تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 [4] 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
11-09-2021, 07:05 PM
أَقولُ لِرَكبٍ رائِحينَ لَعَلَّكُم

تَحِلّونَ مِن بَعدي العَقيقَ اليَمانِيا

خُذوا نَظرَةً مِنّي فَلاقوا بِها الحِمى

وَنَجداً وَكُثبانَ اللِوى وَالمَطالِيا

وَمُرّوا عَلى أَبياتِ حَيٍّ بِرامَةٍ

فَقولوا لَديغٌ يَبتَغي اليَومَ راقِيا

عَدِمتُ دَوائي بِالعِراقِ فَرُبَّما

وَجَدتُم بِنَجدٍ لي طَبيباً مُداوِيا

وَقولوا لِجيرانٍ عَلى الخَيفِ مِن مِنىً

تَراكُم مَنِ اِستَبدَلتُمُ بِجِوارِيا

وَمَن حَلَّ ذاكَ الشِعبَ بَعدي وَراشَقَت

لَواحِظُهُ تِلكَ الظِباءَ الجَوازِيا

وَمَن وَرَدَ الماءَ الَّذي كُنتُ وارِداً

بِهِ وَرَعى الرَوضَ الَّذي كُنتُ راعِيا

فَوالَهفَتي كَم لي عَلى الخَيفِ شَهقَةً

تَذوبُ عَليها قِطعَةٌ مِن فُؤادِيا

صَفا العَيشُ مِن بَعدي لَحَيٍّ عَلى النَقا

حَلَفتُ لَهُم لا أَقرَبُ الماءَ صافِيا

فَيا جَبَلَ الرَيّانِ إِن تَعَر مِنهُمُ

فَإِنّي سَأَكسوكَ الدُموعَ الجَوارِيا

وَيا قُربَ ما أَنكَرتُمُ العَهدَ بَينَنا

نَسيتُم وَما اِستَودَعتُمُ الوُدَّ ناسِيا

أَأَنكَرتُمُ تَسليمَنا لَيلَةَ النَقا

وَمَوقِفَنا نَرمي الجِمارَ لَيالِيا

عَشِيَّةَ جاراني بِعَينَيهِ شادِنٌ

حَديثَ النَوى حَتّى رَمى بي المَرامِيا

رَمى مَقتَلي مِن بَينِ سِجفي عَبيطِهِ

فَيا رامِياً لا مَسَّكَ السوءُ رامِيا

فَيا لَيتَني لَم أَعلُ نَشزاً إِلَيكُمُ

حَراماً وَلَم أَهبِط مِنَ الأَرضِ وادِيا

وَلَم أَدرِ ما جَمعٌ وَما جَمرَتا مِنىً

وَلَم أَلقَ في اللاقينَ حَيّاً يَمانِيا

وَيا وَيحَ قَلبي كَيفَ زايَدتُ في مِنىً

بِذي البانِ لا يُشرَينَ إِلّا غَوالِيا

تَرَحَّلتُ عَنكُم لي أَمامِيَ نَظرَةٌ

وَعَشرٌ وَعَشرٌ نَحوَكُم لي وَرائِيا

وَمِن حَذَرٍ لا أَسأَلُ الرَكبَ عَنكُمُ

وَأَعلاقُ وَجدي باقِياتٌ كَما هِيا

وَمَن يَسأَلِ الرُكبانَ عَن كُلِّ غائِبٍ

فَلا بُدَّ أَن يَلقى بَشيراً وَناعِيا

وَما مُغزِلٌ أَدماءُ تُزجي بِرَوضَةٍ

طَلاً قاصِراً عَن غايَةِ السِربِ وانِيا

لَها بَغَماتٌ خَلفَهُ تُزعِجُ الحَشى

كَجَسِّ العَذارى يَختَبِرنَ المَلاهِيا

يَحورُ إِلَيها بِالبُغامِ فَتَنثَني

كَما اِلتَفَتَ المَطلوبُ يَخشى الأَعادِيا

بِأَروَعَ مِن ظَمياءَ قَلباً وَمُهجَةً

غَداةَ سَمِعنا لِلتَفَرُّقِ داعِيا

تُوَدِّعنُا ما بَينَ شَكوى وَعَبرَةٍ

وَقَد أَصبَحَ الرَكبُ العِراقِيُّ غادِيا

فَلَم أَرَ يَومَ النَفرِ أَكثَرَ ضاحِكاً

وَلَم أَرَ يَومَ النَفرِ أَكثَرَ باكِياً


الشريف الرضي

الحمدان
11-10-2021, 02:07 AM
لم يبق في الناس إلا المكر والملق

شوك إذا لمسوا زهر إذا رمقوا

فإن دعتك ضرورات لعشرتهم

فكن جحيما لعل الشوك يحترق


الشافعي

الحمدان
11-10-2021, 02:08 AM
أشكو إلى الله قوما عثت بينهم

يرضون من كل ما يبغون بالدون

لا روق لهم يرضاه لي بصري

ولا لهم عبق يرضاه عرنيني

من كل أخرق بالشنعاء مصطبغ

وبالذي دنس الأعراض مزنون

أعدوه لا جائزا منه بناحية

والشر كالعر في الأقوام يعديني

لولا التنوخى لم انس إلى أحد

ولا أجبت ودادا من يناديني


.......

الحمدان
11-10-2021, 02:08 AM
أبلغ أخانا تولى الله صحبته
أني وإن كنت لا ألقاه ألقاه

وأن طرفي موصول برؤيته
وإن تباعد عن مثواي مثواه

الله يعلم أني لست أذكره
وكيف أذكره إذ لست أنساه


......

الحمدان
11-10-2021, 02:09 AM
تود عدوي ثم تزعم أنني
صديقك ليس النوكُ عنك بعازِب

عدوي الذي آخى عدوي ومن يكن
صديق صديقي فهو لي الدهر صاحبي

وليس أخي من ودَّني رأي عينه
ولكنْ أخي من ودَّني في المصائب

ومن ماله مالي إذا كنت معدماً
وما لِي له إِنْ عضَّ دهر بِغَارب

فلا تحمدن عند الرخاء مؤاخياً
فقد يُذكر الأخوانُ عند النوائب

فما أنت إلا كيف أنت ومرحباً
وبالبذل رواغ كروغ الثعالب


......

الحمدان
11-10-2021, 02:10 AM
ألا إنما الإخوان عند الحقائق
ولا خير في ود الصديق المماذق

لعمرك ما شيء من العيش كله
أقر لعيني من صديق موافق

وكل صديق ليس في الله وده
فإني به، في وده غير واثق

أحب أخا في الله ما صح دينه
وأفرشه ما يشتهي من خلائق

وأرغب عما فيه ذل دنية
وأعلم ما عشت أن الله رازقي

صفي، من الإخوان كل موافق
صبور على ما نابه من بوائق

.........

الحمدان
11-10-2021, 06:02 AM
كلُّ القُلوبِ إلىَ الحبيبِ تَمِيْلُ

وَمعَيِ بِهـَذَا شـَـاهدٌ وَدَلِيِــــلُ

أَمَّا الــدَّلِيِلُ, إذَا ذَكرتَ محمدا ً

فَتَرَى دُمُوعَ العَارِفِيْنَ تسيلُ

هَذَا مَقَالِيِ فِيْكَ يَا شَرَفَ الْوَرَى

وَمَدّحِي فِيْكَ يَا رسُولَ اللهِ قَلِيْلُ

هَذَا رَسُــولُ اللهِ هذا المُصْطَفَىَ

هَذَا لِـــرَبِ العـــَـالمينَ رَسُــولُ

إِنْ صــَادَفَتْنِيِ مِنْ لَدنْكَ عِنَايَةٌ

لِأَزُوُرَ طَيْبَةَ والــنَّخِـَيلَ جَمِيْلُ

يَا سَيِّدَ الكَوْنينِ يَا عَــلمَ الهُدىَ

هَذَا المُتيَمُ فيِ حِمـَـــاكَ نَزِيـْـلُ

هَذَا النبيُّ الْهَاَشِميُ مُحَمَّدٌ

هَذَا لكلِّ العـَـــالمينَ رَسُـــولُ

هَذَا الـَّـــذِيِ رَدَّ العُــــُيونَ بِكَفِّهِ

لَمَّاَ بَدَتْ فَوْقَ الـــخُدَودِ تَسِـْيلُ

يَـَا رَبِّ إِنِّيِ قَـْد مَدَحْـتُ مُحَمَّدَاً

فِيِهِ ثَوَابِيِ وَلِلْـــــمَدِيِــحِ جَزِيـِـلُ

صَلَّ عَلَيْكَ اللهُ يَا عَلَمَ الْهُدَىَ

مَاَ لَاحَ بَدْرٌ فِيِ السَّمَاَءِ دَلِيِلُ

صَلَّ عَلَيْكَ اللهُ يَاَ عَــلَمَ الهُدَىَ

مَاَ حَنَّ مُشتَـــــاقٌ وَسَــاَرَ جَمِيْلُ

هَذَا رَسَولُ اللهِ نِبْرَاسَ الهُدَىَ

هَذَا لكلِّ العـَـــالمينَ رَسُـــولُ


......

الحمدان
11-10-2021, 10:57 PM
استدعى بعض الخلفاء شعراء مصر
فصادفهم شاعر فقير بيده جرّة
فارغة ذاهباً إلى البحر ليملأها ماء
فتبعهم إلى أن وصلوا إلى دار الخلافة
فبالغ الخليفة في إكرامهم
والإنعام عليهم، ولّما رأى الرجل
والجرّة على كتفه ونظر إلى
ثيابه الرّثة قال: من أنت؟
وما حاجتك؟ فأنشد الرجل:

ولما رأيتُ القوم شدوا رحالهم
إلى بحرِك الطَّامي أتيتُ بِجرتّي

فقال الخليفة : ا
املأوا له الجّرة ذهباً وفضّة.

فحسده بعض الحاضرين
(البطانه)وقالوا :
هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة
هذا المال، وربّما أتلفه وضيّعه.

فقال الخليفة: هو ماله يفعل به
ما يشاء، فمُلئت له جرّته ذهباً
وخرج إلى الباب ففرّق المال
لجميع الفقراء، وبلغ الخليفة
ذلك، فاستدعاه وسأله على ذلك فقال:

يجود علينا الخيّرون بمالهم
ونحن بمال الخيّرين نجود

فأعجب الخليفة بجوابه
وأمر أن تُملأ جرّتُه عشر مرّات
وقال : الحسنة بعشر أمثالها

الناس للناس مادام الوفاء بهم
والعسر واليسر اوقات وساعات

وأكرم الناس ما بين الورى رجل .
تقضى على يده للناس حاجات

لا تقطعنّ يد المعروف عن أحــد
مـا دمـت تـقدر والا يـام تـــارات

واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت .
إليك لالك عند الناس حاجـــات

فمات قوم وما مــاتت فضائلهم .
وعاش قوم وهم في الناس أموات

الحمدان
11-11-2021, 07:22 PM
قتل أحيحة بن الجلاح رجلًا من بني النجار أثناء إحدى المُناوشات القَبَلية، فأراد أخو المقتول عاصم بن عمرو أن يثأر لأخيه، ويقتل أحيحة، لكنه لم يستطع أن يَظفر به، فقرر أحيحة أن يفتك به تأديبًا له، وعزم على الإغارة على بني النجار، فعلمت زوجته بمكيدته ضد قبيلتها، فاحتالت عليه حتى غلبه النوم، وتدلّت من الحصن، وتسللت إلى قبيلتها لتحذرهم وتنذرهم من فتك زوجها، فأعدوا عدتهم وتجهزوا للهجوم، فلما أراد أحيحة أن يباغتهم، وجدهم في كامل استعدادهم، كأنهم على علم بقدومه، فلم يكن ثَمّ قتال شديد، فلما رجع خائبًا، لم يجد زوجته في خبائها، أدرك فعلتها وتحذيرها لقومها، فقال: “هذا عمل سلمى، احتالت عليّ حتى بلغت ما أرادت، وأنذرت قومها”، وقد قال أحيحة في ذلك شعرًا


لعمــر أبيــك مـــا يغنــي مقـــامـي
مــن الفتيان رائحة جهـول

نــؤوم مــــــا يقلـــص مسـتـقـــلًا
عــلــى الغابات مضجعه ثقيل

إذا بــاتـت أعصبهـــــا فنـــامـــت
علـــى مكانها الحمى الشمول

لعــــل عصابهــــا يبغيـــك حـــربـــاً
ويأتيهـــــا بعورتـك الـدلـيل

وقد أعــدت للحدثـــــان عـقـــــلًا
لـــــو أن المرء تنفعه العقـول


احيحة بن الجلاح

الحمدان
11-12-2021, 12:53 AM
اِستَغنِ عَن كُلِّ ذي قُربى وَذي رَحِمٍ

إِنَّ الغَنِيَّ مَن اِستَغنى عَنِ الناسِ

وَاِلبِس عَدوَّكَ في رِفقٍ وَفي دَعَه

لِباسَ ذي إِربَةٍ لِلدَّهرِ لَبّاسِ

وَلا تَغُرَنَّكَ أَضغانُ مُزَمِّلِهِ

قَد يَضرِبُ الدُبرَ الدامي بِأَحلاسِ



احيحة بن الجلاح

الحمدان
11-12-2021, 01:09 AM
مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ

مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعَةً

مُحَمَّدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَرَمِ
مُحَمَّدٌ تاجُ رُسْلٍ اللهِ قاطِبَةً

مُحَمَّدٌ صادِقُ الأٌقْوَالِ والكَلِمِ
مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ

مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَمِ
مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ

مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَلْ نُوراً مِنَ القِدَمِ
مُحَمَّدٌ حاكِمٌ بالعَدْلِ ذُو شَرَفٍ

مُحَمَّدٌ مَعْدِنُ الإنْعامِ وَالحِكَمِ
مُحَمَّدٌ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ مُضَرٍ

مُحَمَّدٌ خَيْرُ رُسْلِ اللهِ كُلِّهِمِ
مُحَمَّدٌ دِينُهُ حَقَّ النَّذِرُ بِهِ

مُحَمَّدٌ مُجْمَلٌ حَقَاً عَلَى عَلَمِ
مُحَمَّدٌ ذِكْرُهُ رُوحٌ لأَنْفُسِنَا

مُحَمَّدٌ شُكْرُهُ فَرْضٌ عَلَى الأُمَمِ
مُحَمَّدٌ زِينَةُ الدُّنْيَا ومُهْجَتُها

مُحَمَّدٌ كاشِفُ الغُمَّاتِ وَالظُّلَمِ
مُحَمَّدٌ سَيِّدٌ طابَتْ مناقِبُهُ

مُحَمَّدٌ صاغَهُ الرَّحْمنُ بِالنِّعَمِ
مُحَمَّدٌ صَفْوَةُ البارِي وخِيرَتُهُ

مُحَمَّدٌ طاهِرٌ ساتِرُ التُّهَمِ
مُحَمَّدٌ ضاحِكٌ لِلضَّيْفِ مَكْرُمَةً

مُحَمَّدٌ جارُهُ واللهِ لَمْ يُضَمِ
مُحَمَّدٌ طابَتِ الدُّنيا ببِعْثَتِهِ

مُحَمَّدٌ جاءَ بالآياتِ والْحِكَمِ
مُحَمَّدٌ يَوْمَ بَعْثِ النَّاسِ شَافِعُنَا

مُحَمَّدٌ نُورُهُ الهادِي مِنَ الظُّلَمِ


الشاعر البوصيري

الحمدان
11-12-2021, 04:04 AM
تُعدُّ قصيدة الحب للملك شو سين Shu - Sin أقدم قصيدة حب مكتشفة إلى الآن؛ إذ يعود تاريخها لقرابة ٢٠٠٠ عام قبل الميلاد، حينها وُجد اللوح المخطوطة عليه القصيدة في أثناء اكتشاف آثار مدينة نينوى في العراق، ومن ثم حفظت في أدراج مستودعات متحف إستانبول في تركيا إلى عام ١٩٥١ حين وجدها عالم المسماريات Samuel Noah Kramer وترجمها.


حُفِظ اللوح بحالةٍ جيدة وحوى القصيدة المقسمة إلى مقاطع متعددة؛ تحتفي جميعها بكلّ من الحب والجمال والعروس والملك شو سين.

والمدهش في الأمر أن هذه القصيدة لم تكن مجرد نصٍّ شعريّ عن الحب، بل كانت جزءًا من الطقوس المقدسة التي كانت تجري كلَّ عام، والمعروفة باسم "الزواج المقدس".

فوفقًا للمعتقد السومري، وفي يوم رأس السنة الجديدة؛ يجب على الملك أن يتزوج رمزيًّا من الآلهة إنانا (آلهة الحب والخصب) -التي تمثلها إحدى كاهناتها- وأن يعاشرها؛ ذلك من أجل ضمان خصوبة الأرض وأرحام النساء في العام اللاحق.

وتبقى التفاصيل الدقيقة لطقوس هذا الاحتفال المصاحب للمآدب والموسيقا والرقص والغناء غيرَ معروفة، ولكن ما نعلمه أنه كان ضروريًّا لتأكيد ألوهية ملوك تلك الفترة، وبحسب ما يؤكده جيرمي بلاك Jeremy Black الباحث في نصوص بلاد ما بين النهرين؛ فإن إنشاد هذه القصيدة كان من مهمّات العروس.
وفيما

يلي مقطع من القصيدة:

أيها العريس الغالي على قلبي

حُسنك بهيٌّ.. يا جميلي ..

أيها الأسد الغالي على قلبي

حُسنك بهي.. يا جميلي ..

لقد أسرتني، دعني أقف برهبةٍ أمامك ..

أيها العريس، خذني إلى خدرك..

دعني أعانقك، و أستمتع بحسنك الفتّان..
يا أسد، نم بمنزلنا حتى الفجر ..



تعدُّ هذه القصيدة مثالًا عن عمق التجربة الإنسانية وغناها وتنوعها، وهي نتاجٌ جميل لامتزاج الحب والدين والسياسة من أجل صناعة عيدٍ مبهج وملكٍ مؤلَّه ذي سلطة واسعة.

هامش:

*شو سين Shu - Sin

هو حاكم مدينة أور بين عامي 1972-1964 ق.م (وفق التسلسل الزمني القصير) أو بين عامي 2037-2029 ق.م (وفق التسلسل الزمني الطويل)، وهو الابن الأصغر للملك شولجي أور آخر ملك عظيم في سلالة أور الثالثة.

*تؤرخ هذه القصيدة إمّا لعام 1965 ق.م وإمّا لعام 2030 عام ق.م، ولكن؛ غالبًا ما يُعيّنُ تاريخ وسطي هو عام 2000 قبل الميلاد.

الحمدان
11-12-2021, 04:21 AM
صـوت صــفير الـبلبـلي

هيج قـــلبي الثمــلي

المـــــــاء والزهر معا

مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي

و أنت يا ســـــــــيدَ لي

وســــــيدي ومولي لي

فكــــــــم فكــــم تيمني

غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي

قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ

من لثم ورد الخــــجلي

فـــــــقال لا لا لا لا لا
وقــــــــد غدا مهرولي

والخُـــــوذ مالت طربا

من فعل هـــذا الرجلي

فــــــــولولت وولولت

ولـــــي ولي يا ويل لي

فقلت لا تولولـــــــــي

وبيني اللؤلؤ لــــــــــي

قالت له حين كـــــــذا

انهض وجــــــد بالنقلي

وفتية سقــــــــــــونني

قـــــــــهوة كالعسل لي

شممـــــــــــتها بأنافي

أزكـــــــى من القرنفلي

في وســط بستان حلي

بالزهر والســـــرور لي

والعـــود دندن دنا لي

والطبل طبطب طب لـي

طب طبطب طب طبطب

طب طبطب طبطب طب لي

والسقف سق سق سق لي

والرقص قد طاب لي

شـوى شـوى وشــــاهش

على ورق ســـفرجلي

وغرد القمري يصـــــيح

ملل فـــــــــــي مللي

ولــــــــــــو تراني راكبا

علــــى حمار اهزلي

يمشي علــــــــــــى ثلاثة

كمـــــشية العرنجلي

والناس ترجــــــــم جملي

في الســوق بالقلقللي

والكـــــــــل كعكع كعِكَع

خلفي ومـــن حويللي

لكـــــــــــن مشيت هاربا

من خشـــية العقنقلي

إلى لقاء مــــــــــــــــلك

مــــــــــعظم مبجلي

يأمر لي بخـــــــــــــلعة

حمـــراء كالدم دملي

اجــــــــــــر فيها ماشيا

مبغــــــــــددا للذيلي

انا الأديب الألمــعي من

حي ارض الموصلي
نظمت قطــــعا زخرفت

يعجز عنها الأدبو لي

أقول في مطلعــــــــــها

صوت صفير البلبلي


الشاعر عبد الملك الأصمعي

الحمدان
11-12-2021, 06:02 PM
‏أسعِد أُخيَّ وغنّني بحديثِ مَنْ
حلّ الأباطِحَ إن رعَيت إخائي

وأعِدهُ عند مسامعي فالروحُ إنْ
بَعُدَ المدى ترتاح للأنباء


ابن الفارض

الحمدان
11-12-2021, 06:02 PM
‏إذا ما خلوتَ الدّهرَ يومًا فلا تَقُل
خَلَوتُ ولكن قُل عَلَيَّ رقيبُ

ولا تحسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ ساعةً
ولا أنّ ما يخفى عَلَيهِ يغيبُ

لهَونَا لَعَمرُ اللهِ حتى تَتابَعَت
ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذنوبُ

فيا ليتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَى
ويأذَنُ في تَوباتِنَا فنتُوبُ


أبو العتاهية

عبير بنت شمران
11-12-2021, 08:52 PM
https://imagess.net/wp-content/uploads/2017/02/2966.gif

الحمدان
11-13-2021, 02:28 AM
https://imagess.net/wp-content/uploads/2017/02/2966.gif



هلا وغلا بالاخت الغالية
أنفاس الحب الرائعة
منور متصفحي بمرورك العطر
وتعقيبك المميز
لك مني أجمل تحيه وتقدير لاعدمتك

الحمدان
11-13-2021, 02:55 AM
ألا يا صبا نجد سلمت فلم يزل

نداك بما يعطيه أحلى من الشهد

أشم عرارا فيك يذكي مشاعري

ويرقص إحساسي ويقضي على سهدي

وأنسامك الجذلى تشيع لطافة

تناغم أنفاس الأزاهر والورد


طاهر زمخشري

الحمدان
11-13-2021, 02:56 AM
وقد زعموا أن المحب إذا دنا

يمل وأن البعد يشفي من الوجد

بكلٍّ تداوينا فلم يشف ما بنا

ألا إن قرب الدار خير من البعد

ألا إن قرب الدار ليس بنافع

إذا كان من تهواه ليس بذي ود


عبدالله بن الدمينة

الحمدان
11-13-2021, 02:56 AM
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد

لقد زادني مسراك وجداً على وجد

رعى الله من نجد أناساً أحبهم

فلو نقضوا عهدي حفظت لهم ودي

سقى الله نجداً والمقيم بأرضها

سحابا غواد خاليات من الرعد

إذا هتفت ورقاء في رونق الضحى

على غصن بان أو غصون من الرند

بكيت كما يبكي الوليد ولم أكن

جليداً وأبديت الذي لم أكن أبدي


عبدالله بن الدمينة

الحمدان
11-13-2021, 04:02 PM
قصيدة في وصف النساء


لا تضمّ التي ما تعرف السَّوى

تجعل الزين شين ولا تستري

يذن العصر والعيش فوق الرحى

القدر موضحٍ واللبن مَخْورِ

لا تضم التي تشري للّغا

دايم هرجها بالكلام الرزي

إلى نشدها بعلها بهرجٍ لطيف

طوحت حسها ما أدري ما أدري!

اندفه في ثلاثٍ تبعهن ثلاث

لاجل تاكل طعامك هني مري

لا تضم التي يطوَّح طيّها

الضحى وانت بالمقبرة تقبرِ

لا تضم التي قد حكي بأمها

تحسب العيب بارٍ وهو ما برى

لا تضم التي ما تخلَّي العباة

دايم كنها تلعب العيفري

من جهلها تخلِّي ولدها يصيح

ما تسنع لها مورد ومصدرِ

يوم تظهر من البيت وش هي تبي؟

هي تبي عند غيرك طعام طري!

اتركه يا الخبل يا نكيث الحبل

لا تجزع ولو قيل يا المثفرِ

لا تضم التي عينها وأذنها

بالمزاغيلٍ والصاير المسفر

ودّها كل من مَرّ مع سوقها

من شريف وطريف يقول أظهري

لا تضم التي ما تربِّي الحلال

أغبر طبعها والزمان أغبر

لا تضم التي ما تمل الرديف

تسري الليل للي لها يحتري

لا تضم التي ما تخلِّي الرفيق

غايب رجلها أو بعد حاضر

الوعد مثل من قال كحيِّ واكحّ

في قيام العشر وإن ظهرت أظهري

واقعدي عندنا لين ما يظهرون

واظهري والمطوع بهم يوترِ

ال تضم التي ينخزن دونَها

دوم نجارها بأمرها ينجرِ

لو تقول ارفقي يا مره بالحلال

دبّري مرزقك ذا السنة واصبري،

بان منها من العيب ما تكرهه

وباشرت في حلالك له تبذَّرِ

ولو يخطر شريف لا سرَّها

ودّها أنه يخطِر ولا يخطَرِ

وان دخل باشرته بخبيث الكلام

وان ظهر واندبت له يقول ابشري!

سلط الله عليها قبلها تزوم

والضغيف بمرضاتها مَصَخَّرِ

مضحرٍ مار ما وْفَّق ابن الحلال

غشته بالذي دايم ....

يا عسى جنسها دايم ما يعيش

عند الأجواد وإن عاش ما يكثر

من جهلها ومن سُوْ تدبيرها

ما عليها من اللبس ما يسترِ

والآن إلى قصيدة حميدان:

لا تضمّ التي ما تعرف السَّوى

تجعل الزين شين ولا تستري

يذن العصر والعيش فوق الرحى

القدر موضحٍ واللبن مَخْورِ

لا تضم التي تشري للّغا

دايم هرجها بالكلام الرزي

إلى نشدها بعلها بهرجٍ لطيف

طوحت حسها ما أدري ما أدري!

اندفه في ثلاثٍ تبعهن ثلاث

لاجل تاكل طعامك هني مري

لا تضم التي يطوَّح طيّها

الضحى وانت بالمقبرة تقبرِ

لا تضم التي قد حكي بأمها

تحسب العيب بارٍ وهو ما برى

لا تضم التي ما تخلَّي العباة

دايم كنها تلعب العيفري

من جهلها تخلِّي ولدها يصيح

ما تسنع لها مورد ومصدرِ

يوم تظهر من البيت وش هي تبي؟

هي تبي عند غيرك طعام طري!

اتركه يا الخبل يا نكيث الحبل

لا تجزع ولو قيل يا المثفرِ

لا تضم التي عينها وأذنها

بالمزاغيلٍ والصاير المسفر

ودّها كل من مَرّ مع سوقها

من شريف وطريف يقول أظهري

لا تضم التي ما تربِّي الحلال

أغبر طبعها والزمان أغبر

لا تضم التي ما تمل الرديف

تسري الليل للي لها يحتري

لا تضم التي ما تخلِّي الرفيق

غايب رجلها أو بعد حاضر

الوعد مثل من قال كحيِّ واكحّ

في قيام العشر وإن ظهرت أظهري

واقعدي عندنا لين ما يظهرون

واظهري والمطوع بهم يوترِ

ال تضم التي ينخزن دونَها

دوم نجارها بأمرها ينجرِ

لو تقول ارفقي يا مره بالحلال

دبّري مرزقك ذا السنة واصبري،

بان منها من العيب ما تكرهه

وباشرت في حلالك له تبذَّرِ

ولو يخطر شريف لا سرَّها

ودّها أنه يخطِر ولا يخطَرِ

وان دخل باشرته بخبيث الكلام

وان ظهر واندبت له يقول ابشري!

سلط الله عليها قبلها تزوم

والضغيف بمرضاتها مَصَخَّرِ

مضحرٍ مار ما وْفَّق ابن الحلال

غشته بالذي دايم ....

يا عسى جنسها دايم ما يعيش

عند الأجواد وإن عاش ما يكثر

من جهلها ومن سُوْ تدبيرها

ما عليها من اللبس ما يسترِ

يوم دلو زراريعنا للحريث

روحت به اسويره عن العثري

العرب يظهرون النخل والعيا

وهو يشري لها المسك والعنبري
حاط حرمتين جعل ما هو بزين

جعل عقب هذا يهبد الشري

الى ان قال

ويتشربك بحبل الشرك بالشبك

ثم يصبح على راسه امكنعري

احترز من اسهوم القدر بالحذر

وانت مالك عن اللي لك امقدري

لاتظم الذي ما تعرف السوا

تجعل الزين شين ولا تستري

يذن العصر والعيش فوق الرحى

القدر موصخ واللبن مخوري

ولا تظم الذي يطوح طيبها

الضحى وانت في المقبره تقبري

ولا تظم الذي قد حكي بامها

تحسب العيب باري وهو ما بري

ولاتظم الذي ما تخلي العباه

دايمٍ كنها تلعب العيفري

من جهلها تخلي ولدها يصيح

ما تسنع لها مورد ومصدري

يوم تظهر من البيت ويش هي تبي

هي تبي عند غيرك طعام طري

رجلها يالخبل مثل نكس الحبال

لا تجزع اذا قيل لك يا المثوري

طلق العاهرة وخلها تنطلق

من احبالك عسا بطنها للفري

ولا تظم الذي عينها واذنها

بالمزاغيل والصابر المسفري

ودها كل من مرّ مع سوقها

من طريف وشريف يقول اظهري

لا تظم الذي ما تمل الرديف

تسري الليل للي لها يحتري

الوعد مثلما قال كحي واكح

في اقيام العشر وان ظهرت اظهري

واقعدي عندنا لين هم يظهرون

واظهري والمطوع بهم يوتري

ياعسا جنسها ونسلها مايعيش

عند الاجواد وان عاش مايكثري

من جهلها ومن سو تدبيرها

ما عليها من اللبس ما يستري


الشاعر حميدان الشويعر

شمس الاصيل.
11-13-2021, 04:48 PM
موضوع قيم استاذنا الحمدان
جزاك الله خيرا

تحياتي الوردية ...
لكـ خالص احترامي

https://d2s63a22uzwg40.cloudfront.net/8/3/0/0/2/5c023fc6100d3.gif

شمس الاصيل.
11-13-2021, 04:59 PM
أَما وَهَذا الزَمانُ يَمتَحِنُه

بِصَرفِهِ تارَةً وَيَمتَهِنُه

إِذا جَرى نَحوَ غايَةٍ عَبَأَت

لَهُ الرَدى مِن زَمانِهِ إِحَنُه

فَلا مَلومٌ عَلى دَنيأَتِهِ

عَمّا سَمَت لِإِدِّراكِهِ فِطَنُه

مَن ذا مِنَ الدَهرِ باتَ مُستَتِراً

أَم مَن وَقَتهُ سِهامَهُ جُنَنُه

هَيهاتِ أَعيا فَما تُرَدُّ يَدٌ

لَهُ لِما سارَ فيهِ يَحتَجِنُه

أَما وَمَن ما ذَكَرتُ فُرقَتَهُ

إِلّا يَرى القَلبَ حاشِداً شَجَنُه

وَمَن رَضيتُ السَقامَ في بَدَني

مِنهُ إِذا كانَ سالِماً بَدَنُه

وَمَن كَأَنَّ القَضيبَ قامَتُهُ

وَالبَدرَ يَحكي ضِياءَهُ سُنَنُه

وَمَن بِخَدَّيهِ رَوضَتانِ وَمَن

يَنفُثُ سِحراً مِن طَرفِهِ فِتَنُه

إِذا رَنا خِلتَ أَنَّهُ ثَمِلٌ

يَكسِرُ أَجفانَ لَحظِهِ وَسَنُه

لَقَد حَلَبتُ الزَمانَ أَشطُرَهُ

طَبّاً بِما تَنتَحي لَهُ مِحَنُه

فَما نَأى المُستَقيمُ مِنهُ وَلا

عَلَيَّ أَعيَت جَهالَةً أُبَنُه

وَأَعلَمُ الناسَ بِالزَمانِ فَتىً

أَهدى أَعاجيبَهُ لَهُ زَمَنُه

لِسَيِّئٍ مِنهُ نُصبَ مُقلَتِهِ

وَما بَعيدٌ عَن لَحظِها حَسَنُه

فَما فُؤادي بِجازِعٍ أَسَفاً

ما أَخلَفَ ذا مَطامِعٍ ظِنَنُه

غَنيتُ بِاللَهِ فَإِستَرَحتُ مِنَ ال

موفي عَلى نَزرِ مِنِّهِ مِنَنُه

وَمِن بَخيلٍ بُروقُ زَبرِجِهِ

كَخُلَّبِ البَرقِ خانَهُ مُزُنُه

مُتَّسِعِ الصَدرِ لِلمَقالِ وَإِن

رامَ فَعالاً فَدَيِّقٌ عَطَنُه

وَالحُرُّ لا يَرأَمُ الصِغارَ إِذا

سيمَ الأَذى أَو نَبا بِهِ وَطَنُه

لَكِنَّهُ يَخرِقُ الخُروقَ وَلا

يَستَصعِبُ الصَعبَ مُهوِلاً عَنَنُه

حَليفُهُ المَشرَفِيُّ لَيسَ لَهُ

خِلٌّ سِوى المَشرَفِيِّ يَأتَمِنُه

صاحِبُ صِدقٍ تَكفيهِ بَدأَتُهُ

عَودُ شَفيعٍ نَبَت لَهُ أُذُنُه

إِذا إِنتَضى فَالرُؤوسُ مَغمَدُهُ

يَأمَنُ مِنهُ المُلوكَ مُمتَحِنُه

طَلائِعُ المَوتِ في تَلَألُؤِهِ

يَعوقُها لِلشَقاءِ مُرتَهِنُه

كَالبَرقِ يَفري الطُلى كَأَنَّ بِهِ

ذَحلاً عَلى المُقصَدينَ يَضطَغِنُه

فَالوَفرُ بِالنَصلِ يُستَفادُ إِذا

ضاقَت عَلى ذي بَصيرَةٍ مُدُنُه

وَإِنَّما العارُ أَن يُرى حَذِراً

يُزَيِّنُ الفَقرَ عِندَهُ خَنَتُه

يُقَلِّبُ الرَأيَ دَهرَهُ فِرَقاً

لا خَفضُهُ دائِمٌ وَلا حَزَنُه

فَذا قريبٌ يَأوي إِلى سَكَنٍ

وَذاكَ ناءٍ يَهوى لَهُ سَكَنُه



الشاعر البحتري

الحمدان
11-13-2021, 05:57 PM
‏إذا الفتى ذَمّ عَيشًا في شَبِيبَتِهِ
فما يقولُ إذا عَصرُ الشبابِ مَضى


أبو العلاء المعري

الحمدان
11-13-2021, 11:09 PM
موضوع قيم استاذنا الحمدان
جزاك الله خيرا

تحياتي الوردية ...
لكـ خالص احترامي

https://d2s63a22uzwg40.cloudfront.net/8/3/0/0/2/5c023fc6100d3.gif




هلا وغلا بالاخت الغالية
شمس الاصيل
انا اقول ليه منور متصفحي
أثار الشمس مشرقه عليه
لاحرمني الله من َروعة مرورك
لك أجمل التحايا واطيبها

الحمدان
11-14-2021, 01:34 AM
مالي والهموم تلاطمت
فالموج شعري هاج بالاحزانِ

ورأيت من سفن الطموح مواكبا
كسرت بايدي الناس باستهجانِ

لما ركبت سفينه التقوى جرت
وشراعها من جذوة الايمانِ


.......

الحمدان
11-14-2021, 02:38 AM
حتّام أخفي الهوى والنفس أوهاها...
هم إذا ما ألمّ الليل غشـاها

لواعج في الحشـا إن بحتهن لحا ...
صحبي وإن كتمت جاشت حميّاها

بكّي ولا تجزعي من لوم عاذلة ...
فالبين إن لوع العشاق بكــــــــاها

هذا معناك قد عـــــــزت مطالبه ...
وعز من أمنيات الشـــــــوق أدناها

يطارح الشجو يا سلمى مطوقة ...
تبث عبر الدجـى بالليل شكـــــواها

هل تذكريـن وقد مال النهار بنا ...
كؤوس حـب على خــوف شربناها

وزورقا من نسيج الحب دفتـــه ...
وعيشة في الهوي العذري عشناها

عهود وصل كأحلام الصبا عصفت ...
بها رياح النوى ما كان أحلاها

إني على العهد يا سلمى وإن عذلوا ...
فالصب لا يشتهي من ليس يرضاها

يا رب غانية تغري بطلعتهـــــا ...
مليحة صد طرفي عن محيـــــــــاها

الحب إن شك يعمي قلب صاحبه ...
فلا يرى الحسن فيمن ليس يهواها

وصاحب اللؤم يبدي عند حاجته ...
مشاعرا ليس في الإحشاء مثواها

كم من صحيح تراه وهو ذو علل ...
تضمي إذا ما أصاب النفس عدواها


الأديب الشاعر حسن ابو وعله

أبو شريح الشمراني
11-14-2021, 02:53 AM
وَقَفَ الهُدهُدُ في بابِ سُلَيمانَ بِذِلَّه



وَقَفَ الهُدهُدُ في با


بِ سُلَيمانَ بِذِلَّه
قالَ يا مَولايَ كُن لي


عيشَتي صارَت مُمِلَّه
متُّ مِن حَبَّةِ بُرٍّ


أَحدَثَت في الصَدرِ غُلَّه
لا مِياهُ النيلِ تُروي


ها وَلا أَمواهُ دِجلَه
وَإِذا دامَت قَليلاً


قَتَلَتني شَرَّ قتلَه
فَأَشارَ السَيِّدُ العالي


إِلى مَن كانَ حَولَه
قَد جَنى الهُدهُدُ ذَنباً


وَأَتى في اللُؤمِ فَعلَه
تِلكَ نارُ الإِثمِ في الصَد


رِ وَذي الشَكوى تَعِلَّه
ما أَرى الحَبَّةَ إِلّا


سُرِقَت مِن بَيتِ نَملَه
إِنَّ لِلظالِمِ صَدراً


يَشتَكي مِن غَيرِ عِلَّه

أحمد شوقي

ريحانة شمران
11-14-2021, 03:47 AM
بما في الخدِّ من زهرٍ نديِّ



بما في الخدِّ من زهرٍ نديِّ


وما في القدِّ من ثمرٍ شهيِّ
أظلّيني بشعرٍ فوقَ ثغرٍ


كصفصافٍ على ماء صفيِّ
لأجلكِ شاقني القرآنُ يُتلى


وتأذينُ الصبائحِ والعشيِّ
وأعذَبُ ما يُكرِّرهُ لساني


صلاتي والسلامُ على النبيِّ


أبو الفضل الوليد

الحمدان
11-14-2021, 04:06 AM
بَلَوتُ بَني الدُنيا فَلَم أَرى فيهُمُ

سِوى مَن غَدا وَالبُخلُ مِلءَ إِهابِهِ

فَجَرَّدتُ مِن غَمدِ القَناعَةِ صارِماً

قَطَعتُ رَجائي مِنهُمُ بِذُبابِهِ

فَلا ذا يَراني واقِفاً في طَريقِهِ

وَلا ذا يَراني قاعِداً عِندَ بابِهِ

غَنيٌّ بِلا مالٍ عَنِ الناسِ كُلِّهِم

وَلَيسَ الغِنى إِلّا عَنِ الشَيءِ لا بِهِ

إِذا ظالِمُ استَحسَنَ الظُلمَ مَذهَباً

وَلَجَّ عُتُوّاً في قَبيحِ اِكتِسابِهِ

فَكِلهُ إِلى صَرفِ اللَيالي فَإِنَّها

سَتُبدي لَهُ ما لَم يَكُن في حِسابِهِ

فَكَم قَد رَأَينا ظالِماً مُتَمَرِّداً

يَرى النَجمَ تيهاً تَحتَ ظِلِّ رِكابِهِ

فَعَمَّا قَليلٍ وَهُوَ في غَفَلاتِهِ

أَناخَت صُروفُ الحادِثاتِ بِبابِهِ

فَأَصبَحَ لا مالٌ لَهُ وَلا جاهٌ يُرتَجى

وَلا حَسَناتٌ تَلتَقي في كِتابِهِ

وَجوزِيَ بِالأَمرِ الَّذي كانَ فاعِلاً

وَصَبَّ عَلَيهِ اللَهُ سَوطَ عَذابِهِ


الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
11-14-2021, 04:08 AM
الإمام الشافعي
أبو عبد الله محمد بن إدريس
الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ
(150-204هـ / 767-820م)
هو ثالث الأئمة الأربعة
عند أهل السنة والجماعة
وصاحب المذهب الشافعي
في الفقه الإسلامي
ومؤسس علم أصول الفقه،..


وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ

وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا

وَلَستُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُني

وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِيا

فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتي

وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيا

كِلانا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَهُ

وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَدُّ تَغانِيا

الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
11-14-2021, 04:09 AM
إِنَّ لِلَّهِ عِباداً فُطَنا

تَرَكوا الدُنيا وَخافوا الفِتَنا

نَظَروا فيها فَلَمّا عَلِموا

أَنَّها لَيسَت لِحَيٍّ وَطَنا

جَعَلوها لُجَّةً وَاِتَّخَذوا

صالِحَ الأَعمالِ فيها سُفُنا


الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
11-14-2021, 04:11 AM
بما في الخدِّ من زهرٍ نديِّ



بما في الخدِّ من زهرٍ نديِّ


وما في القدِّ من ثمرٍ شهيِّ
أظلّيني بشعرٍ فوقَ ثغرٍ


كصفصافٍ على ماء صفيِّ
لأجلكِ شاقني القرآنُ يُتلى


وتأذينُ الصبائحِ والعشيِّ
وأعذَبُ ما يُكرِّرهُ لساني


صلاتي والسلامُ على النبيِّ


أبو الفضل الوليد





منوره غاليتي
ريحانة شمران
منوره بمرورك الرائع
ومنوره بمشاركتك الأروع
لك مني كل التحايا والتقدير لاعدمتك

الحمدان
11-14-2021, 04:13 AM
إنـي بـليـتُ بـأربـع مـا سلطوا

إلا لعــظــم بــليـتـي وشـقـائي

إبليس والدنيا ونفسي والهوى

والله يـنـصـرنـي على الأعداء

إبـليـس يسعى في سبيل مهالكي

والنـفـس تـأمـرنـي بـكـل بـلاء

وجـنـوده حـاطـوا بحول مدينتي

يــا عـدّتـي فـي شـدّتـي ورجـائي


أحمد فهد الاحسائي

الحمدان
11-15-2021, 02:31 AM
خوية درب عمــري ما خذاني دونهـــا النسيان

وأنا يأهل الملامـــة ما رغبـت العيش وحـداني

أبيها مهـرة مــاعسفت صغيـرة وبنت حصــان

أبوها اللـــي يفــك المشكلــــة ويزين الجـــــاني

وأخوهـــا لا تعــزوى باسمها فزو له العـربان

يحق لها الفخــر فــي قولــة آل فــلان جدانـــي

أبييهــا فـي بحر عشـــرين لازود ولانقصـــان

أبيهـاأقصـرطويلـة والو صوف أشكال والوانـي

أبي الجبهة كما الصبح وكماالقوس اسودالحجان

وأبيهــا ناعســــات ونرجسية سود الأعيـــــاني
أبي رمش كما ريش يغطي الثلج في الأوجان

وأبي جفن يشيـــل الرمــش طربـــان وكسلاني

وأبي خـد مثـل ورد تـنـمي في طرف بستـان

وأبي خـشـم صغير ومثـل حد السيف شاماني

أبي البسمة كما البرق وثـناياها كما المرجان

وشفـــاهــا جمرتـيـن وفـمهـا خاتـم سليمــانــي

أبي شعرها كما ذيل الفرس لاطبت الميدان

أو الـشــلال لا مـن بـات لـيـلـه بـيـن الأمتـانـي

أبي جيد سـواة ابريـق فـضـة ناتـق ملـيـان

وصـدر كـنـه مرايـه علـيـهــا طـلـع رمـــانــي

أبي ظهر كما الجدول وقد مثل غصن البان

وخصر مثل مجـدول العـنـان وجسـم رويـانـي

أبيها نابـية ردف وبطـن ضـامـر جوعـان

أبيها مـدمـجـة سـاق وقـدمـهـا سـاق ثـعـبـانـي

أبيها بنـت عـز من رغـدها ينعم الفسـتـان

أبي الرقـة وأبي الدقـة لها باطـرافـهـا شـانـي

أبي المشية كما اللي طالع من المعركة كسبان

وأبيها تـرش مـع خطـواتهـا مسـك وريحاني

أبي صوت الى مني سمعتة كن فيه الحان

يدغدغ مسمعي ويثير كل السحر فـ.. اشجاني

أبيها حب واخلاص وهواجيس وفرح واحـزان

أبيهـا مثل مادكتور أهالــي العشــق وصـاني

أبيها لـوحة ماصــورتهــا ريشــة الفنــان

أبيهــا جـوهــرة مـاجابهـا قاصــي ولأدانــي

أبيها تنتصر لي من زمـان حطني نيشان

وتبشــر بالغــلا اللـي مــالقابــه واحـد ثانــي

مهرها قلب وشعر يهز القلب والوجـدان

والبسها القصيد وتصبح اوزاني وقيفاني

أبي اللي فات واللي فات صعب ومن لقي العنوان

يرد العلم والا افضل ابقى اعيش وحداني



الشاعر .. ناصر القحطاني

الحمدان
11-15-2021, 04:51 AM
خُذني إليكَ ونجِّني مما أُعاني في الثَرى

مَهما تَسامَى مَوضعُكْ... وعلا مكانُكَ في الوجودْ

فأنا خيالُكَ أتبعُكْ... ظمآن أرشفُ ما تجودْ

قمرَ الأماني يا قمرْ، إنيّ بهمٍّ مُسْقِمِ

أنتَ الشفاءُ المدَّخرْ؛ فاسكب ضياءكَ في دَمي

إبراهيم خفاجي

الحمدان
11-15-2021, 04:47 PM
‏ما إن رأيتُ كمَكرِهِنّ إذا جرى
فيـنا ولا كحِبـالهنّ حِبـالا

المُهدياتُ لمن هَوِينَ مَسَبّةً
والمُحسِناتُ لمَن قَلَينَ مقالا

وإذا وَعَدنَكَ نائلًا أخلَفنَهُ
ووجدتَ عند عِداتِهِنّ مِطالا

وإذا وَزَنتَ حُلومَهُنّ إِلى الصِبا
رَجَحَ الصِبا بِحُلومِهِنّ فَمالا


الأخطل

الحمدان
11-16-2021, 12:17 AM
نص معلقة عمرو بن كلثوم


أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِينَـا
وَلاَ تُبْقِي خُمُـورَ الأَنْدَرِينَـا

مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيهَـا
إِذَا مَا المَاءُ خَالَطَهَا سَخِينَـا

تَجُورُ بِذِي اللَُبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ
إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِينَـا

تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيحِ إِذَا أُمِرَّتْ
عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيهَـا مُهِينَـا

صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو
وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِينَـا

وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو
بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِينَـا

وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ
وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِينَـا

وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا
مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِينَـا

قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينـَا
نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْنَ وَتُخْبِرِينَـا

قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً
لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِينَـا

بِيَـوْمِ كَرِيهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً
أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيكِ العُيُونَـا

وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ
وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِينَـا

تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتَ عَلَى خَـلاَءٍ
وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا

ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ
هِجَـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَـا

وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً
حَصَـاناً مِنْ أُكُفِّ اللاَمِسِيْنَـا

ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ
رَوَادِفُهَـا تَنـوءُ بِمَا وَلِيْنَـا

وَمأْكَمَةً يَضِيـقُ البَابُ عَنْهَـا
وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا

وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ
يَرِنُّ خَشَـاشُ حَلِيهِمَا رَنِيْنَـا

فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ
أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْنَـا

ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا
لَهـا مِن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا

تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا
رَأَيْتُ حُمُـوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَـا

فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ
كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا

أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا
وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا

بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً
وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا

وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ
عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا

وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ
بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا

تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ
مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا

وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ
إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا

وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا
وَشَـذَّبْنَا قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا

مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا
يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا

يَكُـوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ
وَلُهْـوَتُهَا قُضَـاعَةَ أَجْمَعِيْنَـا

نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا
فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا

قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ
قُبَيْـلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا

نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ
وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا

نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا
وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا

بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ
ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا

كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا
وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا

نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا
وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا

وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو
عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا

وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ
نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا

وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ
عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا

نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ
فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَإذَا يَتَّقُوْنَـا

كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا فِينَا وفِيهِمْ
مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا

كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ
خُضِبْـنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا

إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ
مِنَ الهَـوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا

نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ
مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا

بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً
وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا

حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً
مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا

فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ
فَتُصْبِـحُ خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا

وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ
فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا

بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ
نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا

أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا
تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا

أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا

بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ
نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا

بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ
تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا

تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً
مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا

فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ
عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا

إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ
وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا

عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ
تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا

فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ
بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا

وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ
أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا

وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ
زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا

وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً
بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا

وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ
بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا

وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ
فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا

مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ
تَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا

وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً
وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا

وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى
رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا

وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى
تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا

وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا

وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا
وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا

وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا
وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا

فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ
وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا

فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا
وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا

إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ
أَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا

أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ
كَتَـائِبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا

عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي
وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا

عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ
تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَـا

إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاً
رَأَيْـتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا

كَأَنَّ غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍ
تُصَفِّقُهَـا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَـا

وَتَحْمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ
عُـرِفْنَ لَنَا نَقَـائِذَ وَافْتُلِيْنَـا

وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً
كَأَمْثَـالِ الرِّصَائِـعِ قَدْ بَلَيْنَـا

وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ
وَنُـوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا

عَلَـى آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌ
نُحَـاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَـا

أَخَـذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداً
إِذَا لاَقَـوْا كَتَـائِبَ مُعْلِمِيْنَـا

لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاً
وَأَسْـرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا

تَـرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ
قَـدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْنـاً

إِذَا مَا رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا
كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَـا

يَقُتْـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ
بُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا

ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍ
خَلَطْـنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَـا

وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍ
تَـرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَـا

كَـأَنَّا وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ
وَلَـدْنَا النَّـاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَـا

يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي
حَـزَأوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا

وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ
إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا

بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا
وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا

وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا
وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا

وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا
وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا

وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا

وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً
وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا

أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا
وَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا

إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً
أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا

مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا

إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ
تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا

الحمدان
11-16-2021, 04:22 AM
معلقة طرفة بن العبد


لِخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ

تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ

وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ

يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ

كَـأنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً

خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ

عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِـنٍ

يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَـدِي

يَشُـقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَـا

كَمَـا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَـدِ

وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ

مُظَـاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَـدِ

خَـذُولٌ تُرَاعِـي رَبْرَباً بِخَمِيْلَـةٍ

تَنَـاوَلُ أطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَـدِي

وتَبْسِـمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَـوَّراً

تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَـدِ

سَقَتْـهُ إيَاةُ الشَّمْـسِ إلاّ لِثَاتِـهِ

أُسِـفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإثْمِـدِ

ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقتْ رِدَاءهَا

عَلَيْـهِ نَقِيِّ اللَّـوْنِ لَمْ يَتَخَـدَّدِ

وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ

بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَلُوحُ وتَغْتَـدِي

أَمُـوْنٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَصَأْتُهَـا

عَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُـدِ

جُـمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدَى كَأَنَّهَـا

سَفَنَّجَـةٌ تَبْـرِي لأزْعَرَ أرْبَـدِ

تُبَارِي عِتَاقاً نَاجِيَاتٍ وأَتْبَعَـتْ

وظِيْفـاً وظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعْبَّـدِ

تَرَبَّعْتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي

حَدَائِـقَ مَوْلِىَّ الأَسِـرَّةِ أَغْيَـدِ

تَرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وتَتَّقِـي

بِذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَف مُلْبِدِ

كَـأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَـا

حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيْبِ بِمِسْـرَدِ

فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّمِيْلِ وَتَـارَةً

عَلَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ

لَهَا فِخْذانِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فِيْهِمَا

كَأَنَّهُمَـا بَابَا مُنِيْـفٍ مُمَـرَّدِ

وطَـيٍّ مَحَالٍ كَالحَنِيِّ خُلُوفُـهُ

وأَجـْرِنَةٌ لُـزَّتْ بِرَأيٍ مُنَضَّـدِ

كَأَنَّ كِنَـاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنِفَانِهَـا

وأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صَلْبٍ مُؤَيَّـدِ

لَهَـا مِرْفَقَـانِ أَفْتَلانِ كَأَنَّمَـا

تَمُـرُّ بِسَلْمَـي دَالِجٍ مُتَشَـدِّدِ

كَقَنْطَـرةِ الرُّوْمِـيِّ أَقْسَمَ رَبُّهَـا

لَتُكْتَنِفَـنْ حَتَى تُشَـادَ بِقَرْمَـدِ

صُهَابِيَّـةُ العُثْنُونِ مُوْجَدَةُ القَـرَا

بَعِيْـدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَـدِ

أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَـتْ

لَهَـا عَضُدَاهَا فِي سَقِيْفٍ مُسَنَّـدِ

جَنـوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَـتْ

لَهَـا كَتِفَاهَا فِي مُعَالىً مُصَعَّـدِ

كَأَنَّ عُـلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَبَاتِهَـا

مَوَارِدُ مِن خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَـرْدَدِ

تَـلاقَى وأَحْيَـاناً تَبِيْنُ كَأَنَّهَـا

بَنَـائِقُ غُـرٍّ فِي قَمِيْصٍ مُقَـدَّدِ

وأَتْلَـعُ نَهَّـاضٌ إِذَا صَعَّدَتْ بِـهِ

كَسُكَّـانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلَةَ مُصْعِـدِ

وجُمْجُمَـةٌ مِثْلُ العَـلاةِ كَأَنَّمَـا

وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ

وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَـرٌ

كَسِبْـتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَـرَّدِ

وعَيْنَـانِ كَالمَاوِيَّتَيْـنِ اسْتَكَنَّتَـا

بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ

طَحُـورَانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاهُمَـا

كَمَكْحُـولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَـدِ

وصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّـرَى

لِهَجْـسٍ خَفيٍّ أَوْ لِصوْتٍ مُنَـدَّدِ

مُؤَلَّلَتَـانِ تَعْرِفُ العِتْـقَ فِيْهِمَـا

كَسَامِعَتَـي شَـاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْـرَدِ

وأَرْوَعُ نَبَّـاضٌ أَحَـذُّ مُلَمْلَــمٌ

كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيْحٍ مُصَمَّـدِ

وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَـارِنٌ

عَتِيْـقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ تَـزْدَدِ

وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ

مَخَـافَةَ مَلْـوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحْصَـدِ

وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا

وَعَامَـتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْـدَدِ

عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِـي

ألاَ لَيْتَنِـي أَفْـدِيْكَ مِنْهَا وأَفْتَـدِي

وجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وَخَالَـهُ

مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَـدِ

إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي

عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ

أَحَـلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَـتْ

وَقَـدْ خَبَّ آلُ الأمْعَـزِ المُتَوَقِّــدِ

فَذَالَـتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِـسٍ

تُـرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَـحْلٍ مُمَـدَّدِ

فَإن تَبغِنـي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقِنِـي

وَإِنْ تَلْتَمِسْنِـي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَدِ

وَإِنْ يَلْتَـقِ الحَيُّ الجَمِيْـعُ تُلاَقِنِـي

إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّـدِ

نَـدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُـومِ وَقَيْنَـةٌ

تَرُوحُ عَلَينَـا بَيْـنَ بُرْدٍ وَمُجْسَـدِ

رَحِيْبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رَقِيْقَـةٌ

بِجَـسِّ النُّـدامَى بَضَّةُ المُتَجَـرَّدِ

إِذَا نَحْـنُ قُلْنَا أَسْمِعِيْنَا انْبَرَتْ لَنَـا

عَلَـى رِسْلِهَا مَطْرُوقَةً لَمْ تَشَـدَّدِ

إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا

تَجَـاوُبَ أَظْـآرٍ عَلَى رُبَـعٍ رَدِ

وَمَـا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ وَلَذَّتِـي

وبَيْعِـي وإِنْفَاقِي طَرِيْفِي ومُتْلَـدِي

إِلَـى أنْ تَحَامَتْنِي العَشِيْرَةُ كُلُّهَـا

وأُفْـرِدْتُ إِفْـرَادَ البَعِيْـرِ المُعَبَّـدِ

رَأَيْـتُ بَنِـي غَبْرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِـي

وَلاَ أَهْـلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ المُمَــدَّدِ

أَلاَ أَيُّها اللائِمي أَشهَـدُ الوَغَـى

وَأَنْ أَنْهَل اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِـدِي

فـإنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْـعُ دَفْعَ مَنِيَّتِـي

فَدَعْنِـي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَـدِي

وَلَـوْلاَ ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عَيْشَةِ الفَتَـى

وَجَـدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُـوَّدِي

فَمِنْهُـنَّ سَبْقِـي العَاذِلاتِ بِشَرْبَـةٍ

كُمَيْـتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالمَاءِ تُزْبِــدِ

وَكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّبــاً

كَسِيـدِ الغَضَـا نَبَّهْتَـهُ المُتَـورِّدِ

وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ

بِبَهْكَنَـةٍ تَحْـتَ الخِبَـاءِ المُعَمَّـدِ

كَـأَنَّ البُـرِيْنَ والدَّمَالِيْجَ عُلِّقَـتْ

عَلَى عُشَـرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّـدِ

كَـرِيْمٌ يُرَوِّي نَفْسَـهُ فِي حَيَاتِـهِ

سَتَعْلَـمُ إِنْ مُتْنَا غَداً أَيُّنَا الصَّـدِي

أَرَى قَبْـرَ نَحَّـامٍ بَخِيْـلٍ بِمَالِـهِ

كَقَبْـرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَـةِ مُفْسِـدِ

تَـرَى جُثْوَنَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهِمَـا

صَفَـائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّــدِ

أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِـي

عَقِيْلَـةَ مَالِ الفَاحِـشِ المُتَشَـدِّدِ

أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَـةٍ

وَمَا تَنْقُـصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَـدِ

لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَـى

لَكَالطِّـوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَـدِ

فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّي مَالِكـاً

مَتَـى أَدْنُ مِنْهُ يَنْـأَ عَنِّي ويَبْعُـدِ

يَلُـوْمُ وَمَا أَدْرِي عَلامَ يَلُوْمُنِـي

كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ

وأَيْأَسَنِـي مِنْ كُـلِّ خَيْرٍ طَلَبْتُـهُ

كَـأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَـدِ

عَلَى غَيْـرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِـي

نَشَدْتُ فَلَمْ أَغْفِلْ حَمَوْلَةَ مَعْبَـدِ

وَقَـرَّبْتُ بِالقُرْبَـى وجَدِّكَ إِنَّنِـي

مَتَـى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيْثـَةِ أَشْهَـدِ

وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَـا

وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالجَهْدِ أَجْهَـدِ

وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ

بِكَأسِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَـدُّدِ

بِلاَ حَـدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْـدَثٍ

هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي

فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْرَأً هُوَ غَيْـرَهُ

لَفَـرَّجَ كَرْبِي أَوْ لأَنْظَرَنِي غَـدِي

ولَكِـنَّ مَوْلايَ اِمْرُؤٌ هُوَ خَانِقِـي

عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَـدِ

وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً

عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ

فَذَرْنِي وخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِـرٌ

وَلَـوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِياً عِنْدَ ضَرْغَـدِ

فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ

وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ

فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِـي

بَنُـونَ كِـرَامٌ سَـادَةٌ لِمُسَـوَّدِ

أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَـهُ

خَشَـاشٌ كَـرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّـدِ

فَـآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطَانَـةً

لِعَضْـبِ رَقِيْقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّـدِ

حُسَـامٍ إِذَا مَا قُمْتُ مُنْتَصِراً بِـهِ

كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْسَ بِمِعْضَدِ

أَخِـي ثِقَةٍ لا يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيْبَـةٍ

إِذَا قِيْلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ قَـدِي

إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِـي

مَنِيْعـاً إِذَا بَلَّتْ بِقَائِمَـهِ يَـدِي

وَبَرْكٍ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَارَتْ مَخَافَتِـي

بَوَادِيَهَـا أَمْشِي بِعَضْبٍ مُجَـرَّدِ

فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلالَـةٌ

عَقِيْلَـةَ شَيْـخٍ كَالوَبِيْلِ يَلَنْـدَدِ

يَقُـوْلُ وَقَدْ تَرَّ الوَظِيْفُ وَسَاقُهَـا

أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤَيَّـدِ

وقَـالَ أَلا مَاذَا تَرَونَ بِشَـارِبٍ

شَـدِيْدٌ عَلَيْنَـا بَغْيُـهُ مُتَعَمِّـدِ

وقَـالَ ذَروهُ إِنَّمَـا نَفْعُهَـا لَـهُ

وإلاَّ تَكُـفُّوا قَاصِيَ البَرْكِ يَـزْدَدِ

فَظَـلَّ الإِمَاءُ يَمْتَلِـلْنَ حُوَارَهَـا

ويُسْغَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيْفِ المُسَرْهَـدِ

فَإِنْ مُـتُّ فَانْعِيْنِـي بِمَا أَنَا أَهْلُـهُ

وشُقِّـي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَـدِ

ولا تَجْعَلِيْنِي كَأَمْرِىءٍ لَيْسَ هَمُّـهُ

كَهَمِّي ولا يُغْنِي غَنَائِي ومَشْهَـدِي

بَطِيءٍ عَنْ الجُلَّى سَرِيْعٍ إِلَى الخَنَـى

ذَلُـولٍ بِأَجْمَـاعِ الرِّجَالِ مُلَهَّـدِ

فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَالِ لَضَرَّنِي

عَـدَاوَةُ ذِي الأَصْحَابِ والمُتَوَحِّـدِ

وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَالَ جَرَاءَتِـي

عَلَيْهِمْ وإِقْدَامِي وصِدْقِي ومَحْتِـدِي

لَعَمْـرُكَ مَا أَمْـرِي عَلَـيَّ بُغُمَّـةٍ

نَهَـارِي ولا لَيْلِـي عَلَيَّ بِسَرْمَـدِ

ويَـوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاكِـهِ

حِفَاظـاً عَلَـى عَـوْرَاتِهِ والتَّهَـدُّدِ

عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى

مَتَى تَعْتَـرِكْ فِيْهِ الفَـرَائِصُ تُرْعَـدِ

وأَصْفَـرَ مَضْبُـوحٍ نَظَرْتُ حِـوَارَهُ

عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِـدِ

سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاً

ويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ مَنْ لَمْ تُـزَوِّدِ

وَيَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَـهُ

بَتَـاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِـدِ

الحمدان
11-16-2021, 05:39 PM
مَا الْفَضْلُ إِلَّا لِأَهْلِ الْـعِلْمِ إِنَّهُمُ

عَـلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْــتَهْدَى أَدِلَّاءُ

وَوَزْنُ كُلِّ امْرِئٍ مَـا كَانَ يُحْسِنُهُ

وَالْجَـاهِـلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ

فَـفُـزْ بِـعِـلْـمٍ وَلَا تَجْهَلْ بِهِ أَبَدًا

النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ





علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
11-16-2021, 06:46 PM
‏سُلالة نورٍ ليس يُدرِكُهُ اللَمسُ
إذا ما بدا أغضى له البدر والشمسُ

به أمْست الأهواءُ يجمعُها هوىً
كأن نفوسَ الناس في حُبِّه نفسُ

ابن الرومي

الحمدان
11-17-2021, 01:16 AM
معلقة عنترة بن شداد العبسي


هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ

أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ

يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي

وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي

فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا

فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ

وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا

بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ

حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ

أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ

حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ

عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ

عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا

زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ

ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ

مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ

كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا

بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ

إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا

زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ

مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا

وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ

فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً

سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ

إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ

عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ

وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ

سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ

أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا

غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ

جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ

فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ

سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ

يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ

وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ

غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ

هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ

قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ

تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ

وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ

وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى

نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ

هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا شَدَنِيَّـةَ

لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَـرَّمِ

خَطَّـارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَـةٌ

تَطِـسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُفٍّ مِيْثَمِ

وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَامَ عَشِيَّـةً

بِقَـريبِ بَينَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّـمِ

تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ

حِـزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ

يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكأَنَّـهُ

حَـرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ

صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ

كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ

شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ

زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَـمِ

وكَأَنَّما يَنْأَى بِجـانبِ دَفَّها الـ

وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ

هِـرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لـهُ

غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَـمِ

بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّـما

بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ

وكَـأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَـداً

حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُـمِ

يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ

زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ

إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِـي

طَـبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِـمِ

أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي

سَمْـحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَـمِ

وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ

مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ

ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا

رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَـمِ

بِزُجاجَـةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ

قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَـدَّمِ

فإِذَا شَـرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ

مَالـي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَـمِ

وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً

وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمـي

وحَلِـيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً

تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَـمِ

سَبَقَـتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَـةٍ

ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ

هَلاَّ سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ مالِـكٍ

إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـي

إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ

نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَلَّـمِ

طَـوْراً يُـجَرَّدُ للطَّعانِ وتَـارَةً

يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ

يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي

أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ

ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ

لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ

جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ

بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ

فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ

ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ

فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ

يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ

ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا

بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ

رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا

هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ

لـمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ

أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَسُّـمِ

عَهـدِي بِهِ مَدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا

خُضِـبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَـمِ

فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ

بِمُهَنَّـدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْـذَمِ

بَطـلٌ كأَنَّ ثِيـابَهُ في سَرْجـةٍ

يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ

ياشَـاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لـهُ

حَـرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْـرُمِ

فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي

فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي

قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً

والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي

وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ

رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ

نُبّئـتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِـي

والكُـفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ

ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى

إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ

في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِـي

غَمَـرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُـمِ

إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ

عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي

لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ

يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ

يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا

أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ

مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ

ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ

فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ

وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ

لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى

وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي

ولقَـدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا

قِيْلُ الفَـوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ

والخَيـلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِسـاً

مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَرَ شَيْظَـمِ

ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي

لُـبِّي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ

ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ

للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ

الشَّـاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا

والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي

إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَـا

جَـزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَـمِ

الحمدان
11-17-2021, 03:46 AM
كان مالك بن الأخطل قد بعثه
أبوه الشاعر الأخطل ليسمع شعر
جرير والفرزد
ويرى من الأقوى منهما
في ساحة الشعر، فسأله أبوه
عنهما، فقال:
جرير يغرف من بحر،
والفرزدق ينحت من صخر. فقال:
الذي يغرف من بحر أشعرهما

الحمدان
11-17-2021, 03:47 AM
يقال‏:‏ دخل رجل من بني عذرة على عبد الملك بن مروان يمتدحه بقصيدة، وعنده الشعراء الثلاثة‏:‏ جرير والفرزدق والأخطل، فلم يعرفهم الأعرابي، فقال عبد الملك للأعرابي‏:‏
هل تعرف أهجى بيت قالته العرب في الإسلام‏؟‏
قال‏:‏ نعم ‏!‏ قول جرير‏:‏


فغض الطرف إنك من نمير
فلا كعباً بلغت ولا كلاباً


فقال‏:‏ أحسنت ‏!‏ فهل تعرف أمدح بيت قيل في الإسلام‏؟‏
قال‏:‏ نعم ‏!‏ قول جرير‏:‏


ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راح


فقال‏:‏ أصبت وأحسنت ‏!‏ فهل تعرف أرق بيت قيل في الإسلام‏؟‏
قال‏:‏ نعم ‏!‏ قول جرير‏:‏


إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا


فقال أحسنت ‏!‏ فهل تعرف جريراً‏؟‏
قال‏:‏ لا والله وإني إلى رؤيته لمشتاق‏.‏
قال‏:‏ فهذا جرير وهذا الفرزدق وهذا الأخطل، فأنشأ الأعرابي يقول‏:‏


فحيا الإله أبا حــــــــرزة
وأرغم أنفك يا أخــطل
وجد الفرز دق أتعـس به
ورقَّ خياشيمه الجندل


فأنشأ الفرز دق يقول‏:‏


يا أرغم الله أنفاً أنت حــــــــامله
يا ذا الخـنا ومقـال الزور والخطل
ما أنت بالحكم الترضى حكومته
ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل


ثم أنشأ الأخطل يقول‏:‏


يا شر من حملت ساق على قدم
ما مثل قولك في الأقوام يحتمل
إن الحكومة ليست في أبيك ولا
في معشر أنت منهم إنهم ســفل


فقام جرير مغضباً وقال‏:‏


أتشتمان سفاهاً خيركم حسباً
ففيكم -وإلهي - الزور والخطل
شتمتماه على رفعي ووضعكما
لا زلتما في سفال أيها السفل


ثم وثب جرير فقبل رأس الأعرابي
وقال‏:‏ يا أمير المؤمنين جائزتي له
وكانت خمسة آلاف
فقال عبد الملك‏:‏
وله مثلها من مالي
فقبض الأعرابي ذلك كله وخرج .




نبوغهما في الشعر :


برع الفرز دق في الفخر وأمده
فيه شرف عائلته وقبيلته ولذلك
تخلل الفخر معظم شعره ولكن
فخره لم يقتصر على قومه
فحسب بل فخر بنفسه وبشعره
وطريقته لاتختلف عن طريقة
شعراء الفخر في الجاهلية فهو
يردد أسماء أجداده متباهيا
ويعدد أمجادهم معتزا بهم بالغا
حد التطرف في معظم الأحيان
يروى أنه
( اجتمع الفرز دق وجرير
وابن الرقاع
عند سليمان بن عبد الملك فقال :
أنشدوني من فخركم شيئا فإني
أحب أن أسمع ذلك فبدرهم
الفرز دق قائلا :


ولو رفع السحاب إليه قوما
علونا في السماء إلى السحاب


فقال سليمان بن عبد الملك :
لا تنطقوا فوالله ما ترك لكم مقالا
وقد كان للفخر عند جرير نصيب
من الشعر ومما قال في ذلك :


إذا غضبت عليك بنو تم
حسبت الناس كلهم غضابا


وأما الهجاء فكان كلا منهما يهجو
الآخر ويشمه بالشتائم فلا يترك
نقيصة إلا ويلزقها بالآخر
فكان الفرزدق إذا هجا جرير
قابل نسبه بنسبه وآباءه بآباءه
وأعمامه بأعمامه وجبانته
بشجاعته وبخله بكرمه
حتى يقول :


أولئك آبائي فجئني بمثله
إذا جمعتنا يا جرير المجامع


وقد استخدم الفرز دق
كل أساليب الهجاء وكان فاحشا
في سبابه كي يرد كيد جرير
فيسلبه كل القيم والفضائل
ويجعله خاملا عن طلب المعالي
لم يرث عن أبويه إلا الحمير
والماشية ثم يرتد على أبيه
فيجعله كالجعل الأسود
وإلى أمه فيبرع في تحقيرها
ثم يعود إلى قوم جرير فيجعلهم
كالظربى المنتنة الكريهة الرائحة .

قال يهجو جريرا :


يا ابن المراغة كيف تطلب دارما
وأبوك بين حمارة وحمار
وإذا كلاب بني المراغة ربّضت
خطرت ورائي دارمي وجماري


والمعنى أنه حقير يتطاول على
مجد دارم وهم قوم الفرزدق
وفي البيت الثاني أن كلاب بني
كليب عاجزة عن إدراك مجد
دارم وجمار .


ويقول أيضا :


كم خالة لك يا جرير وعمة
فدعاء قد حلبت عليّ عشاري


والمعنى أنه يحط من شأن أقرباء
جرير حيث كانوا يرعون له ماشيته .


وكان جريرا بارعا في الهجاء
حتى قيل إن أهجأ بيت قاله جرير حيث قال :


فغض الطرف إنك من نمير
فلاكعبا بلغت ولا كلابا


وقد حكى نفطويه‏:‏
أن جريراً دخل يوماً على
بشر بن مروان وعنده الأخطل
فقال بشر لجرير‏:‏ أتعرف هذا‏؟‏
قال‏:‏ لا ‏!‏ ومن هذا أيها الأمير‏؟‏
فقال‏:‏ هذا الأخطل‏.‏


فقال الأخطل‏:‏


أنا الذي قذفت عرضك
أسهرت ليلك، وآذيت قومك‏

فقال جرير‏:‏ أما قولك
قذفت عرضك فما ضر البحر
أن يشتمه من غرق فيه
وأما قولك وأسهرت ليلك
فلو تركتني أنام لكان خيراً لك
وأما قولك وآذيت قومك
فكيف تؤذي قوماً أنت تؤدي
الجزية إليهم ‏؟‏

وأما شعر المدح عند الفرزدق
فهو يشبه إلى حد بعيد شعر
الجاهليين فيبدأ غالبا بالغزل
والوقوف على الأطلال ووصف
الناقة وكان أشهر من مدحهم
من الأمويين وكان شعره تكسبيا
لأنه لم يمدح عن قناعة
وإخلاص , أما قصيدته في مدح
زين العابدين ففيها من صدق
العاطفة وقوة الاندفاع الشيء
الكثير حيث يقول فيها :


هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
البيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم


وقال يمدح عيسى بن خصيلة السلمي :


فنعم الفتى عيسى إذا البزل
حاردت وجاءت بصّراد مع الليل بارد

بحقك تحمي المكرمات ولم
تجد أبا لك إلا ماجدا وابن ماجد


والمعنى أنه رجل المكرمات منذ آباءه وأجداده .


وفي المدح عند جرير نجد أنه
يمدح عمر بن عبد العزيز
رضي الله عنه عند توليه
الخلافة فيقول :


إن الذي بعث النبي محمداً
جعل الخلافة للإمام العادل
وسع الخلائق عدله ووفاؤه
حتى ارعوى وأقام ميل المائل
إني لأرجو منك خيراً عاجلاً
والنفس مولعة بحب العاجل


فقال له‏:‏ ويحك يا جرير
اتق الله فيما تقول‏.‏


وقال أيضا :


ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راح


وفي الرثاء نجد جرير يرثي زوجته حيث يقول :


لولا الحياء لعادني استعبار
ولزرت قبرك والقبور تزار


وأما الفرزدق فلم يكن عاطفيا
في رثاءه فهو جاف الشعور
وحين رثى أولاده الأربعة نجده
ينصرف عن البكاء فيقول :


ولو كان البكاء يرد شيئا
على الباكي بكيت على صقوري
بأربعة رزئتهم وكانوا
أحب الميتين إلى ضميري


وقد بلغ به التحجر مبلغ
الاستهتار بزوجته ( حدراء )
حين ماتت حيث قال :


وأهون مفقود إذا الموت ناله
على المرء من أصحابه من تقنعا
يقولون زر حدراء والترب دونها
وكيف بشيء وصله قد تقطعا


ورثى أباه حيث قال :


فليت المنايا كن مُوتن قبله
وعاش ابن ليلى للندىوالأرامل



شعر النقائض
احتل شعر النقائض حيزا كبيرا
من شعر الفرزدق وجرير
فالفرزدق إذا هجا أو مدح
أو فاخر فإنما يرد على جرير
أو يبادره فيفتح له بابا جديدا
للرد وظلا على هذا المنوال
حتى مات الفرزدق.
قال مخاطبا ناقته وهو في
طريقه إلى هشام بن عبد الملك :


إلام تلفتين وأنت تحتي
وخير الناس كلهم أمامي


فرد عليه جرير :


تلفت إنها تحت ابن قين
حليف الكير والفأس الكهام
متى ترد الرصافة تخز فيها
كخزيك في المواسم كل عام


وقد عاب الفرزدق على جرير
رثاءه لزوجته حين قال :


لولا الحياء لعادني استعبار
ولزرت قبرك والحبيب يزار


فناقضه الفرز دق قائلا :


إن الزيارة في الحياة ولا
أرى ميتا إذا دخل القبور يزار


وقد اعترف جرير بشاعرية
الفرزدق حين قال :
ما قال لي ابن القين بيتا
إلا قلبته عليه إلا قوله :


ليس الكرام بناحليك أباهم
حتى تُرد إلى عطية تعتل

الحمدان
11-17-2021, 04:10 AM
قيس بن الملوح
والملقب بمجنون ليلى
(24 هـ / 645م - 68 هـ / 688)،
شاعر غزل عربي، من المتيمين
من أهل نجد. عاش في فترة
خلافة مروان بن الحكم
وعبد الملك بن مروان في القرن
الأول من الهجرة في بادية
العرب. لم يكن مجنوناً وإنما
لقب بذلك لهيامه في الحب


أَنيري مَكانَ البَدرِ إِن أَفَلَ البَدرُ

وَقومي مَقامَ الشَمسِ ما اِستَأخَرَ الفَجرُ

فَفيكِ مِنَ الشَمسِ المُنيرَةِ ضَوءُها

وَلَيسَ لَها مِنكِ التَبَسُّمُ وَالثَغرُ

بَلى لَكِ نورُ الشَمسِ وَالبَدرُ كُلُّهُ

وَلا حَمَلَت عَينَيكِ شَمسٌ وَلا بَدرُ

لَكِ الشَرقَةُ اللَألاءُ وَالبَدرُ طالِعٌ

وَلَيسَ لَها مِنكِ التَرائِبُ وَالنَحرُ

وَمِن أَينَ لِلشَمسِ المُنيرَةِ بِالضُحى

بِمَكحولَةِ العَينَينِ في طَرفِها فَترُ

وَأَنّى لَها مَن دَلَّ لَيلى إِذا اِنثَنَت

بِعَينَي مَهاةِ الرَملِ قَد مَسَّها الذُعرُ

تَبَسَّمُ لَيلى عَن ثَنايا كَأَنَّها

أَقاحٍ بِجَرعاءِ المَراضينِ أَو دُرُّ

مُنَعَّمَةٌ لَو باشَرَ الذَرُّ جِلدَها

لَآثَرَ مِنها في مَدارِجِها الذَرُّ

إِذا أَقبَلَت تَمشي تُقارِبُ خَطوَها

إِلى الأَقرَبِ الأَدنى تَقَسَّمَها البُهرُ

مَريضَةُ أَثناءَ التَعَطُّفِ إِنَّها

تَخافُ عَلى الأَردافِ يَثلُمُها الخَصرُ

فَما أُمُّ خِشفٍ بِالعَقيقَينِ تَرعَوي

إِلى رَشَأٍ طِفلٍ مَفاصِلُهُ خُدرُ

بِمُخضَلَّةٍ جادَ الرَبيعُ زُهائَها

رَهائِمَ وَسمِيٍّ سَحائِبُهُ غُزرُ

وَقَفنا عَلى أَطلالِ لَيلى عَشيَّةً

بِأَجزَعِ حَزوى وَهيَ طامِسَةٌ دُثرُ

يُجادُ بِها مُزنانِ أَسحَمُ باكِرٌ

وَآخَرُ مِعهادُ الرَواحِ لَهُ زَجرُ

وَأَوفى عَلى رَوضِ الخُزامى نَسيمُها

وَأَنوارُها وَاِخضَوضَلَ الوَرَقُ النَضرُ

رَواحاً وَقَد حَنَّت أَوائِلَ لَيلِها

رَوائِحُ لِلإِظلامِ أَلوانُها كُدرُ

تُقَلِّبُ عَينَي خازِلٍ بَينَ مُرعَوٍ

وَآثارِ آياتٍ وَقَد راحَتِ العُفرُ

بِأُحسَنَ مِن لَيلى مِعُيدَةَ نَظرَةٍ

إِلَيَّ اِلتِفاتاً حينَ وَلَّت بِها السَفرُ

مُحاذِيَةً عَيني بِدَمعٍ كَأَنَّما

تَحَلَّبُ مِن أَشفارِها دُرَرٌ غُزرُ

فَلَم أَرَ إِلّا مُقلَةً لَم أَكَد بِها

أَشيمُ رُسومَ الدارِ ما فَعَلَ الذِكرُ

رَفَعنَ بِها خوصَ العُيونِ وَجوهُها

مُلَفَّعَةٌ تُرباً وَأَعيُنُها خُزرُ

وَما زِلتُ مَحمودَ التَصَبُّرِ في الَّذي

يَنوبُ وَلَكِن في الهَوى لَيسَ لي صَبرُ


قيس بن الملوح

الحمدان
11-17-2021, 04:56 AM
أحمد بن علي بن أحمد شوقي
. أشهر شعراء العصر الأخير،
يلقب بأمير الشعراء، مولده
ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه:
(سمعت أبي يردّ أصلنا إلى
الأكراد فالعرب) نشأ في ظل
البيت المالك بمصر، وتعلم في
بعض المدارس الحكومية،
وقضى سنتين في قسم الترجمة
بمدرسة الحقوق، وارسله
الخديوي توفيق سنة 1887م
إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق
في مونبلية، واطلع على الأدب
الفرنسي وعاد سنة 1891م
فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في
ديوان الخديوي عباس حلمي
. وندب سنة 1896م لتمثيل
الحكومة المصرية في مؤتمر
المستشرقين بجينيف. عالج
أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً،
ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً
فتناول الأحداث الاجتماعية
والسياسية في مصر والشرق
والعالم الإسلامي وهو أول من
جود القصص الشعري التمثيلي
بالعربية وقد حاوله قبله أفراد
فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع
بين عنصري البيان: الشعر
والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على
نمط المقامات فلم يلق نجاحاً
فعاد إلى الشعر


صحوت واستدركتني شيمتي الأدب

وبت تنكرني اللذات والطرب

وما رشاديَ إلا لمع بارقة

يرام فيه ويُقضَى للعلى أرب

دعت فأسمع داعيها ولو سكتت

دعوت أسمعها والحرّ ينتدب

وهكذا أنا في همى وفي هممي

إن الرجال إذا ما حاولوا دأبوا

ولي همامة نفس حيث أجعلها

لا حيث تجعلها الأحداث والنوب

لها على عزة الأقدار إن مطلت

حلم الليوث إذا ما أستأخر السلب

وإن تحير بي قوم فلا عجب

إن الحقيقة سبل نحوها الرّيب

أوشكت أتلف أقلامي وتتلفني

وما أنلت بنى مصر الذي طلبوا

همو رأوا أن تظل القضب مغمدة

فلن تذيب سوى أغمادها القضب

رضيت لو أن نفسي بالرضى انتفعت

وكم غضبت فما أدناني الغضب

نالت منابر وادى النيل حصتها

منى ومن قبل نال اللهو والطرب

وملعب كمعاني الحلم لو صدقت

وكالأماني لولا أنها كذب

تدفق الدهر باللذات فيه فلا

عنها انصراف ولا من دونها حجب

وجاملت عصبة يحيا الوفاء بهم

فهم جمال الليالي أو هم الشهب

باتوا الفراقد لألاء وما سفروا
عليه والبان أعطافا وما شربوا

وأسعدت مشرفاتٌ من مكامنها

حمر المناقير في لباتها ذهب

مستأنسات قريرات بأخبية

من سندس الروض لم يمدد بها طنب

وما بين حام يهاب الجار ساحته

وناشئ يزدهيه الطوق والزغب

وغادةٍ من بنات الأيك ساهية

ما تستفيق وأخرى همها اللعب

قريرة العين بالدنيا مروعة

بالأسر تضحك أحيانا وتنتحب

وتبرح الفرع نحو الفرع جاذبه

بالغصن فالفرع نحو الفرع منجذب

أبا الحيارى ألا رأى فيعصمهم

فليس إلا إلى آرائك الهرب

لن يعرف اليأس قوم حصنهمو

وأنت رايتهم والفيلق اللجب

عوّدتهم أن يبينوا في خلائقهم

فأنت عانٍ عوّدتهم تعِب

والصدق أرفع ما اهتز الرجال له

وخير ما عوّد أبناً في الحياة أب

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا


أحمد شوقي

الحمدان
11-17-2021, 11:08 AM
‏تقدّمَتني أناسٌ كان شوطُهُمُ
وراءَ خَطوِيَ لو أمشي على مَهَلِ

هذا جزاءُ امرئِ أقرانُهُ دَرَجوا
من قبلهِ فتمنّى فُسحةَ الأجَلِ

فإن علانيَ مَن دوني فلا عَجبٌ
لي أسوةٌ بانحِطاطِ الشمسِ عن زُحَلِ


الطغرائي

الحمدان
11-18-2021, 03:36 AM
الحارث بن حلزة واسمه
الحارث بن ظليم بن حلزّة اليشكري
من عظماء قبيلة بكر بن وائل
كان شديد الفخر بقومه حتى
ضرب به المثل فقيل
«أفخر من الحارث بن حلزة»،
ولم يبق لنا من أخباره إلا ما كان
من أمر الاحتكام إلى عمرو بن
هند (في 554 - 569 م)
لأجل حل الخلاف الذي وقع بين
قبيلتي بكر وتغلب. توفي سنة
580 م، أي في أواخر القرن
السادس الميلادي على وجه التقريب.


أَعَمرو اِبنَ فَرّاشَةِ الأَشيَمِ

صَرَمتَ الحِبالَ وَلَم تُصرَمِ

وَأَفسَدتَ قَومَكَ بَعدَ الصَلاحِ

بَني يَشكُرَ الصَيدَ بِالمَلهَمِ

دَعَوتَ أَباكَ إِلى غَيرِهِ

وَذاكَ العُقوقُ مِن مَأثَمِ

كَفى شاهِداً إِلى الصَفا

إِلى مُلتَقى الحَجِّ بِالمَوسِمِ

فَهَلّا سَعَيتَ لِصُلحِ الصَديقِ

كَسَعى ابنِ مارِيَةَ الأَقصَمِ

وَقَيسٌ تَدارَكَ بَكرَ العِراقِ

وَتَغلِبَ مِن شَرِّها الأَعظَمِ

وَأَصلَحَ ما أفسَدُوا بَينَهُم

وَذَلِكَ فِعلُ الفَتى الأَكرَمِ

وَبَيتُ شَراحيلَ مِن وائِلٍ

مَكانَ الثُرَيّا مِنَ الأَنجُمِ



الحارث بن حلزة

الحمدان
11-18-2021, 03:36 AM
‏تقدّمَتني أناسٌ كان شوطُهُمُ
وراءَ خَطوِيَ لو أمشي على مَهَلِ

هذا جزاءُ امرئِ أقرانُهُ دَرَجوا
من قبلهِ فتمنّى فُسحةَ الأجَلِ

فإن علانيَ مَن دوني فلا عَجبٌ
لي أسوةٌ بانحِطاطِ الشمسِ عن زُحَلِ


الطغرائي

الحمدان
11-18-2021, 03:50 AM
لامية العجم هي قصيدة شهيرة
للطغرائي المتوفى 514 هـ
. وهو العميد مؤيّد الدين أبو
إسماعيل الحسين بن علي بن
محمد بن عبد الصمد الدؤلي
الكناني نسبا الأصبهاني مولدا
وقد حاكى بها قصيدة لامية
العرب للشنفرى الأزدي.
وكان قد نظمها ببغداد في سنة
505 هـ، يصف حاله ويشكو
زمانه. ويقول في مطلعها:
وفيها بيت الشعر الشهير على الألسن



أصالةُ الرأي صانتْنِي عن الخَطَلِ

وحِليةُ الفضلِ زانتني لدَى العَطَل

مجدي أخيراً ومجدِي أوّلاً شَرَعٌ

والشمسُ رأْدَ الضُحَى كالشمسِ في الطَفَلِ

فيمَ الإقامُة بالزوراءِ لا سَكَني

بها ولا ناقتي فيها ولا جَملي

نَاءٍ عن الأهلِ صِفْرُ الكفِّ منفردٌ

كالسيفِ عُرِّيَ متناهُ من الخَللِ

فلا صديقَ إليه مشتكَى حزَنِي

ولا أنيسَ إليه منتَهى جذلي

طالَ اغترابيَ حتى حنَّ راحلتي

ورحُلها وقرَى العَسَّالةِ الذُّبلِ

وضَجَّ من لَغَبٍ نضوي وعجَّ لما

يلقَى رِكابي ولجَّ الركبُ في عَذَلي

أُريدُ بسطةَ كَفٍ أستعينُ بها

على قضاءِ حُقوقٍ للعُلَى قِبَلي

والدهرُ يعكِسُ آمالِي ويُقْنعُني

من الغنيمةِ بعد الكَدِّ بالقَفَلِ

وذِي شِطاطٍ كصدرِ الرُّمْحِ معتقلٍ

لمثلهِ غيرَ هيَّابٍ ولا وَكِلِ

حلوُ الفُكاهِةِ مُرُّ الجِدِّ قد مُزِجتْ

بقسوةِ البأسِ فيه رِقَّةُ الغَزَلِ

طردتُ سرحَ الكرى عن وِرْدِ مُقْلتِه

والليلُ أغرَى سوامَ النومِ بالمُقَلِ

والركبُ مِيلٌ على الأكوارِ من طَرِبٍ

صاحٍ وآخرَ من خمر الهوى ثَمِلِ

فقلتُ أدعوكَ للجُلَّى لتنصُرَنِي

وأنت تخذِلُني في الحادثِ الجَلَلِ

تنام عيني وعينُ النجمِ ساهرةٌ

وتستحيلُ وصِبغُ الليلِ لم يَحُلِ

فهل تُعِيُن على غَيٍّ هممتُ بهِ

والغيُّ يزجُرُ أحياناً عن الفَشَلِ

اني أُريدُ طروقَ الحَيِّ من إضَمٍ

وقد رَماهُ رُماةٌ من بني ثُعَلِ

يحمونَ بالبِيض والسُّمْرِ اللدانِ بهمْ

سودَ الغدائرِ حُمْرَ الحَلْي والحُلَلِ

فسِرْ بنا في ذِمامِ الليلِ مُهتدياً

بنفحةِ الطِيب تَهدِينَا إِلى الحِلَلِ

فالحبُّ حيثُ العِدَى والأُسدُ رابضَةٌ

نِصالُها بمياه الغَنْجِ والكَحَلِ

قد زادَ طيبَ أحاديثِ الكرامِ بها

ما بالكرائمِ من جُبنٍ ومن بُخُلِ

تبيتُ نارُ الهَوى منهنَّ في كَبِدٍ

حرَّى ونار القِرى منهم على القُلَلِ

يقتُلنَ أنضاءَ حبٍّ لا حَراكَ بها

وينحرونَ كرامَ الخيلِ والإِبِلِ

يُشفَى لديغُ الغوانِي في بُيوتهِمُ

بنهلةٍ من لذيذِ الخَمْرِ والعَسَلِ

لعلَّ إِلمامةً بالجِزعِ ثانية

يدِبُّ فيها نسيمُ البُرْءِ في عللِ

لا أكرهُ الطعنةَ النجلاءَ قد شُفِعَتْ

برشقةٍ من نِبالِ الأعيُنِ النُّجُلِ

ولا أهابُ صِفاح البِيض تُسعِدُني

باللمحِ من صفحاتِ البِيضِ في الكِلَلِ

ولا أخِلُّ بغِزلان أغازِلُها

ولو دهتني أسودُ الغِيل بالغيَلِ

حبُّ السلامةِ يُثْني همَّ صاحِبه

عن المعالي ويُغرِي المرءَ بالكَسلِ

فإن جنحتَ إليه فاتَّخِذْ نَفَقاً

في الأرضِ أو سلَّماً في الجوِّ فاعتزلِ

ودَعْ غمارَ العُلى للمقديمن على

ركوبِها واقتنِعْ منهن بالبَلَلِ

رضَى الذليلِ بخفضِ العيشِ يخفضُه

والعِزُّ عندَ رسيمِ الأينُقِ الذُلُلِ

فادرأْ بها في نحورِ البِيد جافلةً

معارضاتٍ مثانى اللُّجمِ بالجُدَلِ

إن العُلَى حدَّثتِني وهي صادقةٌ

في ما تُحدِّثُ أنَّ العزَّ في النُقَلِ

لو أنَّ في شرفِ المأوى بلوغَ مُنَىً

لم تبرحِ الشمسُ يوماً دارةَ الحَمَلِ

أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمِعاً

والحظُّ عنِّيَ بالجُهَّالِ في شُغُلِ

لعلَّهُ إنْ بَدا فضلي ونقصُهُمُ

لعينهِ نامَ عنهمْ أو تنبَّهَ لي

أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها

ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ

لم أرتضِ العيشَ والأيامُ مقبلةٌ

فكيف أرضَى وقد ولَّتْ على عَجَلِ

غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتِها

فصُنْتُها عن رخيصِ القَدْرِ مبتَذَلِ

وعادةُ النصلِ أن يُزْهَى بجوهرِه

وليس يعملُ إلّا في يدَيْ بَطَلِ

ما كنتُ أُوثِرُ أن يمتدَّ بي زمني

حتى أرى دولةَ الأوغادِ والسّفَلِ

تقدَّمتني أناسٌ كان شَوطُهُمُ

وراءَ خطويَ إذ أمشي على مَهَلِ

هذا جَزاءُ امرئٍ أقرانُه درَجُوا

من قَبْلهِ فتمنَّى فُسحةَ الأجلِ

وإنْ عَلانِيَ مَنْ دُونِي فلا عَجَبٌ

لي أُسوةٌ بانحطاطِ الشمس عن زُحَلِ

فاصبرْ لها غيرَ محتالٍ ولا ضَجِرٍ

في حادثِ الدهرِ ما يُغني عن الحِيَلِ

أعدى عدوِّكَ أدنى من وَثِقْتَ به

فحاذرِ الناسَ واصحبهمْ على دَخَلِ

وإنّما رجلُ الدُّنيا وواحِدُها

من لا يعوِّلُ في الدُّنيا على رَجُلِ

وحسنُ ظَنِّكَ بالأيام مَعْجَزَةٌ

فظُنَّ شَرّاً وكنْ منها على وَجَلِ

غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدرُ وانفرجتْ

مسافةُ الخُلْفِ بين القولِ والعَمَلِ

وشانَ صدقَك عند الناس كِذبُهمُ

وهل يُطابَقُ معوَجٌّ بمعتَدِلِ

إن كان ينجعُ شيءٌ في ثباتِهم

على العُهودِ فسبَقُ السيفِ للعَذَلِ

يا وارداً سؤْرَ عيشٍ كلُّه كَدَرٌ

أنفقتَ عُمرَكَ في أيامِكَ الأُوَلِ

فيمَ اعتراضُكَ لُجَّ البحرِ تركَبُهُ

وأنتَ تكفيك منه مصّةُ الوَشَلِ

مُلْكُ القناعةِ لا يُخْشَى عليه ولا

يُحتاجُ فيه إِلى الأنصار والخَوَلِ

ترجو البَقاءَ بدارِ لا ثَباتَ لها

فهل سَمِعْتَ بظلٍّ غيرِ منتقلِ

ويا خبيراً على الأسرار مُطّلِعاً

اصْمُتْ ففي الصَّمْتِ مَنْجاةٌ من الزَّلَلِ

قد رشَّحوك لأمرٍ إنْ فطِنتَ لهُ

فاربأْ بنفسكَ أن ترعى مع الهَمَلِ

الحمدان
11-18-2021, 03:54 PM
قطري (أبو نعامة) ابن الفجاءة (وأسمه جعونة) ابن مازن بن يزيد الكناني المازني التميمي. من رؤساء الأزارقة (الخوارج) وأبطالهم. من أهل (قطر) بقرب (البحرين) كان خطيباً فارساً شاعراً. استفحل أمره في زمن مصعب بن الزبير، لما ولي العراق نيابة عن أخيه عبد الله. وبقي قطريّ ثلاث عشرة سنة يقاتل ويسلَّم عليه بالخلافة وإمارة المؤمنين. والحجاج بن يوسف يسيّر إليه جيشاً بعد جيش، وهو يردهم ويظهر عليهم. وكانت كنيته في الحرب أبا نعامة (ونعامة فرسه) وفي السلم أبا محمد. قال صاحب سنا المهتدي في وصفه: (كان طامة كبرى وصاعقة من صواعق الدنيا في الشجاعة والقوة وله مع المهالبة وقائع مدهشة، وكان عربياً فصيحاً مفوهاً وسيداً وعزيزاً، وشعره في الحماسة كثير). وهو صاحب الأبيات المشهورة التي أولها:|#أقول لها وقد طارت شعاعاً=من الأبطال ويحك لا تراعي|اختلف المؤرخون في مقتله، فقيل: عثر به فرسه، فاندقت فخذه، فمات، وجئ برأسه إلى الحجاج. وقيل: توجه إليه سفيان ابن الأبرد الكلبي، فقاتله وقتل في المعركة، بالري أو بطبرستان.



أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً

مِنَ الأَبطالِ وَيحَكَ لَن تُراعي

فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَومٍ

عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي

فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً

فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ

وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوبِ عِزٍّ

فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليُراعُ

سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيٍّ

فَداعِيَهُ لِأَهلِ الأَرضِ داعي

وَمَن لا يُعتَبَط يَسأَم وَيَهرَم

وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطاع

وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ

إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ

الحمدان
11-19-2021, 01:56 AM
شاعر وقصيدة
حكم المنية
أبو الحسن التهامي

الشاعر هو :
التهامي
أبو الحسن علي بن محمد
(416) الشاعر المشهور
كان مشتهر الإحسان ذرب اللسان
مخلي بينه وبين ضروب البيان
يدل شعره على فوز القدح دلالة
برد النسيم على الصبح قال
ناشر ديوانه:
أن أبا الحسن قدم إلى مصر
مستخفيا ومعه كتب كبيرة
من حسان بن مفرج ابن دغفل
البدوي وهو متوجه إلى بني قرة
وهي بلدة في صعيد مصر
بالقرب من أسيوط.فقال أنا من
بني تميم.
فلما انكشفت حاله عرف أنه
التهامي الشاعر.اعتقل في خزانة
البنود وهو سجن بالقاهرة.وذلك
سنة 416 ثم قتل سرا
في سجنه في تاسع جمادي
الأولى من السنة المذكورة
ديوان (أبي الحسن التهامي)
إسكندرية 1893 ص 144
وطبعت المرثية التي قالها في
رثاه ولده وأولها حكم المنية في
البرية جار ما هذه الدنيا بدار
قرار طبعت في كتاب بلوغ
الأرب بشرح قصيدة من كلام العرب
انظر وفيات الأعيان 3 / 381.
الأنساب
مات له ولد صغير فحزن عليه جداً ورثاه بقصيدة هي من عيون الشعر العربي، قال فيها :



حكمُ المنيَّةِ في البريَّةِ جار
ما هذه الدُّنيا بدارِ قرارِ

بينا يُرى الإنسانُ فيها مُخبراً
حتَّى يُرى خبراً من الأَخبارِ

طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنت تريدها
صفواً من الأقذاءِ والأكدارِ

ومكلِّفُ الأيَّامِ ضدَّ طباعها
متطلِّبٌ في الماءِ جَذوةَ نارِ

وإذا رجوتَ المستحيلَ فإنَّما
تبني الرجاءَ على شفيرٍ هـارِ

فالعيشُ نومٌ والمنيَّةُ يقظةٌ
والمرءُ بينهما خيالٌ سارِ

فاقْضوا مآربكم عِجالاً إنَّما
أعمارُكم سَفَرٌ من الأسفارِ

وتراكضوا خيلَ الشبابِ وبادروا
أن تُسْتَرَدَّ فإنَّهنَّ عَوارِ

فالدهر يخدع بالمنى ويُغِصَّ
إن هَنَّا ويهدم ما بنى ببَوارِ

ليس الزمانُ وإن حرصتَ مسالماً
خُلُقُ الزمانِ عداوَةُ الأحرارِ

إنِّي وُتِرْتُ بصارمٍ ذي رَوْنَقٍ
أعددتُه لطلابةِ الأوتارِ

أُثني عليه بأثرِهِ ولو أنَّهُ
لو يُغْتَبَط أثنيتُ بالآثارِ

يا كوكباً ما كانَ أقصرَ عمرَهُ
وكذا تكون كواكبُ الأسحارِ

وهلالَ أيَّامٍ مضى لم يستدرْ
بدراً ولم يُمْهَلْ لوقتِ سِرارِ

عَجِلَ الخُسوفُ عليه قبل أوانِهِ
فغطَّاهُ قبل مَظِنَّةِ الإبدارِ

واستُلَّ من لأقرانِهِ ولداتِهِ
كالمُقلَةِ استُلَّتْ من الأشفارِ

فكأنَّ قلبي قبرُهُ وكأنَّهُ
في طيِّهِ سِرٌ من الأسرارِ

إنْ تَحْتَقِرْ صغراً فربَّ مُفخَّمٍ
يبدو ضئيلَ الشخص للنُّظَّارِ

إنَّ الكواكبَ في علوِّ محلِّها
لَتُرى صِغاراً وهي غيرُ صغارِ

وَلَدُ المعزَّى بعضُهُ فإذا مضى
بعضُ الفتى فالكلُّ في الآثارِ

أبكيهِ ثمَّ أقولُ معتذراً لهُ
وُفِّقْتَ حينَ تركتَ ألأم دارِ

جاورتُ أعدائي وجاورَ ربَّهُ
شتَّانَ بين جوارهِ وجواري

أشكو بعادك لي وأنت بموضعٍ
لولا الرَّدى لسمعتَ فيه سِراري

ما الشرقُ نحو الغرب أبعدَ شُقَّةً
من بُعد تلك الخمسةِ الأشبارِ

هيهاتَ قد علِقتكَ أسبابُ الرَّدى
وأبادَ عمرَك قاصمُ الأعمارِ

ولقد جريتَ كما جريتُ لغايةٍ
فبلغتَها وأبوكَ في المِضمارِ

فإذا نطقتُ فأنتَ أوَّلُ مَنطقي
وإذا سكتُّ فأنت في إضماري

أُخفي من البُرَحاءِ ناراً مثلَ ما
يُخفي من النارِ الزنادُ الواري

وأُخفِّضُ الزَّفَراتِ وهي صواعدٌ
وأُكفكفُ العَبَراتِ وهي جَوارِ

وأكُفُّ نيرانَ الأسر ولربَّما
غُلِبَ التصبُّرُ فارتمتْ بشَرارِ

وشهاب زَند الحزن إن طاوعتهُ
وارٍ وإن عاصيتهُ متوارِ

ثوبُ الرئاءِ يشِفُّ عمَّا تحتهُ
فإذا التحفتَ بهِ فإنَّكَ عارِ

قصُرَتْ جفوني أم تباعد بينها
أمْ صُوِّرَتْ عيني بلا أشفارِ

جَفَتِ الكرى حتَّى كأنَّ غِرارهُ
عند اغتماضِ الطرف حدُّ غِرارِ

ولوِ استعارتْ رقدةً لدحا بها
ما بين أجفاني من التيَّارِ

أُحيي ليالي التِّمِّ وهي تُميتُني
ويُميتهنَّ تبلُّجُ الأسحارِ

والصبحُ قد غمرَ النجومَ كأنَّهُ
سيلٌ كما فطفا على النُوَّارِ

لو كنتَ تُمنعُ خاض دونك فتيةٌ
منَّا بُحُرَ عواملٍ وشِفارِ

فدَحَوْا فُويقَ الأرضِ أرضاً من دمٍ
ثمَّ انثنَوا فبنَوا سماء غُبارِ

قومٌ إِذا لبسوا الدروع حسبتَها
سُحُباً مُزَرَّرةً على أقمارِ

وترى سيوفَ الدارعينَ كأنَّها
خُلُجٌ تُمَدُّ بها أكفُّ بحارِ

لو أشرعوا أيمانهم من طولها
طعنوا بها عِوَضَ القنا الخطَّارِ

شُوسٌ إِذا عدِموا الوغى انتجعوا لها
في كلِّ آنٍ نُجعَةَ الأمطارِ

جنبوا الجيادَ إلى المطيِّ فراوحوا
بين السروج هـناك والأكوارِ

وكأنَّهم ملأوا عِيابَ دروعهمْ
وغُمودَ أنصُلِهم سرابَ قفارِ

وكأنَّما صَنَعُ السوابغِ غَرَّهُ
ماءُ الحديدِ فصاغَ ماءَ قَرارِ

زَرَداً وأحكم كلَّ مَوْصِلِ حلقةٍ
بحَبابةٍ في موضع المسمارِ

فتدرَّعوا بمتون ماءٍ راكدٍ
وتقنَّعوا بحَباب ماءٍ جارِ

أُسْدٌ ولكن يؤثرون بزادهمْ
والأُسدُ ليس تدين بالإيثارِ

يتعطَّفونَ على المُجاورِ فيهمُ
بالمُنْفِسات تعطُّفَ الآظارِ

يتزيَّنُ النادي بحُسن وجوههمْ
كتزيُّنِ الهالات بالأقمارِ

من كلِّ مَن جعل الظُّبى أنصارَهُ
وكَرُمْنَ فاستغنى عنِ الأنصارِ

والليثُ إن ساورْتَهُ لم يَتِّكِل
إلاَّ على الأنيابِ والأظفارِ

وإذا هو اعتقل القناةَ حسبتَها
صِلاًّ تأبَّطَهُ هـِزَبْرٌ ضارِ

زَرَدُ الدِّلاصِ من الطِّعان برمحهِ
مثل الأساور في يد الإسوارِ

ويجرُّ ثمَّ يجرُّ صعدَةَ رمحِهِ
في الجحفلِ المتضايقِ الجرَّارِ

ما بين ثوبٍ بالدماء مُضَمَّخٍ
خَلَقٍ ونقعٍ بالطِّراد مُثارِ

والهُونُ في ظِلِّ الهُوَيْنا كامنٌ
وجلالةُ الأخطارِ في الإخطارِ

تندى أسِرَّةُ وجههِ ويمينهُ
في حالةِ الإعسارِ والإيسارِ

يحوي المعاليَ خالِباً أو غالباً
أَبداً يُدارى دونها ويُداري

ويمدُّ نحو المكرُماتِ أناملاً
للرزقِ في أثنائهنَّ مجارِ

قد لاحَ في ليل الشباب كواكبٌ
إن أُمهلتْ آلتْ إلى الإسفارِ

وتلَهُّبُ الأحشاءِ شيَّبَ مَفْرقي
هذا الضياءُ شُواظُ تلك النارِ

شابَ القَذالُ وكلُّ غصنٍ صائرٌ
فَينانهُ الأحوى إلى الأزهارِ

والشبه منجذبٌ فلِمْ بيضُ الدُّمى
عن بيضِ مفرقهِ ذواتُ نفارِ

وتوَدُّ لو جعلتْ سوادَ قلوبها
وسوادَ أعينها خِضابَ عِذاري

لا تنفر الظَّبيات منهُ فقد رأت
كيف اختلافُ النبت في الأطوارِ

شيئان ينقشعان أوَّلَ وهلةٍ
ظلُّ الشباب وصُحبةُ الأشرارِ

لا حبَّذا الشيبُ الوفيُّ وحبَّذا
شرخُ الشبابِ الخائنِ الغدَّارِ

وَطَري من الدُّنيا الشباب ورَوقهُ
فإذا انقضى فقد انقضتْ أوطاري

قَصُرَتْ مسافتُهُ وما حسناتُهُ
عندي ولا آلاؤُهُ بقصارِ

نزداد هـمًّا كلَّما ازددنا غنًى
فالفقر كلُّ الفقرِ في الإكثارِ

ما زاد فوق الزادِ خُلِّفَ ضائعاً
في حادثٍ أو وارثٍ أو عارِ

إنِّي لأرحم حاسدِيَّ لحرِّ ما
ضمَّت صدورهمُ من الأوغارِ

نظروا صنيع الله بي فعيونُهمْ
في جنَّةٍ وقلوبهم في نارِ

لا ذنبَ لي قد رمتُ كتمَ فضائلي
فكأنَّني بَرْقَعْتُ وجهَ نهارِ

وسترتها بتواضعي فتطلَّعَت
أعناقها تعلو على الأستارِ

ومن الرجال مجاهلٌ ومعالمٌ
ومن النجوم غوامضٌ ودراري

والناسُ مشتبهون في إيرادهمْ
وتباينُ الأقوام في الإصدارِ

عَمْري لقد أوطأتُهم طُرُقَ العُلى
فعمُوا ولم يطأوا على آثاري

لو أبصروا بعيونهم لاستبصروا
لكنَّها عميتْ عن الإبصارِ

أَلا سعَوا سعيَ الكرام فأدركوا
أو سلّموا لمواقع الأقدارِ

ذهبَ التكرُّمُ والوفاءُ من الوَرَى
وتصرَّما إلاَّ من الأشعارِ

وفشتْ جنايات الثقات وغيرهمْ
حتَّى اتَّهمنا رؤيةَ الأبصارِ

ولربَّما اعتضد الحليمُ بجاهلٍ
لا خير في يُمنى بغير يسارِ

لِلَّهِ دُرُّ النائِباتِ فَإِنَّها
صَدأُ اللِئامِ وَصيقل الأَحرار

الحمدان
11-20-2021, 12:15 AM
وَقَبلَكَ داوى المَريضَ الطَبيبُ

فَعاشَ المَريضُ وَماتَ الطَبيب

فَـكُـن مُـسـتَعِدّاً لِـداعي الـفَناءِ

فَـــإِنَّ الَّـــذي هُـــوَ آتٍ قَـريـب



الخليل الفراهيدي

الحمدان
11-20-2021, 12:16 AM
صِلَةُ الْخَيَالِ عَلَى الْبِعَادِ لِقَاءُ
لَوْ كانَ يَمْلِكُ عَيْنِيَ الإِغْفَاءُ

يا هاجِري مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ في الْهَوَى
مَهْلاً فَهَجْرُكَ والْمَنُونُ سَواءُ

أَغْرَيْتَ لَحْظَكَ بالْفُؤادِ فَشَفَّهُ
ومِنَ الْعُيُونِ عَلَى النُّفُوسِ بَلاءُ

هِيَ نَظْرَةٌ فامْنُنْ عَلَي بِأُخْتِها
فالْخَمْرُ مِنْ أَلَمِ الْخُمارِ شِفَاءُ

أَنا مِنْكَ مَطْوِيُّ الْفُؤادِ عَلَى جَوىً
لَوْلا الْدُّمُوعُ ذَكَتْ بِهِ الْحَوْبَاءُ

لا أَنْتَ تَرْحَمُنِي ولا نَارُ الْهَوَى
تَخْبُو وَلاَ للنَّفْسِ عَنْكَ عَزاءُ

فانْظُرْ إِلَيَّ تَجِدْ خَيَالَةَ صُورَةٍ
لم يَبْقَ فيها للحياةِ ذَمَاءُ

رَقَّتْ لِيَ الْوَرْقَاءُ في عَذَباتِها
وبَكَتْ عَلَيَّ بِدَمْعِهَا الأَنْدَاءُ

وَتَحَدَّثَتْ رُسُلُ النَّسِيمِ بلَوْعَتِي
فَلِكُلِّ غُصْنٍ نَحْوَها إِصْغَاءُ

كَلَفٌ تَنَاقَلَهُ الْحَمامُ عَنِ الصَّبَا
فصَبَتْ إِلَيْهِ الْغِيدُ والشُّعَراءُ

فَبِقَلْبِ كُلِّ فَتىً غَرامٌ كامِنٌ
وبِعِطْفِ كُلِّ مَلِيحَةٍ خُيَلاءُ

فَدَعِ التَّكَهُّنَ يا طَبِيبُ فإِنَّمَا
دائِي الْهَوَى ولِكُلِّ نَفْسٍ داءُ

أَلَمُ الصَّبَابَةِ لَذَّةٌ تَحْيَا بِها
نَفْسِي وَدَائِي لَوْ عَلِمْتَ دَواءُ

وبِمُهْجَتِي رَشَئِيَّةٌ مِنْ دُونِها
أُسُدٌ لَهَا قَصَبُ الرِّمَاحِ أَبَاءُ

هَيْفَاءُ مالَ بِهَا النَّعيمُ فَخَطْوُها
دُونَ الْقَطاةِ ونُطْقُها إِيمَاءُ

تَرْنُو بِأَحْوَرَ لَوْ تَمَكَّنَ لَحْظُهُ
مِنْ صَخْرَةٍ لَارْفَضَّ مِنها الماءُ

حَكَمَ الجَمالُ لها بِمَا تَخْتَارُهُ
فَتَحَكَّمَتْ في النَّاسِ كَيفَ تَشاءُ

غَضِبَتْ عَلَيَّ وَما جَنَيتُ وَرُبَّما
حَمَلَ الْمَشُوقُ الذَّنْبَ وَهوَ بَراءُ

طافَ الوُشاةُ بِها فَكانَ لِقَوْلِهِمْ
في مِسْمَعَيْها رَنَّةٌ وحُداءُ

لَوْلا النَّمِيمَةُ لم يَقَعْ بَيْنَ امْرِئٍ
وأَخِيهِ مِنْ بَعْدِ الْوِدادِ عِداءُ

أَشَقِيقَةَ الْقَمَرَيْنِ أَيُّ وَسِيلَةٍ
تُدْنِي إِلَيكِ فَلَيْس لِي شُفَعَاءُ

جُودِي عَلَيَّ ولَوْ بِوَعْدٍ كاذِبٍ
فالْوَعْدُ فيهِ تَعِلَّةٌ ورَجَاءُ

وَثِقِي بِكِتْمَانِ الْحَدِيثِ فإِنَّمَا
شَفَتاي خَتْمٌ والْفُؤادُ وِعاءُ

لا تَرْهَبِي قَوْلَ الْوُشاةِ فإِنَّهُمْ
قَدْ أَحْسَنُوا في الْقَوْلِ حِينَ أَساء

زَعَمُوكِ شَمْسَاً لا تَلُوحُ بظُلْمَةٍ
ولِقَولِهِمْ عِنْدِي يَدٌ بَيْضاءُ

فَعَلامَ تَخْشَيْنَ الزِّيارَةَ بعدَما
أَمِنَ ازْدِيارَكِ في الدُّجَى الرُّقَباءُ

هِيَ زَلَّةٌ في الرأْيِ مِنْهُمْ أَعْقَبَتْ
نَفْعَاً كَذَلِكَ تَفْعَلُ الْجُهَلاءُ

كَيْدُ الْغَبِيِّ مَساءَةٌ لِضَمِيرِهِ
وَلِمَنْ يُحَاوِلُ كَيْدَهُ إِرْضَاءُ

والناسُ أَشْبَاهٌ ولَكِنْ فَرَّقَتْ
ما بَيْنَهُمْ في الرُّتْبَةِ الآراءُ

وَالنَّفْسُ إِنْ صَلَحَتْ زَكَتْ وَإِذَا خَلَتْ
مِنْ فِطْنَةٍ لَعِبَتْ بها الأَهْوَاءُ

لَوْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الرِّجالِ تَفَاوُتٌ
ما كانَ فيهِمْ سادَةٌ ورِعاءُ

وَلَقَدْ بَلَوْتُ النّاسَ في أَطْوارِهِمْ
ومَلِلْتُ حتَّى مَلَّني الإِبْلاءُ

فَإِذا المَوَدَّةُ خَلَّةٌ مَكْذُوبَةٌ
بَيْنَ الْبَرِيَّةِ والوَفاءُ رِياءُ

كَيْفَ الْوثُوقُ بِذِمَّةٍ مِنْ صاحِبٍ
وَبِكُلِّ قَلْبٍ نُقْطَةٌ سَوْداءُ

لَوْ كَانَ فِي الدُّنْيَا وِدَادٌ صَادِقٌ
مَا حَالَ بَيْنَ الخُلَّتَيْنِ جَفاءُ

فانْفُضْ يَدَيْكَ مِنَ الزَّمانِ وأَهْلِهِ
فالسَّعْيُ في طَلَبِ الصَّديِقِ هَبَاءُ



محمود سامي البارودي

أبو شريح الشمراني
11-20-2021, 12:56 AM
فلا تحسبن البعد يمحو ودادكم

فلا تحسبنَّ البُعْدَ يمحو ودادكم

ولكنَّ هذا الشوق أصبحَ غالبي

ولست بناسٍ من أُناسٍ فضائلا

وإن كدَّرُوا بالبُعد صَفْوَ مَشاربي

وعهدي قديماً لا يزالُ المدَى وإن

تَوَالَى على الهَمُّ مِن كل جانبِ

فأَلْزَمُ من طوق الحَمامِ مودَّتي

وأثبتُ رسماً من خطوط الرواجبِ

ولستُ مِن القومِ الذين إذا نَأَى

مُصافيهم خانوا بودِّ المصاحبِ

وما أنا ممن إن خليلٌ هَفَا يكن

له قاعداً يمشى على حَدِّ قاضب

أنا المرءُ لا جارى يُضامُ ولا أنا

مُظهرُ عَوْرات المُوالي المُقاربِ

ألا أيها الشيخُ الوَفِيُّ الذي غدا

لنا خير أصحابٍ لنا وأقاربِ

لقد عُدْتَ يا أهل الرعاية مُرسلا

عِتاباً لطيفاً معْ خليلِ مُعاتبِ

لإبطائنا ردَّ الجوابِ إليكمُ

وتقصيرنا قِدْماً لرسم المآدبِ

نعم قد جرى التقصير منا وأنتم

تُقيلون زلاّتِ توالت لتائبِ

وما عندنا عُذْرٌ ولكن صفحكم

ينبِّئنا عن سَدِّ كل المثالبِ

فسالِمْ وسامح واعفُ واصفح وسُدْ وجُدْ

وطُلْ واحتمِلْ واغفِرْ وناصح لآيبِ

عليك سلامي كل حين وساعة

متَى لاح بَرْقٌ في خلال السحائبِ

وما حَنَّ مشتاقٌ وما ناحَ طائرٌ

وما سارت العِيس الهِجانُ براكبِ

محمد بن عبد الله بن سالم المعولي

الحمدان
11-20-2021, 02:50 AM
على (العقيق) اجتمعنا
نحنُ وسودُ العيــونِ

ما ظُنُّ مجنـــــونَ ليلى
قد جُنَّ بعض جنوني

فيا عيــــوني .. عُيُوْني
ويا جفــوني جُفُوْني

ويا قُليبي تصــــــــــــبَّر
على الذي فـارقوني

مازلت أمُّ المطــــــــايا
وقلت هـــم يحملوني

إلى منـــــــــــــازل قومٍ
ساروا ولا ودعـوني


فارقتهم يوم الاثنين
صبح الثلوث أوحشوني

هــــم سادة خلّفــــوني
أبكي دماً من عيـوني

بكيت حتى رثـــــى لي
الطير فــوق الغصون

بالله إن متُّ شوقــــــاً
بأدمعــي غسّــــــلوني

سِرْ يا رسولي اليهــم
شرعاً وقبّــــــل يديهم

واقرأ ســلامي عليهم
لعلهـــــم يرحمـــوني

جـاني رسولي يضحك
وقــــال أبشر بصلحك

بحق عيشـــك وملحك
هم باللقـاء أوعدوني


السهرور دي المقتول

الحمدان
11-20-2021, 02:59 AM
ولما وردنا ماء مدين نستقي
على ظمأ منا الى منهل النجوى

نزلنا على قوم كرام بيوتهمُ
مقدسة لا هند فيها ولا علوى

ولاحت لنا نار على البعد أضرمت
وجدنا عليها من نحب ومن نهوى

سقانا فحيّانا فأحيا نفوسنا
وأسكرنا من خمر إجلاله عفوا

مدام عليها العهد الا يسيغها
سوى مخلص في الحب خال من الدعوى

شربنا فهمنا فاستهامت نفوسنا
وصرنا نجر الذيل من سكرنا زهوا

سكرنا فبحنا فاستبيحت دماؤنا
أيقتل بواح بسر الذي يهوى

وما السر في الأحرار الا وديعة
ولكن إذا رق المدام فمن يقوى



السهررودي المقتول

الحمدان
11-20-2021, 03:11 AM
جرى حكم ربي بالبقاء لنفسه

وما قَدْ سواه هالك فله الحمد

وما هو مسطور فلا شك كائنٌ

جَرَى حكمُه حَتْماً وليْسَ لَهُ رَدٌّ

رَضَى بقضاء الله فينا وعدلِه

وإذْ حَكَمَ المَوْلَى فيَسْتَسْلِمُ العبْدُ

ومَن أبَوَاهُ في التُّرَابِ ووُلْدُه

أينعَمُ عيْشاً أو يطيبُ له مهد

إذا كان أقْصَى مدَّةِ المرءِ غَصَّةٌ

وموتٌ فما منه إذاً أبداً بُدُّ

فكيف تَقَرُّ العَيْنُ أو تًسْكن الحشا

وما نومُه الأهنى وما عيشُه الرغد

ولا لم يكن نارٌ ولا جهة وما

حساب به يوماً سرائرُنا تبدو

ولكن كفى أهلَ النهي أيُّ رادعٍ

تَجَرُّعُ كأسِ الموتِ والقْبرُ واللَّحْدُ

فكيف وللعاصي سعيرٌ تضَرَّمَتْ

بها خالدٌ ليس انقطاعق ولا حَدُّ

فذكْرُ خُلُودِ الخالدينَ مقطِّعٌ

قلوباً فكيف النارُ والمَسْكَنُ الخُلْدُ

فدنياكم بحرٌ تلاطَمَ مَوْجُها

بِه هالكٌ من فاته العلم والزهد

عليكم ببر الوالدين فإنها

وصيّة مولانا وليس له ضد

وقارَنَ شُكرَ الوالدين بشكره

له المنُّ والآلاءُ والحمدُ والمجدُ

ولو لم يكن وَصَّى الإلهُ بِبِرِّهم

لأوجبه الفعلُ المميِّزُ والرُّشْدُ

فإنَّ حقوق الوالدين مضيَّعٌ

فعفوا إلهي منكَ إن ساعدَ الجدُّ

مطايا الليالي مسرعاتٌ حثيثةٌ

وحادِي المنايَا خلفهَا أبداً يحْدُو

تنوب خطوبُ الدهرِ وهْي فجيعةٌ

وليس لِفَقْدِ الأمِّ صبرٌ ولا جَلْدُ

عشية واراها التراب تكاثفت

عليَّ الرزايا الهم والحزن والفقد

فلا بعدها في العالمين مُشَافِقٌ



الغشري في العهد العباسي

الحمدان
11-20-2021, 03:12 AM
ثِقي بي يا مُعَذِّبَتي فَإِنّي

سَأَحفَظُ فيكِ ما ضَيَّعتِ مِنّي

وَإِن أَصبَحتِ قَد أَرضَيتِ قَوماً

بِسُخطي لَم يَكُن ذا فيكِ ظَنّي

وَهَل قَلبٌ كَقَلبِكِ في ضُلوعي

فَأَسلو عَنكِ حينَ سَلَوتِ عَنّي

تَمَنَّت أَن تَنالَ رِضاكِ نَفسي

فَكانَ مَنِيَّةً ذاكَ التَمَنّي

وَلَم أَجنِ الذُنوبَ فَتَحقِديها

وَلَكِن عادَةٌ مِنكِ التَجَنّي


الشاعر ابن زويد

الحمدان
11-20-2021, 07:35 AM
‏وكُلُّ بابٍ وإنْ طالتْ مَـغالِقُهُ
يومًا لهُ من جميلِ الصَّبرِ مفتاحُ

كم مِن كروبٍ ظنَنّا لا انفراجَ لها
حتّى رأينا جليلَ الهمِّ ينزاحُ

فاصبر لربِّكَ لا تيأس فرحمتُهُ
للخلقِ ظلٌّ وللأيَّامِ إصباحُ

الشاعر .. أسامة سفر

الحمدان
11-20-2021, 08:37 PM
‏فَدَعِ التكَهُّنَ يا طبيبُ فإنّما
دائي الهوى ولِكُلّ نَفسٍ داءُ

ألَمُ الصبابَةِ لَذّةٌ تَحيا بها
نفسي ودائي لو عَلِمتَ دواءُ



محمود سامي البارودي

الحمدان
11-20-2021, 08:39 PM
فلا تحسبن البعد يمحو ودادكم

فلا تحسبنَّ البُعْدَ يمحو ودادكم

ولكنَّ هذا الشوق أصبحَ غالبي

ولست بناسٍ من أُناسٍ فضائلا

وإن كدَّرُوا بالبُعد صَفْوَ مَشاربي

وعهدي قديماً لا يزالُ المدَى وإن

تَوَالَى على الهَمُّ مِن كل جانبِ

فأَلْزَمُ من طوق الحَمامِ مودَّتي

وأثبتُ رسماً من خطوط الرواجبِ

ولستُ مِن القومِ الذين إذا نَأَى

مُصافيهم خانوا بودِّ المصاحبِ

وما أنا ممن إن خليلٌ هَفَا يكن

له قاعداً يمشى على حَدِّ قاضب

أنا المرءُ لا جارى يُضامُ ولا أنا

مُظهرُ عَوْرات المُوالي المُقاربِ

ألا أيها الشيخُ الوَفِيُّ الذي غدا

لنا خير أصحابٍ لنا وأقاربِ

لقد عُدْتَ يا أهل الرعاية مُرسلا

عِتاباً لطيفاً معْ خليلِ مُعاتبِ

لإبطائنا ردَّ الجوابِ إليكمُ

وتقصيرنا قِدْماً لرسم المآدبِ

نعم قد جرى التقصير منا وأنتم

تُقيلون زلاّتِ توالت لتائبِ

وما عندنا عُذْرٌ ولكن صفحكم

ينبِّئنا عن سَدِّ كل المثالبِ

فسالِمْ وسامح واعفُ واصفح وسُدْ وجُدْ

وطُلْ واحتمِلْ واغفِرْ وناصح لآيبِ

عليك سلامي كل حين وساعة

متَى لاح بَرْقٌ في خلال السحائبِ

وما حَنَّ مشتاقٌ وما ناحَ طائرٌ

وما سارت العِيس الهِجانُ براكبِ

محمد بن عبد الله بن سالم المعولي




اخي الغالي ابو شريح الشمراني
جميل جداً ما اوردته هنا
انت رائع ومميز في اطروحاتك
لك مني أجمل تحيه وتقدير لاعدمتك

الحمدان
11-21-2021, 02:54 AM
ألا أيّها الركب اليمانون عرّجوا

علينا فقد أضحى هوانا يمانيا

نسائلكم هل سال نعمان بعدنا

وحبّ إلينا بطن نعمان واديا

عهدنا به صيدا كثيرا ومشربا

به ننقع القلب الذي كان صاديا


قيس بن الملوح

الحمدان
11-21-2021, 06:13 AM
يا من هــــواه أعــــزه وأذلـني

كيف السـبـيـل إلى وصـالك دلـنــي

تركـتـني حيـران صـباً هــائمــاً

أرعى النجوم وأنت في عيش هني

أنت الذي حلفتني وحـلـفـت لي

وحـلـفـت أنك لا تـخـون وخـنـتـني

وحلفت أنك لا تميل مع الهـوى

أين اليـمـيـن وأين مـا عـاهـدتـنـي

لأقعـدن على الطـريـق وأشتكي

وأقـول مـظـلــوم و أنت ظـلمـتـني

ولأدعون عليك في غسق الدجى

يـبـلـيـك ربي مـثـلـمــا أبلـيـتـنــي



الشاعر .. سعيد بن أحمد بن سعيد

الحمدان
11-22-2021, 02:07 AM
‏أعوذُ باللهِ من ودٍّ بلا ثقةٍ

ومن حياة بلا حس ولا أثرِ

ومن تغيّر قلب في مشاعرهِ

من خيبة أتعبت من صحبة العمر

ومن ضياعِ جهود دونما هدفٍ

ومن منامٍ على الأحزان والكدر

من جمع مال وما ربي يباركهُ

من أُمنيات تجي بالسوء والضررِ

أعوذُ باللهِ من ذلٍّ بعاقبةٍ

والأمرُ للهِ ليس الأمر للبشرِ


يحي رياني

الحمدان
11-23-2021, 06:11 PM
‏كِليني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ
وَلَيلٍ أُقاسيهِ بَطيءِ الكَواكِبِ

تَطاوَلَ حتّى قُلتُ لَيسَ بِمُنقَضٍ
وَلَيسَ الذي يَرعى النجومَ بِآيِبِ

وَصَدرٍ أراحَ الليلُ عازِبَ هَمّهِ
تَضاعفَ فِيهِ الحُزنُ مِن كلّ جانِبِ


النابغة الذبياني

الحمدان
11-24-2021, 01:50 AM
اصبِرْ على حسدِ العدوَِ

فإن صبرَك قاتلُـهْ

فالنارُ تأكلُ نفسَها

إن لم تجدْ ما تأكلُهْ

ولربما نال الفتى

بالصبر ما لم يأملُـه



الشافعي رحمه الله

الحمدان
11-24-2021, 10:38 PM
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ

فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه
لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ

تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِه
وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ

كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلو
لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ

وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ

وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ
فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ

كَدَأبِكَ مِن أُمِّ الحُوَيرِثِ قَبلَه
وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ

فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً
عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي

أَلا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالِحٌ
وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ

وَيَومَ عَقَرتُ لِلعَذارى مَطِيَّتي
فَيا عَجَباً مِن كورِها المُتَحَمَّلِ

فَظَلَّ العَذارى يَرتَمينَ بِلَحمِه
وَشَحمٍ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ

وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ
فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي

تَقولُ وَقَد مالَ الغَبيطُ بِنا مَع
عَقَرتَ بَعيري يا اِمرَأَ القَيسِ فَاِنزُلِ

فَقُلتُ لَها سيري وَأَرخي زِمامَهُ
وَلا تُبعِديني مِن جَناكِ المُعَلَّلِ

فَمِثلُكِ حُبلى قَد طَرَقتُ وَمُرضِعٍ
فَأَلهَيتُها عَن ذي تَمائِمَ مُحوِلِ

إِذا ما بَكى مِن خَلفِها اِنصَرَفَت لَهُ
بِشِقٍّ وَتَحتي شِقُّها لَم يُحَوَّلِ

وَيَوماً عَلى ظَهرِ الكَثيبِ تَعَذَّرَت
عَلَيَّ وَآلَت حَلفَةً لَم تُخَلَّلِ

أَفاطِمَ مَهلاً بَعضَ هَذا التَدَلُّلِ
وَإِن كُنتِ قَد أَزمَعتِ صَرمي فَأَجمِلي

وَإِن تَكُ قَد ساءَتكِ مِنّي خِلقَةٌ
فَسُلّي ثِيابي مِن ثِيابِكِ تَنسُلِ

أَغَرَّكِ مِنّي أَنَّ حُبَّكِ قاتِلي
وَأَنَّكِ مَهما تَأمُري القَلبَ يَفعَلِ

وَما ذَرَفَت عَيناكِ إِلّا لِتَضرِبي
بِسَهمَيكِ في أَعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ

وَبَيضَةِ خِدرٍ لا يُرامُ خِباؤُه
تَمَتَّعتُ مِن لَهوٍ بِها غَيرَ مُعجَلِ

تَجاوَزتُ أَحراساً إِلَيها وَمَعشَر
عَلَيَّ حِراساً لَو يُسِرّونَ مَقتَلي

إِذا ما الثُرَيّا في السَماءِ تَعَرَّضَت
تَعَرُّضَ أَثناءِ الوِشاحِ المُفَصَّلِ

فَجِئتُ وَقَد نَضَّت لِنَومٍ ثِيابَه
لَدى السِترِ إِلّا لِبسَةَ المُتَفَضِّلِ

فَقالَت يَمينَ اللَهِ ما لَكَ حيلَةٌ
وَما إِن أَرى عَنكَ الغِوايَةَ تَنجَلي

خَرَجتُ بِها أَمشي تَجُرُّ وَراءَن
عَلى أَثَرَينا ذَيلَ مِرطٍ مُرَحَّلِ

فَلَمّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ وَاِنتَحى
بِنا بَطنُ خَبثٍ ذي حِقافٍ عَقَنقَلِ

هَصَرتُ بِفَودي رَأسِها فَتَمايَلَت
عَلَيَّ هَضيمَ الكَشحِ رَيّا المُخَلخَلِ

إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُه
نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ

مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ غَيرُ مُفاضَةٍ
تَرائِبُها مَصقولَةٌ كَالسَجَنجَلِ

كَبِكرِ المُقاناةِ البَياضِ بِصُفرَةٍ
غَذاها نَميرُ الماءِ غَيرُ المُحَلَّلِ

تَصُدُّ وَتُبدي عَن أَسيلٍ وَتَتَّقي
بِناظِرَةٍ مِن وَحشِ وَجرَةَ مُطفِلِ

وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِفاحِشٍ
إِذا هِيَ نَصَّتهُ وَلا بِمُعَطَّلِ

وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ
أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ

غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُل
تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ

وَكَشحٍ لَطيفٍ كَالجَديلِ مُخَصَّرٍ
وَساقٍ كَأُنبوبِ السَقِيِّ المُذَلَّلِ

وَتَعطو بِرَخصٍ غَيرِ شَثنٍ كَأَنَّهُ
أَساريعُ ظَبيٍ أَو مَساويكُ إِسحِلِ

تُضيءُ الظَلامَ بِالعِشاءِ كَأَنَّه
مَنارَةُ مَمسى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ

وَتُضحي فَتيتُ المِسكِ فَوقَ فِراشِه
نَؤومُ الضُحى لَم تَنتَطِق عَن تَفَضُّلِ

إِلى مِثلِها يَرنو الحَليمُ صَبابَةً
إِذا ما اِسبَكَرَّت بَينَ دِرعٍ وَمِجوَلِ

تَسَلَّت عِماياتُ الرِجالِ عَنِ الصِب
وَلَيسَ فُؤادي عَن هَواكِ بِمُنسَلِ

أَلا رُبَّ خَصمٍ فيكِ أَلوى رَدَدتَهُ
نَصيحٍ عَلى تَعذالِهِ غَيرَ مُؤتَلِ

وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَهُ
عَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَلي

فَقُلتُ لَهُ لَمّا تَمَطّى بِصُلبِهِ
وَأَردَفَ أَعجازاً وَناءَ بِكَلكَلِ

أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَلي
بِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَلِ

فَيا لَكَ مِن لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ
بِكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّت بِيَذبُلِ

كَأَنَّ الثُرَيّا عُلِّقَت في مَصامِه
بِأَمراسِ كِتّانٍ إِلى صُمِّ جَندَلِ

وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِه
بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ

مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَع
كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ

كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ
كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ

مِسَحٍّ إِذا ما السابِحاتُ عَلى الوَنى
أَثَرنَ غُباراً بِالكَديدِ المُرَكَّلِ

عَلى العَقبِ جَيّاشٍ كَأَنَّ اِهتِزامَهُ
إِذا جاشَ فيهِ حَميُهُ غَليُ مِرجَلِ

يَطيرُ الغُلامَ الخِفُّ عَن صَهَواتِهِ
وَيَلوي بِأَثوابِ العَنيفِ المُثَقَّلِ

دَريرٍ كَخُذروفِ الوَليدِ أَمَرَّهُ
تَقَلُّبُ كَفَّيهِ بِخَيطٍ مُوَصَّلِ

لَهُ أَيطَلا ظَبيٍ وَساقا نَعامَةٍ
وَإِرخاءُ سِرحانٍ وَتَقريبُ تَتفُلِ

كَأَنَّ عَلى الكَتفَينِ مِنهُ إِذا اِنتَحى
مَداكُ عَروسٍ أَو صَلايَةُ حَنظَلِ

وَباتَ عَلَيهِ سَرجُهُ وَلِجامُهُ
وَباتَ بِعَيني قائِماً غَيرَ مُرسَلِ

فَعَنَّ لَنا سِربٌ كَأَنَّ نِعاجَهُ
عَذارى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ

فَأَدبَرنَ كَالجِزعِ المُفَصَّلِ بَينَهُ
بِجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَةِ مُخوَلِ

فَأَلحَقَنا بِالهادِياتِ وَدونَهُ
جَواحِرُها في صَرَّةٍ لَم تُزَيَّلِ

فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ
دِراكاً وَلَم يَنضَح بِماءٍ فَيُغسَلِ

وَظَلَّ طُهاةُ اللَحمِ ما بَينَ مُنضِجٍ
صَفيفَ شِواءٍ أَو قَديرٍ مُعَجَّلِ

وَرُحنا وَراحَ الطَرفُ يُنفِضُ رَأسَهُ
مَتى ما تَرَقَّ العَينُ فيهِ تَسَفَّلِ

كَأَنَّ دِماءَ الهادِياتِ بِنَحرِهِ
عُصارَةُ حِنّاءٍ بِشَيبٍ مُرَجَّلِ

وَأَنتَ إِذا اِستَدبَرتَهُ سَدَّ فَرجَهُ
بِضافٍ فُوَيقَ الأَرضِ لَيسَ بِأَعزَلِ

أَحارِ تَرى بَرقاً أُريكَ وَميضَهُ
كَلَمعِ اليَدَينِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ

يُضيءُ سَناهُ أَو مَصابيحَ راهِبٍ
أَهانَ السَليطَ في الذَبالِ المُفَتَّلِ

قَعَدتُ لَهُ وَصُحبَتي بَينَ حامِرٍ
وَبَينَ إِكامِ بُعدَ ما مُتَأَمَّلِ

وَأَضحى يَسُحُّ الماءُ عَنكُلِّ فَيقَةٍ
يَكُبُّ عَلى الأَذقانِ دَوحَ الكَنَهبَلِ

وَتَيماءَ لَم يَترُك بِها جِذعَ نَخلَةٍ
وَلا أُطُماً إِلّا مَشيداً بِجَندَلِ

كَأَنَّ ذُرى رَأسِ المُجَيمِرِ غُدوَةً
مِنَ السَيلِ وَالغُثّاءِ فَلكَةُ مِغزَلِ

كَأَنَّ أَباناً في أَفانينِ وَدقِهِ
كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ

وَأَلقى بِصَحراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ
نُزولَ اليَماني ذي العِيابِ المُخَوَّلِ

كَأَنَّ سِباعاً فيهِ غَرقى غُدَيَّةً
بِأَرجائِهِ القُصوى أَنابيشُ عَنصُلِ

عَلى قَطَنٍ بِالشَيمِ أَيمَنُ صَوبِهِ
وَأَيسَرُهُ عَلى السِتارِ فَيَذبُلِ

وَأَلقى بِبَيسانَ مَعَ اللَيلِ بَركَهُ
فَأَنزَلَ مِنهُ العَصمَ مِن كُلِّ مَنزِلِ



امرؤ القيس

الحمدان
11-25-2021, 05:52 AM
بَلَوتُ بَني الدُنيا فَلَم أَرى فيهُمُ
سِوى مَن غَدا وَالبُخلُ مِلءَ إِهابِهِ

فَجَرَّدتُ مِن غَمدِ القَناعَةِ صارِماً
قَطَعتُ رَجائي مِنهُمُ بِذُبابِهِ

فَلا ذا يَراني واقِفاً في طَريقِهِ
وَلا ذا يَراني قاعِداً عِندَ بابِهِ

غَنيٌّ بِلا مالٍ عَنِ الناسِ كُلِّهِم
وَلَيسَ الغِنى إِلّا عَنِ الشَيءِ لا بِهِ

إِذا ما ظالِمُ استَحسَنَ الظُلمَ مَذهَباً
وَلَجَّ عُتُوّاً في قَبيحِ اِكتِسابِهِ

فَكِلهُ إِلى صَرفِ اللَيالي فَإِنَّها
سَتُبدي لَهُ ما لَم يَكُن في حِسابِهِ

فَكَم قَد رَأَينا ظالِماً مُتَمَرِّداً
يَرى النَجمَ تيهاً تَحتَ ظِلِّ رِكابِهِ

فَعَمَّا قَليلٍ وَهُوَ في غَفَلاتِهِ
أَناخَت صُروفُ الحادِثاتِ بِبابِهِ

فَأَصبَحَ لا مالٌ لَهُ وَلا جاهٌ يُرتَجى
وَلا حَسَناتٌ تَلتَقي في كِتابِهِ

وَجوزِيَ بِالأَمرِ الَّذي كانَ فاعِلاً
وَصَبَّ عَلَيهِ اللَهُ سَوطَ عَذابِهِ


الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
11-25-2021, 06:09 PM
أتبكي على ليلى ونفسك باعـدت

مزارك من ليلى وشعباكما معـا



فما حسن أن تأتـي الأمر طائعـا

وتجزع أن داعي الصبابـة أسـمعا



قفا ودعا نجدا ومن حل بالـحمى

وقـل لنجـد عنـدنا أن يودعـا



ولـما رأيت البشر أعرض دوننـا

وجالت بنات الشـوق يحنن نزعـا



تلفت نـحو الحي حتى وجدتنـي

وجعت من الاصغاء ليتا وأُخدعـا



بكت عيني اليسرى فلما زجرتـها

عن الجهل بعد الحلـم أسبلتا معـا



وأذكر أيام الـحمى ثـم أنثنـي

على كبدي من خشية أن تصدعـا



فليست عشيات الـحمى برواجع

عليك ولكن خل عينيـك تدمعـا



معـي كل غر قد عصى عاذلاتـه

بوصل الغواني من لدن أن ترعرعـا



إذا راح يمشي في الرداءين أسرعت

اليه العيـون الناظـرات التطلعـا



قيس ابن الملوح

الحمدان
11-26-2021, 03:47 AM
‏فَيا لكَ من لَيلٍ كأنّ نُجومَهُ
بِكلّ مُغارِ الفَتلِ شُدّت بِيَذبُلِ

كأنّ الثُريّا عُلّقَت في مَصامِها
بِأمراسِ كَتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ


امرؤ القيس

ريحانة شمران
11-26-2021, 01:18 PM
لا دارٌ للمرء بعد الـــــمـــوت يسكنها
إلا التي كــان قبل الموت بانيها



فإن بـــنــاهـــــا بخير طــاب مسكنه
وإن بـــنــاها بــشـــر خــاب بانيها



أمـــوالــنــا لـــــذوي الميراث نجمعها
ودورنا لـــخـــراب الـــــدهر نبنيـها




الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
11-27-2021, 12:25 AM
أقلِّــب طـرفي فـي السـماء تـردُّدا
لعـلي أرى النجـم الـذي أنـت تنظـرٌ

وأسـتعرض الركبـان فـي كـل وجهة
لعـلي بمـن قـد شم عَرفك أظفر

وأســتقبل الأريــاح عنــد هبوبـها
لعــل نســيم الـريح عنـك يُخَـِّبر

وأمشـي ومـالي فـي الطـريق مآربٌ
عسـى نغمـةٌ باسـم الحـبيب سـتذكر

وألمـح مـن ألقـاه فـي غـير حاجة
عسـى لمحـةٌ مـن حسن وجهك تسفر

يضـاحك فـي ذا العيـد كـلٌّ حبيبـَه
ومــالي منكـم مـن أنـاجي وأنظـر

يثـوب إلـى الأوطـان من كان غائبا
ومــالي مــن الأوطـان إلا التذكـر

ويـأوي إلـى الأحباب من كان حاضرا
ومــن دون أحبــابي ليـال وأشـهر

كأنـــا خلقنــا للنــوى وكأنمــا
عـلى شـملنا خُـطّت مـن البين أسطر

أأحبابنــا, هـل يجـمع اللـه شـملنا
عسـى نلتقـي قبـل الممـات ونحضر

أمـا حـذر الواشـي من الدهر صرعة
فللدهـــر واش لا ينــام ويســهر



الشاعر محمد بن الوليد

الحمدان
11-27-2021, 02:18 AM
حُبُّ العُلى شُغلُ قَلبٍ ما لَهُ شُغُلُ
وَآفَةُ الصَبِّ فيهِ اللَومُ وَالعَذَلُ

قالَت ضَنيتَ فَقُلتُ الشَوقُ يَجمَعُنا
وَيَعرُقُ الوَجدُ ما لا تَعرُقُ العِلَلُ

وَإِن تَحَوَّنَ جِسمي ما عَلِمتُ بِهِ
فَالرُمحُ يَنآدُ طَوراً ثُمَّ يَعتَدِلُ

كَيفَ التَخَلُّصُ مِن عَينٍ لَها عَلَقٌ
بِالظاعِنينَ وَمِن قَلبٍ بِهِ خَبَلُ

وَمَن لِوَجدِيَ أَن يَقتادَني طَمَعٌ
إِلى الحَبيبِ وَأَن يَعتاقَني طَلَلُ

لا تَبعَدَنَّ مَطايانا الَّتي حَمَلَت
تِلكَ الظَعائِنَ مُرخاةً لَها الجُدُلُ

سَيرُ الدُموعِ على آثارِها عَنَقٌ
وَسَيرُها الوَخدُ وَالتَبغيلُ وَالرَمَلُ

دونَ القِبابِ عَفافٌ في جَلابِبِها
وَالصَونُ يَحفَظُ ما لا تَحفَظُ الكِلَلُ

فَلا الحُدوجُ يُرى وَجهُ المُقيمِ بِها
وَلا تُحِسُّ بِصَوتِ الظاعِنِ الإِبِلُ

وَفي البَراقِعِ غِزلانٌ مُرَبَّبَةٌ
يَرمينَنا بِعُيونٍ نَبلُها الكَحَلُ

إِذا الحِسانُ حَمَلنَ الحَليَ أَسلِحَةً
فَإِنَّما حَليُها الأَجيادُ وَالمُقَلُ

أَلا وِصالٌ سِوى طَيفٍ يُؤَرِّقُني
وَلا رَسائِلَ إِلّا البيضُ وَالأَسَلُ

وَعادَةُ الشَوقِ عِندي غَيرُ غافِلَةٍ
قَلبٌ مَروعٌ وَدَمعٌ واكِفٌ هَطِلُ

وَأَفجَعُ الناسِ مَن وَلّى حَبائِبُهُ
وَلا عِناقٌ وَلا ضَمٌّ وَلا قُبَلُ

لا ناصِرٌ غَيرَ دَمعي إِن هُمُ ظَلَموا
وَالدَمعُ عَونٌ لِمَن ضاقَت بِهِ الحِيَلُ

وَالعَذلُ أَثقَلُ مَحمولٍ عَلى أُذُنٍ
وَهوَ الخَفيفُ عَلى العُذّالِ إِن عَذَلوا

مَن لي بِبارِقِ وَعدٍ خَلفَهُ مَطَرٌ
وَكَيفَ لي بِعِتابٍ بَعدَهُ خَجَلُ

النَفسُ أَدنى عَدوٍّ أَنتَ حاذِرُهُ
وَالقَلبُ أَعظَمُ ما يُبلى بِهِ الرَجُلُ


الشريف الرضي

الحمدان
11-27-2021, 02:19 AM
لا دارٌ للمرء بعد الـــــمـــوت يسكنها
إلا التي كــان قبل الموت بانيها



فإن بـــنــاهـــــا بخير طــاب مسكنه
وإن بـــنــاها بــشـــر خــاب بانيها



أمـــوالــنــا لـــــذوي الميراث نجمعها
ودورنا لـــخـــراب الـــــدهر نبنيـها




الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه




رضى الله عنه
هذي من اجمل الشعر العربي
رائعه غاليتي ريحانه
أشكرك جزيل الشكر

الحمدان
11-28-2021, 03:25 AM
الشاعر عبدالرحمن العشماوي
من المملكة العربية السعودية.. ولد في قرية عراء احدى كبريات قرى بني ظبيان غامد في منطقة الباحة بجنوب المملكة عام 1956م وتلقى دراسته الابتدائية هناك وعندما أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها 1397 للهجرة ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة.. تدرج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في هذه الجامعة.. وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي حتى تقاعد قبل سنوات.. عبد الرحمن العشماوي صاحب القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في الأمة وهو صاحب أسلوب حماسي. كتب أشعاره ومقالاته في البوسنة والشيشان ولبنان وسورياوالعراق و أطفال الحجارة وفي أحوال الأمة وفي الخير والشر وفي أهوال يوم القيامة وغير ذلك. وله مقالاته الدائمة في الصحف السعودية و مشاركات في الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية، وله حضوره الإعلامي من خلال برامجه الإذاعية والتلفازية مثل (من ذاكرة التاريخ الإسلامي، قراءة من كتاب، وآفاق تربوية)، بالإضافة إلى دواوين وقصائد ومقالات تنشر بشكل دائم في الصحافة وعلى شبكة الإنترنت. والدكتور مفخرة لكل المسلمين




رويدكَ إنَّ الموجَ في البحرِ صاخبُ
وبالله لا بالناس تُقضى المطالبُ

أرى لكَ في شأني أموراً غريبةً
أقاومُ شكي عندها وأُغالِب

أرى لك في وقت اللقاء بشاشةٌ
بها تبطلُ الدعوى وتصفو المشاربُ

ويسعدني منك ابتسامُ مودَّةٍ
وقولٌ جميلٌ لم تشبهُ الشوائبُ

وتنصحني نُصح المحبِّ ، وإنما
بنُصح سليم القلب تُمحى المثالبُ

ولكنني أشقى بأمركَ ، كلما
دعاني إلى نشر المبادئ واجبُ

كأنك لم تلمس صفاءَ مشاعري
ولم تنقشع عن ناظريكَ الغياهبُ

لماذا أشكُّ في سلامة مقصدي ؟
فيا ضيعة الدنيا إذا شكَّ صاحبُ

وربِكَ ما أرسلْتُ شعري لِرِيبةٍ
ولا صَرَفتني عن همومي الرغائِبُ

أصدُّ جيوش الوهم عني وفي يدي
حسامٌ من الإيمان بالله ضاربُ

وما أنا ممن يُنْسَجُ الظنُّ حَولَهُ
على غير بابي تستقرُّ العناكبُ

وما أنا ممن يسرِقُ المالُ لُبَهُ
ولا أنا ممن تستَبِيهِ المناصبُ

أُسيِّرُ في درب الصلاح مواكبي
إذا طوحتْ بالسائرين المواكِبُ

وأحملُ في كفي يراعاً أسلُّهُ
على كل فِكر ساقطٍ وأحاربُ

ولولا اقتدائي بالرسول ونهجهِ
لسارتْ بشعري في الهجاء المراكبُ

أخا الحق لا تفتحْ لِظنك مسلكاً
إليَّ فإني في رضى الله دائبُ

وإني مُشيدٌ بالصوابِ إذا بدا
وإني لِمن لايُحسنُ الفعلَ عاتبُ

وأغسلُ أخطائي بشلال توبتي
أتوب إلى ربي ، وما خاب تائبُ

أخا الحق ما بيني وبينك فُرْقَةٌ
كلانا مُحبٌ للصلاح وراغبُ

كلانا إلى دين المهيمن ننتمي
إذا ذهبتْ بالواهمين المذاهبُ

عتابي على قدر الوفاء أبثُّهُ
وعندي لأصحاب الوفاءِ مراتبُ

ولولا صفاء الودِ في النفس لم تجدْ
صديقاً إذا جار الصديقُ يعاتِبُ

فَطَمْئِنْ على حالي فؤادكَ ، إنني
أُعادي على نهج الهدى وأصاحِبُ

ولله وجداني ولله نبضُهُ
ومن أجلِهِ أرضى وفيهِ أُغاضِبُ

أخا الحقِ عفواً إن شعري مُبَلِّغٌ
رسالةَ قلبي ، والقوافي رَكائبُ

أسيِّرها في كلِّ أرضٍ فترتوي
بها أنفسٌ عَطْشَى ، وتُجلى مواهِبُ

بعثْتُ إليكَ الشعرَ يُشرِقُ لفظُهُ
وضوحاً ، فما في قاع شعري رواسِبُ

أخا الحق .. يَفْنَى كلُّ شيءٍ وإنما
نُقَاسُ بما تُفضي إليه العواقِبُ

يدومُ لنا إخلاصُنا ويقينُنا
وما دونَهُ في هذه الأرض ذاهِبُ


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
11-28-2021, 03:26 AM
يقولون عيد الحب والقول باطل
يردده في عالم الوهم جاهل

وماالحب الا صورة أزلية
لها في قلوب العالمين منازل

يعيش مع الإنسان في كل لحظة
وتجري له في كل قلب جداول

وليس بمحتاج لعيد وحفلة
فما تصنع الحب العميق المحافل

سألت عن الحب العميق فقال لي
حبيبك يعطيك الذي انت سائل

لديه عن الحب العميق حكاية
يطيب بها قول ويصدق قائل

فقلت له احسنت إن أحبتي
لديهم ينابيع الهوى والمناهل

هوالحب عيد دائم في قلوبنا
أواخره تحلو وتحلو الأوائل


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
11-28-2021, 03:53 AM
‏ألا حَيّ الدِيارَ بِسُعدَ إنّي
أُحِبُّ لِحُبّ فاطِمَةَ الدِيارا

إذا ما حلّ أهلُكِ يا سُليمى
بدارةِ صُلصُلٍ شَحَطوا مَزارا

أرادَ الظاعِنونَ لِيُحزِنوني
فَهاجوا صَدعَ قَلبي فَاستَطارا


جرير

الحمدان
11-28-2021, 04:00 AM
‏فَيا لكَ من لَيلٍ كأنّ نُجومَهُ
بِكلّ مُغارِ الفَتلِ شُدّت بِيَذبُلِ

كأنّ الثُريّا عُلّقَت في مَصامِها
بِأمراسِ كَتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ


امرؤ القيس

‏‎الحطيئة قال امرؤ اشعر العرب
يوم سمع البيت الأول

الحمدان
11-28-2021, 04:01 AM
‏وَإنّي وتَهيامي بعَزّةَ بعدما
تَخَلّيتُ عمّا بينَنا وتَخَلّتِ

لَكَالمُرتَجي ظِلّ الغَمامَةِ كُلّما
تَبَوّأَ مِنها للمَقيلِ اضْمَحَلّتِ

كأنّي وإيّاها سَحابَةُ مُمحِلٍ
رَجاها فَلَمّا جاوَزَتهُ استَهَلّتِ


كُثيّر عزّة

الحمدان
11-28-2021, 04:01 AM
‏ما زلتِ في فنّ المحبّةِ طفلةً
بيني وبينكِ أبحُرٌ وجبالُ

لم تستطيعي بَعدُ أن تَتَفهّمي
أنّ الرجالَ جميعُهم أطفالُ


نزار قباني

حسن بن عبدالله
11-28-2021, 04:50 PM
طرح أختيارجدآ مفيد
اخي الحمدان فبارك الله فيك

الحمدان
11-28-2021, 06:22 PM
أشكرك مديرنا الغالي
وأخي العزيز ابو تركي
مرورك وسام على صدري
لاعدمتك

الحمدان
11-28-2021, 06:24 PM
إذا ساء فعلُ المرء ساءت ظنونه
وصدّق ما يعتاده من توهمِ

وعادى محبّيه بقول عداته
وأصبحَ في ليلٍ من الشك مُظلمِ

أصادق نفس المرء من قبل
جسمِه , وأعرفها في فعله والتكلمِ

وأحلم عن خلّي وأعلم أنه
متى أجزه حلمًا على الجهلِ يندمِ

وإن بذل الإنسانُ لي جود عابسٍ
جزيتُ بجود التارك المتبسِّمِ


أبو الطيب المتنبي

الحمدان
11-29-2021, 05:02 PM
‏مازح شاعر صاحبه، وأهداه حذاءً، وكتب معه:
لقد أهديتُ توفيقاً حذاءً
فقال الحاسدون -وما عليهِ-

أما قال الفتى العربي يوما:
شبيه الشيء منجذب إليهِ

فرد عليه توفيق:
لو كان يهدَى إلى الإنسان قيمتُهُ
لكنت أسألك الدنيا وما فيها

لكن تقبلتُ هذا النعل معتقداً
أن الهدايا على مقدار مهديها

ريحانة شمران
11-29-2021, 05:38 PM
دُنياكَ هل عاشَ الربيعَ فتاها





دُنياكَ هل عاشَ الربيعَ فتاها


أم أنَّه عاشَ الظلامَ فتاها
ملأ الربيعُ به صباحاً هائماً


أبدى شهيقَ العمرِ حين أتاها
أرَجوْتَ في أذيالها بعضَ الهوى


أتَبِعْتَها عشماً بطيبِ هواها
وتروغُ منك وأنت لسْتَ بخالدٍ


ما العيشُ الا في خلودِ سواها
لا تركننَّ إذا أتتك بعزةٍ


مهما بلغْتَ فلن يدومَ حلاها
إن عشْتَ فيها عشْ كمثْل مغادرٍ


تظفرْ فإنَّ الموتَ قد جلَّاها
ما فازَ من تَبِعَ الحياةَ بلذةٍ


تَعِسَ الذي عاشَ الدنا بهواها

محمد كمال

ريحانة شمران
11-29-2021, 05:50 PM
صباح الأمل



صباح الواحدِ الأحدِ


صباح الخالق الصمدِ
أطلَّ بنورِ بهجتِه


على الوديان والنُّجُد
لِيبعثَ في الورى أملاً


يميد برأسِ مجتهد
كبرعم زهرةٍ برزت


بغصنٍ ناعمٍ وندي
يغازلُ عينَ فاتنةٍ


بقلبٍ واهنٍ وصدي
له يا رب كن عوناً


عليها خيرَ مُعتمَد
فغيرَك ما رأى أحداً


لِما يرجو ولم يجِد

عبدالله جعفر آل ابراهيم

الحمدان
11-29-2021, 07:57 PM
لقد ارتبطت الإبل العربية منذ مئات السنين بحياة الإنسان العربي وبيئته وتاريخه. فقد كان للعرب وخصوصاً عرب الجزيرة العربية السبق في استئناس الإبل دون غيرهم من الأمم الأخرى، حتى أصبحت الإبل مرتبطة ومتزامنة مع وجود العربي ذاته....

... لذا فإن الإنسان العربي الأصيل، مثل بعيره العربي الأصيل، يمتلك كل منهما صفات ومميزات كثيرة مشتركة خاصة بهما.

وقد استخدم العرب الإبل في أغراض مختلفة، منها استخدامها في التنقل والترحال من مكان لآخر. وقد وصف شعراء وأدباء العرب الإبل في أشعارهم وأقوالهم وتطرقوا إلى أوصافها وعدوها وألوانها وأصولها وأنسابها...إلخ. وقد تطرق شاعر العرب الأكبر أبو الطيب المتنبي إلى الإبل في شعره، وكان حصانه وبعيره هما المرافقان له في معظم أيام حياته، وقد استخدم ناقته في كل تنقلاته وهروبه من أعدائه وخصومه.

وأهم ما يهمنا هنا هو ما قاله عن إبله عندما هرب عليها هو ومن معه من مصر متجهاً عليها إلى العراق. ففي قصيدة يذكر بها خروجه - هروبه - من مصر قال:

أَلا كل ماشية الخيزلى

فدا كل ماشية الهيذبى

وكل نجاة بجاوية

خنوف وما بي حسن المشى

ولكنهن حبال الحياة

وكيد العداة وميط الأذى

يقول في أبياته هذه: فدت كل امرأة تمشي الخيزلى وهي مشية فيها استرخاء، من مشية النساء، كل ناقة تمشي الهيدبى وهي مشية فيها سرعة من مشي الإبل، والسبب في هذا التفضيل عند المتنبي؛ لأن الناقة البجاوية - بجاوة قبيلة بربرية تنسب إليها النوق البجاويات - تنجي صاحبها من المهالك في سرعة عدوها، وخنوفها فيه - خنف البعير إذا سار فقلب خف يده إلى وحشيه - وهي- هذه النوق - توصل إلى الحياة، وتكيد الأعداء، وترفع الأذى.

وقال:

ضربت بها التيه ضرب القمار

إما لهذا وإما لذا

إذا فزعت قدمتها الجياد

وبيض السيوف وسمر القنا

فمرت بنخل وفي ركبها

عن العالمين وعنه غنى

وأمست تخيرنا بالنقاب

وادي المياه ووادي القرى

وقلنا لها أين أرض العراق

فقالت ونحن بتربان: ها

بين أبو الطيب في أبياته هذه أنه سلك بهذه الناقة التيه -الأرض البعيدة التي يتاه فيها لبعدها، وهو هنا تيه بني إسرائيل سيناء -، إما للنجاة وإما للهلاك، وإذا فزعت وخافت هذه الناقة تقدمتها الخيل الجياد وفي أيدي فرسانها السيوف البيض والرماح السمر، وقد مرت هذه الإبل بماء نخل وفي ركبانها عن هذا الماء وعن كل من في الدنيا غنى لصبرهم وجلدهم؛ وعندما وصلت هذه الإبل إلى النقاب خيرتنا إما أن نسلك طريقاً إلى وادي القرى أو إلى وادي المياه؛ وعندما وصلت هذه النوق إلى تربان قلنا لها: أين أرض العراق؟ فقالت: ها هي أي أن تربان من أرض العراق.. (نود أن ننبه القارئ أن المتنبي ذكر في قصيدته هذه أماكن عديدة مر بها، وقد نال أمريكي في الخمسينات من القرن العشرين درجة الماجستير عندما عين وحدد هذه الأماكن في رسالته).

وفي قصيدة أخرى يذكر فيها أبو الطيب مسيره - هروبه - من مصر حيث قال:

لا أبغض العيس لكني وقيت بها

قلبي من الحزن أو جسمي من السقم

طردت من مصر أيديها بأرجلها

حتى مرقن بنا من جوش والعلم

تبري لهن نعام الدو مسرجة

تعارض الجدل المرخاة باللجم

في غلمة أخطروا أرواحهم ورضوا

بما لقين رضا الأيسار بالزلم

الحمدان
11-29-2021, 07:58 PM
صباح الأمل



صباح الواحدِ الأحدِ


صباح الخالق الصمدِ
أطلَّ بنورِ بهجتِه


على الوديان والنُّجُد
لِيبعثَ في الورى أملاً


يميد برأسِ مجتهد
كبرعم زهرةٍ برزت


بغصنٍ ناعمٍ وندي
يغازلُ عينَ فاتنةٍ


بقلبٍ واهنٍ وصدي
له يا رب كن عوناً


عليها خيرَ مُعتمَد
فغيرَك ما رأى أحداً


لِما يرجو ولم يجِد

عبدالله جعفر آل ابراهيم




جميل جداً ما قدمتيه لنا
أشكرك جزيل الشكر
كل الموده والتقدير لاعدمتك

الحمدان
11-30-2021, 09:31 PM
‏فإذا شَرِبتُ فإنّني مُستَهلِكٌ
مالي وعِرضي وافرٌ لم يُكلَمِ

وإذا صَحَوتُ فما أقَصّرُ عن ندًى
وكما علِمتِ شمائلي وتَكَرّمي

وحَليلِ غانِيَةٍ ترَكتُ مُجَدّلًا
تَمكو فَريصَتُهُ كشِدقِ الأعلَمِ

عَجِلَت يدايَ لهُ بِمارِنِ طعنةٍ
ورَشاشِ نافذةٍ كلَونِ العَندَمِ


عنترة بن شداد

الحمدان
12-02-2021, 03:06 AM
‏فإذا شَرِبتُ فإنّني مُستَهلِكٌ
مالي وعِرضي وافرٌ لم يُكلَمِ

وإذا صَحَوتُ فما أقَصّرُ عن ندًى
وكما علِمتِ شمائلي وتَكَرّمي

وحَليلِ غانِيَةٍ ترَكتُ مُجَدّلًا
تَمكو فَريصَتُهُ كشِدقِ الأعلَمِ

عَجِلَت يدايَ لهُ بِمارِنِ طعنةٍ
ورَشاشِ نافذةٍ كلَونِ العَندَمِ


عنترة بن شداد

الحمدان
12-02-2021, 03:09 AM
‏وما زالَ تَشرابي الخمورَ ولَذّتي
وبَيعي وإنفاقي طَريفي ومُتلَدي

إلى أن تَحامَتني العشيرةُ كلُّها
وأُفرِدتُ إفرادَ البعيرِ المُعَبّدِ

ألا أيّهذا لزاجري أحضرَ الوغى
وأن أشهدَ اللذّاتِ هل أنتَ مُخلِدي

فإن كنتَ لا تسطيعُ دفعَ مَنيّتي
فدعني أُبادِرها بما ملكَت يدي


طرفة بن العبد

الحمدان
12-02-2021, 05:56 AM
‏‎شمائل عنترة بن شدّاد كثيرة
منها :

أثْني عليَّ بما عَلِمْتِ فإنَّني
سَمْحٌ مُخالقَتي إذا لَمْ أُظْلَمِ

و إذا ظُلِمْتُ فَإنَّ ظُلْمِيَ باسِلٌ
مُرٌّ مَذاقَتُهُ كَطَعْمِ العَلْقَمِ

الحمدان
12-02-2021, 05:57 AM
‏صَريـعَ مُقلَتِهـا سـآّلَ دِمنَتِهَـا
قَتيلَ تَكسيرِ ذاكَ الجفنِ وَاللَعَسِ


المتنبي

‏‎‎يقصد هنا
ان قتيل نظرتها يتسلى بسؤال
دارها عنها أين ذهبت
وإنه مقتول بما في جفنها من
الانكسار وفتور النظر
واللعس يقصد سمار الشفه
والمقصود هنا الظبية

الحمدان
12-03-2021, 02:19 AM
يَــا هَـاجِـرِي ظُـلْـماً بِـغَيْرِ خَـطِيئَةٍ

هَلْ لِي إِلَى الصَّفْحِ الْجَمِيلِ سَبِيلُ

مَــاذَا يَـضُرُّكَ لَـوْ سَـمَحْتَ بِـنَظْرَةٍ

تَـحْـيَا بِـهَـا نَـفْـسٌ عَـلَـيْكَ تَـسِـيلُى



محمود سامي البارودي

الحمدان
12-03-2021, 02:23 AM
كُنّا نَغارُ عَلى العَواتِقِ أَن تَرى

بِالأَمسِ خارِجَةً عَنِ الأَوطانِ

فَخَرَجنَ حينَ ثَوى كُلَيبٌ حُسَّراً

مُستَيقِناتٍ بَعدَهُ بِهَوانِ

فَتَرى الكَواعِبَ كَالظِباءِ عَواطِلاً

إِذ حانَ مَصرَعُهُ مِنَ الأَكفانِ

يَخمِشنَ مِن أَدَمِ الوُجوهِ حَواسِراً

مِن بَعدِهِ وَيَعِدنَ بِالأَزمانِ

مُتَسَلِّباتٍ نُكدَهُنَّ وَقَد وَرى

أَجوافَهُنَّ بِحُرقَةٍ وَرَواني

وَيَقُلنَ مَن لِلمُستَضيقِ إِذا دَعا

أَم مَن لِخَضبِ عَوالي المُرّانِ

أَم لِاِتِّسارٍ بِالجزورِ إِذا غَدا

ريحٌ يُقَطِّعُ مَعقِدَ الأَشطانِ

أَم مَن لِاِسباقِ الدِياتِ وَجَمعِها

وَلِفادِحاتِ نَوائِبِ الحِدثانِ

كانَ الذَحيرَةَ لِلزَّمانِ فَقَد أَتى

فَقدانُهُ وَأَخَلَّ رُكنَ مَكاني

يا لَهفَ نَفسي مِن زَمانٍ فاجِعٍ

أَلقى عَلَيَّ بِكَلكَلٍ وَجِرانِ

بِمُصيبَةٍ لا تُستَقالُ جَليلَةٍ

غَلَبَت عَزاءَ القَومِ وَالنِسوانِ

هَدَّت حُصوناً كُنَّ قَبلُ مَلاوِذاً

لِذَوي الكُهولِ مَعاً وَلِلشُّبانِ

أَضحَت وَأَضحى سورُها مِن بَعدِهِ

مُتَهَدِّمَ الأَركانِ وَالبُنيانِ

فَاِبكينَ سَيِّدَ قَومِهِ وَاِندُبنَهُ

شُدَّت عَلَيهِ قَباطِيَ الأَكفانِ

وَاِبكينَ للأَيتامِ لَمّا أَقحَطوا

وَاِبكينَ عِندَ تَخاذُلِ الجيرانِ

وَاِبكينَ مَصرَعَ جيدِهِ مُتَزَمِّلاً

بِدِمائِهِ فَلَذاكَ ما أَبكاني

فَلَأَترُكَنَّ بِهِ قَبائِلَ تَغلِبٍ

قَتلى بِكُلِّ قَرارَةٍ وَمَكانِ

قَتلى تُعاوِرَها النُسورُ أَكُفَّها

يَنهَشنَها وَحَواجِلُ الغُربانِ


عدي بن ربيعه

الحمدان
12-03-2021, 03:34 AM
عدي بن ربيعة التغلبي
الملقب الزير سالم أبو ليلى المهلهل
َقد تغلب اسم سالم الزير
على اسمه الحقيقي
(توفي 94 ق.هـ/531 م).
أحد فرسان قبيلة تغلب الذين
كانت ديارهم في شمال شرق
الجزيرة العربية وأطراف العراق
والشام وكان شاعرا..


إِن يَكُن قَتَلنا المُلوكَ خَطاءً

أَو صَواباً فَقَد قَتَلنا لَبيدا

وَجَعَلنا مَعَ المُلوكِ مُلوكاً

بِجِيادٍ جُردٍ تُقِلُّ الحَديدا

نُسعِرُ الحَربَ بِالَّذي يَحلِفُ النا

سُ بِهِ قَومَكُم وَنُذكي الوَقودا

أَو تَرُدّوا لَنا الإِتاوَةَ وَالفَي

ءَ وَلا نَجعَلُ الحُروبَ وعيدا

إِن تَلُمني عَجائِزٌ مِن نِزارٍ

فَأَراني فيما فَعَلتُ مُجيدا

الحمدان
12-03-2021, 01:37 PM
‏صحائفُ عِندي للعِتابِ طَوَيتُها
سَتُنشَرُ يَومًا وَالعِتابُ يَطولُ

عِتابٌ لَعَمري لا بَنانٌ تَخُطُّهُ
وَلَيسَ يُؤدّيهِ إلَيكِ رَسولُ

سَأسكُتُ ما لَم يَجمَعِ اللهُ بَينَنا
فَإن نَلتَقي يَومًا فَسَوفَ أقولُ


العباس بن الأحنف

الحمدان
12-03-2021, 06:55 PM
خداك تفاحي وريقُك راحي
حسبي ويوم رضاك يوم فلاحي
َ

يا من تعلقت القلوبُ بذكره
كتعلُّق الأجسام بالأرواحِ
َ

يا جارحاً قلبي بخنجر لحظِهِ
صَيِّر وصالك مرهماً لجراحي
َ

يا مازحاً بالهجر هجرُك قاتلي
والقتلُ ليس مزاحهُ بمزاحِ
َ

َ

الخُبز أرزي

الحمدان
12-03-2021, 06:56 PM
يا غائباً ذكرُهُ في القلب محتَضَرُ

صبرتَ عنّي وما لي عنك مصطبَرُ

قد يحسن العذر ممن كان مجترِماً

وما اجتَرَمتُ فصِف لي كيف أعتذرُ

بل يُغفَر الذنب من قبل العقاب به

وأيُّ شَيءٍ إذا عاقبتَ يُغتَفَرُ

وأيّ شيء أقود القلب عنك به

وقائداه إليك السمع والبصرُ

كن حيث ما شئتَ من قربٍ ومن

بَعَدٍ فالقلب يرعاك إن لم يرعك النظرُ

غَنَّى بذكرك قلبي حين بان له

لكنَّ طرفي إلى رؤياك مفتقرُ



الخبز أرزي

الحمدان
12-03-2021, 06:56 PM
يا أعذب الناس ألفاظاً إذا نَطَقا

ما إن فقدتُك إلا ظَلتُ مكتئباً

ولا ذكرتُك إلا اعتادَني نَفَسٌ

يبدي الضميرَ ففاض الدَّمعُ مُندَفِقا



الخبز أرزي

الحمدان
12-03-2021, 06:57 PM
رأيتُ الهلالَ ووجهَ الحبيب
فكانا هلالَينِ عند النَّظرْ

فلم أدرِ من حيرتي فيهما
هلالَ الدجى مِن هلال البشرْ

ولولا التورُّدُ في الوجنتين
وما راعني من سواد الشَّعَرْ

لكُنتُ أظن الهلالَ الحبيبَ
وكنتُ أظن الحبيب القمرْ


الخبز ارزي

الحمدان
12-03-2021, 06:58 PM
يا غائباً ذكرُهُ في القلب مُحتَضَرُ
صبرتَ عنّي وما لي عنك مصطبَرُ

قد يحسن العذر ممن كان مجترِماً
وما اجتَرَمتُ فصِف لي كيف أعتذرُ

بل يُغفَر الذنب من قبل العقاب به
وأيُّ شَيءٍ إذا عاقبتَ يُغتَفَرُ

وأيّ شيء أقود القلب عنك به
وقائداه إليك السمع والبصرُ

كُن حيث ما شِئتَ من قربٍ ومن بَعَدٍ
فالقلب يرعاك إن لم يرعك النظرُ

غَنَّى بذكرك قلبي حين بان له
لكنَّ طرفي إلى رؤياك مفتقرُ .


الخبز ارزي

الحمدان
12-03-2021, 07:05 PM
الخبز أرزي
نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري، أبو القاسم. شاعر غزل، علت له شهرة. يعرف بالخبزأرزي (أو الخبز رزي) وكان أمياً، يخبز (خبز الأرز) بمربد البصرة في دكان. وينشد أشعاره في الغزل، والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله. وكان (ابن لنكك) الشاعر ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع له (ديواناً) وانتقل صاحب الترجمة إلى بغداد، فسكنها مدة، وقرئ عليه ديوانه. وأخباره كثيرة طريفة






غصصُ الفراقِ مُزِجنَ بالحسَراتِ

وفراق مَن أهوى فراق حياتي

عجبٌ لمَن يبقى لبُعد حبيبه

أن لا يموتَ بكثرة الزفراتِ

موت البريَّة عند وقت وفاتِها

والعاشقون لهم فنونُ مماتِ

مَن لم يَذُق طَعم الصبابة والهوى

ويكون صباً عُدَّ في الأمواتِ

الحمدان
12-04-2021, 01:28 AM
أصابَكَ عشقٌ أم رُميتَ بأسهمِ
فما هذهِ إلا سجيّةُ مُغرَمِ

أصابك سهم أم رُميتَ بنظرةٍ
فما هذه إلا خطيئةُ من رُمي

ألا فاسقِني كاساتِ راحٍ وغنِّ لي
بذِكرِ سُليمةَ والكمانِ ونغِّني

فدَع عنكَ ليلى العامريةِ إنني
أغارُ عليها من فم المتكلمِ

أغارُ عليها من أبيها وأمِها
إذا حدّثاها في الكلامِ المُغَمغَمِ

أغارُ عليها من أخيها وأختِها
ومن خُطوةِ المسواك إن دار في الفم

أغار على أعطافها من ثيابها
إذا ألبستها فوق جسم منْعم

وأحسَدُ أقداحًا تقبّل ثغرها
إذا أوضعتها موضعَ اللثمِ في الفمِ

على شاطيءِ الوادي نظرتُ حمامة
أطالتْ عليَّ حسرتي وتندُمي

خذوا بدمي منها فإني قتيلها
ولا مقصدي الا تجودُ وتنعَمي

ولاتقتلوها إن ظفرتم بقتلها
ولكن سلوها كيف حلّ لها دمي

وقولوا لها يامنيةَ النفسِ إنني
قتيلُ الهوى والعشق لو كنتِ تعلمي

ولا تحسبوا إني قُتلت بصارم
ولكن رمتني من رباها بأسهمِ

لها حُكمَ لقمانٍ وصورةُ يوسفٍ
ونَغمةُ داودٍ وعفةُ مريم

ولي حزنُ يعقوبٍ ووحشةُ يونسٍ
وآلامُ أيوبٍ وحَسرةُ آدمِ

ولما تلاقينا وجدتُ بنانها
مخضبةً تحكي عُصارةَ عندُمِ

فقلتُ خضبتِ الكفَ بعدي أهكذا
يكونُ جزاءُ المستهامِ المتيمِ

فقالت وأبدت في الحشى حُرَقَ الجوى
مقالةَ من في القولِ لم يَتَبَرمِ

وعيشكَ ماهذا خِضابٌ عرفتَه
فلا تكُ بالبهتانِ والزورِ مُتْهِمي

ولكنني لمّا وجدتكَ راحلا
وقد كنتَ لي كفي وزَندي ومِعصمي

بكيت دماً يوم النوى فمسحتُهُ
بكفيَ فاحمرّتْ بنانيَ من دمي

ولو قَبْلَ مبكاها بكيتُ صبابةً
لكنتُ شفيتُ النفسَ قبلَ التَنَدُمِ

ولكن بكتْ قبلي فهيّجني البُكا
بكاها فكانَ الفضلُ للمتقدمِ

بكيتُ على من زيّنَ الحسنُ وجهها
وليس لها مِثْل بعربٍ وأعجُمِ

عراقيةُ الألحاظِ .. مكيةُ الحشا
هلاليةُ العينينِ طائيةُ الفمِ

وممشوطةٌ بالمسكِ قد فاحَ نَشرها
بثغرٍ كأن الدرَّ فيهِ منظمِ

أشارتْ بطرفِ العينِ خيفةَ أهلها
إشارةَ محزونِ ولم تتكلمِ

فأيقنتُ أن الطرفَ قد قالَ مرحباً
وأهلاً وسهلاً بالحبيبِ المتيمِ


ديوان الشعراء المجهولون

ريحانة شمران
12-04-2021, 02:03 AM
الماء رمز

https://poetsgate.com/img/divider_1.png
لوْ كانَ هذا الماءُ رمزا لم أجدْ
شرحاً لرمزِ الماءِ كالأشجارِ
فاللفظُ فردٌ والمعاني أمَّةٌ
في الماءِ آلافٌ من الأسرارِ

عبده فايز الزبيدي

الحمدان
12-04-2021, 05:03 AM
من حديثي أن ابنَ بكرٍ دعاني

لشقائي فليته ما دعاني

غرَّني منه منظرٌ ولباسٌ

وأثاث ومجلس وأَوَانِ

مجلس كالجنان حسناً ولكن

قبَّح الجوعُ حُسنَ تلك الجنانِ

فلعمري كان الخوانُ ولكن

لم يكن ما يكون فوق الخوانِ

وجفان مثل الجوابي ولكن

ليس فيهنَّ ما يُرى بالعيانِ

وَغضَار الألوان جاءت ولكن

ليس فيها روائح الألوانِ

فإذا ما أدرتُ فيها بناني

لم أجد ما أمسُّه ببناني

إنني ماضغٌ على غير شيءٍ

غير صكِّ الأسنان بالأسنانِ

ترجع الكفُّ وهي أفرغ منها

عند مدّي لها فدأبي وشاني

لو تراني والجوع يضحك منّي

عند غسلي يديَّ بالأشنانِ

زاد في السكر مسرفاً مثلما

أسرَفَ عند الطعام بالنقصانِ

والغضارات فارغات أتَتنا

وسقانا بالمترع الملآنِ

سكرةٌ فوق جوعةٍ تركتني

راحماً كلَّ جائعٍ سكرانِ


الخبز ارزي

الحمدان
12-04-2021, 05:03 AM
وكان الصديق يزور الصديقَ

لشرب المدام وعزف القيانِ

فصار الصديق يزور الصديقَ

لبثِّ الهموم وشكوى الزمانِ


الخبزارزي

الحمدان
12-04-2021, 05:04 AM
نسيم عبيرٍ في غلالة ماءِ
وتمثال نور في أديم هواءِ

حكى لؤلؤاً رطباً مُغَشّىً بجوهرٍ
مصفّىً بفرطَي رقةٍ وصفاءِ

لقد رحم الرحمنُ رقة جسمه
فجلَّله من نوره برِداء

يُرى مَلَكاً في الحسن في جبروته
فمن نور نورٍ في ضياء ضياءِ

تسربل سربالاً من الحسن وارتدى
رداءَ جمالٍ طُرِّزا ببهاءِ

تحيَّرتُ فيه لستُ أُحسِن وصفَه
على أنني من أوصف الشعراءِ

فلو أنه في عهد يوسف قُطِّعت
قلوبُ رجالٍ لا أكُفُّ نساءِ

يُدير إداراتٍ بسيفَي لحاظهِ
فيقتلنا من غير سفك دماء


الشاعر الخبز أرزي
عاش في العصر العباس

الحمدان
12-05-2021, 03:00 AM
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. ويكيبيديا
تاريخ ومكان الميلاد: 25 مارس 1800، لبنان
تاريخ ومكان الوفاة: 8 فبراير 1871، بيروت، لبنان
اللغة الأم: العربية
اسم الولادة: (بالعربية: ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي)‏
الكتب: كتاب العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب، كتاب فصل الخطاب في اصول لغة الاعراب، المزيد
الابناء: إبراهيم اليازجي، خليل اليازجي، وردة اليازجي، حبيب اليازجي



اذا أعيت مكأفأةُ الجميلِ
فلا تَغفُلْ عن الشُّكر الجزيلِ

وأوفَى الشُّكرِ ما أعلنتَ خَطّاً
فذاكَ يدومُ جيلاً بعد جيلِ

عليَّ ديونُ شكرٍ ليسَ تُقضى
لو قُسمَت على دهرٍ طويلِ

ولكن ربُّها سَمْحٌ كريمٌ
فيعَذِرُني ويَرضَى بالقليلِ

على القدسِ الشَّريفِ لنا سلامٌ
يُرَدَّدُ في الصَّباحِ وفي الأصيلِ

لقد نزلَ الشَّريفُ على شريفٍ
فأكرِمْ بالمَنازِلِ والنَّزِيلِ

رسولٌ لو جَهِلنا مُرسِليهِ
أرانا فضلَهم فضلُ الرَّسولِ

وهل يَخفَى الصَّباحُ على بصيرٍ
فيحتاجَ النَّهارُ إلى دليلِ

لنا من فَيضِ غَيرتهِ رِواقٌ
نَعِمنا منهُ في ظِلٍّ ظليلِ

يَفيضُ بكلِّ عامٍ نيلُ مِصرٍ
ومنهُ كُلَّ يومٍ فيضُ نيلِ

وليسَ الجودُ بالأموال جوداً
ولكن بالبَشاشةِ والقَبُولِ

إذا كان الكريمُ عَبُوسَ وجهٍ
فما أحلَى البَشاشَةَ في البخيلِ

الحمدان
12-05-2021, 03:09 AM
أَجملَ اللَهُ في فؤادِكَ صَبرا
وَجزى مِنَّةً وَأَعظمَ أَجرا

وَسَقى تُرْبَ مَن فَقَدتَ سَحابا
لا دُموعاً فَذاكَ أَندى وَأَطرى

انَّ أَمراً دَهاكَ أعظمُ أَمرٍ
مَن تَلقَّاهُ لا يُعظِّمُ أَمرا

غَيرَ أَنَّ المَريضَ يَرجو دَواءً
فَإِذا لَم يَنلْهُ فَالصَّبرُ أَحرى

إِنَّ حَقّاً عَلى الطَبيعةِ إِن تَحْ
زَنَ وَالعَقلُ بِالنَتيجةِ أَدرى

لَو يفيدُ البُكاءُ وَالنَّوحُ شَيئاً
لَأَقامَتْ خَنساءُ قَبلَكَ صَخرا

كُلُّ ما في الوُجودِ وَهمٌ فَلا نر
حَمُ زَيداً وَلا نُغبِّطُ عَمرا

يَطمَعُ المَرءُ في الحياةِ طَويلاً
وَهْوَ في المَوتِ أَو عَنِ المَوتِ فِتْرا

وَحياةُ الدُّنيا تُسمَّى حَياةً
مِثلَما تُحسَبُ المَجَرَّةُ نَهرا

هَكَذا النَّاسُ عاثِرٌ إِثرَ كابٍ
كلُّ عَينٍ بِدَمعةِ البينِ شَكرَى

رُبَّ باكٍ لِضَربةٍ صادَفتَني
وَهْوَ قَد شَكَّ أَن تُفاجيهِ أُخرى

كُلُّ مُستضحِكٍ سَيُبكيكَ وَالبا
كي سيُبكَى فَالكُلُّ قَتلى وَأَسرى

نحنُ وَالدَّاءُ وَالدَّواءُ مِن الأَر
ضِ تُراباً وَالكُلُّ لِلأَرضِ طُرّا

وَحياةُ الدُّنيا طَريقٌ إِلى الأُخْ
رَى فَخُذْ زادَها الَّذي هُوَ أَمرى

يا طَريقَ البَقا إِذا كُنتَ خَيراً
فَلَكَ الفَضلُ كُلَّما زِدتَ قِصْرا

طالَما عالَجَ الزَّمانَ رِجالٌ
فَاِبتَلاهم بِأَحرُفٍ لَيسَ تُقرا

حيلَةٌ تَركُها سَبيلٌ إِلَيها
وَسقامٌ برَفضنا الطِبَّ يَبرا

لَستَ أَهلاً لَأَن تُعزّى بِما جِئْ
نَا بِهِ أَنتَ فَوقَ ذَلِكَ قَدرا

عِندَنا ما لَديكَ فَالبَعضُ مِمَّا
بِكَ وَالبَعضُ مِن دَمٍ راحَ هَدرا

لَو أَطَعنا الدُّموعَ مُبتَدِراتٍ
ما وَقَفنا عَليكَ نُنشِدُ شِعرا

قَد عَهِدناكَ تُوسِعُ النَّاس حِلماً
وَعَهِدناكَ تُوسِعُ النَّاس زَجرا

وَعَهِدناكَ كُلَّما اتَّسَعَ الخَطْ
بُ حَوالَيكَ كُنتَ أَوسَعَ صَدرا

أَنتَ بَحرٌ وَالحُزنُ جَمرةُ نارٍ
مِن رَأى جَمرَةً تُسخِّنُ بَحرا

قَد عَركتَ الخطوبَ شَفعاً وَوَترا
وَعَرَفتَ الأَيَّامَ بَطناً وظَهرا

وَلِمثلي عَلَيكَ نُصحٌ وَقَد كا
نَ
فَهَذا مِمَّا تَخيَّرتُ ذُخرا

وَإِذا ما سَلِمتَ هانَ فَقد أَغْ
نَيْتَ عَمَّن يَكونُ عَبراً وغَبرا



اناصيف اليازجي

الحمدان
12-05-2021, 06:00 PM
‏أغيبُ عنك بوُدٍّ لا يغيّرُهُ
نأيُ المَحَلّ ولا صَرفٌ من الزمنِ

فإن أعش فلعلّ الدهرَ يجمعُنا
وإن أمُت فقتيلُ الهمّ والحَزَنِ

قد زيّن اللهُ في عينيّ ما صنعَت
حتّى أرى حسنًا ما ليس بالحسنِ

تعتَلُّ بالشُّغلِ عنّا ما تُكاتبُنا
والشغلُ للقلبِ ليس الشغلُ للبَدَنِ


العباس بن الأحنف

الحمدان
12-05-2021, 06:01 PM
أبليتُ أنفسَ أعوامي على حَرَق
فما حياتي بقلبٍ جدِّ محترقِ؟

ما كان يومًا لِيرعاني ويرحمني
فعشتُ مثلَ أسير اليمِّ في قلق

مُكافِحًا، وهو في أمنٍ يُخالُ به
وكلُّ يومٍ له لونٌ من الغرقِ!

ماذا استفدتُ وما جَدْوَاهُ مِنْ شجني
ومن عناءٍ بلا حَدٍّ ولا رَمَقِ؟

قد كادُ يطفأ إشعاعي ولا عجبٌ
بعضُ الرشاد شبيهُ الطيشِ والنَّزقِ

الناسُ تبخل في مالٍ وفي نشبٍ
وما بَخَلْتُ بروحي قبل مُرْتزَقِِ

والشمسُ تَفْنى ضياءً وهي محسنةٌ
ولا ثناءَ لها حتى من الشَّفقِ

تمضي المآثرُ بين الناسِ ضائعةَ
كما يغيب شعاعُ الشمس في الغسقِ

الشاعر ؟؟

الحمدان
12-07-2021, 07:36 AM
‏‎يُعاتِبُني في الدينِ قَومي وَإِنَّما

دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا

الى قوله:

أسُدُّ بِهِ ما قَد أَخَلّوا وَضَيَّعوا

ثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا

وَفي جَفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها

مُكلَّلةٍ لَحماً مُدَفِّقةٍ ثَردا


المقنع الكندي

الحمدان
12-07-2021, 07:38 AM
‏وإنّا لقومٌ لا نرى القتلَ سُبّةً
إذا مـا رأتـهُ عـامرٌ وسلـولُ

يُقرّبُ حبُّ الموتِ آجالَنا لنا
وتكـرهُهُ آجـالُهُم فتَـطـولُ

وما ماتَ منّا سيّدٌ حتفَ أنفِهِ
ولا طُلّ منّا حيثُ كان قتيلُ

تسيلُ على حدّ الظُباتِ نفوسُنا
وليست على غيرِ الظُباتِ تسيلُ


السموأل

الحمدان
12-08-2021, 01:23 PM
من كان قوس نباله من حاجب
ما للقلوب إذا رنا من حاجب

هن الممالك والخدود مطالب
يحرسن من سيف الجفون بضارب

ظبي ترى الأحداق محدقة به
والبدر ليس يرى بغير كواكب

خرجت مسامحة بوجنته لمن
يخشى محاسبة الكريم الكاتب

ولقد رعيت الخد أول نبته
وتركت أسود شعره للحاطب

ولبست ديباج النعيم بلثمه
وخلعته إذ صار مسح الراهب

وألفت قفر البيد لما أقفرت
ممن أحب مراتعي وملاعبي

ما للبدور من القصور تنقلت
بهوادج ونجائب وسباسب

كانت لهم بالأبرقين مشارق
واليوم كم من غارب في غارب

رحلوا وأبقوا لي بقية مهجة
عللتها منهم بوعد كاذب

فأرحتها من كربها وشغلتها
من مدح مولانا بفرض واجب

الأشرف الملك الذي عن بحره
كل الأنام محدث بعجائب

فالناس بين بنانه وبيانه
في نعمتين رغائب وغرائب

وتهزه في السلم نغمة طالب
طربا ويوم الحرب صرخة طالب

سل عن مواقف بأسه لما التقت
يوم الهياج كتائب بكتائب

والنبل في ظلل العجاج كأنه
وبل تتابع من خلال سحائب

لمعت أسنته على أعلامها
فكأنها شهب ذوات ذوائب

وتأودت بين السيوف رماحه
فكأنها الأغصان بين مذانب

تهوي الملوك إلى التثام ترابه
فثغورهم كالدر فوق ترائب

وتراهم زمرا على أبوابه
قد حجبوا بمهابة لا حاجب

خطبته أرمينية فتخيرت
كفئا تنزه عن عتو الغاصب

حقنت بوصلتها به دم أهلها
فاستسعدوا بنوال أكرم واهب

أمنوا على مهحاتهم من ظالم
وعلى حمى أموالهم من سالب

فجميع أقطار الممالك غيرة
منها إليه مراسل من جانب

يا وارث الإسكندر اجمع عاجلا
بالفتح بين مشارق ومغارب

يا نعمة لإلهنا في خلقه
مقسومة لأقارب وأجانب

عودت خيلك دائما أن لا تطا
إلا جماجم كل أغلب غالب

فكبت على ميدانها غضبا ورب
الجد يأنف من صفات اللاعب

حملت من السلطان طود مهابة
وهزبر معركة وبحر مواهب

وقد اختصرت ولو عددت خلاله
أعيت على الملك الكريم الكاتب

لا زال كوكبه منيرا شارقا
وعدوه يسري بنجم غارب




كمال الدين ابن النبيه

الحمدان
12-08-2021, 04:40 PM
‏يقول علي بن الجهم:

هيَ النفسُ ما حَمّلتَها تَتَحَمّلُ
وللدهرِ أيّامٌ تَجورُ وَتَعدِلُ

وَعاقِبَةُ الصبرِ الجَميلِ جَميلَةٌ
وَأفضَلُ أخلاقِ الرّجالِ التفَضُّلُ

ولا عارَ أن زالَت عَن الحُرّ نِعمَةٌ
وَلكِنّ عارًا أن يَزولَ التّجَمّلُ

الحمدان
12-09-2021, 12:11 AM
مِنّا الَّذي اِختيرَ الرِجالَ سَماحَةً
وَخَيراً إِذا هَبَّ الرِياحُ الزَعازِعُ

وَمِنّا الَّذي أَعطى الرَسولُ عَطِيَّةً
أُسارى تَميمٍ وَالعُيونُ دَوامِعُ

وَمِنّا الَّذي يُعطي المِئينَ وَيَشتَري
الـغوالي وَيَعلو فَضلُهُ مَن يُدافِع

وَمِنّا خَطيبٌ لا يُعابُ وَحامِلٌ
أَغَرُّ إِذا اِلتَفَّت عَلَيهِ المَجامِعُ

وَمِنّا الَّذي أَحيا الوَئيدَ وَغالِبٌ
وَعَمروٌ وَمِنّا حاجِبٌ وَالأَقارِع

وَمِنّا غَداةَ الرَوعِ فِتيانُ غارَةٍ
إِذا مَتَعَت تَحتَ الزُجاجِ الأَشاجِعُ

وَمِنّا الَّذي قادَ الجِيادَ عَلى الوَجا
لِنَجرانَ حَتّى صَبَّحَتها النَزائِعُ

أولَئِكَ آبائي فَجِئني بِمِثلِهِم
إِذا جَمَعَتنا يا جَريرُ المَجامِعُ

نَمَوني فَأَشرَفتُ العَلايَةَ فَوقَكُم
بُحورٍ وَمِنّا حامِلونَ وَدافِعُ

بِهِم أَعتَلي ما حَمَّلَتني مُجاشِعٌ
وَأَصرَعُ أَقراني الَّذينَ أُصارِعُ

فَيا عَجَبي حَتّى كُلَيبٌ تَسُبُّني
كَأَنَّ أَباها نَهشَلٌ أَو مُجاشِعُ

أَتَفخَرُ أَن دَقَّت كُلَيبٌ بِنَهشَلٍ
وَما مِن كُلَيبٍ نَهشَلٌ وَالرَبائِعُ

وَلَكِن هُما عَمّايَ مِن آلِ مالِكٍ
فَأَقعِ فَقَد سُدَّت عَلَيكَ المَطالِعُ

فَإِنَّكَ إِلّا ما اِعتَصَمتَ بِنَهشَلٍ
لَمُستَضعَفٌ يا اِبنَ المَراغَةِ ضائِعُ



الفرزدق

الحمدان
12-09-2021, 11:15 PM
أقوى تنمر في التاريخ
للشاعر ابن الرومي العباسي
وذلك في هجاء ان حرب ...


لك أنفٌ يابن حربٍ

أنِفت منه الأنوف

أنت في القُدسِ تصلي

و هو في البيت يطوف


ابن الرومي

الحمدان
12-09-2021, 11:54 PM
ألا قُل لنحويِّكَ الأخفشِ
أنِسْتَ فأقصِرْ ولم تُوحِشِ

وما كنتَ عن غيَّةٍ مُقصِراً
وأشلاءُ أُمك لم تُنْبَشِ

تحدّيتَ صَلّاً وفي نفْثه
نذيرٌ فأقلِع ولم تُنهش

أبا حسن إنّني سائلٌ
فأعدد جواباً ولا تَدْهش

أليسَ أبوك بني آدمٍ
فأنَّى طُمسْتَ ولم تُنقَش

ولمْ جئتَ أسودَ ذا حُلكةٍ
ولم تأتِ كالحية الأرقش

لقد غُشّ فيك أبٌ غافلٌ
فما دُهمةٌ فيك لم تُغشَش

أبٌّ ذو فِراشٍ ولكنه
لأيِّ البرية لم يُفرَش

أما والقريض وأسواقه
ونَجْشك فيه من النُّجَّش

ودعْواك عرفان نُقَّاده
بفضلِ النَقيِّ على الأنمش

لئنْ جِئتَ ذا بَشرٍ حالكٍ
لقد جئتَ ذا نسب أبرش

وما واحدٌ جاء من أمه
بأعجب من ناقدٍ أخفش

ألا يا ابن تلك التي كارمتْ
أيورَ الزناةِ ولم تَرتش

وأضحتْ تَعِيرُ مع العائِري
نَ في زُمرة البَقَش الأبقش

ولمْ لا تَعيرُ ولم تضربُوا
عليها حجابَ بني دَنقَشِ

ولم تحرسوا خَلَواتِ استِها
برقبةِ زَخْشٍ ولا خُتَّش

فما ظَنُّكمْ بالتي لم تزم
مُ يا للرجال ولم تُخْشش

أليستْ تسيرُ على وجهِها
بسيرة سَيْدوكَ أو دَنْهش

وأنَّى تعفُّ وفي طيزها
سعيرٌ يهرُّ على الحُشَّش

تظلُّ إذا قلَّ قثَّاؤها
تَموشُ البقايا مع الموَّش

تُناك ودَيُّوثُها نائمٌ
يَفُشُّ الفُسَيّا مع الفُشّش

وكم جَاهَرتْه وقالت له
تَغَافل كأنَك في مَرْعش

إذا ما احْتشتْ لم تَخف سُخطَهُ
لأن الفتى مثلها مُحتش

وماذا ينيكُون من شيخةٍ
قد استكْرشَتْ كلَّ مُستَكرَش

كسا طيزها شمطٌ لابدٌ
على القمل كالصوف لم يُنْفش

إذا ذُكرتْ لم يكن ذِكرها
بأيسر نتناً من المَنْبَش

عذيري من ابن التي لم تزل
تُقلَّبُ كالطائر المَرْعش

لهما كلَّ يوم إلى فاسقٍ
حَنينُ قطامٍ إلى جَحْوَش

إلى أن قَرى في حشاها الزَنا
حنيناً من الرنَش الأرنش

أُسَيْوِدُ جاءَت به قردةٌ
سُوَيداءُ غاويةُ المفْرَش

أتتنا به في سَواد استها
وأذناه في صفرة المشمش

عظيمَ كَشاخِنةٍ قائداً
طويل السلامة لم يُخدَش

كأن سنا الشَّتم في عرضه
سنا الفجر في السحَر الأغبش

تسمَّعْ أحاديثَها صاحياً
فإنك من حُمقٍ مُنْتَش

أتت بك أمك من أمةٍ
فإن كنت أعمى فلا تطرش

أتأكُلُ مني ولمّا تَجُعْ
وتشربُ مني ولم تَعْطش

ولؤْمُكَ لؤمٌ له فضلُهُ
رَوَيناهُ قِدماً على الأعْمش

تَبَيّنَ والشمس معدومة
وأظلمَ والليلُ لم يَغْطَش

أقولُ وقد جاءني أنه
ينوشُ هِجائي مع النوَّش


ابن الرومي

الحمدان
12-09-2021, 11:54 PM
بنو آدم كالارض ونبت الأرض ألوان

فمنه النخل والعنب وزيتون ورمان

ومنه الحنة الخضرا وياسمين وريحان

ومنه الصفط ذو شوك وفوق الشوك قطران


أبو العتاهية

الحمدان
12-09-2021, 11:55 PM
توفي ابن الرومي عام 283هـ

سبب وفاته:

كان القاسم بن عبيدالله وزير
الإمام المعتضد يخاف من
هجائه فأطعمه حلوى مسمومة
وهو في مجلسه فلما أكلها أحس
بالسم فقال له الوزير:
إلى أين تذهب؟
فقال: إلى الموضع الذي بعثتني إليه
فقال الوزير: سلم على والدي
فقال له: طريقي ليس إلى النار


قال ابن الرومي عن أحد الأشخاص البخلاء :

يُقتر عيسى على نفسه
وليس بباق ولا خالدِ

فلو يستطيع لتقتيره
تنفّس من منخرٍ واحدِ

الحمدان
12-11-2021, 02:31 AM
صفي الدين الحلي
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم السنبسي الطائي. شاعر عصره. ولد ونشأ في الحلة (بين الكوفة وبغداد) واشتغل بالتجارة، فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها، في تجارته، ويعود إلى العراق. وانقطع مدة إلى أصحاب ماردين، فتقرب من ملوك الدولة الأرتقية، ومدحهم، وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة سنة 726هـ،، فمدح السلطان الملك الناصر. وتوفى ببغداد. له (ديوان شعر - ط) و (العاطل الحالي - ط) رسالة في الزجل والموالي، و (الأغلاطي - خ) معجم للأغلاط اللغوية، و (درر النحور - خ) وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و (صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء - خ) و (الخدمة الجليلة - خ) رسالة في وصف الصيد بالبندق. وللشيخ علي الحزين المتوفي سنة 1181 كتاب (أخبار صفي الدين الحلي ونوادر أشعاره).



نَعَم لِقُلوبِ العاشِقينَ عُيونُ
يَبينُ لَها ما لا يَكادُ يَبينُ

نَظَرنا بِها ما كانَ قَبلُ مِنَ الهَوى
فَدَلَّ عَلى ما بَعدَها سَيَكونُ

نَهانا النُهى عَنها فَلَجَّت قُلوبُنا
فَقُلنا اِقدُمي إِنَّ الجُنونَ فُنونُ

نَغُضُّ وَنَعفو لِلغَرامِ إِذا جَنى
وَيَقسو عَلَينا حُكمُهُ فَنَلينُ

نَرُدُّ حُدودَ المُرهَفاتِ كَلَيلَةً
وَتَفتُكُ فينا أَعيُنٌ وَجُفونُ

نُهَوِّنُ في سُبلِ الغَرامِ نُفوسَنا
وَما عادَةً قَبلَ الغَرامِ تَهونُ

نُطيعُ رِماحاً فَوقَهُنَّ أَهِلَّةً
وَكُثبانَ رَملٍ فَوقَهُنَّ غُصونُ

نَواعِمُ شَنَّت في المُحِبّينَ غارَةً
بِها اللُدنُ قَدٌّ وَالسِهامُ عُيونُ

نِبالٌ وَلَكِنَّ القِسِيَّ حَواجِبٌ
نِصالٌ وَلَكِنَّ الجُفونَ جُفونُ

نَهَبنَ قُلوبَ العاشِقينَ وَغادَرَت
بِجِسمي ضَنىً لِلقَلبِ مِنهُ شُجونُ

نُحولٌ وَصَبرٌ قاطِنٌ وَمُقَوَّضٌ
وَدَمعٌ وَقَلبٌ مُطلَقٌ وَرَهينُ

نُسَهِّلُ أَحوالَ الغَرامِ تَجَلُّداً
وَإِنَّ سُهولَ العاشِقينَ حُزونُ

نُتابِعُهُ طَوراً وَلا عُروَةُ الهَوى
بِوُثقى وَلا حَبلُ الزَمانِ مَتينُ

نَظُنُّ جَميلاً في الزَمانِ وَإِنَّهُ
زَمانٌ لِتَصديعِ القُلوبِ ضَمينُ

نَرومُ وُعودَ الجودِ مِنهُ وَقَد غَدَت
لَدى المَلِكِ المَنصورِ وَهيَ دُيونُ

نَبِيٌّ سَماحٍ قَد تُحُقَّقَ بَعثُهُ
لَهُ الرَأيُ وَحيٌ وَالسَماحَةُ دينُ

نَجَت فِئَةٌ لا ذَت بِهِ فَتَيَقَّنَت
بِأَنَّ طَريقَ الحَقِّ فيهِ مُبينُ

نَخِيٌّ لَهُ العَزمُ الشَديدُ مُصاحِبٌ
سَخِيٌّ لَهُ الرَأيُ السَديدُ قَرينُ

نَجيبٌ لَوَ اَنَّ البَحرَ أَشبَهَ جودَهُ
لَما سَلِمَت مِن جانِبَيهِ سَفينُ

نَفَت عَنهُ ما ظَنَّ العُداةُ عَزائِمٌ
هِيَ الجَيشُ وَالجَيشُ الخَميسُ كَمينُ

نَمَتهُ إِلى القَومِ الَّذينَ رِماحُهُم
قَضَت في الوَغى أَن لا يَضيقَ طَعينُ

نُجومٌ لَها فَوقَ السُروجِ مَطالِعٌ
لُيوثٌ لَها تَحتَ الرِماحِ عَرينُ

نُفوسُهُمُ يَومَ الجِدالِ جَداوِلٌ
وَآراؤُهُم يَومَ الجِدالِ حُصونُ

نَجَعنا إِلَيهِ مِن بِلادٍ بَعيدَةٍ
وَكُلٌّ لَهُ حُسنُ الرَجاءِ ضَمينُ

نَهَضنا لِنَستَسقي السَحابَ فَجادَنا
سَحابُ نَدى كَفَّيهِ وَهيَ هَتونُ

نُوافيكَ يا مَن قَد غَدَت حَرَكاتُهُ
عَلى المُلكِ مِنها هَيبَةٌ وَسُكونُ

نُجازى بِما نَأتي إِلَيكَ هَديَّةً
فَنَحمِلُ دُرَّ المَدحِ وَهوَ ثَمينُ

نَعِمتَ وَلا زالَت رُبوعُكَ جَنَّةً
فَمَغناكَ حِصنٌ لِلعُفاةِ حَصينُ

نَهَبتَ الثَنا وَالجودَ وَالمَجدَ وَالعُلى
وَنِلتَ الأَماني وَالزَمانُ سُكونُ


صفي الدين الحلي

الحمدان
12-11-2021, 02:32 AM
فَـتُراكَ تَـدري أَنَّ حُـبَّكَ مُـتلِفي

لَـكِـنَّني أُخـفـي هَــواكَ وَأَكـتِـمُ

إِن كُنتَ ما تَدري فَتِلكَ مُصيبَةٌ

أَو كُنتَ تَدري فَالمُصيبَةُ أَعظَمُ

صفي الدين الحلي

الحمدان
12-11-2021, 08:49 PM
‏شَكَوتُ إلَيها حُبّها فَتَبَسّمَت
وَلَم أرَ شَمسًا قَبلَها تَتَبَسّمُ

فَقُلتُ لَها جودي فَأبدَت تَجَهُّمًا
لِتَقتُلَني يا حُسنَها إذ تَجَهّمُ


صريع الغواني

الحمدان
12-11-2021, 08:50 PM
‏‎فَلَم أَرَ بَدراً ضاحِكاً قَبلَ وَجهِها
وَلَم تَرَ قَبلي مَيِّتاً يَتَكَلَّمُ

ظَلومٌ كَمَتنَيها لِصَبٍّ كَخَصرِها
ضَعيفِ القُوى مِن فِعلِها يَتَظَلَّمُ

بِفَرعٍ يُعيدُ اللَيلَ وَالصُبحُ نَيِّرٌ
وَوَجهٍ يُعيدُ الصُبحَ وَاللَيلُ مُظلِمُ

صريع الغواني

الحمدان
12-12-2021, 03:41 AM
إبراهيم مفتاح في سطور
إبراهيم عبدالله عمر مفتاح من مواليد 1939 في جزيرة فرسان.
درس في الكتاتيب حتى فتحت المدرسة الابتدائية في فرسان وحصل على الشهادة عام 1956 ثم التحق بمعهد المعلمين في جازان وحصل على الشهادة عام 1959 وبعدها التحق بمركز الدراسات التكميلية في الطائف ونال شهادة الدبلوم عام 1967.
ووثق الباحث محمد القشعمي سيرته ضمن" التاريخ الشفهي للمملكة".
عمل إبراهيم مفتاح في سكرتارية تحرير مجلة الفيصل الثقافية بطلب من صديقه علوي الصافي الذي كان أول رئيس تحرير للمجلة ولكنه لم يستمر، ثم عاد وكيلاً لمدرسة فرسان المتوسطة والثانوية، ومشرفًا على الآثار بالمحافظة، وفي متحفه الشخصي الكثير من الآثار التي جمعها خلال 7 عقود من البحث والتوثيق لتاريخ وموروث الجزيرة التي استولت على كيانه.
كما شارك مفتاح في إحياء أمسيات شعرية في أغلب الأندية الأدبية.
ونال جائزة أبها للشعر الفصيح الثقافية لعام 1997، وجوائز أخرى، كما مثّل السعودية في مؤتمرات ومناسبات ثقافية خارجية عدة.
وألف مفتاح عشرات الكتب ما بين دواوين شعرية وروايات وكتب معرفية وتاريخية واجتماعية.


وهنا يقول ..
هذي المفاتن في عينيك تأتلق

وفي رحابك هذا السحر والألق

وفي ثراك من التاريخ أوسمة

تـُلملم الشمس أعراساً وتنطلق

فأنت يا موطني ماض يُعانقه

زهوُ البطولاتِ والإشراق والعبق

وأنت في حاضر ٍ تكسوه أجنحة

عُلوُّها من بياضِ الصبح ِ ينبثق

يغازل الفجر في عينيك أغنية

ويزدهي في سماك الليل والشفق

ما مسّك الضر يوماً منذ أن هبطت

فيك الرسالات بشرى زفها الأفق

ولا سرى فيك طيف شارد أبداً

أو ضاجع النوم في أجفانك الأرق

دعني أقبل ظلاً فيك أنبتني

وفي ترابك بالخدين ألتصق

واضمم جناحيَ في دفء الحنان ضحىً

وحين يهطل فيك الطلّ والغسق

فأنت في مهجتي نبض وفي قلمي

حبر وفي كل عام يزهر الورق

الحمدان
12-12-2021, 06:29 PM
بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ
وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ

أُريدُ مِن زَمَني ذا أَن يُبَلِّغَني
ما لَيسَ يَبلُغُهُ مِن نَفسِهِ الزَمَنُ

لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ
مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ

فَما يَدومُ سُرورُ ما سُرِرتَ بِهِ
وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ

مِمّا أَضَرَّ بِأَهلِ العِشقِ أَنَّهُمُ
هَوُوا وَما عَرَفوا الدُنيا وَما فَطِنوا

تَفنى عُيونُهُمُ دَمعاً وَأَنفُسُهُم
في إِثرِ كُلِّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

تَحَمَّلوا حَمَلَتكُم كُلُّ ناجِيَةٍ
فَكُلُّ بَينٍ عَلَيَّ اليَومَ مُؤتَمَنُ

ما في هَوادِجِكُم مِن مُهجَتي عِوَضٌ
إِن مُتُّ شَوقاً وَلا فيها لَها ثَمَنُ

يا مَن نُعيتُ عَلى بُعدٍ بِمَجلِسِهِ
كُلٌّ بِما زَعَمَ الناعونَ مُرتَهَنُ

كَم قَد قُتِلتُ وَكَم قَد مُتُّ عِندَكُمُ
ثُمَّ اِنتَفَضتُ فَزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ

قَد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قَولِهِمِ
جَماعَةٌ ثُمَّ ماتوا قَبلَ مَن دَفَنوا

ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ
تَجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السُفُنُ

رَأَيتُكُم لا يَصونُ العِرضَ جارُكُمُ
وَلا يَدِرُّ عَلى مَرعاكُمُ اللَبَنُ

جَزاءُ كُلِّ قَريبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ
وَحَظُّ كُلِّ مُحِبٍّ مِنكُمُ ضَغَنُ

وَتَغضَبونَ عَلى مَن نالَ رِفدَكُمُ
حَتّى يُعاقِبَهُ التَنغيصُ وَالمِنَنُ

فَغادَرَ الهَجرُ ما بَيني وَبَينَكُمُ
يَهماءَ تَكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ

تَحبو الرَواسِمُ مِن بَعدِ الرَسيمِ بِها
وَتَسأَلُ الأَرضَ عَن أَخفافِها الثَفِنُ

إِنّي أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي كَرَمٌ
وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ

وَلا أُقيمُ عَلى مالٍ أَذِلُّ بِهِ
وَلا أَلَذُّ بِما عِرضي بِهِ دَرِنُ

سَهِرتُ بَعدَ رَحيلي وَحشَةً لَكُمُ
ثُمَّ اِستَمَرَّ مَريري وَاِرعَوى الوَسَنُ

وَإِن بُليتُ بِوُدٍّ مِثلِ وُدِّكُمُ
فَإِنَّني بِفِراقٍ مِثلِهِ قَمِنُ

أَبلى الأَجِلَّةَ مُهري عِندَ غَيرِكُمُ
وَبُدِّلَ العُذرُ بِالفُسطاطِ وَالرَسَنُ

عِندَ الهُمامِ أَبي المِسكِ الَّذي غَرِقَت
في جودِهِ مُضَرُ الحَمراءِ وَاليَمَنُ

وَإِن تَأَخَّرَ عَنّي بَعضُ مَوعِدِهِ
فَما تَأَخَّرُ آمالي وَلا تَهِنُ

هُوَ الوَفِيُّ وَلَكِنّي ذَكَرتُ لَهُ
مَوَدَّةً فَهوَ يَبلوها وَيَمتَحِنُ


المتنبي

الحمدان
12-12-2021, 06:30 PM
القَلبُ أَعلَمُ يا عَذولُ بِدائِهِ
وَأَحَقُّ مِنكَ بِجَفنِهِ وَبِمائِهِ

فَوَمَن أُحِبُّ لَأَعصِيَنَّكَ في الهَوى
قَسَماً بِهِ وَبِحُسنِهِ وَبَهائِهِ

أَأُحِبُّهُ وَأُحِبُّ فيهِ مَلامَةً
إِنَّ المَلامَةَ فيهِ مِن أَعدائِهِ

عَجِبَ الوُشاةُ مِنَ اللُحاةِ وَقَولِهِم
دَع ما بَراكَ ضَعُفتَ عَن إِخفائِهِ

ما الخِلُّ إِلّا مَن أَوَدُّ بِقَلبِهِ
وَأَرى بِطَرفٍ لا يَرى بِسَوائِهِ

إِنَّ المُعينَ عَلى الصَبابَةِ بِالأَسى
أَولى بِرَحمَةِ رَبِّها وَإِخائِهِ

مَهلاً فَإِنَّ العَذلَ مِن أَسقامِهِ
وَتَرَفُّقاً فَالسَمعُ مِن أَعضائِهِ

وَهَبِ المَلامَةَ في اللَذاذَةِ كَالكَرى
مَطرودَةً بِسُهادِهِ وَبُكائِهِ

لا تَعذُلِ المُشتاقَ في أَشواقِهِ
حَتّى يَكونَ حَشاكَ في أَحشائِهِ

إِنَّ القَتيلَ مُضَرَّجاً بِدُموعِهِ
مِثلُ القَتيلِ مُضَرَّجاً بِدِمائِهِ

وَالعِشقُ كَالمَعشوقِ يَعذُبُ قُربُهُ
لِلمُبتَلى وَيَنالُ مِن حَوبائِهِ

لَو قُلتَ لِلدَنِفِ الحَزينِ فَدَيتُهُ
مِمّا بِهِ لَأَغَرتَهُ بِفِدائِهِ

وُقِيَ الأَميرُ هَوى العُيونِ فَإِنَّهُ
ما لا يَزولُ بِبَأسِهِ وَسَخائِهِ

يَستَأسِرُ البَطَلَ الكَمِيَّ بِنَظرَةٍ
وَيَحولُ بَينَ فُؤادِهِ وَعَزائِهِ

إِنّي دَعَوتُكَ لِلنَوائِبِ دَعوَةً
لَم يُدعَ سامِعُها إِلى أَكفائِهِ

فَأَتَيتَ مِن فَوقِ الزَمانِ وَتَحتِهِ
مُتَصَلصِلاً وَأَمامِهِ وَوَرائِهِ

مَن لِلسُيوفِ بِأَن تَكونَ سَمِيَّها
في أَصلِهِ وَفِرِندِهِ وَوَفائِهِ

طُبِعَ الحَديدُ فَكانَ مِن أَجناسِهِ
وَعَلِيٌّ المَطبوعُ مِن آبائِهِ


المتنبي

الحمدان
12-13-2021, 03:09 AM
حينما أراد الزير سالم ان يموت
طلب من قاتليه ان ينقلا بيت
من الشعر الى اولاد اخيه ولم
يكن الخادمان يدريان أن في
طياته رسالة واضحة على انهما من قتلاه:


من مبلغ الحيين ان مهلهل
أضحى في الفلاة قتيلا مجندلا

لله دركما ودر ابيكما
لا يبرح العبدان حتى يقتلا

وهكذا حمل الزير قاتليه دليل إدانتهما.
للعلم فقد ذكر الزير الشطر الأول
من البيت الأول و الشطر الثاني
من البيت الثاني وإستطاعت
إبنت اخيه اتمام البيتين
وحل الشيفرة الشعرية.

الحمدان
12-14-2021, 04:47 AM
رَأَيتُ قُرَيشاً حينَ مَيَّزَ بَينَها
تَباحُثُ أَضغانٍ وَطَعنُ أُمورِ

عَلَتها بُحورٌ مِن أُمَيَّةَ تَرتَقي
ذُرا هَضبَةٍ ما فَرعُها بِقَصيرِ

أَخالِدُ ما بَوّابُكُم بِمُلَعَّنٍ
وَلا كَلبُكُم لِلمُعتَفي بِعَقورِ

أَخالِدُ إِيّاكُم يَرى الضَيفُ أَهلَهُ
إِذا هَرَّتِ الضيفانُ كُلَّ ضَجورِ

يَرَونَ قِرىً سَهلاً وَداراً رَحيبَةً
وَمُنطَلَقاً في وَجهِ غَيرِ بَسورِ

أَخالِدُ أَعلى الناسِ بَيتاً وَمَوضِعاً
أَغِثنا بِسَيبٍ مِن نَداكَ غَزيرِ

إِذا ما اِعتَراهُ المُعتَفونَ تَحَلَّبَت
يَداهُ بِرَيّانِ الغَمامِ مَطيرِ

وَلَو سُئِلَت عَنّي أُمَيَّةُ أَخبَرَت
لَها بِأَخٍ حامي الذِمارِ نَصورِ

إِذا اِنقَشَعَت عَنّي ضَبابَةُ مَعشَرٍ
لَبِستُ لِأُخرى مَحمَلي وَزُروري

وَزارٍ عَلى النابينَ في الحَربِ لَو بِهِ
أَضَرَّت لَهَرَّ الحَربَ أَيَّ هَريرِ

وَلَيسَ أَخوها بِالسَؤومِ وَلا الَّذي
إِذا زَبَنَتهُ كانَ غَيرَ صَبورِ

أَمَعشَرَ قَيسٍ لَم يُمَتَّع أَخوكُمُ
عُمَيرٌ بِأَكفانٍ وَلا بِطَهورِ

تَدُلُّ عَلَيهِ الضَبعَ ريحٌ تَضَوَّعَت
بِلا نَفحِ كافورٍ وَلا بِعَبيرِ

وَقَتلى بَني رِعلٍ كَأَنَّ بُطونَها
عَلى جَلهَةِ الوادي بُطونُ حَميرِ

وَإِن تَسأَلونا بِالحَريشِ فَإِنَّنا
مُنينا بِنوكٍ مِنهُمُ وَفُجورِ

غَداةَ تَحامَتنا الحَريشُ كَأَنَّها
كِلابٌ بَدَت أَنيابُها لِهَريرِ

وَجاؤوا بِجَمعٍ ناصِرٍ أُمَّ هَيثَمٍ
فَما رَجَعوا مِن ذَودِها بِبَعيرِ

إِذا ذَكَرَت أَنيابَها أُمُّ هَيثَمٍ
رَغَت جَيأَلٌ مَخطومَةٌ بِضَفيرِ

أَلا أَيُّهَذا المَوعِدي وَسطَ وائِلٍ
أَلَستَ تَرى زاري وَعِزَّ نَصيري

وَغَمرَةَ مَوتٍ لَم تَكُن لِتَخوضَها
وَلَيسَ اِختِلاسي وَسطَهُم بِيَسيرِ

هُمُ فَتَكوا بِالمُصعَبَينِ كِلَيهِما
وَهُم سَيَّروا عَيلانَ شَرَّ مَسيرِ

وَناطوا مِنَ الكَذّابِ كَفّاً صَغيرَةً
وَلَيسَ عَلَيهِم قَتلُهُ بِكَبيرِ

وَأَحمَوا بِلاداً لَم تَكُن لِتَحُلَّها
هَوازِنُ إِلّا عُوَّذاً بِأَميرِ

وَذادَ تَميماً وَالَّذينَ يَلونَهُم
بِها كُلُّ ذَيّالِ الإِزارِ فَخورِ



الأخطل

الحمدان
12-15-2021, 07:01 AM
أأحور عن قصدي وقد برح الخفا

ووقفت من عمري القصير على شفا

وأرى شؤون العين تمسك ماءها

ولقبل ما حكت السحاب الوكفا

وأخال ذاك لعبرة عرضت لها

من قسوة في القلب اشبهت الصفا

ولقل لي طول البكاء لهفوتي

فلربما شفع البكاء لمن هفا

إن المعاصي لا تقيم بمنزل

إلا لتجعل منه قاعا صفصفا

ولو أنني داويت معطب دائها

بمراهم التقوى لوافقت الشفا

ولعفت موردها المشوب برنقها

وغسلت رين القلب في عين الصفا

وهزمت جحفل غيها بإنابة

وسللت من ندم عليها مرهفا

وهجرت دنيا لم تزل غرارة

بمؤمليها الممحضين لها الوفا

سحقتهم وديارهم سحق الرحا

فعليهم وعلى ديارهم العفا

ولقد يخاف عليهم من ربهم

يوم الجزاء النار إلا إن عفا

إن الجواد إذا تطلب غاية

بلغ المدى منها وبذ المقرفا

شتان بين مشمر لمعادة

أبدا وآخر لا يزال مسوفا

إني دعوتك ملحفا لتجيرني

مما أخاف فلا ترد الملحفا



أبو إسحاق الالبيري
العصر الأندلسي

الحمدان
12-15-2021, 07:02 AM
أتيتك راجيا ياذا الجلال

ففرج ما ترى من سوء حالي

عصيتك سيدي ويلي بجهلي

وعيب الذنب لم يخطر ببالي

لعمرى ليت أمي لم تلدني

ولم أغضبك في ظلم الليالي

فها أنا عبدك العاصي فقير

إلى رحماك فاقبل لي سؤالي

فإن عاقبت يا ربي تعاقب

محقا بالعذاب وبالنكال

وإن تعف فعفوك قد أراني

لأفعالي وأوزاري الثقال


أبو إسحاق الألبيري

الحمدان
12-15-2021, 05:42 PM
‏يَموتُ المَرءُ والآثارُ تحيَا
ويَبقَى ذِكرهُ طولَ الزمانِ

فَـكنْ في النَّاسِ مثل الغيثِ نفعًا
ومِثلَ المسْكِ فوحًا في المَكانِ

مما راق لي

الحمدان
12-17-2021, 02:13 AM
أجل نحن الحجاز ونحن نجد
هنا مجد لنا وهناك مجد

ونحن جزيرة العرب افتداها
ويفديها غطارفة وأسد

ونحن شمالنا كبر أشم
ونحن جنوبنا كبر أشد

ونحن عسير مطلبها عسير
ودون جبالها برق ورعد

ونحن الشاطئ الشرقي بحر
وأصداف وأسياف وحشد



د غازي القصيبي رحمه الله

الحمدان
12-17-2021, 02:13 AM
لك الحمد... والأحلام ضاحكةُ الثغرِ
لك الحمد... والأيامُ داميةُ الظفرِ
لك الحمد... والأفراح ترقصُ في دمي
لك الحمد... والأتراح تعصف في صدري
لك الحمد... لا أوفيك حمداً.. وإن طغى
زماني... وإن لَجّت لياليهِ في الغدرِ
***
قصدتك، يا ربّاه، والأفقُ أغبرٌ
وفوقيَ من بلوايَ قاصمة الظهرِ
قصدتك، يا ربّاه، والعمرُ روضةٌ
مُروَّعة الأطيار، واجمة الزهرِ
أجرُّ من الآلام ما لا يطيقه
سوى مؤمنٍ يعلو بأجنحة الصبرِ
وأكتم في الأضلاع ما لو نشرته
تعجّبتِ الأوجاع مني.. ومن سرّي
ويشمت بي حتّى على الموت طغمةٌ
غدت في زمان المكر أسطورة المكرِ
ويرتجزُ الأعداءُ هذا برمحه
وهذا بسيفٍ حدّهُ ناقعُ الحبرِ
لحا الله قوماً صوّروا شرعة الهدى
أذاناً ببغضاء.. وحجّاً إلى الشرِّ
يعادون ربّ العالمين بفعلهم
وأقوالهم ترمي المُصلّينَ بالكفرِ
يهدّدني دجّالهم من جحوره
ولم يدر أن الفأر يزأر كالفأرِ
جبان يحضّ الغافلين على الردى
ويجري إلى أقصى الكهوف من الذعر
وما خفت والآساد تزأر في الشرى
فكيف بخوفي من رويبضة الجحر؟
ولم أخشَ، يا ربّاه، موتاً يحيط بي
ولكنني أخشى حسابك في الحشرِ
وما حدثتني بالفرار عزيمتي
وكم حدثتني بالفرار من الوِزرِ
***
إليك، عظيم العفو، أشكو مواجعي
بدمع على مرأى الخلائق لا يجري
ترحّل إخواني.. فأصبحت بعدهم
غريباً.. يتيم الروح والقلب والفكرِ
لك الحمد... والأحباب في كل سامرٍ
لك الحمد... والأحباب في وحشةِ القبرِ
وأشكرُ إذ تعطي، بما أنت أهله
وتأخذ ما تعطي، فأرتاحُ للشكرِ


د غازي القصيبي رحمه الله رحمة

الحمدان
12-17-2021, 02:19 AM
رثاء الملك فهد رحمه الله

لَمْ نَجدهُ... وقيل: «هذا الفِراقُ!»
فاستجارت بدمعِها الأحداقُ
كانَ ملءَ العيون فهدٌ... فما
حِجّةُ عينٍ دُموعها لا تُراقُ؟!

عَجبَ النعشُ من سكون المُسجَّى
وهوَ من عاش لم ينلهُ وِثاقُ
عَجبَ القبرُ... حين ضمّ الذي
ضاقت بما في إهابه الآفاقُ
عجبَ الشوطُ... والجياد قليلٌ...
كيف يهوي جَواده السبّاقُ

هدرت حولك الجموعُ وماجتْ
مثل بحرٍ... والتفّتِ الأعناقُ
هو يومُ الوفاءِ... حبّ بحزنٍ
نتساقاهُ... والكؤوسُ دهاقُ
وقفَ الموتُ في الطريق... ولكنْ
زحفتْ... لا تخافُهُ... الأشواقُ

يا أبا فيصلٍ! عليك سلامُ الله...
ما خالجَ القلوبَ اشتياقُ


د غازي القصيبي رحمه الله رحمة

الحمدان
12-17-2021, 02:20 AM
ألومُ صنعاءَ ... يا بلقيسُ ... أمْ عَدنا ؟!

أم أمـةً ضيعت في أمـسهـا يَزَنا ؟!

ألومُ صنعاء ... ( لوصنعاءُ تسمعـني !

وساكني عدنٍ ... ( لو أرهـفت أُذُنا )

وأمـةً عـجـبــاً ... مـيــلادها يــمـنٌ

كم قـطعتْ يمـناً ... كم مزقـتْ يمنا

ألومُ نفسـيَ ... يا بلقيسُ ... كنت فتى

بفــتـنـة الـوحـدة الحسناء ... مفتتنا

بـنـيـت صـرحـاً مـن الأوهام أسكنه

فـكان قبراً نـتاج الوهم ، لا سكنا

وصـغـتُ مـن وَهَـج الأحلام لي مدناً

والـيـوم لا وهجـاً أرجـو ... ولا مُدُنـا

ألومُ نـفـسيَ ... يا بلقيسُ ... أحسبني

كنتُ الذي باغت الحسناء ... كنتُ أنا !

بلقيسُ ! ... يقـتتل الأقيالُ فانتدبي

إليهم الهـدهد الوفَّى بـما أئـتُـمِـنا

قـولي لهـم : (( أنـتمُ في ناظريّ قذىً

وأنـتمُ معرضٌ في أضلعي ... وضنا ! ))

قولي لهـم : (( يا رجالاً ضيعوا وطـناً

أما من امرأةٍ تسـتنقذ الوطـنا؟! ))




د غازي القصيبي رحمه الله رحمة

الحمدان
12-17-2021, 04:47 AM
‏جرير رحمه الله وشعر لا يستطيعه أهل هذا الزمان:

وقد كانَ أَحيانًا بيَ الشوقُ مولَعًا
إذا الطَّرِفُ الظَعّانُ رُدّت حمائلُه

فلمّا التقى الحيّانِ أُلقِيَتِ العَصا
وماتَ الهوى لمّا أُصيبَت مقاتِلُه

لقد طالَ كِتماني أُمامةَ حبَّها
فهذا أوانُ الحبّ تبدو شواكِلُه


جرير

الحمدان
12-18-2021, 04:03 PM
ألا أيها الركبُ اليمانون ما لكمْ
تَشيمونَ بالبطحاء برقاً يمانيا

تُريدون إِخفاءَ الغَرامِ بجَهدكم
وهل يكتُمُ الإنسانُ ما ليس خافيا

أبَى اللّهُ أن يخفَى غرامٌ وراءهُ
دموعٌ وأنفاسٌ صدعنَ التراقيا

ويا رفقةً مرَّتْ بجرعاءَ مالكٍ
تؤمُّ الحِمى أنضاؤُها والمطَاليا

نشدتكُمُ باللّهِ إلّا نشدتُمُ
به شُعبةً أضللتُها من فُؤادِيا

وقلتمْ لحيٍّ نازلين بقربهِ
أقاموا بهِ واستبدلوا بجواريا

رويدكُمُ لا تسبقوا بقطيعتي
صروفَ الليالي إنَّ في الدهرِ كافيا

أفي الحقِّ أني قد قضيتُ ديونكمْ
وأنّ ديوني باقياتٌ كما هِيَا

فوا أسفاً حتّامَ أرعى مضيِّعاً
وآمنُ خوَّاناً وأذكرُ ناسيا

وما زال أحبابي يُسيؤون عِشرتي
ويجفونني حتى عذرت الأعاديا

وخيرُ صِحابي من كفانيَ نفسَهُ
وكان كفافاً لا عليَّ ولا لِيَا

ألم ترَ أنَّ الحيَّ طالَ نجيُّهم
لبينٍ ولبَّوا للفراقِ مناديا

وقالوا اتَّعدْنا للرحيلِ غُدَيَّةً
فواحسرتا إنْ أصبحَ الركبُ غاديا

فيا قلبُ عاودْ ما عهدْتَ من الجَوى
معاذَ الهَوى أنْ تُصبِحَ اليومَ ساليا

ويا مهجتي ذوبي ويا مقلتي اسهري
ويا نفسُ لا تُبقي من الوجدِ باقيا

ويا صاحبي المذخور للسرِّ دونَهمْ
سأُصفيكَ وُدِّي معلناً ومناجيا

إِذا ما رأيتَ السربَ يُزجي غزيِّلاً
لطيفَ الشوى أحوى المدامعِ رانيا

فلا تدنُ من ذاك الغُزَيِّلِ إنِّه
يفوتُكَ مرمياً ويُصميكَ راميا

وبلِّغ ندامايَ الذين توقَّعوا
لقائيَ بعدَ اليوم ألّا تلاقيا

فلا تطمعوا في بُرْءِ ما بي فإنَّهُ
هو الداءُ قد أعيى الطبيبَ المداويا

ولم أنسَ يوماً بالحِمى طابَ ظلُّه
ونلْنَا به عَذْباً من العيش صافيا

أرى لفتةً منكم إليه مريبةً
فهل بكمُ من لوعةِ الحُبِّ ما بيا

وليلةِ وصلٍ قد لبسنا شبابَها
إِلى أن أشابَ الصبحُ منها النواصيا

ذكرنا شكاوى ما لَقِينا من الهَوى
فلما تصالحْنَا نسِينا الشكاويا

وبِتْنَا على رغمِ الحسود تضُمُّنَا
جميعاً حواشي بُردِها ورِدائيا

وكانت إساءاتُ الليالي كثيرةً
فما بَرِحَتْ حتى شكرنا اللياليا




الطغرائي

الحمدان
12-19-2021, 08:52 PM
‏خودٌ تضيءُ ظلامَ البيتِ صورتها
كما يضيءُ ظلامَ الحِندسِ القمرُ

مجدُولَةُ الخَلقِ لم تُوضَع مَناكِبُها
ملءُ العناقِ ألوفٌ جَيبُها عطِرُ

ممكورةُ الساقِ مقصومٌ خلاخلُها
فمُشبَعٌ نَشِبٌ منها ومنكسرُ

هيفاءُ لفّاءُ مصقولٌ عَوارِضُها
تكادُ من ثقلِ الأردافِ تنبَترُ


عمر بن أبي ربيعة


‏‎كأنك تراها ماثله امامك
من دقة الوصف

الحمدان
12-20-2021, 02:37 AM
نَصَحتُكِ يا نَفسُ لا تَطمَعي
وقُلتُ حَذارِ فَلمْ تَسمَعي

فإنْ كُنتِ تَستَسهِلِينَ الوداعَ
كما تدَّعينَ إذاً ودِّعي !!

رَزمتُ الثِيابَ فَلِمَ تُحجِمينَ
وفي ما ارْتِعاشُكِ في أضلُعِي

ألا تَسمَعينَ صِياحَ الرِّفاقِ
وتَجديفَ حوذِيِّنا؟ أَسرِعي!

خرجتُ أجُرُّكِ جَرَّ الكَسيحِ
تَئنينَ في صَدريَ المُوجَعِ

ولمّا غَدونا بِنِصفِ الطَريِقِ
رَجعتِ وليتَكِ لمْ تَرجِعي

لئنْ كُنتِ يا نَفسُ مَع مَن أُحِبُّ
فلمَ ذا اشتياقي ولمَ أدمعي

أظنكُ تائهةً في البِحارِ
فلا أنتِ مَعهم ولَستِ مَعي

كفاكِ اضطراباً كَصدرِ المُحيطِ
قفي حيثُ أنتِ ولا تجزَعي

سأقضي بِنَفسِي حُقوقَ العُلى
وأرجِعُ فانتَظِرِي مَرجِعي.



الشاعر الخوري .. يودع نفسه

الحمدان
12-20-2021, 02:37 AM
أيا جيرَةَ الحيِّ أينَ الطَريق
فإني ضَلَلت عنِ المَنزِلِ

لقد كان لي في حماكم رفيق
من المَهدِ في الزَّمنِ الأوَلِ

فغضّوا العُيونَ وفِيها الدموع
فَحَارَ فُؤادي بتلكَ العيونُ
وفي الأدمعِ

وقالوا رَأينَا شَريداً يَجُول
بَعيداً عن النّاس في معزلِ

يَبِيتُ اللّيالي يَؤمّ الطُّلول
ويَبكي على عَهدِهِ الأوَلِ

فقلنَا دعوهُ عَرَاهُ جُنون
ومرَت لَيالٍ وكرّت سنون
ولم يَرجعِ


رشيد أيوب .. الشاكي

الحمدان
12-20-2021, 02:40 AM
واذهبوا لا تندُبوه فهو شعبٌ ميتٌ ليس يُفيق

ذلّلوه قتَّلوهُ حمَّلوهُ فوق ما كان يُطيق

حمل الذّلَّ بصبر من دهورٍ فهو في الذّلِّ عَريق

هتكُ عرضٍ نهبُ أرضٍ شنقُ بعضٍ لم تُحرِّك غَضَبَه

فلماذا نَذرِفُ الدمع جُزافاً ليس تَحيا الحطَبة

لا وربِّي ما لشَعبٍ دون قلبٍ غيرَ موتٍ من هِبة

فدعوا التاريخ يَطوي سِفرَ ضُعفٍ ويُصَفّي كُتُبَه

ولنُتاجِر في المَهاجر ولنُفاخر بَمَزايانا الحِسان

ما علينا إن قضى الشعبُ جميعاً أفَلَسنا في أمان

رُب ثارٍ رُبَّ عارٍ رُبَّ نارٍ حركت قلبَ الجَبَان

كلُّها فينا ولكن لم تحرِّك ساكناً إلا اللِسان


الشاعر نسيب عويضه

الحمدان
12-20-2021, 03:13 AM
بلغ لإبليس المقيد ما يلي
إني أراك بداخلي تتوثبُ

تحت الشباك تثور دون توقف
فإلى متى هذا الصراع الدائبُ؟

بيت التراب ولا أحب مقامه
هذا الذي في أسره تتقلبُ

فصباحه ما كان إلا لمحة
لمساءه كالصبح منه المغربُ

الله أنشأ هذه الدنيا وما
كانت سوى عدما يسود من الظلمْ

وضميرها في حينها متجمد
يخلو من الهيجان في ذاك القِدمْ

ما كان في ذاك الوجود حرارة
أو حرقة تفضي إلى هذا الألمْ

حتى أتت أرواحنا بحرارة
فظَهَرْتَ من نيرانها تجري بدمْ

نار الفراق تأججت من حرقة
حتى أضاء الشوق بالأنوارِ

فرأى بنور بصيرة وتذوق
لما رنا للبحث في الأسرارِ

ماذا تُرى فعل الفراق بحالك
لما نزلت من السما بجواري؟

الطين والما أخبروني من أنا
لما شعرت بظلمة الأكدارِ

قد أخرجوك تساق من عتباتهم
ودعوك بالطاغوت في كل المللْ

إني لأشعر باضطراب مؤلم
يشتد بالأعماق من صبح الأزلْ

فالشوك أصبح في فؤادي موغلا
غرسوه من شجر تغذى بالعللْ

ولذا صوابي أنت تعرفه كما
خطئي وتعرف من أكون فلا عجبْ

إني أنا المسؤول عن ذنبي فإن
الحَبّ لا يأتي من الزرع الخربْ

إني أراك حملت آثامي التي
لا تنتهي وجعلت نفسي تنجذبْ

حتى تواسيني فأمسك نفسك
هذي ذنوبي لا تعد فلا كذبْ

دعنا نصارع بعضنا في لعبة
مثل الملوك فأنت حقا لاعبُ

ندا لند فلنقاتل بعضنا
ولأنت أعرف بالقتال مدربُ

ولأنت من أُمسي به وبناره
نورا تذوب به الحياة وتُسكبُ

وبسحر هذا الفن نجعل عشبها
الزاهي ثراء للوجود محببُ


الشاعر الباكستاني محمد إقبال

الحمدان
12-20-2021, 04:32 AM
أنا يا صديقة متعب بعروبتي

فهل العروبة لعنة وعقاب

أمشي على ورق الخريطة خائفا

فعلى الخريطة كلنا أغراب

أتكلم الفصحى أمام عشيرتى

وأعيد … لكن ما هناك جواب

لولا العباءلات التي التفوا بها

ما كنت أحسب أنهم أعراب

يتقاتلون على بقايا تمرة

فخناجر مرفوعة وحراب

قبلاتهم عربية .. من ذا رأى

فيما رأى قبلا لها أنياب؟

يا تونس الخضراء كأسي علقم

أعلى الهزيمة تشرب الأنخاب

وخريطة الوطن الكبير فضيحة

فحواجز .. ومخافر .. وكلاب

والعالم العربي يرهن سيفه

فحكاية الشرف الرفيع سراب

والعالم العربي يخزن نفطه

في جيبيه.. وربك الوهاب

والناس قبل النفط أو بعده

مستنفزون .. فسادة ودواب

يا تونس الخضراء كيف خلاصنا؟

لم يبق من كتب السماء كتاب

ماتت خيول بنى أمية كلها

خجلا .. وظل الصرف والإعراب

فكأنما كتب التراث خرافة

كبرى .. فلا عمر .. ولا خطاب

وبيارق ابن العاص تمسح دمعها

وعزيز مصر بالفصام مصاب

من ذا يصدق أن مصر تهودت

فمقام سيدنا الحسين يباب

ما هذه مصر .. فإن صلاتها

عبرية .. وإمامها كذاب

ما هذه مصر .. فإن سماءها

صغرت .. إن نساءها أسلاب

إن جاء كافور .. فكم من حاكم

قهر شعوب .. وتاجه قبقاب

بحرية العينين .. يا قرطاجة

شاخ الزمان .. وأنت بعد شباب

هل لى بعرض البحر نصف جزيرة

أم أن حبي التونسي سراب

أنا متعب .. ودفاتري تعبت معي

هل للدفاتر يا تري أعصاب؟

حزنى بنفسجة يبللها الندي

وضفاف جرحي روضة معشاب

لا تعدليني أن كشفت مواجعي

وجه الحقيقة ما عليه نقاب

إن الجنون وراء نصف قصائدي

أوليس في بعض الجنون صواب؟!

فتحملي غضبي الجميل فربما

ثارت علي أمر السماء هضاب

فإذا صرخت بوجه من أحببتهم

فلكي يعيش الحب والأحباب

وإذا قسوت على العروبة مرة

فقد تضيق بكحلها الأهداب

فلربما تجد العروبة نفسها

ويضئ في قلب الظلام شهاب

ولقد تطير من العقال حمامة

ومن العباءة تطلع الأعشاب

قرطاجة .. قرطاجة .. قرطاجة

هل لى لصدرك رجعة ومتاب؟

لا تغضبي منى .. إذا غلب الهوى

إن الهوى فى طبعه غلاب

فذنوب شعرى كلها مغفورة

والله –جل جلاله- التواب

نزار قباني

الحمدان
12-20-2021, 05:21 AM
يا حبذا أخت الغزال
زفت إلى شبه الهلال

أرأيتها في ثوبها الملكي
بارعة الجمال

في ذلك الهفهاف
أوهى من نسيمات الشمال

فكأنه من نسج ما
تبديه من لطف الخصال

في الأبيض اللماح منه
نور عفتها يلالي

ألفاظها تشفي الصدى
وتساغ كالماء الزلال

آدابها تزدان
بالأثر الأرق من الدلال

يدها صناع ما أعدت
لاحتراف واعتمال

لكن تجيء من الفنون
بكل مبتدع وغالي

تجري أناملها على
المضراب بالسحر الحلال

فإذا مقاطر من ندى
تعلو ملامس من اشتعال

من زاخر الإيقاع تخرج
مفردات كاللآلي

وبصوتها التطريب يصدر
عن نبيه الوحي عالي


إن تكتمل فيك الحلال
وقد حرين بالاكتمال

لا بدع يا ألغا وأمك
خير ربات الحجال

وأبوك من تزهي البلاد
بمثله بين الرجال

أي الكرام بما به
من منقبات الفضل حالي

عيشي وموريس الحبيب
بغبطة وصفاء حال

موريس سر أبيه
في كرم الشمائل والخلال

هل في الشباب كذلك
السباق في أجدى مجال

الواضح القسمات كالآيات
في حلك الليالي

السالم الأخلاق والأيام
أيام احتلال



جبران خليل

الحمدان
12-20-2021, 05:22 AM
يا حبذا أخت الغزال
زفت إلى شبه الهلال

أرأيتها في ثوبها الملكي
بارعة الجمال

في ذلك الهفهاف
أوهى من نسيمات الشمال

فكأنه من نسج ما
تبديه من لطف الخصال

في الأبيض اللماح منه
نور عفتها يلالي

ألفاظها تشفي الصدى
وتساغ كالماء الزلال

آدابها تزدان
بالأثر الأرق من الدلال

يدها صناع ما أعدت
لاحتراف واعتمال

لكن تجيء من الفنون
بكل مبتدع وغالي

تجري أناملها على
المضراب بالسحر الحلال

فإذا مقاطر من ندى
تعلو ملامس من اشتعال

من زاخر الإيقاع تخرج
مفردات كاللآلي

وبصوتها التطريب يصدر
عن نبيه الوحي عالي


إن تكتمل فيك الحلال
وقد حرين بالاكتمال

لا بدع يا ألغا وأمك
خير ربات الحجال

وأبوك من تزهي البلاد
بمثله بين الرجال

أي الكرام بما به
من منقبات الفضل حالي

عيشي وموريس الحبيب
بغبطة وصفاء حال

موريس سر أبيه
في كرم الشمائل والخلال

هل في الشباب كذلك
السباق في أجدى مجال

الواضح القسمات كالآيات
في حلك الليالي

السالم الأخلاق والأيام
أيام احتلال



جبران خليل

الحمدان
12-20-2021, 04:04 PM
‏إنّا محيّوك فاسلم أيها الطلَلُ
وإن بلِيت وإن طالت بك الطِيَلُ

أنّى اهتديتَ لتسليمٍ على دِمَنٍ
بالغَمرِ غيّرهنّ الأعصُرُ الأُوَلُ

صافت تُمعّجُ أعناقَ السيول بها
من باكرٍ سَبِطٍ أو رائح يَبِلُ

فهنّ كالخِلَلِ الموشيّ ظاهرُها
أو كالكتاب الذي قد مسّه البَلَلُ


القطامي

الحمدان
12-20-2021, 04:05 PM
‏أقلِل عِتابَك فالبقاءُ قليلُ
والدهرُ يَعدِلُ تارةً ويَمِيلُ

ولعلّ أيّامَ الحياةِ قصيرةٌ
فعلامَ يكثرُ عتبُنا ويطولُ


سعيد بن حميد

الحمدان
12-20-2021, 07:04 PM
إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى
لسانك لا تذكر به عورة امرئ

وعينك إن أبدت إليك معايبا
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى

وحظك موفور وعرضك صين
فكلك عورات وللناس ألسن

فصنها وقل يا عين للناس أعين
وفارق ولكن بالتى هى أحسن


الإمام الشافعي رحمه الله

الحمدان
12-21-2021, 02:47 AM
القطامي التغلبي هو :
عمير بن شييم بن عمرو بن عباد، من بني جشم بن بكر، أبو سعيد، التغلبي الملقب بالقطامي. شاعر غزل فحل، كان من نصارى تغلب في العراق، وأسلم. وجعله ابن سلّام في الطبقة الثانية من الإسلاميين، وقال: الأخطل أبعد منه ذكراً وأمتن شعراً. وأورد العباسي (في معاهد التنصيص) طائفة حسنة من أخباره يفهم منها أنه كان صغيراً في أيام شهرة الأخطل، وأن الأخطل حسده على أبيات من شعره. ونقل أن القطامي أول من لُقب (صريع الغواني) بقوله:
صريع غوان راقهنّ ورقنه
لدن شبَّ حتى شاب سود الذوائب

من شعره البيت المشهور:

قد يدرك المتأني بعض حاجته
وقد يكون مع المستعجل الزلل

له (ديوان شعر- خ) . والقطامي بضم القاف وفتحها. قال الزبيدي: الفتح لقيس، وسائر العرب يضمون.


بعَثتُكَ مُرتاداً ففًزتَ بِنَظرَة

وأغفلتني حتَّى أسأتُ بكَ الظَّنَّا

فناجَيتَ من أهوى وكنتُ مباعداً

فيا ليت شعري عن دنوِّكَ ما أَغنى

وردَّدتَ طرفاً في محاسن وجههَا

ومَتَّعتَ باستماع نَغمتِها أدنَا

أرى أثراً منها بعينك بيِّناً

لقد أخذت عيناك من عَينها حُسنا

فيا ليتني كنتُ الرسولُ وكُنتَني

فكنتَ الذي يُقصَى وكنتُ الذي أُدنَى


الشاعر القطامي التغلبي

الحمدان
12-21-2021, 09:48 PM
ولا أُغيرُ على الأشعارِ أسرِقها ..

غَنيتُ عنها، وشرُ النَّاس من سرقا

وإنَّ أحسن بيتٍ أنت قائله
بيتٌ يُقال - إذا أنشدتهُ - صدقاً. -


ويقول أيضا

أرى العيش كنزا ناقصا كل ليلة ..

وما تنقص الأيام والدهر ينفد.

طرفة بن العبد

الحمدان
12-22-2021, 04:46 PM
‏وأنتَ الذي أخلفتَني ما وعدتني
وأشمَتّ بي من كانَ فيكَ يلومُ

وأبرزتَني للناس ثم تركتني
لهم غرضًا يُرمى وأنتَ سليمُ

فلو أنّ قولًا يكلِمُ الجسمَ قد بدا
بجسميَ من قولِ الوشاةِ كُلومُ


العود الهندي

الحمدان
12-22-2021, 08:48 PM
‏زَعَمَ الهُمامُ بِأنّ فاها بارِدٌ
عَذبٌ مُقَبّلُهُ شَهِيُّ المَورِدِ

زَعَمَ الهُمامُ ولم أذُقهُ أنّهُ
عَذبٌ إذا ما ذُقتَهُ قُلتَ ازدَدِ

زَعَمَ الهُمامُ ولم أذُقهُ أنّهُ
يُشفَى بِرَيّا ريقِها العَطِشُ الصَدِي


النابغة الذبياني

الحمدان
12-22-2021, 08:51 PM
‏للهِ أشكو غادراً عَلّمتُهُ
رَمْيَ السِّهامِ فكنتُ أوّلَ مَن رمَى

وبدَا لقلبي جَنَّةً حتى إذا
نالَ الذي يَرجُوهُ عادَ جَهنّما

وبكيتُ من جُرحٍ شَكَاهُ وحينما
لاحت جراحي النازفاتُ تَبَسَّما

وشكا إليّ عذابَهُ فرَحِمتُهُ
وشكوتُ مِثلَ شَكاتِهِ فتَهَكَّما

فوَّاز اللعبون ‎

الحمدان
12-23-2021, 02:06 AM
دخل المتنبي على سيف الدوله
وهو مضطجع فبدأ قصيدته التاليه



لِكُلِّ اِمرِئٍ مِن دَهرِهِ ما تَعَوَّدا
وَعادَتُ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنُ في العِدا

وَأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ
وَيُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا

وَرُبَّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفسَهُ
وَهادٍ إِلَيهِ الجَيشَ أَهدى وَما هَدى

وَمُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللَهَ ساعَةً
رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا

هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ ساكِناً
عَلى الدُرِّ وَاِحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا

فَإِنّي رَأَيتُ البَحرَ يَعثُرُ بِالفَتى
وَهَذا الَّذي يَأتي الفَتى مُتَعَمِّدا

تَظَلُّ مُلوكُ الأَرضِ خاشِعَةً لَهُ
تُفارِقُهُ هَلكى وَتَلقاهُ سُجَّدا

وَتُحيِي لَهُ المالَ الصَوارِمُ وَالقَنا
وَيَقتُلُ ما يُحيِي التَبَسُّمُ وَالجَدا

ذَكيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَينِهِ
يَرى قَلبُهُ في يَومِهِ ما تَرى غَدا

وَصولٌ إِلى المُستَصعَباتِ بِخَيلِهِ
فَلَو كانَ قَرنُ الشَمسِ ماءً لَأَورَدا

لِذَلِكَ سَمّى اِبنُ الدُمُستُقِ يَومَهُ
مَماتاً وَسَمّاهُ الدُمُستُقُ مَولِدا

سَرَيتَ إِلى جَيحانَ مِن أَرضِ آمِدٍ
ثَلاثاً لَقَد أَدناكَ رَكضٌ وَأَبعَدا

فَوَلّى وَأَعطاكَ اِبنَهُ وَجُيوشَهُ
جَميعاً وَلَم يُعطِ الجَميعَ لِيُحمَدا

عَرَضتَ لَهُ دونَ الحَياةِ وَطَرفِهِ
وَأَبصَرَ سَيفَ اللَهِ مِنكَ مُجَرَّدا

وَما طَلَبَت زُرقُ الأَسِنَّةِ غَيرَهُ
وَلَكِنَّ قُسطَنطينَ كانَ لَهُ الفِدا

فَأَصبَحَ يَجتابُ المُسوحَ مَخافَةً
وَقَد كانَ يَجتابُ الدِلاصَ المُسَرَّدا

وَيَمشي بِهِ العُكّازُ في الدَيرِ تائِباً
وَما كانَ يَرضى مَشيَ أَشقَرَ أَجرَدا

وَما تابَ حَتّى غادَرَ الكَرُّ وَجهَهُ
جَريحاً وَخَلّى جَفنَهُ النَقعُ أَرمَدا

فَلَو كانَ يُنجي مِن عَليٍّ تَرَهُّبٌ
تَرَهَّبَتِ الأَملاكُ مَثنى وَمَوحِدا

وَكُلُّ اِمرِئٍ في الشَرقِ وَالغَربِ بَعدَها
يُعِدُّ لَهُ ثَوباً مِنَ الشَعرِ أَسوَدا

هَنيئاً لَكَ العيدُ الَّذي أَنتَ عيدُهُ
وَعيدٌ لِمَن سَمّى وَضَحّى وَعَيَّدا

وَلا زالَتِ الأَعيادُ لُبسَكَ بَعدَهُ
تُسَلِّمُ مَخروقاً وَتُعطى مُجَدَّدا

فَذا اليَومُ في الأَيّامِ مِثلُكَ في الوَرى
كَما كُنتَ فيهِم أَوحَداً كانَ أَوحَدَا

هُوَ الجَدُّ حَتّى تَفضُلَ العَينُ أُختَها
وَحَتّى يَصيرَ اليَومُ لِليَومِ سَيِّدا

فَيا عَجَباً مِن دائِلٍ أَنتَ سَيفُهُ
أَما يَتَوَقّى شَفرَتَي ما تَقَلَّدا

وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ
تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا

رَأَيتُكَ مَحضَ الحِلمِ في مَحضِ قُدرَةٍ
وَلَو شِئتَ كانَ الحِلمُ مِنكَ المُهَنَّدا

وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ
وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا

إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ
وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا

وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا
مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى

وَلَكِن تَفوقُ الناسَ رَأياً وَحِكمَةً
كَما فُقتَهُم حالاً وَنَفساً وَمَحتِدا

يَدِقُّ عَلى الأَفكارِ ما أَنتَ فاعِلٌ
فَيُترَكُ ما يَخفى وَيُؤخَذُ ما بَدا

أَزِل حَسَدَ الحُسّادِ عَنّي بِكَبتِهِم
فَأَنتَ الَّذي صَيَّرتَهُم لِيَ حُسَّدا

إِذا شَدَّ زَندي حُسنُ رَأيِكَ فيهِمِ
ضَرَبتُ بِسَيفٍ يَقطَعُ الهامَ مُغمَدا

وَما أَنا إِلّا سَمهَرِيٌّ حَمَلتَهُ
فَزَيَّنَ مَعروضاً وَراعَ مُسَدَّدا

وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَلائِدي
إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِداً

فَسارَ بِهِ مَن لا يَسيرُ مُشَمِّرا
وَغَنّى بِهِ مَن لا يُغَنّي مُغَرِّدا

أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعراً فَإِنَّما
بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا

وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني
أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى

تَرَكتُ السُرى خَلفي لِمَن قَلَّ مالُهُ
وَأَنعَلتُ أَفراسي بِنُعماكَ عَسجَدا

وَقَيَّدتُ نَفسي في ذَراكَ مَحَبَّةً
وَمَن وَجَدَ الإِحسانَ قَيداً تَقَيَّدا

إِذا سَأَلَ الإِنسانُ أَيّامَهُ الغِنى
وَكُنتَ عَلى بُعدٍ جَعَلنَكَ مَوعِدا



المتنبي

الحمدان
12-24-2021, 01:17 PM
القصيدة التي حملت أسماء سور القرآن الكريم

في عام 1979 م/1400هجري نظّم القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية مسابقة شعرية بمناسبة مرور 1400 سنة على هجرة النبي صلى اللّٰه عليه و آله و سلم ، فاشترك في هذه المسابقة ألف ومئتان من الشعراء، ولم يكن الفائز الأول في حلبتها عربيا، بل كان إفريقيّا من السنغال شاعر اسمه عبدالله باه.
وفيما يلي قصيدته الفائزة والتي أسماها
"نونية القرآن"

والقصيدة تتضمن كل سور القرآن الكريم مرتبة حسب ورودها في المصحف الشريف

القصيدة :-

افتح كتاب الله إن الفاتحة
فتحٌ وبرهانٌ وسبع مثاني

بقرٌ وعمران كظلِّ سحابة
وعلى النساء موائد الرحمن

اجعل من الأنعام قُربى وارعها
في ذروة الأعراف والوديان

للهِ أنفال وآل محمدٍ
والتوبة تغشى يونس بأمان

أوما علمت بأنَّ هودا مرسل
وبأنّ يوسف أجمل الشبّان

وإذا سمعت الرعد حنَّ بصوتهِ
فاعلم بأنّ الماء ذو جريان

واسمع لإبراهيم لاتسمع لما
قد قال أهل الحِجر من نُكران

والنحل لمّا ربها أوحى لها
تاقت إلى الإسراء في الأوطان

ولقد علمنا أنّ كهفاً آمناً
وبأنَّ مريم أطهر النسوان

وبأنَّ طهَ أمَّ كلَّ الانبياء
في المسجد الاقصى بلا نقصان

وبأن حج البيت ركنٌ خامس
والمؤمنون أتوهُ في إذعان

والنور يكسوهم لحُسنِ خصالهم
ولهم كمال الوصف في الفرقان

وانهل من الشعراء علماً نافعاً
تكسب لساناً ناطقاً وبيان

واعلم بأنَّ النّمل جاء حديثها
قصصاً وبيت العنكبوت مهانِ

والروم في أدنى البلاد تدنَّسَت
واعمل بما أوصى به لقمان

واسجد لربك خاشعاً متذللاً
واحذر من احزابٍ ذوي خسران

سبأ وفاطر ثمّ ياسين بعدها
والصافات تقي من الشيطان

صادٌ تعلَّم والزمر لاتنسها
غافر ورتّل فُصِلَت باتقان

شورى فالزمها وهذا نهجنا
والزخرف احفظ لاتكُن ولهان

والساعة آتية ومن اشراطها
ماجاء في القرآن من دخّان

وبها ترى كل الخلائق جاثية
حتى قُرى الأحقاف تجتمعان

واعلم بأن محمد فتح الدُنى
والفتح الاعظم جاء بعد ثمان

وأقام في الحجرات طول حياتهِ
ومرتلاً(قافٍ) بكل أوان

والذاريات مفصلاً آياتها
والطور مسكٌ فاح في الاركان

والنجم نورٌ للخلائق تهتدي
وكذا القمر نورٌ من الرحمن

والله أخبر أن يوم الواقعة
فَصلٌ وأن الحكم للديان

جعل الحديد منزلاُ سبحانه
وسمع لخولة يوم يجتدلان

والحشر آتٍ ألف يوم طولهُ
وبه ترى الثقلان يمتحنانِ

وبه ترى الأملاك صفاً واحداً
في يوم جمعة ماله من ثانِ

واهل النفاق تهتكت استارهم
يوم التغابُن يُعرَفُ البهتان

أما الطلاق فلا تبادر لفظهُ
واجعلهُ كالتحريم في الميزانِ

والمُلك لله والقلم مخلوقهُ
الأول تعالى خالق الثقلان

والحآقّة حقٌ ومن أسمائها
يوم المعارج يخسف القمران

نوحٌ نبيٌّ مرسلٌ من ربه
والجِنّ حق جاء في القران

وإذا المزمِّل والمدثر جاءتا
يوم القيامة يبعث الإنسان

والمرسلات أتت تبشّرُ بالنبأ
والنازعات تزلزل الابدان

عبسى من الأعمى فقال الوحي لا
لا يامحمد ياعظيم الشأنِ

وإذا أتى التكوير آن الانفطار
يتلو وللمطففين نيرانِ

وترى انشقاقاً في السما ذات البروج
والطارق الأعلى تراهُ دانِ

وترى وجوهاً ذِكرها في الغاشية
وترى طلوع الفجر في البلدان

والشمس بعد الليل تُشرِقُ بالضحى
والانشراح لفائزٍ بجنان

والتين والزيتون حلوٌ طَلعُها
وبدأ بإقرأ في العلق أمران

في ليلة القدر المبارك أُنزلَت
في الوتر لا في الشفع من رمضان

ثم توالى للرسول منجّماً
والبيّنة في قولنا برهان

وإذا رأيت الأرض حولك زلزلت
والعاديات تصيح في الميدان

لعلمت أن القارعة قد آذنت
فلما التكاثُر يا أخا العرفانِ

والعصر إن الهمز شينٌ فعلهُ
والويل للهمّاز والطعّان

والفيل أدبر في شرودٍ عندما
عجزت قُريشٌ عن حِمى الأوطان

من يمنع الماعون يحرم شربةً
من ماء نهر الكوثر السيّان

والكافرون تنكست راياتهم
والنصر يوم الفتح للإيمانِ

ولقد علمنا أنَّ تبت والمسد
ويلٌ يذوق عذابهُ الزوجانِ

فاحرص على الإخلاص والزم حبلهُ
فبغيرهِ لايقبل الاحسانِ

واعلم بأنَّ الله مالك أمره
ربّ الفلق والناس والأكوان

الحمدان
12-25-2021, 06:16 AM
أما يردعُ الموتُ أهلَ النهى

وَيَمْنَعُ عَنْ غَيّهِ مَنْ غَوَى*!

أمَا عَالِمٌ، عَارِفٌ بالزّمانِ

يروحُ ويغدو قصيرَ الخطا

فَيَا لاهِياً، آمِناً، وَالحِمَامُ

إليهِ سريعٌ ، قريبُ المدى

يُسَرّ بِشَيْءٍ كَأَنْ قَدْ مَضَى ،

ويأمنُ شيئاً كأنْ قد أتى

إذا مَا مَرَرْتَ بِأهْلِ القُبُورِ

تيقنتَ أنكَ منهمْ غدا

و أنَّ العزيزَ، بها، والذليلَ

سَوَاءٌ إذا أُسْلِمَا لِلْبِلَى

غَرِيبَيْنِ، مَا لَهُمَا مُؤنِسٌ،

وَحِيدَيْنِ، تَحْتَ طِبَاقِ الثّرَى

فلا أملٌ غيرُ عفوِ الإلهِ

وَلا عَمَلٌ غَيْرُ مَا قَدْ مَضَى

فَإنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْراً تَنَالُ؛

وإنْ كانَ شراً فشراً يرى


أبو فراس الحمداني

الحمدان
12-25-2021, 05:46 PM
‏أَمُختَرِمِيْ رَيبُ المَنُونِ وَلَم أزُر
كَواعِبَ مِن هَمدَانَ بِيضًا نُحُورُها

تَنُوءُ بِأعجَازٍ ثِقَالٍ وَأَسْوُقٍ
خِدَالٍ وَأقدَامٍ لِطَافٍ خُصُورُهَا


توبة بن الحمير

الحمدان
12-25-2021, 05:46 PM
‏صحا القلبُ عن سلمى وأقصَرَ باطِلُهْ
وعُرِّيَ أفراسُ الصِبا ورواحِلُه

وأقصَرتُ عمّا تعلمينَ وسُدّدَت
عليّ سوى قصدِ السبيلِ مَعادِلُه

وقال العذارى إنما أنت عَمُّنا
وكان الشبابُ كالخَليطِ نُزايِلُه

فأصبحتُ ما يعرِفنَ إلا خليقتي
وإلا سوادَ الرأس والشيبُ شامِلُه


زهير بن أبي سلمى

الحمدان
12-25-2021, 05:46 PM
‏إذا نحنُ قايَسنا أناسًا إلى العُلى
وإن كرُموا لم يستَطِعنا المُقايِسُ

نغارُ إذا ما الروعُ أبدى على البُرى
ونَقري سَديفَ الشحم والماءُ جامسُ

وإنّا لخُشنٌ في اللقاء أعزّةٌ
وفي الحيّ وضّاحونَ بيضٌ قَلامسُ


....

الحمدان
12-25-2021, 05:47 PM
‏وَمَاذَا يَدّرِي الشعَراءُ مِنّي
وَقَد جَاوَزتُ حدّ الأربَعينِ

أخُو خَمسِينَ مُجتَمِعًا أشُدّي
وَنَجّذّنِي مُداوَرَةُ الشؤونِ


سحيم بن وثيل الرياحي

الحمدان
12-25-2021, 05:54 PM
مل الـمـقام فكم أعاشــــر أمـــــة

أمرت بغيــــر صلاحها أمراؤهــا

ظلموا الرعية واستجازوا كيدهــا

وعدوا مصالحهــا وهم أجراؤهــا

ووجدت دنيانــــا تشابه ظامئـــــــا

لا تستقيـــــم لناكــح أقراؤهـــــــا

هويـــت ولم تسعف وراح عتيهـــا

تعبا وفاز براحــــة فقراؤهــــــــــا

وتجادلــــــت فقاؤها من حبــهــــا

وتقرأت لتنالهـــــــــا قراؤهــــــــــا

وإذا زجرت النفس عن شغف بها

فكـــــأن زجـــــــر غويها إغراؤهـا


أبو العلاء المعري

الحمدان
12-25-2021, 06:53 PM
‏على مقلتيك ارتماء عميق

و ذكرى مساء تقول ارجع

نداء بعيد الصدى كالنجوم

يراها حبيبان في مخدع

يكاد اشتياقي يهز الحجاب

و تومي ذراعي : هيا معي

بدر شاكر السياب

الحمدان
12-26-2021, 03:43 AM
يا سادة مذ سغت عن بابهم قدمي
زلت و ضاقت بي الأمصار و الطرُقُ

و دوحة الشعر مذ فارقتُ مجدكم
قد أصبحتْ بهجير الهجر تخترقُ

قد حارب الصبر و السلوان بعدكم
قلبي و صالح طرفي الدمع و الأرَقُ


أبو العلاء المعري

الحمدان
12-27-2021, 03:15 AM
كَم يُبعِدُ الدَهرُ مَن أَرجو أُقارِبُهُ
عَنّي وَيَبعَثُ شَيطاناً أُحارِبُهُ

فَيا لَهُ مِن زَمانٍ كُلَّما اِنصَرَفَت
صُروفُهُ فَتَكَت فينا عَواقِبُهُ

دَهرٌ يَرى الغَدرَ مِن إِحدى طَبائِعِهِ
فَكَيفَ يَهنا بِهِ حُرٌّ يُصاحِبُهُ

جَرَّبتُهُ وَأَنا غِرٌّ فَهَذَّبَني
مِن بَعدِ ما شَيَّبَت رَأسي تَجارِبُهُ

وَكَيفَ أَخشى مِنَ الأَيّامِ نائِبَةً
وَالدَهرُ أَهوَنُ ما عِندي نَوائِبُهُ

كَم لَيلَةٍ سِرتُ في البَيداءِ مُنفَرِد
وَاللَيلُ لِلغَربِ قَد مالَت كَواكِبُهُ

سَيفي أَنيسي وَرُمحي كُلَّما نَهِمَت
أُسدُ الدِحالِ إِلَيها مالَ جانِبُهُ

وَكَم غَديرٍ مَزَجتُ الماءَ فيهِ دَم
عِندَ الصَباحِ وَراحَ الوَحشُ طالِبُهُ

يا طامِعاً في هَلاكي عُد بِلا طَمَعٍ
وَلا تَرِد كَأسَ حَتفٍ أَنتَ شارِبُهُ


عنتره بن شداد

الحمدان
12-30-2021, 07:00 AM
لا يكتم السر إلا من له شرف
السر عندى فى بيت له غلق

والسر عند كرام الناس مكتوم
ضلت مفاتيحه والباب مردوم


الفرزدق

الحمدان
12-30-2021, 06:32 PM
‏فَصَدّت وقالت كاذبٌ وتَجَهّمَت
فَنَفسي فِداءُ المُعرِضِ المُتَجَهّمِ

عمر بن أبي ربيعة


‏‎ويقول العبَّاس بن الأحنف:

"وَلَمَّا رَأَت حِرصِي عَليِهَا تَحَرَّجَتْ
وَحُقَّ على المَعشُوقِ أَن يَتَحَرَّجا"

الحمدان
12-31-2021, 06:45 PM
قال عمرو بن معد يكرب

ليس الجمالُ بمئزر*
فاعلمْ وإِن وُدِّتَ برْدا

إِن الجما لَ معادنٌ
ومناقبٌ أَوْرَثْنَ مجدا


قال الإمام علي رضي الله عنه :

ليس الجمالَ بأثوابٍ تزينُنا
إِن الجمالَ جمالُ العقلِ والأدبِ

قال آخر :

ازرعْ جميلا ولو في غيرِ موضعِه
*فلا يضيعُ جميلٌ أينما زُرعا

إِن الجميلَ وإِن طال الزمانُ به*
فليس يحصدُه إِلا الذي زَرعا

الحمدان
12-31-2021, 10:34 PM
‏وَتَحسِبُ سلمى لا تزالُ ترى طَلًا
من الوَحشِ أو بَيضًا بِمَيثاءَ مِحلالِ

وتحسِبُ سلمى لا تزالُ كعهدِنا
بوادي الخُزامى أو على رَسِّ أوعالِ

ليالِيَ سَلمى إِذ تُريكَ مُنَصّبًا
وجِيدًا كجيدِ الرِّئمِ ليس بِمِعطالِ


امرؤ القيس

الحمدان
01-01-2022, 03:25 AM
دع الوشاة وما قالوا ومـا نقلـو

أبينـي وبينكـم مـا سينفـصـلُ

لكم سرائـر فـي قلبـي مخبّـأةٌ

لا الكتب تنفعني فيها ولا الرّسـلُ

رسائل الشّوق عندي لو بعثت بها

إليكم لم تسعها الطّـرق والسّبـلُ

واستلـذّ نسيمهـا مـن دياركـمُ

كأن أنفاسهُ مـن نشركـم قبـلُ

وارحمتاهُ لصـبّ قـلّ ناصـرهُ

فيكم وضاق عليه السّهل والجبـلُ

يزداد شعري حسناً حين أذكركـم

إنّ المليحة فيها يحسـن الغـزلُ

يا غائبين وفي قلبـي أشاهدهـم

وكلما انفصلوا عن ناظري اتصلوا



زهير بن محمد المهلبي

الحمدان
01-01-2022, 03:26 AM
هو الحبّ فاسلم بالحشا ما الهوى سهلُ

فما اختاره مضنـىً به، ولـه عقـلُ

وعش خالياً، فالحبّ راحتـه عنـا

ًوأولـهُ سـقـم واخــرهُ قـتـلُ

ولكن الذي المـوت فيـه، صبابـةً

حياةٌ لمن أهوى، عليّ بها الفضـلُ

نصحتك علماً بالهوى، والـذي أرى

مخالفتي، فاختر لنفسِكَ مـا يخلـو

فإن شئتَ أن تحيا سعيداً، فمت بـه

شهيـداً، وإلا فالغـرامُ لـه أهـلُ

فمن لم يمت في حبّهُ لم يعـش بـه

ودون اجنتاءِ النّحلِ ما جنتِ النّحـلُ

وقل لقتيـل الحـبّ، وفيـتَ حقـهُ

وللمدّعي: هيهات ما الكحلُ الكحلُ

تبّـاً لقومـي، إذ رأونـي متيّـمـاً

وقالوا: بمن هذا الفتى مسّهُ الخبـلُ


ابن القارض

الحمدان
01-03-2022, 06:55 AM
‏أماوِيُّ قد طالَ التَجَنّبُ والهجرُ
وقد عذَرَتني من طِلابِكُمُ العُذرُ

أماويّ إنّ المالَ غادٍ ورائحٍ
ويبقى من المالِ الأحاديثُ والذكرُ

أماويّ إنّي لا أقول لسائلٍ
إذا جاءَ يومًا حَلّ في مالِنا نَزرُ

أماويّ إمّا مانعٌ فَمُبَيّنٌ
وإمّا عطاءٌ لا يُنَهنِهُهُ الزَجرُ


حاتم الطائي

الحمدان
01-03-2022, 07:25 PM
‏قال أبو فراس الحمداني
وقد بلغه غيبةٌ من بعض أصدقائه:

ويغتابُني من لو كفاني غَيبَهُ
لكنت له العينَ البصيرةَ والأذْنا

وعندي من الأخبار ما لو ذكرتُهُ
إذًا قرعَ المُغتابُ من نَدَمٍ سِنّا

الحمدان
01-04-2022, 08:16 AM
‏وأضحى يسُحُّ الماءَ عن كلّ فِيقَةٍ
يكُبُّ على الأذقانِ دوحَ الكَنَهبُل

وتيماءَ لم يترك بها جذعَ نخلةٍ
ولا أُطُمًا إلّا مَشيدًا بجندلِ

كأنّ أبانًا في أفانينِ وَدقِهِ
كبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزمّلِ

وألقى بصحراءِ الغبيطِ بعاعَهُ
نزولَ اليماني ذي العيابِ المُخَوّلِ


امرؤ القيس

الحمدان
01-05-2022, 05:34 AM
أَيُّها الساقي إِلَيكَ المُشتَكى

قَد دَعَوناكَ وَإِن لَم تَسمَع

وَنَديمٌ هِمتُ في غُرّتِه

وَشَرِبت الراحَ مِن راحَتِه

كُلَّما اِستَيقَظَ مِن سَكرَتِه

جَذَبَ الزِقَّ إِلَيهِ وَاِتَّكا

وَسَقاني أَربَعاً في أَربَع

غُصنَ بانٍ مالَ مِن حَيثُ اِستَوى

باتَ مَن يَهواهُ مِن فَرطِ النَوى

خافِقُ الأَحشاءِ موهونُ القُوى

كُلَّما فَكَّرَ في البَينِ بَكى

ما لَهُ يَبكي لِما لَم يَقَع

ما لِعَيني عَشيت بِالنَظَرِ

أَنكَرَت بَعدَكَ ضوءَ القَمَرِ

عَشِيَت عَينايَ مِن طولِ البُكا

وَبَكى بَعضي عَلى بَعضي مَعي

لَيسَ لي صَبرٌ وَلا لي جَلَد

يا لَقَومي عَذَلوا وَاِجتَهَدوا

أَنكَروا شَكوايَ مِمّا أَجِدُ

مِثلُ حالي حَقُّها أَن تَشتَكي

كَمَد اليَأس وَذُلَّ الطَمَعِ

كَبدٌ حَرّى وَدَمعٌ يَكِفُ

يَعرِفُ الذَنبَ وَلا يَعتَرِفُ

أَيُّها المُعرِضُ عَمّا أَصِفُ

قَد نَما حُبُّكَ عِندي وَزَكا

لا تَقُل إِنّي في حُبِّكَ مُدّع



ابن زهر الحفيد
العصر الايوبي

الحمدان
01-05-2022, 08:19 AM
‏شَفّ المُؤَمِّلَ يَومَ الحِيرَةِ النّظَرُ
لَيتَ المُؤَمِّلَ لَم يُخلَق لَهُ بَصَرُ

صِف للأحِبّةِ ما لاقَيت مِن سَهَرٍ
إنّ الأحِبّةَ لا يَدرونَ ما السّهَرُ

إن كُنتِ جاهِلَةً بالحُبّ فَانطَلِقِي
إلى القُبورِ فَفِي مَن حَلّها عِبَرُ


المؤمل بن أميل المحاربي

الحمدان
01-05-2022, 08:20 AM
‏يا رُبّ لائمةٍ يا فَوزُ قلتُ لها
واللومُ فيكِ لَعَمري غيرُ مُحتَقَرِ

ما في النساءِ سوى فَوزٍ لنا أرَبٌ
فارضَي بذلكَ أو عضّي على حَجَرِ


العباس بن الأحنف

الحمدان
01-06-2022, 12:47 AM
‏فلا هيَ لانَتْ بعضَ لِينٍ يُصيرُها

إلينا ولا أبدَت لنا جانِبَ البخلِ

عمر بن أبي ربيعة

‏‎وكان يقصد نُعمِ، وهو القائل أيضًا:

تَهيمُ إِلى نُعمٍ فَلا الشَملُ جامِعٌ

وَلا الحَبلُ مَوصولٌ وَلا القَلبُ مُقصِرُ

وَلا قُربُ نُعمٍ إِن دَنَت لكَ نافِعٌ

وَلا نَأيُها يُسلي وَلا أَنتَ تَصبِرُ

الحمدان
01-06-2022, 08:17 AM
مات اللحيدان فالأرواح تبكيه

وذاك مسجده ناحت نواحيه

ومجلس الدرس إذ طلاب مسجده

فيه قد اجتمعوا لله مافيه

الشرق والغرب في حزن لغيبته

والدمع مزج دعاء من محبيه

حتى العجائز في المذياع تفقده قلوبهم

فكيف الشعر يرثيه؟

شيخ جليل وما ضمت عباءته

غير المكارم في شتى مباديه

حر کريم نزيه زاهد ورع

السمت عادته والبشر يبديه

عمر من العلم والتقوى يجملها

صدق الفتاو لشخص جاء يفتيه

مات اللحيدان رکن العلم في بلدي

قوموا إلى العلم يا قومي نعزيه


الشاعر .. يحي رياني

الحمدان
01-06-2022, 08:15 PM
مَنْ كَانَ يَمْلِكُ دِرْهَمَيْنِ تَعَلَّمَتْ
شَفَتاهُ أَنْواعَ الكَلامِ فَقَالا

وَتَقَدَّمَ الفُصَحاءُ فَاسْتَمَعوا له
وَرَأَيْتَهُ بَيْنَ الوَرى مُخْتالا

لولا دَراهِمُهُ الَّتي فِي كِيسِهِ
لَرَأَيْتَهُ شَرَّ البَرِيَّةِ حالا

إِنَّ الغَنيَّ إِذا تَكَلَّمَ كَاذِباً
قَالوا صَدَقْتَ وَما نَطَقْتَ مُحالا

وَإِذا الفقيرُ أَصابَ قالوا لَمْ تُصِبْ
وَكَذَبْتَ يا هذا وَقُلْتَ ضلالا

إِنَّ الدَّراهِمَ فِي المَواطِنِ كُلّها
تَكْسُو الرِّجَالَ مَهابَةً وجَلالا

فَهْيَ اللِّسانُ لِمنْ أَرادَ فَصاحةً
وَهْيَ السِّلاحُ لِمَنْ أَرادَ قِتالا



أبو العيناء
العصر العباسي

الحمدان
01-07-2022, 09:09 AM
‏من رثائية ابن الرومي:

ألا قاتلَ اللهُ المنايا ورميها
من القومِ حَبّاتِ القلوب على عَمدِ

توخّى حِمامُ الموتِ أوسطَ صبيتي
فلله كيف اختار واسطةَ العقدِ

على حين شمتُ الخيرَ من لمَحاتِهِ
وآنستُ من أفعاله آيةَ الرُشدِ

طواهُ الردى عنّي فأضحى مَزارهُ
بعيدًا على قُربٍ قريبًا على بُعدِ

ريحانة شمران
01-07-2022, 04:01 PM
الا يالله يالي تحت هيبت سلطنتك اسلمت

لك المسلم يسبح لك بحمدك ولك الاسلامي

احمدك واشكرك واثني عليك بما علي انعمت

وزدني في وفا بر العشير ووصل الارحامي

ولجت الفجر ياليل الذهول اللي علي اضلمت

بعرضك واقع الماضي عليه عرض الافلامي

ولهتك يالنديم اللي علي صافي وفاك اضرمت

بصفحه ذكريات العام واللي من ورى العامي

بعد تقرير مشوار التجارب نجحك واجزمت

بان السيف سيفي والعصا والمحزم حزامي

عطتني عزلت اخلاصي معك نسيان من نادمت

وكتبتك وانطوت صحفي عليك وجفت اقلامي

اباهي لا ابالي واتبيسط كل ما قدمت

واشب النار قدام العرب واشيد خيامي

نهاري حر شمسه يستحي منها لسان الشمت

وليلي ترجم نجومه ملامة كل من لامي

علي ضي الكلام اللي قشع عنا ستار الصمت

عرفت ان به وجيه باليمن ووجيه بالشامي

احسب انك تيمم با اتجاهي وين مايممت

واثر لا انت ورايه في الطريق ولا انت قدامي

كثر ماحن صدري للونيس وكثر ما درهمت

فجر صدري حنيني واتعب الاقدام درهامي

عيون الصد وعيون التجافي حول مهما اكرمت

تشوف المجتهد كسلان والبناي هدامي

مصيبه لا تردت قيمتك في عين من قيّمت

يشوفك في السهل وانتة تشوفه في السما السامي

ما دام ان جانبي شام ألجنابك وانت عني شمت

كثر خيرك وانا لانيب لاجايع ولا ضامي

اشوف انه علي واجب اليا مريتكم سلمت

مرور اكرام تربطها الكرامه عند الاكرامي

علي شان الخفوق اللي علي عرشه قعدت وقمت

وحجب عنك الدجى لين اشرقت لك بيض الايامي

ختام السالفه يا طيّب العشره كرمت ودمت

هذا حقك علي وحق هقواتي علي اوهامي

مصير الوقت يشرح لك دروسه لو غفلت ونمت

يصحيك الزمان اللي يصحي كل من نامي

تذكرني لامنها خابت اوهامك في من واهمت

وعرفت الفرق في حب الخشوم وحب الاقدامي



شعر: سعد بن جدلان

الحمدان
01-08-2022, 07:14 AM
أَرَاكَ الْحِمَى شَوْقِي إِلَيْكَ شَدِيدُ
وصَبْرِي وَنَوْمِي في هَوَاكَ شَريدُ

مَضَى زَمَنٌ لَمْ يَأْتِنِي عَنْكَ قَادِمٌ
بِبُشْرَى ولَمْ يَعْطِفْ عَلَيَّ بَرِيدُ

وَحِيدٌ مِنَ الْخُلانِ في أَرْضِ غُرْبَةٍ
أَلا كُلُّ مَنْ يَبْغِي الْوَفَاءَ وَحِيدُ

فَهَلْ لِغَرِيبٍ طَوَّحَتْهُ يَدُ النَّوَى
رُجُوعٌ وَهَلْ لِلْحَائِمَاتِ وُرُودُ

وَهَلْ زَمَنٌ وَلَّى وَعَيْشٌ تَقَيَّضَتْ
غَضَارَتُهُ بَعْدَ الذَّهَابِ يَعُودُ

أُعَلِّلُ نَفْسِي بِالقَدِيمِ وَإِنَّما
يَلَذُّ اقْتِبَالُ الشَّيءِ وَهْوَ جَدِيدُ

وَمَا ذِكْرِيَ الأَيَّامَ إِلَّا لأَنَّها
ذِمَامٌ لِعِرْفَان الصِّبَا وَعُهودُ

فَلَيْسَ بِمَفْقُودٍ فَتىً ضَمَّهُ الثَّرَى
وَلَكِنَّ مَنْ غَالَ الْبِعَاد فَقِيدُ

أَلا أَيُّها الْيَوْمُ الَّذِي لَمْ أَكُنْ لَهُ
ذَكُوراً سِوَى أَنْ قِيلَ لِي هُوَ عِيدُ

أَتَسْأَلُنَا لُبْسَ الجَدِيدِ سَفَاهَةً
وَأَثْوابُنَا ما قَدْ عَلِمْتَ حَدِيدُ

فَحَظُّ أُناسٍ مِنْهُ كَأْسٌ وَقَيْنَةٌ
وَحَظُّ رِجالٍ ذُكْرَةٌ وَنَشِيدُ

لِيَهْنَ بِهِ مَنْ باتَ جَذْلانَ نَاعِماً
أَخَا نَشَوَاتٍ ما عَلَيْهِ حَقُودُ

تَرَى أَهْلَهُ مُسْتَبْشِرينَ بِقُرْبِهِ
فَهُمْ حَوْلَهُ لا يَبْرَحُونَ شُهُودُ

إِذَا سارَ عَنْهُمْ سَارَ وَهْوَ مُكَرَّمٌ
وَإِنْ عَادَ فِيهِمْ عَادَ وَهْوَ سَعِيدُ

يُخَاطِبُ كُلاً بِالَّذِي هُوَ أَهْلُهُ
فَمُبْدِئُ شكُرٍْ تَارَةً وَمُعِيدُ

فَمَنْ لِغَرِيبٍ سَرْنَسُوفُ مُقَامُهُ
رَمَتْ شَمْلَهُ الأَيَّامُ فَهْوَ لَهِيدُ

بِلادٌ بِهَا ما بِالْجَحِيمِ وإِنَّما
مَكَانَ اللَّظَى ثَلْجٌ بِهَا وَجَلِيدُ

تَجَمَّعَتِ الْبُلْغارُ وَالرُّومُ بَيْنَها
وزَاحَمَهَا التَّاتَارُ فَهْيَ حُشُودُ

إِذَا رَاطَنُوا بَعْضاً سَمِعْتَ لِصَوْتِهِمْ
هَدِيداً تَكَادُ الأَرْضُ مِنْهُ تَمِيدُ

قِبَاحُ النَّوَاصِي وَالْوُجُوهِ كَأَنَّهُمْ
لِغَيْرِ أَبِي هَذَا الأَنَامِ جُنُودُ

سَواسِيَةٌ لَيْسُوا بِنَسْلِ قَبيلَةٍ
فَتُعْرَف آباءٌ لَهُمْ وجُدُودُ

لَهُمْ صُوَرٌ لَيْسَتْ وُجُوهاً وإِنَّما
تُنَاطُ إِلَيْهَا أَعْيُنٌ وَخُدودُ

يَخُورُونَ حَولِي كَالْعُجُولِ وَبَعْضُهُمْ
يُهَجِّنُ لَحْنَ الْقَوْلِ حِينَ يُجِيدُ

أَدُورُ بِعَيني لا أَرَى بَيْنَهُمْ فَتىً
يَرُودُ مَعِي في الْقَوْلِ حَيْثُ أَرُودُ

فَلا أَنَا مِنْهُمْ مُسْتَفِيدٌ غَرِيبَةً
وَلا أَنَا فِيهِمْ ما أَقَمْتُ مُفِيدُ

فَمَنْ لِي بِأَيَّامٍ مَضَتْ قَبْلَ هَذِهِ
بِمِصْرَ وَعَيْشِي لَوْ يَدُومُ حَمِيدُ

عَسَى اللهُ يَقْضِي قُرْبَةً بَعْدَ غُرْبَةٍ
فَيَفْرَحَ بِاللُّقْيا أَبٌ ووليد




محمود سامي البارودي

الحمدان
01-08-2022, 07:24 AM
قُلْ لِلْخَليفَةِ يا ابْنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ
أَشْكِلْ وَزيرَكَ إِنَّهُ رَكَّالُ

قَدْ أَحْجَمَ المُتَظَلِّمونَ مَخافَةً
مِنْهُ وَقالوا ما نَرومُ مُحالُ

مَا دامَ مُطْلَقَةً عَلَيْنا رِجْلُهُ
أَوْ دَامَ لِلْنَزِقِ الجَهولِ مَقَالُ

قَدْ نَالَ مِنْ أَعْراضِنَا بِلِسَانِهِ
وَلِرِجْلِهِ بَيْنَ الصُّدورِ مَجالُ

إِمْنَعْهُ مِنْ رَكْلِ الرِّجَالِ وإِنْ تُرِدْ
مَالاً فَعِنْدَ وَزيرِكَ الأَمْوالُ


أبو العيناء

الحمدان
01-08-2022, 07:25 AM
أَلَمْ تَعْلمي يا عَمْرَكِ اللهُ أَنَّني
كَريمٌ عَلى حِينِ الكِرامُ قَليلُ

وَإِنِّيَ لا أَخْزى إِذا قيلَ مُقْتِرٌ
جَوادٌ وَأَخْزى أَنْ يُقالَ بَخيلُ

وإِلاَّ يَكُنْ عَظْمي طويلاً فَإِنَّني
لَهُ بِالخِصالِ الصَّالِحاتِ وَصولُ

إِذَا كُنْتُ في القَوْمِ الطِّوالِ فَضَلْتُهُمْ
بِطَوْلي لَهُمْ حَتَّى يُقالَ طَويلُ

ولا خَيْرَ في حُسْنِ الجُسُومِ وَطولِها
إِذا لَمْ يَزِنْ طُولَ الجُسُومِ عُقولُ

وَكائن رأَيْنا من جُسُومٍ طَويلةٍ
تَموتُ إِذَا لَمْ تُحْيِهِنَّ أُصُولُ

ولم أَرَ كَالْمَعْروفِ أَمَّا مَذَاقُهُ
فَحُلْوٌ وَأَمَّا وَجْهُهُ فَجَمِيلُ


أبو العيناء
العصر العباسي

الحمدان
01-08-2022, 07:25 AM
أَرَاكَ الْحِمَى شَوْقِي إِلَيْكَ شَدِيدُ
وصَبْرِي وَنَوْمِي في هَوَاكَ شَريدُ

مَضَى زَمَنٌ لَمْ يَأْتِنِي عَنْكَ قَادِمٌ
بِبُشْرَى ولَمْ يَعْطِفْ عَلَيَّ بَرِيدُ

وَحِيدٌ مِنَ الْخُلانِ في أَرْضِ غُرْبَةٍ
أَلا كُلُّ مَنْ يَبْغِي الْوَفَاءَ وَحِيدُ

فَهَلْ لِغَرِيبٍ طَوَّحَتْهُ يَدُ النَّوَى
رُجُوعٌ وَهَلْ لِلْحَائِمَاتِ وُرُودُ

وَهَلْ زَمَنٌ وَلَّى وَعَيْشٌ تَقَيَّضَتْ
غَضَارَتُهُ بَعْدَ الذَّهَابِ يَعُودُ

أُعَلِّلُ نَفْسِي بِالقَدِيمِ وَإِنَّما
يَلَذُّ اقْتِبَالُ الشَّيءِ وَهْوَ جَدِيدُ

وَمَا ذِكْرِيَ الأَيَّامَ إِلَّا لأَنَّها
ذِمَامٌ لِعِرْفَان الصِّبَا وَعُهودُ

فَلَيْسَ بِمَفْقُودٍ فَتىً ضَمَّهُ الثَّرَى
وَلَكِنَّ مَنْ غَالَ الْبِعَاد فَقِيدُ

أَلا أَيُّها الْيَوْمُ الَّذِي لَمْ أَكُنْ لَهُ
ذَكُوراً سِوَى أَنْ قِيلَ لِي هُوَ عِيدُ

أَتَسْأَلُنَا لُبْسَ الجَدِيدِ سَفَاهَةً
وَأَثْوابُنَا ما قَدْ عَلِمْتَ حَدِيدُ

فَحَظُّ أُناسٍ مِنْهُ كَأْسٌ وَقَيْنَةٌ
وَحَظُّ رِجالٍ ذُكْرَةٌ وَنَشِيدُ

لِيَهْنَ بِهِ مَنْ باتَ جَذْلانَ نَاعِماً
أَخَا نَشَوَاتٍ ما عَلَيْهِ حَقُودُ

تَرَى أَهْلَهُ مُسْتَبْشِرينَ بِقُرْبِهِ
فَهُمْ حَوْلَهُ لا يَبْرَحُونَ شُهُودُ

إِذَا سارَ عَنْهُمْ سَارَ وَهْوَ مُكَرَّمٌ
وَإِنْ عَادَ فِيهِمْ عَادَ وَهْوَ سَعِيدُ

يُخَاطِبُ كُلاً بِالَّذِي هُوَ أَهْلُهُ
فَمُبْدِئُ شكُرٍْ تَارَةً وَمُعِيدُ

فَمَنْ لِغَرِيبٍ سَرْنَسُوفُ مُقَامُهُ
رَمَتْ شَمْلَهُ الأَيَّامُ فَهْوَ لَهِيدُ

بِلادٌ بِهَا ما بِالْجَحِيمِ وإِنَّما
مَكَانَ اللَّظَى ثَلْجٌ بِهَا وَجَلِيدُ

تَجَمَّعَتِ الْبُلْغارُ وَالرُّومُ بَيْنَها
وزَاحَمَهَا التَّاتَارُ فَهْيَ حُشُودُ

إِذَا رَاطَنُوا بَعْضاً سَمِعْتَ لِصَوْتِهِمْ
هَدِيداً تَكَادُ الأَرْضُ مِنْهُ تَمِيدُ

قِبَاحُ النَّوَاصِي وَالْوُجُوهِ كَأَنَّهُمْ
لِغَيْرِ أَبِي هَذَا الأَنَامِ جُنُودُ

سَواسِيَةٌ لَيْسُوا بِنَسْلِ قَبيلَةٍ
فَتُعْرَف آباءٌ لَهُمْ وجُدُودُ

لَهُمْ صُوَرٌ لَيْسَتْ وُجُوهاً وإِنَّما
تُنَاطُ إِلَيْهَا أَعْيُنٌ وَخُدودُ

يَخُورُونَ حَولِي كَالْعُجُولِ وَبَعْضُهُمْ
يُهَجِّنُ لَحْنَ الْقَوْلِ حِينَ يُجِيدُ

أَدُورُ بِعَيني لا أَرَى بَيْنَهُمْ فَتىً
يَرُودُ مَعِي في الْقَوْلِ حَيْثُ أَرُودُ

فَلا أَنَا مِنْهُمْ مُسْتَفِيدٌ غَرِيبَةً
وَلا أَنَا فِيهِمْ ما أَقَمْتُ مُفِيدُ

فَمَنْ لِي بِأَيَّامٍ مَضَتْ قَبْلَ هَذِهِ
بِمِصْرَ وَعَيْشِي لَوْ يَدُومُ حَمِيدُ

عَسَى اللهُ يَقْضِي قُرْبَةً بَعْدَ غُرْبَةٍ
فَيَفْرَحَ بِاللُّقْيا أَبٌ ووليد




محمود سامي البارودي

الحمدان
01-08-2022, 09:34 AM
‏إذا قلتُ تجزي الودَّ أو قلتُ ينبري
لها البذلُ يأبى بخلُها واعتلالُها

على أن ميًّا لا أرى كبلائها
من البخلِ ثمّ البخلِ يُرجى نوالُها

ولم يُنسني ميًّا تراخي مزارِها
وصرفُ الليالي مَرُّها وانفتالُها

على أنّ أدنى العهدِ بيني وبينها
تقادمَ إلا أن يزورَ خيالُها


ذو الرمة

الحمدان
01-08-2022, 09:35 AM
‏فقِدمًا عَصَيتُ العاذلاتِ وسُلّطَتْ
على مُصطفى مالي أنامِلِيَ العَشرُ

وما ضرّ جارا يا ابنةَ القومِ فاعلَمي
يُجـاوِرُنـي ألاّ يكـونَ لهُ سِـتـرُ

بعينَيّ عن جاراتِ قوميَ غفلةٌ
وفي السمعِ مني عن حديثِهِمُ وَقرُ


حاتم الطائي

الحمدان
01-09-2022, 09:55 AM
‏أقيموا بني أمّي صدورَ مَطِيّكُم
فإنّي إلى قومٍ سواكُم لأميَلُ

فقد حُمّت الحاجاتُ والليلُ مُقمرٌ
وشُدّت لطِيّاتٍ مطايا وأرحُلُ

وفي الأرض منأىً للكريمِ عن الأذى
وفيها لمن خاف القِلى مُتَعَزّلُ

لَعَمرُكَ ما في الأرض ضيقٌ على امرئٍ
سرى راغبًا أو راهبًا وهو يعقِلُ


الشنفرى الأزدي

الحمدان
01-10-2022, 04:09 AM
لَـعَمرُكَ مـا الـدُنيا بِـدارِ بَـقاءِ

كَـفاكَ بِـدارِ الـمَوتِ دارَ فَناءِ

فَـلا تَعشَقِ الدُنيا أُخَيَّ فَإِنَّما

تَرى عاشِقَ الدُنيا بِجُهدِ بَلاءِ



ابو العتاهية

الحمدان
01-10-2022, 04:13 AM
‏فما كلّ مَن شاء المَعالي ينالُها
ولا كلُّ سَيّارٍ إلى المجدِ يهتدي


أبو فراس الحمداني

الحمدان
01-10-2022, 11:47 AM
والنَّفْسُ كالطِّفْلُ إنْ تُهْمِلُهُ شَبَّ عَلَى

حُــبِّ الـرِّضـاعِ وإنْ تَـفْطِمْهُ يَـنْفَطِمِ

فـاصْـرِفْ هَـواهـا وَحــاذِرْ أنْ تُـوَلِّيَهُ

إنَّ الـهَـوَى مـا تَـوَلَّى يُـصْمِ أَوْ يَـصِمِ



البوصيري

الحمدان
01-10-2022, 08:39 PM
‏إنّ الذي سمك السماءَ بنى لنا
بيـتًا دعـائمُه أعـزُّ وأطـولُ

بيتًا بناه لنا المليكُ وما بنى
حكَمُ السمـاءِ فإنّه لا يُنقَلُ

بيتًا زُرارةُ مُحتَبٍ بفنائه
ومُجاشعٌ وأبو الفوارس نَهشَلُ

الأكثرون إذا يُعَدُّ حَصاهُمُ
والأكرمـون إذا يُعَدُّ الأوّلُ


الفرزدق

الحمدان
01-10-2022, 08:49 PM
‏إنّ الذي سمك السماءَ بنى لنا
بيـتًا دعـائمُه أعـزُّ وأطـولُ

بيتًا بناه لنا المليكُ وما بنى
حكَمُ السمـاءِ فإنّه لا يُنقَلُ

بيتًا زُرارةُ مُحتَبٍ بفنائه
ومُجاشعٌ وأبو الفوارس نَهشَلُ

الأكثرون إذا يُعَدُّ حَصاهُمُ
والأكرمـون إذا يُعَدُّ الأوّلُ


الفرزدق

الحمدان
01-14-2022, 07:04 AM
لَستُ أرثيكَ.. لا يَجوزُ الرِّثاءُ
كيفَ يُرثى الجَلالُ والكِبرياءُ؟

لَستُ أرثيكَ يا كبيرَ المَعالي
ھكذا وَقْفَة المَعالي تَشاءُ

ھكذا تَصعَدُ البُطولَة لِلَّه
وَفيھا مِن مَجْدهِ لألاءُ

ھكذا في مَدارِهِ يَستَقِرُّ
النَجْمُ تَرتَجُّ حَولَه الأرجاءُ

وھوَ يَعلو..تَبقى المَحاجِرُ غَرقى
في سَناهُ وَكُلُّھا أنْداءُ

لَستُ أرثيك..كيفَ يُرثى جنوحُ
الروح لِلخُلْدِ وَھيَ ضَوءٌ وَماءُ

لا اختِلاجٌ بِھا، وَلا كَدَرٌ فيھا
رَؤومٌ.. نَقيَّة.. عَصماءُ

ضَخْمَة..فَرْط كِبْرِھا وَتُقاھا
يستَوي المَوتُ عندَھا والبَقاءُ

كنتُ أرنُو إليكَ يومَ التَّجَلِّي
كنتَ شَمسا تُحيطُھا ظَلماءُ

أسَدا كنتَ طَوَقَت قُرودا
وأميرا حَفَّتْ بِه دَھماءُ

وَھوَ كالفَجرِ مُسْفِرُ الوَجه، صَلْتٌ
بَينَما الكُلُّ أوجُه سَوداءُ

ھكذا وَقفَة المَعالي تَشاءُ
كيفَ أبكيكَ؟.. لآ يَليقُ البُكاءُ

أفَتُبْكى وأنتَ نَجم تَلالا؟
كيفَ يُبكى إذا استَقامَ الضِّياءُ؟

أفَتُبْكى وأنت تَشھَقُ رَمزا
حَدَّ أنْ أشفَقَتْ عَلَيكَ السَّماءُ

فَرْط ما كُنتَ تَدفَعُ الموتَ لِلأرض
وَتَرقى..يَفيضُ منكَ البَھاءُ؟

لَستُ أبكي عَليكَ يا ألَقَ الدُّنيا
أتُبكى في مَجدِھا العَلياءُ؟

أنا أبكي العراق.. أبكي بِلادي
كيفَ في لَحظَة طَواھا الوَباءُ؟

كيفَ في لَحظَة يُطأطِىءُ ذاكَ
المَجدُ ھاماتِه، وَيَھوي الإباءُ؟

بَينَ يَوم وَلَيلَة يا بِلادي
يَتَداعى لِلأرض ذاكَ البِناءُ؟

بَينَ يَوم وَلَيلَةٍ تَتَلاشَى
فيكِ تِلكَ الوجوهُ والأسماءُ؟

كلُّ ذاكَ التَّاريخ..بابلُ..آشورُ
أريدو.. وأور.. والوَركاءُ

كُلُّھا بَينَ لَيلَةٍ وَضُحاھا
وَطِئَتْ فَوقَ ھامِھا الأعداءُ؟

.. وَإذنْ أيُّ حُرمَة لِلَّذي يأتي؟
وَماذا أبقى لَدَينا الفَناءُ؟

ذِمَّة؟؟.. أيُّ ذِمَّة يا بِلادي
بَقيَتْ فيكِ لم تَطأھا الدِّماءُ؟

أيُّ نَفس ما أزھِقَتْ؟..أيُّ عِرض
لَم يَلِغ في عَفافِھ الأدنياءُ؟

أيُّ نَكراءَ لَم تُمارَسْ إلى أنْ
نَسيَ النَّاسُ أنَّھا نَكراءُ؟

ھكذا؟.. بَعدَ كُلِّ ذاكَ التَّعالي؟
بَعدَ عَينَيكَ..ھكذا النَّاسُ ساءُوا؟

أم ھيَ الحِكمَة العَظيمَة شاءَتْ
بِلادي أنْ يَحتَويھا البَلاءُ

لِيَرى أھلُھا إلى أيِّ ذلٍّ بَعدَ
ذاكَ الزَّھْو العَظيم أفاءُوا؟

لِيَرَوا كَيفَ لَحمُھُم يَتَعاوَى
حَولَ الأقرِباءُ والغُرَباءُ

فَإذا الأبعَدون مَحْضَ أكُفٍّ
والسَّكاكينُ كُلُّھا أقرِباءُ

أيُّھا الھائِلُ الذي كانَ سَدَّا
في وجوه الغُزاة مِن حَيثُ جاءُوا

كانَ مَحْضُ اسمِه إذا ذكَرُوهُ
تَتَعَرَّى مِن زَيْفِھا الأشياءُ

وَيَكادُ المُريبُ، لَولا التَّوَقِّي
وَيَكادُ المُنيبُ، لَولا الرَّجاءُ

كُنتَ رَمزا لِفارِس عَرَبيٍّ
حَلَمَتْ عُمرَھا بِھ الأبناءُ

كُلُّ بَيتٍ مِن العُروبَةِ فيه
مِنكَ سِتْرٌ، وَشَمعَة، وَغِطاءُ

فَتَلاقَتْ عَلَيهِ أبوابُ أھلي
لا وِقاءا.. فَأينَ منھا الوِقاءُ؟

أغلَقُوھا عَلَيكَ دَھرا وَلَمَّا
فَتَحُوھا اقشَعَرَّ حتى الھَواءُ

سالَ غابٌ مِن الدَّبى والثَّعابين
لِبغداد ضاقَ عنھ الفَضاءُ

لم تَدَعْ شاخِصا على الأرض إلاَ
لدَغَتْه، حتى الصُّوى الصَّمَّاءُ

ثمَّ ھِيضَتْ بِنا مَلاسِعُھا
السُّودُ بِما ھاجَ حِقدَھا الأجَراءُ

كُلُّ دار في عُقْرِھا الآنَ أفعى
كُلُّ طِفل في مَھدِهِ عَقرَباءُ

وانزَوى أھلُنا كأنْ لم يَرَوھا
أھلُنا طولَ عُمرھِم أبرياءُ

ھكذاھكذا المُروءاتُ تَقضي
ھكذا ھكذا يَكونُ الوَفاءُ

أنْ تَعَضَّ اليَدَ التي دَفَعَتْ عَنكَ
فَفي قَطْعِھا يَزولُ الحَياءُ

وَغَدا حين تَلتَقي أعيُنُ النَاس
فَكَفٌّ كأختِھا بَتراءُ

لا..وحاشا العراق..لَستَ عِراقا
لَو تَمادى عَلَيكَ ھذا الوَباءُ

لَستَ أرضَ الثوّار لو ظلَّ فينا
فَضْلُ عِرق لم تَجْر منھُ الدِماءُ

أنَّه مَرَّ بالتُرابِ ولَم يَسمَعْ
وَقَد ضَجَّ في التُّرابِ النِّداءُ

فَسَلامٌ عليكِ أرضَ الشَّھادات
تَتالى في أرضِكِ الشُّھَداءُ

وَسَلامٌ عَلَيكَ يا آخِرَ الرّاياتِ
ما نالَ مِن سَناكَ العَفاءُ؟

لا، وحاشاكَ..أنتَ سَيفٌ سَيَبقى
وَلَه، وَھوَ في الخلودِ، مَضاءُ

ھَيْبة وَھوَ مُغمَدٌ، فإذا ما سُلَّ
يَجري مِن شَفرَتَيه الضِياءُ

ھكذا أنتَ غائِبا.. فإذا ما
قِيلَ مَيْتا، فَلْتَخْجَل الأحياءُ

رُبَّ مَوتٍ عِدْلَ الحياةِ جَميعا
ھكذا جَدُّكَ الحُسَينُ يُراءُ

لا تُرَعْ سَيِّدي، وَحاشاكَ، أنتَ
الجَبَلُ ال لا تَھُزُّه الأنواءُ

نَحنُ نَبقى بَنيكَ.. مازالَ فينا
مِنكَ ذاكَ الشُّموخُ والكِبرياءُ

لَم يَزَلْ في عِراقِنا منكَ زَھْوٌ
تَتَّقيه الزَّعازِعُ النَّكباءُ

فيه قَومٌ لَو أطبَقَ الكَونُ لَيْلا
أوقَدُوا كَوكَبَ الدِّماءِ وَضاءُوا

أنتَ أدرى بِھِم فَھُم مِنكَ عَزمٌ
وإباءٌ، وَنَخْوَة شَمَّاءُ

وَدِماھُم..لَو أطفِئَتْ غُرَّة الشَّمس
قَناديلُ ما لَھُنَّ انطِفاءُ

جَرَيانَ النَّھرَين تَجري لِتَسقي
فَلْتَسَلْ زَھْوَ أرضِھا كَربَلاءُ

لا تُرَعْ سَيِّدي، وَنَمْ ھاديءَ البال
قَريرَ العيون.. فالأنباءُ

سَوفَ تَأتيكَ ذاتَ يَوم بِأنَّ
الأرضَ دارَتْ، وَضَجَّ فيھا الضِّياءُ


عبد الرزاق عبد الواحد

الحمدان
01-15-2022, 11:12 PM
‏وَهاجَ البَرقُ لَيلَةَ أذرِعاتٍ
هَوًى ما تَستَطيعُ لَهُ طِلابَا

فقلتُ بِحاجةٍ وطَوَيتُ أخرى
فَهـاجَ عليّ بَيـنَـهُـمـا اكتئـابـا

ووَجدٍ قد طَوَيتُ يكادُ منهُ
ضميرُ القلبِ يَلتَهِبُ التِهابا

سَألناها الشفاءَ فما شَفَتنا
وَمَنّتنا المَواعِدَ والخِلابا


جرير

الحمدان
01-16-2022, 10:59 AM
يافاتنًا بالحبِّ قلبي قد مَلكْ
هل أنتَ من بن آدمَ أم مَلَكْ ؟!

في الحبِّ مملكةٌ أنا قلبي وما
إلاكَ عرشَ الحبِّ فيها قد مَلَكْ

عيني إذا نظَرَتْ لحُسنِكَ سبَّحتْ
سبحانَ من خلقَ الجمالَ وجمَّلكْ

في الحُسنِ بدرٌ أنتَ والأفلاكُ همْ
هل يستوي في الحُسنِ بدرٌ والفَلَكْ؟!

حلمٌ وحارَ القلبُ في تأويلِهِ
حتى أتى يومُ العناقِ فأوَّلَكْ

أوصيتُ قلبي فيكَ حتى خانَني
فأراهُ أهملَني فداكَ ودلَّلكْ !

شعري كقطراتِ الندى أرشُّهُ
ليفوحَ عطرُكَ كلما قد بلَّلكْ

وخلقتُ من شعري كهيئةِ بُلبلٍ
ونفختُ فيه فصارَ شعري بُلبلَكْ

و بنيتُ في قلبي لقلبِكَ مَنزلًا
وعشقتُ قلبي حين أمسى منزلَكْ

إن شئتَ قلبي يا حبيبُ فهاكَ هُوْ
أو شئتَ مني الروحَ أنتَ فهيتَ لكْ

يا ليتَ هذا العمرَ يُهدى .. ليتهُ
لوَهبتُ عمري ياحبيبَ العُمرِ لكْ

قلْ لي بربِّكَ أيُّ سرٍّ في الهوى
هذا الهوى يُحيي الذي فيه هلَكْ !

يا من قتلتَ القلبَ حُبًّا ليتني
بالحبِّ أغدو ياحبيبي قاتلَكْ


.....؟؟

الحمدان
01-16-2022, 05:55 PM
‏وأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصلِ رَبُّهُ
وَفِي الهَجرِ فَهْوَ الدهرَ يَرجُو وَيَتّقي

وما كنتُ مِمَّن يَدْخل العِشقُ قَلْبَهُ
وَلَـكِنَّ مَــن يُبْصِر جُفونَكِ يَـعْشَــقِ


المتنبي

الحمدان
01-16-2022, 07:37 PM
فَلَو كُنتُ أَدرِى أَنَّ ما كانَ كائنٌ
حَذِرتُكِ أَيّامَ الفُؤَادُ سَليمُ

ولكن حَسِبتُ الصُّرمَ شَيئاً أُطِيقُهُ
إِذَا رُمتُ أَو حاوَلتُ أَمَّ عَزِيمُ

أَخا الجِنِّ بلِّغهَا السَّلاَمَ فإِنّنى
مِنَ الإِنسٍ مُزوَرُّ الجناحِ كَتُومُ

أخا الجِنِّ لاَ نَدري إِذَا لم يُدِم لنا
خَليلٌ صفاءَ الوُدِّ كيفَ نُدِيمُ

وَلا كيفَ بالهِجرَانِ وَالقَلبُ آلفٌ
وَلاَ كيفَ يَرضَى بالهَوَانِ كَرِيمُ

وأَنتِ التى كلَّفتِنى دَلجَ السُّرَى
وَجُونُ القَطا بالجَلهَتَينِ جُثومُ

وَأنتِ الَّتى قَطَّعتِ قلبى حَزَازَةً
وَقَرَّفتِ قَرحَ القَلبِ فَهوَ سَقِيمُ

فَلَو أنَّ قَولاً يَكلَمُ الجِسمَ قَد بدَا
بِجِسميَ مِن قَولِ الوُشَاةِ كُلومُ


ابن الدمينة

الحمدان
01-16-2022, 07:38 PM
إِنّى لَبَاكٍ وَما عذرِى إِذا هَمَلَت
عَينى عَلَى الإِلفِ قَد جَرَّبتُهُ خانَا

وما بُكاىَ عَلَى ضِنٍّ بِوَصلِكُمُ
وَلا اتّباعُكُمُ بَعدَ الَّذِى كانَا

إِلاّ مَخَافَة أَعدَاءٍ اُحاذِرُهُم
لَمّا رَأَيتُ جَدِيدَ الصُّرمِ قَد حانَا

يا سَلمَ باعَدَ ربُّ النَّاسِ مُصبَحَكُم
مِنَّا وَباعَدَ مِن مُمسَاكِ مُمسَانَا

وَلاَ رأيتُكُمُ فِى أَمنِ غَافيةٍ
حُلماً وَلاَ غَفلةِ الواشينَ يَقظانَا

وَلاَ شَرِبتُ بماءٍ تَشربينَ بِهِ
وَلاَ تجاورَ فِى الأمواتِ قَبرَانَا


ابن الدمينة

عبير بنت شمران
01-17-2022, 02:12 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_02_18_0915_62992c5a5a0030.gif

الحمدان
01-18-2022, 04:04 AM
بَلينا وَما تَبلى النُجومُ الطَوالِعُ
وَتَبقى الجِبالُ بَعدَنا وَالمَصانِعُ

وَقَد كُنتُ في أَكنافِ جارِ مَضِنَّةٍ
فَفارَقَني جارٌ بِأَربَدَ نافِعُ

فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا
وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ

فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ
وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ

وَما الناسُ إِلّا كَالدِيارِ وَأَهلُها
بِها يَومَ حَلّوها وَغَدواً بَلاقِعُ

وَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ

وَما البِرُّ إِلّا مُضمَراتٌ مِنَ التُقى
وَما المالُ إِلّا مُعمَراتٌ وَدائِعُ

وَما المالُ وَالأَهلونَ إِلّا وَديعَةٌ
وَلا بُدَّ يَوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ

وَيَمضونَ أَرسالاً وَنَخلُفُ بَعدَهُم
كَما ضَمَّ أُخرى التالِياتِ المُشايِعُ

وَما الناسُ إِلّا عامِلانِ فَعامِلٌ
يُتَبِّرُ ما يَبني وَآخَرَ رافِعُ

فَمِنهُم سَعيدٌ آخِذٌ لِنَصيبِهِ
وَمِنهُم شَقِيٌّ بِالمَعيشَةِ قانِعُ

أَلَيسَ وَرائي إِن تَراخَت مَنِيَّتي
لُزومُ العَصا تُحنى عَلَيها الأَصابِعُ

أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت
أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ

فَأَصبَحتُ مِثلَ السَيفِ غَيَّرَ جَفنَهُ
تَقادُمُ عَهدَ القَينِ وَالنَصلُ قاطِعُ

فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ مَوعِدٌ
عَلَيكَ فَدانٍ لِلطُلوعِ وَطالِعُ

أَعاذِلَ ما يُدريكَ إِلّا تَظَنِّيّاً
إِذا اِرتَحَلَ الفِتيانُ مَن هُوَ راجِعُ

تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى
أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ

أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتى
وَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ

لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى
وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ

سَلوهُنَّ إِن كَذَّبتُموني مَتى الفَتى
يَذوقُ المَنايا أَو مَتى الغَيثُ واقِعُ


لبيد بن ربيعه

الحمدان
01-18-2022, 08:49 AM
‏مُبَتّلَةٌ هيفاءُ رَودٌ شبابُها
لها مُقلَتا رئمٍ وأسوَدُ فاحِمُ

ووَجهٌ نَقَيُّ اللونِ صافٍ يَزينُهُ
مع الحَليِ لَبّاتٌ لها ومَعاصِمُ

وتضحَكُ عن غُرِّ الثنايا كأنّهُ
ذُرى أُقحُوانٍ نَبتُهُ مُتَناعِمُ

هي الهمُّ لا تدنو ولا يستطيعُها
من العيسِ إلّا الناجِياتُ الرَواسِمُ


الأعشى

الحمدان
01-18-2022, 09:24 AM
‏وأدنَيتِني حتّى إذا ما سَبَيتِني
بِقَولٍ يُحِلُّ العُصمَ سَهلَ الأباطِحِ

تَجافَيتِ عَنّي حينَ لا ليَ حِيلَةٌ
وخَلّفتِ ما خَلّفتِ بَينَ الجَوانِحِ


كثيّر عزّة

الحمدان
01-18-2022, 09:26 AM
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_02_18_0915_62992c5a5a0030.gif


وفيك بارك الله
أشكرك عزيزتي أنفاس الحب
اسعدني مرورك العطر

الحمدان
01-20-2022, 10:53 PM
‏يُحمّلني ما لا أُطيق فأحمِلُ
ويأمُرني أن لا أُفيقَ فأقبَلُ

ويقتلني عَمدًا لأنّي أحبُّه
ومِن عَجَبٍ أنّي أُحِبُّ فأُقتَلُ

أذِلُّ إذا ما عَزّ في الحبّ أو سَطَا
وهل لي إِذا ما عَزّ إلا التّذلّلُ


ابن الدهان

الحمدان
01-20-2022, 10:54 PM
‏ويومًا على ظهر الكثيب تعذّرت
عليّ وآلت حلفةً لم تَحلّلِ

أفاطمَ مهلا بعض هذا التدلّلِ
وإن كنت قد أزمَعت صرمي فأجملي

وإن كنت قد ساءتك منّي خليقةٌ
فسُلّي ثيابي من ثيابك تَنسُل

أغرّك مني أنّ حبك قاتلي
وأنك مهما تأمري القلب يفعل

وما ذرفت عيناك إلا لتقدحي
بسهميك في أعشار قلبٍ مقتّل

......؟

الحمدان
01-20-2022, 10:56 PM
‏كان بشار بن برد ضخم الجثة
مفرط الطول، دخل عليه
أحدُ الأدباء يوما وهو نائم
في دهليزه كأنه جاموس
فسأله: يا أبا معاذ من القائل؟

إِنَّ في حُلَّتي جسمُ فتى ناحلٍ
لَو هبَّت الريحُ به طاحا؟!

قال: أنا
قال: فما حملك على هذا الكذب؟
والله لو بعث الله عليك ريح.
عاد لما حركتك من موضعك!

الحمدان
01-21-2022, 07:00 PM
‏يا مُوقِدَ النارِ بِالعَليَاءِ من إضَمِ
أوقِد فَقَد هِجتَ شَوقًا غَيرَ مُنصَرِمِ

يَا مُوقِدَ النارِ أوقِدَهَا فَإنّ لَها
سَنًا يُهِيجُ فُؤادَ العَاشِقِ السَدِمِ


الأحوص

الحمدان
01-21-2022, 07:00 PM
‏‎يا مُوْقِدَ النَّارِ في قلبي وفي كَبِدي
أَوقَدْتَ ما لَيْسَ يُطْفا آخِرَ الأَبَدِ

أَوقَدْتَ نارَ الهَوى بِالشَّوقِ فَاشْتَعَلَتْ
مِنَ الجَوانِحِ لم تَخْمُدْ ولَم تَكَدِ


.....؟

حسن بن عبدالله
01-21-2022, 09:10 PM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير

الحمدان
01-22-2022, 11:34 PM
‏كذَبَتكَ عينُكَ أم رأيتَ بواسِطٍ
غَلَسَ الظلامِ من الربابِ خيالا

وتعَرّضَت لك بالأباطِحِ بعدما
قطعَت بأبرَقَ خُلّةً ووصالا

وتَغَوّلَت لتَروعَنا جنّيّةٌ
والغانياتُ يُرينَكَ الأهوالا

يمدُدنَ من هفَواتهِنّ إلى الصِبا
سببًا يصِدنَ به الغُواةَ طوالا

الأخطل

الحمدان
01-22-2022, 11:42 PM
‏لا تُخفِ ما صنَعَت بكَ الأشواقُ
واشرَح هواكَ فكلّنا عشّاقُ

قد كانَ يُخفى الحُبُّ لولا دمعُكَ الـ
ـجاري ولولا قلبُكَ الخَفّاقُ

فعسى يُعينُكَ من شكَوتَ له الهوى
في حَملهِ فالعاشقونَ رِفاقُ

لا تَجزَعَنّ فلستَ أوّلَ مُغرَمٍ
فتَكَت به الوجناتُ والأحداقُ


الشاب الظريف

الحمدان
01-22-2022, 11:43 PM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير



منور اخي الغالي ابو تركي
أشكرك جزيل الشكر
لتعقيبك الرائع والمستمر
وفقك الله لكل خير وبارك فيك

الحمدان
01-23-2022, 06:43 AM
أَلا أَيُّها المَوتُ الَّذي لَيسَ تارِكي

أَرِحني فَقَد أَفنَيتَ كُلَّ خَليلِ

أَراكَ مُضِراً بِالَّذينَ أَحبُّهُم

كَأَنَّكَ تَنحو نَحوَهُم بدَليلِ


علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
01-23-2022, 06:44 AM
وَدّعوا بِالدُموع شَهر الصِلاتِ
وَصِلوا فيهِ صَومَكُم بِالصَلاةِ

وَاذكروا اللَه فيهِ ذكراً كَثيراً
لِتَفوزوا بِالأَجر قَبل الفَوات

وَاجبروا ما مَضى بِحُسن اعتِكاف
وَاحتِفال بِشأَنه والتفات

فَهوَ شَهرٌ فيهِ الدُعا مُستَجاب
بِنُصوص مَأثورة عَن ثِقات

فَاطلبوا الآن مِن رَؤوف رَحيم
فيهِ مَحو الذُنوب وَالسيّئات


صالح مجدي بك

الحمدان
01-23-2022, 03:59 PM
‏تَنَحّ عنِ البَطحاءِ إنّ قَدِيمَها
لَنا والجِبالُ الباذِخاتُ الفَوارِعُ

أخَذنا بآفاقِ السماءِ عَلَيكُمُ
لنا قَمَراها والنجومُ الطوالِعُ

الفرزدق

الحمدان
01-23-2022, 03:59 PM
‏كذَبَتكَ عينُكَ أم رأيتَ بواسِطٍ
غَلَسَ الظلامِ من الربابِ خيالا

وتعَرّضَت لك بالأباطِحِ بعدما
قطعَت بأبرَقَ خُلّةً ووصالا

وتَغَوّلَت لتَروعَنا جنّيّةٌ
والغانياتُ يُرينَكَ الأهوالا

يمدُدنَ من هفَواتهِنّ إلى الصِبا
سببًا يصِدنَ به الغُواةَ طوالا

الأخطل

الحمدان
01-24-2022, 05:47 AM
زياد بن معاوية بن ضباب بن
جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة
بن عوف بن سعد بن ذبيان بن
بغيض بن ريث بن غطفان، أبو
أمامة، النابغة لقب بهذا اللقب
لأنّه نبغ في الشعر أي أبدع في
الشعر دفعة واحدة، واختلف
النقاد في تعليله وتفسيره، وهنا
نتناول إحدى قصائده عن
الصداقة التي صنفها على أنّها
قصيدة عامة ونوعها عمودية
من بحر الكامل:[ظ¥]

واستبقِ ودَّكَ للصديقِ ولا تكُن
قَتَباً يَعَضُّ بِغارِبٍ مِلحاحا

فَالرُفقُ يُمنٌ وَالأَناةُ سَعادَةٌ
فَتَأَنَّ في رِفقٍ تَنالُ نَجاحا

وَاليَأسُ مِمّا فاتَ يُعقِبُ راحَةً
وَلِرُبَّ مَطعَمَةٍ تَعودُ ذُباحا

يَعِدُ اِبنَ جَفنَةَ وَاِبنَ هاتِكِ عَرشِهِ
وَالحارِثَينِ بِأَن يَزيدَ فَلاحا

وَلَقَد رَأى أَنَّ الَّذي هُوَ غالَهُم
قَد غالَ حِميَرَ قَيلَها الصَبّاحا

وَالتُبَّعَينِ وَذا نُؤاسٍ غُدوَةً
وَعلا أُذَينَةَ سالِبَ الأَرواحا

الحمدان
01-24-2022, 03:34 PM
‏كفى بِكَ دَاءً أن ترى الموتَ شافِيا
وَحَسبُ المَنايا أن يَكُنّ أمانِيا

تَمَنّيتَها لَمّا تَمَنّيتَ أن ترى
صَديقًا فَأعيا أو عَدُوًّا مُداجِيا


المتنبي

الحمدان
01-26-2022, 05:24 AM
‏إلى كَم ذا العِتابُ ولَيسَ جُرمٌ
وَكَم ذا الاعتِذارُ ولَيسَ ذَنبُ

أمِثلي تُقبَلُ الأقوالُ فيهِ
ومِثلُكَ يَستَمِرُّ عَلَيهِ كِذبُ



.......؟

الحمدان
01-26-2022, 05:32 AM
أعللُ قلبي في الغــرامِ واكـــتمُ
ولكن حالي عن هواي يترجــمُ

وإن فاض دمعي قلتُ جرح مقلتي
لئـــلا يرى حالي العذول فيفهــــمُ

وكنت خالياَ لستُ اعرف ما الهوى
فأصبحت حيــــاً والفــؤاد متــيمُ

رفعت إليكم قصتي أشتكي بها
غرامي ووجدي كي ترقوا وترحموا

وسطرتها من دمع عيني لعلـــها
بمــا حــل بي منــكم إليــكم تترجــمُ

رعــى الله وجــهاَ بالجمــال مبرقعاً
لهُ البدرُعبدٌ والكــواكبُ تخــدمُ

وأسألــكم من غــير حمل مشقةِ
زيارتنا إن الوصــــــــالُ معظـــمُ

وهبتُ لكم روحي عسى تقبلوها
ففي الوصلِ خلدٌ والصدودُ جهنمُ


.....؟

الحمدان
01-26-2022, 06:58 AM
1 بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ
مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفَدْ مَكْبولُ

2 وَمَا سُعَادُ غَداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا
إِلاّ أَغَنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ

3 هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً
لا يُشْتَكى قِصَرٌ مِنها ولا طُولُ

4 تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ
كأنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ

5 شُجَّتْ بِذي شَبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ
صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْوَ مَشْمولُ

6 تَنْفِي الرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ
مِنْ صَوْبِ سارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ

7 أكْرِمْ بِها خُلَّةً لوْ أنَّها صَدَقَتْ
مَوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَِّ النُّصْحَ مَقْبولُ

8 لكِنَّها خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِها
فَجْعٌ ووَلَعٌ وإِخْلافٌ وتَبْديلُ

9 فما تَدومُ عَلَى حالٍ تكونُ بِها
كَما تَلَوَّنُ في أثْوابِها الغُولُ

10 ولا تَمَسَّكُ بالعَهْدِ الذي زَعَمْتْ
إلاَّ كَما يُمْسِكُ الماءَ الغَرابِيلُ

11 فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وَعَدَتْ
إنَّ الأمانِيَّ والأحْلامَ تَضْليلُ

12 كانَتْ مَواعيدُ عُرْقوبٍ لَها مَثَلا
وما مَواعِيدُها إلاَّ الأباطيلُ

13 أرْجو وآمُلُ أنْ تَدْنو مَوَدَّتُها
وما إِخالُ لَدَيْنا مِنْكِ تَنْويلُ

14 أمْسَتْ سُعادُ بِأرْضٍ لا يُبَلِّغُها
إلاَّ العِتاقُ النَّجيباتُ المَراسِيلُ

15 ولَنْ يُبَلِّغَها إلاَّ غُذافِرَةٌ
لها عَلَى الأيْنِ إرْقالٌ وتَبْغيلُ

16 مِنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ
عُرْضَتُها طامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ

17 تَرْمِي الغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ
إذا تَوَقَّدَتِ الحَزَّازُ والمِيلُ

18 ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْمٌ مُقَيَّدُها
في خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ

19 غَلْباءُ وَجْناءُ عَلْكومٌ مُذَكَّرْةٌ
في دَفْها سَعَةٌ قُدَّامَها مِيلُ

20 وجِلْدُها مِنْ أُطومٍ لا يُؤَيِّسُهُ
طَلْحٌ بضاحِيَةِ المَتْنَيْنِ مَهْزولُ

21 حَرْفٌ أخوها أبوها مِن مُهَجَّنَةٍ
وعَمُّها خالُها قَوْداءُ شْمِليلُ

22 يَمْشي القُرادُ عَليْها ثُمَّ يُزْلِقُهُ
مِنْها لِبانٌ وأقْرابٌ زَهالِيلُ

23 عَيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ
مِرْفَقُها عَنْ بَناتِ الزُّورِ مَفْتولُ

24 كأنَّما فاتَ عَيْنَيْها ومَذْبَحَها
مِنْ خَطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ

25 تَمُرُّ مِثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ
في غارِزٍ لَمْ تُخَوِّنْهُ الأحاليلُ

26 قَنْواءُ في حَرَّتَيْها لِلْبَصيرِ بِها
عَتَقٌ مُبينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ

27 تُخْدِي عَلَى يَسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ
ذَوابِلٌ مَسُّهُنَّ الأرضَ تَحْليلُ

28 سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً
لم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْمِ تَنْعيلُ

29 كأنَّ أَوْبَ ذِراعَيْها إذا عَرِقَتْ
وقد تَلَفَّعَ بالكورِ العَساقيلُ

30 يَوْماً يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً
كأنَّ ضاحِيَهُ بالشَّمْسِ مَمْلولُ

31 وقالَ لِلْقوْمِ حادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْ
وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا

32 شَدَّ النَّهارِ ذِراعا عَيْطَلٍ نَصِفٍ
قامَتْ فَجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ

33 نَوَّاحَةٌ رِخْوَةُ الضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها
لَمَّا نَعَى بِكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ

34 تَفْرِي الُّلبانَ بِكَفَّيْها ومَدْرَعُها
مُشَقَّقٌ عَنْ تَراقيها رَعابيلُ

35 تَسْعَى الوُشاةُ جَنابَيْها وقَوْلُهُمُ
إنَّك يا ابْنَ أبي سُلْمَى لَمَقْتولُ

36 وقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنْتُ آمُلُهُ
لا أُلْهِيَنَّكَ إنِّي عَنْكَ مَشْغولُ

37 فَقُلْتُ خَلُّوا سَبيلِي لاَ أبالَكُمُ
فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَّحْمنُ مَفْعولُ

38 كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ
يَوْماً على آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمولُ

40 أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَني
والعَفْوُ عَنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ

41 وقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِراً
والعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبولُ

42 مَهْلاً هَداكَ الذي أَعْطاكَ نافِلَةَ
الْقُرْآنِ فيها مَواعيظٌ وتَفُصيلُ

43 لا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوالِ الوُشاةِ ولَمْ
أُذْنِبْ وقَدْ كَثُرَتْ فِيَّ الأقاويلُ

44 لَقَدْ أقْومُ مَقاماً لو يَقومُ بِه
أرَى وأَسْمَعُ ما لم يَسْمَعِ الفيلُ

45 لَظَلَّ يِرْعُدُ إلاَّ أنْ يكونَ لَهُ
مِنَ الَّرسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْويلُ

46 حَتَّى وَضَعْتُ يَميني لا أُنازِعُهُ
في كَفِّ ذِي نَغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ

47 لَذاكَ أَهْيَبُ عِنْدي إذْ أُكَلِّمُهُ
وقيلَ إنَّكَ مَنْسوبٌ ومَسْئُولُ

48 مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ
مِنْ بَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ

49 يَغْدو فَيُلْحِمُ ضِرْغامَيْنِ عَيْشُهُما
لَحْمٌ مَنَ القَوْمِ مَعْفورٌ خَراديلُ

50 إِذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ لَهُ
أنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إلاَّ وهَوَ مَغْلُولُ

51 مِنْهُ تَظَلُّ سَباعُ الجَوِّ ضامِزَةً
ولا تَمَشَّى بَوادِيهِ الأراجِيلُ

52 ولا يَزالُ بِواديهِ أخُو ثِقَةٍ
مُطَرَّحَ البَزِّ والدَّرْسانِ مَأْكولُ

53 إنَّ الرَّسُولَ لَسَيْفٌ يُسْتَضاءُ بِهِ
مُهَنَّدٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ مَسْلُولُ

54 في فِتْيَةٍ مِنْ قُريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ
بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أسْلَمُوا زُولُوا

55 زالُوا فمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ
عِنْدَ الِّلقاءِ ولا مِيلٌ مَعازيلُ

56 شُمُّ العَرانِينِ أبْطالٌ لُبوسُهُمْ
مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ

57 بِيضٌ سَوَابِغُ قد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ
كأنَّها حَلَقُ القَفْعاءِ مَجْدولُ

58 يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ
ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابِيلُ

59 لا يَفْرَحونَ إذا نَالتْ رِماحُهُمُ
قَوْماً ولَيْسوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا

60 لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاَّ في نُحورِهِمُ
وما لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ


كعب بن زهير

الحمدان
01-26-2022, 02:06 PM
يا صاحِبَيَّ قِفا نَستَخبِرِ الطَلَلا
عَن بَعضِ مَن حَلَّهُ بِالأَمسِ ما فَعَلا

فَقالَ لي الرَبعُ لَمّا أَن وَقَفتُ بِهِ
إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ البَينَ فَاِحتَمَلا

وَخادَعَتكَ النَوى حَتّى رَأَيتَهُمُ
في الفَجرِ يَحتَثُّ حادي عيرِهِم زَجلا

لَمّا وَقَفنا نُحَيِّهِم وَقَد صَرَخَت
هَواتِفُ البَينِ فَاِستَولَت بِهِم أُصُلا

قامَت تَراءَى لِحَينٍ ساقَهُ قَدَرٌ
وَقَد نَرى أَنَّها لَن تَسبِقَ الأَجَلا

بِفاحِمٍ مُكرَعٍ سودٍ غَدائِرُهُ
تَثني عَلى المَتنِ مِنهُ وارِداً جَثَلا

وَمُقلَتَي نَعجَةٍ أَدماءَ أَسلَمَها
أَحوى المَدامِعِ طاوي الكَشحِ قَد خَذَلا

وَنَيِّرِ النَبتِ عَذبٍ بارِدٍ خَصرٍ
كَالأُقحُوانِ عِذابٍ طَعمُهُ رَتِلا

كَأَنَّ إِسفِنطَةً شيبَت بِذَي شَبَمٍ
مِن صَوبِ أَزرَقَ هَبَّت ريحُهُ شَمَلا

وَالعَنبَرَ الأَكلَفَ المَسحوقَ خالَطَهُ
وَالزَنجَبيلَ وَراحَ الشامِ وَالعَسَلا

تَشفي الضَجيعَ بِهِ وَهناً عَوارِضُها
إِذا تَغَوَّرَ هَذا النَجمُ وَاِعتَدَلا

قالَت عَلى رِقبَةٍ يَوماً لِجارَتِها
ما تَأمُرينَ فَإِنَّ القَلبَ قَد تُبِلا

وَهَل لِيَ اليَومَ مِن أُختٍ مُواسِيَةٍ
مِنكُنَّ أَشكو إِلَيها بَعضَ ما عَمِلا

فَجاوَبَتها حَصانٌ غَيرُ فاحِشَةٍ
بِرَجعِ قَولٍ وَأَمرِ لَم يَكُن خَطِلا

إِقني حَياءَكِ في سِترٍ وَفي كَرَمٍ
فَلَستَ أَوَّلَ أُنثى عُلِّقَت رَجُلا

لا تُظهِري حُبَّهُ حَتّى أُراجِعَهُ
إِنّي سَأَكفيكِهِ إِن لَم أَمُت عَجَلا

صَدَّت بِعاداً وَقالَت لِلَّتي مَعَها
بِاللَهِ لوميهِ في بَعضِ الَّذي فَعَلا

وَحَدِّثيهِ بِما حُدِّثتُ وَاِستَمِعي
ماذا يَقولُ وَلا تَعيِي بِهِ جَدَلا

حَتّى يَرى أَنَّ ما قالَ الوُشاةُ لَهُ
فينا لَدَيهِ إِلَينا كُلَّهُ نُقِلا

وَعَرِّفيهِ بِهِم كَالهَزلِ وَاِحتَفِظي
في غَيرِ مَعتَبَةٍ أَن تُغضِبي الرَجُلا

فَإِنَّ عَهدي بِهِ وَاللَهُ يَحفَظُهُ
وَإِن أَتى الذَنبَ مِمَّن يَكرَهُ العَذلا

لَو عِندَنا اِغتيبَ أَو نيلَت نَقيصَتُهُ
ما آبَ مُغتابُهُ مِن عِندِنا جَذِلا

قُلتُ اِسمَعي فَلَقَد أَبلَغتِ في لَطَفٍ
وَلَيسَ يَخفى عَلى ذي اللُبِّ مَن هَزَلا

هَذا أَرادَت بِهِ بُخلاً لِنَعذِرُها
وَقَد نَرى أَنَّها لَن تَعدَمَ العِلَلا

ما سُمِّيَ القَلبُ إِلّا مِن تَقَلُّبِهِ
وَلا الفُؤادُ فُؤاداً غَيرَ أَن عَقَلا

أَمّا الحَديثُ الَّذي قالَت أُتيتُ بِهِ
فَما عَنيتُ بِهِ إِذ جاءَني حَوِلا

ما إِن أَطَعتُ لَها بِالغَيبِ قَد عَلِمَت
مَقالَةَ الكاشِحِ الواشي إِذا مَحَلا

إِنّي لَأَرجِعُهُ فيها بِسُخطَتِهِ
وَقَد أَتاني يُرَجّى طاعَتي نَفَلا



عمر بن أبي ربيعة.. العصر الأموي

الحمدان
01-26-2022, 02:07 PM
‏يا صاحبَـيّ قـفـا نسـتلهـم العِـبرا
من الـزمـان الذي أضحى لنـا أَثـرا

طـفـلٌ وبـهـمٌ وبـســتـانٌ وأغـنـيـةٌ
على شفاه الحيارى أصبحت خبرا

حـــرّ وقـــرّ وأمـطـــــارٌ وهـاجـــرةٌ
تعـود فـي كل عـام تلـفـح البشـرا

والطفل ينمو على أعتاب مدرسـةٍ
يجـاهـد الحـرف حتى يقرأ السُـوُرا


علي بن هجاد

ريحانة شمران
01-28-2022, 03:07 AM
فكأننا في كوكب الزهرة

هاجَ الهواءُ وهاجتِ الغُبْرَة
فكأنَّنَا في كوكبِ الزُّهْرَة
والأرضُ مبْخَرَةٌ تُبَخِّرُنَا
و بَخُورُها سَافٍ بهِ كُدْرَةْ
والسيرُ في طرقاتِ ساحِلِنا
يُحتاجُ فيه لسائقٍ خِبْرَةْ

عبده فايز الزبيدي

الحمدان
01-29-2022, 09:34 AM
‏‎لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ
فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إِنْسَانُ

هِيَ الأُمُورُ كَمَا شَاهَدْتَهَا دُوَلٌ
مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءَتْهُ أَزْمَانُ

وَهَذِهِ الدَّارُ لَا تُبْقِي عَلَى أَحَدٍ
وَلَا يَدُومُ عَلَى حَالٍ لَهَا شَانُ


أبو البقاء الرندي

الحمدان
01-30-2022, 10:55 AM
‏كذَبَتكَ عينُكَ أم رأيتَ بواسِطٍ
غَلَسَ الظلامِ من الربابِ خيالا

وتعَرّضَت لك بالأباطِحِ بعدما
قطعَت بأبرَقَ خُلّةً ووصالا

وتَغَوّلَت لتَروعَنا جنّيّةٌ
والغانياتُ يُرينَكَ الأهوالا

يمدُدنَ من هفَواتهِنّ إلى الصِبا
سببًا يصِدنَ به الغُواةَ طوالا

الأخطل

ريحانة شمران
01-31-2022, 01:50 AM
كجمرةٍ حرّكتها الريح فاشتعلت



أحيوا بذكركِ وجْداً كنتُ أكتُمُهُ
كجمرةٍ حرَّكتها الريحُ فاشتعلتْ

عبده فايز الزبيدي

الحمدان
02-01-2022, 05:10 PM
‏وَإنّي لأستَشفي برُؤيةِ جارِها
إذا مـا لِقـاؤُها عَليّ تَـعَـذّرا


النابغة الجعدي

الحمدان
02-03-2022, 12:21 AM
أصعب أبيات شعر المتنبي
المتنبي هو شاعر وحكيم عربي
وكان من أشهر أدباء العرب
وترك إرث كبير، في الحكم
والشعر، والقصائد، ومن أشعاره


عِشِ اِبقَ اِسمُ سُد قُد جُد مُرِ اِنهَ رِفِ اِسرِ نَل

غِظِ اِرمِ صِبِ اِحمِ اِغزُ اِسبِ رُع زَع دِلِ اِثنِ نُل

وَهَذا دُعاءٌ لَو سَكَتُّ كُفِيتَهُ

لِأَنّي سَأَلتُ اللَهَ فيكَ وَقَد فَعَل

عَذلُ العَواذِلِ حَولَ قَلبِ التائِهِ

وَهَوى الأَحِبَّةِ مِنهُ في سَودائِهِ

يَشكو المَلامُ إِلى اللَوائِمِ حَرَّهُ

وَيَصُدُّ حينَ يَلُمنَ عَن بُرَحائِهِ

وَبِمُهجَتي يا عاذِلي المَلِكُ الَّذي

أَسخَطتُ كُلَّ الناسِ في إِرضائِهِ

إِن كانَ قَد مَلَكَ القُلوبَ فَإِنَّهُ

مَلَكَ الزَمانَ بِأَرضِهِ وَسَمائِهِ

الشَمسُ مِن حُسّادِهِ وَالنَصرُ مِن

قُرَنائِهِ وَالسَيفُ مِن أَسمائِهِ

أَينَ الثَلاثَةُ مِن ثَلاثِ خِلالِهِ

مِن حُسنِهِ وَإِبائِهِ وَمَضائِهِ

مَضَتِ الدُهورُ وَما أَتَينَ بِمِثلِهِ

وَلَقَد أَتى فَعَجَزنَ عَن نُظَرائِهِ

أَتُنكِرُ يا اِبنَ إِسحاقٍ إِخائي

وَتَحسَبُ ماءَ غَيري مِن إِنائي

أَأَنطِقُ فيكَ هُجراً بَعدَ عِلمي

بِأَنَّكَ خَيرُ مَن تَحتَ السَماءِ

وَأَكرَهُ مِن ذُبابِ السَيفِ طَعماً

وَأَمضى في الأُمورِ مِنَ القَضاءِ

وَما أَربَت عَلى العِشرينَ سِنّي

فَكَيفَ مَلِلتُ مِن طولِ البَقاءِ

وَما اِستَغرَقتُ وَصفَكَ في مَديحي

فَأَنقُصَ مِنهُ شَيئاً بِالهِجاءِ

وَهَبني قُلتُ هَذا الصُبحُ لَيلٌ

أَيَعمى العالَمونَ عَنِ الضِياءِ

تُطيعُ الحاسِدينَ وَأَنتَ مَرءٌ

جُعِلتُ فِدائَهُ وَهُمُ فِدائي

وَهاجي نَفسِهِ مَن لَم يُمَيِّز

كَلامي مِن كَلامِهِمِ الهُراءِ

وَإِنَّ مِنَ العَجائِبِ أَن تَراني

فَتَعدِلَ بي أَقَلَّ مِنَ الهَباءِ

وَتُنكِرَ مَوتَهُم وَأَنا سُهَيلٌ

طَلَعتُ بِمَوتِ أَولادِ الزِناءِ

الحمدان
02-04-2022, 05:03 AM
ياجر قلبي جر لدن الغصوني

وغصون سدر جرها السيل جرى

وأهله من أول بالورق يورقوني

على غدير تحته الماء يقرى

على الذي مشيه تخط بهوني

والعصر من بين الفريقين مرى

لا والله اللي بالهوى هوجروني

هجر به الحيلات عيت تسرى

لا مبعد عنهم و لا قربوني

ولا عايف منهم ولاني مورى

واكثر عذاب القلب يوم سنوحوني

بيح بصبري لو بغيت اتدرى

لا ضاق صدري قمت اباري الظعوني

كني غرير بالدلوهة مضرى

وقبلي عليه اشفق وتبكي عيوني

والحال من ود الحبيب تبرى

ان مت فى خدّ بعيد انقلوني

على هدي الزمل مشيه تدرى

ان مت في دافي حشاه ادفنوني

فى مستكن الروح مهوب برى

ياليتهم بالحب ما ولعوني

كان ابعدوا عني بخير وشرى

والا انهم يوم انهم ولعوني

خلوني اقضي حاجتي واتدرى

وياليتهم فى الدرب ما واجهوني

وياليتهم ما زادوا الحر حرى

وياليتهم عن حاجتي سايلوني

يوم اني اقعد عندهم واتحرى

وياليتهم من زادهم اطعموني

انا على زاد اليتيم اتجرى

الخد برق في علو المزوني

تقول براق من الصيف سرى

وقفت عنده شايحات عيوني

كني غرير با للهاوي مضرى



الدجميا رحمه الله
وهو ممن قتلهم الحب

الحمدان
02-04-2022, 05:24 AM
الفرزدق يهجو جريراً
وجواب جرير عليه

لمّا هجا الفرزدق قيساً فيما
يخصّ قتيبة بن مسلم الباهليّ
قال:

أتاني وأهلي بالمدينة وقعةٌ
لآل تميم أقعدت كلّ قائم

كأن رؤوس النّاس إذا سمعوا بها
مشدّخةٌ هاماتها بالأمائم

وما بين من لم يعط سمعاً وطاعةً
وبين تميم غير حرّ الحلاقم

أتغضب عن أذنا قتيبة حزّنا
جهاراً ولم تغضب لقتل ابن خازم

وما منهما غلا نقلنا دماغه
إلى الشّام فوق الشّاحجات الرّواسم

تذبذب في المخلاة تحت بطونها
محذّفة الأذناب جلح المقادم

وما أنت من قيس فتنبح دونها
ولا من تميم في الرؤوس الأعاظم

تخوّفنا أيام قيسٍ ولم تدع
لعيلان أنفا مستقيم الخياشم

لقد شهدت قيسٌ فما كان نصرها
قتيبة إلاّ عضّها بالأباهم


وقال جرير يجيبه

أباهل ما أحببت قتل ابن مسلم
ولا أن تروعوا قومكم بالمظالم

ثم قال يخوّف الفرزدق:

تحضّض يا ابن القين قيساً ليجعلوا
لقومك يوماً مثل يوم الأراقم

كأنك لم تشهد لقيطاً وحاجباً
وعمرو بن عمروٍ إذ دعوا ياآل دارم

ولم تشهد الجونين والشّعث ذا الصّفا
وشدّات قيس يوم دير الجماجم

فيوم الصّفا كنتم عبيداً لعامر
وبالحنو أصبحتم عبيد اللّهازم

إذا عدّت الأيام أخزين دراماً
وتخزيك يا ابن القين أيام دارم

حسن بن عبدالله
02-04-2022, 08:10 PM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير

الحمدان
02-05-2022, 03:26 PM
اهلا اخي الغالي
ومديرنا الرائع ابو حوفان
اسعدني مرورك العطر
وتواجدك بمتصفحي
وفقك الله لكل خير وبارك فيك

الحمدان
02-06-2022, 04:22 AM
هذه قصيدة عبارة عن مدح
لنوفل بن دارم
إذا اكتفيت بقراءة الشطر الأول
من كل بيت فإن القصيدة تصبح
هجاء... فأما قصيدة المدح:

إذا أتيت نوفل بن دارم
أمير مخزوم وسيف هاشم

وجدته أظلم كل ظالم
على الدنانير أو الدراهم

وأبخل الأعراب والأعاجم
بعرضه وسره المكاتم

لا يستحي من لوم كل لائم
إذا قضى بالحق في الجرائم

ولا يراعي جانب المكارم
في جانب الحق وعدل الحاكم

يقرع من يأتيه سن النادم
إذا لم يكن من قدم بقادم

أما قصيدة الذم ...

إذا أتيت نوفل بن دارم
وجدته أظلم كل ظالم

وأبخل الأعراب والأعاجم
لا يستحي من لوم كل لائم

ولا يراعي جانب المكارم
يقرع من يأتيه سن النادم

الحمدان
02-06-2022, 05:37 AM
الخليفة العباسي
قال ذات مرة لأبي نواس هل
تصنع شعراً لا قافية له؟


قال أبو النواس : نعم.
وارتجل من فوره:


ولقد قلت للمليحـــة قولي
من بعيد لمـن يحبك ( ... ) إشارة إلى قبلة

فأشارت بمعصم ثم قالت
من بعيد خلاف قولي ( ... ) إشارة لا

فتنفســـت ساعة ثم إني
قلت للبغـل عند ذلك ( ... ) إشارة امش

الحمدان
02-08-2022, 06:34 AM
مرض اﻹ‌مام أحمد رحمه الله
ذات يوم وﻻ‌زم الفراش،فزاره
صديقه اﻹ‌مام الشافعي رحمه
الله فلما رأى عليه عﻼ‌مات
المرض الشديد اصابه الحزن...

فمرض الشافعي أيضا فلما علم
اﻹ‌مام أحمد بذلك تماسك نفسه
وذهب لرؤية الشافعي في بيته
فلما رآه الشافعي قال :

مرض الحبيب فزرته

فمرضت من اسفي عليه

شُفي الحبيب فزارني

فشُفيت من نظري إليه




اللهم ارزقنا الصحبة الصالحة.

الحمدان
02-09-2022, 02:51 AM
اسبح باسمك الله
وليس سواك اخشاه
واعلم ان لى قدرا سألقاه .. سألقاه


وقد علمت فى صغرى بان عروبتى شرفى
وناصيتى وعنوانى
وكنا فى مدارسنا نردد بعض الحان
نغنى بيننا مثلا
بلاد العرب أوطانى - وكل العرب اخوانى
وكنا نرسم العربي ممشوقا بهامته
له صدر يصد الريح اذ تعوي
مهابا فى عبائته
وكنا محض اطفال
تحركنا مشاعرنا
ونسرح فى الحكايات التى تروى بطولاتنا
وان بلادنا تمتد من أقصى الى أقصى
وان حروبنا كانت لاجل المسجد الاقصى
وان عدونا صهيون
شيطان له ذيل
وان جيوش امتنا
لها فعل كما السيل
سأبحر عندما اكبر
امر بشاطىء البحرين فى ليبيا
واجنى التمر من بغداد فى سوريا
واعبر من موريتانيا الى السودان
اسافر عبر مقديشيو الى لبنان
وكنت اخبىء الاشعار فى قلبى ووجدانى
بلاد العرب اوطاني وكل العرب اخواني
وحين كبرت
لم احصل على تأشيرة للبحر
لم ابحر
وأوقفنى جواز غير مختوم على الشباك
لم اعبر
حين كبرت
لم ابحر ولم اعبر
كبرت انا
وهذا الطفل لم يكبر
تقاتلنا طفولتنا
وافكار تعلمنا مبادئها على يدكم ايا حكام امتنا
تعذبنا طفولتنا
وافكار تعلمنا مبادئها على يدكم ايا حكام امتنا
الستم من نشأنا فى مدارسكم
تعلمنا مناهجكم
الستم من تعلمنا على يدكم بان الثعلب المكار منتظر سيأكل نعجة الحمقى اذا للنوم ما خلدوا
الستم من تعلمتم بان العود محمى بحزمته ضعيف حين ينفرد
لماذا الفرقة الحمقاء تحكمنا
الستم من تعلمنا على يدكم ان اعتصموا بحبل الله واتحدوا

لماذا تحجبون الشمس بالاعلام
تقاسمتم عروبتنا ودخلت بينكم صرنا كما الانعام
سيبقى الطفل فى صدرى يعاديكم
تقسمنا على يدكم فتبت كل ايديكم

انا العربى لا اخجل
ولدت بتونس الخضراء من اصل عمانى
وعمرى زاد عن الف وامى ماتزل تحبل
انا العربى فى بغداد لى نخل
وفى السودان شريانى
انا مصرى موريتانيا وجيبوتى وعمانى
مسيحى وسنى وشيعى و كردى وجرزى وعلوى
انا لا احفظ الاسماء والحكام اذ ترحل
تشتتنا على يدكم
وكل الناس تتكتل
سئمنا من تشتتنا وكل الناس تتكتل
ملئتم فكرنا كذبا ووتزيرا وتأليفا
اتجمعنا يد الله وتبعدنا يد الفيفا

هجرنا ديننا عمدا
فعدنا الاوس والخزرج
نولى جهلنا فينا
وننتظر الغبا مخرج
ايا حكام امتنا سيبقى الطفل فى صدرى يعاديكم
يقاضيكم
ويعلن شعبنا العربي متحدا
فلا السودان منقسم
ولا الجولان محتل
ولا لبنان منكسر يدواى الجرح منفردا
سيجمع لؤلؤات خلجينا العربى فى السودان يزرعها
فينبت حبها فى المغرب العربى قمحا
يعصرون الناس زيتا فى فلسطين الابيه
يشربون الاهل فى الصومال ابدا
سيخرج من عبائتكم رعاها الله
للجمهور متقدا
هو الجمهور لا انتم
هو الحكام لا انتم
اتسمعنى جحافلكم
اتسمعنى دواوين المعاقل فى حكومتكم
هو الحكام لا انتم ولا اخشى لكم احدا
هو الاسلام لا انتم فكفوا عن تجارتكم
والا صار مرتدا
وخافوا ان هذا الشعب حمال
وان النوق ان صرمت
فلن تجدوا لها لبنا ولن تجدوا ولدا

انا باق وشرعى فى الهوا باق
سقينا الذل اوعية
سقينا الجهل ادعية
مللنا السقى والساقى
احذركم
سنبقى رغم فتنتكم
فهذا الشعب موصول
حبائلكم وان ضعفت
فحبل الله مفتول
ساكبر تاركا للطفل
فرشاتى والوانى
ويبقى يرسم العربي
ممشوقا بهامته
ويبقى صوت الحانى
بلاد العرب اوطانى
وكل العرب اخوانى

الشاعر / هشام الجخ

الحمدان
02-09-2022, 03:19 AM
‏أفِق قد أفاق العاشقون وفارقوا الـ
ـهوى واستمرّت بالرجالِ المَرائرُ

زَعِ القلبَ واستَبقِ الحياءَ فإنّما
تُبعّدُ أو تدني الربابَ المَقادرُ

أمِت حبّها واجعل قديم وصالها
وعشرتها أمثالَ من لا تُعاشرُ

وهبها كشيءٍ لم يكن أو كنازحٍ
به الدارُ أو من غَيّبَته المقابرُ


عمر بن أبي ربيعة

الحمدان
02-09-2022, 05:45 AM
‏فَكَيفَ إذَا نَأَتْ وَنَأَيتُ عَنهَا
أُعَزّي النّفسَ أَو أَزَعُ الفُؤادَا


جرير

الحمدان
02-11-2022, 01:33 AM
تسللتُ من خارطات الكآبهْ
لأبدأ في ناهديك السَّهَر
رأيتك في كل حرفين غابه
وما بين سطر وسطر (حياه)
هو الوعد رغم الزنازن
رغم المجوسي,
رغم ابن ملجم..
يبدأ من مقلتيك إلى القلب درباً
تمر عليها خيولُ الصحابه
رأيتك ضعف السنين التي شردتني
تطلّين من جبهة النسمة العابره
ومن أغنيات المنافي
ومن ضحكة الجمرة الثائره
تطلين من عرس قانا الجليل
لنمشي نفس الطريق الجليل
ولو كان يفضي إلى الجلجله
هو الوعد لا الدؤليُّ يشكِّلنا
لنشكل بالحب وجه الكتابه
هو الوعد ليس ابنُ عاصم علَّمنا
كيف نسمع شجو الحروف
إذا نقطة لمعت
تحت باء السحابه
رأيتك والعيس تتبع حادي النجوم
وهودجك الكوكب المنتشي
في سمَات السماء
وخدِّ الصحارى
وهودجك المشترَى
لازمته العيون وأقمارنا الساهرهْ
فلا ترقبي موعداً لانكساري
ولا تحسبي رِدَّة للورود التي..
فتَّحتها بروضي وفودُ الغرابهْ
تطلين سيدتي
والفصول الجديدةُ..
تأبى التأقلم في خاطري


عارف الخاجة .. الامارات

الحمدان
02-11-2022, 01:34 AM
وَقَد أَتَناسى الهَمَّ عِندَ اِحتِضارِهِ

بِناجٍ عَلَيهِ الصَيعَرِيَّةُ مُكدَمِ

كُمَيتٍ كِنازِ اللَحمِ أَو حِميَرِيَّةٍ

مُواشِكَةٍ تَنفي الحَصَى بِمُلَثَّمِ

كَأَنَّ عَلى إِنسائِهِ عِذقَ خَصبَةٍ

تَدَلَّى مِنَ الكافورِ غَيرَ مُكَمَّمِ


المتلمس الضبعي

الحمدان
02-11-2022, 01:34 AM
وَمُستَنبحٍ تَستَكشِفُ الريحُ ثَوبَهُ

لِيَسقُطَ عَنهُ وَهوَ بالثَوبِ مُعصِمُ

عَوى في سَوادِ الَليلِ بَعدَ اِعتِسافِهِ

لِيَنبَحَ كَلبٌ أَو لِيوقِظَ نُوَّمُ

فَجاوَبَهُ مُستَسمِعُ الصَوتِ لِلنَّدى

لَهُ عِندَ إِتيانِ المُحِبِّينَ مَطَعُم

يَكادُ إِذا ما أَبصَرَ الضَيفَ مُقبِلاً

يُكَلِّمُهُ مِن حُبِّهِ وَهوَ أَعجَمُ


المتلمس الضبعي العصر الجاهلي

الحمدان
02-11-2022, 04:11 AM
عَلَيْكَ الْقَطْرُ صَلَّى وَالْغَوَادِيْ
سَلَامًا عَاطِرَاً خَيْرَ الْعِبَادِ

مُحَمَّدُ يَا نَبِيَ الْطُّهْرِ إِنِّيْ
لَمُشْتَاقٌ لِحَوْضِكَ فِيْ الْمَعَادِ

لِأَرْوَىْ مِنْهُ رَقْرَاقًا هَنِيْئًا
فَإِنِّيْ مُغْرَمٌ وَالْقَلْبُ صَادِيْ

إِلَىْ أَنْوَارِكَ الْغَرَّاءِ نَهْفُوْ
وَفِيْنَا الْحُبُّ يَعْبَقُ فِيْ ازْدِيَادِ

إِلَىْ أَنْسَامِ طَيْبَةَ طَارَ شَوْقِيْ
وَيَمَّمْتُ الْحَوَاضِرَ وَالْبَوَادِيْ

وَفِيْ أَفْيَائِهَا سَكَبَتْ دُمُوْعِيْ
ويَهْمِيْ نَحْوَ رَوْضَتِهَا فُؤْادِيْ

فَمَا أَنْ لَاحَ اسْمُكَ فِيْ عُيُوْنِيْ
فَعَافَتْ أَعْيُنِيْ طَعْمَ الْرُّقَادِ

عَلَيْكَ اللّٰهُ صَلَّى يَا حَبِيْبِيْ
شَفِيْعُ الْخَلْقِ إِذْ نَادَىْ الْمُنَادِيْ


مطران محمد يحيى العياشي

الحمدان
02-11-2022, 07:02 PM
قبرَ الوزيرِ، تحيَّة ً وسَلاما
الحلمُ والمعروفُ فيكَ أقاما

ومحاسنُ الأخلاقِ فيك تغيَّبتْ
عاماً، وسوف تغيّب الأَعواما

قد كنت صومعة ً فصرت كنيسة
في ظلِّها صلَّى المطيفُ وصاما

والقومُ حَوْلَكَ يا بن غالي خُشَّعٌ
يقضونَ حقّاً واجباً وذماما

يَسعَوْنَ بالأَبصار نحوَ سَرِيرِه
كالأرض تنشدُ في السماءِ غماما

يبكون موئلهم، وكهفَ رجائهم
والأريحيَّ المفضلَ المقداما

مُتسابقين إلى ثَراك، كأَنهم
ناديكَ في عزٍّ الحياة ِ زحاما

ودُّوا غداة َ نقلتَ بينَ عيونهم
لو كان ذلك مَحشراً وقِياما

ماذا لقيتَ من الرياساتِ العلا
وأخذتَ من نعمِ الحياة ِ جساما؟

اليوم يُغنِي عنك لَوْعَة ُ بائسٍ
وعَزاءُ أَرمَلَة ٍ، وحُزنُ يَتامى

والرأيُ للتاريخ فيك، ففي غدٍ
يزنُ الرجالَ، وينطقُ الأحكاما

يقضي عليهم في البرية ، أو لهم
ويُديمُ حَمداً، أَو يُؤيِّدُ ذاما



أحمد شوقي

الحمدان
02-11-2022, 09:03 PM
متى وأينَ.. وفي أيِّ الزمَاناتِ
سألتقي فيكِ يا أحلى عشيقاتي

دقيقةٌ منكِ لو كانت على عَجلٍّ
بكلِّ ما قد لقينا من جميلاتِ!

يا أيّها الريمُ هذا القلبُ فاستلمي
ولتأخُذيهِ على مرأى الحبيباتِ

علاقةُ الحُبِّ إن أنتِ ابتسمتِ لها
أمامها تنتهي كلُّ العلاقاتِ!

يا طفلةً سَرقت قلبي ورِقَّـتَـهُ
إذ فضّلت بي على عَقلي حماقاتي

تقبّلَتني بأطباعي الغريباتِ
تقبّلَتني بأخطائي وزلّاتي

إذا غَضِبتُ -ولم تُخطئ- تُصالِحُني
تُحبُّني حُبَّ قُرَّائي لأبياتي

وحينَ أقسو عليها ذاتَ مُشكلةٍ
تصيرُ أُمي!، وتنسى كلَّ قسواتي

وجدتُ قلبي أخيراً في ملامحها
وجدتُ حِمصَ وضحكاتي القديماتِ

أُحبّها، و عَطـاءٌ حُبُّ غَانيَـةٍ
فيها منَ الحُبِّ ما يُلغي المَسافاتِ

بكِ اكتفيتُ فلا أُنثى تُحرّكُني
ومن بظِفركِ يا أحلى الأميراتِ؟

كوني حكايةَ أفراحٍ أضيعُ بها
فقد مللتُ حكاياتي الكئيباتِ

هذي الطفولةُ في عينيكِ تمنحُني
كلَّ الأمانِ.. فلا خوفٌ منَ الآتي

كلُّ النساءِ دُخانٌ لا بقاءَ لـهُ
أنتِ الحقيقةُ في عَصرِ الخُرافاتِ!

إن أنتِ أخطأتِ ما كررتهِ خطأً
الصدقُ دينُكِ لو أدّى لمأساةِ

كأنّكِ الصبحُ، بيضاءٌ وواضحةٌ
لا تسلُكينَ طريقاً للخداعاتِ

وغارقٌ فيكِ من رأسي إلى قَدمي
لا تُنقذيني بحقِّ اللهِ مولاتي

لقد قضيتُ حياتي كلّها أملاً
أن ألتقيكِ ولو ضِمنَ الخيالاتِ

فأينَ ألقى أنا أُنثى تُقدّسُني
وتستطيعُ بأحزاني مواساتي؟

وأينَ ألقى التي تقضي على غَضبي
إذا غضبتُ.. بنظراتٍ ضحوكاتِ!

لمّا وجدتكِ صارَ الحُلمُ ملكَ يَدي
وصرتُ أمشي عزيزاً فوقَ آهاتي

كأنَّ أمّي دَعت لي فاستُجيبَ لها
أنّي بغيركِ لا ألقى مسرّاتي!



حذيفة العرجي

الحمدان
02-11-2022, 09:14 PM
وَلَقَدْ لَقِيتَ على الدُّرَيْجَة ِ لَيْلَة ً

كانتْ عليكَ أيامناً وسعودا

لا تغدُرنَّ بوصلِ عزَّة بعدما

أخذتْ عليكَ مواثقاً وعهودا

إنَّ المُحِبَّ إذا أَحَبَّ حَبِيبَهُ

صدقَ الصَّفاءَ وأنجزَ الموعودا

الله يَعلمُ لَوْ أَرَدْتُ زِيَادَة ً

في حبِّ عزَّة َ ما وجدتُ مزيدا

رُهبانُ مديَنَ والذينَ عهدتُهُمْ

يبكونَ مِنْ حذرِ العذابِ قعودا

لو يسمعونَ كما سمعتُ كلامَها

خَرُّوا لِعَزَّة َ رُكَّعاً وسُجودا

والميْتُ يُنشَرُ أَنْ تَمَسَّ عِظَامَهُ

مَسّاً وَيَخْلُدُ أَنْ يَرَاكِ خُلودا


كثير عزه