هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

أعاتبُ ذا المودّةِ من صديق
إذا ما سامني منه اغترابُ

إذا ذهبَ العِتابُ فلا ودادٌ
ويبقى الودُّ ما بقي العتابُ

......

[الحمدان]

إذا ما كتمتُ السر عمّن أودُّهُ
توهم أنَّ الودَّ غير حقيقي

ولم أخفِ عنه السّرِّ من ظِنَّةٍ به
ولكنني أخشى صديقَ صديقي

محمد بن عبشون

[الحمدان]

إذا همَّ بالأعداءِ لم يَثْنِ عزمَهُ
كَعابٌ عليها لؤلؤٌ وشُنوفُ

حَصانٌ لها في البيتِ زيٌّ وبهجةٌ
ومشيٌ كما تمشِي القطاةُ قَطوفُ

الحُطيئة

[الحمدان]

وذي حاجةٍ قلنا له لا تَبُحْ بها
فليس إليها ما حييتَ سبيلُ

لنا صاحبٌ لا ينبغي أن نَخُونَهُ
وأنتَ لأخرى صاحبٌ وخليلُ

ليلى الأخيلية

[الحمدان]

يا ناشِرَ العِلمِ بِهَذي البِلادْ
وُفِّقتَ نَشرُ العِلمِ مِثلُ الجِهادْ

بِالعِلمِ سادَ الناسُ في عَصرِهِمْ
وَاختَرَقوا السَبعَ الطِباقَ الشِدادْ

أَيَطلُبُ المَجدَ وَيَبغي العُلا
قَومٌ لِسوقِ العِلمِ فيهِمْ كَسادْ

ما أَصعَبَ الفِعلَ لِمَن رامَهُ
وَأَسهَلَ القَولَ عَلى مَن أَرادْ

أحمد شوقي

[الحمدان]

فما كلُّ من شاء المعالي ينالُها
ولا كلُّ سَيَّارٍ إلى المجد يهتدي

أبو فراس الحمداني

[الحمدان]

‏فالوجهُ مثل الصُّبحِ مُبْيَضُّ
‏والشَّعرُ مثل اللّيلِ مُسْوَدُّ

‏ضِدّانِ لمّا استُجمِعَا حَسُنَا
‏والضّدُّ يُظهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ

......

[الحمدان]

‏فسَلِّمِ الأمْرَ للرَّحمَنِ وارضَ بِهِ

‏هُو البَصيرُ بِحَالِ العبدِ مِنْ أَلَمِ

[الحمدان]

" مَن يُقنِعُ الآمالَ أنَّكَ لستَ لي

‏أو يُقنِعُ الآلامَ أنِّي لستُ لَكْ

[الحمدان]

‏وَمَا أنا بِالمُصدّقِ فيك قَولًا

‏*ولكني شقِيتُ بِحُسنِ ظَنّي

[الحمدان]

‏وَاللَهُ قَد جَعَلَ الأَيّامَ دائِرَةً

‏فَلا تَرى راحَةً تَبقى وَلا تَعَبا

[الحمدان]

قد كان وَصلُكَ لي النعيمَ ودُونهُ
صارت حياتي كُلُّها أكدارا

يا صائدَ القلبِ المعذبِ بالهوي
عَيني تََراكَ وتُنكِرُ الإبصارا

لَمَّا اختَفيتَ وكان قُربُك جنةً
تَجري وتُجري حولَها الأنهارا

ناديتُ أطيارَ الحديقةِ إنها
ذِكرى حبيبي تَشغلُ الأفكارا

حاشا لِمِثلي أن يخونَ وِدادَكُم
أو كان قلبي حاملاً أوزارا

فتذكرِ الرَّوضَ الجميلَ ومِثلَهُ
أزهارَ قلبٍ يَعشَقُ الأزهارا

قد أَقسَمَت أنْ لا تَذوقَ شرابَها
حتى تَراكَ وتقطع الأخطارا

وتَذَكَّرِ اللَّيلَ الطويلَ وأُنسَهُ
فالحُبُّ يَذكُرُ دَربَنا والدَّارا

ومعاتباتٍ كَم سَرَت ما بَينَنا
لحناً وشَدواً سارياً مَوَّارا

......

[الحمدان]

رفيقَ صلاحِ الدينِ هل لكَ عودةٌ
فإنَّ جيوشَ الرُّومِ تنهى وتأمُرُ

رفاقُكَ في الأغوارِشدّوا سُرُوجَهمْ
وجندكَ في حطينَ صلّوا وكبروا

تُغني بكَ الدنيا كأنّكَ طارقٌ
على بركاتِ اللهِ يرسُو ويُبحِرُ

تناديكَ من شوقٍ مآذنُ مكةٍ
وتبكِيْكَ بدرٌ يا حبيبي وخيبرُ

ويبْكِيْكَ صفصافُ الشآمِ ووردُها
ويبكِيْكَ زهرُ الغَوْطَتَينِ وتدْمُرُ

تعال إلينا فالمروءاتُ أطْرَقَتْ
وموطِنُ آبائِي زجاجٌ مُكَسّرُ

هُزِمنا وما زِلنَا شتاتَ قبائلٍ
تعيشُ على الحقدِ الدَّفينِ وتثأرُ

أنا شجرُ الأحزانِ أنزِفُ دائما
وفي الثلجِ والأنواءِ أُعطِي وأُثمِرُ

......

[الحمدان]

عَلَى نَغَمِ الصَّبَاحِ تُفِيْقُ رُوْحٌ
وَتَرْجُو أَنْ يَفِيْضَ نَدَىً عَلَيْهَا

تَكَادُ تَذُوْبُ فَوْقَ يَدَيْهِ شَوْقاً
وَكَمْ بَانَ الظَّمَا مِنْ مُقْلَتَيْهَا

صباح الخير أَعْذَبُ مَا يُغَنَّى
فَيَشْرَبُ كُلُّ مَنْ يُصْغِيْ إِلَيْهَا

......

[الحمدان]

ويقـرأُ النَّــاسُ أحرفَـنا فتعجِـبُهم
ويحسبُــونَ بـــأنَّ الحُــزنَ إِبــداعُ

سَيشهـدُ الحـرفُ أنَّ الحبرَ أدمُعنا
لـو يعلمــونَ وأنَّ السَّــطر أوجـاعُ

البوحُ فيضٌ منَ الآلامِ لو حُبست
تهشَّمتْ مِـنْ أزيـزِ الصَّـدرِ أضلاعُ

......

[الحمدان]

ياشمس في الإصباح لا تشمسي
ساعات للمحبوب فيها شؤون

با سكنك يازين خلف ارمشي
حتى تواريك غامضات الجفون

لافي النهار ابغي ولا في العشي
غيري يشوفك من شرار العيون

ممشاك حيث الدم مني مشي
داخل شراييني يطيب السكون

سهام ألحاظك بها تربشي
عقلي تخليني شريد الذهون

والقلب لا راشي ولا مرتشي
يقدر يؤثر فيه مهما تكون

المغريات ما اهتز من أمرش
ولا قوام مياس مثل الغصون

مخلص وفي ما مال نحوالقشي
في يوم أوفكر بعشقه يخون

ماعشت بايبقى رفيع اعرشي
مأواك باقي بي ليوم المنون

......

[الحمدان]

إلى متى وحنينُ الشَّوق يقتُلني
‏ومن يداوي جِراح الروح بالتلفِ

‏مازالَ قلبي برغمِ البُعدِ يؤلمنِي
‏كم من غيابٍ بلا عُذرٍ ولا أَسفِ

‏ناشدتُكَ الله هل بات الهوى ألماً
‏ومن لنبضِي إذا أسْرفتُ في شَغَفي

‏أحْيَا الحياةَ بلا رُوحٍ كأن بها
‏طعم المماتِ بلا نَزْعٍ ولا وَجَفِ

......

[الحمدان]

‏لولا المعيّةَ يا ربّاه لانفطرت
‏منّا القلوبُ على آمالها كمَدا

‏يا ربِّ يا ربَّ السماءِ ومنْ
‏ندعوهُ نرجو عونهُ مَددا

......

[الحمدان]

‏اللهُ خصّ محمدًا واختاره
‏أعلى على كل الورى مقدارهْ

‏أعطاهُ فضلا لا يُرامُ و زادهُ
‏فاز ‌ المحبّ إذا اقتفى آثارهْ

‏أكرِم به نورًا يضيءُ لحائرٍ
‏فاقرأْ شمائلهُ و ذقْ أنوارهْ

‏صلى عليه‌ الله ما طيف سرى
‏أو حنّ مشتاقٌ له أو زارهْ


اللهم صل وسلم على نبينا محمد

[الحمدان]

‏بكِ أطمئنُّ مشاعراً أفكارا
‏وأشعُّ في وجهِ الظلامِ نهارا

‏وأعيدُ أيامي إلى تقويمها
‏تلك التي لم تعرف استقرارا

‏بكِ أطمئنُّ فحاولي أنْ تفهمي
‏إنّي عشقتُكِ مرغماً مختارا

......

[الحمدان]

‏أتقرأ ما كتبتُ لها أتدري
‏بأنّي بَعدُ لم أكتب سواها

‏أمثلي لم تزل تشتاقُ لكن
‏تكبُّرها يفوقُ بها هواها

......

[الحمدان]

طَرِبتَ وَشاقَتكَ المَنازِلُ مِن جَفنِ
أَلّا رُبَّما يَعتادُكَ الشَوقُ بِالحُزنِ

نَظَرَتُ إِلى أَِظعانِ زينَبَ بِاللِّوى
فَأَعوَلتَها لَو كانَ إِعوالَها يُغني

فَوَاللَهِ لا أَنساكِ زينَبُ ما دَعَت
مُطوَقَةٌ وَرقاءَ شَجواً عَلى غُصنِ

فَإِنَّ اِحتِمالَ الحَيِّ يَومَ تَحَمَّلوا
عَناكِ وَهَل يَعنيكِ إِلّا الَّذي يَعني

وَمُرسِلَةٌ في السِرِّ أَن قَد فَضَحتَني
وَصَرَّحتَ بِاِسمي في النَسيبِ فَما تَكني

وَأَشمَتَّ بي أَهلي وَجُلَّ عَشيرَتي
لِيَهنَئكَ ما تَهواهُ إِن كانَ ذا يَهني

وَقَد لا مَني فيها اِبنُ عَمّي ناصِحاً
فَقُلتُ لُهُ خُذ لي فُؤادي أَو دَعني

محمد النُّمَيري

[الحمدان]

تَجَلَّدَ لِلرَحيلِ فَما اِستَطاعا
وَداعًا جَنَّةَ الدُنيا وَداعا

عَسى الأَيّامُ تَجمَعُني فَإِنّي
أَرى العَيشَ اِفتِراقًا وَاِجتِماعا

أَلا لَيتَ البِلادَ لَها قُلوبُ
كَما لِلناسِ تَنفَطِرُ اِلتِياعا

وَلَيتَ لَدى فُروقٍ بَعضَ بَثّي
وَما فَعَلَ الفُراقُ غَداةَ راعا

أحمد شوقي

[الحمدان]

يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً
مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا

بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي
إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ

خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ
دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ

هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت
فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ

أحمد شوقي


القعساء : المنيعة الثابتة

[الحمدان]

آفةُ العالمِ أن لا يعملا
وشقا الجاهلِ أن لا يسألا

إنما العلمُ كمثلِ المالِ لا
تنفع الأموال حتى تبذلا

ولكلِّ الناسِ فقرٌ شاملٌ
والغنيُ فقرهُ أن يبخلا

مصطفى الرافعي

[الحمدان]

تعيرني بفقري بنت عمي
وفقر المرء ما قبضت يداه

إذا كان الكريم قليل مالٍ
فمن يقضي حوائجنا سواه


إبراهيم جمال

[الحمدان]

لا تنتقم إن كنت ذا قدرةٍ
فالصّفح من ذي قدرةٍ أصلحُ

واصفح إذا أذنب خلٌّ عسى
تلقى إذا أذنبت من يصفحُ

إبراهيم المنذر

[الحمدان]

معاذَ الإلهِ أن تنوحَ نساؤنا
على هالكٍ أو أن نَضِجَّ من القَتلِ

قراعُ السُّيوفِ بالسُّيوفِ أحلَّنا
بأرضٍ براحٍ ذي أراكٍ وذي أَثلِ

فما أبقتِ الأيَّامُ مِلمَالِ عندنا
سِوى جِذمِ أذوَادٍ مُحَذَّفَةِ النَّسلِ

ثلاثةُ أثلاثٍ فأثمانُ خيلِنا
وأقواتُها وما نسوقُ إلى القَتلِ

عمرو بن كلثوم


مِلمَال: أي مِن مَال، وهو أدغم النون وهذه اللغة مازالت مستعملة ببلداننا العربية
جذم: أصل
أذواد: المجموعة من الإبل بين الثلاثة إلى الخمسة.
محذفة: مقطوعة

[الحمدان]

فَقُل لِمَن يَدَّعي في العِلمِ فَلسَفَةً

حَفِظتَ شَيئًا وَغابَت عَنكَ أَشياءُ

أبو نواس

[الحمدان]

خَليلَيَّ صَبرًا راحَةُ الحرّ في الصَّبرِ
وَلا شَيء مِثل الصَّبرِ في الكَربِ لِلحُرِّ

فَلا تَيأَسا مِن فَرحَةٍ بَعدَ ترحة
وَأَن تَبأيا بِاليُسرِ مِن بَعد ما عُسرِ

فَكَم مِن أَسيرٍ كانَ في القِدِّ موثِقًا
فَأَطلَقَهُ الرَّحمَنُ مِن حَلَقِ الأَسرِ

لَئِن كُنتُ مَأخوذًا أَسيرًا وَكُنتُما
فَلَيسَ عَلى حَربٍ وَلَكِن عَلى غَدرِ

سعيد بن جودي

[الحمدان]

الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ قَالَ:
وَجِدْتُ فِي نَفْسِي حِينَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّيْفَ فَمَنَعْنِيهِ وَأَعْطَاهُ أَبَا دُجَانَةَ، وَقُلْتُ: أَنَا ابْنُ صَفِيَّةَ عَمَّتَهِ، وَمِنْ قُرَيْشٍ، وَقَدْ قُمْتُ إلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ إيَّاهُ قَبْلَهُ، فَأَعْطَاهُ إيَّاهُ وَتَرَكَنِي، وَاَللَّهِ لَأَنْظُرَنَّ مَا يَصْنَعُ، فَاتَّبَعَتْهُ، فَأَخْرَجَ عِصَابَةً لَهُ حَمْرَاءَ، فَعَصَبَ بِهَا رَأْسَهُ، فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ أَخْرِجْ أَبُو دُجَانَةَ عِصَابَةَ الْمَوْتِ، وَهَكَذَا كَانَتْ تَقُولُ لَهُ إذَا تَعَصَّبَ بِهَا. فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ:



أَنَا الَّذِي عَاهَدَنِي خَلِيلِي
وَنَحْنُ بِالسَّفْحِ لَدَى النَّخِيلِ

أَلَّا أَقَوْمَ الدَّهْرَ فِي الْكَيُّول
اضْرِبْ بِسَيْفِ اللَّهِ وَالرَّسُولِ

......

الكيول : مؤخرة الجيش

[الحمدان]

أشتَقتُكَ حتى أمتلأت بِھواكَ أضلُعي
وسَالَ الشُوقُ مِن عَنِيَ فظنوه أدمُــــعي

والله ما طاب لي نَفَسٌ ولســت معي
ولا دَعَــــوتُ إلا وفـــــكَ تضَــــــــرُعي

ولا وددتُ بـــغرِ وَصـــلِكَ مَطـــــمَـــــعي
فَبِحَـــــقِ الَھوى فــــــا أقدارُ تَواضَــــــــعي

......

[الحمدان]

‏مابالُ عينيْك قد أضنى بها السّهرُ
‏أمْ هذهِ سُنّةُ العشّاقِ والقدرُ

‏أكلّما جَنّ ليْلٌ بِتّ تذكرُهمْ
‏والعمرُ يمضي ولم يظهر لهم خبرُ

‏حتى زياراتِ طَيفٍ كنتَ تألفُها
‏غابت وغابَ جمالُ الليلِ والسّمرُ

‏فأصبحَ الكونُ لا أُنسٌ و لا طربٌ
‏ولا ضجيج ولا صوتٌ ولا أثرُ

......

[الحمدان]

عزَّتْ دموعيَ لو لمْ تَبعثي شَجَناً
رَجعت مِنه لحرِّ الدمع أبترِد

خَلعتُ ثوبَ اصطِبارٍ كانَ يَستُرنُي
وبانَ كِذبُ ادِعائي أنَّني جَلِد

بكَيتُ حتَّى بكا من ليسَ يعرِفُني
ونُحتُ حتَّى حكاني طائرٌ غَرِد

كما تَفجَّرَ عَيناً ثرَّةً حجَرٌ
قاسٍ تفَجَّرَ دمعاً قلبيَ الصَلد

إنّا إلى اللهِ قولٌ يَستريحُ بهِ
ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحدوا

مُدَّي إليَّ يَداً تُمْدَدْ إليكِ يدُ
لابُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نتَّحِد

......

[الحمدان]

أعد الليالي ربيعًا ربيعًا
ويمضي بي الزمان ولا ترجعين

وتبقين وحدك نبضًا بقلبي
ويرحل عمري ولا ترحلين


فاروق جويدة

[الحمدان]

ومن محيّاك أشدو نظْمَ قافيتي
‏فإنْ تَبَسّمْت زانَتْ كُلُّ أشعاري

‏وإنْ تَقَطَّعَ حَبْلُ الوَصْلِ منْ يدنا
‏فَلْيَنْقُلِ الطيرُ من حالي وأخباري

‏بأنّ وِدَّكمُ في القلبِ مَسْكَنُهُ
‏ولَوْ تَبَاعَدَ عَنْ سُكْناكُمُ داري

......

[الحمدان]

تُنسَى كأنِّكَ لَمْ تكنْ
خبراً و لا أَثراً و تُنْسى

أَنا للطريق هناك مَنْ تمشي خُطَاهُ
على خُطَايَ وَ مَنْ سيتبعني إلى رؤيايَ

مَنْ سيقول شعراً في مديح حدائقِ المنفى
أمامَ البيت ، حراً من عبادَةِ أمسِ

حراً من كناياتي و من لغتي ، فأشهدُ
أَنني حيُّ و حُرُّ حين اُنْسَى!

محمود درويش

[الحمدان]

قصيدة حكاية عباس

عباس وراء المتراسْ

يقظ ، منتبهٌ ، حساسْ

منذ سنين الفتح يلمع سيفه

و يلمع شاربه أيضاً

منتظراً محتضناً دفه

بلع السارق ضفه

قلَّب عباس القرطاسْ

ضرب الأخماس لأسداس

بقيت ضفه

لملم عباس ذخيرته و المتراسْ

و مضي يصقل سيفه

عبر اللصُ اليه و حل ببيته

أصبح ضيفه

قدم عباس له القهوة

و مضي يصقل سيفه

صرخت زوجته عباسْ

ضيفك راودني عباسْ

ابناؤك قتلي عباسْ

قم أنقذني يا عباسْ

عباس اليقظ الحساسْ

منتبهٌ لم يسمع شيئاً

زوجته تغتاب الناسْ

صرخت زوجته عباسْ

الضيف سيسرق نعجتنا

قلَّب عباس القرطاسْ

ضرب الأخماس لأسداس

أرسل برقية تهديد

فلمن تصقل سيفك يا عباس!

لوقت الشده

اصقل سيفك يا عباسْ

احمد مطر

[الحمدان]

لا تصالح
و لو توَّجوك بتاج الإمارة

كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ؟
و كيف تصير المليكَ

على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك

فلا تبصر الدم في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف

سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم الآن صار وسامًا و شارة

أمل دنقل

[الحمدان]

لم يسئلو ماذا وراءَ الموتْ

كانو يحفظونَ خريطة الفردوسْ

اكثرَ من كتاب الأرض

يُشغلهُمْ سؤالًٌ آخرْ

ماذا سنفعل قبلَ هذا الموتْ!


محمود درويش

[الحمدان]

من أين يأتينا الفرح

و نحن من يوم تخاصمنا

على النسوان في غرناطة

تفككت أمتنا و هرهرت دولتنا

و طارت البلاد

من أين يأتينا الفرح

و نحن من يوم خرجنا من فلسطين

تحولنا إلى رماد

نزار قباني

[الحمدان]

نحن ما زلنا هنا و لنا أحلامنا الكبرى

كأنْ نستدرج الذئب إلى العزف

على الجيتار في حفلة رقص سنوية

و لنا أحلامنا الصغرى

كأنْ نصحو من النوم معافينَ من الخيبة

لم نحلم بأشياء عصيّة

نحن أحياء و باقون و للحلم بقيّةْ


محمود درويش

[الحمدان]

إنَّ الخيارات هنا محدودةً

بين دخول السجن أو بين دخول المقبرة

لا شيء في مدينة المليون تابوت سوى

تلاوة القرآنَ و الجنائزَ المنتظرة

لا شيءَ إلا رجل يبيع في حقيبةٍ

تذاكر الدخول للقبر يسمى عنترة

نزار قباني

[الحمدان]

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُه

......

[الحمدان]

مضى عهدُ التلهّي والتصابي
طواهُ الدهرُ طيّكَ بالكتابِ

وبتّ كأنني فيهم غريبًا
أرى بعيونِ من ألقى تَبابي

إذا مدّوا إليّ ذِراعَ نفعٍ
وجدتُ بها معاولَ للخرابِ

أتوني بالطبيب يجدّ سيرًا
ليبلغَ بالتطبب كُنْهَ ما بي

يقول لي الطبيب: أرى أمارًا
بأنّكَ غارقٌ في الإكتئابِ

أتعلم علّتي أم أنت تهذي
فما سبب اكتئابي وانكبابي


خالد الحمدان

[الحمدان]

‏فَـ أنتَ وحدَك مَن بـِ الحُبِّ يسكُنني
وَ أنتَ أجمــــل ما ضمَّتهُ أقــــداري

وَ أنتَ أروعُ خلقِ اللــــهِ في نظري
وَ أنتَ عشقي بـِ إعلاني وَ إسـراري

أراكَ شمســـــاً وأفلاكي تطوفُ بها
طافت بـِ حُبِكَ يا دُنيـــــايَ أقماري

وَ اللــــهِ لستُ أرى إلّاكَ مُنفـــــرداً
ك البدرِ مُكتملاً أشغلتَ أنظـــاري


......

[الحمدان]

‏و هذا اللّيل أوسعني حنينًا
فمـزّقَ ما تبـقّى مِن ثباتي

تلوحُ الذكـرياتُ بكـلَّ دَربٍ
لأَهرُبَ مِن شـتاتي للشتاتِ

و ما بي غير شـوقٍ لا يُداوى
وبعضُ الشّوقِ أَشبَهُ بالمماتِ

.....

[الحمدان]

‏صبَاحٌ يكتسي أمَلاً وبشرا
ويبعثُ وجهُه الأنوارَ نهْرَا

بحَمدِ اللهِ سبّحَ كلُّ شيئٍ
وضَاعَ الثغرُ بالأذكار عِطرَا

فلا تلقَ الصبَاحَ على هُمُومٍ
فكم شاهدتَ بعدَ العُسرِ يُسْرا

......

[الحمدان]

ولو عَلِمت مُراد اللّهِ من عِوضٍ
لقلتَ حمدًا إلهي واسعُ الكرمِ

فسلّم الأمرَ للرحمنِ وارضَ بهِ
هو البَصيرُ بحالِ العبدِ من ألمِ

......

[الحمدان]

عجــافٌ هـذه الأيــام فيـنا
ولكـنّـا نـــرى نـــورا مبـيـنًا

ستمضي هذه الأيـام حتـمًا
وتشهد إن جزعنا أو رضيـنا

......

[الحمدان]

‏متابعيني كلهم قمــة الذوق
من حبهـم حتى التواصـل هويته

اناوهم تشبيه عاشــق ومعشوق
وغلاتهم داخــل خفوقــي بنيته

هذا كلام القلب من كل الاخفوق
من قلب صادق بالمحبه حكيته

ارسل لهم حبي مع كامل الشوق
لكل غالـي فـي حياتــــي هديته



اهداء لمتابعيني

[الحمدان]

إنّي رميت القلب صبًا مذعنًا
بل خاضعًا يرجو الرضا لا ينثَني

وحفرتُ في الأحشاء حرفك غائرًا
وجعلت حرفك في الصبابة موطني

......

[الحمدان]

أبليتني بالعشقِ ثم تركتني
وأذقتني حلو الهوى فقتلتني

ووهبتني قلبًا يفيضُ تعطّفًا
بضعًا من الأيام ثم قهرتني

تقسو عليّ ولستُ أعلمُ غلطتي
أو غلطتي أنّي بِذُلّي أنحني


......

[الحمدان]

سلاماً على حب صاف رقرق
و من نوم الدجى أرّق

و دمع العين على الخد ترقرق
فارحم بعيداً و بقلبه ترفق

......

[الحمدان]

من روائع الشاعر :
كريم العراقي

أتيتُ أُسلم عليك وأذهب
فمن هو أشطنُ مني وأكذب

[الحمدان]

‏أسماءُ مهلاً ما عشقتُ سِواكِ
إلا رُدينةَ والذي سوّاكِ

إن لم تخنّي الذاكراتُ فإنني
أحببتُ سلمى قبل ما ألقاكِ

وعشقتُ بعض الطالباتِ وجارةً
كانت تواعدني على الشُّباكِ

أيضاً وآنسة العلوم وقبلها
جوريةً خُلقتْ بِلا أشواكِ

فإذا أبيتِ فكلهنّ رواغبٌ
وإذا رضيتِ فكلهنّ فداكِ

عبدالله العلي

[الحمدان]

أرى الناس أخلاطاً جميعاً و إنهم
على ذاك شتَّى والهوى مُتفرِّقُ

ترى المرء إن جالستهُ ذا صناعةٍ
و سائرُ مافيه على ذاك أخـرَقُ

......

[الحمدان]

أَذُمُّ إِلى هَذا الزَمانِ أُهَيلَهُ
فَأَعلَمُهُم فَدمٌ وَأَحزَمُهُم وَغدُ

وَأَكرَمُهُم كَلبٌ وَأَبصَرُهُم عَمٍ
وَأَسهَدُهُم فَهدٌ وَأَشجَعُهُم قِردُ

وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى الحُرِّ أَن يَرى
عَدُوّاً لَهُ ما مِن صَداقَتِهِ بُدُّ

......

[الحمدان]

موشحة
جادك الغيث إذا الغيث هما
يا زمان المسلم الاندلسي


للشاعر الاندلسي /لسان الدين الخطيب

[الحمدان]

وجربتُ إخوان الزمان فلم أَجد
صَديقاً جميلَ الغيب في حال بعدهِ

وكم صَاحِبٍ عَاشَرتُه وألفتُه
فما دَام لي يوماً على حُسنِ عهده

وأغربُ من عنقاءَ في الدّهر مغرب
أَخو ثقةٍ يسقيك صافي ودِّه

......

[الحمدان]

قلْ ما تشاءُ بمحفلٍ أو مجهلٍ
واخزُنْ لسانَكَ عن مَقالٍ يُوبِقُ

إنّ الصغيرة َ قد تجرّ عظيمةً ًً
و لربما أودى بشاهٍ بيدقُ


ابن خفاجة

[الحمدان]

يقول الفقيه الحُميدي رحمه الله :

لقاءُ الناسِ ليسَ يُفيدُ شيئاً
سوى الهذيانِ من قيلٍ وقالِ

فأَقْلِلْ من لقاء الناس إلا
لِأخذِ العلم أو إصْلاحِ حالِ

[الحمدان]

بُليتُ بصاحبٍ إنْ أدْنُ شِبراً
يَزِدني في مُباعَدَةٍ ذِراعا

وَإِن أَمدُد لَهُ في الوَصلِ ذَرعي
يَزِدني فَوقَ قيسِ الذَرعِ باعا

كِلانا جاهِدٌ أَدنو وَينأى
كَذَلِكَ ما اِستَطَعتُ وَما اِستَطاعا

أبو الأسود الدؤلي

[الحمدان]

وَعَسى اللَيالي أَن تَمُنَّ بِجَمعِنا
عِقداً كَما كُنّا عَلَيهِ وَأَكمَلا

فَلَرُبَّما نُثِرَ الجُمانُ تَعَمُّداً
لِيَكونَ أَحسَنَ في النِظامِ وَأَجمَلا

ابن خفاجة

[الحمدان]

أظـنُّ البـدر يعشقـهُ كعشقي
وأحسبهُ لصفـرتـهِ سقيمـا

وأحسب كـل ذي نظـرٍ رقيبـاً
وأحسب كـل ذي نطـقٍ خصيمـا

أبثُّ مـع البـليـلِ إليـه شـوقـي
فتبلغـه وقـد عـادت سمـومـا

ابن سهل الأندلسي

[الحمدان]

‏ياليتني طفل واحلامي وسع يدي
وما اعرف من الحياة الا بساطتها

ضحكتي على قدي وهمي على قدي
واخر افكاري حضن امي وغرفتها

......

[الحمدان]

أبو عطاء أفلح بن يسار السِندي.
كان لأفلح بن يسار لُكنةٌ في لسانه ولثغة، وكان يغضب إذا عرّض به أحدٌ من أجل ذلك، فاتخذ غلاماً فصيحاً يُنشد عنه أشعاره وسمّاه عطاء وتكنى به. ومن شعره :

ولا ترضَ مِن عيشٍ بدونٍ ولا تنَمْ
وكيفَ ينامُ الليل من باتَ مُعسِرا

[الحمدان]

ملك إشبيلية المخلوع المعتمد بن عباد يصور هوانه وآلامه في أسره ويذكر حال زوجته وقد هالها وروعها تغير حالها، وانقلاب حياتها من عز إلى ذلة، ومن رفعة إلى ضعة. فيقول :

قالت
لقد هُنّا هُنَا مولايَ أينَ جاهُنا
قلتُ لها : إلى هُنا صيّرنا إلـــهُنا

[الحمدان]

لولا النساء لما ترنم شاعر
ولما تعلق بالهوى الغلاب

أما الرجال فقسوة وصلافة
شتان بين الزهر والأخشاب

......

[الحمدان]

لولا النساءُ لما كتبتُ قصيدةً
ولما سموت طهارةً وجلالا

منهنّ أمي وابنتايَ وزوجتي
حسبي بذلك رفعةً وكمالا

هنّ اللواتي إن شكوتُ رأفنَ بي
ومسحنَ دمعَ مواجعي المنهالا

لم يؤذني في العيشِ إلا معشرٌ
كُتِبوا بأوراقِ الثبوتِ رجالا

ما همْ رجالٌ لا ولا أشباهُهمْ
يأبى الرجالُ أذيةً وسَفالا

فواز اللعبون

[الحمدان]

لولا النساءُ لكان كل حديقة ٍ
قاعًا بلا ورد ٍ ولا عناب ِ

هُنَّ المعاني الرائعاتُ مشاعراً
بالوصف ِ بالإيجاز ِ بالإطنابِ

......

[الحمدان]

يا ليتني لم أقل أف لها أبدا
وليتني لم أرق دمعا لعينيها

وليتني عشت مملوكا لخدمتها
أذل عزة نفسي عند نعليها

وليتني لم أنم نوم الخلي وقد
جافي لأجلي لذ النوم عينيها

وليتني كنت جبرا عند دمعتها
اعطي لها ما تمنت من أمانيها

وليتني عندما كانت تقبلني
سرقت رائحة الجنات من فيها

وليتني عندما كانت تهدهدني
بقيت طفلا تداريني بكفيها

أمي واحسب أني حين الفظها
لا شئ في هذه الدنيا يساويها

.......

[الحمدان]

عاثت بساحتك العدا يا دارُ
ومحا محاسنك البِلى والنارُ

فإذا تردد في جنابك ناظرٌ
طال اعتبارٌ فيك واستعبارُ

أرضٌ تقاذفت الخطوُب بأهلها
وتمخّضت بخرابها الأقدارُ

......

[الحمدان]

أندلسي يرثي المعذبين بمحاكم التفتيش:

فيا ساكني تلك الديار كريمة
سقى عهدكم مزن يصوب نميرها

أحقاً أخلّائي القضاءُ أبادكم ؟
ودارت عليكم بالصروف دهورها

[الحمدان]

قال أبو العباس الإشبيلي في زهرة الكتّان :

أهلاً بزهـــرِ اللّازَوَرْدِ ومرحــبا
في روضــةِ الكتّــانِ تعطفهُ الصّبا

لو كنتُ ذا جهــلٍ لخلتُكَ لُجّـةً
وكشــفتُ عن ساقٍ كـما فعَلتْ سـبَا

[الحمدان]

ابن الخطيب :
يا مُحرقاً بالنـارِ قلبَ مُـحِبّـهِ
أنَسيتَ أنك مُـستكِـنٌّ فـي الحـشا

ابن الحكيم الرندي :
عجِبت لهُ أقام برَبْع قلبي
على ما شبَّ فيـه من الأوارِ

[الحمدان]

‏الزواج بمن تفوقك في السن

قال أبو عبد الله النجدي (رحمه الله) :

شاب سلفي يريد الزواج فوجد سلفية تكبره بقليل فطلب نصيحتي فكتبت له قائلا :

إذا أتتك كريمة فلا تبخلن عليها بجودك
و إن كان الجود نفسك و مالك
و السلفية الصادقة كرائم النساء
‏فإذا وجد الدين فاظفر بها
فإن البركة بالأعمال لا بالأعمار.

[ درر نجدية ص 342 ]

[الحمدان]

لحا الله يوما لست فيه بملتق
محياك من أجل النوى والتفرق

وكيف يطيب العيش دون مسرة
واي سرور للكئيب المؤرق

ابن زيدون

[الحمدان]

كلُّ البحار ِوإن تجمَّعَ ماؤها
لاتطفئن شرارةً لجهنّمِ

في حينِ ينجيكَ الإلهُ بدمعةٍ
أنزلتها مِن خشيةٍ وتَندُّمِ

......

[الحمدان]

ما ضرّني حسَدُ اللئام ولم يزَلْ
ذو الفضل يحسدهُ ذَوُو النقْصانِ

عمارة بن عقيل

[الحمدان]

سلام على ايامكم ما بكى الحيا
وسقيا لذاك العهد ما ابتسم الزهر

البلنسي

[الحمدان]

أَضِيئـــوا بالـحُـــبِّ قُـلـوبَـكُــم
إنَّ القُلــوبَ حيـنَ تُحِبُّ تُضَـاءُ

وَقُـولُـوا لمَــنْ تُـحِبُّـوا سَـلامًـا
فَقَـوْلُ المُحِبِّ للـمُحبِّ شِفَـاءُ

النَّـاسُ مَـوتَــىٰ فِـي هَجْـرِهـمْ
وأهلُ المَحبَّةِ فِي حُبِِّهم أَحْياءُ

......

[الحمدان]

الشوقُ قنَّاصٌ وقلبي أعزَلُ
‏لكنه يَفنَى ولا يتوسَّلُ

وأنا يذوِّبُني الحنينُ كشمعةٍ
‏لكن إذا حان الرحيلُ سأرحلُ

‏قلبي يعِزُّ علَيَّ لكِن عزَّتِي
‏فوق اشتياقي والمذلَّةُ تقتلُ

‏وأنا أصُونُ كَرامتي قبلَ الهَوى
‏ولتفعلِ الأشواقُ بي ما تفعلُ

......

[الحمدان]

قلبي الذي آذيْتَهُ وطعنْتَهُ
‏أتظُنُّهُ يكفيهِ أنْ تتأسفا

‏غادرْ فما عادَتْ عيونُكَ جنّتي
‏أبداً وما عُدْتُ المُحِبّ المدنَفا

‏يا من أذقْتُكَ كَأْس وصْلي عذبةً
‏خنْتَ العهودَ فَذُقْ إذنْ كأس الجفا

‏ يبدو بأنّكَ كنتَ تجهلُ قيمتي
‏ فالآنَ قد آنَ الأوانُ لتعْرِفا

......

[الحمدان]

ورجوتُ عيني أن تكفّ دموعها
‏يومَ الوداعِ نشدتُها لاتدمعي

‏اغمضتُها كي لاتفيضَ فأمطرت
‏ايقنتُ أنّي لستُ املكُ مدمَعي

......

[الحمدان]

‏يا جَابراً كسر القلوب جميعها
إجعَل لنَا فِيمَن جبرت نَصِيبَا

مَن للنفوس إذَاتعاظم كربها
وبدَالهَاخَطوالحَياةِ صَعِيبَا

مَن للعيون إذا تقاطر دمعها
يَجلوُ الأسَىٰ دون الأنامِ قَرِيبَا

إنَّ الذي أبكىَ وأضحَكَ قَادِرٌ
أن يَبرئَ القَلبَ الكَلِيلَ طَبِيبَا

......

[الحمدان]

يا أبيضَ القَلبِ لا تَحزنْ إذَا زعموا
أنَّ البياض بِهــذَا العصر تغفيل

إنَّ البياض وإِنْ أعيتهُ غربتهُ
أبهَى الصِّفاتِ وفَـوقَ الرٌّوح إكلِيـلُ

دعِ السَّوادَ الَّذِي يَغشَى ضَمائِرهُـم
وعـشْ نَقِيًـا فِــداكَ القَـالُ والقِيـلُ

......

[الحمدان]

أليسَ وعدتني ياقلب أنّي
إذا ماتبت عن ليلى تتوبُ

فها أنا تائبٌ عن حبِ ليلى
فما لك كلما ذُكِرَت تذوبُ

قيس بن الملوح

[الحمدان]

وعذرتهُ لمّا تساقط دمعهُ
ونسيت أياماً بها أبكاني

وأخذتهُ فِي الحضن أهمس راجياً
جمرات دمعك أيقظت نيراني

أتريد قتلي مرّتين ألا كفى
ف منع دموعك واحترم أحزاني

لا صبر لي وانا أراك محطماً
يا من يجرح دمعهُ أجفاني

......

[الحمدان]

تأتي الشَّدائدُ ساعةً وتغيبُ
وتلُوعُكَ الأيَّامُ ثُمَّ تطيبُ

هي هكذا الدُّنيا وهذا حالُها
ما كُلُّ شِرْبٍ في الزمانِ عَذِيبُ

إنَّ الرِّضا عند النوائبِ سلْوَةٌ
والصبرُ إنْ حلَّ الأسى تطبيبُ

ما طالَ ليلٌ أو تداعَتْ كُربَةٌ
إلَّا ولُطْفٌ الله مِنْـــكَ قريبُ

......

[الحمدان]

كَعُصفُورةٍ في كفِّ طفلٍ يُهِينُها
تُعَانِي عَذابَ المَوتِ والطِفلُ يلعبُ

فلا الطفل ذو عقلٍ يرِقُّ لِحالِها
ولا الطّيرُ مَطلُوقُ الجنَاحَينِ فيذهبُ

......

[الحمدان]

وسألتُ جُرحي هل ينامُ ضجيجُه
فأجاب ويْحـك قد سألْت عَلِيما

والعهدُ أنَّك في أمْوري عالمٌ
إِذْ قـدْ ألِفْتُـك مدْركـاً وفهيما

فأنا صديقُك مـنذُ ألفٍ قد خـلتْ
وإلـى رحابِك قد أتيْـتُ مُقيمـا

سأنامُ لكنْ بعد نومِك في الثّرى
ماكـان مِثلـي مـن يخونُ نديما


......

[الحمدان]

أنا لا أُبالي إن تَبدَّل وِدّكُم
ما صابَني نَقصٌ وَلا خسرانُ

مَا دُمتُ أَحيا والكَرَامَةَ دَاخِلي
مَا عَابَني صَدٌّ ولا نِسيانُ

لَستُ الذي يَرتَجي النّاسَ وَصلاً
وَلا مَن إِذا هَجَروا يَألمُ

أنا البدرُ ما ضرَّني في ليالي
سُحبٌ تُغادرُ أًو أنجُمُ

......

[الحمدان]

وكنَّا لا نغيبُ عن التلاقي
‏وإن ماجت بنا الأشواقُ جئنَا

‏فلم أقصد ولم تقصد فراقي
‏ولكنا بلا تخطيط غبنَا

‏فما عدنا وما عاد التلاقي
‏وما نال الفوادُ لما تمنَّى

‏تفرَّقنا وصار الذكرُ باقِ
‏وبعد الوصلِ صار اليوم كنَّا

......

[الحمدان]

لاتطلب الرفق ممن ليس يملكه
حتى وإن كان يبدو أنه بشر

فقد يبالغ في كيل العداء أخ
وقد يرق على اوجاعنا حجر

......

[الحمدان]

يا عزة النفسِ كوني في العلا قمرا
فالعيشُ دونكِ مثل الغصنِ إن مالا

ما قيمةُ المرءِ أن ضاعت كرامتهُ
فضلُ الكرامةِ يعلو الجاه والمالا

من لا يهتم لأمرك لا تهتم لأمره
فالمحبة جميلة لڪن عزة النفس أجمل

......

[الحمدان]

قُلْ للذين عن الأنظارِ قد ذهبوا
لأنتم الدر والياقوت والذهبُ

لا تَحسبوا البعدَ ينسينا مودَّتَكم
إنْ يبعد الجسمُ فالأرواحُ تقتربُ

لكلِّ نارٍ إذا ما أُضرِمَتْ لَهبٌ
لكنما الشوقُ نارٌ ما لها لَهَبُ

......

[الحمدان]

أُحبـكَ فوقَ ما يصفُ الكـلاَمُ
وَ يهجُــرُني إذا غِبتَ المَنَــامُ

فَـ يُدنيني إليكَ الشوقُ حتىٰ
تكادُ تئّنُ في صـَدري العظامُ

لأنّكَ في ضلوعي كُلُّ خَفقٍ
وَفي عينَيّ وَجــدٌ وَ اضطِرامُ

......

[الحمدان]

يا شَاغِلَ العَينينِ كيفَ سَلبتَني
وَ وَقعتُ في مَحظورِ مَا أتحَذَّرُ

يا سَارِقَ الأنفاسِ كيفَ عَبثتَ بي
وَ أنا الكتومُ الحَاذِقُ المُتحَذّرُ

هَذي العيونُ الهَاجراتُ تَهَجّدي
وَ خفُوقيَ المَجنونُ كيفَ يُفسَّرُ

جِدْ لي جَواباً للسؤالِ لكي تَرى
إنّي أحبَّكَ فوقَ مَا تَتصوَّرُ

آمَنتُ انَّ الحُبَّ فيكَ نُبوءَتي
وَ هواكَ شبه الموتِ لا يَتكرَّرُ

......

[الحمدان]

إن ضـاقَ قـلبُك لا تُـظهِر سـريرتهُ
وكُــن على نـبضهِ الموجوعِ مؤتمَنا

فالــبَوحُ راحـةُ يـومٍ ثُــمّ تـتبعُـهُ
مَـلامَةٌ وشـعـورٌ واهـــنٌ وعــنا

كم دَمعةٍ أرخَصَتْ مِن قَدرِ صاحبها
كـم مرّةٍ باحَ فيها القلبُ فامــتُهِنا

فلتَرْعَ للنفسِ فـي الـدنيا كرامَتها
كي لا تَرى دمعها يجري هُنا وهُنا

واكتـم شـعورك فالأيامُ مُـوجِـعَةٌ
وأنت وحـدكَ مَـن قـد يدفعُ الثمنا

......

[الحمدان]

ما كان حُبّي قصةً عبثيّةً
حتى تُضيّعها وتكتُب موتَها

أنتَ الذي أطفأتَ نورَ محبّتي
لو كُنتَ تحترمُ العهودَ لصُنتَها

أنا لستُ كالألعابِ حين مَللْتها
ألقَيْتَها ومتى أردتَ رددْتَها

عُد للغيابِ فإنّ عيني لم تعُد
تلك التي تَبكيكَ حين تركتَها


......

[الحمدان]

يــا حزنُ غزّة كيف أُخفي أدمعِي
ومـشاهد الجرحى تؤرِّقُ مضجعِي

والــحرفُ مــنْ ألــمٍ يُنازعُ صمتهُ
وأنــين روحٍ مــنْ صميمِ تَوجُّعي

وإذا غمضتُ العينِ عنْ ما صوَّروا
صــرخات أمٍ صوتها في مَسمعي

قــتلوا الطّفولةَ حينَ شنّوا حربها
لــم يُــنصتوا للعدلِ أو عقلٍ يعِي

لــم يــتركوا شــيخًا كبيرًا اِنحنى
لــم يرحموا حتى صغير المُرضِع

حــاولت أكــتمُ عَــبرتي وتصبُّري
فــوجدتُ كلَّ النّاسِ تبكيهم معِي

والله مــا نــطقَ الــلّسانُ بــدعوةٍ
إلَّا وكــان الــنّصر غــاية مَطمَعِي

يــاربّ فــانصرهم عــلى أعدائهم
والــعدل يــَحكُم أيّ ظــلمٍ ندَّعِي


ديم السماءِ

[الحمدان]

بعض المواجع ننساها وندفنها
وبعضها في صميم القلب تكوينا

فإن أتتنا من الأغراب نهملها
وإن أتتنا من الأحباب تؤذينا

......

[الحمدان]

ولم ار مثل ذكر الله عونا
على الاحزان يسمو بالنفوس

ولا مثل السجود علا وعزا
لعمري انه تاج الرووس

......

[الحمدان]

يبقى الصباحُ على الصفاء دليلا
‏مهما يكنْ ليلُ العناءِ طويلا
‏
‏فانظر إلى وجه الصباح و حُسنه
‏لترى حياتك واحةً و حقولا

[الحمدان]

يبقى الصباحُ على الصفاء دليلا
‏مهما يكنْ ليلُ العناءِ طويلا
‏
‏فانظر إلى وجه الصباح و حُسنه
‏ لترى حياتك واحةً و حقولا

.....

[الحمدان]

فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيا وَزِينَتُها
وانْظُرْ إلى فِعْلِها بالأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها
هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

خُذِ القَناعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها
لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

يَا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً
يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ

يا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي
فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني

يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً
عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ

......

[الحمدان]

تنزهي يا بنت الأجواد عن سفهٍ
وفارقي كلَّ لعاب وذا شرر

قد أكرم الخالق العلام نسوتنا
بكل خير وإبعاد عن الضرر

لا غرب لا شرق يعطيها كرامتها
بل ديننا الحق إكراما على الفطر

كل السعادة في الوحيين منبعها
في العلم في النص في التفسير للخبر

ليس الصواب بدعوى لا عفاف لها
بل كله الفحش والتحرير كلُّ عُري

فسارعي يا ابنة الإسلام في عجل
إلى سبيل الهدى دوما على الأثر


د. محمد بن غالب العُمري

[الحمدان]

إِنَّ الفَتَاةَ حَدِيقَةٌ وَحَيَاؤُهَا
كَالمَاءِ مَوْقُوفُ عَلَيْهِ بَقَاؤُهَا

لَا خَيْرٌ فِي حُسْنِ الفَتَاةِ وَعِلْمُهَا
إِنْ كَانَ مِنْ غَيْرِ الحَيَاءِ رِدَاؤُهَا

......

[الحمدان]

مابالُ عينيْك قد أضنى بها السّهرُ
‏أمْ هذهِ سُنّةُ العشّاقِ والقدرُ

‏أكلّما جَنّ ليْلٌ بِتّ تذكرُهمْ
‏والعمرُ يمضي ولم يظْهرْ لهمْ خبرُ

‏حتى زياراتِ طَيْفٍ كنتَ تألفُها
‏غابتْ وغابَ جمالُ الليلِ والسّمرُ

‏فأصبحَ الكونُ لا أُنسٌ و لا طربٌ
‏ولا ضجيج ولا صوت ولا أثرُ

......

[الحمدان]

‏إذا الرحمنُ راضٍ عن فعالي
‏فما قد همّني غضبُ الأنامِ

‏وإنْ غيري يميلُ لجمعِ مالٍ
‏فتكفيني مجالسةُ الكرامِ

‏نقيُّ القلبِ مُذ آنستُ رُشْدًا
‏بعيدٌ ما استطعت عن اللئامِ

......

[الحمدان]

عـزّ اللقاءُ وفاض الشـوقُ بُركانا
والروح تهفو وقلبي صار ولهـانا

ما أصعب الصبر إن ضاقت مسالِكُهُ
وأصعب الخطب ما إن كان حـرمانا

مالي سوى النجم في ليلي أسامِرُهُ
والرفيــق له بالفضـل عرفــانا

فيا نسيم الهوى أبلــغ أحبّتنــا
مــرُّ الصبابة بالأشواق أضنـانا

أدعو من القلب رب الكون يجمعنا
فيأتيَ اليــوم نلقــاهُ ويلقــانا

......

[الحمدان]

سَيَنْجلي اللّيلُ وَ الأسفارُ تُوقِظُنا
وَيَذبَلُ الوَردُ قَسراً في البساتينِ

وَينقضي الحالُ وَ الأعمارُ تأخذنا
وَيُصْبحُ الحالٌ رِفْقَاً بالمَساكينِ

وَيَنْتَهي العُمْرُ وَ الأجيالُ تَحمِلُنَا
فَيُكْتَبُ العُمْرُ حَرْفَاً في الدّوَاوِينِ

لِتُشْرِقَ الشَّمْسُ وَ النسيانُ يَترُكنا
بِموطنِ التُّربِ في دَفْنٍ وَ تَوطِينِ

نُودِّعُ الأهلَ وَ الأكفانُ تَلْقفنــا
وَيُصْبحُ القَصْرُ لَحْداً قاسِيَ الطّينِ

وَينْهَشُ الدُّودُ اجْساداً تُزَيّننَا
وَكفّةِ الأجـرِ عِنـوَانُ المَوَازيـنِ

فَيَنْطُقُ الكفُّ عما غابَ مِنْ عَمَلٍ
وَيَشْهَدُ السَّمعُ وَ الأجفانُ بالعينِ

وَيُعْرَضُ العُمْرُ فيما كانَ منقضياً
وَيَصْدُقُ القولُ في حَــقٍّ وَ تَظْنينِ

فَلَيـــْتَ في العُمْرِ أخبارٌ تُذَكْرُنا
فَسَاعَةُ الموتِ تَدْنو دون تَبْيينِ

وَليتَ مَنْ غابَ أو مَنْ ماتَ أوعِظَنَا
نِهَايةَ الحَالِ في غُسْلٍ وَ تَكْفينِ

لنَتْركَ الحَقْدَ كي نحيا بِلا زَللٍ
وَنُبْرِئَ القَلبَ مِنْ غِـلِّ الشَّياطينِ

......

[الحمدان]

صباح الوردِ يا وَردَاً تَهادَى
وَ بَثَّ النورَ في حُسْنٍ وَ أقْبَلْ

وَ فاحَ العِطرُ مِنْ خَدّيهِ يَشْذو
فَأسْقى الوردَ مِنْ خَمرٍ وَ أثْمَلْ

فَغَارتْ رِقَّةُ الأزهارِ حَيــرى
وَ ظَلّتْ عَنْ بَهاءِ الحُسْنِ تَسْألْ

وَ هامَ الطيرُ في الأغصانِ يَشدو
وَ صارَ الشَدوُ وَ التَغْريدُ أجملْ

وَ ذابَ الدربُ في مَشي الهُوينَا
وَ غصنُ الوردِ في سِحرٍ تَدَلّلْ

وَ رَقَّ الزَهرُ وَ الأغصانُ خَجلى
فَغَنّى الصُــبحُ أشْعاراً وَ رَتَّـــلْ

صَباحُ الشوقِ يَا حُسْناً فَقَلبي
يُعاني الوَجْدَ مِنْ شوقٍ تَغَلْغَلْ

تَمَهّلْ أبتغي في بوحِ سِرّي
فداكَ الشعر يَا عُمري تَمَهَّلْ

......

[الحمدان]

ما الشَّوقُ مُقتنعًا مني بذا الكَمَدِ
حتَّى أكونَ بلا قلبٍ ولا كَبِدِ

ولا الدِّيارُ التي كان الحبيب بها
تشكو إليَّ ولا أشكو إلى أحدِ

ما زال كل هزيمِ الوَدقِ يُنحِلُها
والسُقمُ يُنحِلُني حتى حَكت جَسدي

وكلما فاض دمعي غاضَ مُصطَبَري
كأنَّ ما سال من جفنيَّ من جَلَدي


......

[الحمدان]

ومن محيّاك أشدو نظمَ قافيتي
‏فإن تَبَسّمت زانَت كُلُّ أشعاري

‏وإن تَقَطَّعَ حَبلُ الوَصلِ من يدنا
‏فَليَنقُلِ الطيرُ من حالي وأخباري

‏بأنّ وِدَّكمُ في القلبِ مَسكَنُهُ
‏ولَو تَبَاعَدَ عَن سُكناكُمُ داري

......

[الحمدان]

‏أيا لكِ نظرةً أوْدَتْ بقلبي
‏وغادر سَهمُها جسمي جريحَا

‏فلَيتَ أميرتي جادت بأخرى
‏فكانت بعضَ ما يَنْكَا القُروحَا

‏فإِمّا أن يكونَ بها شِفائي
‏وإمّا أن أموتَ فأستريحَا

......

[الحمدان]

أعد الليالي ربيعًا ربيعًا
ويمضي الزمان ولا ترجعين

وتبقين وحدك نبضًا بقلبي
ويرحل عمري ولا ترحلين

......

[الحمدان]

‏يكادُ حسنك أنْ يُغوي ملائكةً

فما تظنين بأبنِ الطينِ والماءِ

[الحمدان]

ألم ترحل وتمضي في مسارِك
‏لماذا لا أكفُّ عن انتظارك

‏لماذا لا تزال الروحُ وَلهَى
‏ومازالت تُعَرِّجُ في مدارِك

‏تسير خُطايَ نحو البعدِ دومًا
‏فيحملني حنيني نحو دارِك

‏ألا تبًا لأشواقي وسحقًا
‏لقلبٍ ذابَ نبضًا في يسارِك

‏أحبكَ لستُ أخفيها ولكن
‏مللت الموت شوقًا في بحارك

......

[الحمدان]

‏ورفعتُ كفي والمطالبُ جمّةُ
‏ لكن ربي واسعُ الرحماتِ

‏حارت شفاهي أيّهم أبدا بها
‏فبدأتُ معتذرًا عن الزّلات

......

[الحمدان]

صبرتُ على غدرِ الزمانِ وحقدهِ
وشابَ لي السُّمَ الزعافَ بشهده

وجربتُ إخوان الزمان فلم أَجد
صَديقاً جميلَ الغيب في حال بعده

وكم صَاحِبٍ عَاشَرتُه وألفتُه
فما دَام لي يوماً على حُسنِ عهده

وأغربُ من عنقاءَ في الدّهر مغرب
أَخو ثقة يسقيك صافي ودِّه

بنفسك صادِم كل امرٍ تُريده
فليسَ مضاءُ السّيف الا بحده

وعَزمك جرِّد عِند كلِّ مهمةٍ
فما نافعٌ مكثُ الحسامِ بغمدهِ

وشَاهدتُ في الأسفار كلَّ عجيبةٍ
فلم أَرَ من نالَ جِدا بجدِّه

فكُن ذا اقتصادٍ في امورك كلها
فأحسنُ أحوال الفتَى حسن قصده

وما يُحرمُ الانسانُ رزقاً لعجزه
كما لا ينال الرِّزقَ يوماً بكَدِّه

حُظوظُ الفَتَى من شقوةٍ وسعادة
جَرَت بقضاءٍ لا سبيلَ لردِّه

......

[الحمدان]

وَلَقَدْ هَمَمْتُ بِقَتْلِهَا مِنْ حُبِّهَا
كَيْمَا تَكُونَ خَصِيمَتِي فِي الْمَحْشَرِ

حَتَّىٰ يَطُولَ عَلَىٰ الصراطِ وُقُوفُنَا
فَتَلَذَّ عَيْنِي مِنْ فُنُونِ الْمَنْظَرِ

ثُمَّ ارْتَجَعْتُ وَقُلْتُ رُوحِي رُوحُهَا
فَإِذَا هَمَمْتُ بِقَتْلِهَا لَمْ أَقْدِرِ

قيس بن الملوح

[الحمدان]

عِرتُ عَلِيّ مَشَاعِرِي فَدَفَنْتُهَا
بَعْدَ الدبُولِ فَمَتُّ قَبْلَ أَوَانِي

لَا شَيْءَ يُطْفِئُ عَبْرَةً مَخْنُوقَةً
فِي الْقَلْبِ إِلَّا رَحْمَةً تَغْشَانِيٌّ

لِلِظُّلْمِ أَلْفُ طَرِيقَةٍ وَأَشَدُّهَا
أَنْ يَعْبَت الْإِنْسَانُ بِالْإِنْسَانِ

......

[الحمدان]

ما عادَ يُجدِي فِي الحَياةِ عِتابُ
‏فَالقَلبُ مُضنىً والشُعورُ مُصابُ

‏وسِنينُ عُمرِي قَد ترنّحَ خَطْوُها
‏تَمضِي وفِي طرَفِ الطريقِ سَرابُ

‏مِن أينَ تَأتِي راحَتِي فمَشاعِري
‏ظَمأى، وحَولِي سُدّتِ الأبوابُ

‏إنّي بَذلتُ الحُبَّ نَبضًا طاهِرًا
‏أسَـفِي عَـلى مَن خَـيّبوهُ وَخابُوا

فَــكأنّــنِي مِــن خَــــيبَتِي مُــتَعبِّدٌ
بذَلَ الخُشوعَ فَخانَهُ المِحرابُ

الناسُ فِي الدُنيا عَبيدُ قُلوبِهِم
يَستَعذِبونَ الحُبَّ وهْو عَذاب

لا حُرَّ يَرضَى العَيشَ بَينَ مَتاهَةٍ
يَـبكِي عَلى مَـن عَــلّقوهُ وغَــابُوا

بَدّلتُ ثَوبِي كي أُرِيحَ مَشاعِرِي
فِي الحُــبِّ قَد تَــتبَدّلُ الأَثــوابُ

فإنّي سَئِمتُ مِنَ العِتابِ وذُلِّهِ
والصَمتُ عَن لُؤمِ القُلوبِ عِقابُ

......

[الحمدان]

لستُ ذليلاً كي اُعز بقُربهم
‏انا عزيزٌ لا يُذل جواري

‏اخترت نفسي والنفوسُ عزيزةٌ
‏أنا لا أعيشُ العمر دون خيارِ

‏لك أن تغيب لن أموت بغُربةٍ
‏فالأرضُ أرضي والمدار مداري

......

[الحمدان]

‏امْلأْ كؤوسَكَ في الحياةِ تفاؤلاً
واسْقِ الذي رامَ السعادةَ واستقي

نِصْفُ التعاسةِ في انتظارِ تعاسةٍ
والنِّصْفُ في فِقدانِ فَأْلٍ مُشْرِقِ

إيّاكَ لا تَتَوَخَّ بُؤْساً قادِماً
إنّ البَلاءَ مُوَكَّلٌ بالمنطق

......

[الحمدان]

لِأَيِّ زَمانٍ يَخبَأُ المَرءُ نَفعَهُ
غَداً فَغَداً وَالدَهرُ غادٍ وَرائِحُ

إِذا المَرءُ لَم يَنفَعكَ حَيّاً فَنَفعُهُ
قَليلٌ إِذا رُصَّت عَلَيهِ الصَفائِحُ


كعب بن زهير

[الحمدان]

‏رَضينا قِسمَةَ الجَبّارِ فينا
لَنا عِلمٌ وَلِلجُهّالِ مالُ

فَإِنَّ المالَ يَفنى عَن قَريبٍ
وَإِنَّ العِلمَ باقٍ لا يزالُ

.......

[الحمدان]

وإن ضاقَ الفضاءُ عليكَ يومًا
وضيّعْتَ الخُطى والدربُ أظلَمْ

فلا تيأسْ فخـيرُ اللهِ آتٍ
إليكَ ومَنْ سوى الرحمنِ أكـرمْ

......

[الحمدان]

‏أقولُ إذا ضاقَت عليَّ مَذاهبي
‏وحلَّت بِقَلبِي لِلهُمومِ نُدوبُ

‏لِطولِ جِناياتي وعُظْمِ خطيئتي
‏هلكتُ، وما لي في المَتابِ نصيبُ

‏وأغرقُ في بحرِ المَخافةِ آيِسًا
‏وترجعُ نَفسي تارَةً فتَتُوبُ

‏تُذكِّرُني عفوَ الكريمِ عَنِ الوَرَى
‏فأحيا وأرجو عفوَهُ فأنيبُ

‏وأخضعُ في قولي، وأرغبُ سائلًا
‏عسى كاشفُ البَلوى عليَّ يتوبُ

......

[الحمدان]

‏عزّت عليّ مشاعري فدفنتُها
‏بعد الذبول فمتُّ قبل أواني

‏لا شيء يُطفئُ عَبرةً مخنوقةً
‏في القلب إلا رحمةً تغشاني

‏للظُّلم ألفُ طريقةٍ وأشَدُّها
‏أن يعبثَ الإنسانُ بالإنسانِ

......

[الحمدان]

لمّا تبوَّأ مِن فؤادي منزلا
‏وغَدَا يسلّط مُقلَتَيْهِ ﻋﻠﻴﻪِ

‏نادَيتُه مسترحِمًا مِن زَفرَةٍ
‏أفضَتْ بأسرارِ الضميرِ إليهِ

‏رِفقًا بمنزلِكَ الذي تحتلُّه
‏يا مَن يُخرِّبُ بيتَه بيديْهِ

......

[الحمدان]

لا تَبكِ لَيلى وَلا تَطرَب إِلى هِندِ
وَاِشرَب عَلى الوَردِ مِن حَمراءَ كَالوَردِ

كَأساً إِذا اِنحَدَرَت في حَلقِ شارِبِها
أَجدَتهُ حُمرَتَها في العَينِ وَالخَدِّ

فَالخَمرُ ياقوتَةٌ وَالكَأسُ لُؤلُؤَةٌ
مِن كَفِّ جارِيَةٍ مَمشوقَةِ القَدِّ

تَسقيكَ مِن عَينِها خَمراً وَمِن يَدِها
خَمراً فَما لَكَ مِن سُكرَينِ مِن بُدِّ

لي نَشوَتانِ وَلِلنُدمانِ واحِدَةٌ
شَيءٌ خُصِصتُ بِهِ مِن بَينِهِم وَحدي


ابو نؤاس

[الحمدان]

احبة قلبي لو دنت لي منيتي
وحيداً أقاسي البعد واليلُ عاكرُ

فلا تحسبوا اني نسيت وجوهكمُ
وبالروح منها ساكنٌ لايغادرُ

سأحضنكم من بعد موتي امانياً
تهل على روحي بهن بشائرُ

واحمل اوطاني هواً وصبابة
فمن جحد الأوطان بالعهد كافرُ

......

[الحمدان]

تَرَكْتُ ظُنُونَ النَّاسِ عَنّي وَرَأْيَهُمْ
‏فَقَدْ كَانَ يَكْفِينِيْ صَحِيحُ ظُنُونِي

‏وَأَعرِفُ مِنْ نَفْسِيْ الّذي يَجْهَلُونَهُ
‏وَأَفْهَمُ ذَاتِيْ فِيْ جَمِيعِ شُؤْونِي

‏وَلا أَرقُبُ التَّقْدِيرَ فِيْ عَينِ نَاقِصٍ
‏إَذَا كَانَ قَدْرِيْ كَامِلاً فِيْ عُيُونِي

‏إبراهيم حمدان

[الحمدان]

فيا صاحبَيْ رحلي دنا الموتُ فانزِلا
برابيةٍ إنّي مقيمٌ لياليا

أقولُ لأصحابي ارفعوني فإنّه
يقِرّ بعينِي أنْ سُهيلٌ بدا ليا

......

[الحمدان]

أَحرى العُيونِ بِأَن تَدمى مَدامِعُها
عَينٌ بَكَت شَجوَها مِن مَنظَرٍ حَسَنِ

ما أَحسَنَ الصَبرَ إِلّا عِندَ فُرقَةِ مَن
بِبَينِهِ صِرتُ بَينَ البَثِّ وَالحَزَنِ

......

[الحمدان]

كَانَتِ العَرَبُ لَا تَدَعُ فَقِيرًا أو جَائِعًا
إلَّا أطعَمَتْهُ وَيَخشَونَ أنْ يَشِيعَ خِلَافَ
ذَلِكَ عَنهُمْ

قَالَ قَيسُ بنُ عَاصِمِ المَنقَرِيُّ:
وَكَيفَ يُسِيغُ المَرءُ زَادًا وَجَارُهُ

خَفِيفُ المِعَى بَادِيَ الخَصَاصَةِ وَالجَهْدِ

[الحمدان]

وَتَعَطَّلَت لُغَةُ الكَلامِ وَخاطَبَت
عَينَيَّ في لُغَةِ الهَوى عَيناك

أحمد شوقي

[الحمدان]

وأنتِ لعيني قرةٌ حين نلتقي
وذكركِ في نفسي إذا خدرت رجلي

وإن رمدت عيناي يومًا كحلتُها
بعينيكِ لم أبغِ الذرورَ من الكُحلِ

كثيّر غزة

[الحمدان]

قال ‏أبو حيَّان الأندلسيّ :

أريد مِن الدُّنيا ثلاثًا وإنَّها
لغاية مطلوبٍ لمَن هو طالبُ

تلاوة قرآنٍ ونفسٌ عفيفةٌ
وإكثار أعمالٍ عليها أواظبُ

[الحمدان]

وَمَا فِي الأَرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ
وَإِنْ وَجَدَ الهَوَى حُلْوَ المَذَاقِ

تراهُ باكياً في كلِّ وقتٍ
مخافة َ فرقة ٍ أوْ لاشتياقِ

فيبكي إنْ نأى شوقاً إليهمْ
ويبكي إنْ دنوا خوفَ الفراقِ

......

[الحمدان]

وهل يغلبُ المرءُ الهوى وهو غالبٌ
‏ويُخفي شَكاةَ القلبِ وهو كليمُ

‏البارودي

[الحمدان]

أَنا العَبدُ الَّذي يَلقى المَنايا
غَداةَ الرَوعِ لا يَخشى المَحاقا

أَكُرُّ عَلى الفَوارِسِ يَومَ حَربٍ
وَلا أَخشى المُهَنَّدَةَ الرِقاقا

......

[الحمدان]

وإنّي لَمعذورٌ على فَرْطِ حُبِّها
لأنّ لها وجهًا يَدُلُّ على عُذري

أَبى اللهُ إلا أن أموتَ صَبابةً
بساحرَةِ العينَيْنِ طيِّبةِ النَّشْرِ

‏أبو العتاهية

[الحمدان]

وأطِع أباك فإنَّه ربَّاك
من عهد الصَّغرْ

واخضع لأمَّك وارضِها
فعقوقها إحدَى الكِبر

الشافعي

[الحمدان]

تذكَّرتُ أيامَ الصفاءِ فشدَّني
حنينٌ وكم يُحيي الحنينُ شُجونا

لها في حنايا القلب آفاقُ أَنجُمٍ
تضيءُ وذِكرى تَستدرُّ عُيونا

......

[الحمدان]

وأغارُ من ثغرٍ يُنادي باسمِها
‏حتَّى وإن قصد المُنادي غيرَها

‏وأغارُ ممَّن يكتبون قصائدًا
‏فيها وصوفٌ قد أبانت سِرَّها

‏وأغارُ من أهلِ القبيلةِ كلِّهم
‏كانوا لها عند الشَّدائدِ ظهرَها

‏وأغارُ من مِرآتها فهيَ الَّتي
‏قد أبصَرت كل الجَمال فسَرَّها

......

[الحمدان]

‏يَبْدُو كمَن يحتسي في صمتِهِ قلقَهْ
‏هل يشتكي جُرحهُ أم يشتكي أرقَهْ

‏يَبْدُو سقيمًا ولا يبدو به أثرٌ
‏لسُقمِهِ غير أنّ الحُبّ قد سحقَهْ

‏صَلبًا كمَن ليس يخشى أيّ فاجعةٍ
‏كأنّ كل الذي يخشاهُ قد لحِقَهْ

‏وبائسًا ووحيدًا مثل مئذنةٍ
‏في دار كُفرٍ تُثيرُ الحُزنَ والشفقه

......

[الحمدان]

إِذا الـــمَـــرءُ لا يَـــرعــاكَ إِلّا تَــكَـلُّـفـاً
فَــدَعــهُ وَلا تُـكـثِـر عَـلَـيـهِ الـتَـأَسُّـفا

فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحةٌ
وفـي الـقلبِ صـبرٌ للحبيب ولو جفا

فَـمَـا كُــلُّ مَــنْ تَـهْـوَاهُ يَـهْـوَاكَ قـلبهُ
وَلا كــلُّ مَــنْ صَـافَيْتَه لَـكَ قَـدْ صَـفَا

إذا لــم يـكـن صـفـو الــوداد طـبـيعةً
فـــلا خــيـرَ فـــي ودٍ يـجـيءُ تـكـلُّفا

ولا خــيـرَ فــي خــلٍّ يـخـونُ خـلـيلهُ
ويـلـقـاهُ مـــن بـعـدِ الـمـودَّةِ بـالـجفا

وَيُـنْـكِـرُ عَـيْـشـاً قَـــدْ تَـقَـادَمَ عَـهْـدُهُ
وَيُـظْهِرُ سِـرًّا كـان بِـالأَمْسِ قَـدْ خَفَا

سَـلامٌ عَـلَى الـدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا
صَـدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا

الشافعي

[الحمدان]

ولَا نَدرِي عَنِ الأقدَارِ شَيئًا
وَفِي الأقدَارِ مَنفَعَةٌ و ضُرُّ

فَقَد يَأتِي مِنَ المَكروهِ خَيرٌ
كَمَا يَأتِي مِنَ المَحبُوبِ شَرُّ

......

[الحمدان]

وإذا رُزِقتَ بمَنْ يُحبُّكَ صَادقًا
‏ حَافظْ عَليهِ فَمِثلُهُ لا يُوجَدُ

‏ يَكفِيكَ قَلبٌ واحِدٌ عَنْ أمَّةٍ
‏ تَحظَى بهِ بعدَ العَناءِ وتَسْعدُ

......

[الحمدان]

‏فَإِنْ تَكُنِ الأَيَّامُ سَاءَتْ صُرُوفُهَا
‏فَإِنِّي بِفَضْلِ اللهِ أَوَّلُ وَاثِقِ

‏فَقَدْ يَسْتَقِيمُ الأَمْرُ بَعْدَ اعْوِجَاجِهِ
‏وَيَرْجِعُ لِلأَوْطَانِ كُلُّ مُفَارِقِ

......

[الحمدان]

يا مَنْ وهبتُكَ مُهجتي وصبابتي
‏وزرعتُ حُبَّاً طاهراً برباك

ما زلتُ بالعهد القديمِ مُعلقاً
‏أقوى به دومًا على ذكراك

‏فإذا أنتهتْ أيامُنا فلتعلم
‏أني أنا وحدي الذي أهواك


.....

[الحمدان]

‏إني أحبُّك حُبًّا ليس يبلغهُ
‏فهمٌ ولا ينتهي وصفي إلى صِفَته

‏أقصى نهاية عِلمي فيه معرفتي
‏بالعجز منِّي عن إدراك معرِفته

......

[الحمدان]

‏بكيت الدّموع حذار الفراق
‏وقَبْلَ الفِرَاقِ وَلا أعلَمُ

‏فلَوْ قد تَوَلّى وسارَ الحَبيبُ
‏لكان مكان دموعي دمُ

......

[الحمدان]

‏واسيرُ وحدي والحياةُ كأنها
‏نغماتُ حزنٍ صامتٍ بفؤاديَ

‏طال الطريقُ وبالطريقِ حكايةً
‏بدأت بفرحي وانتهت بسُهادي

......

[الحمدان]

يا فالقَ الإصباحِ هذي دعوةٌ
‏من قلبِ مكلومٍ سقى العبراتِ

‏ارحمْ وجوهًا قَد توسَّدَتِ الثرى
‏و اكتبْ لها الفردوس في الجنَّاتِ

......

[الحمدان]

يا أهل مصر رأيت أيديكم
من بسطها بالنوال منقبضه

مذ جئتكم نازلا بأرضكم
أكلتُ كتبي كأنني أرضه


ابن الحاجب

[الحمدان]

إن تغيبوا عن العيون فأنتم
في قلوب حضوركم مستمر

مثلما تثبت الحقائق في الذهن
وفي خارجٍ لها مستقر


ابن الحاجب

[الحمدان]

إن غبتم صورة عن ناظري فما
زلتم حضورا على التحقيق في خلدي

مثل الحقائق في الأذهان حاضرة
وإن ترد صورة في خارج تجد


ابن الحاجب

[الحمدان]

قد كان ظني بأن الشيب يرشدني
إذا أتى فإذا غيي به كثرا

ولست أقنط من عفو الكريم وإن
أسرفت جهلا فكم عافى وكم غفرا

إن خص عفوا الهي المحسنين فمن
يرجو المسيء ويدعو كلما عثرا


ابن الحاجب

[الحمدان]

كنت إذا ما أتيت غيّا
أقول بعد المشيب أرشد

فصرت بعد ابيضاض شيبي
أسوأ ما كنت وهو أسود


ابن الحاجب

[الحمدان]

أي غد مع يد دد ذي حروف
طاوعت في الرويّ وهي عيون

ودواة او الحوت والنون نونا
عصتهم وأمرهم مستبين


ابن الحاجب

[الحمدان]

بلغت أمير المؤنين مدى المنى
لأنك قد بلغتنا ما نؤمل

قصدت إِلى الاسلام تُعلي مناره
ومقصدك الأسى لدى الله يقبل

تداركت دين الله في اخذ فرقة
بمنطقهم كان البلاء موكل

اثاروا على الدِّين الحنيفي فتنة
لها نار غيّ في العقائد تشعل

اقمتهم للناس يبرأ منهم
ووجه الهدى من خزيهم يتهلّل

وأَوعزت في الاقطار بالبحث عنهم
وعن كتبهم والسعي في ذاك اجمل

وقد كان للسيف استباق اليهم
ولكن مقام الخزى للنفس اقتل

وآثرت درء الحد عنهم بشبهة
لظاهر اسلام وحكمك اعدلُ


الشاطبي

[الحمدان]

وكم فلتات للصّنائع تُتّقى
عواقِبها إن لم تقع في محلِّها

كذا شهوات المرءِ إن لم تكنٌ له
موافقة عادت عليها بكلِّها


الشاطبي

[الحمدان]

الناس مثل ظروف حشوها صَبِرُ
وفوق أفواهها شيء من العسل

تغرُ ذائقها حتى إذا كشفت
له تبين ما تحويه من دخل


الشاطبي

[الحمدان]

لصنائع المعروف فلتة غافل
إن لم تضعها في محل قابل

كالنفس في شهواتها ان لم تكن
وفقاً لها عادت بضر عاجل


الشاطبي

[الحمدان]

بلغت المنى وحللت الحرَم
فعاد شبابك بعد الهرَم

فأهلاً بمكةً اهلاً بها
وشكراً لمن شكرُه يلتزم

نبيّ شفاعته عصمة
فيوم التّنادى به يعتصم

عسى أن تُجاب لنا دعوة
لديه فنكفى بها ما أهم

ويرعى لزوّاره في غدٍ
ذماماً فما زال يرعى الذَمم

عليه السلام وطوبى لمن
المَّ بتربته فاستلم

أخي كم نتابع أهواءنا
ونخبِط عشواءها في الظُّلم

رويدك جرت فعج واقتصد
أمامك نهجُ الطريق الأعم

وتُب قبل عضِّ بنانِ الأسى
ومن قبل قرعك سنّ الندم

وقل ربّ هب رحمةً في غد
لعبدِ بسيما العُصاة اتسم

جرى في ميادين عصيانه
مسيئاً ودان بكفر النّعم

فيا ربَّ صفحك عما جنى
ويارب عفوك عنا اجترم


الشاطبي

[الحمدان]

أقول وقد دعا للخير داعٍ
حَننتُ له حَنينَ المُستَهام

حَرام أن يَحل بي اعتياض
ولم ارحَل الى البيتِ الحَرام

فلا طَافَت بي الآمال ان لم
أطف مابينَ زَمزَم والمقامَ

ولا طَابت حَياةٌ لي اذا لم
أزر في طَيبة خيرَ الأنَام

فأهديه السّلام وأقتضيه
رِضا يُدني الى دارِ السّلام


الشاطبي

[الحمدان]

شَهدنا صَلاة العيد في ارض غربةٍ
بأحواز مصر والأحبة قد بَانوا

فقلت لخلّى في النوى جُد بدَمعةٍ
فَلَيس لنا الا المدامعَ قُربانُ


الشاطبي

[الحمدان]

تَنزّه عن العوراء مهما سمعتها
صيانةَ نفس فهو بالحرّ أشبه

إذا انت جاوبت السفيه مشاتماً
فمن يتلقى الشّتم بالشّتم أسفه


الشاطبي

[الحمدان]

قل للزنادقِ عنّي
قَولا هو السيفُ أُمضيهِ

أرسلتُ شِعري فيكم
يغزوكم بَقَوافيه

صَدعت لله فيه
بالحق والحقُّ يُرضيه

كم ظاميء لكلامي
يَرويه عَجباً فَيرويه

وكم غَليل فؤاد
بصحة القول يَشفيه

وراكبٍ لهواه
عَساه يَوماً سَيُثنيه

لعلّكم ان تَقولوا
فإنكّم أهل تَمويه

من كانَ جاهِلَ شيء
لا يَزالُ يُعاديه

هَيهاتِ بغضيَ فيكم
في الله والله يَدرِيه

وذلكَ العِلمُ عِندي
لا خيرَ فيكم ولا فِيه


الشاطبي

[الحمدان]

طُول اغترابٍ وبَرح شَوقِ
لا صَبرَ والله لي عَلَيه

اليكَ اشكو الّذي أُلاقِي
يا خَيرَ من يُشتكى إليه

ولي بِغرناطةٍ حَبيب
قد غَلّقَ الرَّهنَ في يَدَيه

ودَّعته وهو بارتمَاض
يَظهر لي بعضَ ما لديه

فلو تَرى طَلَّ نَرجسيهُ
يَنهَلُّ في وردِ صَفحَتَيه

أَبصرتَ دراً على عَقيقٍ
من دَمعِه فوقَ وَجنَتَيهِ


الشاطبي

[الحمدان]

بدَت لي أَعلامُ بيت الهدى
بمكةَ والنور بادٍ عَليه

فأحرمت شوقاً له بالهوى
وأهديت قَلبي هَدياً إليه


الشاطبي

[الحمدان]

طالَ شَوقي الى بقاعٍ ثَلاث
لا تشدّ الرِّحالُ الا اليها

إنَّ للنفسِ في سَماء الأماني
طَائراً لا يَحوم الا عليها

قُصَّ منه الجَناحُ فهو مَهيضٌ
كلَّ يَومٍ يَرجو الوقوع لديها


الشاطبي

[الحمدان]

الدِّين يشكو بَلِيّه
من فِرقَة منطِقيه

لا يشهَدون صلاةً
الا لمعنى التّقيه

ولا تَرى الشّرع الا
سياسة مدنيه

ويؤثِرونَ عَليه
مذاهباً فلسفيه


الشاطبي

[الحمدان]

لا تغترب عن وطنٍ
واذكر تصاريفَ النّوى

اما تَرى الغُصن اذا
ما فارقَ الأَصلَ ذَوى


الشاطبي

[الحمدان]

صحبت الزمان وقابلته
بصبر جميل إذا الخطب تابا

وكم رام هضمي فما هاض لي
جناحا ولا فل للصبر نابا

كذلك كنا قديما إذا ما
دعينا إلى خطة الضيم نابا


الشاطبي

[الحمدان]

صحبت الزمان وقابلته
بصبر جميل إذا الخطب تابا

وكم رام هضمي فما هاض لي
جناحا ولا فل للصبر نابا

كذلك كنا قديما إذا ما
دعينا إلى خطة الضيم نابا


الشاطبي

[الحمدان]

يُنيل المرء تبصرةً وذكرى
إذا ما ابيضّ فوداه وشابا

وما يرجى لتوبته قبولٌ
إذا مزج الرياء بها وشابا


الشاطبي

[الحمدان]

بنى الإسلام جدّوا في الجهاد
بسمر الخط والبيض الحداد

وبيعوها فربكم اشتراها
نفوسا تربحوها في المعاد

عدوكم بعقركم مقيمٌ
ليستولي على ملك البلاد

وبيت القدس يفرق كل يوم
حذارا أن يعود ملك البلاد

ودين الله يلحظه أغثنا
بجفن قد تكحّل بالسهاد

فسلّوا المشرفيّة واستقلوا
بها فوق المسومة الجياد

فليس يفوز بالحسنى سوى من
تدرّع بالجلادة للجلاد


الشاطبي

[الحمدان]

إلينا اقصدوا يا معشر الركب إننا

نرى العار أن نمسي بغير وفود

[الحمدان]

خلعت العذار بشيب العذار
فما يقبل اليوم منكَ اعتذار

وقالوا المشيب وقار الفتى
وهذا المشيب فأين الوقار

جلا صبحه عنك ليل الشباب
فشمسك مؤذنة باصفرار

أراك صحبت حياة الغرور
وتسحب جهلا ذيول اغترار

ألست ترى كدرا صفوها
ونجمك قد مال يبغي انكدار

وكيف تنام على غرّة
وسيف المنية ماضي الغرار

فلو كنت تحذر صرف الردى
إذن لفى النوم عنك الحذار

عبرت مراحل عمر الأشدّ
ولست أرى لك فيها اعتبار

وجرت بها عن طريق الهدى
صلاة وتعدو على أن تجار

أتاك الرحيل فشمّر له
فإما لى جنّة أو لنار

وكيف تقرّ بدنياك عينا
ولم تدر أين يكون القرار


الشاطبي

[الحمدان]

يعزّ علينا أن يقصر بالعلا
زمان وما زال الزمان يقصر

عجبت لدهر غضّ منك شفاهةً
لقد غضّ من طرف به كان ينظر


الشاطبي

[الحمدان]

أراك من الحياة على اغترار
وما لك بالإنابة من بدار

وتطمع في البقاء وكيف تبقى
وما الدنيا لساكنها بدار


الشاطبي

[الحمدان]

سلامٌ كأزهار الربيع نضارةً
وحسنا على شيخ الشيوخ الذي صفا

ولو لم يعقني العذر عن قصد ربعه
سعيت كما يسعى الملبي إلى الصفا

ولكن عداني عنه دهر مكدّر
ومن ذا الذي واتاه في دهره الصفا


الشاطبي

[الحمدان]

وصعدةٍ لبست سربال مشتهر
بالحب منغمس في السهد والأرق

ما زال يطعن صدر الليل لهذمها
حتى غدا سائلا منه دم الشفق


الشاطبي

[الحمدان]

قالوا الحبيب شكا جعلت فداءه
رمداً أصاب جفونه كالعندم

فأجبتم ما زال يفتك لحظه
في مهجتي حتى تضرّج بالدم


الشاطبي

[الحمدان]

بيان المرء بالإكثار عيبٌ
وعقبى الصمت أقرب للبيان

وما في الأرض إن فكرت شيء
أحقّ بطول سجن من لسان


الشاطبي

[الحمدان]

يا زائرا لم يقض أن ألقاه
دهر يعوق عن الذي أهواه

ضنّ الزمان وقد سمحت فلم يكن
من زرته للحين من معناه

يا ويحه لعظيم أنس فاته
إن نم يذب كمدا فما أقساه

لما وجدت فناءَ داري عاطراً
أيقنتُ أنك قد وطئت ثراه

وطلبتُ للتقبيل فيه موضعا
فإذا الحيا المنهلّ قد عفّاه

لم يبق من أثر لوطئك في الثرى
فجعلت ألثم حيث نمّ شذاه

حتى الغمامٌ يعوق عمّا أبتغي
يا ما أكابده وما ألقاه


الشاطبي

[الحمدان]

ما غِبتَ عَن قَلبي فَدَيتُكَ لَحظَةً
وَكَفى بِقَلبِكَ لي بِذاك شَهيدا

لَكِنَّ حَظَّ العَينِ مِنكَ فَقَدتُهُ
فَالشَوقُ مِنّي لا يَزالُ جَديدا


ابن مطروح

[الحمدان]

ألا هل ليالي الشاذياخ تؤوب
فإني إليها ما حييت طروب

بلاد بها تصبى الصبا ويشوقنا الـ
ـشمال ويقتاد القلوب جنوب

لذاك فؤادي لا يزال مروعا
ودمعي لفقدان الحبيب سكون

ويوم فراق لم يرده ملالة
محب ولم يجمع عليه حبيب

ولم يحد حاد بالرحيل ولم يزع
عن الإلف حزن أو يحول كثيب

أئن ومن أهواه يسمع أنتي
ويدعو غرامي وجده فيجيب

وأبكى فيبكي مسعدا لي فيلتقي
شهيق وأنفاس له ونحيب

على أن دهري لم يزل مذ عرفته
يشتت خلان الصفا ويريب

ألا يا حبيبا حال دون بهائه
على القرب باب محكم ورقيب

فمن يصح من داء الخمار فليس
من خمار للمحب طبيب

بنفسي أفدى من أحب وصاله
ويهوى وصالي ميله ويثيب

ونبذل جهدينا لشمل يضمنا
ويأبى زماني إن ذا لعجيب

وقد زعموا أن كل من جد واجد
وما كل أقوال الرجال تصيب


الحموي

[الحمدان]

تحية مغرى بالصبابة مغرم
معنى بعيد الدار والأهل والهم

تراها إذا ما أقبل الركب هاجرت
وتسى إذا ما عرسوا نحو تكتم

أحملها ريح الجنوب مع الصبا
إلى أرض نعم وافؤادي من نعم

واكنى بنعم في النسيب تعلة
وافدى بها من لا أقول ولا أسمى

وأرتاح للبرق العراقي إن بدا
وأين من الماجان أرض المخرم

سلام على أرض العراق وأهلها
وسقى ثراها من ملث ومرزم

بلاد هرقنا قهوة اللهو بعدها
ففقدي لها فقد الشبيه بالرغم


الحموي

[الحمدان]

ومولد للترك تحسب وجهه
بدراً يضيء سناه بالأشراق

أرخى على عينيه فضل وقاية
ليرد فتنتها عن العشاق

تاللَه لو أن السوابغ دونها
نفدت فهل لوقاية من واق


الحموي

[الحمدان]

ذممنا رخشمين إذا حللنا
بساحتها لشدة ما لقينا

أتيناها ونحن ذوو يسار
فعدنا للشقاوة مفلسينا

فكم برداً لفيت بلا سلام
وكم ذلا وخسرانا مبينا

رأيت النار ترعد فيه بردا
وشمس الأفق تحذر أن تبينا

وثلجا تقطر العينان منه
ووحلا يعجز الفيل المتينا

وكالأنعام أهلا في كلام
وفي سمت وأفعالا ودينا

إذا خاطبتهم قالوا بفسا
وكم من غصة قد جرعونا

فأخرجنا أيا رباه منها
فإن عدنا فإنا ظالمونا

وليس الشأن في هذا ولكن
عجيب أن نجونا سالمينا

ولست بيائس واللَه أرجو
بعد العسر من يسر يلينا


الحموي

[الحمدان]

هنيئاً كمال الدين فضلا حبيته
ونعماء لم يخصص بها أحد قبل

لداتك في شغل بداعية الصبا
وأنت بتحصيل المعالي لك الشغل

بلغت لعشر من سنينك رتبة
من المجد لا يسطيعها الكامل الكهل

ولما أتاكم الحكم والفهم ناشئا
أشابك طفلا كي يتم لك الفضل


الحموي

[الحمدان]

فكم قد حوى من فضل قول محبر
ومن نثر مصقاع ومن نظم ذي فهم

ومن خبر حلو طريف جمعته
على قدم الأيام للعرب والعجم

يرنح أعطافي إذا ما قرأته
كما رنحت شرابها إبنة الكرم

ولو أتني أنصفته في محبتي
لجلدته جلدي وصندقته عظمي

عزيز على فضلي بألا أطيعه
على بذله للطائفين على العلم

ولو أنني أسطيع من فرط حبه
لما زال من كفى ولا غاب عن كمى


الحموي

[الحمدان]

تنكر لي مذ شبت دهري فأصبحت
معارفه عندي من النكرات

إذا ذكرتها النفس حنت صبابة
وجادت شؤون العين بالعبرات

إلى أن أتى دهر يحسن ما مضى
ويوسعني من ذكره حسرات

فكيف ولما يبق من كأس مشربي
سوى جرع في قعرات كدرات

وكل إناء صفوه في ابتدائه
وترسب في عقباه كل قذاة


الحموي

[الحمدان]

ولما رأيت الدهر جار ولم أجد
من الناس من يعدى على الدهر عدواكا

ركبت الفلا يحدو بي الأمل الذي
يدني على بعد التنائف مثواكا

ورمت بأن أهدي إليك هدية
فلم أر ما يهديه مثلي لشرواكا

فجئتك بالأرضين جمعاً تفاؤلاً
لعلمي بأن الفال رائد عقباك

فخذ هذه واستخدم الفلك الذي
براه إلهي كي يدور ببغياكا


الحموي

[الحمدان]

يا سيدا بذ من يمشى على قدم
علماً وحلماً وآباء وأجدادا

ماذا دعاك إلى وعد تصيره
بالخلف والمطل والتسويف إبعادا

لا تعجلن بوعد ثم تخلفه
فيثمر المطل بعد الود أحقادا

فالوعد بزر لطف القول منبته
وليس يجدى إذا لم يلق حصادا


الحموي

[الحمدان]

وكم منية خلفت خلفي وبغية
ومن حاج نفس حال من دونها الترك

إذا ذكرتها النفس حنت وأرزمت
وودت لفرط الوجد أدركها
الفتك

سلام على تلك الديار وقدست
نفوس بمثواها ثوى العلم والنسك


الحموي

[الحمدان]

‏ياليل هيجت أشواقاً أداريها
‏فسل بها البدر ان البدر يدريها

‏رأئ حقيقة هذا الحس غامضة
‏فجاء يظهرها لناس تشبيها

‏في صورة من جمال البدر ننظرها
‏وننظر البدر يبدو صورته فيها

......

[الحمدان]

فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيا وَزِينَتُها
وانْظُرْ إلى فِعْلِها بالأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها
هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

خُذِ القَناعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها
لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

يَا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً
يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ

يا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي
فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني

يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً
عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ

......

[الحمدان]

وبي قمرٌ صدَّ ذا صبوةٍ
شكا لجوى حبّهِ حبَّهُ

تملكهُ وأساء الصنيعَ
فلمْ يبقِ في قلبهِ قلبهُ


الساعاتي

[الحمدان]

وأمير قومٍ لا يسرُّ أخاً
في خلوةٍ منهُ ولا حفلِ

ومنُ العزيمة طائشٌ نزقاً
أعمى الفطانةِ أكمهُ العقل

متناقصُ الأخلاق يجمد في
حقِ النَّدى ويذوب في الهزل

لا خلقَ أجهلُ منك تصحبهُ
مترجياً وتمتُّ بالفضل

رجلٌ يضيقُ على مجالسهِ
ذرعاً وفيهِ مخايل النُّبل

فإذا حمقتَ فأنت أحسنُ في
لحظاتهِ من صورةٍ البُخل

لين الحزامةِ في قساوتهِ
حيُّ التعجرف ميتُ العدل

لا في النفير إذن ولا في العير معـ
ـدودٌ ولا في العقد والحلّ

لا جادَ منزلهُ الغمامُ ولا
جمعَ الإله بشملهِ شملي


الساعاتي

[الحمدان]

يذمُّ الزمانَ وليس الزمانُ
بأعراقَ في اللؤم من أهله

أروني وان كان لا يستطاع
كريماً نميل إلى ظلهِ


الساعاتي

[الحمدان]

خليليَّ عوجاً بالمحلَّة إنها
قرارةُ أشجاني ومثوى بلابلي

قفا بين هاتيك المشاهدِ وأندبا
مصارعَ أبناء العلى والفضائلِ

لو أنَّ المنايا أمهلتهم ليالياً
قلائلَ ما آلاؤها بقلائلِ

لساء الأعادي منهمُ كلُّ باسلٍ
وسرَّ الموالي كلُّ نذبٍ حُلاحل

نفوسٌ عفتْ منها جسوم منازلٍ
قلوبٌ خلتْ منها صدورُ محافلِ

لأمستْ نجومُ المجد وهي سواقطٌ
وعهدي وما أقماره بأوافلِ

ألا بأبي ما ضمت التربُ منهمُ
وما ضمِّنت منهم بطون الجنادلِ

نرجي بقاءً لا يدومُ ضلالةً
ونأملُ دنيا لا تفيءُ لآمل

فيا ليتَ أنا حين نذهب بالأسى
على ما تركناهُ ذهبنا بطائل

نودع خلاناً ونبكي أحبةً
خلتْ منهمُ أكناف تلك المنازل

فلا يُبعدِ الله الوجوه تغيرتْ
محاسنها ما بين عامٍ وقابلِ

كبتْ منهم نشمُّ الجدود وكم عدتْ
بعيدة شأوٍ من يد المتطاول

سعتْ بهم سعي المجدِ إلى الردى
عواثرُ في ذيلٍ من الذل سابل

جرى منهم جُري الندى من أكفهم
فيا قُبحَهُ في حسن تلك الثمائل

وقاهم قودَ الذلول مجاهراً
فواخجلتنا من بعدها للمناصل

طغى دافعاً في صدر كل كتيبةٍ
وغبَّر غيثاً في وجوه القبائل


الساعاتي

[الحمدان]

سقى الله أيام العزيز سماحهُ
فخيرُ حياً يُهدى إلى خير منبتِ

وبي لوعةٌ إن ملتُ عنهُ مليةٌ
عليه بإدمان البُكا والتلفتِ

وكنت جديراً أن أموتَ صبابةً
ولكنَّ حياً لا يدومُ لميتِ

فكلُّ سرورٍ آل منا إلى أسى
وكلُّ اجتماعٍ بعده للتشتتِ


الساعاتي

[الحمدان]

وقفتُ على قبر العزيز بن يوسفٍ
وقوف الفتي الصادي على المنهلِ العذبِ

فلم أقضهِ حقَّ السماحة والندى
ولا حقَّ هاتيكَ البشاشةِ والقُربِ

سلامٌ على الدنيا الدنية بعده
فأحداثها تُصمي ولذاتها تُصبي

ولو كنتُ ذا قلبٍ لصدني الأسى
عن القلب لكني بقيتُ بلا قلبِ

وسكن ندبي بعد طول جماحِهِ
على الجائدِ الوهابِ والفارس الندب

يقيني بأن الموت للخلق غايةٌ
وأن المنايا موردُ العجم والعُربِ


الساعاتي

[الحمدان]

مابعد لقياك للعافين من أملِ
ملك الملوكِ وهذي دولةُ الدولِ

من حاتمٌ كفَّاك واهبةٌ
حتى غدا مثلاً ناهيك من مثلِ

وما المنونَ من الأنعام تنحرها
لمن يضيف وما عشرٌ من الإبلِ

من يُطلق الألفَ في طلقٍ
كم بين طلِّ الندى والوابل الهطل

ذرِ الصوارمَ في أغمادها فلقد
جلوتها من دماء الهام في خللِ

والقِ الرماح فقد حاضت حواملها
ففي مضائكَ ما يُغني عن الأسلِ

لولا مساعي صلاح الدين ما صلحتْ
شمّ الممالك بعد الزيغ والميل

ولا اغتدت السنُ العلياءِ مفصحةً
من بعد ما كنَّ رهن العي والخطلِ

ملكٌ يرى السنَ السمر اللدان غدتْ
في الجودِ مشتقة من السُن العذلِ

من جوده وسطاه في ندىً ووغى
تغايرا بين بسط الرزق والأجل

يهزهُ المدحُ هزَّ الجودِِ سائلَهُ
أولاً وحاشاه هزَّ الشارب الثمِلِ

يممتهُ فبلغت السؤل عن أممٍ
ونلتُ ما لم يكن لي قطّ في أملي

وقام دونيَ مما كنت أحذرهُ
وقعُ الصوارم والعسالةِ الذُّبلِ

ما تلُّ خالدٍ المعتزُّ جانبهُ
لديكَ إلا ذليلٌ عاجزُ الحيل

دنتْ ودانت لأمر السيف خاضعةً
يلوح في وجنتيها صبغةُ الخجل

علت فعلت ومن تيهٍ عتتْ فعنت
لحاكم التلفينِ الخوفِ والوجل

ما خفتَ مذ كنتَ غيرَ اللهِ من أحدٍ
لذاك خافكَ حتى النومُ في المقل

فلو توخّيتَ هدم السدِّ معتزماً
لذلَّ خوفاً وطوعاً أن تقول زل

فانهضْ إلى حلبٍ في كل سابقةٍ
سروجها قللٌ تغني عن القلل

يسرْ حواليك أسدٌ غابها أسلٌ
من ذا يطيق لقاءَ الأسد في الأسل

قومٌ إذا كلموا في حال معركةٍ
فكلمهم خالُ خدّ الفارس البطل

وألم بها فبها من أهلها لممٌ
وأنت خوذةُ أهلِ السهل والجبل

هي العقيلة حسناً والزمان بها
متيَّمٌ كلفُ الإحشاءِ غيرَ خلي

رشيقةُ القدِّ لا تسمو إليه يدٌ
أسيلةُ الخدِّ لا تدنو من القبل

كم مقلةٍ سهرتْ وجداً بمقلتها
لم تكتحلْ بكرىً شوقاً إلى الكحل

بكرُ المعاقل فاخطبها مكابرةً
بكلِّ ألمى أصمِّ الكعب معتدل

فما سواك لها بعلٌ وقد عطلتْ
فحلِّها بتلافيها من العطل

شمسٌ فأسبغْ عليها الجوَّ من طفلٍ
بيضا اطلع بها قطعا من الأصل

بكلّ لدنٍ سديدٍ لا بهِ
وكلُّ عضبٍ صقيلٍ غير ذي فلل

وكلُّ أشعث وضاحِ الفعال إذا
لاقى الأسنَّة لا يؤتى من الفشل

ما فتحها غير إقليد الممالك والد
داعي إليك جميع الخلق والملل

وما عصتْ منعةً لكنّهُ غضبٌ
علامَ أهملتها إهمال مبتذل

غارت وحقّك من جاراتها فشكت
ما باله بافتضاضي غير محتفل

وليس يجمع أشتات العلى رجلٌ
من ليس يجمعُ بين القول والعمل

فليعلم القدسُ أن الفتح منتظرٌ
حاولهُ وعلى الآفاق فليطل

وافاك يوسفُ يا بيتَ الخليل فلا
تيأسْ فانك فيه صادقُ الأمل

وما السواحلُ إلَّا كالفرات إذا
وافى فإن لم تحط علماً بهِ فسل

فلا تضعهُ فما الدين الحنيف على
خلقٍ سواك من الدنيا بمتّكل

وأنعمْ بكاملةِ الأوصاف سابغةِ الأعطاف
تختال بين الحلي والحلل

أغنى مديحك عن ذكر النسيب فما
وقفتُ فيها على ربعٍ ولا طلل

وبتُّ أحمد عيسى إذا بلغنك بي
فما ذممتُ مسير العيس والإبل

وشمت وجهك في سحب الخيام فما
شمت الوجوه اللواتي سرنَ في الكلل

وسحَّ نقسي بتسطير الثناء فلم
تسفح دموعي بين العذر والعذل

حوت صفاتك لم تحتج إلى غزلٍ
وفي صفاتك ما يغني عن الغزل

كذلك من حاول العلياء منزلةً
فليأتِ أبوابها من أوضح السبل


الساعاتي

[الحمدان]

وذي كرمٍ يعطي معاقل ملكه
إذا مدحنا زفَّت إليه عقائله

يقول ولا والله ما قال قائلٌ
بأحسنَ مما جود كفَّيه فاعله

شجاعٌ يخاف الليثُ ثعلب رمحه
إذا حلقتْ عقبانهُ وأجادله

شديدُ غرامٍ بالشجاعة والنَّدى
فيا شدَّ ما عابت فخابت عواذله

عزيزٌ به ذلَّ الصَّليب وأهله
أواخرهُ من سؤددٍ وأوائله

جرى نيله ردفاً لينل بنانهِ
وسال إلى أن ليس يوجد سائله

فما الغيث إلاَّ منجلاتٌ بروقهُ
وما الروض إلاَّ حاملاتٌ خمائله


الساعاتي

[الحمدان]

هما الشمس زفَّت في الدياجي إلى البدرِ
أو الصبحُ وافى مطلعَ الأنجمُ الزُّهرِ

فلا برحا حلي الزمان صباحه
وممساهُ في أوجيهما أبدَ الدهر

فغيثُ الورى ما ينسلان وفيهما
ولا مريةٌ معنى الغمامة والبحر


الساعاتي

[الحمدان]

قل لمن يبتغي مناواةَ شعريِ
دون ما يبغي لقاءِ الحمامِ

يا زمان الشتاء يا ثلجة الـ
مقرور برداً يا لقطةَ الحمَّام

خلّ عنك القريضَ والنسب الـ
مكذوب في وصفهِ إلى ابن الحمام


الساعاتي

[الحمدان]

وذي إثرةٍ ما زال ينقص أكلهُ
من البخل حتى عاد خلواً من الداء

وفارقتهُ مقدارَ عامٍ وزرتهُ
فما زاد شيئاً غير قفل على الماء


الساعاتي

[الحمدان]

لو كنت شاهد ليلةٍ فضَّيتها
في ساحتي ملكٍ مطاع بل ملك

وكأنما الأترجُّ تبرٌ جامدٌ
ومدلمهُ تبرٌ تأجَّج فانسبك

وكواكب الشَّمع المضاعف نوره
زهرٌ لجالستَ النجوم مع الفلك


الساعاتي

[الحمدان]

يا بني الدنيا رويداً
كل شيء للذهاب

إنما نولد للموت
ونبني للخراب


الساعاتي

[الحمدان]

قالوا السعيد تعاطى بغله نزقاً
فزل عنه وأهل ذاك للزلل

فقل له لا أقال الله عثرته
ولا سقته بنات العارض الهطل

أبغضت بالطبع أم المؤمنين ولم
تحبب أباها فجاءت وقعة الجمل


الساعاتي

[الحمدان]

قالوا الإمام عماد الدين معتقل
فقلت لا شك أن الرمح يعتقل

ساجي اللواحظ في هيمانه قلق
صاح من الحب في أعطافه ثمل

ودب فوق لماه نمل شاربه
فذل أن رضاباً تحنه عسل


الساعاتي

[الحمدان]

أنظر إلى الغيث ما أعطتك راحته
وبدل الميم باء غير منتحل

حانماً لقد رام إعجازاً فأبكته
ولك يزل معجزاً في القول والعمل

رآك بحراً فرقاه إلى جبل
ومن رأى قبلها بحراً على جبل


الساعاتي

[الحمدان]

عتبت المنايا فيكم آل منقذ
لو أن المنايا ترعوي لمقال

وقلت لها شمت يمينك لو وفت
بكل يمين أفقرت وشمال

فما زينة العليا بغير سماحة
وما بهجة الدنيا بغير كمال

ومنكم عرفت الصبر والصبر عازب
فأنتم على الأرزاء أي جبال

يشق عليكم ميتة لا يجرها
صدور مواضٍ أو رؤوس عوالي

وإن أخذت منكم شهاباً ففيكم
صواعق هيجاء ومزن نوال


الساعاتي

[الحمدان]

نزلنا بمصر وهي أحسن كاعب
فقيدة مثل زانها كرم البعل

فلم أر أمضى من حسام خليجها
يلوح على أفرنده صدأ الظل

إذا سال لا بل سل في متهالك
من الأرض جدب طل فيد دم المحل

غداة جلا نبرع الشعاع متونه
فلا شك أن الماء والنار في نصل

ولا مثل أعطاف الغصون كأنها
شمائل معشوق تثنى من الدل

تنظم تعويذاً لها سبح الدجى
وينثر إعجاباً بها لؤلؤ الطل


الساعاتي

[الحمدان]

لواه القضاء بفرط السلام
فهذا القضاء كفوت الأدا

فلله يوم كأن المساء
فيه السماء لبعد المدى

ظللت من الحر في منزل
كأني به في صدور العدى

وقد نقع البأس أعطافه
وكاد يموت بداء الصدا

رجونا الندا فأردنا اللقاء
فأخرنا عنه خوف الندى


الساعاتي

[الحمدان]

جلت عزماتك الفتح المبينا
فقد قرت العيون المسلمينا

رددت أخيذة الإسلام لما
غدا صرف القضاء بها ضمينا

وهان بك الصليب وكان قدماً
يعز على العوالي أن يهونا

يقاتل كل ذي ملك رياء
وأنت تقاتل الأعداء دينا

غدت في وجنة الأيام خالاً
وفي جيد العلى عقداً ثمينا

فيا لله كم سرت قلوباً
ويا لله كم أبكت عيونا

وما طبرية إلا هدي
ترفع عن أكف اللامسينا

حصان الذيل لم تقذف بسوء
وسل عنها الليالي والسنينا

فضضت ختامها قسراً ومن ذا
يصد الليث أن يلج العرينا

لقد أنكحتها صم العوالي
فكان نتاجها الحرب الزبونا

هناك ندى أهل الأرض طراً
سولك ومعقل أعيا القرونا

قست حتى رأت كفواً فلانت
وغاية كل قاس أن يلينا

قضيت فريضة الإسلام منها
وصدقت الأماني والظنونا

تهز معاطف القدس ابتهاجاً
وترضي عنك مكرمة والحجونا

فلو أن الجهاد يطيق نطفاً
لنادتك ادخلوها آمنينا

جعلت صباح أهلها ظلاماً
وأبدلت الزئير بها أنينا

تخال حماة حوزتها نساء
يخوضون الحديد مقنعينا

لبيضك في جماجمهم غناء
لذيذ علم الطير الحنينا

تميل إلى المثقفة العوالي
فهل أمست رماحاً أم غصونا

يكاد النقع يذهلها فلولا
بروق القاضبات لما هدينا

فكم حازت قدود قناك منها
قدوداً كالقنا لوناً ولينا

وغيد كالجآذر آنسات
كغيد نداك أبكارا وعونا

ولما باكرتها منك نعمى
بنان تفضح الغيث الهتونا

أعدت بها الليالي وهي بيض
وقد كانت بها الأيام جونا

فليس بعادم مرعى خصيباً
أخو سغب ولا ماء معينا

فلا عدم الشآم وساكنوه
ظبي تشفي به الداء الدفينا

سهاد جفونها في كل فيح
سهاد يمنح الغمض الجفونا

فألمم بالسواحل فهي صور
إليك وألحق الهام المتونا

فقلب القدس مسرور ولولا
سطاك لكان مكتئباً حزينا

أدرت على الفرنج وقد تلاقت
جموعهم عليك رحى طحونا

فغي بيسان لاقوا منك بؤساً
وفي صفد أتوك مصفدينا

لقد جاءتهم الأحداث جمعاً
كأن صروفها كانت كمينا

وخانهم الزمان ولا ملام
فلست بمبغض زمناً خؤونا

لقد جردن عزماً ناصرياً
يحدث عن سناه طورسينا

فكنت كيوسف الصديق حقاً
له هوت الكواكب ساجدينا

لقد أتعبت من طلب المعالي
وحاول أن يؤوس المسلمينا

وإن تكُ آخراً وخلاك ذم
فإن محمداً في الآخرينا


الساعاتي

[الحمدان]

بجدك أعطاف القنا تتعطف
وطرف الأعادي دون مجدك يطرف

شهاب هدى في ظلمة الشك ثاقب
وسيف هدى في طاعة الله مرهف

وقفت على حصن المخاض وإنه
لموقف حقاً لا يوازيه موقف

فلم يبد وجه الأرض بل حال دونه
رجال كآساد الشرى وهي ترجف

وجرداء سلهوب ودرع مضاعف
وأبيض هندي ولدن مثقف

وما رجعت أعلامك الصفر ساعة
إلى أن غدت أكبادها السود ترجف

كبا من أعليه صليب وبيعة
وساد به دين حنيف ومصحف

صليبة عباد الصليب ومنزل النزال
لقد غادرته وهو صفصف

أيسكن أوطان النبيين عصبة
تيمن لدى أيمانها وهي تحلف

نصحتكم والنصح في الدين واجب
ذروا بيت يعقوب فقد جاء يوسف


الساعاتي

[الحمدان]

عصفت به ريح الخطوب زعازعاً
فلقين طوداً لا تخف أناته

هو منقذ البيت المقدس بعدما
طالت فما وجد الشفاء شكاته

بيت تأسس بالسكون وإنما
عند الزحاف تحركت سكنات

أمشيت الأعداء وهي جحافل
ظ*عن شمل دين جمعت أشتاته

أوتيت عزماً في الحروبا مسدداً
لا زيعه يخشى ولا هفواته

أحسنت بالبيت العتيق ويثرب
ولك الفعال كثيرة حسناته

هذي سيوفك محرمات دونه
لبكائهن تبسمت حجراته


الساعاتي

[الحمدان]

هو الفاتح لبيت المقدس بعدما
تحامته الدنا ومسودها

فضيلة فتح كان ثاني خليفة
من القوم مبديها وأنت معيدها


الساعاتي

[الحمدان]

سل عنه قلب الانكتير فإن في
خفقانه ما شئت من أبنائه

لولاك أم البيت غير مدافع
وأسال سيل نداه في بطحائه

وبكت الجفون القدس ثانية وما
لترنم الناقوس في أفنانه


الساعاتي

[الحمدان]

ومهفهف عني الزمان بخده
فكساه ثوبي ليله ونهاره

لا مهدت عذري محاسن وجهه
إن غض عندي منه غض عذاره


الشواء

[الحمدان]

وكنا خمس عشرة في التئامٍ
على رغم الحسود بغير آفه

فقد أصبحت تنويناً وأضحى
حبيبي لا تفارقه الإضافه


الشواء

[الحمدان]

أرسل صدغاً ولوى قاتلي
صدغاً فأعيا بهما واصفه

فخلت ذا في خده حيةً
تسعى وهذا عقرباً واقفه

ذا ألفٌ ليس لوصلٍ وذا
واوٌ ولكن ليس العاطفه


الشواء

[الحمدان]

ناديت وهو الشمس في شهرة
والجسم للخفية كالفيء

يا زاهياً أعرف من مضمرٍ
صل واهياً أنكر من شيء


الشواء

[الحمدان]

فتىً فاق الورى كرماً وبأساً
عزيز الجار مخضر الجناب

ترى في السلم منه غيث جود
وفي يوم الكريهة ليث غاب

إذا ما سل صارمه لحربٍ
أراك البرق في كف السحاب


الشواء

[الحمدان]

لي صديقٌ غدا وإن كان لا
ينطق إلا بغيبةٍ أو محال

أشبه الناس بالصدى إن
تحدثه حديثاً أعاده في الحال


الشواء

[الحمدان]

قالوا حبيبك قد تضوع نشره
حتى غدا منه الفضاء معطرا

فأجبتهم والخال يعلو خده
أو ما ترون النار تحرق عنبرا


الشواء

[الحمدان]

هواك يا من له اختيال
ما لي على مثله احتيال

قسمة أفعاله لحيني
ثلاثةُ ما لها انتقال

وعدك مستقبل وصبري
ماضٍ وشوقي إليك حال


الشواء

[الحمدان]

فديت بنفسي رأس عينٍ ومن فيها
وبيض السواقي حول زرق سواقيها

إذا راقني منها جواري عيونها
أراتق دمي منها عيون جواريها


الشواء

[الحمدان]

إن كان قد حجبوه عني غيرةً
منهم عليه فقد قنعت بذكره

كالمسك ضاع لنا وضاع مكانه
عنا فأغنى نشره عن نشره


الشواء

[الحمدان]

هنأت من أهواه عند ختانه
فرحاً وقلبي قد عراه وجوم

يفديك من ألم ألمّ بك امرؤ
يخشى عليك إذا ثناك نسيم

أمعذبي كيف استطعت على الأذى
جلداً وأجزع ما يكون الريم

لو لم تكن هذي الطهارة سنةً
قد سنها من قبل إبراهيم

لفتكت جهدي بالمزين إذ غدا
في كفه موسى وأنت كليم


الشواء

[الحمدان]

أَعيَت عَلى الأَوهامِ تِلكَ العُلى
وَاِستَعجَمَت مِن وَصلِهِنَّ الفِصاح

لا تُدرَكُ الغاياتُ إِلا مُنىً
لا يُجتَلى البارِقُ إِلا التِماح


ابن حزمون

[الحمدان]

إِلفانِ كانا في حَياتِهِما وَقَد
ماتا وَضَمَّهُما جَميعاً مَوضِعُ

يا مَغرِبَ القَمَرَينِ لَيتَكَ مَطلِعٌ
أَولَيتَ أَولَيتَ الَّذي تُستَودَعُ

تَبكي الشَّريعَةُ وَاِبنُ نُوحٍ ضاحِكٌ
إِنَّ السَّفيهَ بِكُلِّ شَيءٍ مولَعُ

حَسبُ اِبنِ نوحٍ أَنَّهُ عَمَلٌ كَما
جاءَ الكِتابُ بِهِ الَّذي هُوَ نَتبَعُ


ابن حزمون

[الحمدان]

لَو زارَني مِنكُمُ خَيالٌ
أَبصَرَ مِنّي الخَيالَ الأَصغَر

غالَطتُّ نَفسِيَ في وُجودِي
شَخصٌ أَنا أَم أَنا مُصَوَّر


ابن حزمون

[الحمدان]

ما شِئتُما الآنَ لِلزَّمانِ
قَد جادَ لي بِالمُنى زَماني

أَيُّ يَدٍ لِلزَّمانِ عِندي
أَدنَى بَنانٍ لَها بَناني

وَخَيرُ شَيءٍ أَسداهُ دَهري
إِلَيَّ مِمّا بِهِ حَباني

لُقيا اِبنِ إِدريسَ بَعدَ بَينٍ
غادَرَني في يَدَيهِ عانِ

أَحيا أَبو البَحرِ حينَ حَيّا
مَيتَ الأَمانِيِّ وَالأَمانِ


ابن حزمون

[الحمدان]

وإذا بُليتَ بظالمٍ كُنْ ظالما
‏واذا لقيت ذوي الجهالة فاجهلِ

‏واختَرْ لِنَفْسِكَ منزلاً تعْلو به
‏أَو مُتْ كريما تَحْتَ ظلِّ القَسْطَلِ

‏فالموتُ لا يُنْجيكَ من آفاتِهِ
‏حصنٌ ولو شيدتهُ بالجندل

‏موتُ الفتى في عزّهِ خيرٌ له
‏منْ أنْ يبيتَ أسير طرفٍ أكحل.

‏
عنترة بن شداد

[الحمدان]

يا وَيحَ هَذا الفِراقِ ما صَنَعا
بَدَّدَ شَملي وَكانَ مُجتَمِعا

مَن لَم يَذُق لَوعَةَ الفِراقِ فَلَم
يُلفَ حَزيناً وَما رَأى جَزَعا

وَكلُّ شَيءٍ سِوى مُفارَقِة
الأَحبابِ مُستَصَغَرٌ وَإِن فَجَعا


العباس بن الاحنف

[الحمدان]

كم بِتُّ في ظلماتِ الليل منفردًا
‏أشكو إلى الله آلامًا ألاقيها

‏ففي الفؤاد همومٌ كنتُ أكتمها
‏وما لغيرك يا رحمنُ أحكيها

‏إني لأرفع كفّي حين أرفعُها
‏لخالقي ودموع العين ترويها

‏فأُغمِضُ الجفنَ والآلام ذاهبةٌ
‏لأنّ ربي بحُسن الظنّ يطويها

......

[الحمدان]

في الماضياتِ الحاضراتِ الآتياتْ
‏لا حبَّ يعلو فوقَ حبِّ الأمَّهاتْ

‏أرْواحُهُنَّ بياضُها متدفِّقٌ
‏وَكُفوْفُهُنَّ الباقِياتُ الصَّالِحاتْ

‏هُنَّ احتِشادُ الضوءِ في أغْوارِنا
‏وَالسَّعْدُ وَحْيُ ثُغُوْرِهِنَّ الباسِماتْ

......

[الحمدان]

على كتفي ينامُ الليلُ
محموماً وخيباتـي

وفي عينيّ يغفو الحزنُ
حزنَ الأمسِ والآتِ

أربّي الوقتَ والأيامَ
في حضنِ انكساراتي

وأمشي كالجريحِ على
جروحي واحتضاراتي

أسافُر في وريد الحلمِ
عَبْرَ الأبجدياتِ

وأحفِرُ لي تواريخاً
على حقلِ المجازاتِ

لعلّ الدهرَ يُنصِفُني
فذا عصرُ التفاهاتِ

......

[الحمدان]

‏هل ترجع الدار بعد البُعد آنسةٌ
‏وهل تعود لنا أيّامنا الأولُ

‏هل تسأل الدار إن كانت تذكُرنا
‏أم أنها نسيت إن أهلها رحلوا

‏أم تسأل السقف هل مازال مُنتصبًا
‏فوق الجِدار شموخًا رغم ما فعلوا

‏إن مِت يادار أو طال الفراق بنا
‏فالصبر يادار لا يُضعف بنا الأمل

......