مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
05-04-2024, 10:05 AM
وإذا العيونُ تحدثتْ بلغاتِها
قالت مقالاً لم يَقُلْهُ خطيبُ
في ساعةِ اللقيا تذوبُ همومُنا
ويضوعُ مِن زهرِ السعادةِ طِيبُ
والحبُّ في الرحمنِ نبضٌ صادقٌ
ولهُ سُمُوٌّ في القلوبِ عجيبُ
...
الحمدان
05-04-2024, 10:05 AM
البارودي رحمه الله.
رَمى الله هَاتِيكَ العُيونَ بِما رَمَتْ
وحَاسَبَهَا حُسْبانَ مَنْ حُكْمُهُ العَدْلُ
فَقَدْ تَرَكَتْنِي ساهِيَ العَقْلِ سَادِراً
لى الغيِّ لا عَقْدٌ لَديَّ ولا حَلُّ
الحمدان
05-04-2024, 10:06 AM
من أنتِ يا ذاتُ العيونِ النّاعسة
و جمالُ وجهكِ و الشِّفاةُ الهامسة
فإذا ابتسمتِ أضاء قنديلُ الهوى
و إذا سكتِّ دعى الفؤادُ وساوسه
و لطولِ جيدكِ قصةٌ أخّاذةٌ
فالحسنُ حسنكِ إن وقفتِ و جالسة
...
الحمدان
05-04-2024, 10:07 AM
الكونُ في عينيك ِخبأ نفسَه
لما سَباهُ من العيون ِجمالُ
عيناك ِلو مس المحيطُ ُ جفونها
فالماءُ في كلِّ المحيط ِ زلالُ
عيناك ِلو مرت بدوح ِ يابسِ ٍ
فالدوح من بعد اليباس ِ ظلالُ
هذي عيونك ِسوف أرشف درها
وتهون دون نوالها الأهوالُ
...
الحمدان
05-04-2024, 10:10 AM
لكم عندي سلامٌ من فؤادي
كماء الغيث يسقي كل وادي
سلامٌ لو رآه الناس يزهو
لمدوا نحوه كل الأيادي
ولكني أخصُ به أُناسا،،ً
هم الأقمار من بين العبادِ
سلام فاح في الآفاقِ مسكات
يعطركم بدعوات الفؤاد
الحمدان
05-04-2024, 10:14 AM
وَإِن جاءَ أَمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُ
فَلا تَجزعَا مِمّا قَضى اللَهُ واِصبِرا
أَلَم تَرَيا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفعُها
قَلِيلٌ إِذا ما الشيءُ وَلّى وَأَدبَرا
تَهِيجُ البُكاءَ وَالنَدامَةَ ثمَّ لا
تُغيِّرُ شَيئاً غَيرَ ما كانَ قُدِّرا
...
الحمدان
05-04-2024, 10:16 AM
الحَقُّ يَعلُو وَالأَبَاطِلُ تَسفُلُ
وَاللهُ عَنْ أحكَامِهِ لاَ يُسأَلُ
وَالأمرُ فِيمَا كَانَ أو هُوَ كَائِنٌ
كَالْعِلَّةِ الْقُصُوَى فكَيفَ يُعَللُ
واليِسْرُ بَعدَ العُسرِ مَوْعُودٌ بِهِ
وَالصَّبْرُبِالفَرَجِ القَرِيبِ مُوَكّلُ
...
الحمدان
05-04-2024, 10:16 AM
وَلا تُمكِنَنَّ النَفسَ مِن شَهَواتِها
وَلا تَركَبَنَّ الشَكَّ حَتّى تَيَقَّنا
إِذا ما أَرادَ المَرءُ إِكرامَ نَفسِهِ
رَعاها وَوَقّاها القَبيحَ وَزَيَّنا
أَلَيسَ إِذا هانَت عَلى المَرءِ نَفسُهُ
وَلَم يَرعَها كانَت عَلى الناسِ أَهوَنا
...
الحمدان
05-04-2024, 10:22 AM
ولَكم تعِبنا في الحياةِ ومَا لنا
إلّا الرِّضا والصبرُ والتسليمُ
فالعُمرُ يمضي والأَماني جَمّةٌ
والنفسُ ترجو والإلهُ كريمُ
...
الحمدان
05-04-2024, 10:23 AM
وَجَعَلْتُ مُعْتَمَدِي عَلَيْكَ تَوَكُّلاً
وَبَسَطْتُ كَفِّي سَائِلاً أَتَضَرَّعُ
اجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا
وَالْطُفْ بِنَا يَا مَنْ إِلَيْهِ الْمَرْجِعُ
الإمام الشافعي
الحمدان
05-04-2024, 10:23 AM
يَموتُ المَرءُ والآثارُ تحيَا
ويَبقَىظ° ذِكرهُ طولَ الزمانِ
فَكنْ في النَّاسِ مثل الغيثِ نفعًا
ومِثلَ المسْكِ فوحًا في المَكانِ
...
الحمدان
05-04-2024, 10:24 AM
صاغَ قَلبي لَكِ حُباً مِن ذَهَب
لَم أَشُب يا سِحرُ صِدقي بِالكَذِب
أُفِّ لِلدُنيا إِذا ما لَم يَكُن
صاحِبُ الدُنيا حَبيباً أَو مُحِبّ
العباس بن الأحنف
الحمدان
05-04-2024, 10:25 AM
وَما أَنتَ إِلّا فِتنَةٌ تَغلِبُ الأُسى
وَتَفعَلُ بِالأَلحاظِ فِعلَ المُهَنَّدِ
وَتَوَّجَكَ الرَحمَنُ تاجَ مَلاحَةٍ
وَبَهجَةَ إِشراقٍ بِها الصُبحُ يَهتَدي
ابن سهل الأندلسي
الحمدان
05-04-2024, 10:25 AM
وَقائِلَةٍ أَهلَكتَ بِالجودِ مالَنا
وَنَفسَكَ حَتّى ضَرَّ نَفسَكَ جودُها
فَقُلتُ دَعيني إِنَّما تِلكَ عادَتي
لِكُلِّ كَريمٍ عادَةٌ يَستَعيدُها
حاتم الطائي
الحمدان
05-04-2024, 10:26 AM
وشَكواكَ فاكتُمْها وقُلْ مُتَجَلِّدًا:
زمانٌ مَضَت أُولاهُ هَذي أواخِرُهْ!
وهَل ينفَعُ المَفجوعَ حَبسُ دُموعِهِ
وباطِنُ ما يُخفيهِ يُبدِيهِ ظاهِرُهْ؟!
الجواهري
الحمدان
05-04-2024, 10:26 AM
تَعَزَّ بِالصَبرِ وَاِستَبدِل إِسىً بِأَسىً
فَالشَمسُ طالِعَةٌ إِن غُيِّبَ القَمَرُ
وَهَل خَلا الدَهرُ أولاهُ وَآخِرُهُ
مِن قائِمٍ بِهُدىً مُذ كُوِّنَ البَشَرُ
البحتري
الحمدان
05-04-2024, 10:27 AM
وَمُشَتَّتِ العَزَماتِ يُنفِقُ عُمرَهُ
حَيرانَ لا ظَفَرٌ وَلا إِخفاقُ
أَمَلٌ يَلوحُ اليَأسُ في أَثنائِهِ
وَغِنى يَشِفُّ وَراءَهُ الإِملاقُ
وَتَروقُهُ خُدَعُ المُنى فَكَأَنَّها
حَقٌّ وَكاذِبُ وَعدِها ميثاقُ
...
الحمدان
05-04-2024, 10:28 AM
لها في لحظها لحظاتُ حَتفٍ
تُميتُ بها وتُحيي مَن تُريدُ
فإن غضبت رأيتَ الناس قتلى
وإن ضحكت فأرواحٌ تعودُ
وتَسبي العالمينَ بمُقلَتَيها
كأنَّ العالَمين لها عبيد
...
الحمدان
05-04-2024, 10:29 AM
و ربّ أسيلة الخدين بكر
منعمّة لها فرع .. و جيد
وذو أشر شتيت النبت عذب
نقيّ اللون .. براق .. برود
لهوت بها زماناً في شبابي
و زارتها النجائب و القصيد
...
الحمدان
05-04-2024, 10:30 AM
إنِّي أحبُّك بَينَ القَلبِ وَالوَرَعِ
مَا بَينَ مُندَفِعٍ مِنِّي وَمُرتَدِعِ
الشَّوقُ يَدفعُنِي وَالعَقلُ يَمنَعُنِي
وَالحَالُ تُخبرُنِي: ذَا مَوضِعُ الوَجَعِ
ذِكرَاكِ دِفءٌ وَبَردٌ، فَرحَةٌ وَأسَىً
نُورٌ وَنَارٌ، كمَوصُولٍ وَمُنقَطِعِ
...
الحمدان
05-04-2024, 10:30 AM
يُريدُ المَرءُ أَن يُعطى مُناهُ
وَيَأبى اللهُ إِلّا ما أَرادَ
يَقولُ المَرءُ فائِدَتي وَمالي
وَتَقوى اللهِ أَفضَلُ ما اسْتَفادَ.
الإمام الشافعي
الحمدان
05-04-2024, 10:31 AM
يا أيها الملاحُ رفقًا بالمُنى
إني أراك تحنُّ للإبحارِ
آمالُنا موجٌ تلاطمَ خِلْتُهُ
يشكو من الإقبالِ والإدبارِ
يرنو لشاطِئِهِ فهل من همسةٍ
تجلو بها ما غامَ من أسرارِ
...
الحمدان
05-04-2024, 10:32 AM
تَعَوَّدتُ مَسَّ الضَرِّ حَتّى أَلِفتُهُ
وَأَسلَمَني طولُ البَلاءِ إِلى الصَبرِ
وَوَسَّع صَدري لِلأَذى كَثرَةُ الأَذى
وَكانَ قَديماً قَد يَضيقُ بِهِ صَدري
إِذا أَنا لَم أَقبَل مِنَ الدَهرِ كُلَّ ما
أُلاقيهِ مِنهُ طالَ عَتَبي عَلى الدَهرِ
...
الحمدان
05-04-2024, 10:33 AM
كن بلسمًا فالجارحون كثيرُ
ومواسيًا إنّ الزمانَ مريرُ
كن طيِّبَ الآثارِ إنك راحلٌ
فلعلها يومَ النشور تُجيرُ
إيليا أبو ماضي
الحمدان
05-04-2024, 10:34 AM
باقٍ على عهدي أصونُ أحبتي
وأذودُ عن قِيَمي وأعشقُ غابري
لا زُخرفُ الدنيا يُخادِعُني ولا
أنوارُها الصفراءُ تُعْشي ناظري
أعتزُّ بالماضي وأحيا واقعي
لا شيءَ يَفصِلُ أوّلي عن آخري
قَدَري ثَباتٌ لا يَحُولُ ورِثتُهُ
بِاسْمِ المُقَدِّرِ كابراً عن كابرِ
...
الحمدان
05-04-2024, 10:34 AM
يا لؤلؤاً يسبي العقول أنيقا
ورشاً بتقطيعِ القلوبِ رفيقا
ما إن رأيتُ ولا سمعتُ بمثلهِ
دُرًّا يعودُ من الحياءِ عقيقا
وإذا نظرت إلى محاسنِ وجههِ
أبصرت وجهك في سناهُ غريقا
يا من تقطَّع خصرُهُ من رقَّةٍ
ما بالُ قلبك لايكون رقيقا
...
الحمدان
05-04-2024, 10:36 AM
من أجلِ معرفة الطريق ، من أجلها
واللهِ ثُمْ والله ندفعُ عُمرنا
نحنُ القُساة الطيّبون ،المولعونَ
بكلّ ما نسعى له و يصدّنا
فينا اندفاعٌ دائمٌ و تشوّقٌ
لجميعِ مالم يقسم الله لنا
لو أنّ ما نحظى به من أنعُمٍ
صُنّاهُ بالحمدِ القليلِ* لصانَناض
حذيفة العرجي
الحمدان
05-04-2024, 10:37 AM
سَتَرَت مُحَيَّاهَا مَخَافَةَ فِتنَتِي
بِبَنَانِهَا عَنِّي، فَكَانَت أَفتَنَا
وَتَجَرَّدَت أَطرَافُهَا مِن زِينَةٍ
عَمدَاً، فَكَانَ لَهَا التَّجَرُّدُ أَزيَنَا
وَتَكَامَلَت حُسنَاً فَلَو قُرِنَت لَنَا
بِالحُسنِ إِحسَانَاً لَكَانَت أَحسَنَا
...ش
الحمدان
05-04-2024, 10:47 AM
يعاندني الزمانُ ولستُ أدري
لماذا هكذا يقسو زماني
ألا يكفيهِ ماعانيتُ طفلاََ
ليجعلني في كُبري أعاني
صبرتُ فشابَ رأسُ الصبر مني
وماتت في نواظرهِ الأماني
...
الحمدان
05-04-2024, 10:48 AM
إنّي أغارُ عليكِ من غسق الدُّجى
خوفًا عليكِ فلا يُجنّ ويتبعكِ
يا نجمةً ملأت فؤادي بالهوى
كوني بريقي إن لي قلبٌ معكِ
يا كم تمنّيتُ الفضاءَ بأضلُعي
كي لا أرى فُلكًا يناجي أضلُعكِ .
...
الحمدان
05-04-2024, 11:04 AM
خُذِ الحياةَ بإيمانٍ وفلسفةٍ
فربّ شرٍّ غدا بالخيرِ مقرونا
فَكمْ وزنّا فما أجدتْ موازنةٌ
في صَفْحةِ الغيبِ ما يُعْيي الموازينا
علي الجارم
الحمدان
05-04-2024, 11:05 AM
فيم الوجومُ؟ وجومُكم لا ينفعُ
نَفَذَ القضاءُ وُحمَّ ما لا يُدفَعُ
فيم الوجومُ؟ أبو عليٍّ قد مضَى
وقد انقضىَ الخيرُ الذي يُتوقَّع
وقد اختفى رمزُ البطولة، وانطوتْ
تلكَ المحاسنُ والشمائلُ أجمَع
الشعبُ محتشِدٌ هنا يتسمَّعُ
ماذا يقولُ الشاعرُ المتفجِّع
احذرْ لساني أن تكونَ مقالةً
ليست تَليقُ به فانكَ تُقطَع
يا سادتي أما اللسانُ فواهنٌ
متلجلجٌ فَلْتُلْهِبَنْكُمْ أدمُع
يعتاقُ إبدعي ارتباكُ عواطفي
فاذا مَلكتُ عواطفي فسأُبدِع
وستَحمَدون قصائداً مهما عَلَتْ
قَدْراً فَقدْر أبى عليٍّ أرفَعَ
أُمُّوا ضريحَ أبي عليٍّ واكشِفوا
فيه الرؤوسَ وفي الشدائد فافزَعوا
وإذا ألمَّتْ بالبلاد مُصيبةٌ
فتوَّسلوا بزعيمها وتضرعَّوا
قولوا له يا مَن لأجل بلادِه
هَدْراً مضى: ان البلادَ تُروَّع
هذا الضريحُ ضريحُ أمةِ يَعرُبٍ
فيه خِيار خِصالِها مُتجَمِّع
أن كنتُ لم أسْجُدْ ولم أركَع فما
قَدْري ركعتُ عليكَ أولا أركَع
فسَيركعُ التاريخُ فوقَك كلُّه
وسيركَعُ الوَطنُ الذي بك يُمنَع
وسَيركعُ الجيلُ الذي شرَّفتَه
وتمرُّ أجيالٌ عليكَ وتَركَع
ولسوف تركَع نخوةٌ ورويَّةٌ
وشهامةٌ وصراحةٌ وتَمنُّع
للموتِ فلسفةٌ وَقفتُ ازاءَها
مُتخشِّعا وبرغم أنفي أخشَع
أيموتُ شَهْمٌ تستظل بخيره
دنيا، ويبقى خاملٌ لا ينفع
ناشدتُهُمْ وقد اعْتْلَيتُ حَفيره
أأبو علي وَسْطَ هذا مُودَع
أو تهزأون بقدرِه ما هذه الاحجارُ
ما هذي الصخورُ الاربَع؟
أهُنا ينامُ فتىً يُهابُ ويرتَجَى
أهُنا يعاف فَتىً يَضرُّ وينفَع
إنهضْ فُدِيتَ " أبا عليٍّ " وارتجلْ
بين الجمُوعِ قد استَتَمَّ المَجْمَع
واسمعْ تُشَرِّفْ باستماعِكَ قِيلَتيِ
أسفاً وأنكَ مَيِّتٌ لا تَسَمع
ماذا فَعَلتَ لقد أتَيتَ عظيمةً
ينبو الأريبُ بها ويَعيَا المِصقَع
وافتْ مروِّعةٌ فهوَّنَ خطبَها
وأتت أناساً هادئينَ فرُوِّعوا
أعلِمتَ إذ اطلقتَها نارّيةً
ما أنتَ بالوطن المفدَّى تصنَع
وإذ انتزَعْتَ زنادَهُ مُستَوريا
عن أيِ ثُكلٍ للمُواطِنِ تُنزَع
با مِدفعَ الأبطالِ أنَّك حاملٌ
من كانَ ينهضُ حينَ يعجَزُ مِدفَع
من خاصَ أمواجَ السياسةِ رافعاً
رأساً ورُبَّ مخاضةٍ لا تُرفَع
يمشي إليها بالرؤيةِ مدركاً
بالشِبرِ ما لا تَستطيعُ الأذرُع
يكفيك من أبناء شعبِك غَيرَةٌ
حمراءُ ان صنَعوا الذي لم يصنَعوا
نِصفانِ بَغدادٌ فنِصفٌ مَحشَرٌ
ساحاتهُ اكتضَّتْ ونصفٌ بَلقع
متماوجُ الأشباحِ حزناً ما به
الا حشاً دامٍ ووجهٌ أسفَع
مَرصودةٌ ستُّ الجهات لساعةٍ
نكراءَ محسودٌ بها المتطلِّع
وتوجَّعَ الملكُ الهمامُ ولم يكُنْ
إلا لأعظمِ حادثٍ يَتَوَجَّع
وانقضَّ فوقَك كالعُقابِ وأنَّه
لسواكَ عن المامةٍ يترَففَّع
وهفا فؤادٌ كالحديدِ على وأسبَلَت
عينٌ تُفاخر أنها لا تدمَع
ولقد يَعِزُّ على المليك وشعبِهِ
والمشرقينِ نجيعُك المتدَفِّع
لا يرتضي الوطنَ الذي فَدَّيتهَ
بالنفس أن تَدمَى لكفك اِصبَع
هِبَه العروبة للبلادِ أهكذا
مُستدمياً متظلِّماً تُستَرجع
تأريخُ شَعبٍ سُوِّدَت صفحاتُهُ
فاتى فبيَّضَهنَّ هذا المَصرعَ
هذي الرجولةُ ضُيِّعَتْ ممنوحةً
واليوم يُعرَفُ قدرُها إذ تُرفَع
حصَدَت خصومُك حسرةً وخجالةً
حتى لودّوا أَنهم لم يزْرَعوا
كانت حياتُك للبلاد منافعاً
جُلََّّى وأنك في مماتك أنفَع
غيرتَّ راهنةَ الأمور بطلقةٍ
مستقبلُ الأوطان منها يَلمَع
يُنسى دويُّ مدافعٍ وعواصفٍ
وأزيزُها حتى القيامةِ يُسمَع
ووقَفتَ أقطابَ السياسة موقفاً
يرتدُّ حيراناً به المتضلِّع
يتساءلون بأي عُذرٍ نختفي؟
عن شعبنا وبأيِ وجهٍ نَطلُع
واسترجعوا أحكامَهم مرفوضَةً
ناسٌ بحكمهمُ عليكَ تسرَّعوا
غَطَّى على المتبرعينَ مُبجِّل
بحياتِه لبلادِه يتبَّرع
قولوا لأشباه الرجالِ تصنعاً
إلّا تكونوا مثلهُ فتقنَّعوا
لا تُزعجونا بالتشدُّقِ اننا
بسوى التخلص منكمُ لا نقنع
قد يدفع الدمُ ما يحيق بأهله
فاذا صدقتُم بادعاءٍ فادفَعوا
أما كتابُك فهو أفَضلُ ما وَعى
واعٍ وخزيُ معاشرٍ إن لم يَعُوا
طِرْسٌ على التاريخ يَفخَر أنه
من كلّ ما يَحوي أجلُّ وأرفَع
دستورُ شَعبٍ لا يُمَسُّ وشِرعةٌ
هي فوقَ ما سنَّ الرجال وشرَّعوا
هذي الوصيةُ ذخرُهُ ان أعوزَتْ
طيارةٌ وبنادقٌ ومُدرَّع
مَشَتِ الأناملُ هادئاتٍ فوقَها
والموتُ يمشي بينَهنَّ ويُسْرِع
قرَّعت شعبَك ان يَعُقَّك، مرحباً
بأبي البلاد على العُقوق يُقرِّع
وشكوتَه أن ليسَ يسمعَ ناصحاً
نمْ هادئاً ان البلادَ ستسمَع
محمد مهدي الجواهري
العراق
الحمدان
05-04-2024, 12:34 PM
ما كنتَ لي هدفاً أسعى لأبلغهُ
بل كنت لي وطناً ياكلّ أهدافي
نما هواكَ بقلبي قَمح سنبلةٍ
وصار يكثرُ حتى صارَ أضعافي
...
الحمدان
05-04-2024, 12:36 PM
قدْ نلتقِي بـِ أناسٍ صُدفةً فَـ نَرى
في رُوحهــا كمِثل رُوحِنا شَبَهَا
فَـ تُجذَبُ الرُّوحُ نحوَها طواعِيةً
عھَأنَّمــا عھُنَّــا منْ قبــلُ نعرفُـهَا
وَ تأنَسُ الرُّوحُ مع رُوحٍ تُشـابههَا
عھَـذَا تصُدُّ عن الَّتي تُخـالفهَا
...
الحمدان
05-04-2024, 12:42 PM
أبيات من ذهب لأبي العتاهية
وفرز النفوس كفرز الصخور
ففيها النفيس وفيها الحجـر
وبعض الأنام كبعض الشجر
جميل القوام شحيح الثمـــر
وبعض الوعود كبعض الغيوم
قوي الرعود شحيح المطــــر
وكم من كفيف.. بصير الفؤاد
وكم من فؤاد.. كفيف البصـر
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثـــــــر
الحمدان
05-04-2024, 01:16 PM
لك ايامي وشوقي وحنيني
لك آهات فؤادي وشجوني
انت روحي انت ما لملمته
من سنى العمر وايام السنيني
عشت دنيا انت فيها حلمي
في احاسيسي وفي نبض دمي
...
الحمدان
05-04-2024, 01:18 PM
ولا تُبدي العتابَ سوى لخلٍّ
عزيزِ القدرِ محفوظِ الجنابِ
وأما دونهُ إن زلَّ يكفــي
له حكمٌ التغافلِ والتغابِي
عائشة العولقي
الحمدان
05-04-2024, 01:20 PM
فوّضته أمري وشأني كله
فهو العليم بحاجتي وسؤالي
كالطير يغدو ليس يعلم رزقه
متوكلًا في سائر الأحوال
...
الحمدان
05-04-2024, 01:30 PM
أََرَاكَ تَنظُرُ فِي الآفَاقِ مُنتَظِرًا
وَعدَ الشُّرُوقِ وَ فِي عَينَيكَ مَغرِبُهُ
قُل لِلهُمُومِ الَّتِي أَبقَتكَ مُنكَسِرًا
إِنْ طَالَ لَيلُ الأَسَىٰ فَالصُّبحُ يَعقُبُهُ
عَمَّا قَرِيبٍ يَعُودُ الحَقُّ مُنتَصِرًا
وَ يَكتُبُ اللّٰهُ أَمرًا كُنتَ تَرقُبُهُ
...
الحمدان
05-04-2024, 01:34 PM
وقائلةٍ أنفقتَ في العھتْـبِ ما حَوَت
يمينُــــــك من مالٍ فقلــــــتُ دعيني
لعلِّي أرى فيهـــــــا عھــتابًا يَدُلُّــــني
لأخْذِ عھـتابي آمِنًـــــــا بيمينـــــــــي
...
الحمدان
05-04-2024, 01:37 PM
يَا رَبّ فِي القَلبِ همٌّ ليسَ يَرفَعُهُ
إلَّاكَ يَا كاشِفَ الأحزَانِ وَالكُرَبِ
يَستَأسِدُ الهَمُّ فِي صَدرِي فَأدفَعُهُ
بالذِّكرِ وَالدَّمعِ والإلحَاحِ فِي الطَّلبِ
هَذَا الرَّجاءُ وهَذا البَوحُ تَسْمَعُهُ
فلا تُخيِّبْهُ وَاحلُلْ عُقدَةَ التَّعَبِ
....
الحمدان
05-04-2024, 03:03 PM
وتأنس النفس في نفْسٍ تُوافِقُها
بالفكر والطّبعِ والغايات والقيم
والروح لِلروحِ تدري مَن يُناغمُهَا
كَالطَّيرِ للطير فِي الإنشَادِ ميال
لا تَألفُ الرُّوحُ إلَّا مَن يلَاطِفُهَا
ويَهْجُرُ القَلبُ مَنْ يَقسُو وَيجْفَاهُ
عاشِر من الناسِ من تهوى طبيعتَهُ
وما عليكَ ملامٌ حين تندفع
...
الحمدان
05-04-2024, 03:04 PM
تواصلوا وأزيحوا عقدةَ النكَدِ
واستمتعوا دامَ أنّ العمرَ في رغدِ
ولاتمدوا عتاباً من ملامحكم
دعوه واستبشروا مثل الورىظ° بغدِ
فإن للبُعْدِ بابا قد يمرُّ به
حبيبكم ثمّ لنْ تلقوهُ للأبدِ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:05 PM
رأيتُ الناسَ ترتقبُ الأماني
مع الإشراقِ أو عندَ الغروبِ
وماعلموا بأنّ الفوزَ بعدٌ
عن الظلمِ المضاعفِ للذنوبِ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:07 PM
مشيت بدربه ميلا” فميلا”
وأحصيت الكواكب والنخيلا
وأسأل في طريقي كل ظل
لعلي نحوه أجد السبيلا
أرتب في جيوبي ذكرياتي
وأحلامي لتغدو لي دليلا
وصلت دياره أحبو وليلي
يواصلني ويأبى أن يميلا
جلست بقرب قلبي في خشوع
أراقب دمعة كي لا تسيلا
أبلل عشب أحلامي بصبري
فما كان الندى يوما” بخيلا
حملتك بين أجفاني حماما”
لتنثر فوق أهدابي الهديلا
زرعتك بين أضلاعي ربيعا”
سقيتك ماء قلبي سلسبيلا
أراك اليوم تنفر من وصالي
وكنت الحب واللحن الجميلا
أظنك ترتدي أشواق غيري
أظن هواك قد وجد البديلا
ألملم ضوء أشواقي بكفي
فإني اليوم عانقت الرحيلا
فشن ذئاب غدرك لا أبالي
ولن ترضاك أشواقي خليلا
...
الحمدان
05-04-2024, 03:07 PM
ï»ںï»® ﻛﻨï؛– ï؛ƒï؛‘ï؛¼ï؛®ï؛• ï؛چï»ںï»”ï؛†ï؛چï؛© ï»*ï؛·ï»®ï»—ï»ھ
ﻣï؛ژ ï؛«ï؛چﻕ ï؛ںﻔﻨï»ڑ ﻫï؛ژï»§ï؛Œï؛ژ ﻃﻌﻢ ï؛چï»ںﻜï؛®ï»¯
ﻳï؛ژ ï»ڈï؛ژï؛‹ï؛’ï؛ژ ﻣﻸ ï؛چï»ںï؛¤ï»´ï؛ژï؛“ ï؛‘ﻄﻴﻔï»ھ
ï؛ƒï»§ï؛– ï؛چï»ںï»®ï؛ںï»®ï؛© ï؛‘ï»œï» ï»‹ï»´ï»¨ï»² ï»*ï؛چï»ںï»®ï؛*ﻯ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:08 PM
ومُظهِرةٍ لِخِلقِ الله عِشقًا
وتَلقى بالمَحبَّةِ والسَّلامِ
أتَيتُ فُؤادَها أشكوا إليهِ
فلم أخلُصْ إليهِ مِنَ الزِّحامِ
فيا مَن ليسَ يُقنعُه خَليلٌ
ولا ألفا خليلٍ كُلَّ عامِ
أراكِ بَقيَّةً مِن قَومِ موسى
فَهُم لا يَصبِرون على طَعامِ
أبو نؤاس
الحمدان
05-04-2024, 03:08 PM
ولقَد رأيتُك في المَنامِ فَلَم أَقُم
إنَّ المَنامَ يُخَفّفُ الآلامَ
وَلقَد ذَكرتُك في صَلاتي غَفلةً
فأقَمتُ مِن بَعدِ الصَلاةِ قِيامَا
شَوقِي إليك مَحِلّهُ في خَاطِري
وَالشَّوقُ باتَ فَريضَةً وَلزَامَا
يُربي على رُوحِ الحَبيبِ صَبابَةً
فَورَبِّ رُوحي مَالقِيتُ سَلامَا
...
الحمدان
05-04-2024, 03:09 PM
الفال شيءٌ في الشعور كأنه
مطرٌ يعود وإن طواه غيابُ
فتش عن الأسبابِ دون تخاذلٍ
فالأمنيات تسوسها الأسبابُ
وإذا يئست أو اعترتك وساوسٌ
دعها ،وقل:إن القنوطَ سرابُ
ما كل نازلة عليك مقيمة
أبدا وما كل الحياة عذابُ
يأتي ويرتحل السرور عن الفتى
والمحبطات جميعهنّ ضبابُ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:10 PM
قطعتَ آخرَ حبل كان يجمعُنا
وعدتَ تسألني وصلاً بلا خجلِ
ألم أقلْ لكَ إنِّي راحلٌ أبداً
ولن أعودَ وإنْ بالغتَ بالرُّسُلِ
أهملتَ نبضةَ قلبيِ في طفولتِها
وكنتَ تدريْ بما في القلبِ والمُقَلِ
سأنثنيْ وفؤاديْ فيهِ غصتُهُ
ومن بقايا حُطامي يرتوي أملي
...
الحمدان
05-04-2024, 03:10 PM
وبغداد تعظيم الأنام ، يجيؤها
عظيمٌ بمقدارٍ فيرجعُ أعظَما
مفتحة الأبواب جوداً وجدتُها
بها هاجس الترحيب ، ما زال مَعْلما
يبين عليها الخير رغم مصيبةٍ
وحزنٍ على الصوبين بان مقسَّما
كذلك تبدو كل بنت أكابرٍ
إذا سكنت عصراً من الجور مظلما
...
الحمدان
05-04-2024, 03:11 PM
وتجددوا كالماء في جريانِهِ
يروي النفوس تفاؤلا وسرورا
وتخلصوا من كل ظنٍ بائسٍ
وقفوا على بابِ النقاء شعورا
...
الحمدان
05-04-2024, 03:12 PM
ما أكثر الخلان حين تعُدُّهُمْ
مثلَ الكواكبِ في المجرةِ تلمعُ
وإذا تلاطمت الخطوبُ وأقبلتْ
بان الصدوقُ وبان من يتصنّعُ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:16 PM
أبكي وما نفعُ دمعي حينَ أذرفُهُ
فما يُفيدُ البُكا في مثلِ مأساتي
عندي امتحانٌ عصيبٌ ما درستُ لهُ
وهل يزيدُ البكا يومًا علاماتي؟
...
الحمدان
05-04-2024, 03:18 PM
دارِ الهمومَ و لا تُخبِرْ بها أحَدا
و الناسُ لا ترتَجي مِن نحوهمْ سنَدا
أخبِرْ بها ربكَ المُنشيكَ من عدمٍ
ما أجملَ البوحَ من عبدٍ وقد سَجَدا
ما خاب والله مَن بالله معتصمٌ
كلّا و لكنّهُ في زمرةِ السُّعَدا
...
الحمدان
05-04-2024, 03:20 PM
لا تُبدِ للدهرِ في أحداثِهِ أسفًا
وعِشْ حياةً شذاها الحُبُّ والأَملُ
إنّ الذينَ قضوا في المجدِ رحلتَهُمْ
بنوا صروحًا وماتوا بعدما اكتملوا
...
الحمدان
05-04-2024, 03:20 PM
نعيش غرورا في سراب مزيف
ونخفي عداوات الأنا والمنافع
ونزعم انا زاهدون مع الورى
ونزعم ان الزهد خير الصوامع
ونحن على الدنيا كأنياب ضيغم
يرى الرزق محكوما بفعل الخدائع
...
الحمدان
05-04-2024, 03:21 PM
هذا مكانُكَ عُدْ إليه فإنّني
ماضٍ بحبِّكَ دون أي عتابِ
أذنايَ ماأصغتْ لخطبة عاذلي
بك والكلام تجاوزتْهُ ركابي
أنهيتُ فصلاً في هواكَ وها أنا
أمضي لآخرَ حاملاً إعجابي
لاتحسبنّي عن عيوبك غافلاً
لكنّني أعمى مع الأحبابِ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:22 PM
حياةٌ ما استراحَ بها الشعورُ
تدورُ بنا ونحنُ بها ندورُ
فكمْ شيخٍ تمنىظ° الموتَ فيها
وكمْ طفلٍ تولتْهُ القبورُ
وكم من حرّةٍ عذراءَ تبكيْ
وساقطةٍ يحيطُ بها السرورُ
نلوذ إلى السكوت بحالتيها
مكابرةً فتختنق الصدورُ
فنتخذ السطورَ لنا ملاذًا
إذا بالروحِ تحرقها السطورُ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:22 PM
نلوذ إلى السكوت بحالتيها
مكابرةً فتختنق الصدورُ
فنتخذ السطورَ لنا ملاذًا
إذا بالروحِ تحرقها السطورُ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:24 PM
كُنْ عَن هُمُومِكَ مُعْرِضَا
وكِلِ الأمور إلى القَضا
وابشر بخيرٍ عاجلٍ
تَنسى به ما قد مَضَى
فلربما اتّسع المضيق
و لربما ضَاق الفَضا
ولرُبَّ أمرٍ مُسخِطٍ
لَكَ في عَواقبه رِضَا
اللهُ يَفعَلُ ما يشاء
فلا تكنْ مُعتَرِضَا
اللهُ عَوّدكَ الجَميل
فَقِس على ما قَد مَضى
...
الحمدان
05-04-2024, 03:25 PM
بسطاء نسبح في النقاء ونهجُنا
متحدرٌ من نية بيضاءِ
نلتفُّ حول من استحبّ لقاءنا
ونصد عمن يلتوي لجفاءِ
ونضيء بين الجالسين كأننا
سربُ الضياء إذا التقى بضياءِ
ولنا نفوسٌ لاتهون عزيزةٌ
تهتز عند اللفظةِ العوجاءِ
وإذا التقينا باللئيم نرده
عن طبعه أو ننثني بذكاءِ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:26 PM
تسير أيامُنا عجلى وتسبِقُنا
لعالمِ الغيبِ أرواحُ الملايين
وما اتعظنا وللأحداثِ سطوتها
ولا حفظنا دروساً بعد تلقينِ
نفر عن عتمة بالضيقِِ تخنقنا
إلى رحابِ الأماني كالمساجينِ
بماْ استطعنا نُداوي جُرحَ رغبتنا
ولن نغير شيئا في القوانينِ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:27 PM
لو لم تكنْ لغةُ التسامحِ بيننا
موصولةً ،وعُرىظ° الإخاءِ وثيقَهْ
مااسطاعَ واحدُنا بكلِّ طريقةٍ
بعد الجفا أنْ يستسيغَ رفيقَهْ
....
الحمدان
05-04-2024, 03:27 PM
كأنيْ والحياة تمُرطيفا
سريعا لاأرى فيها قرارا
كعصفورعلى الشباكِ غنى
ورفرف فيه ثانيةً وطارا
نلاحقُها ولا نرتاح فيها
وتمشيْ القافلات بها اختبارا
أبُثُّ مشاعري وتعود نحوي
فأمنعُها فتنكسر انكسارا
تعودت السكوت طِوال عمري
ولما بُحْتُ أبكيتُ الجدارا
...
الحمدان
05-04-2024, 03:28 PM
ماذا تريد من الحياةِ زيادةً
والله أعطاك الذي تحتاجُ
-
جسما سليما فيه قلبٌ نابضٌ
وعليك عافية وفوقكَ تاجُ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:29 PM
لولا الإلهُ لما تزحزح همّنا
ولعاشَ قلبُ المـرءِ بالأوهام
لكـنّما اللهُ الكريـمُ يمـدُّنا
بالصبرِ عند تراكمِ الأسقامِ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:29 PM
تفاءَل وانتظر فرجًا قريبًا
وإن عظُم الأسى بين الحنايا
فلا تدري لعل الصُّبحَ يأتي
بألوان البشائر والهدايا
فتنسى ما مضى وتطيرُ أُنسًا
كأنّكَ لم تذُق طعمَ البلايا
ففوق العرشِ رحمنٌ كريمٌ
إذا أعطى سيُدهِشُ بالعطايا
...
الحمدان
05-04-2024, 03:32 PM
و ما الدهرُ إلّا دمعةٌ ثمّ بسمةٌ
و بينهما يمضي الزمان ولا ندري
كلمحةِ برْقٍ أو كطيفِ مسافرٍ
سرابٌ و لا يبقى سوى طيّبُ الذكرِ
فسَطّرْ على صفْحاتِه ما تكنْ بهِ
فَخورًا إذا ما كنتَ في آخرِ العمْرِ
تغافلْ بلا جهلٍ و عِشْها كما أتتْ
تفاءل بما يأتي وكن دائم البِشْرِ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:32 PM
كثيرون قالوا حين نكبُرُ نهتدي
ونلجأُ للرحمن من سطوةِ الذنبِ
وحين أسنُّوا واستمالت ظهورُهُم
على طبعِهِمْ ظلوا فضلوا عن الدربِ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:33 PM
لا تأتِ مندفعاً بكلِّ قضيةٍ
فمِنَ التّعَجُّلِ تُولدُ الأزماتُ
واثبُتْ برأيكَ فالعقيدةُ موقفٌ
والمرءُ زينتُهُ هُدىً وثباتُ
واعلمْ بأنّ الخُسْرَ عاقبةُ الفتى
إنْ زلّ أو زادت بِهِ الفلتاتُ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:33 PM
ما عدت أعتب في الحياة على امرئ
حتى وإن أمسيت في الشدات
من جاءني أهلاً به ، ومن اختفى
فالعذرُ ملتمَسٌ وتلكَ حياتي
...
الحمدان
05-04-2024, 03:34 PM
لا أمن في هذه الدنيا ولا دعة
ولا قرار ولا خلد لباغيها
ليست سوى قصةٍ يغترُّ قارئها
بها ، وقد فارق الأيامَ راويها
عزّتْ قصورٌ بها لكنّها فنِيَتْ
وهاهي اليوم عزّتْ في مبانيها
من ظنّ فيها وفاءً خاب مقصدُهُ
دنياكَ تكذبُ حتى في مباديها
...
الحمدان
05-04-2024, 03:34 PM
ارفع مقامك عن حقدٍ وعن حسدِ
وعش جميلاً زكيّ النفْس والنفَسِ
واجعل من الحبِّ دستوراً تعيش به
ماخاب عبدٌ خلي القلبِ من دنسِ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:35 PM
تركت نفسي للمولى يصرفها
وفق الذي شاء ، أو حسب الذي أمرا
لو* أبحر* القلب والأمواج تقذفه
والخوف يدنو فلن أخشاه لو حضرا
...
الحمدان
05-04-2024, 03:35 PM
لن أشتكي همَّ الحياةِ إلى الورى
فمن اشتكى للعالمين يُــلامُ
لا لا ولن أهذي بقولٍ فارغٍ
فالفعلُ فعلٌ، والكلامُ كلامُ
ذا مبدئيْ والروحُ راسخةٌ بِهِ
أمداً، وما أغوتـــنيَ الأيــامُ
لا شأنَ ليْ بالناسِ ماذا أنجزوا
للنــاس أحلامٌ ، وليْ أحــلامُ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:35 PM
إن جاءني رجلٌ وقفتُ مرحبا
من دون تزييفٍ ودون نفاقِ
أو ساءني رجل وهدد راحتي
يغني عن القول الكثير* فراقي
فالأرض ماضاقت على سكانِها
والدرب ممتدٌّ إلى الآفاقِ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:37 PM
إن شئت أن تصف الحياة فإنها
حُلُمٌ يمر وينتهي بثواني
أو مثل بارقةٍ بليل مظلمٍ
أو كالسرابِ تعافُهُ العينانِ
...
الحمدان
05-04-2024, 03:38 PM
أعيش بعزلتي صبحًا وليلاً
كأني جالسٌ بين الأنامِ
خبيرٌ بالذي يجري مرارًا
وما يخفى بطيّاتِ الكلامِ
أعيش بعزلتي فلتعذروني
لكي أرتاح من همّ الصِدامِ
...
الحمدان
05-04-2024, 04:30 PM
يبقى الصباحُ على الصفاء دليلا
مهما يكنْ ليلُ العناءِ طويلا
فانظر إلى وجه الصباح و حُسنه
لترى حياتك واحةً و حقولا
...
الحمدان
05-04-2024, 04:34 PM
وتمرُّ أقدارٌ عليك كئيبةٌ
فيَراك ربّ القلب تصبرُ راضِيا
ولسَوف يُعطي بالرِضا ما تَرتَضِي
مِن بعد أن تُمسي وتُصبحُ دَاعيا
الجَبرُ بعد الكَسرِ عادةُ ربِّنا
لن يترُكَ الرّحمنُ قلبك باكِيا
...
الحمدان
05-04-2024, 04:45 PM
وإنْ غابتْ عن الدنيا خصالٌ
ففيها طيّباتٌ لا تغيبُ
وإنْ طال الأسى في قلبٍ عبدٍ
فسوفَ يضمه فرجٌ قريبُ
وإنْ ضاقَ المكانُ على كريمٍ
فللهِ المشارقُ والمغيبُ
فلا تحيا على ظنٍّ بئيسِ
فظنُّ العبدِ يخطِئُ لا يصيبُ
...
الحمدان
05-04-2024, 04:46 PM
ماكلُّ من طلبَ المحبةَ نالها
أو صار ضمنَ قوائمِ الأحبابِ
الحبُّ ذبذبةٌ تجيءُ فريدةً
مأمورةً مجهولةَ* الأسبابِ
...
الحمدان
05-04-2024, 04:47 PM
ناديتَني فسمعتُ همسَ مَحبةٍ
وأنا بأقصى المشرقَينِ غريبُ
فصنعتُ من نارِ الهوى طيارةً
وأتيتُ لا حجزٌ ولا ترتيبُ
مع أنني في غربتي متباعدٌ
لكنْ لديّ على هواكَ رقيبُ
أدري بشوقِكَ قبل أن تبديهِ لي
هذا وربِّكَ في الغرام عجيبُ!
جرّبْ ونادِ حبيبَ قلبٍ نائياً
بالصوت مهموساً وسوف يُجيبُ
...
الحمدان
05-04-2024, 04:48 PM
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا
سنموتُ يأْسًا أو نَموتُ نَحيبا
واذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً
يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا
الحمدان
05-04-2024, 04:49 PM
عَلَىظ° ثِقَةٍ بِوَعدِ اللَّـه عِشْنَا،
بِلَا يَأْسٍ وَمَا زِلنَا نَعِيشُ
تَجِيشُ قُلُوبُنَا حُزنًا وَلَكِن،
بِذِكرِ اللَّـه يَهدَأ مَا يَجِيشُ
وَمَا غَيرُ الدُّعَاءِ إذَا عَجَزنَا،
فَإِنَّ سِهَامَهُ لَيسَتْ تَطِيشُ
...
الحمدان
05-04-2024, 04:49 PM
وقل للنفسِ إنْ فقدَتْ رجاها
وصارَ اليأسُ يوهِنُها قواها
ثقي باللهِ، كم خافتْ نفوسٌ
مِن الدنيا وخالقُها كفاها
وكم باتتْ قلوبٌ ترتجيهِ
يُخفّف ما تُلاقي مِن أساها
فجاءَ الغيثُ من ربٍ كريمٍ
بإحسانٍ وجودٍ لا يُضاهى
وألبسها لباسًا من سرورٍ
كأنّ السّعد لم يعرف سواها
ستغمُرُنا السحائِب عن قريبٍ
بِبُشرى لا يُحاطُ بمنتهاها
فعاقبةُ البلاءِ إلى زوالٍ
عن الدنيا، إذا بلغت مداها
...
الحمدان
05-04-2024, 04:50 PM
يا بائع الصبر لا تُشفِق على الشَّاري
فدِرهمُ الصبر يسوى ألفَ دينارِ
لا شيء كالصبر يشفي جُرحَ صاحبِهِ
و لا حوى مثلَهُ حانوتُ عطّارِ
هذا الذي تُخمِدُ الأحزانَ جُرعتُه
ُكبارِدِ الماءِ يُطفِي حِدَّة النار
...
الحمدان
05-04-2024, 04:51 PM
اصبر على حدث الزمان فإنما
فرج الشدائد مثل حل عقال
فإذا خشيت تعذرا في بلدة
فاشدد عليك بعاجل الترحال
إن المقام على الهوان مذلة
والعجز آفة حيلة المحتال
...
الحمدان
05-04-2024, 04:53 PM
ويكتب الله خيرا أنت تجهلـهُ
وظاهر الأمر حرمانٌ من النعـم
ولو علمت مـراد الله من عـوض
لقلت حمداً إلـهي واسع الكرمِ
فسلم الأمر للرحمـن وارض بـه
هو البصير بحال العبد من ألم
...
الحمدان
05-04-2024, 04:54 PM
إن الأمور إذا اشتدت مسالكها
فالصبر يفتح منها كل مرتجا
لا تيأسن وإن طالت مطالبة
إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
...
الحمدان
05-05-2024, 02:28 PM
ما أكثر الخلان حين تعُدُّهُمْ
مثلَ الكواكبِ في المجرةِ تلمعُ
وإذا تلاطمت الخطوبُ وأقبلتْ
بان الصدوقُ وبان من يتصنّعُ
...
الحمدان
05-05-2024, 02:29 PM
قل للذين تتابعتْ أحزانهم
اللَّهُ ربُّ البائس المحزونِ
يا أيها المهموم ربُّكَ قادرٌ
نجّا ببحرٍ مظلمٍ ذا النونِ
إنّ الذي فَلقَ البحار بلحظةٍ
ما كان تعجزه دموع عيونِ
خلف المواجع لو علمتَ بشائرٌ
مخبوءةٌ في قـول ربك كوني
...
الحمدان
05-06-2024, 10:54 AM
ياعاشق الوردِ أنت الوردُ أجمعهُ
- في حوضِ عينيك كل الورد يجتمعُ
لا لم تُحبّي ورود الأرضِ من عبث
- فالوردُ أيضاً على أشكالهِ يقعُ
....
الحمدان
05-06-2024, 10:56 AM
وبعض الكلام كبعض الشجر
جميل القوام شحيح الثمر
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثر
وفرز النفوس كفرز الصخور
ففيها النفيس وفيها الحجر
وبعض الوعود كبعض الغيوم
قوي الرعود شحيح المطر
ولو لم تهز الرياح الزهور
لما فاح عطر ومات الزهر
....
الحمدان
05-06-2024, 10:57 AM
وكنتُ أزعم مثل الناس إذ زعموا
بأنَّ من غاب عني غاب عن بالي
واليوم كذبني قلبي، وكذبهم
فارقتهم وأقاموا بين أوصالي
....
الحمدان
05-06-2024, 10:59 AM
يُساءُ فهمك بين الناس ، أحيانا
فـ يخلقون لك الأوصاف ، ألوانا
فقد تكون ملاكاً .. عند بعضهم
وقد تكون بعين البعض شيطانا
طبائع الناس شتى وهي امزجة
ولن تطيق لها بـ الفهم .. امكانا
....
الحمدان
05-06-2024, 11:02 AM
أدمَنتُ صوتَـكَ ، والإدمانُ أذواقُ
فالعَينُ تَعشقُ ، والآذان تَشــــتاقُ..
في رَنَّــةِ الحَرفِ ، أنغامٌ وسلطَنَـةٌ
كذلك الصَّــمتُ ، أسرارٌ وآفاق
للعاشقينَ كَلامُ الحُبِّ مسبَحةٌ
في كل لؤلؤةٍ ، شهدٌ وترياق
أحتاجُ صَدرَكَ فوقَ الغيمِ يحملُني ،
سريرَ عشقٍ عليه الوردُ أطواقُ..
أحتاجُ صَبركَ يحميني فيا ألمي
من آفة الشكِّ ، فالوسواسُ سَرّاقُ !
أدمنتُ كُلَّـــكَ تَطويني وتَنثُرُني..!
في اللّيلِ عَتمٌ , وفي الإصباحِ إشراقُ..!
كُن لي طبيباً ، فهذا الشوقُ أتلفني
يامالكَ الرّوحِ ، إنَّ الحبَّ يقتلني
....
الحمدان
05-06-2024, 11:04 AM
يا ربّ هـيءْ لنـا مـن أمــرنا رَشَــــدا
وكنْ لنا فـي ميــادينِ الهــدى سنـدا
وامنــنْ عليـنا بفضـلٍ أنتَ صاحــبه
ما خابَ من سألَ المولى ومن قصدا
....
الحمدان
05-06-2024, 11:08 AM
مررت بدارهم شوقاً إليها
لعلي ألمح الأحباب فيها
فما من نائم في الدار يصحو
وما من زائر يدنو إليها
سألت الجار ما الأخبار قلي ؟
فقال الدار أبقى من ذويها
أما تعلم بأن الناس تمضي
وأن الدار تنعي ساكنيها
....
الحمدان
05-06-2024, 05:25 PM
الغائبون وفي القلوب مقامهم
هل يعلمون بأننا نشتاقُ
ما كان ذنب الراحلين رحيلهم
بل ذنبُنا أنّا لهم عُشّاقُ
الحمدان
05-06-2024, 05:26 PM
ويسألني الليلُ أين الرِفاق
وأينّ رحيق المنى والسنين
وأين النجوم تناجيك عِشقاً
وتسكبُ في راحتيك الحنين
الحمدان
05-06-2024, 05:27 PM
فلا تبخل عليَّ بحسن صوتٍ
يُميت تعاستي ويقرُّ عيني
ولا تبخل عليَّ بسحر قولٍ
حلاوته تزيل الهمَّ عني
....
الحمدان
05-06-2024, 05:28 PM
إرفـع يَدَيكَ إلى السَّماءِ مُردِّداً
يارب كن لي في المصائب مُنجِدا
فجميعَ من سلبوا الحقوقَ وأسرفوا
سيَرونَ يوماً في النِّهايةِ أسودا
يا مَن يُعاني من تسلُّطَ يأسِهِ
اليأسُ يعجَز أنْ يَنَالَ مُوحِّدا
إجْعَل إلهكَ في حياتِكَ مقْصدَاً
ما خَابَ من جعل الإله المَقصدَا
إسْجُدْ لرَبِّك حين يلفحُكَ الأسى
إن السَّعَادةَ كلّها أن تسْجُدَا
....
الحمدان
05-06-2024, 05:30 PM
يازين ذكر الله في كل الأوقات
وياحظ من قلبه لربه رهينه
لامالت انفوس البشر للملذات
هو لذته ذِكِر وخشوع وسكينه
....
الحمدان
05-06-2024, 05:45 PM
لقدْ ثَبتَتْ في القلبِ مِنكِ مودَّةٌ
كما ثَبتَتْ في الرَّاحتَينِ الأصابِعُ
كأنَّكَ لم تَقنَعْ إذا لمْ تُلاقِها
وإنْ تَلقَها فالقلبُ راضٍ وقانِعُ
فيا قلبُ خبِّرْني إذا شطَّتِ النَّوى
بِليْلَى وصدَّتْ عنكَ ما أنتَ صانِعُ؟!
مجنون ليلى
الحمدان
05-06-2024, 05:46 PM
مَنْ عن وصاليَ بالهِجرانِ أغراكِ
عودي لأملأ كأسي من مُحيّاكِ
عودي ففي القلبِ أشجارٌ مُذَبَّحَةٌ
تَخضَّبَتْ بِدماها فأسُ ذِكراكِ
عُمر عنّاز
الحمدان
05-06-2024, 05:47 PM
قالت تمهل حبيبي، سوف ألبَسُ ما
يليق إذ ان بعض الناس لـــــمّازُ
فقلتُ : يا حلوتي كل اللبوسِالى
قوامك المزدهي بالحسن مُنحاز
مـــــا ثَمّ ايّ قميص ترتدين وما
له على قـــــدّك المياس إعجاز
عمر عناز
الحمدان
05-06-2024, 05:48 PM
سُبحانَ من صَاغَ ابتسامتَها التي..
فيها تَلألأُ أنهرٌ مِنْ مَاسِ
سُبحانَهُ، أنمى حَدائقَ نَرجِسٍ
لم يُقتَطَفْ، في قَدِّها المَيّاسِ
لو أنها جَادَتْ عَليَّ ببَعضهِ
جودَ الكريمِ على ضِعافِ النّاسِ
لغَدوتُ أثرى شَاعرٍ، ما مثلُهُ
ببَني أُميّةَ، أو بَني العبّاسِ
عمر عناز
الحمدان
05-06-2024, 05:49 PM
فضممتها كيما أقبّل ثغرها
والدمع من عيني قد بلّ الثرى
و كشفتُ برقعها فأشرق وجهها
حتى أعاد الليلَ صبحاً مُسفرا
عربية يهتزّ لينُ قوامِها
فيخالُهُ العشّاق رمحاً أسمرا
....
الحمدان
05-06-2024, 05:50 PM
فتبسَّمتْ والحسن يَكسُوَ ثغرهَا
فضَممتُها أهلاً وسهلا ًمرحبَا
طلت مع وهج الهلال وإنّها
قامت مقام البدر ثُمّ تغيبا
.....
الحمدان
05-06-2024, 05:51 PM
وضممتُها ضمَّ الرؤومِ لـِ طفلِها
وهمستُ رفقًا لستُ أقوى أدمعكْ
لا تخشَ يا نورَ الفؤادِ ونبضهِ
أضغاثُ أحلامٍ تؤرقُ مضجعَكْ
أتُرانِي يومًا قد أسيرُ لوجهةٍ
غيرَ المسيرِ إلى حنايا أضلُعكْ؟!
أتراهُ قلبي قد يرومُ لموطِنٍ
إلا بـِحُبٍ نحو قلبكَ قد سلكْ
.....
الحمدان
05-06-2024, 05:53 PM
وضممته للصدر حتّى استوهبتْ
منّي ثيابي بعضَ طيبِ ثيابهِ
فكأنّ قلبي من وراءِ ضلوعهِ
طرِبًا يخبّرُ قلبَهُ عمّا بهِ
.....
الحمدان
05-06-2024, 05:54 PM
فَضَمَمْتُهَا ضَمَّ الكِمَامِ لِوَرْدِهَا
أَحْنُوا على مَجْمُوعِها بِجَمِيعي
لَوْلَا الضُّلوعُ عَدِمْتُهنَّ مَنَعْنَنِي
لَجَعَلْتُهَا بِالضَّمِ تَحْتَ ضُلُوعِي
الشاب الظريف
الحمدان
05-06-2024, 07:21 PM
وكم نامت عيونُ الناسِ حولي
وعيني لم تذُق نوماً هنيّا
حملتُ الهمّ في قلبي زماناً
فضِقتُ وضاقت الدنيا عليّا
ومالي في الحياة سوى رجائي
برحمنِ السما مادمتُ حيّا
إليهِ شكوت آلامي وهمّي
وربي لم يكن يوماً نسيّا
......
ٖ
الحمدان
05-06-2024, 07:22 PM
يقولون لي : صبراً وإِني لصابرٌ
على نائباتِ الدهرِ وهي فواجعُ
سأصبرُ حتى يقضيَ الله ماقضى
وإِن أنا لم أصبرْ فما أنا صانعُ
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 07:24 PM
رحلتَ وما ودّعتَ؟ كم كان موجعًا
رحيلكَ من دون الوداعِ وقاهرا
وكم كانَ صعبًا حينما كنت أدّعي
سلوًّا، ويبدو الشوق في العين ظاهرا
أُغالبُ تحناني إليكَ وأدمُعي
وقلبًا عصيًّا في الفراقِ و ثائرا
فتغلبني الأشواقُ في كلّ مرةٍ
وينهالُ دمعي فوقَ خدّيَّ هامِرا
......
ٖ
الحمدان
05-06-2024, 07:25 PM
يحب الناس أن يَحيوا طويلاً
وهم يشكون من نَصَب الحياةِ
يقاسون الشدائد ثم تحلو
إذا صارت حديث الذكرياتِ
......
الحمدان
05-06-2024, 07:56 PM
١- قال أبو تمام:
نقِّلْ فؤادَك حيث شئتَ من الهوى
ما الحبُّ إلَّا للحبيب الأوَّلِ..
٢- قال الشاعر:
اجعل فؤادَك مثلَ بئرٍ واسعِ
ما الحبُّ إلَّا للحبيبِ التَّاسعِ.
٣- قال الشاعر:
اجعل فؤادَك مثلَ ركبٍ سائرِ
ما الحبُّ إلَّا للحبيبِ العاشرِ..
٤- قال الشاعر:
اجعل فؤادَك في الهوى كالضَّيفِ
ما الحُبُّ إلا للحبيبِ الألفِ!
٥- قال الأصفهاني:
دع حبَّ أوَّلَ من كلِفْتَ بحبِّه
ما الحبُّ إلَّا للحبيبِ الآخِرِ..
٦- قال الشاعر:
الحبُّ للمحبوبِ ساعةَ حبِّهِ
ما الحبُّ فيه لآخِرٍ ولِأوَّلِ..
٧- قال عمر بنُ أبي ربيعة:
سلامٌ عليها ما أحبَّتْ سلامَنا
فإن كرهتْه؛ فالسَّلامُ على أخرى!
٨- قال المتنبي:
فعشْ وحيدًا فما في الحبِّ منفعةٌ
وصُن فؤادَك عن حزنٍ وعن ألمِ..
الحمدان
05-06-2024, 09:57 PM
عِندَ ذِي العَرشِ يُعرَضونَ عَليهِ
يَعلَمُ الجَهرَ وَالكَلامَ الخَفِيّا
يَومَ نَأتيهِ وَهوَ رَبٌّ رَحيمٌ
إِنَهُ كانَ وَعدُهُ مَأتِيّا
يَومَ نَأتيهِ مِثلَما قالَ فَرداً
لَم يَذَر فيهِ راشِداً وَغَوِيّا
أَسَعيدٌ سَعادَةً أَنا أَرجو
أَم مُهانٌ بِما كَسَبتُ شَقيّا
رَبِّ إِن تَعفُ فالمُعافاةُ ظَنّي
أَو تُعاقِب فَلم تُعاقِب بَرِيّا
إِن أُواخَذ بِما اِجتَرَمتُ فَإِنّي
سَوفَ أَلقى مِنَ العَذابِ فَرِيّا
رَبِّ كَلاً حَتَّمتَهُ وَارِدَ النارِ
كِتاباً حَتَّمتَهُ مَقضِيّا
ربِّ لا تَحرِمّنّي جَنّةَ الخُلدِ
وَكُن رَبِّ بي رَؤوفاً حَفِيّا
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 09:57 PM
إِلى اللَهِ أُهديَ مِدحَتي وَثَنائِيا
وَقَولاً رَصيناً لا يَني الدَهرَ باقِيا
إِلى المَلكِ الأَعلى الَّذي لَيسَ فَوقَهُ
إِلَهٌ وَلا رَبٌّ يَكونُ مُدانِيا
وَأَشهَدُ أَنَّ اللَهَ لا شَيءَ فَوقَهُ
عَلِيّاً وَأَمسى ذِكرُهُ مُتَعاليا
أَلا أَيُّها الإِنسانُ إِياكَ وَالرَدى
فَإِنَّكَ لا تُخفي مِنَ اللَهِ خافِيا
وَإِياكَ لا تَجعَل مَعَ اللَهِ غَيرَهُ
فَإِن سَبيلَ الرُشدِ أَصبَحَ بادِيا
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 09:57 PM
عَرَفتُ الدارَ قَد أَقوَت سِنينا
لِزَينَبَ إِذ تَحِلُّ بِها قَطينا
وأَذرَتها حَوافِلُ مُعصِفاتٌ
كَما تُذريَ المُلَملِمَةُ الطَحينا
وَسافَرَت الرِياحُ بِهِنَ عَصراً
بِأَذيالٍ يَرُحنَ وَيَغتَدينا
فَأَبقينَ الطُلولَ مُخَبيّاتٍ
ثَلاثاً كَالحَمائِمِ قَد بَلينا
وَآريّاً بِعَهدٍ مُرتَداتٍ
أَطَلنَ بِها الصُفونَ إِذا اِفتُلينا
فإِمّا تَسأَلي عَنّي لُبَينَى
وَعَن نَسَبي أُخبِركِ اليَقينا
فَأَنّي لِلنَبِيتِ أَباً وَأُماً
وَأَجداداً سَموا في الأَقدَمينا
لَأَفصى عِصمَةِ الهُلاّكِ أَفصى
عَلى أَفصى بنِ دَعمَّيٍ بُنينا
وَدَعمِيٌّ بِهِ يُكَنى إِيادُ
إِليه نِسبَتي كَي تَعلَمينا
وَرِثنا المَجدَ عَن كُبرا نِزارٍ
فَأَورَثنا مَآثِرَنا البَنينا
وَكُنّا حَيثُما عَلِمَت مَعَدٌّ
أَقَمنا حَيثُ ساروا هارِبينا
تَنوحُ وَقَد تَولَت مُدبِراتٌ
تَخالُ سوادَ أَيكَتِها عَرينا
وَأَلقَينا بِساحَتِها حُلولاً
حُلولاً للإِقامَةِ ما بَقينا
فَأَنبَتنا خَضارِمَ فاخِراتٍ
يَكونُ نِتاجُها عِنَباً وَتينا
وَأَرصَدنا لِحربِ الدَهرِ جُرداً
تَكونَ مُتُونهاً حِصناً حَصينا
وَخَطِيّاً كأَشطانِ الرَكايا
وأَسيافاً يَقُمنَ وَينَحَنينا
وَفِتياناً يَرونَ القَتلَ مَجداً
وَشيباً في الحُروبِ مُجَرِبينا
تُخبِرُكَ القَبائِلُ مِن مَعَدٍّ
إِذا عَدّوا سَعايَةً أَوَّلِينا
بِأَنّا النَازِلونَ بِكُلِ ثَغرٍ
وَأَنّا الضارِبونَ إِذا اِلتُقينا
وَأَنّا المانِعونَ إِذا أَرَدنا
وَأَنّا العاطِفونَ إَذا دُعينا
وَأَنّا الحامِلونَ إِذا أَناخَت
خُطوبٌ في العَشيرَةِ تَبتَلينا
وَأَنّا الرافِعونَ عَلى مَعَدٍّ
أَكُفاً في المَكارِمِ ما بَقينا
أَكُفاً في المَكارِمِ قَدَّمَتها
قُرونٌ أُورِثَت مِنا قُرونا
نُشَرِدُ بِالمَخافَةِ مَن أَتانا
وَيُعطينا المَقادَةَ مَن يَلينا
إِذا ما المَوتُ غَلَّسَ بِالمَنايا
وَزايَلَتِ المُهَنَدَةُ الجُفونا
وَأَلقَينا الرِماحَ وَكانَ ضَربٌ
يُكَبُّ عَلى الوجوهِ الدارِعينا
نُفوا عَن أَرضِهِم عَدنان طَراً
وَكانوا للقَبائِلِ قاهِرينا
وَهُم قَتَلوا الرَئِيس أَبا رِغالِ
بِنَخلَةَ حينَ إِذ وَسَقَ الوَطينا
وَرَدّوا خَيلَ تُبَّعَ في قُدَيدٍ
وَساروا لِلعِراقِ مُشرِقينا
وَبُدِّلَت المَساكِنُ مِن إِيادٍ
كِنانَةُ بَعدَ ما كانوا القَطينا
نَسيرُ بِمَعشَرِ قَوماً لِقومٍ
وَنَدخُلُ دارَ قَومٍ آخَرينا
وَإِنّا الشارِبونَ الماءَ صَفواً
وَيَشرَبُ غَيرُنا كَدِراً وَطينا
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 09:58 PM
غَدا جِيرانُ أَهلِكَ ظاعِنينا
لِدارٍ غَيرَ ذَلِكَ مُنتَوينا
وَشاقَكَ لِلحُدوجِ حُدوجُ سَلمى
وَقَد بَكَرَ الخَليطُ مُزايَلِنا
رَمَيتَهُم بِعَينِكَ وَالمَطايا
خَواضِعٌ في الأَزِقَةِ يَعتَلينا
فَهَيَّجَ مِن فُؤادِكَ طُولُ شَوقٍ
فِراقُ الجِيرةِ المُتَصَدِّعينا
أَرى الأَيامَ قَد أَحدَثنَ بَيِنا
بِسَلمى بَغتَةً وَنَوىً شَطَونا
فإِن تَكُنِ النَوى شَطَّت بِسَلمى
وَكُنتُ بِقُربِها وَبِها ضَنينا
لَقَد كُنا نُرى بِأَلَذِّ عَيشٍ
وأَفضَلِ غِبطَةٍ مُتَجاوِرينا
لَياليَ تَستَبيكَ بِمُسبكّرٍ
لَها مِنهُ الغَدائِرُ يَنثينا
عَلى مَتني مُنَعَّمَةٍ حَصانٍ
يَروعُ جَمالَها المُتَأَمِلِينا
أَفي سَلمى يُعاتِبُني أَبوها
وَإِخوَتُها وَهُم لِي ظالِمُونا
تُريكَ إِذا وَقَفَت عَلى خَلاءٍ
وَقَد أَمِنَت عُيونَ الناظِرينا
ذِراعَي عَيطَلٍ أَدماءَ بِكرٍ
هَجانِ اللَونِ لَم تَقرَأ جَنينا
وأَسودُ وَمدلَهِمَّ اللَونِ حَشلاً
بَدَهنِ البانِ وَالغالِي غُذينا
فَاِنكَ قَد شُغِفتِ القَلبَ حَتّى
بَلَيتُ وَلا أَراكِ تَغَيَّرينا
أَجودُ وَتَبخَلينَ إِذا التَقَينا
يَلينُ لَكِ الفُؤادُ وَتَغلَظينا
كَأَنَّ المِسكَ تَخلِطُهُ بِفيها
وَرِيحَ قُرُنفُلٍ وَالياسَمينا
أَلَم تَرَ أَنَّ حَظيَ مِن سُلَيمى
أَمانِيَ قَد يَرُحنَ وَيَغتَدينا
مُبَتَّلَةٌ يَضيقُ المِرطُ عَنها
عُشاريٌ بِأَيديَ الدارِعينا
أَلا قُل لِلقبائِل إِنَّ بَكراً
وَتَغلِبَ بَعدَ حَربِهِم سِنينا
أَطاعوا اللَهَ في صِلةٍ وَعَطفٍ
وأَضحَوا اِخوَةً مُتَجاوِرينا
أُساةٌ شاعِبونَ لِكُلِ صَدعٍ
وَكلِ جَريرةٍ فيهِم وَفينا
مَتّى ما أَدعُ في بَكرٍ يُجِبَني
قَبائِلُها بِأَكثَرِ ناصِرينا
وَإِن هَتَفَت بَنو بَكرٍ أَجَبنا
إِليهِم بِالصَنائِعِ مَعلِنينا
نُجَالِدُ عَنهُمُ وَتَذودُ عَنا
كَتائِبُهُم يَرُحنَ وَيَغتَدينا
فَلَسنا في مَوَدَتِنا اِخانا
اِلى الأَعداءِ بِالمُتَعَذِّرينا
وَلَكنّا وَإياهُمُ مَدَدنا
لِوَصلِ قَرابَةٍ حَبلاً مَتينا
هُمُ الإِخوانُ إِن غَضِبوا غَضِبنا
وَإِن نَزَلوا بِدارِ رِضىً رَضينا
وَبِكَراً أَنَّ في بَكرٍ فِعالاً
وأَحلاماً بِها يَتَفاضَلونا
تَميدُ الأَرضُ إِن رَكِبَت تَميمٌ
وإِن نَزَلوا سَمِعتَ لَها أنينا
وَكأسٍ قَد شُرِبَت بِماءِ ثَلجٍ
وأُخرى قَد شُرِبَت بِقاصِرينا
كَأَنَّ أَكُفَهُم عَذَبٌ مُلقَّىً
وَحُمّاضٌ بأَيدي مُعلِنينا
فَجاؤُوا عَارِضاً بَرِداً وَحيناً
كَمِثلِ السَيلِ يَمنَعُ وَارِدينا
وَشَيبُ الرأَسِ أَهوَنُ مِن لِقاهُم
إِذا هَزّوا القَنا مُتقابِلينا
كأَنّ رِماحَهُم سَيلٌ مُطِلٌّ
وأَمساكٌ بَأَيدي مُورِدينا
فَلَمّا لَم تَدع قَوساً وَنبلاً
مَشَينا النِصفَ ثُم مَشَوا إِلينا
فَذادُونا بِبيضٍ مُرهَفاتٍ
وَذُدناهُم بِها حَتّى اِستَقَينا
وأُنزِلنا البِيوتَ بِذي طِلالٍ
إِلى النَسَماتِ نَبغي مُوعِدينا
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 09:58 PM
الحَمدُ للَّهِ مَمسانا وَمَصبَحَنا
بِالخَيرِ صَبَّحنا رَبي وَمَسَّانا
رَبُّ الحَنيفَةِ لَم تَنفَد خَزائِنُها
مَملؤَةٌ طَبَّقُ الآَفاقَ سُلطانا
أَلا نَبِيَّ لَنا مِنّا فَيُخبِرُنا
ما بُعدَ غايَتِنا مِن رأَسِ مَجرانا
بَيَنا يُرَبِّبُنا آَباؤُنا هَلَكوا
وَبَينَما نَقتَني الأَولادَ أَفنانا
وَقَد عَلِمنا لَوَ انَّ العِلمَ يَنفَعُنا
أَن سَوفَ يَلحَقُ أُخرانا بِأولانا
وَقَد عَجِبتُ وَما بِالمَوتِ مِن عَجبٍ
ما بالُ أَحيائِنا يَبكونَ مَوتانا
يا رَبِّ لا تَجعَلَنِّي كافِراً أَبداً
واَجعَل سَريرَةَ قَلبي الدَهرَ إِيماناً
واِخلِط بِهِ بُنَيتي واِخلِط بِهِ بَشَري
وَاللَحمَ وَالدَمَ ما عُمِّرتُ إِنسانا
إِني أَعوذُ بِمَن حَجَّ الحَجيجُ لَهُ
وَالرافِعُونَ لِدينِ اللَهِ أَركانا
مُسَلِّمِينَ إِليهِ عِندَ حَجِّهِمِ
لَم يَبتَغوا بِثَوابِ اللَهِ أَثمانا
وَالناسُ رَاثَ عَليهِمُ أَمرُ ساعَتِهِم
فَكُلُّهُم قائِلٌ للدينِ أَيّانا
أَيامَ يَلقى نَصارَاهُم مَسيحَهُمُ
وَالكائِنينَ لَهُ وُدّاً وَقُربانا
هُم ساعَدوهُ كَما قَالوا الهِهِم
وَأَرسَلوهُ يَسوفُ الغَيثَ دُسفانا
ساحي أَياطِلَهُم لَم يَنزَعوا تَفَثاً
وَلَم يَسلُّوا لَهُم قَملاً وصئِباناً
لا تَخلُطَنَّ خَبِيثاتٍ بِطَيبَةٍ
واِخلعَ ثِيابَكَ مِنها وَاُنجُ عُريانا
كُلُ اِمريءٍ سَوفَ يُجزى قَرضَهُ حَسَناً
أَو سَيئاً وَمَديناً كَالَّذي دانا
قَالَت أَرادَ بِنا سوءاً فَقُلتُ لَها
خِزيانٌ حَيثُ يَقولُ الزورَ بُهتانا
وَشَقَ آذانَنا كَيما نَعيشُ بِها
وَجابَ للسَمعِ أَصماخاً وَآذانا
يا لَذَةَ العَيشِ إِذ دامَ النَعيمُ لَنا
وَمَن يَعيشُ يَلقَ رَوعاتٍ وأَحزانا
مَن كانَ مُكتَئِباً مِن سَيّءٍ ذَقطاً
فَزادَ فِي صَدرِهِ ما عاشَ ذَقطانا
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 09:59 PM
وَالَناسُ تَحتَكَ اَقدامٌ وَأَنتَ الهَمَ
رَأَسٌ وَكَيفَ تُسَوَّى الرأَسُ وَالقَدَمُ
إِنّا لَنَعلَمُ أَنّا ما بَقِيتَ لَنا
فِينا السَماحُ وَفِينا العِزُّ وَالكَرَمُ
وَحَسبُنا مِن ثَناءِ المادِحينَ إِذا
أَثنوا عَليكَ بِأَن يُثنوا بِما عَلِموا
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 09:59 PM
وَفي دينِكُم مِن رَبٍ مَريمَ آيةٌ
مُنَبِّئَةٌ بِالعَبدِ عِيسىاِبنِ مَريمِ
اَنابَت لِوَجهِ اللَهِ ثُمَّ تَبتَّلَت
فَسَّبَحَ عَنها لَومةَ المُتَلَوِّمِ
فَلا هِيَ هَّمَت بالنِكاحِ وَلا دَنَت
إِلى بَشرٍ مِنها بِفَرجٍ وَلا فَمِ
ولَطَّت حِجابَ البَيتِ مِن دُونِ أَهلِها
تغَيَّبُ عَنهُم في صَحاريِّ رِمرِمِ
يَحارُ بِها السارِي إِذا جَنَّ لَيلُهُ
ولَيسَ وإِن كانَ النَهارُ بِمُعلَمِ
تَدّلى عَليها بَعدَ ما نَامَ أَهلُها
رَسولٌ فَلم يَحصَر ولَم يَتَرَمرَمِ
فَقالَ أَلا لا تَجزَعي وتُكذِّبي
مَلائِكَةً مِن رَبِ عادٍ وجُرهُمِ
أَنيبي وأَعطي ما سُئِلتِ فاِنَّني
رَسولٌ مِن الرَحمنِ يَأتِيكِ بابنَمِ
فَقالت لَهُ أَنّى يَكونُ ولَم أَكُن
بَغيّاً ولا حُبلى ولا ذاتَ قَيّمِ
أَأُحرَجُ بالرَحمنِ إِن كُنتَ مُسلِماً
كَلامِيَ فاقعُد ما بَدا لَكَ أَو قُمِ
فَسَبَّحَ ثُمَّ اغتَرَّها فالتَقَت بِهِ
غُلاماً سَوِيَّ الخَلقِ لَيسَ بِتَوأَمِ
بِنَفخَتِهِ في الصَدرِ مِن جَيبِ دِرعها
وما يَصرِمِ الرَحمَنُ مِلأَمرِ يُصرَمِ
فَلمّا أَتَمَتَّهُ وجاءَت لِوضعِهِ
فآوى لَهُم مِن لَومِهم والتَنَدُّمِ
وَقالَ لَها مَن حَولَها جِئتِ مُنكَراً
فَحَقٌّ بأَن تُلحَي عَلَيهِ وتُرجَمي
فَأَدرَكَها مِن ربّها ثُمَّ رَحمَةً
بِصِدقِ حَديثٍ مِن نَبيٍّ مُكَلَّمِ
فَقالَ لَها إِنّي مِنَ اللَهِ آَيةٌ
وَعَلَّمَني واللَهُ خَيرُ مُعَلِّمِ
وأُرسِلتُ لَم أُرسَل غَويّاً ولَم أَكُن
شَقيّاً ولَم أُبعَث بِفُحشٍ وَمَأثَمِ
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 09:59 PM
والحَيَّةَ الحَتفَةَ الرَقشاءَ أَخرَجَها
مِن جُحرِها آمِناتُ اللَهِ والقَسَمُ
إِذا دَعا باِسمِها الإِنسانُ أَو سَمِعَت
ذَاتَ الآلهِ يُرى في سَعيِها رَزَمُ
مِن خَلفِها حِمَةٌ لَولا الَّذي سَمِعتَ
قَد كانَ نِيَّتُها في جُحرِها الحِمَمُ
نابٌ حَدِيدٌ وَكَفٌ غَيرُ وادِعَةٍ
والخَلقٌ مُختَلِفٌ والقَولُ وَالشِيَمُ
إِذا دُعِينَ بِأَسماءٍ أَجَبنَ بِها
لِنافثٍ يَعتَريهِ اللَهُ والكَلِمُ
لولا مَخافَةُ رَبٍّ كانَ عَذَّبَها
عَرجاءَ تَظَلُع في أَنيابِها عَشَمُ
وقَد بَكَتهُ فَذاقَت بَعضَ مَصدَقِهِ
فَليسَ في سَمعِها مِن رَهبَةٍ صَمَمُ
فَكَيفَ يأمَنُها أَم كَيفَ تأَلَفُهُ
ولَيسَ بَينَهُما قُربى ولا رَحِمُ
عَرَفتُ أَن لَن يَفوتَ اللَهَ ذو قِدَمٍ
وأَنَهُ من عَبيدِ السوءِ يَنتَقِمُ
المُسبِحُ الخُشبَ فَوقَ الماءِ سخَّرها
خِلالَ جَريَتِها كَأَنَّها عُوَمُ
تَجري سَفينَةُ نَوحٍ في جَوانِبِهِ
بِكلِّ مَوجٍ مَعَ الأَرواحِ تَقتَحِمُ
مَشحونةً ودُخانُ المَوجِ يَدفَعُها
ملأَى وقَد صُرِعَت مِن حَولِها الأُمَم
حَتّى تَسوَّت عَلى الجودِيِّ راسِيَةً
بِكُلِّ ما اِستودِعَت كأَنها أُطُمُ
نودِيَ قُم واركَبنَ بأَهلِكَ إِن
اللَهَ مُوفِ للناسِ ما زَعِموا
والبانِ والزَيتِ والسَمراءِ أَخرَجَها
هذا الدِهان وهذا النُقلُ والأُدمُ
تَلكُم طَروقَتُهُ واللَهُ يَرفَعُها
فِيها العَذاةُ وَفِيها يَنبُتُ العُتُمُ
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 10:00 PM
وَمَن صُنعِهِ يَومَ فَيلِ الحَبوش
إِذ كُلُّ ما بَعَثوه رَزَم
مَحاجنُهم تَحتَ أَقرابهِ
وقَد شَرَموا أَنفَهُ فانخَرم
وقَد جَعلوا سوطَهُ مِغولاً
إِذا يَمَّموهُ فَفاهَ كلم
فَوَّلى وأَدبَر أَدراجَهُ
وقَد باءَ بالظُلمِ مَن كانَ ثم
فاَرسل مِن فَوقَهُم حاصِباً
فَلفَّهمُ مِثلَ لفِّ القَزَم
تَحضُّ عَلى الصَبرِ أَحبارَهُم
وقَد ثأَجوا كثُؤاجِ الغَنَم
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 10:00 PM
لَكَ الحَمدُ والمَنُّ ربَّ العِبادِ
أَنتَ المَليكُ وأَنتَ الحَكَم
وَدِن دينَ رَبِّكَ حَتّى اليَقِينِ
واجتَنِبَنَّ الهَوى والضَجَم
مُحَمداً أَرسَلَهُ بالهُدى
فَعاشَ غَنِياً وَلم يُهتَضَمُ
عَطاءٌ مِنَ اللَهِ أُعطيتَه
وخَصَّ بِهِ اللَهُ أَهلَ الحَرَم
وقَد عَلِموا أَنَّهُ خَيرُهم
وفي بَيتِهِم ذِي النَدى والَكرَم
وهو يَدعو بِصدقِ الحَديثِ
إِلى اللَهِ مِن قَبل زيغِ القَدَمِ
اَطيعوا الرَسولَ عُبادَ لآِلهٍ
تنجَّونَ مِن شَرِ يَومٍ أَلم
تُنَجَّونَ مِن ظُلُماتِ العَذاب
وَمِن حَرِّ نارٍ عَلى مَن ظَلَم
دَعانا النَبيُّ بِهِ خاتَمٌ
فَمَن لَم يُجِبهُ أَسرَّ النَدم
نَبيُّ هُدىً صادِقٌ طَيبٌ
رَحيمٌ رؤُوفٌ بِوصلِ الرَحِم
وَدَفعِ الضَعيفِ وَأَكلَ اليَتيم
ونَهكِ الحُدودِ فَكُلٌّ حَرُم
بِهِ خَتَمَ اللَهُ مِن قَبلَه
ومَن بَعدَهُ مِن نَبيٍّ خَتم
يَموتُ كَما مَاتَ مَن قَد مَضى
يُردُّ إِلى اللَهِ باري النَسَم
مَعَ الأَنبِيا في جِنانِ الخُلود
هُمُ أَهلُها غَيرَ حَلِّ القسم
وقُدِّسَ فِينا بِحبِّ الصَلاة
جَميعاً وعَلّمَ خَطَّ القَلَم
كِتاباً مِنَ اللَهِ نَقرأ بِهِ
فَمَن يَعتَريهِ فَقدماً أَثَم
واني أَدينُ لَكُم أَنَّهُ
سَيُنجِزُكُم رَبُّكم ما زَعَم
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 10:00 PM
جَهَنَّمُ تِلكَ لا تُبقي بَغيّاً
وَعَدنٌ لا يُطالِعُها رَجيمُ
إِذا شَبَّت جَهَنَّمُ ثُمَّ فارَت
وَأَعرَضَ عَن قَوابِسِها الجَحيمُ
تُحَشُّ بِصَندَلٍ صُمٍّ صِلابٍ
كَأَنَّ الضاحِياتِ لَها قَضيمُ
فَتَسَمو ما يُعنيها ضَراءٌ
وَلا تَخبو فَيَبرَدُها السَمومُ
فَهُم يَطغونَّ كَالأَقذاءِ فيها
لَئِن لَم يَغفِر الرَّبُ الرَحيمُ
بِدانيَةٍ مِنَ الآفاتِ نَزهٍ
بَراءٍ لا يُرى فيها سَقيمُ
سَواعِدُها تَحَلَّبُ لا تُصرّى
بِها الأَيدي مُحَلَّلَةً تَحومُ
يَفيضُ حُلابُها مِن غيرِ ضَرعٍ
وَلا بَشَمٌ وَلا فيها جُزومُ
فَيُحرَمُ عَنهُم لِكُلِّ عَزفٍ
عَجيجٌ لا أَحذُّ وَلا يَتيمُ
فَذا عَسَلٌ وَذا لَبَنٌ وَخَمرٌ
وَقَمحٌ في مَنابِتِهِ صَريمُ
وَنَخلٌ ساقِطُ القِنوانِ فيهِ
خِلالَ أُصولِهِ رُطَبٌ قَميمُ
وَتُفّاحٌ وَرُمّانٌ وَتينٌ
وَماءٌ بارِدٌ عَذبٌ سَليمُ
وَفيها لَحمُ ساهِرَةٍ وَبَحرٍ
وَما فاهوا بِهِ لَهُمُ مُقيمُ
وَحَورٌ لا يَرينَ الشَمسَ فيها
عَلى صَورِ الدُمى فيها سُهومُ
نَواعِمُ في الأَرائِكِ قاصِراتٌ
فَهُنَّ عقائِلٌ وَهُمُ قُرومُ
عَلى سُرُرٍ تُرى مُتَقابِلاتٍ
أَلا ثَمَّ النَضارَةُ وَالنَعيمُ
عَلَيهِم سُندُسٌ وَجيادُ رَيطٍ
وَديباجٍ يُرى فيها قُتومُ
وَحُلّوا مِن أَساورَ مِن لُجَينٍ
وَمِن ذَهَبٍ وَعَسجَدَةٍ كَريمُ
وَلا لَغوَ وَلا تَأثيمَ فيها
وَلا غَولٌ وَلا فيها مُليمُ
كَأسٌ لا تَصدَعُ شارِبيها
يَلَذُّ بِحُسنِ رُؤيَتِها النَديمُ
تُصَفَّقُ في صِحافٍ مِن لُجَينٍ
وَمِن ذَهَبٍ مُبارَكَةٍ رَذومُ
إِذا بَلَغو الَّتي أَجروا إِليها
تَقبَلَهُم وَحُلِّلَ مَن يَصومُ
وَخُفِّفَت النُذورُ وَأَردَفتهُم
فُضولُ اللَهِ وَاِنتَهَتِ القُسومُ
وَتَحتَهُمُ نَمارِقُ مِن دَمَقسٍ
وَلا أَحَدٌ يُرى فيهِم سَئيمُ
سَلامَكَ رَبَّنا في كُلِّ فَجرٍ
بَريئاً ما تَليقُ بِكَ الذُمومُ
عِبادُكَ يُخطِؤونَ وَأَنتَ رَبٌّ
بِكَفَيّكَ المَنايا وَالحتومُ
غَداةَ يَقولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ
أَلا يالَيتَ أُمَّكُمُ عَقيمُ
فَلا تَدنو جَهَنَّمُ مِن بَريءٍ
وَلا عَدنٌ يَحِلُّ بِها الأَثيمُ
بَريءُ النَفسِ لَيس لَها بِأَهلٍ
وَلَكِنَّ المُسيءَ هوَ المَلومُ
تَأَمَّل صُنعَ رَبِّكَ غَيرَ شَكٍ
بِعينِكَ كَيفَ تَختَلِفُ النُجومُ
فَما تَجري سَوابِقُ مُلجَماتٌ
كَما تَجري وَلا طَيرٌ يَحومُ
رَوابٍ في النَهارِ فَما تَراها
وَيمشي مَشيَ لَيلَتِها تَعومُ
هوَ المُجرى سَوابِقَها سِراعاً
كَما حَبَسَ الجِبالَ فَما تُريمُ
وَكَم كُنّا بِها مِن فَرطِ عامٍ
وَهَذا الدَهرُ مُقتَبَلٌ حَسومُ
وَما يَبقى عَلى الحِدثانِ غُفرٌ
بِشاهِقَةٍ لَهُ إِمٌّ رَؤومُ
تَبيتُ اللَيلَ حانيَةً عَلَيهِ
كَما يَخَرمِسَّ الأَرخُ الأَطومُ
تَصَدّى كُلَّما طَلَعتَ لِنَشزٍ
وَوَدَّتَ إِنَّها مِنهُ عَقيمُ
أَلا يا وَيلَهُم مِن حَرِّ نارِ
كَصَرخَةِ أَربَعينَ لَها وَزيمُ
وَلا يَتَنازَعونَ عِنانَ شِركٍ
وَلا أَقواتَ أَهلِهِمُ القُسومُ
وَلا قَرنٌ يُقَزَّزُ مِن طَعامٍ
وَلا نَصِبٌ وَلا مولى عَديمُ
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 10:03 PM
ليَطلُبَ الثَأرَ أَمثالُ اِبنِ ذي يَزَنٍ
في البَحرِ خَيَّمَ لِلأَعداءِ أَحوالا
أَتى هِرَقلَ وَقَد شالَت نَعامَتُهُ
فَلَم يَجِد عِندَهُ بَعضَ الَذي سالا
ثُمَّ اِنتَحى نَحوَ كِسرى بَعدَ عاشِرَةَ
مِنَ السِنينِ لَقَد أَبعَدَت إيغالا
حَتى أَتَى بِبَني الأَحرارَ يَقدُمُهُم
تَخالُهُم فَوقَ مَتنِ الأَرضِ أَجيالا
مَن مِثلَ كِسرى شَهنشاهِ المُلوكِ لَهُ
أَو مِثلَ وَهرَزَ يومَ الجَيشِ إِذ صالا
لِلَّهِ دَرُّهُمُ مِن عُصبَةٍ خَرَجوا
ما أَن تَرى لَهُمُ في الناسِ أَمثالا
غُرٌّ جَحاجِحَةٌ بيضٌ مَرازِبَةٌ
أُسدٌ تُرَبِّبُ في الغُيضاتِ أَشبالا
لا يَضجَرونَ وَإِن حُرَّت مَغافِرُهُم
وَلا تَرى مِنهُم الطَعنَ مَيّالا
يَرمونَ عَن شُدُفٍ كَأَنَها غُبُطٌ
في زَمجَرٍ يُجِلُ المَرميَّ إِعجالا
أَرسَلتُ أُسداً عَلى سودِ الكِلابِ فَقَد
أَضحى شَريدُهُم في الأَرضِ فُلاّلا
فَاِشرَب هَنيئاً عَلَيكَ التاجُ مُرتَفِعاً
في رَأسِ غُمدانَ دَاراً مِنكَ مُحلاّلا
وَاِطل بِالمِسكِ إِذ شالَت نَعامَتُهُم
وَأَسبِلِ اليَومَ في بُردَيكَ إِسبالا
تِلكَ المَكارِمُ لا قِعبانِ مِن لَبَنٍ
شِيبا بِماءٍ فَعادا بَعدُ أَبوالا
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 10:03 PM
اِصبِرِ النَفسَّ عِندَ كُلِّ مُلِمٍّ
إِنَّ في الصَبرِ حيلَةَ المُحتالِ
لا تَضيقَنَّ بِالأُمورِ فَقَد
يُكشَفُ غَمّاؤُها بِغَيرِ اِحتيالِ
رُبَّما تَجزَعُ النُفوسُ مِنَ
الأَمرِ لَهُ فَرجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ
سَمِعَ اللَهُ لِاِبنِ آدَمَ نوحٍ
رَبُّنا ذو الجَلالِ وَالإِفضالِ
حينَ أوفى بِذي الحَمامَةِ
وَالناسُ جَميعاً في فُلكِهِ كَالعِيالِ
فَهيَ تَجري فيهِ وَتَجتَسِرُ
البَحرَ بِأَقلاعِها كَقِدحِ المُغالي
حابِساً جَوفَهُ عَلَيهِ رَسولاً
مِن خِفافِ الحَمامِ كَالتِمثالُ
فَرَشاها عَلى الرِسالَةِ طوقاً
وَخِضاباً عَلامَةً غَيرَ بالي
فَأَتَتهُ بِالصِدقِ لَمّا رَشاها
وَبِقَطفٍ لَمّا غَدا عِثكالِ
تَصرُخُ الطَيرُ وَالبَريَةُ فيها
مَعَ قَويِّ السِباعِ وَالأَفيالِ
حينَ فيها مِن كُلِّ ما عاشَ
زَوجٌ بينَ ظَهَريِّ غَوارِبٍ كَالجِبالِ
وَلِإِبراهيمَ الموَّفي بِنَذرٍ
اِحتِساباً وَحامِلَ الأَجزالِ
بِكرَهُ لَم يَكُن ليَصبِرَ عَنهُ
لَو رآهُ في مَعشَرٍ اَقتالِ
أَبُنَيَّ إِنّي نَذَرتُكَ لِلَّهِ شَحيطاً
فَاِصبِر فِدىً لَكَ حالي
أَجابَ الغُلامُ أَن قالَ فيهِ
كُلُّ شَيٍ لِلَّهِ غَيرُ اِنتِحالِ
أَبُتي إِنَّني جَزَيتُكَ بِالَّلهِ تَقيّاً
بِهِ عَلى كُلِ حالِ
فَاِقضِ ما قَد نَذَرتَ لِلَّهِ وَاَكفُف
عَن دَمي أَن يَمَسُّهُ سِربالي
وَاِشدُد الصَفدَ لا أَحيدَ عَن
السِكّينِ حَيدَ الأَسيرِ ذي الأَغلالِ
إِنَّني آلَمُ المَحَزَّ وَإِنّي
لا أَمَسُّ الأَذقانَ ذاتَ السِبالِ
وَلَهُ مُديَةٌ تُخايَلُ في اللَحمِ
حَذامٌ حَنِيَّةٌ كالهِلالِ
جَعَلَ اللَهُ جيدَهُ مِن نُحاسٍ
إِذ رَآهُ زَولاً مِنَ الأَزوالِ
بَينَما يَخلَعُ السَرابيلَ عَنهُ
فَكَّهُ رَبُّهُ بِكَبشٍ جُلالِ
قالَ خُذهُ وَأَرسِل اِبنَكَ
إِنّي لِلَّذي قَد فَعَلتُما غَيرُ قالِ
والِدٌ يَتَّقي وَآخَرُ مَولودٍ
فَطارا مِنهُ يَسمَعَ فِعالِ
حَيِّ داودَ وَاِبنَ عادٍ وَموسى
وَفُرَيعٌ بُنيانُهُ بِالثِقالِ
إِنَّني زارِدٌ الحَديدِ الحعَلى الناسِ
دُروعاً سَوابِغَ الأَذيالِ
لا أَرى مَن يُعينَني في حَياتي
غَيرَ نَفسي إلاّ بَني اِسرَلِ
أَيُّما شاطِنٌ عَصاهُ عَكاهُ
ثُمَّ يُلقى في السِجنِ وَالأَغلالِ
وَلَهُ الدينُ واصِباً وَلَهُ المُلكُ
وَحَمدٌ لَهُ عَلى كُلِّ حالِ
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 10:04 PM
إِلَهُ العالَمينَ وَكُلِّ أَرضٍ
وَرَبُّ الراسِياتِ مِنَ الجِبالِ
بَناها وَاِبتَني سَبعاً شِداداً
بَلا عَمَدٍ يُرَينَ وَلا رِجالِ
وَسَوَّها وَزَيَّنَها بِنورٍ
مِنَ الشَمسِ المُضيئَةِ وَالهِلالِ
وَمِن شُهُبٍ تَلألأُ في دُجاها
مَراميها أَشَدُّ مِنَ النِصالِ
وَشَقَّ الأَرضَ فَاِنبَجَسَت عيوناً
وَأَنهاراً مِنَ العَذبِ الزُلالِ
وَبارَكَ في نَواحيها وَزَكَّى
بِها ما كانَ مِن حَرثٍ وَمالِ
فَكُلُّ مُعَمَّرٍ لا بُدَّ يَوماً
وَذي دُنيا يصيرُ إِلى زَوالِ
وَيَفنى بَعدَ جِدَّتِهِ وَيبلى
سِوى الباقي المُقَدَّسِ ذي الجَلالِ
وَسيقَ المُجرِمونَ وَهُم عُراةٌ
إِلى ذاتِ المَقامِعِ وَالنَكالِ
فَنادوا وَيلَنا وَيلاً طَويلاً
وَعَجّوا في سَلاسِلِها الطِوالِ
فَلَيسوا مَيِّتينَ فَيستَريحوا
وَكُلُّهُم بِحَرِّ النارِ صالِ
وَحَلَّ المُتَّقونَ بِدارِ صِدقٍ
وَعَيشٍ ناعِمٍ تَحتَ الظِلالِ
لَهُم ما يَشتَهونَ وَما تَمَنّوا
مِنَ الأَفراحِ فيها وَالكَمالِ
ابن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 10:04 PM
وَالأَرضَ سَوّى بِساطاً ثُمَّ قَدَّرَها
تَحتَ السَماءِ سَواءً مِثلَما ثَقَلا
وَجاعِلُ الشَمسَ مِصراً لا خَفاءَ بِهِ
بَينَ النَهارِ وَبَينَ اللَيلِ قَد فَصَلا
فَلاطَها اللَهُ إِذ أَغوت خَليقَتَهُ
طولَ اللَيالي وَلَم يَجعل لَها أَجَلا
اميه بن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 10:04 PM
فَما بَلَغَت كَفُّ اِمرىءٍ مُتَناوَلاً
مِنَ المَجدِ إِلا حَيثُما نِلتَ أَطوَلُ
وَما بَلَغَ المُثنونَ في الخَيرِ مِدحَةً
وَلو صَدَقوا إِلا الَذي فيكَ أَفضَلُ
الحمدان
05-06-2024, 10:04 PM
أَبوكَ رَبيعَةَ الخَيرِ بنِ قُرطٍ
وَأَنتَ المَرءُ تَفعَلُ ما تَقولُ
أَشمُّ كَأَنَّما حَدَبَت عَلَيهِ
بَنو الأَملاكِ تَكنَّفُها القُيولُ
تَصُدُّ مَناكِبَ الأَعداءِ عَنكُم
كَراكِرُ مِن أَبي بَكرٍ حَلولُ
كَراكِرُ لا يَبيدُ العِزُّ فيها
وَلَكِنَّ العَزيزَ بِها ذَليلُ
اميه بن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 10:05 PM
إِنَ عَمراً وَما تَجَشَّمَ عَمروٌ
كَاِبنِ بيضٍ غَداةَ سُدَّ السَبيلُ
لَم يَجِد غالِبٌ وَراءَكَ مَعَدىً
لِتِراتٍ وَلا دَمٌ مَطلولُ
كُلُ أَمرٍ يَنوبُ عَبَساً جَميعاً
أَنتَ فيهِ المُطاعُ فيما تَقولُ
قَد تَحَمَلتَ خَيرَ ذاكَ وَليداً
أَنتَ لِلصالِحاتِ قُدُماً فَعولُ
أميه بن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 10:05 PM
لا يَذهَبنَّ بِكَ التَفريطُ مُنتَظِراً
طولَ الأَناةِ وَلا يَطمَع بِكَ العَجَلُ
فَقَد يَزيدُ السُؤالُ المَرءَ تَجرِبَةً
وَيَستَريحُ إِلى الأَخبارِ مَن يَسَلُ
اميه بن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 10:05 PM
غَذوَتُكَ مولوداً وَعُلتُكَ يافِعاً
تُعَلُّ بِما أُحنيَ عَلَيكَ وَتَنهلُ
إِذا لَيلَةٌ نابَتكَ بِالشَكو لَم أَبِت
لِشَكواكَ إِلّا ساهِراً أَتَمَلمَلُ
كَأَني أَنا المَطروقُ دونَكَ بِالَذي
طُرِقَت بِهِ دوني فَعَينايَ تَهمُلُ
تَخافُ الرَدى نَفسي عَلَيكَ وَإِنَني
لَأَعلَمُ أَنَ المَوتَ حَتمٌ مُؤَجَّلُ
فَلَمّا بَلَغَت السِّنَ وَالغايَةَ الَّتي
إِليها مَدى ما كُنتُ فيكَ أُؤَمِلُ
جَعَلتَ جَزائي غِلظَةً وَفَظاظَةً
كَأَنَكَ أَنتَ المُنعِمُ المُتَفَضِلُ
فَلَيتَكَ إِذ لَم تَرعَ حَقَّ أُبوَتي
فَعَلتَ كَما الجارُ المُجاورُ يَفعَلُ
زَعَمتَ بِأَنّي قَد كَبِرتُ وَعِبتَني
لَم يَمضِ لي في السِنُ سِتونَ كُمَّلُ
وَسَمَيتَني باِسِمِ المُفَنَّدِ رَأيُهُ
وَفي رَأيِكَ التَفنيدُ لَو كُنتَ تَعقِلُ
تُراقِبُ مِني عَثرَةَ أَو تَنالَها
هَبِلتَ وَهذا مِنكَ رَأيٌ مُضَلَلُ
وَإِنَكَ إِذ تُبقي لِجامي موائِلاً
بِرَأيِكَ شابّاً مَرَةً لَمُغَفَّلُ
وَما صَولَةُ الحِقِّ الضَئيلُ وَخَطرُهُ
إِذا خَطَرتَ يَوماً قَساورُ بُزَّلُ
تَراهُ مُعِدّاً لِلخِلافِ كَأَنَهُ
بِرَدٍّ عَلى أَهلِ الصَوابِ مُوَكَلُ
وَلَكِنَّ مَن لا يَلقَ أَمراً يَنوبُهُ
بِعُدَّتِهِ يَنزِل بِهِ وَهو أَعزَلُ
اميه بن أبي الصلت
الحمدان
05-06-2024, 10:06 PM
كُلُ عَيشٍ وَإِن تَطاوَلَ دَهراً
مُنتَهى أَمرُهُ إِلى أَن يَزولا
لَيتَني كُنتُ قَبلَ ما قَد بَدا لي
في رُؤوسِ الجِبالِ أَرعى الوعولا
فَاِجعَلِ المَوتَ نُصبَ عَينِكَ وَاِحذَر
غولَةَ الدَهرِ إِنَ لِلدَهرِ غولا
نائِلاً طَرفُها القَساوِرَ وَالصُدعانَ
وَالطِفلُ في المَنارِ الشَكيلا
وَبُغاثَ اليَعفُرِ وَاليَعفُرَ النافِرُ
وَالعوهَجَ التُؤَامَ الضَئيلا
إِنَ يومَ الحِسابِ عَظيمٌ
شابَ فيهِ الصَغيرُ شَيباً طَويلاً
اميه بن أبي الصلت
الحمدان
05-07-2024, 10:18 AM
الله أقرب مِن نبضٍ أُحسُ بهِ
اللهُ أرحمُ مِن أُمي بأحوالي
مادامَ همي أيا مولايَ تعلمهُ
حمداً لربي يفيضُ بكُلِّ أقوالي
.....
الحمدان
05-07-2024, 10:19 AM
رباه لا الشعر من شكواي يُسعفني
ولا القّلوب التي حولي تواسيني
إني بجودك يا مولاي مُلتجئٌ
مالي سواك إذا ناديت يكفيني
.....
الحمدان
05-07-2024, 04:08 PM
أنِلْني جفنَ عينِكَ كي أناما
علامَ تَجرحُ القلبَ علامَا؟
أما يكفيك تجريحًا وقهرًا
فقد أكثرتَ في قلبي السهامَا
سرقتَ النومَ من عينيّ قسرًا
وبتُّ اليوم مرميًّا حُطاما
يبيتُ الليل مجروحًا فؤادِي
فلا عقلا تركت ولا عظاما
ولا الروحُ أزاحت عنهُ شرًّا
سلامًا أيها البلوى..سلامَا
......
حسن بن عبدالله
05-07-2024, 11:44 PM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير
الحمدان
05-13-2024, 10:50 AM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
فبارك الله فيك وجزاك الله خير
اخي الغالي ومديرنا الرائع
ابو حوفان
اشكرك جزيل الشكر لتعقيبك المميز
لك مني أجمل التحايا وارقاها لاعدمتك
الحمدان
05-13-2024, 03:02 PM
يكاد الشوق ينطقني ولكن ..
يرد القلب عنك الكبرياء ..
ويحملني الحنين إليك دوماً ..
ويمنعني من البوح الحياء ..
وكم أرجو اللقاء وأشتهيه ..
وأخشى أن يبعثرني اللقاء ..
فرفقاً يا شقيق الروح إني ..
ذوى قلبي وأعياه الجفاء
......
الحمدان
05-13-2024, 03:05 PM
أماتَ الحبُّ عشاقًا
وحُبكَ أنتَ أحياني
و لو خيّرتُ فِي وطنٍ
لقلتُ هواكَ أوطاني
و لو أنساكَ يا عُمري
حنايا القلب .. تنساني
إذا ما ضعتُ فِي درب ٍ
ففي عينيكَ عنواني
......
الحمدان
05-13-2024, 03:06 PM
أأغيبُ عنكِ ؟ وَ أنتِ ساكنةٌ دمي .. ؟
وَ أراكِ في حُلمي وَ في أفكاري .. !
أيغيبُ وجهُكِ عَن عُيونٍ لا ترى ..
إلا هواكِ على مَدَى الإبصارِ .. !
إن الفرارَ مِنَ الغرامِِ إلى النوى ..
كالمُستجيرِ منَ اللظى بالنارِ ..
أنتِ الحياةُ فًلًيسَ دُونَكِ مَوطنٌ ..
كالنجمِِ أنتِ وِ في هَواكِ مَدارِي
......
الحمدان
05-13-2024, 03:08 PM
يا ساكن القلب لا تبرح نواحيه
فأنت من نبضه .. بالقرب تُحييه
لو صار عندك شكٌ أنني بغدٍ
أنساك قل لي : أينسى الورد ساقيه ؟
إن فاض وِدُكَ لي أو لم يفيض فلن
يسلوك مني فؤادٌ...أنت تأويه
......
الحمدان
05-13-2024, 03:16 PM
فكيف الرحيل وأنت البلاد
وأنت العباد وأنت السفر
وأنت الطريق وأنت الصديق
وأنت الجهات وكل النظر
وأنت الحروف وأنت الضمائر
وفي لغتي المبتدأ والخبر
وأنت الذي في السماء غمام
وفي الأرض أنت الكلا والمطر
و وجهك لو عد في المعجزات
لما عاند الحق قط بشر
......
الحمدان
05-13-2024, 03:19 PM
كلمات من ذهب للبردوني
لا شأنَ لي بعليٍّ أو معاويةً
ولا بمن رفضوا حكماً ومَن قبِلوا
ما للظفائر يا بلقيسُ تأكلها
نارٌ بها هذه من تلك تشتعلُ
عودي كما كنتِ أُمّاً كي أعودَ أباً
منكِ البخور ومني البنُّ والعسلُ
ستمطر الأرضُ يوما رغم شحتها
ومِن بطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ
الحمدان
05-13-2024, 06:16 PM
وَكَم مِن ناذِرينَ دَمي رَمَتهُم
إِلَيكَ عَلى مَخافَتِهِم وَفَقرِ
لِتَلقى اِبنَ الوَليدِ وَلا تُبالي
إِذا لَقِيَت نَداهُ بَناتِ دَهرِ
أَتَيتُكَ بِالجَريضِ وَقَد تَلاقَت
عُرى الأَنساعِ مِن حَقَبٍ وَضَفرِ
وَكَم خَبَطَت بِأَرساغٍ وَجَرَّت
نِعالَ الجِلدِ وَهيَ إِلَيكَ تَسري
وَتَلقى اِبنَ الوَليدِ وَإِن أُنيخَت
إِلى مُغلَولَبٍ بِنَداهُ غَمرِ
تَكُن مِثلَ الَّتي مُطِرَت وَكانَت
بِأَعوامٍ قَوائِظِهُنَّ غُبرِ
وَجَدتُم يا بَني زَيدٍ نُجوماً
يَنُؤنَ مِنَ السَماءِ بِكُلِّ قَطرِ
بِهِنَّ المُدلَجونَ بَدَوا وَساروا
وَإِيّاهُنَّ يَتبَعُ كُلُّ مَجرِ
حَلَفتُ بِكَعبَةٍ يَهوي إِلَيها
مِنَ الآفاقِ مِن يَمَنٍ وَمِصرِ
إِلَيها لِلمَساجِدِ كُلُّ وَجهٍ
وَإِيّاها يُوَجَّهُ كُلُّ قَبرِ
لِأَقتَلِعَن صَفاةَ الشِعرِ عَنهُ
فَما أَنا مِن دَوامِغِهِ بِغُمرِ
كَأَنَّ مَواقِعَ الآثارِ مِنها
مَواقِعُ مِن صَوارِمَ ذاتِ أُثرِ
رَأَيتِكَ يا أَبانُ تَمَمتَ لَمّا
بَلَغتَ الأَربَعينَ تَمامَ بَدرِ
أَضاءَ الأَرضَ وَالأُخرى عَلَيها
مِنَ السَبعِ الطِباقِ بِكُلِّ شَهرِ
الفرزدق
الحمدان
05-13-2024, 06:16 PM
رَأَيتُ بُحورَ أَقوامٍ نُضوباً
وَبَحرُكَ يا أَبانُ يَفيضُ يَجري
تُباري مِن بَجيلَةَ مُزبِداتٍ
إِلى غُلبٍ غَوارِبِهُنَّ كُدرِ
إِلى مُغلَولَبٍ لِأَبي أَبانٍ
يُحَطِّمُ كُلَّ قَنطَرَةٍ وَجِسرِ
وَقَد عَلِمَت بَجيلَةُ أَنَّ مِنكُم
فَوارِسَها وَصاحِبَ كُلِّ ثَغرِ
وَحَمّالَ العَظائِمِ حينَ ضاقَت
صُدورُهُمُ الرِحابُ بِكُلِّ أَمرِ
إِذا اِستَبَقوا المَكارِمَ أَدرَكوها
بِأَيدٍ مِن بَجيلَةَ غَيرِ عُسرِ
وَمَن يَطلُب مَساعيكُم يُكَلَّف
ذُرى شَعَفٍ عَلى الأَقوامِ وَعرِ
وَكَم لِلمُسلِمينَ أَسَحتَ يَجري
بِإِذنِ اللَهِ مِن نِهرٍ وَنَهرِ
فَمِنهُنَّ المُبارَكُ حينَ ضاقَت
بِهِ الأَنهارُ لَيلَةَ فاضَ يَسري
جَمَعتُ لِطَيبَةَ الحاجاتِ لَمّا
تَلاقَت حينَ ضاقَ بِهِنَّ صَدري
فَقُلتُ اِبنُ الوَليدِ هُوَ المُرَجّى
لِحاجاتٍ يَنوءُ بِهِنَّ ظَهري
حَلَفتُ لَئِن ضَمَمتَ إِلَيَّ أَهلي
بِمالِكَ لا يَزالُ الدَهرَ شِعري
يُجَدُّ لَكُم بَني زَيدٍ ثَنائي
ثَناءً حامِداً مَعَ كُلِّ سَفرِ
وَأَيَّةُ سِلعَةٍ إِن أَطلَقَتها
حِبالُكَ لي كَطَيبَةَ غَيرِ نَزرِ
حِبالٌ أَكَّدَت بِيَدَي أَبيها
بِأَيمانٍ لَهُ وَأَشَدِّ نَذرِ
الفرزدق
الحمدان
05-13-2024, 06:17 PM
غَداةَ كَسا أَجنادَهُ البيضَ وَالقَنا
وَجُرداً تَعادى مِن كُمَيتٍ وَأَشقَرا
عَلَيها الكُماةُ المُعلَمونَ كَأَنَّهُم
أُسودُ الغِياضِ لابِسينَ السَنَوَّرا
أَباحَ لَهُم أَهلَ النِفاقِ وَلَم يَرَوا
لَهُ مَنكِباً عَن غَمرَةِ المَوتِ أَزوَرا
الفرزدق
الحمدان
05-13-2024, 06:17 PM
إِن تُذعَرِ الوَحشُ مِن رَأسي وَلِمَّتِهِ
فَقَد أَصيدُ بِها الغِزلانَ وَالبَقَرا
قُلتُ لِمَوتى وَخوصٍ إِذ وَقَعنَ بِهِم
يَصرِفنَ جَهداً وَلَم تَستَطعِمِ الجِرَرا
إِنَّ النَدى وَيَدَ العَبّاسِ فَاِرتَحِلوا
مِثلُ الفُراتِ إِذا ما مَوجُهُ زَخَرا
إِن تَبلُغوهُ تَكونوا مِثلَ مُنتَجِعٍ
غَيثاً يَمُجُّ ثَآهُ الماءَ وَالزَهَرا
إِلَيكَ أُرحِلَتِ الأَحقابُ وَاِختَلَطَت
بِها الغُروضُ وَلاقى الأَعيُنُ السَهَرا
وَما جَلَونَ لَنا عَيناً فَنُطعِمَها
بِالنَومِ إِلّا مَعَ الإِصباحِ إِذ حَشَرا
إِذ وَقَعَت كَوُقوعِ الطَيرِ وَاِنجَدَلَت
رُكبانُها حينَ لاقى الأَزرُعُ القَصَرا
مِثلَ الجَراثيمِ مَوتى حينَ حَلَّ بِهِم
طولُ السُرى رَكِبوا أَعضادَها اليُسُرا
إِنَّ أَبا الحارِثِ العَبّاسِ نائِلُهُ
مِثلُ السِماكِ الَّذي لا يُخلِفُ المَطَرا
يَداهُ هَذي حَياً لِلناسِ يَعصِمُهُم
وَيَجعَلُ اللَهُ في الأُخرى لَهُ الظَفَرا
يا أَكرَمَ الناسِ إِذ هَزّوا عَوالِيَهُم
وَأَطيَبَ الناسِ عِندَ الخُبرِ مُعتَصَرا
إِنّي سَمِعتُ بِجَيشٍ أَنتَ قائِدُهُ
وَوَقعَةٍ رَفَعَت أَيّامُها مُضَرا
لَمّا اِلتَقى الناسُ يَومَ البَأسِ كُنتَ لَهُم
ضَوءً وَمِردى حُروبٍ يَهدِمُ الحَجَرا
وَأَنتَ وَالناسُ يَومَ البَأسِ قَد عَلِموا
كَالنارِ حينَ أَطارَ الجاحِمُ الشَرَرا
الفرزدق
الحمدان
05-13-2024, 06:17 PM
مِن نازِعٍ طاعَةً حَتّى تَكونَ لَهُ
بَعدَ العَمى مِن فُؤادٍ ناكِثٍ بَصَرا
لَأَمدَحَنَّكَ مَدحاً لا يُوازِنُهُ
مَدحٌ إِذا أَنشَدَ الراوي بِهِ هَدَرا
وَالقَومُ لَو بادَروكَ المَجدَ لَاِعتَرَفوا
عَلَيهِمُ في يَدَيكَ الشَمسَ وَالقَمَرا
ما اِقتَسَمَ الناسُ مِن ميراثِ مُقتَسَمٍ
عِندَ التُراثِ إِذا في قَبرِهِ اِنحَدَرا
مِثلَ تُراثِ أَبي العَبّاسِ أَورَثَهُ
مِنَ الطِعانِ وَبَينَ الأَعيُنِ الغُرَرا
وَالعَبطُ لِلنيبِ حَتّى لا تَهُبَّ لَها
ريحٌ وَيَقتُلُ بِالمَأدومَةِ القِرَرا
يا اِبنَ السَوابِقِ إِن مَدّوا إِلى حَسَبٍ
وَالأَعظَمينَ إِذا ما خاطَروا خَطَرا
وَالغابِقينَ مِنَ المَحضَينِ جارَتَهُم
وَالزائِديها إِلى اِستِحيائِها خَفَرا
وَلَيسَ مَتبِعَ مَعروفٍ تَنولُ بِهِ
يَداهُ مَنّاً إِذا أَعطى وَلا كَدَرا
الفرزدق
الحمدان
05-13-2024, 06:18 PM
فَتَحتَ لَهُم حَتّى فَكَكتَ قُيودَهُم
قَناطِرَ مَن قَد كانَ قَبلَكَ قَنطَرا
وَلَيسَت كَما تَبني العُلوجُ وَحَوَّلَت
عَنِ الجِسرِ أَبدانُ السَفينِ المُقَيَّرا
لُجَينِيَّةً بيضاً وَمَيّالَةَ العُرى
هِرَقلِيَّةً صَفراءَ مِن ضَربِ قَيصَرا
تَناوَلتَ ما أَعيا اِبنَ حَربٍ وَقَبلَهُ
وَأَعيا أَباكَ الحازِمَ المُتَخَيَّرا
وَما كانَ قَد أَعيا الوَليدَ وَبَعدَهُ
سُلَيمانَ مِمَّن كانَ في الرومِ أَعصَرا
وَأَعيا أَبا حَفصٍ فَكَسَّرتَ عَنهُمُ
عَلى أَسوُقٍ أَسرى الحَديدَ المُسَمَّرا
فَلَولا الَّذي لا خَيرَ في الناسِ بَعدَهُ
بِهِ قَتَلَ اللَهُ الَّذي كانَ خَبَّرا
بِهِ دَمَّرَ اللَهُ المَزونَ وَمَن سَعى
إِلَيهِم كَما كانَ الفَراعينَ دَمَّرا
وَأَصبَحَ أَهلُ الأَرضِ قَد جَمَعَتهُمُ
يَدُ اللَهِ وَالأَعمى المَريضَ فَأَبصَرا
إِلى خَيرِ أَهلِ الأَرضِ أُمّاً وَخَيرِهِم
أَباً وَأَخاً إِلّا النَبِيَّ وَعُنصُرا
سَأَثني عَلى خَيرِ البَرِيَّةِ وَالَّذي
عَلى الناسِ ناءَ الغَيثُ مِنهُ فَأَمطَرا
أَرى اللَهَ في كَفَّيكَ أَرسَلَ رَحمَةً
عَلى الناسِ مِلءَ الأَرضِ ماءً مُفَجَّرا
رَبيبُ مُلوكٍ في مَواريثَ لَم يَزَل
بِها مَلِكٌ إِن ماتَ أَورَثَ مِنبَرا
بَنَيتَ الَّذي أَحيا سُلَيمانَ وَاِبنَهُ
وَداوُدَ وَالجِنَّ الَّذي كانَ سَخَّرا
فَأَصبَحَ جِسراً خالِداً وَيَدُكُّهُ
إِذا دَكَّ عَن يَأجوجَ رَدماً فَنَشَّرا
بِقُوَّتِهِ اللَهُ الَّذي هُوَ باعِثٌ
عِباداً لَهُ مِن خَلقِهِ حينَ نَشَّرا
الفرزدق
الحمدان
05-13-2024, 06:18 PM
إِنَّ اِبنَ يوسُفَ مَحمودٌ خَلائِقُهُ
سيئانِ مَعروفُهُ في الناسِ وَالمَطَرا
هُوَ الشِهابُ الَّذي يُرمى العَدُوُّ بِهِ
وَالمَشرِفِيُّ الَّذي تُعصى بِهِ
مُضَرُ
لا يَرهَبُ المَوتَ إِنَّ النَفسَ باسِلَةٌ
وَالرَأيُ مُجتَمِعٌ وَالجودُ مُنتَشِرُ
أَحيا العِراقَ وَقَد ثَلَّت دَعائِمَهُ
عَمياءُ صَمّاءُ لا تُبقي وَلا تَذَرُ
الفرزدق
الحمدان
05-13-2024, 06:19 PM
شكواي أم نجواي في هذا الدجى
ونجوم ليلي حسّدي أم عوّدي
أمسيتُ في الماضي أعيش كأنما
قطع الزمان طريق أمسي عن غدي
والطير صادحةُ على أفنانها
تبكي الربى بأنينها المتجددِ
قد طال تسهيدي وطال نشيدها
ومدامعي كالطَّلِ في الغصنِ النَّدي
فإِلى متى صمتي كأني زهرة
خرساء لم تُرزًقْ براعة مُنْشدِ
الشريف الرضي
الحمدان
05-13-2024, 06:19 PM
لا تَحسَبي أني أُحبُّكِ مثلما
تتصوَّرينَ مَشاعري فوقَ الورقْ
أنا شاعرٌ في كلِّ شيءٍ إنما
عندَ الكتابةِ عن هوانا
أحتَرِقْ
لا تَحسَبي أن الكتابةَ عن هوانا عَبَّرَتْ
هي ليسَ إلا بعضَ دُخَّانٍ قَلقْ
إن المشاعرَ لا تُقاسُ بنظرةٍ أو لمسةٍ
أو ما بهِ يومًا لسانٌ قد نَطَقْ
فرقٌ كبيرٌ بينَ ما نُخفي ونُعلِنُ
في العواطفِ والعواصفِ والأرَقْ
حتى السكوتُ حبيبتي
لغَةٌ تُعبِّرُ في الهوى
فإذا سَكتْنا
فاعلمي أنَّا على وَشْكِ الغرقْ
عبدالعزيز جويدة
الحمدان
05-13-2024, 06:20 PM
أَيُّ الخَلائِقِ لَيسَت في رِقابِهِمُ
لَأَوَّلِيَّةِ هَذا أَو لَهُ نِعَمُ
مَن يَشكُرِ اللَهَ يَشكُر أَوَّلِيَّةَ ذا
فَالدينُ مِن بَيتِ هَذا نالَهُ الأُمَمُ
يُنمى إِلى ذُروَةِ الدينِ الَّتي قَصُرَت
عَنها الأَكُفُّ وَعَن إِدراكِها القَدَمُ
مَن جَدُّهُ دانَ فَضلُ الأَنبِياءِ لَهُ
وَفَضلُ أُمَّتِهِ دانَت لَهُ الأُمَمُ
مُشتَقَّةٌ مِن رَسولِ اللَهِ نَبعَتُهُ
وَفَضلُ أُمَّتِهِ دانَت لَهُ الأُمَمُ
يَنشَقُّ ثَوبُ الدُجى عَن نورِ غُرَّتِهِ
كَالشَمسِ تَنجابُ عَن إِشراقِها الظُلَمُ
مِن مَعشَرٍ حُبُّهُم دينٌ وَبُغضُهُمُ
كُفرٌ وَقُربُهُمُ مُنجىً وَمُعتَصَمُ
مُقَدَّمٌ بَعدَ ذِكرِ اللَهِ ذِكرُهُمُ
في كُلِّ بِدءٍ وَمَختومٌ بِهِ الكَلِمُ
إِن عُدَّ أَهلُ التُقى كانوا أَئمَّتَهُم
أَو قيلَ مَن خَيرُ أَهلِ الأَرضِ قيلَ هُمُ
لا يَستَطيعُ جَوادٌ بَعدَ جودِهِمُ
وَلا يُدانيهِمُ قَومٌ وَإِن كَرُموا
هُمُ الغُيوثُ إِذا ما أَزمَةٌ أَزَمَت
وَالأُسدُ أُسدُ الشَرى وَالبَأسُ مُحتَدِمُ
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً مِن أَكُفِّهِمُ
سِيّانِ ذَلِكَ إِن أَثرَوا وَإِن عَدِموا
يُستَدفَعُ الشَرُّ وَالبَلوى بِحُبِّهِمُ
وَيُستَرَبُّ بِهِ الإِحسانُ وَالنِعَمُ
الفرزدق
الحمدان
05-13-2024, 06:20 PM
يا ظَميَ وَيحَكِ إِنّي ذو مُحافَظَةٍ
أَنمي إِلى مَعشَرٍ شُمُّ الخَراطيمِ
مِن كُلِّ أَبلَجَ كَالدينارِ غُرَّتُهُ
مِن آلِ حَنظَلَةَ البيضِ المَطاعيمِ
يا لَيتَ شِعري عَلى قيلِ الوُشاةِ لَنا
أَصَرَّمَت حَبلَنا أَم غَيرَ مَصرومِ
أَم تَنشَحَنَّ عَلى الحَربِ الَّتي جَرَمَت
مِنّي فُؤادَ اِمرِئٍ حَرّانَ مَهيُومِ
أَهلي فِداؤُكِ مِن جارٍ عَلى عَرَضٍ
مُوَدَّعٍ لِفِراقٍ غَيرَ مَذمومِ
يَومَ العَناقَةِإِذ تُبدي نَصيحَتَها
سِرّاً بِمُضطَمِرِ الحاجاتِ مَكتومِ
تَقولُ وَالعيسُ قَد كانَت سَوالِفُها
دونَ المَوارِكِ قَد عيجَت بِتَقويمِ
أَلا تَرى القَومَ مِمّا في صُدورِهِمُ
كَأَنَّ أَوجُهَهُم تُطلى بِتَنّومِ
إِذا رَأَوكَ أَطالَ اللَهُ غَيرَتَهُم
عَضّوا مِنَ الغَيظِ أَطرافَ الأَباهيمِ
إِنّي بِها وَبِرَأسِ العَينِ مَحضَرُها
وَأَنتَ ناءٍ بِجَنبي رَعنَ مَقرومِ
لا كَيفَ إِلّا عَلى غَلباءَ دَوسَرَةٍ
تَأوي إِلى عَيدَةٍ لِلرَحلِ مَلمومِ
صَهباءَ قَد أَخلَفَت عامَينِ باذِلَها
تَلُطُّ عَن جاذِبِ الأَخلافِ مَعقومِ
إِحدى اللَواتي إِذا الحادي تَناوَلَها
مَدَّت لَها شَطَنَ القودِ العَياهيمِ
حَتّى يُرى وَهوَ مَحزومٌ كَأَنَّ بِهِ
حُمّى المَدينَةِ أَو داءَن مِنَ المومِ
الفرزدق
الحمدان
05-13-2024, 06:20 PM
صَيداءَ شَأمِيَّةٍ حَرفٍ كَمُشتَرِفٍ
إِلى الشِخاصِ مِنَ التَضغانِ مَبحومِ
أَو أَخدَرِيَّ فَلاةٍ ظَلَّ مُرتَبِئاً
عَلى صَريمَةِ أَمرٍ غَيرِ مَقسومِ
جَونٌ يُؤَجِّلُ عاناتٍ وَيَجمَعُها
حَولَ الخُدادَةِ أَمثالَ الأَناعيمِ
رَعى بِها أَشهُراً يَقرو الخَلاءَ بِها
مُعانِقاً لِلهَوادي غَيرَ مَظلومِ
شَهرَي رَبيعٍ يَلُسُّ الأَرضَ مونِقَةً
إِلى جُمادى بِزَهرِ النورِ مَعمومِ
بِالدَحلِ كُلَّ ظَلامٍ لا تَزالُ لَهُ
حَشرَجَةٌ أَو سَحيلٌ بَعدَ تَدويمِ
حَتّى إِذا أَنفَضَ البُهمى وَكانَ لَهُ
مِن ناصِلٍ مِن سَفاها كَالمَخاذيمِ
تَذَكَّرَ الوِردَ وَاِنضَمَّت ثَميلَتُهُ
في بارِحٍ مِن نَهارِ النَجمِ مَسمومِ
أَرَنَّ وَاِنتَظَرَتهُ أَينَ يَعدِلُها
مُكَدَّحاً بِجَنينٍ غَيرِ مَهشومِ
غاشي المَخارِمِ ما يَنفَكُّ مُغتَصِباً
زَوجاتِ آخَرَ في كُرهٍ وَتَرغيمِ
وَظَلَّ يَعدِلُ أَيَّ المَورِدَينِ لَها
أَدنى بِمُنخَرِقِ القيعانِ مَسؤومِ
أَضارِجاً أَم مِياهِ السَيفِ يَقرِبُها
كَضارِبٍ بِقِداحِ القَسمِ مَأمومِ
حَتّى إِذا جَنَّ داجي اللَيلِ هَيَّجَها
ثَبتُ الخَبارِ وَثَوبٌ لِلجَراثيمِ
يَلُمُّها مُقرِباً لَولا شَكاسَتُهُ
يَنفي الجِحاشَ وَيُزري بِالمَقاحيمِ
حَتّى تَلاقى بِها في مُسيِ ثالِثَةٍ
عَيناً لَدى مَشرَبٍ مِنهُنَّ مَعلومِ
خافَ عَلَيها بَحيراً قَد أَعَدَّ لَها
في غامِضٍ مِن تُرابِ الأَرضِ مَدمومِ
الفرزدق
الحمدان
05-13-2024, 06:23 PM
لَقَد سَرَّني أَن لا تَعُدُّ مُجاشِعٌ
مِنَ الفَخرِ إِلّا عَقرَ نابٍ بِصَوأَرِ
أَنابُكَ أَم قَومٌ تَفُضُّ سُيوفُهُم
عَلى الهامِ ثِنيَي بَيضَةِ المُتَجَبِّرِ
لَعَمري لَنِعمَ المُستَجارونَ نَهشَلٌ
وَحَيُّ القِرى لِلطارِقِ المُتَنَوِّرِ
فَوارِسُ لا يَدعونَ يالَ مُجاشِعٍ
إِذا بَرَزَت ذاتُ العَريشِ المُخَدَّرِ
لَعَمري لَقَد أَردى هِلالَ بنَ عامِرٍ
بِتَنهِيَةِ المِرباعِ رَهطُ المُجَشَّرِ
وَما زِلتَ مُذ لَم تَستَجِب لَكَ نَهشَلٌ
تُلاقي صُراحِيّاً مِنَ الذُلِّ فَاِصبِرِ
وَعافَت بَنو شَيبانَ حَوضَ مُجاشِعٍ
وَشَيبانُ أَهلُ الصَفوِ غَيرِ المُكَدَّرِ
وَلَو غَضِبَت في شَأنِ حَدراءَ نَهشَلٌ
سَمَوها بِدُهمِ أَو غَزَوها بِأَنسُرِ
وَلَو في رِياحٍ حَلَّ جارُ مُجاشِعٍ
لَما باتَ رَهناً لِلقَليبِ المُغَوَّرِ
وَما غَرَّهُم مِن ثَأرِهِم عُقَدُ المُنى
وَلا عَقدَ إِلّا عَقدُ جارٍ مُشَمِّرِ
وَقَد سَرَّني أَلّا تَعُدَّ مُجاشِعٌ
مِنَ المَجدِ إِلّا عَقرَ نابٍ بِصَوأَرِ
وَأَنتُم قُيونٌ تَصلُقونَ سُيوفَنا
وَنَعصى بِها في كُلِّ يَومٍ مُشَهَّرِ
فَوارِسُ كَرّارونَ في حَومَةِ الوَغى
إِذا خَرَجَت ذاتُ العَريشِ المُخَدَّرِ
جرير
الحمدان
05-13-2024, 06:23 PM
عَفا ذو حُمامٍ بَعدَنا وَحَفيرُ
وَبِالسِرِّ مَبدىً مِنهُمُ وَحُضورُ
تَكَلَّفتَها لا دانِياً مِنكَ وَصلُها
وَلا صَرمُها شَيءٌ عَلَيكَ يَسيرُ
لَئِن يُسلِمِ اللَهُ المَراسيلَ بِالضُحى
وَمَرُّ القَوافي يَهتَدي وَيَجورُ
تُبَلِّغ بَني نَبهانَ مِنّي قَصائِداً
تَطالَعُ مِن سَلمى وَهُنَّ وُعورُ
وَأَعوَرَ مِن نَبهانَ يَعوي وَدونَهُ
مِنَ اللَيلِ بابا ظُلمَةٍ وَسُتورِ
دَعا وَهوَ حَيٌّ مِثلَ مَيتٍ وَإِن يَمُت
فَهَذا لَهُ بَعدَ المَماتِ نُشورُ
رَفَعتُ لَهُ مَشبوبَةً يُهتَدى بِها
يَكادُ سَناها في السَماءِ يَطيرُ
فَلَمّا اِستَوى جَنباهُ ضاحَكَ نارَنا
عَظيمُ أَفاعي الحالِبَينِ ضَريرُ
أَخو البُؤسِ أَمّا لَحمُهُ عَن عِظامِهِ
فَعارٍ وَأَمّا مُخُّهُنَّ فَريرُ
فَقُلتُ لِعَبدَينا أَديرا رَحاكُما
فَقَد جاءَ زَحّافُ العَشِيِّ جَرورُ
أَبو مَنزِلِ الأَضيافِ يَغشَونَ نارَهُ
وَيَعرِفُ حَقَّ النازِلينَ جَريرُ
إِذا لَم يُدِرّوا عاتِماً عَطَفَت لَهُم
سَريعَةُ إِبشارِ اللِقاحِ دَرورُ
وَجَدنا بَني نَبهانَ أَذنابَ طَيِّئٍ
وَلِلناسِ أَذنابٌ تُرى وَصُدورُ
تَرى شَرَطَ المِعزى مُهورَ نِسائِهِم
وَفي قَزَمِ المِعزى لَهُنَّ مُهورُ
إِذا حَلَّ مِن نَبهانَ أَذنابُ ثَلَّةٍ
بِأَوشالِ سَلمى دِقَّةٌ وَفُجورُ
وَأَعوَرَ مِن نَبهانَ أَمّا نَهارُهُ
فَأَعمى وَأَمّا لَيلُهُ فَبَصيرُ
جرير
الحمدان
05-13-2024, 06:23 PM
طَرِبتَ وَهاجَ الشَوقَ مَنزِلَةٌ قَفرُ
تَراوَحَها عَصرٌ خَلا دونَهُ عَصرُ
أَقولُ لِعَمروٍ يَومَ جُمدى نَعامَةٍ
بِكَ اليَومَ بَأسٌ لا عَزاءٌ وَلا صَبرُ
أَلا تَسأَلانِ الجَوَّ جَوَّ مُتالِعٍ
أَما بَرِحَت بَعدي يَجودَةُ وَالقَصرُ
أَقولُ وَذاكُم لِلعَجيبِ الَّذي أَرى
أَمالَ اِبنَ مالٍ ما رَبيعَةُ وَالفَخرُ
أَساؤوا فَكانَت مِن رَبيعَةَ عادَةً
بِأَن لا يَزالوا نازِلينَ وَلا يَقروا
يُحالِفُهُم فَقرٌ قَديمٌ وَذِلَّةٌ
وَبِئسَ الحَليفانِ المَذَلَّةُ وَالفَقرُ
فَصَبراً عَلى ذُلٍّ رَبيعَ بنَ مالِكٍ
وَكُلُّ ذَليلٍ خَيرُ عادَتِهِ الصَبرُ
وَأَكثَرَ ما كانَت رَبيعَةُ أَنَّها
خِباءانِ شَتّى لا أَنيسٌ وَلا قَفرُ
بِأَيِّ قَديمٍ يا رَبيعَ بنَ مالِكٍ
وَأَنتُم ذُنابى لا يَدانِ وَلا صَدرُ
إِذا قيلَ يَوماً يالَ حَنظَلَةَ اِركَبوا
نَزَلتَ بِقِرواحٍ وَطَمَّ بِكَ البَحرُ
جرير
الحمدان
05-13-2024, 06:24 PM
قُل لِلدِيارِ سَقى أَطلالَكَ المَطَرُ
قَد هِجتِ شَوقاً وَماذا تَنفَعُ الذِكَرُ
أُسقيتِ مُحتَفِلاً يَستَنُّ وابِلُهُ
أَو هاطِلاً مُرثَعِناً صَوبُهُ دِرَرُ
إِذِ الزَمانُ زَمانٌ لا يُقارِبُهُ
هَذا الزَمانُ وَإِذ في وَحشِهِ غِرَرُ
إِنَّ الفُؤادَ مَعَ الظُعنِ الَّتي بَكَرَت
مِن ذي طُلوحٍ وَحالَت دونَها البُصَرُ
قالوا لَعَلَّكَ مَحزونٌ فَقُلتُ لَهُم
خَلّوا المَلامَةَ لا شَكوى وَلا عِذَرُ
إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ الَبَينَ يَومَ غَدَوا
مِن دارَةِ الجَأبِ إِذ أَحداجُهُم زُمَرُ
لَمّا تَرَفَّعَ مِن هَيجِ الجَنوبِ لَهُم
رَدّوا الجِمالَ لِإِصعادٍ وَما اِنحَدَروا
مِن كُلِّ أَصهَبَ أَسرى في عَقيقَتِهِ
نَسقٌ مِنَ الرَوضِ حَتّى طُيِّرَ الوَبَرُ
بُزلٌ كَأَنَّ الكُحَيلَ الصِرفَ ضَرَّجَها
حَيثُ المَناكِبُ يَلقى رَجعَها القَصَرُ
أَبصَرنَ أَنَّ ظُهورَ الأَرضِ هائِجَةٌ
وَقَلَّصَ الرَطبُ إِلّا أَن يُرى سِرَرُ
هَل تُبصِرانِ حُمولَ الحَيِّ إِذ رُفِعَت
حَيٌّ بِغَيرِ عَباءِ المَوصِلِ اِختَدَروا
قالوا نَرى الآلَ يَزهى الدَومَ أَو ظُعُناً
يا بُعدَ مَنظَرِهِم ذاكَ الَّذي نَظَروا
ماذا يَهيجُكَ مِن دارٍ وَمَنزِلَةٍ
أَم ما بُكاؤُكَ إِذ جيرانُكَ اِبتَكَروا
نادى المُنادي بِبَينِ الحَيِّ فَاِبتَكَروا
مِنّا بُكوراً فَما اِرتابوا وَما اِنتَظَروا
حاذَرتُ بَينَهُمُ بِالأَمسِ إِذ بَكَروا
مِنّا وَما يَنفَعُ الإِشفاقُ وَالحَذَرُ
كَم دونَهُم مِن ذُرى تيهٍ مُخَفِّقَةٍ
يَكادُ يَنشَقُّ عَن مَجهولِها البَصَرُ
إِنّا بِطِخفَةَ أَو أَيّامِ ذي نَجَبٍ
نِعمَ الفَوارِسُ لَمّا اِلتَفَّتِ العُذَرُ
لَم يُخزِ أَوَّلَ يَربوعٍ فَوارِسُهُم
وَلا يُقالُ لَهُم كَلّا إِذا اِفتَخَروا
سائِل تَميماً وَبَكراً عَن فَوارِسِنا
حينَ اِلتَقى بِإِيادِ القُلَّةِ الكَدَرُ
لَولا فَوارِسُ يَربوعٍ بِذي نَجبٍ
ضاقَ الطَريقُ وَعَيَّ الوِردُ وَالصَدَرُ
إِن طارَدوا الخَيلَ لَم يُشوُوا فَوارِسَها
أَو واقَفوا عانَقوا الأَبطالَ فَاِهتُصِروا
نَحنُ اِجتَبَينا حِياضَ المَجدِ مُترَعَةً
مِن حَومَةٍ لَم يُخالِط صَفوَها كَدَرُ
إِنّا وَأُمُّكَ ما تُرجى ظُلامَتُنا
عِندَ الحِفاظِ وَما في عَظمِنا خَوَرُ
تَلقى تَميماً إِذا خاضَت قُرومُهُمُ
حَومَ البُحورِ وَكانَت غَمرَةً جُسروا
هَل تَعرِفونَ بِذي بَهدى فَوارِسَنا
يَومَ الهُذَيلِ بِأَيدي القَومِ مُقتَسَرُ
الضارِبينَ إِذا ما الخَيلُ ضَرَّجَها
وَقعُ القَنا وَاِلتَقى مِن فَوقِها الغَبَرُ
إِنَّ الهُذَيلَ بِذي بَهدى تَدارَكَهُ
لَيثٌ إِذا شَدَّ مِن نَجداتِهِ الظَفَرُ
أَرجو لِتَغلِبَ إِذ غَبَّت أُمورُهُمُ
أَلّا يُبارِكَ في الأَمرِ الَّذي اِئتَمَروا
خابَت بَنو تَغلِبٍ إِذ ضَلَّ فارِطُهُم
حَوضَ المَكارِمِ إِنَّ المَجدَ مُبتَدَرُ
الظاعِنونَ عَلى العَمياءِ إِن ظَعَنوا
وَالسائِلونَ بِظَهرِ الغَيبِ ما الخَبَرُ
وَما رَضيتُم لِأَجسادٍ تُحَرِّقُهُم
في النارِ إِذ حَرَّقَت أَرواحَهُم سَقَرُ
الآكِلونَ خَبيثَ الزادِ وَحدَهُمُ
وَالنازِلونَ إِذا واراهُمُ الخَمَرُ
يَحمي الَّذينَ بِبَطحاوَي مِنىً حَسَبي
تِلكَ الوُجوهُ الَّتي يُسقى بِها المَطَرُ
أَعطوا خُزَيمَةَ وَالأَنصارَ حُكمَهُمُ
وَاللَهُ عَزَّزَ بِالأَنصارِ مَن نَصَروا
إِنّي رَئيتُكُمُ وَالحَقُّ مَغضَبَةٌ
تَخزَونَ أَن يُذكَرَ الجَحّافُ أَو زُفَرُ
قَوماً يُرَدّونَ سَرحَ القَومِ عادِيَةً
شُعثَ النَواصي إِذا ما يُطرَدُ العَكَرُ
إِنَّ الأُخَيطِلَ خِنزيرٌ أَطافَ بِهِ
إِحدى الدَواهي الَّتي تُخشى وَتُنتَظَرُ
قادوا إِلَيكُم صُدورَ الخَيلِ مُعلِمَةً
تَغشى الطِعانَ وَفي أَعطافِها زَوَرُ
كانَت وَقائِعُ قُلنا لَن تُرى أَبَداً
مِن تَغلِبٍ بَعدَها عَينٌ وَلا أَثَرُ
حَتّى سَمِعتُ بِخِنزيرٍ ضَغا جَزَعاً
مِنهُم فَقُلتُ أَرى الأَمواتَ قَد نُشِروا
أَحيائُهُم شَرُّ أَحياءٍ وَأَلأَمُهُ
وَالأَرضُ تَلفُظُ مَوتاهُم إِذا قُبِروا
رِجسٌ يَكونُ إِذا صَلّوا أَذانُهُمُ
قَرعُ النَواقيسِ لا يَدرونَ ما السُوَرُ
فَما مَنَعتُم غَداةَ البِشرِ نِسوَتَكُم
وَلا صَبَرتُم لِقَيسٍ مِثلَ ما صَبَروا
أَسلَمتُمُ كُلَّ مُجتابٍ عَباءَتَهُ
وَكُلَّ مُخضَرَةِ القُربَينِ تُبتَقَرُ
هَلّا سَكَنتُم فَيُخفي بَعضَ سَوأَتِكُم
إِذ لا يُغَيَّرُ في قَتلاكُمُ غِيَرُ
يا اِبنَ الخَبيثَةِ ريحاً مَن عَدَلتَ بِنا
أَم مَن جَعَلتَ إِلى قَيسٍ إِذا ذَخَروا
قَيسٌ وَخِندِفُ أَهلُ المَجدِ قَبلَكُمُ
لَستُم إِلَيهِم وَلا أَنتُم لَهُم خَطَرُ
موتوا مِنَ الغَيظِ غَمّاً في جَزيرَتِكُم
لَم يَقطَعوا بَطنَ وادٍ دونَهُ مُضَرُ
ما عُدَّ قَومٌ وَإِن عَزّوا وَإِن كَرَموا
إِلّا اِفتَخَرنا بِحَقٍّ فَوقَ ما اِفتَخَروا
نَرضى عَنِ اللَهِ أَنَّ الناسَ قَد عَلِموا
أَن لَن يُفاخِرَنا مِن خَلقِهِ بَشَرُ
وَما لِتَغلِبَ إِن عَدَّت مَساعيها
نَجمٌ يُضيءُ وَلا شَمسٌ وَلا قَمَرُ
كانَت بَنو تَغلِبٍ لا يَعلُ جَدُّهُمُ
كَالمُهلَكينَ بِذي الأَحقافِ إِذ دَمَروا
صُبَّت عَلَيهِم عَقيمٌ ما تُناظِرُهُم
حَتّى أَصابَهُمُ بِالحاصِبِ القَدَرُ
تَهجونَ قَيساً وَقَد جَذّوا دَوابِرَكُم
حَتّى أَعَزَّ حَصاكَ الأَوسُ وَالنَمِرُ
إِنّي نَفَيتُكَ عَن نَجدٍ فَما لَكُمُ
نَجدٌ وَمالَكَ مِن غورِيِّهِ حَجَرُ
تَلقى الأُخَيطِلَ في رَكبٍ مَطارِفُهُم
بَرقُ العَباءِ وَما حَجّوا وَما اِعتَمَروا
الضاحِكينَ إِلى الخِنزيرِ شَهوَتَهُ
يا قُبِّحَت تِلكَ أَفواهاً إِذا اِكتَشَروا
وَالمُقرِعينَ عَلى الخِنزيرِ مَيسِرَهُم
بِئسَ الجَزورُ وَبِئسَ القَومُ إِذ يَسَروا
وَالتَغلِبِيُّ لَئيمٌ حينَ تَجهَرُهُ
وَالتَغلِبِيُّ لَئيمٌ حينَ يُختَبَرُ
وَالتَغلَبِيُّ إِذا تَمَّت مُروأَتُهُ
عَبدٌ يَسوقُ رِكابَ القَومِ مُؤتَجَرُ
نِسوانُ تَغلِبَ لا حِلمٌ وَلا حَسَبٌ
وَلا جَمالٌ وَلا دينٌ وَلا خَفَرُ
ما كانَ يَرضى رَسولُ اللَهِ دينَهُمُ
وَالطَيِّبانِ أَبو بَكرٍ وَلا عُمَرُ
جاءَ الرَسولُ بِدينِ الحَقِّ فَاِنتَكَثوا
وَهَل يَضيرُ رَسولَ اللَهِ أَن كَفَروا
يا خُزرَ تَغلِبَ إِنَّ اللُؤمَ حالَفَكُم
ما دامَ في مارِدينَ الزَيتُ يَعتَصَرُ
تَسَربَلوا اللُؤمَ خَلقاً مِن جُلودِهِمُ
ثُمَّ اِرتَدوا بِثِيابِ اللُؤمِ وَاِتَّزَروا
الشاتِمينَ بَني بَكرٍ إِذا بَطِنوا
وَالجانِحينَ إِلى بَكرٍ إِذا اِفتَقَروا
جرير
الحمدان
05-13-2024, 06:24 PM
أَعوذُ بِاللَهِ العَزيزِ الغَفّار
وَبِالإِمامِ العَدلِ غَيرِ الجَبّار
مِن ظُلمِ حِمّانَ وَتَخريبِ الدار
فَاِسأَل بَني صَحبٍ وَرَهطَ الجَرّار
وَالسَلَمِيِّينَ العِظامَ الأَخطار
وَالقُرَشِيِّينَ ذَوي السَيحِ الجار
هَل كانَ قَبلَ حَفرِنا مِن مِحفار
أَو كانَ مِن وِردٍ بِهِ أَو إِصدار
حَفَرتُها وَهيَ كِناسُ البَقّار
مُقفِرَةُ الجَوفِ أَشَدُّ الإِقفار
يَمشي بِها كُلُّ مُوَشّى بَربار
مُوَشَّمُ الأَكرُعِ فيها جَأآر
يَهُزُّ رَوقَيهِ كَهَزِّ الإِسوار
تَكَسُّرَ المِنقارِ بَعدَ المِنقار
بَعدَ دَمِ الكَفِّ وَنَزعِ الأَظفار
يَصهَلنَ في الجُبِّ صَهيلَ الأَمهار
في الجَبَلِ الأَصَمِّ غَيرِ الخَوّار
فَسائِلِ الجيرانَ عَن جارِ الدار
فَالجارُ قَد يَعلَمُ أَخبارَ الجار
وَاِحكُم عَلى تَبَيُّنٍ وَاِستِبصار
يا لَيتَنا وَنَمِرَ بنَ أَنمار
وَالهَوبَرَ بنَ الهِنبَرِ بنِ الهَبّار
عِندَ مُصَلّى البَيتِ دونَ الأَستار
مَقامُ إِبراهيمَ حَيثُ الأَحجار
وَيَرفَعُ السَترَ بَنو عَبدِ الدار
ثُمَّ حَلَفنا بِالعَزيزِ الغَفّار
جرير
الحمدان
05-13-2024, 06:24 PM
أَلا يالَ قَومٍ مِن مَلامَةِ عَيثَمٍ
وَداري بِجَوِّ الأَخنَسِيَّةِ دارِيا
تَلومُ عَلى عَضِّ الزَمانِ وَلَم تَدَع
سَناماً وَلا مُخّاً مِنَ العَظمِ وارِيا
الحمدان
05-13-2024, 06:25 PM
فِدىً لِبَني سَعدِ بنِ ضَبَّةَ خالَتي
إِذا أَفزَعَ الرَوعُ السَوامَ المُنَفَّرا
هُمُ قَتَلوا صَبراً شُتَيرَ بنَ خالِدٍ
وَأَبكَوا لِبِسطامٍ مَآتِمَ حُسَّرا
وَهُم عَصَّبوا يَومَ الشَقيقَةِ رَأسَهُ
رَقيقَ النَواحي لا رِداءً مُحَبَّرا
فَلَمّا أَتى الصَهباءَ مَوقِعُهُم بِهِ
دَعَت وَيلَها وَاِستَعجَلَت أَن تَخَمَّرا
جرير
الحمدان
05-13-2024, 06:25 PM
أَتَذكُرُهُم وَحاجَتُكَ اِدِّكارُ
وَقَلبُكَ في الظَعائِنِ مُستَعارُ
عَسَفنَ عَلى الأَماعِزِ مِن حُبَيٍّ
وَفي الأَظعانِ عَن طَلَحَ اِزوِرارُ
وَقَد أَبكاكَ حينَ عَلاكَ شَيبٌ
بِتوضِحَ أَو بِناظِرَةَ الدِيارُ
فَتَحيا مَرَّةً وَتَموتُ أُخرى
وَتَمحوها البَوارِحُ وَالقُطارُ
فَدارَ الحَيِّ لَستِ كَما عَهِدنا
وَأَنتِ إِذا الأَحِبَّةُ فيكِ دارُ
وَكُنتُ إِذا سَمِعتُ لِذاتِ بَوٍّ
حَنيناً كادَ قَلبي يُستَطارُ
أَتَنفَعُكَ الحَياةُ وَأُمُّ عَمروٍ
قَريبٌ لا تَزورُ وَلا تُزارُ
وَقَد لَحِقَ الفَرَزدَقُ بِالنَصارى
لِيَنصُرَهُم وَلَيسَ بِهِ اِنتِصارُ
وَيَسجُدُ لِلصَليبِ مَعَ النَصارى
وَأَفلَجَ سَهمُنا فَلَنا الخِيارُ
تُخاطِرُ مِن وَراءِ حِمايَ قَيسٌ
وَخِندِفُ عَزَّ ما حُمِيَ الذِمارُ
أَقَينٌ يا تَميمُ يَعيبُ قَيساً
يَطيرُ عَلى لَهازِمِهِ الشَرارُ
أَخاكُم يا تَميمُ وَمَن يُحامي
وَأُمُّ الحَربِ مُجلِبَةٌ نَوارُ
وَيَعلَمُ مَن يُحارِبُ أَنَّ قَيساً
صَناديدٌ لَها اللُجَجُ الغِمارُ
وَقَيسٌ يا فَرَزدَقُ لَو أَجاروا
بَني العَوامِ ما اِفتُضِحَ الجِوارُ
إِذاً لَحَمى فَوارِسُ غَيرُ ميلٍ
إِذا ما اِمتَدَّ في الرَهَجِ الغُبارُ
وَكَرّوا كُلَّ مُقرَبَةٍ سَبوحٍ
وَطَرفٍ في حَوالِبِهِ اِضطِمارُ
غَدَرتُم بِالزُبَيرِ وَما وَفَيتُم
فَداديناً يَبيتُ لَها خُوارُ
فَما رَضيَت بِذِمَّتِكُم قُرَيشٌ
وَما بَعدَ الزُبَيرِ بِهِ اِغتِرارُ
جرير
الحمدان
05-13-2024, 07:18 PM
لمّا التقيتكِ أحيا الحُبُّ أورِدتي
وأيقظَ النبضَ في روحي وأحياها
كأنّ دُنيايَ أهدتْني سعادتها
فما أرقّ وما أحلى هداياها
فيا لِبهجةِ عينٍ أنتِ ساكِنها
ويا لِفرحةِ رُوحٍ أنتِ دُنياها
فأنتِ ألطف إحساسٍ جرى بِدَمي
وأنتَ أجملُ أقداري وأحلاها
......
الحمدان
05-13-2024, 07:20 PM
يا قلبُ ليتكَ أُمِّيُّ الهوى؛ فإذا
حانَ اختبارُكَ لم تُسألْ ولم تُجِبِ
وليت شوقَك لا نَسلٌ ولا وَلدٌ
وليتَ شمسَكَ لم تُشرِقْ ولم تَغِبِ
ما أنصفوكَ ولو في حُبّهم عدَلوا
لأسكنوكَ بجوف القلبِ والهُدُبِ
كم من رسائل حبٍّ حين تكتبُها
يطيرُ سربُ حماماتٍ من الكُتب
......
الحمدان
05-13-2024, 07:29 PM
عَشِقتُكُم لِخِلَالٍ كُنتُ أَعرِفُهَا
وَإِنَّمَا تُعشَقُ الأَخلَاقُ وَالشِّيَمُ
لَا تَنقُضُوا ذِمَمِي بَعدَ الوَفَاءِ بِهَا
إِنَّ الكِرَامَ لَدَيهَا تُحفَظُ الذِّمَمُ
.....
الحمدان
05-14-2024, 11:19 AM
تَختالُ مِثلُ الرَّشا مِن حُسنِ مَشيَتِها
خَلخالُها الوَردُ والسّاقانِ مِن لَبَنِ
بَيضاءُ كَالُّلؤلؤِ المَكنونِ طَلعتُها
وَالعَينُ عَينُ المَها، وَالصَّدرُ كَالوَطَنِ
تُخفي الطّفولةَ في أعماقِ مُقلتِها
وَالوَجهُ بَدرٌ بَدا مِن عَتمةِ الزّمَنِ
تُبدي التَّبَسُّمَ وَالأَحداقُ دامِعَةٌ
وَالشَّعرُ نَسجُ المَسا المَصبوغِ بِالحَزَنِ
.....
الحمدان
05-14-2024, 11:20 AM
إنَّ الجراح إذا خبَّأتَها شُفيت
فاكتُم جراحك، لا تخبر بها أحدَا
كم من كليمٍ شكا للناسِ لوعتهُ
فزادهُ الناس وجدًا فوق ما وجدَا
......
الحمدان
05-14-2024, 11:20 AM
تنوين هجري أم مللتِ محبتي
أم أنّ شيئاً يا حبيبة شاغلُك
إني بقيت على ضفافك راجياً
فمتى تهلُّ أيا حبيب مواصلك
ما كنت أحسب أن تغيبي لحظةً
أوهكذا في الغرام فعائلك
......
الحمدان
05-14-2024, 11:22 AM
وجئتُ إليكَ لا أدري
أتقبلُ بي، بعلّاتي؟
قصدتُ البابَ أطرقهُ
فلم تسأل من الآتي
وجئتَ إليَّ في لُطفٍ
يُهدهِدُ رَوعي العاتي
أقولُ طوتني الدُّنيا
تقولُ أنا لها الطاوي
.....
الحمدان
05-14-2024, 11:23 AM
العيدُ أنتَ وأعيادُ الوَرَى تبَعٌ
لسـتُ أُهَنِّيْكَ بلْ فيكَ أُهَنِّيْها
العيدُ أهزوجةُ الأفراحِ تنظمُها
أنتَ ابتهاجًا فتشجيني فأرويها
العيدُ يومٌ كأيامٍ لنا سَلَفَتْ
لولا الأحبّةُ ما طابتْ لياليها
العيدُ أنتَ فطِبْ عيدًا فبهجتُهُ
تظلُّ ناقصةً ما لم تكنْ فيها
.....
الحمدان
05-14-2024, 11:24 AM
وإذا شبابُك ضاع خلفَ قصيدةٍ
خَذَلَتكَ، فابكِ قصيدةً وشبابا
وكفى بحُزنِكَ أن يَزيدَ قصيدةً
وكفى القصائدَ أن تَصيرَ كِتابا
يَتغافَلُ الأَحبابُ عن أَوجاعِنا
وغَدًا نَموتُ لِنُوجِعَ الأحبابا
يحيى الحمادي
الحمدان
05-14-2024, 11:25 AM
زرعتُ بخدَّيْكَ وردي و فُلِّي
وكنتَ بقائي وسفري وحِلِّي
وكنتَ احتوائي وكل انتمائي
و جذوة ناري و هدأة ظلِّي
وما كنتُ أنسى هواكَ لأنِّي
يُحبك بعضي وجُزئي وكُلِّي
.....
الحمدان
05-14-2024, 11:28 AM
أتيت نحوكِ كل الأرض تتبعني
مشيًا على النار والآتون ماوصلوا
أتيتكِ الآن قلبا متعبًا وجلاً
فهل تردين قلبًا هده الوجلُ
.....
الحمدان
05-14-2024, 11:29 AM
لا شَيءَ أكثر مِن عَينَيكِ يُغرِيني
مَهما رَأيتُ عُيوناً لَيسَ تَعنِيني
جَلّ الذِي فِيهِما قَد شاءَ مُعجِزةً
قَد أبدَعَ اللهُ فِي رَسمٍ وتَلوِينِ
عَيناكِ نَهرانِ مِن شَهدٍ بلا كَدَرٍ
لَو نَظرَةٌ مِنهُمَا بِالحُبِّ تَسقِينِي
أبحَرتُ نَحوَهمَا أَخشَى بِعُمقِهِمَا
ضَياعَ عَقلِي فَأهذي كالمَجَانينِ
......
الحمدان
05-14-2024, 11:30 AM
من أين تأتي بالفصاحةِ كُلها
وأنا يتوهُ على فمي التعبيرُ ؟
أنا في الهوى لا حول لي أو قوةٍ
إن المحب بطبعهِ مكسورُ
يا هادئ الأعصابِ إنك ثابتٌ
وأنا على ذاتي أدور.. أدورُ
......
الحمدان
05-14-2024, 11:33 AM
وإذا أتتكَ من الحياةِ عوارضٌ
كانت لسعيكَ في المطامح كابتة
غيّر سبيلكَ لا مبادئكَ التي
فيها فؤادكَ قد أصاب منابته
أو ما ترى الأشجار حولك غيرت
أوراقها .. أما الجذور فثابتة
......
الحمدان
05-14-2024, 11:34 AM
لا شَيءَ أكثر مِن عَينَيكِ يُغرِيني
مَهما رَأيتُ عُيوناً لَيسَ تَعنِيني
جَلّ الذِي فِيهِما قَد شاءَ مُعجِزةً
قَد أبدَعَ اللهُ فِي رَسمٍ وتَلوِينِ
عَيناكِ نَهرانِ مِن شَهدٍ بلا كَدَرٍ
لَو نَظرَةٌ مِنهُمَا بِالحُبِّ تَسقِينِي
أبحَرتُ نَحوَهمَا أَخشَى بِعُمقِهِمَا
ضَياعَ عَقلِي فَأهذي كالمَجَانينِ
......
الحمدان
05-14-2024, 11:35 AM
ما زلتَ تبحثُ في دروب وصالنا؟
أتظن بالوعد الكذوب أسرتني!
لا تبتغي عطفًا بظل سحابتي
كلا ولو عاد الحنينُ وجئتني
أو تحسبنّ الشوق بات مُعذبي
لا والذي أغراك حين هجرتني
غيري على كف الوصال حملتهُ
وأنا الوفي الحرُّ غدرًا خنتني
فارحل ودعني أستعيدُ ملامحي
ودع الزمانَ يريك كيف أضعتني
......
الحمدان
05-14-2024, 11:37 AM
كتمْتُ آلام الحنين فأفصحَتْ
عيني وأنطقها الفؤادُ بأدمعي
الكلُّ يسمع في الوداع حنيننا
لكنّ أصدقه الذي لم يُسمعِ
ورجوتُ عيني أن تكفّ دموعها
يومَ الوداعِ نشدتُها لاتدمعي
أغمضتُها كي لاتفيضَ فأمطرت
ايقنتُ أنّي لستُ أملك مدمَعي
ورأيتُ حلماً أنني ودَّعْتُهم
فبكيتُ مِن ألم الحنين وهُم معي
مُرٌ عليَّ بأن أُودّعَ زائرًا
كيفَ الذين حملتُهُم في أضلُعي
محمد المقرن
الحمدان
05-14-2024, 11:38 AM
وأبحث عني رويدًا رويدًا
ويغلق دوني سبيل التمني
ولا زلت جلڈا أخوض الحياة
وكم كان سهلا سبيل التجني
فأجرح يوما وأفرح يوما
وأكسر يوما .. ويوما أغني
وكانت أغاني لحنا خفيًا
رسائل حب إلي .. ومني
......
الحمدان
05-14-2024, 11:41 AM
داواك بالأدواء فهي نعوتُ
إن الصراخ إذا استبد سكوتُ
ودمٌ تداوله العروق مدامعٌ
خشيت ملاما فالأسى مكبوتُ
من علم الدنيا تكلّمنا لكي
تدلي الدماء بسرها وتُميتُ
ومن الذي أجرى الزمان إلى الردى
نهرًا كأن حدوده التابوتُ
سبحانك اللهم كم من عبرةٍ
أحيت سقيم الروح وهو يموت
إن الذي ملأ القلوب هشاشة
جعل المواجع همَّها التثبيتُ
كريم العراقيâپ©
الحمدان
05-14-2024, 11:43 AM
صبرتُ على إيلامه خوف نقصه
وَمَنْ لامَ مَن لا يَرْعوِي كانَ ألوَمَا
هي الكفُّ مضٌّ تركها بعد دائها
وإن قُطعتْ شانت ذراعًا ومعصما
أرَاكَ عَلى قَلبي-وَإنْ كنتَ عَاصيًا
أعَزَّ مِنَ القَلْبِ المُطيعِ وَأكْرَمَا
حملتُك حَمْلَ العينِ لجَّ بها القذى
ولا تنجلي يومًا ولا تبلغِ العمى
دعِ المرء مطويًا على ذممته
ولا تنشر الداء العضال فتندما
إذا العُضْوُ لَمْ يُؤلِمْكَ إلاّ قَطَعتَهُ
على مضضٍ، لم تُبْقِ لحمًا ولا دما
ومن لم يوطّنْ للصغير من الأذى
تَعَرّضَ أنْ يَلْقَى أجَلّ وَأعظَمَا
......
الحمدان
05-14-2024, 11:44 AM
اهدِمْ فؤادي ما استطعتَ فإنهُ
سيكون مثل الصخرة الصمّاء
لا يعرف الشكوى الذليلة والبكا
وضراعة الأطفال والضعفاء
ويعيشُ جبَّارًا يحدِّق دائمًا
بالفجر.. بالفجرِ الجميلِ النَّائي
املأْ طريقي بالمخاوفِ والدُّجى
وزوابعِ الأَشواكِ والحصباءِ
سَأَظلُّ أمشي رغمَ ذلك عازفًا
قيثارتي مترنِّمًا بغنائي
أَمشي بروحٍ حالمٍ متَوَهِّجٍ
في ظُلمةِ الآلامِ والأَدواءِ
النُّور في قلبي وبينَ جوانحي
فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ؟
إنِّي أنا النَّايُ الَّذي لا تنتهي
أنغامُهُ ما دام في الأَحياءِ.
أبو القاسم الشابي
الحمدان
05-14-2024, 11:46 AM
قف في ديار الظاعنين ونادهـا
يا دار ما فعلت بـك الأيـام؟
أعرضت عنك لأنهم قد أعرضوا
لم يبق فيـك بشاشـة تستـام
يا دار أين الساكنون وأيـن
ذياك البهـاء وذلـك الإعـظـام
يا دار أين زمان ربعـك مونقًـا
وشعـارك الإجـلال والإكـرام
يا دار مذ أفلت نجومـك عنـا
والله من بعـد الضيـاء ظـلام
فلبعدهم قرب الـردى ولفقدهـم
فقد الهـدى وتزلـزل الإسـلام
فمتى قبلت من الأعادي ساكنًـا
بعد الأحبـة لا سقـاك غمـام
......
الحمدان
05-14-2024, 11:47 AM
وَاللَهُ قَد جَعَلَ الأَيّامَ دائِرَةً
فَلا تَرى راحَةً تَبقى وَلا تَعَبا
بهاء الدين زهير
الحمدان
05-14-2024, 11:50 AM
ويلقي التحيَّةَ سلامٌ عليك
ويحتارُ قلبي وكَيف أردْ؟
وأينَ السَّلامُ فهل من سلام
وعيناك سيفٌ بعشرينِ حدْ
وصوتكِ حربٌ بكرٍّ وفرٍ
وقتلٌ وفَتكٌ وجذبٌ وشدْ
يقول السلام وهل من سلام
وقد حِزتُ أسلحة لا تُعدْ؟
فرفقاً بقلبٍ يرومُ السَّلام
وسلِّم سلاحكَ يا مُستبدْ
......
الحمدان
05-14-2024, 11:51 AM
من أنتِ؟ يا ذات العيونِ الناعسة
وجمال وجهك و الشفاة الهامسة
فإذا ابتسمتِ أضاء قنديل الهوى
واذا سكتِ دعى الفؤادُ وساوسه
ولطولِ جِيدكِ قصةٌ أخَّاذةٌ
فالحُسنُ حُسنكِ إنْ وقفتِ وجالسة
طارق زياد حجي
الحمدان
05-14-2024, 11:54 AM
وكنتُ أحسِبُني في القَلبِ مُنفردًا
فإذْ بقلبِكَ مزحُومٌ بمَن فيهِ
خَفْ ربَّكَ اللهَ لمْ تترُكْ به أَحَدًا
إلا وأسكنتَهُ إحدَى ضَواحيهِ
فواز اللعبون
الحمدان
05-14-2024, 11:55 AM
أَجِدُ الجَفاءَ عَلى سِواكِ مُروءَةً
وَالصَبرَ إِلّا في نَواكِ جَميلا
وَأَرى تَدَلُّلَكِ الكَثيرَ مُحَبَّباً
وَأَرى قَليلَ تَدَلُّلٍ مَملولا
المتنبي
الحمدان
05-14-2024, 11:57 AM
ماذا سأفعلُ والآلامُ تعصِرُني
والدّهرُ حمّلني وَهْنًا على وهني
لطالما كان قلبي رغمَ قسْوَتهمْ
كالبَحرِ يُعطي بلا مَنٍّ ولا ثَمَنِ
بذَلْتُ روحي وأيّامي لأُسعِدَهم
ولم أجد مِنهُمُ قلبًا ليُسعِدني
إلى متى سوف أُعطيهمْ، كفى وجعًا
ياليتَ قلبيَ لمْ يُخلقْ ولم يَكن
......
الحمدان
05-14-2024, 11:58 AM
أين الأحبة لا صوت ولا خبر
ولا رسائل في الجوال لا صور
ما بالهم كانت الأيام عامرة
واليوم غابوا فلا أنس ولا سمر
فهل يعودون كي نحيا على أمل
أم أنهم قد تناسوا أننا بشر
فيا نسيم الصبا بلغ أحبتنا
أنا على العهد رغم البعد ننتظر
......
الحمدان
05-14-2024, 12:00 PM
سُبْحَان مَن جَمَعَ الضدينِ فَائتلفا
بَيَاضُ خدّكِ والخالُ الَّذي فيهِ
فلا مَحت آية اللَّيل النَّهار بهِ
ولا النّهارُ تَلاشَى في لياليهِ
على وفاقٍ أقاما فوق صفحتهِ
لا النورُ يَبّغي ولاالظلماءُ تُطفيهِ
ياجامع الضدِّ بالضدِّ النقيض لهُ
أنت الطبيبُ وهذا ما أُعانيهِ
......
الحمدان
05-14-2024, 12:02 PM
مَرآكَ مَرآكَ لَا شَمسٌ وَلَا قَمَرٌ
وَوَردُ خَدَّيكَ لَا وَردٌ وَلَا زَهرُ
فِي ذِمَّةِ اللهِ قَلبٌ أنتَ سَاكِنُهُ
إن بِنتَ بَانَ فَلَا عَينٌ وَلَا أثَرُ
لَولَا مَحِلُّكَ مِن قلبِي لَمَا أسِفَت
نَفسِي عَليكَ فَرِفقًا أيُّهَا القَمَرُ
ابنُ حَزم
الحمدان
05-14-2024, 12:03 PM
يمشي الفقيرُ وكلُّ شيءٍ ضدُّهُ
والناسُ تُغلق دونَه أبوابها
وتراه مبغوضًا وليس بمذنبٍ
ويرى العداوةَ لا يرى أسبابها
حتى الكلابُ إذا رأت ذا ثروةٍ
خضعت لديه وحرَّكت أذنابها
وإذا رأت يومًا فقيرًا عابرًا
نَبَحَتْ عليه وكشَّرتْ أنيابَها
ابي الأحنف
الحمدان
05-14-2024, 12:04 PM
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
يُغَطَى بِالسَماحة كُلُّ عَيبٍ
وَكَم عِيبً يُغَطّيهِ السَخاءُ
الشافعي
الحمدان
05-14-2024, 12:05 PM
عَلَّموهُ كَيفَ يَجفو فَجَفا
ظالِمٌ لاقَيتُ مِنهُ ما كَفى
مُسرِفٌ في هَجرِهِ ما يَنتَهي
أَتُراهُم عَلَّموهُ السَرَفا
جَعَلوا ذَنبي لَدَيهِ سَهَري
لَيتَ يَدري إِذ دَرى الذَّنبَ عَفا
عَرَفَ الناسُ حُقوقي عِندَهُ
وَغَريمي ما دَرى ما عَرَفا
صَحَّ لي في العُمرِ مِنهُ مَوعِدٌ
ثُمَّ ما صَدَّقتُ حَتّى أَخلَفا
وَيَرى لي الصَبرَ قَلبٌ ما دَرى
أَنَّ ما كَلَّفَني ما كَلَّفا
مُستَهامٌ في هَواهُ مُدنَفٌ
يَتَرَضّى مُستَهامًا مُدنَفا
يا خَليلَيَّ صِفا لي حيلَةً
وَأَرى الحيلَةَ أَن لا تَصِفا
أَنا لَو نادَيتُهُ في ذِلَّةٍ
هِيَ ذي روحي فَخُذها ما احتَفى.
أحمد شوقي
الحمدان
05-14-2024, 12:06 PM
وَحالَت عَنِ العَهدِ الَّذي كانَ بَينَنا
وَصارَت إِلى غَيرِ الَّذي كُنتُ أَحسَبُ
وَهانَ عَلَيها ما أُلاقي، فَرُبَّما
يَكونُ التَّلاقي وَالقُلوبُ تَقَلَّبُ
العباس بن الأحنف
الحمدان
05-14-2024, 12:07 PM
هَبيهِ لِمُنهَلِّ الدُّموعِ السَّواكِبِ
وَهَبّاتِ شَوقٍ في حَشاهُ لَواعِبِ
وَإِلّا فَرُدّي نَظرَةً فيهِ تَعجَبي
لِما فيهِ أَو لا تَحْفلي لِلعَجائِبِ
صَدَدتِ وَلَم يَرمِ الهوى كَشحُ كاشحٍ
وبِنتِ وَلَم يَدعُ النَّوى نَعبُ ناعبِ
فَلا عارَ إِن أَجزَع فَهَجرُكِ آلَ بي
جَزوعًا، وَإِن أُغلَب فَحُبُّكِ غالِبي
وما كُنتُ أخشى أن تكونَ مَنِيَّتِي
نواكِ، ولا جدواكِ إحدى مَطالِبِي
البحتري
الحمدان
05-14-2024, 12:08 PM
طرقتكَ زائرةً فحيَّ خيالهَا
بيضاءُ تُخلِطُ بالحياءِ دلالَها
قادَت فُؤادكَ فاِستقادَ و مثلُها
قادَ القُلوبَ إلى الصِّبا فأمالَها
مروان بن أبي حفصة
الحمدان
05-14-2024, 12:09 PM
كَيفَ السَّبِيلُ وَقَد شَطَّتْ بِنَا الدَّارُ
أَمْ كَيفَ أَصبرُ وَالأَحبَابُ قَد سَارُوا؟
وَمَنزِلُ الأُنسُ أَضحَى بَعدَ سَاكِنِهِ
مُستَوحِشًا حِينَ غَابَت عَنهُ أَقمَارُ
مَا كانَ أَحسَنَنَا وَالدَّارُ تَجمَعُنَا
وَالعَيشُ مُتَّصِلٌّ، وَالوَصلُ مِدرَارُ
يَا سَاكِنِينَ بِقَلبِي أَينَمَا رَحَلُوا
وَرَاحِلِينَ بِقَلبِي أَينَمَا سَارُوا:
غِبتُمْ فَأَظلَمَتِ الدُّنيَا لِغَيبَتِكُمْ
وَضَاقَ مِن بَعدِكُمْ رَحبٌ وَأَقطَارُ
لَيتَ الغرَابُ الَّذِي نَادَى بِفرِقَتِكُمْ
عَارٍ مِنَ الرِّيشِ لا تَحوِيهِ أَوْكَارُ
بَعدَ النَّعِيمِ بَعُدنَا عَن مَنَازِلِنَا
وَبَعدَ أَحبَابِنَا شَطَّتْ بِنَا الدَّارُ
......
الحمدان
05-14-2024, 05:51 PM
نَعَمْ بالصَّبا قلبي صبا لأحِبّتِي
فيا حبّذا ذاك الشَّذى حينَ هَبَّتِ
سَرَتْ فأَسرَّتْ للفؤادِ غُدَيَّةً
أحاديثَ جيرانِ العُذيبِ فَسَرَّتِ
مُهَيْمِنَةٌ بالرَّوضِ لَدْنٌ رِداؤُها
بها مرضٌ من شأنِهِ بُرْء عِلَّتي
لها بأُعَيْشَابِ الحِجَازِ تَحَرّشٌ
به لا بخَمْرٍ دونَ صَحبيَ سَكْرَتي
تُذَكِّرُني العَهْدَ القَديمَ لأنَّها
حديثَةُ عَهْدٍ من أُهَيْلِ مَوَدَّتي
أيا زاجراً حُمْر الأَوارِكِ تارِكَ ال
مَوارِكِ من أكوارها كَالأريكَةِ
لَكَ الخيرُ إِن أَوضَحتَ تُوضِحُ مُضحياً
وجُبْتَ فيافي خَبْتِ آرامِ وَجْرَةِ
ونكَّبتَ عن كُثبِ العُرَيضِ مُعارِضاً
حُزوناً لِحُزْوى سائقاً لِسُوَيقةِ
وباينْتَ باناتٍ كَذا عَن طُوَيلِعٍ
بسَلْعٍ فسَلْ عن حِلَّةٍ فيه حَلَّتِ
وعَرِّجْ بذَيَّاكَ الفريقِ مُبَلِّغاً
سَلِمْتَ عُرَيباً ثَمَّ عنِّي تَحِيَّتي
فلي بينَ هاتِيكَ الخيامِ ضنِينَةٌ
عَلَيَّ بجَمْعي سَمْحَةٌ بِتَشَتُّتي
مُحَجَّبَةٌ بَينَ الأسِنَّةِ والظُبا
إِلَيها انثنَتْ ألبابُنا إذ تَثَنَّتِ
مُمَنَّعةٌ خَلْعُ العِذَارِ نِقَابُها
مُسرْبَلَةٌ بُرْدَيْنِ قلبي ومُهجَتي
تُتيحُ المنَايا إذ تُبيحُ ليَ المُنى
وذاكَ رَخيصٌ مُنْيَتِي بِمَنِيَّتي
وما غَدرَتْ في الحُبِّ أَن هَدرَتْ دَمي
بشَرْعِ الهَوى لَكِن وَفَتْ إذ تَوَفَّتِ
مَتَى أَوعَدَتْ أَولَتْ وإِن وَعَدتْ لَوَتْ
وإن أقسمَتْ لا تُبْرئُ السُقمَ بَرَّتِ
وإن عَرضَتْ أُطْرِقْ حياءً وهيبةً
وإن أعرضَتْ أُشفِق فَلَم أتلَفَّتِ
ولَو لمْ يَزُرْني طيفُها نحوَ مَضجَعِي
قَضَيْتُ ولَم أَسطِعْ أَراها بمُقلَتي
تَخَيُّل زُورٍ كان زَورُ خَيالِها
لِمُشْبِهِه عن غَيْرِ رُؤيا ورُؤيَةِ
بفَرْطِ غرامي ذِكْرَ قيسٍ بوَجْدِهِ
وبَهْجَتُها لُبْنَى أَمَتُّ وأمَّتِ
فلم أَرَ مثلي عاشِقاً ذا صبابةٍ
ولا مثلَها معشوقَةً ذاتَ بهجَةِ
هيَ البَدْرُ أوصافاً وذاتي سَماؤُها
سَمَتْ بي إليها هِمَّتي حينَ هَمَّتِ
مَنازلُها مِنِّي الذِّراعُ تَوَسُّداً
وقلبي وطَرْفي أوطَنَتْ أو تَجلَّتِ
فما الوَدْقُ إِلّا من تحلُّبِ مَدْمَعِي
وما البرقُ إلّا من تَلَهُّبِ زَفرَتي
وَكُنتُ أرى أَنَّ التعشُّقَ مِنحَةٌ
لِقلْبي فما إِن كانَ إلّا لمِحْنَتِي
مُنَعَّمةً أحشايَ كانت قُبَيلَ ما
دَعَتْها لتَشقَى بالغرامِ فلَبَّتِ
فلا عادَ لي ذاكَ النَّعيمُ ولا أرى
مِنَ العَيشِ إلّا أن أعيشَ بِشقوَتي
ألا في سَبيلِ الحُبِّ حالي وما عَسى
بكُمْ أن أُلاقي لو دَرَيتُمْ أَحِبَّتِي
أَخَذْتُمْ فؤادي وهوَ بَعْضِي فما الَّذي
يَضُرُّكُمُ أن تُتْبِعُوهُ بجُمْلَتِي
وجَدْتُ بكم وجْداً قُوى كُلِّ عَاشِقٍ
لوِ احتَملَتْ من عبئِهِ البعضَ كلَّتِ
برى أعظُمي من أَعظَم الشوقِ ضِعفُ ما
بجَفْني لِنَومِي أو بضُعْفِي لِقُوَّتي
وأنحَلَني سُقْمٌ لهُ بجُفُونِكُمْ
غرامُ التِياعي بالفُؤادِ وحُرْقَتِي
فَضَعْفِي وسُقْمي ذا كرأي عَواذِلي
وذاكَ حَديثُ النَفسِ عنكُم برَجعَتِي
وهَى جَسَدِي مِمّا وهَى جلَدي لذا
تَحَمُّلُهُ يَبْلى وتَبْقَى بلِيَّتي
وعُدْتُ بما لمْ يُبْقِ مِنّي مَوْضِعاً
لِضُرٍّ لِعُوّادي حضوري كَغَيْبَتِي
كَأَنّي هِلالُ الشَّكِّ لوْلا تَأَوُّهي
خَفِيتُ فلم تُهْد العُيونُ لرُؤيَتي
فجِسْمِي وقلبي مُستحيلٌ وواجِبٌ
وخَدّيَ مندوبٌ لِجَائِزِ عَبْرَتي
وقالوا جَرَتْ حُمْراً دموعُكَ قلتُ عن
أُمورٍ جَرَتْ في كَثرةِ الشَّوْقِ قَلَّتِ
نَحَرتُ لضَيْفِ الطَّيْفِ في جَفْنِيَ الكَرَى
قِرىً فَجَرَى دَمْعي دماً فوقَ وَجنَتي
فلا تُنْكِروا إن مَسَّني ضَرُّ بَيْنِكُم
عَلَيَّ سُؤالي كَشْفَ ذاكَ ورَحْمَتي
فصَبْري أراهُ تحْتَ قَدْري عَلَيْكُمُ
مُطاقاً وعنكم فاعذورا فوْقَ قُدرَتي
ولَمّا تَوافَيْنَا عِشاءً وَضَمَّنا
سَواءُ سبيليْ ذي طُوَىً والثَّنِيَّةِ
ومَنَّتْ وما ضَنَّتْ علَيَّ بوَقْفَةٍ
تُعادِلُ عنْدي بالمُعَرَّفِ وَقْفَتي
عتَبْتُ فلم تُعْتِبْ كَأَن لم يَكُن لِقاً
وما كانَ إلّا أَن أشَرْتُ وأوْمَتِ
أَيا كعْبَةَ الحُسْنِ الَّتي لِجمالِها
قلوبُ أُولي الأَلبابِ لَبَّتْ وَحَجَّتِ
بريقَ الثَّنايا منْكِ أهدى لَنا سَنا
بُرَيْقِ الثّنايا فهْوَ خيرُ هدِيَّةِ
وأوْحَى لعَيْنِي أنّ قَلْبي مُجاورٌ
حِماكِ فتاقَتْ للجَمالِ وحَنَّتِ
ولَوْلاَكِ ما استهدَيْتُ برْقاً ولا شجَتْ
فؤادي فأبكتْ إذ شدَتْ وُرقُ أيكةِ
فذاكَ هدىً أهْدى إليّ وهذه
على العود إذ غنّت عن العودِ أغنَتِ
أرومُ وقد طال المدَى منْك نظْرَةً
وكم من دماء دونَ مَرْمَايَ طُلّتِ
وقد كنتُ أُدعى قبل حُبّيكِ باسلاً
فعُدتُ به مُسْتَبْسِلاً بعد مَنعَتي
أقادُ أسيراً واصْطِباري مُهاجِري
وأنْجدُ أنْصاري أسىً بعد لَهْفَتي
أما لكِ عنْ صدّ أما لَكِ عن صدٍّ
لِظلْمِكِ ظلماً منكِ ميلٌ لعطفةِ
فبَلُّ غَليلٍ مِنْ عليلٍ على شفاً
يُبِلّ شِفَاءً منه أعظَمُ مِنّةِ
فلا تحسبي أنّي فَنَيْتُ من الضّنى
بغيرِكِ بل فيكِ الصّبابةُ أبلَتِ
جَمالُ مُحيّاكِ المَصُونُ لثامُهُ
عن اللّثْمِ فيه عُدْتُ حيّاً كميّتِ
وجَنّبَنِي حُبّيكِ وَصْلَ مُعاشِري
وحَبّبَنى ما عشتُ قطْعَ عَشِرَتي
وأَبعَدَني عن أرْبُعي بُعْدُ أرْبَعٍ
شبابي وعقلي وارتياحي وصِحّتي
فلي بعدَ أوْطاني سكونٌ إلى الفلا
وبالوَحش أُنسي إذ من الإِنس وَحشتي
وزَهّدَ في وَصلي الغوانيَ إذْ بَدا
تبَلّجُ صُبْحِ الشيْب في جِنْح لِمّتي
فرُحْنَ بحُزْنٍ جازعاتٍ بُعَيْد ما
فرِحْنَ بحَزْنِ الجَزْعِ بي لشبيبتي
جهلْنَ كلُوّامي الهوى لا علِمْنه
وخابوا وإنّي منه مُكْتَهِلٌ فَتي
وفي قَطْعي اللّاحي عليكِ ولاتَ حي
نَ فيكِ جدالٌ كان وجهُكِ حُجّتي
فأصبَحَ لي من بعدِ ما كان عاذِلاً
به عاذراً بل صارَ من أهل نَجْدَتي
وحَجّيَ عَمْري هادياً ظلّ مُهْدِياً
ضلالَ مَلامي مثْل حَجّي وعُمْرتي
رأى رجباًسمْعِي الأبيَّ ولَوْميَ ال
مُحَّرمَ عن لُؤْم وغِشّ النصيحةِ
وكمْ رامَ سِلْوَاني هواكِ مُيَمِّماً
سِواكِ وأنّي عنكِ تبديلُ نيّتي
وقال تَلافَى ما بَقي منكَ قلتُ ما
أرانيَ إلّا لِلتّلافِ تَلَفّتي
إبائي أبَى إلّا خِلافيَ ناصِحاً
يحاوِلُ مِنِّي شِيمة غيرَ شِيمتي
يَلَذّ لهُ عَذْلي عليكِ كأنّما
يَرى مَنّهُ مَنّي وسَلواهُ سَلْوَتي
ومُعْرِضَة عن سامِر الجَفن راهِبِ ال
فؤادِ المُعَنّى مُسلِمِ النفسِ صَدّتِ
تناءتْ فكانت لذّةَ العيش وانقضَت
بعُمري فأيدي البَينِ مُدّتْ لمُدّتي
وبانَتْ فأمّا حُسنُ صَبري فخانني
وأمَّا جُفُوني بالبكاءِ فوَفَّتِ
فلمْ يرَ طَرْفي بعدها ما يَسُرّني
فنَومي كصُبْحي حيث كانت مسرَّتي
وقد سَخِنَتْ عَيْنِي عليها كأنَّها
بها لم تكن يوماً من الدّهر قرّتِ
فإنْسانُها مَيْتٌ ودمعيَ غُسْلُهُ
وأكفانُهُ ما ابْيَضَّ حُزْناً لفُرْقَتي
فلِلْعَيْنِ والأحشاء أوّلَ هل أتى
تلا عَائدي الآسي وثالِثَ تَبَّتِ
كأنَّا حَلَفْنا للرّقيب على الجفَا
وأنْ لا وَفا لكِن حَنِثْتُ وبرّتِ
وكانت مواثيقُ الإِخاءِ أَخِيّة
فلمَّا تفرّقنا عَقَدْتُ وحَلَّتِ
وتَاللَّهِ لم أختَرْ مذَمّةَ غدرِها
وفاء وإن فاءت إلى خَتْر ذِمّتي
سَقى بالصّفا الرَّبْعِيُّ رَبْعاً به الصفا
وجادَ بأجيادٍ ثَرَى منهُ ثرْوتي
مُخَيَّمَ لَذّاتي وسَوْقَ مآربي
وقِبْلَةَ آمالي ومَوطِنَ صَبْوتي
منازِلُ أُنْسٍ كُنّ لم أَنسَ ذِكْرَها
بمنْ بُعدُها والقُرْبُ ناري وجنّتي
ومِنْ أَجْلِهَا حالي بها وأُجِلّهَا
عن المَنّ ما لم تَخْفَ والسقمُ حُلّتي
غرامي بشَعْبٍ عامرٍ شِعبَ عامرٍ
غريمي وإن جاروا فهم خيرُ جيرتي
ومِنْ بَعْدِها ما سُرّ سِرّي لبُعْدِها
وقد قطَعَتْ منها رجائي بخَيْبَتي
وما جَزَعي بالجَزْعِ عن عبثٍ ولا
بَدا وَلَعاً فيها وُلوعي بلَوعَتِي
على فائتٍ من جَمْعِ جَمْعٍ تأسُّفي
ووّدٍ على وادي مُحَسِّرِ حسرتي
وبَسْطٍ طَوى قبضُ التنائي بساطَهُ
لنا بطَوىً وَلّى بأرغَدِ عيشةِ
أَبِيتُ بجَفْنٍ للسُّهاد مُعانِقٍ
تصافحُ صَدري راحتي طولَ لَيْلَتي
وذِكْرُ أُوَيْقَاتِيَ الّتي سلَفَت بها
سَميريَ لو عادت أُوَيْقَاتي الَّتي
رَعى اللَّهُ أيّاماً بظِلِّ جَنابِها
سَرَقْتُ بها في غَفْلَةِ البَيْنِ لذّتي
وما دارَ هَجرُ البُعْدِ عنها بخاطري
لديها بِوَصْلِ القُرْبِ في دار هِجرتي
وقد كان عندي وصْلُها دونَ مطلَبي
فعاد بمنِّي الهَجر في القُرْبِ قُرْبتي
وكم راحةٍ لي أقْبْلَتْ حين أقْبَلَتْ
ومِن راحتي لمّا تَوَلّت تَوَلّتِ
كأنْ لم أَكُنْ منها قريباً ولم أَزَلْ
بعيداً لأيٍّ ما له مِلْتُ ملّتِ
غرامي أَقِمْ صبري انْصَرِم دمعي انسجِم
عدوي احتكم دهري انتقم حاسدي اشمتِ
ويا جلَدي بعد النّقا لستَ مُسعِدي
ويا كبِدي عَزَّ اللّقاء فتَفَتّتي
ولمّا أَبَتْ إلّا جِماحاً ودارُها ان
تزاحاً وضَنّ الدّهرُ منه بأوبَةِ
تيقَّنتُ أن لا دارَ من بَعْدِ طيبةٍ
تَطيبُ وأن لا عزّةً بعد عزّةِ
سلامٌ على تلك المَعاهدِ من فتىً
على حِفْظِ عهدِ العامريّة ما فَتي
أعِدْ عند سمْعي شاديَ القوم ذِكْرَ مَنْ
بِهجْرانِها والوصلِ جادَتْ وضنَّتِ
تُضَمِّنُهُ ما قُلْتُ والسُّكْرُ مُعلِنٌ
لِسرّي وما أخْفَتْ بصَحوي سَريرَتي
ابن الفارض
العصر الايوبي
الحمدان
05-14-2024, 05:52 PM
رُوحي للقاك يا مُناها اشْتَاقَتْ
والأرضُ عليّ كاختيالي ضَاقَتْ
والنفسُ لَقَدْ ذابَتْ غراماً وجوىً
في جنب رضاك في الهوى ما لاقَتْ
ابن الفارض
الحمدان
05-14-2024, 05:52 PM
هل نارُ ليلى بدَتْ ليَلاً بذي سَلَمِ
أمْ بارقٌ لاح في الزوراء فالعَلَمِ
أرْواحَ نَعمانَ هَلاّ نَسمةٌ سَحَراً
وماءَ وَجرةَ هَلاَّ نهْلة بفَمِ
يا سائق الظعّنِ يَطوي البيدَ مُعتسِفاً
طَيَّ السّجلّ بذاتِ الشّيح من إضَم
عُجْ بالحِمى يا رَعاكَ اللهُ مُعْتَمِداً
خميلةَ الضّالِ ذاتَ الرّندِ والخُزُم
وقِفْ بسلعٍ وسل بالجزع هل مُطِرَت
بالرّقْمَتَيْنِ أُثَيْلات بمُنْسَجِم
ناشدتُكَ اللهَ إن جُزْتَ العَقِيقَ ضُحىً
فاقْرَ السّلاَمَ عليهِمْ غيرَ مُحْتَشِم
وقُلْ تَركْتُ صريعاً في دِيَارِكُمُ
حيّاً كمَيْتٍ يُعيرُ السُّقْمَ للسّقَمِ
فَمِنْ فؤادي لَهيبٌ ناب عن قَبَسٍ
ومِن جفونيَ دَمْعٌ فاض كالدّيَم
وهذه سُنَّةُ العُشّاقِ ما علِقوا
بِشَادِنٍ فخَلاَ عُضْو من الألَم
يا لائِماً لاَمَني في حبّهِمْ سفَهاً
كُفّ الملامَ فلوْ أحبَبْتَ لم تَلُم
وحُرْمَةِ الوصْلِ والوِدّ العتيق وبال
عَهْدِ الوَثيق وما قد كان في القِدَم
ما حُلْتُ عنهمْ بسُلْوَانٍ ولا بَدَلٍ
ليسَ التبدُّلُ والسُّلوانُ من شِيَمي
رُدّوا الرّقاد لِجَفني علَّ طَيْفَكُمُ
بمضجعي زائر في غفلةِ الحُلُمِ
آهاً لاِيّامِنا بالخَيف لو بَقِيَتْ
عَشْراً وواهاً عليها كيف لم تَدُمِ
هيهاتِ وا أسَفي لو كان ينفعُني
أو كانَ يُجدي على ما فاتَ وانَدَمي
عنّي إليكُمْ ظِبَاءَ المُنْحَنَى كرَماً
عهِدْتُ طَرْفِيَ لم يَنْظرْ لغَيْرِهم
طَوعاً لقاضٍ أتَى في حُكْمِهِ عَجَباً
أَفْتى بسَفْكِ دمي في الحِلِّ والحَرَمِ
أَصَمَّ لم يسمَعِ الشكوى وأبكَمَ لم
يُحِر جواباً وعن حالِ المَشوقِ عمي
ابن الفارض
الحمدان
05-14-2024, 05:53 PM
أشاهدُ معنَى حُسْنكُمْ فَيَلَذُّ لي
خُضُوعي لَدَيْكُمْ في الهوى وتَذَلّلي
وأشتاقُ للمَغْنَى الذي أنْتُمُ بِهِ
وَلَوْلاَكُمُ ما شَاقَنِي ذِكْرُ منْزل
فَلِلَّهِ كم من ليلةٍ قد قَطَعْتُها
بِلَذّةِ عيشٍ والرّقِيب بمَعزِل
ونَقْلِي مُدَامي والحَبيبُ مُنادِمي
وأقْداحُ أفْراحِ المَحَبَّةِ تَنْجَلي
ونِلْتُ مرادي فوق ما كُنْتُ راجياً
فوا طَرَبا لو تَمّ هذا ودامَ لي
لَحاني عَذُولي ليس يَعْرِف ما الهوَى
وأينَ الشجيُّ المُسْتَهامُ مِنَ الخَلي
فدَعْنِي ومَن أهوى فقد مات حاسدي
وغابَ رقيبي عند قُرْبِ مُواصِلي
ابن الفارض
الحمدان
05-14-2024, 05:53 PM
نسخْتُ بِحَبّي آية العِشْقِ من قبلي
فأهْلُ الهوى جُندي وحكمي على الكُلّ
وكلُّ فَتىً يهوى فإنّي إمَامُهُ
وإني بَريءٌ من فَتىً سامعِ العَذْلِ
ولي في الهوى عِلْمٌ تَجِلّ صفاتُهُ
ومن لم يُفَقّهه الهوى فهْو في جهل
ومن لم يكنْ في عِزّةِ الحبِّ تائهاً
بِحُبّ الذي يَهوى فَبَشّرْهُ بالذّل
إذا جادَ أقوامٌ بمالٍ رأيْتَهُمْ
يَجودونَ بالأرواحِ مِنْهُمْ بِلا بُخل
وإن أودِعوا سِراً رأيتَ صُدورهم
قُبوراً لأسرارٍ تُنَزّهُ عن نَقلِ
وإن هُدّدوا بالهَجْرِ ماتوا مَخافَةً
وإن أوعِدوا بالقَتْلِ حنّوا إلى القتل
لَعَمري هُمُ العُشّاقُ عندي حقيقةً
على الجِدّ والباقون منهم على الهَزْل
ابن الفارض
الحمدان
05-14-2024, 05:54 PM
ما بَيْنَ ضَالِ المُنْحَنى وظِلاَلِه
ضَلّ المُتَيَّمُ واهتدى بضلالِهِ
وبذلِكَ الشِّعبِ اليَماني مُنْيةٌ
للصبّ قد بَعُدَتْ على آمالِهِ
يا صاحبي هذا العقيقُ فقِفْ به
مُتَوالِهاً إن كُنْتَ لستَ بوالِه
وانظُرْهُ عنّي إنّ طرْفي عاقني
إرسالُ دمعي فيه عن إرْساله
واسْأَلْ غزالَ كِنَاسِهِ هل عندهُ
عِلْمٌ بقَلبي في هواهُ وحاله
وأظُنّهُ لم يدْرِ ذُلّ صَبابتي
إذ ظَلّ مُلْتَهِياً بعِزّ جَماله
تَفْدِيهِ مُهْجَتيَ التي تلِفَتْ ولا
مَنٌّ عليه لأنّها مِنْ ماله
أَتُرى درى أنّي أحِنّ لهَجْرِهِ
إذ كنتُ مُشْتَاقاً لهُ كوِصاله
وأَبِيتُ سَهراناً أُمَثّلُ طَيفَه
للطّرْف كي ألقى خَيالَ خَياله
لا ذُقْتُ يوماً راحةً من عاذلٍ
إنْ كنتُ مِلْتُ لقِيلهِ ولِقاله
فَوَحَقّ طيبِ رضَى الحبيب ووَصلِهِ
ما مَلّ قلبي حُبّهُ لمَلاله
واهاً إلى ماء العُذَيْب وكيفَ لي
بحَشَايَ لو يُطْفَى بِبَرْدِ زُلاله
ولقدْ يَجِلّ عن اشتياقي ماؤه
شَرَفاً فَوَاظَمِئي لِلامعِ آله
ابن الفارض
الحمدان
05-14-2024, 05:54 PM
يا راحِلاً وَجَميلُ الصَّبْرِ يَتْبَعُهُ
هَلْ من سبيلٍ إلى لُقْياكَ يَتَّفِقُ
ما أنصَفَتْكَ جُفوني وهيَ دامِيَةٌ
ولا وَفى لكَ قلبي وهو يحترِقُ
ابن الفارض
الحمدان
05-14-2024, 05:55 PM
أبرقٌ بدا من جانِبِ الغَور لامعُ
أمِ ارتفَعَتْ عن وجهِ ليلى البراقع
أَنَارُ الغضا ضاءتْ وسلمى بذي الغضا
أمِ ابتَسَمتْ عمّا حكتهُ المدامع
أنْشرُ خُزامى فاح أم عَرْفُ حاجرٍ
بأُمّ القُرَى أم عِطْرُ عَزَّةَ ضائع
ألا ليتَ شِعري هل سُلَيْمَى مقيمة
بِوادي الحِمى حيثُ المُتَيَّمُ والع
وهل لَعلَعَ الرّعْدُ الهَتونُ بِلَعلَعٍ
وهل جادَها صَوب من المُزنِ هامع
وهل أَرِدَنْ ماء العُذَيْب وحاجِر
جِهَاراً وسِرُّ الليلِ بالصّبح شائع
وهل قاعةُ الوعساء مخْضَرّةُ الرُّبى
وهل ما مضَى فيها من العيش راجع
وهل برُبَى نجْدٍ فتوضحَ مسنِدٌ
أُهَيلَ النّقا عمّا حوَتْه الأضالع
وهل بِلِوى سَلْعٍ يُسَلْ عن مُتَيَّمٍ
بكاظِمَةٍ ماذا به الشّوقُ صانع
وهل عَذَبَاتُ الرّنِد يُقْطَفُ نورها
وهل سَلَماتٌ بالحِجاز أيانع
وهل أَثَلاتُ الجِزعِ مُثمِرةٌ وهَل
عُيونُ عوادي الدّهرِ عنها هواجع
وهل قاصراتُ الطرف عِينٌ بعالجٍ
على عهدِيَ المَعهودِ أمْ هوَ ضائع
وهل ظَبَيَاتُ الرّقْمَتَيِن بُعَيْدَنَا
أَقَمَنا بها أمْ دونَ ذلكَ مانع
وهل فَتياتٌ بالغُوَيْرِ يُرينَنَي
مَرابعَ نُعْمٍ نِعْمَ تلكَ المَرابع
وهل ظِلُّ ذاك الضّال شرقيّ ضارجٍ
ظَلِيلٌ فقد روّتْهُ منّي المَدامع
وهل عامرٌ من بَعْدِنا شِعبُ عامرٍ
وهل هوَ يوماً للمُحبّينَ جامع
وهل أَمَّ بيتَ اللِه يا أُمّ مالِكٍ
عُرَيْبٌ لهُمْ عندي جميعاً صنائع
وهل نَزَلَ الرّكبُ العِراقي مُعَرِّفاً
وهل شُرِعَت نحو الخِيام شرائع
وهل رَقَصَت بالمأزِمَين قلائصٌ
وهل للقِباب البيضِ فيها تَدَافُع
وهل لي بجمع الشمل في جمع مُسعِدٌ
وهل لليالي الخَيْف بالعُمْر بائع
وهل سَلّمت سَلمَى على الحَجَرِ الذي
بِه العهدُ والتفّت عليِه الأصابع
وهل رَضَعَت من ثَدي زمزَم رَضْعَةً
فلا حُرّمت يوماً عليها المراضع
لعلّ أُصَيْحَابي بمكّة يُبْرِدُوا
بِذِكْرِ سُلَيْمَى ما تُجِنّ الأضالع
وعلّ اللُّيَيْلاَتِ التي قد تصرّمت
تعودُ لنا يوماً فيَظْفَرَ طامعُ
وَيفْرَحَ محزونٌ ويَحْيَا مُتَيَّمٌ
ويأنَسَ مُشْتَاقٌ ويلتَذّ سامعُ
ابن الفارض
الحمدان
05-14-2024, 05:55 PM
قِفْ بالدّيَارِ وحَيّ الأربُعَ الدُّرُسا
ونادِها فعَساهَا أن تجيبَ عَسَى
وإنْ أَجَنَّكَ ليلٌ مِن تَوَحّشِهَا
فاشعَلْ من الشَّوق في ظَلمائِها قبسا
يا هل دَرَى النّفَرُ الغادونَ عن كَلِفٍ
يبيتُ جِنْحَ اللّيالي يَرْقُب الغَلَسا
فإن بَكَى في قِفَارٍ خِلْتَها لُججاً
وإن تَنَفّس عادتْ كُلّهَا يَبَسا
فَذو المَحاسِنِ لا تُحْصَى محاسْنُهُ
وبارِعُ الأُنْسِ لا أَعْدمْ به أُنُسا
كم زارني والدّجى يَرْبدّ من حَنَقٍ
والزهْرُ تبسِمُ عن وَجْهِ الذي عَبَسَا
وابتَزَّ قلبيَ قَسراً قُلتُ مَظْلَمةً
يا حاكمَ الحبّ هذا القلبُ لِمْ حُبِسا
غَرَسْتُ باللّحظ وَرْداً فوقَ وجنَتِهِ
حقٌّ لطَرْفَيَ أنْ يَجني الذي غرسا
فإن أَبَى فالأقاحي منهُ لي عِوَضٌ
مَنْ عُوّض الدُّرّ عن زهرٍ فما بخِسا
إنْ صالَ صِلُّ عِذَارَيْهِ فلا حَرَجٌ
أنْ يجْنِ لَسْعاً وأني أجتَني لَعَسَا
كم باتَ طَوْعَ يدي والوصلُ يجمعُنا
في بُرْدَتَيْهِ التّقى لا نعرِفُ الدّنَسا
تلكَ اللّيالي التي أعدَدْتُ من عُمُري
معَ الأحِبّةِ كانت كُلّها عُرُسا
لم يحلُ للعينِ شيء بعدَ بُعْدِهِم
والقلبُ مُذْ آنس التّذكارَ ما أَنِسا
يا جَنّةً فارَقَتْهَا النفسُ مُكْرَهةً
لولا التّأسّي بدارِ الخُلْدِ مُتُّ أسى
ابن الفارض
الحمدان
05-14-2024, 05:55 PM
حديثُهُ أو حَديثٌ عنْهُ يُطْرِبُنِي
هذا إذا غابَ أو هذا إذا حَضَرَا
كِلاَهُمَا حَسَنٌ عندي أُسَرُّ به
لكنَّ أحلاهُما ما وافَقَ النّظرا
ابن الفارض
الحمدان
05-14-2024, 05:56 PM
زِدْني بفَرْطِ الحُبّ فيك تَحَيّرا
وارْحَمْ حشىً بلَظَى هواكَ تسعّرا
وإذا سألُتكَ أن أراكَ حقيقةً
فاسمَحْ ولا تجعلْ جوابي لن تَرى
يا قلبُ أنتَ وعدَتني في حُبّهمْ
صَبراً فحاذرْ أن تَضِيقَ وتَضجرا
إنَّ الغرامَ هوَ الحياةُ فمُتْ بِهِ
صَبّاً فحقّك أن تَموتَ وتُعذرا
قُل لِلّذِينَ تقدَّموا قَبلي ومَن
بَعدي ومَن أضحى لأشجاني يَرَى
عني خذوا وبي اقْتدوا وليَ اسمعوا
وتحدّثوا بصَبابتي بَينَ الوَرى
ولقد خَلَوْتُ مع الحَبيب وبَيْنَنَا
سِرٌّ أرَقّ منَ النسيمِ إذا سرى
وأباحَ طَرْفِي نَظْرْةً أمّلْتُها
فَغَدَوْتُ معروفاً وكُنْتُ مُنَكَّرا
فَدُهِشْتُ بينَ جمالِهِ وجَلالِهِ
وغدا لسانُ الحال عنّي مُخْبِرا
فأَدِرْ لِحَاظَكَ في محاسنِ وجْهه
تَلْقَى جميعَ الحُسْنِ فيه مُصَوَّرا
لو أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورةً
ورآهُ كان مُهَلِّلاً ومُكَبِّرا
ابن الفارض
الحمدان
05-14-2024, 05:56 PM
إحفَظْ فؤادَكَ إن مَرَرْتَ بحاجرٍ
فَظِبَاؤُه منها الظُّبى بمَحاجِرِ
فالقلبُ فيه واجبُ من جائزٍ
ان يَنْجُ كان مُخاطِراً بالخاطرِ
وعلى الكَثيبِ الفرْد حَيٌ دونهُ ال
آسادُ صرْعى من عيون جآذرِ
أحبِبْ بأسمَرَ صِيْنَ فيه بأبيضٍ
أجفانُهُ مِنّي مكانَ سرائِري
ومُمَنَّعٍ ما إنْ لنا من وَصْلِه
إلاّ توهُّمُ زَورِ طيفٍ زائر
لِلَماهُ عُدْتُ ظَماً كأصدى واردٍ
مُنِعَ الفُراتَ وكنتُ أروى صادر
خيرُ الأُصَيْحَابِ الذي هو آمري
بالغَيّ فيِه وعن رشادي زاجري
لَوْ قيلَ لي ماذا تُحِبّ وما الذي
تهواهُ منهُ لقُلتُ ما هوَ آمِري
ولقد أَقولُ للائمي في حُبّه
لَمّا رآهُ بُعَيْدَ وَصْلي هاجري
عَنّي إليكَ فَلي حشاً لم يَثْنِها
هُجْرُ الحديثِ ولا حديثُ الهاجر
لكِنْ وجدْتك من طريقٍ نافعي
وبلَذْعِ عَذْلِي لو أَطعتُك ضائري
أَحسنَت لي من حيثُ لا تدْري وإن
كُنْتَ المُسيءَ فأنت أعدَلُ جائر
يُدْني الحبيبَ وإن تناءتْ دارُهُ
طَيْفُ المَلامِ لطَرْفِ سمعي الساهر
فكأنّ عَذْلَكَ عيسُ مَن أحبَبْتُهُ
قَدِمَتْ عَليّ وكانَ سمعيَ ناظري
أتْعَبتَ نفسَك واسترَحتُ بذكْره
حتّى حسِبْتُك في الصّبابِة عاذري
فاعْجَبْ لِهاجٍ مادحٍ عُذّاَلْه
في حُبّه بلِسَانِ شاكٍ شاكِر
يا سائِراً بالقَلْب غدراً كَيفَ لَمْ
تُتْبِعْهُ ما غَادَرْتَهُ من سائري
بَعضي يَغارُ عليكَ من بَعضي ويحْ
سُدُ باطني إذ أَنتَ فيه ظاهري
ويوَدّ طَرْفي إن ذُكِرْتَ بمَجلسٍ
لو عاد سَمعاً مُصغياً لمُسامري
مُتَعَوّداً انجازَهُ مُتَوعّداً
أبداً ويَمطُلُني بوَعْدٍ نادر
ولبُعْدِهِ اسوَدّ الضّحى عندي كما ابْ
يَضّتْ لقُربٍ منهُ كان دَياجري
ابن الفارض
الحمدان
05-14-2024, 05:57 PM
أوَميضُ بَرْقٍ بالأُبَيْرِقِ لاَحا
أم في رُبَى نجد أرى مِصباحا
أم تلكَ ليلى العامريّةُ أَسْفَرَتْ
ليْلاً فصيّرَتِ المساءَ صباحا
يا راكِبَ الوجْناء وُقّيتَ الرّدى
إن جُبتَ حَزْناً أو طوَيتَ بِطاحا
وسَلَكْتَ نُعمانَ الأراكِ فعُجْ إلى
وادٍ هُناكَ عَهدْتهُ فَيّاحا
فبأيْمَنِ العلمَيْنِ مِن شرقيّه
عَرّجْ وأُمَّ أرينَهُ الفوّاحا
وإذا وصلْتَ إلى ثَنِيّاتِ اللّوَى
فانْشُدْ فؤاداً بالأُبَيْطح طاحا
واقْرِ السّلامَ أُهَلْيَهُ عَنّي وقُل
غادرْتُهُ لِجَنابِكُمْ مُلْتاحا
يا ساكني نَجدٍ أما مِنْ رحمَةٍ
لأسيرِ إلْفٍ لا يُريدُ سَراحا
هَلّا بَعَثْتُمْ لِلمَشُوقِ تحيّةً
في طَيّ صافِيَةِ الرّيَاحِ رَواحا
يحْيا بها مَن كانَ يحسَب هَجرَكُمْ
مَزْحاً ويعتقِدُ المِزَاحَ مِزاحا
يا عاذِلَ المُشْتَاقِ جَهْلاً بالَّذي
يَلْقَى مَلِيّاً لا بَلَغتَ نجاحا
أتْعَبتَ نفسَكَ في نصيحَة مَن يَرى
أنْ لا يرى الإِقبالَ والإِفلاحا
أقْصِر عدِمْتُك واطّرح من أثخنتْ
أحشاءَهُ النُّجلُ العُيونُ جِراحا
كنتَ الصديقَ قبيلَ نُصْحِكَ مُغْرَماً
أرأيتَ صَبّاً يألَفُ النُّصّاحا
إنْ رُمْتَ إصْلاَحِي فإنّي لم أُرِدْ
لفَسَادِ قَلبي في الهوَى إصلاحا
ماذا يُريدُ العاذلونَ بعَذْلِ مَنْ
لَبِسَ الخَلاعَة واستراحَ وراحا
يا أهلَ وِدّي هل لراجي وَصْلِكُمْ
طَمَعٌ فيَنعَمَ بالُهُ استِرْوَاحا
مُذْ غِبْتُمُ عن ناظِري ليَ أنّةٌ
ملأتْ نواحي أرضِ مِصْرَ نُواحا
وإذا ذكَرْتُكُمُ أميلُ كأنّني
مِن طيبِ ذِكْرِكُمُ سقيتُ الرّاحا
وإذا دُعيت إلى تناسي عهدِكُمْ
ألْفَيتُ أحشائي بذاكَ شِحاحا
سَقياً لأيّامٍ مَضَتْ مع جيرَةٍ
كانتْ لَيالينا بهِمْ أفراحا
حيثُ الحِمى وطَني وسُكّانُ الغَضا
سَكَنِي ووِردي الماء فيه مُباحا
وأُهَيْلُهُ أَرَبي وظِلُّ نَخيلِهِ
طَرَبي ورَمْلَةُ وادِيَيْهِ مَراحا
وَاهاً على ذاكَ الزَّمانِ وطيبِهِ
أيّامَ كُنتُ من اللُّغوبِ مُراحا
قَسماً بمكَّةَ والمقامِ ومَن أتَى ال
بيتَ الحرامَ مُلَبّياً سَيّاحا
ما رنَّحَتْ ريحُ الصَّبا شِيحَ الرُّبى
إلّا وأهْدَتْ منكُمُ أرواحا
ابن الفارض
الحمدان
05-15-2024, 01:04 PM
يؤخِّرُ الله أشياءً تتوقُ لها
لحكمةٍ خفيت من ربِّك الهادي
تقولُ يا ربِّ فرِّحني بأُمنيتي
إنّي انتظرتُ انتظارًا ليس بالعادي
يسوقُ ربّك حين اليأس حاجتنا
تجيء غيثًا بلا برقٍ وإرعادِ
يُفاجئُ الرّبُّ قلبًا يرتجي أملًا ..
أحلى البشاراتِ تأتي دون ميعادِ
.......
الحمدان
05-16-2024, 01:12 PM
ستُورِقُ أغصانُ الحيَاةِ وتُثمِر
ويَأتِي ربيعٌ بالمسرَّاتِ يُزهِر
وتَدنُو ظلالٌ فِي الفيَافِي كأنَّها
عرَائِسُ تَزهُو بالجمَالِ وَتَخطُر
وتَبتَسم الأيَّام بَعدَ عُبُوسِها
ويُشرق صبحٌ بالبشَائرِ نَيِّر
ففيمَ احتِباسُ الصَّدرِ وَالأمرُ هَيِّن
وفِيمَ التِباسُ الأمر واللهُ أكبَرُ
......
الحمدان
05-16-2024, 01:13 PM
إذا كان جهل الناسَ مدعاة غيّهم
فليس سوى التعليم للرُشد سُلَّم
فلو قيلَ من يستنهض الناس للعلا
إذا ساءَ محياهم لقلت المعلمّ
معلّم أبناء البلاد طبيبهم
يُداوي سَقام الجهل والجهل مُسقِم
وما هو إلاّ كوكب في سمائهم
به يهتدي الساري إلى المجد منهم
فلا تَبخسَنْ حق المعلّم أنه
عظيم كحقّ الوالدين وأعظم
فإن له منك الحجا وهو جوهر
وللوالدين العظم واللحم والدم
ألا إنما تعليمنا الناس واجب
وأن على الجهال أن يتعلّموا
وما أخذ اللّه العهود على الورى
بأن يعلَموا حتى قضى أن يُعلِّموا
معروف النصافي
الحمدان
05-16-2024, 01:13 PM
الشعر مفتقر مني لمبتكر
ولست للشعر في حالِ بمفتقر
دعوت غُرّ القوافي وهيِ شاردة
فأقبلت وهي تمشي مشيِ معتذر
وسلّمتنيَ عن طَوع مقادتها
فرُحت فيهنّ أجري جري مقتدر
إذا أقمت أقامت وهي من خَدَمي
وأينما سرت سارت تقتفي أثري
صرّفت فيهنّ أقلامي ورحت بها
أعرّف الناس سحر السمع والبصر
ملكْنَ من رقّة رقّ النفوس هوىً
من حيث أطرْ بن حتى قاسيَ الحَجَر
سقيتهنّ المعاني فارتَوْين بها
وكنّ فيها مكان الماء في الثمر
كم تَشرئَبّ لها الأسماع مُصغيةً
إذا تُنُوشدن بين البدوِ والحَضَر
طابقت لفظيَ بالمعنى فطابقه
خلواً من الحَشْوِ مملوءاً من العِبَر
أنّي لأنتزع المعنى الصحيح على
عُرْيٍ فأكسوه لفظاً قُدَّ من دُرر
سل المنازل عني إذ نزلت بها
ما بين بغداد والشهباء في سفري
ما جئت منزلة إلاّ بَنَيت بها
بيتاً من الشعر لابيتاً من الشَعَر
وأجود الشعر ما يكسوه قائله
بِوَشْي ذا العصر لا الخالي من العُصُر
لا يَحسُن الشعر إلا وهو مبتكَر
وأيّ حسن لشعر غير مبتكر
ومن يكنْ قال شعراً عن مفاخَرَة
فلست واللَّه في شعرٍ بمفتخر
وإنما هي أنفاس مصعَّدةٌ
ترمي بها حسراتي طائرَ الشَرَر
وهنّ إن شئت منّي أدمع غُزُر
أبكي بهنّ على أيامنا الغُرَر
أبكي على أمة دار الزمان لها
قبلاً ودار عليها بعدُ بالغِيَر
كم خلّد الدهر من أيامهم خبراً
زان الطُروس وليس الخُبْر كالخَبَر
ولست أدّكر الماضين مفتخراً
لكن أقيم بهم ذكرى لمُدَّكر
وكيف يفتخر الباقون في عَمَهٍ
بدارس من هُدى الماضين مندثر
لهفي على العُرب أمست من جمودهم
حتى الجمادات تشكو وهي في ضَجَر
أين الجَحاجح ممن ينتمون إلى
ذُؤابة الشرف الوضّاح من مُضر
قوم هم الشمس كانوا والورى قمر
ولا كرامةَ لولا الشمس للقمر
راحوا وقد أعقبوا من بعدهم عَقِباً
ناموا عن الأمر تفويضاً إلى القَدَر
أقول والبرق يسري في مراقدهم
يا ساهر البرق أيقظ راقد السَمُر
يا أيها العرب هُبّوا من رقادكم
فقد بدا الصبح وأنجابت دجى الخطر
كيف النجاح وأنتم لا أتفاق لكم
والعود ليس له صوت بلا وتر
مالي أراكم أقلّ الناس مَقدُرةً
يا أكثر الناس عدّاً غير منحصِر
معروف النصافي
الحمدان
05-16-2024, 01:13 PM
إن رمت عيشاً ناعماً ورقيقاً
فاسلك إليه من الفنون طريقا
واجعل حياتك غَضّة بالشعر والت
مثيل والتصوير والموسيقى
تلك الفنون المُشتهاة هي التي
غصن الحياة بها يكون وريقا
وهي التي تجلو النفوس فتَمتَلي
منها الوجوه تلألُؤاً وبريقا
وهي التي بمذاقها ومشاقها
يُمسي الغليظ من الطباع رقيقا
تَمضي الحياة طريّة في ظلها
والعيش أخضر والزمان أنيقا
إن الذي جعل الحياة رواعداً
جعل الفنون من الحياة بروقا
وأدَرّها غَيث اللذاذة مُنبتاً
زهر المسرة سوسناً وشقيقا
وأقام منها للنفوس حوافزاً
تدع الأسير من القلوب طليقا
فتحُلّ عقدة من تراه معقّداً
وتفُكِ ربقة من تراه ربيقا
تلك الفنون فطِر إلى سَعة بها
إن كنت تشكو في الحياة الضيقا
وإذا أردت من الزمان مضاحكاً
فَتَحَسَّ منها قَرقَفاً ورحيقا
ما فاز قط بوصلها من عاشق
إلاّ وكان لعارفيه عشيقا
فهي ابتسامات الدُنى وبغيرها
ما كان وجه الحادثات طليقا
رطِّب حياتك بالغناء إذا عرا
هَمٌ يُجَفِّف في الحُلوق الريقا
إن الغناء لمُحدث لك نَشوة
في النفس تُطفىء في حشاك حريقا
وأترك مجادلة الذين توَهّموا
هَزَج الغناء خلاعة وفُسوقا
أفأنت أغلظ مُهجةً من نوقهم
فقد أستَحثّوا بالحُداء النوقا
أرقى الشعوب تمدناً وحضارة
من كان منهم في الفنون عريقا
وأحَطُّهم من أن سمعت غناءهم
فمن الضفادع قد سمعت نقيقا
فالفنّ مقياس الحضارة عند مَن
حازوا الرُقِيَّ وناطَحوا العَيُّوقا
الشعر فَنٌ لا تزال ضُرُوبه
تتلو الشعور بألْسُن الموسيقى
ويُجيد تقطير العواطف للورى
فتخاله لقلوبهم أنبيقا
ومسارح التمثيل أصغر فضلها
جَعْل الكليل من الشعور ذليقا
وإذا رأى فيها الوقائع غافل
من نوم غفلته يكون مُفيقا
تنْمي الحميد من الخِصال وتنقي
ما كان منها بالفَخار خَليقا
وتَجيء من عِبَر الزمان بمَشْهَد
يُلقي خشوعاً في النفوس عميقا
ويكون مَنظرُه الرهيب مُمَهّداً
لمُشاهديه إلى الصلاح طريقا
أما المُصوِّر فهو فنّان يرى
ما كان من صُوَر الحياة دقيقا
تأتيك ريشته بشعر صامت
ولقد يفوق الشاعر المِنْطيقا
وبدائع التصوير من حسناتها
أن يستفيد بها الشعور سموقا
فهي الجديرة أن تكون ثَمينةً
وتكون أنفق من سواها سوقا
أن الحياة على الكُدورة لم تجد
مثل الفنون لنفسها راووقا
معروف النصافي
الحمدان
05-16-2024, 01:29 PM
وكُلُّ بابٍ وإنْ طالتْ مَـغالِقُهُ
يومًا لهُ من جميلِ الصَّبرِ مفتاحُ
كم مِن كروبٍ ظنَنّا لا انفراجَ لها
حتّى رأينا جليلَ الهمِّ ينزاحُ
فاصبر لربِّكَ لا تيأس فرحمتُهُ
للخلقِ ظلٌّ وللأيّام إصباح
......
الحمدان
05-16-2024, 01:30 PM
يا شاكيا ﻫﻢ اﻟﺤﻴﺎة وﺿﻴﻘﻬﺎ
أﺑﺸﺮ .. ﻓﺮبك ﻗﺪ أﺑﺎن اﻟﻤﻨﻬﺠﺎ
ﻣﻦ يتق الرحمن جل ﺟﻼله
يجعل ﻟﻪ ﻣﻦ كل ضيق مخرجا
......
الحمدان
05-16-2024, 01:30 PM
حتى و إن بدَت السماءُ بعيدةً
إنّ الذي فـوق الـسـماءِ قريبُ
فـارفع يديك إلى الإلهِ مُناجيًا
إنّ الجروح مـع الدعاءِ تطيبُ
.......
الحمدان
05-16-2024, 05:56 PM
هِيَ الدُّنيَا تَرُوحُ بِنَا وَتَغدُو
فَلَا كَدَرٌ يَدُومُ وَلَا صَفَاءُ!
تَسُرُّ كمَا تَسُوءُ وَكُلُّ شَيءٍ
قَضَاءُ اللهِ هَل رُدَّ القَضَاءُ؟!
إذا اشْتَدَّ البَلَاءُ عَلَيكَ يَومًا
فَصَبرًا إنَّمَا الصَّبرُ الدَّوَاءُ!
ويَكفِي أنْ تَرَىظ° لِلخَلْقِ عَوْدًا
لِخَالِقِهِمْ إذَا اشتَدَّ البَلَاء
......
الحمدان
05-16-2024, 05:57 PM
أبكيهِ ثُمَّ أقولُ مُعتذِرًا لَهُ
وُفِّقتَ حينَ تركتَ ألأمَ دارِ
جاوَرتُ أعدائي وجاوَرَ ربَّهُ
شَتّان بينَ جِوارِهِ وجِواري
.......
الحمدان
05-16-2024, 05:57 PM
ومن عادةِ الدهرِ إدبارٌ وإقبالُ
وما يدومُ لهُ بينَ الورى حالُ
وكلُّ شيءٍ من الدنيا له أجلٌ
وتنقضي لجميعِ الناسِ آجالُ
.......
الحمدان
05-16-2024, 05:59 PM
أنا المسجون والسجان نفسي
إلهي أنت حسبي والعتاقُ
تلف الناس حولي رغم أني
بغيضٌ لا أُحَبُّ ولا أُطاقُ
ولولا ستر ربي ما سقتني
بماء القرب نفسي والرياقُ
وإن علم الطريق بقبح فعلي
لضاق وضاق من فعلي الزقاقُ
.......
الحمدان
05-16-2024, 06:00 PM
تجري بنا الأيام رغمَ كسادنا
حتى كبُرنا دونما إخطارِ
من يُقنع الأطفال في أعماقنا
أنَّا نُجَدّفُ في بحار النارِ
وكم احتملنا بالتجَلّدِ حرّها
حتى تَجَعَّدنا من الإصرارِ
مازال في عنقي بقايا شمعةٍ
خبَّأتها عن لفْحَةِ الإعصارِ
أحنو عليها كلّما اشتدّ الوغى
فلعلّها يوما تضيئ سماري
.......
الحمدان
05-16-2024, 06:01 PM
أتـاني في خـيـالي ألــفُ آتِ
يـراودني بفـعـلِ الـمنـكراتِ
فـــأذكُرُ أنّ لي ربًّـا عـظـيـمًا
يـراني كلّ حـيـنٍ في حياتي
فأخجلُ أن يراني حيث ينهى
وأخـشى أنْ أكون مع العُصاةِ
وكيفَ أعيشُ في نِعَمٍ حباني
وأنسـى منزلي بعدَ الممات
.......
الحمدان
05-16-2024, 06:03 PM
بُعثتَ بـِ (إقرأْ) فانتشى العلم بيننا
وزالت عرى جهلٍ بوحيٍ مصدَّقِ
وأتممت أخلاقًا لدينا كريمةً
وأسقطت منها كلّ سوءٍ مخرَّقِ
وحاربت كفرًا كان فينا معربدًا
وحطّمت أصنامًا بسيفٍ مرقَّقِ
عليك سلام الله ما خطّ كاتبٌ
وما جاء حرفٌ في كتابٍ منمّقِ
.......
الحمدان
05-16-2024, 06:17 PM
كل الذين على الأيام نحسبهم
عونًا، أعانوا علينا الهمّ والحزَنا
وحاربونا بسيفِ الصدّ ماخجلوا
كأنّنا لم نكن يوماً لهم .. سكنا
.......
الحمدان
05-16-2024, 06:18 PM
مازال صوتك في ثنايا مسمعي
والشّوق في صدري يفتّت أضلعي
والله إنّ الشّوق فاق تحمّلي
ياشوق رفقاً بالفؤاد ألا تعي
يازهرتي إن مرّ إسمك عابراً
يزداد من فرط الحنين توجّعي
حاولت أن أخفي هواك وكلّما
أخفيته في القلب فاضت أدمعي
لكنّ روحك لم تغب دوماً معي
رحمك الله يا رفيق الروح
.......
الحمدان
05-16-2024, 06:19 PM
يا ربِّ إني قد أتيتُكَ سائلًا
وأقولُ: مَنْ للتائهينَ سِواكا؟
يا ربِّ مَنْ للنادمينَ إذا بكوا
واستغفروا يرجونَ نيلَ رضاكا؟
يخشونَ أنْ يأتي عذابكَ بغتةً!
فاقبلْ إلهي تائبًا يخشاكا
يا ربِّ إنْ عشنا بغيرِ هدايةٍ
سنظلُّ نرقبُ في الظلامِ سناكا
.......
الحمدان
05-16-2024, 06:20 PM
كفى بالموت يوعظ كل حيٍّ
ويردعه إذا فعل الحراما
يصوغ نهايةً تفضي بروحٍ
لها أملٌ بأن تحيا دواما
هو الحدث الذي إن جاء مهلاً
تنافر عنه مفزوعٌ لزاما
وإن حلت نوائبه سراعاً
بصمتٍ أوغلت فينا نياما
.......
الحمدان
05-17-2024, 10:13 AM
أَلا مَن مُبلِغٌ عَمرَو بنَ هِندٍ
فَما رُعِيَت ذَمامَةُ مَن رَعَيتا
أَتَغصِبُ مالِكاً بِذُنوبِ تَيمٍ
لَقَد جِئتَ المَحارِمَ وَاِعتَدَيتا
فَلَولا نِعمَةٌ لِأَبيكَ فينا
لَقَد فُضَّتْ قَناتُكَ أَو ثَوَيتا
أَتَنسى رِفدَنا بِعُوَيرِضاتٍ
غَداةَ الخَيلُ تَخفِرُ ما حَوَيتا
وَكُنّا طَوعَ كَفِّكَ يا اِبنَ هِندٍ
بِنا تَرمي مَحارِمَ مَن رَمَيتا
سَتَعلَمُ حينَ تَختَلِفُ العَوالي
مَنَ الحامونَ ثَغرَكَ إِن هَوَيتا
وَمَن يَغشى الحُروبَ بِمُلهِباتٍ
تُهَدِّمُ كُلَّ بُنيانٍ بَنَيتا
إِذا جاءَت لَهُم تِسعونَ أَلفاً
عَوابِسُهُنَّ وَرداً أَو كُمَيتا
عمرو بن كلثوم
الحمدان
05-17-2024, 10:13 AM
جَلَبنا الخَيلَ مِن جَنبَي أَريكٍ
إِلى القَلَعاتِ مِن أَكنافِ بَعرِ
ضَوامِرَ كِالقِداحِ تَرى عَلَيها
يَبيسَ الماءِ مِن حُوٍّ وَشُقرِ
نَؤُمُّ بِها بِلادَ بَني أَبينا
عَلى ما كانَ مِن نَسَبٍ وَصِهرِ
تُجاوِبُ في جَوانِبِ مُكفَهِرٍّ
شَديدٍ رِزُّهُ كَاللَيلِ مَجرِ
صَبَحناهُنَّ حَرّابَ بنَ قَيسٍ
وَجَعدَةَ مِن بَني كَعبِ بنِ عَمرِو
كَأَنَّ الخَيلَ أَيمَنَ مِن أَباضٍ
بِجَنبِ عُوَيرِضٍ أَسرابُ دَبرِ
إِذا سَطَعَ الغُبارُ خَرَجنَ مِنهُ
سَواكِنَ بَعدَ إِبساسٍ وَنَقرِ
مُجَرَّبَةً عَلَيها كُلُّ ماضٍ
إِلى الغَمَراتِ مِن جُشَمِ بنِ بَكرِ
عمرو بن كلثوم
الحمدان
05-17-2024, 10:13 AM
أَأَجمَعُ صُحبَتي سَحَرَ اِرتِحالا
وَلَم أَشعُر بِبَينٍ مِنكِ هالا
وَلَم أَرَ مِثلَ هالَةَ في مَعَدٍّ
تُشَبَّهُ حُسنَها إِلّا الهِلالا
أَلا أَبلِغ بَني جُشَمَ بنِ بَكرٍ
وَتَغلِبَ كُلَّها نَبَأً حِلالا
بِأَنَّ الماجِدَ القَرْمَ اِبنَ عَمْروٍ
غَداةَ نَطاعِ قَد صَدَقَ القِتالا
كَتيبَتُهُ مُلَملَمَةٌ رَداحٌ
إِذا يَرمونَها تُنبي النِبالا
جَزى اللَهُ الأَغَرَّ يَزيدَ خَيراً
وَلَقّاهُ المَسَرَّةَ وَالجَمالا
بِمَأخَذِهِ اِبنَ كُلثومِ بنِ سَعدٍ
يَزيدُ الخَيرِ نازَلَهُ نِزالا
بِجَمعٍ مِن بَني قُرّانَ صيدٍ
يُجيلونَ الطِعانَ إِذا أَجالا
يَزيدُ يُقَدِّمُ الشَقَراءَ حَتّى
يُرَوّي صَدرَها الأَسَلَ النِهالا
عمرو بن كلثوم
الحمدان
05-17-2024, 10:14 AM
إِنَّ لِلَّهِ عَلَينا نِعَماً
وَلِأَيدينا عَلى الناسِ نِعَم
فَلَنا الفَضلُ عَلَيهِم بِالَّذي
صَنَعَ اللَهُ فَمَن شاءَ رَغَم
دونَنا في الناسِ مَسعىً واسِعٌ
لا يُدانينا وَفي الناسِ كَرَم
فَفَضَلناهُم بِعِزٍّ باذِخٍ
ثابِتٍ الأَصلِ عَزيزِ المُدَّعَم
عمرو بن كلثوم
الحمدان
05-17-2024, 10:14 AM
ما بِامرِئٍ مِن ضُؤلَةٍ في وائِلٍ
وَرِثَ الثُوَيرَ وَمالِكاً وَمُهَلهِلا
خالي بِذي بَقَرٍ حَمى أَصحابَهُ
وَشَرى بِحُسنِ حَديثِهِ أَن يُقتَلا
ذاكَ الثُوَيرُ فَما أُحِبُّ بِفَضلِهِ
عِندَ التَفاضُلِ فَضلَ قَومٍ أَفضَلا
عَمي الَّذي طَلَبَ العُداةَ فَنالَها
بَكراً فَجَلَّلَها الجِيادَ بِكِنهَلا
وَأَبي الَّذي حَمَلَ المِئينَ وَناطِقُ
المَعروفِ إِذ عَيِّ الخَطيبُ المِفصلا
عمرو بن كلثوم
الحمدان
05-17-2024, 10:14 AM
أَنَهدِيّاً إِذا ما جِئتَ نَهداً
وَتُدعى بِالجَزيرَةِ مِن نِزارِ
أَلا تُغني كِنانَةُ عَن أَخيها
زُهَيرٍ في المُلِمّاتِ الكِبارِ
فَيَبرُزَ جَمعُنا وَبَنو عَدِيٍّ
فَيُعلَمَ أَيُّنا مَولى صُحارِ
عمرو بن كلثوم
الحمدان
05-17-2024, 10:14 AM
أَلا هُبّي بِصَحنِكِ فَاَصبَحينا
وَلا تُبقي خُمورَ الأَندَرينا
مُشَعشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فيها
إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخينا
تَجورُ بِذي اللُبانَةِ عَن هَواهُ
إِذا ما ذاقَها حَتّى يَلينا
تَرى اللَحِزَ الشَحيحَ إِذا أُمِرَّت
عَلَيهِ لِمالِهِ فيها مُهينا
صَبَنتِ الكَأسَ عَنّا أُمَّ عَمرٍو
وَكانَ الكَأَسُ مَجراها اليَمينا
وَما شَرُّ الثَلاثَةِ أُمَّ عَمرٍو
بِصاحِبِكِ الَّذي لا تَصبَحينا
وَكَأسٍ قَد شَرِبتُ بِبَعلَبَكٍّ
وَأُخرى في دِمَشقَ وَقاصِرينا
وَإِنّا سَوفَ تُدرِكُنا المَناياَ
مُقَدَّرَةً لَنا وَمُقَدَّرينا
قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ظَعيناَ
نُخَبِّركِ اليَقينا وَتُخبِرينا
قِفي نَسأَلكِ هَل أَحدَثتِ صَرماً
لِوَشكِ البَينِ أَم خُنتِ الأَمينا
بِيَومِ كَريهَةٍ ضَرباً وَطَعناً
أَقَرَّ بِهِ مَواليكِ العُيونا
وَإنَّ غَداً وَإِنَّ اليَومَ رَهنٌ
وَبَعدَ غَدٍ بِما لا تَعلَمينا
تُريكَ إِذا دَخَلتَ عَلى خَلاءٍ
وَقَد أَمِنَت عُيونَ الكاشِحينا
ذِراعَي عَيطَلٍ أَدماءَ بِكرٍ
هِجانِ اللَونِ لَم تَقرَأ جَنينا
وَثَدياً مِثلَ حُقِّ العاجِ رَخصاً
حَصاناً مِن أَكُفِّ اللامِسينا
وَمَتنَي لَدنَةٍ سَمَقَت وَطالَت
رَوادِفُها تَنوءُ بِما وَلينا
وَمَأكَمَةً يَضيقُ البابُ عَنها
وَكَشحاً قَد جُنِنتُ بِهِ جُنونا
وَساريَتَي بَلَنطٍ أَو رُخامٍ
يَرِنُّ خُشاشُ حَليِهِما رَنينا
فَما وَجَدَت كَوَجدي أُمُّ سَقبٍ
أَضَلَّتهُ فَرَجَّعَتِ الحَنينا
وَلا شَمطاءُ لَم يَترُك شَقاها
لَها مِن تِسعَةٍ إَلّا جَنينا
تَذَكَّرتُ الصِبا وَاِشتَقتُ لَمّا
رَأَيتُ حُمولَها أُصُلاً حُدينا
فَأَعرَضَتِ اليَمامَةُ وَاِشمَخَرَّت
كَأَسيافٍ بِأَيدي مُصلِتينا
أَبا هِندٍ فَلا تَعَجَل عَلَينا
وَأَنظِرنا نُخَبِّركَ اليَقينا
بِأَنّا نورِدُ الراياتِ بيضاً
وَنُصدِرُهُنَّ حُمراً قَد رَوينا
وَأَيّامٍ لَنا غُرٍّ طِوالٍ
عَصَينا المَلكَ فيها أَن نَدينا
وَسَيِّدِ مَعشَرٍ قَد تَوَّجوهُ
بِتاجِ المُلكِ يَحمي المُحجَرينا
تَرَكنا الخَيلَ عاكِفَةً عَلَيهِ
مُقَلَّدَةً أَعِنَّتَها صُفونا
وَأَنزَلنا البُيوتَ بِذي طُلوحٍ
إِلى الشاماتِ تَنفي الموعِدينا
وَقَد هَرَّت كِلابُ الحَيِّ مِنّا
وَشذَّبنا قَتادَةَ مَن يَلينا
مَتى نَنقُل إِلى قَومٍ رَحانا
يَكونوا في اللِقاءِ لَها طَحينا
يَكونُ ثِفالُها شَرقِيَّ نَجدٍ
وَلُهوَتُها قُضاعَةَ أَجمَعينا
نَزَلتُم مَنزِلَ الأَضيافِ مِنّا
فَأَعجَلنا القِرى أَن تَشتُمونا
قَرَيناكُم فَعَجَّلنا قِراكُم
قُبَيلَ الصُبحِ مِرداةً طَحونا
نَعُمُّ أُناسَنا وَنَعِفُّ عَنهُم
وَنَحمِلُ عَنهُمُ ما حَمَّلونا
نُطاعِنُ ما تَراخى الناسُ عَنّا
وَنَضرِبُ بِالسُيوفِ إِذا غُشينا
بِسُمرٍ مِن قَنا الخَطِّيِّ لُدنٍ
ذَوابِلَ أَو بِبيضٍ يَختَلينا
كَأَنَّ جَماجِمَ الأَبطالِ فيها
وُسوقٌ بِالأَماعِزِ يَرتَمينا
نَشُقُّ بِها رُؤوسَ القَومِ شَقّا
وَنُخليها الرِقابَ فَتَختَلينا
وَإِنَّ الضِغنَ بَعدَ الضِغنِ يَبدو
عَلَيكَ وَيَخرِجُ الداءَ الدَفينا
وَرِثنا المَجدَ قَد عَلِمَت مَعَدٌّ
نُطاعِنُ دونَهُ حَتّى يَبينا
وَنَحنُ إِذا عَمادُ الحَيّ خَرَّت
عَنِ الأَحفاضِ نَمنَعُ مَن يَلينا
نَجُذُّ رُؤوسَهُم في غَيرِ بِرٍّ
فَما يَدرونَ ماذا يَتَّقونا
كَأَنَّ سُيوفَنا فينا وَفيهِم
مَخاريقٌ بِأَيدي لاعِبينا
كَأَنَّ ثيابَنا مِنّا وَمِنهُم
خُضِبنَ بِأَرجوانٍ أَو طُلينا
إِذا ما عَيَّ بِالإِسنافِ حَيٌّ
مِنَ الهَولِ المُشَبَّهِ أَن يَكونا
نَصَبنَا مِثلَ رَهوَةَ ذاتَ حَدٍّ
مُحافَظَةً وَكُنّا السابِقينا
بِشُبّانٍ يَرَونَ القَتلَ مَجداً
وَشيبٍ في الحُروبِ مُجَرَّبينَا
حُدَيّا الناسِ كُلِّهِمُ جَميعاً
مُقارَعَةً بَنيهِم عَن بَنينا
فَأَمّا يَومَ خَشيَتِنا عَلَيهِم
فَتُصبِحُ خَيلُنا عُصَباً ثُبينا
وَأَمّا يَومَ لا نَخشى عَلَيهِم
فَنُمعِنُ غارَةً مُتَلَبِّبينا
بِرَأسٍ مِن بَني جُشَمِ بنِ بَكرٍ
نَدُقُّ بِهِ السُهولَةُ وَالحُزونا
أَلا لا يَعلَمُ الأَقوامُ أَنّا
تَضَعضَعنا وَأَنّا قَد وَنينا
أَلا لا يَجهَلَن أَحَدٌ عَلَينا
فَنَجهَلَ فَوقَ جَهلِ الجاهِلينا
بِأَيِّ مَشيئَةٍ عَمرُو بنَ هِندٍ
نَكونُ لِقَيلِكُم فيها قَطينا
بِأَيِّ مَشيئَةٍ عَمرُو بنَ هِندٍ
تُطيعُ بِنا الوُشاةَ وَتَزدَرينا
تَهَدَّدنا وَأَوعِدنا رُوَيداً
مَتى كُنَّا لِأُمِّكَ مَقتَوينا
فَإِنَّ قَناتَنا يا عَمرُو أَعيَت
عَلى الأَعداءِ قَبلَكَ أَن تَلينا
إِذا عَضَّ الثِقافُ بِها اِشمَأَزَّت
وَوَلَّتهُم عَشَوزَنَةَ زَبونا
عَشَوزَنَةً إِذا اِنقَلَبَت أَرَنَّت
تَشُجُّ قَفا المُثَقَّفِ وَالجَبينا
فَهَل حُدِّثتَ في جُشَمَ بنِ بَكرٍ
بِنَقصٍ في خُطوبِ الأَوَّلينا
وَرِثنا مَجدَ عَلقَمَةَ بنِ سَيفٍ
أَبَاحَ لَنا حُصونَ المَجدِ دينا
وَرِثتُ مُهَلهِلاً وَالخَيرَ مِنهُ
زُهَيراً نِعمَ ذُخرُ الذاخِرينا
وَعَتّاباً وَكُلثوماً جَميعاً
بِهِم نِلنا تُراثَ الأَكرَمينا
وَذا البُرَةِ الَّذي حُدِّثتَ عَنهُ
بِهِ نُحمى وَنَحمي المُحجَرينا
وَمِنّا قَبلَهُ الساعي كُلَيبٌ
فَأَيُّ المَجدِ إِلّا قَد وَلينا
مَتى نَعقِد قَرينَتَنا بِحَبلٍ
تَجُزُّ الحَبلَ أَو تَقُصُّ القَرينا
وَنوجَدُ نَحنُ أَمنَعُهُم ذِماراً
وَأَوفاهُم إِذا عَقَدوا يَميناً
ونَحنُ غَداةَ أُوقِدَ في خَزازى
رَفَدنا فَوقَ رِفدِ الرافِدينا
وَنَحنُ الحابِسونَ بِذي أُراطى
تَسُفُّ الجِلَّةُ الخورُ الدَرينا
ونَحنُ الحاكِمونَ إَذا أُطِعنا
وَنَحنُ العازِمونَ إَذا عُصينا
وَنَحنُ التارِكونَ لِما سَخِطنا
وَنَحنُ الآخِذونَ لِما رَضينا
وَكُنّا الأَيمَنينَ إذا اِلتَقَينَا
وَكانَ الأَيسَرين بَنو أَبينا
فَصالوا صَولَةً فيمَن يَليهِم
وَصُلنا صَولَةً فيمَن يَلينا
فَآبوا بِالنِهابِ وَبِالسَبايا
وَأُبنا بِالمُلوكِ مُصَفَّدينا
إِلَيكُم يا بَني بَكرٍ إِلَيكُم
أَلَمّا تَعرِفوا مِنّا اليَقينا
أَلَمّا تَعرِفوا مِنّا وَمِنكُم
كَتائِبَ يَطَّعِنَّ وَيَرتَمينا
عَلَينا البَيضُ واليَلَبُ اليَماني
وَأَسيافٌ يَقُمنَ وَيَنحَنينا
عَلَينا كُلُّ سابِغَةٍ دِلاصٍ
تَرى فَوقَ النِطاقِ لَها غُضونا
إِذا وُضِعَت عَلى الأَبطالِ يَوماً
رَأَيتَ لَها جُلودَ القَومِ جونا
كَأَنَّ غُضونَهُنَّ مُتونُ غُدرٍ
تُصَفِّقُها الرِياحُ إِذا جَرَينا
وَتَحمِلُنا غَداةَ الرَوعِ جُردٌ
عُرِفنَ لَنا نَقائِذَ وَاَفتُلينا
وَرَدنَ دَوارِعاً وَخَرَجنَ شُعثاً
كَأَمثالِ الرَصائِعِ قَد بَلينا
وَرِثناهُنَّ عَن آباءِ صِدقٍ
وَنُورِثُها إِذا مُتنا بَنينا
عَلى آثارِنا بيضٌ حِسانٌ
نُحاذِرُ أَن تُقَسَّمَ أَو تَهونا
أَخَذنَ عَلى بُعولَتِهِنَّ عَهداً
إِذا لاقَوا كَتائِبَ مُعلَمينا
لَيَستَلِبُنَّ أَفراساً وَبيضاً
وَأَسرى في الحَديدِ مُقَرَّنينا
تَرانا بارِزينَ وَكُلُّ حَيٍّ
قَدِ اِتَّخَذوا مَخافَتَنا قَرينا
إِذا ما رُحنَ يَمشينَ الهُوَينى
كَما اِضطَرَبَت مُتون الشارِبينا
يَقُتنَ جِيادَنا وَيَقُلنَ لَستُم
بُعولَتَنا إِذا لَم تَمنَعونا
ظَعائِنَ مِن بَني جُشَمَ بنِ بَكرٍ
خَلَطنَ بِمَيسَمٍ حَسَباً وَديناً
وَما مَنَعَ الظَعائِنَ مِثلُ ضَربٍ
تَرى مِنهُ السَواعِدَ كَالقُلينا
كَأَنّا وَالسُيوفُ مُسَلَّلاتٌ
وَلَدنا الناسَ طُرّاً أَجمَعينا
يُدَهدونَ الرُؤوسَ كَما تُدَهدي
حَزاوِرَةٌ بِأَبطَحِها الكُرينا
وَقَد عَلِمَ القَبائِلُ مِن مَعَدٍّ
إِذا قُبَبٌ بِأَبطَحِها بُنينا
بِأَنا المُطعِمونَ إِذا قَدَرنا
وَأَنّا المُهلِكونَ إِذا اِبتُلينا
وَأَنّا المانِعونَ لِما أَرَدنا
وَأَنّا النازِلونَ بِحَيثُ شينا
وَأَنّا التارِكونَ إِذا سَخِطنا
وَأَنّا الآخِذونَ إَذا رَضينا
وَأَنّا العاصِمونَ إِذا أُطِعنا
وَأَنّا العازِمونَ إِذا عُصينا
وَنَشرَبُ إِن وَرَدنا الماءَ صَفواً
وَيَشرَبُ غَيرُنا كَدَراً وَطينا
أَلا أَبلِغ بَني الطَمّاحِ عَنّا
وَدُعمِيّاً فَكَيفَ وَجَدتُمونا
إِذا ما المَلكُ سامَ الناسَ خَسفاً
أَبَينا أَن نُقِرَّ الذُلَّ فينا
مَلَأنا البَرَّ حَتّى ضاقَ عَنّا
وَنَحنُ البَحرُ نَملأُهُ سَفينا
إَذا بَلَغَ الفِطامَ لَنا وَليدٌ
تَخِرُّ لَهُ الجَبابِرُ ساجِدينا
عُقاراً عُتِّقَت مِن عَهدِ نوحٍ
بِبَطنِ الدَنِّ تَبتَذِلُ السِنينا
كَأَنَّ الشُهبَ في الأَذانِ مِنها
إِذا قَرَعوا بحافَتِها الجَبينا
إِذا صَمَدَت حُمَيّاها أَريب
مِنَ الفِتيانِ خِلتَ بِهِ جُنونا
فَما بَرِحَت مَجالَ الشِربِ حَتّى
تَغالوها وَقالوا قَد رَوينا
أَفي لَيلى يُعاتِبُني أَبوه
وَإِخوَتُها وَهُم لي ظالِمونا
وَنَحراً مِثلَ ضَوءِ البَدرِ وافي
بِإِتمامٍ أُناساً مُدجِنينا
بِأَيِّ مَشيئَةٍ عَمرُو بنَ هِندٍ
تَرى أَنّا نَكونُ الأَرذَلينا
بِأَيِّ مَشيئَةٍ عَمرُو بنَ هِندٍ
تَقَدَّمُنا وَنَحنُ السابِقونا
بِنا اِهتَدَتِ القَبائِلُ مَن مَعَدٍّ
بِنارَينا وِكُنّا الموقِدينا
وَكانَ القَلبُ مِن عَكٍّ وَكانو
كَميناً حينَ أَن جُعِلوا كَمينا
وَأَسلَمنا الرِياسَةَ في نِزارٍ
وَكانَت مِنهُمُ في الأَحوَصينا
نَقودُ الخَيلَ دامِيَةً كُلاه
إِلى الأَعداءِ لاحِقَةً بُطونا
وَأَنّا المانِعُون لما يَلين
إَذا ما البيضُ فارَقَتِ الجُفونا
وَأَنّا الطالِبونَ إِذا اِنتَقَمنا
وَأَنّا الضارِبون إِذا اُبتُلينا
وَأَنّا النازِلون بِكُلِّ ثَغرٍ
يَخافُ النازِلونَ بِهِ المَنونا
إِذا لَم نَحمِهِنَّ فَلا بَقينا
لِشَيءٍ بَعدَهُنَّ وَلا حَيينا
لَنا الدُنيا وَمَن أَمسى عَلَيها
وَنَبطِشُ حينَ نَبطِشُ قادِرينا
نُسَمّى ظالِمينَ وَما ظُلِمنا
وَلكِنا سَنَبدَأُ ظالِمينا
سَقَيناهُم بِكَأسِ المَوتِ صِرف
وَلاقوا في الوَقائِعِ أَقوَرينا
وَنَعدو حينَ لا يُعدى عَلَينا
وَنَضرِبُ بِالمَواسي مَن يَلينا
تَنادى المُصعَبانِ وَآلُ بَكرٍ
وَنادوا يا لَكِندَةَ أَجمَعينا
فَإِن نَغلِب فَغَلّابونَ قِدماً
وَإِن نُغلَب فَغَيرُ مُغَلَّبينا
مَلأْنا الَبرَّ حتّى ضاقَ عَنَّا
وَنَحْنُ البَحْرُ نَمْلأُه سَفِينا
إذا بَلَغَ الفطامَ لَنا ولِيْدٌ
تَخِرُّ له الجَبَابِرُ سَاجِدِينا
عمرو بن كلثوم
الحمدان
05-17-2024, 05:55 PM
بموتِ أمير المؤمنين محمدٌ
زها الموت واختالَت عليه المقابر
رأيت المنايا يفتَخِرنَ بموته
كأنّ المنايا تبتغي من تُفاخِر
فلو بكت الأيّام ميتاً بكَت له
سوالفُها والباقيات الغوابِر
وما الناسُ إلا للفناء مصيرهُم
لكلّ امرىءٍ من يومه ما يحاذِرُ
سلم الخاسر
الحمدان
05-17-2024, 05:56 PM
عَينِ جودي بِعَبرَه تَهتانِ
وَاندُبي مَن أَصابَ ريبُ الزَمانِ
وَإِذا ما بَكَيتِ قَوماً كَراماً
فَعَلى مالِكٍ أَبي غَسّانِ
أَينَ مَعنٌ أَبو الوليدَ وَمَن كا
نَ غِياثاً لِلهالِكِ الحَيرانِ
طَرَقَتهُ المَنونُ لا واهِيَ الحَب
لِ وَلا عاقِداً بِحِلفٍ يَمانِ
وَشِهابٌ وَأَينَ مِثلٌ شَهابٍ
عِندَ بَذلِ النَدى وَحَرِّ الطِعانِ
رُبَّ خَرقٍ رُزِئتُهُ مِن بَني قَي
سٍ وَخَرقٍ رُزِئتُ مِن شَيبانِ
دَرَّ دَرُّ الأَيّامِ ماذا أَجَنَّت
مِنهُمُ في لَفائِفِ الكَتّانِ
ذاكَ مَعنٌ ثَوى بِبُستَ رَهيناً
وَشِهابٌ ثَوى بِأَرضِ عُمانِ
وَهُما ما هُما لِبَذلِ العَطايا
وَلِلفِ الأَقرانِ بِالأَقرانِ
يَسبِقانِ المَنونَ طَعناً وَضَرباً
وَيَفُكّانِ كُلَّ كَبلٍ وَعانِ
سلم الخاسر
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond