مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
04-29-2024, 05:12 AM
بِخالَةَ أَو ماءِ الذُنابَةِ أَو سِوى
مَظِنَّةِ كَلبٍ أَو مِياهِ المَواطِرِ
تَرى الراغِبينَ العاكِفينَ بِبابِهِ
عَلى كُلِّ شيزى أُترِعَت بِالعُراعِرِ
لَهُ بِفَناءِ البَيتِ سَوداءُ فَخمَةٌ
تُلَقَّمُ أَوصالَ الجَزورِ العَراعِرِ
بَقِيَّةُ قِدرٍ مِن قُدورٍ تُوُرِّثَت
لِآلِ الجُلاحِ كابِراً بَعدَ كابِرِ
تَظَلُّ الإِماءُ يَبتَدِرنَ قَديمَها
كَما اِبتَدَرَت سَعدٌ مِياهَ قُراقِرِ
وَهُم ضَرَبوا أَنفَ الفَزارِيِّ بَعدَما
أَتاهُم بِمَعقودٍ مِنَ الأَمرِ قاهِرِ
أَتَطمَعُ في وادي القُرى وَجِنابِهِ
وَقَد مَنَعوا مِنهُ جَميعَ المَعاشِرِ
الحمدان
04-29-2024, 05:12 AM
أَخلاقُ مَجدِكَ جَلَّت ما لَها خَطَرٌ
في البَأسِ وَالجودِ بَينَ العِلمِ وَالخَبَرِ
مُتَوَّجٌ بِالمَعالي فَوقَ مَفرِقِهِ
وَفي الوَغى ضَيغَمٌ في صورَةِ القَمَرِ
الحمدان
04-29-2024, 05:12 AM
يَوما حَليمَةَ كانا مِن قَديمِهِمُ
وَعَينُ باغٍ فَكانَ الأَمرُ ما اِئتَمَرا
يا قَومُ إِنَّ اِبنَ هِندٍ غَيرُ تارِكِكُم
فَلا تَكونوا لِأَدنى وَقعَةٍ جَزَرا
الحمدان
04-29-2024, 05:13 AM
صِلُّ صَفاً لا تَنطَوي مِنَ القِصَر
طَويلَةُ الإِطراقِ مِن غَيرِ خَفَر
داهِيَةٌ قَد صَغُرَت مِنَ الكِبَر
كَأَنَّما قَد ذَهَبَت بِها الفِكَر
مَهروتَةُ الشَدقَينِ حَولاءُ النَظَر
تَفتَرُّ عَن عوجٍ حِدادٍ كَالإِبَر
الحمدان
04-29-2024, 05:13 AM
وَدِّع أُمامَةَ وَالتَوديعُ تَعذيرُ
وَما وَداعُكَ مَن قَفَّت بِهِ العيرُ
وَما رَأَيتُكَ إِلّا نَظرَةً عَرَضَت
يَومَ النِمارَةِ وَالمَأمورُ مَأمورُ
إِنَّ القُفولَ إِلى حَيٍّ وَإِن بَعُدوا
أَمسَوا وَدونَهُمُ ثَهلانُ فَالنيرُ
هَل تُبَلِّغنيهِمُ حَرفٌ مُصَرَّمَةٌ
أُجدُ الفَقارِ وَإِدلاجٌ وَتَهجيرُ
قَد عُرِّيَت نِصفَ حَولٍ أَشهُراً جُدُداً
يَسفي عَلى رَحلِها بِالحيرَةِ المورُ
وَقارَفَت وَهيَ لَم تَجرَب وَباعَ لَها
مِنَ الفَصافِصِ بِالنُمِّيِّ سِفسيرُ
لَيسَت تَرى حَولَها إِلفاً وَراكِبُها
نَشوانُ في جَوَّةِ الباغوثِ مَخمورُ
تُلقي الإِوَزّينَ في أَكنافِ دارَتِها
بَيضاً وَبَينَ يَدَيها التِبنُ مَنشورُ
لَولا الهُمامُ الَّذي تُرجى نَوافِلُهُ
لَقالَ راكِبُها في عُصبَةٍ سيروا
كَأَنَّها خاضِبٌ أَظلافَهُ لَهِقٌ
قَهدُ الإِهابِ تَرَبَّتهُ الزَنانيرُ
أَصاخَ مِن نَبأَةٍ أَصغى لَها أُذُناً
صِماخُها بِدَخيسِ الرَوقِ مَستورُ
مِن حِسِّ أَطلَسَ تَسعى تَحتَهُ شِرَعٌ
كَأَنَّ أَحناكَها السُفلى مَآشيرُ
يَقولُ راكِبُها الجِنِّيُّ مُرتَفِقاً
هَذا لَكُنَّ وَلَحمُ الشاةِ مَحجورُ
النابغة الذبياني
الحمدان
04-29-2024, 05:13 AM
أَلا أَبلِغا ذُبيانَ عَنّي رِسالَةٍ
فَقَد أَصبَحَت عَن مَنهَجِ الحَقِّ جائِرَه
أَجِدَّكُمُ لَن تَزجُروا عَن ظُلامَةٍ
سَفيهاً وَلَن تَرعوا لِذي الوُدِّ آصِرَه
فَلَو شَهِدَت سَهمٌ وَأَبناءُ مالِكٍ
فَتُعذِرُني مِن مُرَّةَ المُتَناصِرَه
لَجاؤوا بِجَمعٍ لَم يَرَ الناسُ مِثلَه
تَضاءَلُ مِنهُ بِالعَشِيِّ قَصائِرَه
لَيَهنَأ لَكُم أَن قَد نَفَيتُم بُيوتَنا
مُنَدّى عُبَيدانَ المُحَلِّإِ باقِرَه
وَإِنّي لَأَلقى مِن ذَوي الضِغنِ مِنهُمُ
وَما أَصبَحَت تَشكو مِنَ الوَجدِ ساهِرَه
كَما لَقِيَت ذاتُ الصَفا مِن حَليفِها
وَما اِنفَكَّتِ الأَمثالُ في الناسِ سائِرَه
فَقالَت لَهُ أَدعوكَ لِلعَقلِ وافِياً
وَلا تَغشَيَنّي مِنكَ بِالظُلمِ بادِرَه
فَواثَقَها بِاللَهِ حينَ تَراضَيا
فَكانَت تَديهِ المالَ غِبّاً وَظاهِرَه
فَلَمّا تَوَفّى العَقلَ إِلّا أَقَلَّهُ
وَجارَت بِهِ نَفسٌ عَنِ الحَقِّ جائِرَه
تَذَكَّرَ أَنّى يَجعَلُ اللَهُ جُنَّةً
فَيُصبِحَ ذا مالٍ وَيَقتُلَ واتِرَه
فَلَمّا رَأى أَن ثَمَّرَ اللَهُ مالَهُ
وَأَثَّلَ مَوجوداً وَسَدَّ مَفاقِرَه
أَكَبَّ عَلى فَأسٍ يُحِدَّ غُرابَها
مُذَكَّرَةٍ مِنَ المَعاوِلِ باتِرَه
فَقامَ لَها مِن فَوقِ جُحرٍ مُشَيَّدٍ
لِيَقتُلَها أَو تُخطِئَ الكَفُّ بادِرَه
فَلَمّا وَقاها اللَهُ ضَربَةَ فَأسِهِ
وَلِلبِرِّ عَينٌ لا تُغَمِّضُ ناظِرَه
فَقالَ تَعالي نَجعَلِ اللَهَ بَينَنا
عَلى ما لَنا أَو تُنجِزي لِيَ آخِرَه
فَقالَت يَمينُ اللَهِ أَفعَلُ إِنَّني
رَأَيتُكَ مَسحوراً يَمينُكَ فاجِرَه
أَبى لِيَ قَبرٌ لا يَزالُ مُقابِلي
وَضَربَةُ فَأسٍ فَوقَ رَأسِيَ فاقِرَه
النابغة الذبياني
الحمدان
04-29-2024, 05:14 AM
لَقَد قُلتُ لِلنُعمانِ يَومَ لَقيتُهُ
يُريدُ بَني حُنَّ بِبُرقَةِ صادِرِ
تَجَنَّب بَني حُنَّ فَإِنَّ لِقائَهُم
كَريهٌ وَإِن لَم تَلقَ إِلّا بِصابِرِ
عِظامُ اللُهى أَولادُ عُذرَةَ إِنَّهُم
لَهاميمُ يَستَلهونَها بِالحَناجِرِ
وَهُم مَنَعوا وادي القُرى مِن عَدوِّهِم
بِجَمعٍ مُبيرٍ لِعَدوِّ المُكاثِرِ
مِنَ الوارِداتِ الماءِ بِالقاعِ تَستَقي
بِأَعجازِها قَبلَ اِستِقاءِ الخَناجِرِ
بُزاخِيَّةٍ أَلوَت بِليفٍ كَأَنَّهُ
عِفاءُ قِلاصٍ طارَ عَنها تَواجِرُ
صِغارِ النَوى مَكنوزَةٍ لَيسَ قِشرُها
إِذا طارَ قِشرُ التَمرِ عَنها بِطائِرِ
هُمُ طَرَدوا عَنها بَليّاً فَأَصبَحَت
بَليٌّ بِوادٍ مِن تِهامَةَ غائِرِ
وَهُم مَنَعوها مِن قُضاعَةَ كُلِّها
وَمِن مُضَرَ الحَمراءِ عِندَ التَغاوُرِ
وَهُم قَتَلوا الطائِيَّ بِالحَجرِ عَنوَةً
أَبا جابِرٍ وَاِستَنكَحوا أُمَّ جابِر
النابغة الذبياني
الحمدان
04-29-2024, 05:14 AM
كَتَمتُكَ لَيلاً بِالجَمومَينِ ساهِرا
وَهَمَّينِ هَمّاً مُستَكِنّاً وَظاهِرا
أَحاديثَ نَفسٍ تَشتَكي ما يَريبُها
وَوِردَ هُمومٍ لَم يَجِدنَ مَصادِرا
تُكَلِّفُني أَن يَفعَلَ الدَهرُ هَمَّها
وَهَل وَجَدَت قَبلي عَلى الدَهرِ قادِرا
أَلَم تَرَ خَيرَ الناسِ أَصبَحَ نَعشُهُ
عَلى فِتيَةٍ قَد جاوَزَ الحَيَّ سائِرا
وَنَحنُ لَدَيهِ نَسأَلُ اللَهَ خُلدَهُ
يَرُدَّ لَنا مُلكاً وَلِلأَرضِ عامِرا
وَنَحنُ نُرَجّي الخُلدَ إِن فازَ قِدحُنا
وَنَرهَبُ قِدحَ المَوتِ إِن جاءَ قامِرا
لَكَ الخَيرُ إِن وارَت بِكَ الأَرضُ واحِداً
وَأَصبَحَ جَدُّ الناسِ يَظلَعُ عاثِرا
وَرُدَّت مَطايا الراغِبينَ وَعُرِّيَت
جِيادُكَ لا يُحفي لَها الدَهرُ حافِرا
رَأَيتُكَ تَرعاني بِعَينٍ بَصيرَةٍ
وَتَبعَثُ حُرّاساً عَلَيَّ وَناظِرا
وَذَلِكَ مِن قَولٍ أَتاكَ أَقولُهُ
وَمِن دَسِّ أَعدائي إِلَيكَ المَآبِرا
فَآلَيتُ لا آتيكَ إِن جِئتُ مُجرِماً
وَلا أَبتَغي جاراً سِواكَ مُجاوِرا
فَأَهلي فِداءٌ لِاِمرِئٍ إِن أَتَيتُهُ
تَقَبَّلَ مَعروفي وَسَدَّ المَفاقِرا
سَأَكعَمُ كَلبي أَن يَريبَكَ نَبحُهُ
وَإِن كُنتُ أَرعى مُسحَلانَ فَحامِرا
وَحَلَّت بُيوتي في يَفاعٍ مُمَنَّعٍ
تَخالُ بِهِ راعي الحَمولَةِ طائِرا
تَزِلَّ الوُعولُ العُصمُ عَن قُذُفاتِهِ
وَتُضحي ذُراهُ بِالسَحابِ كَوافِرا
حِذاراً عَلى أَن لا تُنالَ مَقادَتي
وَلا نِسوَتي حَتّى يَمُتنَ حَرائِرا
أَقولُ وَإِن شَطَّت بِيَ الدارُ عَنكُمُ
إِذا ما لَقَينا مِن مَعَدٍّ مُسافِرا
أَلِكني إِلى النُعمانِ حَيثُ لَقيتَهُ
فَأَهدى لَهُ اللَهُ الغُيوثَ البَواكِرا
وَصَبَّحَهُ فُلجٌ وَلا زالَ كَعبُهُ
عَلى كُلِّ مَن عادى مِنَ الناسِ ظاهِرا
وَرَبَّ عَلَيهِ اللَهُ أَحسَنَ صُنعِهِ
وَكانَ لَهُ عَلى البَرِيَّةِ ناصِرا
فَأَلفَيتُهُ يَوماً يُبيدُ عَدوَّهُ
وَبَحرَ عَطاءٍ يَستَخِفَّ المَعابِرا
النابغة الذبياني
الحمدان
04-29-2024, 05:14 AM
نَبِئتُ زُرعَةَ وَالسَفاهَةُ كَاِسمِها
يُهدي إِلَيَّ غَرائِبَ الأَشعارِ
فَحَلَفتُ يا زُرعَ بنِ عَمروٍ أَنَّني
مِمّا يَشُقُّ عَلى العَدوِّ ضِراري
أَرَأَيتَ يَومَ عُكاظَ حينَ لَقيتَني
تَحتَ العَجاجِ فَما شَقَقتَ غُباري
إِنّا اِقتَسَمنا خُطَّتَينا بَينَنا
فَحَمَلتُ بَرَّةَ وَاِحتَمَلتَ فَجارِ
فَلَتَأتِيَنكَ قَصائِدٌ وَلَيَدفَعَن
جَيشٌ إِلَيكَ قَوادِمَ الأَكوارِ
رَهطُ اِبنِ كُوزٍ مُحقِبي أَدراعِهِم
فيهِم وَرَهطُ رَبيعَةَ بنِ حُذارِ
وَلِرَهطِ حَرّابٍ وَقَدٍّ سورَةٌ
في المَجدِ لَيسَ غُرابُهُم بِمُطارِ
وَبَنو قُعَينٍ لا مَحالَةَ أَنَّهُم
آتوكَ غَيرَ مُقَلَّمي الأَظفارِ
سَهِكينَ مِن صَدَءِ الحَديدِ كَأَنَّهُم
تَحتَ السَنَوَّرِ جِنَّةُ البَقّارِ
وَبَنو سُواءَةَ زائِروكَ بِوَفدِهِم
جَيشاً يَقودُهُمُ أَبو المِظفارِ
وَبَنو جَذيمَةَ حَيَّ صِدقٍ سادَةٌ
غَلَبوا عَلى خَبتٍ إِلى تِعشارِ
مُتَكَنِّفي جَنبَي عُكاظَ كِلَيهِما
يَدعو بِها وِلدانُهُم عَرعارِ
قَومٌ إِذا كَثُرَ الصِياحُ رَأَيتَهُم
وُفُراً غَداةَ الرَوعِ وَالإِنفارِ
وَالغاضِرِيّونَ الَّذينَ تَحَمَّلوا
بِلِوائِهِم سَيراً لِدارِ قَرارِ
تَمشي بِهِم أُدمٌ كَأَنَّ رِحالَها
عَلَقٌ هُريقَ عَلى مُتونِ صُوارِ
شُعَبُ العِلافِيّاتِ بَينَ فُروجِهِم
وَالمُحصَناتُ عَوازِبُ الأَطهارِ
بُرُزُ الأَكُفِّ مِنَ الخِدامِ خَوارِجٌ
مِن فَرجِ كُلِّ وَصيلَةٍ وَإِزارِ
شُمُسٌ مَوانِعُ كُلِّ لَيلَةِ حُرَّةٍ
يُخلِفنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغيارِ
جَمعاً يَظَلُّ بِهِ الفَضاءُ مُعَضِّلاً
يَدَعُ الإِكامَ كَأَنَّهُنَّ صَحاري
لَم يُحرَموا حُسنَ الغِذاءِ وَأُمُّهُم
طَفَحَت عَلَيكَ بِناتِقٍ مِذكارِ
حَولي بَنو دودانَ لا يَعصونَني
وَبَنو بَغيضٍ كُلُّهُم أَنصاري
زَيدُ بنُ زَيدٍ حاضِرٌ بِعُراعِرٍ
وَعَلى كُنَيبٍ مالِكُ بنُ حِمارِ
وَعَلى الرُمَيثَةِ مِن سُكَينٍ حاضِرٌ
وَعَلى الدُثَينَةِ مِن بَني سَيّارِ
فيهِم بَناتُ العَسجَدِيَّ وَلاحِقٍ
وُرقاً مَراكِلُها مِنَ المِضمارِ
يَتَحَلَّبُ اليَعضيدُ مِن أَشداقِها
صُفراً مَناخِرُها مِنَ الجِرجارِ
تُشلى تَوابِعُها إِلى أُلّافِها
خَبَبَ السِباعِ الوُلَّهِ الأَبكارِ
إِنَّ الرُمَيثَةَ مانِعٌ أَرماحُنا
ما كانَ مِن سَحَمٍ بِها وَصَفارِ
فَأَصَبنَ أَبكاراً وَهُنَّ بِإِمَّةٍ
أَعجَلنَهُنَّ مَظِنَّةَ الإِعذارِ
النابغة الذبياني
الحمدان
04-29-2024, 05:15 AM
أَلا مَن مُبلِغٌ عَنّي خُزَيماً
وَزَبّانِ الَّذي لَم يَرعَ صِهري
فَإِيّاكُم وَعوراً دامِياتٍ
كَأَنَّ صِلائَهُنَّ صِلاءُ جَمرِ
فَإِنّي قَد أَتاني ما صَنَعتُم
وَما وَشَّحتُمُ مِن شِعرِ بَدرِ
فَلَم يَكُ نَولُكُم أَن تُشقِذوني
وَدوني عازِبٌ وَبِلادُ حَجرِ
فَإِنَّ جَوابَها في كُلِّ يَومٍ
أَلَمَّ بِأَنفُسٍ مِنكُم وَوَفرِ
وَمَن يَتَرَبَّصِ الحَدَثانِ تَنزِل
بِمَولاهُ عَوانٌ غَيرُ بِكرِ
النابغة الذبياني
الحمدان
04-29-2024, 05:15 AM
لَقَد نَهَيتُ بَني ذُبيانَ عَن أُقُرٍ
وَعَن تَرَبُّعِهِم في كُلِّ أَصفارِ
وَقُلتُ يا قَومُ إِنَّ اللَيثَ مُنقَبِضٌ
عَلى بَراثِنِهِ لِوَثبَةِ الضاري
لا أَعرِفَن رَبرَباً حوراً مَدامِعُها
كَأَنَّ أَبكارَها نِعاجُ دُوّارِ
يَنظُرنَ شَزراً إِلى مَن جاءَ عَن عُرُضٍ
بِأَوجُهٍ مُنكِراتِ الرِقِّ أَحرارِ
خَلفَ العَضاريطِ لا يوقَينَ فاحِشَةً
مُستَمسِكاتٍ بِأَقتابٍ وَأَكوارِ
يُذرينَ دَمعاً عَلى الأَشفارِ مُنحَدِراً
يَأمُلنَ رِحلَةَ حِصنٍ وَاِبنِ سَيّارِ
إِمّا عُصيتُ فَإِنّي غَيرُ مُنفَلِتٍ
مِني اللِصابُ فَجَنبا حَرَّةِ النارِ
أَو أَضَعُ البَيتَ في سَوداءِ مُظلِمَةٍ
تُقَيِّدُ العيرَ لا يَسري بِها الساري
تُدافِعُ الناسَ عَنّا حينَ نَركَبُها
مِنَ المَظالِمِ تُدعى أُمَّ صَبّارِ
ساقَ الرُفَيداتِ مِن جَوشٍ وَمِن عِظَمٍ
وَماشَ مِن رَهطِ رَبعِيٍّ وَحَجّارِ
قَرمَي قُضاعَةَ حَلّا حَولَ حُجرَتَهُ
مَدّا عَلَيهِ بِسُلّافٍ وَأَنفارِ
حَتّى اِستَقَلَّ بِجَمعٍ لا كِفاءَ لَهُ
يَنفي الوُحوشَ عَنِ الصَحراءِ جَرّارِ
لا يَخفِضُ الرِزَّ عَن أَرضٍ أَلَمَّ بِها
وَلا يَضِلُّ عَلى مِصباحِهِ الساري
وَعَيَّرَتني بَنو ذُبيانَ خَشيَتَهُ
وَهَل عَلَيَّ بِأَن أَخشاكَ مِن عارِ
النابغة الذبياني
الحمدان
04-29-2024, 05:15 AM
ياعامِ لَم أَعرِفكَ تَنكِرُ سُنَّةً
بَعدَ الَّذينَ تَتابَعوا بِالمَرصَدِ
لَو عايَنَتكَ كُماتُنا بِطُوالَةٍ
بِالحَزوَرِيَّةِ أَو بِلابَةِ ضَرغَدِ
لَثَوَيتَ في قِدٍّ هُنالِكَ موثَقاً
في القَومِ أَو لَثَوَيتَ غَيرَ مُوَسَّدِ
النابغة الذبياني
الحمدان
04-29-2024, 05:16 AM
أَبقَيتَ لِلعَبسيِّ فَضلاً وَنِعمَةً
وَمَحمَدَةً مِن باقِياتِ المَحامِدِ
حِباءُ شَقيقٍ فَوقَ أَعظُمِ قَبرَهُ
وَما كانَ يُحبى قَبلَهُ قَبرُ وافِدِ
أَتى أَهلَهُ مِنهُ حِباءٌ وَنِعمَةٌ
وَرُبَّ اِمرِئٍ يَسعى لِآخَرَ قاعِدِ
النابغة الذبياني
الحمدان
04-29-2024, 05:16 AM
أَهاجَكَ مِن سُعداكَ مَغنى المَعاهِدِ
بِرَوضَةِ نُعمِيٍّ فَذاتِ الأَساوِدِ
تَعاوَرَها الأَرواحُ يَنسِفنَ تُربَها
وَكُلُّ مُلِثٍّ ذي أَهاضيبَ راعِدِ
بِها كُلُّ ذَيّالٍ وَخَنساءَ تَرعَوي
إِلى كُلِّ رَجّافٍ مِنَ الرَملِ فارِدِ
عَهِدتُ بِها سُعدى وَسُعدى غَريرَةٌ
عَروبٌ تَهادى في جَوارٍ خَرائِدِ
لَعَمري لَنِعمَ الحَيِّ صَبَّحَ سِربَنا
وَأَبياتَنا يَوماً بِذاتِ المَراوِدِ
يَقودُهُمُ النُعمانُ مِنهُ بِمُحصَفٍ
وَكَيدٍ يَغُمُّ الخارِجِيَّ مُناجِدِ
وَشيمَةِ لا وانٍ وَلا واهِنِ القُوى
وَجَدٍّ إِذا خابَ المُفيدونَ صاعِدِ
فَآبَ بِأَبكارٍ وَعونٍ عَقائِلٍ
أَوانِسَ يَحميها اِمرُؤٌ غَيرُ زاهِدِ
يُخَطَّطنَ بِالعيدانِ في كُلِّ مَقعَدٍ
وَيَخبَأنَ رُمّانَ الثُدِيِّ النَواهِدِ
وَيَضرِبنَ بِالأَيدي وَراءَ بَراغِزٍ
حِسانِ الوُجوهِ كَالظِباءِ العَواقِدِ
غَرائِرُ لَم يَلقَينَ بَأساءَ قَبلَها
لَدى اِبنِ الجُلاحِ ما يَثِقنَ بِوافِدِ
أَصابَ بَني غَيظٍ فَأَضحَوا عِبادَهُ
وَجَلَّلَها نُعمى عَلى غَيرِ واحِدِ
فَلا بُدَّ مِن عَوجاءَ تَهوي بِراكِبٍ
إِلى اِبنِ الجُلاحِ سَيرُها اللَيلَ قاصِدِ
تَخُبُّ إِلى النُعمانِ حَتّى تَنالَهُ
فِدىً لَكَ مِن رَبٍّ طَريفي وَتالِدي
فَسَكَّنتَ نَفسي بَعدَما طارَ روحُها
وَأَلبَستَني نُعمى وَلَستُ بِشاهِدِ
وَكُنتُ اِمرَأً لا أَمدَحُ الدَهرَ سوقَةٍ
فَلَستُ عَلى خَيرٍ أَتاكَ بِحاسِدِ
سَبَقتَ الرِجالَ الباهِشينَ إِلى العُلى
كَسَبقِ الجَوادِ اِصطادَ قَبلَ الطَوارِدِ
عَلَوتَ مَعَدّاً نائِلاً وَنِكايَةً
فَأَنتَ لِغَيثِ الحَمدِ أَوَّلُ رائِدِ
النابغة الذبياني
الحمدان
04-29-2024, 05:16 AM
أَمِن آلِ مَيَّةَ رائِحٌ أَو مُغتَدِ
عَجلانَ ذا زادٍ وَغَيرَ مُزَوَّدِ
أَفِدَ التَرَجُّلُ غَيرَ أَنَّ رِكابَنا
لَمّا تَزُل بِرِحالِنا وَكَأَن قَدِ
زَعَمَ البَوارِحُ أَنَّ رِحلَتَنا غَداً
وَبِذاكَ خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسوَدُ
لا مَرحَباً بِغَدٍ وَلا أَهلاً بِهِ
إِن كانَ تَفريقُ الأَحِبَّةِ في غَدِ
حانَ الرَحيلُ وَلَم تُوَدِّع مَهدَداً
وَالصُبحُ وَالإِمساءُ مِنها مَوعِدي
في إِثرِ غانِيَةٍ رَمَتكَ بِسَهمِها
فَأَصابَ قَلبَكَ غَيرَ أَن لَم تُقصِدِ
غَنيَت بِذَلِكَ إِذ هُمُ لَكَ جيرَةٌ
مِنها بِعَطفِ رِسالَةٍ وَتَوَدُّدِ
وَلَقَد أَصابَت قَلبَهُ مِن حُبِّها
عَن ظَهرِ مِرنانٍ بِسَهمٍ مُصرَدِ
نَظَرَت بِمُقلَةِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍ
أَحوى أَحَمِّ المُقلَتَينِ مُقَلَّدِ
وَالنَظمُ في سِلكٍ يُزَيَّنُ نَحرَها
ذَهَبٌ تَوَقَّدُ كَالشِهابِ الموقَدِ
صَفراءُ كَالسِيَراءِ أُكمِلَ خَلقُها
كَالغُصنِ في غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِ
وَالبَطنُ ذو عُكَنٍ لَطيفٌ طَيُّهُ
وَالإِتبُ تَنفُجُهُ بِثَديٍ مُقعَدِ
مَحطوطَةُ المَتنَينِ غَيرُ مُفاضَةٍ
رَيّا الرَوادِفِ بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
قامَت تَراءى بَينَ سَجفَي كِلَّةٍ
كَالشَمسِ يَومَ طُلوعِها بِالأَسعُدِ
أَو دُرَّةٍ صَدَفِيَّةٍ غَوّاصُها
بَهِجٌ مَتى يَرَها يُهِلَّ وَيَسجُدِ
أَو دُميَةٍ مِن مَرمَرٍ مَرفوعَةٍ
بُنِيَت بِآجُرٍّ تُشادُ وَقَرمَدِ
سَقَطَ النَصيفُ وَلَم تُرِد إِسقاطَهُ
فَتَناوَلَتهُ وَاِتَّقَتنا بِاليَدِ
بِمُخَضَّبٍ رَخصٍ كَأَنَّ بَنانَهُ
عَنَمٌ يَكادُ مِنَ اللَطافَةِ يُعقَدِ
نَظَرَت إِلَيكَ بِحاجَةٍ لَم تَقضِها
نَظَرَ السَقيمِ إِلى وُجوهِ العُوَّدِ
تَجلو بِقادِمَتَي حَمامَةِ أَيكَةٍ
بَرَداً أُسِفَّ لِثاتُهُ بِالإِثمِدِ
كَالأُقحُوانِ غَداةَ غِبَّ سَمائِهِ
جَفَّت أَعاليهِ وَأَسفَلُهُ نَدي
زَعَمَ الهُمامُ بِأَنَّ فاها بارِدٌ
عَذبٌ مُقَبَّلُهُ شَهِيُّ المَورِدِ
زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ
عَذبٌ إِذا ما ذُقتَهُ قُلتَ اِزدُدِ
زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ
يُشفى بِرَيّا ريقِها العَطِشُ الصَدي
أَخَذَ العَذارى عِقدَها فَنَظَمنَهُ
مِن لُؤلُؤٍ مُتَتابِعٍ مُتَسَرِّدِ
لَو أَنَّها عَرَضَت لِأَشمَطَ راهِبٍ
عَبَدَ الإِلَهِ صَرورَةٍ مُتَعَبِّدِ
لَرَنا لِبَهجَتِها وَحُسنِ حَديثِها
وَلَخالَهُ رُشداً وَإِن لَم يَرشُدِ
بِتَكَلُّمٍ لَو تَستَطيعُ سَماعَهُ
لَدَنَت لَهُ أَروى الهِضابِ الصُخَّدِ
وَبِفاحِمٍ رَجلٍ أَثيثٍ نَبتُهُ
كَالكَرمِ مالَ عَلى الدِعامِ المُسنَدِ
فَإِذا لَمَستَ لَمَستَ أَجثَمَ جاثِماً
مُتَحَيِّزاً بِمَكانِهِ مِلءَ اليَدِ
وَإِذا طَعَنتَ طَعَنتَ في مُشَهدِفٍ
رابي المَجَسَّةِ بِالعَبيرِ مُقَرمَدِ
وَإِذا نَزَعتَ نَزَعتَ عَن مُستَحصِفٍ
نَزعَ الحَزَوَّرِ بِالرَشاءِ المُحصَدِ
وَإِذا يَعَضُّ تَشُدُّهُ أعضاؤهُ
عَضَّ الكَبيرِ مِنَ الرِجالِ الأَدرَدِ
وَيَكادُ يَنزِعُ جِلدَ مَن يُصلى بِهِ
بِلَوافِحٍ مِثلِ السَعيرِ الموقَدِ
لا وارِدٌ مِنها يَحورُ لِمَصدَرٍ
عَنها وَلا صَدِرٌ يَحورُ لِمَورِدِ
النابغة الذبياني
الحمدان
04-29-2024, 05:17 AM
أَهاجَ قَذاءَ عَينِيَ الإِذِّكارُ
هُدُوّاً فَالدُموعُ لَها اِنحِدارُ
وَصارَ اللَيلُ مُشتَمِلاً عَلَينا
كَأَنَّ اللَيلَ لَيسَ لَهُ نَهارُ
وَبِتُّ أُراقِبُ الجَوزاءَ حَتّى
تَقارَبَ مِن أَوائِلِها اِنحِدارُ
أُصَرِّفُ مُقلَتَيَّ في إِثرِ قَومٍ
تَبايَنَتِ البِلادُ بِهِم فَغاروا
وَأَبكي وَالنُجومُ مُطَلِّعاتٌ
كَأَن لَم تَحوِها عَنّي البِحارُ
عَلى مَن لَو نُعيتُ وَكانَ حَيّاً
لَقادَ الخَيلَ يَحجُبُها الغُبارُ
دَعَوتُكَ يا كُلَيبُ فَلَم تُجِبني
وَكَيفَ يُجيبُني البَلَدُ القِفارُ
أَجِبني يا كُلَيبُ خَلاكَ ذَمُّ
ضَنيناتُ النُفوسِ لَها مَزارُ
أَجِبني يا كُلَيبُ خَلاكَ ذَمُّ
لَقَد فُجِعَت بِفارِسِها نِزارُ
سَقاكَ الغَيثُ إِنَّكَ كُنتَ غَيثاً
وَيُسراً حينَ يُلتَمَسُ اليَسارُ
أَبَت عَينايَ بَعدَكَ أَن تَكُفّا
كَأَنَّ غَضا القَتادِ لَها شِفارُ
وَإِنَّكَ كُنتَ تَحلُمُ عَن رِجالٍ
وَتَعفو عَنهُمُ وَلَكَ اِقتِدارُ
وَتَمنَعُ أَن يَمَسَّهُمُ لِسانٌ
مَخافَةَ مَن يُجيرُ وَلا يُجارُ
وَكُنتُ أَعُدُّ قُربي مِنكَ رِبحاً
إِذا ما عَدَّتِ الرِبحَ التِجارُ
فَلا تَبعَد فَكُلٌّ سَوفَ يَلقى
شَعوباً يَستَديرُ بِها المَدارُ
يَعيشُ المَرءُ عِندَ بَني أَبيهِ
وَيوشِكُ أَن يَصيرَ بِحَيثُ صاروا
أَرى طولَ الحَياةِ وَقَد تَوَلّى
كَما قَد يُسلَبُ الشَيءُ المُعارُ
كَاَنّي إِذ نَعى النّاعي كُلَيباً
تَطايَرَ بَينَ جَنبَيَّ الشَرارُ
فَدُرتُ وَقَد عَشِيَّ بَصَري عَلَيهِ
كَما دارَت بِشارِبِها العُقارُ
سَأَلتُ الحَيَّ أَينَ دَفَنتُموهُ
فَقالوا لي بِسَفحِ الحَيِّ دارُ
فَسِرتُ إِلَيهِ مِن بَلَدي حَثيثاً
وَطارَ النَومُ وَاِمتَنَعَ القَرارُ
وَحادَت ناقَتي عَن ظِلِّ قَبرٍ
ثَوى فيهِ المَكارِمُ وَالفَخارُ
لَدى أَوطانِ أَروَعَ لَم يَشِنهُ
وَلَم يَحدُث لَهُ في الناسِ عارُ
أَتَغدوا يا كُلَيبُ مَعي إِذا ما
جَبانُ القَومِ أَنجاهُ الفِرارُ
أَتَغدوا يا كُلَيبُ مَعي إِذا ما
حُلوقُ القَومِ يَشحَذُها الشِفارُ
أَقولُ لِتَغلِبٍ وَالعِزُّ فيها
أَثيروها لِذَلِكُمُ اِنتِصارُ
تَتابَعَ إِخوَتي وَمَضوا لِأَمرٍ
عَلَيهِ تَتابَعَ القَومُ الحِسارُ
خُذِ العَهدَ الأَكيدَ عَلَيَّ عُمري
بِتَركي كُلَّ ما حَوَتِ الدِيارُ
وَهَجري الغانِياتِ وَشُربَ كَأسٍ
وَلُبسي جُبَّةً لا تُستَعارُ
وَلَستُ بِخالِعٍ دِرعي وَسَيفي
إِلى أَن يَخلَعَ اللَيلَ النَهارُ
وَإِلّا أَن تَبيدَ سَراةُ بَكرٍ
فَلا يَبقى لَها أَبَداً أَثارُ
عدي بن ربيعه
الحمدان
04-29-2024, 05:17 AM
كُلَيبُ لا خَيرَ في الدُنيا وَمَن فيها
إِن أَنتَ خَلَّيتَها في مَن يُخَلّيها
كُلَيبُ أَيُّ فَتى عِزٍّ وَمَكرُمَةٍ
تَحتَ السَفاسِفِ إِذ يَعلوكَ سافيها
نَعى النُعاةُ كُلَيباً لي فَقُلتُ لَهُم
مادَت بِنا الأَرضُ أَم مادَت رَواسيها
لَيتَ السَماءَ عَلى مَن تَحتَها وَقَعَت
وَحالَتِ الأَرضُ فَاِنجابَت بِمَن فيها
أَضحَت مَنازِلُ بِالسُلّانِ قَد دَرَسَت
تَبكي كُلَيباً وَلَم تَفزَع أَقاصيها
الحَزمُ وَالعَزمُ كانا مِن صَنيعَتِهِ
ما كُلَّ آلائِهِ يا قَومُ أُحصيها
القائِدُ الخَيلَ تَردي في أَعِنَّتَها
زَهواً إِذا الخَيلُ بُحَّت في تَعاديها
الناحِرُ الكومَ ما يَنفَكُّ يُطعِمُها
وَالواهِبُ المِئَةَ الحَمرا بِراعيها
مِن خَيلِ تَغلِبَ ما تُلقى أَسِنَّتُها
إِلّا وَقَد خَصَّبَتها مِن أَعاديها
قَد كانَ يَصبِحُها شَعواءَ مُشعَلَةً
تَحتَ العَجاجَةِ مَعقوداً نَواصيها
تَكونُ أَوَّلَها في حينِ كَرَّتِها
وَأَنتَ بِالكَرِّ يَومَ الكَرِّ حاميها
حَتّى تُكَسِّرَ شَزاراً في نُحورِهِم
زُرقَ الأَسِنَّةِ إِذ تُروى صَواديها
أَمسَت وَقَد أَوحَشَت جُردٌ بِبَلقَعَةٍ
لِلوَحشِ مِنها مِنها مَقيلٌ في مَراعيها
يَنفُرنَ عَن أُمِّ هاماتِ الرِجالِ بِها
وَالحَربُ يَفتَرِسُ الأَقرانَ صاليها
يُهَزهِزونَ مِنَ الخَطِّيِّ مُدمَجَةً
كُمتاً أَنابيبُها زُرقاً عَواليها
نَرمي الرِماحَ بِأَيدينا فَنورِدُها
بيضاً وَنُصدِرُها حُمراً أَعاليها
يارُبَّ يَومٍ يَكونُ الناسُ في رَهَجٍ
بِهِ تَراني عَلى نَفسي مُكاويها
مُستَقدِماً غَصصاً لِلحَربِ مُقتَحِماً
ناراً أُهَيِّجُها حيناً وَأُطفيها
لا أَصلَحَ اللَهُ مِنّا مَن يُصالِحُكُم
ما لاحَتِ الشَمسُ في أَعلى مَجاريها
عدي بن ربيعه
الحمدان
04-29-2024, 07:03 AM
قال أحد أصحاب الإمام أحمد بن حنبل-رحمه الله-له:"يا أبا عبدالله؛هذه القصائد الرقاق
التي في ذكر الجنة والنار،أي شيئ
تقول فيها؟"قال:"مثل أي شيئ؟
قال:"يقولون إذاماقال لي ربي
أما أستحييت تعصيني؟ وتخفي الذنب عن خلقي...
وبالعصيان تأتيني ؟!
"فقال:"أعد علي"قال:فأعدت عليه،فقام ودخل بيته ورد الباب،
فسمعت نحيبه من داخل البيت،
وهو يقول:
إذا ماقال لي ربي:أما أستحييت
تعصيني؟!وتخفي الذنب عن خلقي... وبالعصيان تأتيني؟
فأخذ الإمام يردد الأبيات ويبكي
حتى أصبح له صوت شديد،
حتى قال بعض تلاميذه: كاد يهلك الإمام من كثرة البكاء !
إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني ..؟
وتُـخفي الذنبَ عن خلقيَ وبالعصيانِ تأتيني
فكيف أجيبُ يا ويحي ومن ذا سوف يحميني؟
أسُلي النفس بالآمالِ من حينٍ الى حيني ..
وأنسى ما وراءُ الموت ماذا سوف تكفيني
كأني قد ضّمنتُ العيش ليس الموت يكفيني
وجائت سكرة الموتُ الشديدة من سيحميني؟؟
نظرتُ الى الوُجوهِ أليـس منُهم سيفدينـــي؟
سأسأل ما الذي قدمت في دنياي ينجيني
فكيف إجابتي من بعد ما فرطت في ديني
ويا ويحي ألــــم أسمع كلام الله يدعوني؟؟
ألــــم أسمع بما قد جاء في قاف ويسِ
ألـــم أسمع مُنادي الموت يدعوني يناديي
فيا ربــــاه عبدُ تــائبُ من ذا سيؤويني ؟
سوى رب غفور واسعُ للحقِ يهدييني
أتيتُ إليكَ فارحمني وثقــّـل في موازيني
وخفَفَ في جزائي أنتَ أرجـى من يجازيني
********
الحمدان
04-29-2024, 10:48 AM
رفع الإِلَهُ عَلَى المَآذِنِ ذِكْرَهُ
فَأَثَارَ حُبًّا فِي القُلُوبِ عَظِيمَا
أَمَرَ الإِلهُ المُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمَا
- اللهم صلِ وسلم وبارك على نبينا مُحمد
الحمدان
04-29-2024, 12:19 PM
وَفُكَّت بِكَ الأَسرى الَّتي شُيِّدَت لَها
مَحابِسُ ما فيها حَميمٌ يَزورُها
عَلى حينَ أَعيا المُسلِمينَ فِكاكُها
وَقالوا سُجونُ المُشرِكينَ قُبورُها
الحمدان
04-29-2024, 12:19 PM
خَلَت بَعدَنا مِن آلِ لَيلى المَصانِعُ
وَهاجَت لَنا الشَوقُ الدِيارُ البَلاقِعُ
أَبيتُ وَجَنبي لا يُلائِمُ مَضجَعاً
إِذا ما اِطمَأَنَّت بِالجُنوبِ المَضاجِعُ
أَتاني مِنَ المَهدِيِّ قَولٌ كَأَنَّما
بِهِ اِحتَزَّ أَنفى مُدمِنُ الضِغنِ جادِعُ
وَقُلتُ وَقَد خِفتُ الَّتي لا شَوىً لَها
بِلا حَدَثٍ إِنّي إِلى اللَهِ راجِعُ
وَمالي إِلى المَهدِيِّ لَو كُنتُ مُذنِباً
سِوى حِلمِهِ الصافي مِنَ الناسِ شافِعُ
وَلا هُوَ عِندَ السُخطِ مِنهُ وَلا الرِضا
بِغَيرِ الَّذي يَرضى بِهِ لِيَ صانِعُ
عَلَيهِ مِنَ التَقوى رداءٌ يَكُنُّهُ
وَلِلحَقِّ نورٌ بَينَ عَينَيهِ ساطِعُ
يُغَضُّ لَهُ طَرفُ العُيونِ وَطَرفُهُ
عَلى غَيرِهِ مِن خَشيَةِ اللَهِ خاشِعُ
هَلِ البابُ مُفضٍ بي إِلَيكَ اِبنَ هاشِمٍ
فَعذرىَ إِن أَفضى بِيَ البابُ ناصِعُ
أَتَيت امرَأً أَطلَقتَهُ مِن وِثاقِهِ
وَقَد أُنشِبَت في أَخدَعَيهِ الجَوامِعُ
وَجَلّى ضَبابَ العُدمِ عَنهُ وَراشَهُ
وَأَنهَضَهُ مَعروفُكَ المُتَتابِعُ
فَقُلتُ وَزيرٌ ناصِحٌ قَد تَتابَعَت
عَلَيهِ بِإِنعامِ الإِمامِ الصَنائِعُ
وَما كانَ لي إِلّا إِلَيكَ ذَريعَةٌ
وَما مَلِكٌ إِلّا إِلَيهِ الذَرائِعُ
وَإِن كانَ مَطوِيّاً عَلى الغَدرِ كَشحُهُ
فَلَم أَدرِ مِنهُ ما تُجِنُّ الأَضالِعُ
وَقُل مِثلُ ما قالَ اِبنُ يَعقوبِ يوسِفُ
لإِخوانِهِ قَولاً لَهُ القَلبُ نائِعُ
تَنَفَّس فَلا تَثريبَ إِنَّكَ آمِنٌ
وَإِنّي لَكَ المَعروفَ وَالقَدرَ جامِعُ
فَما الناسُ إِلّا ناظِرٌ مُتَشَوِّقٌ
إِلى كُلِّ ما تُسدي إِلَيَّ وَسامِعُ
مروان بن أبي حفصه
الحمدان
04-29-2024, 12:20 PM
إِذا ما تَذَكَّرتُ النَظيمَ وَمُطرِقاً
خَنَنتُ وَأَبكاني النَظيمُ وَمُطرِقُ
تَحِنُّ قَلوصي نَحوَ صَنعاءَ إِذ رَأَت
سَماءَ الحَيا مِن نَحوِ صَنعاءَ تَبرُقُ
تَحِنُّ إِلى مَرعىً بِصَنعاءَ مُخضِبٍ
وَشربٍ رَواءٍ ماؤُهُ لا يُرَنذَقُ
وَقَد وَثِقَت أَن سَوفَ يَصبَحُ رَبَّها
إِذا وَرَدتَ أَحواضَ مَعنٍ وَيَغبُقُ
تَؤُمُّ شُرَيكِيّاً تأَلَّلَ بِالحَيا
مَخائِلُهُ لِلشّائِمينَ فَتَصدُقُ
الحمدان
04-29-2024, 12:20 PM
وَما خُلِقَت إِلّا لِبَذلٍ أَكُفُّهُم
وَأَلسُنُهُم إِلّا لِتَحبيرِ مَنطِقِ
فَيَوماً يُبارونَ الرِياحَ سَماحَةً
وَيَوماً لِبَذلِ الخاطِبِ المُتَشَدِّقِ
الحمدان
04-29-2024, 12:20 PM
إِعصِ الهَوى وَتَعَزَّ عَن سُعداكا
فَلَمِثلُ حِلمِكَ عَن هَواكَ نَهاكا
أَحيا لَنا سُنَنَ النّبِيِّ سَمِيُّهُ
قَدَّ الشِراكِ بِهِ قَرَنتَ شِراكا
الحمدان
04-29-2024, 12:20 PM
أَسَلمَ بنَ عَمرٍ وَقَد تَعاطَيتَ خُطَّةً
تُقَصِّرُ عَنها بَعدَ طولِ عَنائِكا
وَإِنّي لَسَبّاقٌ إِذ الخَيلُ كُلِّفَت
مَدى مائَةٍ أَو غايَةً فَوقَ ذَلِكا
فَدَع سابِقاً إِن عاوَدَتكَ عَجاجَةٌ
سَنابِكُهُ أَو هَينَ مِنكَ سَنابِكا
رَأَيتَ اِمرَأً نالَ اللُها فَحَسَدتَهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا أَن تَموتَ بِدائِكا
طَلَبتَ مِنَ المَهدِيِّ شَطرَ حِبائِهِ
فَقالَ لَكَ المَهدِيُّ لَستَ هُنالِكا
فَما أَعوَلَت أُمٌّ عَلى اِبنٍ وَلا بَكى
عَلى يوسُفٍ يَعقوبُ مِثلَ بُكائِكا
عَضَضتَ عَلى كَفَّيكَ حَتّى كَأَنَّما
رُزِئتَ الَّذي أُعطيتُ مِن صُلبِ مالِكا
حُبيتُ بِأَوقارِ البِغالِ وَإِنَّما
سَرابُ الضُحى ما تَدَّعي مِن حِبائِكا
وَما نِلت حَتّى شِبتَ إِلّا عَطِيَّةً
تَقومُ بِها مَصرورةً في رِدائِكا
وَما عِبتَ مِن قَسَمِ المُلوكِ لِشاعِرٍ
بِهِ خُصَّ عَفواً مِن أُولي وَأُولئِكا
فَأُقسِمُ لَولا اِبنُ الرَبيعِ وَرفدُهُ
لما اِبتَلَّتِ الدَلوُ الَّتي في رِشائِكا
الحمدان
04-29-2024, 12:21 PM
أَمسى المَشيبُ مِنَ الشَبابِ بَديلاً
ضَيفاً أَقامَ فَما يُريدُ رَحيلاً
وَالشَيبُ إِذ طَرَدَ السَوادَ بَياضُهُ
كَالصُبحِ أَحدَثَ لِلظَلامِ أُفولا
إِنَّ الغَواني طالَما قَتَّلنَنا
بِعُيونِهُنَّ وَلا يَدين قَتيلا
مِن كُلِّ آنِسَةٍ كَأَنَّ حِجالَها
ضُمِّنَّ أَحوَرَ في الكِناسِ كَحيلا
أَردَينَ عُروَةَ وَالمُرَقِّشَ قَبلَهُ
كُلٌّ أُصيبَ وَما أَطاقَ ذُهولا
وَلَقَد تَرَكنَ أَبا ذُؤَيبٍ هائِماً
وَلَقَد تَبَلنَ كُثَيِّراً وَجَميلا
وَتَرَكنَ لابنِ أَبي رَبيعَةَ مَنطِقاً
فيهِنَّ أَصبَحَ سائِراً مَحمولا
إِلّا أَكُن مِمَّن قَتَلنَ فَإِنَّني
مِمَّن تَرَكنَ فُؤادَهُ مَخبولا
لَو كانَ جَدُّكُمُ شُرَيكٌ والِداً
لِلَّناسِ لَم تَلِدِ النِساءُ بَخيلا
الحمدان
04-29-2024, 12:21 PM
نَفَحتَ مُكافِئاً عَن قَبرِ مَعنٍ
لَنا مِمّا تَجودُ بِهِ سِجالا
فَعَجَّلتَ العَطِيَّةَ يا اِبنَ يَحيى
بِتَأدِيَةٍ وَلَم تُرِدِ المِطالا
فَكافَأَ عَن صَدى مَعنٍ جَوادٌ
بِأَجوَدِ راحَةِ بَذَلت نَوالا
بَني لَكَ خالِدٌ وَأَبوكَ يَحيى
بِناءً في المَكارِمِ لَن يُنالا
كَأَنَّ البَرمَكِيَّ بِكُلِّ مالٍ
تَجودُ بِهِ يَداهُ يُفيدُ مالا
الحمدان
04-29-2024, 12:21 PM
تَشابَهَ يَومَا بَأسِهِ وَنَوالِهِ
فَما أَحَدٌ يَدري لأَيِّهِما الفَضلُ
شَبيهُ أَبيهِ مَنظَرا وَخَليقَةً
كَما حُذِيَت يَوماً عَلى أُختِها النَعلُ
الحمدان
04-29-2024, 12:22 PM
إِذا أُمُّ طِفلٍ راعَها جوعُ طِفلِها
دَعتهُ بِإِسمِ الفَضلِ فَاِعتَصَم الطِفلُ
لِيَحيا بِكَ الإِسلامُ إِنَّكَ عِزُّهُ
وَإِنَّكَ مِن قَومٍ صَغيرُهُم كَهلُ
الحمدان
04-29-2024, 12:22 PM
وَقالوا الطالِقانُ يُجِنُّ كَنزاً
سَيَأتينا بِهِ الدَهرُ المُدي
لُ
فَأَقبَلَ مُكدِياً لَهُمُ بِيَحيى
وَكَنزُ الطالِقانِ لَهُ زَميلُ
الحمدان
04-29-2024, 12:22 PM
كَأَنَّ الَّتي يَومَ الرَحيل تَعَرَّضَت
لَنا مِن ظِباءِ الرَملِ أَدماءُ مُعزِلُ
تَصُدُّ لِمَكحولِ المَدامِعِ لابنٍ
إِذا خَلَّفَتهُ خَلفَها الطَرفَ يُعمِلُ
بَنو مَطَرٍ يَومَ اللِقاءِ كَأَنَّهُم
أُسودُ لَها في غيلِ خَفّانَ أَشبُلُ
هُمُ يَمنَعونَ الجارَ حَتّى كَأَنَّما
لِجارِهِمُ بَينَ السِماكَينِ مَنزِلُ
بَهاليلُ في الإِسلامِ سادوا وَلَم يَكُن
كَأَوَّلِهِم في الجاهِلِيَّةِ أَوَّلُ
هُمُ القَومُ إِن قالوا أًصابوا وإِن دُعوا
أَجابوا وَإِن أَعطوا أَطابوا وَأَجزَلوا
وَما يَستَطيعُ الفاعِلونَ فِعالَهُم
وَإِن أَحسَنوا في النائِباتِ وَأَجمَلوا
ثَلاثٌ بِأَمثالِ الجِبالِ حُباهُمُ
وَأَحلامُهُم مِنها لَدى الوَزنِ أَثقَلُ
تَجَنَّبَ لا في القَولِ حَتّى كَأَنَّهُ
حَرامٌ عَلَيهِ قَولُ لا حينَ تَسأَلُ
تَشابَهُ يَوماهُ عَلَينا فَأَشكَلا
فَلا نَحنُ نَدري أَيُّ يَومَيهِ أَفضَلُ
أَيَومُ نَداهُ الغَمرُ أَم يَومُ بِأسِهِ
وَما مِنهُما إِلّا أَغَرُّ مُحَجَّلُ
الحمدان
04-29-2024, 12:22 PM
شِفاءُ الصَدى ماءُ المَساويكِ وَالَّذي
بِهِ الريقُ مِن خَملٍ يُغازِلُها طفلُ
فَيا حَبَّذا ذاكَ السِواكُ وَحَبَّذا
بِهِ البَرَدُ العَذبُ الغَريضُ الَّذي يَجلو
الحمدان
04-29-2024, 12:23 PM
قاسَيتُ شِدَّةَ أَيّامي فَما ظَفَرَت
يَدايَ مِنها بِصابٍ وَلا عَسَلِ
وَلا أُغَيِّرُ شَيبي بِالخِضابِ وَهَل
في العَقلِ تَغييرُ شَيبِ الرَأسِ بِالحيلِ
الحمدان
04-29-2024, 12:23 PM
أَلَم تَرَ أَنَّ الجودَ مِن لَدنِ آدَمٍ
تَحَدَّرَ حَتّى صارَ في راحَةِ الفَضلِ
إِذا ما أَبو العَبّاسِ راحَت سَماؤُهُ
فَيالَكَ مِن هَطلٍ وَيالَكَ مِن وَبلِ
الحمدان
04-29-2024, 12:23 PM
صَحا بَعدَ جَهلٍ فَاِستَراحَت عَواذِلُه
وَأَقصَرنَ عَنهُ حينَ أَقصَرَ باطِلُه
وَقالَ الغَواني قَد تَوَلّى شَبابُهُ
وَبُدِّلَ شَيبا بِالخِضابِ يُقاتِلُه
يُقاتِلُهُ كَيما يَحولَ خِضابُهُ
وَهيهاتَ لا يَخفى عَلى اللَحظِ ناصِلُه
وَمَن مُدَّ في أَيّامِهِ فَتَأَخَّرَت
مَنِيَّتُهُ فَالشَيبُ لا شَكَّ شامِلُه
إِلَيكَ قَصَرنا النِصفَ مِن صَلَواتِنا
مَسيرَةَ شَهرٍ بَعدَ شَهرٍ نُواصِلُه
فَلا نَحنُ نَخشى أَن يَخيبَ رَجاؤُنا
إِلَيكَ وَلكِن أَهنأُ الخَيرِ عاجِلُه
هُوَ المَرءُ أَمّا دينُهُ فَهوَ ما نِعٌ
صَئونٌ وَأَمّا مالَهُ فَهوَ باذِلُه
أَمَرَّ وَأَحلى ما بَلا الناسُ طَعمَهُ
عِقاب أَمير المُؤمِنينَ وَنائِلُه
أَبِيٌّ لِما يَأبي ذَوو الحَزمِ وَالتُقى
فَعولٌ إِذا ما جَدَّ بِالأَمرِ فاعِلُه
تَروكُ الهَوى لا السُخطُ مِنهُ وَلا الرِضا
لَدى مَوطِنٍ إِلّا عَلى الحَقِّ حامِلُه
يَرى أَنَّ مُرَّ الحَقِّ أَحلى مَغَبَّةً
وَأَنجى وَلَو كانَت زُعافاً مَناهِلُه
صَحيحُ الضَمريِ سِرُّهُ مِثلُ جُرِهِ
قِياسَ الشِراكِ بِالشِراكِ تُقابِلُه
فَإِنَّ طَليقَ اللَهِ مَن هُوَ مُطلِقٌ
وَإِنَّ قَتيلَ اللَهِ مَن هُوَ قاتِلُه
كَأَنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ مُحَمَّداً
أَبو جَعفَرٍ في كُلِّ أَمرٍ يُحاوِلُه
كَفاكُم بِعَبّاس أَبي الفَضلِ والداً
فَما مِن أَبٍ إِلّا أَبو الفَضلِ فاضِلُه
مروان بن أبي حفصه
الحمدان
04-29-2024, 12:24 PM
لَعَمري لِنَعمَ الغَيثُ غَيثٌ أَصابَنا
بِبَغدادَ مِن أَرضِ الجَزيرَةِ وَابِلُه
فَكُنّا كَحَيٍّ صَبَّحَ الغَيثُ أَهلَهُ
وَلَم تَرتَحِل أَظعانُهُ وَرَواحِلُه
الحمدان
04-29-2024, 12:24 PM
لَنَدبِكَ أَحزانٌ وَسابِقُ عَبرَةٍ
أَثَرنَ دَماً مِن داخِلِ الجَوفِ مُنقَعا
تَجَرَّعتُها مِن بِعدِ مَعنٍ بِمَوتِهِ
لَأَعظَم مِنها ما اِحتَسى وَتَجَرَّعا
وَمِن عَجَبٍ أَن بِتَّ بِالرُزءِ ثاوِياً
وَبِتُّ بِما خَوَّلتَني متَمَتِّعا
وَلَو أَنَّني أَنصَفتُكَ الوُدَّ لَم أَبِت
خِلافَكَ حَتّى نَنطَوي في الرَدى مَعا
أَلِمّا بِمَعنٍ ثُمَّ قولا لِقَبرِهِ
سَقَتكَ الغَوادي مَربَعاً بعدَ مَربَعا
فَيا قَبرَ مَعنٍ أَنتَ أَوَّلُ حُفرَةٍ
مِنَ الأَرضِ خُطَّت لِلسَّماحَةِ مَضجَعا
وَيا قَبرَ مَعنٍ كَيفَ وارَيتَ جودُهُ
وَقَد كانَ مِنهُ البَرُّ وَالبَحرُ مُترَعا
بَلى قَد وَسِعتَ الجودَ وَالجودُ مَيِّتٌ
وَلَو كانَ حَيّاً ضِقتَ حَتّى تَصَدَّعا
وَلَمّا مَضى مَعنٌ مَضى الجودُ وَاِنقَضى
وَأَصبَحَ عِرنينُ المَكارِمِ أَجدَعا
وَما كانَ إِلّا الجودَ صورَةُ وَجهِهِ
فَعاشَ رَبيعاً ثُمَّ وَلّى وَوَدَّعا
وَكُنتَ لِدارِ الجودِ يا مَعنُ عامِراً
وَقَد أَصبَحَت قَفراً مِنَ الجودِ بَلقَعا
فَتىً عيشَ في مَعروفِهِ بَعدَ مَوتِهِ
كَما كانَ بَعدَ السَيلِ مَجراهُ مَرتَعا
تَمَنّى أُناس شَأوَهُ مِن ضَلالِهِم
فَأَضحَوا عَلى الأَذقانِ صَرعى وَظُلَّعا
تَعَزَّ أَبا العَبّاسِ عَنهُ وَلا يَكُن
عَزاؤُكَ مِن مَعنٍ بِأَن تَتَضَعضَعا
أَبى ذِكرُ مَعنٍ أَن تَموتَ فعالُهُ
وَإِن كانَ قَد لاقى حِماماً وَمَصرَعا
فَما ماتَ مَن كُنتَ اِبنَهُ لا وَلا الَّذي
لَهُ مِثلُ ما أَبقى أَبوكَ وَما سَعى
مروان بن أبي حفصه
الحمدان
04-29-2024, 12:24 PM
لَمّا سَمِعتُ بِبَيعَةٍ لِمُحَمَّدٍ
شَفَتِ النُفوسَ وَأَذهَبَت أَحزانَها
بايَعتُ مُغتَبِطاً وَلَو لَم تَنبَسِط
كَفّي لِبَيعَتِهِ قَطَعتُ بَنانَها
رَجَحَت زُبَيدَةُ وَالنِساءُ شَوائِلٌ
وَاللَهُ أَرجَحُ بِالتُقى ميزانَها
الحمدان
04-29-2024, 12:25 PM
موسى وَهارونَ هُما اللَذانِ
في كُتُبِ الأَخبارِ يوجَدانِ
مِن وَلَدِ المَهدِيِّ مُهدِيّانِ
قُدّاً عِنانَينِ عَلى عِنانِ
قَد أَطلَقَ المَهدِيُّ لي لِساني
وَشَدَّ أَزري ما بِهِ حَباني
مِنَ اللُجَينِ وَمِنَ العِقبانِ
عيدِيَّةٌ شاحِطَةُ الأَثمانِ
لَو خايَلَت دِجلَةَ بِالأَلبانِ
إِذاً لَقيلَ اِشتَبَهَ النَهرانِ
الحمدان
04-29-2024, 12:25 PM
قَد أَمَّنَ اللَهُ مِن خَوفٍ وِمِن عَدَمٍ
مَن كانَ مَعنٌ لَهُ جاراً مِنَ الزَمَنِ
مَعنُ بنُ زائِدَةَ الموفي بِذِمَّتِهِ
وَالمُشتَري المَجدَ بِالغالي مِنَ الثَمَنِ
يَرى العَطايا الَّتي تَبقى مَحامِدُها
غُنماً إِذا عَدَّها المُعطي مِنَ الغَبَنِ
بَني لِشَيبانَ مَجداً لازَوالَ لَهُ
حَتّى تَزولُ ذُرى الأَركانِ مِن حَضَنِ
الحمدان
04-29-2024, 12:25 PM
هاجَت هَواكَ بَواكِرُ الأَظعانِ
يَومَ اللِوى فَظَلِلتَ ذا أَحزانِ
لَولا رَجاؤُكَ ما تَخَطَّت ناقَتي
عَرضَ الدَبيلِ وَلا قُرى نَجرانِ
نِعمَ المُناخُ لِراغِبٍ وَلِراهِبٍ
مِمَّن تُصيبُ جَوائِحُ الأَزمانِ
مَعنُ بنُ زائِدَةَ الَّذي زيدَت بِهِ
شَرَفاً عَلى شَرَفٍ بَنو شَيبانِ
جَبَلٌ تَلودُ بِهِ نِزارٌ كُلَّها
صَعبُ الذُرى مُتَمَنِّعُ الأَركانِ
إِن عُدُّ أَيّامُ الفَعالِ فَإِنَّما
يَوماهُ يَومُ نَدىً وَيَومُ طِعانِ
تَمضي أَسِنَّتُهُ وَيُسفِرُ وَجهُهُ
في الرَوعِ عِندَ تَغَيُّرِ الأَلوانِ
يَكسو الأَسِرَّةَ والمَنابِرَ بَهجَةً
وَيَزينُها بِجَهارَةٍ وَبيانِ
كِلتا يَدَيكَ أَبا الوَليدِ مَعَ النَدى
خُلِقَت لِقائِمٍ مُنصُلِ وَعِنانِ
جَلَبَ الجِيادَ مِنَ العَراقِ عَوابِساً
قُبَّ البُطونِ يُقَدنَ بِالأَرسانِ
جُرداً مُحَنَّبَةً تُعاضِدُ في السُرى
بِالبيدِ كُلَّ شِمِلَّةٍ مِذعانِ
مِن كُلِّ سَلهَبَةٍ يَبينُ بِنَحرِها
وَقعُ القَنا وَأَقَبَّ كَالسَرحانِ
حَتّى أَغَرنَ بِحَضرَموتَ شَوازِباً
مُقوَرَّةً كَكَواسِرِ العِقبانِ
مَطَرٌ أَبوكَ أَبو الوَليدِ إِذا عَلا
بِالسَيفِ حازَ هَجائِنَ النُعمانِ
نَفسي فِداءُ أَبي الوَليدِ إِذا عَلا
رَهَجُ السَنابِكِ وَالرِماحُ دَواني
ما زِلتَ يَومَ الهاشِمِيَّةِ مُعلِماً
بِالسَيفِ دونَ خَليفَةِ الرَحمانِ
فَمَنَعتَ حَوزَتَهُ وَكُنتَ وِقاءَهُ
مِن وَقعِ كُلِّ مُهَنَّدٍ وَسِنانِ
أَنتَ الَّذي تَرجو رَبيعَةُ سَيبَهُ
وَتُعِدُّهُ لِنُوائِبِ الحَدَثانِ
فُتَّ الَّذينَ رَجَوا نَداكَ وَلَم يَنَل
أَدنى بِنائكَ في المَكارِمِ باني
إِنّي رَأَيتُكَ بِالمَحامِدِ مُغرَماً
تَبتاعُها بِرَغائِبِ الأَثمانِ
فَإِذا صَنَعتَ صَنيعَةً أَتمَمتَها
وَرَبَيتَها بِفَوائِدِ الإِحسانِ
مروان بن أبي حفصه
الحمدان
04-29-2024, 12:26 PM
بِدَولَةِ جَعفَرٍ حُمِدَ الزَمانُ
لَنا بِكَ كُلَّ يَومٍ مِهرَجانُ
جَعَلتُ هَدِيَّتي لَكَ فيهِ وَشياً
وَخَيرُ الوَشى ما نَسجَ اللِسانُ
الحمدان
04-29-2024, 12:26 PM
طافَ الخَيالُ وَحَيِّهِ بِسلامِ
أَنّي أَلَمَّ وَلَيسَ حينَ لِمامِ
يا اِبنَ الَّذي وَرِث النّبِيَّ مُحَمَّداً
دونَ الأَقارِبِ مِن ذَوي الأَرحامِ
أَلوَحيُ بِينَ بَني البَناتِ وَبَينَكُم
قَطَعَ الخِصامَ فَلاتَ حينَ خِصامِ
ما لِلنِّساءِ مَعَ الرِجالِ فَريضَةٌ
نَزَلَت بِذلِكِ سورَةُ الأَنعامِ
أَنّي يَكونُ وَلَيسَ ذاكَ بِكائِنٍ
لِبَني البَناتِ وِراثَةُ الأَعمامِ
أَلغى سِهامَهُمُ الكِتابُ فَحاوَلوا
أَن يَشرَعوا فيها بِغَيرِ سِهامِ
ظَفِرَت بَنو ساقي الحَجيجِ بِحَقِّهِم
وَغُرِرتُمُ بِتَوَهُّمِ الأَحلامِ
خَلّوا الطَريقَ لِمَعشَرٍ عاداتُهُم
حَطمُ المَناكِبِ كُلَّ يَومِ زِحامِ
وَاِرضَوا بِما قَسَمَ الإِلهُ لَكُم بِهِ
وَدَعوا وِراثَةَ كُلِّ أَصيَدَ حامِ
مروان بن أبي حفصه
الحمدان
04-29-2024, 12:26 PM
ظَفِرتَ فَلا شَلَّت يَدٌ بَر مَكِيَّةٌ
رَتَقتَ بِها الفَتقَ الَّذي بَينَ هاشِم
عَلى حينَ أَعيا الراتِقينَ التِئامُهَ
فَكَفّوا وَقالوا لَيسَ بِالمُتَلائِمِ
فَأَصبَحتَ قَد فازَت يَداكَ بِخُطَّةٍ
مِنَ المَجدِ باقٍ ذِكرُها في المَواسِمِ
وَما زالَ قِدحُ المُلكِ يَخرُجُ فائِزاً
لَكُم كُلَّما ضُمَّت قِداحُ المُساهِمِ
الحمدان
04-29-2024, 12:26 PM
إِلى المُصطَفى المَهدِيِّ خاضَت ركابُنا
دُجى اللَيلِ يَخبِطنَ السَريحِ المُخَدَّما
يَكونُ لَها نورُ الإِمامِ مُحَمَّدٍ
دَليلاً بِهِ تَسري إِذا اللَيلُ أَظلَما
إِذا هُنَّ أَلقَينَ الرِحالَ بِبابِهِ
حَطَطنَ بِهِ ثَقلاً وَأَدرَكنَ مَغنَما
إِلى طاهِرِ الأَخلاقِ ما نالَ مِن رِضاً
وَلا غَضَبٍ مالاً حَراماً وَلا دَما
الحمدان
04-29-2024, 12:27 PM
رَأَيتُ اِبنَ مَعنٍ أَنطَقَ الناسَ جودُهُ
فَكَلَّفَ قَولَ الشِعرِ مَن كانَ مُفحَما
وَأَرخَصَ بِالعَدلِ السِلاحِ بِأَرضِنا
فَما يَبلُغُ السَيفُ المُهَنَّدُ دِرهِما
الحمدان
04-29-2024, 12:27 PM
إِلى مَلِكٍ مِثلِ بَدرِ الدّجى
عَظيمِ الفِناءِ رَفيعِ الدِعَم
قَريعِ نِزارٍ غَداةَ الفَخارِ
وَلَو شِئتُ قُلتُ جَميعَ الأُمَم
لَهُ كَفُّ جودٍ تُفيدُ الغِنى
وَكَفٌّ تُبيدُ بِسَيفِ النِقَم
الحمدان
04-29-2024, 12:27 PM
طَرَقَتكَ زائِرَةً فَحَيِّ خَيالَها
بَيضاءُ تُخلِطُ بِالحَياءِ دَلالَها
قادَت فُؤادَكَ فَاِستَقادَ وَمِثلُها
قادَ القُلوبَ إِلى الصِبا فَأَمالَها
وَكَأَنَّما طَرَقَت بِنَفحَةِ رَوضَةٍ
سَحَّت بِها دِيَمُ الرَبيعِ ظِلالَها
باتَت تُسائِلُ في المَنامِ مُعَرِّساً
بِالبيدِ أَشعَثَ لا يَمَلُّ سُؤالَها
في فِتيَةِ هَجَعوا غِراراً بَعدَما
سَئِمو مُراعَشَةَ السُرى وَمِطالَها
فَكَأَنَّ حَشوَ ثِيابِهِم هِندِيَّةٌ
نَحَلَت وَأَغفَلَتِ العُيونُ صَقالَها
وَضَعوا الخُدودَ لَدى سَواهِمَ جُنَّحٍ
تَشكو كُلومَ صِفاحِها وَكَلالَها
طَلَبَت أَميرَ المُؤمِنينَ فَواصَلَت
بَعدَ السُرى بِغُدُوِّها آصالَها
نَزَعَت إِلَيكَ صَوادِياً فَتَقاذَفَت
تَطوي الفَلاةَ حُزونَها وَرِمالَها
يَتبَعنَ ناجِيَةً يَهُزُّ مِراحُها
بَعدَ النُحولِ تَليلَها وَقَذالِها
هَوجاءَ تَدَّرِعُ الرُبا وَتَشُقُّها
شَقَّ الشَموسِ إِذا تُراعُ جِلالَها
تَنجو إِذا رُفِعَ القَطيعُ كَما نَجَت
خَرجاءُ بادَرَتِ الظَلامَ رِئالَها
كَالقَوسِ ساهِمَةٌ أَتَتكَ وَقَد تُرى
كَالبُرجِ تَملأُ رَحلَها وَحِبالَها
أَحيا أَميرُ المُؤمِنينَ مُحَمَّدٌ
سُنَنَ النّبِيِّ حَرامَها وَحَلالَها
مَلِكٌ تَفَرَّعَ نَبعُهُ مِن هاشِمٍ
مَدَّ الإِلهُ عَلى الأَنامِ ظِلالَها
جَبَلٌ لِأُمَّتِهِ تَلوذُ بِرُكنِهِ
رادى جِبالَ عَدُوِّها فَأَزالَها
لَم تَغشَها مِمّا تَخافُ عَظيمَةٌ
إِلّا أَجالَ لَها الأُمورَ مَجالَها
حَتّى يُفَرِّجها أَغَرُّ مُبارَكٌ
أَلفى أَباهُ مُفَرِّجاً أَمثالَها
ثَبتٌ عَلى زَلَلِ الحَوادِثِ راكِبٌ
مِن صَرفِهِنَّ لِكُلِّ حالٍ حالَها
كِلتا يَدَيكَ جَعَلتَ فَضلَ نَوالِها
لِلمُسلِمينَ وفي العَدُوِّ وَبالَها
وَقَعَت مَواقِعها بِعَفوِكَ أَنفُسٌ
أَذهَبتَ بَعدَ مَخافَةٍ أَوجالَها
أَمَّنتَ غَيرَ مُعاقِبٍ طُرّادَها
وَفَكَكتَ مِن أُسَرائِها أَغلالَها
وَنَصَبتَ نَفسَكَ خَيرَ نَفسٍ دونَها
وَجَعَلتَ مالَكَ واقِياً أَموالَها
هَل تَعَمونَ خَليفَةً مِن قَبلِهِ
أَجرى لِغايَتِهِ الَّتي أَجرى لَها
طَلَع الدُروب مُشَمِّراً عَن ساقِهِ
بِالخَيلِ مُنصَلِتاً يُجَدُّ نِعالَها
قُوداً تُريعُ إِلى أَغَرَّ لِوَجهِهِ
نورٌ يُضيءُ أَمامَها وَخِلالَها
قَصُرَت حَمائِلُهُ عَلَيهَ فَقَلَّصَت
وَلَقد تَحَفَّظَ قَينُها فَأَطالَها
حَتّى إِذا وَرَدَت أَوائِلُ خَيلِهِ
جَيحانَ بَثَّ عَلى العَدُوِّ رِعالَها
أَحمى بِلادَ المُسلِمينَ عَلَيهِم
وَأَباحَ سَهلَ بِلادِهِم وَجِبالَها
أَدمَت دَوابِرَ خَيلِهِ وَشَكيمها
غاراتُهُنَّ وَأَلحَقَت آطالَها
لَم تُبقِ بَعدَ مَقادِها وَطِرادِها
إِلّا نَحائِرَها وَإِلّا آلَها
هَل تَطمِسونُ مِنَ السَماءِ نُجومَها
بِأَكُفِّكُم أَم تَستُرونُ هِلالَها
أَم تَجحَدونَ مَقالَةً عَن رَبِّكُم
جبِريلُ بَلَّغَها النَبِيَّ فَقالَها
شَهِدَت مِنَ الأَنفالِ آخِرُ آيَةٍ
بِتُراثِهِم فَأَرَدتُمُ إِبطالَها
فَذَروا الأُسودَ خَوادِراً في غيلِها
لا تولِغُنَّ دِماءَكُم أَشبالَها
رَقَع الخَليفَةُ ناظِرَيَّ وَراشَني
بِيَدٍ مُبارَكَةٍ شَكَرتُ نَوالَها
وَحُسِدتُ حَتّى قيلَ أَصبَحَ باغِياً
في المَشيِ مُتَرَفَ شيمَة مُختالَها
وَلَقَد حَذَوتَ لِمَن أَطاعَ وَمَن عَصى
نَعلاً وَرِثتَ عَنِ النَبِيِّ مِثالَها
مروان بن أبي حفصه
الحمدان
04-29-2024, 01:10 PM
رَحَلْتَ وَلَمْ تَقْضِ اللُّبَانَةَ مِن جُمْلِ
وكانَ سِفَاهًا صَرْمُ ذي الوُدِّ والوَصْلِ
وما ذاك مِن صَرْمٍ بَدَا لِي ولا قِلًى
ولكنْ مُلِمَّاتٌ عَرَضْنَ مِن الشُّغْلِ
وخَطْبٌ يُعَدِّي ذا الهَوَى عن صَدِيقِهِ
وَيَمْنَعُ مِن بَعْضِ الصَّبَابَةِ ذا العَقْلِ
وَرَكْبٍ يُرِيدونَ الرُّقَادَ بَعَثْتُهُمْ
على لاحِبٍ يَعْلُو الأَحِزَّةِ كالسَّحْلِ
فَقَامُوا نَشَاوَى يَلْمَسُونَ ثِيَابَهُمْ
يَشِيمُونَ أَبْرَاقَ المَشَقَّةِ مِن أَجْلِي
وَقُمْتُ إلى حَرْفٍ كَأَنَّ قُتُودَها
إذا دُقَّ أَعْنَاقُ المَطِيِّ على فَحْلِ
شَدِيدَةِ دَرْءِ المَنْكِبَينِ جُلالَةٍ
وَثِيقَةِ وَصْلِ الدَّفِّ مَفْرُوشَةِ الرِّجْلِ
ومَاءٍ كَلَونٍ البَوْلِ قَدْ عَادَ آجِنًا
قِلِيلٍ به الأصواتُ في كَلإٍ مَحْلِ
لَقِيتُ عليه الذِّئْبُ يَعْوِي كأَنَّهُ
خَلِيعٌ خلا مِن كلِّ مَالٍ ومِن أَهْلِ
فقلتُ له يا ذِئْبُ هَلْ لك في أَخٍ
يُوَاسِي بلا أُثْرَى عليكَ ولا بُخْلِ
فقال هَدَاكَ اللهُ إِنَّك إِنَّما
دَعَوتَ لِمَا لَمْ يَأْتِهِ سَبْعٌ قَبْلِي
فَلَسْتُ بِآتِيهِ ولا أَسْتَطِيعُهُ
وَلاكِ اسْقِنِي إِنْ كانَ مَاؤُك ذا فَضْلِ
فَقَلْتُ عليكَ الحوضَ إِنِّي تَرَكْتُهُ
وفي صَفْوِهِ فَضْلُ القَلُوصِ مِن السَّجْلِ
فَطَرَّبَ يَسْتَعْوِي ذِئَابًا كَثِيرَةً
وَعَدَّيْتُ كُلٌّ مِن هَوَاهُ على شُغْلِ
امرؤ القيس
الحمدان
04-29-2024, 01:10 PM
إِنَّ بني عَوْفٍ ابْتَنَوْا حَسَبًا
ضَيَّعَهُ الدُّخْلُلُون إذا غَدَرُوا
أَدَّوْا إلى جارِهمْ خُفَارَتَهُ
ولم يَضِعْ بالمَغِيبِ مَن نَصَرُوا
لم يفعلوا فعلِِ آلِ حَنْظَلَةٍ
إِنَّهم جَيْرِ بِئسَ ما ائْتَمَرُوا
لا حِمْيَرِيٌّ وَفَى وَلا عُدَسٌ
ولا اسْتُ عَيرٍ يَحُكُّها الثَّفَرُ
لَكِنْ عُوَيْرٌ وَفَى بِذِمَّتِهِ
لا عَوَرٌ شَانَهُ ولا قِصَرُ
الحمدان
04-29-2024, 01:10 PM
إذا ما كنتَ مُفْتَخِرًا فَفَاخِرْ
بِبَيْتٍ مِثْلِ بَيْتِ بَنِي سَدُوسَا
بَبَيْتٍ تَبْصُرُ الرُّؤُسَاءُ فِيْهِ
قِيَامًا لا تُنَازَعُ أو جُلُوسَا
هُمُ أَيْسَارُ لُقْمَانِ بنِ عَادٍ
إذا ما أُجْمَدَ الماءُ القَرِيسُ
الحمدان
04-29-2024, 01:11 PM
أَبَعْدَ زَيْدَانَ أَمْسَى قَرْقَرًا جَلَدًا
وكان مِن جَنْدَلٍ أَصَمَّ مَنْضُودَا
لا يَسْمَعُ القومُ فيه كُلَّ مَنْطِقِهِمْ
إلا سِرَارًا تَخَالُ الصَّوتَ مَرْصُودَا
قامتْ رِقَاشِ وأصحابي على عَجَلٍ
تُبْدِي لك النَّحْرَ والَّلباتِ والجِيدَا
الحمدان
04-29-2024, 01:11 PM
ألا إنّ قَوْمًا كُنتمُ أمسِ دُونَهُمْ
همْ مَنعوا جاراتِكُمْ آلَ غُدْرَانِ
عُوَيرٌ ومَن مِثلُ العُوَيرِ وَرَهْطِهِ
وَأسْعَدَ في لَيْلِ البَلابلِ صَفْوَانُ
ثِيَابُ بَني عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيّةٌ
وَأوْجُهُهُمْ عِنْدَ المَشَاهدِ غُرَّانُ
هُمُ أَبلَغُوا الحَيَّ المُضَلَّلَ أَهْلَهمْ
وساروا بهمْ بينَ العراقِ ونجرانِ
فَقَدْ أصْبَحُوا وَالله أصْفَاهُمُ بِهِ
أبرَّ بميثاقٍ وأوفى بِجِيرانِ
الحمدان
04-29-2024, 01:11 PM
ما هَاجَ هذا الشَّوقَ غيرُ مَنَازِلٍ
دَوَارِسَ بينَ يَذْبُلَ فَذِقَانِ
أَمِنْ ذِكْرِ نَبْهَانِيَّةٍ حَلَّ أَهْلُها
جَنُوبَ المَلا عَيْنَاكَ تَبْتَدِرَانِ
كَأَنَّهما مَزَادَتَا مُتَعَجِّلٍ
فَرِيَّانِ لِمَّا تُدْهَنَا بِدِهَانِ
وَغَرْبٍ على مَقْطُورَةٍ بَكَرَتْ بِهِ
غَدَتْ في سَوَادِ اللَّيلِ قبلَ السَّوَانِي
يُصَرِّفُها شَثْنٌ يُرَى بِلَبَانِهِ
وَلِحْيَتِهِ نَضْحٌ مِنَ النَّفَيَانِ
تَمَتَّعْ مِن الدّنيا فإِنَّك فَانِ
مِن النَّشَوَاتِ والنِّسَاءِ الحِسَانِ
مِن البِيْضِ كالآرَامِ والأُدْمِ كالدُّمَى
حَوَاصِنُها والمُبْرِقَاتِ الرَّوَانِي
امرؤ القيس
الحمدان
04-29-2024, 01:12 PM
ألا يا عَينُ بَكِّي لي شَنِينَا
وَبَكِّي لي الملوكَ الذَّاهِبينَا
مُلُوكًا مِن بَنِي حُجْرِ بنِ عَمْرٍو
يُسَاقُونَ العَشِيَّةَ يُقْتَلُونَا
فلو في يَومِ مَعْرَكَةٍ أُصِيبُوا
ولكنْ في دِيارِ بني مَرِينَا
فلمْ تُغْسَلْ جَمَاجِمُهُمْ بِغِسْلٍ
ولكنْ بالدِّمَاءِ مُرَمَّلِينَا
تَظَلُّ الطَّيرُ عَاكِفَةً عليهمْ
وَتَنْتَزِعُ الحَوَاجِبَ والعُيُونَا
الحمدان
04-29-2024, 01:12 PM
أَتَانِي وَأَصْحَابِي على رَأسِ صَلْيَعٍ
حَدِيثٌ أَطارَ النَّومَ عَنِّي فَأَنْعَمَا
فقلتُ لِعِجْلِيٍّ بَعِيدٍ مَآبُهُ
أَبْنْ لِيْ وَبَيِّنْ لي الحَدِيثَ المُجَمْجَمَا
فقالَ أَبَيْتَ اللَّعْنَ عَمْرٌو وَ كَاهِلٌ
أَبَاحَا حِمَى حُجْرٍ فَأَصْبَحَ مُسْلَمَا
الحمدان
04-29-2024, 01:12 PM
كَأنَّ المُدامَ وصَوْبَ الغَمَامِ
وَرِيحَ الخْزَامَى وذَوْبَ العَسَلْ
يُعَلُّ بِهِ بَرْدُ أنْيَابِهَا
إذَا النَّجْمُ وَسْطَ السَّماءِ اسْتَقَلْ
الحمدان
04-29-2024, 01:12 PM
أَحْلَلْتُ رَحْلِي في بَنِي ثُعَلٍ
إِنَّ الكَرِيمَ لِلْكَرِيمِ مَحَلّْ
فَوَجَدْتُ خيرَ النَّاسِ كُلِّهُمُ
جَارًا وَأَوْفَاهَم أبَا حَنْبَلْ
أَقْرَبَهُمْ خَيرًا وَأَبْعَدَهُمْ
شَرًّا وَأَجْوَدَهُمْ أَوَانَ بَخَلْ
الحمدان
04-29-2024, 01:13 PM
يا ثُعَلاً وأينَ مِنِّي بنو ثُعَلْ
ألا حَبَّذَا قومٌ يَحُلُّونَ بالجَبَلْ
نَزَلْتُ على عَمْرِو بنِ دَرْمَاءَ بُلْطَةً
فيا كَرْمَ ما جَارٍ ويا حُسْنَ ما فَعَلْ
تَظَلُّ لَبَونِي بينَ جَوٍّ وَمِسْطَحٍ
تُرَاعِي الفِراخَ الدَّارِجَاتِ مِن الحَجَلْ
وما زَالَ عنها مَعْشَرٌ بِقِسِيِّهِمْ
يَذُودُونَهَا حتى أَقُولَ لهمْ بَجَلْ
فَأَبْلِغْ مَعَدًّا والعِبَادَ وَطَيِّئًا
وَكِنْدَةَ أَنِّي شَاكِرٌ لِبَنِي ثُعَلْ
الحمدان
04-29-2024, 01:13 PM
يا لَهْفَ هِنْدٍ إذ خَطِئنَ كاهِلاً
القاتِلِينَ المَلِكَ الحُلاحِلا
خَيرَ مَعَدٍّ حَسَباً وَنَائِلا
وخَيرَهُمْ قَدْ عَلِمُوا شمائِلا
نَحْنُ جَلَبْنَا القُرَّحَ القَوَافِلا
تَالله لا يَذهَبُ شَيخي بَاطِلا
يَحْمِلْنَنَا وَالأسَلَ النَّوَاهِلا
وَحَيَّ صَعْبٍ وَالوَشِيجَ الذّابِلا
مُسْتَثْفِرَاتٍ بالحَصَى جَوَافلا
يَسْتَشْرِفُ الأوَاخِرُ الأوَائِلا
حَتى أُبِيدَ مَالِكاً وَكَاهِلاً
الحمدان
04-29-2024, 01:13 PM
لا تُسْلِمَنِّي يا رَبيعُ لِهَذِهِ
وكنتُ أراني قبلَها بك وَاثِقَا
مُخَالِفَةٌ نَوَى أَسِيرٍ بِقَرْيَةٍ
نَوَى عَرَبِيَّاتٍ يَشِمْنَ البَوَارِقَا
فإِمَّا تَرَيْنِي اليومَ في رأسِ شَاهِقٍ
فقد أغتدي أَقُودُ أجردَ تَائِقَا
وقد أَذْعَرُ الوَحْشَ الرِّتَاعَ بِقَفْرَةٍ
وقد أَجْتَلِي بِيْضَ الخدودِ الرَّوَائِقَا
نَوَاعِمُ تَجْلُو عن مُتُونٍ نَقِيَّةٍ
عَبَيْرًا وَرَيْطًا جَاسِدًا وَشَقَائِقَا
الحمدان
04-29-2024, 01:14 PM
لَعَمْرِي لَقَدْ بَانَتْ بِحَاجَةِ ذِي هَوًى
سُعَادُ وَرَاعَتْ بالفِرَاقِ مُرَوَّعَا
قَد عَمِرَ الرَّوضاتِ حَوْلِ مُخَطَّطٍ
إلى الُّلجِّ مَرْأَى مِن سُعَادَ وَمْسَمْعَا
مَتى تَرَ دَارًا مِن سُعَادَ تَقَفْ بِهَا
وَتَسْتَجْرِ عَيْنَاكَ الدُّمُوعَ فَتَدْمَعَا
الحمدان
04-29-2024, 01:14 PM
لِمَنْ طَلَلٌ دَاثِرٌ آيُهُ
تَقادَمَ في سَالِفِ الأحْرُسِ
فَإمّا تَرَيْنيَ بي عُرّةٌ
كَأني نَكِيبٌ مِنَ النِّقْرِسِ
وَصَيّرَني القَرْحُ في جُبّةٍ
تُخَالُ لَبِيساً وَلَمْ تُلْبَسِ
تَرَى أثَرَ القَرْحِ في جِلْدِهِ
كَنَقشِ الخَواتِمِ في الجِرْجِسِ
الحمدان
04-29-2024, 01:14 PM
أَبْلَغْ بَنِي زَيْدٍ إذا ما لَقِيتَهُمْ
وَأَبْلِغْ بَنِي لُبْنَى وَأَبْلِغْ تُمَاضِرَا
وَأَبْلِغْ ولا تَتْرُكْ بَنِي ابْنَةَ مِنْقَرٍ
أُفَقِّرُهُمُ إِنِّي أُفَقِّرُ نابِرَا
أَحْنَظَلُ لو كنتمْ كِرَامًا صَبَرْتُمُ
وَحُطْتُمْ ولا يُلْقَى التَّمِيمِيُّ صَابِرَا
الحمدان
04-29-2024, 01:15 PM
يَا بُؤسَ لِلقَلْبِ بَعْد اليَوْمِ ما آبَهْ
*ذِكرَى حَبيبٍ ببعضِ الأرْضِ قد رَابهْ
قالّتْ سُلَيْمى أرَاكَ اليومَ مُكْتَئِباً
والرَّأْسُ بَعدي رَأيتُ الشّيْبَ قد عابه
وحَارَ بَعْدَ سَوَادِ الرَّأْسِ جُمَّتَهُ
كمِعْقَبِ الرَّيطِ إذْ نَشَّرْتَ هُدَّابهْ
ومَرْقَبٍ تَسْكُنُ العِقْبانُ قُلَّتَهُ
أشْرَفْتُهُ مُسْفِراً والنَّفْسُ مُهْتَابَهْ
عَمْداً لأرْقُبَ مَا لِلجَوِّ مِنْ نَعَمٍ
فَناظِرٌ رائِحاً مِنْهُ وعُزَّابَهْ
وقدْ نَزَلْتُ إلى رَكْبٍ مُعَقَّلَةٍ
شُعْثِ الرُّووسِ كأنَّ فَوْقَهُمْ غابَهْ
لَمَّا رَكِبْنا رَفَعناهُنَّ زَفْزَفَةً
حَتى احْتَوَيْنَا سَوَاماً ثمَّ أرْبَابَهْ
امرؤ القيس
الحمدان
04-29-2024, 01:15 PM
أجارَتَنا إنَّ الخُطُوبَ تَنوبُ
وإني مُقِيمٌ ما أقامَ عَسِيبُ
أجارَتَنا إنّا غَرِيبَانِ هَهُنَا
وكُلُّ غَرِيبٍ للغَريبِ نَسيبُ
فإن تَصِلِينَا فَالقَرَابَةُ بَيْنَنَا
وإنْ تَصْرِمِينَا فالغَريبُ غريبُ
أجارَتَنا مافاتَ لَيْسَ يَؤوبُ
ومَا هُوَ آتٍ في الزَّمانِ قَرِيبُ
ولَيْسَ غريباً مَن تَنائتْ ديارُهُ
ولكنَّ مَنْ وارى التُّرابُ غَريبُ
الحمدان
04-29-2024, 01:15 PM
قدْ أشْهَدُ الغارَةَ الشّعْوَاءَ تَحْمِلُنِي
جَرْدَاءُ مَعرُوقَةُ اللّحييَنِ سُرْحُوبُ
كَأنَّ صاحِبهَا إذْ قَامَ يُلْجِمُها
مَغْذٌ على بَكْرَةٍ زَوْرَاءَ مَنْصُوبُ
إذا تَبَصّرَها الرَّاؤُونَ مُقبِلَةً
لاحتْ لَهُمْ غُرَّةٌ مِنْها وَتجْبِيبُ
وِقافُها ضَرِمٌ وَجَرْيُها جَذِمٌ
وَلَحْمُها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ
وَاليَدٌ سابِحَةٌ وَالرِّجْلُ ضارِحَةٌ
وَالعَيْنُ قادِحةٌ وَالمَتْنُ مَلْحُوبُ
وَالمَاءُ مُنْهَمِرٌ وَالشَّدُّ مُنْحَدِرٌ
وَالقُصْبُ مُضْطَمِرٌ وَاللَّونُ غِرْبِيبُ
كَأنّها حِينَ فاضَ الماءُ وَاحْتَفَلَتْ
صَقْعاءُ لاحَ لَها في المَرْقَبِ الذِّيبُ
فأَبْصَرَتْ شَخْصَهُ مِن فَوْقِ مَرْقَبَةٍ
ودُونَ مَوْقِعِها مِنْهُ شَنَاخِيبُ
فَأقْبلَتْ نَحوَهُ في الجَوِّ كاسِرَةً
يَحُثُّها مِنْ هُوِيِّ الرِّيحِ تَصْوِيبُ
صُبَّتْ عَلَيْهِ وما تنْصَبُّ مِنْ أُمَمٍ
إنَّ الشَّقَاءَ على الأشْقَيْنِ مَصْبُوبُ
كالدَّلْوِ ثَبْتٌ عُرَاهَا وهْيَ مُثْقَلَةٌ
إذْ خَانَها وذَّمٌ منْهَا وتَكْرِيبُ
لا كالَّتي في هَواءِ الجَوِّ طّالِبَةً
ولا كَهَذَا الّذِي في الأرْضِ مَطلوبُ
كالْبَزِّ والرَّيْحِ في مَرْآهُما عَجَبٌ
مَا في اجْتِهَادٍ على الإصْرَارِ تَعْييبُ
فأدْرَكَتْهُ فَنالَتْهُ مَخَالِبُهَا
فَانْسَلَّ مِن تحْتِها والدَّفُّ مَعْقُوبُ
يَلوذُ بِالصَّخْرِ مِنْهَا بَعْدَ مَا فَتَرَتْ
مِنْها ومِنْهُ على الصَّخْرِ الشَّآبِيبُ
ثمَّ اسْتغَاثَتْ بمَتنِ الأرضِ تَعْفِرُهُ
وبِاللِّسان وبِالشِّدْقَيْنِ تَتْرِيبُ
فأخطَأتْهُ المَنَايَا قِيسَ أُنْمُلَةٍ
ولا تَحَرَّزَ إلا وهْوَ مَكْتُوبُ
يَظَلُّ مُنْحَجِراً منْهَا يُراقِبُهَا
ويَرْقَبُ اللَّيْلَ إنّ اللّيْلَ مَحْجُوبُ
والخَيرُ مَا طَلَعَتْ شَمسٌ وما غَرَبَتْ
مُطَلَّبٌ بِنَواصي الخَيْلِ مَعْصُوبُ
امرؤ القيس
الحمدان
04-29-2024, 01:15 PM
الخّيرُ ما طَلَعَتْ شَمسٌ ومَا غَرَبَتْ
مُطَلَّبٌ بِنواصِيً الخَيلِ، مَعصُوبُ
صُبّتْ عَلَيْهٍ ومَا تَنْصَبُّ من أَمَمٍ
إنَّ البَلَاءَ على الأشْقَيْن مَصْبُوبُ
الحمدان
04-29-2024, 01:16 PM
سَقَى وَارِداتٍ وَالقَلِيبَ وَلَعْلعا
مُلِثٌّ سِماكِيٌّ فَهَضْبَةَ أيْهَبَا
فَمَرَّ على الخَبْتَينِ خَبْتَيْ عُنَيْزَةٍ
فَذَاتِ النِّقاعِ فانْتَحَى وَتَصَوَّبا
فَلَمّا تَدَلّى مِنْ أعالِي طَمِيّةٍ
أبَسَّتْ بِهِ رِيحُ الصَّبا فَتَحَلَّبا
الحمدان
04-29-2024, 01:16 PM
الحَرْبُ أَوَّلُ ما تكونُ فَتِيَّةً
تَسْعَى بِزِيْنَتِها لكلِّ جَهُولِ
حتى إذا اسْتَعَرَتْ وَشَبَّ ضِرَامُها
عَادَتْ عَجُوزًا غيرَ ذاتِ خَلِيلِ
شَمْطَاءَ جَزَّتْ رَأْسَهَا وَتَنَكَّرَتْ
مَكْرُوهَةً لِلشَّمِّ والتَّقْبِيلِ
امرؤ القيس
الحمدان
04-30-2024, 05:27 AM
أَلا أَيُّها المرء الَّذي لست قاعداً
ولا قائماً في القوم إلا انبرى ليا
فَجئني بعمٍ مثل عمي أَو أَبٍ
كمثل أَبي أَو خال صدقٍ كَخاليا
كَعمرو بن عمرو أَو زرارة ذي الندى
أَو البشر من كل فرعتُ الروابيا
الحمدان
04-30-2024, 05:28 AM
ما أَحسن الغيرة في حينها
وأَقبح العيرة في كل حين
من لم يزل متهما عرسه
مناصباً فيها لوهم الظنون
يوشك ان يغريها بالَّذي
يَخاف أَو ينصبها للعيون
حسبك من تحصينها ضمها
منك الى خلق كريم ودين
لا تظهرن منك على عورة
فيتبع المقرون حبل القرين
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:29 AM
فان يبل الشباب فكل شيء
سمعت به سوى الرحمن بال
أَلا ان الشباب ثياب لبس
وَما الاموال الا كالظلال
وَما ادري وان جامعت قوماً
أَفيهم بغيتي أَم في الزيال
وَحاملة وَما تدري أَفيه
يَكون نجاحها أَم في الحيالِ
لعلك يا ابن فرخ اللؤم تَرجو
زَوال الراسيات من الجبال
فانك لن تنال المجد حتىّ
حتىّ تردَّ الماضيات من اللياليَ
أَبي مضر الَّذي حدثت عنه
وَكل رَبيعة الامرين خالي
واني حين أَنسب من تميم
لَفي الشم الشماريخ الطوالِ
وآبائي بنو عُدس بن زيد
وَخالي البشر بشر بني هلال
كَساني غرَّتي عمرو بن عمرو
وردّاني زرارة بالفعالِ
كَفاني حاجب كسرى وقوماً
هم البيض الكرام ذوو السبالِ
وَسار عطارد حتىّ أَتاهم
فأَعطوه المنى غير اِنتحال
وَذو القرنين آخاه لقيط
وكان صفيه دون الرجالِ
هما حبيبا بديباج كَريم
وَياقوت يفصل بالمَحالِ
وَكانَ الحازم القعقاع منا
لزاز الخصم والأَمر الفصالِ
شَريح فارس النعمال جدي
وَنازلها اذا دعيت نزالِ
وَقاتل خاله بأَبيه منا
سماعة لم يبع حسباً بمالٍ
وندمان ابن جفنة كان خالي
ففارقه وليس له بقالِ
وَيَومٍ مظلم لبني تميم
جلونا شمسه والكعب عالِ
بحث المجد قد علمت معد
وَنَغلي المجد ان المجد غالِ
دَعَتنا الحنظلية إِذ لحقنا
وقد حملت على حمل ثقالِ
فأدركها ولم يعدل شريح
وأَعوج عند مختلف العوالي
فغرنا ان غيرتنا كذاكم
اذا برز النساء من الحجال
متى نأسر وَنؤسر في اناس
وَيوجع كلما عقد الحبال
فَنَحن الذائدون إِذا بُدئنا
ولا يرضون منا بالبدال
فدع قَومي وَقومك لا تسئنا
وأَقبل للتمجد وَالفعال
كلانا شاعر من حي صدق
ولكن الرحا فوق الثقال
وَحكم دغفلا نرحل اليه
ولا ترح المطيّ من الكلال
تَعال إِلى النبوة من قريش
واكرم من علا سقب الرحالِ
وَإِلّا فاعتمد سوقاً كِراماً
يفضل فوق سجلكم سجالي
تَعال إِلى بني الكوّاء يقضوا
بعلمهم بأنساب الرجال
تَعالَ الى ابن مذعور شهاب
يخبر بالسوافل والعَوالي
وَعند الكيس النمري علم
ولَو أَمسى بمنخرق الشمال
كأَنَّ قدور قومي كل يومٍ
قيان الترك ملبسة الجلالِ
أَمام الحيّ تحملها اثافٍ
ململمة كاثباج الرمال
كأَنَّ الموقدين لها جمال
طلاها الزفت والقطران طالي
بأَيديهم مغارف من حديد
أَبهها مقيرة الدوالي
أَتوعدني وانت بذات عرق
وقد غصت تهامة بالرجال
وَقَد سال الفجاج فجاج نجد
بجرد الخليل والاسل النهال
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:29 AM
إِذا مت فانعيني لأَضياف شقة
رمى بهم داج بهيم الغياطل
يشب لهم ناري فيعرف ضوءها
وَيحتل بيتي بالفضاء المقابلِ
ولست بوقاف اذا الخيل اسرعت
ولست بعباسٍ الى الضيف باسلِ
ولكنه يَلقاه مني تحيَّة
وَيأَتيه قبل العذر بذلي ونائلي
وَيَلقاهم وجهي طليقاً وعاجلا
قراي ومن خير القرى كل عاجل
الحمدان
04-30-2024, 05:29 AM
أَتى يخبط الظلماء وَالليل دامس
يسائل عن غيري الَّذي هو آملُ
فقلت لَها قومي إِليه فيسري
طَعاماً فان الضيف لا بد نازِلُ
يَقول وقد القى مراسيه للقرى
ابن ليَ ما الحجاج بالناس فاعلُ
فَقلت لعمري ما لِهَذا طرقتنا
فكل ودع الحجاج ما أَنت آكلُ
أَتانا وَلَم يعدله سحبان وائل
بياناً وعلماً بِالَّذي هو قائلُ
فَما زالَ عنه اللقم حتىّ كأَنه
من العي لما أَن تكلم باقلُ
الحمدان
04-30-2024, 05:30 AM
اتقِ الأحمق أَن تصحبه
إِنَّما الأَحمق كالثوب الخلق
كُلما رقعت منه جانباً
حرّكته الريح وهناً فانخرق
أَو كصدع في زجاج فاحش
هَل ترى صدع زجاج متفق
وَإِذا جالسته في مجلسٍ
أَفسد المجلس منه بالخرق
وإِذا نهنهته كي يرعوي
زاد جهلا وَتَمادى في الحمق
واذا الفاحش لاقى فاحشاً
فهناكم وافق الشن الطبق
إِنَّما الفحش ومن يعتاده
كَغُراب السوء ما شاء نعق
أَو حمار السوء إِن أَشبعته
رمح الناس وان جاع نهق
وَغلام السوء إِن جوَّعته
سرق الجار وان يشبع فسق
أَو كغيري رفعت من ذيلها
ثم أَرخته ضراطاً فانمزق
أَيُّها السائل عما قد مَضى
هَل جديد مثل ملبوس خلق
أَنا مسكين لمن انكرني
ولمن يعرفني جد نطق
لا أَبيع الناس عرضي إِنَّني
لَو أَبيع الناس عرضي لنفق
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:30 AM
تعلم بأَنَّ الأصدقاء ثلاثة
وَما كل من آخيته بصديقِ
وأَصفاهم وداً أَخو الطبع منهم
وأَثبتهم في وحدة وفريقِ
فَذلك موثوق به في أُموره
وَفي كل ما حالٍ أَعز وثيقِ
وأكذبهم وداً أَخو الكأس إِنَّه
صديق صبوح دائم وغبوقِ
وَبينهما المضطر يلتمس الَّتي
جميعهم فيها بكل طَريقِ
فَذاكَ تُدانيه فتدنيه مرةً
وَتَجفوه أُخرى منك فعل رَفيقِ
تُكافيه في الحالاتِ ما كانَ يرتجى
وَتحذر منه القرب عند مضيقِ
وَكلهم في طبعه يحذر الَّتي
تضرّ وَيَرجو النفع كل شروقِ
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:30 AM
إِن أَبانا بكر آدم فاِعلموا
وحواء قرم ذو عثانين شارفُ
كأَنَّ علي خرطومه متهافِتاً
من القطن هاجته الاكف النوادفُ
وَللصدأ المسود أَطيب عندنا
من المسك دافته الاكف الدوائف
وَتضحك عرفان الدروع جلودنا
إِذا جاءَ يوم مظلم اللون كاسفُ
تعلق في مثل السواري سيوفنا
وَما بينها والكعب منا تنائفُ
وَكانَ رديني كأَنَّ كعوبه
قطا سابق مستورد الماء صائفُ
كأَنَّ هلالا لاح فوق قناته
جلا الغيم عنه وَالقتام الحراجفُ
له مثل حلقوم النعامة حلة
وَمثل القدامى ساقها متناصفُ
وأَنا أُناس يملأ البيض هامنا
وَنحن حواريون حين نزاحفُ
جماجمنا يوم اللقاء برأسنا
الى الموت تَمشي ليس فيها تجانفُ
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:31 AM
إِذا ما خليلي خانَني وائتمنته
فَذاكَ وداعيه وذاكَ وداعها
رددت عليه وده وتركتها
مطلقة لا يُستَطاع رجاعها
وإِني امرؤ مني الحياء الَّذي تَرى
أَعيش بأَخلاق قَليل خداعها
أَواخي رجالا لست أَطلع بعضهم
على سرّ بعض غير أَني جماعها
يظلون شتى في البلاد وسرهم
الى صخرة أَعيا الرجال انصداعها
لكل امرىء شعب من القلب فارغٌ
وموضع نجوى لا يرام اطلاعها
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:31 AM
أرى كل ريح سوف تسكن مرة
وكل سماء لا محالة تقلعُ
واني والاضياف في بردة معاً
اذا ماتَ نصف الشمس والنصف ينزع
طَعامي طعام الضيف والرحل رحله
ولم يلهني عنه غزال مقنعُ
أَحدثه إِن الحَديثَ من القرى
وَتعرف نفسي انه سوف يهجَعُ
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:31 AM
وَنار دعوت المعتفين بضوئها
فَباتو عليها أَو هديت بها سفرا
تضرّم في ليل التمام وقد بدت
هوادي نجوم اللَيل تحسبها جمرا
وَضيف يخوض الليل خوضاً كأَنَّما
يَخوض به حتى تأوبنيبحرا
وَكَم من كَريم بوأته رماحه
فتاة اناس لا يَسوق لها مهرا
وَما أَنكحونا طائعين بناتهم
ولكن نكحناها بأَرماحنا قِسرا
وكائن ترى فينا من ابن سبيئة
إِذا لقي الابطالَ يطعنهم شزرا
فَما ردها فينا السباء وضيعة
ولا عريت فينا ولا طبخت قدرا
ولكن جعلناها كخير نسائنا
فَجاءَت بهم بيضاً غطارفة زهرا
وَمنعقد ثني اللسان بعثته
يخال النعاس في مفاصله جمرا
بأرض كساها اللَيل ثوباً كأَنَّما
كَساها مسوحاً أَو طيالة خضر
ا
إِذا لَم تجد بداً من الأَمر فائته
رَحيب الذراع لا تضيقن به صدرا
ولا تأمن الخلان إِلّا أَقلهم
عليك إِذا كانت صداقتهم مكرا
واني امرؤ لا آلف البيت قاعداً
الى جنب عرسي لا أُفارقها شبرا
ولا مقسم لا تبرح الدهر بيتها
لأَجعله قبل المَمات لها قبرا
إِذا هي لم تحصن أَمام فنائها
فَلَيسَ ينجيها بنائي لها قصرا
ولا حامل ظني ولا قال قائل
على غيرة حتىّ أَحيط به خُبرا
وَهبني امرءاً راعيت ما دمت شاهداً
فَكَيفَ اذا ما غبت من بيتها شهرا
وعوراء من قبل امرئ قدرددتها
بسالمة العينين طالبة عذرا
ولو انني اذ قالها قلت مثلها
أَو اكبر منها أَورثت بيننا غمرا
فأَعرضت عنه واِنتظرت به غداً
لعل غداً يبدي لناظره أَمرا
لأَنزع ضباً جاثماً في فؤاده
وأَقلم اظفاراً أَطال بِها حفرا
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:32 AM
إِن أَدع مسكيناً فما قصرت
قدري بيوت الحي والجدرُ
ما مَسَ رحلي العَنكَبوت ولا
جدياته من وضعه غيرُ
لا آخذ الصبيان أَلثمهم
وَالأَمر قد يغري به الأَمرُ
ولرب يوم قد تركت وما
بيني وبين لقائه سترُ
وَمخاصم قاومت في كبدٍ
مثل الدهان فكانَ لي العذرُ
ما علتي قومي بنو عُدس
وَهم المُلوك وَخالي البش
رُ
عمي زُرارة غير منتحل
وأَبى الَّذي حُدثته عمرو
في المَجد غرتنا مبينة
للناظرين كأَنَّها البَدرُ
لا يرهب الجيران غدرتنا
حَتىّ يواري ذكرنا القَبرُ
لسنا كأَقوام إِذا كلحت
إِحدى السنين فجارهم تمرُ
مَولاهم لحم على وضم
تَنتابه العقبان وَالنسرُ
ناري ونار الجار واحدة
وَإِليهِ قبلي تُنزل القدرُ
ما ضَرَّ جاري إِذ أَجاوره
أَن لا يَكون لبيته سترُ
أَعمى إِذا ما جارتي خرجت
حتىّ يواري جارتي الخدرُ
وَيصم عما كان بينهما
سَمعي وَما بي غيره وقرُ
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:32 AM
عجبت دختنوس لما رأَتني
قد عَلاني من المشيب خمارُ
فأَهلت بصوتها وأَرنت
لا تهابى قد شاب مني العذارُ
إِن تريني قد بان غرب شبابي
وأَنى دون مولدي أَعمارُ
ابن عامين وابن خمسين عاماً
أَي دَهرٍ أَلا له أَدهارُ
ليت يسمى لها وجوبتها لي
يوم قالَت أَلا ترمَّ تغارُ
ليتنا قبل ذلك اليوم متنا
أَو فعلنا ما يفعلُ الاحرارُ
فعل قوم تغانى الحين عنهم
لم اقاتل وقاتل العيزارُ
فتوليت عنهم واصيبوا
وَبَقائي عنهم شنار وعارُ
لهف نَفسي على شباب قريش
حين يأَتي برأسه المختارُ
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:33 AM
ولست إذا ما سرَّني الدَّهر ضاحكا
ولا خاشعاً ما عشت من حادث الدّهر
ولا جاعلا عِرضي لمالي وقاية
ولكن أَقي عرضي فيحرزه وفري
أَعِف لدى عسرى وأَبدي تجملا
وَلا خير فيمن لا يعفُّ لدى العسرِ
وإني لأَستحيي إِذا كنت معسراً
صَديقي وإِخواني بأن يعلموا فقري
وأَقطع إِخواني وما حال عهدهم
حياء وإِعراضاً وما بي من كِبَرِ
فان يك عاراً ما أَتيت فربما
أَتى المرء يوم السوء من حيث لا يدري
ومن يفتقر يعلم مكان صديقه
ومن يحيى لا يعدم بلاء من الدَهرِ
فان يك لجاني الزَمان إِليكم
حبيس الموالي في الصنيعة وَالذخرِ
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:33 AM
أَلا أَيُّها الغائر المستشي
ط علامَ تغار إِذا لم تُغر
فَما خير عرس إِذا خفتها
وَما خير بيت اذا لَم يزر
تغار على الناس أَن ينظروا
وَهَل يفتن الصالحات النظر
فاني سأُخلي لها بيتها
فتحفظ في نفسها او تذر
إِن اللَه لَم يعطه ودها
فَلَن يعطى الود سوط مُمر
يَكاد يقطع أَضلاعه
إِذا ما رأى زائراً أَو نفر
فمن ذا يُراعي له عرسه
إِذا ضرّه والمطي السفر
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:33 AM
سلب الشباب رداءه
عني وأَتبعه إزاره
وَلَقَد يحل عليَّ حلته
فيعجبني فخاره
ولقد لبست جديده
حينا فلا يبعد مزاره
فانظر إِلى شعري
تبين كيف قد فعلت دياره
بيض كلون القطن لا
يخفىعلى احمد خماره
وأسأل شبابي هَل اهن
ت مساكه او ذل جاره
أَم هَل وقفت بموقف
او مشهد يخزيه عاره
أَم هَل كسبت المال
الا عادَ لي وله خياره
اعطيته درعي وبيضتها
وَمَصقولا شفاره
والقينة الحسناء مثل
الريم من ذهب سواره
وحملته يوم اللقاء
على جواد ما يعاره
وَلَقَد رأَيت الشرّ بين
الحيّ يبدأه صغاره
فَلو أَنَّهم يأسونه
لتنهنهت عنهم كباره
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:34 AM
ذريني أَم مسكين ذريني
فان الحق يودي بالبَعير
وَناجيةٍ نحرتُ لشرب صدق
وَلَم أَعبأ بتصريف الأُمور
كأَن جبينها كُركي ماء
قَليل الريش مقتول كَسيرُ
وَلا وَاللَه ربّك ما أُبالي
لمن كان العشير من الجزورِ
إِذا كانَ القتار أَحبَّ ريحاً
إِلى الفَتَيات من رحي العَبيرِ
الحمدان
04-30-2024, 05:34 AM
إِذا كنت في حَمان في عُقر دارهم
فلست أُبالي من أَبرَّ ومن فجر
اذا بات جار القوم عند مضيعة
فجار بني حمان بات مع القمر
تبيت رماح الخط حول بيوتهم
كأَنَّ الوعول ثم بتن مع البقر
اذا فزعوا جاءوا بها غير عزل
فَلا أَجل واقٍ وكل دم هدر
وان قُتلوا طابوا وطابَت قبورهم
وان ظفروا فالجد عادته الظفر
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:34 AM
إِن أَدعَ مسكيناً فاني ابن معشر
من الناس أَحمي عنهم وأَذودُ
إِليكَ أَمير المؤمنين رحلتها
تثير القطا ليلا وهن هجودُ
لَدى كل قرموص كأَنَّ فراخه
كُلى غير أَن كانَت لهن جلودُ
وَهاجرة ظلت كأَنَّ ظباءَها
إِذا ما اتقتها بالقرون سجودُ
تَلوذ لشؤبوب من الشمس فوقها
كَما لاذ من حر السنان طَريدُ
أَلا لَيتَ شعري ما يَقول ابنُ عامر
وَمروان أَم ماذا يَقول سَعيدُ
بَني خلفاء اللَه مهلا فانما
يبوءها الرحمن حيث يريدُ
إِذا المنبر الغَربي خلاه ربه
فان امير المؤمنين يزيدُ
على الطائر الميمون والجد صاعد
لكل أُناس طائر وجدودُ
فَلا زلت اعلى الناس كعباً ولا تزل
وفود تساميها إِليك وفودُ
ولا زالَ بيت الملك فوقك عالياً
تشيد أَطناب له وعمودُ
قدور ابن حربٍ كالجوابي وتحتها
أَثافٍ كأَمثال الرئال ركودُ
مسكين الدارمي
العصر الاموي
الحمدان
04-30-2024, 05:35 AM
أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخاً لَه
كساعٍ الى الهيجا بغير سلاحِ
وإِن ابن عم المرء فاعلم جناحُه
وَهَل ينهضُ البازي بغير جناح
وَما طالبُ الحاجات إِلّا معذياً
وَما نال شيئاً طالب لنجاح
لحا اللَه من باع الصديق بغيره
وما كل بيع بعته برباح
كمفسد أَدناه ومصلح غيره
وَلَم يأَتمر في ذاك غير صلاح
الحمدان
04-30-2024, 05:35 AM
لا تجعلني كأَقوام علمتهم
لَم يظلموا لبةً يوماً ولا وَدَجا
اني لأَغلاهم باللحم قد علموا
نيئاً وأَرخصهم باللحم إِذ نضجا
أَنا ابنُ قاتل جوع القوم قد علموا
إِذا السماء كست آفاقها رهجا
يا رب أَمرين قد فرّجتُ بينهما
إِذا هما نشبا في الصدر واِعتلجا
وَلا أَرى صاحبي هجران زوجته
ولا أَحدثها السوآت إِن خرجا
أديمُ خلقي لمن دامت خليقته
وأَمزج الحلو أَحياناً لمن مزجا
وأَقطع الخرق بالخَرقاء لاهية
إِذا الكواكب كانَت في الدجى سرجا
ما أَنزل اللَه من امر فأَكرهُه
إِلا سيجعلُ لي من بعده فرجا
ما مدّ قوم بأَيديهم إِلى شرف
إِلّا رأونا قياماً فوقهم درجا
لم يجعلِ اللَه قَلبي حين ينزلُ بي
همٌ تضيقني ضيقاً ولا حرجا
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:35 AM
رب أُمور قد بريتُ لحاءها
وقومتُ من أَصلابها ثم زعتها
أُقيمُ بدار الحرب ما لَم اهَن بها
فان خفتُ من دار هواناً تركتها
وأَصلحُ جلَّ المال حتىّ تخالني
شَحيحاً وان حق عراني أَهنتها
ولست بولّاج البيوت لفاقةٍ
ولكن اذا اِستغنيتُ عنها ولجتها
أَبيتُ عن الادلاج في الحي نائماً
وأَرض بادلاج وهمّ قطعتها
أَلا أَيُّها الجاري سنيحاً وبارحاً
يُعرّض نفساً لو أَشاء قتلتها
تعارض فخر الفاخرين بعصبة
وَلَو وُضعت لي في إِناء أَكلتها
وان لنا ربعيَّة المجد كلها
موارث آباءٍ كرام ورثتها
اذا قصرَّت أَيدي الرجال عن العى
مددت يدي باعاً عليهم فنلتها
وداعٍ دَعاني للعلى فأَجبته
ودعوة داع في الصديق خذلتها
ومكرمةٍ كانَت رعاية والدي
فعلمنيها والدي ففعلتها
وعَوراء من قبل امرىء ذي قَرابَةٍ
تصاممت عنها بعد ما قد سمعتها
رجاةً غد أَن يعطف الرَحم بيننا
ومظلمةٍ منه بجنبي عركتها
إِذا ما أُمورُ الناس رثَّت وضيعت
وجدت أُموري كلها قد رميتها
وإِنّي سألقى اللَه لَم ارم حرّة
وَلَم تتمنَّ يومَ سرِّ فخنتها
ولا قاذِفٌ نَفسي وَنَفسي بريئة
وَكَيفَ اعتذاري بعد ما قد قذفتها
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:36 AM
إِنَّ الكَريم إِذا ما كانَ ذا كَذِب
شانَ التكرّمَ منه ذلك الكذِبُ
الصدقُ أَفضل شُيء أَنت فاعله
لا شيءَ كالصدق لا فخرٌ ولا حسبُ
الحمدان
04-30-2024, 05:36 AM
ليست الأَحلام في حال الرضا
إِنَّما الأَحلام في حالِ الغضب
الحمدان
04-30-2024, 05:37 AM
أَنا مسكين لمن يعرفُني
لوني السمرةُ أَلوان العرب
من رأَى ظبياً عليه لؤلؤ
واضح الخدين مقروناً بضب
أَكسبته الورق البيض أَباً
وَلَقَد كان وما يُدعى لأب
اصحبِ الأَخيار وارغب فيهم
ربَّ من صحبته مثلُ الجرب
واصدِق الناس إِذا حدثتهم
ودعِ الكذب لمن شاء كذب
رُبَّ مهزولٍ سمين بيته
وسمين البيت مهزول النسب
أَصبحت عاذلتي معتلة
قرماً أَم هي وحمى للصخب
أَصبحت تتفل في شحمِ الذُرى
وَتَظُنُّ اللومَ درّاً ينتهب
لا تلمها إِنَّها من نسوة
ملحها موضوعة فوق الركب
كَشموس الخيل يبدو شغبها
كُلما قيل لها هال وهب
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:37 AM
سميتُ مسكيناً وَكانَت لجاجةَ
واني لمسكين الى اللَه راغبُ
وإِنّي امرؤ لا أَسأَل الناس مالهم
بشعري ولا تعمى عليَّ المكاسبُ
الحمدان
04-30-2024, 05:37 AM
أَتَتني هنات من رجال كأَنَّها
خنافس ليل ليس فيها عقاربُ
أَحلوا على عرضي فأَحرمتُ عنهم
وفي اللَه جار لا يَنام وطالبُ
الحمدان
04-30-2024, 05:38 AM
رب أُمور قد بريتُ لحاءها
وقومتُ من أَصلابها ثم زعتها
أُقيمُ بدار الحرب ما لَم اهَن بها
فان خفتُ من دار هواناً تركتها
وأَصلحُ جلَّ المال حتىّ تخالني
شَحيحاً وان حق عراني أَهنتها
ولست بولّاج البيوت لفاقةٍ
ولكن اذا اِستغنيتُ عنها ولجتها
أَبيتُ عن الادلاج في الحي نائماً
وأَرض بادلاج وهمّ قطعتها
أَلا أَيُّها الجاري سنيحاً وبارحاً
يُعرّض نفساً لو أَشاء قتلتها
تعارض فخر الفاخرين بعصبة
وَلَو وُضعت لي في إِناء أَكلتها
وان لنا ربعيَّة المجد كلها
موارث آباءٍ كرام ورثتها
اذا قصرَّت أَيدي الرجال عن العى
مددت يدي باعاً عليهم فنلتها
وداعٍ دَعاني للعلى فأَجبته
ودعوة داع في الصديق خذلتها
ومكرمةٍ كانَت رعاية والدي
فعلمنيها والدي ففعلتها
وعَوراء من قبل امرىء ذي قَرابَةٍ
تصاممت عنها بعد ما قد سمعتها
رجاةً غد أَن يعطف الرَحم بيننا
ومظلمةٍ منه بجنبي عركتها
إِذا ما أُمورُ الناس رثَّت وضيعت
وجدت أُموري كلها قد رميتها
وإِنّي سألقى اللَه لَم ارم حرّة
وَلَم تتمنَّ يومَ سرِّ فخنتها
ولا قاذِفٌ نَفسي وَنَفسي بريئة
وَكَيفَ اعتذاري بعد ما قد قذفتها
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 05:39 AM
أَتَتني هنات من رجال كأَنَّها
خنافس ليل ليس فيها عقاربُ
أَحلوا على عرضي فأَحرمتُ عنهم
وفي اللَه جار لا يَنام وطالبُ
الحمدان
04-30-2024, 05:39 AM
سميتُ مسكيناً وَكانَت لجاجةَ
واني لمسكين الى اللَه راغبُ
وإِنّي امرؤ لا أَسأَل الناس مالهم
بشعري ولا تعمى عليَّ المكاسبُ
الحمدان
04-30-2024, 05:39 AM
إِنَّ الكَريم إِذا ما كانَ ذا كَذِب
شانَ التكرّمَ منه ذلك الكذِبُ
الصدقُ أَفضل شُيء أَنت فاعله
لا شيءَ كالصدق لا فخرٌ ولا حسبُ
الحمدان
04-30-2024, 05:40 AM
أُضاحك ضيفي قبل إِنزال رحله
ويخصبُ عندي والمحلُّ جديبُ
وَما الخصب للأَضياف أَن يكثر القِرى
ولكنما وجه الكَريم خَصيبُ
مسكين الدارمي
الحمدان
04-30-2024, 11:22 AM
لماذا صارت الأحلام أشواكا
تمزقنا بأيدينا؟!
لماذا نترك الأحزان تقهرنا
وتصفعنا.. وتلقينا؟
لماذا نقتل الأشواق
والنجوى لهيب في مآقينا؟
لماذا نكره الأحياء.. والموتى
ونكره كل ما فينا؟
كأن الأرض لم تنجب
سوى زمن يعادينا
وظل الليل بالأحزان
يسقينا.. ويسقينا
وطيف اليأس بالكلمات
يغرينا.. ويغرينا
ذهبت اليوم للعراف أسأله
لماذا ترفع الأحزان قامتها بوادينا؟!
دنا العراف في همس
وقال: الخوف يا ولدي
أراه الآن يقتلنا ويهزمنا
ويردينا
لأن الله يخلقنا ويطعمنا
ويسقينا
ولا نرضى بأن نبقى له دوما
مطيعينا
دعونا نطلق الكلمات ترحمنا
تواسينا
دعونا نرفض الأشياء
مثل الناس أو نحكي مآسينا
لماذا يأكل الصبار أزهارا
رعاها.. كل ما فينا؟!
حياة الناس أغنية
وما جدوى أغانينا؟
وليل الصمت يخنقنا
ويطحننا ويبكينا
رعينا الحب في أرض
عشقناها.. محبينا
جعلناها سفينتنا رأيناها مراسينا
تركنا الظلم ينخرها
لتغرق بين أيدينا
وهبنا النيل قربانا
جعلنا ماءه طين
ا
تركنا الفقر يهزمنا
يعربد في أمانينا
وقلبي بات يسألني
متى الأفراح تحيينا؟
متى ستضيء قريتنا؟
متى تشدو ليالينا؟
فدمعي قد غدا نارا و دربي صار سكينا
و جوع الطفل يجعلني أسائل أدمعي حينا
لماذا الفقر يا ولدي يدمر كل ما فينا؟
فاروق جويدة
الحمدان
04-30-2024, 12:12 PM
الأُمُّ تَلْثُمُ طِفْلَها وتَضُمُّهُ
حرمٌ سَمَاويُّ الجمالِ مُقَدَّسُ
تَتَألَّهُ الأَفكارُ وهي جِوارَهُ
وتَعودُ طاهرةً هناكَ الأَنفُسُ
حَرَمُ الحَيَاةِ بِطُهْرِها وحَنَانِها
هل فوقَهُ حَرَمٌ أَجلُّ وأَقدسُ
بوركتَ يا حَرَمَ الأُمومَةِ والصِّبا
كم فيكَ تكتملُ الحَيَاةُ وتَقْدُسُ
ابو القاسم الشابي
الحمدان
04-30-2024, 12:13 PM
على ساحِلِ البَحْرِ أَنَّى يضجُّ
صُراخُ الصَّباحِ ونَوْحُ المَسَا
تنهَّدتُ من مُهْجَةٍ أُتْرِعَتْ
بدَمْعِ الشَّقاءِ وشوْك الأَسى
فضَاعَ التَّنَهُّدُ في الضَّجَّةِ
بما في ثَنَايَاهُ مِنْ لوْعةِ
فَسِرْتُ وناديتُ يا أُمُّ هيَّا
إليَّ فقد سئمتني الحَيَاةْ
وجِئْتُ إلى الغابِ أَسْكبُ أَوجاعَ
قلبي نحيباً كلفْح اللَّهيبْ
نَحيباً تَدَافَعَ في مهجتي
وسَالَ يَرُنُّ بنَدْبِ القلوبْ
فَلَمْ يفْهمِ الغَابُ أَشجانَهُ
وظَلَّ يُرَدِّدُ أَلحانَهُ
فَسِرْتُ وناديتُ يا أُمُّ هيَّا
إليَّ فقد عذَّبتني الحَيَاةْ
وقمتُ على النَّهرِ أَهْرقُ دمعاً
تفجَّرَ من فيضِ حُزني الأَليمْ
يسيرُ بصَمْتٍ على وجْنتيّ
ويلمعُ مثل دموعِ الجحيمْ
فمَا خَفَّفَ النَّهْرُ مِنْ عَدْوِهِ
ولا سَكَتَ النَّهْرُ عن شَدْوِهِ
فَسِرْتُ وناديتُ يا أُمُّ هيَّا
إليَّ فقدْ أَضجرتني الحَيَاةْ
ولمَّا ندبتُ ولم ينفعِ
ونَادَيْتُ أُمِّي فلمْ تسمعِ
رَجعتُ بحزني إلى وَحْدَتي
وردَّدْتُ نَوْحي على مسمعي
وَعَانَقْتُ في وَحْدتي لوْعتي
وقلتُ لنفسي أَلا فاسْكُتي
ابو القاسم الشابي
الحمدان
04-30-2024, 12:13 PM
عِشْ بالشُّعورِ وللشُّعورِ فإنَّما
دُنْياكَ كونُ عواطفٍ وشعورِ
شِيدَتْ على العَطْفِ العميقِ وإنَّها
لَتَجِفُّ لو شِيدَتْ على التَّفْكيرِ
وتَظَلُّ جامِدَةَ الجمالِ كئيبةً
كالهيكلِ المتهدِّم المهجورِ
وتَظَلُّ قاسيَةَ الملامِحِ جهْمةً
كالموتِ مُقْفِرَةً بغيرِ سُرورِ
لا الحُبُّ يرقُصُ فوقها متغنِّياً
للنَّاس بَيْنَ جداولٍ وزُهورِ
مُتَوَرِّدَ الوجناتِ سَكرانَ الخطى
يهتزُّ من مَرَحٍ وفَرْطِ حُبورِ
متكلِّلاً بالورْدِ ينثرُ للورى
أَوراقَ وردِ اللَّذّةِ المنضُورِ
كلاّ ولا الفنُّ الجميلُ بظاهرٍ
في الكونِ تحتَ غَمامةٍ من نُورِ
متَوشِّحاً بالسِّحْرِ ينفُخُ نايَهُ
المشبوبَ بَيْنَ خمائلٍ وغديرِ
أَو يلمسُ العودَ المقدَّسَ واصفاً
للموت للأَيَّامِ للدَّيجورِ
مَا في الحَيَاةِ من المسرَّةِ والأَسى
والسِّحْر واللَّذّاتِ والتغريرِ
أَبداً ولا الأَملُ المجنَّحُ منْشِداً
فيها بصوتِ الحالمِ المَحْبُورِ
تِلْكَ الأَناشيدَ التي تَهَبُ الوَرَى
عزْمَ الشَّبابِ وغِبْطَةَ العُصفورِ
واجعل شُعورَكَ في الطَّبيعَةِ قائداً
فهوَ الخبيرُ بتيهِهَا المَسْحُورِ
صَحِبَ الحياةَ صغيرةً ومشى بها
بَيْنَ الجماجمِ والدَّمِ المَهْدورِ
وعَدَا بها فوقَ الشَّواهِقِ باسماً
متغنِّياً مِنْ أَعْصُرِ ودُهورِ
والعقلُ رغْمَ مشيبهِ ووقَارِهِ
مَا زالَ في الأَيَّامِ جِدّ صغيرِ
يمشي فَتَضْرَعُهُ الرِّياحُ فيَنْثَني
متَوَجِّعاً كالطَّائرِ المكسورِ
ويظلُّ يسأَلُ نفسه متفلسفاً
متَنَطِّساً في خفَّةٍ وغُرورِ
عمَّا تحجِّبُهُ الكَواكبُ خلفَها
مِنْ سِرِّ هذا العالَم المستورِ
وهو المهشَّمُ بالعواصفِ يا لهُ
مِنْ ساذجٍ متفلسفٍ مغرورِ
وافتحْ فؤادكَ للوجودِ وخَلِّهِ
لليَمِّ للأَمواجِ للدَّيجورِ
للثَّلجِ تنثُرُهُ الزَّوابعُ للأسى
للهَوْلِ للآلامِ للمقدورِ
واتركْهُ يقتحِمُ العواصفَ هائماً
في أُفْقِها المتلبِّدِ المقرورِ
ويخوضُ أَحشاءَ الوُجُود مُغامِراً
في ليلها المتهيِّبِ المحذورِ
حتَّى تُعانِقَهُ الحَيَاةُ ويرتوي
من ثَغْرِها المتأجِّج المَسْجُورِ
فتعيشَ في الدُّنيا بقلبٍ زاخرٍ
يقظِ المشاعرِ حالمٍ مسحورِ
في نشوةٍ صوفيَّةٍ قُدُسيَّةٍ
هي خيرُ مَا في العالِمِ المنظورِ
ابو القاسم الشابي
الحمدان
04-30-2024, 12:13 PM
يا أَيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههُنا
ثَمِلاً بِغِبْطةِ قَلْبهِ المَسْرورِ
مُتَنقِّلاُ بَيْنَ الخَمائلِ تالِياً
وَحْيَ الرَّبيعِ السَّاحرِ المَسْحورِ
غَرِّدْ ففي تِلْكَ السُّهولِ زَنابِقُ
تَرْنو إليكَ بِناظرٍ مَنْظورِ
غَرِّدْ فَفي قَلبي إليكَ مَوَدَّةٌ
لَكِنْ مَوَدَّةُ طائرٍ مَأسورِ
هَجَرَتْهُ أسْرابُ الحمائمِ وانْبَرَتْ
لِعَذابِهِ جنِّيةُ الدَّيْجورِ
غَرِّدْ ولا تُرْهِبْ يميني إنَّني
مِثْلُ الطُّيورِ بمُهْجَتي وضَميري
لكنْ لَقَدْ هاضَ التُّرابُ مَلامعي
فَلَبِثْتُ مِثلَ البُلبلِ المَكْسورِ
أشدُو برنّاتِ النِّياحَةِ والأسى
مشبوبةً بعواطفي وشُعوري
غرِّدْ ولا تَحْفَل بقلبي إنَّهُ
كالمِعْزَفِ المُتَحَطِّمِ المَهْجورِ
رتِّل على سَمْع الرَّبيعِ نشيدَهُ
واصْدَحْ بفيْضِ فؤادك المَسْجورِ
وانْشِدْ أناشيدَ الجَمال فإنَّها
روحُ الوُجودِ وسَلْوَةُ المَقْهورِ
أنا طائرٌ مُتَغرِّدٌ مُتَرنِّمٌ
لكِنْ بصوتِ كآبتي وزَفيري
يَهْتاجُني صوتُ الطُّيورِ لأنَّه
مُتدفِّقُ بِحَرارةٍ وطَهورِ
مَا في وجود النَّاسِ من شيءٍ به
يَرضَى فؤادي أو يُسَرُّ ضَميري
فإذا استَمَعْتُ حديثهم ألْفَيْتُهُ
غَثًّا يَفيض بِركَّةٍ وفُتورِ
وإذا حَضَرْتُ جُموعَهُمْ ألْفَيْتَني
مَا بينهمْ كالبُلبلِ المأسورِ
متوحِّداً بِعَواطفي ومَشاعِري
وخَواطري وكَآبَتي وسُروري
يَنتابُني حَرَجُ الحياةِ كأنَّني
مِنهمْ بِوَهْدَة جَنْدَلٍ وصُخورِ
فإذا سَكَتُّ تضجَّروا وإذا نَطَقْتُ
تذمَّروا من فكْرَتي وشُعوري
آهٍ منَ النَّاسِ الذين بَلَوْتُهُمْ
فَقَلَوْتُهُمْ في وحشتي وحُبوري
مَا منهُمُ إلاَّ خَبيثٌ غادِرٌ
متربِّصٌ بالنَّاسِ شَرَّ مَصيرِ
ويَودُّ له مَلَكَ الوُجودَ بأسره
ورمى الوَرَى في جاحِمٍ مَسْجورِ
لِيَبُلَّ غُلَّتَهُ التي لا ترتوي
ويَكُضَّ تُهْمَةَ قلبهِ المَغْفورِ
وإذا دخلتُ إلى البلادِ فإنَّ أَف
كاري تُرَفْرِفُ في سُفوحِ الطُّورِ
حيثُ الطَّبيعَةُ حُلوةٌ فتَّانَةٌ
تختال بَيْنَ تَبَرُّجٍ وسُفُورِ
مَاذا أَوَدُّ مِنَ المدينَةِ وهي غا
رقةٌ بموَّارِ الدَّمِ المَهدورِ
مَاذا أَوَدُّ مِنَ المدينَةِ وهي لا
ترثي لصوتِ تَفجُّع المَوْتُورِ
مَاذا أَوَدُّ مِنَ المدينَةِ وهي لا
تَعْنو لغَير الظَّالمِ الشَّرِّيرِ
مَاذا أَوَدُّ مِنَ المدينَةِ وهي مُر
تادٌ لكلِّ دَعَارَةٍ وفُجُورِ
يا أَيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههنا
ثَمِلاً بغبطة قَلْبِهِ المسرورِ
قبِّل أَزاهيرَ الرَّبيعِ وغنِّها
رَنَمَ الصَّباحِ الضَّاحِك المحبورِ
واشرب مِنَ النَّبْعِ الجميل الملتوي
مَا بَيْنَ دَوْحِ صَنَوبَرٍ وغَديرِ
واتْرُكْ دموعَ الفجرِ في أَوراقِها
حتَّى تُرشِّفَهَا عَرُوسُ النُّورِ
فَلَرُبَّما كانتْ أَنيناً صاعداً
في اللَّيلِ مِنْ متوجِّعٍ مَقْهُورِ
ذَرَفَتْهُ أَجفانُ الصَّباحِ مدامعاً
أَلاَّقَةً في دَوْحةٍ وزُهورِ
ابو القاسم الشابي
الحمدان
04-30-2024, 12:14 PM
يا ليلُ مَا تصنعُ النَّفْسُ التي سَكَنتْ
هذا الوجودَ ومن أعدائها القَدَرُ
ترضى وتَسْكُتُ هذا غيرُ محتَمَلٍ
إِذاً فهل ترفُضُ الدُّنيا وتنتحرُ
وذا جنونٌ لَعَمْري كُلُّهُ جَزَعٌ
باكٍ ورأيٌ مريضٌ كُلُّه خَوَرُ
فإنّما الموت ضَرْبُ من حبائِلِهِ
لا يُفلتُ الخلقُ مَا عاشوا فما النَّظرُ
هذا هو اللغْزُ عَمَّاهُ وعَقَّدَهُ
على الخليقةِ وَحْشٌ فاتكٌ حَذِرُ
قَدْ كبَّلَ القَدَرُ الضَّاري فرائِسَهْ
فما استطاعوا له دفعاً ولا حزَروا
وخاطَ أعينَهم كي لا تُشاهِدَهُ
عينٌ فتعلمَ مَا يأتي وما يَذَرُ
وحاطَهُمْ بفنونٍ من حَبائِلِهِ
فما لَهُمْ أبداً من بطشِه وَزرُ
لا الموت يُنْقِذُهُمْ من هولِ صولَتِهِ
ولا الحياةُ تَساوى النّاسُ والحَجَرُ
حارَ المساكينُ وارتاعوا وأعْجَزَهم
أن يحذَروه وهلْ يُجديهمُ الحَذَرُ
وهُمْ يعيشونَ في دنيا مشيَّدةٍ
منَ الخطوب وكونٍ كلَّه خَطرُ
وكيف يحذرُ أعمَى مُدْلِجٌ تَعِبٌ
هولَ الظَّلامِ ولا عَزمٌ ولا بَصَرُ
قَدْ أيقنوا أنَّهُ لا شيءَ يُنقِذُهُمْ
فاستسلموا لِسُكونِ الرُّعْبِ وانتظروا
ولو رأوه لسارتْ كي تحارِبَه
من الوَرَى زُمَرٌ في إثرِها زُمَرُ
وثارتِ الجنّ والأملاكَ ناقمةً
والبحرُ والبَرُّ والأفلاكُ والعُصرُ
لكنّهُ قوّةٌ تُملي إرادتَها
سِرًّا فَنَعْنو لها قهراً ونأتمرُ
حقيقةٌ مرّةٌ يا ليلُ مُبْغَضَةٌ
كالموتِ لكنْ إليها الوِرْدُ والصَّدَرُ
تَنَهَّدَ اللَّيْلُ حتَّى قلتُ قَدْ نُثِرَتْ
تِلكَ النُّجومُ وماتَ الجنُّ والبَشَرُ
وعادَ للصَّمتِ يُصغي في كآبته
كالفيلسوف إلى الدنيا ويفتكرُ
وقَهْقَهَ القَدَرُ الجبَّارُ سُخْريةً
بالكائناتِ تَضاحَكْ أَيُّها القَدَرُ
تمشي إلى العَدَمِ المحتومِ باكيةً
طوائفُ الخَلْقِ والأشكالُ والصُّوَرُ
وأنت فوقَ الأسى والموت مبتسمٌ
ترنو إلى الكون يُبْنَى ثمَّ يندَثِرُ
ابو القاسم الشابي
الحمدان
04-30-2024, 12:14 PM
صَبِيَّ الحَيَاةِ الشَّقِيَّ العنيدْ
أَلا قدْ ضَلَلْتَ الضَّلالَ البعيدْ
أَتُنشدُ صوتَ الحَيَاةِ الرخيمَ
وأَنتَ سجينٌ بهذا الوجودْ
وتَطْلُبُ وَرْدَ الصَّبَاحِ المخ
ضَّبَ مِنْ كفِّ حَقْلٍ حَصِيدْ
إلى المَوْتِ إنْ شِئْتَ هَوْنَ الحي
اة فَخَلْفَ ظلامِ الرَّدى مَا تُرِيدْ
إلى المَوْتِ يا ابنَ الحَيَاةِ التعيسَ
ففي الموتِ صَوْتُ الحَيَاةِ الرخيمْ
إلى المَوْتِ إن عَذَّبَتْكَ الدُّهورُ
ففي الموتِ قَلْبُ الدُّهورِ الرَّحيمْ
إلى المَوْتِ فالموتُ رُوحٌ جميلٌ
يُرَفْرِفُ مِنْ فوقِ تِلْكَ الغُيومْ
فَرُوحاً بفَجْرِ الخُلُودِ البهيجِ
وما حَوْلَهُ مِنْ بَنَاتِ النُّجومْ
إلى المَوْتِ فالموتُ جامٌ رَوِيٌّ
لمنْ أَظْمَأَتْهُ سُمُومُ الفَلاةْ
ولَسْتَ براوٍ إِذا مَا ظَمِئْتَ
من المنبعِ العذْبِ قبلَ المَمَاتْ
فما الدَّمعُ إلاَّ شرابُ الدُّهورِ
وما الحزنُ إلاَّ غِذَاءُ الحَيَاةْ
إلى المَوْتِ فالموتُ مهدٌ وَثيرٌ
تَنَامُ بأَحضانهِ الكَائناتْ
إلى المَوْتِ إن حاصَرَتْكَ الخُطوبُ
وسَدَّتْ عليكَ سَبيلَ السَّلامْ
ففي عالمِ الموتِ تَنْضُو الحَيَاةُ
رِداءَ الأَسى وقِنَاعَ الظَّلامْ
وتبدو كما خُلِقَتْ غَضَّةً
يَفيضُ على وَجْهِها الإِبْتِسامْ
تُعيدُ عليها ظِلالَ الخُلودِ
وتهفو عليها قُلُوبُ الأَنامْ
إلى المَوْتِ لا تَخْشَ أعماقه
ففيها ضياءُ السَّماءِ الوَديعْ
وفيها تَمِيسُ عذارى السَّماءِ
عواريَ يُنْشِدْنَ لحناً بَديعْ
وفي رَاحِهنَّ غُصُونُ النَّخيلِ
يُحَرِّكْنَها في فَضَاءٍ يَضُوعْ
تضيءُ بهِ بَسَمَاتُ القُلُوبِ
وتخبو بهِ حَسَراتُ الدُّموعْ
هو الموتُ طيفُ الخلودِ الجميلُ
ونِصْفُ الحَيَاةِ الَّذي لا يَنُوحْ
هنالكَ خلفَ الفضاءِ البعيدِ
يَعيشُ المنونُ القَوِيُّ الصَّبُوحْ
يَضُمُّ القُلُوبَ إلى صَدْرِهِ
ليأسوَ مَا مَضَّها مِنْ جُروحْ
ويبعثَ فيها رَبيعَ الحَيَاةِ
ويُبْهِجُها بالصَّباحِ الفَرُوحْ
ابو القاسم الشابي
الحمدان
04-30-2024, 12:15 PM
كلُّ مَا هبَّ وما دبَّ وما
نامَ أَو حامَ على هذا الوُجُودْ
مِنْ طيورٍ وزُهورٍ وشذًى
وينابيعَ وأَغصانٍ تميدْ
وبحار وكهوف وذرى
وبراكين ووديان وبيد
وضياءٍ وظلالٍ ودجًى
وفصولٍ وغيولٍ ورعودْ
وثلوجٍ وضبابٍ عَابرٍ
وأَعاصيرَ وأَمطارٍ تجودْ
وتَعاليمَ ودِينٍ ورؤًى
وأَحاسيسَ وصَمْتٍ ونشيدْ
كلُّها تحيا بقلبي حرَّةً
غَضَّةَ السّحْرِ كأَطفالِ الخُلُودْ
ههُنَا في قلبيَ الرَّحْبِ العميقْ
يرقُصُ الموتُ وأَطيافُ الوجودْ
ههُنَا تَعْصِفُ أَهوالُ الدُّجى
ههُنَا تخفُقُ أَحلامُ الورودْ
ههُنَا تهتُفُ أَصداءُ الفَنا
ههُنَا تُعزَفُ أَلحانُ الخلودْ
ههُنَا تَمْشي الأَماني والهوى
والأَسى في موكبٍ فخْمِ النَّشيدْ
ههُنَا الفجرُ الَّذي لا ينتهي
ههُنَا اللَّيلُ الَّذي لَيْسَ يَبيدْ
ههُنَا ألفُ خِضَمٍّ ثَائرٍ
خالدِ الثَّورَةِ مجهولِ الحُدودْ
ههُنَا في كلِّ آنٍ تَمَّحي
صُوَرُ الدُّنيا وتبدو مِنْ جديدْ
ابو القاسم الشابي
الحمدان
04-30-2024, 12:15 PM
يَوَدُّ الفتى لوْ خاضَ عاصِفَةَ الرَّدَى
وصَدَّ الخميسَ المَجْرَ والأَسَدَ الوَرْدا
ليُدْرِكَ أَمجادَ الحُروبِ ولوْ دَرَى
حقيقَتَها مَا رامَ مِنْ بيْنها مَجْدا
فما المجدُ في أنْ تُسْكِرَ الأَرضَ بالدِّما
وتَرْكَبَ في هَيْجَائها فرساً نهْدا
ولكنَّهُ في أَنْ تَصُدَّ بِهمَّةٍ
عَن العالمِ المرْزُوءِ فيْضَ الأَسى صَدَّا
ابو القاسم الشابي
تونس
الحمدان
04-30-2024, 12:16 PM
أنتَ يا شِعْرُ فلذةٌ مِنْ فؤادي
تَتَغَنَّى وقِطْعةٌ مِنْ وُجُودي
فيكَ مَا في جوانحي مِنْ حنينٍ
أبديٍّ إلى صميمِ الوُجُودِ
فيكَ مَا في خواطري مِنْ بكاءٍ
فيكَ مَا في عواطفي مِنْ نشيدِ
فيكَ مَا في مَشَاعري مِنْ وُجُومٍ
لا يُغَنِّي ومِنْ سُرورٍ عَهيدِ
فيكَ مَا في عَوَالمي مِنْ ظلامٍ
سَرْمديٍّ ومِنْ صباحٍ وَليدِ
فيكَ مَا في عَوَالمي مِنْ ضبابٍ
وسرابٍ ويقظةٍ وهُجُودِ
فيكَ مَا في طفولتي مِنْ سلامٍ
وابتسامٍ وغبطةٍ وسُعودِ
فيكَ مَا في شبيبتي مِنْ حنينٍ
وشجونٍ وبَهْجةٍ وجُمودِ
فيكَ إن عانقَ الرَّبيعُ فؤادي
تتثنَّى سَنَابِلي وَوُرُودي
ويغنِّي الصَّباحُ أُنشودَةَ الحبِّ
على مَسْمَعِ الشَّبابِ السَّعيدِ
ثُمَّ أَجْني في صيفِ أَحلاميَ
السَّاحِرِ مَا لَذَّ من ثمارِ الخُلودِ
فيكَ يبدو خريفُ نَفْسي مَلُولاً
شاحِبَ اللَّوْنِ عاريَ الأُمْلودِ
حَلَّلته الحَيَاةُ بالحَزَنِ الدَّا
مي وغَشَّتْهُ بالغيومِ السُّودِ
فيكَ يمشي شتاءُ أَيَّاميَ البا
كي وتُرغي صَوَاعقي ورُعُودي
وتَجِفُّ الزُّهورُ في قلبيَ الدَّا
جي وتهوي إلى قرارٍ بعيدِ
أَنْتَ يا شِعْرُ قصَّةٌ عن حياتي
أَنْتَ يا شِعْرُ صورةٌ مِنْ وُجودي
أَنْتَ يا شِعْرُ إنْ فَرِحْتُ أغاريدي
وإنْ غنَّتِ الكآبَةُ عُودي
أَنْتَ يا شِعْرُ كأسُ خمرٍ عجيبٍ
أَتلهَّى به خلالَ اللُّحودِ
أتحسَّاهُ في الصبَّاحِ لأنسى
مَا تقضَّى في أمسيَ المَفْقودِ
وأُناجيه في المساءِ ليُلْهِيني
مَرْآهُ عن الصَّباحِ السَّعيدِ
أَنْتَ مَا نلتُ من كهوفِ اللَّيالي
وتصفَّحتُ مِنْ كتابِ الخلودِ
فيكَ مَا في الوُجُودِ مِنْ حَلَكٍ دا
جٍ وما فيه مِنْ ضياءٍ بعيدِ
فيكَ مَا في الوُجُودِ مِنْ نَغَمٍ
حُلْوٍ وما فيه من ضجيجٍ شَديدِ
فيكَ مَا في الوُجُودِ مِنْ جَبَلٍ وَعْ
رٍ وما فيه مِنْ حَضيضٍ وهِيدِ
فيكَ مَا في الوُجُودِ مِنْ حَسَكٍ يُدْ
مِي وما فيه مِنْ غَضيضِ الوُرودِ
فيكَ مَا في الوُجُودِ حَبَّ بنو الأَر
ضِ قصيدي أَمْ لَمْ يُحبُّوا قَصيدي
فسواءٌ على الطُّيورِ إِذا غنَّ
تْ هُتافُ السَّؤُوم والمُسْتَعيدِ
وسواءٌ على النُّجومِ إِذا لاحتْ
سكونُ الدُّجى وقَصْفُ الرُّعودِ
وسواءٌ على النَّسيمِ أَفي القف
رِ تُغَنِّي أَمْ بَيْنَ غَضِّ الوُرودِ
وسواءٌ على الوُرودِ أَفي الغيرانِ
فاحَتْ أَمْ بَيْنَ نَهْدٍ وَجِيدِ
ابو القاسم الشابي
الحمدان
04-30-2024, 12:16 PM
ليتَ لي أنْ أعيشَ في هذه الدُّنيا
سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي
أصرِفُ العُمْرَ في الجبالِ وفي الغاباتِ
بَيْنَ الصّنوبرِ الميَّادِ
لَيْسَ لي من شواغلِ العيشِ مَا يصرف
نَفْسي عنِ استماع فؤادي
أرْقُبُ الموتَ والحياةَ وأصغي
لحديثِ الآزالِ والآبادِ
وأغنِّي مع البلابلِ في الغابِ
وأُصْغي إلى خريرِ الوادي
وأُناجي النُّجومَ والفجرَ والأطيارَ
والنَّهرَ والضّياءَ الهادي
عيشةً للجمال والفنّ أبغيها
بعيداً عنْ أمَّتي وبلادي
لا أُعَنِّي نفسي بأحْزانِ شعبي
فَهْوَ حيٌّ يعيش عيشَ الجمادِ
وبحسبي من الأسى مَا بنفسي
من طَريفٍ مسْتَحْدَثٍ وتَلاد
وبعيداً عن المَدينةِ والنّاسِ
بعيداً عن لَغْوِ تِلْكَ النّوادي
فهوَ من مَعْدَنِ السَّخافةِ والإفْكِ
ومن ذلك الهُراء العادي
أينَ هوَ من خريرِ ساقية الوادي
وخفْقِ الصَّدى وشدوِ الشَّادي
وحفيفِ الغصونِ نمَّقها الطَّلُّ
وهَمْسِ النَّسيمِ للأولادِ
هذه عيشةٌ تقدِّسُها نفسي
وأدعو لمجدها وأنادي
ابو القاسم الشابي
الحمدان
04-30-2024, 12:16 PM
أنتِ كالزهرةِ الجميلةِ في الغابِ
ولكنْ مَا بَيْنَ شَوكٍ ودودِ
والرياحينُ تَحْسَبُ الحسَكَ الشِّرِّيرَ
والدُّودَ من صُنوفِ الورودِ
فَافْهِمي النَّاسَ إنَّما النَّاسُ خَلْقٌ
مُفْسِدٌ في الوجودِ غيرُ رشيدِ
والسَّعيدُ السَّعيدُ من عاشَ كاللَّيل
غريباً في أهلِ هذا الوجودِ
ودَعيهِمْ يَحْيَوْنَ في ظُلْمةِ الإثْمِ
وعيشي في طُهْرِكِ المحمودِ
كالملاك البريءِ كالوردة البيضاءِ
كالموجِ في الخِضَمِّ البَعيدِ
كأغاني الطُّيور كالشَّفَقِ السَّاحِرِ
كالكوكبِ البعيدِ السَّعيدِ
كَثُلوجِ الجبال يغمرُها النُّورُ
وتَسمو على غُبارِ الصَّعيدِ
أنتِ تحتَ السَّماءِ روحٌ جميلٌ
صاغَهُ الله من عَبيرِ الوُرودِ
وبنو الأرضِ كالقُرودِ وما أضْيَ
عَ عِطرَ الورودِ بَيْنَ القرودِ
أنتِ من ريشة الإله فلا تُلْقي
بفنِّ السّما لِجَهْلِ العبيدِ
أنتِ لم تُخْلَقي ليقْرُبَكِ النَّاسُ
ولكنْ لتُعْبَدي من بعيدِ
ابو القاسم الشابي
الحمدان
04-30-2024, 12:17 PM
في جبالِ الهمومِ أنْبتُّ أغصاني
فَرَفّتْ بَيْنَ الصُّخورِ بِجُهْدِ
وتَغَشَّانيَ الضَّبابُ فأورقتُ
وأزْهَرتُ للعَواصفِ وَحْدي
وتمايلتُ في الظَّلامِ وعَطّرتُ
فَضاءَ الأسى بأنفاسِ وَردي
وبمجدِ الحياةِ والشوقِ غنَّيْتُ
فلم تفهمِ الأعاصيرُ قَصْدي
ورَمَتْ للوهادِ أفنانيَ الخضْرَ
وظلّتْ في الثَّلْجِ تحفر لَحْدي
ومَضتْ بالشَّذى فَقُلتُ ستبني
في مروجِ السَّماءِ بالعِطر مَجْدي
وتَغَزلْتُ بالرَّبيعِ وبالفجرِ
فماذا ستفعلُ الرّيحُ بعدي
ابو القاسم الشابي
الحمدان
04-30-2024, 12:17 PM
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ
تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ
فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ
من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ
كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ
وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ
ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ
وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ
إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ
رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ
ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ
ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ
ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ
يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ
فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ
وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ
وأطرقتُ أُصغي لقصفِ الرُّعودِ
وعزفِ الرّياحِ وَوَقْعِ المَطَرْ
وقالتْ ليَ الأَرضُ لما سألتُ
أيا أمُّ هل تكرهينَ البَشَرْ
أُباركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ
ومَن يَسْتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ
وأَلعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمانَ
ويقنعُ بالعيشِ عيشِ الحجرْ
هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ
ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ
فلا الأُفقُ يَحْضُنُ ميتَ الطُّيورِ
ولا النَّحْلُ يلثِمُ ميْتَ الزَّهَرْ
ولولا أُمومَةُ قلبي الرَّؤومُ لمَا
ضمَّتِ الميْتَ تِلْكَ الحُفَرْ
فويلٌ لمنْ لم تَشُقْهُ الحَيَاةُ
منْ لعنةِ العَدَمِ المنتصرْ
وفي ليلةٍ مِنْ ليالي الخريفِ
متقَّلةٍ بالأَسى والضَّجَرْ
سَكرتُ بها مِنْ ضياءِ النُّجومِ
وغنَّيْتُ للحُزْنِ حتَّى سَكِرْ
سألتُ الدُّجى هل تُعيدُ الحَيَاةُ
لما أذبلته ربيعَ العُمُرْ
فلم تَتَكَلَّمْ شِفاهُ الظَّلامِ ولمْ
تترنَّمْ عَذارَى السَّحَرْ
وقال ليَ الغابُ في رقَّةٍ
محبَّبَةٍ مثلَ خفْقِ الوترْ
يجيءُ الشِّتاءُ شتاءُ الضَّبابِ
شتاءُ الثّلوجِ شتاءُ المطرْ
فينطفئُ السِّحْرُ سحرُ الغُصونِ
وسحرُ الزُّهورِ وسحرُ الثَّمَرْ
وسحْرُ السَّماءِ الشَّجيّ الوديعُ
وسحْرُ المروجِ الشهيّ العَطِرْ
وتهوي الغُصونُ وأوراقُها
وأَزهارُ عهدٍ حبيبٍ نَضِرْ
وتلهو بها الرِّيحُ في كلِّ وادٍ
ويدفنها السَّيلُ أَنَّى عَبَرْ
ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ
تأَلَّقَ في مهجةٍ واندَثَرْ
وتبقَى البُذورُ التي حُمِّلَتْ
ذخيرَةَ عُمْرٍ جميلٍ غَبَرْ
وذكرى فصولٍ ورؤيا حَياةٍ
وأَشباحَ دنيا تلاشتْ زُمَرْ
معانِقَةً وهي تحتَ الضَّبابِ
وتحتَ الثُّلوجِ وتحتَ المَدَرْ
لِطَيْفِ الحَيَاة الَّذي لا يُملُّ
وقلبُ الرَّبيعِ الشذيِّ الخضِرْ
وحالِمةً بأغاني الطُّيورِ
وعِطْرِ الزُّهورِ وطَعْمِ الثَّمَرْ
ويمشي الزَّمانُ فتنمو صروفٌ
وتذوي صروفٌ وتحيا أُخَرْ
وتَصبِحُ أَحلامَها يقْظةً
موَشَّحةً بغموضِ السَّحَرْ
تُسائِلُ أَيْنَ ضَبابُ الصَّباحِ
وسِحْرُ المساءِ وضوءُ القَمَرْ
وأَسرابُ ذاكَ الفَراشِ الأَنيقِ
ونَحْلٌ يُغنِّي وغيمٌ يَمُرْ
وأَينَ الأَشعَّةُ والكائناتُ
وأَينَ الحَيَاةُ التي أَنْتَظِرْ
ظمِئْتُ إلى النُّورِ فوقَ الغصونِ
ظمِئْتُ إلى الظِّلِّ تحتَ الشَّجَرْ
ظمِئْتُ إلى النَّبْعِ بَيْنَ المروج
يغنِّي ويرقصُ فوقَ الزَّهَرْ
ظمِئْتُ إلى نَغَماتِ الطُّيورِ
وهَمْسِ النَّسيمِ ولحنِ المَطَرْ
ظمِئْتُ إلى الكونِ أَيْنَ الوجودُ
وأَنَّى أَرى العالَمَ المنتظَرْ
هُو الكونُ خلف سُبَاتِ الجُمودِ
وفي أُفقِ اليَقظاتِ الكُبَرْ
وما هو إلاَّ كَخَفْقِ الجناحِ
حتَّى نما شوقُها وانتصَرْ
فصدَّعَتِ الأَرضُ من فوقها
وأَبْصرتِ الكونَ عذبَ الصُّوَرْ
وجاءَ الرَّبيعُ بأَنغامهِ
وأَحلامِهِ وصِباهُ العَطِرْ
وقبَّلها قُبَلاً في الشِّفاهِ
تُعيدُ الشَّبابَ الَّذي قدْ غَبَرْ
وقال لها قدْ مُنِحْتِ الحَيَاةَ
وخُلِّدْتِ في نَسْلِكِ المدَّخَرْ
وباركَكِ النُّورُ فاستقبلي
شَبابَ الحَيَاةِ وخصْبَ العُمُرْ
ومن تَعْبُدُ النُّورَ أَحلامهُ
يُبارِكُهُ النُّورُ أَنَّى ظَهَرْ
إليكِ الفضاءَ إليكِ الضِّياءَ
إليكِ الثَّرى الحالمَ المزدهر
إليكِ الجمالُ الَّذي لا يَبيدُ
إليكِ الوُجُودَ الرَّحيبَ النَّضِرْ
فميدي كما شئتِ فوقَ الحقولِ
بحُلْوِ الثِّمارِ وغضِّ الزَّهَرْ
وناجي النَّسيمَ وناجي الغيومَ
وناجي النُّجومَ وناجي القَمَرْ
وناجي الحياة وأشواقها
وضنة هذا الوجود الأغر
وشفَّ الدُّجى عن جمالٍ عميقٍ
يُشِبُّ الخيالَ ويُذكي الفِكَرْ
ومُدَّ على الكونِ سحرٌ غريبٌ
يصرّفُهُ ساحرٌ مقتدِرْ
وضاءَتْ شموعُ النُّجُومِ الوِضَاءِ
وضاعَ البَخُورُ بَخُورُ الزَّهَرْ
ورَفْرَفَ روحٌ غريبُ الجمال
بأَجنحةٍ من ضياءِ القَمَرْ
وَرَنَّ نشيدُ الحَيَاةِ المقدَّس
في هيكلٍ حالِمٍ قدْ سُحِرْ
وأُعْلِنَ في الكونِ أنَّ الطّموحَ
لهيبُ الحَيَاةِ ورُوحُ الظَّفَرْ
إِذا طَمَحَتْ للحَياةِ النُّفوسُ
فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القَدَرْ
ابو قاسم الشابي
الحمدان
04-30-2024, 12:45 PM
يها الناعم في في دنيا الخيال
تذكر العهد وماضي الصفحات
أعلى بالك ما طاف ببالي
من ليالٍ وعهود مشرقات؟
لا رأت عيناك شكي وضلالي
وحنيني ولهيب الذكريات
عندما يعرضها الماضي لعيني
صوراً تجلو الذي ضيعت منّي
من ليالٍ في هوانا راقصات
هتف الصبح وغنى بنشيد
رائعَ اللحن شجي النغمات
كالمنى تُقبِل كالحلم السعيد
في خيالي كابتسام الزهرات
بيد أني لا أبالي بالوجود
ولياليه الحسان النيّرات
إن يكن قلبك لا يسمع لحني
فلمن يا فتنة الروح أغني؟
للهوى سرَّ المعاني الخالدات
آه لو تسمعني أشكو الجوى يا حبيبي!
آه لو تسمعني!
وترى القلب ونيران الهوى ولظاها
ودموع الشجن لترفقت بقلبي!
فانطوى ما بقلبي من هوى أرقني
أين أحلام شبابي؟ أين منّي..
أمسياتٌ في فتونٍ وتمنّي؟
وعيون الدهر عنا غافلات
يا حبيبي أيقظ الماضي شجوني
حينما طافت رؤاه في خيالي
وتلفت لعيني.. ليقيني
فإذا الحاضر كالليل حيالي
وإذا بي قد خلت منك يميني
وانطوى ما كان من صفو الليالي
طال بي شوقي لأيام التغني
وليال كنّ بعضي غاب عني
فأعد لي من ضاع
فأعد لي من ضاع من بشرايا
مصطفى عبدالرحمن
الحمدان
04-30-2024, 12:50 PM
لَعَلَّكَ تُصغي ساعَةً وَأَقولُ
لَقَد غابَ واشٍ بَينَنا وَعَذولُ
وَفي النَّفسِ حاجاتٌ إِلَيكَ كَثيرَةٌ
أَرى الشَّرحَ فيها وَالحَديثُ يَطولُ
تعالَ فما بيني وَبَينِكَ ثالِثٌ
فَيَذكُرُ كُلٌّ شَجوَهُ وَيَقولُ
فما بَلَغَ العُشّاقُ حالاً بَلَغتُها
هُناكَ مُقامٌ ما إِلَيهِ سَبيلُ
وَما كُلُّ مَخضوبِ البَنانِ بُثَينَةٌ
وَما كُلُّ مَسلوبِ الفُؤادِ جَميلُ
وَلي عِندَكُم قَلبٌ أَضَعتُم عُهودَهُ
عَلى أَنَّهُ جارٌ لَكُم وَنَزيلُ
بهاء الدين زهير
الحمدان
04-30-2024, 12:52 PM
أسلمْتُ نفسي لمــولًىظ° لا يَخِيبُ لهُ
راجٍ عَلَىظ° الدَهْرِ،والمولىظ° هُو الواقي
يا قَلْبُ صَبْراً جمِــــــيلاً، إنهُ قَـدَرٌ
يجري علىظ° المرءِ مِنْ أَسْرٍ وإطلاقِ
لابُدَّ لِلضيقِ بَعْدَ اليأسِ مِنْ فَرَجٍ
وَكُلُّ داجِيَةٍ يوماً لإشـراقِ
محمود البارودي
الحمدان
04-30-2024, 12:52 PM
إذا مرّ يوم ولَم أتَذكّرْ
به أن أقولَ صَباحُكِ سكّر
فلا تعْجَبي مِن ذُهولِي وصَمْتِي
ولا تَحْسَبِي أنّ شيْئا تغَيّرْ
فحِينَ أنَا لَا أقُول أُحبّك
فَمَعنَاهُ أنّي أُحبّكِ أكثَرْ
...
الحمدان
04-30-2024, 12:53 PM
وإذا لقيتُك لا تَسَل عن حالتي
فملامحي بالشوق خيرُ بياني
واسمع عيوني كَلما لاقيتني
فأنا عيوني في اللقاءِ لساني
الحمدان
04-30-2024, 12:56 PM
يا نَفْسُ كم تَقسو عليكِ مَتاعبٌ
فتَبَصَّري دَرْبَ الهُدَىظ° تَرتاحي
وتَبَسَّمي مَهْمَا قَسَتْ آلامُنا
إنَّ التَّبَسُّمَ بَلْسَمُ الأَرْوَاحِ
الحمدان
04-30-2024, 12:57 PM
إنَّ الأمُورَ لَهَا رَبٌّ يُدَبِّرُهُا
وَكُلُّ شَيءٍ بأمرِ اللهِ مُؤتَمِرُ
فَلَنْ يُفِيدَكَ أنْ تََحتَاطَ مِنْ قَدرٍ
وَلَنْ يَرُدَّ القَضَا حِرصٌ وَلَا حَذَرُ
وَالجَأ لِرَبِّكَ فِي الضَّرَّاءِ مُعتَصِمًا
مَا رَدَّ رَبُّكَ مَن لِلعَونِ يَفتَقِرُ
...
الحمدان
04-30-2024, 01:26 PM
مَن رَجَلٌ أَحبوهُ وَناقَتي
يُبَلِّغُ عَنّي الشِعرَ إِذ ماتَ قَائِلُه
نَذيراً وَما يُغني النَذيرُ بِشَبوَةٍ
لِمَن شاؤُهُ حَولَ البَدِيِّ وَجامِلُه
فَقُل لِتَميمٍ تَجعَلِ الرَملَ دونَها
وَغَيرُ تَميمٍ في الهَزاهِزِ جاهِلُه
فَإِنَّ أَبا قابوسَ بَيني وَبَينها
بِأَرعَنَ يَنفي الطَيرَ حُمرٍ مَناقِلُه
إِذا اِرتَحلوا أَصَمَّ كُلَّ مُؤَيَّهٍ
وَكُلِّ مُهيبٍ نَقرُهُ وَصَواهِلُه
فَلا أَعرِفَن سَبياً تُمَدُّ ثُدِيُّهُ
إِلى مُعرِضٍ عَن صِهرِه لا يُواصِلُه
علقمه الفحل
الحمدان
04-30-2024, 01:26 PM
فارِسٌ ما غادَروه مُلحَماً
غَيرَ زُمَّيَلٍ وَلا نِكسٍ وَكَل
لَو يَشا طارَ بِهِ ذو مَيَعَةٍ
لاحِقُ الآطالِ نَهدٌ ذو خُصَل
غَيرَ أَنَّ البَأسَ مِنهُ شيمَةٌ
وَصُروفُ الدَهرِ تَجري بِالأَجَل
الحمدان
04-30-2024, 01:27 PM
وَهَل أَسوى بَراقِشُ حينَ أَسوى
بِبَلقَعَةٍ وَمُنبَسِطٍ أَنيقِ
وَحَلّوا مِن مَعينٍ يَومَ حَلّوا
لِعِزِّهِمُ لَدى الفَجِّ العَميقِ
الحمدان
04-30-2024, 01:27 PM
كَأَنَّ اِبنَةَ الزَيدِيِّ يَومَ لَقيتُها
هُنَيدَةَ مَكحولُ المَدامعِ مُرشِقُ
تُراعي خَذولاً يَنفُضُ المُردَ شادِناً
تَنوشُ مِنَ الضال القِذافَ وَتَعلَقُ
وَقُلتُ لَها يَوماً بِوادي مُبايِضٍ
أَلا كُلُّ عانٍ غَيرَ عَانيكِ يُعتَقُ
يُصادِفُ يَوماً مِن مَليكٍ سَماحَةً
فَيَأخُذُ عَرضَ المالِ أَو يَتَصَدَّقُ
وَذَكَّرنيها بَعدَما قَد نَسيتُها
ديارٌ عَلاها وابِلٌ مُتَبَعِّقُ
بِأَكنافِ شَمّاتٍ كَأَنَّ رُسومَها
قَضيمُ صَناعٍ في أَديمٍ مُنَمَّقُ
علقمه الفحل
الحمدان
04-30-2024, 01:27 PM
أَمسى بَنو نَهشَلٍ نَيّانُ دونَهمُ
المُطعِمونَ اِبنَ جارِهِم إِذا جاعا
كَأَنَّ زَيدَ مَناةَ بَعدَهُم غَنَمٌ
صاحَ الرِعاءُ بِها أَن تَهبِطَ القاعا
أَبلِغ بَني نَهشَلٍ عَنّي مُغَلغَلَةً
أَنَّ الحِمى بَعدَهُم وَالثَغرَ قَد ضاعا
الحمدان
04-30-2024, 01:28 PM
وَنَحنُ جَلبنا مِن ضَرِيَّةَ خَيلَنا
نُكَلِّفُها حَدَّ الإِكامِ قَطائِطا
سِراعاً يَزِلُّ الماءُ عَن حَجَباتِها
نُكَلِّفُها غَولاً بَطيناً وَغائِطا
يُحَتُّ يَبيسُ الماءِ عَن حَجَباتِها
وَيَشكونَ آثارَ السِياطِ خَوابِطا
فَأَدركَهُم دونَ الهُيَيمَاءِ مُقصِراً
وَقَد كانَ شَأواً بالِغَ الجَهدِ باسِطا
أَصَبنَ الطَريفَ وَالطَريفَ بنَ مالِكٍ
وَكانَ شِفاءً لَو أَصَبنَ المَلاقِطا
إِذاً عَرَفوا ما قَدَّموا لِنُفوسِهِم
مِنَ الشَرِّ إِنَّ الشَرَّ مُردٍ أَراهِطا
فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَكثَرَ باكِياً
وَأَكثَرَ مَغبوطاً يُجَلُّ وَغابِطاً
علقمه الفحل
الحمدان
04-30-2024, 01:28 PM
وَيلُمِّ لَذّاتِ الشَبابِ مَعيشَةً
مَعَ الكُثرِ يُعطاهُ الفَتى المُتلِفُ النَدي
وَقَد يَعقِلُ القُلُّ الفَتى دونَ هَمَّهِ
وَقَد كانَ لَولا القُلُّ طَلّاعَ أَنجُدِ
وَقَد أَقطَعُ الخَرقَ المَخوفَ بِهِ الرَدى
بِعَنسٍ كَجَفنِ الفارِسِيِّ المُسَرَّدِ
كَأَنَّ ذِراعَيها عَلى الخَلِّ بَعدَما
وَنينَ ذِراعا ماتِحٍ مُتَجَرِّدِ
الحمدان
04-30-2024, 01:28 PM
وَفي الحَيِّ بَيضاءُ العَوارِضِ ثَوبُها
إِذا ما اِسبَكَرَّت لِلشَبابِ قَشيبُ
وَعيسٍ بَرَيناها كَأَنَّ عُيونَها
قَواريرُ في أَذهانِهِنَّ نُضوبُ
وَلَستَ لِإنسِيٍّ وَلَكِن لِمَلأَكٍ
تَنَزَّلَ مِن جَوِّ السَماءِ يَصوبُ
وَأَنتَ أَزَلتَ الخُنزُوانَةَ عَنهُمُ
بِضَربٍ لَهُ فَوقَ الشُؤونِ وَجيبُ
وَأَنتَ الَّذي آثارُهُ في عَدُوِّهِ
مِنَ البُؤسِ وَالنُعمى لَهُنَّ نُدوبُ
علقمه الفحل
العصر الجاهلي
الحمدان
04-30-2024, 01:29 PM
وَشامِتٍ بِيَ لا تَخفى عَداوَتُهُ
إِذا حِمامِيَ ساقَتهُ المَقاديرُ
إِذا تَضَمَّنَني بَيتٌ بِرابِيَةٍ
آبوا سِراعاً وَأَمسى وَهوَ مَهجورُ
فَلا يَغُرَّنكَ جَرِّيَ الثَوبَ مُعتَجِراً
إِنّي اِمرُؤٌ فِيَّ عِندَ الجِدِّ تَشميرُ
كَأَنّي لَم أَقُل يَوماً لِعادِيَةٍ
شُدّوا وَلا فِتيَةٍ في مَوكِبٍ سيروا
ساروا جَميعاً وَقَد طالَ الوَجيفُ بِهِم
حَتّى بَدا واضِحُ الأَقرابِ مَشهورُ
وَلَم أُصَبِّح جِمامَ الماءِ طاوِيَةً
بِالقَوم وِردُهمُ لِلخِمسِ تَبكيرُ
أَورَدتُها وَصُدورُ العيسِ مُسنَفَةٌ
وَالصُبحُ بِالكَوكَبِ الدُرِيِّ مَنحورُ
تَباشَروا بَعدَما طال الوَجيفُ بِهِم
بِالصُبحِ لَمّا بَدَت مِنهُ تَباشيرُ
بَدَت سَوابِقُ من أولاهُ نَعرِفُها
وَكِبَرُهُ في سَوادِ اللَيلِ مَستورُ
علقمه الفحل
الحمدان
04-30-2024, 01:30 PM
وَدَّ نُفَيرٌ لِلمَكاوِرِ أَنَّهُم
بِنَجرانَ في شاءِ الحِجازِ المُوَقَّرِ
أَسَعياً إِلى نَجرانَ في شَهرِ ناجِرٍ
حُفاةً وَأَعيا كُلُّ أَعيَسَ مِسفَرِ
وَقَرَّت لَهُم عَيني بِيَومِ حُذُنَّةٍ
كَأَنَّهُمُ تَذبيحُ شاءٍ مُعتَّرِ
عَمَدتُم إِلى شِلوٍ تُنوذِرَ قَبلَكم
كَثيرِ عِظامَ الرَأسِ ضَخمُ المُذَمَّرِ
علقمه الفحل
الحمدان
04-30-2024, 01:32 PM
تَراءَت وَأَستارٌ مِنَ البَيتِ دونَها
إِلَينا وَحانَت غَفلَةُ المُتَفَقِّدِ
بِعَينَي مَهاةٍ يَحدُرُ الدَمعُ مِنهُما
بَريمَينِ شَتّى مِن دُموعٍ وَإِثمِدِ
وَجيدِ غَزالٍ شادِنٍ فَرَدَت لَهُ
مِنَ الحَلي سَمطَي لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
الحمدان
04-30-2024, 01:32 PM
دافَعتُ عَنهُ بِشِعرِيَ إذ
كانَ لِقَومي في الفِداءِ جَحَد
فَكانَ فيهِ ما أَتاكَ وَفي
تِسعينَ أَسرى مُقرَنينَ صَفَد
دافَعَ قَومي في الكَتيبَةِ إذ
طارَ لِأَطرافِ الظُباتِ وَقَد
فَأَصبَحوا عِندَ اِبنِ جَفنَةَ في ال
أَغلالِ مِنهم وَالحَديدِ عُقَد
إِذ مُخنَبٌ في المُخنَبينَ وَفي الن
نَهكَةِ غَيٌّ بادِئٌ وَرَشَد
الحمدان
04-30-2024, 01:33 PM
طَحا بِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَروبُ
بُعَيدَ الشَبابِ عَصرَ حانَ مَشيبُ
تُكَّلِفُني لَيلى وَقَد شَطَّ وَلْيُها
وَعادَت عَوادٍ بَينَنا وَخُطوبُ
مُنَعَّمَةٌ لا يُستَطاعُ كَلامُها
عَلى بابِها مِن أَن تُزارَ رَقيبُ
إِذا غابَ عَنها البَعلُ لَم تُفشِ سِرَّهُ
وَتُرضي إِيابَ البَعلِ حينَ يَؤوبُ
فَلا تَعدِلي بَيني وَبَينَ مُغَمَّرٍ
سَقَتكِ رَوايا المُزنِ حَيثُ تَصوبُ
سَقاكِ يَمانٍ ذو حَبِيٍّ وَعارِضٍ
تَروحُ بِهِ جُنحَ العَشِيِّ جَنوبُ
وَما أَنتَ أَم ما ذِكرُها رَبَعِيَّةً
يُخَطُّ لَها مِن ثَرمَداءَ قَليبُ
فَإِن تَسأَلوني بِالنِساءِ فَإِنَّني
بَصيرٌ بِأَدواءِ النِساءِ طَبيبُ
إِذا شابَ رَأسُ المَرءِ أَو قَلَّ مالُهُ
فَلَيسَ لَهُ مِن وُدِّهِنَّ نَصيبُ
يُرِدنَ ثَراءَ المالِ حَيثُ عَلِمنَهُ
وَشَرخُ الشَبابِ عِندَهُنَّ عَجيبُ
فَدَعها وَسَلِّ الهَمَّ عَنكَ بِجَسرَةٍ
كَهَمِّكَ فيها بِالرِدافِ خَبيبُ
وَناجِيَةٍ أَفنى رَكيبَ ضُلوعِها
وَحارِكَها تَهَجَّرٌ فَدُؤوبُ
وَتُصبِحُ عَن غِبِّ السُرى وَكَأَنَّها
مُوَلَّعَةً تَخشى القَنيصَ شَبوبُ
تَعَفَّقَ بِالأَرطى لَها وَأَرادَها
رِجالٌ فَبَذَّت نَبلَهُم وَكَليبُ
إِلى الحارِثِ الوَهّابِ أَعمَلتُ ناقَتي
لِكَلكَلِها وَالقُصرَيَينَ وَجيبُ
لِتُبلِغَني دارَ اِمرِئٍ كانَ نائِياً
فَقَد قَرَّبَتني مِن نَداكَ قَروبُ
إِلَيكَ أَبَيتَ اللَعنَ كانَ وَجيفُها
بِمُشتَبِهاتٍ هَولُهُنَّ مَهيبُ
تَتَبَّعُ أَفياءَ الظِلالِ عَشِيَّةً
عَلى طُرُقٍ كَأَنَّهُنَّ سُبوبُ
هَداني إِلَيكَ الفَرقَدانِ وَلاحِبٌ
لَهُ فَوقَ أَصواءِ المِتانِ عُلوبُ
بِها جِيَفُ الحَسرى فَأَمّا عِظامُها
فَبيضٌ وَأَمّا جِلدُها فَصَليبُ
فَأَورَدتُها ماءً كَأَنَّ جِمامَهُ
مِنَ الأَجنِ حِنّاءٌ مَعاً وَصَبيبُ
تُرادَ عَلى دِمنِ الحِياضِ فَإِن تَعُفُّ
فَإِنَّ المُنَدّى رِحلَةٌ فَرُكوبُ
وَأَنتَ اِمرُؤٌ أَفضَت إِلَيكَ أَمانَتي
وَقَبلَكَ رَبَّتني فَضِعتُ رُبوبُ
فَأَدَّت بَنو عَوفِ بنِ كَعبٍ رَبيبَها
وَغودِرَ في بَعضِ الجُنودِ رَبيبُ
فَوَاللَهِ لَولا فارِسُ الجَونِ مِنهُمُ
لَآبوا خَزايا وَالإِيابُ حَبيبُ
تُقَدِّمُهُ حَتّى تَغيبَ حُجولُهُ
وَأَنتَ لِبَيضِ الدارِعينَ ضَروبُ
مُظاهِرُ سِربَالي حَديدٌ عَلَيهِما
عَقيلاً سُيوفٍ مِخذَمٌ وَرُسوبُ
فَجالَدتَهُم حَتّى اِتَّقوكَ بِكَبشِهِم
وَقَد حانَ مِن شَمسِ النَهارِ غُروبُ
وَقاتَلَ مِن غَسّانَ أَهلُ حِفاظِها
وَهِنبٌ وَقاسٌ جالَدَت وَشَبيبُ
تَخَشخَشُ أَبدانُ الحَديدِ عَلَيهِمُ
كَما خَشخَشَت يَبسَ الحَصادِ جَنوبُ
تَجودُ بِنَفسٍ لا يُجادُ بِمِثلِها
وَأَنتَ بِها يَومَ اللِقاءِ تَطيبُ
كَأَنَّ رِجالَ الأَوسِ تَحتَ لَبانِهِ
وَما جَمَعَت جَلٌّ مَعاً وَعَتيبُ
رَغا فَوقَهُم سَقبُ السَماءِ فَداحِصٌ
بِشَكَّتِهِ لَم يُستَلَب وَسَليبُ
كَأَنَّهُمُ صابَت عَلَيهِم سَحابَةٌ
صَواعِقُها لِطَيرِهُنَّ دَبيبُ
فَلَم تَنجُ إِلّا شَطبُةٌ بِلِجامِها
وَإِلّا طِمِرٌّ كَالقَناةِ نَجيبُ
وَإِلّا كَمِيٌّ ذو حِفاظٍ كَأَنَّهُ
بِما اِبتَلَّ مِن حَدِّ الظُباتِ خَصيبُ
وَفي كُلِّ حَيٍّ قَد خَبَطتَ بِنِعمَةٍ
فَحُقَّ لِشَأسٍ مِن نَداكَ ذَنوبُ
وَما مِثلُهُ في الناسِ إِلّا قَبيلُهُ
مُساوٍ وَلا دانٍ لَذاكَ قَريبُ
فلَا تُحرِمَنّي نائِلاً عَن جَنابَةٍ
فَإِنّي اِمرُؤٌ وَسطَ القِبابِ غَريبُ
علقمه الفحل
الحمدان
05-02-2024, 01:12 AM
ليه المسآ عوق الشقآوي وطبه
وليه الهبوب تصحي القلب لآ بآت
وليه القمر يدعي جريح المحبة
ويقول له يا هيه .. ما فات .. ما مات
جرحك ظهر لو قلت للوجه خبة
وللحزن في ضحكك رسوم وعلآمآت
وليه المطر بالذآت ريحة وصبة
كآنه رسول ِ بين الآحبآب بالذآت
اشتآق فيه لـ شوفتك واتنبه
للي نسيته من مواقف ونظرآت
لا استآنس الخافق ذكر من يحبه
ورجع يراجع في الوناسات ما فات
يا مرتع القلب الحزين ومربه
يزين بك مثل الذهب صدر الابيآت
هيهآت ينسى القلب شخص لعب به
وهيهات يدله خاطري منك هيهات
نبع الغلآ عندك وعندي مصبه
ومن الولا في خافقي لك ولايات
وطيفك حطب عيني وعيني مشبه
والشوق برد ما انقطع لو لحظات
ومكآنك الصدر ولك القلب شبه
بين الضلوع اللي فردهآ التنهات
ولك بيرق في القلب حبك يهبه
شآمخ ولا هزه من العذل غآرات
محبتك في الوقت ذا ما تشبه
الا بـ خيمة بدو بين العمآرآت
ان شفتني ضايق واهوجس واسبه
اخاف غدر الوقت والوقت دورآت
لا تحسب ان دمعي نزل دون سبه
ابكي من الفرقى واهي مآ بعد جات
اليوم كل امورنا مستتبه
وبكره ما ندري وش معه من مسرآت ؟
ارب قلبك مثل قلبي أربه
ما يخلفه كثر العذل والمسآفآآت !
محمد ابن فطيس
الحمدان
05-02-2024, 10:08 AM
وَأَيُّ شَيْءٍ عَلَى الدُّنْيَا وَزِينَـتِهَا
يَفُوقُ فِي حُسْنِـهِ اهْزِوجه الْمَطَرِ
يَأْتِي بَشِيـرًا يُزَفّ الْقَانِطِين رِضَاً
وَالْمَتْنُ فِي الْغَيْـمِ مَزْحُومٌ مِنْ الدُّرَرِ
يَقُولُ حَدَّثَنَا بَحْرُ الْعھَلِيم نُهَىً
وَعَنْعنَ السَّنَدَ الْمَخْتُومَ بِالْقَـدَرِ
بَعْدَ الْقُنُوطِ بِأَمْـرِ اللَّهِ غَادِيَةٌ
يَجْرِي عَلَى الْأَرْضِ مَايَجْرِي عَلَى الْبَشَرِ
...
الحمدان
05-02-2024, 10:38 AM
الصبح أسفر يا نفوس تحصني
بالذكر والتسبيح والدعوات
وتسابقي للخير دوماً واعلمي
إن الحياة قصيرة اللحظات
الحمدان
05-02-2024, 11:06 AM
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ
كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ
وأقولُ للقَدَرِ الَّذي لا ينثني
عَنْ حَرْبِ آمالي بكلِّ بَلاءِ
لا يُطْفِئُ اللَّهبَ المؤجَّجَ في دمي
موجُ الأسى وعواصفُ الأَزراءِ
فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ فانَّهُ
سيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ
....
الحمدان
05-02-2024, 11:21 AM
قد بحثنا عن السعادة لكن
ما عثرنا بكوخها المسحور
أبدا نسأل الليالي عنها
وهي سرّ الدنيا ولغز الدهور
طالما حدّثوا فؤادي عنها
في ليالي طفولتي وصبايا
طالما صوّروا لعينيّ لقيا
ها وألقوا أنباءها في رؤايا
فهي آنا ليست سوى العطر والأل
وان والأغنيات والأضواء
ليس تحيا إلا على باب قصر
شيّدته أيدي الغنى والرخاء
وهي آنا في الصوم عن متع الدن
يا وعند الزّهاد والرهبان
ليس تحيا إلا على صخر المع
بد بين الدعاء والإيمان
وهي حينا في الإثم والمتع الدن
يا وفي الشرّ والأذى والخصام
ليس تصفو إلا لقلب دنيء
لآئذ بالشرور والآثام
وهي في شرع بعضهم عند راع
يصرف العمر في سفوح الجبال
يتغنى مع القطيع إذا شاء
تحت الشذى والظلال
وهي في شرع آخرين ابنة العز
لة والفنّ والجمال الرفيع
ليس تحيا إلا على فم غرّيد
يغني أو شاعر مطبوع
وهي حينا في الحبّ يلهمها سهــم كيوبيد قلب كلّ محبّ
ليس تحيا إلا على شفة العا
شق يشدو حياته لحن حبّ
حدّثوني عنها كثيرا ولكن
لم أجدها وقد بحثت طويلا
لم أزل أصرف الليالي بحثا
وأغّني بها الوجود الجميلا
مرّ عمري سدى وما زلت أمشي
فوق هذي الشواطىء المحزونه
لم أجد في الرمال إلا بقايا ال
شوك! يا للأمنية المغبونه
أين اصدافك اللوامع يا شطّ
إذن أين كنزك الموعود؟
هاته رحمة بنا ,هات كنزا
هو ما يرتجيه هذا الوجود
هاته حسب رملك البارد القا
سي خداعا لنا وحسبك هزءا
يا لحلم نريد منه اقترابا
وهو ما زال أيّها الشطّ ينأى
لم تعد قصّة السعادة تغر
يني فدعني على شاطىء الآهات
عبثا أرتجي العثور على الكنـ
ـز فلا شيء غير صمت الحياة
أين من هذه الحياة ابتساما
ت الأماني ونشوة الأفراح؟
كيف يحيا فيها السعيد
وليست غير بحر تحت الدجى والرياح
طال بحثي يا ربّ أين ترى ذا
ك السعيد الجذلان أين تراه؟
ليس حولي إلا دياجير كون
ليس يفنى بكاؤه وأساه
كل يوم ميت يسير به الأح
ياء باكين نحو دنيا الظلام
يا لأسطورة الخلود فما الخا
لد غير القبور والآلام
يا دويّ النواح في الأرض أيّا
ن يكفّ الباكون والصارخونا؟
ومتى ينتهي الشقاء متى ير
تاح كون ذاق العذاب قرونا
عالم كلّ من على وجهه يش
قى ويقضي الأيام حزنا ويأسا
جرّعته السنين حنظلها المرّ
فعاف الحياة عينا ونفسا
إيه أسطورة السعادة هاتي
حدّثيني عن سرّك المنشود
أين ألقاك؟ أين مسكنك المر
موق؟ في الأفق أم وراء الوجود؟
سرت وحدي تحت النجوم طويلا
أسأل الليل والدياجير عنك
أسفا لم أجدك في الشاطىء
الصخريّ حيث المياه تفتأ تبكي
حيث تبقى الأشواك والورد يذوي
تحت عين الأيّام والأقدار
حيث يفنى الصفاء والليل يأتي
بجنون الأنواء والأعصار
حيث تقضي الأغنام أيّامها غر
ثى ولا عشب في جديب المراعي
أبدا تتبع السراب وتشكو
بخل دهر مزّيف خدّاع
حيث يحيا الغراب, والبلبل المو
هوب يهوي في عشّه المضفور
ويغّني البوم البغيض على الدو
ح ويثوي القمريّ بين الصخور
حيث تبقى الغيوم في الجوّ رمزا
لحياة سوادها ليس يفنى
حيث تبقى الرياح تصفر لحنا
هو سخرّية المقادر منّا
حيث صوت الحياة يهتف بالأحـ
ـياء : ماذا تحت الدجى تبتغونا؟
انظروا كلّ ما على الأرض يبكي
فأفيقوا يا معشر الحالمينا
نازك الملائكة
الحمدان
05-02-2024, 12:59 PM
لنا في الصُّبْحِ إشراقٌ وبُشرى
و بالإصباحِ تزدهرُ الأماني
ونرجو الله توفيقًا وفضلًا
وفضلُ الله مُتَّصلٌ وداني
الحمدان
05-02-2024, 03:22 PM
ناديتَني فسمعتُ همسَ مَحبةٍ
وأنا بأقصى المشرقَينِ غريبُ
فصنعتُ من نارِ الهوى طيارةً
وأتيتُ لا حجزٌ ولا ترتيبُ
مع أنني في غربتي متباعدٌ
لكنْ لديّ على هواكَ رقيبُ
أدري بشوقِكَ قبل أن تبديهِ لي
هذا وربِّكَ في الغرام عجيبُ!
جرّبْ ونادِ حبيبَ قلبٍ نائياً
بالصوت مهموساً وسوف يُجيبُ
...
الحمدان
05-02-2024, 03:23 PM
الغائبُون و في القلُوبِ مقامُهُم
هل يعلمُونَ بأنّنا نشتاقُ
ما كان ذنبُ الراحلينَ رحيلُهُم
بل ذنبُنا أنّا لهُم عُشّاق
الحمدان
05-02-2024, 03:23 PM
حُرِمتَ الوصلَ فاستحمل عقابي
و ذُق أتعابَ ما ااقترَفتْ يَداكا
و صُدَّ الشّوقَ حينََ يجيء ُيوماً
و من ذا الزّرعِ فلتحصُد جَناكا
و أسدِل فوقَ ماضينا* ستاراً
و غضَّ االطّرفَ لو يوماً أتاكا
و عِش دُنياكَ في حُلمٍ بئيسٍ
و جِدْ من هذهِ البلوى فكاكا
فلن أهديكَ إشفاقاً و ليناّ
و لن أهتمَّ ما عشتَ ارتباكا
...
الحمدان
05-02-2024, 03:25 PM
غَابوا عن العينِ والأيامُ تُشغلُهم
أمّا عن القلبِ لا واللّهِ ما غابوا
نعمْ تمادوا ببُعدٍ باتَ يُحرقني
لكنّهم رغم هذا البُعدِ أحبابُ
الحمدان
05-02-2024, 03:28 PM
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب
وأطلب منك الوصل والنجم اقرب
حياتي وموتي في يديك وانني
أموت وأحيا حين ترضي وتغضب
الحمدان
05-02-2024, 03:29 PM
اُهجرْ هَواك إذا عليك تَكبَّرا
ليسَ الغرامُ تَسلُّطًا وتَجَبُّرا
لا تطرق البابَ المُغلَّقَ ثانيًا
إن المـودّةَ لا تُباع وتُشترَى
الحمدان
05-02-2024, 03:32 PM
لُغَةُ العُيونِ تقولُ أنّكَ عاشقُ
فَعَلامَ صمتُكَ والهوى بكَ ناطقُ؟
لمّا نَظَرتُ إلى عُيونكَ أزهرَتْ
ما بيننا للياسمينِ حَدائقُ
عَيناكَ تُخبرُني بأنّكَ لي هَوىً
سيُنيرُ رُوحي والشعورُ مُطابقُ
فدعِ التَرَدّدَ.. أنتَ تَقرأُ نَظرَتي
وَبما بعيني منْ غَرامكَ واثقُ
فالدربُ يَغلي كلّما نأتِ الخُطى
وتَفرّعتْ من جانبيهِ حرائقُ
فَتعالَ قبلَ فراقِ أعْيُننا وقُلْ
شيئاً..فما بيني وبينكَ عائقُ
كي نملأ الدُنيا غَراماً ساحراً
وتضُمُّنا بينَ النُجومِ سُرادقُ
وامسكْ بلؤلؤةِ الهَوى منْ قبلِ أنْ
يقسو ويخطُفُها الزمانُ السارِقُ
رنا رضوان
الحمدان
05-02-2024, 03:34 PM
فلمّا رأوني العاذلون مُتيّمًا
كئيبًا بمن أهوى وعقلي ذاهبُ
رثوا لي وقالوا كنت بالأمسِ عاقِلاً
أصابتك عينٌ ؟ قُلتُ عينٌ وحاجِبُ
الحمدان
05-02-2024, 03:35 PM
قَمَرٌ تَفَرَّدَ بالمَحاسِنِ كلِّها
فإليه يُنسَبُ كلُّ حُسْنٍ يُوصَفُ
فَجَبِينُهُ صُبْحٌ و طُرَّتُه دُجًى
و قَوامُه غُصْنٌ رَطيبٌ أهيَفُ
للهِ ذاك الوجهُ كيفَ تألَّفَتْ
فيه بدائِعُ لم تكنْ تَتألَّفُ
وَرْدٌ يُعَصْفِرُهُ الحَياءُ و نَرْجِسٌ
يُغْضي إذا طالَ العِتابُ و يُطْرَفُ
السري الرفاء
الحمدان
05-02-2024, 03:36 PM
أََرَاكَ تَنظُرُ فِي الآفَاقِ مُنتَظِرًا
وَعدَ الشُّرُوقِ وَ فِي عَينَيكَ مَغرِبُهُ
قُل لِلهُمُومِ الَّتِي أَبقَتكَ مُنكَسِرًا
إِنْ طَالَ لَيلُ الأَسَىظ° فَالصُّبحُ يَعقُبُهُ
عَمَّا قَرِيبٍ يَعُودُ الحَقُّ مُنتَصِرًا
وَ يَكتُبُ اللّظ°هُ أَمرًا كُنتَ تَرقُبُهُ
...
الحمدان
05-02-2024, 03:36 PM
سأظلُّ أسعى في مناكبِها
مُتجلبِباً بالحزمِ مُقتَنِعا
حِيناً أفوزُ بما أؤمّلُهُ
وأعودُ حِيناً مُضمِراً وجعا
لا بأسَ لو حاولتُ وامتنعَتْ
عني المنى فالسعيُ ما امتنَعا
إن نلتُ غاياتي فمجتهِدٌ
وإذا أنا أخفقتُ قيلَ: سعَى
...
الحمدان
05-02-2024, 03:37 PM
تفاؤل:
سأرسل من أريج المسك عطراً
يفوح إلى الأحباب بكل وادي
وأنثـربيـن قافيـتـي وروداً
لأكرم من أحبـهم فـؤادي
بـريد الشـوق يخـبركم بأني
أقـدركم على رغـم البـعاد
...
الحمدان
05-02-2024, 03:38 PM
وقفتُ على الرُّبوعِ ولي حنينٌ
لساكنهنَّ ليس إلى الرُّبوعِ
ولو أنّي حَنَنْتُ إلى مغاني
أحبَّائي حَنَنْتُ على ضُلوعي.
ابن الزقاق
الحمدان
05-02-2024, 03:38 PM
أسهى و إذا مرت على خاطري ليش
تجرح كبر نفسي فصول ارتجافي
الاهتمام اللي تجازى بتهميش
مثل الغريب اللي نفوه المنافي
يا ليتني ثقلت قلبي عن الطيش
و لا خطت كفوفي حروف اعترافي
و ليت المزون اللي بعيني مراهيش
تمطر على قلبً شكا من جفافي
...
الحمدان
05-02-2024, 03:41 PM
يا صاحبِي : هوّن عليك ، كل الحياة مُغَادِرَة
يا صاحبي : هاتِ يديْك ، إن القلوب مُسافرة
يا صاحبي: مهما بكيتْ ، كل المآسي عابرة
يا صاحِ دنيانا طريق ، و العيش عيشُ الآخرة
...
الحمدان
05-02-2024, 03:42 PM
ماذَا عَلى قُرَّة ِ العَيْنَيْنِ لَوْ صَفَحَتْ
وعَاوَدَتْ بِوِصالٍ بَعْدَ ما صَفَحَتْ
بايَعْتُها الْقَلْبَ إِيجاباً بِما وَعَدَتْ
فيالَها صفقة ً فى الحبِّ ما ربِحَت
قد يزعمُ النَّاسَ أنَّ البخلَ مقطعة ٌ
فما لقلبى ِ يهواها وماسَمحَتْ
خوطيَّة ُ القدِّ ، لو مرَّ الحمامُ بها
لم يَشْتَبِهْ أَنَّها مِنْ أَيْكِهِ انْتَزَحَتْ
خفَّت معاطفها ، لَكن روادفُها
بِمِثْلِ ما حَمَّلَتْنِي في الهَوَى رَجَحَتْ
وَيْلاهُ مِنْ لَحْظِها الْفَتَّاكِ إِنْ نَظَرَتْ
وَآهِ مِنْ قَدِّها الْعَسَّالِ إِنْ سَنَحَتْ
يَمُوتُ قَلْبِي وَيَحْيَا حَيْرَة ً وهُدى ً
في عالَمِ الْوَجْدِ إِنْ صَدَّتْ وإِنْ جَنَحَتْ
كَالْبَدْرِ إِنْ سَفَرَتْ، والظَّبْيِ إِنْ نَظَرَتْ
والْغُصْن إِنْ خَطَرَتْ، والزَّهْرِ إِنْ نَفَحَتْ
واخَجْلَة َ الْبَدْرِ إِنْ لاحَتْ أَسِرَّتُهَا
وحيرة َ الرشإِ الوسنانِ إن لمحَت
لها رَوابِطُ لا تَنْفَكُّ آخِذَة ً
بعُروة ِ القلبِ إن جدَّت ، وإن مزحَتْ
يا سَرْحَة َ الأَمَلِ الْمَمْنُوعِ جَانِبُهُ
ويا غَزَالَة َ وادِي الْحُسْنِ إِنْ سَرَحَتْ
ترفَّقى بفؤادٍ أنتِ منيَته
ومقلة ٍ لسوى مرآكِ ما طمحَتْ
حاشاكِ أن تسمعى قولَ الوشاة ِ بنا
فإِنَّها رُبَّمَا غَشَّتْ إِذَا نَصَحَتْ
أفسدتُ في حبَّكُم نفسى جوى ً وأسى ً
والنفسُ فى الحبِّ مهما أُفسِدَت صلَحَتْ
ما زِلتُ أسحرُها بالشعرِ تسمعهُ
مِن ذاتِ فهمٍ ، تُجيدُ القولَ إن شرَحتْ
حتَّى إذا علِمَت ما حلَّ بى ، ورأّت
سُقْمِي، وخَافَتْ عَلى نَفْسٍ بها افْتَضَحَتْ
حنَّت رثَت عطفَت مالَت صبَت عزَمتْ
همَّت سرَتْ وصلَتْ عادَت دنَتْ منَحَتْ
فبتُّ فى وصلِها فى نعمَة ٍ عَظُمَت
ما شِئْتُ، أَوْ جَنَّة ٍ أَبْوَابُهَا فُتِحَتْ
في رَوْضَة ٍ بَسَمَتْ أَزْهارُهَا، ونَمَتْ
أَفْنَانُهَا، وَسَجَتْ أَظْلاَلُهَا، وَضَحَتْ
تَكَلَّلَتْ بِجُمَانِ الْقَطْرِ، وَاتَّزَرَتْ
بسُنْدُسِ النبتِ والريحانِ ، واتَشحَتْ
ترنحَّ الغصنُ مِن أشواقهِ طرباً
لمَّا رأى الطَّيرَ فى أوكارِها صدَحَتْ
صَحَّ النَّسِيمُ بها وَهْوَ الْعَلِيلُ، وَقَدْ
مَالَتْ بِخَمْرِ النَّدَى أغْصَانُها، وَصَحَتْ
وَلَيْلَة ٍ سالَ في أَعْقَابِهَا شَفَقٌ
كَأَنَّهَا بِحُسَامِ الْفَجْرِ قَدْ ذُبِحَتْ
طَالَتْ، وَقَصَّرَهَا لَهْوِي بِغَانِيَة ٍ
إن أعرضَتْ قتَلَتْ ، أو أقبلَتْ فضَحَتْ
هيفاء ُ، إن نطقَت غنَّتْ ، وإن خطَرَتْ
رنَّتْ ، وإن فوَّقَت ألحاظها جرَحَتْ
دارت علينا بها الكاساتُ مُترعة ً
بخمرة ٍ لو بدَت فى ظلمة ِ قدحتْ
حَمْرَاءَ سَلْسَلَهَا الإِبْرِيقُ في قَدَحٍ
كَشُعْلَة ٍ لَفَحَتْ في ثَلْجَة ٍ نَصَحَتْ
محمود سامي البارودي
الحمدان
05-02-2024, 04:03 PM
صباحٌ فيه باحَ الوردُ سِرًّا
فأصغَت للذي قيلَ الغصون
جمالٌ ليس يشبهه جمال
وسحرٌ لا تجاوزُه العيون
فسبح فيه واجعله انطلاقًا
وكُن غيثًا إذا احتبست مزون
وأحسن في الذي سوّاك ظنّا
فما خابت بخالقك الظنون
...
الحمدان
05-02-2024, 04:05 PM
"لي غائبٌ قطع الرسائل بيننا
وأراح مـن وجـع الـمحبة بالَهُ
حـاولتُ أن أنساه لكن خـانني
صبري وجرّعني الهوى أهوالَهُ
إن كـنتُ منتبها ذكـرتُ زمانَـهُ
وإذا غـفت عينِي لمحتُ خيالَهُ
لـو أنـه يدري بـبعض مواجعي
لـشكـا إلـيّ كـما شكـوت أنا لَـهُ
ولـوِ اعترى إحساسُ قلبي قلبَهُ
لـم يُبقِ حرفا في الهوى ما قالَهُ
...
الحمدان
05-02-2024, 04:05 PM
ما كلُ ما تهواهُ خيرٌ دائماً
إن فاتَ لا تأسفْ و لا تتندمِ
مهما يكنْ فاللهُ أرحمُ راحمٍ
و أحاطَ علماً بالذي لم تعلمِ
الحمدان
05-02-2024, 04:06 PM
هي المقاديرُ فما يغني الحذر
إن كنت اخطئت فما اخطأ القدر
فلا تقل لما جرى كيف جرى
فكل شيء بقضاء وقدر
الحمدان
05-02-2024, 04:07 PM
مَن مِثلُ قَلبي أَو مَن مِثلُ ساكِنِهِ
اللَهُ يَحفَظُ قَلبي وَالَّذي فيهِ
يا أَحسَنَ الناسِ يا مَن لا أَبوحُ بِهِ
يا مَن تَجَنّى وَما أَحلى تَجَنّيهِ
بهاء الدين زهير
الحمدان
05-02-2024, 04:11 PM
قلْ لي أحبُّكِ قد مللتكَ صامتاً
كادَ الفؤادُ بحبل صمتكَ يُشنقُ
فأجبتها: صمتي يفسّرُ .. حيرتي
والحبُّ يا حسناءُ لا يُستنطقُ
...
الحمدان
05-02-2024, 04:14 PM
كلُّ الوصــالِ دونَ وصلكَ هجرُ
وكلُّ الهجــرِ دونَ هجركَ وصـلُ
ٓ
فيـــا ليتَ طيفــــاً منــكَ يــأتي
ويا ليتَ أنّي لـِ هذا الطيفِ أهلُ
الحلاج_______وبعد
قالت وقد عقدَ الحياءُ لسانها
إني .. ...... فقلتُ وحُبِّنا لا تُكملي
ودعي العيونَ تهيم في نجوى الهوى
فالحبُّ أنْ أرنو إليكِ و تخجلي
الحمدان
05-02-2024, 04:16 PM
الحبُّ يَقتلُ بعضَ الناسِ أحيانا
ويزرعُ الصدرَ أنّاتٍ وأحزانا
فكم لمحتُ على سكينِه أثراً
وكم رأيتُ على كفيه أكفانا
لا يرحمُ الحبُّ مَن شابتْ ذوائبُه
شيبا رأيتُ له صرعى وشبانا
سَلوا القبورَ التي فاضت مدامعها
على شبابٍ سقاها العشقُ حرمانا
لا تحسبنَّ شديدَ البأسِ يَصرعُه
فالحب أردى من العشاقِ فرسانا
إنْ تركبِ العشقَ مُهراً ما له رَسَنٌ
فسوف يُرديكَ إنْسَاً كنتَ أم جانا
فامشِ الهوينى على شفْرات خنجره
فإن للحب مهما كنتَ سلطانا
مَنْ يصحبِ الحبَّ محمولا على طمعٍ
فسوف يدفعُ أثماناً وأثمانا
ما كنتُ أحسبُ أن الحبّ زلزلة
حتى سمعتُ له في الصدر بركانا
قلبي بَرَته سيوفُ الشوقِ مِن كَمَدٍ
فمن يعيد ليَ القلبَ الذي كانا
...
الحمدان
05-02-2024, 04:41 PM
تفاؤل:
سأرسل من أريج المسك عطراً
يفوح إلى الأحباب بكل وادي
وأنثـربيـن قافيـتـي وروداً
لأكرم من أحبـهم فـؤادي
بـريد الشـوق يخـبركم بأني
أقـدركم على رغـم البـعاد
الحمدان
05-02-2024, 10:24 PM
الشِّعرُ ديوانُ العرَبْ
أيضًا وعُنوان الأدَبْ
لم أعدُ فيه مفاخِرِي
ومديح آبائي النُّجُبْ
ومقطعاتٍ ربَّما
حلَّيتُ منهنَّ الكتُبْ
لا في المديحِ ولا الهِجاء
ولا المجونِ ولا اللعِبْ
أبي فراس الحمداني
الحمدان
05-02-2024, 10:24 PM
فما نعمةٌ مكفورةٌ قد صنعتها
إلى غير ذي شُكرٍ بما تَبتغي أُخرى
سآتي جَميلًا ما حييتُ فإنني
إذا لم أُفدْ شكرًا أفدْتُ به أَجرا
أبي فراس الحمداني
الحمدان
05-02-2024, 10:27 PM
لعلَّ خيالَ العامريَّة زائرُ
فيُسعَدَ مَهجورٌ ويُسعَد هاجِرُ
وإني على طول الشِّماسِ عن الصَّبا
أحنُّ وتصبِيني إليك الجآذِرُ
وفي كِلَّتَيْ ذاك الخِباءِ خريدةٌ
لها من طِعانِ الدَّارعينَ سَتائرُ
تقولُ إذا ما جئتُها متدرِّعًا
أزائرُ شوقٍ أنتَ أم أنتَ ثائرُ
تثنَّت فغصنٌ ناعمٌ أم شَمائلٌ
وولَّت فَليلٌ فاحِمٌ أم غدائِرُ
وقد كنتُ لا أرضى من الوَصلِ بالرِّضا
لياليَ ما بيني وبينكِ عامرُ
فأمَّا وقد طالَ الصُّدودُ فإنَّه
يقرُّ بعينيَّ الخيالُ المزاوِرُ
تَنامُ فتاةُ الحيِّ عني خَليَّةً
وقد كثُرتْ حولي البواكي السَّواهرُ
وتُسعدُني غيرُ البَوادي لأجلِها
وإن رغمتْ بين البُيوت الحَواضرُ
وما هي إلا نظرةٌ ما احتَسبتُها
بعُربٍ أضارَتني إليها المصايِرُ
كلِفتُ بها والرَّكْبُ والحيُّ كلُّه
حيارَى إلى وجهٍ به الحسنُ حايِرُ
وما ظلَّلتْ عن رائقِ الحُسن إنما
نممنَ على ما تحتهنَّ المَعاجِرُ
فيا نفسُ ما لاقيتِ من لاعجِ الهوى
ويا قلبُ ما جرَّت عليكَ النواظرُ؟
ويا عفَّتي ما لي ومالُكِ كلَّما
هممت بأمرٍ همَّ لي منكِ زاجِرُ
كأنَّ الحِجى والصَّونَ والعقلَ والتُّقَى
لديَّ ورباتُ الحِجالِ ضَرائرُ
وهنَّ وإن جانبتُ ما يَبتغينَه
حبائبُ عندي منذ كُنَّ أَثائرُ
وكم ليلةٍ خُضت الأسنَّة نحوَها
وما هدَأتْ عينٌ ولا نامَ ساهِرُ
فلمَّا خَلَونا يعلَمُ اللهُ وحدَه
لقد كَرُمَتْ نَجوَى وعفَّتْ ضَمائِرُ
وبتُّ يظنُّ الناسُ فيَّ ظنونَهم
وثوبيَ مما يرجُمُ الناسُ طاهِرُ
وكم ليلةٍ ماشيتُ بدرَ تمامِها
إلى الصُّبحِ لم يشعُر بأمريَ شاعِرُ
ولا ريبةٌ إلا الحديثُ كأنَّه
جمانٌ وَهَى أو لؤلؤٌ متناثِرُ
أقولُ وقد ضجَّ الحليُّ بجَرسِه
ولم تُر منها للصَّباح بَشائرُ
فيا ربِّ حتى الحليُ مما نخافُهُ
وحتى بياضُ الصبحِ مما نحاذِرُ
ولي فيكِ من فرط الصبابة آمِرٌ
ودونَكِ من حُسن الصِّيانةِ زاجرُ
عفافُك غيٌّ إنما عفَّةُ الفتَى
إذا عفَّ عن لذَّاته وهو قادِرُ
نفَى الهمَّ عني همَّةٌ علويَّة
وقلبٌ على ما شئتُ منه موازِرُ
وأسمرُ ممَّا يُنبتُ الخَطُّ ذابلٌ
وأبيضُ مما يطبَعُ الهندُ باترُ
وقلبٌ تَقرُّ الحربُ، وهْو محارِبٌ
وعزمٌ يُقيم الجسمَ وهْو مُسافرُ
ونفسٌ لها في كلِّ أرض لُبانةٌ
وفي كل حيٍّ أسرةٌ ومعاشِرُ
إذا لم أجِدْ في كل فجٍّ عشيرةً
فإنَّ الكرامَ للكِرامِ عَشائرُ
ولاحِقةُ الإِطْلَينِ من نَسلِ لاحِقٍ
أمينةُ ما نِيطتْ إليه الحَوافرُ
من اللاءِ تأبَى أن تُعانِدَ ربَّها
إذا حسَرتْ عند المُغَارِ المآزرُ
وخرقاءُ ورقاءٌ بطيءٌ كَلالُها
تكلَّفُ بي ما لا تُطيقُ الأباعِرُ
غَريريَّة صافتْ شقائقَ دابِقٍ
مدَى قيظِها حتى تضرَّم ناجِرُ
وحمَّضَها الرَّاعي بميثاءَ بُرهةً
تناولُ من خِذْرافِه وتُغاوِرُ
أقامَ بها حتى اطمأنَّتْ وضمَّنَت
بقيةَ صَفوانٍ قِراها المَناظِرُ
وخوَّضها بَطْنَ السَّلوطَحِ رَيثَما
أُديرَتْ بمِلحانَ الشُّهورُ الدَّوائرُ
فجاءَ بكوماءٍ إذا هيَ أقبلَتْ
ظَننتَ عليها رحلَها وهو حاسِرُ
فيا بُعدَ ما بين الكَلالِ وبينَها
ويا قُربَ ما يرجُو عليها المُسافِرُ
دعِ الوطَنَ المألوفَ رابَكَ أهلُه
وعَدِّ عن الأهلِ الذين تَكاشَروا
فأهلُك مَن أصفَى ووُدُّك من صَفَا
وإن نزَحتْ دار وقلَّت عشائر
تبوَّأتُ من قرْمَيْ معدٍّ كِلَيهما
مكانًا أراني كيف تُبنى المَفاخِرُ
لئن كان أَصلِي من معدٍّ نِجارُه
ففَرعيَ سيفُ الدَّولةِ القَرم ناصِرُ
وما كانَ لولاه لِيَنفعَ أوَّلٌ
إذا لم يُزيِّنْ أولَ المجدِ آخِرُ
لعَمرُك ما الأبصارُ تنفَعُ أهلَها
إذا لم يكنْ للمُبصرينَ بَصائرُ
فهل ينفعُ الخَطِّيُّ غيرَ مثقَّفٍ
وتظهَرُ إلا بالصِّقالِ الجَواهرُ
أُناضل عن أحسابِ قومِي بفَضلِه
وأفخرُ حتى لا أرَى مَن أُفاخِرُ
وأسعَى لأمرٍ عُدَّتي لحُصولِه
أَواخِيهِ مِن آرائِه وأَواصِرُ
أيشغلكُم وصفُ القديمِ ودونَه
مَفاخِرُ فيها شاغلٌ ومآثِرُ
لنا أولٌ في المَكرُماتِ وآخرٌ
وباطنُ مجدٍ تغلبيٍّ وظاهرُ
أيا راكبًا تَخدُو بأعوادِ رحلِه
غدا فرةٌ غيرانةٌ وعذافرُ
ألِكْني إلى أبناءِ وَرقا رِسالةً
على نَأيِها وهْي القَوافي السَّوايِرُ
لئنْ باعَدتْكُم نيةٌ طالَ شَحطُها
فقَد قرَّبَتْني نيةٌ وضَمائِرُ
ونشرُ ثناءٍ لا يَغيبُ كأنما
به نَشرَ العضبَ اليمانيَّ ناشِرُ
ويجْمَعُنا في وائلٍ عَشَريَّةٌ
ووُدٌّ وأرحامٌ هناك سَواجِرُ
فقُل لبني ورقاءَ إن شطَّ منزلٌ
فلا العهدُ منسِيٌّ ولا الوُدُّ داثرُ
وكيف ترث الخيلُ أو تضعُف القُوَى
فقد قرُبت قُربَي وشُدَّت أواصِرُ
أبا أحمدٍ مهلًا إذا الفَرعُ لم يطِبْ
فلا طِبنَ يومَ الإفتخارِ العناصرُ
أتسمُو بما شادَت أوائلُ وائلٍ
وقد غمرتْ تلك الأوالي الأواخِرُ
وتطَّلبُ العزَّ الذي هو غائِبٌ
وتتَّرِكُ العزَّ الذي هو حاضرُ
عليَّ لأبكارِ الكلامِ وعُونه
مفاخرُ تُفنِيه وتبقَى مَفاخرُ
أنا الحارثُ المختارُ من نسلِ حارثٍ
إذا لم يسُدْ في القومِ إلا الأخايِرُ
فجَدِّي الذي لمَّ العشيرةَ جودُه
وقد طارَ فيها للتفرُّقِ طائرُ
تحمَّلَ قتلاها وساقَ دِيَاتِها
حَمولٌ لما جرَّت عليه الجَرائرُ
ودَى مائةً لولاه جرَّت دِماؤُهم
مواردَ مرَّت ما لهنَّ مصادِرُ
ومنَّا الذي ضافَ الإمامَ وجيشَه
ولا جودَ إلا ما يضيف العَساكرُ
وجدِّي الذي ساسَ الديارَ وأهلَها
وللدَّهرِ نابٌ فيهما وأظافِرُ
ثلاثةُ أعوامٍ يكابد مَحْلَها
أشمُّ طويلُ الساعدينِ عُرَاعِرُ
فآبوا بجَدواه وباءَ بشُكرِهم
وما فيهما في صَفقةِ المجد خَاسِرُ
أسى داءَ ثغرٍ كان أعيا دواؤُه
وفي قلبِ مَلْكِ الرُّوم داءٌ مُخامِرُ
بنى الثُّغَرَ الباقي على الدَّهرِ ذكرُه
نتائِجُ فيها السَّابقاتُ الضَّوامرُ
وسوف على رغمِ العدو يُعيدُها
معوَّد ردِّ الثَّغر والثغرُ داثرُ
ولما ألمَّت بالدِّيارينِ أزمَةٌ
جَلاها ونابُ الموتِ بالموت كاشِرُ
كفى عدَاوتِ الغيثِ وارفُ كفِّه
فأمرعَ بادٍ واجتَنى العيشَ حاضرُ
أناخوا بوهَّاب النفائسِ ماجدٌ
يُقاسِمهم أموالَه ويشاطرُ
وعمِّي الذي أردَى الكماةَ وفاتكًا
وما الفارسُ القتَّال إلا المُجاهِرُ
أذاقَهما كأسَ الحِمامِ مُشيَّعٌ
مُثاورُ غاراتِ الزَّمان مُساوِرُ
يُطيعهمُ ما أصبحَ الدَّهرُ فيهمُ
ولا طاعةٌ للمرء والمرءُ جائرُ
لنا في خلافِ الناس عثمانَ أسوةٌ
وقد جرَّت البلوى عليه الجَرائرُ
وسار إلى دارِ الخلافة عَنوةً
فحرَّقَها والجيشُ بالدَّارِ دائرُ
أذلَّ تميمًا بعد عزٍّ وطَالما
أذلَّ بنا الباغي وعزَّ المُجاوِرُ
فأقبلَ بالساري يُقاد أَمامَه
وللقَيد في يُمنى يديه ضفائِرُ
وشنَّ على ذي الخَالِ خيلًا تناهبتْ
سماوةُ كَلبٍ بينَها والعُراعِرُ
أضَقْنَ عَلَيه البِيدَ وهي فَضافضٌ
وأضْلَلْنَه عن سُبْلِه وهو خابِرُ
أماطَ عن الأعراب ذل إناءَةٍ
تساوَى البَوادي عندها والحَواضِرُ
وأجلَتْ لنا عن فتحِ مصرَ سحائبٌ
من الطَّعنِ سُقياها المنايا الحوَاضرُ
تَخالط فيها الجَحفلان كلاهما
فتَعفو القَنا عنها وتنبُو البَواترُ
وقاد إلى أرض السبكْريِّ جَحفلًا
يسافر فيه الطرفُ حين يسافر
تناسى به القتَّالُ في العدِّ قتلَه
ودارتْ بربِّ الجيشِ فيه الدوائر
وعمِّي الذي سُلَّت بنجدٍ سيوفُه
فروَّع بالغَورين من هو غائرُ
تناصرتِ الأحياءُ من كل وجهةٍ
وليس له إلا مِن الله ناصرُ
فلم يُبقِ غمرًا طعنُه الغمرُ فيهم
ولم يُبقِ وِترًا ضربُه المتواترُ
وساق إلى ابنِ الديوَداد كتيبةً
لها لجَبٌ من دونها وزماجر
جَلاها وقد ضاق الخِناقُ بضربة
لها من يدَيه في الملوك نظائرُ
بحيث الحُسام الهندوانيُّ خاطبٌ
بليغٌ وهاماتُ الرجالِ منابرُ
وعمِّي الذي سمَّته قيس مُزَرفنًا
وقد شجَرتْ فيه الرماحُ الشَّواجر
وردَّ ابنَ مزروعٍ ينوءُ بصدره
وفي صدره ما لا تنال المَسابِرُ
وعمِّي الذي أفنَى السُّراة بوقفةٍ
شهيدانِ فيها رابيانِ وحادرُ
أصبنَ وراءَ السِّن صالحَ وابنَه
ومنهنَّ نوءٌ بالبَوارح ماطِرُ
كفاه أخي والخَيل فوضى كأنها
وقد عضَّت الحربَ النعامُ النوافرُ
غداة وأجزات المدام بمنزلٍ
يعاشر فيه المرء مَن لا يُعاشَرُ
وعمِّي الذي ذلَّت حبيبٌ لسيفه
وكانت ومَرعاها من العز ناضرُ
وعمي حَرونٌ قلب كل كتيبة
تخفُّ جبالٌ وهو للموت صابرُ
أولئك أعمامي ووالديَ الذي
حمَى جنَبات المُلك والمُلك شاغرُ
بحيث نساءُ الغادرين طوالقٌ
وحيث إِماءُ الناكثين حرائرُ
له بسليمٍ وقعةٌ جاهليةٌ
تقرُّ بها قندٌ وتشهد حاجرُ
وأذكتْ مذاكِيه بسَرحٍ وأرضُها
من الضَّرب نارًا جمرُها متطايِرُ
شفَتْ من عقيل أنفسٌ شفها السُّرى
فهوَّم عَجلانٌ ونوَّم ساهِرُ
وأوَّل من شدَّ المجيد بعينهِ
وأول من قدَّ الكَميَّ المظاهرُ
غزا الرومَ لم يقصِدْ جوانبَ غزَّةٍ
ولا سبقتْه بالمُراد النَّذائرُ
فلم ترَ إلا فالقًا هامَ فيلقٌ
وبحرًا له تحتَ العجاجةِ زاجرُ
ومستردفاتٍ من نساءٍ وصِبيةٍ
تثنَّى على أكتافهنَّ الجواهرُ
فإن يمضِ أشياخِي فلم يمضِ مجدُها
ولا دُثرتْ تلكَ العُلى والمآثِرُ
نشيدُ كما شادُوا ونبني كما بنَوا
لنا شرَفٌ ماضٍ وآخر غابرُ
ففينا لدينِ الله عز ومنَّة
ومنا لدينِ الله سيفٌ وناصرُ
هما وأميرُ المؤمنين مشرَّدٌ
وجاراه لمَّا لم يجِد من يجاورُ
وردَّاه حتى ملَّكاه سريرَه
بعشرين ألفًا بينها الموتُ سافِرُ
وساسا أمورَ المسلمين سياسةً
لها الدينُ والإسلامُ واللهُ شاكرُ
ولما طغى عجلُ العراق ابن زايقٍ
شفى منه لا طاغٍ ولا متكاثرُ
إذ العربُ العرباءُ تنبي عمادَه
ومنَّا له طاوٍ على الثار ذاكِرُ
أذاق العلاءَ الثعلبيَّ ورهطَه
عواقبَ ما جرَّت عليه الجرائرُ
وأوطأَ حصنَيْ رستنيس خيولَه
وقبلهما لم يقرع النجمَ حافرُ
فآب بأسراها تغنِّي كبولُها
وتلك غوانٍ ما لهنَّ مزاهِرُ
وصبَّ على الأتراكِ نقمةَ مُنعمٍ
رماه بكُفران الصنيعة غادرُ
وإن معاليه لكُثرٌ غوالبٌ
وإن أياديه لغُرٌّ غرائرُ
ولكنَّ قولي ليس يفضُل عن فتًى
على كلِّ قولٍ من معاليه حاطرُ
ألا قُلْ لسيفِ الدولة القَرمِ إنني
على كلِّ شيء غير وصفِك قادرُ
فلا تُلزمَنِّي خطةً لا أُطيقها
فمجدُك غلَّاب وفضلُك باهرُ
ولو لم يكن فَخري وفخرُك واحدًا
لما سار عني بالمدائح سائرُ
ولكنني لم أُغفلِ القول عن فتًى
أُساهم في عَليائه وأشاطِرُ
وعن ذكرِ أيامٍ لنا ومواقفٍ
مكانيَ منها بيِّنُ الفضل ظاهرُ
مساعٍ يضلُّ القولُ فيهنَّ كلُّه
وتهلَكُ في أوصافهنَّ الخواطرُ
بناهنَّ باني الثَّغرِ والثغرُ دارسٌ
وعامِرُ دينِ الله والدِّينُ داثرُ
ونازلَ منه الديلميَّ بأردَنٍ
لجوجٌ إذا نادَى مَطول مصابرُ
وشقَّ إلى نفس الدمستقِ جيشَه
بأرضِ سلامٍ والقنا مُتشاجِرُ
سقى أرسياسًا مثلَه من دِمائِهم
عشيةَ غصَّتْ بالقلوبِ الحَناجرُ
وبات يُدير الرأيَ من أين وجهُه
وذو الحزم ناهِيه وذو العزمِ آمرُ
وساق نميرًا أعنَفَ السوق بالقَنا
فلم يمسِ شاميٌّ ولم يُضحِ حادِرُ
وناهضَ أهلَ الشام منه مشيَّعٌ
يسايرُه الإقبالُ فيمن يُسايرُ
له وعليه وقعةٌ بعد وقعةٍ
ولوع بأطرافِ الأسنَّة عاقرُ
فلا هو فيما سرَّه متطاولٌ
ولا هو فيما ساءَه متقاصرُ
فلمَّا رأى الإخشيدَ ما قد أظلَّه
تلافاه يَثني عزمَه ويُكاشر
رأى الصهرَ والرسل الذي هُو عاقِدُ
تنال به ما لا تنال العساكرُ
وأوقعَ في خلياط بالرُّومِ وقعةً
به الغَمق واللكَّام والروج فاخرُ
وأوردها بطنَ اللقان فظهره
يطأنَ به القَتلى خفاف جواذرُ
أخذْنَ بأنفاسِ الدمستق وابنِه
وعبَّرن بالتِّيجان من هو عابرُ
وجُبنَ بلادَ الرُّوم سِتينَ ليلةً
تغادر مَلكَ الرُّوم فيمنْ تُغادرُ
تخرُّ لنا تلك القبائلُ عنوةً
وترمي لنا بالأهلِ تلك المظاهرُ
ولما وردنا الدَّربَ والرُّوم فوقَه
وقدر قسطنطين أن ليس صادِرُ
ضربنا بها عرضَ الفُرات كأنَّما
تسيِّرنا تحت السروجِ حرائرُ
إلى أن وَردْنا الرَّقتينِ نسوقُها
وقد نكَلَتْ أعقابُها والمخاصرُ
ومال بها ذاتَ اليمينِ بمرعشٍ
مجاهيد يتلو الصابرَ المتصابرُ
فلما رأى جيشَ الدمستق زاحمَتْ
عزائمها واستنهضتْها البصائرُ
وما زلن يحمِلْنَ النفوس على الوجَى
إلى أن خُضبنَ بالدماء الأشاعرُ
وأين لقسطنطينَ وهو مكبَّل
تحفُّ بطاريقٌ به وزراورُ
وولَّى على الرسم الدمستق هارِبًا
وفي وجهه عُذرٌ من السيف عاذِرُ
فدَى نفسه بابنٍ عليهِ كنفسِه
وللشدةِ الصماءِ تُقنى الذخائرُ
وقد يُقطع العضوُ النفيسُ لغيره
وتُدفع بالأمر الكبيرِ الكبائرُ
وحسبي بها يوم الأحيدة وقعةً
على مثلِها في العزِّ تُثنى الخناصرُ
عدَلنا بها في قِسمةِ الموتِ بينَهم
وللسيفِ حُكمٌ في الكَتيبة صايرُ
إذا الشيخُ لا يَلوي ويقفُو محجَّرٌ
ففي القيد ألفُ كالليوثِ قساوِرُ
فلم يبقَ إلا صهرُه وابنُ بنتِه
وثوَّر بالباقين من هو ثائرُ
وأجلى إلى الجُولان كلبًا وطيِّئًا
وأقفَر عجب منهمُ وأشاعرُ
وباتتْ نزارٌ يَقسمُ الشامَ بينها
كريمُ المحيَّا لوذعيٌّ مُغاورُ
علاءُ كليبٍ للضَّبابِ علاؤُه
وحاضرُ طيٍّ للجعافرِ حاضرُ
وأنقذَ من مسِّ الحديدِ وثِقله
أبا وائلٍ والدهر أجدَعُ صاغرُ
وآب براس القُرمطيِّ أمامَه
له جسدٌ من أكعَب الرمح ضامرُ
وقد يكبر الخطْب اليسيرُ ويجتني
أكابرُ قوم ما جناه الأصاغرُ
كما أهلكتْ كلبًا غواةُ جُناتِها
وعمَّ كلابًا ما جناهُ الجعافرُ
شرَينا وبِعنا بالسيوفِ نفوسَهم
ونحن أناسٌ بالسيوفِ نتاجِرُ
وصنَّا نساءً نحن أولى بصَونها
رجعنَ ولم تكشفْ لهنَّ ستائرُ
يُنادينَه والعيسُ تُزجَى كأنها
على شُرفات الروم نخلٌ مُواقرُ
ألا إن من أبقيت يا خير منعم
عبيدُك ما ناح الحمام السواجرُ
فنرجوك إحسانًا ونخشاك صَولة
لأنك جبَّار وإنك جابرُ
وجشَّمها بطنَ السماوة قابِضًا
وقد أوقدت نار السَّموم الهواجرُ
فيطرد كعبًا حيث لا ماءَ يُرتجَى
لتعلمَ كعبٌ أيَّ قَرم نخاصرُ
ويطلب كعبًا حيث لا الإثرُ يقتفى
لتعلمَ كعب أيَّ عود تكاسرُ
فَجعْنا بنصفِ الجيش حوبةَ كلَّها
وأرهقَ جرَّاح وولَّى مغاورُ
أبو الفيض مارَ الجيشَ حولًا محرَّمًا
وكان له جدٌّ من القوم مائرُ
يناديكمُ يا سيفَ دولةِ هاشمٍ
تطولُ بني أعمامِنا وتفاخرُ
فإنا وإيَّاكم ذُراها وهامُها
إذا الناسُ أعناق لها وكَراكِرُ
ترى أيَّها لاقيتَه من بني أبي
له حالبٌ لا يستفيق وجازِرُ
وكان أخي إن يسعَ ساعٍ بمجدِه
فلا الموتُ محذورٌ ولا السُّم ضائرُ
فإن جدَّ أو لفَّ الأمور بعزمِه
فقلْ هو مأثورُ الحشَى وهو آثرُ
أزال العِدى عن أردبيل بوَقعةٍ
صريعانِ منها عاذلٌ ومساورُ
وجازَ أراضي أذْربيجانَ بالقَنا
وأدَّى إليه المرزبان مسافرُ
وناهض منه الرَّقتَين مشيَّعٌ
بعيدُ المدى عبلُ الذراعين قاهرُ
فلما استقرَّت بالجزيرة خيلُه
تضَعْضع بادٍ بالشآم وحاضرُ
ممالكُها للبيضِ بيضِ سيوفِنا
سبايا ومنها للمُلوك مَهايرُ
وحلَّ بنا لبَّا عُرى الجيشِ كلِّه
وحكَّم حرَّان ومولاه داغرُ
له يومُ عدلٍ موقفٌ بل مواقفُ
ردَدن إلينا العزَّ والعزُّ نافرُ
غداة يصب الجيشَ من كل جانبٍ
بصيرٌ بضربِ الخيل والخيلُ ماهرُ
بكل حسام بين حدَّيهِ شُعلةٌ
بكفِّ غلامٍ حشوُ درعيه خازرُ
على كل طيَّار الضلوعِ كأنه
إذا انقضَّ من علياءَ فتخاءُ كاسرُ
إذا ذُكرت يومًا غطاريفُ وائلٍ
فنحنُ عالِيها ونحن الجماهرُ
ومنَّا الفتى يحيى ومنَّا ابنُ عمِّه
همامًا هما للثَّغر سمعٌ وناظرُ
له بالهُمام ابن المعمر فَتكةٌ
وفي السَّيف فيها والرِّماح عواذرُ
ومنَّا أبو اليقظان منتاش خالد
ومنَّا أخوه الأُفعوان المساوِرُ
شفي النَّفس يوم الخالدية بعدما
حلَلن بإحدى جانبيه البَواترُ
ومنا ابن قنَّاصِ الفوارسِ أحمد
غلامٌ كمثلِ السيفِ أبلجُ زاهرُ
فتًى حاز أسبابَ المكارم كلِّها
وما شَعرت منه الخُدود النواضرُ
ومنَّا ابنُ عدنان العظيمُ بقومِه
ومنَّا قريعا العزِّ جَبرٌ وجابرُ
فهذا لذي التَّاجِ المعصَّب قاتلٌ
وهذا لذي البيتِ الممنَّع آسرُ
ومنَّا الأغرُّ ابنُ الأغرِّ مهلهلٌ
خليليَ إن دام الخليلُ المعاشرُ
فإن أدعُ في اللأواء فهو محاربٌ
وأن أسعَ في العلياء فهو مظاهرُ
ولما أظلَّ الخوفُ دارَ ربيعةٍ
ولم يبقَ إلا ما حمَته الحفائرُ
شفى داءَها يوم الشراةِ بوَقعةٍ
حدودُ بني شيبان فيها العواترُ
ومنا عليٌّ فارسُ الجيشِ صِنوُه
عليٌّ ابنُ نصر خَيرُ مَن زار زائرُ
ومنا حسينُ القَرمُ مُشبهُ جدِّه
حمَى نفسَه والجيشُ للجيشِ غامرُ
لنا في بني عمي وأحياء أخوتي
على حيث سار النيران سوائر
وأنهم الساداتُ والغُرَر التي
أطول على خَصمي بها وأكابرُ
ولولا اجتنابُ العتبِ في غيرِ مُنصفٍ
لما عزَّني قولٌ ولا خان خاطرُ
ولا أنا فيما قد تقدَّم طالبٌ
جزاءً ولا فيما تأخرَّ وازرُ
يسرُّ صديقي أنَّ أكثر واصِفي
عدوِّي وإن ساءَته تلك المفاخرُ
نطقتُ بفضلي وامتدحتُ عشيرتي
فما أنا مدَّاح ولا أنا شاعرُ
أبي فراس الحمداني
الحمدان
05-04-2024, 07:26 AM
مَضى لِسَبيلِهِ مَعنٌ وَأَبقى
مَكارِمَ لَن تَبيدَ وَلَن تُنالا
كَأَنَّ الشَمسَ يَومَ أُصيبَ مَعنٌ
مِنَ الإِظلامَ مُلبَسَةٌ جِلالا
هُوَ الجَبَلُ الَّذي كانَت نِزارٌ
تَهدُّ مِنَ العَدُوِّ بِهِ الجِبالا
وَعُطِّلَتِ الثُغورُ لِفَقدِ مَعنٍ
وَقَد يُروي بِها الأَسَلَ النِهالا
وَأَظلَمَتِ العِراقُ وَأَورَثَتها
مُصيبَتُهُ المُجَلِّلَةُ اِختِلالا
وَظَلَّ الشامُ يَرجِفُ جانِباهُ
لِرُكنِ العِزِّ حينَ وَهيَ فَمالا
وَكادَت مِن تِهامَةَ كُلُّ أَرضٍ
وَمِن نَجدٍ تَزولُ غَداةَ زالا
فَإِن يَعلُ البِلادَ لَهُ خُشوعٌ
فَقَد كانَت تَطولُ بِهِ اِختِيالا
أَصابَ المَوتُ يَومَ أَصابَ مَعناً
مِنَ الأَحياءِ أَكرَمَهُم فَعالا
وَكانَ الناسُ كُلُّهُمُ لِمَعنٍ
إِلى أَن زارَ حُفرَتَهُ عِيالا
وَلَم يَكُ طالِبٌ لِلعُرفِ يَنوي
إِلى غَيرِ اِبنِ زائِدَةً اِرتِحالا
مَضى مَن كانَ يَحمِلُ كُلَّ ثِقلٍ
وَيَسبِقُ فَضلُ نائِلِهِ السُؤالا
وَما عَمدَ الوُفودُ لِمَثلِ مَعنٍ
وَلا حَطّوا بِساحَتِهِ الرِحالا
وَلا بَلَغَت أَكُفُّ ذَوي العَطايا
يَميناً مِن يَديهِ وَلا شِمالا
وَما كانَت تَجِفُّ لَهُ حِياضٌ
مِنَ المَعروفِ مُترَعَةٌ سِجالا
لِأَبيَضَ لا يَعُدُّ المالَ حَتّى
يَعُمَّ بِهِ بُغاةَ الخَيرِ مالا
فَلَيتَ الشامِتينَ بِهِ فَدَوهُ
وَلَيتَ العُمرَ مُدَّ لَهُ فَطالا
وَلَم يَكُ كَنزُهُ ذَهَباً وَلكِن
سُيوفَ الهِندِ وَالحَلَقَ المُذالا
وَذابِلَةً مِنَ الخَطِّيِّ سُمراً
تَرى فيهِنَّ ليناً وَاِعتِدالا
وَذُخراً مِن مَحامِدَ باقِياتٍ
وَفَضلَ تُقى بِهِ التَفضيلَ نالا
لَئِن أَمسَت رُوَيداً قَد أُذيلَت
جِياداً كانَ يَكرَهُ أَن تُذالا
لَقَد كانَت تُصابُ بِهِ وَيَسمو
بِها عَقباً وَيُرجِعَها حَبالا
وَقَد حَوَتِ النِهابَ فَأَحرَزَتهُ
وَقَد غَشِيَت مِنَ المَوتِ الطِلالا
مَضى لِسَبيلِهِ مَن كُنتَ تَرجو
بِهِ عَثَراتُ دَهرِكَ أَن تُقالا
فَلَستَ بِمالِكٍ عَبَرات عَينٍ
أَبَت بِدُموعِها إِلّا اِنهِمالا
وَفي الأَحشاءِ مِنكَ غَليلُ حُزنٍ
كَحَرِّ النارِ يَشتَعِلُ اِشتِعالا
كَأَنَّ اللَيلَ واصَلَ بَعدَ مَعنٍ
لَيالِيَ قَد قُرِنَّ بِه فَطالا
لَقَد أَورَثتَني وَبَنيَّ هَمّاً
وَأَحزاناً نُطيلُ بِها اِشتِغالا
وَقائِلَةٍ رَأَت جِسمي وَلَوني
مَعاً عَن عَهدِها قُلِبا فَحالا
رَأَت رَجُلاً بَراهُ الحُزنُ حَتّى
أَضَرَّ بِهِ وَأَورَثَهُ خَبالا
أَرى مَروانَ عادَ كَذي نُحولٍ
مِنَ الهِندِيِّ قَد فَقَدَ الصِقالا
فَقُلتُ لَها الَّذي أَنكَرتِ مِنّي
لِفَجعِ مُصيبَةٍ أَنكى وَعالا
وَأَيّامُ المَنونِ لَها صُروفٌ
تَقَلَّبُ بِالفَتى حالاً فَحالا
يَرانا الناسُ بَعدَكَ فل دَهرٍ
أَبي لِجُدودِنا إِلّا اِغتِيالا
فَنَحنُ كَأَسهُمٍ لَم يُبقِ ريشاً
لَها رَيبُ الزَمانِ وَلا نصالا
وَقَد كُنّا بِحَوضِكَ ذاكَ نَروي
وَلا نَرِدُ المُصَرَّدَةَ السِحالا
فَلَهفُ أَبي عَلَيكَ إِذا العَطايا
جُعِلنَ مُنى كَواذِبَ وَاِغتِلالا
وَلَهفُ أَبي عَلَيكَ إِذا الأَسارى
شَكَوا حَلَقاً بِأَسوُقِهِم ثِقالا
وَلَهفُ أَبي عَلَيكَ إِذا اليَتامى
غَدَوا شُعثاً كَأَنَّ بِهِم سُلالا
وَلَهفُ أَبي عَلَيكَ إِذا المَواشي
قَرَت جَدباً تُماتُ بِهِ هُزالا
وَلَهفُ أَبي عَلَيكَ لِكُلِّ هَيجا
لَها تُلقى حَوامِلُها السِخالا
وَلَهفُ أَبي عَلَيكَ إِذا القَوافي
لِمُمتَدَحٍ بِها ذَهَبَت ضَلالا
وَلَهفُ أَبي عَلَيكَ لِكُلِّ أَمرٍ
يَقولُ لَهُ النَجِيُّ أَلا اِحتِيالا
أَقَمنا بِاليَمامَةِ إِذ يَئِسنا
مُقاماً لا نُريدُ لَهُ زِيال
ا
وَقُلنا أَينَ نَرحَلُ بَعدَ مَعنٍ
وَقَد ذَهَبَ النَوالُ فَلا نَوالا
فَإِن تَذهَب فَرُبَّ رِعالِ خَيلٍ
عَوابِسَ قَد كَفَفتَ بِها رِعالا
وَقَومٍ قَد جُعِلتَ لَهُم رَبيعاً
وَقَومٍ قَد جُعِلتَ لَهُم نَكالا
فَما شَهِدَ الوَقائِعَ مِنكَ أَمضى
وَأَكرَمُ محتَداً وَأَشَدُّ بالا
سَيذكُرُكَ الخَليفَةُ غَيرَ قال
إِذا هُوَ بالأُمورِ بَلا الرِجالا
وَلا يَنسى وَقائِعِكَ اللَواتي
عَلى أَعدائِهِ جُعِلَت وَبالا
وَمُعتَرَكاً شَهِدتَ بِهِ حِفاظاً
وَقَد كَرِهَت فَوارِسُهُ النِزالا
حَباكَ أَخو أُمَيَّةَ بِالمَراثي
مَعَ المِدَحِ اللَواتي كانَ قالا
أَقامَ وَكانَ نَحوَكَ كُلَّ عامٍ
يُطيلُ بواسِطِ الرَحلِ اِعتِقالا
وَأَلقى رَحلَهُ أَسَفاً وَآلى
يَميناً لا يَشُدُّ لَهُ حِبالا
....
الحمدان
05-04-2024, 07:27 AM
ألِمّا على معنٍ وقولا لقبره
سقتك الغوادي مَربَعًا ثم مربعا
فيا قبرَ معن أَنْت أول حُفْرَة
من الأَرْض خُطَّت للسماحة مضجعا
وَيَا قبرَ معن كَيفَ واريت جوده
وَقد كَانَ مِنْهُ الْبرُّ وَالْبَحْر مُترَعا
بلَى قد وسعتَ الْجُود والجود ميِّت
وَلَو كَانَ حَيًّا ضقتَ حَتَّى تصدَّعا
فَتى عِيْش فِي معروفه بعد مَوته
كَمَا كَانَ بعد السَّيْل مجْرَاه مرتِعا
وَلما مضى معنٌ مضى الْجُود فانقضى
وَأصْبح عِرنينُ المكارم أجدعا
الحسين بن مُطَير
الحمدان
05-04-2024, 07:27 AM
​​يَامَن تحبَ مُحَمَّدَاً وَتُريدُهُ​​
** ​​لكَ شَافعاً يومَ الخلائقِ تُحشرُ​​
​​صَلِّ عَليهِ* وآلهِ فَلربمَا​​
**تَحظَى بِسُقيا مِن يَديهِ وتظفرُ​​
​​وتنالُ قرباً منهُ عندَ لقائهِ​​
**وإلى جَمالٍ مِن حبيبكَ تنظرُ​​
​صَلَّى عليهِ اللهُ في عليائهِ​
****خيرَ الخلائقِ من أَتانا ينذرُ​​
​​ وعليهِ صَلَّت في السماءِ مَلائكُُ​​
​​ياسعدَ من صلوا عليهِ وأكثروا​​
​​ياقارئينَ لما تخطُ أناملي​​
***صلوا عليه​ ​وبالصلاةِ تعطَّرُوا
الحمدان
05-04-2024, 08:42 AM
أكل بناءٍ أنت بانيه معجز
بنيت المعالي أم بنيت المنازلا
فلا الإنس تبني مثلهن معالماً
ولا الجنّ تبني مثلهن معاقلا
كنائس أضحت للغمام عمائماً
علواً وأمست في الظلام قنادلا
رحابٌ كأن قد شاكلت صدر ربّها
وبيضٌ كأن قد نازعته الشمائلا
وبهوٌ تباهي الأرض منه سماءها
بأوسع منها آخر وأوائلا
وصحنٍ يسير الطرف فيه ولم يكن
ليقطعه بالسير إلا مراحلا
تلوح نقوش الجصّ في جدرانه
كما زيّن الوشم الدقيق الأناملا
وماءٌ إذا أبصرتَ منه صفاءه
حسبت نجوم الليل ذابت سوائلا
رأيت سيوفاً قد سللن على الثرى
وصارت لها أيدي الريّاح صياقلا
وروضٌ كعيش السائليك نضارةً
ووجهك بشراً حين تلحظ آملا
أصائله للنور لآضحت هواجراً
هواجره للطيب أضحت أصائلا
هي الدار أمست مطرح العلم فاغتدى
لها ناهل الآمال ريّان ناهلا
إذا ما انتحاها الركب لم يتطلبوا
إليها دليلاً غير من كان قافلاً
وأنت امرؤٌ أعطيت ما لو سألته
آلهك قال الناس أسرفت سائلا
وآني وإلزاميك بالشعر بعدما
تعلّمته منك الندى والفواضلا
كملزم ربِّ الدار أجرةَ داره
ومثلك أعطى من طريقين نائلا
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:43 AM
الملك عندي متعة الشباب
والعزل عندي فرقة الأحباب
والفقر عندي عدم الشراب
والشيب عندي كذب الخضاب
والقبح عندي عدم الآداب
والعرس عندي ليلة الكِتاب
والروض عندي مُلحُ الأعراب
والبغض عندي كثرة الإعراب
والسيف عندي قلم الكتاب
والنجح عندي سرعة الإياب
والطرد عندي كلحة البواب
والذلّ عندي وقفة الحجاب
والقحط عندي قلة الأصحاب
والشؤم عندي كثرة العتاب
والعيُّ عندي هذر الخطاب
والعزّ عندي طاعة الصواب
والإلُّ عندي خلّة القحاب
والغول عندي طلعة الكذاب
والصفح عندي أبلغ العقاب
واللوم عندي سفه الشراب
والأمس عندي أسرع الهرَّاب
والمال عندي أسرع الهِراب
والغدّ عندي الحقّ للطلاب
والفخر عندي أفخر الثياب
والسجن عندي منزل التراب
والهول عندي موقف الحساب
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:43 AM
ولقد بلوت الأصدقاء فلم
أر فيهُمُ أوفى من الوفرِ
وكذاك لم أر في العدا أحداً
أنكى لمن عادى من الفقر
ذهب الغنى وورثت عادته
فأنا الغنيُّ وغيري المثري
وتجمعت في اثنتان ولم
يتجمَّعا في سالف الدهر
لا يبرح المقصوص موضعه
ولقد قصصت فطرت عن وكري
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:43 AM
خضبَّتني الأيام لون بياضٍ
وخضَاب الأيام ليس بناضي
وتخطتني المنون إلى شعري
فأضحى مكفناً ببياض
ولعمري إنِّي لغير لبيبٍ
في قتال الأيام بالمقراض
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:44 AM
لاحت لوجهي أنجمٌ
للشيب عُدنَ به طوالع
أودعت منهنَّ الصبّا
من لا يرى ردَّ الودائع
فقصصتهنَّ وإنّما
دهري بمقراضي أخادع
وإذا عدوَّك كان بعضك
في الخطوب فمن تقارع
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:44 AM
فإن ردّني دهري عليك طريدةً
فلا غرو أن يسترجع القوس حاجبُ
هو الوكر طرنا منه والرّيش وافدٌ
وعدنا إليه الآن والرّيش ذاهب
جزى الله عني أهل سامان ما أتوا
وفي الله للثأر المضيَّعِ طالبُ
هُمُ زوجوني الهمَّ بعد طلاقه
وذلك عرسٌ للمآتم جالب
هم اعطشوا زرعي فشمتُ سحائباً
غرائب لما أخلفتني القرائب
فأنحوا لزرعي بالحصاد وأنضبوا
مياهاً لها أيدي سواهم مذانبُ
أتحصد أيديكم ويزرعُ غيركُم
فأنتم جراد والملوك سحائب
إذا طمع السلطان فيما كسبته
بشعري فالسلطان بالشعر كاسبُ
فأنتم مدحتم آل بويه لا أنا
وأمدح من لفظ اللسان حقائبُ
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:44 AM
لا يصغر الرجل الكبير
بعشرةِ الرَّجل الصغيرِ
بل يكبر الرجل الصغير
بخدمة الرجل الكبير
ويركبُ التَبرُ النفيس على
الدنيء من السيور
ماذا يضرُّ البدر قر
ب النجم من المستنير
بل ما يضرُّ السيل مجراه
على الأرض الحدور
بل ما عسى صغر السفين
يغضُّ من عظم البحور
قد زادني شرفاً ولم
ينقصه من شرفِ حضوري
كالنار ليس بناقصٍ
منها اقتباس المستعير
تلقي الفتى سهل
الشريعة للجليس وللعشير
أو ما رأيتَ البحر يغرق
منه بالخطب اليسير
والناس مثل الجسم يعتمد
القبيل على الدبير
يتحامل العضو الخطير
بقوَّة العضو الحقير
كتحامل الرمح الطويل
بزجَّه ذاك القصير
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:45 AM
يبكي من الموت أبو طيبٍ
دمعٌ لعمري غير مرحومِ
ويشتكي ما يشتهي غيره
شكاية الخير من الشوم
ساكتنا الشيخ أبو طيّبٍ
والصّمت أحياناً من اللوم
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:45 AM
أرى لك أفعالاً تناقض أمرها
على أنها في القبح والعار واحد
نبيذك ذا حلوٌ ووجهك حامضٌ
وماؤك ذا سخنٌ وفعلك بارد
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:45 AM
أبو سعيدٍ زحلٌ للكرام
ومنسفٌ ينسف عمر الأنام
لم أره إلا خشيت الردّى
وقلت يا روح عليك السلام
يبقى ويفنى الناس في شؤمه
قوموا انظروا كيف بخوت اللئام
ثم تراه سالماً آمناً
يا ملك الموت إلى كَم تنام
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:45 AM
شريفٌ فعله فعلٌ وضيع
دنيء النفس عند ذوي الجدودِ
عوارٌ في شريعتنا وفتحٌ
علينا للنصارى واليهودِ
كأن الله لم يخلقه إلا
لتنعطف القلوب على يزيدِ
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:46 AM
ما لي رأيت بني العباس قد فتحوا
من الكنى ومن الألقاب أبوابا
ولقَّبوا رجلاً لو عاش أوَّلهم
ما كان يرضى به للحش بوابا
قلّ الدراهم في كفيّ خليفتنا
هذا فأنفق في الأقوام ألقابا
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:46 AM
أيدري السيف أيَّ فتىً يبيدُ
وأيَّة غايةٍ أضحى يريدُ
لقد صادت يدُ الأيام طيراً
تضيق به حباله من يصيدُ
وأصبح في الصعيد أبو سعيدٍ
ألا إن الصعيد به سعيد
وقد كانت تضيق الأرض عنه
فلِم وسعت لجثَّته اللحودُ
بلى مسَّ الثرى قلباً رحيباً
فأعدى الترب فاتّسع الصعيدُ
فلا ادري أأضحك أم ابكي
وتهدمني المنيَّةُ أو تشيدُ
صديقٌ فقد فقدناه قديمٌ
وثكل قد وجدن جديدُ
مصابٌ وهو عند الناس نُعمى
ونحسٌ وهو عند الناس عيدُ
تهنيني الأنام به ولكن
تعزيني المواثق والعهودُ
وسيفٌ قد ضربت به مراراً
فمن ضرباته بي لي شهودُ
فلما أن تفلّل ظِلتُ أبكي
وعندي منه فعد دمٌ جسيدُ
ومن عجب الليالي أنّ خصمي
يبيد وأن حزني لا يبيدُ
وأن النصف من عيني جمودٌ
وإن النصف من قلبي جليدُ
إذا سفحت عليه دموع عيني
نهاها الهجر منه والصدودُ
وآثارٌ له عندي قباحٌ
يجمّش بينها الرأس الحديدُ
فنصفٌ من مدامعها سخينٌ
ونصفٌ من مدامعها برودُ
فمن هذا رأى في الناس مثلي
أريد من المنى ما لا أريدُ
ومن نكد المنيةِ فقد حرّ
تخالف فيه إخواني الشهودُ
فذا هنّى وقال مضى عدوٍّ
وذا عزَّى وقال مضى وديدُ
رأيت العقل ينفع وهو قَصدٌ
ويلقي في المهالك إذ يزيدُ
كمثل الدرع إن خفّت أجنَّت
وإنَّ ثقلت فحاملها جهيدُ
ومثل الماء يروي منه قصدٌ
ويقتل منه بالغرق المزيدُ
شهدت بأنَّ دهراً عشت فيه
ومتُّ مقيَّداً فرداً مبيدُ
وقالوا البحر جزرٌ ثم مدٌّ
فمالك قد جزرت ولا تعود
بكيت عليك بالعين التي لم
تزل من سوء فعلك بي تجودُ
فقد أبكيتني حيّاً وميتاً
فقل لي أيُّ فعليك الرشيدُ
فها أنا ذا المهنأ والمعزّى
وها آنا ذا المباغض والودودُ
وها أنا ذا المصاب بك المعافى
وها أنا ذا الشقيُّ بك السعيدُ
لقد غادرتني في كلِّ حالٍ
أذمُّ الدهر فيك وأستزيدُ
فلا يومٌ تموت به مجيدٌ
ولا يومٌ تعيش به حميدُ
وما أصبحت إلا مثل ضرسٍ
تأكَّل فهو موجودٌ فقيدُ
ففي تركي له داءٌ دويٌّ
وفي قلعي له ألمٌ شديدُ
فلا تبعد إقامة رسم حقٍ
وأنَّك أنت للشيء البعيدُ
وإنك أنت للسيف الحديد
وإنك أنت للعلم السديدُ
وإنك أنت الدنيا جميعاً
ولكن ليس للدنيا خلودُ
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:47 AM
يا دهرُ إنّك بالرجال بصير
فلطالما تجتاحهم وتبيرُ
يا دهر غيري من خدعت بباطلٍ
وابن العميد مغيَّبٌ مقبورُ
الآن نادتنا التجارب طلِّقوا
دنياكُمُ إنَّ السرور غرورُ
يا دهر ظلّ لمخلبيك فريسةٌ
رجلٌ لعمري لو علمت كبيرُ
رجلٌ لو أن الكفر يحسن بعده
هُجيَ القضاء وأنب المقدورُ
أشكو إليك النفس وهي كئيبةٌ
وأذمُّ فيك الدمع وهو غزيرُ
وأقول للعين الغزير بكاؤها
خطبٌ لعمري لو عميتِ يسيرُ
قد متُّ بعدك ميتةً مستورة
قد ساقها لي موتك المشهورُ
ودفنت في قبر الهموم وضمني
كفنان ضيقُ الصدر والتفكيرُ
ضحكت آليك الحور ضحكك كلَّما
وافاك ضيفٌ او أتاك فقيرُ
وضفت عليك ذيول رحمة ربنا
والله برٌ بالجوا غفورُ
وسقى ضريحك مستهلٌّ عمره
شهرٌ وعمر النبت منه شهورُ
جودٌ ككفّك أو كعيني أو دمٍ
أجراه سيفك في العدى مشهورُ
أهوى القيامة لا لشيءٍ أن
ألقاك فيها والأنام حضورُ
وأحب فيك الموت علماً أنني
بعد الممات إلى اللقاء نصيرُ
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:47 AM
ألست ترى السيف كيف انثلم
وركن الخلافة كيف انهدم
طوى الحسنَ بنَ بُوَيْهِ الرَّدى
أيدري الرّدى أيَّ جيشٍ هزم
طويلُ القناة قصير العداتِ
ذميمُ العداة حميدُ الشيم
فصيح اللسان بديع البنان
رفيعُ السنان سريع القلم
يكيل الرجال بأقدارها
ويرعى البيوتات رعيَ الحرم
جوادٌ عليهم بخيلٌ بهم
إذا ساء خصَّ وإن سرّ عم
فيا دهر سحقاً ولا تحتشم
فقد ذهب الرجل المحتشم
وخطَّ الفناء على قَبره
بخطِّ البلا وبنان السّقم
إذا تمَّ أمرٌ دنا نقصه
توقع زوالاً إذا قيل تم
إذا كان يبكي الورى بالدموع
وتبكي بهنَّ فأين القيم
وقد ساءني عُطَلُ الدهر منك
وقد كنت حِلياً عليه انتظم
فما يستحق الزمان اللئيم
مقامك فيه وأنت الكرم
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:48 AM
فديتك ما بداليَ قصد حرٍّ
سواك من الورى إلا بدا لي
وإنك منهم وكذاك أيضاً
من الماء الفرائد واللآلي
وتسكن دارهم وكذلك سكنى
الحجارة والزمرّد في الجبالِ
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:48 AM
وكنت سماءً والعجاج سحائباً
وخيلك أبراجاً وجيشك أنجما
وأنزلت منها كوشيار وإنما
تقنصت من فوق المجرة ضيغما
عرفتك صياد الأسود ولم أكُن
عرفتك صياد الأسود من السما
خدمتكم يا آل بويةَ مدّةً
غدا بينها فرخ الوسائل قشعما
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:48 AM
وغاظ مدحك أقواماً وفي يدهم
لو طاوعوا الجود تقديمي وإحجامي
وما ظعنت على نهرٍ فأغضبهُ
لكن ذكرت عباب الزاخر الطامي
أكلُّ فاضلِ أقوامٍ شهدت له
يغتاظ من ذكره مفضول أقوام
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:49 AM
ختمت بك العجم الملوك وراجعت
بك تاجُ ملكهم القديم المنهجِ
لم يفقدوا بك أردشير وإنما
فقدوا نقيصة دينه المستسمجِ
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:49 AM
وهم جعلوني بين عبدٍ وقينةٍ
ودارٍ ودينار وثوبٍ ودرهم
وهم تركوا الأيام تعجب أن رأت
سلوِّي ولا أرقى السماء بسلم
وهم حالفوني أوطأوا في صلاتهم
وصلت عن الأبطال شعري فيهم
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:49 AM
بحمدك لا بحمد الناس أضحي
وكيلي ليس يكفيه وكيلُ
وكانوا كلّما كالوا وزنا
فصرنا كلما وزنوا نكيلُ
وزدت من العيال وذاك أنّي
كتبت على لقائك من أعولُ
وعشت وناقصٌ رزقي فأضحى
مفاعلتن مفاعلتن فعولُ
وكنت أبيع من سقط القوافي
وأحجر ما تضمنت الحمولُ
وأكتم من أبايع دِقَّ بَزّي
ففاض عليه نائلك الجزيلُ
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:50 AM
متى أشقُّ رواق الملك تلحظني
عين امرئٍ بغيوب المجد علامِ
متى أرى قمرَ الديوان مطلعاً
في سطو بهرام بل في ملك بهرامِ
متى أقبِّل فرشاً لا يقبّله
عافٍ فيفرق بين الترب والسامِ
مالي أبيت بشيرازٍ وأصبح في
داري فدت يقظتي نومي وأحلامي
ما يطلب الحلم من قلبي يقلبهُ
عندي من السقم ما يكفيه أسقامي
أصبحت أشكر ليلاً اشتكي غده
الليلُ عوني والأيام غُرَّامي
والأرض تعلم أني سوف أمسحها
حتى أرى من يرى بالليل أوهامي
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:50 AM
غريبٌ على الأيام وجدانُ مثلِهِ
وأغربُ منه بعد رؤيته الفقرُ
فلا حرُّ إلا وهو عبدٌ لجوده
ولا عبدُ إلا وهو في عدله حرُّ
عجبت له لم يلبس الكبرَ حلّةً
وفينا لأن جزنا على بابه كبرُ
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:50 AM
كتبتُ ابن عبادٍ إليك وحالتي
كحال صدٍ طَمَت عليه مناهِلُه
وما تركت كفّاك في خصاصة
ولكنَّ شوقاً قد غلت بي مراجله
أبيت إذا أجريت ذكرك منشداً
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:51 AM
طلقت بعدك مدح الناس كلَّهم
فإن أراجع فإنّي محصن زاني
وكيف أمدحهم والمدح يفضحُهُم
إن المسيب للجاني هو الجاني
قومٌ تراهم غضابي حين تنشدهُم
لكنه يشتهي مدحاً بمجَّان
عثمان يعلم أن المدح ذو ثمن
لكنه يشتهي مدحاً بمجَّان
ورابني غيظهم في هجو غيرهِم
وإنّما الشعر مصوبٌ بعثمان
ما كل غانيةٍ هندٌ كما زعموا
وربمّا سبّ كشحانٌ بكشحان
فسوف يأتيك مني كل شاردةٍ
لها من الحسن والإحسان نسجان
يقول من قرعت يوماً مسامعه
قد عنَّ حسان في تقريظ غسان
الوشي من أصبهان كان مجتلباً
فاليوم يهدى إليها من خراسان
قد قلت إذ قيل إسماعيل ممتدحٌ
له من الناس بختٌ غير وسنان
الناس أكيس من أن يمدحوا رجلاً
حتى يروا عنده آثار إحسان
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:51 AM
يا ترجمان الليالي عن معاذرها
وحجة الزمن الباقي على الفاني
يا أبحث الناس عن شعر وعن كرمٍ
يا مورث الطبع إحساناً
يا تاركي منشداً من ظلَّ يحسدنني
ليس الوقوف على الأطلال من شاني
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:51 AM
أخو كلماتٍ ما جلاها لسانه
على أحدٍ إلا غدا وهو خاطب
متى يروها أهل الصناعة ينشدوا
عجائب حتى ليس فيها عجائب
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:52 AM
لعمرك لولا آل بوية في الورى
لكان نهاري مثلُ ليلُ المتيَّم
وصمت عن الدنيا وأفطرت بالمنى
ولم يك إلاّ بالحديث تأدُّمي
وأنشدت في داري وفيما أرى بها
أمن أمِّ أوفى دمنةٍ لم تكلِم
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:52 AM
وقينةٍ أحسن من لقياها
تملي كتاب الحسن مقلتاها
ونقطه وشكله خداها
إذا اجتلاها أنشدناها
بجسرةٍ قائدها براها
في السير بل سائقها رجلاها
قد كتب العتق على ذفراها
أي قلوصٍ راكبٍ تراها
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:52 AM
حسد السماك سميَّهُ لما بدا
في سرجه شخص الهمام الأبلج
وغدا فأضحى لاحقاً ضدّ اسمه
وأراك أعوج وهو عين الأعوج
فلو أن شاعر بحترٍ في عصره
ما قال في فرسٍ ولا في أعوج
خفّت مواقع وطئه فلو انّه
يجري برملة عالجٍ لم يرهج
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:52 AM
ولما اكثر الحساد فيه
وقالوا قد تغضنّت الخدود
أجاب الفضل عنه حاسديه
لأمر ما يسود من يسود
بودي لو رأى كنفيه يوماً
ومن قد عاش تحتهما لبيد
ولو أن الوليد رآه يوماً
غدا ورجاؤه غضٌّ وليدُ
وحلَّ عُرى الزماع ولم يردِّد
أشرِّق أم أغرِّب يا سعيد
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:53 AM
وكم ليلةٍ لا أعلم الدهر طيبها
مخافة أن يقتصَّ مني لها الدهرُ
سهادٌ ولكن دونه كل رقدةٍ
وليلٌ ولكن دون إشراقه الفجرُ
وسكر الهوى لو كان يحكيه لذةٌ
من الخمر سكرٌ لم يكن حُرِّم السكر
ولما أدارت مقلةٌ جاهليةٌ
هلاك امرئٍ في ضمن ثوبي لها نذر
ومالت كأن قد سقيت خمر خدّها
وكيف يميل الخمر من ريقه الخمر
حسدت عليها ناظري إذ تحلّه
كما تحسد الأفلاك نعل فناخسرو
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:53 AM
هلّم الخطا بدر الدجنّة وارفقا
بعينيكما فالضوء قد يورث العمى
ولا تعجباً أن يملك العبد ربه
فإن الدمى استعبدن من نحت الدمى
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:53 AM
قد عصاني دمعي وخِلّي فخِلت الخَلَّ
دمعاً وخلتُ دمعيَ خِلا
وأحاطت بي الخصوم فجفناً
مستهلاً وصاحباً مستقلا
وفؤاداً لو ظنَّ إبليس أن
النار في حرِّه لصام وصلى
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:54 AM
بسمت فأبدت جيدها فتكشّفت
عن نظم درٍّ تحت نظم لآلي
وأرتك خديها ولاح عليهما
صدغان ذو خالٍ وآخر خالي
فكأن ذا ذالٍ خلت من نقطةٍ
وكأنّ ذا دالٍ ونقطة ذال
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:54 AM
يفلُّ غداً جيش النوى عسكر اللقا
فرأيك في سحِّ الدموع موفقا
وخذ حجتي في ترك جنبي سالماً
وقلبي ومن حقيهما أن يشقّقا
يدي ضعفت عن أن تمزق جببها
وما كان قلبي ناظراً فيمزّقا
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:54 AM
خليليّ عهدي بالليالي صوافيا
فما بالها أبدلن جيماً بصادها
خليليّ هل أبصرتما مثل أدمعي
نفدن وحقِّ الله قبل نفادها
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:55 AM
عذيريّ من تلك الوجوه التي غدت
مناظرها للناظرين معاركا
عذيريّ من تلك الجسوم التي غدت
سبائك تفنى الناس فيها السبائكا
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:55 AM
عذيريّ من ضحكٍ غدا سبب البكا
ومن جنّةٍ قد أوقعت في جهنم
لأنّكِ لا تروين بيتاً لشاعرٍ
سوى بيت من لم يظلم الناس يظلم
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:55 AM
قلت للعين حين شامت جمالاً
في وجوهٍ كواذب الإيماض
لا تغرنّك هذه الأوجه الغرُّ
فيا ربّ حيّة من رياض
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:55 AM
مضت الشبيبة والحبيبة فالتقى
دمعان في الاجفان يزدحمان
ما أنصفتني الحادثات رمينني
بمودعين وليس لي قلبان
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:56 AM
وشمسٍ ما بدت إلا أرتنا
بأن الشمس مطلعها فضول
تزيد على السنين ضياً وحسناً
كما رقّت على العتق الشمول
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:56 AM
يا قاضياً ما مثله من قاضٍ
أنا بالذي تقضي علينا راض
فلقد لبست ضفية ملمومةً
من نسج ذاك البارق الفضفاض
لا تغضبن إذا نظمت تنفساً
إن الغضا في مثل ذاك تغاضي
فلقد بُليت بشاعر متقادر
ولقد بُليت بنات ذئب غاضي
ولقد قرضضتض الشعر فاسمع واستمع
لنشيد شعر طائعاً وقراضض
فلأغلبن بديهة ببديهتي
ولأرمين سواده ببياض
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:56 AM
وإذا ابتدهت بديهة يا سيدي
فأراك عند بديهتي تتقلق
وإذا قرصت الشعر في ميدانه
لا شك أنك يا أخي تتشقق
إني إذا قلت البديهة قلتها
عجلاً وطبعك عند طبعي يرفق
مالي أراك ولست مثلي عندها
متموهاً بالترهات تحرق
إني أجيز على البديهة مثلما
تريانه وإذا نطقت أصدّق
لو كنت ليثاً في البديهة خادراً
لرأيت يا مسكين مني تفرق
وبديهة قد قلتها متنفساً
فعل الذي قد قلت يا ذا الأخرق
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:57 AM
ألا أبلغ بني شارٍ كلامي
ومن لم يلقهم فهو السعيدُ
علام ابتعتم فرساً عتيقاً
وليس لديكمُ علفٌ عتيدُ
وفيم حبستمو في البيت بازاً
يحيص الطيرُ عنه أو يحيدُ
فلا قر نصتموه فعلتموه
ولا خليتم عنه يصيدُ
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:57 AM
كتابي أبا نصر إليك وحالتي
كحال فريس في مخالب ضيغمِ
أرق من الشكوى وأدجى من النوى
وأضعف من قلب المحبِ المتيمِ
غدوت اخا جوعٍ ولست بصائمٍ
ورحت أخا عُري ولستُ بمحرمِ
وقعت بفخ الخوف في يد طاهرِ
وقوع سليك في حبائل خثعمِ
وما كنت في تركيك إلا كتاركٍ
يقيناً وراضٍ بعده بالتوهمِ
وقاطن ارض الشرك يطلب توبة
ويخرج من أرض الحطيم وزمزم
وذي علّة ياتي عليلاً ليشتفي
بها وهو جارٌ للمسيح ابن مريمِ
وراوي كلامٍ مقتفٍ إتر باقلٍ
ويترك قساً خائباً وابن أهتمِ
جناب تجنباه ليس بمجدب
وبحرٌ تخطيناه ليس بمرزمِ
وماءٍ زلالٍ قد تركنا وروده
زلالاً وبعناه بشربة علقمِ
لبست ثياب الصبر حتى تمزقت
جوانبها بين الجوى والتندمِ
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:57 AM
رأيتك إن أيسرت خَيَمت عندنا
مقيماً وإن أعسرت زرت لماما
فما أنت إلا البدر إن قل ضوؤه
أغب وإن زاد الضياء أقاما
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:57 AM
شموس لهن الخدر والبدر مغرب
فطالعها بالبين والهجر غاربُ
ولكنما شمس المعالي خلافها
مشارقه ليست لهن مغاربُ
فما لقبوه الشمس إلا وقد رَوَوا
بأنك شمس والملوك كواكبُ
الخوارزمي
العصر العباسي
الحمدان
05-04-2024, 08:58 AM
وصاحب لي لو حلَّت رزيتُهُ
بالطير ما هتفت يوماً على فنن
عاشرته عشرة لو أنها وقعت
بين الضحى والدجى سارا على سننِ
حتى إذا نلت سؤلي من مواهبه
وصادني بشباك الوصل والمنن
ثكلته بعدما صارت محاسنه
في العظم واللحم سير الماءِ في الغصنِ
يا دهرا ثكلتني حتى أبا الحسن
لقد أمنت عليه غير مؤتمنِ
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:58 AM
مات أبو سهل فواحسرتا
أن لم يكن قد مات مذ جُمعه
ما حزني إلا لأن لم يمت
بموته من أهلهِ تسعَه
مصيبة لا غفر الله لي
إن أنا أذريت له دَمعَه
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:58 AM
وصفراء كالدينار بنت ثلاثة
شمالٍ وانهارٍ ودهر محرمِ
مسرة محزون وعذر معربد
وكبر مجوسي وفتنة مسلمِ
نهضت إليها والظلام كأنه
معاش فقير او فؤاد معلمِ
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:59 AM
كلم هي الأمثال إلا أنها
في الناس قد اضحت بلا أمثالِ
فإذا لُقينَ فإنهن عوالي
وإذ شممن فإنهن غوالي
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:59 AM
ولقد ذكرتك والنجوم كأنها
درٌ على أرض من الفيروزجِ
يلمعن من خلل السحاب كأنها
شررٌ تطاير في دخان العرفج
والأفق أهلك من خواطر كاسبٍ
بالشعر يستجدي اللئام ويرتجي
فمزجت دمعي بالدماء ولم أكن
صِرفَ الهوى والعهد إن لم أمزِجِ
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:59 AM
مضت الشبيبة والحبيبة فالتقى
دمعان في الاجفان يزدحمان
ما أنصفتني الحادثات رمينني
بمُودِّعين وليس لي قلبان
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 08:59 AM
هذا أبو بكر صقلت حسامه
فغدا به صلتاً عليَّ وأقدما
امسى يُجهلني بما علمتُهُ
ويريش من ريشي لرمي أسهما
يا منضباً قوساً بكفي أُحكِمَت
ومسدداً رمحاً بكفي قوِّما
أرقيتَ بي في سلَّمٍ حتى إذا
نلت الذي تهوى كسرت السُلما
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 09:00 AM
لا تصحب الكسلان في حاجاته
كم صالح بفساد آخر يفسدُ
عدوى البليد إلى الجليد سريعة
والجمر يوضع في الرماد فيخمدُ
الخوارزمي
الحمدان
05-04-2024, 09:01 AM
إِذا ما كُنتَ ذا فَضلٍ وَعِلمِ
بِما اِختَلَفَ الأَوائِلُ وَالأَواخِر
فَناظِر مَن تُناظِرُ في سُكونٍ
حَليماً لا تَلِحُّ وَلا تُكابِر
يُفيدُكَ ما اِستَفادَ بِلا اِمتِنانٍ
مِنَ النُكَتِ اللَطيفَةِ وَالنَوادِر
وَإِيّاكَ اللَجوجَ وَمَن يُرائي
بِأَنّي قَد غَلَبتُ وَمَن يُفاخِر
فَإِنَّ الشَرَّ في جَنَباتِ هَذا
يُمَنِّيَ بِالتَقاطُعِ وَالتَدابِر
الشافعي
الحمدان
05-04-2024, 09:02 AM
الدَهرُ يَومانِ ذا أَمنٌ وَذا خَطَرُ
وَالعَيشُ عَيشانِ ذا صَفوٌ وذا كَدَرُ
أَما تَرى البَحرَ تَعلو فَوقَهُ جِيَفٌ
وَتَستَقِرُّ بِأَقصى قاعِهِ الدُرَرُ
وَفي السَماءِ نُجومٌ لا عِدادَ لَها
وَلَيسَ يُكسَفُ إِلّا الشَمسُ وَالقَمَرُ
الشافعي
الحمدان
05-04-2024, 09:02 AM
وَجَدتُ سُكوتي مَتجَراً فَلَزِمتُهُ
إِذا لَم أَجِد رِبحاً فَلَستُ بِخاسِرِ
وَما الصَمتُ إِلّا في الرِجالِ مُتَاجِرٌ
وَتاجِرُهُ يَعلو عَلى كُلِّ تاجِرِ
الشافعي
الحمدان
05-04-2024, 09:42 AM
يا واهب الإنسان اسباب الهدى
يا من بحمد العالمين تفردا
لي عند بابك دعوة فيها رجا
احشر أحبتي تحت عرشك سجدا
ثم اسقهم بيد الحبيـب محمــدا
وآله ماءاً هنيئاً سلسبيلاً طيباً
...
الحمدان
05-04-2024, 09:42 AM
تغيب عن الصّلاة لغير عذرٍ
وترجو أن ترى صبحًا سعيدا !!
صلاة الفجر فاتحةٌ ليومٍ
بها يبدو لك الإصباحُ عيدا
ومن ترك الصّلاة فسوف يشقى
ويلقى بعدها حزنًا شديدا
فبادرْ بالصّلاة، أجبْ نداءً
تعانقْ بالتّقى يومًا جديدا
...
الحمدان
05-04-2024, 09:45 AM
مع الله في القلب لما انكسرْ
مع الله في الدمع لما انهمرْ
مع الله في التَّوب رغم الهوى
مع الله في الذنب لما استترْ
مع الله في الروحِ فوق السما
مع الله في الجسم لما عثرْ
يُنادي يناجي: أيا خالقي!
عثرتُ.. زللتُ.. فأين المفرّ؟
مع الله في نسمات الصباح
وعند المسا في ظلال القمر
مع الله في يقظةٍ في البكور
مع الله في النوم بعد السهرْ
مع الله فجراً.. مع الله ظهراً
مع الله عَصراً.. وعند السحر
مع الله سرّاً.. مع الله جهراً
وحين نَجِدُّ، وحين السَّمَر
مع الله عند رجوع الغريبِ
ولُقيا الأحبَّة بعد السفر
مع الله في عَبرةِ النادمين
مع الله في العَبَرات الأُخَر
تبوح وتُخبر عن سرِّها
وفي طُهرها يَستحمُّ القمر
مع الله في جاريات الرياح
تثير السحاب فيَهمي المطرْ
فتصحو الحياةُ.. ويربو النباتُ
وتزهو الزهورُ.. ويحلو الثمر
مع الله في الجُرح لما انمحى
مع الله في العظم لما انجبر
مع الله في الكرب لما انجلى
مع الله في الهمِّ لما اندثر
مع الله في سَكَناتِ الفؤادِ
وتسليمهِ بالقضا والقدْر
مع الله في عَزَمات الجهاد
تقود الأسودَ إلى من كَفَر
مع الله عند التحام الصفوفِ
وعند الثباتِ، وبعد الظَفَر
مع الله حين يثور الضميرُ
وتصحو البصيرةُ.. يصحو البصر
وعند الركوعِ.. وعند الخشوعِ
وعند الصَّفا حين تُتلى السُّوَر
مع الله قبل انبثاق الحياة
وبعد الممات.. وتحت الحُفَرْ
مع الله حين نجوز الصراط نلوذُ نعوذ به من سَقَر
مع الله في سدرة المنتهى
مع الله حين يَطيبُ النظرْ
...
الحمدان
05-04-2024, 09:47 AM
وَمَا دُمنَا لِغَيرِ اللهِ نَشكُو
فإنَّ لِكربَنَا أمدًا طَويلَا
وإنَّ سُؤالنَا للنّاسِ شُؤمٌ
وَلنْ نَجنِي بهِ إلا العويلَا
يُزِيلُ همُـومُنَا الرَّحمَنُ ربِّي
و يَجبُرُ كَسرَنَا جَبرًا جميلا
...
الحمدان
05-04-2024, 09:47 AM
وكــمْ أمـرٍ تُسـاءُ بـهِ .. صباحًـا
وتأتيـــكَ المســرَّةُ .. بالعَشِـــيِّ
إذا ضاقتْ بكَ الأحوالُ .. يومًا
فَثِــقْ بالواحــدِ الفَـرْدِ .. العَلِـيِّ
الإمام علي بن أبي طالب
(رضي الله عنه وأرضاه)
الحمدان
05-04-2024, 09:48 AM
كم من حزين لا ترى في وجهه
إلا الرِّضا وفُؤادهُ يتمزَّق !
وَلَكَمْ بشوشٍ لو خَبِرْت حَياته
لعرفتَ أهل الصَّبر كيف تخلَّقوا
ما كلُّ مَنْ ذَرَفَ الدُّموعَ مُعذَّبُ
أو كلُّ من تلقاهُ يضحكُ يصْدُقُ
هي قصُّةٌ أدرى بِها أصحابُها
والله أعلمُ بالقُلوبِ وأرْفَقُ !!
...
الحمدان
05-04-2024, 09:49 AM
قل للذين تتابعتْ أحزانهم
اللَّهُ ربُّ البائس المحزونِ
يا أيها المهموم ربُّكَ قادرٌ
نجّا ببحرٍ مظلمٍ ذا النونِ
إنّ الذي فَلقَ البحار بلحظةٍ
ما كان تعجزه دموع عيونِ
خلف المواجع لو علمتَ بشائرٌ
مخبوءةٌ في قـول ربك كوني
...
الحمدان
05-04-2024, 09:50 AM
سأظل أدعو خالقي أبداً
ما دام لي نَفَسٌ وما انقطعا
إما أجيبت دعوتي وسمت
روحي وإما نلت ما وضعا
أقدار ربي كلها نِعَمٌ
اليأس من إيماننا* نُزِعا
يارب قدّر ما أردت فما
لي عند حكمك خافقٌ جزعا
...
الحمدان
05-04-2024, 09:50 AM
ياربّ قلبي موقنٌ بِعَطائِكُم
تدبيرُكم ياربّ تدبيرٌ حكيم
ولو اطَّلعتُ على الغيوبِ جميعها
لاخترتُ لي ما قد قضيتَ مِن النَّعيم
فالحمدُ يا ربّاهُ حمدًا سابِغًا
حمدًا لِعطفِكُمُ ورحمتِكُم يديم
فامنُن على أَمَةٍ رَضت بِمَعيَّةٍ
هَبها الثَّبات على الصِّراطِ المُستَقيم
ياربّ ثم اسمَع لدعواتي فما
يَئِسَ الفؤادُ وأنتَ يا ربِّي عليم
لن أبرحَ الأعتابَ أقرع بابكم
حتى تُنيل القلب جبركم العميم
...
الحمدان
05-04-2024, 09:51 AM
أنا المضطر أرجو منك عفوا
ومن يرجو رضاك فلن يخيبَا
أنا المقطوع فارحمني وصلني
ويسر منك لي فرجا قريبا
...
الحمدان
05-04-2024, 09:56 AM
مـا كنتُ أعلـمُ قـبـلَ بُعـدكَ أنَّ لـي
قلـبـًا رقـيـقـًا بـاحتـوائِكَ يَـخـفـقُ
وبـأنَّ لـي عـقــلاً حـبـَاكَ عِـنــايـةً
ويـظـلُّ مهمـومـًا علـيـكَ ويَـقـلـقُ
وبـأنَّ لـي روحـًا بـذكـركَ تنـطـوي
وتئِـنُّ مـن ولَـهي الشـديد وتزهَـقُ
وبـأنّ اسـمكَ لا يُفـارقُ أســطُـري
وعلـى لسـانيَ كـلّ حِـيـنٍ يُنـطـقُ
الحمدان
05-04-2024, 09:57 AM
بابٌ أتاني منه شرٌّ مرةً ..
لا بدّ لي أن أغلِق الأبوابا ..
.
لؤم الطّباع اليومَ صار طبيعةً
وطبيعتي أنْ أجْهَلَ المرتابَ ..
.
أنا لا أعاتبُ؛ حين تؤذي خاطري
أيقن بأنّك قد غدوْتَ سرابا
...
الحمدان
05-04-2024, 09:58 AM
ماكنتُ يوماً عاشقاً متزلِّفاً
يهوى التسلّي بالقلوب ويختفي
بل كنتُ في محراب حبّك ناسكاً
أتلو على كلّ الأحبّة أحرفي
إنْ كان حبّي بدعة.... وتخلّفاً
من أجل وصلك قد رضيت تخلّفي
أنا شمعة ذابت بجمرة لوعتي
لكنّها رغم الأسى لن تنطفي ...
...
الحمدان
05-04-2024, 09:59 AM
يا من تمدّ الورد حين تمدّهُ
رفقاً بقلب والهٍ يهواكَ
.
لم تبق شيئاً بي سوى أشغلتهُ
روحي وعيني والفؤاد فداكَ
...
الحمدان
05-04-2024, 10:00 AM
ولمحتُ طيفكِ خلفَ أستارِ السحَر
وكأنهُ قمرٌ من الخجَلِ استتَر
والشوقُ في جنبيَّ رعدٌ بارقٌ
هزّ الفؤادَ ففاضَ عِشقاً وانهمرْ
فتلاقت الأرواحُ بعد شتاتِها
وحنَا علينا العُمرُ وابتسمَ القدَر
وضَمَمْتُ حُبكِ في السماءِ كأنني
تلكَ الغيومُ وأنتِ زخّاتُ المطرْ
د. ماجد العبد الله
الحمدان
05-04-2024, 10:01 AM
قلبي وروحي واختلاج الأحرفِ
وعجافُ سبعٍ من زمانٍ يوسفي
من ذا يبادلني بقلبي أنجما
ويصيغُ أحلامي بغيرٍ تطرُّفِ؟!
من يكتبُ الفصلَ الأخيرَ بقصتي
فأنا الروايةُ والزمانُ مسوّفي
سافرتُ في مدنِ القصائدِ علّني
أُلقي على العميانِ بعضَ معاطفي
وبحثتُ عنِّي لم أجدني ها هُنا
تاهت دروبي في خيالٍ مرجفِ
إنّي اصطفيتُ هواكَ حين لمحته
يبدو على وجه السماءِ ويختفي
أوّاه كيفَ يلوذُ طيفُك بالسما
ومواسمٌ عَرجتْ إليه لتحتفي
فعرجتُ في محرابِ روحك أحتمي
من يستطيع كمثلِ قلبي أن يفي
وتلاقت الأرواحُ في معراجها
متلّهفٌ قد ذاب في متلّهفِ
أماني العربي
الحمدان
05-04-2024, 10:02 AM
إذا كان عقلك لا ينصح
ولا يردعنْك ولا يرجَحُ!
ولا أنت لله في خشيةٍ
فمن ذا لفعلك قد يمدح!
فتب قبل موتك* واعص الهوى
لعل* الغفورَ غدا يصفحُ!
...
الحمدان
05-04-2024, 10:04 AM
لئِن حالَ ما بيني وبينَكَ حائِلٌ
مِنَ البَرِّ أو لُجٌّ مِنَ البحرِ زاخِرُ
فما كُلُّ مَن تَنأى بِهِ الدارُ غائِبٌ
ولا كُلُّ مَن تدنو بِهِ الدارُ حاضِرُ
ابن المقرب العيوني
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond