مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
09-22-2023, 12:55 PM
إلى ابن مُحَمَّد أهدي كتابي
وقد يُهدَى القليلُ إلى الكريم
وما أهدي له إلَّا فؤادي
وما بين الفؤاد من الصَّمِيم
وغرس طفولتي وجنى شبابي
وما أوعيت من وحي قديم
وما حاولت من عصر عظيم
من الآداب للوطن العظيم
وكان مُحمَّدٌ أوفى وأرعى
لهذا الدرِّ من راعي اليتيم
فكُنْه يا ابن توفيقٍ فإني
فخيم الظنِّ في الجاه الفخيم
وإنَّ الشعر ريحان الموالي
وراحة كلِّ ذي ذوق سليم
وما شَرِبَ الملوك ولا استعادوا
كهذي الكأس من هذا النديم
شوفي
الحمدان
09-22-2023, 12:56 PM
سلام الله لا أرضى سلامي
فكلُّ تحيَّة دون المقام
وعين من رسول الله ترعى
وتحرس حامِل الأمر الجِسام
وتنجد مُقْلة في الله يَقْظَى
وتخلفها على أُمَم نِيام
تقلب في ليالٍ من خطوب
تركن المسلمين بلا سلام
ومن عجب قيامك في الليالي
وأنت الشمس في نَظَر الأنام
أحبُّ خليفة الرحمن جهدي
وحبُّ الله في حبِّ الإمام
وأجعل عصره عنوان شعري
وحسن العقد يظهر في النظام
فإن تفت الموانع منه حظِّي
فليس بفائِت حظُّ الكلام
وقد يرعى الغمام الأرض أذنًا
وأين الأرض من سمع الغمام
شوفي
الحمدان
09-23-2023, 03:57 PM
تلوّنُ أخلاقِ الفتى من مَلالِهِ
ووشْكُ ملالِ المرءِ شرُّ خلالِهِ
وإني لمشتاقٌ إلى ظلّ صاحبٍ
مشوقٌ إلى تشبيهِ حالي بحالهِ
إذا الدهرُ أعطاني رأى مثلَ رأيهِ
فباراه جوداً واقتدى بفعالِهِ
وإنْ ضنَّ دهرٌ مرةً بعطيةٍ
تناولني في ضِيقتي بنواله
إلى أن يسدّ الله فقري فلا يرى
صديقي في حالي مسدّاً لمالِه
وأكره للسمحِ اليدين اعتلالَهُ
على صاحبٍ قد عدّه من عيالهِ
أمستكثرٌ لي أن مُنحتُ منيحةً
أخٌ لا أرى الدنيا تفي بقبالِهِ
حمى جانباً قد كان أرعاه مرةً
لأنّ سحاباً بلّني ببلالهِ
وقد كان أحجى أن يباريَ في الندى
فيسقيَني من مُروياتِ سجالهِ
ومن ضنَّ أن أُعطىَ سِواه كمن رأى
جمالَ أخيه كافياً من جمالهِ
وما تركُ عِلقٍ منفس كاقتنائه
ولا رفضُ فعل صالحٍ كامتثالهِ
أبى لأبي سهلٍ سوى الطَّول أنه
يلاقي اعتلالَ المالِ دون اعتلالهِ
سيعطفه أني محقٌّ وأنه
حكيمٌ وأن العدلَ من حالِ بالهِ
وما مثلُ إسماعيلَ جارَ قضاؤُه
وعدلُ الفتى في حكمه كاعتدالهِ
الحمدان
09-23-2023, 04:06 PM
زارَ الخيالُ خيالُ عَبلَة َ في الكَرى
لمتِّيم نشوانَ محلول العرى
فنهضتُ أشكُو ما لقيتُ لبعدها
فتنفَّسَتْ مِسكاً يخالطُ عَنْبَرا
فضَممتُها كيما أقبِّلَ ثغرَها
والدَّمعُ منْ جَفنيَّ قد بلَّ الثرى
وكشفتُ برقعها فأشرقَ وجهها
حتى أعادَ اللَّيلَ صُبحاً مُسفِراً
عربية ٌ يهتزُّ لين قوامها
فيخالُه العشَّاقُ رُمحاً أسمرا
محجوبة ٌ بصوارمٍ وذوابل
سمرٌ ودونَ خبائها أسدُ الشرى
يا عَبلَ إنَّ هَواكِ قد جازَ المَدى
وأنا المعنى فيكِ من دون الورى
يا عَبلَ حبُّكِ في عِظامي مَعَ دَمي
لمَّا جرت روحي بجسمي قدْ جرَى
وَلقد عَلِقْتُ بذَيلِ مَنْ فَخُرتْ به
عبسٌ وسيفُ أبيهِ أفنى حميرا
يا شأْسُ جرْني منْ غرامٍ قاتلٍ
أبداً أزيدُ به غراماً مسعرا
يا ساشُ لولا أنْ سلطانَ الهوى
ماضي العزيمة ِ ما تملكَ عنترا
عنترة بن شداد
الحمدان
09-23-2023, 05:30 PM
أبو العتاهية اختصر الدنيا
في 6 أبيات شعرية، جميلة
جداً ، فتأملوها :
- نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية
طفلُ الملوكِ كطفل الحاشية
- ونغادر الدنيا ونحن كما ترى
متشابهون على قبور حافية
- أعمالنا تُعلي وتَخفض شأننا
وحسابُنا بالحق يوم الغاشية
- حور، وأنهار، قصور عالية
وجهنمٌ تُصلى، ونارٌ حامية
- فاختر لنفسك ما تُحب وتبتغي
ما دام يومُك والليالي باقية
- وغداً مصيرك لا تراجع بعده
إما جنان الخلد وإما الهاوية
الحمدان
09-23-2023, 06:31 PM
غرناطة هل يعيد الروح انشـادي
للقصـر للقمـة الشمـاء للـوادي
لقلعـة كانـت الامجـاد تسكنهـا
امجاد قومي وتاريخي وامجـادي
للزخرفات لجنات العريـف لمـن
كانوا على البعد آبائـي واجـدادي
وهل تعود الى الحمـراء بهجتهـا
وهل يعود ابـو الحجـاج للنـادي
وهل يعود الى الريحـان رونقـه
وينثر العطر في بهو السنا الهادي
وللسهـول التـي تمتـد باسـمـة
كانـت مراتـع غـزلان وآسـادِ
وهل تعود عروس الشعر راقصـة
بين ابن عمار يوما وابـن عبـادِ
كانت على ضفة الوادي الكبير لهم
مجالس من رؤاها يرتوي الصادي
في ظلها يقـف التاريـخ منبهـرا
لرائـح مـن مغانيهـا وللغـادي
حين الرميكية الحسنـاء ابطرهـا
مشي على المسك والكافور والكادي
وهل تعود الاغصـان نضرتهـا
حتى يغني عليها طيرنـا الشـادي
وقفت فيها وكان الصمت يلبسهـا
كأننـي بيـن نـسـاك وعـبـادِ
فما رأيت ابـا الحجـاج يعمرهـا
وما رأيـت بهـا بهـوا لمرتـادِ
ناديتـه وعيـون القـوم ترمقنـي
انهض فقد عاث فينا الغاشم العادي
وقفت فيها بدمـع كـاد يخنقنـي
لغربتي بيـن أبنائـي واحفـادي
فلا اللسان لساني حيـن اسمعهـم
يروون عني ولا الاسياد اسيـادي
قوم حيارى فما يدرون هل غضبي
من عجمة القول او من متعة الضادِ
شاركتهم بهجـة الاعيـاد متشحـا
ثوب الحداد فما الاعيـاد اعيـادي
مطلق الثبيتي
الحمدان
09-23-2023, 06:31 PM
غرناطة هل يعيد الروح انشـادي
للقصـر للقمـة الشمـاء للـوادي
لقلعـة كانـت الامجـاد تسكنهـا
امجاد قومي وتاريخي وامجـادي
للزخرفات لجنات العريـف لمـن
كانوا على البعد آبائـي واجـدادي
وهل تعود الى الحمـراء بهجتهـا
وهل يعود ابـو الحجـاج للنـادي
وهل يعود الى الريحـان رونقـه
وينثر العطر في بهو السنا الهادي
وللسهـول التـي تمتـد باسـمـة
كانـت مراتـع غـزلان وآسـادِ
وهل تعود عروس الشعر راقصـة
بين ابن عمار يوما وابـن عبـادِ
كانت على ضفة الوادي الكبير لهم
مجالس من رؤاها يرتوي الصادي
في ظلها يقـف التاريـخ منبهـرا
لرائـح مـن مغانيهـا وللغـادي
حين الرميكية الحسنـاء ابطرهـا
مشي على المسك والكافور والكادي
وهل تعود الاغصـان نضرتهـا
حتى يغني عليها طيرنـا الشـادي
وقفت فيها وكان الصمت يلبسهـا
كأننـي بيـن نـسـاك وعـبـادِ
فما رأيت ابـا الحجـاج يعمرهـا
وما رأيـت بهـا بهـوا لمرتـادِ
ناديتـه وعيـون القـوم ترمقنـي
انهض فقد عاث فينا الغاشم العادي
وقفت فيها بدمـع كـاد يخنقنـي
لغربتي بيـن أبنائـي واحفـادي
فلا اللسان لساني حيـن اسمعهـم
يروون عني ولا الاسياد اسيـادي
قوم حيارى فما يدرون هل غضبي
من عجمة القول او من متعة الضادِ
شاركتهم بهجـة الاعيـاد متشحـا
ثوب الحداد فما الاعيـاد اعيـادي
مطلق الثبيتي
الحمدان
09-24-2023, 01:08 PM
ثمان سنين ما هوا نجـد قطـره
ولا زلزل الرعد الرزين وزار
ولاهبت الغرى ولاهبة الصبـا
ولا طار من اشعاف البكار غبار
حفرت فالبيـدا ثمانيـن قامـه
ودورت انا الجم الغزير وغـار
يانجد وان طاح الحيا فازعجيلنا
وشبي لنا براس المقوزي نـار
لك الله صبيان النشاما تغيـروا
بنابٍ ضحوكٍ يعجـب الخطـار
الأمير حسن بن سرحان
الحمدان
09-24-2023, 01:08 PM
ثمان سنين ما هوا نجـد قطـره
ولا زلزل الرعد الرزين وزار
ولاهبت الغرى ولاهبة الصبـا
ولا طار من اشعاف البكار غبار
حفرت فالبيـدا ثمانيـن قامـه
ودورت انا الجم الغزير وغـار
يانجد وان طاح الحيا فازعجيلنا
وشبي لنا براس المقوزي نـار
لك الله صبيان النشاما تغيـروا
بنابٍ ضحوكٍ يعجـب الخطـار
الأمير حسن بن سرحان
الحمدان
09-25-2023, 01:59 AM
ناموا فإنَّ الليلَ رغم سُكونِهِ
وطنُ الجراح، ومَسكنُ الآلامِ
ناموا لعلَّ الصبحَ يَمحو ظُلمةَ ال
ـأحزانِ أو نشفى من الأسقامِ
كم مِن حبيبٍ صار منزلهُ الثَّرى
نشتاقُهُ فنراهُ في الأحلامِ
لو لم نَنَمْ لَتمزَّقَت أرواحُنا
شوقًا إليه وحُرِّقَتْ بضرامِ
الحمدان
09-25-2023, 02:22 AM
إِلَيكَ المَعالي تَنتَمي وَالفَضائل
وَمِنكَ إِلى العَليا تَتَم الوَسائل
وَفيكَ جَميع المُكرمات تَكامَلَت
وَأَنتَ حَليف المَجد في الفَضل كامل
وَرَقَت بِكَ الأَيام يا خَير عارف
وَطابَ لَها مِن فَضل جُودك نائل
فَلا غرو إِن أَضحَت تُقدم شُكرَها
إِلَيكَ فَفيها مِنكَ تَزهو الفَضائل
وَكَيفَ وَقَد خَلدت فيها مَعارفاً
تَكون لَكُم عِندَ الفَخار دَلائل
وَأَحييت مِنها دارس العلم بَعدَما
تَوارَت عَن الأَذهان مِنهُ المسائل
وَشيدت فيها كُل مَجد مؤثل
جَميل بِهِ أَضحت تُزان المَحافل
فَيا مَن تَروم الجد في درك فَضله
وَدُرك مَعاليه وَما هُوَ فاعل
تَنحى وَأَقصر عَن مناك فَإِنَّهُ
بَعيد مَنال ما تَرى وَتُحاول
وَذاكَ عَلى حاز كُل فَضيلة
وَنال عُلواً لَم تَنله الأَوائل
وَدانَت لَهُ العَليا وَمَدَت لَهُ يَدَاً
تَروم حِماهُ فَهُوَ عَنها يُناضل
كَما أَنني أَصبَحت أَرجوه طالِباً
وَفاء توعد كانَ مِنهُ وَحاصل
فَإِن زَماني قَد جَنى بِصُروفه
عَلى وَهَذا الشَهم بِالحُكم عادل
فَجئتك يا باشا لا حظى بِنيتي
وَفَضلك مَشهور مِنكَ المَناهل
فَحقق رَجائي بِالأَماني وَالمُنى
فَإِن زَماني بِالوَفاء يُماطل
فَدام عُلاكُم لا عدمنا بِهاءكم
مَدى الدَهر حَتّى لا تَغيب الشَمائل
وَقلت بِمَدحي في جَميل صِفاتَكُم
إِنيك المَعالي تَنتَمي وَالفَضائل
أحمد القوصي
الحمدان
09-25-2023, 02:23 AM
يا مَعشر الإِسلام هلت لَكُم بُشرى
بِآثار مِن في العالمين لَهُ البُشرى
وَما تِلكَ إِلا شَعرة نَبَوية
أَجل لَها الرَحمَن في مُلكِهِ قَدرا
هَدية أَهداها المَليك لِأَحمَد
هُوَ السَيد المَشهور بِالساحة الكُبرى
وَما هِيَ جاءَت عِندَنا كَهدية
عَلى قَدر مُهديها فَقَد عَظمت قَدرا
فَصاحبها كُل المُلوك تَذللت
إِلَيهِ وَصارَ الكُل مُمتثلا أَمرا
وَما شَرَف المَتبوع إِلّا لتابع
لِذَلِكَ صارَت مِن فَضائله ذُخرا
وَكُل عَظيم صارَ يَهدي لِمثله
وَهذا سمت آلاء مَعروفه الغرا
لَقَد سَكَنت دار الخِلافة مُدة
وَجاءَت إِلَيكُم كَي تَذكركم ذِكرى
تَذكركم آثار فَضل نَبيكم
نَبي تعالي قَدره لَيلة الأَسرى
وَآثاره دَلَت عَلى أَصل فَضله
وَلَكن تَقوى اللَه آثاره الكبرى
وَما أَمرنا إِلا اِتِباع أَوامر
لِأَعظَم مَبعوث أَقام لَنا أَمرا
وَلا نَرتَقي إِلا بحفظ لَديننا
بِما اللَه في أَصل الكِتاب لَهُ أَجرى
وَلَيسَ بِغَير الاتحاد نَرى العُلا
فَأَمر اِختِلاف الناس يَستَوجب الضَرا
فَكُونوا جَميعاً باتحاد قُلوبكم
عَلى أَمرِكُم شَخصاً وَلا تَطلُبوا النَكرا
ففي الدين مَنجاة مِن الشَر دائِماً
وَمَن فَرَطوا قَد يَحرمون غَداً أَجرا
إِلَيكُم أَقام اللَه ديناً مُؤيدا
بِأَعظَم رُسل بَينوا الخَير وَالشَرا
وَقَد وَرث التَأييد كُل مُحافظ
عَلى الدين مِمَن نَفَذَ البَهى وَالأَمرا
فَنَسأل رَب العَرش أَن يَجعَل التُقى
أَماما لِنَمحي بِالتقي الذَنب وَالوَزرا
وَأَختم قَولي بِالصَلاة مُسلِما
عَلى خَير خَلق ثُم أَلتَمس العُذرا
أحمد القوصي
مصر
الحمدان
09-25-2023, 02:30 AM
ماللعُروبةِ تبدو مثلَ أرملةٍ
أليسَ في كتبِ التاريخ أفراحُ
والشِّعرُ ماذا سَيبقَى من أصالته
إذا توَلاهُ نَصَّابٌ ومداحُ
وكيفَ نكتب والأقفالُ في فَمِنا
وكل ثانيةٍ يأتيكَ سفاحُ
حملتُ شِعري على ظَهري فاتعَبَنِي
ماذا من الشعرِ يبقَى حِين يَرتاحُ
نزار قباني
الحمدان
09-25-2023, 02:40 AM
مني إِليك أؤدي بَعض ما وَجَبا
وَأَنظم الدر مِن مَدح وَلا عَجَبا
سارَت إِلَيكَ المَعالي تَكتَسي حللا
مِن عز مَجدك يا مَن قَد رَقى حَسَبا
طابَت نُفوس الوَري لَما بَلَغَت عُلا
فَكُن مبهجاً بِما قَد صُرت مُكتسبا
فَإِن قَدرك قَدر لا مَثيل لَهُ
وَأَنتَ لِلفَضل طراً لا تَزال أَبا
أحمد القوصي
الحمدان
09-25-2023, 02:40 AM
علياك لِليمن دامَت يا خَديوينا
وَمَنبَع الخَير مِن جَدواك يُولينا
وَفي يَمينك يَمن في الوُجود سري
وَفي يَسارك يَسر الخَير يَهدينا
وَأَينما سرت صار العَدل ممتثلاً
يَحدى الرِكاب وَللانصاف يَثنينا
فَكُلنا في سُرور أَنتَ مَوجده
إذ لا تَرى مِنكَ إِلا ما يَرقينا
جَددت لِلفَضل أَياماً نؤملها
وَلاحَ عزك وَالعَليا بِوادينا
وَكَم بَدَت نَعم عَمَت فَضائلها
في الكَون وَلا زالَت تُصافينا
وَبحر جُودك في الدُنيا لَهُ منن
في كُل وَقت تَروينا وَتَروينا
وَكَم بِكَ الدَولة العَليا رَقت شَرَفا
وَكَم بِتَشريفك إِلا عَلى تَهانينا
وَكَم مَآثر لا نحصى لَها عَدداً
بِالعز وَالمَجد وَالعَليا تَوافينا
وَكُل أَيامَك الغَرا مَواسمنا
وَنُور طَلعتكم أَبهى أَمانينا
وَكَم إِلَيكَ بِعز في حماك دَعَت
كُل الأَنام وَقال السَعد آمينا
لا زِلت خَير مَليك عز دَولته
عَلى الدَوام يَحيينا وَيحيينا
وَبَهجة المَلك قَد قالَت مُؤرخة
بِصَفو فَضل أَدام اللَه وَالينا
أحمد القوصي
الحمدان
09-25-2023, 04:45 PM
هذا غَرامكَ في عيونِكَ قـد بدا
قل لي أُحبكَ لا تكن مُتردِّدا
كـل الزهـور تقولهـا بعبيرها
ويقولها العصفورُ إن هو غرَّدا
قُلها لأعرفَ أن حُبـكَ لم يكن
حلماً إذا طلع الصباح تبدَّدا
قُلها لأعرف ما حـدود إرادتي
فيما فعلتُ وما سَأفعلهُ غـدا
قُلها فإن المستحيل علـى يدي
سيكون في إمكانه أن يُوجـدا
قُلها «صباح الخير» أو سلِّم بها
ليظل حُبكَ في دمي مُتوقِّـدا
قُلـها بشكلٍ ما أَلفتُ سماعـهُ
إن كنت تأبى أن تكون مقلِّدا
إني سئمتُ الانتظار فلا تَـدَعْ
قلبي علـى أعصابه مُترصِّدا
لــو قُلتَها لجعلتُ منكَ مبرراً
لأقول إني الآن لم أُخْلَقْ سُدى
وأقول إن اليوم يــوم ولادتي
وبأن عمري مُذْ نطقتَ بها ابتدا
كيـف التقينا والدروبُ كثيرة
ولصوتنا في الليلِ أكثر من صدى
والليلُ أطفأ في السماءِ نجومـهُ
نجماً فنجماً ثم أوغلَ في المـدى
ما زلتُ أذكرُ حين أيقظني الهوى
كيف اندفعتُ إلى الطريقِ بلا هدى
وخطاي تسألني أَتعرفُ أسمــهُ
أو أي شيء عنـه كي تتأكَّـدا
فيجيبها قلبي بصــوتٍ هادئٍ
سأكونُ بوصلة لكم أو مُرشـدا
في الحب تجتمعُ القلوبُ ببعضها
قبل الوجوه ولا تخونُ الموعـدا
ولقد وَجدتكَ حيث ما واعدتني
ووجدتُ نفسي إذ عَرفتكَ جيدا
فائذن لقلبي أن يُؤخـر بَوحـهُ
لكَ ساعة أو ساعتين ويرقـدا
وائذن لروحي حين تُنهي طقسها
في العشقِ بين يديكَ أن تتمددا
فالكلُ أجهـدهُ المسيرُ ولم يجـدْ
درباً إليـكَ من الدروبِ مُعَبَّدا
أنتَ الذي أهـدَيتَني حُــرِّيتي
وهـويَّتي وجعلـتَ مني سيِّدا
وأعدتَ لي فرحي وسحر طفولتي
من دونِ أن تدري ولا أن تقصدا
أنت الذي لولاك عشتُ بلا غدٍ
وبقيتُ بالأمسِ البعيدِ مُقيَّــدا
خُذني إليكَ فلو أضعتُكَ مـرةً
أُخرى سأصبحُ بالضياعِ مُهدَّدا
خُذني إليكَ ولا تَعدني كالذي
يَعدُ الغريقَ بأن يمدَّ له اليــدا
د. طاهر عبد المجيد
الحمدان
09-25-2023, 09:14 PM
أَمِن آلِ نُعمٍ أَنتَ غادٍ فَمُبكِرُ
غَداةَ غَدٍ أَم رائِحٌ فَمُهَجِّرُ
لِحاجَةِ نَفسٍ لَم تَقُل في جَوابِها
فَتُبلِغَ عُذراً وَالمَقالَةُ تُعذِرُ
تَهيمُ إِلى نُعمٍ فَلا الشَملُ جامِعٌ
وَلا الحَبلُ مَوصولٌ وَلا القَلبُ مُقصِرُ
وَلا قُربُ نُعمٍ إِن دَنَت وَلا نَأيُها
يُسلي وَلا أَنتَ تَصبِرُ
وَأُخرى
أَتَت مِن دونِ نُعمٍ وَمِثلُها نَهى
ذا النُهى لَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ
إِذا زُرتُ نُعماً لَم يَزَل ذو قَرابَةٍ
لَها كُلَّما لاقَيتُها يَتَنَمَّرُ
عَزيزٌ عَلَيهِ أَن أُلِمَّ بِبَيتِها
يُسِرُّ لِيَ الشَحناءَ وَالبُغضُ مُظهَرُ
أَلِكني إِلَيها بِالسَلامِ فَإِنَّهُ
يُشَهَّرُ إِلمامي بِها وَيُنَكَّرُ
بِآيَةِ ما قالَت غَداةَ لَقيتُها
بِمَدفَعِ أَكنانٍ أَهَذا المُشَهَّرُ
قِفي فَاِنظُري أَسماءُ هَل تَعرِفينَهُ
أَهَذا المُغيريُّ الَّذي كانَ يُذكَرُ
أَهَذا الَّذي أَطرَيتِ نَعتاً فَلَم أَكُن
وَعَيشِكِ أَنساهُ إِلى يَومِ أُقبَرُ
فَقالَت نَعَم لا شَكَّ غَيَّرَ لَونَهُ
سُرى اللَيلِ يُحيِي نَصَّهُ وَالتَهَجُّرُ
لَئِن كانَ إِيّاهُ لَقَد حالَ بَعدَنا
عَنِ العَهدِ وَالإِنسانُ قَد يَتَغَيَّرُ
رَأَت رَجُلاً أَمّا إِذا الشَمسُ عارَضَت
فَيَضحى وَأَمّا بِالعَشيِّ فَيَخصَرُ
أَخا سَفَرٍ جَوّابَ أَرضٍ تَقاذَفَت
بِهِ فَلَواتٌ فَهوَ أَشعَثُ أَغبَرُ
قَليلاً عَلى ظَهرِ المَطِيَّةِ ظِلُّهُ
سِوى ما نَفى عَنهُ الرِداءُ المُحَبَّرُ
وَأَعجَبَها مِن عَيشِها ظِلُّ غُرفَةٍ
وَرَيّانُ مُلتَفُّ الحَدائِقِ أَخضَرُ
وَوالٍ كَفاها كُلَّ شَيءٍ يَهُمُّها
فَلَيسَت لِشَيءٍ آخِرَ اللَيلِ تَسهَرُ
وَلَيلَةَ ذي دَورانَ جَشَّمتِني السُرى
وَقَد يَجشَمُ الهَولَ المُحِبُّ المُغَرِّرُ
فَبِتُّ رَقيباً لِلرِفاقِ عَلى شَفا
أُحاذِرُ مِنهُم مَن يَطوفُ وَأَنظُرُ
إِلَيهِم مَتى يَستَمكِنُ النَومُ مِنهُمُ
وَلى مَجلِسٌ لَولا اللُبانَةُ أَوعَرُ
وَباتَت قَلوصي بِالعَراءِ وَرَحلُها
لِطارِقِ لَيلٍ أَو لِمَن جاءَ مُعوِرُ
وَبِتُّ أُناجي النَفسَ أَينَ خِباؤُها
وَكَيفَ لِما آتي مِنَ الأَمرِ مَصدَرُ
فَدَلَّ عَلَيها القَلبُ رَيّا عَرَفتُها
لَها وَهَوى النَفسِ الَّذي كادَ يَظهَرُ
فَلَمّا فَقَدتُ الصَوتَ مِنهُم وَأُطفِئَت
مَصابيحُ شُبَّت في العِشاءِ وَأَنوُرُ
وَغابَ قُمَيرٌ كُنتُ أَرجو غُيوبَهُ
وَرَوَّحَ رُعيانُ وَنَوَّمَ سُمَّرُ
وَخُفِّضَ عَنّي النَومُ أَقبَلتُ مِشيَةَ
ال حُبابِ وَرُكني خَشيَةَ الحَيِّ أَزوَرُ
فَحَيَّيتُ إِذ فاجَأتُها فَتَوَلَّهَت
وَكادَت بِمَخفوضِ التَحِيَّةِ تَجهَرُ
وَقالَت وَعَضَّت بِالبَنانِ فَضَحتَني
وَأَنتَ اِمرُؤٌ مَيسورُ أَمرِكَ أَعسَرُ
أَرَيتَكَ إِذ هُنّا عَلَيكَ أَلَم تَخَف
وُقيتَ وَحَولي مِن عَدُوِّكَ حُضَّرُ
فَوَ اللَهِ ما أَدري أَتَعجيلُ حاجَةٍ
سَرَت بِكَ أَم قَد نامَ مَن كُنتَ تَحذَرُ
فَقُلتُ لَها بَل قادَني الشَوقُ وَالهَوى
إِلَيكِ وَما عَينٌ مِنَ الناسِ تَنظُرُ
فَقالَت وَقَد لانَت وَأَفرَخَ رَوعُها
كَلاكَ بِحِفظٍ رَبُّكَ المُتَكَبِّرُ
فَأَنتَ أَبا الخَطّابِ غَيرُ مُدافَعٍ
عَلَيَّ أَميرٌ ما مَكُثتُ مُؤَمَّرُ
فَبِتُّ قَريرَ العَينِ أُعطيتُ حاجَتي
أُقَبِّلُ فاها في الخَلاءِ فَأُكثِرُ
فَيا لَكَ مِن لَيلٍ تَقاصَرَ طولُهُ
وَما كانَ لَيلى قَبلَ ذَلِكَ يَقصُرُ
وَيا لَكَ مِن مَلهىً هُناكَ وَمَجلِس
لَنا لَم يُكَدِّرهُ عَلَينا مُكَدِّرُ
يَمُجُّ ذَكِيَّ المِسكِ مِنها مُفَلَّجٌ
رَقيقُ الحَواشي ذو غُروبٍ مُؤَشَّرُ
تَراهُ إِذا تَفتَرُّ عَنهُ كَأَنَّهُ حَصى
بَرَدٍ أَو أُقحُوانٌ مُنَوِّرُ
وَتَرنو بِعَينَيها إِلَيَّ كَما رَنا
إِلى رَبرَبٍ وَسطَ الخَميلَةِ جُؤذَرُ
فَلَمّا تَقَضّى اللَيلُ إِلّا أَقَلَّهُ
وَكادَت تَوالي نَجمِهِ تَتَغَوَّرُ
أَشارَت بِأَنَّ الحَيَّ قَد حانَ مِنهُمُ
هُبوبٌ وَلَكِن مَوعِدٌ مِنكَ عَزوَرُ
فَما راعَني إِلّا مُنادٍ تَرَحَّلوا
وَقَد لاحَ مَعروفٌ مِنَ الصُبحِ أَشقَرُ
فَلَمّا رَأَت مَن قَد تَنَبَّهَ مِنهُمُ
وَأَيقاظَهُم قالَت أَشِر كَيفَ تَأمُرُ
فَقُلتُ أُباديهِم فَإِمّا أَفوتُهُم
وَإِمّا يَنالُ السَيفُ ثَأراً فَيَثأَرُ
فَقالَت أَتَحقيقاً لِما قالَ كاشِحٌ
عَلَينا وَتَصديقاً لِما كانَ يُؤثَرُ
فَإِن كانَ ما لا بُدَّ مِنهُ فَغَيرُهُ
مِنَ الأَمرِ أَدنى لِلخَفاءِ وَأَستَرُ
أَقُصُّ عَلى أُختَيَّ بِدءَ حَديثِنا وَما لِيَ مِن أَن تَعلَما مُتَأَخَّرُ
لَعَلَّهُما أَن تَطلُبا لَكَ مَخرَجاً وَأَن تَرحُبا صَدراً بِما كُنتُ أَحصُرُ
فَقامَت كَئيباً لَيسَ في وَجهِها دَمٌ
مِنَ الحُزنِ تُذري عَبرَةً تَتَحَدَّرُ
فَقامَت إِلَيها حُرَّتانِ عَلَيهِما
كِساءانِ مِن خَزٍّ دِمَقسٌ وَأَخضَرُ
فَقالَت لِأُختَيها أَعينا عَلى فَتىً
أَتى زائِراً وَالأَمرُ لِلأَمرِ يُقدَرُ
فَأَقبَلَتا فَاِرتاعَتا ثُمَّ قالَتا
أَقِلّي عَلَيكِ اللَومَ فَالخَطبُ أَيسَرُ
فَقالَت لَها الصُغرى سَأُعطيهِ مِطرَفي
وَدَرعي وَهَذا البُردُ إِن كانَ يَحذَرِ
يَقومُ فَيَمشي بَينَنا مُتَنَكِّراً
فَلا سِرُّنا يَفشو وَلا هُوَ يَظهَرُ
فَكانَ مِجَنّي دونَ مَن كُنتُ أَتَّقي
ثَلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ وَمُعصِرُ
فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ قُلنَ لي
أَلَم تَتَّقِ الأَعداءَ وَاللَيلُ مُقمِرُ
وَقُلنَ أَهَذا دَأبُكَ الدَهرَ سادِراً
أَما تَستَحي أَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ
إِذا جِئتِ فَاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا
لِكَي يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ
فَآخِرُ عَهدٍ لي بِها حينَ أَعرَضَت
وَلاحَ لَها خَدُّ نَقِيٌّ وَمَحجَرُ
سِوى أَنَّني قَد قُلتُ يا نُعمُ قَولَةً
لَها وَالعِتاقُ الأَرحَبيّاتُ تُزجَرُ
هَنيئاً لِأَهلِ العامِرِيَّةِ نَشرُها
ال لَذيذُ وَرَيّاها الَّذي أَتَذَكَّرُ
وَقُمتُ إِلى عَنسٍ تَخَوَّنَ نَيَّها
سُرى اللَيلِ حَتّى لَحمُها مُتَحَسِّرُ
وَحَبسي عَلى الحاجاتِ حَتّى كَأَنَّها
بَقِيَّةُ لَوحٍ أَو شِجارٌ مُؤَسَّرُ
وَماءٍ بِمَوماءٍ قَليلٍ أَنيسُهُ
بَسابِسَ لَم يَحدُث بِهِ الصَيفَ مَحضَرُ
بِهِ مُبتَنىً لِلعَنكَبوتِ كَأَنَّهُ
عَلى طَرَفِ الأَرجاءِ خامٌ مُنَشَّرُ
وَرِدتُ وَما أَدري أَما بَعدَ مَورِدي
مِنَ اللَيلِ أَم ما قَد مَضى مِنهُ أَكثَرُ
فَقُمتُ إِلى مِغلاةِ أَرضٍ كَأَنَّها
إِذا اِلتَفَتَت مَجنونَةٌ حينَ تَنظُرُ
تُنازِعُني حِرصاً عَلى الماءِ رَأسَها
وَمِن دونِ ما تَهوى قَليبٌ مُعَوَّرُ
مُحاوِلَةً لِلماءِ لَولا زِمامُها
وَجَذبي لَها كادَت مِراراً تَكَسَّرُ
فَلَمّا رَأَيتُ الضَرَّ مِنها وَأَنَّني
بِبَلدَةِ أَرضٍ لَيسَ فيها مُعَصَّرُ
قَصَرتُ لَها مِن جانِبِ الحَوضِ مُنشَأً
جَديداً كَقابِ الشِبرِ أَو هُوَ أَصغَرُ
إِذا شَرَعَت فيهِ فَلَيسَ لِمُلتَقى
مَشافِرِها مِنهُ قِدى الكَفِّ مُسأَرُ
وَلا دَلوَ إِلّا القَعبُ كانَ رِشاءَهُ
إِلى الماءِ نِسعٌ وَالأَديمُ المُضَفَّرُ
فَسافَت وَما عافَت وَما رَدَّ شُربَها
عَنِ الرَيِّ مَطروقٌ مِنَ الماءِ أَكدَرُ
عمر بن أبى ربيعة
الحمدان
09-25-2023, 10:24 PM
كيف الرقاد! وأنت الخوف والخطر
وليل بغداد ليل ماله قمر!
ها أنت فى الأسر: جلاد ومطرقة
تهوي عليك وذئب بات ينتظر
وذابحوك كثير؟ كلهم ظمأ
إلى دماك؟ كأن قد مسهم سعر
أين المفر؟ وهولاكو الجديد أتى
يهيئون له أرضا فينتشر
أنى التفت فثم الموت؟ تعزفه
كفان بينهما التاريخ ينشطر
بغداد حلم رف واستدار
كما
يزف طائر نأى به المدار
فاروق شوشه
مصر
الحمدان
09-26-2023, 10:36 AM
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان
الحمدان
09-26-2023, 11:19 AM
لِمَن طَلَلٌ بِرامَةَ لا يَريمُ
عَفا وَخَلا لَهُ حُقُبٌ قَديمُ
تَحَمَّلَ أَهلُهُ مِنهُ فَبانوا
وَفي عَرَصاتِهِ مِنهُم رُسومُ
يَلُحنَ كَأَنَّهُنَّ يَدا فَتاةٍ
تُرَجَّعُ في مَعاصِمِها الوُشومُ
عَفا مِن آلِ لَيلى بَطنُ ساقٍ
فَأَكثِبَةُ العَجالِزِ فَالقَصيمُ
تُطالِعُنا خَيالاتٌ لِسَلمى
كَما يَتَطَلَّعُ الدَينَ الغَريمُ
لَعَمرُ أَبيكَ ما هَرِمُ بنُ سَلمى
بِمَلحِيٍّ إِذا اللُؤَماءُ ليموا
وَلا ساهي الفُؤادِ وَلا عَيِيِّ ال
لِسانِ إِذا تَشاجَرَتِ الخُصومُ
وَهو غَيثٌ لَنا في كُلِّ عامٍ
يَلوذُ بِهِ المُخَوَّلُ وَالعَديمُ
وَعَوَّدَ قَومَهُ هَرِمٌ عَلَيهِ
وَمِن عاداتِهِ الخُلُقُ الكَريمُ
كَما قَد كانَ عَوَّدَهُم أَبوهُ
إِذا أَزَمَتهُمُ يَوماً أَزومُ
كَبيرَةُ مَغرَمٍ أَن يَحمِلوها
تُهِمُّ الناسَ أَو أَمرٌ عَظيمُ
لِيَنجوا مِن مَلامَتِها وَكانوا
إِذا شَهِدوا العَظائِمَ لَم يُليموا
كَذَلِكَ خِيمُهُم وَلِكُلِّ قَومٍ
إِذا مَسَّتهُمُ الضَرّاءُ خيمُ
وَإِن سُدَّت بِهِ لَهواتُ ثَغرٍ
يُشارُ إِلَيهِ جانِبُهُ سَقيمُ
مَخوفٍ بَأسُهُ يَكلَأكَ مِنهُ
عَتيقٌ لا أَلَفُّ وَلا سَؤومُ
لَهُ في الذاهِبينَ أُرومُ صِدقٍ
وَكانَ لِكُلِّ ذي حَسبٍ أُرومُ
زهير بن أبي سلمى
الحمدان
09-26-2023, 11:19 AM
أَبلِغ لَدَيكَ بَني الصَيداءَ كُلَّهُمُ
أَنَّ يَساراً أَتانا غَيرَ مَغلولِ
وَلا مُهانٍ وَلَكِن عِندَ ذي كَرَمٍ
وَفي حِبالِ وَفِيٍّ غَيرِ مَجهولِ
يُعطي الجَزيلَ وَيَسمو وَهوَ مُتَّئِدٌ
بِالخَيلِ وَالقَومُ في الرَجراجَةِ الجولِ
وَبِالفَوارِسِ مِن وَرقاءَ قَد عُلِموا
فُرسانَ صِدقٍ عَلى جُردٍ أَبابيلِ
في حَومَةِ المَوتِ إِذ ثابَت حَلائِبُهُم
لا مُقرِفينَ وَلا عُزلٍ وَلا ميلِ
في ساطِعٍ مِن غَياياتٍ وَمِن رَهَجٍ
وَعِثيَرٍ مِن دُقاقِ التُربِ مَنخولِ
أَصحابُ زَبدٍ وَأَيّامٍ لَهُم سَلَفَت
مَن حارَبوا أَعذَبوا عَنهُ بِتَنكيلِ
أَو صالَحوا فَلَهُ أَمنٌ وَمُنتَفَذٌ
وَعَقدُ أَهلِ وَفاءٍ غَيرُ مَخذولِ
زهير بن أبي سلمى
الحمدان
09-26-2023, 11:20 AM
بلِغ بَني نَوفَلٍ عَنّي فَقَد بَلَغوا
مِنّي الحَفيظَةَ لَمّا جاءَني الخَبَرُ
القائِلينَ يَساراً لا تُناظِرُهُ
غِشّاً لِسَيِّدِهِم في الأَمرِ إِذ أَمَروا
إِنَّ اِبنَ وَرقاءَ لا تُخشى غَوائِلُهُ
لَكِن وَقائِعُهُ في الحَربِ تُنتَظَرُ
لَولا اِبنُ وَرقاءَ وَالمَجدُ التَليدُ لَهُ
كانوا قَليلاً فَما عَزّوا وَلا كَثُروا
المَجدُ في غَيرِهِم لَولا مَآثِرُهُ
وَصَبرُهُ نَفسَهُ وَالحَربُ تَستَعِرُ
أَولى لَهُم ثُمَّ أَولى أَن تُصيبَهُمُ
مِنّي بَواقِرُ لا تُبقي وَلا تَذَرُ
وَأَن يُعَلَّلَ رُكبانُ المَطِيِّ بِهِم
بِكُلِّ قافِيَةٍ شَنعاءَ تُشتَهَرُ
زهير بن أبي سلمى
الحمدان
09-26-2023, 11:21 AM
تَعَلَّم أَنَّ شَرَّ الناسِ حَيٌّ
يُنادى في شِعارِهِمُ يَسارُ
وَلَولا عَسبُهُ لَرَدَدتُموهُ
وَشَرُّ مَنيحَةٍ عَسبٌ مُعارُ
إِذا جَمَحَت نِساؤُكُمُ إِلَيهِ
أَشَظَّ كَأَنَّهُ مَسَدٌ مُغارُ
يُبَربِرُ حينَ يَعدو مِن بَعيدٍ
إِلَيها وَهوَ قَبقابٌ قُطارُ
كَطِفلٍ ظَلَّ يَهدِجُ مِن بَعيدٍ
ضَئيلِ الجِسمِ يَعلوهُ اِنبِهارُ
إِذا أَبزَت بِهِ يَوماً أَهَلَّت
كَما تُبزي الصَعائِدُ وَالعِشارُ
فَأَبلِغ إِن عَرَضتَ لَهُم رَسولاً
بَني الصَيداءِ إِن نَفَعِ الجِوارُ
بِأَنَّ الشِعرَ لَيسَ لَهُ مَرَدٌّ
إِذا وَرَدَ المِياهَ بِهِ التِجارُ
زهير بن أبي سلمى
الحمدان
09-28-2023, 11:27 AM
تركتُ لرحمةِ الرحمن نفسي
فما لي دون رحمتهِ رجاءُ
أنا الإنسان في ظلمي وعجزي
وأنت الله تفعل ما تشاءُ
* *
الحمدان
09-29-2023, 01:23 PM
لَعَمْرِي لَقَدْ بَانَتْ بِحَاجَةِ ذِي هَوًى
سُعَادُ وَرَاعَتْ بالفِرَاقِ مُرَوَّعَا
قَد عَمِرَ الرَّوضاتِ حَوْلِ مُخَطَّطٍ
إلى الُّلجِّ مَرْأَى مِن سُعَادَ وَمْسَمْعَا
مَتى تَرَ دَارًا مِن سُعَادَ تَقَفْ بِهَا
وَتَسْتَجْرِ عَيْنَاكَ الدُّمُوعَ فَتَدْمَعَا
امرؤ القيس
الحمدان
09-29-2023, 01:23 PM
لَعَمْرِي لَقَدْ بَانَتْ بِحَاجَةِ ذِي هَوًى
سُعَادُ وَرَاعَتْ بالفِرَاقِ مُرَوَّعَا
قَد عَمِرَ الرَّوضاتِ حَوْلِ مُخَطَّطٍ
إلى الُّلجِّ مَرْأَى مِن سُعَادَ وَمْسَمْعَا
مَتى تَرَ دَارًا مِن سُعَادَ تَقَفْ بِهَا
وَتَسْتَجْرِ عَيْنَاكَ الدُّمُوعَ فَتَدْمَعَا
امرؤ القيس
الحمدان
09-29-2023, 01:24 PM
أَبْلَغْ بَنِي زَيْدٍ إذا ما لَقِيتَهُمْ
وَأَبْلِغْ بَنِي لُبْنَى وَأَبْلِغْ تُمَاضِرَا
وَأَبْلِغْ ولا تَتْرُكْ بَنِي ابْنَةَ مِنْقَرٍ
أُفَقِّرُهُمُ إِنِّي أُفَقِّرُ نابِرَا
أَحْنَظَلُ لو كنتمْ كِرَامًا صَبَرْتُمُ
وَحُطْتُمْ ولا يُلْقَى التَّمِيمِيُّ صَابِرَا
امرؤ القيس
الحمدان
09-29-2023, 01:24 PM
يَا بُؤسَ لِلقَلْبِ بَعْد اليَوْمِ ما آبَهْ
*ذِكرَى حَبيبٍ ببعضِ الأرْضِ قد رَابهْ
قالّتْ سُلَيْمى أرَاكَ اليومَ مُكْتَئِباً
والرَّأْسُ بَعدي رَأيتُ الشّيْبَ قد عابه
وحَارَ بَعْدَ سَوَادِ الرَّأْسِ جُمَّتَهُ
كمِعْقَبِ الرَّيطِ إذْ نَشَّرْتَ هُدَّابهْ
ومَرْقَبٍ تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَهُ
أشْرَفْتُهُ مُسْفِراً والنَّفْسُ مُهْتَابَهْ
عَمْداً لأرْقُبَ مَا لِلجَوِّ مِنْ نَعَمٍ
فَناظِرٌ رائِحاً مِنْهُ وعُزَّابَهْ
وقدْ نَزَلْتُ إلى رَكْبٍ مُعَقَّلَةٍ
شُعْثِ الرُّووسِ كأنَّ فَوْقَهُمْ غابَهْ
لَمَّا رَكِبْنا رَفَعناهُنَّ زَفْزَفَةً
حَتى احْتَوَيْنَا سَوَاماً ثمَّ أرْبَابَهْ
امرؤ القيس
الحمدان
09-29-2023, 01:25 PM
أجارَتَنا إنَّ الخُطُوبَ تَنوبُ
وإني مُقِيمٌ ما أقامَ عَسِيبُ
أجارَتَنا إنّا غَرِيبَانِ هَهُنَا
وكُلُّ غَرِيبٍ للغَريبِ نَسيبُ
فإن تَصِلِينَا فَالقَرَابَةُ بَيْنَنَا
وإنْ تَصْرِمِينَا فالغَريبُ غريبُ
أجارَتَنا مافاتَ لَيْسَ يَؤوبُ
ومَا هُوَ آتٍ في الزَّمانِ قَرِيبُ
ولَيْسَ غريباً مَن تَنائتْ ديارُهُ
ولكنَّ مَنْ وارى التُّرابُ غَريبُ
امرؤ القيس
الحمدان
09-29-2023, 01:25 PM
قدْ أشْهَدُ الغارَةَ الشّعْوَاءَ تَحْمِلُنِي
جَرْدَاءُ مَعرُوقَةُ اللّحييَنِ سُرْحُوبُ
كَأنَّ صاحِبهَا إذْ قَامَ يُلْجِمُها
مَغْذٌ على بَكْرَةٍ زَوْرَاءَ مَنْصُوبُ
إذا تَبَصّرَها الرَّاؤُونَ مُقبِلَةً
لاحتْ لَهُمْ غُرَّةٌ مِنْها وَتجْبِيبُ
وِقافُها ضَرِمٌ وَجَرْيُها جَذِمٌ
وَلَحْمُها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ
وَاليَدٌ سابِحَةٌ وَالرِّجْلُ ضارِحَةٌ
وَالعَيْنُ قادِحةٌ وَالمَتْنُ مَلْحُوبُ
وَالمَاءُ مُنْهَمِرٌ وَالشَّدُّ مُنْحَدِرٌ
وَالقُصْبُ مُضْطَمِرٌ وَاللَّونُ غِرْبِيبُ
كَأنّها حِينَ فاضَ الماءُ وَاحْتَفَلَتْ
صَقْعاءُ لاحَ لَها في المَرْقَبِ الذِّيبُ
فأَبْصَرَتْ شَخْصَهُ مِن فَوْقِ مَرْقَبَةٍ
ودُونَ مَوْقِعِها مِنْهُ شَنَاخِيبُ
فَأقْبلَتْ نَحوَهُ في الجَوِّ كاسِرَةً
يَحُثُّها مِنْ هُوِيِّ الرِّيحِ تَصْوِيبُ
صُبَّتْ عَلَيْهِ وما تنْصَبُّ مِنْ أُمَمٍ
إنَّ الشَّقَاءَ على الأشْقَيْنِ مَصْبُوبُ
كالدَّلْوِ ثَبْتٌ عُرَاهَا وهْيَ مُثْقَلَةٌ
إذْ خَانَها وذَّمٌ منْهَا وتَكْرِيبُ
لا كالَّتي في هَواءِ الجَوِّ طّالِبَةً
ولا كَهَذَا الّذِي في الأرْضِ مَطلوبُ
كالْبَزِّ والرَّيْحِ في مَرْآهُما عَجَبٌ
مَا في اجْتِهَادٍ على الإصْرَارِ تَعْييبُ
فأدْرَكَتْهُ فَنالَتْهُ مَخَالِبُهَا
فَانْسَلَّ مِن تحْتِها والدَّفُّ مَعْقُوبُ
يَلوذُ بِالصَّخْرِ مِنْهَا بَعْدَ مَا فَتَرَتْ
مِنْها ومِنْهُ على الصَّخْرِ الشَّآبِيبُ
ثمَّ اسْتغَاثَتْ بمَتنِ الأرضِ تَعْفِرُهُ
وبِاللِّسان وبِالشِّدْقَيْنِ تَتْرِيبُ
فأخطَأتْهُ المَنَايَا قِيسَ أُنْمُلَةٍ
ولا تَحَرَّزَ إلا وهْوَ مَكْتُوبُ
يَظَلُّ مُنْحَجِراً منْهَا يُراقِبُهَا
ويَرْقَبُ اللَّيْلَ إنّ اللّيْلَ مَحْجُوبُ
والخَيرُ مَا طَلَعَتْ شَمسٌ وما غَرَبَتْ
مُطَلَّبٌ بِنَواصي الخَيْلِ مَعْصُوبُ
امرؤ القيس
الحمدان
09-29-2023, 01:26 PM
الخّيرُ ما طَلَعَتْ شَمسٌ ومَا غَرَبَتْ
مُطَلَّبٌ بِنواصِيً الخَيلِ، مَعصُوبُ
صُبّتْ عَلَيْهٍ ومَا تَنْصَبُّ من أَمَمٍ
إنَّ البَلَاءَ على الأشْقَيْن مَصْبُوبُ
امرؤ القيس
الحمدان
09-29-2023, 01:26 PM
سَقَى وَارِداتٍ وَالقَلِيبَ وَلَعْلعا
مُلِثٌّ سِماكِيٌّ فَهَضْبَةَ أيْهَبَا
فَمَرَّ على الخَبْتَينِ خَبْتَيْ عُنَيْزَةٍ
فَذَاتِ النِّقاعِ فانْتَحَى وَتَصَوَّبا
فَلَمّا تَدَلّى مِنْ أعالِي طَمِيّةٍ
أبَسَّتْ بِهِ رِيحُ الصَّبا فَتَحَلَّبا
امرؤ القيس
الحمدان
09-29-2023, 01:26 PM
الحَرْبُ أَوَّلُ ما تكونُ فَتِيَّةً
تَسْعَى بِزِيْنَتِها لكلِّ جَهُولِ
حتى إذا اسْتَعَرَتْ وَشَبَّ ضِرَامُها
عَادَتْ عَجُوزًا غيرَ ذاتِ خَلِيلِ
شَمْطَاءَ جَزَّتْ رَأْسَهَا وَتَنَكَّرَتْ
مَكْرُوهَةً لِلشَّمِّ والتَّقْبِيلِ
امرؤ القيس
الحمدان
09-29-2023, 01:27 PM
لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل
مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَل
عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ ومَرَّ كَسَرحَب
ومُنخَفَضٍ طام تَنَكَّرَ واضمَحَل
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَت
عَلى غَيرِ سُكَّانٍ ومَن سَكَنَ ارتَحَل
تَنَطَّحَ بِالأَطلالِ مِنه مُجَلجِلٌ
أَحَمُّ إِذَا احمَومَت سحَائِبُهُ انسَجَل
بِرِيحٍ وبَرقٍ لَاحَ بَينَ سَحَائِبٍ
ورَعدٍ إِذَا ما هَبَّ هَاتِفهُ هَطَل
فَأَنبَتَ فِيهِ مِن غَشَنِض وغَشنَضٍ
ورَونَقِ رَندٍ والصَّلَندَدِ والأَسل
وفِيهِ القَطَا والبُومُ وابنُ حبَوكَلِ
وطَيرُ القَطاطِ والبَلندَدُ والحَجَل
وعُنثُلَةٌ والخَيثَوَانُ وبُرسُلٌ
وفَرخُ فَرِيق والرِّفَلّةَ والرفَل
وفِيلٌ وأَذيابٌ وابنُ خُوَيدرٍ
وغَنسَلَةٌ فِيهَا الخُفَيعَانُ قَد نَزَل
وهَامٌ وهَمهَامٌ وطَالِعُ أَنجُدٍ
ومُنحَبِكُ الرَّوقَينِ في سَيرِهِ مَيَل
فَلَمَّا عَرَفت الدَّارَ بَعدَ تَوَهُّمي
تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَدَّي وانهمَل
فَقُلتُ لَها يا دَارُ سَلمَى ومَا الَّذِي
تَمَتَّعتِ لَا بُدِّلتِ يا دَارُ بِالبدَل
لَقَد طَالَ مَا أَضحَيتِ فَقراً ومَألَف
ومُنتظَراً لِلحَىِّ مَن حَلَّ أَو رحَل
ومَأوىً لِأَبكَارٍ حِسَانٍ أَوَانسٍ
ورُبَّ فَتىً كالليثِ مُشتَهَرِ بَطَل
لَقَد كُنتُ أَسبى الغِيدَ أَمرَدَ نَاشِئ
ويَسبِينَني مِنهُنَّ بِالدَّلِّ والمُقَل
لَيَالِيَ أَسبِى الغَانِيَاتِ بِحُمَّةٍ
مُعَثكَلَةٍ سَودَاءَ زَيَّنَهَا رجَل
كأَنَّ قَطِيرَ البَانِ في عُكنَاتِهَ
عَلَى مُنثَنىً والمَنكِبينِ عَطَى رَطِل
تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً
تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل
لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَ
إِلى رَاهِبٍ قَد صَامَ لِلّهِ وابتَهَل
لَأَصبَحَ مَفتُوناً مُعَنَّى بِحُبِّهَ
كأَن لَم يَصُم لِلّهِ يَوماً ولَم يُصَل
أَلا رُبَّ يَومٍ قَد لَهَوتُ بِذلِّهَ
إِذَا مَا أَبُوهَا لَيلَةً غَابَ أَو غَفَل
فَقَالَتِ لِأَترَابٍ لَهَا قَد رَمَيتُهُ
فَكَيفَ بِهِ إن مَاتَ أَو كَيفَ يُحتَبَل
أَيخفَى لَنَا إِن كانَ في اللَّيلِ دفنُهُ
فَقُلنَ وهَل يَخفَى الهِلَالُ إِذَا أَفَل
قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِرَ الذي
تَدَانَت لهُ الأَشعَارُ طُراً فَيَا لَعَل
لِمَه تَقتُلى المَشهُورَ والفَارِسَ الذي
يُفَلِّقُ هَامَاتِ الرِّجَالِ بِلَا وَجَل
أَلَا يا بَنِي كِندَةَ اقتُلوا بِابنِ عَمِّكم
وإِلّا فَمَا أَنتُم قَبيلٌ ولَا خَوَل
قَتِيلٌ بِوَادِي الحُبِّ مِن غيرِ قَاتِلٍ
ولَا مَيِّتٍ يُعزَى هُنَاكَ ولَا زُمَل
فَتِلكَ الَّتي هَامَ الفُؤَادُ بحُبِّهَ
مُهفهَفَةٌ بَيضَاءُ دُرِّيَّة القُبَل
ولى وَلَها في النَّاسِ قَولٌ وسُمعَةٌ
ولى وَلَهَا في كلِّ نَاحِيَةٍ مَثَل
كأَنَّ عَلى أَسنَانِها بَعدَ هَجعَةٍ
سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ في القَندِ والعَسَل
رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجلِ تَمشى تَبختر
وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخنَ في زَجَل
غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنهَا مَشَت
بِهِ عِندَ بابَ السَّبسَبِيِّينَ لا نفَصَل
فَهِي هِي وهِي ثمَّ هِي هِي وهي وَهِي
مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّاسِ بالجُمَل
أَلا لا أَلَا إِلَّا لآلاءِ لابِثٍ
ولا لَا أَلَا إِلا لِآلاءِ مَن رَحَل
فكَم كَم وكَم كَم ثمَّ كَم كَم وكَم وَكَم
قَطَعتُ الفَيافِي والمَهَامِهَ لَم أَمَل
وكافٌ وكَفكافٌ وكَفِّي بِكَفِّهَ
وكافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انهَمل
فَلَو لَو ولَو لَو ثمَّ لَو لَو ولَو ولَو
دَنَا دارُ سَلمى كُنتُ أَوَّلَ مَن وَصَل
وعَن عَن وعَن عَن ثمَّ عَن عَن وعَن وَعَن
أُسَائِلُ عَنها كلَّ مَن سَارَ وارتَحَل
وفِي وفِي فِي ثمَّ فِي فِي وفِي وفِي
وفِي وجنَتَي سَلمَى أُقَبِّلُ لَم أَمَل
وسَل سَل وسَل سَل ثمَّ سَل سَل وسَل وسَل
وسَل دَارَ سَلمى والرَّبُوعَ فكَم أَسَل
وشَنصِل وشَنصِل ثمَّ شَنصِل عَشَنصَلٍ
عَلى حاجِبي سَلمى يَزِينُ مَعَ المُقَل
حِجَازيَّة العَينَين مَكيَّةُ الحَشَ
عِرَاقِيَّةُ الأَطرَافِ رُومِيَّةُ الكَفَل
تِهامِيَّةَ الأَبدانِ عَبسِيَّةُ اللَمَى
خُزَاعِيَّة الأَسنَانِ دُرِّيِّة القبَل
وقُلتُ لَها أَيُّ القَبائِل تُنسَبى
لَعَلِّي بَينَ النَّاسِ في الشِّعرِ كَي أُسَل
فَقالت أَنَا كِندِيَّةٌ عَرَبيَّةٌ
فَقُلتُ لَها حاشَا وكَلا وهَل وبَل
فقَالت أَنَا رُومِيَّةٌ عَجَمِيَّة
فقُلتُ لها ورخِيز بِباخُوشَ مِن قُزَل
فَلَمَّا تَلاقَينا وجَدتُ بَنانَه
مُخَضّبَةً تَحكى الشَوَاعِلَ بِالشُّعَل
ولاعَبتُها الشِّطرَنج خَيلى تَرَادَفَت
ورُخّى عَليها دارَ بِالشاهِ بالعَجَل
فَقَالَت ومَا هَذا شَطَارَة لَاعِبٍ
ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيلِ هُو الأَجَل
فَنَاصَبتُها مَنصُوبَ بِالفِيلِ عَاجِل
مِنَ اثنَينِ في تِسعٍ بِسُرعٍ فَلَم أَمَل
وقَد كانَ لَعبي كُلَّ دَستٍ بِقُبلَةٍ
أُقَبِّلُ ثَغراً كَالهِلَالِ إِذَا أَفَل
فَقَبَّلتُهَا تِسعاً وتِسعِينَ قُبلَةً
ووَاحِدَةً أَيضاً وكُنتُ عَلَى عَجَل
وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّعَ عِقدُهَ
وحَتَّى فَصُوصُ الطَّوقِ مِن جِيدِهَا انفَصَل
كأَنَّ فُصُوصَ الطَوقِ لَمَّا تَنَاثَرَت
ضِيَاءُ مَصابِيحٍ تَطَايَرنَ عَن شَعَل
وآخِرُ قَولِي مِثلُ مَا قَلتُ أَوَّل
لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل
امرؤ القيس
الحمدان
10-02-2023, 02:20 PM
سَلامٌ عَلى قَبرِ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ
نَبِيِّ الهُدى وَالمُصطَفى وَالمُؤَيَّدِ
نَبِيٍّ هَدانا اللَهُ بَعدَ ضَلالَةٍ
بِهِ لَم نَكُن لَولا هُداهُ لِنَهتَدي
فَكانَ رَسولُ اللَهِ مِفتاحَ رَحمَةٍ
مِنَ اللَهِ أَهداها لِكُلِّ مُوَحِّدِ
وَكانَ رَسولُ اللَهِ أَفضَلَ مَن مَشى
عَلى الأَرضِ إِلّا أَنَّهُ لَم يُخَلَّدِ
شَهِدتُ عَلى أَن لا نُبُوَّةَ بَعدَهُ
وَأَن لَيسَ حَيٌّ بَعدَهُ بِمُخَلَّدِ
وَأَنَّ البِلى يَأتي عَلى كُلِّ جِدَّةٍ
وَأَنَّ المَنايا لِلعِبادِ بِمَرصَدِ
تَبارَكَ مَن يَجري الفِراقُ بِأَمرِهِ
وَيَجمَعُ مِن شَتّى عَلى غَيرِ مَوعِدِ
أَيا صاحِ إِنَّ الدارَ دارُ تَبَلُّغٍ
إِلى بَرزَخِ المَوتى وَدارُ تَزَوِّدِ
أَلَستَ تَرى أَنَّ الحَوادِثَ جَمَّةٌ
يَروحُ عَلَينا صَرفُهُنَّ وَيَغتَدي
تَبَلَّغ مِنَ الدُنيا وَنَل مِن كَفافِها
وَلا تَعتَقِدها في ضَميرٍ وَلا يَدِ
وَكُن داخِلاً فيها كَأَنَّكَ خارِجٌ
إِلى غَيرِها مِنها مِنَ اليَومِ أَو غَدِ
أبو العتاهية
الحمدان
10-02-2023, 02:21 PM
إِنَّ القَريرَةَ عَينُهُ عَبدُ
خَشِيَ الإِلَهَ وَعَيشُهُ قَصدُ
عَبدٌ قَليلُ النَومِ مُجتَهِدٌ
لِلَّهِ كُلُّ فِعالِهِ رُشدُ
نَزِهٌ عَنِ الدُنيا وَباطِلِها
لا عَرضُ يَشغَلُهُ وَلا نَقدُ
مُستَجهِلٌ في اللَهِ مُحتَقِرٌ
هَزلُ المَخافَةِ عِندَهُ جِدُّ
مُتَذَلِّلٌ لِلَّهِ مُرتَقِبٌ
ما لَيسَ مِن إِتيانِهِ بُدُّ
رَفَضَ الحَياةَ عَلى حَلاوَتِها
وَاِختارَ ما فيهِ لَهُ الخُلدُ
يَكفيهِ ما بَلَغَ المَحَلَّ بِهِ
لا يَشتَكي إِن نابَهُ جَهدُ
فَاِشدُد يَدَيكَ إِذا ظَفِرتَ بِهِ
ما العَيشُ إِلّا القَصدُ وَالزُهدُ
أبو العتاهية
الحمدان
10-02-2023, 02:21 PM
أُضيعُ مِنَ العُمرِ ما في يَدي
وَأَطلُبُ ما لَيسَ لي في يَدِ
أَرى الأَمسَ قَد فاتَني رَدُّهُ
وَلَستُ عَلى ثِقَةٍ مِن غَدِ
وَإِنّي لَأَجري إِلى غايَةٍ
وَأَستَقبِلُ المَوتَ مِن مَولِدي
وَما زِلتُ في طَبَقاتِ الرَدى
أَصَعَّدُ في مَصعَدٍ مَصعَدِ
فَيوشِكُ عَمّا قَليلٍ أَكونُ
مِنهُنَّ في البَرزَخِ الأَبعَدِ
أبو العتاهية
الحمدان
10-02-2023, 02:22 PM
المَوتُ لا والِداً يُبقي وَلا وَلَدا
وَلا صَغيراً وَلا شَيخاً وَلا أَحَدا
كانَ النَبِيُّ فَلَم يَخلُد لِأُمَّتِهِ
لَو خَلَّدَ اللَهُ حَيّاً قَبلَهُ خَلَدا
لِلمَوتِ فينا سِهامٌ غَيرُ مُخطِئَةٍ
مَن فاتَهُ اليَومَ سَهمٌ لَم يَفُتهُ غَدا
ما ضَرَّ مَن عَرَفَ الدُنيا وَغِرَّتَها
أَلّا يُنافِسَ فيها أَهلَها أَبَدا
أبو العتاهية
الحمدان
10-02-2023, 02:22 PM
اِصبِر لِكُلِّ مُصيبَةٍ وَتَجَلَّدِ
وَاِعلَم بِأَنَّ المَرءَ غَيرُ مُخَلَّدِ
أَوَما تَرى أَنَّ المَصائِبَ جَمَّةٌ
وَتَرى المَنِيَّةَ لِلعِبادِ بِمَرصَدِ
مَن لَم يُصِب مِمَّن تَرى بِمُصيبَةٍ
هَذا سَبيلٌ لَستَ فيهِ بِأَوحَدِ
وَإِذا ذَكَرتَ مُحَمَّداً وَمَصابَهُ
فَاِذكُر مُصابَكَ بِالنَبِيِّ مُحَمَّدِ
أبو العتاهية
الحمدان
10-04-2023, 01:38 PM
صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ
مرجعُه فقوِّم النفسَ
بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ والنفسُ
من خيرِها في خيرِ عافيةٍ
والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ
الحمدان
10-04-2023, 01:38 PM
إِني لتطربُني الخِلالُ كريمةً
طربَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقِ
ويَهُزُّني ذكْرُ المروءةِ والندى
بين الشمائلِ هزةَ المشتاقِ
فإِذا رُزقتَ خَليقةً محمودةً
فقد اصطفاكَ مقسِّمُ الأرزاقِ
والناسُ هذا حظُّه مالٌ وذا
علمٌ وذاكَ مكارمُ الأخلاقِ
والمالُ إِن لم تَدَّخِرْه محصناً
بالعلمِ كان نهايةَ الإملاقِ
الحمدان
10-04-2023, 02:08 PM
لَا تَعْتَبِ الدَّهْرَ فِي خَطْبٍ رَمَاكَ بِهِ
وَلَا تَرُمْ غَيرَ بَابَ خَالِقِي طَلَبَا
وَلَازِمَ البَابَ مَهْمَا الدَّهْرُ قَدْ صَعُبَا
إِنْ إِسْتَرَدَّ فَقِدْمَاً طَالَ مَا وَهَبَا
حَاسِبْ زَمَانَكَ فِي حَالَي تَصَرُّفِهِ
وَادْعُ الإِلَهَ وَلَا تَلْحَظْ لَهُمْ سَبَبَا
وَالجَأْ إِلَى اللَّهِ بِالمُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ
تَجِدْهُ أَعْطَاكَ أَضْعَافَ الَّذِي سَلَبَا
وَاللَّهُ قَدْ جَعَلَ الأَيَّامَ دَائِرَةً
فَمَنْ جَفَاكَ يَذُوقُ الكَأْسَ لَو عَبَبَا
وَالدَّهْرُ يَمْضِي وَأَيَّامٌ نُدَاوِلُهَ
فَلَا تَرَى رَاحَةً تَبْقَى وَلَا تَعَبَا
وَرَأْسُ مَالِكَ وَهْيَ الرُّوحُ إِن سَلِمَت
وَاغْنَمْ كَذَاكَ بِسَتْرٍ تَزْدَهِي طَرَبَا
وَصُنْ حَيَاتَكَ بِالتَّقْوَى وَكُنْ حَذِرَا
لَا تَأْسَفَنَّ لِشَيءٍ بَعْدَهَا ذَهَبَا
مَا كُنْتَ أَوَّلَ مَمْنُوٍّ بِحَادِثَةٍ
وَالرِّزْقُ فِي اللَّوحِ مَكْتُوبٌ فَزِدْ أَدَبَا
حَوَادِثُ الدَّهْرِ وَالأَيَّامُ تَجْمَعُنَا
كَذَا مَضَى الدَّهْرُ لَا بِدْعَاً وَلَا عَجَبَا
وَرُبَّ مَالٍ نَمَا مِنْ بَعْدِ مَرْزِئَةٍ
تَبَارَكَ اللَّهُ لِلأَرْزَاقِ قَدْ كَتَبَا
وَيُنْمِيَ الرِّزْقَ بالإِحْسَانِ تَكْرِمَةً
أَمَا تَرَى الشَّمْعَ بَعْدَ القَطِّ مُلْتَهِبَا
بهاء الدين زهير
الحمدان
10-04-2023, 02:09 PM
رَجَــوتُكَ يــا إلــهي والــطريقُ
طــويلٌ والــشرورُ بــه تُــحِيقُ
فأَمشي والــظــلامُ لــهُ اِمــتِدادٌ
ولا أدري مــتى يأتي الشروقُ
وَتُــرْهِــقُني هــمومٌ مُــوحِشَاتٌ
يكادُ الكونُ في صدري يضيقُ
فــلا أحــدٌ أبــثُّ ألــيهِ حُــزْني
ولا هـــادٍ يـــدلُّ و لا رفــيــقُ
تــكــالبَتِ الــنــوائبُ والــرزايا
وبــاتَــتْ حـــدَّ طــاقتِنا تَــفوقُ
تُــشَرِّدُنا الزلازلُ حيثُ شَاءَتْ
وتَــقتلُنا الــعواصفُ والــبروقُ
وبِــتْــنَا كــالسَّفِينِ بــلا مــراسٍ
تُــحَرِّكُها الــسَّمُومُ أو الخَرُوقُ
بنا قد ضَاقَ أهلُ الأرضِ ذَرْعاً
فـــلا أحـــدٌ لــرؤيَــتِنا يــطيقُ
فََيَـغْمِزُنَا الــنَّطِيحَةُ دونَ ذَنْــبٍ
ويَــشْــتُمُنَا مِــنَ الأنْــذالِ بــوقُ
كــأنَّا قــد سَــرَقْنَا الشّمسَ يوماً
وأصبحنا لنهضتهم نُــعُـيقُ
كــأنَّ الــعُرْبَ ناموا في سُبَاتٍ
مــتى يَصْحو الضميرُ ويستفيقُ
عبدالناصر عليوي
الحمدان
10-04-2023, 02:10 PM
لا أجحدُ الفضلَ بل أُربيهِ إرباءَا
حتى يُصَيّرَ للجوزاء جوزاءا
ولا أنامُ عن الجُلّى إذا نزلت
على الصّديقِ وأفديهِ بما شاءا
وإن عيني لعمياءٌ إذا زلقت
نعلُ الشريفِ وإن كنّا ألدّاءا
ولا أحبّ فراقَ الضيف يطرقني
ولا أنوء بهِ إن قيل قد جاءا
تلك السجايا يَراحُ الماجدون لها
إن كنّ في شانئ الأمجادِ أعباءَا
سالم بن ناصر الرازحي
الحمدان
10-04-2023, 02:51 PM
إنما الدنيا فناءٌ
ليس للدنيا ثبوت
إنما الدنيا كبيتٍ
نسجتهُ العنكبوت
الحمدان
10-04-2023, 02:54 PM
وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا
سنموتُ يأسًا أو نَموت نَحيبا
واذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً
يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا
قل للذي مَلأ التشاؤمُ قلبَه
ومضى يُضيِّقُ حولنا الآفاقا
سرُّ السعادةِ حسنُ ظنك بالذي
خلق السعادة وقسم الارزاق
الحمدان
10-05-2023, 03:03 PM
ستـأتـيـك البـشـائـر مـورقـات
وتبعث في فؤادك ألف سلوى
ستـأتـي ثـم تـأتـي مـقـبـلات
فصـبرًا إن بـعـد العسـر يـسـرًا
فكن بـاللـه معـتـصـمًا وأيـقـن
بـأن الـلــه يـرفــع كـل بـلــوى
الحمدان
10-07-2023, 04:49 PM
لك الله؛ لا تشكو، ولا تتبرَّم
فؤادك فياضٌ، وفكك مُلجمُ!
يفيض لسان المرء إن ضاق صدرُه
ويطفح زيت الكيل، والكيل مفعم
تعللتُ دهرًا بالمنى، فإذا بها
قواريرُ من مسِّ الصبَّا تتحطم
حملنا على الأقدار، وهْي بَرِئيةٌ
وقلنا: هي الأقدار، تعطى، وتَحرم
لعمرك، ما أدري: على أيِّ منطق
أشاهد في مصر الحظوظَ تُقسَّم؟
فكم رصد الأفلاكَ في مصر أكمهٌ
وزلزل أعوادَ المنابر أبكم
أقمتُ بمصرٍ، عاثر الجدِّ، ساكنًا
كما سكنت أهرامها، والمقطم
وقفت مكاني لا أريم، وأخمصي
على الشوك من طول السرُّى تتورم!
كأنِّي إطار دائر حول نفسه
يطول به المسعى ولا يتقدم!
فمن يك ذا قربى وصهرٍ، فإنني
بمصرَ وحيدٌ؛ لا قريبٌ، ولا حمُ
وما أنا ممن تخطئ العين مثله
ولكنْ تعامي القوم عنَي، أو عَمُوا
أيذوي شبابي بين جدران قرية
بباب كأن الصمت فيها مخيم؟
أكاد من الصمت الذي هو شاملي
إذا حُسب الأحياءُ، لم أكُ منهمو
وعاشرتُ أهليها سنين، وإنني
غريب بإحساسي وروحيَ عنهمو
يقولون: خضراء المرابع نضرة
فقلت هبوها، لست شاةً تسوَّم
على رِسْلكم، إني أقيم بقفرة
يجوز على الأحياء فيها الترحم
سئمت بهالونًا من العيش واحدًا
فَدَارى بها داري، وصحبي همو همو
حياة كسطح الماء، والماءُ راكد
فلا أنا مسرورٌ، ولا متألم
وما أبتغي إلا حياة عميقةً
تسرُّ، فأرضى، أو تسوء؛ فأنقم
حياة كلجِّ البحر، والبحر زاخر
تدوّي بها الأنواء، والرعد يهزم
حياة بها جِدٌّ، ولهو؛ بها: رضًا
وسخط؛ لها طعمان: شهد، وعلقم
فمن مُبلغٌ «بنتَ المعز» بأنَّ لي
فؤادًا عليها كالطيور يحوِّم؟
وأنِّىَ من سبع خلون محافظ
على العهد، إن خان العهود متيم
فإن أنأَ عن مصرٍ، فحسبي: أنني
أحج إليها كلَّ عام، وأُحرم
لعمرك، إني قد رمت بفتية
أروح وأغدو كلَّ يوم إليهمو
صغارٌ، نربِّيهم بمثل عقولهم
ونبنيهمو، لكننا نتهدَّم
لأوشكُ أن أرتدَّ طفلاً؛ لطولِما
أمثِّل دَوْرَ الطفل بين يديهمو
فصول بدأناها، وسوف نعيدها
دواليْكَ، واللحنُ المكرَّرُ يُسأم
فمن كان يرثى قلبه لمعذَّب
فأجدرُ شخص بالرثاء المعلم!
وما كنت أُعنى بالنتيجة يافعًا
فصرت بها في هدأة الليل أحلم
وددت لوَ أني عدت للدرس ناشئًا
أسير، وفي يمناي: لوح، ومرقم
وكائِنْ ترى الحرَّ الأبية نفسهُ
يضيع له حقٌ، وآخرُ يهْضَم
ينال المنى من يقطع السُّبْل ملحفا
ويغشى بيوت الناس، والناس نوَّم
ورُبَّ أمور يخجل الحرَّ ذكرها
يضيق بها صدري الفسيحُ، وأكتم
فياليتني أغضيت جفني على القذى
وعلمت نفسي بعض ما ليس تعلم!
فلو أن نفسي طاوعتني قرضتُّها
على الهوْن، لم أخسر وغيريَ يغنم
ألا فليسُدْ من شاء، حسبيَ أنني
ضننتُ بماء الوجه حين تكرَّموا
ولم أتغزَّلْ في الكرام وفضلهم
وغيري بهم لا بالكواعب مغرم
وإني لمغبون إذا صرت قيصرًا
وطوَّق بالنعماء جيديَ مُنعم
محمود غنيم
الحمدان
10-07-2023, 04:50 PM
جلستُ على بساط من رمالِ
خلالَ العُشْب والماءِ الزُّلالِ
وقد رقَّ النسيم، فكانَ أشهى
إلى قلب المحب من الوصالِ
طيورُ الأيك تصدح عن يميني
وماءُ النهر يهمس عن شمالي
وجيشُ الليل من أبناء حامٍ
يُغير على المزارع والتِّلال
وقد وليتُ شطرَ النجم وجهي
وألّف بيننا سهر الليالي
فخلتُ كأنني أسمو بروحي
إلى دنيا سوى دنيا الزوال
هنا تَتكشَّفُ الدنيا أمامي
ويسبحُ في مجاهلها خيالي
فأنت تخالني فردًا، وحولي
بناتُ الفكر تُسرف في الدلال
سكون الليل يُرهف غربَ حي
فأسمعُ وقْعَ أقدام النمال
ويملأ صمتُهُ نفسي خشوعًا
فتصفو صفوَ حبَّات اللآلي
وتُخفي الشمسُ كنهَ الكون عني
وألمحُهُ على ضوء الهلال
ولم أر كالطبيعة ذاتَ حسن
مباح تشتريه بغير مال
لئن يك تحت بطن الأرض كنزٌ
فكم كنزِ على قمم الجبال!
وإن يكُ في قرار البحر درٍّ
فكم في سطحه دُرَرٌ غوالي!
ظواهرُ ذاتُ ألسنة فِصاحٍ
تحدثنا بقدرة ذي الجلال!
محمود غنيم
الحمدان
10-07-2023, 04:50 PM
قالوا لنا: حسنٌ ترقَّى
فأجبتُ: فاز بما استحقَّا
لِمَ لا، ولم أرَ بينه
أبدًا وبينَ الجحش فرقا؟
هذا زمانُ الجهلِ، فيه
تَحرزُ العَرجاءٌ سبقًا
لا همَّ، هب لي الجهلَ إنْ
الجهلَ خيرٌ لي وأَبقى
محمود غنيم
الحمدان
10-07-2023, 04:51 PM
شُقَّ الفضاء بنورك المتجددِ
يا ليت شعري: ما تخبئُ في غدِ؟
لقد مضى عامٌ عرفتُ صروفه
وعييتُ بالغيب الذي لم يوجد
رصدوا النجوم، ورحت أرصد شيخها
شيخَ النجوم الزُّهْر، علَّك مرشدي
يَا ابْنَ الظلام، أما تعبتَ من السُّرى؟
أبدًا تروحُ على الأنام وتغتدي
شيَّبت ناصية القرون ولم تزل
طفلاً، تُطالعنا بوجهٍ أمرَد
تمضي الحياةُ، فلا تعودُ إذا
مضت وأراك تختتم الحياةَ وتبتدي
حتَّام تضرب في الدياجي هائمًا
تهدي الأنام ولا إخالك تهتدي؟
رقد الأنامُ خليُّهم وشجيُّهم
محمود غنيم
الحمدان
10-07-2023, 04:51 PM
أدْركْ بفجرك عالَمًا مكروبَا***
عوَّذتُ فجرك أن يكون كذوبا
يأيها السِّلمُ المُطلُّ على الورى***
طوبى لعهدك، إن تحققَّ، طوبى
ما بالُ وجهك بعد طول حجابهِ***
يحكي وجوهَ العاشقين شُحوبا؟
رُحماك طال الليل واتَّصل السُّرى***
حتى تساقطت النفوسُ لُغوبا
محمود غنيم
الحمدان
10-07-2023, 04:52 PM
وأطيبُ ساع الحياة لديَّا***
عشيةَ أخلو إلى ولديَّا
إذا أنا أقبلت، يهتف باسمي الـفطيم، ويحبو الرضيع إليَّا
فأُجلسُ هذا إلى جانبي***
وأجلس ذاك على ركبتيّا
وأغزو الشتاء بموقد فحمٍ***
وأبسط من فوقه راحتيَّا
هنالك: أُلقِي متاعب يومي
كأنِّيَ لم ألقَ في اليوم شيَّا
وأحسبُني بين طفليَّ «شاهًا»***
وأحسبُ كوخيَ قصرًا عليَّا
فكل طعام أراه لذيذًا***
وكل شراب أراه شهيَّا
وما حاجتي لغذاء وماء؟***
بحسبيَ طفلاي زادًا، ورِيَّا
وأَيَّة نجوى كنجواي طفلي***
يقول: أبي، وأقول: بنيَّا؟
ويا رب لغو يفوه الصبيُّـ***
ـبه، فيكون حديثًا شجيَّا
وأفصحُ من أفصح الناس طفلٌ***
أراد الكلام فكان عيَّيا
هنا أستعيدُ قديمَ حياتي***
وأرجعُ أطوي الليالي طيَّا
أيا ابنيَّ، أحببْ بما تتلقان!***
وأهونْ بما تكسران عليا!
يصونكما الله من حادثات***
الزَّمان، ويبقيكما لي مليا
ويكفيكما الله شرَّ البكاء***
ويحفظ من وقعه أذنيا
أمن كبدي أنتما فلذتا***
ن أم أنتما حبتا مقلتيا؟
ألا ليت شعري: أتمتدُّ بي***
حياتي فأجْنِيَ غرسَ يديا؟
وأشهد طفليَ يَيَفَعُ، ثم***
يَشبُّ، ويصبح شهمًا أبيا؟
أبوك امرؤ من رجال الكلام***
فكن أنت، يا ابني، امرأً عمليا
فما احتقر الناسُ إلا الأديب***
ولا احترم الناسُ إلا الثريا
محمود غنيم
الحمدان
10-07-2023, 04:52 PM
لم أدْرِ ما كنْهُ السعادة في الصبا
فإذا بها موقورةٌ أسبابُها
حتى إذا أصبحتُ أُدْرك كنهها
سَلَبَ السعادةَ من يدي سلاَّبها
محمود غنيم
الحمدان
10-07-2023, 04:53 PM
مالي وللنجم يرعاني وأرعاهُ
أمسى كلانا يعافُ الغمضَ جفناهُ
لي فيكَ يا ليلُ آهاتٌ أردِّدُها
أوَّاهُ لو أجْدت المحزونَ أواه
لا تحسبَنِّي محباً يشتكي وَصباً
أهْونْ بما في سبيل الحب ألقاه
إنى تذكرتُ والذكرى مُؤَرِّقةٌ
مجداً تليداً بأيدينا أضعناه
ويحَ العروبة كان الكونُ مسرحها
فأصبَحت تتوارى في زواياه
أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلد
تجدْهُ كالطير مقصوصاً جناحاه
كم صرفَتْنَا يدٌ كنّا نصرِّفها
وبات يملكنا شعبٌ ملكناه
كم بالعراق وكم بالهند ذو شجنٍ
شكا فردَّدَت الأهرامُ شكواه
بني العمومةِ إن القُرحَ مسّكموا
ومسَّنا نحن في الآلام أشباه
يا أهل يثرب أدمت مُقْلَتَيَّ يدٌ
بدريةٌ تسأل المصريَّ جدواه
الدينُ والضادُ من مغناكم انبعثا
فطبَّقا الشرقَ أقصاه وأدناه
لسنا نمدّ لكم أيماننا صلةً
لكنما هو دَيْن ما قضيناه
هل كان دِيْن ابنِ عدنانٍ سوى فلق
شقّ الوجود وليلُ الجهل يغشاه
هي الحنيفةُ عينُ الله تكلؤها
فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
هل تطلبون من المختار معجزةً
يكفيه شعبٌ من الأجداث أحياه
سنُّوا المساواة لا عُرْبٌ ولا عجَمٌ
ما لامرىء شرفٌ إلا بتقواه
يا من رأى عُمراً تكسوه بردتُه
والزيتُ أدْمٌ له والكوخُ مأواه
يهتز كسرى على كرسيِّه فرَقاً
من بأسه وملوكُ الرومِ تخشاه
استرشد الغربُ بالماضي فأرشده
ونحن كان لنا ماضٍ نسيناه
إنا مشَيْنا وَرَاءَ الغرب نقبس من
ضيائه فأصابتنا شظاياه
بالله سل خلف بحر الروم عن عرَبٍ
بالأمس كانوا هنا واليوم قد تاهوا
فإن تراءتْ لك الحمراء عن كَثَب
فسائل الصرحَ أين العز والجاه
وانزلْ دمشق وسائل صخر مسجدها
عمن بناه لعل الصخر ينعاه
وطُف ببغداد وابحث في مقابرها
علَّ أمرأ من بني العباس تلقاه
هذى معالم خرسٌ كلُّ واحدة
منهنَّ قامت خطيباً فاغراً فاه
الله يعلم ما قلَّبتُ سيرتَهُمْ
يوماً وأخطأ دمعُ العين مجراه
أين الرشيد وقد طاف الغمام به
فحين جاوز بغداداً تحداه
ماضٍ تعيش على أنقاضه أمَمٌ
وتستمدُّ القوى من وحي ذكراه
ما بال شمل شعوبِ الضاد منصدعاً
رباهُ أدركْ شعوب الضاد رباه
عهد الخلافة في البسفور قد درست
آثارُه طيب الرحمن مثواه
لا هُمَّ قد أصبحت أهواؤنا شيعاً
فامنُنْ علينا براعٍ أنت ترضاه
راعٍ يعيد إلى الإسلام سيرتَهُ
يرعى بنيه وعينُ الله ترعاه
محمود غنيم
الحمدان
10-08-2023, 10:58 PM
تعلق قلبي بطفلة عربية
تنعم في الديباج والحلَ والحلل
لها مقلة لو انها نظرت بها
إلى راهب قد صام لله وابتهل
لأصبح مفتونا معنى بحبها
كأن لم يصم لله يوما ولم يصل
ولي ولها في الناس قول وسمعة
ولي ولها في كل ناحية مثل
ولا لاء لها إلا لالىء لابث
ولا لاء لها إلا لالىء من رحل
فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم
قطعت الفيافي والمهامة لم أبل
وكاف وكفكاف وكفي بكفها
وكاف كفوف الودق من كفها انهمل
فلو لو ولو لو ثم لو لو ولو لو
دنا دار سلمى كنت اول من وصل
وفي في زفي في ثم في في وفي في
وفي وجنتي سلمى اقبل لم امل
حجازية العينين مكية الحشى
عراقية الاطراف رومية الكفل
تهامية الابدان عبسية اللمى
خزاعية الاسنان درية القبل
ألاعبها الشطرنج خيلي ترادفت
ورخي عليها دار بالشاه بالعجل
امرؤ القيس
الحمدان
10-09-2023, 04:27 PM
رَجَــوتُكَ يــا إلــهي والــطريقُ
طــويلٌ والــشرورُ بــه تُــحِيقُ
فأَمشي والــظــلامُ لــهُ اِمــتِدادٌ
ولا أدري مــتى يأتي الشروقُ
وَتُــرْهِــقُني هــمومٌ مُــوحِشَاتٌ
يكادُ الكونُ في صدري يضيقُ
فــلا أحــدٌ أبــثُّ ألــيهِ حُــزْني
ولا هـــادٍ يـــدلُّ و لا رفــيــقُ
تــكــالبَتِ الــنــوائبُ والــرزايا
وبــاتَــتْ حـــدَّ طــاقتِنا تَــفوقُ
تُــشَرِّدُنا الزلازلُ حيثُ شَاءَتْ
وتَــقتلُنا الــعواصفُ والــبروقُ
وبِــتْــنَا كــالسَّفِينِ بــلا مــراسٍ
تُــحَرِّكُها الــسَّمُومُ أو الخَرُوقُ
بنا قد ضَاقَ أهلُ الأرضِ ذَرْعاً
فـــلا أحـــدٌ لــرؤيَــتِنا يــطيقُ
فََيَـغْمِزُنَا الــنَّطِيحَةُ دونَ ذَنْــبٍ
ويَــشْــتُمُنَا مِــنَ الأنْــذالِ بــوقُ
كــأنَّا قــد سَــرَقْنَا الشّمسَ يوماً
وأصبحنا لنهضتهم نُــعُـيقُ
كــأنَّ الــعُرْبَ ناموا في سُبَاتٍ
مــتى يَصْحو الضميرُ ويستفيقُ
عبدالناصر عليوي
الحمدان
10-09-2023, 04:28 PM
لَا تَعْتَبِ الدَّهْرَ فِي خَطْبٍ رَمَاكَ بِهِ
وَلَا تَرُمْ غَيرَ بَابَ خَالِقِي طَلَبَا
وَلَازِمَ البَابَ مَهْمَا الدَّهْرُ قَدْ صَعُبَا
إِنْ إِسْتَرَدَّ فَقِدْمَاً طَالَ مَا وَهَبَا
حَاسِبْ زَمَانَكَ فِي حَالَي تَصَرُّفِهِ
وَادْعُ الإِلَهَ وَلَا تَلْحَظْ لَهُمْ سَبَبَا
وَالجَأْ إِلَى اللَّهِ بِالمُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ
تَجِدْهُ أَعْطَاكَ أَضْعَافَ الَّذِي سَلَبَا
وَاللَّهُ قَدْ جَعَلَ الأَيَّامَ دَائِرَةً
فَمَنْ جَفَاكَ يَذُوقُ الكَأْسَ لَو عَبَبَا
وَالدَّهْرُ يَمْضِي وَأَيَّامٌ نُدَاوِلُهَا
فَلَا تَرَى رَاحَةً تَبْقَى وَلَا تَعَبَا
وَرَأْسُ مَالِكَ وَهْيَ الرُّوحُ إِن سَلِمَت
وَاغْنَمْ كَذَاكَ بِسَتْرٍ تَزْدَهِي طَرَبَا
وَصُنْ حَيَاتَكَ بِالتَّقْوَى وَكُنْ حَذِرَا
لَا تَأْسَفَنَّ لِشَيءٍ بَعْدَهَا ذَهَبَا
مَا كُنْتَ أَوَّلَ مَمْنُوٍّ بِحَادِثَةٍ
وَالرِّزْقُ فِي اللَّوحِ مَكْتُوبٌ فَزِدْ أَدَبَا
حَوَادِثُ الدَّهْرِ وَالأَيَّامُ تَجْمَعُنَا
كَذَا مَضَى الدَّهْرُ لَا بِدْعَاً وَلَا عَجَبَا
وَرُبَّ مَالٍ نَمَا مِنْ بَعْدِ مَرْزِئَةٍ
تَبَارَكَ اللَّهُ لِلأَرْزَاقِ قَدْ كَتَبَا
وَيُنْمِيَ الرِّزْقَ بالإِحْسَانِ تَكْرِمَةً
أَمَا تَرَى الشَّمْعَ بَعْدَ القَطِّ مُلْتَهِبَا
؟؟
الحمدان
10-11-2023, 04:28 PM
يا ليتني طيرٌ أجاور عشَّها
فيوحشُها بعُدي ويؤنسُها قربي
ويا ليتها قد عشَّشتْ في جوانبي
تغرّدُ في جنبٍ وتمرحُ في جنبِ
ألا يا عصافيرَ الرُّبا قد عشقتُها
فهبّي أعلمكِ الهوى والبُكا هبّي
أعلّمُكِ النوحَ الذي لو سمعتِهِ
رثيتِ لأهلِ الحب من شغفِ الحبِ
خذي في جناحيكِ الهوى من جوانحي
وروحي بروحي للتي أخذتْ لُبّي
الحمدان
10-11-2023, 09:34 PM
من أدب الظرف والفكاهة
قال محمود غنيم يرثي
ضرسه
صاحبٌ آويته خمسين عاما
ما لَه في كنَفي ملّ المقاما؟
بين فكّي ولساني صُنته
لم يَلُك إثمًا ولم يمضغ حراما
فأجابه محمود الخفيف :
ملّ في فَكّك ما حمّلتَه
من عناءٍ فأبى فيه المقاما
آثر الموتَ على شِقوته
في رحًى دارت به خمسين عاما
الحمدان
10-11-2023, 09:44 PM
ما قولكم يا صفوة العلماء
أنتم شموس العلم عين هداء
أنتم هداة الخلق إذ عهم العما
أنتم بدور الحق ضد شقاء
أنتم نجوم العدل وراث الهدي
بالحق عن طه لدي الإنباء
أنتم شافء الداء إن عدم الدوا
أنتم دواء الجهل في الأحياء
أنتم قذى في عين كل معاندٍ
لم يلق نوراً بل حظى بعماء
هذا كلام الله غير لفظه
عمداً بكل تعنتٍ ومراء
فالثاء سينٌ أبدلت والذال زا
والوقف لا تسئل عن الخلطاء
والضاد ظاءٌ أبدلت يا سادتي
وكظل ظل بنطق كل هجاء
هل مخرجٌ للضاد يتلى أم له
ثانٍ أفيدوا جملة العلماء
وهل التفشي من صحاح صفاته
في قول حبرٍ جاء للقرا
هل م الطواحشن مخرج أم في التي
وليت لأضراسٍ لدي الإقراء
كم فيه معترك الفحول من الألى
سلفوا بتأليفٍ كسيف قضاء
لكنه في الكتب مندرسٌ لقد
أسمعت أن كانوا من الأحياء
لا يفقهون نصوص علمٍ سطرت
والشمس قد تخفي على المداء
وسمعت ظالاً مخرجٌ فاءت له
من غير معتمدٍ أتت بهواء
فالواهي الضاد التي قد أنزلت
في لظ قرآنٍ على الفصحاء
لم تعرف العرب الذي لسانهم
نزل الهدي حرفاً بغير ثواء
أم هو اختراعٌ في زمانٍ قل فيه
العلم والإنكار من علماء
هل في الصلاة تجوزون قراءةً
من غير تجويدٍ وفرط عناء
ما الحكم إن تاليه غير مخرجاً
مع قدرةٍ للضاد أو للظاء
لا يستحي لما يخاطب ربه
باللحن في جهرٍ وفي إخفاء
ما حكمه في الشرع يا أهل النهي
حال التعمد في دعاً وثناء
هو حافظٌ تنزيله بجلاله
وموفقٍ يحميه من أعداء
حارت عقول الكفر إعجازه
ما استكشفوا وجدوه في الإحصاء
قد صححوا ألفاظه في طبعه
والغمر يقرأه كلحن غناء
هل جايزٌ وضع المثاني كالأغا
ني في المغاني مجلس السفاء
أو وضعه في آلةٍ قد أحدثت
للصوت حفظاً عند قصد حداء
كالذكر يمنع ما أتي للدين من
خطب الأذان لمنهج الحنفاء
أو فسروا طيراً أبابيلاً بمكـ
ـروبٍ وسجيلاً بطين حماءٍ
فمن اهتدي فبفهمه قد أخرج الـ
ـعلم الغزير إلى عيون الرائي
مننرتجي للدين يكشف غمةً
عمت على الإسلام بالإماء
غير ابن عزوزٍ أمامٌ للهدي
بالحق يفتي لا بأخذ رشاء
من مغربٍ في مشرقٍ يبدي السنا
في المطلعين له ضياً كذكاء
من ذا الذي يرقى ويبلغ شأوه
هذا لعمري واحدث الفضلاء
إن كان فينا قائمٌ فهو الذي
بالعلم يرقى ذروة الجوزاء
أفتوا الأنام بكشف ما وضحته
في ذا السؤال لمعشر القراء
فالقارئ المضطر يدعو دائماً
بخلاصنا من حالة الغرباء
يا رب طه بالنبي وآله
نصراً لجند الحق عند لقاء
عبدالحفيظ القاري
الحمدان
10-11-2023, 11:40 PM
و لي أملٌ يطيرُ بناظريّهِِ
به اغدو كعصفورٌ و تيهِ
فلا العصفورُ يغدو في امانٍ
وتلك حدودهُ في خافقيهِ
ولا في التيهِ يبدو المرءُ حرا
ففي برجُ الهوى سجنٌ لديه
أيا تلكَ الحدودُ أمَا علمتي
بأنّي عالمٌ و الكلُ فيه
وأني والجنون كحال قعرٍ
هوى برج الهوى في ساحقيه..
وإني دون ناظره اكونُ
بجرفٍ استغيثُ بحافتيه
و لا أقوى على رؤيا الليالي
تهيم من الهوى حزنا عليه
سلوى البيلسان
الحمدان
10-11-2023, 11:48 PM
بلادي اُحييك فلتسلمي
وما عشتُ يا اُمِ لن تُظلمي
دمي يا بلادي وما في يدي
فداءٌ يحييك ملء الفمِ
فدتكِ النفوس إذا ما دعا
إليها الوغى صِحتُ هذا دمي
أنا بعضُ ما في ثراكِ الطهور
ومن ذا إلى الأرض لا ينتمي
حنيني إلى الموت إن جاءكِ
عدوٌ تخـــيل أن تُهزمي
يفوق اتساع الفضاء المديد
ويعصفُ بالظلم والظالمِ
بكِ أقسم الشعب أن لا يعيش
وقيدٌ على الساق والمعصمِ
ولن يرتضي غير شمسٍ بها
دماءُ الأضاحي التي من دمي
ولن يرتضي غير هذا الصباح
صباحاً يُحييك فلتسلمي
الحمدان
10-12-2023, 12:00 AM
الساعة الآن كم مليون جمجمةٍ
كالأنجم اقتضموها هاهنا وهنا
من ذا دنا وردة في كف أمنيةٍ
تضنى إليها إلينا تستزيد ضنى
يبدو وصلنا أصيخوا: من يهامسنا
لا تنطقوا قبل أن تستنطقوا الشجنا
قلتم كثيراً وما قلتم، أكاشفكم
لا يعرف الله من لم يعشق الوطنا
الحمدان
10-12-2023, 12:05 AM
خلق الله في السماء الورودا
واصطفاها وقال فوحي رويدا
دهشة الصبح حين نصبح ظلا
للأغاني وتصبحين نشيدا
وبعيدٌ عن العيون قريبٌ
من فم الحب لا يكون بعيدا
قادمٌ عطرك الخفيف إلينا
يمتطي البرق لا يهمُّ الحدودا
ومن البحر نسمةٌ لو قتيلٌ
شمّها قام عاشقاً لا شهيدا
الحمدان
10-12-2023, 12:07 AM
لي حبيبٌ حبُّه وسط الحشـا
إن يشَا يمشِي على خدِّي مشا
روحُه روحِي وروحِي روحُه
إن يشَا شئتُ وإن شئتُ يشـا
الحلاج
الحمدان
10-12-2023, 12:10 AM
أراها وقد شدتْ على السهم قوسها
تهددني لما رأتني بصرحها
وظنت بأني قد أخاف وما درت
بأني شهيد اللحظ من قبل جرحِها
فما لوقوع السهم ضرٌ بخافقي
فما ضر سلخ الشاة من بعد ذبحهـا؟
الحمدان
10-12-2023, 12:11 AM
ولا تأسفْ إذا خلٌ تخلَّى
وغادرَ عنكَ يا قلبي وولَّى
فطبْ نفساً وقلْ للحبِّ بئساً
إذا كانَ البقـــاءُ عليـكَ ذُلٍا
وأخبرْ مَن جفاكَ بغيرِ ذنبٍ
بأنَّ القلبَ عنهُ قدِ استقلَّ
وأصبحَ دونَ شوقٍ أو حنينٍ
يعيشُ بلا هوى حتى تسلَّى
وإنْ يسألْكَ خلُّكَ يا فؤادي
سؤالاً لا تردَّ سوى بـ(كلَّا)
الحمدان
10-12-2023, 12:13 AM
إِني كَبِرتُ عن الهوى
والزَّيفِ، والحُبِّ التِّجاري
وبَصَقتُ دُنيا جِيفَةً
تُؤذِي وتُغري بالشِّعارِ
ولَعَنتُ وجهِي المُستَعارَ..
وكُلَّ وَجهٍ مُستَعارِ
البردوني
الحمدان
10-12-2023, 12:17 AM
وسرنا حشوداً تطيرُ الدروبُ
بأفواج ميلادنا الأنجبِ
وشعباً يدوّيك هي المعجزاتُ
مهودي ، وسيفُ ((المثنّى)) أبي
طلعنا نُدلّي الضحى ذات يوم
ونهتف : يا شمسُ لا تغربي
الحمدان
10-12-2023, 12:19 AM
سيفضح العمر ما كنا كتمناه
ويعلم الناس كم أودت بنا آهُ
ما الشيب إلا حنين كان في دمنا
وما التجاعيد إلا ما حبسناهُ.
الحمدان
10-12-2023, 12:22 AM
من أجلها أرسم الدنيا و أشطبُها
وأحمل الأرض في كفي و أقْلِبُها
والشمس إنْ أشرقتْ من قبل بسمتها
فسوف أخرج من ظلّي و أحجبُها
لقد أخذتُ حروفي من فم امرأةٍ
لا يضحك الحبُّ إلا حين أكتبُها
أغلقتُ شبّاك قلبي بعدما دخلتْ
كي لا ترى أبداً ما ليس يعجبُها
الحمدان
10-12-2023, 12:24 AM
تعلمنا من اخلاق المعلم
وعلمنا عباد الله وخلقه
ولا نسكت على الظالم ونظلم
رجل مظلوم طالبنا بحقه
اذا ما الحق غاية كل مسلم
ولا يخشى على الصابر ورزقه
فهذه كارثه والشرح مؤلم
على من حارب الباطل بصدقه
الحمدان
10-12-2023, 10:28 AM
أتوبُ إِلى الله الرحيم فإنه
غفورٌ لذنبِ المرءِ ما لم يُعاودِ
ولستُ إِلى الصَّهباءِ ما عِشتُ عائداً
ولا تابعاً قولَ السفيهِ المُعاندِ
وكيفَ وقد أعطَيتُ ربَّي مَواثِقاً
أعودُ لها واللهُ ذو العرشِ شاهدي
سأترُكُها مَذمومةً لا أذوقُها
وإِن رَغِمَت فيها أنوفُ حواسدي
أبو محجن الثقفي
الحمدان
10-12-2023, 10:29 AM
كفى حَزَناً أن تُطعَنَ الخيلُ بالقَنا
وأُصبِحَ مَشدوداً عليَّ وَثَاقيا
إذا قُمتَ عَنّاني الحديدُ وأُغلِقَت
مَصارعُ من دوني تُصِمُّ المُناديا
وقد كنتُ ذا مالٍ كثيرٍ وإخوةٍ
فأصبحتُ منهم واحداً لا أخا ليا
فإن مُتُّ كانت حاجةً قد قَضيتُها
وخَلّفتُ سَعداً وحدَه والأمانيا
وقد شَفّ جسمي أنني كلّ شارقٍ
أعالجُ كبلاً مُصمَتاً قد بَرَانيا
فللّه درِّي يوم أُترَكُ مُوثَقاً
وتذهلُ عني أُسرتي ورجاليا
حبيساً عن الحرب العَوَان وقد بَدت
وإعمالُ غيري يوم ذاك العواليا
ولِلهِ عهدٌ لا أخيسُ بعهدِه
لئن فُرِجَت أن لا أزور الحوانيا
هَلُمَّ سلاحي لا أبا لكَ إنني
أرى الحربَ لا تزدادُ إِلا تماديا
أبو محجن الثقفي
الحمدان
10-14-2023, 08:48 PM
قلبي الّذي اعتَاد الركودَ .. يودّعُه
حيّاً غدا .. إثْر الصبابةِ .. بلقعُه
متشابهٌ والعود .. صار أنينُه
إيقاع شوقٍ والضلوع ترجّعُه
شجوُ التقاسيمِ التي غنّى بها
زريابُ شعري .. دَمعُه وتوجّعُه
والرّاقصاتُ من المعاني .. نبضُه
والحالِماتُ من اللّحونِ .. تولُّعه
أنعِمْ بمن أغنَى وأقنى .. واهباً
مُلكاً .. تنعّمَ بالمباهجِ أجمعُه
قلبي الذي يهواكَ أُكرم بالهوى
لكن إذا رضِيَ المذلّة .. أخلعُه
عفاف عطا الله
الحمدان
10-14-2023, 08:48 PM
عيونك تقتفي أثر الحسان
وقلبك لا يقرّ ولو ثوان
فقل لي كيف أقنع فيك عقلي
وكيف يفوز قلبي بالرهان
أحبّ و إنّما لكَ غيرَ شأنٍ
يخالف أيها ال ( …… ) شاني
وأنت ( الدنجوان ) فما بقائي
بعالمك المفخخ بالغواني ؟!
عفاف عطا الله
الحمدان
10-14-2023, 08:49 PM
رويّتني الحبّ حتى ثارَ صلصالي
وأستُنفرَ الوردُ في لحمي وأوصالي
واستقرأ الخلقُ عطر الشوق في لغةٍ
أوحى بها الشجوُ في قولي وأفعالي
ألهمتني السحرَ حتى خلتُني قبساً
يسعى بيَ النور .. والأنوار تسعى لي
حتّى بلغتُ بصفوِ القلب ما عَجِزتْ
عنه القلوبُ ... بلا منٍّ وتسآلِ
ياسادنَ الحرف هذا الحبّ معجزةٌ
جاءت بما لم يلُحْ يوماً على بالِ
عفاف عطا الله
الحمدان
10-14-2023, 08:50 PM
لقد ظنّوا الهوى في أهل نجدٍ
وماعلموا لأيهم اشتياقي
أقول هواي نجديٌّ وإنّي
أموت جوًى إذا ذُكرَ العراقي !
عفاف عطا الله
الحمدان
10-14-2023, 08:50 PM
ألا يا أهل نجدٍ كيف مكثي
بعيداً عن هوا نجدٍ يطيب ؟!
وكيف تقرّ لي عين بأرضٍ
وروحي في هوى نجد تذوب ؟!
عفاف عطا الله
الحمدان
10-14-2023, 08:50 PM
إذا ابيضّتْ بفوديكَ الليالي
وآذنَ وهجُ عمركَ بالزّوالِ
حياتكَ في صلاحكَ فاغْتَنمها
ودعْ دربَ الغوايةِ والضّلالِ
غرورٌ هذه الدّنيا .. وآلٌ
فما يغريكَ .. في فانٍ وآلِ
عفاف عطا الله
الحمدان
10-14-2023, 08:51 PM
أتحسبني نسيتُ ؟! وكيف أنسى
براءةَ ضحكةٍ وشهيّ همس
لأنتَ الماءُ أحيا منهُ ذكرى
ملأتُ بها لهذا العمرِ كأسي
عفاف عطا الله
الحمدان
10-14-2023, 08:51 PM
بحبكَ عشتُ دهراً غير أنّي
فُطمتُ عن الهوى بعد التنائي
وما استغنيتُ لا والله لكن
طلبتَ البعدَ فاستعلتْ سمائي
عفاف عطا الله
الحمدان
10-14-2023, 08:52 PM
يا مذكيًا بلذيذِ الوصل ما عجزتْ
عنه القلوبُ قليلٌ منكَ يكفيني
مالي وللناسِ إن غابوا وإنْ حضروا
ما عادَ غيرك بين النّاس يعنيني
عفاف عطا الله
الحمدان
10-14-2023, 08:52 PM
ولقد رأيتكَ في منامي
ياهاجري
رغم الخصام ما أطيب الحلم الذي
يفضي إلى ردّ السلام
وحسبتنا
من شوقنا
طفلين .. أو زوجي حمام
ياللمنام جماله ..
أن لا ملامة في المنام
عفاف عطا الله
الحمدان
10-14-2023, 08:53 PM
ولقد رأيتُكَ في منامي ليلةً
فنَسيتُ ما قد كانَ مِن أحزانِ
وحَسِبتُ نومي في حضوركَ يقظةً
حتى أَفَقْتُ علي فراقٍ ثانِ
الحمدان
10-15-2023, 09:19 PM
مِنَ الشَرِّ وَالتَبريحِ أَولادُ مَعشَرٍ
كَثيرٍ وَلا يُعطونَ في حادِثٍ بَكرا
هُمُ حَرمَلٌ أَعيا عَلى كُلِّ آكِلٍ
مُبيرٌ وَلَو أَمسى سَوامُهُمُ دَثرا
جَمادٌ بِها البَسباسُ تَرهُصُ مَعزُها
بَناتِ اللُبونِ وَالسَلاقِمَةَ الحُمرا
فَما ذَنبُنا في أَن أَداءَت خُصاكُمُ
وَأَن كُنتُمُ في قَومِكُم مَعشَراً أُدرا
إِذا جَلَسوا خَيَّلتَ تَحتَ ثِيابِهِم
خَرانِقَ توفي بِالضَغيبِ لَها نَذرا
أَبا كَرِبٍ أَبلِغ لَدَيكَ رِسالَتي
أَبا جابِرٍ عَنّي وَلا تَدَعَن عَمرا
هُمُ سَوَّدوا رَهواً تَزَوَّدَ في اِستِهِ
مِنَ الماءِ خالَ الطَيرَ وارِدَةً عَشرا
الحمدان
10-15-2023, 09:19 PM
أَصَحَوتَ اليَومَ أَم شاقَتكَ هِر
وَمِنَ الحُبِّ جُنونٌ مُستَعِر
لا يَكُن حُبُّكِ داءً قاتِلاً
لَيسَ هَذا مِنكِ ماوِيَّ بِحُر
كَيفَ أَرجو حُبَّها مِن بَعدِ ما
عَلِقَ القَلبُ بِنُصبٍ مُستَسِر
أَرَّقَ العَينَ خَيالٌ لَم يَقِر
طافَ وَالرَكبُ بِصَحراءِ يُسُر
جازَتِ البيدَ إِلى أَرحُلِنا
آخِرَ اللَيلِ بِيَعفورٍ خَدِر
ثُمَّ زارَتني وَصَحبي هُجَّعٌ
في خَليطٍ بَينَ بُردٍ وَنَمِر
تَخلِسُ الطَرفَ بِعَينَي بَرغَزٍ
وَبِخَدَّي رَشَإٍ آدَمَ غِر
الحمدان
10-15-2023, 09:19 PM
فَلَيتَ لَنا مَكانَ المَلكِ عَمروٍ
رَغوثاً حَولَ قُبَّتِنا تَخورُ
مِنَ الزَمِراتِ أَسبَلَ قادِماها
وَضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرورُ
يُشارِكُنا لَنا رَخِلانِ فيها
وَتَعلوها الكِباشُ فَما تَنورُ
لَعَمرُكَ إِنَّ قابوسَ بنَ هِندٍ
لَيَخلِطُ مُلكَهُ نوكٌ كَثيرُ
قَسَمتَ الدَهرَ في زَمَنٍ رَخيٍّ
كَذاكَ الحُكمُ يَقصِدُ أَو يَجورُ
لَنا يَومٌ وَلِلكِروانِ يَومٌ
تَطيرُ البائِساتُ وَلا نَطيرُ
فَأَمّا يَومُهُنَّ فَيَومُ نَحسٍ
تُطارِدُهُنَّ بِالحَدَبِ الصُقورُ
وَأَمّا يَومُنا فَنَظَلُّ رَكباً
وُقوفاً ما نَحُلُّ وَما نَسيرُ
الحمدان
10-15-2023, 09:20 PM
أَعَمرَ بنَ هِندٍ ما تَرى رَأيَ صِرمَةٍ
لَها سَبَبٌ تَرعى بِهِ الماءَ وَالشَجَر
وَكانَ لَها جارانِ قابوسُ مِنهُما
وَعَمروٌ وَلَم أَستَرعِها الشَمسَ وَالقَمَر
رَأَيتُ القَوافي يَتَّلِجنَ مَوالِجاً
تَضَيَّقُ عَنها أَن تَوَلَّجَها الإِبَر
الحمدان
10-15-2023, 09:20 PM
يا لَكِ مِن قُبَّرَةٍ بِمَعمَرِ
خَلا لَكِ الجَوَّ فَبيضي وَاِصفِري
قَد رُفِعَ الفَخُّ فَماذا تَحذَري
وَنَقِّري ما شِئتِ أَن تُنَقَّري
قَد ذَهَبَ الصَيّادُ عَنكِ فَاِبشِري
لا بُدَّ يَوماً أَن تُصادي فَاِصبِري
الحمدان
10-15-2023, 09:20 PM
إِذا شاءَ يَوماً قادَهُ بِزِمامِهِ
وَمَن يَكُ في حَبلِ المَنيَّةِ يَنقَدِ
إِذا أَنتَ لَم تَنفَع بِوِدِّكَ قُربَةً
وَلَم تَنكِ بِالبُؤسى عَدوَّكَ فَاِبعَدِ
أَرى المَوتَ لا يُرعي عَلى ذي قَرابَةٍ
وَإِن كانَ في الدُنيا عَزيزاً بِمَقعَدِ
وَلا خَيرَ في خَيرٍ تَرى الشَرَّ دونَهُ
وَلا قائِلٍ يَأتيكَ بَعدَ التَلَدُّدِ
لَعَمرُكَ ما الأَيامُ إِلّا مُعارَةٌ
فَما اِسطَعتَ مِن مَعروفِها فَتَزَوَّدِ
عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينَهُ
فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي
طرفة بن العبد
الحمدان
10-15-2023, 09:21 PM
وَرَكوبٍ تَعزِفُ الجِنُّ بِهِ
قَبلَ هَذا الجيلِ مِن عَهدٍ أَبَد
وَضِبابٍ سَفَرَ الماءُ بِها
غَرِقَت أَولاجُها غَيرَ السُدَد
فَهيَ مَوتى لَعِبَ الماءُ بِها
في غُثاءٍ ساقَهُ السَيلُ عُدَد
قَد تَبَطَّنتُ بِطِرفٍ هَيكَلٍ
غَيرِ مَرباءٍ وَلا جَأبٍ مُكَد
قائِداً قُدّامَ حَيٍّ سَلَفوا
غَيرِ أَنكاسٍ وَلا وُغلٍ رُفُد
نُبَلاءِ السَعيِ مِن جُرثومَةٍ
تَترُكُ الدُنيا وَتَنمي لِلبَعَد
يَزَعونَ الجَهلَ في مَجلِسِهِم
وَهُمُ أَنصارُ ذي الحِلمِ الصَمَد
حُبُسٌ في المَحلِ حَتّى يُفسِحوا
لِاِبتِغاءِ المَجدِ أَو تَركِ الفَنَد
سُمَحاءُ الفَقرِ أَجوادُ الغِنى
سادَةُ الشَيبِ مَخاريقُ المُرُد
طرفة بن العبد
الحمدان
10-15-2023, 09:21 PM
إِذا شاءَ يَوماً قادَهُ بِزِمامِهِ
وَمَن يَكُ في حَبلِ المَنيَّةِ يَنقَدِ
إِذا أَنتَ لَم تَنفَع بِوِدِّكَ قُربَةً
وَلَم تَنكِ بِالبُؤسى عَدوَّكَ فَاِبعَدِ
أَرى المَوتَ لا يُرعي عَلى ذي قَرابَةٍ
وَإِن كانَ في الدُنيا عَزيزاً بِمَقعَدِ
وَلا خَيرَ في خَيرٍ تَرى الشَرَّ دونَهُ
وَلا قائِلٍ يَأتيكَ بَعدَ التَلَدُّدِ
لَعَمرُكَ ما الأَيامُ إِلّا مُعارَةٌ
فَما اِسطَعتَ مِن مَعروفِها فَتَزَوَّدِ
عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينَهُ
فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي
طرفة بن العبد
الحمدان
10-15-2023, 09:22 PM
وَرَكوبٍ تَعزِفُ الجِنُّ بِهِ
قَبلَ هَذا الجيلِ مِن عَهدٍ أَبَد
وَضِبابٍ سَفَرَ الماءُ بِها
غَرِقَت أَولاجُها غَيرَ السُدَد
فَهيَ مَوتى لَعِبَ الماءُ بِها
في غُثاءٍ ساقَهُ السَيلُ عُدَد
قَد تَبَطَّنتُ بِطِرفٍ هَيكَلٍ
غَيرِ مَرباءٍ وَلا جَأبٍ مُكَد
قائِداً قُدّامَ حَيٍّ سَلَفوا
غَيرِ أَنكاسٍ وَلا وُغلٍ رُفُد
نُبَلاءِ السَعيِ مِن جُرثومَةٍ
تَترُكُ الدُنيا وَتَنمي لِلبَعَد
يَزَعونَ الجَهلَ في مَجلِسِهِم
وَهُمُ أَنصارُ ذي الحِلمِ الصَمَد
حُبُسٌ في المَحلِ حَتّى يُفسِحوا
لِاِبتِغاءِ المَجدِ أَو تَركِ الفَنَد
سُمَحاءُ الفَقرِ أَجوادُ الغِنى
سادَةُ الشَيبِ مَخاريقُ المُرُد
طرفة بن العبد
الحمدان
10-15-2023, 09:22 PM
سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً
وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ
وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تَبِع لَهُ
بَتاتاً وَلَم تَضرِب لَهُ وَقتَ مَوعِدِ
طرفة بن العبد
حسن بن عبدالله
10-15-2023, 11:19 PM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير
الحمدان
10-17-2023, 03:01 PM
بَيِّن إِذا نَزَلَت عَلَيكَ مُجاشِعٌ
أَو نَهشَلٌ تِلعاتُكُم ما تَصنَعُ
في جَحفَلٍ لَجِبٍ كَأَنَّ زُهاءَهُ
شَرقِيُّ رُكنِ عَمايَتَينِ الأَرفَعُ
وَإِذا طُهَيَّةُ مِن وَرائي أَصبَحَت
أَجَمُ الرِماحِ عَلَيهِمُ يَتَزَعزَعُ
حَوضي بَنو عُدُسٍ عَلى مَسقاتُهِ
وَبَنو شَرافَ مِنَ المَكارِمِ مُترَعُ
إِن كانَ قَد أَعياكَ نَقضُ قَصائِدي
فَاِنظُر جَريرُ إِذا تَلاقى المَجمَعُ
وَتَهادَروا بِشَقاشِقٍ أَعناقُها
غُلبُ الرِقابِ قُرومُها لا توزَعُ
هَل تَأتِيَنَّ بِمِثلِ قَومِكَ دارِماً
قَوماً زُرارَةُ مِنهُمُ وَالأَقرَعُ
وَعُطارِدٌ وَأَبوهُ مِنهُم حاجِبٌ
وَالشَيخُ ناجِيَةُ الخِضَمُّ المِصقَعُ
وَرَئيسُ يَومِ نَطاعِ صَعصَعَةُ الَّذي
حيناً يَضُرُّ وَكانَ حيناً يَنفَعُ
وَاِسأَل بِنا وَبِكُم إِذا وَرَدَت مِنىً
أَطرافُ كُلِّ قَبيلَةٍ مَن يَسمَعُ
صَوتي وَصَوتَكَ يُخبِروكَ مَنِ الَّذي
عَن كُلِّ مَكرُمَةٍ لِخِندِفَ يَدفَعُ
وَإِذا أَخَذتَ بِقاصِعائِكَ لَم تَجِد
أَحَداً يُعينُكَ غَيرَ مَن يَتَقَصَّعُ
الفرزدق
الحمدان
10-17-2023, 03:02 PM
حياك الله اخي الغالي
ابو تركي
أشكرك جزيل الشكر لتعقيبك الرائع والمستمر
كل الموده والتقدير لاعدمتك
الحمدان
10-17-2023, 03:03 PM
عَجِبتُ لِحادينا المُقَحِّمِ سَيرُهُ
بِنا مُزحِفاتٍ مِن كِلالٍ وَظُلَّعا
لِيُدنينَنا مِمَّن إِلَينا لِقاؤُهُ
حَبيبٌ وَمِن دارٍ أَرَدنا لِتَجمَعا
وَلَو نَعلَمُ العِلمَ الَّذي مِن أَمامِنا
لَكَرَّ بِنا الحادي الرِكابَ فَأَسرَعا
لَقُلتُ اِرجِعَنها إِنَّ لي مِن وَرائِها
خَذولَي صِوارٍ بَينَ قُفٍّ وَأَجرَعا
مِنَ العوجِ أَعناقاً عِقالٌ أَبوهُما
تَكونانِ لِلعَينَينِ وَالقَلبِ مَقنَعا
نَوارُ لَها يَومانِ يَومٌ غَريرَةٌ
وَيَومٌ كَغَرثى جِروُها قَد تَيَفَّعا
يَقولونَ زُر حَدراءَ وَالتُربُ دونَها
وَكَيفَ بِشَيءٍ وَصلُهُ قَد تَقَطَّعا
وَلَستُ وَإِن عَزَّت عَلَيَّ بِزائِرٍ
تُراباً عَلى مَرسومَةٍ قَد تَضَعضَعا
وَأَهوَنُ مَفقودٍ إِذا المَوتُ نالَهُ
عَلى المَرءِ مِن أَصحابِهِ مَن تَقَنَّعا
يَقولُ اِبنُ خِنزيرٍ بَكَيتَ وَلَم تَكُن
عَلى اِمرَأَةٍ عَيني إِخالُ لِتَدمَعا
وَأَهوَنُ رُزءٍ لِاِمرِئٍ غَيرِ عاجِزٍ
رَزِيَّةُ مُرتَجِّ الرَوادِفِ أَفرَعا
وَما ماتَ عِندَ اِبنِ المَراغَةِ مِثلُها
وَلا تَبِعَتهُ ظاعِناً حَيثُ دَعدَعا
الفرزدق
الحمدان
10-17-2023, 03:03 PM
أَظُنُّ رِجالَ الدِرهَمَينِ تَسوقُهُم
إِلى قَدَرٍ آجالُهُم وَمَصارِعُ
وَأَحزَمُهُم مَن قَرَّ في قَعرِ بَيتِهِ
وَأَيقَنَ أَنَّ العَزمَ لا بُدَّ واقِعُ
الفرزدق
الحمدان
10-17-2023, 03:04 PM
وَلَم تَمنَعوا يَومَ الهُذَيلِ بَناتِكُم
بَني الكَلبَ وَالحامي الحَقيقَةَ مانِعُ
غَداةَ أَتَت خَيلُ الهُذَيلِ وَراءَكُم
وَسُدَّت عَلَيكُم مِن إِرابَ المَطالِعُ
بَكَينَ إِلَيكُم وَالرِماحُ كَأَنَّها
مَعَ القَومِ أَشطانَ الجَرورِ النَوازِعُ
دَعَت يا لَيَربوعٍ وَقَد حالَ دونَها
صُدورُ العَوالي وَالذُكورُ القَواطِعُ
فَأَيَّ لَحاقٍ تَنظُرونَ وَقَد أَتى
عَلى أُمُلِ الدَهنا النِساءُ الرَواضِعُ
وَهُنَّ رُدافى يَلتَفِتنَ إِلَيكُمُ
لِأَسوُقِها خَلفَ الرِجالِ قَعاقِعُ
بِعيطٍ إِذا مالَت بِهِنَّ خَميلَةٌ
مَرى عَبَراتِ الشَوقِ مِنها المَدامِعُ
تَرى لِلكُلَيبِيّاتِ وَسطَ بُيوتِهِم
وُجوهَ إِماءٍ لَم تَصُنها البَراقِعُ
الفرزدق
الحمدان
10-17-2023, 03:04 PM
إِذا أَنتَ يا اِبنَ الكَلبِ أَلقَتكَ نَهشَلٌ
وَلَم تَكُ في حِلفٍ فَما أَنتَ صانِعُ
أَلا تَسأَلونَ الناسَ عَنّا وَعَنَّكُم
إِذا عُظِّمَت عِندَ الأُمورِ الصَنائِعُ
تَعالَوا فَعُدّوا يَعلَمِ الناسُ أَيُّنا
لِصاحِبِهِ في أَوَّلِ الدَهرِ تابِعُ
وَأَيُّ القَبيلَينِ الَّذي في بُيوتِهِم
عِظامُ المَساعي وَاللُهى وَالدَسائِعُ
وَأَينَ تُقَضّي المالِكانِ أُمورَها
بِحَقٍّ وَأَينَ الخافِقاتِ اللَوامِعُ
وَأَينَ الوُجوهُ الواضِحاتِ عَشِيَّةً
عَلى البابِ وَالأَيدي الطِوالُ النَوافِعُ
تَنَحَّ عَنِ البَطحاءِ إِنَّ قَديمَها
لَنا وَالجِبالُ الباذِخاتُ الفَوارِعُ
أَخَذنا بِآفاقِ السَماءِ عَلَيكُمُ
لَنا قَمَراها وَالنُجومُ الطَوالِعُ
لَنا مُقرَمٌ يَعلو القُرومَ هَديرُهُ
بِذَخ كُلُّ فَحلٍ دونَهُ مُتَواضِعُ
هَوى الخَطَفى لَمّا اِختَطَفتُ دِماغَهُ
كَما اِختَطَفَ البازي الخَشاشَ المُقارِعُ
أَتَعدِلُ أَحساباً لِئاماً أَدِقَّةً
بِأَحسابِنا إِنّي إِلى اللَهِ راجِعُ
وَكُنّا إِذا الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ
ضَرَبناهُ حَتّى تَستَقيمَ الأَخادِعُ
وَنَحنُ جَعَلنا لِاِبنِ طَيبَةَ حُكمَهُ
مِنَ الرُمحِ إِذ نَقعُ السَنابِكِ ساطِعُ
وَكُلُّ فَطيمٍ يَنتَهي لِفِطامِهِ
وَكُلُّ كُلَيبِيٍّ وَإِن شابَ راضِعُ
تَزَيَّدَ يَربوعٌ بِهِم في عِدادِهِم
كَما زيدَ في عَرضِ الأَديمِ الأَكارِعُ
إِذا قيلَ أَيُّ الناسِ شَرُّ قَبيلَةً
أَشارَت كُلَيبٌ بِالأَكُفِّ الأَصابِعُ
الفرزدق
الحمدان
10-17-2023, 03:05 PM
مِنّا الَّذي اِختيرَ الرِجالَ سَماحَةً
وَخَيراً إِذا هَبَّ الرِياحُ الزَعازِعُ
وَمِنّا الَّذي أَعطى الرَسولُ عَطِيَّةً
أُسارى تَميمٍ وَالعُيونُ دَوامِعُ
وَمِنّا الَّذي يُعطي المِئينَ وَيَشتَري الـ
ـغَوالي وَيَعلو فَضلُهُ مَن يُدافِعُ
وَمِنّا خَطيبٌ لا يُعابُ وَحامِلٌ
أَغَرُّ إِذا اِلتَفَّت عَلَيهِ المَجامِعُ
وَمِنّا الَّذي أَحيا الوَئيدَ وَغالِبٌ
وَعَمروٌ وَمِنّا حاجِبٌ وَالأَقارِعُ
وَمِنّا غَداةَ الرَوعِ فِتيانُ غارَةٍ
إِذا مَتَعَت تَحتَ الزُجاجِ الأَشاجِعُ
وَمِنّا الَّذي قادَ الجِيادَ عَلى الوَجا
لِنَجرانَ حَتّى صَبَّحَتها النَزائِعُ
أولَئِكَ آبائي فَجِئني بِمِثلِهِم
إِذا جَمَعَتنا يا جَريرُ المَجامِعُ
نَمَوني فَأَشرَفتُ العَلايَةَ فَوقَكُم
بُحورٍ وَمِنّا حامِلونَ وَدافِعُ
بِهِم أَعتَلي ما حَمَّلَتني مُجاشِعٌ
وَأَصرَعُ أَقراني الَّذينَ أُصارِعُ
فَيا عَجَبي حَتّى كُلَيبٌ تَسُبُّني
كَأَنَّ أَباها نَهشَلٌ أَو مُجاشِعُ
أَتَفخَرُ أَن دَقَّت كُلَيبٌ بِنَهشَلٍ
وَما مِن كُلَيبٍ نَهشَلٌ وَالرَبائِعُ
وَلَكِن هُما عَمّايَ مِن آلِ مالِكٍ
فَأَقعِ فَقَد سُدَّت عَلَيكَ المَطالِعُ
فَإِنَّكَ إِلّا ما اِعتَصَمتَ بِنَهشَلٍ
لَمُستَضعَفٌ يا اِبنَ المَراغَةِ ضائِعُ
الفرزدق
الحمدان
10-18-2023, 01:18 AM
مجاراة بين صديقان
صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم
يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا يجلونني مذ كنت رب غنى
وحين أفلست عدوني من الجهل
فلما قرأ ذلك الصديق هذه
الأبيات كتب على ورقة
ثلاثة أبيات وبعث بها إليه
جاء فيها:
أما الثلاثة قد وافــوك من قبلي
ولم تكن سببا إلا من الحيـل
أما من ابتاعت المرجان خادمتي
وأنت أنت أخي بل منتهى أملي
وما طردناك من بخل ومن قلٍّ
لكن عليك خشينا وقفة الخجل
الحمدان
10-18-2023, 01:16 PM
أَكْثَرَ النَّاسُ في النِّسَاءِ وَقالُوا
إنَّ حُبَّ النِّسَاءِ جَهْدُ الْبَلاءِ
ليسَ حبُ النساءِ جهداً ولكنَ
قُرْبُ مَنْ لاَ تُحِبُّ جُهْدُ الْبَلاءِ
الشافعي
الحمدان
10-18-2023, 01:16 PM
مَا شِئْتَ كَانَ، وإنْ لم أشَأْ
وَمَا شِئْتُ إن لَمْ تَشأْ لَمْ يكنْ
خَلقْتَ العِبَادَ لِمَا قَدْ عَلِمْتَ
فَفِي العِلْمِ يَجري الفَتَى وَالْمُسِنْ
فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ، وَمِنْهُمْ سَعِيد
وَمِنْهُمْ قَبِيحٌ، وَمِنْهُمْ حَسَنْ
عَلَى ذَا مَنَنْتَ، وَهَذا خَذلْتَ،
وذاكَ أعنتَ، وذا لم تُعِنْ
الشافعي
الحمدان
10-18-2023, 01:17 PM
إِنَّ امْرَأً وَجَدَ الْيَسَارَ فَلَمْ يُصِبْ
حَمْدًا وَلَا شُكْرًا لَغَيْرُ مُوَفَّقِ
الْجَدُّ يُدْنِي كُلَّ أَمْرٍ شَاسِعٍ
وَالْجَدُّ يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُغْلَقِ
وَإِذَا سَمِعْتَ بِأَنَّ مَكْدُودًا أَتَى
مَاءً لِيَشْرَبَهُ فَغَاضَ فَحَقِّقِ
وَأَحَقُّ خَلْقِ اللهِ بِالْهَمِّ امْرُؤٌ
ذُو هِمَّةٍ يُبْلَى بِعَيْشٍ ضَيِّقِ
وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى الْقَضَاءِ وَكَوْنِهِ
بُؤْسُ اللَّبِيبِ وَطِيبُ عَيْشِ الْأَحْمَقِ
الشافعي
الحمدان
10-18-2023, 01:17 PM
وَاحَسْرَة ً للفتى ساعة ً
يَعِيشُها بعَد أَوِدَّائِه
عمرُ الفتى لو كان في كفِّه
رمى به بعد أحبَّائهِ
الشافعي
الحمدان
10-18-2023, 01:17 PM
الناس بالناس مادام الحياء بهم
والسعد لاشك تارات وهبات
وأفضل الناس مابين الورى رجل
تقضى علي يده للناس حاجات
لاتمنعن يد المعروف عن أحد
مادمت مقتدرا فالسعد تارات
وأشكر فضائل صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
الشافعي
الحمدان
10-18-2023, 01:18 PM
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً
فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ
فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا
فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن
إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ
فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ
الشافعي
الحمدان
10-18-2023, 01:18 PM
أَتَهزَأُ بِالدُعاءِ وَتَزدَريهِ
وَما تَدري بِما صَنَعَ الدُّعاءُ
سِهامُ اللَيلِ لا تُخطِي وَلَكِن
لَها أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ اِنقِضاء
الشافعي
الحمدان
10-18-2023, 09:21 PM
وفرز النفوس كفرز الصخور
ففيها النفيس وفيها الحجـر
وبعض الأنام كبعض الشجر
جميل القوام شحيح الثمـــر
وبعض الوعود كبعض الغيوم
قوي الرعود شحيح المطــــر
وكم من كفيف.. بصير الفؤاد
وكم من فؤاد.. كفيف البصـر
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثـــــــر
أبو العتاهية
الحمدان
10-18-2023, 09:22 PM
إذا ما أردتَ النُّطق فانطق بحِكْمَة
وَزِن قبل نطقٍ ما تقول وَقَوِّمِ
فمن لم يزنْ ما قال لا عقلَ عنده
ونطقٌ بوزنٍ كالبناءِ المحكمِ
فإن لم تجدْ طرقَ المقالِ حميدةً
تجمَّلْ بحُسنِ الصَّمت تُحْمَد و تَسْلمِ
فكم صامتًا يلقى المحامدَدائمًا
وكم ناطقٍ يجني ثمارَ التَّندُّمِ
الحمدان
10-18-2023, 09:23 PM
إيّاك تجني سكرًا من حنظل
فالشيء يرجع بالمذاق لأصله
في الجو مكتوبٌ على صحف الهوى
من يعمل المعروف يُجز بمثله
الحمدان
10-18-2023, 09:33 PM
وَاللَهِ لَو حَلَفَ العُشّاقُ أَنَّهُم
مَوتى مِنَ الحُبِّ أَو قَتلى لِما حَنَثوا
قَومٌ إِذا هُجِروا مِن بَعدِ ما وُصِلَوا
ماتوا وَإِن عادَ وَصلٌ بَعدَهُ بُعِثوا
تَرى المُحِبّينَ صَرعى في دِيارِهِمُ
كَفِتيَةِ الكَهفِ لا يَدرونَ كَم لَبِثـــوا
الحلاج
الحمدان
10-18-2023, 09:35 PM
كما شئت فتّش أين أخفي حقائبي
أتسألني من أنت؟ أعرف واجبي
أجب، لا تحاوِل، عمرك، الاسم كاملاً
ثلاثون تقريباً…«مثنى الشواجبي»
نعم، أين كنت الأمس؟ كنت بمرقدي
وجمجمتي في السجن، في السوق شاربي
رحلت إذن، فيما الرحيل؟ أظنّهُ
جديداً، أنا فيه طريقي وصاحبي
الحمدان
10-18-2023, 09:44 PM
تقاسم الغربُ يا مولايَ كعكتنا
وقطَّعوا الدينَ والتاريخَ والأدبا
خلّوا لنا دولاً صُغرى، مُعلَّبَةً
وفوقَ ذلكَ نالوا النفطَ والذهبا
يا سيّدي يا أميرَ المؤمنينَ، نعم
هذي البلادُ لنا، لكنّنا غُرَبـــا
الحمدان
10-18-2023, 09:47 PM
مداعبة لطيفة بين حافظ ابراهيم واحمد شوقي
يقول حافظ ابراهيم:
يقولون إنّ الشوقَ نارٌ ولوعةٌ
فما بال (شوقي) اليوم أصبح باردا..
-فردّ أحمد شوقي
وأودعتُ إنسانًا وكلبًا أمانةً
فضيّعها الإنسان والكلبُ (حافـــظ)
الحمدان
10-18-2023, 10:23 PM
أنا المقداد في يوم النزال
أبيد الضد بالسمر العوالي
وسيفي الوغى أبداً صقيل
طليق الحد في أهل الضلال
معي من آل كندة كل قوم
يجيد الطعن في يوم النزال
فيا ويل العدا والروم منا
إذا التحم الفوارس في القتال
وهم صرعى كأعجاز نخل
بقعها الفوارس بالنصال
المقداد بن الأسود
الحمدان
10-19-2023, 07:58 AM
إذا أصبحت في رغد معافى
وفي أمن بداركَ لن تخافا
فماذا تبتغي أتريد بحراً
من الأموال تغترف اغترافا
فقل يارب حمداً ثم شكراً
على النعماء واعترف اعترافا
الحمدان
10-19-2023, 02:57 PM
وكيف أنامُ وهم لـم يناموا ؟!
وكيفَ أنامُ وهم خائفـون!؟!
وهل يسكن الأمن في داخلي.!!!؟
وهم في المُعاناةِ لا يهجـعـون!!!!
حسبنا الله ونعم الوكيل
على اعداء الدين
الحمدان
10-19-2023, 03:00 PM
عليك صلاة الله يا خير من شدا
ورتّل آي الوحي والنور والهُدى
عليك صلاةُ الله فجراً وفرْقدا
أضاء على الدنيا عظيماً وسيّد
الحمدان
10-19-2023, 03:53 PM
هذه القصيده عام 550 هجري
والله اعلم
وفى اخر الزمان تظهر عجائب
من الفسق والطغيان والجور والغنى
ستظهر امور هائلات عظيمه
فما بعدها الا القيامه تاتنا
فتظهر طيور طائرات الى الهواء
ليعذرو الناس فيها فى كل موطنا
وتظهر دواب مسرعات بسرعه
فسرعتها كالريح تقصى الاماكنا
وبعض من الاعوام تفور جهنما
ببلدة بغداد ---- ستذهب بالفنا
ويهدم ذا -- بيت المقدس كله
فلم يبقى له اثر على وجه ارضنا
وتظهر حروب هائلات عظيمه
فتبقى النساء حائرات بلا عنى
وخمسون منهم يلدن بواحد
تقول له ياصاحب الخير احمنا
فويل لااهل الشام ياويل ويلهم
يحل لهم حرب عظيم مدمرا
فضرباته كالرعد تهتز ارضنا
الحمدان
10-20-2023, 10:04 PM
يـحيى عـمر قـال يـا طـرفـي لَـمـَه تـسـهـر
وإن شفت شي في طريقك واعجبك شُلّّه
ان كـان عـادك غـريـب مـا تعـرف البـنـدر
إذا دخـــلـت الـمديـنـه قـول بـسـم الــلــه
اتـبع هوى الـبيض جٌمْله واعـشق الأخضر
وسـاير الـسُّمـْر والأحْــمـر كـذاك خــلـّه
الخُضْـر دلـّه وفـيـهــم نـفـحــةُ الــعـَـنــبـــر
والـبِـيْـض يـسـلُوك للـسَّمــره وللــقـيـلـه
اسـمر مـع البِيْــــض كَـم يحلى بـه الـمَسمر
والشّـــمع يـزهـى إذا شـاف البهاء مـثله
خـلّـوه يـمشـي وهــوه الـمـسـكـين يـتـفـكــّر
لــمـّا نـوى بــا يـصــلّـي ضـيّع الـقـبـلـه
هـــذا وهـــذا وهـــذا حــــبّـهــم يـــســـحـر
يـا مـن دخـل فـي هـواهم تيّـهوا عَـقــله
لـو كـان بـيده مـفـاتـيـح بـحرهـا والـبَـــــرّ
الأرض مـــا تـستـوي عـنده كمـا قُـبـله
وعــاد قـصّه عـجيـبه فـي هوى الأخـضـر
شـــمّه وطـعمه وريـقـه يـبــرئ العـلـه
يـأمـر ويــنـهـى ويــحـكـم داخــل الـبـنـدر
دولـه عضـيمه ولا حد يعـصي الـدّوله
وصلــت إلـى بـابــه الـمـحـروس أتمخطر
متى يواجه ( أبو معجب ) يبـى وصله
وقلـت قصـدي اشــاهــد ذلـك الــمـنــظــر
إن كــان هـذا مـلـك فالـمـمــلـكـه لــلـه
قـالـوا لـي اطـلـع وسـلّــم واستـقـم واحذر
فاقصد بما قدعزمت ما جيت من أجله
طلعت وانـي بـزيـن اهـيف زبيب اخضر
لابـس مشـجّر ذهـب والـطّاس والحله
مـا جـيــت إلا وقــالــوا انــه اســـتـعــذر
ما عـنـده الا حـمـام الـدّور تسـجع لـه
وهـوه كـما الـبدر جـالـس فـوق ذا المنبر
واربـع وصـايـف لاجـله قـائــمه قـيله
اربـع يغنّـون وخـمـس ابــكـار تـتـخطـّـر
وخمـس لا قـام يـلـعب يـمسكوا حجله
المـركبـه طـا والـكـرسي مـن الــجوهـر
والـيافـعـي لا راه لا بـد يـخـضــع لـه
وقلـت سـيـدي بـك المـمـلوك يـتــجـوّر
ارحـم مـتـيـّم بـحـبّـك اسـالـك بـالــلـه
قال ابـشر ابـشر ولا تُضني ولا تضجر
وشـُــلّ هـــذا جبـالـك منّـــــنـا كــلّــه
يحيى عمر اليافعي
الحمدان
10-21-2023, 04:42 PM
اِقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً
إِن بَرَّ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا
فَقَد أَطاعَكَ مَن أَرضاكَ ظاهِرُهُ
وَقَد أَضَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا
خَيرُ الخَليلَينِ مَن أَغضى لِصاحِبِهِ
وَلَو أَرادَ اِنتِصاراً مِنهُ لَاِنتَصَرا
الحمدان
10-21-2023, 04:43 PM
فَأَظهَرَ التيهَ مِن جَهلٍ وَقابَلَني
بِسَيِّئٍ لَم يَكُن مِن حَقِّ مِقدارِ
وَلَو أَحاطَ عُبَيدُ اللَهِ مَعرِفَةً
بِعُظمِ شَأني اِتَّقى نابي وَأَظفاري
يا اِبنَ الَّتي ضَرَطَت مِن تَحتِ نائِكِها
ضَرطَ الحِمارِ ضَغا مِن كَيِّ بيطارِ
إِحدى النَوادِرِ مِن قِردٍ تَعَرُّضُهُ
مِن غَيرِ مَقدِرَةٍ لِلقَسوَرِ الضاري
إِنَّ المُحَنَّكَ إِسماعيلَ خَبَّرَني
نَعَم وَناصَحَني في صِدقِ أَخباري
بِأَنَّ في اِستِكَ شَعراً مُنكَراً خَشِناً
مُقَطِّعاً لِلخُصى مِن غَيرِ أَشفارِ
تُدمي الأُيورَ إِذا ما جَوفَها اِقتَحَمَت
خُشونَةٌ مِنكَ زادَت كُلَّ مِقدارِ
سُقيتَ غَيثاً أَبا يَحيى وَلا سُقِيَت
دِيارُ شانيكَ صَوبَ الواكِفِ الجاري
لَقَد أَتاني قَريضٌ مِنكَ أَعجَبَني
حُسناً يُطَوِّلُ فيهِ الدَهرَ أَفكاري
وَفيهِ عَتبٌ نَفى نَومي وَوَكَّلَني
مِنَ الهُمومِ بِرَعيِ الكَوكَبِ الساري
مَن لي بِمِثلِكَ في ظَرفٍ وَفي أَدَبٍ
وَحِفظِ وُدِّ أَخٍ حُرٍّ وَإيثارِ
حَلَلتَ مِنّي مَحَلَّ الروحِ مِن جَسَدي
فَصِرتَ لي أُنُساً مِن دونِ سُمّارِ
إِنَّ الغُثا اِبنَ أَبي مَنصورَ بادَلَني
بَغياً وَأَنتَ عَلَيهِ بَعضُ أَنصاري
لَأَنظِمَنَّ القَوافي في مَثالِبِهِ
كَنَظمِ عِقدِ كَسولِ المَشيِ مِعطارِ
حَتّى أُغادِرُهُ لَحماً عَلى وَضَمٍ
أَنحى عَلى حَلقِهِ ساطورُ جَزّارِ
أَو يَستَعيدَ إِلى العُتبى فَأَترُكُهُ
لِأَنَّهُ وَتِحٌ مِن نَسلِ أَنزارِ
الحمدان
10-21-2023, 04:43 PM
غَلَتِ الأَشياءُ حَتّى الكَشخُ
في هَذا الحِصارِ
كانَ عَهدي بِاِبنِ حَمّادٍ
لِإِفراطِ البَوارِ
وَهوَ يَغدو يَطلُبُ الأَعمالَ
في زِيِّ التِجّارِ
راضِياً مِنها وَما يَقنَعُ
مِنها بِالصِغارِ
حينَ صارَ المِصرُ مَشحوناً
بِأَربابِ الجَواري
ثُمَّ غابوا فَتَوَلّاها
بِتيهٍ وَاقتِدارِ
وَإِذا عَزَّ الكِرا فَاِن زِل
عَلى حُكمِ المُكاري
الحمدان
10-21-2023, 04:44 PM
يا مَن يُماطِلُني وَصلي بِإِنكارِ
ماذا الجَفاءُ وَما بِالوَصلِ مِن عارِ
إِنّي أُعيذُكَ أَن تَزهو عَلى دَنِفٍ
حَيرانَ قَد صارَ بَينَ البابِ وَالدارِ
أَو مُستَجيراً بِوَصلٍ مِنكَ تَرحَمُهُ
مِثلَ الَّذي قالَ في سِرٍّ وَإِجهارِ
المُستَجيرُ بِعَمرٍ عِندَ كُربَتِهِ
كَالمُستَجيرِ مِنَ الرَمضاءِ بِالنارِ
الحمدان
10-21-2023, 04:44 PM
مَرِضتَ فَأَمرَضتَ القُلوبَ وَجانَبَت
كَراها جُفونٌ مايَجِفُّ لَها شُفرُ
فَلا سُقِيَت مِصرٌ وَلا مَدَّ نيلُها
وَلادَبَّ في أَغصانِها الوَرَقُ النَضرُ
أَتَحسِبُ مِصرٌ أَنَّ قَلبي يُحِبُّها
وَقَد جَرَّعَتني فيكَ ما جَرَّعَت مِصرُ
طَغى إِذ جَرَت أَنهارُها تَحتَ عَرشِهِ
وَتاهَ بِها فِرعَونُ تيهاً هُوَ الكُفرُ
فَلا جُزِيَت مِصرٌ لِذاكَ اِحتَقَرتُها
وَلَم تَرَ شَيئاً أَن جَرى تَحتَكَ البَحرُ
الحمدان
10-21-2023, 04:44 PM
أَبا الطَيِبِ اِسمَع لا سَمِعتُ بِحادِثٍ
عَلَيكَ وَلازِلتَ المُجيرَ عَلى الدَهرِ
لِشَكوايَ إِنّي لِلَّذي قَد أَظَلَّني
مِنَ البَينِ أَخشى أَن أَموتَ وَلاأَدري
فَوَاللَهِ ما أَختارُ مِن بَعدِكَ الغِنى
وَقُربُكَ أَشهى مِنهُ عِندي مَعَ الفَقرِ
وَحَسبُكَ أَنَّ العَزلَ أَحسَنُ مَوقِعاً
لَدَيَّ لِأَدنو مِنهُ مِن عَمَلي مِصرِ
إِذا كُنتُ مِن خَوفِ الفِراقِ مُدَلَّهاً
وَدارُكَ مِنّي ياِبنَ موسى عَلى فِترِ
فَكَيفَ تَراني إِن تَرَحَّلتَ صانِعاً
إِلى بَلَدٍ أَقوَت مَعالِمُهُ قَفرِ
أُقيمُ وَحيداً فيهِ أَندُبُ رَبعَهُ
وَآسى عَلى أَيّامِنا الجِدِّ وَالغُرِّ
أَأَصبِرُ لا وَاللَهِ ما لي تَجَلُّدٌ
فَأَسلو وَلا عَن حُسنِ وَجهِكَ مِن صَبرِ
فَسِيّانِ عِندي رِحلَتي عَنكَ طائِعاً
وَأَنتَ مُقيمٌ وَاِنتِقالي إِلى قَبري
الحمدان
10-21-2023, 04:45 PM
وَقَضيبٍ كَأَنَّهُ نَفحَةُ المِس
كِ عَلى زَهرَةٍ غَدَت بَينَ غُدرِ
تَتَكَفّا بِهِ ريِاضٌ مِنَ الرَي
حانِ تَهفو عَلى دَيابيجِ خُضرِ
رَقَّ حَتّى كَأَنَّهُ الفِضَّةُ البَي
ضاءُ إِذ أُلبِسَت خَميصَةَ تَبرِ
صيغَ مِن صَفوَةِ الزُلالِ وَلَكِن
مِن زُلالٍ مُجَسَّدٍ لَيسَ يَجري
لَم تُطِق وَصفَهُ العُقولُ فَأَضحى
رَهنَ خَطرٍ يَدورُ في كُلِّ فِكرِ
بِأَبي مَن إِذا نَظَرتُ إِلَيهِ
طابَ عُمري وَلَذَّ فِكري وَذِكري
وَاِكتَسَت وَجنَتاهُ وَرداً جَنِيّاً
وَاِكتَسى جِسمُهُ غَلائِلَ خَمرِ
خَجَلاً يُكتَسى بِهِ حُمرَةَ العُص
فُرِ مِن خيفَتي وَطاعَةِ أَمري
الحمدان
10-21-2023, 04:45 PM
لِلَّهِ دَرُّكَ قَد أَكمَلتَ أَربَعَةً
ما هُنَّ في أَحَدٍ مِن سائِرِ البَشَرِ
العِرضُ مُمتَهَنٌ وَالنَفسُ ساقِطَةٌ
وَالوَجهُ مِن سَفَنٍ وَالعَينُ مِن حَجَرِ
الحمدان
10-21-2023, 04:46 PM
إِنَّ السَماءَ إِذا لَم تَبكِ مُقلَتُها
لَم تَضحَكِ الأَرضُ عَن شَيءٍ مِنَ الخُضُرِ
وَالزَهرُ لا تَنجَلي أَحداقُهُ أَبَداً
إِلّا إِذا مَرِضَت مِن كَثرَةِ المَطَرِ
الحمدان
10-21-2023, 04:46 PM
أَبا العَبّاسِ بَرَّزتَ عَلى قَومِ
كَ آداباً وَأَخلاقاً وَتَبريزا
فَلَو صُوِّرتَ مِن شَيءٍ سِوى الناسِ
إِذاً كُنتَ مِنَ العِقيانِ إِبريزا
وَلم يُعلِكَ إِلّا كَرَمُ النَفسِ
بَلى فَإِزدَدتَ بِالمُعتَزِّ تَعزيزا
فَأَنتَ الغَيثُ إِذ يَسجُمُ وَاللَيثُ
إِذا يُقدِمُ وَالصارِمُ مَهزوزا
فَأَمّا حَلبَةُ الشِعرِ فَتَستَولي
عَلى السَبقِ بِها فَرضاً وَتَميِيزا
بِإِحكامِ مَبانيهِ وَإِبداعِ
مَعانيهِ وَلا يوجَدُ مَغموزا
وَإِن جَنَّستَ لَم تَستَكرِهِ القَولَ
وَإِن طابَقتَهُ طَرَّزتَ تَطريزا
مَدىً مَن رامَهُ غَيرَكَ أَنضاهُ
وَأَبدى مِنهُ تَقصيراً وَتَعجيزا
فَأَمّا دافِعوا فَضلِكَ بِالظُلمِ
فَجَوَّزنا عَلَيهِم ذاكَ تَجويزا
الحمدان
10-21-2023, 04:47 PM
قَد قُلتُ لَاِبنِ أَبي الشَوارِبِ مُشفِقاً
مِن أَن يَرى فيهِ العَدُوُّ غَميزَه
قَد ساءَني مِنكَ اِشتِمالُكَ دونَ مَن
يَدنو إِلَيكَ عَلى أَبي كِشنيزَه
وَهوَ المَشومُ صَداقَةً وَالمُدَّعي
مَخسوسَ أَصلٍ وَالضَعيفُ نَحيزَه
وَيُناكُ أَيضاً وَالبَلِيَّةُ أَن يُرى
لَكَ صاحِبٌ مِن أَهلِ تِلكَ الجيزَه
أَوَ ما رَأَيتَ الخُنثَ في أَعطافِهِ
وَمَقَصَّ تِلكَ اللِحيَةِ المَجزوزَه
وَغُدُوُّهُ بِبَقِيَّةٍ مِن سَلحَةٍ
راحَت وَفيها فَيشَةٌ مَركوزَه
الحمدان
10-21-2023, 04:47 PM
يَشوقُكَ تَوخيدُ الجِمالِ القَناعِسِ
بِأَمثالِ غِزلَنِ الصَريمِ الكَوانِسِ
بِبيضٍ أَضاءَت في الخُدورِ كَأَنَّها
نُجومُ دُجاً جَلَّت سَوادَ الحَنادِسِ
صَدَدنَ بِصَحراءِ الأَريكِ وَرُبَّما
وَصَلنَ بِأَحناءِ الدَخولِ فَراكِسِ
ظِباءٌ ثَناها الشَيبُ وَحشاً وَقَد تُرى
لِرَيعِ الشَبابِ وَهيَ جِدُّ أَوانِسِ
إِذا هِجنَ وَسواسُ الحُلِيِّ تَوَلَّعَت
بِنا أَريَحِيّاتُ الجَوى وَالوَساوِسِ
وَمِنهُنَّ مَشغولٌ بِهِ الطَرفُ هارِبٌ
بِعَينَيهِ مِن لَحظِ المُحِبِّ المُخالِسِ
يُخَبِّرُ عَن غُصنٍ مِنَ البانِ مائِدٍ
إِذا اِهتَزَّ في ضَربٍ مِنَ الدَلِّ مائِسِ
عَذيرَيَ مِن رَجعِ الهُمومِ الهَواجِسِ
وَمِن مِنزِلٍ لِلعامِرِيَّةِ دارِسِ
وَلَوعَةِ مُشتاقٍ تَبيتُ كَأَنَّها
إِذا اِضطَرَمَت في الصَدرِ شُعلَةُ قابِسِ
لِيَهنَأ بَني يَزدادَ أَنَّ أَكُفَّهُم
خَلائِفُ أَنواءِ السَحابِ الرَواجِسِ
ذَوو الحَسَبِ الزاكي المُنيفِ عُلُوُّهُ
عَلى الناسِ وَالبَيتِ القَديمِ القُدامِسِ
إِذا رَكِبوا زادوا المَراكِبَ بَهجَةً
وَإِن جَلَسوا كانوا بُدورَ المَجالِسِ
بَنو الأَبحُرِ المَسجورَةِ لفَيضِ وَالظُبا ال
قَواضِبِ عِتقاً وَالأُسودِ العَنابِسِ
لَهُم مُنتَماً في هاشِمٍ بِوَلائِهِم
يُوازي عُلاهُم في أَرومَةِ فارِسِ
وَأَقلامُ كُتّابٍ إِذا ما نَصَصتَها
إِلى نَسَبٍ كانَت رِماحَ فَوارِسِ
يَرَونَ لِعَبدِ اللَهِ فَضلَ مَهابَةٍ
تُطَأطِئُ لَحظَ الأَبلَخِ المُتَشاوِس
لَنِعمَ ذُرى الآمالِ يَتبَعنَ ظِلَّهُ
وَوِردُ مُحَلّاةِ الظُنونِ الخَوامِسِ
مُلوكٌ وَساداتٌ عِظامٌ جُدودُهُم
وَأَخوالُهُ مِن أَمجَدينَ أَشاوِسِ
بِهِم تُجتَلى الطَخياءُ عَن كُلِّ حِندِسٍ
وَأَوجُهُهُم مِثلُ البُدورِ القَوابِسِ
تُرَدُّ شَذاةُ الدَهرِ مِنهُ بِمُسرِعٍ
إِلى المَجدِ لا الواني وَلا المُتَقاعِسِ
بِأَبلَجَ ضَحّاكٍ إِلَينا بِما اِنطَوَت
عَلى مَنعِهِ كُلحُ الوُجوهِ العَوابِسِ
وَمُستَحصِدِ التَدبيرِ لِلفَيءِ جامِعٍ
وَلِلدّينِ مُحتاطٍ وَلِلمُلكِ حارِسِ
يُجاري أَباً ساسَ الخِلافَةَ دَهرَهُ
بِرَأيِ مُعانٍ لِلأُمورِ مُمارِسِ
وَلَيسَ يُلَقّى الحَزمَ إِلّا اِبنُ حازِمٍ
وَلَيسَ يَسوسُ الناسَ إِلّا ابنُ سائِسِ
يُخَلّي الرِجالُ مَجدَكُم لا تَرومُهُ
وَهُم نابِهو الأَخطارِ شَمُّ المَعاطِسِ
وَلَم أَرَ مِثلَ المَجدِ ضَنَّت بِغَيرِهِ
وَجادَت بِهِ نَفسُ الحَسودِ المُنافِسِ
وَلا كَالعَطايا يَشرُفُ النَجمُ ما بَنَت
وَهُنَّ مَنالٌ لِلأَكُفِّ اللَوامِسِ
أَبا صالِحٍ إِنَّ المَحامِدَ تَلتَقي
بِساحَةِ رَحبٍ مِن فِنائِكَ آنِسِ
بِحَيثُ الثَرى رَطبٌ يَرِفُّ نَباتُهُ
رَفيفاً وَعَهدُ الدَهرِ لَيسَ بِخائِسِ
تَقَيَّلتَ مِن أَخلاقِ يَزدادَ أَنجُماً
تَوَقَّدُ في داجٍ مِنَ اللَيلِ دامِسِ
وَمابَرِحَت تُدني نَجاحاً لِآمِلٍ
مُرَجٍّ وَتَستَدعي رَجاءً لِآيِسِ
وَكانَ عَطاءُ اللَهِ قَبلَكَ كَاِسمِهِ
لِعافٍ ضَريكٍ أَولِأَسيانِ بائِسِ
فِداؤُكَ أَبناءُ الخُمولِ إِذا هُمُ
أَلاموا وَأَربابُ الخِلالِ الخَسائِسِ
وَإِن كُنتَ قَد أَخَّرتَ ذِكرَ مَعونَتي
وَأَلغَيتَ رَسمي في الرُسومِ الدَوارِسِ
الحمدان
10-21-2023, 04:48 PM
أَقولُ لِصاحِبٍ مِن سِرِّ عَبسٍ
أَرى وَردي بِرُؤيَتِهِ وَآسي
شَكَوتَ قَذىً بِعَينِكَ باتَ يُدمى
كَأَنَّكَ قَد نَظَرتَ إِلى طِماسِ
إِلى وَغدٍ يَكادُ يَعودُ فينا
بِرُمحٍ في التِنايَةِ أَو شِماسِ
فَقَدتُكَ يا طِماسُ فَكُلُّ عَيشٍ
بِقُربِكَ أَخشَنُ الجَنَباتِ جاسِ
تَمَخَّطُ لِلزُكامِ وَفيكَ بَردٌ
جُمادِيُّ يُخَبِّرُ عَن قُعاسِ
الحمدان
10-21-2023, 04:48 PM
غَلَتِ الأَشياءُ حَتّى الكَش
خُ في هَذا الحِصارِ
كانَ عَهدي بِاِبنِ حَمّا
دٍ لِإِفراطِ البَوارِ
وَهوَ يَغدو يَطلُبُ الأَع
مالَ في زِيِّ التِجّارِ
راضِياً مِنها وَما يَق
نَعُ مِنها بِالصِغارِ
حينَ صارَ المِصرُ مَش
حوناً بِأَربابِ الجَواري
ثُمَّ غابوا فَتَوَلّا
ها بِتيهٍ وَاقتِدار
وَإِذا عَزَّ الكِرا فَاِن
زِل عَلى حُكمِ المُكاري
الحمدان
10-21-2023, 04:48 PM
آلَ فَلسِيِّكُم غَداةَ بَحَثنا
عَنهُ فَلساً وَقيمَةُ الفَلسِ فَلس
سامِرِيُّ الضُيوفِ مِن دونِ خُبزٍ
مَعَ بَيضِ الأَنوقِ لَيسَ يُمَسُّ
فَاِرتَحِل عَن جِوارِ كِسرى فَما أَن
تَ كَريمٌ وَلا لِبَيتِكَ أُسُّ
نَبَطٌ مُلِّكوا عِمارَةَ أَرضٍ
كانَ عُمّارَها الأَوائِلَ فُرسُ
الحمدان
10-21-2023, 04:49 PM
وَذي راحَةٍ مِثلَ صَوبِ الغَما
مِ لَيسَ لَهُ في العُلا مُؤنِسُ
تَحَمَّلَ نَحوَ بِلادِ الشَآ
مِ يَحمِلُهُ مَهمَهٌ أَملَسُ
إِذا مَجَّهُ بَلَدٌ بَسبَسُ
تَلَقَّمَهُ بَلَدٌ بَسبَسُ
أَقولُ لَهُ عِندَ تَوديعِنا
وَكُلٌّ بِحاجَتِهِ مُبلِسُ
لَئِن قَعَدَت عَنكَ أَجسامُنا
لَقَد سافَرَت مَعَكَ الأَنفُسُ
الحمدان
10-21-2023, 04:49 PM
أَوضَعتَ في شَأوِ الجَفا فَاِحبِسِ
وَاِسلُك طَريقَ العَطفِ يا مُؤنِسي
يا مَن جَرى حُبّيهِ في مُهجَتي
جَريَ النَدى في زَهرِ النَرجِسِ
عَلى مَليءٍ موسِرٍ مِن ضَنىً
مُفتَقَرٌ مِن صِحَّةٍ مُفلِسِ
الحمدان
10-21-2023, 04:50 PM
كُلُّ المَظالِمِ رُدَّت غَيرَ مَظلَمَةٍ
مَجرورَةٍ في مَواعيدِ اِبنِ عَبّاسِ
مَنعَتَني فَرحَةَ النُجحِ الَّذي اِلتَمَسَت
نَفسي فَلا تَمنَعَنّي راحَةَ الياسِ
الحمدان
10-21-2023, 04:50 PM
شَوقٌ لَهُ بَينَ الأَضالِعُ هاجِسُ
وَتَذَكُّرٌ لِلصَدرِ مِنهُ وَساوِسُ
وَلَرُبَّما نَجّى الفَتى مِن هَمِّهِ
وَخدُ القِلاصِ وَلَيلُهُنَّ الدامِسُ
ما أَنصَفَت بَغدادُ حينَ تَوَحَّشَت
لِنَزيلِها وَهيَ المَحَلُّ الآنِس
لَم يَرعَ لَي حَقَّ القَرابَةِ طَيِّئٌ
فيها وَلا حَقَّ الصَداقَةِ فارِسُ
أَعَلِيُّ مَن يَأمُلكَ بَعدَ مَوَدَّةٍ
ضَيَّعتَها مِنّي فَإِنّي آيِسُ
واعَدتَني يَومَ الخَميسِ وَقَد مَضى
مِن بَعدِ مَوعِدِكَ الخَميسُ الخامِسُ
قُل لِلأَميرِ فَإِنَّهُ القَمَرُ الَّذي
ضَحِكَت بِهِ الأَيّامُ وَهيَ عَوابِسُ
قَدَّمتَ قُدّامي رِجالاً كُلُّهُم
مُتَخَلِّفٌ عَن غايَتي مُتَقاعِسُ
وَأَذَلتَني حَتّى لَقَد أَشمَتَّ بي
مَن كانَ يَحسُدُ مِنهُمُ وَيُنافِسُ
وَأَنا الَّذي أَوضَحتَ غَيرَ مُدافَعٍ
نَهجَ القَوافي وَهيَ رَسمٌ دارِسُ
وَشُهِرتُ في شَرقِ البِلادِ وَغَربِها
فَكَأَنَّني في كُلِّ نادٍ جالِسُ
هَذي القَوافي قَد زَفَفتُ صِباحَها
تُهدى إِلَيكَ كَأَنَّهُنَّ عَرائِسُ
وَلَكَ السَلامَةُ وَالسَلامُ فَإِنَّني
غادٍ وَهُنَّ عَلى عُلاكَ حَبائِسُ
الحمدان
10-21-2023, 04:51 PM
يا لَيلَتي بِالقَصرِ مِن بِطياسِ
وَمُعَرَّسي بِالقَصرِ بَل إِعراسي
باتَت تُبَرِّدُ مِن جَوايَ وَغُلَّتي
أَنفاسُ ظَبيٍ طَيِّبِ الأَنفاسِ
يَدنو إِلَيَّ بَريقِهِ وَبِراحِهِ
فَيَعُلُّني بِالكاسِ بَعدَ الكاس
هَيَفُ الجَوانِحِ مِنهُ هاضَ جَوانِحي
وَنُعاسُ مُقلَتِهِ أَطارَ نُعاسي
بِأَبي أَبو الحَسَنِ الَّذي حَسُنَت لَنا
أَخلاقُهُ فَحَكى أَبا العَبّاس
مُستَقبِلٌ نُقِلَت بِهِ أَيّامُنا
عَن وَحشَةٍ مِنها إِلى إيناسِ
أَضحى يُؤَمَّلُ لِلجَليلِ وَتُرتَجى
حَرَكاتُهُ لِسِياسَةِ السُوّاسِ
إِن كانَ رَأساً في الكِتابَةِ مِدرَهاً
فَأَبوهُ مِنها في مَحَلِّ الراسِ
قَصدُ الوَقارِ وَفيهِ فَرطُ بَشاشَةٍ
بِالأُنسِ تَبسُطُ أَوجُهَ الجُلّاسِ
رَدَّ الخُطوبَ وَقَد أَتَينَ عَوابِساً
وَأَلانَ مِن كَبِدِ الزَمانِ القاسي
الحمدان
10-21-2023, 04:52 PM
بورِكتَ مِن قَبلٍ ظَريفٍ كَيِّسِ
عَفَّ اللِسانِ عَنِ الفَواحِشِ أَخرَسِ
حُرٌّ تَصَبُّ بِهِ القُلوبُ وَيُفتَدى
مِن رِقَّةٍ وَحَلاوَةٍ بِالأَنفُسِ
فَلَنِعمَ رَيحانُ النَدامى أَنتَ إِن
عَزَموا الصَبوحَ وَنِعمَ حَشوُ المَجلِسِ
بِالشِعرِ تُنشِدُهُ الجَليسَ فَيَنتَشي
طَرَباً وَبِالخَبَرِ الخَطيرِ المُنفِسِ
ما لي أَرى الأُدَباءَ أَحرَزَ جُلُّهُم
خَصلَ الثَراءِ وَأَنتَ عَينُ المُفلِسِ
قَد كانَ حَقُّكَ أَن تُغَلِّسَ في الغِنى
بِمُغَلِّسِ بنِ حُذَيفَةَ بنِ مُغَلِّسِ
بِصَديقِكَ الصِدقِ الَّذي جَمَعَتكُما
قِدَمُ الفُتوَّةِ وَاِرتِضاعُ الأَكؤُسِ
الحمدان
10-21-2023, 04:52 PM
يا أَبا نَهشَل وَداعَ مُقيمٍ
ظاعِنٍ بَينَ لَوعَةٍ وَرَسيسِ
لا أُطيقُ السُلُوَّ عَنكَ وَلو أَنَّ
فُؤادي مِن صَخرَةٍ مَرمَريس
فَقدُكَ المُرُّ يا اِبنَ عَمّي أَبكا
ني لافَقدُ زَينَبٍ وَلَميسِ
لَيسَ حُزني عَلى العِراقِ وَما يُل
بِسُها الدَهرُ مِن نَعيمٍ وَبوسِ
ما تُرابُ العِراقِ بِالعَنبَرِ الوَر
دِ وَلا ماءُ دِجلَةَ بِمَسوسِ
غَيرَ أَنّي مُخَلِّفٌ مِنكَ في آ
خِرِ بَغدادَ فَضلَ عِلقٍ نَفيسِ
فَسَلامٌ عَلى جَنابِكَ وَالمَن
هَلِ فيهِ وَرَبعِكَ المَأنوسُ
حَيثُ فِعلُ الأَيّامِ لَيسَ بِمَذمو
مِ وَوَجهُ الزَمانِ غَيرُ عَبوس
وَلَئِن كُنتَ راحِلاً لَبِوُدٍّ
وَثَناءٍ وَقفٍ عَلَيكَ حَبيس
لَستُ أَنسى شَمائِلاً مِنكَ كَالنَو
وارِ حُسناً لَم تَجتَمِع لِرَئيسِ
سَتَروحُ الأَحشاءُ مِنّي وَتَغدو
في جَديدٍ مِنَ الأَسى وَلَبيسِ
إِنَّ يَومَ الخَميسِ يُفقِدُني وَج
هَكَ قَسراً لا كانَ يَومُ الخَميسِ
الحمدان
10-21-2023, 04:52 PM
طُويتَ في أَمرِها عَلى لَبَسِ
وَاِزدَدتَ فيها عَجزاً وَلَم تَكِسِ
عَطشانَةٌ أَخلصَت مَوَدَّتَها
لِمَن سَقاها كوبَينِ في نَفَسِ
تَلومُها ضَلَّةً وَقَد جَعَلت
تَختارُ بَين الحِمارِ وَالفَرَسِ
وَصاحِبُ البَيتِ إِن أَلَمَّ بِهِ
ضَيفانِ مِن مُطلَقٍ وَمُحتَبَسِ
خَلَّفتَها وَإِنصَرَفتَ وَهيَ عَلى ال
مَنصَفِ بَينَ الإِملاكِ وَالعُرسِ
إِن كُنتَ أُنسيتَها فَلا عَجَبٌ
قَد عاهَدَ اللَهَ آدَمٌ فَنَسي
الحمدان
10-21-2023, 04:53 PM
قُل لِلأُرُندِ إِذا أَتى الروحينَ لا
تَقرا السَلامَ عَلى أَبي مَلبوسِ
دارٌ بِها جُهِلَ السَماحُ وَأُنكِرَ ال
مَعروفُ بَينَ شَمامِسٍ وَقُسوسِ
لَم يَسمَعوا بِالمَكرُماتِ وَلَم يُنِخ
في دارِهِم ضَيفٌ سِوى إِبليسِ
آذانُهُم وَقرٌ عَنِ الداعي إِلى ال
هَيجاءِ مُصغِيَةٌ إِلى الناقوسِ
ما إِن يَزالُ عَدُوُّهُم في نِعمَةٍ
مِن مالِهِم وَصَديقُهُم في بوسِ
أَسيافُهُم خَشَبٌ وَحِلفُ نِسائِهِم
إِمّا صَدَقنَ بِفَيشَةِ القِسّيسِ
وَإِذا فَلَيتَ أُصولَهُم رَجَعوا إِلى
نَسَبٍ كَرَيعانِ السَرابِ لَبيس
إيهاً مَلامَ بَني عُصَيرٍ إِنَّهُم
ذَهَبوا بِلُؤمِ مَناصِبٍ وَنُفوسِ
فَعَلى وُجوهِهِم لِباسُ خَزايَةٍ
وَعَلى رُؤوسِهِمِ قُرونُ تُيوسِ
لا تَدعُوَنَّ أَبا الوَليدِ لِنائِلِ
خُلُقَ الحِمارِ وَخِلقَةَ الجاموسِ
الحمدان
10-21-2023, 04:57 PM
شاهَدتُ مَسعودَ في مَجلِسٍ
فَلَمّا اِنتَحَينا لِشُربِ الغَلَس
تَغَنّى وَنَحنُ عَلى لَذَّةٍ
فَأَرعَدَ بَعضٌ وَبَعضٌ نَعَس
الحمدان
10-21-2023, 04:57 PM
أَقامَ كُلُّ مُلِثِّ الوَدقِ رَجّاسِ
عَلى دِيارٍ بِعُلوِ الشامِ أَدراسِ
فيها لِعَلوَةِ مُصطافٌ وَمُرتَبَعٌ
مِن بانَقوسا وَبابِلّي وَبِطياسِ
مَنازِلٌ أَنكَرَتنا بَعدَ مَعرِفَةٍ
وَأَوحَشَت مِن هَوانا بَعدَ إيناسِ
ياعَلوَ لَو شِئتِ أَبدَلتِ الصُدودَ لَنا
وَصلاً وَلانَ لِصَبٍّ قَلبُكِ القاسي
هَل مِن سَبيلٍ إِلى الظُهرانِ مِن حَلَبٍ
وَنَشوَةٍ بَينَ ذاكَ الوَردِ وَالآسِ
إِذ أَقبَلُ الراحَ وَالأَيّامُ مُقبِلَةٌ
مِن أَهيَفٍ خَنِثِ العِطفَينِ مَيّاسِ
أَمُدُّ كَفّي لِأَخذِ الكَأسِ مِن رَشَأِ
وَحاجَتي كُلُّها في حامِلِ الكاسِ
بِبَردِ أَنفاسِهِ يَشفي الغَليلَ إِذا
دَنا فَقَرَّبَها مِن حَرِّ أَنفاسي
إِذا تَعاظَمَني أَمرٌ فَزَعتُ إِلى
شِعري وَوَجَّهتُ أَجمالي وَأَفراسي
هَل مِن رَسولٍ يُؤَدّي ما أُحَمِّلُهُ
إِلى الأَميرِ أَبي موسى بنِ عَبّاسِ
عَبّاسٌ بنُ سَعيدٍ في أَرومَتِهِ
يَحكي أَرومَةَ عَبّاسِ بنِ مِرداسِ
أَيهاتِ مِنكَ لَقَد أُعطيتَ مَأثُرَةً
مَأثورَةً عَن جُدودٍ غَيرِ أَنكاسِ
آباؤُكَ الصيدُ تَحميهِم وَتَجمَعُهُم
مَنازِلُ العِزِّ مِن غَيلٍ وَأَخياسِ
المُقعِصونَ زُهَيراً عَن غَنِيِّهِمِ
وَقَد سَقاها كُؤوسَ المَوتِ في شاسِ
وَأَنتَ مُنهَرِتُ الشِدقَينِ تَلحَظُني
إيماضَ بارِقَةٍ أَو ضَوءَ مِقباسِ
الحمدان
10-21-2023, 04:58 PM
هَل فيكُمُ مِن واقِفٍ مُتَفَرِّسِ
يُعدي عَلى نَظَرِ الظِباءِ الأُنَّسِ
أَثَّرنَ في قَلبِ الخَلِيِّ مِنَ الجَوى
وَمَلَكنَ مِن قَودِ الأَبِيِّ الأَشوَسِ
مِن كُلِّ مُرهَفَةِ القَوامِ غَريرَةٍ
جُعِلَت مَحاسِنُها هَوىً لِلأَنفُسِ
تَغدو بِعَطفَةِ مُطمِعٍ حَتّى إِذا
شُغِلَ الخَلِيُّ ثَنَت بِصَدفَةِ مُؤيِسِ
شاهَدتُ أَيّامَ السُرورِ فَلَم أَجِد
يَوماً يَسُرُّ كَيَومِ دَعوَةِ يونِسِ
أَدنى مَزارٍ وَسطَ أَحسَنِ بُقعَةٍ
وَأَجَلَّ زُوّارٍ لِأَبهى مَجلِسِ
في رَوضَةٍ خَضراءَ يُشرِقُ نَورُها
تُسقى مُجاجاتِ الغُيومِ البُخَّسِ
فَخَرَ الرَبيعُ عَلى الشِتاءِ بِحُسنِها
وَكَفى حُضورُ الوَردِ فَقدَ النَرجِسِ
لا تَسقِياني بِالصَغيرِ فَإِنَّهُ
يَومٌ تَليقُ بِهِ كِبارُ الأَكؤُسِ
إِسعَد أَميرَ المُؤمِنينَ بِدَولَةٍ
تَغدو عَلَيكَ بِكُلِّ حَظٍّ مُنفِسِ
فَلِحُسنِ وَجهِكَ في القُلوبِ مَحَلَّةٌ
خُصَّت إِلى جَذَلٍ بِها مُتَلَبِّسِ
بَدرٌ لَنا فَمَتى عَرَتنا وَحشَةٌ
جَلَّيتَها بِضِياءِ وَجهٍ مُؤنِسِ
الحمدان
10-21-2023, 04:58 PM
بِالأَعوَرَينِ المُعوِرَينِ أَخَلَّ بي
أَمَلي وَعاوَدَني تَمَكُّن ياسي
وَمِنَ الضَلالَةِ أَن رَجَوتُ لِحاجَتي
إِخلاصَ مَسعودٍ وَرِفدَ طِماسِ
لا يَبرَحُ المَضّاضُ كُحلَ صَحيحَتي
رِجسَينِ مَرذولَينِ في الأَرجاسِ
وَإِذا عَدَدتُ عَلى طِماسٍ عَيبَهُ
لَم أَرضَ أَلفاظي وَلا أَنفاسي
أَدنو وَأُقصِرُ عَن مَداهُ وَإِنَّما
أَرمي مِنَ المَلعونِ في بُرجاسِ
هَلّا أَبو الفَرَجِ اِستَعارَ مَدائِحي
أَو رَدَّنا فيها إِلى العَبّاسِ
قَمَرٌ جَلا ظُلَمَ الخُطوبِ ضِياؤُهُ
عَنّا وَبَدرٌ راهِنُ الإيناسِ
لَم أَنسَ ما سَبَقا إِلَيهِ وَلَم أَكُن
لِيَدِ الصَديقِ المُستَماحِ بِناسِ
وَنُبُوَّ ضِدِّهِما وَلَستُ بِواجِدٍ
عِندَ الكِلابِ رَضِيَّ فِعلِ الناسِ
الحمدان
10-21-2023, 04:59 PM
ضَعَةٌ لِلزَمانِ عِندي وَعَكسُ
إِذ تَوَلّى بِزُرجَسابورَ جِبسُ
شَخصُهُ المُزدَرى عِندي وَمَخبَرُهُ المَش
نوءُ قُبحاً وَرَأيُهُ المُستَخَسُّ
يَتَعاطى القَريضَ وَهوَ جَمادُ ال
ذِهنِ يَجفو عَنِ القَريضِ وَيَعسو
سَمِعَ الضارِطونَ فيهِ فَأَنشا
بِغَباءٍ مِنَ الجَهالَةِ يَفسو
الحمدان
10-21-2023, 04:59 PM
ما أَنسَ مِن شَيءٍ فَلَستُ بِناسِ
عَهدَ الشَبابِ إِذِ الشَبابُ لِباسي
إِنَّ الخُطوبَ طَوَينَني وَنَشَرنَني
عَبَثَ الوَليدِ بِجانِبِ القِرطاسِ
ما شِبتُ مِن طولِ السِنينَ وَإِنَّما
طولُ المَلامَةِ فيكَ شَيَّبَ راسي
نَمَّت عَلى ما في ضَميري أَدمُعي
وَتَتابُعُ الصُعَداءِ مِن أَنفاسي
وَلَقَد شَرِبتُ الكَأسَ مِن يَدِ أَحوَرٍ
مِثلِ القَضيبِ مُهَفهَفٍ مَيّاسِ
بَيضاءَ طافَ بِها عَلَينا أَبيَضٌ
باتَت مَراشِفُهُ مِزاجَ الكاسِ
خَمرٌ وَسِحرُ مازَجا ماءَ النَدى
مِن فَضلِ كَأسِكَ يا أَبا العَبّاسِ
مالي وَشُربَ نَداكَ يا اِبنَ مُحَمَّدٍ
لَيسَ النَدى الكِندِيُّ مِن أَحلاسي
صَبَغَت خَلائِقُكَ الحِسانُ بِنورِها ال
قَمَرِيِّ سودَ خَلائِقِ الجُلّاسِ
أَبَداً يُذَكِّرُني اِهتِزازُكَ لِلنَدى
عَمَلَ الجَنائِبِ في قَضيبِ الآسِ
أَسَعيدُ ما العَلياءُ إِلّا ما بَنى
لَكَ أَوَّلٌ أَبناءُ أُمِّ أُناسِ
وَإِلَيكُمُ آلِ المُهاجِرِ هاجَرَت
جُمَلُ المَكارِمِ عَن جَميعِ الناسِ
فَأَبوكُمُ المَجدُ القَديمُ وَفِعلُكُم
وَقفٌ أَقامَ عَلى النَدى وَالباسِ
الحمدان
10-21-2023, 04:59 PM
أَتَيتُكَ تائِباً مِن كُلِّ ذَنبٍ
أُبادِرُ مُنيَتي وَحُلولَ رَمسي
أَسَأتُ فَأَنعِمي وَتَدارَكيني
بِعَفوٍ مِنكِ قَبلَ خُروجِ نَفسي
مَضى أَمسي وَقَد حُمِّلتُ جَهداً
وَأَصبَحتُ الغَداةَ بِحالِ أَمسي
الحمدان
10-21-2023, 05:00 PM
إِنَّ الكُؤوسَ بِها يَطيبُ المَجلِسُ
فَعَلامَ تُحبَسُ أَم لِماذا تَحبِسُ
قَد طابَ مُغتَبَقُ الزَمانِ وَنُشِّرَت
حُلَلُ الرَبيعِ كَأَنَّهُنَّ السُندُسُ
وَتَوَقَّدَ النُوّارُ حَتّى أَنَّهُ
لَيُخالُ أَنَّ النارَ مِنهُ تُقبَسُ
وَمُفاكِهٍ عَبِقُ الكَلامِ كَأَنَّما
يُفضي إِلَيكَ بِلَفظِ فيهِ النَرجِسُ
رَكِبَت إِلَيكَ بَنانَهُ ذَهَبِيَّةٌ
صَفراءُ تُمزَجُ بِالظَلامِ فَتَنبِسُ
بِكرٌ تَقَدَّمَتِ الزَمانَ بِغَرسِها
إِن كانَ قَبلَ الدَهرِ شَيءٌ يُغرَسُ
وَمُنادِمينَ كَأَنَّهُم سُرُجُ الدُجى
أَيمانُهُم بِنَوالِهِم تَتَبَجَّسُ
أَقمارُ لَيلٍ رُكِّبَت مِن تَحتِها
أَبدانُ حورٍ أُسكِنَتها الأَنفُسُ
الحمدان
10-21-2023, 05:00 PM
سَطَواتُ هَجرِكِ قَطَّعَت أَنفاسي
وَوَصَلنَ عِندَ تَجَلُّدي وَسواسي
أَنَ مَن إِذا سَتَرَ الهَوى خَوفَ العِدى
فَضَحَتهُ مُقلَتُهُ لَدى الجُلّاسِ
أَأُطيقُ هَجرَكِ وَهوَ لَو حَمَّلتُهُ
رُكنَ الزَمانِ لَما سَرى في الناسِ
رَفضُ السُلُوِّ هُوَ السُلُوُّ عَنِ الصِبا
وَالصَبرُ تَركُ الصَبرِ تَحتَ الياسِ
الحمدان
10-21-2023, 05:01 PM
تَرَونَ بُلوغَ المَجدِ أَنَّ ثِيابَكُم
يَلوحُ عَلَيكُم حُسنُها وَبَصيصُها
وَلَيسَ العُلا دُرّاعَةٌ وَرِداؤُها
وَلا جُبَّةٌ مَوشِيَّةٌ وَقَميصُها
وَإِلّا كَما اِستَنَّ الثَوابيُّ إِذ جَرَت
عَلى عادَةٍ أَثوابُهُ وَخُروصُها
يُخَصُّ بَهاءً في العُيونِ وَقيمَةً
وَيَبذُلُها حَتى يَعُمَّ خُصوصُها
يَبيتُ عَلى الإِخوانِ غالي ثِيابِهِ
وَيُصبِحُ مَتروكاً عَلَيهِ رَخيصُها
الحمدان
10-21-2023, 05:01 PM
أَمّا الشَبابُ فَقَد سُبِقتَ بِغَضِّهِ
وَحَطَطتَ رَحلَكَ مُسرِعاً عَن نِقضِهِ
وَأَفاقَ مُشتاقٌ وَأَقصَرَ عاذِلٌ
أَرضاهُ فيكَ الشَيبُ إِذ لَم تُرضِهِ
شَعَرٌ صَحِبتُ الدَهرَ حَتّى جازَ بي
مُسوَدُّهُ الأَقصى إِلى مُبيَضِّهِ
فَعَلى الصِبا الآنَ السَلامُ وَلَوعَةٌ
تَثني عَلَيهِ الدَمعَ في مُرفَضِّهِ
وَليَفنَ تُفّاحُ الخُدودِ فَلَستُ مِن
تَقبيلِهِ غَزِلاً وَلا مِن عَضُّهِ
وَمُكايِدٍ لي بِالمَغيبِ رَمَيتُهُ
بِصَريمَةٍ كَالنَجمِ في مُنقَضِّهِ
فَرَدَدتُ ظُلمَةَ يَومِهِ في أَمسِهِ
وَأَرَيتُهُ إِبرامَهُ في نَقضِهِ
أَمضَيتُ ما أَمضَيتُ فيهِ وَلَو ثَنى
بِإِشارَةٍ أَمضَيتُ ما لَم أُمضِهِ
وَعِتابِ خِلٍّ قَد سَمِعتُ فَلَم أَكُن
جَلدَ الضَميرِ عَلى استِماعِ مُمِضِّهِ
هَذا أَبو الفَضلِ الَّذي صَرُحَ النَدى
في راحَتَيهِ مَشوبُهُ عَن مَحضِهِ
لَم نُختَدَع بِجَهامِهِ عَن غَيمِهِ
يَوماً وَلَم نَرَ خُلَّباً مِن وَمضِهِ
طافَ الوُشاةُ بِهِ فَأَحدَثَ ظُلمَةً
في جَوِّهِ وَوُعورَةً في أَرضِهِ
غَضبانَ حُمِّلَ إِحنَةً لَو حُمِّلَت
ثَبَجَ الصَباحِ لَثَقَّلَت مِن نَهضِهِ
مَهلاً فَذاكَ أَخوكَ ذو أَلهَيتَهُ
عَن لَهوِهِ وَشَغَلتَهُ عَن غُمضِهِ
خَزيانَ أَكبَرَ أَن تَظُنَّ خِيانَةً
في بَسطِهِ لِصَديقِهِ أَو قَبضِهِ
ماذا تَوَهَّمُ أَن يَقولَ وَقَولُهُ
في نَفسِهِ وَلِسانُهُ في عِرضِهِ
أَنبَوتُ عَنكَ بِزَعمِهِم وَمَتى نَبا
في حالَةٍ بَعضُ اِمرِئٍ عَن بَعضِهِ
أَنصَلتُ مِن عَودِ الحَياءِ وَبَدئِهِ
وَخَرَجتُ مِن طولِ الوَفاءِ وَعَرضِهِ
المَذحِجِيَّةُ بَينَنا مَوصولَةٌ
بِنَوافِلِ الأَدَبِ الأَصيلِ وَفَرضِهِ
وَتَرَدُّدٌ لِلكَأسِ أَحدَثَ حُرمَةً
أُخرى وَحَقّاً ثالِثاً لَم نَقضِهِ
الحمدان
10-21-2023, 05:03 PM
يَزيدُ قَلبي بِصَدِّهِ مَرَضاً
ظَبيٌ غَريرٌ في طَرفِهِ مَرَضُ
إِن صَدَّ عَنّي بِوَجهِهِ عَبَثاً
فَفي قَفاهُ مِن وَجهِهِ عِوَضُ
لَو شاهَدَ الشَريفُ مائِعتَرَضَت
عائِقَةٌ في الحَبيبِ تَعتَرِضُ
الحمدان
10-21-2023, 05:03 PM
إِذا اِنبَسَطنا رُدِدنا عَن زِيارَتِنا
أَوِ اِنقَبَضنا فَلَومٌ موشِكُ المَضَضِ
فَلَيسَ تَنفَكُّ مِن مَنعٍ وَمِن عَذَلٍ
مِنكُم بِمُنبَسِطٍ مِنّا وَمُنقَبَضِ
ماظَنُّ مُستَوهِبِ الجَدوى إِذا نَظَرَت
عَيناهُ عِندَكُمُ إِخفاقُ مُقتَرِضِ
كُتبُ الوَزيرِ إِلى عُمّالِهِ عِوَضٌ
مِمّا تَطَلَّبتُ أَو جِنسٌ مِنَ العِوَضِ
فَلا تَضُنّوا بِإِحدى الحاجَتَينِ فَلا
عُذرٌ لِمانِعِ داني القَدرِ مُنخَفِضِ
الحمدان
10-21-2023, 05:04 PM
يا أَبا جَعفَرٍ غَدَونا حَديثاً
في سَواجيرِ مَنبِجٍ مُستَفيضا
عَرُضَت عِذرَتي إِلَيكَ وَطالَت
فَاِغفِرَن ذَنبِيَ الطَويلَ العَريضا
نِك غُلامي إِذا اِتَّخَذتُ غُلاماً
وَاِعفُ إِنَّ المَعروفَ كانَ قُروضا
قَطَعَ اِبنُ الغَلائِلِيِّ وِداداً
كانَ مِن قَبلُ وَصلُهُ مَفروضا
بِتُّ أُعطى مِنهُ غَرائِبَ حُسنٍ
باتَ عَن مَنعِها الوَفاءُ مَريضا
كَفَلاً ناعِماً وَكَشحاً لَطيفاً
وَقَواماً لَدناً وَطَرفاً غَضيضا
وَغِناءً لِمَن أَرادَ غِناءً
وَقَريضاً لِمَن أَرادَ قَريضا
مِن جَوادٍ سَمحٍ يُجَمِّشُ بِاللَح
ظِ ذَكاءً فَيَفهَمُ التَعريضا
وَمُباحٌ مِمّا يُحَصِّنُهُ السو
رُ وَلَو باتَ دونَهُ مَعروضا
وَإِذا ما أََرَدتَ أَن تَمنَعَ النا
سَ وُرودَ الفُراتِ كُنتَ بَغيضا
إِنَّما كُنتُ وارِداً في جَميعِ ال
ناسِ مَن كانَ لِلوُرودِ مُفيضا
الحمدان
10-21-2023, 05:04 PM
أَما لِعَينَي طَليحِ الشَوقِ تَغميضُ
أَمِ الكَرى عَن جُفونِ الصَبِّ مَرحوضُ
طَيفُ البَخيلَةِ وافانا فَنَبَّهَنا
بِعَرفِهِ أَم خِتامِ المِسكُ مَفضوضُ
لَها غَرائِبُ دَلٍّ مايَزالُ لَها
عَلى الغَرامِ بِنا بَثٌّ وَتَحريضُ
تُفّاحُ خَدٍّ إِذا اِحمَرَّت مَحاسِنُهُ
مُقَبَّلٌ بِخَفِيِّ اللَحظِ مَعضوضُ
وَواضِحاتٌ تُريكَ الدُرَّ مُتَّسِقاً
كَأَنَّهُنَّ إِذا اِستَغرَبنَ إِغريضُ
لَو كانَ يَكفيكَ عِلمُ الشَيءِ تَجهَلُهُ
لَقَد كَفاكَ مِنَ التَصريحِ تَعريضُ
مالي دَنَوتُ عَلى خَصمي وَأَعهَدُني
يُنَكِّبُ الخَصمُ عَنّي وَهوَ عِرّيضُ
وَاِستُحدِثَت لِيَ أَبدالٌ بَرِمتُ بِها
بِالكَورِ حَورٌ وَبِالبُنيانِ تَقويضُ
حَتّى اِصطَفَيتُ أُموراً كُنتُ أَرفُضُها
وَيُصطَفى الأَمرُ يَوماً وَهوَ مَرفوضُ
وَالسِنُّ قَد رَجَعَت في نَقضِ مُبرَمِها
وَكُلُّ ما أَبرَمَتهُ السِنُّ مَنقوضُ
هَل يُثمِرَن في اِبنِ نَصرٍ مِن تَطَوُّلِهِ
قَولٌ عَلى أَلسُنِ الراوينَ مَقروضُ
مِثلَ الحُلِيِّ جَلَتهُ كَفُّ صانِعِهِ
فيهِ خَليطانِ تَذهيبٌ وَتَفضيضُ
تَبلى الخُطوبُ وَأَحداثُ الزَمانِ وَلا
تَبلى القَوافي مُثولاً وَالأَعاريضُ
إِذا أَرادَ مُريدٌ عَدَّ أَنعُمِهِ
أَبى نَوالٌ عَلى العافينَ مَفضوضُ
أَعطى الجَزيلَ وَلَم يَنهَض بِهِ أَحَدٌ
كَالفَحلِ يَحمي حِماهُ وَهوَ مَأبوضُ
فِداؤُهُ قاتِمُ الأَخلاقِ مُظلِمُها
مُغَمَّرٌ عَن بُلوغِ المَجدِ مَغضوضُ
لَأَشكُرَنَّكَ إِنَّ الشُكرَ مِن أَمَمٍ
حَقٌّ عَلى حامِلِ المَعروفِ مَفروضُ
أَيُّ نَوالَيكَ لَم تُزهِر كَواكِبُهُ
بِغالُكَ الشُهبُ أَم أَوراقُكَ البيضُ
الحمدان
10-21-2023, 05:04 PM
فُتورُ الجُفونِ وَإِمراضُها
نُبُوُّ الجُنوبِ وَإِقضاضُها
وَكَم سَهَرٍ في الهَوى هاجَهُ
صُدودُ الغَواني وَإِعراضُها
وَبيضاءَ يُؤيسُ هِجرانُها
وَيُطمَعُ في الوَصلِ إيماضُها
تَراءَت فَأُثبِتَ عَن لَحظِها
عَليلُ الجَوانِحِ مُنهاضُها
أَإِسحاقُ تَفديكَ مِن ماجِدٍ
مُناسِبُ طَيٍّ وَأَعراضُها
وَهُنّيتَ تَكرُمَةً ساقَها
إِلَيكَ نَدي الكَفِّ فَيّاضُها
سَرابيلُ أَزهَرَ أَصفاكَها
رَقيقُ السَرابيلِ فَضفاضُها
تَدُلُّ عَلى زُلفَةٍ عِندَهُ
يُعاضُ الرَغائِبَ مُعتاضُها
فَلا زِلتَ تَرمي إِلى أَنعُمٍ
تُبِذُّ سِهامَكَ أَغراضُها
الحمدان
10-21-2023, 05:05 PM
أَحِجاباً بَعدَ المَديحِ وَمَطلاً
بَعدَ وَعدٍ مَن ذا بِهَذَينِ يَرضى
لَيسَ مِثلي عَلى الهَوانِ أَبا نَص
رٍ وَلا الذُلِّ في المَواطِنِ أَغضى
أَجَعَلتَ الجَزاءَ لي مِن مَديحي
كَ اِطِّراحاً وَغَفلَةً ماتُقَضّى
وَتَهاوَنتَ بي لَأَن صِرتَ بِاليُس
رِ سَماءً وَصِرتُ بِالعُسرِ أَرضا
أَوَلَسَتَ الَّذي إِنتَحَلتُ لَكَ الوُد
دَ وَأَصفَيتُكَ المَحَبَّةَ مَحضا
ياكَثيرَ المِطالِ كَم وَإِلى كَم
أَتَقاضاكَ مَوعِداً لَيسَ يُقضى
كُلَّما سِرتُ في اِقتِضائِكَ مالي
عَنَقاً سِرتَ في مِطالِكَ رَكضا
قَد حَطَطناكَ بَعضَ ماكانَ في الوَع
دِ لَنا واجِباً لِتُنجِزَ بَعضا
وَإِقتَصَرنا عَلى الدَنانيرِ فَإِجعَل
ها لَنا نِحلَةً وَإِن شِئتَ قَرضا
وَثُغورٌ كَأَنَّها اللُؤلُؤُ الرَط
بُ أَوِ الأُقحُوانُ يَهتَزُّ غَضّا
لا تَنَكَّرتُ في الوِصالِ وَإِن أَظ
هَرتَ لي ظالِماً جَفاءً وَبُغضا
الحمدان
10-21-2023, 05:05 PM
شَرطِ الإِنصافُ لَو قيلَ اشتَرِت
وَعَدوّي مَن إِذا قالَ قَسَط
أَدَعُ الفَضلَ فَلا أَطلُبُهُ
حَسبيَ العَدلُ مِن الناسِ فَقَط
وَسَطُ الإِخوانِ لا يَدخُلُ لي
في حِسابٍ وَأَخو الدونِ الوَسَط
وَالمُعَنّى مَن تَمَنّى خالياً
نَقلَ أَخلاقيَ مِن بَعدِ الشَمَط
أَيُّها الحُرُ الَّذي شيمَتُهُ
صِحَّةُ الرَأيِ إِذا الرَأيُ اِختَلَط
شَطَطٌ أَعوَجُ ما كَلَّفتَني
وَمِنَ الجَورِ تَكاليفُ الشَطَط
لَيسَ لي عَتبٌ عَلى حادِثَةٍ
هَبنِيَ النَجمُ عَلا ثُمَّ هَبَط
لَستُ بِالمَرءِ إِذا أَسقَطتَهُ
مِن عِدادٍ في مُرَجّيكَ سَقَط
عادَةُ الأَيامِ عِندي غَضَّةٌ
خُلَّةٌ تَصدِفُ أَو دارٌ تَشُطّ
الحمدان
10-21-2023, 05:06 PM
وَلِيُّكُمُ اللَهُ الَّذي لَم يَزَل لَنا
وَلِيٌّ دُروءٍ عَنكُمُ وَدِفاعِ
لَقَد سَرَّني أَنَّ العَواقِبَ رَوَّعَت
عِداكُم بِرَأسَي تامِشٍ وَشُجاعِ
وَكانا خَبيثَي ظاهِرٍ وَسَريرَةٍ
لَكُم وَقَبيهَي رُؤيَةٍ وَسَماعِ
أَقاما قَرينَي غَيَّةٍ وَضَلالَةٍ
وَباتا قَتيلَي غِرَّةٍ وَضَياعِ
وَقَد أُمِرا بِالرُشدِ حيناً فَعاصَيا
وَكَم آمِرٍ بِالرُشدِ غَيرِ مُطاعِ
فَقُل لِلإِمامِ المُستَعينِ الَّذي لَهُ
تُراثُ قُصيٍّ مِن عُلاً وَمَساعِ
أَقِم بِاِبنِ يَزدادَ الأُمورَ فَإِنَّهُ
لَها خَيرَ والٍ تَصطَفيهِ وَراعِ
أَمانَةُ صَدرٍ وَاِضطِلاعُ كِفايَةٍ
وَصِحَّةُ عَزمٍ وَاِتِّساعُ ذِراعِ
أَلانَ اِبتَعَثتَ الرَأيَ غَيرَ مُثَبَّجٍ
بِهِ وَاِقتَبَلتَ الرُشدَ غَيرَ مُضاعِ
الحمدان
10-21-2023, 05:06 PM
فَدَتكَ أَكُفُّ قَومٍ ما اِستَطاعوا
مَساعيكَ الَّتي لا تُستَطاعُ
عَلَوتَهُمُ بِجَمعِكَ ما أَشَتّوا
مِنَ العَليا وَحِفظِكَ ما أَضاعوا
تَعُمُّ تَفَضُّلاً وَتَبينُ فَضلاً
وَأَنتَ المَجدُ مَقسومٌ مُشاعُ
وَهَبتَ لَنا العِنايَةَ بَعدَما قَد
نَزاها عِندَ أَقوامٍ تُباعُ
وَلَم تَحظُر عَلَينا الجاهَ حَتّى
جَرَت عَنهُ المَذانِبُ وَالتِلاعُ
فَفِعلُكَ إِن سُئِلتَ لَنا مُطيعٌ
وَقَولُكَ إِن سَأَلتَ لَنا مُطاعُ
مَكارِمُ مِنكَ إِن دَلَفَت إِلَينا
صُروفُ الدَهرِ فَهيَ لَنا قِلاعُ
خَلائِقُ لايَزالُ يَلوحُ فيها
عِيانٌ لِلمُدَبِّرِ أَو سَماعُ
أَمِنّا أَن تَصَرَّعَ عَن سَماحٍ
وَلِلآمالِ في يَدِكَ اِصطِراعُ
خِلالُ النَيلِ في أَهلِ المَعالي
مُفَرَّقَةٌ وَأَنتَ لَها جِماعُ
دَنَوتَ تَواضُعاً وَبَعُدتَ قَدراً
فَشَأناكَ اِنحِدارٌ وَاِرتِفاعُ
كَذاكَ الشَمسُ تَبعُدُ أَن تُسامى
وَيَدنو الضَوءُ مِنها وَالشُعاعُ
وَقَد فَرَشَت لَكَ الدُنيا مِراراً
مَراتِبَ كُلُّها نَجدٌ يَفاعُ
فَما رَفَعَ التَصَفُّحُ مِنكَ طَرفاً
وَلا مالَت بِأَخدَعِكَ الضِياعُ
الحمدان
10-21-2023, 05:07 PM
بَني عُثمانَ أَنتُم في غِنِيٍّ
رَعاعٌ وَهيَ في قَيسٍ رَعاعُ
مَتى يُقرى السَديفُ بِساحَتَيكُم
وَمُرُّ الماءِ عِندَكُم يُباعُ
وَإِنَّ بَخيلَكُم بِالجودِ يُكنى
سَفاهاً وَاِسمُ صِفرِدِكُم شُجاعُ
أَبِالأَسماءِ وَالأَلقابِ فيكُم
يُنالُ المَجدُ وَالشَرَفُ اليَفاعُ
وَكُنتُم بَعدَ عَبدِكُمُ نَظيفٍ
رَبيضاً أُطلِقَت فيهِ السِباعُ
يَعِزُّ عَلَيَّ ماصَنَعَت سُلَيمٌ
بِكُم وَالحَربُ فاحِشَةٌ شَناعُ
وَتَخلِيَةُ الدِيارِ فَلا سَروجٌ
مَحَلٌّ لِلقَويمِ وَلا الفِراغُ
وَخِذلانُ العَشائِرِ حَيثُ أَمَّت
هَوازِنُ دارَكُم وَهُمُ سِراعُ
وَقَد ذَبَحوكُمُ سَرَفاً وَبَغياً
بِتَلِّ عُقَيبَ إِذ كُرِهَ المِصاعُ
فَما حامَت بَنو عَبسٍ عَلَيكُم
وَلا قالَت فَزارَةُ لاتُراعوا
الحمدان
10-21-2023, 05:08 PM
اِقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً
إِن بَرَّ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا
فَقَد أَطاعَكَ مَن أَرضاكَ ظاهِرُهُ
وَقَد أَضَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا
خَيرُ الخَليلَينِ مَن أَغضى لِصاحِبِهِ
وَلَو أَرادَ اِنتِصاراً مِنهُ لَاِنتَصَرا
الحمدان
10-21-2023, 06:22 PM
الفرزدق زير نساء
ومع ذلك لا نجد له
فيهم بيتَ شعر
بينما كان جرير عفيفا
لم يعشق إمرأةً قط
فمات وهو أغزلَ الناس شعرا
الأمر هو مجرد لون أدبي
يروق لهم
ويجدون أنفسهم به
الحمدان
10-21-2023, 07:57 PM
قَد أَماتَ الهِجرانُ صِبيانُ قَلبي
فَفُؤادي مُعَذَّبٌ في خِبال
كَسَرَ البَينُ لَوحَ كَبدي فَما
أَطمَعَ مِمَّن هَوَيتَهُ في وِصال
رَفَعَ الرَقَمُ مِن حَياتي وَقَد
أَطلَقَ مَولايَ حَبلَهُ مِن حِبالي
مَشقُ الحُبِّ في فُؤادي لَو
حيـنَ فَاِغرى جَوانِحي بِالسِلالِ
لاقَ قَلبي بَنانَه فَمَدادُ الـ
عَينِ مِن هَجرِ مالِكي في اِنهِمالِ
كَرَسفِ البَينِ سودُ الوَجهِ مِن
وَصلي فَقَلبي بِالبَينِ في اِشعالِ
الحمدان
10-21-2023, 07:57 PM
يَطيبُ العَيشَ أَن تَلقى حَكيماً
غَذاهُ العِلمُ وَالظَنُّ المُصيب
فَيَكشِفُ عَنكَ حيرَةَ كُلِّ جَهل
فَفَضلُ العِلمِ يَعرِفُهُ الأَديب
سَقامَ الحِرصِ لَيسَ لَهُ دَواءُ
وَداءُ الجَهلِ لَيسَ لَهُ طَبيب
الجاحظ
الحمدان
10-22-2023, 10:00 AM
عَلِّلاني وعلِّلا صاحبيّ
وآسقياني منَ المُروّقِ ريّا
إِنَّ فينا القيان يَعزِفنَ بالدُ
فِ لفتياننا وعيشاً رخيّا
يتبارَين في النَعيم ويصُببنَ
خِلالَ القرونِ مِسكاً ذكيّا
إِنما هُمهنّ أَن يَتحلَّين سُ
موطاً وسُنبلاً فارسياً
من سموط المرجان فُصِّلَ بالشّذ
رِ فأَحسِن بحليِهنَّ حُليّا
وفتىً يضربُ الكتيبةَ بالسَيفِ
اذا كانتِ السيوفُ عِصيا
إِننا لا نُسَرُّ في غيرِ نجدٍ
إِنَّ فينا بها فتىً خزرجيّا
يدفعُ الضَيمَ والظُلامةَ عنه
فَتَجافي عنه لنا يامَنيّا
أَبلغِ الحارثَ بن ظالمِ الرعْـ
*ـديدِ والناذر النُذور عَلِيَّا
إنما تَقْتلُ النيام ولا تَقْـ*
ـتُلُ يُقظانَ ذا سلاحٍ كمِيّا
ومعي شِكَّتي معابلُ كالجمرِ
وأعددت صارماً مَشرفيّا
لو هَبطتَ البلادَ انسيَتُكَ
القتلَ كما يُنسيء النَسيء النَسِيّا
ابن الاطنابه
الحمدان
10-22-2023, 10:01 AM
رُبَّما ضَربَةٍ بسيفٍ صَقِيلٍ
دُونَ بُصرَى وَطَعْنَةٍ نَجلاءِ
وغَمُوسٍ تَضِلُّ فيها يَدُ الآ
سِى ويَعيَى طبِيبُها بالدَواءِ
رفعُوا رايةَ الضِرابِ وآلو
لَيَذُودُنّ سامِرَ المَلحاءِ
فَصَبَرْنَ النُّفُوسَ للطَّعنِ حتَّى
جرَتِ الخيلُ بينَنا في الدماءِ
لَيْسَ مَنْ ماتَ فاِستراحَ بِمَيْتٍ
إنَّمَا المَيْتُ مَيِّتُ الأحياءِ
إنَّما المَيْتُ مَنْ يعيشُ ذليلاً
سِيّئاً بالُهُ قليلَ الرّجاءِ
ابن الرعلا
الحمدان
10-22-2023, 10:01 AM
فأدرك إبقاء العرادة ظَلعُها
وقد جعلتني من حُزيمةَ أصبعا
فإن تنج منها يا حَزيم بن طارقٍ
فقد تركت ما خلف ظهري بلقعا
إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت
حيال الهوينى بالفتى أن تقطعا
الأسود النهشلي
الحمدان
10-22-2023, 10:02 AM
لا يعتري شُربَنا اللحاءُ وقد
توهب فينا القيانُ والحُلَل
وفتية كالسيوف نادمُهُم
لا عاجز فيهم ولا وكلُ
بيض مساميح في الشتاة وأن
أخلفَ نجمٌ عن نوئه وكلوا
لا يثأرون في المضيق وإن
نادى مُنادٍ كي ينزلوا نزلوا
الأسود النهشلي
الحمدان
10-22-2023, 10:02 AM
إنا ذممنا على ما خَيَّلت
سعد بن زيد وعمرو من تميم
وضَبةُ المُشتري العار بنا
وذاك عَمُّ بنا غير رحيم
لا ينتهون الدهر عن مولى لنا
قورك بالسهم حافاتِ الأديم
ونحن قوم لنا رماحُ
وثروة من مُوالٍ وصميم
لا نشتكي الوصم في الحرب ولا
نئن منها كنأنان السليم
الأسود النهشلي
الحمدان
10-22-2023, 10:03 AM
هَل عَرَفتَ الغَداةَ رَسماً مَحيلا
دارِساً بَعدَ أَهلِهِ مَجهولا
لِسُلَيمى كَأَنَّهُ سَحقُ بُردٍ
زادَهُ قِلَّةُ الأَنيسِ مُحولا
زَعزَعَتهُ الصِبا فَأَدرَجَ سَهلاً
ثُمَّ هاجَت لَهُ الدَبورُ نَحيلا
فَكَأَنَّ اليَهودَ في يَومِ عيدٍ
ضَرَبَت فيهِ رَوقَشاً وَطُبولا
وَاِمتَرَتهُ الجَنوبُ حَتّى إِذا ما
وَجَدَت فَودَهُ عَلَيها ثَقيلا
ثُمَّ هالَت عَلَيهِ مِنها سِجالاً
مُكفَهِرّاً فَتَستَقيهِ سَجيلا
وَتَذَكَّرتُ مَنزِلاً لِرِبابٍ
أَنَّهُ كانَ مَرَّةً مَأهولا
غَيرَ أَنَّ السِنينَ وَالريحَ أَلقَت
تُربَةُ في رُسومِهِ مَنخولا
سَفِهَت تَغلِبٌ غَداةَ تَمَنَّت
حَربَ بَكرٍ فَقُتِّلوا تَقتيلا
غَيرَ أَنّا قَدِ اِحتَوَينا عَلَيهِم
فَتَرَكناهُم بَقايا فُلولا
أُذكُروا قَتلَنا الأَراقِمِ طُرّاً
يَومَ أَضحى كُلَيبُها مَقتولا
وَقَتَلنا عَلى الثَنِيَّةِ عَمراً
وَجَلَبنا عَدِيَّهُم مَغلولا
وَعَدِيٌّ طَحى إِلى النِمرِ مَنّا
فَأَقَمنا لِلنِمرِ يَوماً طَويلا
آلَ عَمرٍو قَدِ اِنتَقَمنا بِضَربٍ
يَدَعُ المُردَ حينَ يَبدو كُهولا
وَبِطعنٍ لَنا نَوافِذَ فيهِم
كَفُواهِ المَزادِ يُروي الشَليلا
وَزَحَفنا إِلى تَميمِ بنِ مُرٍّ
بِجُموعٍ تَرى لَهُن رَعيلا
فَأَصبَحنا الَّذي أَرَدنا وَزِدنا
فَوقَ أَضعافِ ما أَرَدنا فُصولا
وَنَصَبنا لِقَيسِ عَيلانَ حَتّى
ما أَرَدنا قَبائِلاً وَخُيولا
حينَ شَدّوا عَلى البَريدِ العَذارى
إِذ رَأَونا قَبائِلاً وَخُيولا
في بَياضِ الصَباحِ يُبدينَ شِقّاً
كَسعالٍ تُبادِرُ الصِرَّ عيلا
فَاِسأَلوا ضَبَّةَ بنَ كَلبٍ وَأَوداً
تُخبَروا أَنَّنا شَفَينا الغَليلا
مِنهُم حينَ يَصرُخونَ بِكَعبٍ
وَبِذُهلٍ وَكانَ قَدماً نَكولا
وَطَرَدنا مِنَ العِراقِ إِياداً
وَتَركنا نَصيبَهُم مَرسولا
ثُمَّ أُبنا وَالخَيلُ تَجنِبُ شُعثاً
كَالسَعالى عَفائِفاً وَمُحولا
سَلِساتِ القِيادِ كُمتاً وَدُهماً
وَوِراداً تَرى بِها تَحجيلا
كُلُّ قَومٍ نُبيحُهُم وَحِمانا
قَد مَنَعناهُ أَن يُباحَ سَبيلا
وَكُلَيباً تَبكي عَلَيهِ البَواكي
وَحَبيبٌ هُناكَ يَدعو العَويلا
وَاِسَأَلوا كِندَةَ المُلوكَ بِبَكرٍ
إِذ تَرَكنا سَمينَهُم مَهزولا
وَأَسَرنا مُلوكَهُم يَومَ سِرنا
وَأَذَقنا الأَعداءَ طَعماً وَبيلا
وَأَرَدنا لِتَغلِبٍ يَومَ سوءٍ
وَقَتَلنا مِنهُم قَبيلاً قَبيلا
وَنَزَلنا بِوارِداتٍ إِلَيهِم
فَتَوَلَّوا وَلَم يُطيقوا النُزولا
وَتَرَكنا لِلخامِعاتِ شَباباً
جُزُراً تَعتَفيهِم وَكُهولا
الحارث بن عباد
الحمدان
10-22-2023, 10:03 AM
وَالحَربُ لا يَبقى لِجا
حِمِها التَخَيُّلُ وَالمِراحُ
إِلّا الفَتى الصَبّارُ في النْ
نَجداتِ وَالفَرَسُ الوَقاحُ
الحارث بن عباد
الحمدان
10-22-2023, 10:04 AM
قد عشتُ حيناً وما إن أَرَى
من الناس داراً ولا مجمعا
أجمَّ عُقو وآوى إلى
مَبيتِ سُراها إذا ما دعا
فسلبَهُم أمرهُم راكبٌ
حراماً حلالاً لشتَّى معا
فلو كان بالمُلكِ صدقتُمُ
وبالنصر تابعتُمُ تُبَّعا
ابو عفك
الحمدان
10-22-2023, 10:04 AM
قَد أَماتَ الهِجرانُ صِبيانُ قَلبي
فَفُؤادي مُعَذَّبٌ في خِبال
كَسَرَ البَينُ لَوحَ كَبدي فَما أَطـ
ـمَعَ مِمَّن هَوَيتَهُ في وِصال
رَفَعَ الرَقَمُ مِن حَياتي وَقَد أَطـ
ـلَقَ مَولايَ حَبلَهُ مِن حِبالي
مَشقُ الحُبِّ في فُؤادي لَو
حينَ فَاِغرى جَوانِحي بِالسِلالِ
لاقَ قَلبي بَنانَه فَمَدادُ الـعَينِ
مِن هَجرِ مالِكي في اِنهِمالِ
كَرَسفِ البَينِ سودُ الوَجهِ مِن وَصلي
فَقَلبي بِالبَينِ في اِشعالِ
الجاحظ
الحمدان
10-28-2023, 09:59 PM
احببتها فتبسمت فرمى الفؤاد بحبها
يبغي وصالاً لا يريد سواها
هلّا عرفتم من تكون حبيبتي
ومن التي لبس الفؤاد رِداها
تلك الصلاة على النبي وآلهِ
صلوا لتلقوا في الجِنان صَداها.
ماذا أُسطر فى ثنائك سيدى
غير الصلاة مع السلام السرمدي
قلبي و أشعاري وأفكاري حكت
أنى بغير محمد لن أقتدي
الشوقُ حرَّكني بغيرِ ترددِ
والشعرُ أبحرَ في غرامِ محمدِ
فإذَا مدحتُ محمدًا بقصيدتي
فلقد مدحتُ قصيدتي بمحمدِ
شرفُ اللسان بذكر أحمدَ سيدي
فبذكره نُكفى الهموم ونهتدي
وحبيبنا أوصى فهيّا رددوا
يارب صلِّ على الحبيب محمدِ
الحمدان
10-28-2023, 10:55 PM
في "إدْلِبَ" الموتُ يغشى النَّاسَ ألوانا
قتلاً ونسفاً وترحيلاً وحرمانا
يُقطّعُ القلبَ مرآهمْ قدِ ارتحلوا
عن الديارِ زُرافاتٍ ووِحْدانا
تنازعتْهم قوى الطغيانِ ما فتئِتْ
تُصليهمُ من جحيمِ البطشِ نيرانا
يا ربّ ليسَ لنا إلا الدعاءُ لهم
وأنتَ أعظمُ سلطاناً ...وإحسانا
الحمدان
10-28-2023, 10:57 PM
إذا الحقُّ لم يُركَبْ إليه على الردى
ولم يُنتزَعْ نَزْعَ الحُسام المصمِّمِ
فقد ضاعَ، إلا إن يُصافحْ يدَ الوغى
ويَفْتِكَ حتى يغسلَ الدَّمَ بالدمِ
هنالك يَرْسو الحقُّ في مُستقَرِّهِ
وتُفضي إليه بَسْطةُ المتحكمِ
الحمدان
10-28-2023, 10:59 PM
يـا سامعَ الأصواتِ قبلَ بُلوغِها..
أسماعَ مَنْ حولَ النداءِ تجمَّعـوا
إني أُنادي في الظلامِ، وخافقي
نادى مَعي، وإليكَ كفي تُرفـعُ
يا ربِّ أشكُو، والدموعُ مَذاقُها
مرٌ، ومِنْ جريانها أتوَجعُ
لكنني -والحالُ تعلمُ بؤسهُ-
أُشفى إذا ناديتُ رباً يسمعُ
الحمدان
11-02-2023, 10:23 PM
تمضـي عليـنا الـف جمعــة و جمعـة
و احنـا جميعـاً فـي سعادة عظيمـة
و اليوم تعصفنا على القُدس فجعة
بدم غزة و الجروح الأليمة
أما انطلقنا كُلنا دون رجعة
و الا انتظرنا حظنا بالهزيمة
يـا رب ترحم كُل نهدة و دمعة
و احفظ عبادك من مصايب وخيمة
الحمدان
11-02-2023, 10:38 PM
وإن كبُرَتْ همومك لا تُبالِ
فلُطفُ الله في الآفاق أكبرْ
ومن غيرُ الإلهِ يُريحُ قلبا
تخطّفَهُ الأسى حتى تكدّر
سيأتيك الذي ترجوهُ يوما
فلاتعجَل عليه وإن تأخّرْ
ولا تجزع وقُل يانفسُ صبرا
فرحمنُ السماء قضى وقدر
الحمدان
11-02-2023, 10:45 PM
أمَا يَستَفيقُ القلبُ إلّا انبَرى لهُ
تَوَهُّمُ صَيفٍ مِن سُعادَ وَمَربَعِ
أُخادِعُ عن أطلالِها العينَ إنّهُ
متى تَعرِفِ الأطلالَ عَينُكَ تَدمَعِ
الحمدان
11-02-2023, 10:46 PM
تفاءَلْ إنَّ بعد العسر يُسرا
وعند الله تدبيرُ الأمورِ
سيأتي الله يومًـا بالأماني
وتُقبِلُ بالبشائرِ والسرورِ
الحمدان
11-02-2023, 10:47 PM
إني لأسمعُ همْسَ صوتكِ كلما
عزَفَ الحيا معزُوفَةَ الهتّانِ
وأرى حنيني واحتدامَ صبابتي
في عندليبٍ هامَ بالأفنانِ
وإذا الضبابُ حوَى الرُّبى وتلهَّفَتْ
حثَّ العناقُ لواعجَ التحنانِ
اليوم أجواءُ البهيَّةِ أسْرَفَتْ
هل أنتِ والأجْـواءُ مُتَّفِقـانِ؟
الحمدان
11-02-2023, 10:51 PM
سَئمتُ تكاليفَ الحياةِ ومَن يَعِش
ثمانيـنَ حَـولًا لا أبـا لكَ يَسـأمِ
رأيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب
تُمِتـهُ وَمَـن تُخطئ يُعَـمّـر فَيَهـرَمِ
وَأعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأمسِ قَبلَهُ
وَلَكِنّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَمي
ومَن لا يُصانِع في أمورٍ كثيرَةٍ
يُضَرّس بِأنيابٍ ويُوطَأ بِمَنسِمِ
ومَن يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلِهِ
على قومهِ يُستَغنَ عنهُ وَيُذمَمِ
ومَن يجعلِ المعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ
يَفِرهُ ومَـن لا يَتّـقِ الشـتـمَ يُشـتَـمِ
ومَن لا يَذُد عن حَوضِهِ بِسِلاحِهِ
يُهَدّم ومَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ
ومَن هابَ أسبابَ المَنِيّةِ يَلقَها
ولو رامَ أسبابَ السماءِ بِسُلّمِ
ومَن يَعصِ أطرافَ الزُجاجِ فَإنّهُ
يُطيعُ العَوالي رُكِّبَت كُلّ لَهذَمِ
ومَن يوفِ لا يُذمَم وَمَن يُفضِ قَلبُهُ
إلى مُـطـمَـئـنّ البِـرّ لا يَـتَـجَـمـجَـمِ
وَمَن يَغتَرِب يَحسِب عَدُوًّا صَديقَهُ
وَمَـن لا يُكَـرِّم نَـفـسَـهُ لا يُـكَـرَّمِ
ومَهما تَكُن عِندَ امرِئٍ مِن خَليقَةٍ
وإن خالَها تَخفى على الناسِ تُعلَمِ
وَمَن لا يَزَل يَستَحمِلُ الناسَ نَفسَهُ
وَلا يُغنِها يَومًا مِنَ الدَهرِ يُسأمِ
زهير بن أبي سلمى
الحمدان
11-05-2023, 09:43 AM
وَقَد ضَلَّ قَومٌ بِأَصنامِهِم
فَأَمّا بِزِقِّ رِياحٍ فَلا
وَتِلكَ صُموتٌ وَذا ناطِقٌ
إِذا حَرَّكوهُ فَسا أَو هَذى
وَمَن جَهِلَت نَفسُهُ قَدرَهُ
رَأى غَيرُهُ مِنهُ مالا يَرى
المتنبي
الحمدان
11-07-2023, 06:22 PM
أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله
بكتابة هذه الأبيات
فوق باب ديوانه:
لسنا وإن كرُمَت أوائلُنا
يومًا على الأنسابِ نتّكِلُ
نبني كما كانت أوائلُنا
تبني ونفعلُ مثلَ ما فعلوا
رحم الله المؤسس
الحمدان
11-10-2023, 05:13 PM
مالك بن الريب المازني التميمي شاعر كان قاطعا للطريق حتى طلب منه أمير خراسان حفيد الصحابي عثمان بن عفان أن يتوب ويستصحبه فأطاعه و في الطريق الى غزوه و في انثناء الراحه و في القيلوله لسعته افعى و جرى السم في جسمه فأحس بالموت فرثى نفسه وقد قال قبل موته يرثي نفسه :
ألا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً
بوادي الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا
فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَه
وليت الغضى ماشى الرِّكاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى
مزارٌ ولكنَّ الغضى ليس دانيا
ألم ترَني بِعتُ الضلالةَ بالهدى
وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيا
وأصبحتُ في أرض الأعاديَّ بعد ما
أرانيَ عن أرض الآعاديّ قاصِيا
دعاني الهوى من أهل أُودَ وصُحبتي
بذي (الطِّبَّسَيْنِ) فالتفتُّ ورائيا
أجبتُ الهوى لمّا دعاني بزفرةٍ
تقنَّعتُ منها أن أُلامَ ردائيا
أقول وقد حالتْ قُرى الكُردِ بيننا
جزى اللهُ عمراً خيرَ ما كان جازيا
إنِ اللهُ يُرجعني من الغزو لا أُرى
وإن قلَّ مالي طالِباً ما ورائيا
تقول ابنتيْ لمّا رأت طولَ رحلتي
سِفارُكَ هذا تاركي لا أبا ليا
لعمريْ لئن غالتْ خراسانُ هامتي
لقد كنتُ عن بابَي خراسان نائيا
فإن أنجُ من بابَي خراسان لا أعدْ
إليها وإن منَّيتُموني الأمانيا
فللهِ دّرِّي يوم أتركُ طائعاً
بَنيّ بأعلى الرَّقمتَينِ وماليا
ودرُّ الظبَّاء السانحات عشيةً
يُخَبّرنَ أنّي هالك مَنْ ورائيا
ودرُّ كبيريَّ اللذين كلاهما
عَليَّ شفيقٌ ناصح لو نَهانيا
ودرّ الرجال الشاهدين تَفتُُّكي
بأمريَ ألاّ يَقْصُروا من وَثاقِيا
ودرّ الهوى من حيث يدعو صحابتي
ودّرُّ لجاجاتي ودرّ انتِهائيا
تذكّرتُ مَنْ يبكي عليَّ فلم أجدْ
سوى السيفِ والرمح الرُّدينيِّ باكيا
وأشقرَ محبوكاً يجرُّ عِنانه
إلى الماء لم يترك له الموتُ ساقيا
ولكنْ بأطرف (السُّمَيْنَةِ) نسوةٌ
عزيزٌ عليهنَّ العشيةَ ما بيا
صريعٌ على أيدي الرجال بقفزة
يُسّوُّون لحدي حيث حُمَّ قضائيا
ولمّا تراءتْ عند مَروٍ منيتي
وخلَّ بها جسمي، وحانتْ وفاتيا
أقول لأصحابي ارفعوني فإنّه
يَقَرُّ بعينيْ أنْ (سُهَيْلٌ) بَدا لِيا
فيا صاحبَيْ رحلي دنا الموتُ فانزِلا
برابيةٍ إنّي مقيمٌ لياليا
أقيما عليَّ اليوم أو بعضَ ليلةٍ
ولا تُعجلاني قد تَبيَّن شانِيا
وقوما إذا ما استلَّ روحي فهيِّئا
لِيَ السِّدْرَ والأكفانَ عند فَنائيا
وخُطَّا بأطراف الأسنّة مضجَعي
ورُدّا على عينيَّ فَضْلَ رِدائيا
ولا تحسداني باركَ اللهُ فيكما
من الأرض ذات العرض أن تُوسِعا ليا
خذاني فجرّاني بثوبي إليكما
فقد كنتُ قبل اليوم صَعْباً قِياديا
وقد كنتُ عطَّافاً إذا الخيل أدبَرتْ
سريعاً لدى الهيجا إلى مَنْ دعانيا
وقد كنتُ صبّاراً على القِرْنِ في الوغى
وعن شَتْميَ ابنَ العَمِّ وَالجارِ وانيا
فَطَوْراً تَراني في ظِلالٍ ونَعْمَةٍ
وطوْراً تراني والعِتاقُ رِكابيا
ويوما تراني في رحاً مُستديرةٍ
تُخرِّقُ أطرافُ الرِّماح ثيابيا
وقوماً على بئر السُّمَينة أسمِعا
بها الغُرَّ والبيضَ الحِسان الرَّوانيا
بأنّكما خلفتُماني بقَفْرةٍ
تَهِيلُ عليّ الريحُ فيها السّوافيا
ولا تَنْسَيا عهدي خليليَّ بعد ما
تَقَطَّعُ أوصالي وتَبلى عِظاميا
ولن يَعدَمَ الوالُونَ بَثَّا يُصيبهم
ولن يَعدم الميراثُ مِنّي المواليا
يقولون: لا تَبْعَدْ وهم يَدْفِنونني
وأينَ مكانُ البُعدِ إلا مَكانيا
غداةَ غدٍ يا لهْفَ نفسي على غدٍ
إذا أدْلجُوا عنّي وأصبحتُ ثاويا
وأصبح مالي من طَريفٍ وتالدٍ
لغيري، وكان المالُ بالأمس ماليا
فيا ليتَ شِعري هل تغيَّرتِ الرَّحا
رحا المِثْلِ أو أمستْ بَفَلْوجٍ كما هيا
إذا الحيُّ حَلوها جميعاً وأنزلوا
بها بَقراً حُمّ العيون سواجيا
رَعَينَ وقد كادَ الظلام يُجِنُّها
يَسُفْنَ الخُزامى مَرةً والأقاحيا
وهل أترُكُ العِيسَ العَواليَ بالضُّحى
بِرُكبانِها تعلو المِتان الفيافيا
إذا عُصَبُ الرُكبانِ بينَ (عُنَيْزَةٍ)
و(بَوَلانَ) عاجوا المُبقياتِ النَّواجِيا
فيا ليتَ شعري هل بكتْ أمُّ مالكٍ
كما كنتُ لو عالَوا نَعِيَّكِ باكِيا
إذا مُتُّ فاعتادي القبورَ وسلِّمي
على الرمسِ أُسقيتِ السحابَ الغَواديا
على جَدَثٍ قد جرّتِ الريحُ فوقه
تُراباً كسَحْق المَرْنَبانيَّ هابيا
رَهينة أحجارٍ وتُرْبٍ تَضَمَّنتْ
قرارتُها منّي العِظامَ البَواليا
فيا صاحبا إما عرضتَ فبلِغاً
بني مازن والرَّيب أن لا تلاقيا
وعرِّ قَلوصي في الرِّكاب فإنها
سَتَفلِقُ أكباداً وتُبكي بواكيا
وأبصرتُ نارَ (المازنياتِ) مَوْهِناً
بعَلياءَ يُثنى دونَها الطَّرف رانيا
بِعودٍ أَلنْجوجٍ أضاءَ وَقُودُها
مَهاً في ظِلالِ السِّدر حُوراً جَوازيا
غريبٌ بعيدُ الدار ثاوٍ بقفزةٍ
يَدَ الدهر معروفاً بأنْ لا تدانيا
اقلبُ طرفي حول رحلي فلا أرى
به من عيون المُؤنساتِ مُراعيا
وبالرمل منّا نسوة لو شَهِدْنَني
بَكينَ وفَدَّين الطبيبَ المُداويا
فمنهنّ أمي وابنتايَ وخالتي
وباكيةٌ أخرى تَهيجُ البواكيا
وما كان عهدُ الرمل عندي وأهلِهِ
ذميماً ولا ودّعتُ بالرمل قالِيا
الحمدان
11-10-2023, 10:31 PM
ياربّ ماخاب من قد قال ربّاهُ
مُدّتْ إليكَ بجنح الّليلِ كفّاه
ياربِّ أنت الرّجا في كلّ ضائقةٍ
وأنت تعلمُ مابالقلب أخفاهُ
إليك يلجأُ في الكُرباتِ متّكلًا
ومن سواك يجيبُ العبدَ ربّاه
الحمدان
11-10-2023, 10:33 PM
النصرُ آتٍ لو تطولُ سنينُه
وغدًا ستُرفعُ هذه الأعـــلامُ
زُمَـرٌ بأقصانـــا نُصلّي للذي
نصَر العبادَ فأُمحِقَ الإجـرام
هذي فلسطين الأبيَّـةُ قاوَمت
والصَـدُّ عنها خاطئٌ وحـــرام
يا إخوةَ الإسلامِ جُودوا بالدعاء
لا للتخاذل! دأبُنا إقـــــــــدام
ربَّاه أيّدهُـم وسدِّد رميَهم
ثبِّت لكلِّ منـاضلٍ أقـــدام
الحمدان
11-10-2023, 10:37 PM
لابد لليل من صبح يبدده
ويسطع النور والظلماء ترتحل
ويرجع الحق فوق الكون عالية
راياته البيض لا كفر ولا دجل
علائم الصبح قد لاحت مبشرة
لم يبق في الساح لا عزى ولا هبل
الحمدان
11-10-2023, 10:40 PM
للهِ ندعو ، والدعاءُ سلاحُنا
وقُلوبُنا بيقيننا مُعتزَّة
يا ربّ أهلِك من تطاولَ واعتدى
وانصُر، وسَلِّم أهلَنا في غزَّة
الحمدان
11-11-2023, 09:17 PM
أنـا لا ألـوم العـازبين إذا بكــوا
أو ولولـوا مـن شـدة الحرمـانِ
أو صـاح قـائلهم عليّ بأنْ كفـى
شعـــراً هـداك منـزّل القـرآنِ
أو همَّ بعضهمو بحظري زاعمـاً
أنّـي قصفـت القـوم بالنيرانِ
يـا معشر العـزاب مهلا إنّنـي
مازلت أدعـوكم بغير تــوانِ
أنا مشفـقٌ لو تعلمون أحبتـي
للخيـر أدعـوا جملـة الاخـوانِ
أدعوا الايامى للزواج وإن أبوا
سأظل أنصـح قاصياً أو دانـي
لا أرتضـي للعازبيـن عذابهـم
أو بعـدهم من عالم النسـوانِ
يا إخوتي قد كنت يوماً مثلكم
مستوحشاً من فقدهن أعاني
ولقد كتبت قصائداً في حثكـم
ونصحتكم في السر والاعلانِ
فلعلّ بعض القوم يأخـذ بالذي
كتبت يمينـي إن أتـاه بيانــي
فأكون قـد ساعدتـه وأعنتـه
ويظل يدعوا لي مدى الازمانِ
وأكون قد وفقت بين اثنين في
بيـتٍ سعيـدٍ فيـه مؤتلفــــانِ
وكلاهما قد عاش قبل زواجـه
من زوجه مستوحشاً وحدانـي
لا يستطيع النـوم إلا ساعـــةً
أو ساعتين لشدة الاحـــزانِ
وكلاهمـا مابـات ليـلا واحـداً
إلا ويحلـم بالتقــاء الثانــي
لكن لفقرهما وسوء عوائـدٍ
مُنعوا الزواج لحبهم للفانــي
ما بـال قومٍ يمنعـون بناتهــم
مـن زيجـةٍ ببساطـةٍ فـي الانِ
ما بال قومي يرتضون علاقـةً
لبناتهم مـن عـالم الاخــدانِ
وإذا أتـاهم مَـن رضينا خلقــه
بـل حقـق الاسلام والايمــانِ
رفضوا الزواج له وقالوا لن ولن
نرضى بشخصٍ معـدمٍ فقـرانِ
إنّـا نريد لبنتنا رجـل الغنـى
بعـد الدراسـة حجّـة أو بـوانِ
والحــق أنهمـا أرادا قتلهـــا
فهما بذا في الاثم مشتركــانِ
وأدُ البنـات يعـود في أزماننـا
بالحجر للفتيـات والحرمــانِ
يـا أيهـا الابـاء رفقـاً بالتـي
باتت تَئِـنُّ علـى لظى النيـرانِ
هي للزواج تتوق حتى إن أتى
شيـخٌ كبيــرٌ أو مـن الشبــانِ
هي لا تطيق العيش إلا بالذي
يبنـي بهـا وهمـا بـه فرحـانِ
يـا أيهـا الابــاء إنـي ناصـحٌ
فلتأخـذوا بنصيحتـي وبيانـي
إن جاءكم من قد رضيتم دينـه
أخــلاقُه كملـت بلا نقصانِ
فلتنكحـوه وإن أتاكـم مفلـسٌ
لا ترفضـوه هداكـم الديـــانِ
فشبابنا عصفت بهم شهواتهم
ودموعهم تجري كما الغدرانِ
فلترحموهم ولتفكـوا كربهـم
وثوابكـم مـن ربنا الرحمنِ
الحمدان
11-12-2023, 01:13 PM
ألا حلف فضول
يذكر التاريخ أنه قبل 15 قرناً
اجتمع مشركوا قريش
وتعاهدوا وتعاقدوا
أن يكونوا يداً واحدة مع
المظلوم ضد الظالم
وأسموه حلف الفضول
قال فيه الزبير بن عبد المطلب
إن الفضول تحالفوا وتعاقدوا
ألا يقيم ببطن مكة ظالم
أمر عليه تعاهدوا وتواثقوا
فالجار والمعتر فيهم سالم
الحمدان
11-12-2023, 01:14 PM
لاهُمَّ إن العَبدَ يَمنعُ رَحلَه فامنع حِلالَكْ
لا يَغلِبَنَّ صليبُهم ومِحالُهم غَدوًا مِحالَكْ
إنْ كُنتَ تارِكَهُم وقبلتَنا فأمرٌ ما بدا لَكْ
فانصر على آل الصَّلِيبِ وعابديه الْيَوْم آلَك.
عبد المطلب جد النبي
في عام الفيل
الحمدان
11-12-2023, 01:15 PM
تحاصرنا الذئابُ وألفُ بئرٍ
ليوسُفِنا بأيدينا تُقــــــامُ
إذا سكتَت مدافعُنا وخانَت
فهل سيحرِّرُ القدسَ الكلامُ
ولسنا في الشّآمِ نذودُ عنّــا
ولكنْ عن ملايينٍ تُضــــامُ
الحمدان
11-12-2023, 01:15 PM
مِن المسافةِ صِفرٍ يجمُلُ الهدَفُ
مِن حيثُ لا شيءَ إلّا نارُهم تَقِفُ
وحيثُ للمَوتِ وجهٌ عابسُ ويَدٌ
تُدمي الجِهاتِ وطعمُ الموتِ مُختَلِفُ
يَنسَلُّ حُرٌّ كوجهِ الصُّبحِ منتصِبٌ
كأنّه في حروفِ المعجَمِ الألِفُ
لم يعرفِ المَيلَ لم يعطِفْ محاجِرَهُ
وليس إلّا على الأعداءِ ينعطِفُ.
الحمدان
11-12-2023, 01:16 PM
هذه الأرض درجنا فوقها
وتحدّينا بها أعدى العوادي
وغرسناها سلاحا وفدى
ونصبنا عزمنا في كلّ وادي
وكتبنا بالدّما تاريخها
ودما قوم الهدى أسنى مداد
البردوني
الحمدان
11-13-2023, 03:10 AM
تَجْرِي الأُمُورُ عَلَى وَفْقِ القَضَاءِ وفي
طَيِّ الحَـوَادِثِ مَحْبُـوبٌ وَمَـكْـرُوهُ
فَـرُبَّـمَـا سَـرَّنِي مَا بِـتُّ أَحْـذَرُهُ
وَرُبَّـمَـا سَـاءَنِي مَا بِـتُّ أَرْجُـوهُ
الحمدان
11-13-2023, 03:11 AM
ويكتب اللهُ خيراً أنت تجهلـهُ
وظاهرُ الأمرِ حرمانٌ من النعـمِ
ولو علمت مـراد الله من عِـوضٍ
لقلتَ حمداً إلـهي واسع الكرمِ
فسلّم الأمرَ للرحمـن وارضَ بـهِ
هو البصيرُ بحالِ العبد من ألمِ
الحمدان
11-13-2023, 03:14 AM
وهَممْتُ أنْ أشْكو الهُمومَ لصَاحبِي
فذكرتُ أنَّك مِن وَريدِي أقربُ
عَبدٌ أنا والحُزن يَعصِرُ خَافقِي
ضمِّد جِراحِي إنَّني لكَ أهربُ
الحمدان
11-13-2023, 03:33 AM
قرأنا قول من قالوا فقلنا
بما قالوا ليرتفع الملامُ
هو القلم الذي من فضل ربّي
به كسيف ينفضّ الخصامُ
تفاضلت الشّعوب به وسادت
على بعض وإن طال الوئامُ
ومن أقصاه أقصى كلّ خيرٍ
ومن أدناه أدناه السّلامُ
الحمدان
11-13-2023, 03:36 AM
ما زالتِ الأرضُ ثكلم من يواسيها
والموتُ كالماءِ يجري في روابيها
باتتْ وفي صوتِها المبحوحِ نائحةٌ
من بعدِما ذُبحتْ غدرًا أغانيها
الحمدان
11-13-2023, 03:44 AM
كثيراً ما اختلفتُ مع حمـ1سِ
خلافاً في طبيعتهِ (سياسي)
وأمـا ضــد إسـرائـيـلَ إنـي
حماسي×حماسي×حماسي
ويجمعني بهم قُدسٌ أسيرٌ
وغـزّةُ والمجازر والـمـآسي
فنحن بعين صهيونٍ جميعاً
حماسُ وكلنا رهنُ افتـراسِ
الحمدان
11-13-2023, 03:46 AM
خيول العرب ماتت وصدت سيوفها
وبات العرب من دون غيره ومرجله
تخلوا عن الاقصى وادانوا زحوفها
وساروا بعكس القدس مندون بوصله
الحمدان
11-13-2023, 03:53 AM
لقد أصبحت من شغفي جهولا
فما تدري شمالي من يميني
طلبتُ ترحماً منها فقالت:
وهل في الحب يا أم ارحميني
الحمدان
11-13-2023, 03:54 AM
على ماذا اتفقنا يا فؤدي ؟
اذا ضاقت عليك فمن تنادي؟
تنادي الله ...خلاق البرايا
تنادي من ينادي يااااعبادي
الحمدان
11-13-2023, 03:57 AM
إن من يركب الفواحش سرًّا
حين يخلو بسرِّه غير خالِ
كيف يخلو وعنده كاتباه
شاهدَاه وربُّه ذو الجلالِ
الحمدان
11-13-2023, 03:59 AM
البارحه مرت الذكرى وصار الجدال
ما بين حب القلوب وبين فكر العقول
ما بين ذل السؤال و بين عز السؤال
تمرجحت يا عسى غيبتك ماهي تطول
لو لي ثلاثين بال تمر في كل بال
كنك موصى على بالي وطبعك عجول
ايي والله اشتقت وأيامي بدونك ثقاال
واشتقت لجروحك اللي كم لها من قبول
الحمدان
11-13-2023, 04:02 AM
لبيك يامن وجهي اتوجّه في الشده إليك
إليك يامدرك خفايا مستحيل إدراكها
سلّمت لك أمري وظني بك ومتوكل عليك
عليك فُك أضياقها في الحال يافكّاكها
الحمدان
11-13-2023, 04:03 AM
أنت الذي في ما مضى سميتهُ
بين الأنام “ الخِـل ” في جوالي
فإذا صددتَ أو ابتعدت وجدتني
متمسكًا مستمسكًا بخصــالي
لا تحسبنْ البعد عنك مُغيــري
تالله إنك في الشموس ظلالـي
الحمدان
11-13-2023, 04:45 AM
القذفُ يا رامياً عِرضي بباطلِهِ
سهمٌ من البغيِ مرتدٌّ على الرامي
غداً ترى عرضَكَ المنحطَّ ممتهَناً
وعرضَ خصمِكَ في إيوانِهِ السامي
تسيرُ في كلِّ دربٍ مُطرِقاً خجِلاً
والناسُ تَبصُقُ من خلفٍ وقدّامِ
وحين تُبعَثُ تَلقَى ما سعيتَ لهُ
ويَجمَعُ اللهُ مظلوماً بظَلّامِ
فواز اللعبون
الحمدان
11-13-2023, 04:52 AM
همومُ الحياةِ إذا أقبلَتْ
وسدَّت عليكَ جميعَ السبلْ
فيمِّم فؤادَكَ نحو الذي
يُزيلُ ويبعدُ كلَّ العِللْ
إلهي إلهي هو المُرتجى
تباركتَ يا ربُّ أنتَ الأملْ
الحمدان
11-13-2023, 04:54 AM
ولا ندري عن الأقدارِ شيئًا
وفي الأقدارِ منفعةٌ و ضُرُّ
فقد يأتي من المكروه خيـرٌ
كما يأتي من المحبوبِ شَرُّ
الحمدان
11-13-2023, 04:55 AM
وظلمتُ نَفسي في فِعالي كلِّها
وَيْحِي إذن مِن وَقفةِ الدَّيَّانِ
يا ربُّ إنْ لم ترحَم إلَّا ذا تُقًى
مَن للمُسيءِ المُذنبِ الحَيْرانِ؟
الحمدان
11-13-2023, 04:57 AM
ما كان فِي ماضِي الزمَانِ محرماً
لِلنَّاسِ في هَذَا الزمانِ ُمباحُ
صاغوا نعوتَ فضائلٍ لِعيوبِهِم
فَتعَذّرَ التميِيز وَالإِصلاَحُ
فالفتك فنٌ والخِداع سِياسة
وغِنى اللصوصِ براعةٌ ونجاحُ
والعري ُظرفٌ والفساد تمدن
والكذْب لطف والرياء صلاحُ
أحمد شوقي
الحمدان
11-13-2023, 04:59 AM
فتشت أوراقي وأرهقني التعب
وقرأت أشعار البلاغة والأدب
وبحثت في كل السطور فلم أجد
وصفاً يليق بمن فؤادي قد أحب
والناس عندي بعضهم من فضة
لكنكم أنتم أحبتي من ذهب
الحمدان
11-13-2023, 05:02 AM
أغارُ عليكَ من إدراكِ طرفي
وأُشفقُ أن يُذيبكَ لمسُ كفّي
ووصلُ الروحِ ألطفُ فيكَ وقعًا
من الجسمِ المواصل ألف ضعفِ
ابن حزم الأندلسي
الحمدان
11-13-2023, 05:06 AM
هِيَ البدرُ إن جنَّ ليلُ الهوى
وشَمسُ الصَبابَةِ وقتَ الغُروب
ولا عيبَ فيها سِوى أنّها
تظُنُ الوِصالَ أشدَّ العُيوب
الحمدان
11-13-2023, 05:25 AM
لو عادَ مُعتَذِراً مِنِّي غَفَرتُ لَهُ
كأنَّ ما كانَ قبلَ اليومِ ما كانا
إلَّا إذا كانَ بَعدِي قد هَوَى أحَدَاً
لا أستَطيعُ لِذَنبِ الشِركِ غُفرانا
الحمدان
11-13-2023, 05:30 AM
وَهَذَا اللَّيلُ أَوسَعَنِي حَنِينًا
فَمَزَّقَ مَا تَبَقَّىظ° مِن ثَبَاتِي
تَلُوحُ الذِّكرَيَاتُ بِكُلِّ دَربٍ
لِأَهرُبَ مِن شَتَاتِي لِلشَّتَاتِ
الحمدان
11-13-2023, 05:32 AM
وإن ضاقَ الفضاءُ عليكَ يومًا
وضيّعْتَ الخُطى والدربُ أظلَمْ
فلا تيأسْ فخـيرُ اللهِ آتٍ
إليكَ ومَنْ سوى الرحمنِ أكـرمْ
الحمدان
11-13-2023, 05:34 AM
ألا يا صبحُ بشِّر كُل قلبٍ
عَلاهُ الهمُّ واسودّت سماؤه
بأن الكَربَ ليلٌ يقتفِيهِ
صباحٌ يملأُ الدُنيا بهاؤه
الحمدان
11-13-2023, 05:41 AM
سَيُهزَمُ الجَمعُ وعد الله نَقرؤهُ
إِن تنصُرُوا اللَّه يَنصُركُم فلا تهنوا
والله ما ارتفعوا إلا لحاصدهم
وليس إلا ليوم النحر قد سمنوا
فإن أُصبنا فقد ذاقوا مصائبهم
وإن فزعنا فلا والله ما أمنوا
نرجو من الله مالا يرتجون فما
ظن الذين بوصف الذل قد قُرِنوا
خالد العتيق
الحمدان
11-13-2023, 05:49 AM
سِهـامُ الليـلِ تبلـغُ ما تُريـدُ
لها رَميٌ علىظ° الباغِي سَديدُ
سِهامٌ حين تَعتَكِرُ الدَّياجي
يُسـدِّد رَمْيَـها اللهُ المَجيـدُ
فأَطلِـقْ بِـالدّعـاءِ سِهـامَ ليـلٍ
وأخلِص كي يَلِينَ لك الحَديدُ
الحمدان
11-13-2023, 06:03 AM
يادلّةَ الحبِّ ميلي بالهوى ميلي
صبّي لنا الكيف من ثغرِ التّهاويلِ
صبّي هواكِ بقلبي واشبِعي نَهَمي
ولتطفئي الشّوق في همسِ الفناجيلِ
وعطِّري في مساءاتِ الهوى سمرًا
كي نشعلَ الحرفَ في ليلِ المواويلِ
صبّي سُلافَكِ كي أنثالَ قافيةً
تُغازلُ الضوءَ في عينِ القناديلِ
ياقهوة البُنِ ياأنسي وملهمتي
ياسورة الكيفِ ياأشهى تراتيلي
كلّ الأحاديثِ في الشّقراء مسندةٌ
وماسواها اختلافٌ في الأقاويلِ
ياآية الحسن كم للحسن فاتنةً
حارتْ بتفسيرها كلُّ التَّآويل
شيخة الحكمي
الحمدان
11-16-2023, 11:22 PM
وإن ضاقَ الفضاءُ عليكَ يومًا
وضيّعْتَ الخُطى والدربُ أظلَمْ
فلا تيأسْ فخـيرُ اللهِ آتٍ
إليكَ ومَنْ سوى الرحمنِ أكـرمْ
الحمدان
11-16-2023, 11:23 PM
(فلسطين)و(القدس)كُله لنا
ولو يقتلونا* ولو* يسجنوا
من* السهل* يتناوبوا* قتلنا
ولظ°كن من الصّعب يستوطنوا
(هيىظ° الحرب) قامة لمحتلَّنا
ولَن يوقفوها* مَن* اتصهينوا
(هيىظ° الحرب) نؤمن بها كُلَّنا
لها يسلموا* أو* بها* يؤمنوا
الحمدان
11-16-2023, 11:30 PM
فمن يغتر بالدنيا فإني
لبست بها فأبليت الثيابا
وكل بساط عيش سوف يطوى
وإن طال الزمان به وطابا.
أحمد شوقي
الحمدان
11-16-2023, 11:32 PM
فحيَّ على جنات عدنٍ فإنهـا
منازلُك الأُولى وفيها المُخيَّمُ
ولكننا سَبْيُ العدو، فهل تــرى
نعود إلى أوطاننا ونُسلَّـمُ؟
وحيَّ على روضاتِها وخيامـها
وحيَّ على عيشٍ بها ليس يُسأمُ
وحيَّ على يوم المزيد وموعد
الْمحبِّين، طوبـى للذي هو منهمُ.
الحمدان
11-16-2023, 11:35 PM
كن أُنْسَ هذا وابتســــــامةَ هذهِ
واحذر يذوقُ بكَ الأسى مخلوقُ
وهب الجزيلَ ولا تَخف من فاقةٍ
إن الكريمَ مبارَكٌ مـــــــــــــرزوقُ
ما أنت تفعله بغيرك عــــــــــائدٌ
لكَ والضمانُ مجرَّبٌ موثـــــــوقُ
ابذُل فإن لم تستطع يغنيكَ عن
بذل الندى أن يَحسُنَ المنطوقُ
الحمدان
11-16-2023, 11:37 PM
سيصْدُقُ الغَيمُ لَا تعجَل بِشَارَتَهُ
وَإن تَأخَّرَ عَنْ مِيعَادِهِ المَطَرُ
وَيَفتَحُ اللَّهُ أبوَابًا مُغَلَّقَةً
عھَمْ بِتَّ تَطرُقُهَا يَأسًا وَتَنتَظِرُ
هِيَ الحَيَاةُ فَعِشْ فِيهَا عَلَىظ° أمَلٍ
بِأنَّ آمَالَانَا يَومًا سَتَنتَصِرُ
لَا بُدَّ لِلنَّفسِ مِنْ يَومٍ تُسَرُّ بِهِ
وَالبِشرُ يَومَ غَدٍ يَأتِي بِهِ القَدَرُ !
الحمدان
11-18-2023, 08:12 PM
أَقَناعَةً مِن بَعدِ طولِ جَفاءِ
بِدُنُوِّ طَيفٍ مِن حَبيبٍ ناءِ
بِأَبي وَأُمّي شادِنٌ قُلنا لَهُ
نَفديكَ بِالأَمّاتِ وَالآباءِ
رَشَأٌ إِذا لَحَظَ العَفيفَ بِنَظرَةٍ
كانَت لَهُ سَبَباً إِلى الفَحشاءِ
وَجَناتُهُ تَجني عَلى عُشّاقِهِ
بِبَديعِ ما فيها مِنَ اللَألاءِ
بيضٌ عَلَتها حُمرَةٌ فَتَوَرَّدَت
مِثلَ المُدامِ خَلَطتَها بِالماءِ
فَكَأَنَّها بَرَزَت لَنا بِغَلالَةٍ
بَيضاءَ تَحتَ غِلالَةٍ حَمراءِ
كَيفَ اِتِّقاءُ لِحاظِهِ وَعُيونُنا
طُرُقٌ لِأَسهُمِها إِلى الأَحشاءِ
صَبَغَ الحَيا خَدَّيهِ لَونَ مَدامِعي
فَكَأَنَّهُ يَبكي بِمِثلِ بُكائي
كَيفَ اِتِّقاءُ جَآذِرٍ يَرمينَنا
بِظُبى الصَوارِمِ مِن عُيونِ ظِباءِ
يارَبَّ تِلكَ المُقلَةِ النَجلاءِ
حاشاكَ مِمّا ضُمِّنَت أَحشائي
جازَيتَني بُعداً بِقُربي في الهَوى
وَمَنَحتَني غَدراً بِحُسنِ وَفائي
جادَت عِراصَكِ يا شَآمُ سَحابَةٌ
عَرّاضَةٌ مِن أَصدَقِ الأَنواءِ
بَلَدُ المَجانَةِ وَالخَلاعَةِ وَالصِبا
وَمَحَلِّ كُلِّ فُتُوَّةٍ وَفَتاءِ
أَنواعُ زَهرٍ وَاِلتِفافُ حَدائِقٍ
وَصَفاءُ ماءٍ وَاِعتِدالُ هَواءِ
وَخَرائِدٌ مِثلُ الدُمى يَسقينَنا
كَأَسَينِ مِن لَحظٍ وَمِن صَهباءِ
وَإِذا أَدَرنَ عَلى النَدامى كَأسَها
غَنَّينَنا شِعرَ اِبنِ أَوسِ الطائي
فارَقتُ حينَ شَخَصتُ عَنها لِذَّتي
وَتَرَكتُ أَحوالَ السُرورِ وَرائي
وَنَزَلتُ مِن بَلَدِ الجَزيرَةِ مَنزِلاً
خِلواً مِنَ الخُلَطاءِ وَالنُدَماءِ
فَيُمِرُّ عِندي كُلُّ طَعمٍ طَيِّبٍ
مِن رِبقِها وَيَضيقُ كُلُّ فَضاءِ
الشامُ لابَلَدُ الجَزيرَةِ لَذَّتي
وَيَزيدُ لاماءُ الفُراتِ مُنائي
وَأَبيتُ مُرتَهَنَ الفُؤادِ بِمَنبِجَ ال
سَو داءِ لا بِالرَقَّةَ البَيضاءِ
مَن مُبلِغُ النَدماءَ أَنّي بَعدَهُم
أُمسي نَديمَ كَواكِبِ الجَوزاءِ
وَلَقَد رَعَيتُ فَلَيتَ شِعري مَن رَعى
مِنكُم عَلى بُعدِ الدِيارِ إِخائي
فَحمَ الغَبِيُّ وَقُلتُ غَيرَ مُلَجلِجٍ
إِنّي لَمُشتاقٌ إِلى العَلياءِ
وَصِناعَتي ضَربُ السُيوفِ وَإِنَّني
مُتَعَرِّضٌ في الشِعرِ بِالشُعَراءِ
وَاللَهُ يَجمَعُنا بِعِزٍّ دائِمٍ
وَسَلامَةٍ مَوصولَةٍ بِبَقاءِ
أبو فراس الحمداني
الحمدان
11-18-2023, 08:12 PM
أَما يَردَعُ المَوتُ أَهلَ النُهى
وَيَمنَعُ عَن غِيِّهِ مَن غَوى
أَما عالِمٌ عارِفٌ بِالزَمانِ
يَروحُ وَيَغدو قَصيرَ الخُطا
فَيا لاهِياً آمِناً وَالحِمامُ
إِلَيهِ سَريعٌ قَريبُ المَدى
يُسَرُّ بِشَيءٍ كَأَن قَد مَضى
وَيَأمَنُ شَيئاً كَأَن قَد أَتى
إِذا مامَرَرتَ بِأَهلِ القُبورِ
تَيَقَّنتَ أَنَّكَ مِنهُم غَدا
وَأَنَّ العَزيزَ بَها وَالذَليلَ
سَواءٌ إِذا أُسلِما لِلبِلى
غَريبَينِ مالَهُما مُؤنِسٌ
وَحيدَينِ تَحتَ طِباقِ الثَرى
فَلا أَمَلٌ غَيرَ عَفوِ الإِلَهِ
وَلا عَمَلٌ غَيرُ ماقَد مَضى
فَإِن كانَ خَيراً فَخَيراً تَنالُ
وَإِن كانَ شَرّاً فَشَرّاً تَرى
أبو فراس الحمداني
الحمدان
11-18-2023, 08:13 PM
صاحِبٌ لَمّا أَساءَ
أَتبَعَ الدَلوَ الرَشاءَ
رُبَّ داءٍ لا أَرى مِنهُ
سِوى الصَبرِ شِفاءَ
أَحمَدُ اللَهَ عَلى ما
سَرَّ مِن أَمري وَساءَ
أبو فراس الحمداني
الحمدان
11-18-2023, 08:13 PM
وَما أَنسَ لا أَنسَ يَومَ المَغارِ
مُحَجَّبَةً لَفَظَتها الحُجُب
دَعاكَ ذَوُوها بِسوءِ الفِعالِ
لِما لاتَشاءُ وَما لاتُحِب
فَوافَتكَ تَعثُرُ في مَرطِها
وَقَد رَأَتِ المَوتَ مِن عَن كَثَب
وَقَد خَلَطَ الخَوفُ لَمّا طَلَع
تَ دَلَّ الجَمالِ بِذُلِّ الرُعُب
تُسارِعُ في الخَطوِ لاخِفَّةً
وَتَهتَزُّ في المَشيِ لامِن طَرَب
فَلَمّا بَدَت لَكَ دونَ البُيوتِ
بَدا لَكَ مِنهُنَّ جَيشٌ لَجِب
فَكُنتَ أَخاهُنَّ إِذ لا أَخٌ
وَكُنتَ أَباهُنَّ إِذ لَيسَ أَب
وَما زِلتَ مُذ كُنتَ تَأتي الجَميلَ
وَتَحمي الحَريمَ وَتَرعى النَسَب
وَتَغضَبُ حَتّى إِذا مامَلَكتَ
أَطَعتَ الرِضا وَعَصَيتَ الغَضَب
فَوَلَّينَ عَنكَ يُفَدَّينَها
وَيَرفَعنَ مِن ذَيلِها ما اِنسَحَب
يُنادينَ بَينَ خِلالِ البُيو
تِ لايَقطَعِ اللَهُ نَسلَ العَرَب
أَمَرتَ وَأَنتَ المُطاعُ الكَريمُ
بِبَذلِ الأَمانِ وَرَدِّ السَلَب
وَقَد رُحنَ مِن مُهَجاتِ القُلوبِ
بِأَوفَرِ غُنمٍ وَأَغلى نَشَب
فَإِن هُنَّ يا اِبنَ السَراةِ الكِرامِ
رَدَدنَ القُلوبَ رَدَدنا النَهَب
الحمدان
11-18-2023, 08:14 PM
وَعِلَّةٍ لَم تَدَع قَلباً بِلا أَلَمٍ
سَرَت إِلى طَلَبِ العَليا وَغارِبَها
هَل تُقبَلُ النَفسُ عَن نَفسٍ فَأَفدِيَهُ
اللَهُ يَعلَمُ ماتَغلو عَلَيَّ بِها
لَئِن وَهَبتُكَ نَفساً لا نَظيرَ لَها
فَما سَمَحتُ بِها إِلّا لِواهِبِها
الحمدان
11-18-2023, 08:14 PM
الشِعرُ ديوانُ العَرَب
أَبَداً وَعُنوانُ الأَدَب
لَم أَعدُ فيهِ مَفاخِري
وَمَديحَ آبائي النُجُب
وَمُقَطَّعاتٍ رُبَّما
حَلَّيتُ مِنهُنَّ الكُتُب
لا في المَديحِ وَلا الهِجا
ءِ وَلا المُجونِ وَلا اللَعِب
أبو فراس الحمداني
الحمدان
11-18-2023, 08:14 PM
أَراني وَقَومي فَرَّقَتنا مَذاهِبُ
وَإِن جَمَعَتنا في الأُصولِ المَناسِبُ
فَأَقصاهُمُ أَقصاهُمُ مِن مَساءَتي
وَأَقرَبُهُم مِمّا كَرِهتُ الأَقارِبُ
غَريبٌ وَأَهلي حَيثُ ماكانَ ناظِري
وَحيدٌ وَحَولي مِن رِجالي عَصائِبُ
نَسيبُكَ مَن ناسَبتَ بِالوُدِّ قَلبَهُ
وَجارُكَ مَن صافَيتَهُ لا المُصاقِبُ
وَأَعظَمُ أَعداءِ الرِجالِ ثِقاتُها
وَأَهوَنُ مَن عادَيتَهُ مَن تُحَارِبُ
وَشَرِّ عَدُوّيكَ الَّذي لاتُحارِبُ
وَخَيرُ خَليلَيكَ الَّذي لا تُناسِبُ
لَقَد زِدتُ بِالأَيّامِ وَالناسِ خِبرَةً
وَجَرَّبتُ حَتّى هَذَّبَتني التَجارِبُ
وَما الذَنبُ إِلّا العَجزُ يَركَبُهُ الفَتى
وَما ذَنبُهُ إِن حارَبَتهُ المَطالِبُ
وَمَن كانَ غَيرَ السَيفِ كافِلُ رِزقِهِ
فَلِلذِلِّ مِنهُ لامَحالَةَ جانِبُ
وَما أُنسُ دارٍ لَيسَ فيها مُؤانِسٌ
وَما قُربُ دارٍ لَيسَ فيها مُقارِبُ
أبو فراس الحمداني
الحمدان
11-18-2023, 08:15 PM
أَما لِجَميلٍ عِندَكُنَّ ثَوابُ
وَلا لِمُسيءٍ عِندَكُنَّ مَتابُ
لَقَد ضَلَّ مَن تَحوي هَواهُ خَريدَةٌ
وَقَد ذَلَّ مَن تَقضي عَلَيهِ كَعابُ
وَلَكِنَّني وَالحَمدُ لِلَّهِ حازِمٌ
أَعِزُّ إِذا ذَلَّت لَهُنَّ رِقابُ
وَلا تَملِكُ الحَسناءُ قَلبِيَ كُلَّهُ
وَإِن شَمِلَتها رِقَّةٌ وَشَبابُ
وَأَجري فَلا أُعطي الهَوى فَضلَ مِقوَدي
وَأَهفو وَلا يَخفى عَلَيَّ صَوابُ
إِذا الخِلُّ لَم يَهجُركَ إِلّا مَلالَةً
فَلَيسَ لَهُ إِلّا الفِراقَ عِتابُ
إِذا لَم أَجِد مِن خُلَّةٍ ما أُريدُهُ
فَعِندي لِأُخرى عَزمَةٌ ورِكابُ
وَلَيسَ فِراقٌ ما اِستَطَعتُ فَإِن يَكُن
فِراقٌ عَلى حالٍ فَلَيسَ إِيابُ
صَبورٌ وَلو لَم تَبقَ مِنّي بَقِيَّةٌ
قَؤولٌ وَلَو أَنَّ السُيوفَ جَوابُ
وَقورٌ وَأَحداثُ الزَمانِ تَنوشُني
وَلِلمَوتِ حَولي جيئَةٌ وَذَهابُ
وَأَلحَظُ أَحوالَ الزَمانِ بِمُقلَةٍ
بِها الصُدقُ صِدقٌ وَالكِذابُ كِذابُ
بِمَن يَثِقُ الإِنسانُ فيما يَنوبُهُ
وَمِن أَينَ لِلحُرِّ الكَريمِ صِحابُ
وَقَد صارَ هَذا الناسُ إِلّا أَقَلَّهُم
ذِئاباً عَلى أَجسادِهِنَّ ثِيابُ
تَغابَيتُ عَن قَومي فَظَنّوا غَباوَتي
بِمَفرِقِ أَغبانا حَصىً وَتُرابُ
وَلَو عَرَفوني حَقَّ مَعرِفَتي بِهِم
إِذاً عَلِموا أَنّي شَهِدتُ وَغابوا
وَما كُلُّ فَعّالٍ يُجازى بِفِعلِهِ
وَلا كُلُّ قَوّالٍ لَدَيَّ يُجابُ
وَرُبَّ كَلامٍ مَرَّ فَوقَ مَسامِعي
كَما طَنَّ في لَوحِ الهَجيرِ ذُبابُ
إِلى اللَهِ أَشكو أَنَّنا بِمَنازِلٍ
تَحَكَّمُ في آسادِهِنَّ كِلابُ
تَمُرُّ اللَيالي لَيسَ لِلنَفعِ مَوضِعٌ
لَدَيَّ وَلا لِلمُعتَفينَ جَنابُ
وَلا شُدَّ لي سَرجٌ عَلى ظَهرِ سابِحٍ
وَلا ضُرِبَت لي بِالعَراءِ قِبابُ
وَلا بَرَقَت لي في اللِقاءِ قَواطِعٌ
وَلا لَمَعَت لي في الحُروبِ حِرابُ
سَتَذكُرُ أَيّامي نُمَيرٌ وَعامِرٌ
وَكَعبٌ عَلى عِلّاتِها وَكِلابُ
أَنا الجارُ لازادي بَطيءٌ عَلَيهُمُ
وَلا دونَ مالي لِلحَوادِثِ بابُ
وَلا أَطلُبُ العَوراءَ مِنهُم أُصيبُها
وَلا عَورَتي لِلطالِبينَ تُصابُ
وَأَسطو وَحُبّي ثابِتٌ في صُدورِهِم
وَأَحلَمُ عَن جُهّالِهِم وَأُهابُ
بَني عَمِّنا ما يَصنَعُ السَيفُ في الوَغى
إِذا فُلَّ مِنهُ مَضرِبٌ وَذُبابُ
بَني عَمِّنا لا تُنكِروا الحَقَّ إِنَّنا
شِدادٌ عَلى غَيرِ الهَوانِ صِلابُ
بَني عَمِّنا نَحنُ السَواعِدُ وَالظُبى
وَيوشِكُ يَوماً أَن يَكونَ ضِرابُ
وَإِنَّ رِجالاً ما اِبنَكُم كَاِبنِ أُختِهِم
حَرِيّونَ أَن يُقضى لَهُم وَيُهابوا
فَعَن أَيِّ عُذرٍ إِن دُعوا وَدُعيتُم
أَبَيتُم بَني أَعمامِنا وَأَجابوا
وَما أَدَّعي مايَعلَمُ اللَهُ غَيرَهُ
رِحابُ عَلِيٍّ لِلعُفاةِ رِحابُ
وَأَفعالُهُ لِلراغِبينَ كَريمَةٌ
وَأَموالُهُ لِلطالِبينَ نِهابُ
وَلَكِن نَبا مِنهُ بِكَفَّيَّ صارِمٌ
وَأَظلَمَ في عَينَيَّ مِنهُ شِهابُ
وَأَبطَأَ عَنّي وَالمَنايا سَريعَةٌ
وَلِلمَوتِ ظُفرٌ قَد أَطَلَّ وَنابُ
فَإِن لَم يَكُن وُدٌّ قَديمٌ نَعُدُّهُ
وَلا نَسَبٌ بَينَ الرِجالِ قُرابُ
فَأَحوَطُ لِلإِسلامِ أَن لا يُضيعَني
وَلي عَنكَ فيهِ حَوطَةٌ وَمَنابُ
وَلَكِنَّني راضٍ عَلى كُلِّ حالَةٍ
لِيُعلَمَ أَيُّ الحالَتَينِ سَرابُ
وَما زِلتُ أَرضى بِالقَليلِ مَحَبَّةً
لَدَيكَ وَما دونَ الكَثيرِ حِجابُ
وَأَطلُبُ إِبقاءً عَلى الوُدِّ أَرضَهُ
وَذِكري مُنىً في غَيرِها وَطِلابُ
كَذاكَ الوِدادُ المَحضُ لايُرتَجى لَهُ
ثَوابٌ وَلا يُخشى عَلَيهِ عِقابُ
وَقَد كُنتُ أَخشى الهَجرَ وَالشَملُ جامِعٌ
وَفي كُلِّ يَومٍ لَفتَةٌ وَخِطابُ
فَكَيفَ وَفيما بَينَنا مُلكُ قَيصَرٍ
وَلِلبَحرِ حَولي زَخرَةٌ وَعُبابُ
أَمِن بَعدِ بَذلِ النَفسِ فيما تُريدُهُ
أُثابُ بِمُرِّ العَتبِ حينَ أُثابُ
فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ
وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ
وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ
وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ
أبو فراس الحمداني
الحمدان
11-18-2023, 08:15 PM
صَبورٌ وَلو لَم تَبقَ مِنِّي بَقِيَّةٌ
قَؤولٌ وَلَو أَنَّ السُّيوفَ جَوابُ
وَقورٌ وَأَحداثُ الزَّمانِ تَنوشُني
وَلِلمَوتِ حَولي جيئَةٌ وَذَهابُ
بِمَن يَثِقُ الإِنسانُ فيما يَنوبُهُ
وَمِن أَينَ لِلحُرِّ الكَريمِ صِحابُ
وَقَد صارَ هَذا النُّاسُ إلَّا أَقَلَّهُم
ذِئاباً عَلى أَجسادِهِنَّ ثِيابُ.
أبو فراس الحمداني
الحمدان
11-18-2023, 09:22 PM
وَلَقَد قُلتُ لابنَتي وَهيَ تَكوي
بِدَخيلِ الهُمومِ قَلباً كَئيبا
وَهيَ تَذري مِنَ الدُموعِ عَلى الخَدْ
دَينِ مِن لَوعَةِ الفِراقِ غُروبا
عَبراتٍ يَكدنَ يَجرَحنَ ما جُز
نَ بِهِ أَو يَدَعنَ فيهِ نُدوبا
حَذَرَ الحَتفِ أَن يصيبَ أَباها
وَيُلاقي في غَيرِ أَهلٍ شَعوبا
أُسكُتي قَد حَزَزتِ بِالدَمعِ قَلبي
طالَما حَزَّ دَمعُكُنَّ القُلوبا
فَعَسى اللَّهُ أَن يُدافِعَ عَنّي
رَيبَ ما تَحذرينَ حَتّى أَؤوبا
لَيسَ شَيءٌ يَشاؤُهُ ذو المَعالي
بعَزيزٍ عَلَيهِ فَاِدعي المُجيبا
وَدَعي أَن تُقَطّعي الآنَ قَلبي
أَو تريني في رِحلَتي تَعذيبا
أَنا في قَبضَةِ الإِلَهِ إِذا كُن
تُ بَعيداً أَو كُنتُ مِنكِ قَريبا
كَم رَأَينا اِمرأً أَتى مِن بَعيدٍ
وَمُقيماً على الفِراشِ أُصيبا
وَدَعيني مِن اِنتِحابِكِ إِنّي
لا أُبالي إِذا اِعتَزَمتُ النَحيبا
حَسبِيَ اللَّهُ ثُمَّ قَرَّبتُ لِلسَي
رِ عَلاةً أَنجِب بِها مَركوبا
مالك بن الريب
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond