَوقَ هامَتي
عَلى الرُغمِ مِنّي حينَ طارَ غُرابُها
رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي فَزُرتِني
وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ خَرابُها
أَأَنعَمُ عَيشاً بَعدَ ما حَلَّ عارِضِي
طَلائِعُ شَيبٍ لَيسَ يُغني خَضابُها
إِذا اِصفَرَّ لَونُ المَرءِ وَاِبيَضَّ شَعرُهُ
تَنَغَّصَ مِن أَيّامِهِ مُستَطابُها
فَدَع عَنكَ سَوآتِ الأُمورِ فَإِنَّها
حَرامٌ عَلى نَفسِ التَقيِّ اِرتِكابُها
وَأَدِّ زَكاةَ الجاهِ وَاِعلَم بِأَنَّها
كَمِثلِ زَكاةِ المالِ تَمَّ نِصابُها
وَأَحسِن إِلى الأَحرارِ تَملِك رِقابَهُم
فَخَيرُ تِجاراتِ الكِرامِ اِكتِسابُها
وَلا تَمشِيَن في مَنكِبِ الأَرضِ فاخِراً
فَعَمّا قَليلٍ يَحتَويكَ تُرابُها
وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي طَعَمتُها
وَسيقَ إِلَينا عَذبُها وَعَذابِها
فَلَم أَرَها إِلّا غُروراً وَباطِلاً
كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها
وَماهِيَ إِلّا جِيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ
عَلَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها
فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلماً لِأَهلِها
وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِلابُها
فَطوبى لِنَفسٍ أُولِعَت قَعرَ دارِها
مُغَلِّقَةَ الأَبوابِ مُرخَىً حِجابُها
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 11:01 AM
إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَةً
وَما العَيبُ إِلّا أَن أَكونَ مُسابِبُه
وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً
لَمَكَنتُها مِن كُلِّ نَذلٍ تُحارِبُه
وَلَو أَنَّني أَسعى لِنَفعي وَجَدتَني
كَثيرَ التَواني لِلَّذي أَنا طالِبُه
وَلَكِنَّني أَسعى لِأَنفَعَ صاحِبي
وَعارٌ عَلى الشَبعانِ إِن جاعَ صاحِبُه
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 11:02 AM
يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ
فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا
يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً
كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا
الحمدان
04-28-2024, 11:02 AM
بَلَوتُ بَني الدُنيا فَلَم أَرى فيهُمُ
سِوى مَن غَدا وَالبُخلُ مِلءَ إِهابِهِ
فَجَرَّدتُ مِن غَمدِ القَناعَةِ صارِماً
قَطَعتُ رَجائي مِنهُمُ بِذُبابِهِ
فَلا ذا يَراني واقِفاً في طَريقِهِ
وَلا ذا يَراني قاعِداً عِندَ بابِهِ
غَنيٌّ بِلا مالٍ عَنِ الناسِ كُلِّهِم
وَلَيسَ الغِنى إِلّا عَنِ الشَيءِ لا بِهِ
إِذا ما ظالِمُ استَحسَنَ الظُلمَ مَذهَباً
وَلَجَّ عُتُوّاً في قَبيحِ اِكتِسابِهِ
فَكِلهُ إِلى صَرفِ اللَيالي فَإِنَّها
سَتُبدي لَهُ ما لَم يَكُن في حِسابِهِ
فَكَم قَد رَأَينا ظالِماً مُتَمَرِّداً
يَرى النَجمَ تيهاً تَحتَ ظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قَليلٍ وَهُوَ في غَفَلاتِهِ
أَناخَت صُروفُ الحادِثاتِ بِبابِهِ
فَأَصبَحَ لا مالٌ لَهُ وَلا جاهٌ يُرتَجى
وَلا حَسَناتٌ تَلتَقي في كِتابِهِ
وَجوزِيَ بِالأَمرِ الَّذي كانَ فاعِلاً
وَصَبَّ عَلَيهِ اللَهُ سَوطَ عَذابِهِ
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 11:02 AM
وَمِنَ البَلِيَّةِ أَن تُحِـ
ـبَّ وَلا يُحِبُّكَ مَن تُّحِبُهُ
وَيَصُدُّ عَنكَ بِوَجهِهِ
وَتُلِحُّ أَنتَ فَلا تُغِبُّهُ
الحمدان
04-28-2024, 11:03 AM
خَبِّرا عَنِّي المُنَجِّمَ أَنِّي
كافِرٌ بِالَّذي قَضَتهُ الكَواكِبُ
عالِماً أَنَّ ما يَكونَ وَما كانَ
قَضاءٌ مِنَ المُهَيمِنِ واجِبُ
الحمدان
04-28-2024, 11:03 AM
أَنتَ حَسبي وَفيكَ لِلقَلبِ حَسبُ
وَلِحَسبي إِن صَحَّ لِيَ فيكَ حَسبُ
لا أُبالي مَتى وِدادُكَ لي صَحَّ
مِنَ الدَهرِ ما تَعَرَّضَ خَطبُ
الحمدان
04-28-2024, 11:03 AM
أَرى الغِرَّ في الدُنيا إِذا كانَ فاضِلاً
تَرَقّى عَلى روسِ الرِجالِ وَيخطُبُ
وَإِن كانَ مِثلي لا فَضيلَةَ عِندَهُ
يُقاسُ بِطِفلٍ في الشَوارِعِ يَلعَبُ
الحمدان
04-28-2024, 11:04 AM
ما في المَقامِ لِذي عَقلٍ وَذي أَدَبِ
مِن راحَةٍ فَدَعِ الأَوطانَ وَاِغتَرِبِ
سافِر تَجِد عِوَضاً عَمَّن تُفارِقُهُ
وَاِنصَب فَإِنَّ لَذيذَ العَيشِ في النَصَبِ
إِنّي رَأَيتُ وُقوفَ الماءِ يُفسِدُهُ
إِن ساحَ طابَ وَإِن لَم يَجرِ لَم يَطِبِ
وَالأُسدُ لَولا فِراقُ الأَرضِ مااِفتَرَسَت
وَالسَهمُ لَولا فِراقُ القَوسِ لَم يُصِبِ
وَالشَمسُ لَو وَقَفَت في الفُلكِ دائِمَةً
لَمَلَّها الناسُ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ
وَالتِبرُ كَالتُربِ مُلقىً في أَماكِنِهِ
وَالعودُ في أَرضِهِ نَوعٌ مِنَ الحَطَبِ
فَإِن تَغَرَّبَ هَذا عَزَّ مَطلَبُهُ
وَإِن تَغَرَّبَ ذاكَ عَزَّ كَالذَهَبِ
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 11:04 AM
سَأَضرِبُ في طولِ البِلادِ وَعَرضِها
أَنالُ مُرادي أَو أَموتُ غَريبا
فَإِن تَلِفَت نَفسي فَلِلَّهِ دَرُّها
وَإِن سَلِمَت كانَ الرُجوعُ قَريبا
الحمدان
04-28-2024, 11:04 AM
سَأَضرِبُ في طولِ البِلادِ وَعَرضِها
أَنالُ مُرادي أَو أَموتُ غَريبا
فَإِن تَلِفَت نَفسي فَلِلَّهِ دَرُّها
وَإِن سَلِمَت كانَ الرُجوعُ قَريبا
الحمدان
04-28-2024, 11:05 AM
ومن هابَ الرِّجال تهيبوهُ
ومنْ حقرَ الرِّجال فلن يهابها
ومن قضتِ الرِّجالُ لهُ حقوقاً
وَمَنْ يَعْصِ الرِّجَالَ فَما أصَابَا
الحمدان
04-28-2024, 11:05 AM
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ
أرحتُ نفسي من همَّ العداواتِ
إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ
لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ
وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ
كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ
النَّاسُ داءٌ وَدَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ
وفي اعتزالهمُ قطعُ المودَّاتِ
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 11:05 AM
يالَهفَ نَفسي عَلى مالٍ أُفَرِّقُهُ
عَلى المُقِلّينَ مِن أَهلِ المُروآتِ
إِنَّ اِعتِذاري إِلى مَن جاءَ يَسأَلُني
ما لَيسَ عِندي لَمِن إِحدى المُصيباتِ
الحمدان
04-28-2024, 11:06 AM
اصْبِرْ عَلَى مُرِّ الْجَفَا مِنْ مُعَلِّمٍ
فَإِنَّ رُسُوبَ الْعِلْمِ فِي نَفَرَاتِهِ
وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً
تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُولَ حَيَاتِهِ
وَمَنْ فَاتَهُ التَّعْلِيمُ وَقْتَ شَبَابِهِ
فَكَبِّرْ عَلَيْهِ أَرْبَعًا لِوَفَاتِهِ
وَذَاتُ الْفَتَى وَاللهِ بِالْعِلْمِ وَالتُّقَى
إِذَا لَمْ يَكُونَا لَا اعْتِبَارَ لِذَاتِهِ
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 12:54 PM
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ
سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ
وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ زَمانِ
الحمدان
04-28-2024, 12:54 PM
قَنَعتُ بِالقوتِ مِن زَماني
وَصُنتُ نَفسي عَنِ الهَوانِ
خَوفاً مِنَ الناسِ أَن يَقولوا
فَضلُ فُلانٍ عَلى فُلانِ
مَن كُنتُ عَن مالِهِ غَنِيّاً
فَلا أُبالي إِذا جَفاني
وَمَن رَآني بِعَينِ نَقصٍ
رَأَيتُهُ بِالَّتي رَآني
وَمَن رَآني بِعَينِ تَمٍّ
رَأَيتُهُ كامِلَ المَعاني
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 12:55 PM
العِلمُ مِن فَضلِهِ لِمَن خَدَمَهُ
أَن يَجعَلَ الناسَ كُلَّهُم خَدَمَه
فَواجِبٌ صَونَهُ عَلَيهِ كَما
يَصونُ في الناسِ عِرضَهُ وَدَمَه
فَمَن حَوى العِلمَ ثُمَّ أَودَعَهُ
بِجَهلِهِ غَيرَ أَهلِهِ ظَلَمَه
الحمدان
04-28-2024, 12:55 PM
وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبي
جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُلَّما
تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنتُهُ
بِعَفوِكَ رَبّي كانَ عَفوُكَ أَعظَما
فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل
تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّما
فَلَولاكَ لَم يَصمُد لِإِبليسَ عابِدٌ
فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيَّكَ آدَما
فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ النَدبِ إِنَّهُ
تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَما
يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ ظَلامَهُ
عَلى نَفسِهِ مَن شِدَّةِ الخَوفِ مَأتَما
فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّهِ
وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما
وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَبابِهِ
وَما كانَ فيها بِالجَهالَةِ أَجرَما
فَصارَ قَرينَ الهَمِّ طولَ نَهارِهِ
أَخا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَما
يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتي
كَفى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَما
أَلَستَ الَّذي غَذَّيتَني وَهَدَيتَني
وَلا زِلتَ مَنّاناً عَلَيَّ وَمُنعِما
عَسى مَن لَهُ الإِحسانُ يَغفِرُ زَلَّتي
وَيَستُرُ أَوزاري وَما قَد تَقَدَّما
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 12:55 PM
بِمَوقِفِ ذُلّي دونَ عِزَّتِكَ العُظمى
بِمَخفِيِّ سِرٍّ لا أُحيطُ بِهِ علِما
بِإِطراقِ رَأسي بِاِعتِرافي بِذِلَّتي
بِمَدِّ يَدي أَستَمطِرُ الجودَ وَالرُحمى
بِأَسمائِكَ الحُسنى الَّتي بَعضُ وَصفِها
لِعِزَّتِها يَستَغرِقُ النَثرَ وَالنَظما
بِعَهدٍ قَديمٍ مِن أَلَستُ بِرَبِّكُم
بِمَن كانَ مَجهولاً فَعُرِّفَ بِالأَسما
أَذِقنا شَرابَ الأُنسِ يا مَن إِذا سَقى
مُحِبّاً شَراباً لا يُضامُ وَلا يَظما
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 12:55 PM
أَجودُ بِمَوجودٍ وَلَو بِتُ طاوِياً
عَلى الجوعِ كَشحاً وَالحَشا يَتَأَلَّمُ
وَأُظهِرُ أَسبابَ الغِنى بَينَ رِفقَتي
لَيَخفاهُمُ حالي وَإِنّي لَمُعدَمُ
وَبَيني وَبَينَ اللَهِ أَشكو فاقَتي
حَقيقاً فَإِنَّ اللَهَ بِالحالِ أَعلَمُ
الحمدان
04-28-2024, 12:56 PM
عُفّوا تَعُفُّ نِساؤُكُم في المَحرَمِ
وَتَجَنَّبوا ما لا يَليقُ بِمُسلِمِ
إِنَّ الزِنا دَينٌ فَإِن أَقرَضتَهُ
كانَ الوَفا مِن أَهلِ بَيتِكَ فَاِعلَمِ
يا هاتِكاً حُرَمَ الرِجالِ وَقاطِعاً
سُبُلَ المَوَدَّةِ عِشتَ غَيرَ مُكَرَّمِ
لَو كُنتَ حُرّاً مِن سُلالَةِ ماجِدٍ
ما كُنتَ هَتّاكاً لِحُرمَةِ مُسلِمِ
مَن يَزنِ يُزنَ بِهِ وَلَو بِجِدارِهِ
إِن كُنتَ يا هَذا لَبيباً فَاِفهَمِ
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 12:56 PM
أَأَنثُرُ دُرّاً بَينَ سارِحَةِ البَهمِ
وَأَنظِمُ مَنثوراً لِراعِيَةِ الغَنَمِ
لَعَمري لَئِن ضُيِّعتُ في شَرِّ بَلدَةٍ
فَلَستُ مُضيعاً فيهِمُ غُرَرَ الكَلِم
لَئِن سَهَّلَ اللَهُ العَزيزُ بِلِطفِهِ
وَصادَفتُ أَهلاً لِلعُلومِ وَلِلحِكَم
بَثَثتُ مُفيداً وَاِستَفَدتُ وِدادَهُم
وَإِلّا فَمَكنونٌ لَدَيَّ وَمُكتَتِم
وَمَن مَنَحَ الجُهّالَ عِلماً أَضاعَهُ
وَمَن مَنَعَ المُستَوجِبينَ فَقَد ظَلَم
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 12:56 PM
ثَلاثٌ هُنَّ مُهلِكَةُ الأَنامِ
وَداعِيَةُ الصَحيحِ إِلى السِقامِ
دَوامُ مُدامَةٍ وَدَوامُ وَطءٍ
وَإِدخالُ الطَعامِ عَلى الطَعامِ
الحمدان
04-28-2024, 12:57 PM
رَأَيتُ العِلمَ صاحِبُهُ كَريمٌ
وَلَو وَلَدَتهُ آباءٌ لِئامُ
لَيسَ يزالُ يَرفَعُهُ إِلى أَن
يُعَظِّمَ أَمرَهُ القَومُ الكِرامُ
وَيَتَّبِعونَهُ في كُلِّ حالٍ
كَراعي الضَأنِ تَتبَعُهُ السَوامُ
فَلَولا العِلمُ ما سَعِدَت رِجالٌ
وَلا عُرِفَ الحَلالُ وَلا الحَرامُ
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 12:57 PM
وَأَنزَلَني طولُ النَوى دارَ غُربَةٍ
إِذا شِئتُ لاقَيتُ أَمراً لا أُشاكِلُه
أُحامِقُهُ حَتّى تُقالَ سَجِيَّةٌ
وَلَو كانَ ذا عَقلٍ لَكُنتُ أُعاقِلُه
الحمدان
04-28-2024, 12:57 PM
الْمَرْءُ يَحْظَى ثُمَّ يَعْلُو ذِكْرُهُ
حَتَّى يُزَيَّنَ بِالَّذِي لَمْ يَفْعَلِ
وَتَرَى الْغَنِيَّ إِذَا تَكَامَلَ مَالُهُ
يُخْشَى وَيُنْحَلُ كُلَّ مَا لَمْ يَعْمَلِ
الحمدان
04-28-2024, 12:58 PM
يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُ
فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ
يَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ
مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ
الحمدان
04-28-2024, 12:58 PM
إِذا نَحنُ فَضَّلنا عَلِيّاً فَإِنَّنا
روافِضُ بِالتَفضيلِ عِندَ ذَوي الجَهلِ
وَفَضلُ أَبي بَكرٍ إِذا ما ذَكَرتُهُ
رُميتُ بِنَصبِ عِندَ ذِكري لِلفَضلِ
فَلا زِلتُ ذا رَفضٍ وَنَصبِ كِلاهُما
بِحِبَّيهِما حَتّى أُوَسَّدَ في الرَملِ
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 12:58 PM
إِنَّ المُلوكَ بَلاءٌ حَيثُما حَلّوا
فَلا يَكُن لَكَ في أَبوابِهِم ظِلُّ
ماذا تُؤَمِّلُ مِن قَومٍ إِذا غَضِبوا
جاروا عَلَيكَ وَإِن أَرضَيتَهُم مَلّوا
فَاِستَغنِ بِاللَهِ عَن أَبوابِهِم كَرَما
إِنَّ الوقوفَ عَلى أَبوابِهِم ذُلُّ
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 12:59 PM
لا يُدرِكُ الحِكمَةَ مَن عُمرُهُ
يَكدَحُ في مَصلَحَةِ الأَهلِ
وَلا يَنالُ العِلمَ إِلّا فَتىً
خالٍ مِنَ الأَفكارِ وَالشُغلِ
لَو أَنَّ لُقمانَ الحَكيمَ الَّذي
سارَت بِهِ الرُكبانُ بِالفَضلِ
بُلي بِفَقرٍ وَعِيالٍ لَما
فَرَّقَ بَينَ التِبنِ وَالبَقلِ
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 12:59 PM
لَم يَفتَأِ الناسُ حَتّى أَحدَثوا بِدَعاً
في الدينِ بِالرَأيِ لَم يُبعَث بِها الرُسُلُ
حَتّى اِستَخَفَّ بِحَقِّ اللَهِ أَكثَرُهُم
وَفي الَّذي حَمَلوا مِن حَقِّهِ شُغِلوا
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 12:59 PM
إِنَّ الفَقيهَ هُوَ الفَقيهُ بِفِعلِهِ
لَيسَ الفَقيهُ بِنُطقِهِ وَمَقالِهِ
وَكَذا الرَئيسُ هُوَ الرَئيسُ بِخُلقِهِ
لَيسَ الرَئيسُ بِقَومِهِ وَرِجالِهِ
وَكَذا الغَنِيُ هُوَ الغَنِيُ بِحالِهِ
لَيسَ الغَنيُّ بِمُلكِهِ وَبِمالِهِ
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 01:00 PM
وَمِنَ الشَقاوَةِ أَن تُحِبَّ
وَمَن تُحِبُّ يُحِبُّ غَيرَكَ
أَو أَن تُريدُ الخَيرَ لِلإِن
سانِ وَهُوَ يُريدُ ضَيرَكَ
الحمدان
04-28-2024, 01:00 PM
رَأيْتُ القنَاعَة َ رَأْسَ الغنَى
فصِرتُ بأَذْيَالِهَا مُمْتَسِكْ
فلا ذا يراني على بابهِ
وَلا ذا يَرَاني بهِ مُنْهمِكْ
فصرتُ غَنِيّاً بِلا دِرْهَم
أمرُّ على النَّاسِ شبهَ الملك
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 01:00 PM
عِلمي مَعي حَيثُما يَمَّمتُ يَنفَعُني
قَلبي وِعاءٌ لَهُ لا بَطنُ صُندوقِ
إِن كُنتُ في البَيتِ كانَ العِلمُ فيهِ مَعي
أَو كُنتُ في السوقِ كانَ العِلمُ في السوقِ
الحمدان
04-28-2024, 01:00 PM
لَو كُنتَ بِالعَقلِ تُعطى ما تُريدُ إِذَن
لَما ظَفِرتَ مِنَ الدُنيا بِمَرزوقِ
رُزِقتَ مالاً عَلى جَهلٍ فَعِشتَ بِهِ
فَلَستَ أَوَّلَ مَجنونٍ وَمَرزوقِ
الحمدان
04-28-2024, 01:01 PM
تَوَكَّلتُ في رِزقي عَلى اللَهِ خالِقي
وَأَيقَنتُ أَنَّ اللَهَ لا شَكَّ رازِقي
وَما يَكُ مِن رِزقي فَلَيسَ يَفوتَني
وَلَو كانَ في قاعِ البِحارِ العَوامِقِ
سَيَأتي بِهِ اللَهُ العَظيمُ بِفَضلِهِ
وَلَو لَم يَكُن مِنّي اللِسانُ بِناطِقِ
فَفي أَيِّ شَيءٍ تَذهَبُ النَفسُ حَسرَةً
وَقَد قَسَمَ الرَحمَنُ رِزقَ الخَلائِقِ
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 01:01 PM
إِنَّ الغَريبَ لَهُ مَخافَةُ سارِقٍ
وَخُضوعُ مَديونٍ وَذِلَّةُ موثَقِ
فَإِذا تَذَكَّرَ أَهلَهُ وَبِلادَهُ
فَفُؤادُهُ كَجَناحِ طَيرٍ خافِقِ
الحمدان
04-28-2024, 01:02 PM
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ
سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ
وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ زَمانِ
الحمدان
04-28-2024, 01:02 PM
لَم يَبقَ في الناسِ إِلّا المَكرُ وَالمَلَقُ
شَوكٌ إِذا لَمَسوا زَهرٌ إِذا رَمَقوا
فَإِن دَعَتكَ ضَروراتٌ لِعِشرَتِهِم
فَكُن جَحيماً لَعَلَّ الشَوكَ يَحتَرِقُ
الحمدان
04-28-2024, 01:02 PM
وَأَنزَلَني طولُ النَوى دارَ غُربَةٍ
إِذا شِئتُ لاقَيتُ أَمراً لا أُشاكِلُه
أُحامِقُهُ حَتّى تُقالَ سَجِيَّةٌ
وَلَو كانَ ذا عَقلٍ لَكُنتُ أُعاقِلُه
الحمدان
04-28-2024, 01:03 PM
إِذا المَرءُ أَفشى سِرَّهُ بِلِسانِهِ
وَلامَ عَليهِ غَيرَهُ فَهُوَ أَحمَقُ
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرِّ نَفسِهِ
فَصَدرُ الَّذي يُستَودَعُ السِرَّ أَضيَقُ
الحمدان
04-28-2024, 01:03 PM
إِذا المَرءُ أَفشى سِرَّهُ بِلِسانِهِ
وَلامَ عَليهِ غَيرَهُ فَهُوَ أَحمَقُ
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرِّ نَفسِهِ
فَصَدرُ الَّذي يُستَودَعُ السِرَّ أَضيَقُ
الحمدان
04-28-2024, 01:04 PM
فَإِذا سَمِعتَ بِأَنَّ مَجدوداً حَوى
عُوداً فَأَثمَرَ في يَدَيهِ فَصَدِّقِ
وَإِذا سَمِعتَ بِأَنَّ مَحروماً أَتى
ماءً لِيَشرَبَهُ فَغاصَ فَحَقِّقِ
لَو كانَ بِالحِيَلِ الغِنى لَوَجَدتَني
بِنُجومِ أَقطارِ السَماءِ تَعَلُّقي
لَكِنَّ مَن رُزِقَ الحِجا حُرِمَ الغِنى
ضِدّانِ مُفتَرِقانِ أَيَّ تَفَرُّقِ
وَأَحَقُّ خَلقِ اللَهِ بِالهَمِّ اِمرُؤٌ
ذو هِمَّةٍ يُبلى بِرِزقٍ ضَيِّقِ
وَمِنَ الدَليلِ عَلى القَضاءِ وَحُكمِهِ
بُؤسُ اللَبيبِ وَطيبُ عَيشِ الأَحمَقِ
إِنَّ الَّذي رُزِقَ اليَسارَ فَلَم يَنَل
أَجراً وَلا حَمداً لِغَيرُ مُوَفَّقِ
وَالجَدُّ يُدني كُلَّ أَمرٍ شاسِعٍ
وَالجَدُّ يَفتَحُ كُلَّ بابٍ مُغلَقِ
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 01:04 PM
سَهَري لِتَنقيحِ العُلومِ أَلَذُّ لي
مِن وَصلِ غانِيَةٍ وَطيبِ عِناقِ
وَصَريرُ أَقلامي عَلى صَفَحاتِها
أَحلى مِنَ الدَوكاءِ وَالعُشّاقِ
وَأَلَذُّ مِن نَقرِ الفَتاةِ لِدَفِّها
نَقري لِأُلقي الرَملَ عَن أَوراقي
وَتَمايُلي طَرَباً لِحَلِّ عَويصَةٍ
في الدَرسِ أَشهى مِن مُدامَةِ ساقِ
وَأَبيتُ سَهرانَ الدُجى وَتَبِيتُهُ
نَوماً وَتَبغي بَعدَ ذاكَ لِحاقي
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 01:04 PM
اِرحَل بِنَفسِكَ مِن أَرضٍ تُضامُ بِها
وَلا تَكُن مِن فِراقِ الأَهلِ في حُرَقِ
فَالعَنبَرُ الخامُ رَوثٌ في مَواطِنِهِ
وَفي التَغَرُّبِ مَحمولٌ عَلى العُنُقِ
وَالكُحلُ نَوعٌ مِنَ الأَحجارِ تَنظُرُهُ
في أَرضِهِ وَهوَ مُرميٌّ عَلى الطُرُقِ
لَمّا تَغَرَّبَ حازَ الفَضلَ أَجمَعَهُ
فَصارَ يُحمَلُ بَينَ الجَفنِ وَالحَدَقِ
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 01:04 PM
لَقَد زانَ البِلادَ وَمَن عَلَيها
إِمامُ المُسلِمينَ أَبو حَنيفَه
بِأَحكامٍ وَآثارٍ وَفِقهٍ
كَآياتِ الزَبورِ عَلى الصَحيفَه
فَما بِالمَشرِقَينِ لَهُ نَظيرٌ
وَلا بِالمَغرِبَينِ وَلا بِكوفَه
فَرَحمَةُ رَبِّنا أَبَداً عَلَيهِ
مَدى الأَيّامِ ما قُرِأَت صَحيفَه
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 01:05 PM
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ
وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا
فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ
وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا
إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً
فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا
وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ
وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا
وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ
وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا
سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها
صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 01:05 PM
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ
هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ
إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ
في كُلِّ يَومٍ يَبتَديكَ بِنِعمَةٍ
مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ
الشافعي
الحمدان
04-28-2024, 01:05 PM
حَسبي بِعِلمي إِن نَفَع
ما الذُلُّ إِلّا في الطَمَع
مَن راقَبَ اللَهَ رَجَع
ما طارَ طَيرٌ وَاِرتَفَع
إِلا كَما طارَ وَقَع
الحمدان
04-28-2024, 01:06 PM
المَرءُ إِن كانَ عاقِلاً وَرِعاً
أَشغَلَهُ عَن عُيوبِ غَيرِهِ وَرَعُه
كَما العَليلُ السَقيمُ أَشغَلَهُ
عَن وَجَعِ الناسِ كُلِّهِم وَجَعُه
الحمدان
04-28-2024, 01:06 PM
تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي
وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه
فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ
مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه
وَإِن خالَفتَني وَعَصِيتَ قَولي
فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَه
الحمدان
04-28-2024, 01:06 PM
تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي
وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه
فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ
مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه
وَإِن خالَفتَني وَعَصِيتَ قَولي
فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَه
الحمدان
04-28-2024, 01:07 PM
أُحِبُّ الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم
لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شَفاعَه
وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي
وَلَو كُنّا سَواءً في البِضاعَه
الحمدان
04-28-2024, 01:07 PM
أُحِبُّ الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم
لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شَفاعَه
وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي
وَلَو كُنّا سَواءً في البِضاعَه
الحمدان
04-28-2024, 01:08 PM
يا راكِباً قِف بِالمُحَصَّبِ مِن مِنىً
وَاِهتِف بِقاعِدِ خَيفِها وَالناهِضِ
سَحَراً إِذا فاضَ الحَجيجُ إِلى مِنىً
فَيضاً كَمُلتَطِمِ الفُراتِ الفائِضِ
إِن كانَ رَفضاً حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ
فَليَشهَدِ الثَقَلانِ أَنّي رافِضي
الحمدان
04-28-2024, 01:09 PM
إِذا لَم تَجودوا وَالأُمورُ بِكُم تَمضي
وَقَد مَلَكَت أَيديكُمُ البَسطَ وَالقَبضا
فَماذا يُرَجَّى مِنكُمُ إِن عَزَلتُمُ
وَعَضَّتكُمُ الدُنيا بِأَنيابِها عَضّا
وتَستَرجِعُ الأَيّامُ ما وَهَبَتكُمُ
وَمِن عادَةِ الأَيّامِ تَستَرجِعُ القَرضا
الحمدان
04-28-2024, 01:10 PM
شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي
فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي
وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ
وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي
الحمدان
04-28-2024, 02:22 PM
أَمُوَيسُ كَيفَ رَأَيتَ نَصبَ حَبائِلي
أَوَلَيسَ خَتلي فَوقَ خَتلِ الخاتِلِ
أَعمَلتُ فيكَ قَصائِدي وَوَسائِلي
فَحَرَمتَني فَلَبِئسَ أَجرُ العامِلِ
هَذا جَزائي إِذ أُدَنِّسُ هِمَّتي
بِكَ جاهِلاً وَكَذا جَزاءُ الجاهِلِ
كَم مِن لَئيمٍ قَد فَدَتهُ قَصائِدي
وَدَأَبنَ فيهِ فَما ظَفِرنَ بِطائِلِ
لا خَفَّفَ الرَحمَنُ عَنّي إِنَّني
أَرتَعتُ ظَنّي في رِياضِ الباطِلِ
ما أَنسَلَت حَوّاءُ أَحمَقَ لِحيَةً
مِن سائِلٍ يَرجو الغِنى مِن سائِلِ
ذاكَ الَّذي أَحصى الشُهورَ وَعَدَّها
طَمَعاً لِيُنتِجَ سَقبَةً مِن حائِلِ
بَهَرَتكَ شيمَتُكَ الشَحاحُ زِنادُها
لَمّا اِحتَثَثتُكَ في اِتِّقاءِ النائِلِ
أَحرَزتُ مِن جَدواكَ أَكثَرَ مُحرَزٍ
في ظاهِرٍ وَأَقَلَّهُ في حاصِلِ
ما زِلتُ أَعلَمُ أَنَّ بَحرَكَ مِلحَةٌ
وَاِزدَدتُ لَمّا صِرتُ نَصبَ الساحِلِ
وَكَذاكَ مَن قَصَدَ اللِئامَ بِعاجِلٍ
في المَدحِ سُوِّدَ وَجهُهُ في الآجِلِ
ابو تمام
الحمدان
04-28-2024, 02:22 PM
هَلِ اللَهُ لَو أَشرَكتُ كانَ مُعَذِّبي
بِأَكثَرَ مِن أَنّي لِجاهِكَ آمِلُ
هَلِمّوا اِعجَبوا مِن أَنبَهِ الناسِ كُلِّهِم
ذَريعَتُهُ فيما يُحاوِلُ خامِلُ
أَيَرضى بِضَعفٍ في وَسائِلِهِ اِمرُؤٌ
لَهُ حَرَكاتٌ كُلُّهُنَّ وَسائِلُ
ابو تمام
الحمدان
04-28-2024, 02:23 PM
سَتَعلَمُ يا عَيّاشُ إِن كُنتَ تَعلَمُ
فَتَندَمُ إِن خَلّاكَ جَهلُكَ تَندَمُ
أَبى لَكَ أَن تَأبى المَخازِيَ كُلَّها
أَبٌ أَندَرَهلِيٌّ وَجَدٌّ مُعَلَّمُ
وَقَفتُ عَلَيكَ الظَنَّ حَتّى كَأَنَّما
لَدَيكَ الغِنى أَو لَيسَ في الأَرضِ دِرهَمُ
وَكَفكَفتُ عَنكَ الذَمَّ حَتّى كَأَنَّما
أَجارَكَ مَجدٌ أَو كَأَنِّيَ مُفحَمُ
فَلَمّا بَدا لي مِنكَ لُؤمٌ يَحُفُّهُ
حِرُمِّيَّةٌ يَستَنُّ فيها التَبَظُّمُ
تَرَكتُكَ ما إِن في أَديمِكَ ظاهِرٌ
وَلا باطِنٌ إِلّا وَلي فيهِ ميسَمُ
فَأَيسَرُ مِن تَسآلِكَ العِيُّ وَالعَمى
وَأَعذَبُ مِن إِحسانِكَ القَيحُ وَالدَمُ
فَإِنَّكَ مِن مالٍ وَجودٍ وَمَحتِدٍ
لَأَعدَمُ مِن أَن يَستَريشُكَ مُعدَمُ
وَمالِيَ أَهجو حَضرَمَوتَ كَأَنَّهُم
أَضاعوا ذِمامي أَو كَأَنَّكَ مِنهُمُ
ابو تمام
هجاء
الحمدان
04-28-2024, 02:23 PM
صَدِّق أَلِيَّتَهُ إِن قالَ مُجتَهِداً
لا وَالرَغيفِ فَذاكَ البِرُّ مِن قَسَمِه
فَإِن هَمَمتَ بِهِ فَاِفتُك بِخُبرَتِهِ
فَإِن مَوقِعَها مِن لَحمِهِ وَدَمِه
قَد كانَ يُعجِبُني لَو أَنَّ غيرَتَهُ
عَلى جَرادِقِهِ كانَت عَلى حُرُمِه
الحمدان
04-28-2024, 02:23 PM
الزَنجُ أَكرَمُ مِنكُمُ وَالرومُ
وَالحَينُ أَيمَنُ مِنكُمُ وَالشومُ
عَيّاشُ إِنَّكَ لَلَّئيمُ وَإِنَّني
مُذ صِرتَ مَوضِعَ مَطلَبي لَلَئيمُ
السُحتُ أَطيَبُ مِن نَوالِكَ مَطمَعاً
وَالمُهلُ وَالغِسلينُ وَالزَقّومُ
نَجِسٌ تُدَبِّرُ أَمرَهُ شِيَمٌ لَهُ
شُكسٌ يُدَبِّرُ أَمرَهُنَّ اللومُ
وَمَنازِلٌ لَم يَبقَ فيها ساحَةٌ
إِلّا وَفيها سائِلٌ مَحرومُ
عَرَصاتُ سوءٍ لَم يَكُنَّ لِسَيِّدٍ
وَطَناً وَلَم يَرتَع بِهِنَّ كَريمُ
لَمّا بَدا لي مِن صَميمِكَ ما بَدا
بَل لَم يُصَب لَكَ لا أُصيبَ صَميمُ
جَرَّدتُ في ذَمّيكَ خَيلَ قَصائِدٍ
حالَت بِكَ الدُنيا وَأَنتَ مُقيمُ
أَلحَقنَ بِالجُمَّيزِ أَصلَكَ صاغِراً
وَالشيحُ يَضحَكُ مِنكَ وَالقَيصومُ
طَبَقاتُ شَحمِكَ لَيسَ يَخفى أَنَّها
لَم يَبنِها آءٌ وَلا تَنّومُ
يا شارِباً لَبَنَ اللِقاحِ تَعَزِّياً
الصَبرُ مَن يَقنيهِ وَالحالومُ
وَالمُدَّعي صورانَ مَنزِلَ جَدِّهِ
قُل لي لِمَن أَهَناسُ وَالفَيّومُ
ابو تمام
هجاء
الحمدان
04-28-2024, 02:24 PM
أَتَدري أَيَّ بارِقَةٍ تَشيمُ
وَمَهلَكَةٍ إِلَيها تَستَنيمُ
إِلامَ وَكَم يَقيكَ أَذايَ صَفحٌ
وَمَجدٌ عَنكَ في غَضَبي حَليمُ
كَأَنَّكَ لَم تُعَوَّد مِن سُهادي
إِذا ما عانَقَ السِنَةَ النَؤومُ
وَمِن تَقليبِ قَلبي عَن لِساني
إِذا باتَت تُقَلِّبُهُ الهُمومُ
فَما أَنتَ اللَئيمُ إِذَن وَلَكِن
زَمانٌ سُدتَ فيهِ هُوَ اللَئيمُ
أَتَطمَعُ أَن تُعَدَّ كَريمَ قَومٍ
وَبابُكَ لا يُطيفُ بِهِ كَريمُ
كَمَن جَعَلَ الحَضيضَ لَهُ مِهاداً
وَيَزعُمُ أَنَّ إِخوَتَهُ النُجومُ
حَلَفتُ بِيَومِ أَوبِ أَبي سَعيدٍ
سَعيداً إِنَّهُ يَومٌ عَظيمُ
فَتىً مِن أَكثَرِ الفِتيانِ غُرماً
لِعافيهِ وَلَيسَ لَهُ غَريمُ
لَنِمتَ وَنامَ عِرضُكَ وَالقَوافي
سَواخِطُ لا تَنامُ وَلا تُنيمُ
يَبيتُ يُثيرُها لَكَ أُفعُوانٌ
بِلَصبٍ ما يَبَلُّ لَهُ سَليمُ
يُرى في كُلِّ وادٍ أَنتَ فيهِ
بِلُؤمِكَ سائِراً أَبَداً يَهيمُ
ابو تمام
الحمدان
04-28-2024, 02:24 PM
أَلآنَ خُلِّيَتِ الذُؤبانُ في الغَنَمِ
وَصِرتَ أَضيَعَ مِن لَحمٍ عَلى وَضَمِ
قَد كُنتَ تَحكي حَطيطاً صالِحاً فَغَدَت
فَخذاكَ أَكتَبَ مِن كَفَّيكَ بِالقَلَمِ
وَكُنتُ أَدعوكَ عَبدَ اللَهِ قَبلُ فَقَد
أَصبَحتُ أَدعوكَ زَيداً غَيرَ مُحتَشِمِ
وَاجَرتَ جوداً بِما قَد كُنتَ تَمنَعُهُ
ما كُلُّ جودِ الفَتى يُدني مِنَ الكَرَمِ
إِن أُبلَ فيكَ بِأَن أَصبَحتَ مَنتَهَباً
فَالمَرءُ قَد يُبتَلى في صالِحِ الحُرُمِ
ابو تمام
الحمدان
04-28-2024, 02:24 PM
رُبَّ غَليظِ الطِباعِ يُغلِظُ عَن
رِقَّةِ مِثلي في لَحمِهِ وَدَمِه
نِعمَتُهُ نِعمَةٌ إِذا قُدِحَت
لِرِفدِ حُرٍّ ثَنَتهُ عَن هِمَمِه
فَصانَ وَجهي عَن عُرفِهِ وَحَمى
عِرضي فَلَم يَنتَقِصهُ مِن كَرَمِه
فَالحَمدُ لِلَّهِ حينَ خَلَّصَني
مِنهُ سَليمَ الأَديمِ مِن نِعَمِه
ابو تمام
الحمدان
04-28-2024, 02:25 PM
أَلا تَرى كَيفَ يُبلينا الجَديدانِ
وَكَيفَ نَلعَبُ في سِرٍّ وَإِعلانِ
لا تَركَنَنَّ إِلى الدُنيا وَزُخرُفِها
فَإِنَّ أَوطانَها لَيسَت بِأَوطانِ
وَاِمهَد لِنَفسِكَ مِن قَبلِ المَماتِ وَلا
يَغرُركَ كَثرَةُ أَصحابٍ وَإِخوانِ
لَو أَنَّهُم نَفَعوا خَلقاً لِحُرمَتِهِ
لَدافَعوا المَوتَ عَن إِمراةِ مَعدانِ
ابو تمام
الحمدان
04-28-2024, 02:25 PM
كَشَّفَتكَ الأَيّامُ يا إِنسانُ
لا يَكُن لِلَّذي أَهَنتَ الهَوانُ
إِن تَكُن قَد فُضِضتَ بَعدي فَلَيسَت
بِدعَةً أَن يُفَلَّقَ الرُمّانُ
نَشَرَتكَ الكُفوفُ بَعدَ عَفافٍ
كُنتَ تُطوى في تَحتِهِ وَتُصانُ
أَيُّها السابِقُ المُسامِحُ في اللَذ
ذاتِ وَالقَصفِ أَينَ ذاكَ الحِرانُ
ما تَحَدّاكَ رائِضٌ لَكَ إِلّا
قُلتَ بَيني وَبَينَكَ المَيدانُ
لِمَ أَشقى بِكُم وَيَسعَدُ غَيري
بِهَواكُم حُبّي إِذَن كَشخانُ
ابو تمام
الحمدان
04-28-2024, 02:25 PM
وَسابِحٍ هَطِلِ التَعداءِ هَتّانِ
عَلى الجِراءِ أَمينٍ غَيرِ خَوّانِ
أَظمى الفُصوصِ وَلَم تَظمَأ قَوائِمُهُ
فَخَلِّ عَينَيكَ في ظَمآنَ رَيّانِ
فَلَو تَراهُ مُشيحاً وَالحَصى فِلَقٌ
تَحتَ السَنابِكِ مِن مَثنىً وَوُحدانِ
حَلَفتَ إِن لَم تَثَبَّت أَنَّ حافِرَهُ
مِن صَخرِ تَدمُرَ أَو مِن وَجهِ عُثمانِ
ابو تمام
الحمدان
04-28-2024, 02:25 PM
أُمُّ اِبنِ الاَعمَشِ فَاِعلَموها فَرتَنا
ما أَسهَلَ المَعروفَ ثَمَّ وَأَمكَنا
عَجزاءُ يُحسِنُ إِن أَتاها خائِفٌ
وَقَدِ اِستَجارَ بِصَدعِها أَن تُحسِنا
لَو أَنَّ غُلمَتَها اِستَحارَت فِضَّةً
تُمتارُ أَو ذَهَباً لَكانَت مَعدِنا
لا تَحسَبَن أَنّي اِفتَرَيتُ عَلى الَّتي
وَلَدَتكَ لَكِنّي اِفتَرَيتُ عَلى الزِنا
ابو تمام
الحمدان
04-28-2024, 02:56 PM
يعاندني الزمانُ ولستُ أدري
لماذا هكذا يقسو زماني
ألا يكفيهِ ماعانيتُ طفلاََ
ليجعلني في كُبري أعاني
صبرتُ فشابَ رأسُ الصبر مني
وماتت في نواظرهِ الأماني
...
الحمدان
04-28-2024, 03:12 PM
إنّي أغارُ عليكِ من غسق الدُّجى
خوفًا عليكِ فلا يُجنّ ويتبعكِ
يا نجمةً ملأت فؤادي بالهوى
كوني بريقي إن لي قلبٌ معكِ
يا كم تمنّيتُ الفضاءَ بأضلُعي
كي لا أرى فُلكًا يناجي أضلُعكِ
...
الحمدان
04-28-2024, 03:14 PM
لو نكتب الشـــــــوق ما تفنى دفاترنا
يفنى الورق والقلــم يكتب لنا وصاته
ولو نكتب الشــوق يطلع في مدامعنا
الشـــوق واضح على المشتاق نظراته
الحمدان
04-28-2024, 04:54 PM
والفَرَحُ بالمِنَّةِ من حيثُ أتت
وإنّه المهدىّ متى ما نَزَلت
والفَرحُ بالمِنَّةِ والمتعَةِ لا
من حيثُ كونُه لها مُنَزَّلَه
والفَرحُ باللهِ تعالى ما إِشتَغل
صاحِبُها عن غيرِه ولا ذَهَل
عن غيرِه فى ظاهِرِ المنِّة وال
قلبُ له برؤيةِ الحقِّ إشتَغل
عليه صادقٌ قُل اللهَ وذَر
وصادقٌ على مَقامِ مَن نَظر
فيها جمالَهُ كلامَ البارى
بفضلِه فليَفرَحوا يا دارى
على الذى بمَنِّه يَفرَحُ قد
يَصدُقُ فى نفى سَدادٍ ورَشَد
حتى إذا فَرِحوا بما هُم
أوتُوه بغتَةَ أخذنا ما هُم
ومَن غدا فَرَحُه مولاهُ
مُشتغِلاً باللهِ عن سِواهُ
مُنجَمِعٌ عليه إذ لا يشهدُ
إلاّهُ والرجى لذاك عاضِدُ
فقال يا داودُ نبّىء مَن صدَق
من كلّ صدَيق بغيرى ما عَلِق
فليفَربحوا بى وكذا بذِكرِى
فليّتنعَّمثوا فذاك شُكرِى
نّسألُه لنا ولك الفرَحَ بهِ
مع الرضا منه وخيرِ مُنتبِهِ
يَجعلُنا باللهِ عارِفينَ
ولا نكونُ عنه غافِلينَ
وأن يكونَ سالكاً بنا مسا
لِكَ العبادِ المتَّقين فعسى
بِمَنِّهِ نفوزُ بعدَ كرمِه
ومَنُّهُ يجعلُنا من خَدَمِه
البريفكاني
الحمدان
04-28-2024, 04:55 PM
أُقسِمُ باللهِ إلهاً صَمَداً
إنّكَ موجودٌ وحيدٌ أحدا
أحمدُ بالحقُّ أتانا وبما
جاءَ بِهِ يَصدُقُ ما كان سُدا
آدمُ والولدَ إلى مرشدنا
كلٌّ أتَوا ليس بهم مَن وُلِدا
أكملُ أو بِعِدلِهِ فى خُلقٍ
كان بمعنى أو بخلقٍ جَسَدا
أوَّلُهُم جاءَ بِروحٍ وأتى
آخرَهُم يَرعَى جميعاً إذ هَدى
أوّلُ قُرآنٍ كلامٌ أزَلِىّ
بِسمِ ألم إلى الناس مَدا
إنّ لموتاً لَقِياماً ولنا
بعد قيامٍ لَحِسَاباً وجدا
أفلَحَ مَن مَرَّ إلَى الخُلدِ وقد
خابَ على النّارِ لعبدٍ قعدا
أخلَدَنَا اللهُ بخلدٍ كَرَماً
نَحنُ قَعدنَا فى مَخُوفٍ جَلَدا
أنت إلهِى ولنوريّك فى
لطفكَ حَظٌ وخِتَامُ السَعَدَا
البريفكاني
العراق
الحمدان
04-28-2024, 04:55 PM
يومُ وصلى بالواحدِ السَرمَدِي
ليلُ فَصلِى إلى المقامِ العَلِي
يُسمِعُ السَع صَوتُهُ فوقَ طورِ
ذاك سَمعُ المُكَلَمِ المُوسَوِى
يألَفُ الوحشَ من أرادَ نَجَاةً
زاهداً فى الطريقةِ العِيسَوى
يا عبادَ البُطُونِ أنتمُ كُسَالَى
كلُّ شرٍّ يأوِى لِبَطنٍ مَلِى
يَهجُرُ الصَبُّ أهلَهُ وكَرَاهُ
يذكُرُ اللهَ بالفؤادِ الخَلِى
يُوجِعُ النَفسَ بالمجاعَةِ دَهراً
والظَمَا ساكنُ المَقامش القصَى
يَحيَوِىٌّ وإنَّهُ لَحَصُورٌ
يَتَقوى على الصِراطِ السَوِىِّ
يَومُهُ صَائِمٌ وقائِمٌ بليلٍ
يَتَّقِى رَبَّهُ بِقَلبٍ شَجِى
يا عَظِيمَ النَوالِ مَن لِى بهذا
حُبُّ هذا بذا الفُؤادِ الغَوِىِّ
يا إلهَى بأحمدَ كُن ل نورِى
قد وَصَفنَاكَ بالبَرَ الحَيُىَ
البريفكاني
الحمدان
04-28-2024, 04:55 PM
لا مِنَ الماءِ كنتُ يا أُنسُ لا لا
سوفَ أدنى إليك حالا فحالا
لا من النارِ والعَنَاصِرُ مِنِّى
لَستُ منها سُبحَانَ أمرى جَلاَلا
لا ترابُ ورُوحُ آدمَ أمرى
جَلَّ أمرى وعَزَّ شَأنى تعالى
لا هَواءُ ونارُ إبليسَ عَنِّى
وهو يُغوِى العبادَ ضَلاَلاَ
لا ضعيفٌ ولا قوِىٌّ وحاشا
أن ألاقِى سِوَى التَقَدُّسِ حالاَ
لا لطيفٌ وكلُّ لطيفٍ مِنِّى
لا خفيفاً إذا مَشَيتُم ثِقَالاً
لا من الأرض نلشأتِى إذ دَحاها
وإنتِشَائِى من الوُجُودِ إستَحَالاَ
لا بَسِيطٌ ولا طَوِيلٌ عَمِيقٌ
بل صِفاتى وَجَدتُهُنَّ طِوالا
لا يمينٌ ولا شمالٌ أمامِى
مثلُ خَلفِى والفَوقُ تحت كَمالاَ
لا قَرِيبٌ من الوُجُودِ العديمِ
لا بَعِيدٌ كما نَفَيتُ إتِّصَالاَ
البريفكاني
الحمدان
04-28-2024, 04:56 PM
أُنبِئتُ أَنَّ بَني جَديلَةَ أَوعَبوا
نُفراءَ مِن سَلمى لَنا وَتَكَتَّبوا
وَلَقَد جَرى لَهُمُ فَلَم يَتَعَيَّفوا
تَيسٌ قَعيدٌ كَالوَلِيَّةِ أَعضَبُ
وَأَبو الفِراخِ عَلى خَشاشِ هَشيمَةٍ
مُتَنَكِّباً إِبطَ الشَمائِلِ يَنعَبُ
وَتَجاوَزوا ذاكُم إِلَينا كُلَّهُ
عَدواً وَمَرقَصَةً فَلَمّا قَرَّبوا
طَعَنوا بِمُرّانِ الوَشيجِ فَما تَرى
خَلفَ الأَسِنَّةِ غَيرَ عِرقٍ يَشخَبُ
وَتَبَدَّلوا اليَعبوبَ بَعدَ إِلَهِهِم
صَنَماً فَقَرّوا يا جَديلَ وَأَعذِبوا
إِن تَقتُلوا مِنّا ثَلاثَةَ فِتيَةٍ
فَلِمَن بِساحوقَ الرَعيلُ المُطنِبُ
فَبِحَمدِ حَيِّهِمُ وَحَمدِ قَبيلِهِم
إِذ طالَ يَومُهُمُ وَعابَ العُيَّبُ
إِنّي اِمرُؤٌ في الناسِ لَيسَ لَهُ أَخٌ
إِمّا يُسَرُّ بِهِ وَإِمّا يُغضَبُ
وَإِذا أَخوكَ تَرَكتَهُ وَأَخا اِمرِئٍ
أَودى أَخوكَ وَكُنتَ أَنتَ تَتَبَّبُ
فَلتَعزِفِ القَيناتُ فَوقَ رُؤوسِهِم
وَشَرابُهُم ذو فَضلَةٍ وَمُحَنَّبُ
بَل لا مَحالَةَ مِن لِقاءِ فَوارِسٍ
كَرَمٍ مَتى يُدعَوا لِرَوعٍ يَركَبوا
شُمٍّ كَأَنَّ سَنا القَوانِسِ فَوقَهُم
نارٌ عَلى شَرَفِ اليَفاعِ تَلَهَّبُ
تَمشي بِهِم أُدمٌ تَئِطُّ نُسوعُها
خوصٌ كَما يَمشي الهِجانُ الرَبرَبُ
وَهُمُ قَدِ اِتَّخَذوا الحَديدَ حَقائِباً
وَخِلالَهُم أُدمُ المَراكِلِ تُجنَبُ
مِن كُلِّ مَمسودِ السَراةِ مُقَلِّصٍ
قَد شَفَّهُ طولُ القِيادِ وَأَلغَبوا
وَطِمِرَّةٍ كَالسيدِ يَعلو فَوقَها
ضِرغامَةٌ عَبلُ المَناكِبِ أَغلَبُ
وَلَقَد شَبَبنا بِالجِفارِ لِدارِمٍ
ناراً بِها طَيرُ الأَشائِمِ يَنعَبُ
وَلَقَد تَقادَمَ بِالنِسارِ لِعامِرٍ
يَومٌ لَهُم مِنّا هُناكَ عَصَبصَبُ
حَتّى سَقَيناهُم بِكَأسٍ مُرَّةٍ
فيها المُثَمَّلُ ناقِعاً فَليَشرَبوا
بِمُعَضِّلٍ لَجِبٍ كَأَنَّ عُقابَهُ
في رَأسِ خُرصٍ طائِرٌ يَتَقَلَّبُ
وَلَقَد أَتانا عَن تَميمٍ أَنَّهُم
ذَئِروا لِقَتلى عامِرٍ وَتَغَضَّبوا
رَغمٌ لِأَنفِ أَبيكَ عِندي ضائِعٌ
إِنّي يَهونُ عَلَيَّ أَن لا يُعتَبوا
وَغَداةَ صَبَّحنَ الجِفارَ عَوابِساً
يَهدي أَوائِلَهُنَّ شُعثٌ شُزَّبُ
لَمّا رَأَونا وَالمَغاوِلُ وَسطَهُم
وَالخَيلُ تَبدو تارَةً وَتَغَيَّبُ
وَلَّوا وَهُنَّ يَجُلنَ في آثارِهِم
شَلَلاً وَبالَطناهُمُ فَتَكَبكَبوا
سائِل بِنا حُجرَ بنَ أُمِّ قَطامِ إِذ
ظَلَّت بِهِ السُمرُ النَواهِلُ تَلعَبُ
صَبراً عَلى ما كانَ مِن حُلَفائِنا
مِسكٌ وَغِسلٌ في الرُؤوسِ يُشَيَّبُ
فَليَبكِهِم مَن لا يَزالُ نِساؤُهُ
يَومَ الحِفاظِ يَقُلنَ أَينَ المَهرَبُ
الابرص
الحمدان
04-28-2024, 04:56 PM
تَذَكَّرتُ أَهلي الصالِحينَ بِمَلحوبِ
فَقَلبي عَلَيهِم هالِكٌ جِدَّ مَغلوبِ
تَذَكَّرتُ أَهلَ الخَيرِ وَالباعِ وَالنَدى
وَأَهلَ عِتاقِ الجُردِ وَالبِرِّ وَالطيبِ
تَذَكَّرتُهُم ما إِن تَجِفُّ مَدامِعي
كَأَن جَدوَلٌ يَسقي مَزارِعَ مَخروبِ
وَبَيتٍ يَفوحُ المِسكُ مِن حُجُراتِهِ
تَسَدَّيتُهُ مِن بَينِ سِرٍّ وَمَخطوبِ
وَمُسمِعَةٍ قَد أَصحَلَ الشُربُ صَوتَها
تَأَوّى إِلى أَوتارِ أَجوَفَ مَحنوبِ
شَهِدتُ بِفِتيانٍ كِرامٍ عَلَيهِمُ
حِباءَ لِمَن يَنتابُهُم غَيرُ مَحجوبِ
وَخِرقٍ مِنَ الفِتيانِ أَكرَمَ مَصدِقاً
مِنَ السَيفِ قَد آخَيتُ لَيسَ بِمَذروبِ
فَأَصبَحَ مِنّي كُلُّ ذَلِكَ قَد مَضى
فَأَيُّ فَتىً في الناسِ لَيسَ بِمَكذوبِ
وَقَد أَغتَدي في القَومِ تَحتي شِمِلَّةٌ
بِطِرفٍ مِنَ السيدانِ أَجرَدَ مَنسوبِ
كُمَيتٍ كَشاةِ الرَملِ صافٍ أَديمُهُ
مُفِجِّ الحَوامي جُرشُعٍ غَيرِ مَخشوبِ
وَخَيلٍ كَأَسرابِ القَطا قَد وَزَعتُها
بِخَيفانَةٍ تَنمي بِساقٍ وَعُرقوبِ
وَخَرقٍ تَصيحُ الهامُ فيهِ مَعَ الصَدى
مَخوفٍ إِذا ما جَنَّهُ اللَيلُ مَرهوبِ
قَطَعتُ بِصَهباءِ السَراةِ شِمِلَّةٍ
تَزِلُّ الوَلايا عَن جَوانِبِ مَكروبِ
لَها قَمَعٌ تَذري بِهِ الكورَ تامِكٌ
إِلى حارِكٍ تَأوي إِلى الصُلبِ مَنصوبِ
إِذا حَرَّكَتها الساقُ قُلتَ نَعامَةٌ
وَإِن زُجِرَت يَوماً فَلَيسَت بِرُعبوبِ
تَرى المَرءَ يَصبو لِلحَياةِ وَطولِها
وَفي طولِ عَيشِ المَرءِ أَبرَحُ تَعذيبِ
الابرص
الحمدان
04-28-2024, 04:56 PM
لِمَن طَلَلٌ لَم يَعفُ مِنهُ المَذانِبُ
فَجَنبا حِبِرٍّ قَد تَعَفّى فَواهِبُ
دِيارُ بَني سَعدِ بنِ ثَعلَبَةَ الأولى
أَذاعَ بِهِم دَهرٌ عَلى الناسِ رائِبُ
فَأَذهَبَهُم ما أَذهَبَ الناسَ قَبلَهُم
ضِراسُ الحُروبِ وَالمَنايا العَواقِبُ
أَلا رُبَّ حَيٍّ قَد رَأَينا هُنالِكُم
لَهُم سَلَفٌ تَزوَرُّ مِنهُ المَقانِبُ
فَأَقبِل عَلى أَفواقِ مالَكَ إِنَّما
تَكَلَّفتَ مِل أَشياءِ ما هُوَ ذاهِبُ
الحمدان
04-28-2024, 04:57 PM
لِمَنِ الدارُ أَقفَرَت بِالجَنابِ
غَيرَ نُؤيٍ وَدِمنَةٍ كَالكِتابِ
غَيَّرَتها الصَبا وَنَفحُ جَنوبٍ
وَشَمالٍ تَذرو دُقاقَ التُرابِ
فَتَراوَحنَها وَكُلُّ مُلِثٍّ
دائِمِ الرَعدِ مُرجَحِنِّ السَحابِ
أَوحَشَت بَعدَ ضُمَّرٍ كَالسَعالي
مِن بَناتِ الوَجيهِ أَو حَلّابِ
وَمُراحٍ وَمُسرَحٍ وَحُلولٍ
وَرَعابيبَ كَالدُمى وَقِبابِ
وَكُهولٍ ذَوي نَدىً وَحُلومٍ
وَشَبابٍ أَنجادِ غُلبِ الرِقابِ
هَيَّجَ الشَوقَ لي مَعارِفُ مِنها
حينَ حَلَّ المَشيبُ دارَ الشَبابِ
أَوطَنَتها عُفرُ الظِباءِ وَكانَت
قَبلُ أَوطانَ بُدَّنٍ أَترابِ
خُرَّدٍ بَينَهُنَّ خَودٌ سَبَتني
بِدَلالٍ وَهَيَّجَت أَطرابي
صَعدَةٌ ما عَلا الحَقيبَةَ مِنها
وَكَثيبٌ ما كانَ تَحتَ الحِقابِ
إِنَّنا إِنَّما خُلِقنا رُؤوساً
مَن يُسَوّي الرُؤوسَ بِالأَذنابِ
لا نَقي بِالأَحسابِ مالاً وَلَكِن
نَجعَلُ المالَ جُنَّةَ الأَحسابِ
وَنَصُدُّ الأَعداءَ عَنّا بِضَربٍ
ذي خِذامٍ وَطَعنِنا بِالحِرابِ
وَإِذا الخَيلُ شَمَّرَت في سَنا الحَر
بِ وَصارَ الغُبارُ فَوقَ الذُؤابِ
وَاِستَجارَت بِنا الخُيولُ عِجالاً
مُثقَلاتِ المُتونِ وَالأَصلابِ
مُصغِياتِ الخُدودِ شُعثَ النَواصي
في شَماطيطِ غارَةٍ أَسرابِ
مُسرِعاتٍ كَأَنَّهُنَّ ضِراءٌ
سَمِعَت صَوتَ هاتِفٍ كَلّابِ
لاحِقاتِ البُطونِ يَصهِلنَ فَخراً
قَد حَوَينَ النِهابَ بَعدَ النِهابِ
الابرص
الحمدان
04-28-2024, 04:57 PM
أَتوعِدُ أُسرَتي وَتَرَكتَ حُجراً
يُريغُ سَوادَ عَينَيهِ الغُرابُ
أَبَوا دينَ المُلوكِ فَهُم لِقاحٌ
إِذا نُدِبوا إِلى حَربٍ أَجابوا
فَلَو أَدرَكتَ عِلباءَ بنَ قَيسٍ
قَنِعتَ مِنَ الغَنيمَةِ بِالإِيابِ
الحمدان
04-28-2024, 04:58 PM
نَأَتكَ سُلَيمى فَالفُؤادُ قَريحُ
وَلَيسَ لِحاجاتِ الفُؤادِ مُريحُ
إِذا ذُقتَ فاها قُلتَ طَعمُ مُدامَةٍ
مُشَعشَعَةٍ تُرخي الإِزارَ قَديحُ
بِماءِ سَحابٍ في أَباريقِ فِضَّةٍ
لَها ثَمَنٌ في البايِعينَ رَبيحُ
تَأَمَّل خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
يَمانِيَّةٍ قَد تَغتَدي وَتَروحُ
كَعَومِ السَفينِ في غَوارِبِ لُجَّةٍ
تُكَفِّئُها في ماءِ دِجلَةَ ريحُ
جَوانِبُها تَغشى المَتالِفَ أَشرَفَت
عَلَيهِنَّ صُهبٌ مِن يَهودَ جُنوحُ
وَقَد أَغتَدي قَبلَ الغَطاطِ وَصاحِبي
أَمينُ الشَظا رِخوُ اللَبانِ سَبوحُ
إِذا حَرَّكَتهُ الساقُ قُلتَ مُجَنَّبٌ
غَضيضٌ غَذَتهُ عَهدَةٌ وَسُروحُ
مَراتِعُهُ القيعانُ فَردٌ كَأَنَّهُ
إِذا ما تُماشيهِ الظِباءُ نَطيحُ
فَهاجَ لَهُ حَيٌّ غَداةً فَأَوسَدوا
كِلاباً فَكُلُّ الضارِياتِ يُشيحُ
إِذا خافَ مِنهُنَّ اللِحاقَ نَمَت بِهِ
قَوائِمُ حَمشاتُ الأَسافِلِ روحُ
وَقَد أَترُكُ القِرنَ الكَمِيَّ بِصَدرِهِ
مُشَلشِلَةٌ فَوقَ النِطاقِ تَفوحُ
دَفوعٌ لِأَطرافِ الأَنامِلِ ثَرَّةٌ
لَها بَعدَ إِشرافِ العَبيطِ نَشيحُ
إِذا جاءَ سِربٌ مِن ظِباءٍ يَعُدنَهُ
تَبادَرنَ شَتّى كُلُّهُنَّ تَنوحُ
الابرص
الحمدان
04-28-2024, 04:58 PM
يا صاحِ مَهلاً أَقِلَّ العَذلَ يا صاحِ
وَلا تَكونَنَّ لي بِاللائِمِ اللاحي
حَلَفتُ بِاللَهِ إِنَّ اللَهَ ذو نِعَمٍ
لِمَن يَشاءُ وَذو عَفوٍ وَتَصفاحِ
ما الطَرفُ مِنّي إِلى ما لَستُ أَملِكُهُ
مِمّا بَدا لي بِباغي اللَحظِ طَمّاحِ
وَلا أُجالِسُ صُبّاحاً أُحادِثُهُ
حَديثَ لَغوٍ فَما جِدّي بِصُبّاحِ
إِذا اِتَّكَوا فَأَدارَتها أَكُفُّهُمُ
صِرفاً تُدارُ بِأَكواسٍ وَأَقداحِ
إِنّي لَأَخشى الجَهولَ الشَكسَ شيمَتُهُ
وَأَتَّقي ذا التُقى وَالحِلمِ بِالراحِ
وَلا يُفارِقُني ما عِشتُ ذو حَقَبٍ
نَهدُ القَذالِ جَوادٌ غَيرُ مِلواحِ
أَو مُهرَةٌ مِن عِتاقِ الخَيلِ سابِحَةٌ
كَأَنَّها سَحقُ بُردٍ بَينَ أَرماحِ
وَمَهمَهٍ مُقفِرِ الأَعلامِ مُنجَرِدٍ
نائي المَناهِلِ جَدبِ القاعِ مِنزاحِ
أَجَزتُهُ بِعَلَنداةٍ مُذَكَّرَةٍ
كَالعَيرِ مَوّارَةِ الضَبعَينِ مِمراحِ
وَقَد تَبَطَّنتُ مِثلَ الرِئمِ آنِسَةً
رُؤدَ الشَبابِ كَعاباً ذاتَ أَوضاحِ
تُدفي الضَجيعَ إِذا يَشتو وَتُخصِرُهُ
في الصَيفِ حينَ يَطيبُ البَردُ لِلصاحي
تَخالُ ريقَ ثَناياها إِذا اِبتَسَمَت
كَمِزجِ شُهدٍ بِأُترُجٍّ وَتُفّاحِ
كَأَنَّ سُنَّتَها في كُلِّ داجِيَةٍ
حينَ الظَلامُ بَهيمٌ ضَوءُ مِصباحِ
إِنّي وَجَدِّكَ لَو أَصلَحتُ ما بِيَدي
لَم يَحمَدِ الناسُ بَعدَ المَوتِ إِصلاحي
أَشري التِلادَ بِحَمدِ الجارِ أَبذُلُهُ
حَتّى أَصيرَ رَميماً تَحتَ أَلواحِ
بَعدَ الظَلالِ إِذا وُسِّدتُ حَثحَثَةً
في قَعرِ مُظلِمَةِ الأَرجاءِ مِكلاحِ
أَو صِرتُ ذا بومَةٍ في رَأسِ رابِيَةٍ
أَو في قَرارٍ مِنَ الأَرضينَ قِرواحِ
كَم مِن فَتىً مِثلِ غُصنِ البانِ في كَرَمٍ
مَحضِ الضَريبَةِ صَلتِ الخَدِّ وَضّاحِ
فارَقتُهُ غَيرَ قالٍ لي وَلَستُ لَهُ
بِالقالِ أَصبَحَ في مَلحودَةٍ ناحي
هَل نَحنُ إِلّا كَأَجسادٍ تَمُرُّ بِها
تَحتَ التُرابِ وَأَرواحٍ كَأَرواحِ
الابرص
الحمدان
04-28-2024, 04:58 PM
هَبَّت تَلومُ وَلَيسَت ساعَةَ اللاحي
هَلّا اِنتَظَرتِ بِهَذا اللَومُ إِصباحي
قاتَلَها اللَهُ تَلحاني وَقَد عَلِمَت
أَنَّ لِنَفسِيَ إِفسادي وَإِصلاحي
كانَ الشَبابُ يُلَهّينا وَيُعجِبُنا
فَما وَهَبنا وَلا بِعنا بِأَرباحِ
إِن أَشرَبِ الخَمرَ أَو أُرزَأَ لَها ثَمَناً
فَلا مَحالَةَ يَوماً أَنَّني صاحي
وَلا مَحالَةَ مِن قَبرٍ بِمَحنِيَةٍ
وَكَفَنٍ كَسَراةِ الثَورِ وَضّاحِ
يا مَن لِبَرقٍ أَبيتُ اللَيلَ أَرقُبُهُ
مِن عارِضٍ كَبَياضِ الصُبحِ لَمّاحِ
دانٍ مُسِفٍّ فُوَيقَ الأَرضِ هَيدَبُهُ
يَكادُ يَدفَعُهُ مَن قامَ بِالراحِ
فَمَن بِنَجوَتِهِ كَمَن بِمَحفِلِهِ
وَالمُستَكِنُّ كَمَن يَمشي بِقِرواحِ
كَأَنَّ رَيَّقَهُ لَمّا عَلا شَطِباً
أَقرابُ أَبلَقَ يَنفي الخَيلَ رَمّاحِ
فَاِلتَجَّ أَعلاهُ ثُمَّ اِرتَجَّ أَسفَلُهُ
وَضاقَ ذَرعاً بِحَملِ الماءِ مُنصاحِ
كَأَنَّما بَينَ أَعلاهُ وَأَسفَلِهِ
رَيطٌ مُنَشَّرَةٌ أَو ضَوءُ مِصباحِ
كَأَنَّ فيهِ عِشاراً جِلَّةً شُرُفاً
شُعثاً لَهاميمَ قَد هَمَّت بِإِرشاحِ
بُحّاً حَناجِرُها هُدلاً مَشافِرُها
تُسيمُ أَولادَها في قَرقَرٍ ضاحي
هَبَّت جَنوبٌ بِأولاهُ وَمالَ بِهِ
أَعجازُ مُزنٍ يَسُحُّ الماءَ دَلّاحِ
فَأَصبَحَ الرَوضُ وَالقيعانُ مُمرِعَةً
مِن بَينِ مُرتَفِقٍ فيهِ وَمُنطاحِ
الابرص
الحمدان
04-28-2024, 04:59 PM
أُوَصّي بَنِيَّ وَأَعمامَهُم
بِأَنَّ المَنايا لَهُم راصِدَه
لَها مُدَّةٌ فَنُفوسُ العِبادِ
إِلَيها وَإِن جَهَدوا قاصِدَه
فَوَاللَهِ إِن عِشتُ ما سَرَّني
وَإِن مِتُّ ما كانَتِ العائِدَه
الابرص
الحمدان
04-28-2024, 04:59 PM
دَعا مَعاشِرَ فَاِستَكَّت مَسامِعُهُم
يا لَهفَ نَفسِيَ لَو تَدعو بَني أَسَدِ
تَدعو إِذاً حامِيَ الكُماةِ لا كَسِلاً
إِذا السُيوفُ بِأَيدي القَومِ كَالوَقَدِ
لَو هُم حُماتُكَ بِالمَحمى حَمَوكَ وَلَم
تُترَك لِيَومٍ أَقامَ الناسَ في كَبَدِ
كَما حَمَيناكَ يَومَ النَعفِ مِن شَطِبٍ
وَالفَضلُ لِلقَومِ مِن ريحٍ وَمِن عَدَدِ
أَو لَأَتَوكَ بِجَمعٍ لا كِفاءَ لَهُ
قَومٍ هُمُ القَومُ في الأَنأى وَفي البُعُدِ
بِجَحفَلٍ كَبَهيمِ اللَيلِ مُنتَجِعٍ
أَرضَ العَدوِّ لُهامٍ وافِرِ العَدَدِ
القائِدُ الخَيلَ تَردي في أَعِنَّتِها
وِردَ القَطا هَجَّرَت ظِمأً إِلى الثَمَدِ
مِن كُلِّ عِجلِزَةٍ بادٍ نَواجِذُها
عَلى اللِجامِ تُباري الرَكبَ في عَنَدِ
وَكُلِّ أَجرَدَ قَد مالَت رِحالَتُهُ
نَهدِ المَراكِلِ فَعمٍ ناتِئِ الكَتَدِ
حَتّى تَعاطَينَ غَسّاناً فَحَربَهُمُ
يَومَ المُرارِ وَلَم يَلوُوا عَلى أَحَدِ
لَمّا رَأوكَ وَبُلجُ البيضِ وَسطَهُمُ
وَكُلُّ مُطَّرِدِ الأُنبوبِ كَالمَسَدِ
غَوَّت بَنو أَسَدٍ غَسّانَ أَمرَهُمُ
وَقَلَّ ما وَقَفَت غَسّانُ لِلرَشدِ
الابرص
الحمدان
04-28-2024, 05:00 PM
إِنَّ الحَوادِثَ قَد يَجيءُ بِها الغَدُ
وَالصُبحُ وَالإِمساءُ مِنها مَوعِدُ
وَالناسُ يَلحَونَ الأَميرَ إِذا غَوى
خَطبَ الصَوابِ وَلا يُلامُ المُرشَدُ
وَالمَرءُ مِن رَيبِ المَنونِ بِغِرَّةٍ
وَعَدا العَداءُ وَلا تُوَدَّعُ مَهدَدُ
أُدمانَةٌ تَرِدُ البَريرَ بِغيلِها
تَقرو مَسارِبَ أَيكَةٍ وَتَرَدَّدُ
وَخَلا عَلَيها ما يُفَزِّعُ وِردَها
إِلّا الحَمامُ دَعا بِهِ وَالهُدهُدُ
فَدَعا هَديلاً ساقُ حُرٍّ ضَحوَةً
فَدَنا الهَديلُ لَهُ يَصُبُّ وَيَصعَدُ
زَعَمَ الأَحِبَّةُ أَنَّ رِحلَتَنا غَداً
وَبِذاكَ خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسوَدُ
فَاِقطَع لُبانَتَهُم بِذاتِ بُرايَةٍ
أُجُدٍ إِذا وَنَتِ الرِكابُ تَزَيَّدُ
وَكَأَنَّ أَقتادي تَضَمَّنَ نِسعَها
مِن وَحشِ أورالٍ هَبيطٌ مُفرَدُ
باتَت عَلَيهِ لَيلَةٌ رَجَبِيَّةٌ
نَصباً تَسُحُّ الماءَ أَو هِيَ أَسوَدُ
يَنفي بِأَطرافِ الأَلاءِ شَفيفَها
فَغَدا وَكُلُّ خَصيلِ عُضوٍ يُرعَدُ
كَالكَوكَبِ الدِرّيءِ يَشرَقُ مَتنُهُ
خَرِصاً خَميصاً صُلبُهُ يَتَأَوَّدُ
في رَوضَةٍ ثَلَجَ الرَبيعُ قَرارَها
مَولِيَّةٍ لَم يَستَطِعها الرُوَّدُ
وَبَدا لِكَوكَبِها صَعيدٌ مِثلَ ما
ريحَ العَبيرُ عَلى المَلابِ الأَصفَدُ
وَإِذا سَرَيتَ سَرَت أَموناً رَسلَةً
وَإِذا تُكَلِّفُها الهَواجِرَ تُصخِدُ
وَإِلى شَراحيلَ الهُمامِ بِنَصرِهِ
نَصرَ الأَشاءَ سَرِيُّهُ مُستَرغَدُ
مَن سَيبُهُ سَحُّ الفُراتِ وَحَملُهُ
يَزِنُ الجِبالَ وَنَيلُهُ لا يَنفَدُ
الابرص
الحمدان
04-28-2024, 05:00 PM
طافَ الخَيالُ عَلَينا لَيلَةَ الوادي
لِآلِ أَسماءَ لَم يُلمِم لِميعادِ
أَنّى اِهتَدَيتَ لِرَكبٍ طالَ سَيرُهُمُ
في سَبسَبٍ بَينَ دَكداكٍ وَأَعقادِ
يُكَلِّفونَ سُراها كُلَّ يَعمَلَةٍ
مِثلَ المَهاةِ إِذا ما اِحتَثَّها الحادي
أَبلِغ أَبا كَرِبٍ عَنّي وَأُسرَتَهُ
قَولاً سَيَذهَبُ غَوراً بَعدَ إِنجادِ
يا عَمروُ ما راحَ مِن قَومٍ وَلا اِبتَكَروا
إِلّا وَلِلمَوتِ في آثارِهِم حادي
فَإِن رَأَيتَ بِوادٍ حَيَّةً ذَكَراً
فَاِمضِ وَدَعني أُمارِس حَيَّةَ الوادي
لَأَعرِفَنَّكَ بَعدَ المَوتِ تَندُبُني
وَفي حَياتِيَ ما زَوَّدتَني زادي
إِنَّ أَمامَكَ يَوماً أَنتَ مُدرِكُهُ
لا حاضِرٌ مُفلِتٌ مِنهُ وَلا بادي
فَاِنظُر إِلى فيءِ مُلكٍ أَنتَ تارِكُهُ
هَل تُرسَيَنَّ أَواخيهِ بِأَوتادِ
إِذهَب إِلَيكَ فَإِنّي مِن بَني أَسَدٍ
أَهلِ القِبابِ وَأَهلِ الجُردِ وَالنادي
قَد أَترُكُ القِرنَ مُصفَرّاً أَنامِلُهُ
كَأَنَّ أَثوابَهُ مُجَّت بِفِرصادِ
أَوجَرتُهُ وَنَواصي الخَيلِ شاحِبَةٌ
سَمراءَ عامِلُها مِن خَلفِهِ بادي
الابرص
الحمدان
04-28-2024, 05:01 PM
لِمَن دِمنَةٌ أَقوَت بِحَرَّةِ ضَرغَدِ
تَلوحُ كَعُنوانِ الكِتابِ المُجَدَّدِ
لِسَعدَةَ إِذ كانَت تُثيبُ بِوُدِّها
وَإِذ هِيَ لا تَلقاكَ إِلّا بِأَسعُدِ
وَإِذ هِيَ حَوراءُ المَدامِعِ طَفلَةٌ
كَمِثلِ مَهاةٍ حُرَّةٍ أُمِّ فَرقَدِ
تُراعي بِهِ نَبتَ الخَمائِلِ بِالضُحى
وَتَأوي بِهِ إِلى أَراكٍ وَغَرقَدِ
وَتَجعَلُهُ في سِربِها نُصبَ عَينِها
وَتَثني عَلَيهِ الجيدَ في كُلِّ مَرقَدِ
فَقَد أَورَثَت في القَلبِ سُقماً يَعودُهُ
عِياداً كَسُمِّ الحَيَّةِ المُتَرَدِّدِ
غَداةَ بَدَت مِن سِترِها وَكَأَنَّما
تُحَفُّ ثَناياها بِحالِكِ إِثمِدِ
وَتَبسِمُ عَن عَذبِ اللِثاتِ كَأَنَّهُ
أَقاحي الرُبى أَضحى وَظاهِرُهُ نَدِ
فَإِنّي إِلى سُعدى وَإِن طالَ نَأيُها
إِلى نَيلِها ما عِشتُ كَالحائِمِ الصَدي
إِذا كُنتَ لَم تَعبَء بِرَأيٍ وَلَم تُطِع
لِنُصحٍ وَلا تُصغي إِلى قَولِ مُرشِدِ
فَلا تَتَّقي ذَمَّ العَشيرَةِ كُلَّها
وَتَدفَعُ عَنها بِاللِسانِ وَبِاليَدِ
وَتَصفَحُ عَن ذي جَهلِها وَتَحوطُها
وَتَقمَعُ عَنها نَخوَةَ المُتَهَدِّدِ
وَتَنزِلُ مِنها بِالمَكانِ الَّذي بِهِ
يُرى الفَضلُ في الدُنيا عَلى المُتَحَمِّدِ
فَلَستَ وَإِن عَلَّلتَ نَفسَكَ بِالمُنى
بِذي سودَدٍ بادٍ وَلا كَربِ سَيِّدِ
لَعَمرُكَ ما يَخشى الخَليطُ تَفَحُّشي
عَلَيهِ وَلا أَنأى عَلى المُتَوَدِّدِ
وَلا أَبتَغي وُدَّ اِمرِئٍ قَلَّ خَيرُهُ
وَلا أَنا عَن وَصلِ الصَديقِ بِأَصيَدِ
وَإِنّي لَأُطفي الحَربَ بَعدَ شُبوبِها
وَقَد أُقِدَت لِلغَيِّ في كُلِّ مَوقِدِ
فَأَوقَدتُها لِلظالِمِ المُصطَلي بِها
إِذا لَم يَزَعهُ رَأيُهُ عَن تَرَدُّدِ
وَأَغفِرُ لِلمَولى هَناةً تُريبُني
فَأَظلِمُهُ ما لَم يَنَلني بِمَحقِدي
وَمَن رامَ ظُلمي مِنهُمُ فَكَأَنَّما
تَوَقَّصَ حيناً مِن شَواهِقِ صِندِدِ
وَإِنّي لَذو رَأيٍ يُعاشُ بِفَضلِهِ
وَما أَنا مِن عِلمِ الأُمورِ بِمُبتَدي
إِذا أَنتَ حَمَّلتَ الخَؤونَ أَمانَةً
فَإِنَّكَ قَد أَسنَدتَها شَرَّ مُسنَدِ
وَجَدتُ خَؤونَ القَومِ كَالعُرِّ يُتَّقى
وَما خِلتُ غَمَّ الجارِ إِلّا بِمَعهَدي
وَلا تُظهِرَن حُبَّ اِمرِئٍ قَبلَ خُبرِهِ
وَبَعدَ بَلاءِ المَرءِ فَاِذمُم أَوِ اِحمَدِ
وَلا تَتبَعَنَّ رَأيَ مَن لَم تَقُصُّهُ
وَلَكِن بِرَأيِ المَرءِ ذي اللُبِّ فَاِقتَدِ
وَلا تَزهَدَن في وَصلِ أَهلِ قَرابَةٍ
لِذُخرٍ وَفي وَصلِ الأَباعِدِ فَاِزهَدِ
وَإِن أَنتَ في مَجدٍ أَصَبتَ غَنيمَةً
فَعُد لِلَّذي صادَفتَ مِن ذاكَ وَاِزدَدِ
تَزَوَّد مِنَ الدُنيا مَتاعاً فَإِنَّهُ
عَلى كُلِّ حالٍ خَيرُ زادِ المُزَوِّدِ
تَمَنّى مُرَيءُ القَيسِ مَوتي وَإِن أَمُت
فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بِأَوحَدِ
لَعَلَّ الَّذي يَرجو رَدايَ وَميتَتي
سَفاهاً وَجُبناً أَن يَكونَ هُوَ الرَدي
فَما عَيشُ مَن يَرجو هَلاكي بِضائِري
وَلا مَوتُ مَن قَد ماتَ قَبلي بِمُخلِدي
وَلِلمَرءِ أَيّامٌ تُعَدُّ وَقَد رَعَت
حِبالُ المَنايا لِلفَتى كُلَّ مَرصَدِ
مَنِيَّتُهُ تَجري لِوَقتٍ وَقَصرُهُ
مُلاقاتُها يَوماً عَلى غَيرِ مَوعِدِ
فَمَن لَم يَمُت في اليَومِ لا بُدَّ أَنَّهُ
سَيَعلَقُهُ حَبلُ المَنِيَّةِ في غَدِ
فَقُل لِلَّذي يَبغي خِلافَ الَّذي مَضى
تَهَيَّء لِأُخرى مِثلِها فَكَأَن قَدِ
فَإِنّا وَمَن قَد بادَ مِنّا فَكَالَّذي
يَروحُ وَكَالقاضي البَتاتِ لِيَغتَدي
الابرص
الحمدان
04-28-2024, 06:54 PM
يا راعيَ الوُدّ الذي أفعالُهُ
تُغني بظاهرِ أمرِها عن نَعتِها
لو كنتَ حيّاً ما قَطعتُك فاعتذِرْ
عني إليكَ لخُلّةٍ بأمَتّها
فالأرْضُ تَعلَمُ أنّني مُتَصرّفٌ
من فوْقِها وكأنّني من تَحتِها
غَدَرَتْ بيَ الدّنيا وكلُّ مصاحبٍ
صاحبتُهُ غَدْرَ الشّمالِ بأُختِها
شُغفتْ بوامقِها الحَريصِ وأظهرَتْ
مَقتي لِما أظهَرْتُهُ من مَقتِها
لا بُدّ للحَسناءِ من ذامٍ ولا
ذامٌ لنَفسِي غَيرَ سَيّئِ بَخْتِها
ولقد شرِكتُكَ في أساكَ مُشاطِراً
وحَللتُ في وادي الهمومِ وخَبتِها
وكرِهتُ من بعدِ الثلاثِ تجَشُّمي
طُرُقَ العزاءِ على تغيّرِ سَمتِها
وعليّ أنْ أقضِي صَلاتي بَعدما
فاتَتْ إذا لم آتِها في وَقْتِها
إنّ الصّروفَ كما علِمتَ صَوَامتٌ
عَنّا وكل عبارَةٍ في صَمتِها
مُتَفَقّهٌ للدّهرِ إنْ تَسْتَفْتِهِ
نَفسُ امرئٍ عن جُرمه لا يُفْتِها
وتكونُ كالوَرَقِ الذّنوبُ على الفتى
ومُصابُهُ ريحٌ تهُبّ لِحَتّها
جازاكَ رَبّكَ بالجِنانِ فهَذِهِ
دارٌ وإنْ حَسُنَتْ تغُرّ بسُحتِها
ضَلّ الذي قال البلادُ قديمةٌ
بالطّبعِ كانتْ والأنامُ كنَبتِها
وأمامنا يوْمٌ تقُومُ هُجُودُهُ
من بَعدِ إبلاءِ العِظامِ ورَفْتِها
لا بُدّ للزّمَنِ المُسيءِ بنا إذا
قَوِيَتْ حبالُ أُخوّةٍ من بتّها
فاللّهُ يَرْحَمُ مَن مضَى مُتَفَضِّلاً
ويقيك من جَزل الخطوب وشَختِها
ويُطيلُ عمركَ للصّديق فطولُهُ
سبَبٌ إلى غَيظِ العُداةِ وكَبتِها
ابو العلاء المعري
الحمدان
04-28-2024, 06:54 PM
خُلُوُّ فؤادي بالمَوَدّةِ إخْلالُ
وإبْلاءُ جِسمي في طِلابِكِ إبْلالُ
ولي حاجةٌ عنْد المنيّةِ فَتْكُها
برُوحيَ والأهواءُ مُذْ كُنّ أهْوالُ
إذا مُتُّ لم أحْفِلْ أبالشأم حُفْرَةٌ
حَوَتْنيَ أم ريمٌ برَيْمانَ مُنْهالُ
على أنّ قَلْبي آنِسٌ أنْ يُقال لي
إلى آلِ هذا القبر يَدفِنُك الآلُ
دعا اللّهُ أُمّاً لَيْتَ أنّي أمامَها
دُعيتُ ولو أنّ الهواجِرَ آصالُ
مضَتْ وكأنّي مُرْضَعٌ وقد ارْتَقَتْ
بيَ السنُّ حتى شَكْلُ فَودَيّ أشْكالُ
أراني الكَرى أنّي أُصِبْتُ بناجِذٍ
ألا إنّ أحلامَ الرّقادِ لَضُلاّلُ
أجارِحَتِي العُظْمى تُشَبِّه ساهِياً
بِسنٍّ لها في ساحةِ الفَمِ أمْثالُ
وبينَ الرَّدى والنوْم قُرْبَى وَنِسْبَةٌ
وشَتّانَ بُرْءٌ للنّفُوس وإعْلالُ
إذا نِمْتُ لاقَيْتُ الأحِبّةَ بَعدما
طَوَتْهمْ شُهورٌ في الترابِ وأحوالُ
ابو العلاء المعري
الحمدان
04-28-2024, 06:55 PM
إبْقَ في نِعْمَةٍ بَقاءَ الدّهورِ
نافِذَ الأمرِ في جميعِ الأمورِ
خاضِعاتٍ لكَ الكواكبُ تَخْتصْ
ص مَوالِيكَ بالمحَلّ الأثيرِ
لا يُؤثّرْنَ في الوَلِيّ ولا الحا
سِدِ حتى تُشِيرَ بالتّأثيرِ
وتَهَنَّ النُّعْمى السّنيّةَ والْبَسْ
حُلَلَ المَجْدِ والفَعَالِ الخَطيرِ
وتمَتّعْ بنَضْرَةِ العَيْشِ إذْ جَا
ءتْكَ في رَونْقِ الزّمانِ النّضيرِ
خَيْرُ أيْدي الزّمانِ عند بَني الدّنْ
يا أتَتْ في أوَانِ خيرِ الشهورِ
كنتَ موسى وافَتْكَ بنتُ شُعَيْبٍ
غيرَ أنْ ليسَ فيكُما مِنْ فَقِيرِ
لم يكُنْ قَصْرُكَ المُنيفُ ليَسْتَنْ
زِلَ إلاّ أعْلى بناتِ القُصورِ
رَحَلَتْ من فِنائِهِ شُهُبُ الغِلْ
مانِ خوْفاً من ضَوْء فَجْرٍ مُنيرِ
كانَ كالأفْقِ حين هَمّتْ به الشم
سُ تَنَادَتْ نُجومُه بالمَسيرِ
يا لها نِعْمَةً وليسَ ببِدْعٍ
أن تَحُوزَ الشّموسُ رِقَّ البُدورِ
دُرّةٌ من ذُراكَ تَسْكُنُ بحْراً
وكذا الدّرّ ساكنٌ في البُحورِ
أنتَ شمسُ الضّحى فمنكَ يُفيدُال
صّبْحُ ما فيه من ضِياءٍ ونُورِ
قد أتاكَ الرّبيعُ يَفعلُ ما تأ
مُرُهُ فِعْلَ عبدكَ المأمورِ
وكسا الأرضَ خِدْمَةً لكَ يا مَوْ
لاهُ دونَ المُلوكِ خُضْرَ الحريرِ
فهْيَ تَخْتَالُ في زَبَرْجَدةٍ خَضْ
راءَ تُغْدى بلُؤْلُؤٍ مَنْشُورِ
وغدَتْ كلُّ رَبْوَةٍ تشتهي الرّقْ
صَ بثوْبٍ من النّباتِ قَصيرِ
ظَلّ للنّاس يوْمَ عَقْدِك هذا ال
أمْرَ عِيدٌ سمّوه عِيدَ السرورِ
إنْ يكُنْ عِيدُهمْ بغيرِ هِلالٍ
فالهِلالُ المُنيرُ وَجْهُ الأميرِ
راقَهُمْ مَنْظَراً وهَابوهُ خَوْفاً
فهْوَ مِلءُ العُيونِ مِلء الصّدورِ
سَرّ أهلَ الأمصارِ والبَدْوِ حتى
جازَهُمّ عامِداً لأهْلِ القُبورِ
رَدَّ أرواحَهُمْ فلولا حِذارُ اللهِ
قامُوا من قبْلِ يومِ النّشورِ
لا تَسَلْ عن عِداكَ أين اسْتَقَرّوا
لَحِقَ القَوْمُ باللّطيفِ الخَبيرِ
حَلَبٌ للَوليّ جَنْةُ عَدْنٍ
وهْيَ للغادرينَ نارُ سعيرِ
والعَظيمُ العظيمُ يَكبُرُ في عَيْنَيْ
ِه منها قَدْرُ الصّغيرِ الصغيرِ
فقُويْقٌ في أنْفُسِ القَوْمِ بَحْرٌ
وحَصَاةٌ منها تَطِيرُ ثَبِير
عِشتَ حتى يعُودَ أمْسِ لعِلْمي
أنّه لا يَعُودُ بَعْدَ المُرُورِ
فادّعاءُ المُلوكِ غيْرِك إدرا
كَ المَعالي دعْوى شِقاقٍ وزُورِ
ابو علاء المعري
الحمدان
04-28-2024, 06:55 PM
ألا في سبيلِ المَجْدِ ما أنا فاعل
عَفافٌ وإقْدامٌ وحَزْمٌ ونائِل
أعندي وقد مارسْتُ كلَّ خَفِيّةٍ
يُصَدّقُ واشٍ أو يُخَيّبُ سائِل
أقَلُّ صُدودي أنّني لكَ مُبْغِضٌ
وأيْسَرُ هَجْري أنني عنكَ راحل
إذا هَبّتِ النكْباءُ بيْني وبينَكُمْ
فأهْوَنُ شيْءٍ ما تَقولُ العَواذِل
تُعَدّ ذُنوبي عندَ قَوْمٍ كثيرَةً
ولا ذَنْبَ لي إلاّ العُلى والفواضِل
كأنّي إذا طُلْتُ الزمانَ وأهْلَهُ
رَجَعْتُ وعِنْدي للأنامِ طَوائل
وقد سارَ ذكْري في البلادِ فمَن لهمْ
بإِخفاءِ شمسٍ ضَوْؤها مُتكامل
يُهِمّ الليالي بعضُ ما أنا مُضْمِرٌ
ويُثْقِلُ رَضْوَى دونَ ما أنا حامِل
وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانُهُ
لآتٍ بما لم تَسْتَطِعْهُ الأوائل
وأغدو ولو أنّ الصّباحَ صوارِمٌ
وأسْرِي ولو أنّ الظّلامَ جَحافل
وإني جَوادٌ لم يُحَلّ لِجامُهُ
ونِضْوٌ يَمانٍ أغْفَلتْهُ الصّياقل
وإنْ كان في لُبسِ الفتى شرَفٌ له
فما السّيفُ إلاّ غِمْدُه والحمائل
ولي مَنطقٌ لم يرْضَ لي كُنْهَ مَنزلي
على أنّني بين السّماكينِ نازِل
لَدى موْطِنٍ يَشتاقُه كلُّ سيّدٍ
ويَقْصُرُ عن إدراكه المُتناوِل
ولما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً
تجاهلْتُ حتى ظُنَّ أنّيَ جاهل
فوا عَجَبا كم يدّعي الفضْل ناقصٌ
ووا أسَفا كم يُظْهِرُ النّقصَ فاضل
وكيف تَنامُ الطيرُ في وُكُناتِها
وقد نُصِبَتْ للفَرْقَدَيْنِ الحَبائل
يُنافسُ يوْمي فيّ أمسي تَشرّفاً
وتَحسدُ أسْحاري عليّ الأصائل
وطال اعتِرافي بالزمانِ وصَرفِه
فلَستُ أُبالي مًنْ تَغُولُ الغَوائل
فلو بانَ عَضْدي ما تأسّفَ مَنْكِبي
ولو ماتَ زَنْدي ما بَكَتْه الأنامل
إذا وَصَفَ الطائيَّ بالبُخْلِ مادِرٌ
وعَيّرَ قُسّاًً بالفَهاهةِ باقِل
وقال السُّهى للشمس أنْتِ خَفِيّةٌ
وقال الدّجى يا صُبْحُ لونُكَ حائل
وطاوَلَتِ الأرضُ السّماءَ سَفاهَةً
وفاخَرَتِ الشُّهْبُ الحَصَى والجَنادل
فيا موْتُ زُرْ إنّ الحياةَ ذَميمَةٌ
ويا نَفْسُ جِدّي إنّ دهرَكِ هازِل
وقد أغْتَدي والليلُ يَبكي تأسُّفاً
على نفْسِهِ والنَّجْمُ في الغرْبِ مائل
بِريحٍ أُعيرَتْ حافِراً من زَبَرْجَدٍ
لها التّبرُ جِسْمٌ واللُّجَيْنُ خَلاخل
كأنّ الصَّبا ألقَتْ إليَّ عِنانَها
تَخُبّ بسَرْجي مَرّةً وتُناقِل
إذا اشتاقَتِ الخيلُ المَناهلَ أعرَضَتْ
عنِ الماء فاشتاقتْ إليها المناهل
وليْلان حالٍ بالكواكبِ جَوْزُهُ
وآخرُ من حَلْيِ الكواكبِ عاطل
كأنَّ دُجاهُ الهجْرُ والصّبْحُ موْعِدٌ
بوَصْلٍ وضَوْءُ الفجرِ حِبٌّ مُماطل
قَطَعْتُ به بحْراً يَعُبّ عُبابُه
وليس له إلا التَبَلّجَ ساحل
ويُؤنِسُني في قلْبِ كلّ مَخوفَةٍ
حلِيفُ سُرىً لم تَصْحُ منه الشمائل
من الزّنْجِ كَهلٌ شابَ مفرِقُ رأسِه
وأُوثِقَ حتى نَهْضُهُ مُتثاقِل
كأنّ الثرَيّا والصّباحُ يرُوعُها
أخُو سَقْطَةٍ أو ظالعٌ مُتحامل
إذا أنْتَ أُعْطِيتَ السعادة لم تُبَلْ
وإنْ نظرَتْ شَزْراً إليكَ القبائل
تَقَتْكَ على أكتافِ أبطالها القَنا
وهابَتْكَ في أغمادهِنَّ المَناصِل
وإنْ سدّدَ الأعداءُ نحوَكَ أسْهُماً
نكَصْنَ على أفْواقِهِنَّ المَعابل
تَحامى الرّزايا كلَّ خُفّ ومَنْسِم
وتَلْقى رَداهُنَّ الذُّرَى والكواهِل
وتَرْجِعُ أعقابُ الرّماحِ سَليمَةً
وقد حُطِمتْ في الدارعينَ العَوامل
فإن كنْتَ تَبْغي العِزّ فابْغِ تَوَسّطاً
فعندَ التّناهي يَقْصُرُ المُتطاوِل
تَوَقّى البُدورٌ النقصَ وهْيَ أهِلَّةٌ
ويُدْرِكُها النّقْصانُ وهْيَ كوامل
ابو علاء المعري
الحمدان
04-28-2024, 06:56 PM
عظِيمٌ لَعَمْري أنْ يُلِمّ عظيمُ
بآلِ علِيّ والأنامُ سَليمُ
ولكِنّهُمْ أهلُ الحَفائظِ والعُلى
فهُمْ لمُلِمّاتِ الزمانِ خُصومُ
فإنْ باتَ منها فيهمُ وَعْكُ عِلّةٍ
ففيها جِراحٌ منهمُ وكُلُومُ
هَنيئاً لأهلِ العَصْرِ بُرْءُ محَمّدٍ
وإنْ كانَ منهمْ جاهِلٌ وعَليمُ
ألَدُّ بِحَدّيْ سَيْفِهِ وسِنانِهِ
إذا لم يُغَلَّبْ غيرَ ذَيْنِ خَصِيمُ
لكَ اللهُ لا تَذْعَرْ وَليّاً بغَضْبةٍ
لعَلّ له عُذْراً وأنتَ تَلومُ
فلو زارَ أهلَ الخُلْدِ عتْبُكَ زوْرَةً
لأوْهَمَهُمْ أنّ الجِنانَ جَحيمُ
إذا عَصَفَتْ بالرّوْضِ أنفاسُ ناجِرٍ
فأيُّ وَميضٍ للغَمامِ أشيمُ
وهل ليَ في ظِلّ النَّعامِ تَقَيّلٌ
إذا منَعَتْ ظِلَّ الأراكِ سَمومُ
وما كنْتُ أدري أنّ مثلَكَ يشْتكي
ولم يَتَغَيّرْ للرّياحِ نَسيمُ
ولم تُطبِقِ الدنيا الفِجاجَ على الوَرَى
فيَهْلِكَ محمودٌ بها وذَميمُ
فإنْ نالَ منكَ السُّقْمُ حظّاً فطالما
رأيْتُ هِلالَ الأفْقِ وهْوَ سَقيمُ
إذا أدركَ البَيْنُ السِّماكَ ظعَنْتُمُ
وخُوضوا المَنايا والسِّماكُ مُقيمُ
فآلُ الثّرَيّا والفَراقِدِ أنْتُمُ
وإنْ شَبّهَتْكُمْ بالعِبادِ جُسومُ
فإنّ نُجومَ الأرضِ ليس بغائبٍ
سَناها وفي جَوّ السماء نُجومُ
فلَيْتَكَ للأفْلاكِ نورٌ مُخَلَّدٌ
يَزُولُ بنا صَرْفُ الرّدى وتَدومُ
يَراهُ بَنو الدهرِ الأخيرِ بِحالِهِ
كما أبصرتْهُ جُرْهُمٌ وأَمِيمُ
ابو علاء المعري
الحمدان
04-28-2024, 06:56 PM
لقد آنَ أنْ يَثْني الجَموحَ لِجامُ
وأنْ يَمْلِكَ الصّعْبَ الأبيَّ زِمامُ
أيُوعِدُنا بالرّوم ناسٌ وإنّما
همُ النّبْتُ والبِيضُ الرّقاقُ سَوامُ
كأنْ لم يكُن بينَ المَخاضِ وحارِمٍ
كتائِبُ يُشجِينَ الفَلا وخِيامُ
ولم يَجْلِبُوهَا من وَرَاءِ مَلَطْيَةٍ
تَصَدَّعُ أجْبَالٌ بها وإكامُ
كتائِبُ من شَرْقٍ وغرْبٍ تألّبَتْ
فُرادَى أتاها الموتُ وهْيَ تُؤامُ
غَرائبُ دُرّ جُمّعَتْ ثُمّ ضُيّعَتْ
وقد ضَمّ سِلْكٌ شَمْلَها ونِظامُ
بيوْمٍ كأنّ الشمسَ فيه خَريدَةٌ
عليها من النّقْعِ الأحَمّ لِثامُ
كأنّهُمُ سَكْرَى أُريقَ عليهِمُ
بَقايا كُؤوسٍ مِلؤهُنّ مُدَامُ
فأضْحَوا حديثاً كالمَنامِ وما انقَضَى
فسِيّانِ منه يَقْظَةٌ ومَنامُ
مَحَلٌّ بأرضِ الشامِ يطْرُدُ أهْلَه
ولكنّهمْ عمّا يقولُ نِيامُ
وقد تَنْطِقُ الأشياءُ وهْيَ صَوَامِتٌ
وما كُلّ نُطْقِ المُخْبِرينَ كلامُ
كفَى بخِضَابِ المَشْرَفيّةِ مُخْبِراً
بأنّ رُؤوساً قد شَقِينَ وهامُ
فإنْ قَعَدَتْ عنه الحوادثُ حِقْبةً
فها هيَ فيما لا تشاء قِيامُ
مَضَى زَمنٌ والعِزّ بانٍ رِواقَه
عليه وسيْفُ الدّهْرِ عنه كَهامُ
وما الدّهرُ إلاّ دولةٌ ثُمّ صَوْلةٌ
وما العَيْشُ إلا صِحّةٌ وسَقامُ
زَمَانَ قَرَوْا بالمَشْرَفيّ ضُيوفَهُمْ
مَآلِكَ قَوْمٍ والكُماةُ صِيامُ
ولو دامَتِ الدُّولاتُ كانوا كغَيرِهمُ
رَعايا ولكِنْ ما لَهُنّ دَوَامُ
وردّوا إليكَ الرُّسْلَ والصّلحُ مُمْكنٌ
وقالوا على غيرِ القِتالِ سلامُ
فلا قوْلَ إلا الضّرْبُ والطّعْنُ عندنا
وَلا رُسْلَ إلا ذابِلٌ وحُسامُ
فإنْ عُدتَ فالمجرُوحُ تُؤسَى جراحُه
وإنْ لم تَعُدْ مُتْنا ونحنُ كِرامُ
فلَسْنا وإن كان البَقاءُ مُحبَبَّاً
بأوّلِ مَن أخْنى عليه حِمامُ
وحُبُّ الفتى طولَ الحياةِ يُذِلّه
وإنْ كان فيه نَخْوَةٌ وعُرامُ
وكُلٌّ يُريدُ العَيْشَ والعيشُ حَتفُه
ويَسْتَعْذِبُ اللذّاتِ وَهْيَ سِمامُ
فلمّا تجلّى الأمرُ قالوا تمَنّياً
ألا لَيْتَ أنّا في التّرابِ رِمامُ
وراموا التي كانت لهُمْ وإليهِمُ
وقد صَعُبَتْ حالٌ وعَزّ مَرامُ
وظنّوكَ ممَنْ يُطفئُ البرْدُ نارَهُ
إذا طَلَعَتْ عند الغُرُوبِ جَهامُ
وأنّك تَثْنِيها قُبالَةَ جِلّقٍ
مَتى لاحَ بَرْقٌ واستَقَلّ غَمامُ
وقالوا شُهُورٌ يَنْقَضِينَ بغَزْوَةٍ
وما عَلِموا أن القُفولَ حَرامُ
لقد حكَموا حُكمَ الجَهول لنفْسِه
روَيْدَهُمُ حتى يَطولَ مَقامُ
وحتى يَزولَ الحَوْلُ عنهمْ ومِثْلُه
ويَذْهَبَ عامٌ بعْد ذاكَ وعامُ
فلولاكَ بعْدَ اللّهِ ما عُرِفَ الندى
ولا ثارَ بينَ الخافِقَينِ قَتامُ
ولا سُلّ في نَصْرِ المكارِمِ صارِمٌ
ولا شُدّ في غَزْوِ العدُوّ حِزامُ
ابو علاء المعري
الحمدان
04-28-2024, 06:56 PM
يا ساهِرَ البَرْقِ أيقِظْ راقِدَ السَّمُرِ
لعَلّ بالجِزْعِ أعواناً على السّهَرِ
وإنْ بخِلْتَ عن الأحياء كلّهمِ
فاسْقِ المَواطِرَ حَيّاً من بَني مَطَرِ
ويا أسيرةَ حِجْلَيْها أرى سَفَهاً
حَمْلَ الحُلِيّ لمَنْ أعْيا عن النّظَرِ
ما سِرْتُ إلا وطَيْفٌ منكِ يصْحَبُني
سُرىً أمامي وتأوِيباً على أثري
لو حَطّ رَحْليَ فَوْقَ النجْمِ رافِعُه
وجَدتُ ثَمّ خَيالاً منكِ مُنتظِري
يَوَدّ أنّ ظَلامَ اللّيْلِ دامَ له
وزِيدَ فيهِ سَوَادُ القَلْبِ والبَصَرِ
لو اخْتَصَرْتم من الإحسانِ زُرْتُكمُ
والعَذْبُ يُهْجَرُ للإفراطِ في الخَصَرِ
أبَعْدَ حَوْلٍ تُناجي الشّوْق نَاجيةٌ
هَلاّ ونحنُ على عَشْرٍ من العُشَرِ
كم باتَ حوْلَكِ من ريمٍ وجازِيَةٍ
يَستَجدِيانِكِ حُسْنَ الدّلّ والحَوَرِ
فما وَهبْتِ الذي يَعرِفنَ مِن خِلَقٍ
لكن سمَحتِ بما يُنْكِرْنَ من دُرَرِ
وما تَركْتِ بذاتِ الضّالِ عاطِلَةً
من الظّباء ولا عَارٍ من البَقَرِ
قَلّدْتِ كلّ مَهاةٍ عِقْدَ غانيَةٍ
وفُزْتِ بالشّكْرِ في الآرامِ والعُفُرِ
ورُبّ ساحِبِ وَشْيٍ مِنْ جآذِرِهَا
وكان يَرْفُلُ في ثَوْبٍ من الوَبَرِ
حسّنْتِ نَظْمَ كلامٍ تُوصَفينَ به
ومَنْزِلاً بكِ مَعْموراً من الخَفَرِ
فالحُسنُ يَظهرُ في شيئين رَوْنقُه
بيتٍ من الشِّعْرِ أو بيْتٍ من الشّعَرِ
أقولُ والوحْشُ تَرْميني بأعْيُنِها
والطّيرُ تَعجَبُ منّي كيفَ لم أطِرِ
لمُشْمَعِلّيْنِ كالسّيْفَين تحتَهما
مثلُ القَناتَين من أينٍ ومِن ضُمُرِ
في بَلدةٍ مثْلِ ظَهْرِ الظّبْيِ بِتُّ بها
كأنّني فوقَ رَوْقِ الظّبْي مِن حَذَرِ
لا تَطْوِيا السّرّ عنّي يَومَ نائبةٍ
فإنّ ذلك ذَنْبٌ غيرُ مُغْتَفَرِ
والخِلُّ كالماء يُبْدي لي ضمائرَه
مع الصّفاء ويُخْفيها مع الكَدَرِ
يا رَوّعَ الله سَوْطي كم أرُوعُ به
فُؤادَ وجْنَاءَ مثلَ الطائرِ الحَذِرِ
باهَتْ بمَهْرَةَ عدناناً فقلتُ لها
لولا الفُصَيْصِيّ كان المجدُ في مُضَرِ
وقد تَبَيّنَ قَدْري أن معرِفَتي
مَن تَعلَمينَ ستُرْضيني عن القَدَرِ
القاتِلُ المحْل إذ تبْدو السماءُ لنا
كأنها من نَجيعِ الجَدْبِ في أُزُرِ
وقاسِمُ الجُودِ في عالٍ ومنخفِضٍ
كقِسْمةِ الغيثِ بين النّجم والشَجَرِ
ولو تَقَدّمَ في عَصر مضى نزلَتْ
في وَصْفِهِ مُعْجِزاتُ الآيِ والسَوَرِ
يُبينُ بالبِشْر عن إحْسان مصطنع
كالسّيْفِ دَلّ على التّأثيرِ بالأثَرِ
فلا يَغُرّنْكَ بِشْرٌ مِن سِواه بَدا
ولو أنار فكمْ نَوْرٍ بلا ثَمَرِ
يا ابن الأولى غيرَ زَجْرِ الخيلِ ما عرَفوا
إذ تَعرِفُ العُرْبُ زَجرَ الشاء والعَكَرِ
والقائِديهَا مع الأضيافِ تتْبعُها
أُلاّفُها وأُلوفُ اللأمِ والبِدَرِ
جَمالَ ذي الأرض كانوا في الحياة وهُم
بعدَ المماتِ جَمالُ الكُتْبِ والسِّيَرِ
وافَقْتَهُمْ في اختلافٍ من زَمانكمُ
والبَدرُ في الوهْنِ مثلُ البدرِ في السّحرِ
المُوقِدُونَ بنجْدٍ نارَ باديَةٍ
لا يَحضُرونَ وفَقْدُ العِزّ في الحَضَرِ
إذا هَمَى القَطْرُ شَبَتْها عَبيدُهمُ
تحتَ الغَمائم للسّارين بالقُطُرِ
مِن كُلّ أزْهَرَ لم تَأشَرْ ضَمائِرُهُ
لِلَثْمِ خدّ ولا تقْبِيلِ ذي أُشُرِ
لكنْ يُقْبّلُ فُوهُ سامعَيْ فَرَسٍ
مقابلَ الخَلْقِ بينَ الشمْسِ والقَمَرِ
كأنّ أُذْنَيْه أعطَتْ قلبَه خبَراً
عنِ السماءِ بما يلقى من الغِيَرِ
يُحِسّ وطءَ الرّزايا وهْيَ نازلةٌ
فيُنْهِبُ الجرْيَ نفْسَ الحادثِ المَكِرِ
مِن الجِيادِ اللّواتي كان عَوّدَها
بنُو الفُصَيصِ لقاء الطعن بالثُّغَرِ
تغْنى عن الوِرْدِ إنْ سلّوا صَوارِمَهُمْ
أمامَها لاشْتِباهِ البِيضِ بالغُدُرِ
أعاذَ مجْدَكَ عبْدَ اللهِ خالقُه
من أعْينِ الشّهْبِ لا من أعْينِ البَشَرِ
فالعَيْنُ يَسْلَمُ منها ما رأتْ فنبَتْ
عنه وتَلْحَقُ ما تَهْوَى من الصّورِ
فكم فريسةِ ضِرْغامٍ ظفِرْتَ بها
فحُزْتَها وهْيَ بيْنَ النّابِ والظُّفُرِ
ماجَتْ نُمَيرٌ فهاجَتْ منكَ ذا لِبَدٍ
واللّيْثُ أفْتَكُ أفعالاً من النّمِرِ
همّوا فأمّوا فلمّا شارفوا وقَفوا
كوِقْفَةِ العَيْرِ بين الوِرْدِ والصّدَرِ
وأضعفَ الرّعْبُ أيدِيهِم فطعْنُهُمُ
بالسّمهرِيّةِ دُونَ الوَخْزِ بالإبَرِ
تُلقي الغواني حفيظَ الدُّر من جَزَعٍ
عنها وتُلْقي الرّجالُ السَّرْدَ من خَوَرِ
فكم دِلاصٍ على البطحاء ساقطةٍ
وكم جُمانٍ مع الحَصْباءِ مُنْتَثِرِ
دعِ اليَرَاعَ لِقَوْمٍ يَفخرونَ به
وبالطّوَالِ الرّديْنيّات فافتَخرِ
فهُنّ أقلامُكَ اللاتي إذا كتبَتْ
مجْداً أتَتْ بمِدادٍ من دمٍ هَدَرِ
وكُلِّ أبيضَ هنديٍّ به شُطَبٌ
مثْلُ التّكسّرِ في جارٍ بمنْحَدرِ
تَغَايَرَتْ فيه أرواحٌ تمُوتُ به
من الضَرَاغِمِ والفُرْسانِ والجُزُرِ
رَوْضُ المَنايا على أنّ الدّماءَ به
وإنْ تَخَالَفْنَ أبْدالٌ من الزّهرِ
ما كنْتُ أحسَبُ جَفْناً قبل مسْكنِه
في الجفْنِ يُطْوَى على نارٍ ولا نَهَرِ
ولا ظَنَنْتُ صِغارَ النّمْلِ يُمكِنُها
مَشْيٌ على اللُّجّ أو سَعْيٌ على السُّعُرِ
قالت عُداتُك ليس المجدُ مُكتسَباً
مقالةَ الهُجن ليس السّبْقُ بالحُضُرِ
رأوْك بالعَينِ فاسْتَغْوَتْهُمُ ظِنَنٌ
ولم يَرَوْكَ بفِكْرٍ صادِقِ الخَبَرِ
والنّجْمُ تستصْغِرُ الأبصارُ صورتَه
والذنْبُ للطَّرْفِ لا للنجمِ في الصّغَرِ
يا غيْثَ فَهْمِ ذَوي الأفهام إِن سَدِرَتْ
إبْلي فمرْآك يَشْفِيها من السَّدَرِ
والمَرْءُ ما لم تُفِدْ نَفْعاً إقامتُه
غَيْمٌ حَمَى الشمسَ لم يُمْطِرْ ولم يَسِرِ
فزانَها اللهُ أن لاقتْكَ زِينتَه
بَناتِ أَعْوَجَ بالأحْجالِ والغُرَرِ
أفْنَى قُواها قليلُ السّيرِ تُدْمِنُهُ
والغَمْرُ يُفنِيه طولُ الغَرْفِ بالغُمَرِ
حتى سطَرْنا بها البَيْداءَ عن عُرُضٍ
وكلُّ وَجْناءَ مثْلُ النّونِ في السَّطَرِ
علُوْتُمُ فتواضَعْتُمْ على ثِقَةٍ
لمّا تَوَاضَعَ أقْوامٌ على غَرَرِ
والكِبْرُ والحمْدُ ضِدّانِ اتّفاقُهما
مثْلُ اتّفاقِ فَتَاءِ السّنّ والكِبَرِ
يُجْنَى تَزَايُدُ هذا من تَناقُضِ ذا
والليلُ إنْ طالَ غالَ اليومَ بالقِصَرِ
خَفّ الوَرى وأقرّتْكمْ حُلُومُكُمُ
والجَمْرُ تُعْدَمُ فيه خِفّةُ الشّرَرِ
وأنْتَ مَنْ لو رأى الإنسانُ طَلْعَتَه
في النّوْم لم يُمْسِ من خَطْبٍ على خَطَرِ
وعَبْدُ غيْرِكَ مضْرُورٌ بخِدْمَتِهِ
كالغِمْدِ يُبْليه صَوْنُ الصّارِمِ الذّكَرِ
لولا قُدومُكَ قبْلَ النّحْرِ أخّرَهُ
إلى قدومِك أهْلُ النفْعِ والضّرَرِ
سافَرْتَ عنّا فظَلّ النّاسُ كلّهُمُ
يُراقبونَ إيابَ العِيدِ مِن سَفَرِ
لوْ غِبْتَ شَهْرَكَ موْصُولاً بتابِعِه
وأبْتَ لانْتقلَ الأضْحَى إلى صَفَرِ
فاسْعَدْ بمَجْدٍ ويوْمٍ إذ سَلِمتَ لنا
فما يَزيدُ على أيّامِنا الأُخَرِ
ولا تَزَلْ لكَ أَزمانٌ ممَتِّعَةٌ
بالآلِ والحالِ والعَلياءِ والعُمُرِ
ابو علاء المعري
الحمدان
04-29-2024, 03:55 AM
أَهاجَ قَذاءَ عَينِيَ الإِذِّكارُ
هُدُوّاً فَالدُموعُ لَها اِنحِدارُ
وَصارَ اللَيلُ مُشتَمِلاً عَلَينا
كَأَنَّ اللَيلَ لَيسَ لَهُ نَهارُ
وَبِتُّ أُراقِبُ الجَوزاءَ حَتّى
تَقارَبَ مِن أَوائِلِها اِنحِدارُ
أُصَرِّفُ مُقلَتَيَّ في إِثرِ قَومٍ
تَبايَنَتِ البِلادُ بِهِم فَغاروا
وَأَبكي وَالنُجومُ مُطَلِّعاتٌ
كَأَن لَم تَحوِها عَنّي البِحارُ
عَلى مَن لَو نُعيتُ وَكانَ حَيّاً
لَقادَ الخَيلَ يَحجُبُها الغُبارُ
دَعَوتُكَ يا كُلَيبُ فَلَم تُجِبني
وَكَيفَ يُجيبُني البَلَدُ القِفارُ
أَجِبني يا كُلَيبُ خَلاكَ ذَمُّ
ضَنيناتُ النُفوسِ لَها مَزارُ
أَجِبني يا كُلَيبُ خَلاكَ ذَمُّ
لَقَد فُجِعَت بِفارِسِها نِزارُ
سَقاكَ الغَيثُ إِنَّكَ كُنتَ غَيثاً
وَيُسراً حينَ يُلتَمَسُ اليَسارُ
أَبَت عَينايَ بَعدَكَ أَن تَكُفّا
كَأَنَّ غَضا القَتادِ لَها شِفارُ
وَإِنَّكَ كُنتَ تَحلُمُ عَن رِجالٍ
وَتَعفو عَنهُمُ وَلَكَ اِقتِدارُ
وَتَمنَعُ أَن يَمَسَّهُمُ لِسانٌ
مَخافَةَ مَن يُجيرُ وَلا يُجارُ
وَكُنتُ أَعُدُّ قُربي مِنكَ رِبحاً
إِذا ما عَدَّتِ الرِبحَ التِجارُ
فَلا تَبعَد فَكُلٌّ سَوفَ يَلقى
شَعوباً يَستَديرُ بِها المَدارُ
يَعيشُ المَرءُ عِندَ بَني أَبيهِ
وَيوشِكُ أَن يَصيرَ بِحَيثُ صاروا
أَرى طولَ الحَياةِ وَقَد تَوَلّى
كَما قَد يُسلَبُ الشَيءُ المُعارُ
كَاَنّي إِذ نَعى النّاعي كُلَيباً
تَطايَرَ بَينَ جَنبَيَّ الشَرارُ
فَدُرتُ وَقَد عَشِيَّ بَصَري عَلَيهِ
كَما دارَت بِشارِبِها العُقارُ
سَأَلتُ الحَيَّ أَينَ دَفَنتُموهُ
فَقالوا لي بِسَفحِ الحَيِّ دارُ
فَسِرتُ إِلَيهِ مِن بَلَدي حَثيثاً
وَطارَ النَومُ وَاِمتَنَعَ القَرارُ
وَحادَت ناقَتي عَن ظِلِّ قَبرٍ
ثَوى فيهِ المَكارِمُ وَالفَخارُ
لَدى أَوطانِ أَروَعَ لَم يَشِنهُ
وَلَم يَحدُث لَهُ في الناسِ عارُ
أَتَغدوا يا كُلَيبُ مَعي إِذا ما
جَبانُ القَومِ أَنجاهُ الفِرارُ
أَتَغدوا يا كُلَيبُ مَعي إِذا ما
حُلوقُ القَومِ يَشحَذُها الشِفارُ
أَقولُ لِتَغلِبٍ وَالعِزُّ فيها
أَثيروها لِذَلِكُمُ اِنتِصارُ
تَتابَعَ إِخوَتي وَمَضوا لِأَمرٍ
عَلَيهِ تَتابَعَ القَومُ الحِسارُ
خُذِ العَهدَ الأَكيدَ عَلَيَّ عُمري
بِتَركي كُلَّ ما حَوَتِ الدِيارُ
وَهَجري الغانِياتِ وَشُربَ كَأسٍ
وَلُبسي جُبَّةً لا تُستَعارُ
وَلَستُ بِخالِعٍ دِرعي وَسَيفي
إِلى أَن يَخلَعَ اللَيلَ النَهارُ
وَإِلّا أَن تَبيدَ سَراةُ بَكرٍ
فَلا يَبقى لَها أَبَداً أَثارُ
عدي بن ربيعه
الحمدان
04-29-2024, 03:55 AM
كُلَيبُ لا خَيرَ في الدُنيا وَمَن فيها
إِن أَنتَ خَلَّيتَها في مَن يُخَلّيها
كُلَيبُ أَيُّ فَتى عِزٍّ وَمَكرُمَةٍ
تَحتَ السَفاسِفِ إِذ يَعلوكَ سافيها
نَعى النُعاةُ كُلَيباً لي فَقُلتُ لَهُم
مادَت بِنا الأَرضُ أَم مادَت رَواسيها
لَيتَ السَماءَ عَلى مَن تَحتَها وَقَعَت
وَحالَتِ الأَرضُ فَاِنجابَت بِمَن فيها
أَضحَت مَنازِلُ بِالسُلّانِ قَد دَرَسَت
تَبكي كُلَيباً وَلَم تَفزَع أَقاصيها
الحَزمُ وَالعَزمُ كانا مِن صَنيعَتِهِ
ما كُلَّ آلائِهِ يا قَومُ أُحصيها
القائِدُ الخَيلَ تَردي في أَعِنَّتَها
زَهواً إِذا الخَيلُ بُحَّت في تَعاديها
الناحِرُ الكومَ ما يَنفَكُّ يُطعِمُها
وَالواهِبُ المِئَةَ الحَمرا بِراعيها
مِن خَيلِ تَغلِبَ ما تُلقى أَسِنَّتُها
إِلّا وَقَد خَصَّبَتها مِن أَعاديها
قَد كانَ يَصبِحُها شَعواءَ مُشعَلَةً
تَحتَ العَجاجَةِ مَعقوداً نَواصيها
تَكونُ أَوَّلَها في حينِ كَرَّتِها
وَأَنتَ بِالكَرِّ يَومَ الكَرِّ حاميها
حَتّى تُكَسِّرَ شَزاراً في نُحورِهِم
زُرقَ الأَسِنَّةِ إِذ تُروى صَواديها
أَمسَت وَقَد أَوحَشَت جُردٌ بِبَلقَعَةٍ
لِلوَحشِ مِنها مِنها مَقيلٌ في مَراعيها
يَنفُرنَ عَن أُمِّ هاماتِ الرِجالِ بِها
وَالحَربُ يَفتَرِسُ الأَقرانَ صاليها
يُهَزهِزونَ مِنَ الخَطِّيِّ مُدمَجَةً
كُمتاً أَنابيبُها زُرقاً عَواليها
نَرمي الرِماحَ بِأَيدينا فَنورِدُها
بيضاً وَنُصدِرُها حُمراً أَعاليها
يارُبَّ يَومٍ يَكونُ الناسُ في رَهَجٍ
بِهِ تَراني عَلى نَفسي مُكاويها
مُستَقدِماً غَصصاً لِلحَربِ مُقتَحِماً
ناراً أُهَيِّجُها حيناً وَأُطفيها
لا أَصلَحَ اللَهُ مِنّا مَن يُصالِحُكُم
ما لاحَتِ الشَمسُ في أَعلى مَجاريها
عدي بن ربيعه
الحمدان
04-29-2024, 03:56 AM
سَيَعلَمُ آلُ مُرَّةَ حَيثُ كانوا
بِأَنَّ حِمايَ لَيسَ بِمُستَباحِ
وَأَنَّ لَقوحَ جارِهِمِ سَتَغدو
عَلى الأَقوامِ غَدوَةَ كَالرَواحِ
وَتُضحي بَينَهُم لَحماً عَبيطاً
يُقَسِّمُهُ المُقَسِّمُ بِالقِداحِ
وَظَنّوا أَنَّني بِالحِنثِ أضولى
وَأَنّي كُنتُ أَولى بِالنَجاحِ
إِذا عَجَّت وَقَد جاشَت عَقيراً
تَبَيَّنَتِ المِراضُ مِنَ الصِحاحِ
وَما يُسرى اليَدَينِ إِذا أَضَرَّت
بِها اليُمنى بِمُدرِكَةِ الفَلاحِ
بَني ذُهلِ بنِ شَيبانٍ خُذوها
فَما في ضَربَتيها مِن جُناحِ
كليب بن ربيعه
الحمدان
04-29-2024, 03:56 AM
يا لَكِ مِن قُبَّرَةٍ بِمَعمَري
لا تَرهَبي خَوفاً وَلا تَستَنكِري
فَد ذَهَبَ الصَيّادُ عَنكِ فَاِبشِري
وَرُفِعَ الفَخُّ فَماذا تَحذَري
خَلا لَكِ الجَوُّ فَبيضي وَاِصفِري
وَنَفِّري ما شِئتِ أَن تُنَفِّري
فَأَنتِ جاري مِن صُروفِ الحَذَرِ
إِلى بُلوغِ يَومِكِ المُقَدَّرِ
كليب بن ربيعه
الحمدان
04-29-2024, 03:56 AM
إِذا كانَت قَرابَتُكُم عَلَينا
مُقَوَّمَةً أَعِنَّتُها إِلَينا
فَأَنتُم يا بَني أَسَدَ بنِ بَكرِ
تُريدونَ الطِعانَ فَمَن يَقينا
وَأَنتُم يا بَني أَسَدٍ عِمادٌ
لِهَذا المَعشَرِ المُتَعَصِّبِينا
نَعَيتُ إِلَيهِم وَصَرَختُ فيهِم
فَجاؤوا بِالحَرائِمِ أَجمَعينا
بَني أَسَدٍ يُريدونَ المَنايا
عَشيرَتُكُم وَأَنتُم تَمكُرونا
وَحَلّوا يا بَني أَسَدٍ عَلَيكُم
وَجاؤوا لِلوَغى مُستَصحِبينا
وَصِرتُم يا بَني أَسَدٍ وَأَنتُم
لِإِخوَتِكُم هُبِلتُم خائِنينا
إِذا كَثُرَت قَرابَتُكُم عَلَينا
بِأَحلاسِ الحَديدِ مُلَبَّسينا
فَما يَجري مَسيرُكُمُ وَأَنتُم
كِلابُكُمُ عَلَيَّ يُعَسعِسونا
أَبا النَصرِ بنَ روحانٍ خَليلي
أُقيلَت بَيعَةُ المُتَبايِعينا
أَبا النَصرِ بنَ روحانٍ خَليلي
إِذا خُضنا الوَغى لا تَحمِلونا
أَبا النَصرِ بنَ روحانٍ خَليلي
أَراكَ العِزُّ رَهطَكَ مُستَهينا
أَبا النَصرِ بنَ روحانٍ خَليلي
كَفى شَرّاً فَماذا تَفعَلونا
أَلَم تَترُك رَبيعَةَ لا تَقُدها
تَزيدُهُمُ المَذَلَّةَ وَالمَنونا
تَكونُ هَدِيَّةً لِجَميعِ طَيٍّ
وَكُنتُم بِالسَلامَةِ رائِحينا
عَلى شَأنِ اللُكَيزِ وَشانِ لَيلى
أَرَدتُم أَن تَكونوا خاذِلينا
بَني أَسَدٍ أَراكُم مِن هَواكُم
تُريدونَ القَطيعَةَ جاهِلينا
بَني أَسَدٍ أَرَدتُّم آلَ عَمّي
قَطيعَتَنا وَكُنتُم واصِلينا
بِني أَسَدٍ تَحُثُّكُمُ لُيوثٌ
وَأَنتُم في اللِقا مُتَخَلِّفونا
كليب بن ربيعه
الحمدان
04-29-2024, 05:07 AM
طَلَعوا عَلَيكَ بِرايَةٍ مَعروفَةٍ
يَومَ الأَبَيَّسِ إِذ لَقَيتَ لَئيما
قَومٌ تَدارَكَ بِالعَقيرَةِ رَكضُهُم
أَولادَ زَردَةَ إِذ تُرِكتَ ذَميما
الحمدان
04-29-2024, 05:07 AM
أَلَم أُقسِم عَلَيكَ لِتُخبِرَنّي
أَمَحمولٌ عَلى النَعشِ الهُمامُ
فَإِنّي لا أُلامُ عَلى دُخولٍ
وَلَكِن ما وَراءَكَ يا عِصامُ
فَإِن يَهلِك أَبو قابوسَ يَهلِك
رَبيعُ الناسِ وَالشَهرُ الحَرامُ
وَنُمسِكُ بَعدَهُ بِذِنابِ عَيشٍ
أَجَبِّ الظَهرِ لَيسَ لَهُ سَنامُ
الحمدان
04-29-2024, 05:08 AM
أَبلِغ بَني ذُبيانَ أَن لا أَخا لَهُم
بِعَبسٍ إِذا حَلّوا الدِماخَ فَأَظلَما
بِجَمعٍ كَلَونِ الأَعبَلِ الجَونِ لَونَهُ
تَرى في نَواحيهِ زُهَيراً وَحِذيَما
هُمُ يَرِدونَ المَوتَ عِندَ لِقائِهِ
إِذا كانَ وِردُ المَوتِ لا بُدَّ أَكرَما
الحمدان
04-29-2024, 05:08 AM
جَمِّع مِحاشَكَ يا يَزيدُ فَإِنَّني
أَعدَدتُ يَربوعاً لَكُم وَتَميما
وَلَحِقتُ بِالنَسَبِ الَّذي عَيَّرتَني
وَتَرَكتَ أَصلَكَ يا يَزيدُ ذَميما
عَيَّرتَني نَسَبَ الكِرامِ وَإِنَّما
فَخرُ المَفاخِرِ أَن يُعَدَّ كَريما
حَدِبَت عَلَيَّ بُطونُ ضِنَّةَ كُلِّها
إِن ظالِماً فيهِم وَإِن مَظلوما
لَولا بَنو عَوفِ اِبنِ بُهشَةَ أَصبَحَت
بِالنَعفِ أُمُّ بَني أَبيكَ عَقيما
الحمدان
04-29-2024, 05:09 AM
لا يُبعِدَ اللَهُ جِيراناً تَرَكتُهُمُ
مِثلَ المَصابيحِ تَجلو لَيلَةَ الظُلَمِ
لا يَبرَمونَ إِذا ما الأُفقُ جَلَّلَهُ
بَردُ الشِتاءِ مِنَ الإِمحالِ كَالأَدَمِ
هُمُ المُلوكُ وَأَبناءُ المُلوكِ لَهُم
فَضلٌ عَلى الناسِ في اللَأواءِ وَالنِعَمِ
أَحلامُ عادٍ وَأَجسادٌ مُطَهَّرَةٌ
مِنَ المَعَقَّةِ وَالآفاتِ وَالإِثَمِ
الحمدان
04-29-2024, 05:09 AM
قالَت بَنو عامِرٍ خالوا بَني أَسَدٍ
يا بُؤسَ لِلجَهلِ ضَرّاراً لِأَقوامِ
يَأبى البَلاءُ فَلا نَبغي بِهِم بَدَلاً
وَلا نُريدُ خَلاءً بَعدَ إِحكامِ
فَصالِحونا جَميعاً إِن بَدا لَكُمُ
وَلا تَقولوا لَنا أَمثالَها عامِ
إِنّي لَأَخشى عَلَيكُم أَن يَكونَ لَكُم
مِن أَجلِ بَغضائِهِم يَومٌ كَأَيّامِ
تَبدو كَواكِبُهُ وَالشَمسُ طالِعَةٌ
لا النورُ نورٌ وَلا الإِظلامُ إِظلامُ
أَو تَزجُروا مُكفَهِرّاً لا كِفاءَ لَهُ
كَاللَيلِ يَخلِطُ أَصراماً بِأَصرامِ
مُستَحقِبي حَلَقِ الماذِيِّ يَقدُمُهُم
شُمُّ العَرانينِ ضَرّابونَ لِلهامِ
لَهُم لِواءٌ بِكَفَّي ماجِدٍ بَطَلٍ
لا يَقطَعُ الخَرقَ إِلّا طَرفُهُ سامِ
يَهدي كَتائِبَ خُضراً لَيسَ يَعصِمُها
إِلّا اِبتِدارٌ إِلى مَوتٍ بِإِلجامِ
كَم غادَرَت خَيلُنا مِنكُم بِمُعتَرَكٍ
لِلخامِعاتِ أَكُفّاً بَعدَ أَقدامِ
يا رُبَّ ذاتِ خَليلٍ قَد فُجِعنَ بِهِ
وَموتَمينَ وَكانوا غَيرَ أَيتامِ
وَالخَيلُ تَعلَمُ أَنّا في تَجاوُلِها
عِندَ الطِعانِ أُلو بُؤسى وَإِنعامِ
وَلَّوا وَكَبشُهُمُ يَكبو لِجَبهَتِهِ
عِندَ الكُماةِ صَريعاً جَوفُهُ دامِ
النابغة الذبياني
الحمدان
04-29-2024, 05:09 AM
ماذا رُزِئنا بِهِ مِن حَيَّةٍ ذَكَرٍ
نَضناضَةٍ بِالرَذايا صِلِّ أَصلالِ
لا يَهنَأِ الناسَ ما يَرعَونَ مِن كَلَإٍ
وَما يَسوقونَ مِن أَهلٍ وَمِن مالِ
بَعدَ اِبنِ عاتِكَةَ الثاوي عَلى أَبَوى
أَضحى بِبَلدَةِ لا عَمٍّ وَلا خالِ
سَهلِ الخَليقَةِ مَشّاءٍ بِأَقدُمِهِ
إِلى ذَواتِ الذَرى حَمّالِ أَثقالِ
حَسبُ الخَليلَينِ نَأيُ الأَرضِ بَينَهُما
هَذا عَلَيها وَهَذا تَحتَها بالي
الحمدان
04-29-2024, 05:10 AM
حَدِّثوني بَني الشَقيقَةِ ما يَمـ
،نَعُ فَقعاً بِقَرقَرٍ أَن يَزولا
قَبَّحَ اللَهُ ثُمَّ ثَنّى بِلَعنٍ
وارِثَ الصائِغِ الجَبانَ الجَهولا
مَن يَضُرَّ الأَدنى وَيَعجَزُ عَن ضَر
رِ الأَقاصي وَمَن يَخونُ الخَليلا
يَجمَعُ الجَيشَ ذا الأُلوفَ وَيَغزو
ثُمَّ لا يَرزَأُ العَدُوَّ فَتيلا
الحمدان
04-29-2024, 05:10 AM
تَخِفُّ الأَرضُ إِن تَفقِدكَ يَوماً
وَتَبقى ما بَقيتَ بِها ثَقيلا
لِأَنَّكَ مَوضِعُ القُسطاسِ مِنها
فَتَمنَعُ جانِبَيها أَن تَميلا
الحمدان
04-29-2024, 05:10 AM
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ
هَذا لَعَمرُكَ في المَقالِ بَديعُ
لَو كُنتَ تَصدُقُ حُبَّهُ لَأَطَعتَهُ
إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ
الحمدان
04-29-2024, 05:11 AM
وَإِن يَرجِعِ النُعمانُ نَفرَح وَنَبتَهِج
وَيَأتِ مَعَدّاً مُلكُها وَرَبيعُها
وَيَرجِع إِلى غَسّانَ مُلكٌ وَسُؤدُدٌ
وَتِلكَ المُنى لَو أَنَّنا نَستَطيعُها
وَإِن يَهلِكِ النُعمانُ تُعرَ مَطِيَّهُ
وَيُلقَ إِلى جَنبِ الفِناءِ قُطوعُها
وَتَنحَط حَصانٌ آخِرَ اللَيلِ نَحطَةً
تَقَضقَضُ مِنها أَو تَكادُ ضُلوعُها
عَلى إِثرِ خَيرِ الناسِ إِن كانَ هالِكاً
وَإِن كانَ في جَنبِ الفَتاةِ ضَجيعُها
النابغة الذبياني
الحمدان
04-29-2024, 05:11 AM
لِيَهنِئ بَني ذُبيانَ أَنَّ بِلادَهُم
خَلَت لَهُمُ مِن كُلِّ مَولى وَتابِعُ
سِوى أَسَدٍ يَحمونَها كُلَّ شارِقٍ
بِأَلفَي كَميٍّ ذي سِلاحٍ وَدارِعِ
قُعوداً عَلى آلِ الوَجيهِ وَلاحِقٍ
يُقيمونَ حَولِيّاتِها بِالمَقارِعِ
يَهُزّونَ أَرماحاً طِوالاً مُتونُها
بِأَيدٍ طِوالٍ عارِياتِ الأَشاجِعِ
فَدَع عَنكَ قَوماً لا عِتابَ عَلَيهِمُ
هُمُ أَلحَقوا عَبساً بِأَرضِ القَعاقِعِ
وَقَد عَسَرَت مِن دونِهِم بِأَكُفِّهِم
بَنو عامِرٍ عَسرَ المَخاضِ المَوانِعِ
فَما أَنا في سَهمٍ وَلا نَصرِ مالِكٍ
وَمَولاهُمُ عَبدِ اِبنِ سَعدٍ بِطامِعِ
إِذا نَزَلوا ذا ضَرغَدٍ فَعُتائِداً
يُغَنّيهِمُ فيها نَقيقُ الضَفادِعِ
قُعوداً لَدى أَبياتِهِم يَثمِدونَها
رَمى اللَهُ في تِلكَ الأُنوفِ الكَوانِعِ
النابغة الذبياني
الحمدان
04-29-2024, 05:11 AM
المَرءُ يَأمُلُ أَن يَعيشَ
وَطولُ عَيشٍ قَد يَضُرُّه
تَفنى بَشاشَتُهُ وَيَبقى
بَعدَ حُلوِ العَيشِ مُرُّه
وَتَخونُهُ الأَيّامُ حَتّى
لا يَرى شَيئاً يَسُرُّه
كَم شامِتٍ بي إِن هَلِكتُ
وَقائِلٍ لِلَّهِ دَرُّه
الحمدان
04-29-2024, 05:11 AM
مَن مُبلِغٌ عَمروَ بنَ هِندٍ آيَةً
وَمِنَ النَصيحَةِ كَثرَةُ الإِنذارِ
لا أَعرِفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا
في جُفِّ تَغلِبِ وادِيَ الإِمرارِ
يا لَهفَ أُمّي بَعدَ أَسرَةِ جَعوَلٍ
أَلّا أُلاقِيَهُم وَرَهطَ عِرارِ
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond