هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

أَنا المُعاويُّ أَعْمامِي خَلائِفُ مِنْ
أَبْناءِ عَدْنانَ وَالأَخْوالُ مِنْ سَبإِ

الابيوردي

[الحمدان]

إِنَّ القُلوبَ لَأَجنادٌ مُجَنَّدَةٌ
‏لِلَّهِ في الأَرضِ بِالأَهواءِ تَختَلِفُ

‏فَما تَعارَفَ مِنها فَهوَ مُؤتَلِفٌ
‏وَما تَناكَرَ مِنها فَهوَ مُختَلِفُ

....

[الحمدان]

تتعاركُ الأشواق بينَ دمي
والحبُّ حرفٌ ذائبٌ بِفَمِي

من حرقةِ الأشواق عاشقتي
ماذا سيكتبُ حسّنْ اليمِني

ماكنتُ يوماً صانعاً عجباً
إلا لأَنِّي مُلْتَحِفْ ألمي

العشقُ أحيا داخلي حِمَمَاً
وغداً ترينَ تزايد الحممِ

فلتتركيني ياشموع على
دربِ المنى يبكي اللقا قلمي

إِنْ خُنْتِني لن أخون أنا
لاترمِنِي بالشَّكِّ والتُّهَمِ

ماكنتُ يوماً خائناً أبداً
ماخان يوماً طبعهُ اليمنْي

....

[الحمدان]

وكلَّما زاد بي شوقي شدَدتُ يدي
على ضلوعي لأخفي نزفَ شرياني

بي منكِ طوفانُ حبٍّ كيف أسترُهُ
وكيف تَسترُ كَفٌّ موجَ طوفانِ

يوماً سيجمَعُنا عيدٌ وأنتِ به
تُرفرفين على مائي وشطآني

يا ألفَ نورسةٍ أصواتُها بدمي
وألفَ زهرةِ حبٍّ ملءَ أغصاني

....

[الحمدان]

ياربّ أؤمنُ أن سعييَ كلَّهُ
‏من دونِ لُطفك ضيعةٌ وغُثاءُ

هُوَ الرَّحمَنُ جَابِرُ كلِّ قَلبٍ
‏لَطِيفٌ فِي المَسَرَّةِ وَالبَلَاءِ

....

[الحمدان]

وأتى ليسأل شيخهُ مستفتيًا
ماحكمُ مَن سرق الفؤادَ وهاجرا

الشَّيخُ أعياهُ السُّؤال ولم يجب
ترك المنصَّة واستدار وغادرا

....

[الحمدان]

والحمد بعد الحمد حمدا طيبا
فله كثير الشكر ماكبر السما

ماضاع إدلاج كذلك من سعى
فالحمد بعد الحمد ألفا مبهجا

مابين دال والبقية سُلما
وركيزتاه الجيم لاما سَلّما

....

[الحمدان]

يعجبني حين قال قيس لليلى :


ولمّا تلاقينا على سفح رامة
وجدت بنان العامرية أحمرا

فقلت خضبت الكف على فراقنا
قالت معاذ الله ذلك ماجرى

ولكنني لما وجدتك راحلاً
بكيت دماً حتى بللت به الثرى

مسحت بأطراف البنان مدامعي
فصار خضاباً في اليدين كما ترى

[الحمدان]

قدمتَ عمركَ للأحلامِ قربانَا
لاخنتَ عهدًا ولا خادعتَ إنسانَا

والآنَ تحملُ أحلامًا مبعثرةً
هَلْ هانَ حلمكَ أم أنتَ الذي هانَا

....

[الحمدان]

تُخبرني بأنَّي في نعيمٍ وجنةٍ
وأن الجذع مكسورُ المقامِ

وأنتَ الذي رأيتني في قمةٍ
فأتيتَني وقيدتني بلغامِ

فكسرتني وكسرتني بشدةٍ
ورميتني في سلةِ القُمامِ

والآن تأتي إليَّ بكلِّ وقاحةٍ
لترجعني إلى غصنِ الحُطامِ

وتأتيني بألوانٍ وورْقةٍ
لتُلصقني فوقَ جذعِ الوُهامِ

وتلوّن أوراقي بأزهى حلةٍ
بظنِّ منكَ أن الحياةَ أمامِ

وترفعُ ظلكَ لغصني بخفةٍ
لتخبرني بأنكَ في هيامِ

ألم تخبرني أنَّ الحبَّ كهدنةٍ
يدنو إليها مصابٌ بالسقامِ

ووعدتني بأن أعيش بمهجةٍ
فبكل قبح وهمتني بكلامِ

ما لي أرى الحبُّ الجميل كلعنةٍ
أطفتْ حنينَ الروحِ بالآلامِ

كنتُ مغفلةً بحبِّكَ بوهلةٍ
فقضيت الليل كله بقيامِ

طَيف النَّجار

[الحمدان]

فلا تكن كبلادي في أذيتها
ولا تكن كبلاد الناس تنفيني

أقول دعني وأعني كن معي سندا
أرجوك إن قلت دعني لاتخليني

....

[الحمدان]

تشكو تفرقنا وأنتَ جنيتهُ
ومنَ العجائبِ ظالمٌ يَتَظَلَّمُ

وتقولُ أنتَ بعذرِ بعديَ عالِمٌ
واللَّهُ يعلمُ أَنني لا أعلمُ

فتراكَ تدري أَنَّ حبّكَ مُتلِفي
لكنني أُخفِي هَواكَ وَأَكْتِمُ

إن كنتَ ما تدري فتلكَ مصيبةٌ
أو كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ


....

[الحمدان]

تدعو الإلهَ وأنتَ كلكَ صابرٌ
رباهُ انظُر للأيامِ خَذلَتنِي

اُنظُر لوجهي بالترهلِ عابرٌ
كأن ملامحي بالأسى أسرَتْني

عينايَ صارت للضنى مقابرٌ
وروحي تلك بالحنين أتتني

باللّهِ أيا روحٌ أتريني معابرٌ
تمرّينَ بها فمشاعرُ الشوقِ غزتني

عاجز أتساءل ألستُ متصابرٌ
لكني طريح والكسور حوَتْنِي
كلُّ الذينَ هم من حولي كاسرٌ

فرأيتكَ ربي بالشفاء غمرتني
رباه إني للسماء ناظرٌ

جبرًا لقلبي أنتظرْ فأحِطْني
نهضتُ أمسحُ دمعي مكابرٌ
وكأنَّ هذا الحزنُ لم يصبنِي

طَيف النَّجار

[الحمدان]

سَلِ الرَّواحلَ في دجى الطَّسمِ
كم مرةٍ حُبستْ غيومٌ فأمطرتْ

فكذا المصابُ إنْ فاضَ بالسُّمَمِ
فترياقهُ عُسرٌ ثمَّ يُسرٌ فأدبرتْ

طَيف النَّجار

[الحمدان]

‏صُن عِزَّةَ الجُرحِ لاتَكشف تَوَجعَهُ
‏
جُرحُ الكريمِ عيونُ النّاسِ تُوجِعُه

[الحمدان]

عَرَفَ الْهَوَى في نَظْرَتِي فَنَهَانِي
خِلٌّ رَعَيْتُ وِدَادَهُ فَرَعَانِي

أخفيتُ عنهُ سريرتي فوشى بها
دَمْعٌ أَبَاحَ لَهُ حِمَى كَتْمَانِي

فبأيَّ معذرة ٍ أكذبُ لوعة ً
شَهِدَتْ بِهَا الْعَبَرَاتُ مِنْ أَجْفَانِي

يَاصَاحِ لاَ أَبْصَرْتَ مَاصَنَعَ الْهَوَى
بأخيكَ يومَ تفرقِ الأظعانِ

يَوْمٌ فَقَدْتُ الْحِلْمَ فيهِ وَشَفَّنِي
وَلَهٌ أَصَابَ جَوَانِحِي فَرَمَانِي

فَعَلَيْكَ مِنْ قَلْبِي السَّلاَمُ فَإِنَّهُ
تبعَ الهوى فمضى بغيرِ عنانِ

هيهاتَ يرجعُ بعدَ ما علقتْ بهِ
لَحَظَاتُ ذَاكَ الشَّادِنِ الُفَتَّانِ

وَعلى الرحائلِ نسوة ٌ عربية ٌ
يخدعنَ لبَّ الحازمِ اليقظانِ

أغوينني فتبعتُ شيطانَ الهوى
إِنَّ النِّسَاءَ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ

ماكنتُ أعلمُ قبلَ بادرة ِ النوى
أَنَّ الأُسُودَ فَرَائِسُ الْغِزْلاَنِ

رحلوا فأية ُ عبرة ٍ مسفوحة ٍ
وَيدٍ تضمُّ حساً منَ الخفقانِ

وَلقدْ حننتُ لبارقٍ شخصتْ لهُ
منا العيونُ بأبرقِ الحنانِ

يستنُّ في عرض الغمامِ كأنهُ
لَهَبٌ تَرَدَّدَ فِي سَمَاءِ دُخَانِ

فانظرُ لعلكَ تستبينُ ركابهُ
طَوْعَ الرِّيَاحِ يُصِيبُ أَيَّ مَكَانِ

فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ الشُّعُوبُ وَتَلْتَقِي
هدبُ الخدورِ على غصونِ البانِ

فَاخْلَعَ عِذَارَكَ وَاغْتَنِمْ زَمَنَ الصِّبَا
قَبْلَ الْمَشِيبِ فَكُلُّ شَيْءٍ فَانِي

البارودي

[الحمدان]

وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرك ان يكون لها غطاءُ

تستر بالسخاء فكل عيبٍ
يغطيه كما قؤل السخاءُ

....

[الحمدان]

سألتها من أين أتى لك كل هذا الجمال
أجابت......

قد أكون أنا عربية بنت الرجال
سورية الشام بياسمين أزخرف الجبال

عراقية النسيج حريرا من أنقى الحبال
أردنية الخصال بالأدب لاتقبل الجدال

لبنانية ملامح لها في غنج رقصة دلال
مصرية تواضعت لها أهرام إذ بها تلال

جزائريه قوية الحسن هي صعبة المنال
فلسطينية نشمية في الأماني بالحلال

ليبية الأناقة كالماء العذب حلو كالزلال
تونسية تحب الحياة بدون أي احتمال

مغربية محمية من عند الله ذو الجلال
أنثي القمر ومن نسيت قد تكون هلال


....

[الحمدان]

‏‏صباح أنيق لأرواح سكنت قلوبنا
‏وعمَّرتها بالفرح
‏إن حضروا حضرت السعادة
‏وإن غابوا يبقى عطرهم
‏يجوب المكان
صباح الخير لكم
ولبقاع العالم
لكل مكان قد ذبل
لكل وجه حزين لكل خاطر منكسر
ولكل نفس متعبة
اسأل الله ان يكون صباحكم خير وسعادة

بقلمي

[الحمدان]

فَإِن تَمنَعوا لَيلى وَتَحموا بِلادَها
عَلَيَّ فَلَن تَحموا عَلَيَّ القَوافِيا

فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها
فَهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا

قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا
وَبِالشَوقِ مِنّي وَالغَرامِ قَضى لَيا

قيس بن الملوح

[الحمدان]

ويا امرأةً كأن بها مزيجًا
‏من الرّعد الملوّن والغمامِ

‏جموحٌ في وضوحٍ في غموضٍ
‏وميضٌ في فضاءٍ في ظلام

‏ويطعنُ حُزنها سنًّا وتحلو
‏برغمِ الحزنِ من عامٍ لعامِ

‏وكم خدعت هشاشتها عدوًّا
‏فإن الوبل عاقبة الرهامِ

‏وكم خدعت صلابتها حبيبًا
‏فكم أخفت دموعًا بابتسامِ

....

[الحمدان]

إن كنتَ تطمع في العلياء تخطبُها
وتبتغي منزل التكريم تسكنهُ

لاتُخلِ نفسك من علمٍ تسود به
فقدر كل امرئ ما كان يُحسنهُ

....

[الحمدان]

فما أبصرتُ في الإخوان ندبًا
‏يجلُّ عن الملامة والعتابِ

‏ولكنّا نعاشرُ من لقينا
‏على حكم المروءة والتغابي

البارودي

[الحمدان]

‏مَررتُ بدارِهم شوقًا إليها
لعلِّي ألمَحُ الأحبابَ فيها

فما من نائمٍ في الدَّارِ يَصحو
وما من زائرٍ يَدنُو إليها

سألتُ الجارَ ما الأخبَار قُل لي؟
فقال الدارُ أبقى من ذَويها

أما تعلم بأنَّ الناسَ تمضي
وأنَّ الدارَ تنعي ساكِنيها

....

[الحمدان]

لاتطرُق ِالبابَ تَدري أنَّهُم رَحَلوا
خُذ ِالمَفاتيحَ وافتحْ أيُّها الرَّجلُ

أدري سَتذهَبُ تَستَقصي نَوافِذَهُم
كما دأبتَ وتسعى حَيثُما دَخلوا

تُراقِبُ الزَّاد هَل نامُوا وَما أكلوا
وَتطُفيءُ النُّورَ لو لو مَرَّة ًفعَلوا

وفيكَ ألفُ ابتهال ٍلو نَسوهُ لكي
بهم عيونُكَ قبلَ النَّوم ِتَكتَحِلُ

لاتطرُق ِالبابَ كانوا حينَ تَطرُقها
لايَنزلونَ إليها كنتَ تَنفعلُ

وَيَضحَكون وقد تَقسو فتَشتمُهُم
وأنتَ في السِّرِّ مَشبوبُ الهَوى جَذِلُ

حتى إذا فتَحوها والتقَـيتَ بِهم
كادَتْ عيونكَ فرْط َالحُبِّ تَنهَمِلُ

لاتطرُق ِالبابَ مِن يَومَينِ تَطرُقُها
لكنَّهُم يا غَزيرَ الشَّيبِ ما نزَلوا

ستُبصِرُ الغُرَفَ البَكماءَ مُطفأة ً
أضواؤها وبَقاياهُم بها هَمَلُ

قمصانُهُم كتبٌ في الرَّفِّز أشرِطة ٌ
على الأسِرَّةِ عافوها وما سَألوا

كانتْ أعزَّ عليهم مِن نَواظِرِهم
وَها عليها سُروبُ النَّملِ تَنتقِلُ

وسَوفَ تلقى لُقىً كم شاكسوكَ لِكي
تبقى لهُم ثمَّ عافوهُنَّ وارتَحَلوا

خُذْها لماذا إذن تبكي وَتلثمُها
كانتْ أعزَّ مُناهم هذهِ القُبَلُ

يا أدمُعَ العينِ مَن منكم يُشاطِرُني
هذا المَساءَ وَبَدرُ الحزن ِيَكتَمِلُ

ها بَيتيَ الواسِعُ الفَضفاضُ يَنظرُ لي
وكلُّ بابٍ بهِ مِزلاجُها عَجِلُ

كأنَّ صَوتا ً يُناديني وأسمَعُهُ
ياحارِسَ الدَّار أهلُ الدَّارِ لن يَصِلوا

....

[الحمدان]

‏ويلفّني وجع الحنين وأدّعي
‏صبرًا وجوفي بالأسى يتقطّعُ

‏وأذوب من شوقي له لكنني
‏من فرط حزني أعيني لاتدمعُ

‏وطيُوف أحبابي تمُرّ بخاطري
‏والْقلْب من شجَنٍ بهِ يتَصدّعُ

‏ياليتَ من غابُوا سلونا بعدهم
‏أو ليت من نبكِيه يوماً يَرجعُ

....

[الحمدان]

رسالتي لك....

لاتتمسك بعقلك دائماً
‏الحياة ليست عقلانية
‏لاتفكر بقلبك دائماً
‏الحياة لاتهتم بالعاطفة فقط
‏كن إنساناً لايقف على قدم واحدة
‏لاتفرط في المشاعر كثيراً
‏اتزن بين عقلك وقلبك
‏حافظ على كرامة قلبك
من التهميش
‏وعلى عقلك من الاستخفاف به
‏لا شيء يستحق كل هذا الإندفاع

بقلمي

[الحمدان]

والحُبُّ كاللِصِّ الشَريفِ إذا سَرَقْ
نَفْتَحْ لَهُ بابَ القلوبِ وما طَرَقْ

مَنْ لَمْ يَذُقْهُ فلا سَبيلَ لِوَصْفِهِ
يَعْرِفْ جُنونَ البَحرِ مَنْ عانى الغَرَقْ

قد ذابَ في محبوبِهِ حتّى هوى
وَصَلَتْ مياهُ البَحْرِ مِنْهُ إلى العُنُقْ

ياحُبُّ قد قَسَّمْتَ قلبيَ قِطعَتينِ
نِصْفٌ لمحبوبيْ ونِصْفٌ للأرَقْ

إنْ لَمْ يَكُنْ عِنْديْ حَبيبٌ حاضِرٌ
دَعْنيْ إذاً يَوماً أُُحِبُّ على الوَرَقْ

....

[الحمدان]

أردد اسمك بين شفاهي
فينبت فوق شفاهي القرنفل

واشرد فوق يديك كشمس ٍ
بظل يديك تغيب وتأفل

تعتق بين انهمارك صمتي
وغاب بشوق الرجاء التوّسل

وبين حروف القصيدة أنت ِ
كسرب حمام المآذن يجفل

أعبّ دخان انتظارك حتى
أرى وجه ربّي بهذا التأمل

فكيف وأنت ندى أمنياتي
وعطر انتمائي بوجهك يهطل

وكيف سآتي بحرف ٍ جديدٍ
وكل حروفي بوصفك تبطل

....

[الحمدان]

يأتيكَ بالودِّ مَن تنسى مَوَدّتُهُ
وَمن تودُّ وِدادا منهُ ينساكَ

- الود :
هو دفء القلوب
والنعمة التي يعزفها المحبّون
على أوتار الفرح
وشمعة الوجود يحتاجه الكبير
قبل الصغير
- فالود :
لا يولد بل يخترق العيون والقلوب

بقلمي

[الحمدان]

خذ ماتشاء من الفؤاد وخلِّ لي
عينًا أراك بها ليهدأ مدمعي

واسكن بصدري كيف شئت منعّما
واعزف على أوتار قلب موجع

وارقص على نبض الفؤاد ووجده
واسمع مناجاة الغرام لكي تعي

واملأ كؤوسًا في هواك تحطمت
وازداد من ذاك الفراق تسكّعي

واكتب حروفك للنّجوم تضيئها
وانثر عطورك في الجهاتِ الأربعةِ

فأنا وحبّك واللّيالي صحبةٌ
لا لن أُغيّرَ في غرامك موضعي

أنا فيك أحيا وأموت بعلّتي
لاتتركني كن كما روحي معي

....

[الحمدان]

‏أرى كُلَّ مَدْحٍ في النَّبِيِّ مُقَصِّرا
‏وإنْ سَطَّرَتْ كُلِّ البَرِيَّةِ أسْطُرا

‏فما أحَدٌ يُحصي فَضائلَ أحمَدٍ
‏وإنْ بالَغَ المُثني عَلَيْهِ وأكثَرا


‏اللَّهُمَّ صَلِّ وَسلِّمْ وبارك على نَبِيِّنَا مُحمَّد

بقلمي

[الحمدان]

أحقاً ياحبيبُ نويت هجراً
وأني لن أراك ولن تراني

وكيف وصوتهُ ما زال يسري
إلى سمعي كما تسري الأغاني

تطاردني المرايا بكلِّ ركنٍ
واحضنُ طيفها في كل آنِ

فكيفَ وبعد هجرك ضمُّ دمعٍ
لـذي قلبٍ يُحسُّ ومقلتانِ

....

[الحمدان]

‏وأعشَقُ الصُّبحَ إذ تَسريْ نسائمُهُ
‏تعيدُ في كلِّ روحٍ بسمةَ الأمَلِ

‏لنا معَ الصُّبح أمالٌ نُرجيها
‏ونسألُ اللهِ فيهِ صالحَ العملِ

بقلمي

[الحمدان]

ولربما أقسو عليكِ وفي دمي
جمرٌ من الآلامِ والأشواقِ

وأقول لا أرجو وصالكِ ثانياً
وأنا أجرجر في هواكِ وثاقي

وأُديرُ وجهي لإدعاء تجلُّدي
ووددتُ لو يحويكِ طوق عناقي

....

[الحمدان]

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا

شوقي

[الحمدان]

إنّ المعلم للشعوب حياتها
ودليلها وعطاؤها المتفاني

فإذا سألت عن الشعوب فلا تسل
عن غير هاديها فذاك الباني

....

[الحمدان]

رساله لي ولك....

هل تشتكي من أسلوب البعض
سطّح علاقتك معهم

هل حديث البعض لايسرّك
لاتدخل معهم في أي نقاش

هل شخصية البعض تستفزك
تغافل تجاهل كبّرْ دماغك

سيطر على روحك و ليس أرواحهم
فلن تستطيع أن تغيّر الجميع
إنه البلوك العقلي
ما أجمله

بقلمي

[الحمدان]

ولربما أقسو عليكِ وفي دمي
جمرٌ من الآلامِ والأشواقِ

وأقول لا أرجو وصالكِ ثانياً
وأنا أجرجر في هواكِ وثاقي

وأُديرُ وجهي لإدعاء تجلُّدي
ووددتُ لو يحويكِ طوق عناقي

....

[الحمدان]

لا تلتفِت لتَرى الرُّماةَ فربَّما
فُجِعَ الفؤادُ لرؤيةِ الرَّامينا

[الحمدان]

ثَلاثٌ يعِزُّ الصَّبْرُ عِنْدَ حُلُولِها
‏ويَذْهَلُ عَنْهَا عَقْلُ كُلِّ لَبِيبِ

‏خُرُوجُ اضْطِرَارٍ مِنْ بِلادٍ تُحِبُّها
‏وَفُرْقَةُ خِلَّانٍ وفَقْدُ حَبِيبِ

زهير بن ابي سلمى

[الحمدان]

قصة وعبرة
دائما مانسمع مقولة
"وهل يخفى القمر"
ولكن نادرا ما يُذكَر مَن قائل
هذه المقولة وسبب هذه المقولة
القائل هو :
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة
بن المغيرة بن عبد الله
بن عمر بن مخزوم
شاعر مخزومي قرشي
شاعر مشهور
لم يكن في قريش أشعر منه
في زمانه
يكنى أبا الخطَّاب وأبا حفص
وأبا بشر ولقب بالمُغيريّ
نسبة إلى جَدّه أحد شعراء
الدولة الأموية من طبقة
جرير والفرزدق والأخطل

قصة وسبب هذه المقولة :
كان الشاعر وسيماً بهيَّ الطَّلْعة
وكان مغرور شديد الإعجاب بنفسه
وفي العديد من قصائده
يصور نفسه معشوقا لا عاشقا
والنساء يتهافتن عليه
ويتنافسن في طلبه
بل إنه يتحدث عن شهرته
لدى نساء المدينة
وكيف يعرفنه من أول نظرة قائلا :


بَينَمـا يَذكُرنَنـي أَبصَرنَنـي
دونَ قَيدِ المَيلِ يَعدو بي الأَغَر

قالَتِ الكُبرى أَتَعرِفنَ الفَتى
قالَتِ الوُسطى نَعَم هَذا عُمَر

قالَتِ الصُغرى وَقَد تَيَّمتُها
قَد عَرَفناهُ وَهَل يَخفى القَمَر

[الحمدان]

امرأة أحبت سبعة من الرجال
ذكرتهم في القصيدة التالية
وسبب حب كل منهم
لكن كلامها عن آخرهم أبكاني
يقف القلب والعقل
اجلالاً وتقديراً واحتراماً لأمثالها
وإليكم ماقالت فاسمعوها كما سمعتها :

****
كانَ يَعُجُّ بالنساءِ المنزلُ
حينَ تَغَنَّتْ مرأةٌ تتَغَزَّلُ
قالتْ عَرَفتُ في حياتي سبعةً
مِنَ الرِّجال وبهم لا أخجلُ
هُمُ رجالٌ كُمَّلٌ في نظري
وحبُّهُمْ في مُهجتي لا يذبُلُ
وكلُّ واحدٍ لهُ محبَّةٌ
وقصَّةٌ تُروى ولا تُمَلِّلُ

***
أولُهمْ هو الذي تفتحت
عيني على رؤياهُ والمُدَلِّلُ
مُذْ كنتُ في لُفافةٍ وليدةً
يحملُني يضُمُّني يُقَبَّلُ
يشري ليَ الحلوى لأرضى والدُّمى
وكُلَّ ما أريدُ ليسَ يبخَلُ
فذاك يبقى مَثَلي الأعلى أبي
ووالدي وهْو الحبيبُ الأولُ

***
يَليهِ شخصٌ كنتُ مَعهُ طِفلةً
نلعبُ نلهو عنْ هُمومٍ نَغفَلُ
وقد حوانا قبلُ بطنٌ واحدٌ
لنا سريرٌ واحدٌ ومنزلُ
نقضي معاً أوقاتَنا نبكي معاً
نضحكُ في براءةٍ ونأكلُ
ذاكَ ابنُ أمي وأبي ذاكَ أخي
صديقُ عُمري في الورى المُفَضَّلُ

***
وقد أتاني ثالثٌ جعلني
أميرةً في بيتِهِ أُكَلَّلُ
فارسُ أحلامِ الصِّبا يأخذُني
على جوادهِ الفتى والبَطَلُ
تجمعُنا مودةٌ ورحمةٌ
والعشقُ فوقَ دارِنا يُظَلِّلُ
ذلكَ زوجي وأبو العيالِ لا
أرضى بغيرهِ حِبّا لا أُبَدِّلُ

***
ورابعٌ قد انتظرتُهُ على
تشوُّقٍ بلهفةٍ أَمِّلُ
بطني له كانَ الوعاءَ تسعةً
مِنَ الشهورِ بالعناءِ أحمِلُ
وضعتُهُ شممتُهُ أرضعتُهُ
ربيتُهُ وَهْوَ صغيرٌ طِفْلَلُ
ذلكِ ابني فلذةٌ من كبدي
يفديهِ قلبي والحشا والمُقَلُ

***
وخامسٌ رضيتُ فيهِ لابنتي
زوجاً يصونُ العِرضَ ليسَ يُهمِلُ
واخترتُهُ لِخُلْقِهِ ودينِهِ
وفي اختياري لا أَراني أُخذَلُ
فإنهُ كابني وما ولدتُهُ
أوصي ابنتي به ولا أُثَقِّلُ
حَماتُهُ أنا وفي حِمايتي
ذلكَ صِهري وهْوَ نِعْمَ الرَّجُلُ

***
وكانَ من صِهري أو ابني سادسٌ
قد جاءَني في نسبٍ يتَّصِلُ
قُرَّةُ عيني وهو أغلى في الدُّنا
مِنْ وَلَدٍ كما يقولُ المَثَلُ
فَهْوَ امتدادٌ لي وفيهِ رَحِمي
تبقى وذِكري إنْ طواني الأجَلُ
ذاكَ حفيدي وابنُ إبني وابنتي
فخري وعزي حينَ عنهُ أُسألُ

***
ثُمَّ أتتها عَبرةٌ فاغرورقتْ
بالدمعِ عيناها كسَيْلٍ ينزِلُ
فأمسكتْ عَنِ الكلامِ فترةً
يغلبُها البُكاءُ ليستْ تُكمِلُ
قُلنْ لها وأينَ صارَ سابعٌ
وقد سكتِّ عنهُ أهْوَ المُهمَلُ
قالت : معاذَ اللهِ فهو ساكنٌ
في مُهجتي لكنْ يحارُ المِقوَلُ
جعلتُهُ مِسكَ الخِتامِ آخراً
حتى يطيبَ في لساني العسلُ
أفضلُ سبعةٍ وما رأيتُهُ
بلْ وَهْوَ خيرُ الخلقِ وهو الأجملُ
أحبُّهُ ولا أُلامُ في الهوى
فهو حبيبُ اللهِ والمُبَجَّلُ
وكيفَ لا أحبُّهُ وقد اهتدى
بهديه الشامصون الضَّلَلُ
ذاك حبيبي إنه محمدٌ
خيرُ النبيينَ الذينَ أُرسلوا
أرجو بأن يجمعني ربي به
أُحشَرُ في زُمرتهِ

[الحمدان]

يقولونَ مِقْدَارٌ على المَرْءِ وَاجِبٌ
فقلتُ وإِعْوالٌ على المرءِ واجِبُ

هُوَ القَلْبُ لَمّا حُمَّ يَوْمُ ابنِ أُمِّهِ
وَهَى جانِبٌ مِنْهُ وأُسْقِمَ جانِبُ


....

[الحمدان]

أَأَسعى لأَحْظَى فيكَ بالأَجْرِ إنّهُ
لَسَعْيٌ إِذَنْ مِنِّيْ لَدَى اللّهِ خَائِبُ

ومَا الإِثْمُ إِلاَّ الصَّبْرُ عَنْكَ وإنّما
عَواقِبُ حَمْدٍ أَنْ تُذَمَّ العَواقِبُ


....

[الحمدان]

على هذهِ كانتْ تَدورُ النّوائِّبُ
وفي كُلِّ جَمْعٍ للذَّهَابِ مَذَاهِبُ

نَزَلْنَا على حُكْمِ الزَّمانِ وأَمرِهِ
وهل يَقْبَلُ النَّصْفَ الألَدُّ المُشَاغِبُ


....

[الحمدان]

أسل الذي عطف المواكب
بالأعنة نحو بابك

وأذل موقفي العزيز
على وقوف في رحابك

وأراك نفسك مالكاً
مالم يكن لك في حسابك

أن لايطيل تجرعي
غصص المنية من حجابك


....

[الحمدان]

كم مريض قد عاش من بعد يأس
بعد موت الطبيب والعواد

قد يصاد القطا فينجو سليماً
ويحل البلاء بالصياد


....

[الحمدان]

ضِرامُ الحب عشش في فؤادي
وحضنَ فوقه طيرُ البِعاد

وأنبذَ للهوى في دنّ قلبي
فعربدتِ الهمومُ على فؤادِي


....

[الحمدان]

أبا حسن بمنصبك الصميم
أأذن في السلاح على التميمي

فوالرحمن لولا ألف سوط
لفارق روحه روح النسيم


....

[الحمدان]

ياطيب أيامي بمعشوق
ونحن في بعد من السوق

إذا طلبت الخبر من فارس
ينفخ لي صالح البوق


....

[الحمدان]

لئن كنت عن أرض تقلك نازحاً
فلم يحكني غير السليم المسهد

وعلمت مذ جرعتني صاب بينكم
غريب البكا عين الحمام المغرد


....

[الحمدان]

وَصِبيَةٍ مِثلِ فِراخِ الذُرِ
سودِ الوُجوهِ كَسَوادِ القِدرِ

جاءَ الشِتاءُ وَهُمُ بِشَرِّ
بِغَيرِ قُمصٍ وَبِغَيرِ أُزرِ


....

[الحمدان]

وَصِبيَةٍ مِثلِ صِغارِ الذَرِّ
سودِ الوُجوهِ كَسَوادِ القِدرِ

جاءَهُمُ البَردُ وَهُم بشَر
بِغَيرِ قُطفٍ وَبِغَيرِ دُثرِ

تَراهُمُ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ
بَعضُهُمُ مُلتَصِقٌ بِصَدري


....

[الحمدان]

رَأَيتُ في النَومِ بَختي
في زِيِّ شَيخٍ أَرَتِّ

أَعمى أَصَمَّ ضَئيلاً
أَبا بَنينَ وَبِنتِ


....

[الحمدان]

وَأَسدِ نُعماكَ إِلَيهِم وَاِتَّخِذ
حَمداً وَشُكراً كُلَّ ذاكَ عِندَهُم

هذا وَأَنتَ قَد حُرِمتَ حَظَّهُم
فَلا تَجودَنَّ لِخَلقٍ بَعدَهُم


....

[الحمدان]

يَأوونَ بِاللَيلِ إِذا ما أُحرِجوا
إِلى ذُرى اللُهَيمِ وَهيَ قِدرُهُم

بِها يَطوفونَ إِذا ما اِجرَنثَموا
وَهيَ أَبوهُم عِندَهُم وَأُمُّهُم

زُغبُ الرُؤوسِ قَرِعَت هاماتُهُم
مِنَ البَلا وَاِستَكَّ مِنهُم سَمعُهُم


....

[الحمدان]

وَاللَهِ ما تُصبِحُ بَينَ مَعشَرٍ
إِلّا وَأَنتَ شَمسُهُم وَبَدرُهُم

وَالناسُ آخاذٌ وَماءٌ ناقِعٌ
وَغُدُرٌ تَجري وَأَنتَ بَحرُهُم

وَالناسُ أَجناسٌ كَما قَد مُثِّلوا
وَفيهُمُ الخَيرُ وَأَنتَ خَيرُهُم


....

[الحمدان]

سُقيا لِحَيٍّ بِاللِوى عَهِدتُهُم
مُنذُ زَمانٍ ثُمَّ هذا رَبعُهُم

عَهِدتُهُم وَالعَيشُ فيهِ غِرَّةٌ
وَلَم يُناوِ الحَدَثانُ شَعبَهُم

وَلَم يَبينوا لِنَوىً قَذّافَةٍ
تَقطَعُ حَبلي مِن وِصالِ حَبلِهِم


....

[الحمدان]

مِن مَنزلي قَد أخرجَتنِي زَوجَتِي
تَهِرُّ في وَجهِي هَريرَ الكَلبَةِ

زُوِّجتُها فَقيرَةٌ مِن حِرفَتِي
قُلتُ لَها لَمّا أَرَاقَت جَرَّتِي

أُمِّ هِلالٍ أبشِري بالحَسرَةِ
وَأَبشِري مِنك بِقُربِ الضَّرَّةِ


....

[الحمدان]

قَد غَضِب الغَضبانُ إِذ جَدّ الغَضَب
وَجَاء يَحمِي حَسَباً فَوق الحَسَب

مِن إرثِ عَبَّاس بنِ عبدِ المُطَّلِب
وجَاءت الخَيلُ به تَشكو التَّعَب

لهُ عليها ما لَكُم عَلى العَرَب
النَّسبُ المَعروفُ غَيرُ المؤَتَشَب


....

[الحمدان]

إنّي لأرجُو مِن عَطَايا رَبِّي
وَمِن وَلِي العهدِ بَعدَ الغِبِّ

لَها حِرٌ مُستَهدِفٌ كالقَعبِ
مُستَحصِفٌ نِعمَ قِرابُ


....

[الحمدان]

هَارونُ يا ابنَ الأَكرمينَ مَنصِبَا
لَمّا تَرحَّلتَ فَصِرتَ كَثَبَا

مِن أرضِ بَغدادَ تَؤُمَ المَغرِبَا
طَابت لنا رِيحُ الجَنُوبِ والصَّبَا

ونُزِّلَ الغَيثُ لَنَا حَتّى رَبَا
مَا كان مِن نَشزٍ ومَا تَصَوَّبَا


....

[الحمدان]

ماصَنَعَ الهِجرانُ لاكانا
هاجَ عَلَيَّ الهَجرُ أَحزانا

وَنَمَّ طَرَفي بِدَخيلِ الهَوى
فَصارَ ما أَسرَرتُ إِعلانا


....

[الحمدان]

أَلا يا أَقبَحَ الثَقَلَينِ فِعلاً
وَأَحسَنَ ما تَأَمَّلَتِ العُيونُ

يَرى حُسناً فَلا يَجزي عَلَيهِ
وَيُنزِلُ بي عُقوبَتَهُ الظُنونُ

وَلَكِنّي أُكَذِّبُ فيهِ ظَنّي
وَعِندي مِن شَواهِدِهِ يَقينُ


....

[الحمدان]

كَأَنّي إِذا أَلزَمَتني الذَنبَ لَيسَ لي
لِسانٌ بَلى لَو كانَ غَيرُكَ أَلسَنُ

تَغيبُ فَأَخلو بِالهُمومِ وَنَلتَقي
خَلاساً فَتَرميني لِذَلِكَ أَعيُنُ


....

[الحمدان]

لَم يُنسِنيكِ سُرورٌ لا وَلا حَزَنُ
وَكَيفَ لا كَيفَ يُنسى وَجهُكِ الحَسَنُ

وَلا خَلا مِنكِ لا قَلبي وَلَا جَسَدي
كُلّي بِكُلِّكِ مَشغولٌ وَمُرتَهَنُ

وَحيدَةَ الحُسنِ مالي مِنكِ مُذ كَلَفَت
نَفسي بِحُبِّكِ إِلّا الهَمُّ وَالحَزَنُ


....

[الحمدان]

صَرَمَت أَسماءُ حَبلي فَاِنصَرَم
ظَلَمَتنا كُلُّ مَن شاءَ ظَلَم

وَاِستَحَلَّت قَتلَنا عامِدَةً
وَتَجَنَّت عِلَلاً لَم تُجتَرَم


....

[الحمدان]

أَوقَعتِ في القَلبِ الهَوى
وَنَجَوتِ مِنهُ سالِمَه

وَبَدَأتِني بِالوَصلِ ثُمَّ
قَطَعتِ وَصلي ظالِمَه

توبي فَإِنَّكِ عالِمَه
أَولا فَإِنّي آثِمَه


....

[الحمدان]

هَنيئاً رَضيتُ بِما تَصنَعينَ
وَإِن كانَ في الحُبِّ غَيرَ اِستِقامَه

أَموتُ بِدائي وَكَرَبِ الهوى
وَأَنتِ مُنايَ رُزِقتِ السَلامَه

أُهانُ بِهَجرِكُمُ كُلَّما
أَرَيتُكُ بِالوِصالِ الكَرامَه


....

[الحمدان]

أَلبِسِ الماءَ المُداما
وَاِسقِني حَتّى أَناما

وَأَفضي جودَكَ في الناسِ
تَكُن فيهِم أَماما

قبح اللَهُ أَخا البُخلِ
وَإِن صَلّى وَصاما


....

[الحمدان]

نامَ عُذّالي وَلَم أَنَمِ
وَاِشتَفى الواشونَ مِن سَقَمي

وَإِذا ما قُلتُ بي أَلَمٌ
شَكَّ مَن أَهواهُ في أَلَمي


....

[الحمدان]

مَرَّ إِلى الرُكنِ فَزاحَمتُهُ
فَالتَمَسَ الرُكنَ وَلَم يَلثِمِ

وَفاتَ بِالسَبقِ إِلى زَمزَمٍ
وَكانَت اللَذاتُ في زَمزَمِ

شَرِبتُ فَضلَ الماءِ مِن بَعدِهِ
فَلَستُ أَنسى طَعمَهُ في الفَمِ


....

[الحمدان]

بَينَ الإِزارَينِ مِنَ المُحرِمِ
بَدليهُ عَقلِ الرَجُلِ المُسلِمِ

في قَدِّ غُصنِ البانِ لَكِنَّهُ
مِن طَيِّباتِ الشَجَرِ المُطعَمِ


....

[الحمدان]

باحَ بِالوَجدِ قَلبُكَ المُستَهامُ
وَجَرَت في عِظامِكَ الأَسقامُ

يَومَ لايَملِكُ البُكاءَ أَخو الشَوقِ
فَيَشفى وَلا يُرَدُّ السَلامُ


....

[الحمدان]

أَرى جَسَدي يَبلي وَسَقَمي باطِنُ
وَفي كَبِدي داءٌ وَقَلبي سالِمُ

فَما السَقَمُ إِلّا دونَ سَقَمٍ أَصابَني
وَلا الجُهدُ إِلّا وَالَّذي في أَعظَمُ


....

[الحمدان]

مُنفَصِلٌ عَنّى وَما
قَلبي عَنهُ مُنفَصِلُ

ياقاطِعي اليَومَ لِمَن
نَوَيتَ بَعدي أَن تَصِل


....

[الحمدان]

مَن عَلَّلَ اللَيلَ بِأَقداحِهِ
قَوى عَلى اللَيلِ وِتَطويلِهِ

ماكادَ يَفنى اللَيلُ مِن طولِهِ
لايُعرِضُ اللَيلُ لِمَشمولِهِ


....

[الحمدان]

أَذَلُّ لِمَن أَهوى لِأُدرِكَ عِزَّةً
وَكَم عِزَّةٍ قَد نالَها المَرءُ بِالذُلِّ

فَلَو كُنتُ أَسلوهُ لِسوءِ فاعِلِهِ
لَقَد كانَ في إِقصائِهِ لي ما يُسلي


....

[الحمدان]

قُم يا نَدَمي إِلى الشُمولِ
قَد نِمتَ عَن لَيلِكَ الطَويلِ

أَما تَرى النَجمَ قَد تَبَدّى
وَهَمَّ بِهَرامُ بِالأَفولِ

قَد كُنتَ عَضِبَ الِسانِ عَهدي
فَرُحتُ ذا مِنطِقٍ كَليلِ


....

[الحمدان]

سَلِّم عَلى ذِكرِ الغَزالِ
الأَغيَدِ المَسبِيِّ الدَلالِ

سَلِّم عَلَيهِ وَقُل لَهُ
ياغُلُّ أَلبابِ الرِجالِ

خَلَّيتَ جِسمي ضاحِياً
وَسَكَنتَ في ظِلِّ الحِجالِ


....

[الحمدان]

تَفديكَ أُختُكَ قَد حُييتَ بِنَعمَةٍ
لَسنا نَعُدُّ لَنا الزَمانَ عَديلا

إِلّا الخُلودَ وَذاكَ قُربُكَ سَيِّدي
لازالَ قُربُكَ وَالبَقاءُ طَويلا

وَحَمَدتُ رَبّي في إِجابَةِ دَعوَتي
وَرَأَيتُ حَمدي عِندَ ذاكَ قَليلا


....

[الحمدان]

يا اِبنَ الخَلائِفَ وَالجَحاحِجَةِ العُلى
وَالأَكرَمينَ مَناسِباً وَأُصولا

وَالأَعظَمينَ إِذا العِظامُ تَنافَسوا
بِالمَكرُماتِ وَحَصَّلوا تَحصيلا

وَالقائِدينَ إِلى العَزيزِ بِأَرضِهِ
حَتّى يَذِلَّ عَساكِراً وَخُيولا


....

[الحمدان]

فَرَّجوا كَربي قَليلاً
فَلَقَد صِرتُ نَحيلا

اِفعَلوا في أَمرِ مَشغوفٍ
بِكُم فِعلاً جَميلا


....

[الحمدان]

ياعَاذِلي قَد كُنتُ قَبلَكَ عاذِلاً
حَتّى اِبتُليتُ فَصِرتُ صَبّاً ذاهِلا

الحُبُّ أَوَّلُ مايَكونُ مَجانَةً
فَإِذا تَحَكَّمَ صارَ شُغلاً شاغِلا

أَرضى فَيَغضَبُ قاتِلي فَتَعَجَّبوا
يَرضى القَتيلُ وَلا يُرَضّي القاتِلا


....

[الحمدان]

هارونُ يا سُؤلي وُقيتُ الرَدى
قَلبي بِعَتبٍ مِنكَ مَشغولُ

مازِلتُ مُذ خَلَّفَتني في عَمى
كَأَنَّني في الناسِ مَخبولُ


....

[الحمدان]

أَيا سَروَةَ البُستانِ طالَ تَشَوُّقي
فَهَل لي إِلى ظِلٍّ لَدَيكَ سَبيلُ

مَتى يَلتَقي مَن لَيسَ يُقضي خُروجُهُ
وَلَيسَ لِمَن يَهوى إِلَيهِ دُخولُ

عَسى اللَهُ أَن نَرتاحَ مِن كَربَةٍ لَنا
فَيلَقى اغتِباطاً خُلَّةٌ وَخَليلُ


....

[الحمدان]

قد رابَني أَن صَدَدتُم في مُجامَلَةٍ
وَأَنكَرَ القَلبُ أَن جِئنا بِحُجَتَّكُم

فَما الصُدودَ وَقَلبي عِندَكُم عَلِقٌ
وَما الذُنوبُ الَّتي هاجَت بِحَربِكُم

....

[الحمدان]

شَغَلتُ اِشتِغالي وَنَفسي لَكُم
وَأَمسَيتُ صَبّاً إِلى قُربِكُم

فَإِن بِالهَوى مَرَّةً عُدتُمُ
فَإِنّي إِذَن عُدتُ عَبداً لَكُم


....

[الحمدان]

فَلَو تَطَوَّعَتِ لَعَوَّضتِني
مِنهُ رُضابَ الريقِ مِن فيكِ

فَيا لَها عِندِيَ مِن نِعمَةٍ
لَستُ بِها ماعِشتُ أَجزيكِ

يازَينَباً قَد أَرَّقَت مُقلَتي
أَمتَعَني اللَهُ بِحَبيكِ


....

[الحمدان]

قَد ثَبَتَ الخاتَمُ في خُنصَري
إِذ جاءَني مِنكِ تَجَنّيكِ

حَرَّمتُ شُربَ الراحِ إِذ عِفتِها
فَلَستُ في شَيءٍ أُعاصيكِ


....

[الحمدان]

مازِلتُ مُنذُ دَخَلتُ القَصرَ في كَرَبٍ
أَهذي بِذِكرِكِ صَبّاً لَستُ أَنساكِ

لاتَحسَبيني وَإِن حَجّابُ قَصرِكُم
سَدّوا الحِجابَ وَحالوا دونَ رُؤياكِ

إِنّي تَعَيَّرتُ عَمّا كُنتُ يا سَكَني
أَيّامَ كُنتُ إِذا ما شِئتُ أَلقاكَ

لَكِنَّ حُبَّكِ أَبلاني وَعَذَّبَني
وَأَنتِ في راحَةٍ طوباكِ طوباكِ


....

[الحمدان]

ياموقِدَ النارِ بِالصَحراءِ مِن عُمُقٍ
قُم فَاِصطِلِ النارَ مِن قَلبٍ بِكُم قَلِقِ

النارُ توقِدُها حيناً وَتُطفِئُها
وَنارُ قَلبِيَ لاتُطفا مِنَ الحُرَقِ


....

[الحمدان]

طالَ تَكذيبي وَتُصديقي
لَم أَجِد عَهداً لِمَخلوقِ

إشنَّ ناساً في الهَوى حَدَّثوا
أَحدَثوا نَقضَ المَواثيقِ

لاتَراني بِعدَهُم أَبَداً
أَشتَكي عِشقاً لِمَشوقِ


....

[الحمدان]

لَيتَ شِعري مَتى يَكونُ التَلاقي
قَد بَراني وَسَلَّ جِسمي اِشتِياقي

غابَ عَنّي مَن لا أُسَمّيهِ خَوفاً
فَفُؤادي مُعَلَّقٌ بِالتَراقي


....

[الحمدان]

إِذا كُنتُ لا يُسَلّيكَ عَمَّن تُحِبُّهُ
تَناءٍ وَلا يَشفيكَ طولُ تَلاقي

فَما أَنتَ إِلّا مُستَعيرٌ حُشاشَةً
لَمُهجَةِ نَفسٍ آذَنَت بِفِراقِ


....

[الحمدان]

لِطُغيانِ خُفُّ مُذ ثَلاثينَ حَجَّةً
جَديدٌ فَلا يَبلى وَلا يَتَخَرَّقُ

وَكَيفَ بَلى خُفٍّ هُوَ الدَهرُ كُلُّهُ
عَلى قِدمَهيا في الهَواءِ مُعَلَّقُ

فَما خَرَقَت خُفّاً وَلَ تُبلِ جَورَباً
وَأَمّا سَراويلاتُها فَتُمَزَّقُ


....

[الحمدان]

صَحائِفُنا إِشارَتُنا
وَأَكثَرُ رُسلَنا الحَدَقُ

لِأَنَّ الكُتبَ قَد تُقرا
وَلَيسَ بِرَسلِنا نَثِقُ

....

[الحمدان]

وَمُدمِنُ الخَمرِ يَصحو بَعدَ سَكرَتِهِ
وَصاحِبُ الحُبِّ يَلقى الدَهرَ سَكرانا

وَقَد سَكِرتُ بِلا خَمرٍ يُخامِرُني
لَمّا ذَكَرتُ وَما أَنساهُ إِنسانا

....

[الحمدان]

‏أسهرُ الليلَ وحولي كتبي
‏وخيالي وضياء الشهُب

‏ويراع في يدي مرتعش
‏ومنى أحسبها تهزأ بي

‏أسهر الليل فمن يسمعني
‏حينما أشكو ومن يشعر بي

‏أنجوم الليل ما أحسبها
‏علمت عن شاعر مكتئب

‏من ترى يسمعني في لجة
‏من ظلام تاه فيها مركبي

‏إنه الرحمن سلمت له
‏كل أمري إنه أرحم بي

....

[الحمدان]

عندما كنا صغارًا
لم نر الروح العليلة

ماعرفنا الغلّ يوما
لم نجدْ قطّ سبيله

وكبرنا فحملنا
‏الهمّ أحمالا ثقيلة

ليتنا في قلب طفلٍ
كي نرى الدنيا جميلة

....

[الحمدان]

غدا ألقاك أغنية
يحن لشدوها قلبي

وكم سكرت حنايانا
وتاه البعد في القربِ

فلم نعرف سوى النجوى
لنحيا الحب للحب

....

[الحمدان]

‏عيناكِ قيثاران ينسكبان من لحن المسـاءْْ
يستأثران بلون أطيافي وشلال الضياءْ

ويذوب في أمواجهنَّ غدي الموشح بالعناءْ
فتردد الأمواج قافيتي بلحن الكبرياءْ

....

[الحمدان]

‏خارج الصندوق....

أنت تحن لأنك صادق
لأنك واضح يؤرقك التذبذب
لأنك عميق تهتم بالمعنى
لأنك أكثر جدية
لأن مشاعرك حقيقية
لأنها ثابتة
لاتتغير بفعل وقت أو موقف

بقلمي

[الحمدان]

‏ميَّزْتُها مِنْ بَينِ ألفِ جميلةٍ
البَدرُ بدرٌ والنجومُ سَواءُ

وعرِفتُها مِنْ بَينِ مَنْ حمِلوا اسمَها
في القَلبِ لاتتَشابهُ الأسماء

....

[الحمدان]

أَفدي الأحبةَ إن غابوا وإن حضروا
يكفي خيالٌ لهمْ في القلبِ أحياهُ

لم أنسَ أيامَهمْ رَغمَ ابتعادِهمُ
وما عَشِقتُ سِواهُمْ يَعلمُ اللهُ

لاكان لاكان من يَنسى أحبتَهُ
ولا رعَى الله من لم يَرعَ ذكراهُ

الحُبُّ عهدٌ وثيقٌ لايُقَدّسُهُ
إلا الوفيُّ الذي تسمو سجاياهُ

....

[الحمدان]

أحبك حبّاً لست ُ أعلم أصلَهُ
ولستُ على علمٍ إلى أين يذهبُ

ولو قلتُ إنّي لم أذُقْ قبلَك الهوى
ولم أدرِ ما الأشواق ما كنتُ أكذبُ

....

[الحمدان]

أغار عليكِ من أبيات شعري
إذا وصفت جمالكِ في خيالي

أغار عليكِ من قطرات حبري
ومن قلمٍ يُخطُّ به مقالي

لذا عذراً حبيب الروح إني
برغم الحب أخفي عنكِ حالي

وأخفي إسمكِ الغالي بشعري
وأنقش حرفه دوماً ببالي

فقلبي والجوارح فيكِ تشدو
وعيني لاتملُّ من السؤالِ

وسؤلي أن أراكِ بساحِ خلدي
وأسمعهُ ينادي أن تعالي

تعالي وانظري حالي لعلي
إذا ماتنظري يأتي وصالي

أغار عليكِ من صوتي وصمتي
أغار عليكِ من قيلٍ وقالِ

....

[الحمدان]

جاءت وفي شفتيها الشهد والدرر
ترنو الي بشوق كاد أن يعتسر

ما اعذب الحب حين قالت يسكننا
وحين يغفو على أجسادنا القمر

ماكان قلبي قلبا دون معرفتي
بمن سيدنيه منه السمع والبصر

ياسارقا الروح من احببت معذرتي
إن جئت مكلومة الأطراف يعتصر

ساظل اكتب الشعر فيك من وله
حتى تبكى لحنيني الجن والبشر

....

[الحمدان]

وأنتِي الجمال البديع الفريد
فقولي أعوذ برب الفلق

أُعوِّذُ عينيك من كل عينٍ
تراها وتحقدُ أو تحترق

وأخشى عليكِ وخوفيَ منكِ
فلا تعقليها وقولي صَدق

توسلتُ فيك الذي لا ينام
وأفنيتُ فيكِ ليالي الأرق

فلا مثل صوتكِ عزفٌ رقيقٌ
ولا مثل ريحك زهرٌ عبق

....

[الحمدان]

أَسْكَنْتُ فِي الرُّوحِ مَنْ فِي الرُّوحِ أَسْكَنَنِي
وَاخْتَرْتُ حُبًّا أَتَى بِالصِّدْقِ وَالشَّرَفِ

لَايَسْكُنِ الرُّوحَ إِلاَّ مَنْ يُشَابِهُهَا
فِي الفِكْرِ وَالطَّبْعِ وَالأَخْلَاقِ وَالشَّغَفِ

إِنَّ الهَوَى شُعْلَةٌ فِي نَارِهَا بَرَدٌ
وَالعِشْقُ فَنٌّ نَبِيلٌ فَائِقَ الرَّهَفِ



....

[الحمدان]

ولربما أقسو عليكِ وفي دمي
جمرٌ من الآلامِ والأشواقِ

وأقول لا أرجو وصالكِ ثانياً
وأنا أجرجر في هواكِ وثاقي

وأُديرُ وجهي لإدعاء تجلُّدي
ووددتُ لو يحويكِ طوق عناقي

....

[الحمدان]

فإما نحنُ أو نحنُ
فلن نرضى بهم أبدا

لنا الأقصى مع الأرضِ
ولن نعطي لهم بلدا

وإن متنا وإن عشنا
سيبقى ثأرنا وعدا

فإن زادت بوارجكم
وإن زدتم هنا عددا

فنحنُ الموتُ نبلعكم
ولن نبقي لكم أحدا

....

[الحمدان]

إذا قلتُ هذا حين أسلو يَهيجُني
نسيمُ الصبا من حيثُ يَطّلِعُ الفجرُ

وانّي لَتَعْروني لذِكراكِ فَتْرةٌ
كَما انْتَفَضَ العُصفورُ بَلّلهُ القَطْر

هَجَرْتُكِ حتّى قيل لا يَعْرِفُ الهوى
وزُرْتُك حتى قيل ليس له صبر

صَدَقْتِ أنا الصّبّ المُصاب الذي به
تباريحُ حُبٍّ خامرَ القلبَ أو سِحْر

أما والذي أبكى وأضْحَكَ والذي
أماتَ وأحيا والذي أمرهُ الأمر

لقد تَركَتْني أحْسُدُ الوحشَ أن أرى
ألِفَيْنِ منها لا يَروعُهما النّفْر

فيا هجرَ ليلي قد بلغتَ بِيَ المَدى
وزِدتّ على ما لم يكن بَلَغ الهجر

ويا حبَّها زِدْني جَوىً ليلةٍ
ويا سَلوةَ الأيّامِ مَوْعِدُكِ الحَشْر

عجبتُ لِسَعْيِ الدهرِ بيني وبينها
فلمّا انقضى ما بينَنا سكن الدهر

وأنّي لآتيها وفي النفس هَجْرُها
بَتاتاً لأُخرى الدهر ما وَضَح الفجر

فما هو إلاّ أن أراها فُجاءةً
فأبُهْتُ لا عُرْفٌ لَدَيّ ولا نُكْر

تكاد يدي تَنْدَى ما لمستُها
ويَنْبِتُ في أطرافِها الورقُ الحُضْر

....

[الحمدان]

أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَلي
بِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَلِ

فَيا لَكَ مِن لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ
بِكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّت بِيَذبُلِ

امرؤ القيس

[الحمدان]

خذوا بدمي منها فإني قتيلها
وما مقصدي إلا تجود وتنعمِ

ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها
ولكن سلوها كيفَ حلَّ لها دمي

وقولوا لها يا منيةَ النفسِ إنني
قتيلُ الهوى والعشقِ لو كنتِ تعلمي

ولا تحسبوا إنّي قُتلتُ بصارمٍ
ولكن رمتني من رباها بأسهمِ

....

[الحمدان]

أنا بالحُبِّ قد وصلتُ إلى نَفسي
وبالحُبِّ قد عَرفتُ اللّه

إيليا أبو ماضي

[الحمدان]

ولو أنَّ أُمًّا كانت دَمِيمَةً
شَوهاءَ في أعيُنِ الناس
لكانت مع ذلك
في عَينِ أطفالِها
أجملَ من مَلِكةٍ على عَرشِها

الرافعي

[الحمدان]

ابرقٌ بدا من جانبِ الغورِ لامعُ
ام ارتفعت عن وجه ليلى البراقعُ

انارُ الغضا ضاءت وسلمى بذي الغضا
امِ ابتسمت عما حكتهُ المدامعُ


ابن الفارض

[الحمدان]

نالت على يدها ما لم تنلهُ يدي
نقشاً علَى معصمٍ أَوهت به جلدي

كأَنهُ طرق نملٍ في أَناملها
أَو روضةٌ رصعتها السحبُ بالبردِ

وقوسُ حاجبها من كل ناحيةٍ
ونبلُ مقلتها ترمي بِه كبدي

إِنسيةٌ لو بدت للشمسِ ماطلعت
من بعدِ رؤيتها يوماً على أَحدِ

سأَلتها الوصل قالت أَنت تعرفنا
من رام منا وصالاً ماتَ بِالكمدِ

فقلت أَستغفر الرحمنَ من زللٍ
إِنَّ المحبَّ قليلُ الصبرِ والجلدِ

....

[الحمدان]

ومدت مواشطها في كفها شركاً
تصيد قلبي به من داخل الجسد

وأَمطرت لؤلؤأً من نرجسٍ وسقت
ورداً وعضت على الشفتين بالبردِ

وأَسرعت وأتت تجري على عجلٍ
فعندَ رؤيتها لم أَستطع جلدي

....

[الحمدان]

وجرعتني بريقٍ من مراشفها
فعادت الروح بعد الموت في جسدي

وأَنشدت بلسان الحال قائلةً
من غير كره ولا مطلٍ ولا مددِ

هم يحسدوني على موتي فوا أَسفي
حتى على الموت لا أَخلو من الحسدِ

....

[الحمدان]

عَلى مِثلِ لَيلى يَقتُلُ المَرءُ نَفسَهُ
وَإِن كُنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيا

خَليلَيَّ إِن ضَنّوا بِلَيلى فَقَرِّبا
لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا

وإن مت من داء الصبابة فأبلغا
شبيهة ضوء الشمس مني سلاميا


أمرؤ القيس

[الحمدان]

‌‎عيناك بحرٌ تاهت به سفني
وتزعزت به نبضاتُ قلبي وأنفاسي

أنا الذي لايهزني برقٌ ولا رعدٌ
أعينين متلألأةٌ تهزمُ ثباتي

....

[الحمدان]

رساله لي ولك....

لاتجعل همك هو حب الناس لك
فالناس قلوبهم متقلبة
قد تحبك اليوم وتكرهك غدا
وليكن همّك كيف يحبك رب الناس
فإن أحبك جعل أفئدة الناس تهواك

على بن أبى طالب رضي الله عنه

[الحمدان]

القدسُ من تحتِ القيودِ تنادي
‏يا مسلمونَ لقد طغى جلادي

‏أولستُ أولى القبلتينِ تعبدًا
‏أولستُ مسرى للنبي الهادي

‏سبعونَ عاما أو تزيدُ أسيرةً
‏فمتى أرى يا أمتي أعيادي


رحمة الله على شهداء المسلمين
الذين شهدو لله بالوحدانيه ولنبيه بالرساله وماتو على ذالك

[الحمدان]

يافاتنَ العينينِ جِئتُكَ مُرهَقاً
من وحي حُسنِكَ راعَني أن أُقتَلا

تلك العيونُ النّاعِساتُ فَتَكْنَ بي
بالّلحظِ أم بالكُحلِ صِرتُ مُجندَلا

خوفي عليّ لَئِن بقيتُ أحِبّها
يفنى الفُؤادُ تشَوّقا ً وتَجَمُّلا

إنّي أحِبّكِ يا عُبَيلةُ هائماً
فلتَرحمي من في هواكِ تبَتّلا

ماذا أقولُ إذا أتَتْ وتَمَهّلَتْ
وتَدَلّلتْ وتَعَفّفَتْ ريمُ الفلا

فاضَ الدّلالُ من الدّلال تَخيّلوا
كيفَ النّدى فوقَ الزّهورِ تكَلّلا

القتلُ في شرع الإلهِ مُحرّمٌ
وبشرعِ حُسنكِ مايزالُ محلّلا

....

[الحمدان]

أَبيتُ أُمَنّي النَفسَ أَن سَوفَ نَلتَقي
وَهَل هُوَ مَقدورٌ لِنَفسٍ لِقاؤُها

وَإِن أَلقَها أَو يَجمَعِ اللَهُ بَينَنا
فَفيها شِفاءُ النَفسِ مِنّي وَداؤُها


الفرزدق

[الحمدان]

فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا تَعِيشُ بِذِكْرِهِ
‏فَالْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا حَدِيثٌ يُذْكَرُ

البارودي

[الحمدان]

للخوف أسماء عديدة
من بينها ألّا نخاف
وأن نرىٰ الصَيّاد
في ريش الطريدة

محمود درويش

[الحمدان]

يحسبُ المرء نفسهُ عزيزًا
في قلوب أحبتِهِ
ثمَّ يأتي مَوقف
يُنهي كُلَّ هذا الظنّ

محمود درويش

[الحمدان]

ألقيتُ في سمع الحبيب كُليمةً
جرحتْ عواطفهُ فما أقساني

قَطعَ الحديثَ وراح يمسح جفنهُ
فوددتُ لو أُجزى بقطع لساني

....

[الحمدان]

‏قُل للظَّلَامِ إِذَا أتَاكَ بِوحشَةٍ
قَد طَابَ فِيكَ أيَا ظَلَامُ رُكُوعِي

اللَّيلُ يُوحِشُ بِالسَّوَادِ وإِنَّهُ
نُورٌ لِعَبدٍ غَارِقٍ بِدُمُوعِ

....

[الحمدان]

ويَعُودُنِي شَوقٌ إذَا جَنَّ الدُّجَى
لِيَزِيدَنِي نَفحُ الحَنِينِ تَكتُّمَا

فَأفِرُّ مِن بَعضِي لِبَعضِكَ رُبمَا
أجِدُ الشِّفَاءَ بِلَمحِ طَيفِكَ رُبمَا

....

[الحمدان]

أُقَلِّبُ الطَّرفَ عَلَّ العَينَ تَنظُرُكُم
فِي هَدأةِ اللَّيلِ والأشوَاقُ لَم تَنَمِ

تَرجُو اللِّقَاء ولَو طَيفًا يَمُرُّ بِهَا
لِتَستَرِيحَ مِن الآهَاتِ والألَم

....

[الحمدان]

نُجالسُ الليلَ والأفكارُ تسرُقنا
‏نُخاطب النجمَ حينًا كي يُسلينا

‏أماتَ الحُب ؟ أم مُتنا بهِ ألمًا
‏وهذا الشوقُ هل للحبِّ يهدينا

‏وهل للوعدِ حقٌ قد يعودُ بهِ
‏عناقُ الدفءِ أو ذِكرى تلاقينا

....

[الحمدان]

خارج الصندوق....

لازلت أصمت عندما يؤلمني
أمراً ما
ثم يسألونني بهدوء : زعلت؟
فأجيبهم بإبتسامه: لا ليش أزعل

أعلم جيداً أن الحياة
ربما تقسو علينا
وربما لايقف الحظ بجانبنا
ولكن عندما ندرك
أن كل شي مكتوب نرضى بالواقع
لا أنكر يوماً أني سئمت
من تصرفات البعض
ولا أنكر ضعفي من بعض الظروف
ولكن بداخلي روح تمنحني
القوة كلما تذكرت أن الله
إذا أحب عبداً أبتلاه
نحن تغيرنا كثيرا
اصبحنا لانعرف عن بعضنا شيئا
سوى أننا على قيد الحياة
تغيرنا كثيرا
حتى اننا لم نعد نعرف
كيف نحسن الظن بمن حولنا
تغيرنا كثيرا
حتى بات العتاب تجريح
والكلمه قد تهدم قلوب
بأدنى صوت


بقلمي

[الحمدان]

‏علمتني الأشواقَ منذ لقائنا
‏فرأيتُ في عينيكِ أحلامَ العُمر

‏وشدوتُ لحناً في الوفاءِ لعله
‏ما زال يؤنسني بأيامِ السهر

‏وغرستُ حُبكِ في الفؤادِ وكلما
‏مضت السنينُ أراهُ دوماً يزدهر

فاروق جويدة

[الحمدان]

مَتَى الوُصُولُ فَقَد ضَلَّت مَرَاكِبُنَا
وَقَد صَدَئنَا وَمَا بَانَت مَرَاسِينَا

ذُبنَا اشتِيَاقَاً لِمَنْ نَهوَى وَلَا خَبَرٌ
يُحيِي القُلُوبَ وَلَا صَبرٌ يُدَاوِينَا

كريم العراقي

[الحمدان]

تأَرجَحَ القلبُ في الأعماقِ واشتعَلا
وليتَ ساكِنهُ يدري بما فعلَا

يغيبُ عنّي ولا يدري بخافِيَتي
باللهِ ما ضرّهُ إن حَنّ واتّصلا

تمُرُّ فينا ليالي العُمرِ صامِتةٌ
لولا دوامُ سؤالي عنهُ ماسألَا

مازال قلبُ الّذي أحبَبْتُ مُنشغِلاً
عنّي وقلبي بهِ مازالَ مُنشغِلا

....

[الحمدان]

لَيسَ اليَتِيمُ الَّذِي قَد مَاتَ وَالِدُهُ
إِنَّ الْيَتِيمَ يَتِيمُ الْعِلمِ وَالْأَدَبِ

عَلِي بنِ أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ

[الحمدان]

وما للروح دون الله روحٌ
وما للقلب من عَونٍ سواهُ

....

[الحمدان]

البعض يبكي لكي ينسى
والبعض يضحك لكي ينسى

أما البعض فينام كي ينسى
والبعض الآخر يصمت كي ينسى

تبا انا افعل الاربعه ولا أنسى

[الحمدان]

رسالتي لك....

لاتقترب حد الاحتراق
ولا تبتعد حد الافتراق

كُن لابعيد من أحد
ولا قريب من أحد
حتى لاتشعر بالم الوحده
عند غيابهم او خذلانهم

بقلمي

[الحمدان]

‏لك في الحُضورِ تلهُّفِي وتَودُّدِي
لك في الغِيَابِ مَحَبَّتي وَوِدَادِي

بقلمي

[الحمدان]

رسالتي لك....

عندما تتعافى وتنضج ستدرك أن :
وضع الحدود ليس أنانية
الخلاف ليس هجوماً شخصياً
رأي شخص آخر فيك ليس انعكاساً لقيمتك
الإهتمام ليس دائما حب
العناد لايحمي صورتك الذاتية
النميمة ليست تواصلاً
ماتعتقده ليس صحيحاً دائماً

بقلمي

[الحمدان]

أَبكيكِ لَو نَقَعَ الغَليلَ بُكائي
وَأَقولُ لَو ذَهَبَ المَقالُ بِداءِ

وَأَعوذُ بِالصَبرِ الجَميلِ تَعَزِّياً
لَو كانَ بِالصَبرِ الجَميلِ عَزائي

....

[الحمدان]

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال :
لو أنكم توكلون على الله حق توكله
لرزقكم كما يرزق الطير
تغدو خماصا
وتروح بطانا

بقلمي

[الحمدان]

أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا
وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا

بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً
وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا

وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ
عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا

نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا
وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا

وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ
نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا

إذا بَلَغَ الفِطَامَ لَنَا صَبِيٌّ
تَخِرُّ لَهُ الجبابِرُ سَاجِدِينَا

عمرو بن كلثوم

[الحمدان]

ناداكَ يونسُ في الظلماءِ وابتهَلا
نجَّيتَهُ بعد أن ضاقتْ بهِ سبُلا

أعطيْتَ أيوبَ بعد الصبرِ عافيةً
والمصطفى ليلةَ الإسرا قدِ احتفَلا

كلُّ البَلا حِكمةٌ أنت الخبيرُ بها
سبحانك اللهُ أنت المرتجَى أمَلا

....

[الحمدان]

وهَممتُ ان اشكو الهَموم لصاحِبي
فـِذكرتُ انكَ من وَريدي اقـربُ

عبدٌ انا والـحُزن يعصرُ خافِقي
ضَمـد جِراحي إنني لكَ اهَربُ

....

[الحمدان]

وَلا بَلغَ العَلياءَ إِلّا اِبنُ حُرَّةٍ

قَليلُ اِفتِكارٍ في وقوعِ العَواقِبِ

[الحمدان]

أنتَ الحبيبُ وما لقلبي مسكنٌ

إلا فؤادكَ ياجميعَ منازِلي

[الحمدان]

قَالوا سترحلُ قلت أبقيتُ الأثَر
حبٌ وإحسانٌ وضمُ مَن انكسَر

إنّي أجاهدُ أن أكُون حمامةً
بيضاءَ مرّت لا ضِرار ولا ضَرر

كلٌ يُغادر إنّما هيَ بصمةٌ
فعَسى يُقال جميلُ روحٍ قَد عبَر

ياربُ إن غادرتُ أنطِقهم بهَا
رَحَل العزيز وكَان غيثًا كالمطر

....

[الحمدان]

وفِي العتابِ وصالٌ كنتُ أجهلهُ
وفِي الوصالِ عتابٌ كنتُ أُخفيهِ

وللعيون متاهاتٌ متى ندبتْ
شوقاً أقلّتْ سحاباً حيث تسقيهِ

وأشجعُ الحبِّ أنْ تحيا فتكتمهُ
وأعدل الشوق ماتسعى لتُبديهِ

....

[الحمدان]

إنَّ العفيف وإنّ حل البلاء بهِ

تراه مبتسما لايطلب الشفقة

[الحمدان]

أشكو إلى الله قلباً لاقرارَ لهُ

قامَتْ قِيامَتُهُ وَالنّاسُ أحْيَاءُ

[الحمدان]

كُل البلايا على الإنسانِ هينةُّ
‏
إلا فُراق عزيزٍ ضمهُ الأجلُ

[الحمدان]

وَيَكفِينِي مِنَ الدُّنيَا جَمَالًا
دُعَاءٌ مِن مُحِبٍّ دُونَ عِلمِي

يُناجِي اللّٰهَ يَسألُهُ هَنَائِي
وَ يُرسِلُ فِي الدُّجَىٰ لله اسمِي

....

[الحمدان]

وفاضَت على ثَغرِ الحزينِ ابتسامةٌ

تُخبِّرُ أنّ الحُزنَ ليسَ بِدائمِ

[الحمدان]

أمّا الفؤادُ فصادقٌ في أمرِهِ

وهو الفصيحُ إذا اللسانُ تلعثَمَ

[الحمدان]

ستنوءُ أشرعةٌ وينأى شاطئُ
‏وتُشيحُ عنكَ مرافئٌ فمرافئُ
‏
وتُطَوِّفُ الأحجارُ ملءَ ظلالِها
‏والماءُ يا بنَ الماءِ مثلُكَ هادئُ

....

[الحمدان]

فوّضتُ أمري للذي فطر السما
رحماك ربّي من سواك سأسألُ

حتى إذا ضاقتْ عليّ وأُحْكِمتْ
واشتدّ بي كربٌ إليك سأقبلُ

فإذا غفوتُ فأنت آخرُ وجهتي
وإذا صحوتُ فأنت أنتَ الأوّلُ

....

[الحمدان]

لِأنَّكَ رَبٌّ عَلِيمٌ قَدِيـر
لِزامٌ عَلَيَّ بِأنْ أطمَئِن

أُفَوِّضُ أمْرِي وَشَأنِي إليكَ
فَسَكِّنْ إلـٰهِي فُؤَادًا يَئِن

بقلمي

[الحمدان]

وَتَشتَكِي الرُّوحُ مِن حُزنٍ يُؤَرِّقُهَا
‏مَن كانَ أسمَعَ مِن رَبِّي لِشَكوَاهَا

‏أنتَ الوَدُودُ الرَّحِيمُ البَرُّ خَالِقُنَا
‏أنَّى تَخِيبُ قُلُوبٌ أنتَ مَولَاهَا

....

[الحمدان]

وأقولُ يا أمَلِي فِي كلّ نائبةٍ

يامَن عليهِ لِكشف الضرّ أعتمدُ

بقلمي

[الحمدان]

كَتَبَ المُحِبُّ إِلى الحَبيبِ رِسالَةً

وَالعَينُ مِنهُ ماتَجِفُّ مِنَ البُكا

[الحمدان]

‏تبسّم فالهمومُ لها انقضاءُ
وفي مولاكَ ما خابَ الرّجاءُ

ألم ترَ أن صُبحَكَ بعدَ ليلٍ
وتصفو بعد كُدرتِها السَـماء

....

[الحمدان]

لاتيأسنّ فإن اللّه ذو مِننٍ

يفيضُ بالجودِ إنْ عبدٌ ترجّاهُ

[الحمدان]

خَوتِ الدّيارُ من الأحبّةِ كُلّهِم

أَوَّاهُ ما أقسى الدّيارَ الْخَاوِيَه

[الحمدان]

وحينَ تطغَى على الحرَّان جمرتُهُ

فالصمتُ أفضلُ مايُطوَى عليهِ فمُ

[الحمدان]

وعانقت كل الحائرين مواسياً

وقلبي هنا بين الحنايا ممزق

[الحمدان]

قال أحد الأشخاص للمتنبّي
قاصداً إحراجه
رأْيتُك من بعيد فظننتُكَ إمرأه

فقال له المتنبي
رأيتكَ من بعيد فظننتُكَ رجل

فن الرّد

[الحمدان]

تتعاركُ الأشواق بينَ دمي
والحبُّ حرفٌ ذائبٌ بِفَمِي

ماكنتُ يوماً صانعاً عجباً
إلا لأَنِّي مُلْتَحِفْ ألمي

العشقُ أحيا داخلي حِمَمَاً
وغداً ترينَ تزايد الحممِ

فلتتركيني ياشموع على
دربِ المنى يبكي اللقا قلمي

إِنْ خُنْتِني لن أخون أنا
لاترمِنِي بالشَّــكِّ والتُّهَمِ

....

[الحمدان]

‏قَالتْ رَأيتُكَ فِي السَّماءِ قصِيدةً
لمْ أدرِي أيَّ بِيوتِهَا مَسكونُ

لمَّا تلاقَت فِي المجَازِ عيونُنا
أَيقَنتُ أنَّك شاعرٌ مَجنونُ

....

[الحمدان]

إن كان لي وطنٌ فوجهُكِ موطني
أو كان لي دارٌ فحُبكِ داري

من ذا يحاسبني عليكِ وأنتِ لي
هبةُ السماء ونعمةُ الأقدارِ

....

[الحمدان]

فأين ودادك المألوف عني
وأين عتابك القاسي الرقيقُ

وأين حديثك المملوء عشقًا
وأين كلامك العذب الأنيقُ

وأين لقاؤنا يانبض قلبي
وفي عينيك يسحرني البريق

عسى الرحمن يأذن في لقاءٍ
ويجمع بيننا يومًا طريقُ

....

[الحمدان]

أنَّا الغَريبُ لامَلجَّأ ولا وطَنٌ
وفُيكَ لاقيتُ أوطانِّي عناوينِّي

فلا تَكُن كَبلادِّي فِي أذيّتِّها
ولا تَكُن كِبلادِ الناسِ تَنفِينِّي

....

[الحمدان]

ماضرّهُ حين احترقتُ لأجلِه
‏ووهبتُهُ مالم أكن أعطيهِ
‏
قلباً وذاكرةً ودمع وسادةٍ
‏سهراً ترعرع في رُبى ماضيهِ
‏
ماضرّهُ لو صان بعض وعودِه
‏نحو الذي بحياتهِ يفديهِ
‏
هيهات أن يلقى السؤال إجابةً
‏أو يفهم الأشواق من أعنيهِ

....

[الحمدان]

يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً
فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ

إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ
فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ

أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً
فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ

مالي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا
وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ

أبو نواس

[الحمدان]

وأرى جمالكِ فوقَ كلّ جميلةٍ
وجمالُ وجهكِ يخطفُ الأبصارا

إني رايتكِ غادة ً خمصانة ً
رَيَّا الرَّوادِفِ لَذَّة ً مِبْشارا

مَحْطوطَة َ المَتْنَيْنِ أُكْمِلَ خَلْقُها
مِثْلَ السَّبِيكَة ِ بِضَّة ً مِعْطارا

....

[الحمدان]

كَواكب اللّيل قَد لاحَتْ لنَاظرها
وبَدرُ وجَهكِ عنّي اليَوم مَفقود

فهَل تُرانِي أرى من بَرقه خَبراً
أم أنَّ قلِبي بالأوهَام مَوعُود

....

[الحمدان]

وحقِّ عيوني عزَّ منْ قَسَمٍ
‏وما على جَبْهَتي منْ لًؤلؤ الرَّمَقِ

‏إنّي أحِبُّكَ حباً لانفادَ لهُ
‏ما دامَ في مُهجتي شيءٌ منَ الرَّمَقِ

لسان الدين بن الخطيب

[الحمدان]

ماضرّهُ حين أحترقتُ لأجلِه
و وهبتُهُ مالم أكن أعطيهِ

قلبًا وذاكرةً ودمع وسادةٍ
سهرًا ترعرع في رُبى ماضيهِ

ماضرّهُ لو صان بعض وعودِه
نحو الذي بحياتهِ يفديهِ

هيهات أن يلقى السؤال إجابةً
أو يفهم الأشواق من أعنيهِ

....

[الحمدان]

ولا يألفُ الإنسانُ إلا نظيرهُ ‏

وكل إمرئ يصبو إلى من يشاكله

[الحمدان]

‏كأنها مِثلَ ماتهواهُ قد خُلقت
في رونق الحُسنِ لاطولٌ ولا قِصَرُ

الوردُ من خدِّها يَحمرُّ من خَجَلٍ
والغصنُ من خدِّها يزهو بهِ الثَّمَرُ

البدرُ طلعتها والمِسكُ نكهتها
والغُصنُ قامتها مامثلها بَشَرُ

كأنها أُفرِغَت من ماء لؤلؤةٍ
في كلِّ جارِحةٍ من حُسنها قَمرُ

....

[الحمدان]

أَظَلُّ نَهاري مُستَهاماً وَيَلتَقي
مَعَ اللَيلِ روحي في المَنامِ وَروحُها

فَهَل لِيَ في كِتمانِ حُبِّيَ راحَةٌ
وَهَل تَنفَعَنّي بَوحَةٌ لَو أَبوحُها

جميل بثينة

[الحمدان]

إِني أُطيلُ حديثنا إذ يبْتدِي
‏وأنا بِطَبعي لا أطيلُ كلامِي
‏
خيرُ الكلام أقلُّه في مذهَبي
‏إلا حديثُكَ ملجَئي وسَلامِي

....

[الحمدان]

تبرئ نفسـها من كلّ ذنـبٍ
وتنسى أنّها سرَقَت فؤادي

وتَنعَمُ بالهجوع بملئ عينٍ
وأشقى كالعليل مِن السهادِ

....

[الحمدان]

يا بائعَ الوَرْدِ هل صادَفْتَ مَحْبُوبيْ
‏ يُهْدِيْ إلى الورد ألوانًا مِنَ الطِّيْبِ

‏فَقَدْ بَعَثْتُ إليهِ أَلْفَ أُغْنِيَةٍ
‏معَ الحمامِ وَلَمْ يَرْجِعْ بِمَكْتُوْبِ

....

[الحمدان]

من أنتَ

وسحرٌ في عينيك
يزفُّ العمرَ لأمنية

لكأنك من قمرٍ تأتي
من نجمةِ صبحٍ ذهبية

من أرضٍ فيها شمسُ الحب
تعانقُ وجهَ الحرية

وأنا في العمرِ مسافرةٌ
ومعي عيناكَ وأغنية

عيناكَ ليالٍ صيفية
ورؤىً وقصائدُ وردية

نزار قباني

[الحمدان]

وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لايَعشَقُ

وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ مالَقوا

المتنبي

[الحمدان]

وكأنّها لِبَهائها ولحُسنِها
‏خُلِقتْ مِن الياقوت والمَرجانِ

‏حارت حروفُ النور في وصفِ التي
أهوى وأَعجَزَ حُسنُها تِبْيَاني

....

[الحمدان]

لاتألُف الروحُ إلا من يُلاطِفُها
ويهجر القلبُ مَن يَقسو ويجفاهُ

فَلا وِصَال لمن بالوصل قد بَخِلوا
وَمَن تَناسى فإنّا قد نَسيناهُ

....

[الحمدان]

وَلربَّما تبكي لأنَّكَ عاجزُ
فَاربأ بضعفكَ أن يشاهدُ الوَرى

واذهب الى الرِّحمن أخبرهُ بما بكَ
قد المَّ وكلَّ ماَلكَ قد جَرى

واخرج إليهم ضاحكا متبسَّما
وكأنَّ مثلكَ في السعادةِ لمَ يُرى

....

[الحمدان]

مرَّ الزمانُ على روحي فأتعبَها
‏بالحبِّ حينًا وبالهجرانِ أحيانا
‏
لابأس بالحبِّ في وصلٍ وفي ألمٍ
‏فالحبُّ منْ يجعل الإنسانَ إنسانا

....

[الحمدان]

أَشْكُو إلَى كمدٍ فِي الرُّوحِ يَأْكُلُهَـا
مِنْ أَيْنَ تُؤكل هَذِي الروحُ يَاكَمدُ

وأجرِدُ الْحُزْن مِنِّي حِينَ أكتُبـهُ
أقْسَى مِنَ الْمَوْتِ حزنٌ لَيْسَ يَنجَردُ

....

[الحمدان]

‏واصبرْ على كلِّ ما يأتي الزَّمانُ بهِ
‏
صبرَ الحُسامِ بكفِّ الدّارع البَطَلِ

‏الصفدي

[الحمدان]

ولم أَجْنِ ذنبًا غير أنّي ذو هَوى

وأَنَّكَ لي دون الأنامِ مُحبّبُ

الرافعي

[الحمدان]

أَلَا فَاصْبِرْ عَلى الحَدَثِ الجَلِيلِ
وَدَاوِ جِوَاكَ بِالصَّبْرِ الجَميل

وَلَا تَجْزَعْ وَإِنْ أَعْسَرْتَ يوماً
فَقَد أَيسَرَت في الزَمَنِ الطَّويلِ

وَلا تَيأَس فَإِنَّ اليَأسَ كُفرٌ
لَعَلَّ اللَهَ يَغني مِن قَليلِ


علي بن أبي طالب رضي الله عنه

[الحمدان]

عَيْنَاكِ فَاتِنَتِي بِالْحَسْنِ تَأْسُرْنِي
جَلَّ الَّذِي مَيَّزَ الْحَسْنَاءَ بِالْعَجَبِ

عَيْنَاكَ سِحْرٌ وَقَلْبِي بَاتَ يَعْشَقُهَا
وَلَا شَبِيهَ لَهَا فِي الْعُجَمِ وَالْعَرَبِ

....

[الحمدان]

سَكنتَ بِدَاخِلِي حُبًا وَطَوعًا
وَكُنتَ الشَّمسَ فِي نَجمِ البَرِيَّة

يَرَونَك وَاحِدًا وَأَرَاكَ جَمعًا
إِذَا أَتَيتَ كُفيتُ عَنِ البَقِيَّة

....

[الحمدان]

كَفى الشرق اتعابا سهام توجع
غَوائلها تدمي الصَحيح وَتعطب

وَيَكفيه من تلك البَلايا شَديدها
وَقَد نسخت فيه الضياء غياهب

هُوَ اليَوم يَرمي للعلا مُتَسائِلا
عَلى طرق تهدي له وَتَقرب

فكن أَيُّها الغرب المُنير زَمامنا
لخير فللقطرين تلك العَواقب

وَيا شرق قف واتبع صديقك واعتبر
فحتام في فرش الشقا تتقلب

وَكبوتك افتحها فَما النوم نافع
وَما هُوَ إِلّا علة وَمَصائب


التونسي

[الحمدان]

قَد سالَ غسلين اللحوم عَلى الثرى
وَقَد غمه لما تقادم طحلب

فَهَذاك موجوع وَهَذا كَما تَرى
وَكلهما مندوب حظ وَنادب

وَهذا يعب الماء وَالماء آسِن
نَديم إِلى هَذا وَساقَ وَشارب

إِذا كانَ هَذا العصر عصر تنعم
فاين مناب الشرق وَالشَرق تاعب

واني له بالارتقاء كمثله
وَما هُوَ الا بالقيود معذب


التونسي

[الحمدان]

مَكانَكَ يا غَرب فَسَوفَ تحاسب
لَدى عادل يدري الخَفايا وَيحسب

وَلا تجرحن يا غرب للشرق خاطِرا
فَفي كل يوم للزمان تقلب

أَلَم تَرَ أَنَّ الأَرض تخرج نبتها
جَميلا فَتَطويه الرياح فَيجدب

وَلكنها تأبى الاهانة هَكَذا
فَتخرج نبتا بمده وتحارب

حسبناك لما كنت في المهد منبعا
لحرية الاقطار ان هي توهب

خدمناك في تلك الوغى وَتسربلت
ثياب البَرايا من دم وَهُوَ ساكِب

وَما عندنا فيها كَما هي ناقة
وَلا جمل نسعى له وهو هارب

وَلكننا جئناك لما وَعدتنا
وَقلنا معاذ اللَه ان كنت تكذب

كَفانا وَقَد صرنا عراقا وَغرنا
خَيال لعاب الشَمس وَالغر لاعب


التونسي

[الحمدان]

كانك تزري بالحَياة وَتَرتَضي
حَياتك كالمملوك بل وَتؤمل

اليست لك النفس الكَبيرة هَل تَرى
أَمانيك لا تأتيك أَو تَتَخيل

بعزم بحزم باتحاد بألفة
رَجاؤُكَ سهل وَالسَعادَة أَسهَل


التونسي

[الحمدان]

انا الزَهرة التَعساءَ فاح اريجها
واوراقها من حزنها تَتَذابل

رآها رَسول المَوت تَخشى خَياله
فاصبح بالمرصاد لا يتنقل

أَنا الغصن في زهر الشَباب يقصه
بقادومه الحطاب وَهو مولول

أَنا تونس الخَضراء ويك إِلى مَتى
عَلى السير في نهج العلا تَتَغافَل

كانك لا تلقى المعرة إِذ تَرى
بلادك في خطب وَلا تتقلقل

كانك تزري بالحَياة وَتَرتَضي
حَياتك كالمملوك بل وَتؤمل


التونسي

[الحمدان]

أَراكَ شفوقا ان اخذت بِناصِري
وَكنت لسعدي أَيُّها المَرء تعمل

فالقاك مقداما والقاك باسِلا
وَلَيسَ اذا ما عدتني انت باسل

تنح ابتعد عني ودعني كَئيبة
وقل ان اردت السب ما أَنتَ قائِل

أَتَدعو بان ابدي اليك ابتسامة
وَمنك شقائي ايُّها المُتَجاهِل

وَتدفع عني في النزال معاندا
وَأَنتَ الَّذي نازَلتَني وَتنازل

أَتَدعو فؤادي للحنان وانني
رايت فؤادي من سهامك ينبل



التونسي

[الحمدان]

عليها عَلامات الكآبة وَالشَقا
وَفيها عَلى ضيق الفؤاد دَلائل

تلطخ منها الوجه وَالقطر تحتها
وَفيه الثَرى من تحتها يتحلل

وَكلتا يديها في اِنبساط مذلة
وَمقلتها في الافق لا تتحول

على انني ما كنت أَعرف ما الهَوى
فاصبحت عَن محبوبتي اتساءَل

حَبيبة قَلبي ما اِعتَراك اهكَذا
تَنوين صَبرا انما الصبر اجمل



التونسي

[الحمدان]

طَبيعة ما أَبهى مناظرك الَّتي
بها لِبَقائي في الشَقا اتعلل

طَبيعة ما وَيلي فَما أَنا سامِع
ومن أَين هَذا الصوت للسمع واصل

بكاء افي هَذي الحَديقة هَكَذا
حَياتي عناء كلها وَمَشاكل

نأيت عَلى عيش البِلاد ومن درى
بأني عَلى ما كنت أَخشاه نازِل

فَقَد شاهدت عَيناي بنتا جَميلة
وَدمعتها من عينها تَتَنازَل


التونسي

[الحمدان]

خَرَجتُ وَقَد لاحَ الصباح هرول
إِلى نسمات الروض وَالطل نازِل

فَيا له من روض بَديع تكللت
محاسنه بالدر وَالدر يجمل

وَزَقزقة الاطيار وَالديك صادح
يرددها فالكل في الزهر رافل

واغصان دوح كلما حط طائِر
تلقته بالتَصفيق اذ تَتَمايل

وَفي جيدها قطر كان بجيدها
عقودا كَما تَدري بها تتجمل

تَساقط مشغوفا بها فَتزاحَمَت
إِلى نيله الازهار وَالكل نائِل



التونسي

[الحمدان]

تعلق بأَسباب المَعالي فانما
اليك العلى تبدي الرضا لا إِلى الغير

وَقطع يدا أَمسَت تقطع بالمَدى
فؤادك يا لِلَّه من ذلك الأَمر

هي الغَفلة العظمى تفاقم خطبها
فَنابك منها الخسر أَعظَم بذا الخسر

هي الدهشة الكبرى فاما زوالها
واما زوال الشرق في غصنة الزهري

فقل أَيُّها الانسان هل انت ناقم
وَهَل أَنتَ راضي كيفما كنت في خسر

خذ الشعر واقرا ان في الشعر حكمة
وان أَنتَ لم تعمل فويلي عَلى شعري


التونسي

[الحمدان]

الست أَنا من صافحتك يمينه
وَقَد كانَ من في الكَون من تحتنا يسري

نعم وَإِذا فارقتنا تعاسَتي
فَلا بد من عود إِلى ذلك العصر

فمدي يدا واِستقبليني فإِنَّني
اليك اخف السير بل انَّني أَجري

حَبيبتي الاولى لَقَد طالَ بينَنا
زَمان النَوى هَل تذكرين صفا الدهر

وَقَد حانَ ان القاك وَالثغر باسم
وَكَم لي من الأَفراح في ذلك الثغر

الا أَيُّها الشرقي هل من تأثر
يحرك ذاكَ القلب يَكفي من الذعر


التونسي

[الحمدان]

سأَجعَل أَبطالي الأَعِزاء منزرا
يحيط بهذا القطر انعم بذا القطر

سأَكتب في هَذا الفَضاء بأَحرف
من النار نحو المجد أَو هوة القهر

وَيَكفي دَليلا أن بالشرق جذوة
لاخمادها بالوابل اليوم قد تزري

تؤج بأَرواح بها الغيظ نازِل
وَلَولاه ما أَبقَت لنا القلب في الصدر

الست أَنا قولي الست أَنا الَّذي
تضاء به الدنيا إِلى مطلع الفجر


التونسي

[الحمدان]

أَيمكن أَن أَغدو الأَسير وَمقلتي
تشاهد في الأَوكار حرية الطير

اذن فاِنزلي فَوقي صواعق نقمة
فخير لدي الموت من ذلك الاسر

اذن فاحرقيني يا سَماء بوابل
من النار ان انلار أَهوَن في الضر

فَلا وَالَّذي علاك لا تتعجلي
وَلَو كانَ سيري اليوم في المسلك الوعر

سأبدي لك البرهان مهلا فإِنَّني
اشد إِذا حان الزَمان من الصخر


التونسي

[الحمدان]

أَتَرجو مَماتي كَي تَعيش سعيدة
عَلى الأَرضِ شَهرا أَو نهارا من الشهر

فكلا وكلا لَيسَ بالسَهلِ هَكَذا
ذبول حَياتي دون ذنب ولا وزر

وليس بسهل أَن تحطم دوحتي
بفأس تأَتي من خداع ومن مكر

أَمِثلي جدير بالإِهانة وَالشَقا
وَفي جسدي روح المعزة وَالفخر

أَمِثلي يَكون العبد تلك عَجيبة
واين اذن من صار في منصب الحر


التونسي

[الحمدان]

خذي بيدي وَيلاه قد ملأت صدري
خطوب اتت من حيث أَدري وَلا أَدري

دخلت غمار الحرب والحق واضح
وَغادَرتها وَالحَق قَد صارَ في القبر

مددت يَدي نحو السَلام فاصبحت
تحط الدواهي كل ويل عَلى ظهري

أَنا الشرق يَكفي أَن يَكون بِجانِبي
من اللَه نصر للرجوع مع النصر

أَنا الغر لما ان اديرت رحى الوغى
أَنا الغر لا بل لست وَاللَه بالغر

فَما هُوَ ذَنبي يا سَماء وَما الَّذي
أَتيت لاغدو أكلة الرخ وَالنسر

وَعَهدي بِنَفسي في المَعالي ممتعا
وَعَهدي بِنَفسي في الكَمال وَفي اليسر


التونسي

[الحمدان]

امهات قفن في وجه البدع
وارحن الشعب من هذي الهموم

في المَلاهي زهرة العمر تقع
وَبكأس الراح أَنواع السموم

لو أَردتن المَعالي لارتفع
قدم الاسلام عن فلك النجوم

نحو بنت اليوم فاحذر قتلها
أَيُّها الانسان فالأَمر حرج

واذا ما غزلت خذ غزلها
وَقل الصبح تَراءى واِنبَلَج


التونسي

[الحمدان]

ركب الخطب لديها خيلها
داسَت الناس وَساقَت لهرج

واستبدت محرزات نيلها
كل فكر كان كالنار يؤج

لو تعلمت بأوقات الصغر
ما اقترفت اليوم ذنبا لا يُطاق

لو تعلقت بآداب البشر
ما بقي الاسلام في هذا الشقاق

لو تكللت بياقات الزهر
ما كَسانا الشوك طاقا فوق طاق

هَكَذا الدنيا نُعاني هولها
وَسيوف المحق في كل ودج

وَالدَواهي لَيسَ يبري نبلها
غير كفيك كَلاما بحجج


التونسي

[الحمدان]

خففي ليلاي من هَذا الاسف
أَنت أَسباب حياة أَو ممات

أَنت ثقل فوقنا لما يخف
أَنت فوق الصاعقات الماحقات

أَنت أذللت كِراما تحت خف
أَنت أَذبلت غصونا يانِعات

طبقات الأَرض أَخفت رملها
خَجَلا وَالريح جاءَت بوهج

وَطباق الجو مدت ليلها
جائرا بالويل فينا ممتزج


التونسي

[الحمدان]

فلكم قاسيت في الدنيا وكم
أَنبل الدهر فؤادي فارتشق

ذرت الأَوصاب فَوقي ذيلها
أَزعجتني وَهي عِندي تَبتَهِج

هَكَذا أَقضي حَياتي علها
تَجمَع المَوجوع يَوما بفرج

لست تدري أَيُّها المَغرور من
حالي المَشؤوم الا ما ظهر

فاروه عَني حَديثا ذا شجن
واعتبر فالسغر من لايعتبر


التونسي

[الحمدان]

خل المتيم والأَسيف وَخل من
قد ضاقَ ذَرعا أَو توجع واندمل

خل العروس بيتها خل الرضيع بمهده
خل اليتيم وحزنه خل المنعم والجذل

واحفل بمنكود السياسة انه
أَولى وَحاذر ان تَرى فيه الفشل

هوَ المكبل لاحديد بساقه المشلول
ليس بكفه بعض الشلل

هُوَ الذبيحة بالحَرير تقطعت
أَوداجه كي يستعد الى الأَجل


التونسي

[الحمدان]

سد ما اِستطعت عَلى ابن آدم يا أمل
أَنتَ الحَياة وَأَنتَ ما فيها أَجل

الياس يبعث في النُفوس عقاربا
تَقضي عليها بِما لديك من الحيل

كَم بائِساً انعشت فيه حَياته
وَجعلته يَرنو اليك بِلا مقل

وَمتيما أَنقذته من خطوة
كادَت تسير به إِلى الخَطبِ الجلل

ومعذبا خففت عَنه مصابه
وَقَد اغتدى يَشكو مَصائب ما حمل


التونسي

[الحمدان]

ياشِعرُ أَنتَ ملاكي
وطارِفِي وتلادي

أَنا إليكَ مُرادٌ
وأَنتَ نِعْمَ مُرَادي

قِفْ لاتَدَعني وحيداً
ولا أَدعْكَ تُنادي

فهلْ وجدتَ حُساماً
يُنَاطُ دونَ نِجَادِ

كمْ حَطَّمَ الدَّهْرُ
ذا هِمَّةٍ كثيرَ الرَّمادِ

أَلقاهُ تحتَ نعالٍ
من ذِلَّةٍ وحِدادِ

رِفقاً بأَهْلِ بلادي
يامنجنون العوادي


ابو القاسم

[الحمدان]

مَا الشِّعرُ إلاَّ فضاءٌ
يرفُّ فيهِ مَقَالي

فيما يَسُرُّ بلادي
ومَا يَسُرُّ المعالي

وما يُثيرُ شُعوري
مِنْ خَافقاتِ خَيَالي

لا أَقْرُضُ الشِّعْرَ أَبغي
به اقتناصَ نَوَالِ

الشِّعْرُ إنْ لم يكنْ في
جمالِهِ ذا جَلالِ

فإنَّما هوَ طيفٌ
يَسعَى بوَادي الظِّلالِ


ابو القاسم

[الحمدان]

شِعْرِي نُفاثَةُ صَدْرِي
إنْ جاشَ فيهِ شُعوري

لولاهُ مَا انجابَ عَنِّي
غَيْمُ الحَيَاةِ الخطيرِ

ولا وجدتُ اكتئابي
ولا وجدتُ سُروري

بِهِ تَراني حزيناً
أَبكي بدمعٍ غزيرِ

بهِ تراني طروباً
أَجرُّ ذَيل حُبوري

لا أَنظمُ الشِّعْرَ أَرجو
بهِ رضاءَ الأَميرِ

بِمِدْحَةٍ أَو رثاءٍ
تُهدى لرَبِّ السَّريرِ

حسبي إِذا قلتُ شعراً
أَنْ يرتضيهِ ضَميري


ابو القاسم

[الحمدان]

يَا مَوْتُ ماذا تبتغِي منِّي
وقدْ مزَّقتَ صَدْرِي

ماذا تودُّ وأَنتَ قَدْ
سوَّدتَ بالأَحزانِ فِكْرِي

وتَرَكْتَني في الكائناتِ
أَئِنُّ منفرداً بإِصْرِي

وأَجوبُ صحراءَ الحَيَاةِ
أَقولُ أَيْنَ تُراهُ قبْرِي



ابو القاسم

[الحمدان]

يامَوْتُ قدْ مزَّقْتَ صَدْري
وقَصَمْت بالأَرزاءَ ظَهْرِي

ورمَيْتَني مِنْ حالقٍ
وسَخِرْتَ منِّي أَيَّ سُخْرِ

فلَبِثْتُ مرضوضَ الفؤادِ
أَجرُّ أجنحتي بذُعْرِ

وقَسَوْتَ إذْ أَبقيتَنِي في
الكونِ أَذْرَعُ كُلَّ وَعْرِ

وفَجَعْتَني فيمَنْ أُحِبُّ
ومنْ إليهِ أَبُثُّ سرِّي

وأَعُدُّهُ فَجْرِي الجميلَ
إِذا ادْلَهَمَّ عليَّ دَهْري


ابو القاسم

[الحمدان]

يا أَيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههُنا
ثَمِلاً بِغِبْطةِ قَلْبهِ المَسْرورِ

مُتَنقِّلاُ بَيْنَ الخَمائلِ تالِياً
وَحْيَ الرَّبيعِ السَّاحرِ المَسْحورِ

غَرِّدْ ففي تِلْكَ السُّهولِ زَنابِقُ
تَرْنو إليكَ بِناظرٍ مَنْظورِ

غَرِّدْ فَفي قَلبي إليكَ مَوَدَّةٌ
لَكِنْ مَوَدَّةُ طائرٍ مَأسورِ

هَجَرَتْهُ أسْرابُ الحمائمِ وانْبَرَتْ
لِعَذابِهِ جنِّيةُ الدَّيْجورِ


ابو القاسم

[الحمدان]

قبِّل أَزاهيرَ الرَّبيعِ وغنِّها
رَنَمَ الصَّباحِ الضَّاحِك المحبورِ

واشرب مِنَ النَّبْعِ الجميل الملتوي
مَا بَيْنَ دَوْحِ صَنَوبَرٍ وغَديرِ

واتْرُكْ دموعَ الفجرِ في أَوراقِها
حتَّى تُرشِّفَهَا عَرُوسُ النُّورِ

فَلَرُبَّما كانتْ أَنيناً صاعداً
في اللَّيلِ مِنْ متوجِّعٍ مَقْهُورِ

ذَرَفَتْهُ أَجفانُ الصَّباحِ مدامعاً
أَلاَّقَةً في دَوْحةٍ وزُهورِ


ابو القاسم

[الحمدان]

أنا طائرٌ مُتَغرِّدٌ مُتَرنِّمٌ
لكِنْ بصوتِ كآبتي وزَفيري

يَهْتاجُني صوتُ الطُّيورِ لأنَّه
مُتدفِّقُ بِحَرارةٍ وطَهورِ

مَافي وجود النَّاسِ من شيءٍ به
يَرضَى فؤادي أو يُسَرُّ ضَميري

فإذا استَمَعْتُ حديثهم ألْفَيْتُهُ
غَثًّا يَفيض بِركَّةٍ وفُتورِ

وإذا حَضَرْتُ جُموعَهُمْ ألْفَيْتَني
مَابينهمْ كالبُلبلِ المأسورِ


ابو القاسم

[الحمدان]

حقيقةٌ مرّةٌ يا ليلُ مُبْغَضَةٌ
كالموتِ لكنْ إليها الوِرْدُ والصَّدَرُ

تَنَهَّدَ اللَّيْلُ حتَّى قلتُ قَدْ نُثِرَتْ
تِلكَ النُّجومُ وماتَ الجنُّ والبَشَرُ

وعادَ للصَّمتِ يُصغي في كآبته
كالفيلسوف إلى الدنيا ويفتكرُ

وقَهْقَهَ القَدَرُ الجبَّارُ سُخْريةً
بالكائناتِ تَضاحَكْ أَيُّها القَدَرُ

تمشي إلى العَدَمِ المحتومِ باكيةً
طوائفُ الخَلْقِ والأشكالُ والصُّوَرُ

وأنت فوقَ الأسى والموت مبتسمٌ
ترنو إلى الكون يُبْنَى ثمَّ يندَثِرُ


ابو القاسم

[الحمدان]

يا ليلُ مَا تصنعُ النَّفْسُ التي سَكَنتْ
هذا الوجودَ ومن أعدائها القَدَرُ

ترضى وتَسْكُتُ هذا غيرُ محتَمَلٍ
إِذاً فهل ترفُضُ الدُّنيا وتنتحرُ

وذا جنونٌ لَعَمْري كُلُّهُ جَزَعٌ
باكٍ ورأيٌ مريضٌ كُلُّه خَوَرُ

فإنّما الموت ضَرْبُ من حبائِلِهِ
لايُفلتُ الخلقُ مَا عاشوا فما النَّظرُ

هذا هو اللغْزُ عَمَّاهُ وعَقَّدَهُ
على الخليقةِ وَحْشٌ فاتكٌ حَذِرُ

قَدْ كبَّلَ القَدَرُ الضَّاري فرائِسَهْ
فما استطاعوا له دفعاً ولا حزَروا


ابو القاسم

[الحمدان]

يا لَيْتَ قَوْمي أصاخوا
لِما أقولُ جِهارا

يا شِعْرُ أسْمَعْتَ لكِنْ
قَوْمي أراهُمْ سُكارى

فلا تُبالِ إِذا مَا
أعْطوا نِداكَ ازْوِرارا

واصبِرْ على مَا تُلاقي
واصْدَعْ وُقيتَ العِثارا


ابو القاسم

[الحمدان]

ياقَوْمُ سِرتُمْ حَثيثاً
خُطًى وَرَاءً كِبارا

نَبَذْتُمُ العِلْمَ نَبْذَ ال
نَّوى قِلًى وصَغارا

لَبِسْتُم الجَهْلَ ثَوْباً
تَخَذْتُموهُ شِعارا

يا قَوْمُ مَا لي أراكُمْ
قَطَنْتُمُ الجَهْلَ دارا

أضَعْتُمُ مَجْدَ قَوْمٍ
شادوا الحَياةَ فَخارا

أبْقوا سَماءَ المَعالي
بِما أضاءوا مَنارا


ابو القاسم

[الحمدان]

ياقَوْمُ عَيْنَيّ شامَتْ
للجَهْلِ في الجوِّ نارا

تَتْلو سَحاباً رُكاماً
يَتْلو قَتاماً مُثارا

يُثيرُ في الأرضِ ريحاً
يُهيجُ فيها غُبارا

تُلْفي الشَّديدَ صَريعاً
تُبْقي الأديبَ حِمارا

مِنها الفَضاءُ ظَلامٌ
والنَّاسُ منْها سُكارى

قَدْ أوْرَثَتْهُمْ دُواراً
وأعْقَبَتْهُمْ خُمارا

لايَعْرِفُ المَرْءُ مِنها
لَيْلاً رأى أمْ نَهارا

يَخالُ كُلَّ خَيالٍ
سَرَى تَسَرْبَلَ فارا


ابو القاسم

[الحمدان]

لا نَحْفَلُ الدُّنيا تدور
بأَهلها أَو لا تَدورْ

واليومَ أحيا مُرْهَقَ
الأَعصابِ مَشْبُوبَ الشُّعُورْ

متأَجِّجَ الإِحْساسِ أحفلُ
بالعَظيمِ وبالحقيرْ

تمشي على قلبي الحَيَاةُ
ويزحَفُ الكونُ الكبيرْ

هذا مصيري يا بني
أُمِّي فما أَشقى المصيرْ


ابو القاسم

[الحمدان]

ماذا جنيتُ من الحَيَاةِ
ومن تجاريبِ الدُّهُورْ

غيرَ النَّدامَةِ والأَسى
واليأسِ والدَّمعِ الغَزيرْ

هذا حَصادي من حقولِ
العالَمِ الرَّحْبِ الخَطيرْ

هذا حَصادي كُلُّهُ في
يقظةِ العَهْدِ الأَخيرْ

قدْ كنتُ في زمنِ الطُّفولَةِ
والسَّذاجَةِ والطُّهورْ


ابو القاسم

[الحمدان]

أَوَّاهُ قدْ ضاعتْ عليَّ
سَعَادَةُ القلبِ الغَريرْ

وبقيتُ في وادي الزَّمانِ
الجهْمِ أَدأَبُ في المسيرْ

وأَدوسُ أَشواكَ الحَيَاةِ
بقلبيَ الدامي الكَسيرْ

وأَرى الأَباطيلَ الكثيرَةَ
والمآثمَ والشُّرورْ

وتَصَادُمَ الأَهواءِ بالأَهواءِ
في كلِّ الأُمورْ

ومذلّةَ الحقِّ الضَّعيفِ
وعِزَّةَ الظُّلْمِ القَديرْ

وأَرى ابنَ آدَمَ سائراً
في رجلَةِ العُمُرِ القَصيرْ

مَا بَيْنَ أَهوالِ الوُجُودِ
وتحتَ أَعباءِ الضَّميرْ


ابو القاسم

[الحمدان]

لا نَسْأَمُ اللَّهْوَ الجميلَ
وليس يُدْرِكُنا الفُتُورْ

فكأَنَّنا نحيا بأَعصابٍ
من المَرَحِ المُثيرْ

وكأنَّنا نمشي بأَقدامٍ
مجنَّحةٍ تَطيرْ

أَيَّامَ كنَّا لُبَّ هذا
الكونِ والباقي قُشُورْ

أَيَّامَ تفرشُ سُبْلَنا
الدُّنيا بأَوراقِ الزُّهُورْ

وتمرُّ أَيَّامَ الحَيَاةِ بنا
كأَسْرابِ الطُّيورْ

بيضاءَ لاعبةً مُغرِّدةً
مجنَّحةً بِنُورْ

وتُرفّرفُ الأَفراحُ فوقَ
رؤوسنا أَنَّى نَسيرْ

آهٍ توارى فَجْرِيَ القُدسيُّ
في ليلِ الدُّهُورْ

وفَنَى كما يَفنى النَّشيدُ
الحلوُ في صَمْتِ الأَثيرْ


ابو القاسم

[الحمدان]

كمْ مِنْ عُهودٍ عذبةٍ
في عَدْوَةِ الوادي النَّضيرِ

فِضِّيَّةِ الأَسْحارِ مُذْهبَةِ
الأَصائِلِ والبُكورْ

كانتْ أرقُّ من الزُّهورِ
ومِنْ أَغاريدِ الطُّيورْ

وأَلذَّ مِنْ سِحْرِ الصِّبا
في بَسْمَةِ الطِّفلِ الغَريرْ

قضَّيتُها ومعي الحبيبَةُ
لارَقيبَ ولا نَذيرْ


ابو القاسم

[الحمدان]

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ

ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ
تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ

فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ
من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ

كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ
وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ

ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ
وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ

إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ
رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ

ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ
ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ

ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ
يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ

فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ
وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ

وأطرقتُ أُصغي لقصفِ الرُّعودِ
وعزفِ الرّياحِ وَوَقْعِ المَطَرْ

وقالتْ ليَ الأَرضُ لما سألتُ
أيا أمُّ هل تكرهينَ البَشَرْ

أُباركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ
ومَن يَسْتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ

وأَلعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمانَ
ويقنعُ بالعيشِ عيشِ الحجرْ

هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ
ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ

فلا الأُفقُ يَحْضُنُ ميتَ الطُّيورِ
ولا النَّحْلُ يلثِمُ ميْتَ الزَّهَرْ

ولولا أُمومَةُ قلبي الرَّؤومُ لمَا
ضمَّتِ الميْتَ تِلْكَ الحُفَرْ

فويلٌ لمنْ لم تَشُقْهُ الحَيَاةُ
منْ لعنةِ العَدَمِ المنتصرْ

وفي ليلةٍ مِنْ ليالي الخريفِ
متقَّلةٍ بالأَسى والضَّجَرْ

سَكرتُ بها مِنْ ضياءِ النُّجومِ
وغنَّيْتُ للحُزْنِ حتَّى سَكِرْ

سألتُ الدُّجى هل تُعيدُ الحَيَاةُ
لما أذبلته ربيعَ العُمُرْ

فلم تَتَكَلَّمْ شِفاهُ الظَّلامِ ولمْ
تترنَّمْ عَذارَى السَّحَرْ

وقال ليَ الغابُ في رقَّةٍ
محبَّبَةٍ مثلَ خفْقِ الوترْ

يجيءُ الشِّتاءُ شتاءُ الضَّبابِ
شتاءُ الثّلوجِ شتاءُ المطرْ

فينطفئُ السِّحْرُ سحرُ الغُصونِ
وسحرُ الزُّهورِ وسحرُ الثَّمَرْ

وسحْرُ السَّماءِ الشَّجيّ الوديعُ
وسحْرُ المروجِ الشهيّ العَطِرْ

وتهوي الغُصونُ وأوراقُها
وأَزهارُ عهدٍ حبيبٍ نَضِرْ

وتلهو بها الرِّيحُ في كلِّ وادٍ
ويدفنها السَّيلُ أَنَّى عَبَرْ

ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ
تأَلَّقَ في مهجةٍ واندَثَرْ

وتبقَى البُذورُ التي حُمِّلَتْ
ذخيرَةَ عُمْرٍ جميلٍ غَبَرْ

وذكرى فصولٍ ورؤيا حَياةٍ
وأَشباحَ دنيا تلاشتْ زُمَرْ

معانِقَةً وهي تحتَ الضَّبابِ
وتحتَ الثُّلوجِ وتحتَ المَدَرْ

لِطَيْفِ الحَيَاة الَّذي لا يُملُّ
وقلبُ الرَّبيعِ الشذيِّ الخضِرْ

وحالِمةً بأغاني الطُّيورِ
وعِطْرِ الزُّهورِ وطَعْمِ الثَّمَرْ

ويمشي الزَّمانُ فتنمو صروفٌ
وتذوي صروفٌ وتحيا أُخَرْ

وتَصبِحُ أَحلامَها يقْظةً
موَشَّحةً بغموضِ السَّحَرْ

تُسائِلُ أَيْنَ ضَبابُ الصَّباحِ
وسِحْرُ المساءِ وضوءُ القَمَرْ

وأَسرابُ ذاكَ الفَراشِ الأَنيقِ
ونَحْلٌ يُغنِّي وغيمٌ يَمُرْ

وأَينَ الأَشعَّةُ والكائناتُ
وأَينَ الحَيَاةُ التي أَنْتَظِرْ

ظمِئْتُ إلى النُّورِ فوقَ الغصونِ
ظمِئْتُ إلى الظِّلِّ تحتَ الشَّجَرْ

ظمِئْتُ إلى النَّبْعِ بَيْنَ المروج
يغنِّي ويرقصُ فوقَ الزَّهَرْ

ظمِئْتُ إلى نَغَماتِ الطُّيورِ
وهَمْسِ النَّسيمِ ولحنِ المَطَرْ

ظمِئْتُ إلى الكونِ أَيْنَ الوجودُ
وأَنَّى أَرى العالَمَ المنتظَرْ

هُو الكونُ خلف سُبَاتِ الجُمودِ
وفي أُفقِ اليَقظاتِ الكُبَرْ

وما هو إلاَّ كَخَفْقِ الجناحِ
حتَّى نما شوقُها وانتصَرْ

فصدَّعَتِ الأَرضُ من فوقها
وأَبْصرتِ الكونَ عذبَ الصُّوَرْ

وجاءَ الرَّبيعُ بأَنغامهِ
وأَحلامِهِ وصِباهُ العَطِرْ

وقبَّلها قُبَلاً في الشِّفاهِ
تُعيدُ الشَّبابَ الَّذي قدْ غَبَرْ

وقال لها قدْ مُنِحْتِ الحَيَاةَ
وخُلِّدْتِ في نَسْلِكِ المدَّخَرْ

وباركَكِ النُّورُ فاستقبلي
شَبابَ الحَيَاةِ وخصْبَ العُمُرْ

ومن تَعْبُدُ النُّورَ أَحلامهُ
يُبارِكُهُ النُّورُ أَنَّى ظَهَرْ

إليكِ الفضاءَ إليكِ الضِّياءَ
إليكِ الثَّرى الحالمَ المزدهر

إليكِ الجمالُ الَّذي لا يَبيدُ
إليكِ الوُجُودَ الرَّحيبَ النَّضِرْ

فميدي كما شئتِ فوقَ الحقولِ
بحُلْوِ الثِّمارِ وغضِّ الزَّهَرْ

وناجي النَّسيمَ وناجي الغيومَ
وناجي النُّجومَ وناجي القَمَرْ

وناجي الحياة وأشواقها
وضنة هذا الوجود الأغر

وشفَّ الدُّجى عن جمالٍ عميقٍ
يُشِبُّ الخيالَ ويُذكي الفِكَرْ

ومُدَّ على الكونِ سحرٌ غريبٌ
يصرّفُهُ ساحرٌ مقتدِرْ

وضاءَتْ شموعُ النُّجُومِ الوِضَاءِ
وضاعَ البَخُورُ بَخُورُ الزَّهَرْ

ورَفْرَفَ روحٌ غريبُ الجمال
بأَجنحةٍ من ضياءِ القَمَرْ

وَرَنَّ نشيدُ الحَيَاةِ المقدَّس
في هيكلٍ حالِمٍ قدْ سُحِرْ

وأُعْلِنَ في الكونِ أنَّ الطّموحَ
لهيبُ الحَيَاةِ ورُوحُ الظَّفَرْ

إِذا طَمَحَتْ للحَياةِ النُّفوسُ
فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القَدَرْ


الشابي

[الحمدان]

في جبالِ الهمومِ أنْبتُّ أغصاني
فَرَفّتْ بَيْنَ الصُّخورِ بِجُهْدِ

وتَغَشَّانيَ الضَّبابُ فأورقتُ
وأزْهَرتُ للعَواصفِ وَحْدي

وتمايلتُ في الظَّلامِ وعَطّرتُ
فَضاءَ الأسى بأنفاسِ وَردي

وبمجدِ الحياةِ والشوقِ غنَّيْتُ
فلم تفهمِ الأعاصيرُ قَصْدي

ورَمَتْ للوهادِ أفنانيَ الخضْرَ
وظلّتْ في الثَّلْجِ تحفر لَحْدي

ومَضتْ بالشَّذى فَقُلتُ ستبني
في مروجِ السَّماءِ بالعِطر مَجْدي

وتَغَزلْتُ بالرَّبيعِ وبالفجرِ
فماذا ستفعلُ الرّيحُ بعدي


ابو القاسم

[الحمدان]

أنتِ تحتَ السَّماءِ روحٌ جميلٌ
صاغَهُ الله من عَبيرِ الوُرودِ

وبنو الأرضِ كالقُرودِ وما أضْيَعَ
عِطرَ الورودِ بَيْنَ القرودِ

أنتِ من ريشة الإله فلا تُلْقي
بفنِّ السّما لِجَهْلِ العبيدِ

أنتِ لم تُخْلَقي ليقْرُبَكِ النَّاسُ
ولكنْ لتُعْبَدي من بعيدِ


ابو القاسم

[الحمدان]

أنتِ كالزهرةِ الجميلةِ في الغابِ
ولكنْ مَا بَيْنَ شَوكٍ ودودِ

والرياحينُ تَحْسَبُ الحسَكَ الشِّرِّيرَ
والدُّودَ من صُنوفِ الورودِ

فَافْهِمي النَّاسَ إنَّما النَّاسُ خَلْقٌ
مُفْسِدٌ في الوجودِ غيرُ رشيدِ

والسَّعيدُ السَّعيدُ من عاشَ كاللَّيل
غريباً في أهلِ هذا الوجودِ

ودَعيهِمْ يَحْيَوْنَ في ظُلْمةِ الإثْمِ
وعيشي في طُهْرِكِ المحمودِ

كالملاك البريءِ كالوردة البيضاءِ
كالموجِ في الخِضَمِّ البَعيدِ


ابو القاسم

[الحمدان]

لا أُعَنِّي نفسي بأحْزانِ شعبي
فَهْوَ حيٌّ يعيش عيشَ الجمادِ

وبحسبي من الأسى مَا بنفسي
من طَريفٍ مسْتَحْدَثٍ وتَلاد

وبعيداً عن المَدينةِ والنّاسِ
بعيداً عن لَغْوِ تِلْكَ النّوادي

فهوَ من مَعْدَنِ السَّخافةِ والإفْكِ
ومن ذلك الهُراء العادي

أينَ هوَ من خريرِ ساقية الوادي
وخفْقِ الصَّدى وشدوِ الشَّادي

وحفيفِ الغصونِ نمَّقها الطَّلُّ
وهَمْسِ النَّسيمِ للأولادِ


ابو القاسم

[الحمدان]

ليتَ لي أنْ أعيشَ في هذه الدُّنيا
سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي

أصرِفُ العُمْرَ في الجبالِ وفي الغاباتِ
بَيْنَ الصّنوبرِ الميَّادِ

لَيْسَ لي من شواغلِ العيشِ مَا يصرف
نَفْسي عنِ استماع فؤادي

أرْقُبُ الموتَ والحياةَ وأصغي
لحديثِ الآزالِ والآبادِ

وأغنِّي مع البلابلِ في الغابِ
وأُصْغي إلى خريرِ الوادي

وأُناجي النُّجومَ والفجرَ والأطيارَ
والنَّهرَ والضّياءَ الهادي


ابو القاسم

[الحمدان]

فيكَ مَا في الوُجُودِ حَبَّ بنو الأَرضِ
قصيدي أَمْ لَمْ يُحبُّوا قَصيدي

فسواءٌ على الطُّيورِ إِذا غنَّتْ
هُتافُ السَّؤُوم والمُسْتَعيدِ

وسواءٌ على النُّجومِ إِذا لاحتْ
سكونُ الدُّجى وقَصْفُ الرُّعودِ

وسواءٌ على النَّسيمِ أَفي القفرِ
تُغَنِّي أَمْ بَيْنَ غَضِّ الوُرودِ

وسواءٌ على الوُرودِ أَفي الغيرانِ
فاحَتْ أَمْ بَيْنَ نَهْدٍ وَجِيدِ


ابو القاسم

[الحمدان]

فيكَ يبدو خريفُ نَفْسي مَلُولاً
شاحِبَ اللَّوْنِ عاريَ الأُمْلودِ

حَلَّلته الحَيَاةُ بالحَزَنِ الدَّا
مي وغَشَّتْهُ بالغيومِ السُّودِ

فيكَ يمشي شتاءُ أَيَّاميَ البا
كي وتُرغي صَوَاعقي ورُعُودي

وتَجِفُّ الزُّهورُ في قلبيَ الدَّا
جي وتهوي إلى قرارٍ بعيدِ

أَنْتَ يا شِعْرُ قصَّةٌ عن حياتي
أَنْتَ يا شِعْرُ صورةٌ مِنْ وُجودي

أَنْتَ يا شِعْرُ إنْ فَرِحْتُ أغاريدي
وإنْ غنَّتِ الكآبَةُ عُودي

أَنْتَ يا شِعْرُ كأسُ خمرٍ عجيبٍ
أَتلهَّى به خلالَ اللُّحودِ


ابو القاسم

[الحمدان]

أنتَ يا شِعْرُ فلذةٌ مِنْ فؤادي
تَتَغَنَّى وقِطْعةٌ مِنْ وُجُودي

فيكَ مَا في جوانحي مِنْ حنينٍ
أبديٍّ إلى صميمِ الوُجُودِ

فيكَ مَا في خواطري مِنْ بكاءٍ
فيكَ مَا في عواطفي مِنْ نشيدِ

فيكَ مَا في مَشَاعري مِنْ وُجُومٍ
لايُغَنِّي ومِنْ سُرورٍ عَهيدِ

فيكَ مَافي عَوَالمي مِنْ ظلامٍ
سَرْمديٍّ ومِنْ صباحٍ وَليدِ

فيكَ مَا في عَوَالمي مِنْ ضبابٍ
وسرابٍ ويقظةٍ وهُجُودِ

فيكَ مَا في طفولتي مِنْ سلامٍ
وابتسامٍ وغبطةٍ وسُعودِ

فيكَ مَا في شبيبتي مِنْ حنينٍ
وشجونٍ وبَهْجةٍ وجُمودِ

فيكَ إن عانقَ الرَّبيعُ فؤادي
تتثنَّى سَنَابِلي وَوُرُودي


ابو القاسم