مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
10-21-2024, 10:13 PM
ربَّ يومٍ جاء يوحي بأمرٍ
فيه شيطانه إلى شيطاني
من سرارٍ بين اللَّحاظ وروحي
أتقنت علم سحره العينانِ
وأفاضا من الهوى في حديثٍ
ليس من جنس ما يعي الملكانِ
ثم زنداي وشَّحاه وشاحاً
ما لزنَّاره بذاك يدانِ
فاغتدينا من العناق اتِّحاداً
مثل جسمٍ قد حلَّه روحانِ
القبرسي
الحمدان
10-21-2024, 10:14 PM
رحم اللّه صاحباً لِيَ أهْدَى
عَيْبَ نَفْسي قد كنتُ لستُ أَراهُ
الخفاجي
الحمدان
10-21-2024, 10:14 PM
شَيبُ الشُّعورِ زُهْرُ النُّجومِ
تُنْبِتُه غمائمُ الغُمُومِ
إن لم يجُدْ بوَصْلِه الحبيبُ
اصْطَلح العاشقُ والرَّقيبُ
أعْطِ أخاك إن قَدَرْتَ تَمْرَهْ
فإن أبى قبولَها فَجَمْرَهْ
تُؤدِّب الأشْرافُ بالهجْرانِ
ولم تُؤدِّبْ قطُّ بالحرْمانش
لاتصْحبِ المجْدُودَ بعد الْياسِ
فرُبَّما أعْداك بالإفْلاسِ
الخفاجي
الحمدان
10-21-2024, 10:14 PM
تنازَع فيه الشوقَ قلبي وناظرِي
فأثَّر فيه الطَّرْفُ والقلبُ ناصِبُ
وتنْظُره من قلبيَ الصَّبِّ أعْيُنٌ
عليها لِمَحْنِيِّ الضُّلوعِ حَواجِبُ
الخفاجي
الحمدان
10-21-2024, 10:14 PM
غَزالٌ نَقَدْتُ له طاعتِي
وعَجَّلْتُ للوَصْلِ ذاك السَّلَمْ
وأقْسمتُ لابُدَّ مِن وَصْلِهِ
وبالهَجْرِ والوَصْلِ يأْتِي القَسَمْ
ولامُ العِذَارِ على خَدِّهِ
لَعَمْرِي مُوَطِّئَةٌ لِلْقَسَمْ
الخفاجي
الحمدان
10-21-2024, 10:15 PM
لَعَمْرُك نَعْلُ المصطفى بَركاتُها
يُشاهِدُها كلُّ امْرِىءٍ كان ذا عقلِ
ولو أن في وُسعِي زِمامَ تصرُّفِي
جعلتُ لها جَفْنِي مِثالاً بلا مِثْلِ
وكان أَدِيمُ الوَجْهِ فوق أدِيمها
يَقيِها غُباراً من تُرابٍ ومن رَمْلِ
أُفَصِّل من دِيباجَتيْهِ وِقايةً
تُمَدُّ عليها حَذْوُكَ النَّعْلَ بالنَّعْلِ
الخفاجي
الحمدان
10-21-2024, 10:15 PM
وساق في السرور غداً طبيبا
له طرف يشير إلى التصأبي
رأى في الكاس صب دم الحميا
فذر عله كافور الحباب
الخفاجي
الحمدان
10-21-2024, 10:15 PM
قيامة قامت بموت الذي
بموته مات الندى والكمال
فإن شككتم فانظروا نعشه
وشاهدوا كيف تسير الجبال
الخفاجي
الحمدان
10-21-2024, 10:16 PM
فتى كان من قبل الشباب مؤاجراً
وقد لاط كهلاً وهو تيس سينطح
يبع برأس المال بالسوق ما اشترى
وكل اناء بالذي فيه ينضح
الخفاجي
الحمدان
10-21-2024, 10:16 PM
حَمانا مِن مخوفِ الدهرِ بيتٌ
له بالذكر أركانٌ وسَقفُ
مَحوطٌ بالسرور وبالتهاني
عليه البشرُ والإقبالُ وقفُ
نَزَلنا في فناءٍ منه رَحبٍ
به الآمالُ ليس بهِنَّ خُلفُ
فأَرشَفَنا مِنَ الإكرام ثَوباً
يزيدُ على المدى طيباً ويَصفو
وألبَسَنا من الإكرام ثوباً
لهُ بالأمنِ والإسعافِ سُجفُ
يَصُدُّ عَدُوَّنا الشيطانَ عَنّا
ويُتحِفُنا ملائكةٌ تَحفُّ
الشرقي
الحمدان
10-21-2024, 10:16 PM
ياحسنَ بَيتِ اللَهِ وهو مُجَرَّدُ
ولنا لهَيبَةِ نورهِ إطراقُ
فكَسوهُ سوداً والقلوبُ تَوَدُّ لَو
ضَمَّت عليهِ سوادَها الأحداقُ
الشرقي
الحمدان
10-21-2024, 10:17 PM
وكيفَ يكونُ مَحجوراً عليهِ
وقَد خَلَقَ الخلائِقَ والفِعالا
فَكُلٌّ مُلكُهُ من غيرِ حِجرٍ
تعالى اللَه عن حِجرٍ تَعالى
الشرقي
الحمدان
10-21-2024, 10:17 PM
إذا شِئتَ أن تَلقى عدوَّكَ راغِماً
وتَقتُلَه غمّاً وتُحرِقَهُ هَمّاً
فسامِ للعُلى وازدَد منَ العلمِ إنّهُ
منِ ازداد عِلماً زادَ حاسدَهُ غَمّاً
الشرقي
الحمدان
10-21-2024, 10:17 PM
فكَم من نِعمَةٍ في طيِّ نقمَه
وكم من نقمَةٍ في طيِّ نعمَه
وكم مِن شِدَّةٍ صارَت رخاءً
وأعقَبَ ضيقُها فرَجاً ورحمَه
الشرقي
الحمدان
10-21-2024, 10:18 PM
وأيَّةُ قُربَةٍ أعلى وأغلى
من الترحالِ للبَيتِ الحرامِ
وأيَّةُ زَورَةٍ تمحو الخطايا
كزَورَةِ أحمدٍ خيرِ الأنامِ
الشرقي
الحمدان
10-21-2024, 10:18 PM
رجوعاً إلى المولى فهذا زمانُهُ
وطرحاً على الأبوابِ هذا مكانُهُ
وطُف حولَ بيتِ اللَه للعفوِ راجياً
وتُب واسأل الغفرانَ هذا أوانهُ
فمَن جاء هذا البيتَ يُرجى قبولُهُ
ومن خاف مكروهاً ففيه أمانُهُ
أما إنَّهُ بيتُ الكريم ومَن أتى
فناءَ كريمٍ له يَفُتهُ حنانُهُ
الشرقي
الحمدان
10-21-2024, 10:18 PM
والدهرُ هدَّ الظَهرَ بالحَدثانِ
ونفى الشجونَ وجاء بالأشجانِ
وأقامَ بالخُلدِ البلابِلَ خُلَّداً
وبريبِهِ قد طالما أشجاني
الشرقي
الحمدان
10-21-2024, 10:18 PM
فليَقتَفِ الآثارَ من رام العُلا
وليستَمِع آثارَ أحمَدَ طه
وليَغتنِم طاعاتهِ تَبِعاً فمَن
يُطِعِ الرسولَ فقَد أطاعَ اللَهَ
الشرقي
الحمدان
10-21-2024, 10:19 PM
فَيا فَوزَ المُصابِ منَ الإلاهِ
بداهيَةِ دَهَتهُ عَنِ الملاهي
لَقَد أمسى مُصيباً كلَّ خيرٍ
وبالوِلدانِ في الفِردَوس لاهِ
الشرقي
الحمدان
10-21-2024, 10:19 PM
السيف والحيف في حربٍ وفي حرَبِ
أهنا من المرأةِ الدهياءِ في الحُجُبِ
كأنها وهي في خطْراتها شررٌ
تنقضُّ من جمرات النار في الحطبِ
أفعى وفي لفظها سمٌّ لسامعها
يخاله في الهوى ضرباً من الضَّرَبِ
لاترضَ حَوّا فإن عاشرتَها غَرِقٌ
في البرِّ يا من رأى بحراً من التُرَبِ
مكشوفة الوجه ينبوع الفواحش إن
حادثتها قلت هذي حادث النوب
فيها هلاك نفوسٍ لاعداد لها
كم أسقطت راقياً في السبعةِ الشهب
يا منظراً ترشق الألحاظُ أسهمَه
فاعجب به هدفاً يُصمَى ولم يُصَبِ
ياحَربةَ القلب لاتنفكُّ همَّتُها
يوم الكريهة في المسلوب لا السلب
قضيبُ مَلْكِ جحيمِ النار طلعتُها
فخُّ الشبيبة قطبُ الشر والعطب
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:19 PM
أراني الأسى دهري وهذا جزاء من
يروم بغير الله تنمو رغائبه
ولا ترج غير الله في الود صادقاً
وما دونه يزري ودادَك كاذبه
أطعني فقد جربت ماقد سمعته
وأين الذي تهديك فيه تجاربه
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:20 PM
هو الدهر إن تأمنهُ يخدعْكَ صاحبُهْ
فأبناؤه قد سالمتهم شوائبُهْ
تعامَوا كما أن قد تعامى أبوهمُ
وللإبن أن تُعزَى إليه أقاربه
أمنتُ إليهم مذ جهلتُ أباهمُ
ولم أدرِ أنَّ الإبن فيه مصائبه
خليلي دهاني حيثُ إني أودُّهُ
وناهيك من خلٍّ دهتني معاطبه
إذا كان جنح الليل بالطبع مظلماً
فما ذنبُه إن لم تنوِّر كواكبه
وما البحر إلّا لجةٌ غير أنه
بِراموزِه تنحطُّ فيه مراكبه
كذاك ابن دهري حين أصفيت ودَّه
دهاني وأسقتني زُعاقاً نوائبه
فذا طبعُهُ عَليكَ ألا تلومَه
ولو طوَّحتكم يا خليلي سَباسبه
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:20 PM
فكم من مخطئٍ ضحكت عليه
أوائلُه وتمَّت بالنحيب
فسوف تجيبها والقلب باكٍ
لحاكِ اللَهُ يا بنتَ الكَذوب
علمت الآن أن الذنب ذنبي
ولم أتردَّ عن إثمٍ وحُوب
متى كان الخطا عندي شهيّاً
كرهتُ لأجله طبَّ الطبيب
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:21 PM
أرى الشيطان يرمينا بحربٍ
تُشيبُ الطفلَ من قبل المشيبِ
وليس عليه لومٌ إذ رآنا
نياماً بالتواني ياحبيبي
فسلَّ حسامَ بلواه علينا
وأولج حدَّه طيَّ القلوب
أرانا مهيع الملكوت صعباً
كأن ذُهوبه شرُّ الذهوب
وولَّى ربُّنا عنّا لأنّا
طلبناه بقلبٍ مستريب
ولو أنا طلبناه بحرصٍ
لأنجدَنا بعَونٍ من قريب
لأنَّ اللَه لم يُبعِد ولكن
توانينا شناه كالمعيب
فلو كان المجاهدُ مستقيماً
لما فاجاه ذو شرٍّ مريب
فحُبُّ الذات واللذات أوهى
عزائمَه فكَلَّ منَ اللُغوب
فَأُثْبُتْ يا مجاهدُ مستعدّاً
ترَ المولى يقيك من الذنوب
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:21 PM
من منصفي من ظالمٍ متظلِّمٍ
سحقاً لحلوٍ بالمرار يُشاب
أصبحتُ في ثوب الحِداد ولا تسل
عن حال شيخٍ يزدريه شباب
هذا قضاء الله فاصبر طائعاً
إن المطيع له السلام ثواب
فعليك يا دار الأحبة والرضا
مني سلامٌ والصدورُ رِحاب
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:21 PM
هذا سلامٌ والصدورُ رحابُ
وهوى المنازلِ في الفؤاد حِرابُ
تغدو به الأشواقُ نحو أحبَّةٍ
سيماؤهم أن لايُرَدَّ جواب
قد راعني صوتٌ يجاوبُهُ الصدى
إلفٌ نزيحٌ والبلادُ خراب
ما رابني إلّا غرابٌ نائحٌ
النوح بينٌ والخرابُ غُراب
أنعَى دياراً دونها قلبٌ به
شوقٌ له دون الديار حِجاب
ورمى الزمانُ ربوعَها بصروفه
فخلَت وبان لبينها الأصحاب
ضَرَبت بها أيدي الشتات كأنها
أيدي سبا ولها الفراقُ ضِراب
فترى الغوائلَ ضمنَ ساحتها وقد
ضَرَبت قباباً تحتهن عِقاب
لم أدر ذاك لشرِّ سكّان الحمى
أو إنما ذاك العِقابُ ثواب
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:22 PM
ألا يا ابنة الجد المؤثل مجده
علا مجدها حتى انتهى في المغارب
أمهبط أسرار الإله شكيتي
إليك من اَعباء الذنوب الرواتب
قصدتك والعقل أدلهمَّ من الأسى
وقد غل أطرافي معاً ومناكبي
أنيري دجوني واعطفي لمذلتي
وحسبك خاطٍ قد أتاك كتائب
فلا فوز إلّا في حماك مؤيدي
ولا رشد إلّا في هداك مصاقبي
عليك سلام اللَه ما ناح طائرٌ
على فنن الأراك نوح النوادب
عليك سلام اللَه ما اخضلَّتِ الربى
وقابل ثغرُ الزهر درَّ السحائب
عليك سلام اللَه ما أشرق الضحى
بشمسٍ أزاحت نسجَ تلك الثواقب
عليك سلام اللَه ماجاد شاعرٌ
بإبنة فكرٍ حُجِّبَت بالنقائب
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:22 PM
أيا ساكنين الحي باللَه بلِّغوا
سلامي إلى من هي أعز حبائبي
ملاذ الورى والذخر في يوم موردي
إذا ما أتيت اللَه إتية راهب
فلبيك مريم ثم لبيك فأمري
فإني مطيعٌ لست يوماً بهارب
أيا فرع يسَّى صرتِ أصلاً لفوزه
ولا تعجبوا للشمس دون الكواكب
فمعصومةٌ عن كل وصمة قادحٍ
مبرأةٌ عن كل دعوة عائب
مطهرةٌ حقّاً بمستودع الحشى
علوت على الثقلين ياخير كاعب
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:23 PM
فما زلت أطوي فدفداً بعد فدفدٍ
وأفري بواديها وكل المشاعب
إلى أن بدا ذيل الظلام ممزقاً
وفرّطَ فيه سلك در الكواكب
وأشرقن أطلال الحمى ورسومه
ولما تبدى النور قلت لصاحبي
أصاح فما هذا الذي أبهج الفلا
ضياءً وعمَّ الأفقَ من كل جانب
فقال هو الحصن الموطد في الورى
أثيل السجايا والعلا والمواهب
فقلت أتعني صيدنايا فقال لي
نعم ذاك أعني إنني غير كاذب
فيا حبذا تلك الديار وحبذا
المطيف بها يوماً لفضِّ المعائب
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:23 PM
رويداً رويداً يا حداةَ الركائبِ
لقد عسفت أخفافُها في الترائبِ
وأمُّوا بنا تلك الديار عشيةً
وقرّوا عيوناً باحتشاد الرغائب
ديارٌ دجاها مطلعٌ يُهتدَى به
فواعجباً من مشرقٌ في المغارب
عليها ظلام الأيد يرفل معلناً
بسرٍّ كتومٍ جامعٍ للمناقب
كأن سناها قابسٌ نوره بدا
لدى عين مقرورٍ رُمِي بالسباسب
تخال وميض البرق في أفق دجنها
مجرَّةَ نورٍ أو مصابيحَ راهب
سقاك الحيا ريّاً مُلثّاً هموعُه
بأفضل مصحوبٍ وأنفع صاحب
فكم مرَّ لي في قطرها من مناسكٍ
خلعت على آثارها كل عائب
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:24 PM
ما أحسن الروض في الروابي
مكفكفاً دمعة الرباب
وألطف البدر قبل صبحٍ
ممزقاً حلة السحاب
وأغرب المدح في وليٍّ
كأنه الدر في الكتاب
يحثني الفكر في مديحٍ
ليوسف الفاضل المهاب
به اكتسبنا رضاً وقدساً
وقدستنا يدُ الطِلاب
به تحلت يدٌ فجلت
قداسة الأرض بالثواب
مقامه ساد في البرايا
وفضله زاد كالعباب
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:24 PM
أيا من قد رأى نصبي
إليك أشكو من الوصب
بقومٍ قد بليت بهم
كبلوى الجسم بالجرب
فأعقلهم يخادعني
فأهرب وهو في طلبي
ورأسهمُ ينافقني
فماذا الظن بالذنب
حسبت سرابهم ماءً
فأهلكني من اللَغب
لأمرٍ ما أتيتُهمُ
فلا تسأل عن السبب
ظننتهمُ ذوي نسبٍ
وجدتهمُ ذوي نصب
فأبتُ وقد رضيتُ بما
بُليتُ به من التعب
فرحت ولا أصدق ما
نجوت به من العطب
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:25 PM
دع اليهود فلا ينفك خبثُهمُ
يبدي لدينا دخانَ الكفر والكذبِ
يفاخرون بأجدادٍ بهم فتكوا
فتك الأفاعي بلا ذنبٍ ولا سبب
يفاخرون بأصلٍ كان من قدمٍ
كتابهم ذلك المعهود من حقب
فإن تقدمنا منكم ذوو نسبٍ
فكم تقدم يسوع المسيح نبي
كتابنا إن تأخر عن كتباكم
فإن في الخمر سرّاً ليس في العنب
لو شئتم الكتب ما قالت فعائلكم
السيف أصدق إنباءً من الكتب
كفاكم العار لما قال عجلكمُ
أنا إلهك يايعقوب فالحق بي
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:25 PM
فلا حزم إلّا في طروق تجارب
ولا حول إلّا في حلول مصائبِ
رمتني براشيها فأصمت فأخطأت
فواعجبا من مخطئاتٍ صوائبِ
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:25 PM
خذ خمرة الكذب من هذي وسخريةً
ومن نفاقٍ يواري شر كل غبي
لاتعجبن أن رأيت الكذب أشنعها
فإن في الخمر معنى ليس في العنب
إقطع بسيف خشوعٍ رأس مكذبةٍ
فالسيف أصدق إنباءً من الكذب
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:25 PM
شكوت وقلبي من سهام كبائري
جريحٌ وهذا الجرح من ذلك الذنبِ
فلا تكتموني جرحه فلأنني
سمعت بأذني رنة السهم في قلبي
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:26 PM
أهل الفنى يتمسكون حقيقةً
بثلاثةٍ كثلاثة الأرباب
كبرٌ وحبُّ غنىً كذاك وشهوةٌ
ياويلهم من مالك الأرقاب
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:27 PM
مستودع البكر مريم حاملٌ عجباً
مدبرٌ لثلاثٍ كلُّها عجبُ
الأرض والبحر والأفلاك قاطبةً
لذاك تعنو له رقّاً وترتهب
لكن تدبيره العلياء متصلٌ
منه إليه به عنه له يجب
فالشمس تخدمه والبدر يرهبه
والبر والبحر في تدبير ذين أب
تعنو السماء له والأرض صاغرةً
والعبد يلزم عند السيد الأدب
وقد حواه حشى بنتٍ مطهرةٍ
لما أفاض بها الآلاء تنسكب
طوبى لأمٍ حوتها نعمةٌ حكمت
أن صانع الكل وهو الواسع الرحب
يحويه منها حشى قد جاء منحبساً
فيه وفي كفه الأكوان تنسحب
بشراك مريم قد جاءت على عجبٍ
من السماء إلى العذراء تنتسب
خصبٌ من الروح روح القدس حل بها
للَه مستودعٌ بين الورى عجب
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:27 PM
جربت كل مهندٍ ذي رونقٍ
في دفع كل مصيبةٍ ومصاب
ماجاد لي بالنصر غير مهندٍ
أعددته في النائبات منابي
جرمانوس
الحمدان
10-21-2024, 10:29 PM
وَدَّعْتُها لِفِراقٍ فاشْتَكَتْ كَبِدِي
إِذْ شَبّكَتْ يَدَها مِنْ لَوْعَةٍ بِيَدِي
وحاذَرَتْ أَعْيُنَ الواشِينَ فانْصَرَفَتْ
تَعَضُّ مِنْ غَيْظِها العُنّابَ بالبَرَدِ
فكانَ أَوَّلُ عَهْدِ العَيْنِ يومَ نَأَتْ
بالدَّمْعِ آخِرُ عَهْدِ القَلْبِ بالجَلَدِ
جَسَّ الطّبيبَ يَدي جَهْلاً فقلتُ لهُ
إِنَّ المَحَبّةَ في قَلْبي فَخَلِّ يَدي
ليسَ اصْفِراري لِحُمّى خامَرَتْ بَدَني
لكنَّ نارَ الهوى تَلْتَاحُ في كَبِدِي
فقال هذا سَقَامٌ لا دَواءَ لَهُ
إِلاَّ بِرُؤْيَةِ مَنْ تَهْواهُ يا سَنَدِي
ديك الجن
الحمدان
10-21-2024, 10:30 PM
وقال رجالٌ لايضيرُكَ نأيُها
بلى، كلُّ ما شفَّ النُّفوسَ يضيرُها
أليس يضيرُ العينَ أن تكثرَ البُكا
ويمنع منها نومُها وسرورُها
أرى اليومَ يأتي دون ليلى كأنَّما
أتى دون ليلى حجةٌ وشهورُها
توبة بن الحُمَيِّر
الحمدان
10-21-2024, 10:31 PM
فإن كنْتَ تَبْغي العِزّ فابْغِ تَوَسّطًا
فعندَ التّناهي يَقْصُرُ المُتطاوِل
تَوَقّى البُدورُ النقصَ وهْيَ أهِلَّةٌ
ويُدْرِكُها النّقْصانُ وهْيَ كوامل
أبو العلاء المعري
الحمدان
10-21-2024, 10:31 PM
مَـوتُ الفَتى في عِـزَّةٍ خَيـرٌ لَـهُ
مِن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ
عنترة بن شداد
الحمدان
10-21-2024, 10:34 PM
قالَ مروان بن أبي حفصة مادِحًا معن بن زائدة بقصيدةٍ مِنها:
تَجَنَّبَ (لا) في القَولِ حَتّى كَأَنَّهُ
حَرامٌ عَلَيهِ قَولُ (لا) حينَ تَسأَلُ
هُمُ القَومُ إن قالُوا أصابُوا وإن دُعُوا
أجابُوا وإن أعطَوا أطابُوا وَأجزَلُوا
قيل فَأعطاهُ نِصفَ مايملكُ
هذا يذكرني بقول الفرزدق
مادحا زين العابدين :
ماقالَ لاقطُّ إلا في تشهدهِ
لولا التشهدُ صارت لاءه نعَمُ
الحمدان
10-21-2024, 11:06 PM
ياعَينُ جُودِي عَلَى الأكفَانِ وانهَمِرِي
وَأرسِلِي عَبرَةً مِن مُقلَةٍ بِدَمِ
نَبكِي المَوَاجعَ أَم نَبكِي قَطِيعَتَنا
هَلَّا بيومٍ وذَاكَ الجُرحُ مُلتَئِمِ
أَينَ العُروبَةُ مِن تَاريخِ أُمتِنا
أَينَ الإِخَاءُ وَأَينَ الصَّونُ فِي الضِّيَمِ
....
....
الحمدان
10-21-2024, 11:08 PM
أقول ماذا يانسيم الصَّبا
أقول ماذا يارياح الجنوبْ
أقول ماذا ياضحى ياغروبْ
في القلب شوقٌ غير مافي القلوبْ
في القلبِ غير البغض غير الهوى
فكيف أحكي ياضجيج الدروبْ
لِم لايذوب القلب مّما بهِ
كم ذاب لكنْ فيه مالا يذوبْ
رصاصةٌ تُعنى بإسكاتهِ
ما أسكتت مافيه حتى الحروبْ
يهتز للنيران تجتاحُهُ
مردداً كلَّ كريم طروبْ
البردوني
الحمدان
10-21-2024, 11:11 PM
شاءها الله شهيَّة
مقلتاها من مهاة يمنيَّة
صدرها نجد السلامة
ولدى خاصرتيها
بعض شطآني القصية
شاءها الله فكانت كبلادي العربية
البردوني
الحمدان
10-21-2024, 11:15 PM
لاعادها ظروف تاخذك ولا عاده فراق
الفرحه تشح والضيقه تجي تدهر
والله من رحت والروتين ماله مذاق
الصبح ماينقعد والليل ماينسهر
....
الحمدان
10-22-2024, 08:54 AM
وطال انتظاري كأن الزمان
تلاشى فلم يبق إلا انتظار
وعيناي ملء الشمال البعيد
فيا ليتني أستطيع الفرار
أألقاك تأتي على النجوم
وتمضي وما غير هذا السؤال
تغنيه في مسمعي الرياح
وتلقيه في ناظري الظلال
وترنو على جرسه الأمنيات
إلى ذكريات الهوى في ابتهال
....
الحمدان
10-22-2024, 08:55 AM
قرّب خطاكَ الروحُ أنهكها الحلك
وابسط مداكَ اشتقتُ أن أشكوكَ لك
قرّب خطاك ولا تسل عمّا مضى
ودع العتاب فما أتيت لأسألك
حقاً تعبتُ أما تعبتَ ألم يئن
أن تستردّ من الضياع مُدللّك
القلب يا ابن القلبِ بعدك ميّتٌ
فتعال أُحيي في وصالك ماهلك
....
الحمدان
10-22-2024, 08:56 AM
مَالِي أراكِ اليَومَ تُبدينَ الجَفا
وبهَجرِ قَلبِي صَار قلبُكِ يَحتفِي!
إنِّي اقترفتُ العِشقَ بعد تمنُّعٍ
وسَكِرتُ فِيكِ كناسِكٍ مُتصوف
تهوِي إليكِ الروح تَهجر أضلُعِي
فأنا القَتِيلُ بلوعَتِي وتلهفي
....
الحمدان
10-22-2024, 09:18 AM
هو الجِدُّ لا ماتدّعيه المنابرُ
وذا الحقُّ لا مازوّرتْه الدفاترُ
لقد كاد رَسْمُ العزِّ يُمْحى فجدّدتْ
معالمَهُ نيرانُكم لا المحابرُ
إذا عجَز الأقلامُ عن كفِّ باطلٍ
فما عَجَزتْ عن ردِّ ذاك البواترُ
وإن قعَدَ الأدنَوْنَ عن نصرةٍ ففي
يمينك أَفْديها وجنبَيكَ ناصرُ
وإنَّ امرءًا حطَّ العدوُّ ببابهِ
فلم يَرْمِهِ حتى يُغاثَ لَصاغرُ
وليسا سواءًا عند حُرٍّ مماتُه
ذليلًا وموتٌ مثلما انحطَّ كاسرُ
ومن رنَّقَتْ طيرُ المنيَّةِ فوقه
فدافَعها بالموت في الذُلِّ خَاسرُ
أيوب الجهني
الحمدان
10-22-2024, 09:23 AM
وَجَدَّت رِقابُ الوَصلِ أَسيافَ هَجرِنا
وَقَدَّت لِرجلِ البَينِ نَعلَينِ مِن خَدّي
بشار بن برد
الحمدان
10-22-2024, 09:23 AM
إِنَّ سَلمى خُلِقَت مِن قَصَبٍ
قَصَبِ السُكَّرِ لا عَظْمِ الجَمَل
وَإِذا أَدنَيتَ مِنها بَصَلاً
غَلَبَ المِسكُ عَلى ريحِ البَصَل
....
الحمدان
10-22-2024, 09:24 AM
وَلَلمَوتُ خَيرٌ مِن حَياةٍ عَلى أَذىً
يَضيمُكَ فيهِ صاحِبٌ وَتُراقِبُه
كَأَنَّ حَياةَ الناسِ حينَ ضَمِنتَها
قَذىً في حُقوقِ العَينِ مِنّي أُوارِبُه
بشار بن برد
الحمدان
10-22-2024, 09:25 AM
يَخونُكَ ذو القُربى مِراراً وَرُبَّما
وَفى لَكَ عِندَ الجَهلِ مَن لاتُقارِبُه
بشار بن برد
الحمدان
10-22-2024, 09:26 AM
أَخوكَ الَّذي لا يَنقِضُ الدَهرَ عَهدَهُ
وَلا عِندَ صَرفِ الدَهرِ يَزوَرُّ جانِبُه
.
فَخُذ مِن أَخيكَ العَفوَ وَاِغفِر ذُنوبَهُ
وَلا تَكُ في كُلِّ الأُمورِ تُعاتِبُه
....
الحمدان
10-22-2024, 09:28 AM
زَعَمَ الهُمامُ بِأَنَّ فاها بارِدٌ
عَذبٌ مُقَبَّلُهُ شَهِيُّ المَورِدِ
زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ
عَذبٌ إِذا ما ذُقتَهُ قُلتَ اِزدُدِ
زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ
يُشفى بِرَيّا ريقِها العَطِشُ الصَدي
النابغة الذبياني
الحمدان
10-22-2024, 09:30 AM
بحَضرتِكم صَبا الرّيحانِ ضوّعْ
ووجهكمُ دُجى الظلماءِ شعشَعْ
أضيئوا نابغًا ومعًا زُهيرًا
وطَرَفَةَ والتَّمِيمي خَيرَ مَرتَعْ
مُحمّدُ الجُميلِي
الحمدان
10-22-2024, 09:41 AM
يارب تَعْلمُ مابِنا
تدري بأوجاعٍ وضُرّ
فاجْعَلْ قضاءك نِعْمةً
واجْعَلْ بلايانا تَمُرّْ
....
الحمدان
10-22-2024, 09:42 AM
ربّاهُ إنِّي شَارِدٌ فَتَولّني
فَإلَيكَ تَمضِي حَاجَتِي ونِدَائِي
بقلمي
الحمدان
10-22-2024, 09:44 AM
تُرى يعودُ بِنَا الزمانُ ونلتقي
أمْ إنَّهُ السفَرُ البعيدُ الأطْوَلُ
....
الحمدان
10-22-2024, 09:46 AM
لستُ أنساك وقد ناديتني
بفمٍ عذبِ المناداة رقيقْ
ويد تمتد نحوي كيدٍ
من خلال الموجِ مُدّتْ لغريقْ
آه ياقِبلة أقدامي إذا
شكتِ الأقدامُ أشواكَ الطريقْ
وبريقاً يظمأ الساري لَهُ
أين في عينيك ذيَّاك البريقْ
....
الحمدان
10-22-2024, 09:47 AM
تحتَ القبورِ أحبةٌ كانوا هنا
فادعوا لهم بالرَوحِ والريحانِ
ياربُ مغفرةٌ تُضيء محلَّهم
يامَن تُجيبُ لدعوةِ الإنسانِ
....
الحمدان
10-22-2024, 09:48 AM
ومضيتُ أبحثُ عن عيونِك
خلفَ قضبان الحياهْ
وتعربدُ الأحزان في صدري
ضياعاً لستُ أعرفُ منتهاه
....
الحمدان
10-22-2024, 09:49 AM
إنّي رحلتُ إلى عينيك أطلبها
إمّا المماتُ وإمّا العودُ منتصراً
كلُّ القصائدِ من عينيك أقبسها
ماكنتُ دونهما في الشعرِ مقتدرا
صارت عيونُك ألحاناً لأغنيتي
والقلبُ صار لألحانِ الهوى وتراً
....
الحمدان
10-22-2024, 09:54 AM
أهداكَ رَبِّي للأنامِ رَحيماً
ونَشرتَ دِيناً كالجبالِ قويماً
يامَن قرأتم أحرفي ومقالتي
صلّوا عليه وسلموا تسليماً
بقلمي
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
الحمدان
10-22-2024, 09:58 AM
فيا ليتني طيرٌ أجاور عشها
فيوحشُها بعدي ويؤنسُها قربي
ويا ليتها قد عششتْ في جوانبي
تغردُ في جنبٍ وتمرحُ في جنبِ
الرافعي
الحمدان
10-22-2024, 09:59 AM
وزجت بها الأحزان في بحر دمعها
وليس لبحر الدمع في أرضنا بر
يقاذفها موج الليالي وما لها
سوى زورق واه يقال له العمر
الرافعي
الحمدان
10-22-2024, 10:01 AM
خارج الصندوق...
ومن نَكَد الدنيا أن مثل هذا القلب
لايُخلق بفضائله إلا ليُعاقَب على فضائله
فغلظة الناس عقاب لرقته
وغدرهم نكاية لوفائه
وتهوُّرهم رد على أَنَاته
وحُمْقهم تكدير لسكونه
وكذبهم تكذيب للصدق فيه
الرافعي
الحمدان
10-22-2024, 10:02 AM
فلو كانت الحياة غيماً ورداً وبرقًا
لكانت هي فيها الشمس الطالعه
اوراق الورد
الحمدان
10-22-2024, 10:05 AM
نفسي انا اغترب ياناس
من بايوديني امريكا
هنيت لمنهو قد داس
الا نيويورك ويتبدا
مشتيش سياسه ولابعساس
ولافضول شخص يتحاكا
ولاتقول ليش هي باالساس
وامريك لنا دولة الاعدا
غربت عمل لي هدف حساس
من اجل ذا الفقر نتصدا
مستقبلي يابشر قد حاس
رغم انني اعطيت له جهدا
محد لوضع البشر قد قاس
كمن عزيز نفس يتبكا
وبين الفلوس والذهب والماس
ناس تمرح وتلعب وتتسلا
الجاليه لنا ترفع الراس
اليمنيه صدق هي مركا
اخبارها تفتح الانفاس
تستقبل المغترب لاجا
ابوسامي النهاري .. اليمن
الحمدان
10-22-2024, 10:08 AM
ولكنَّها أصفادُ حزنٍ ووحشة
تُكبِّلُ عمرَ الحرِّ وهْوَ طليقُ
....
الحمدان
10-22-2024, 10:09 AM
فَكلُّ ناءٍ قريب إِنْ صَبرتَ لهُ
وكلُّ صعبٍ إذا قاومتهُ هانا
....
الحمدان
10-22-2024, 10:09 AM
من يقنعُ العقلَ أن الليلَ مرقدُه
لا مُوطِنَ الفكرِ والتذكارُ والألمُ
....
الحمدان
10-22-2024, 10:13 AM
اشرَح فُؤادًا قد أتى مُتضرِّعًا
ضاقت عليَّ وأنتَ ربِّي الواسعُ
بقلمي
الحمدان
10-22-2024, 10:14 AM
وما الحياةُ سِوى حُلمٍ أَلَمَّ بنا
قد مَرَّ كالحُلمِ ساعاتي وأيَّامي
هل عشتُ حقّا يكادُ الشكُّ يغلبُني
أم كانَ ما عشتُهُ أضغاثَ احلامِ
عصام العطار
الحمدان
10-22-2024, 10:15 AM
وارْحَم هشاشةَ خافقِي يَاخالقِي
أنتَ الرّحِيمُ الرّاحمُ المُتفرّدُ
وامْدُدْ فُؤَاديَ بالهدايةِ والهدىٰ
فأنَا الفقيرُ وأنتَ أنتَ الأجودُ
....
الحمدان
10-22-2024, 10:16 AM
مادامَت الشمسُ تَأتي بعدَ ظُلْمَتِنَا
فَليَعلمِ اليأسُ أنَّ القادمَ الأملُ
....
الحمدان
10-22-2024, 05:57 PM
مايَعْجَبُ العَالَمُ من جَعْفَرٍ
ماعاينوهُ فَبِنا كانا
مَنْ جَعْفَرٌ أو من أَبوهُ ومَنْ
كانَتْ بنو بَرْمَكٍ لولانا
....
الحمدان
10-22-2024, 05:57 PM
لِساني كَتومٌ لأسرارِهمْ
ودمعي بِسِرِّي نَمومٌ مُذيعْ
فلولا دموعي كتمتُ الهوى
ولولا الهوى لم يكنْ لي دموعْ
....
الحمدان
10-22-2024, 05:58 PM
تُبْدي صُدوداُ وتُخْفي تَحْتَه مِقَةً
فالنَّفْسُ راضِيةٌ والطَّرْفُ غَضْبانُ
يامن وَضَعْتُ لَهُ خَدِّي فَذَلَّلهُ
وَلَيْس فَوْقي سِوى الرَّحمنِ سُلْطانُ
....
الحمدان
10-22-2024, 05:59 PM
مَلكَ الثلاثُ الآنساتُ عِنَاني
وحَلَلْنَ من قَلْبي بِكُلِّ مَكَانِ
مالي تطاوِعُني البَرِيّةُ كُلُّها
وأُطِيعُهُنّ وهُنَّ في عِصْياني
ماذاكَ إِلاَّ أَنَّ سُلْطان الهَوى
وَبِهِ عَزَزْنَ أعَزُّ من سُلْطاني
....
الحمدان
10-22-2024, 05:59 PM
سَلْ عن الصَّارمِ ابن يَحْيى
راحلاً نَحْوَنا من النَّهْرَوانِ
ليَصُونَ المُدام سُهْداً ويَغْشى
الهَجْرَ بين الأَصْواتِ والعيدانِ
فَأْتِنا نَصْطبحْ ونلتذَّ جميعاً
لثلاثٍ بقينَ من شَعْبانِ
....
الحمدان
10-22-2024, 05:59 PM
صيرَّني الحُبُّ إلى ما تَرى
أَنحلَ جسمي ولقلبي كوى
قد كتبَ الحُبُّ على جَبهتي
هذا قتيلٌ في سبيل الهوى
....
الحمدان
10-22-2024, 06:00 PM
مُحَمَّدُ لاتُبْغِضْ أَخاكَ فإِنّه
يَعودُ عليك البَغْيُ إن كنتَ باغيا
فلا تعجلا فالدّهرُ فيهِ كفايةٌ
إذا مالَ بالأقوامِ لم يُبقِ باقيا
....
الحمدان
10-22-2024, 06:00 PM
رعى الله أياما تقضت بقربكم
قصارا وحياها الحيا وسقاها
فما قلت إيهٍ بعدها لمسامرٍ
من الناس إلا قلبي أها
ياقوت
الحمدان
10-22-2024, 06:00 PM
ياخليلي والمنى كاذبةٌ
والليالي شأنها أن تسلبا
قم بنا ماقعدت حادثة
نقض من حق الصبا ماوجبا
نعص من لام على دين الهوى
هذه سنة أيام الصبا
ياقوت
الحمدان
10-22-2024, 06:00 PM
تجدد الشمس شوقي كلما طلعت
إلى محياك ياشمسي ويا قمري
وأسهر الليل ذا أنس بوحشته
إذ طيب ذكرك في ظلمائه سمري
وكل يومٍ مضى لي لا أراك به
فلست محتسبا ماضيه من عمري
ليلي نهار إذا مادرت في خلدى
لأن ذكرك نور القلب والبصر
ياقوت
الحمدان
10-22-2024, 06:01 PM
إذا ارْتَحَلتْ مِنْ سَاحِلِ البَحْرِ رُفْقَةٌ
مُشَرِّقَةٌ هَاجَ الفُؤادَ ارْتِحالُها
فإِنْ لاَيُصَاحِبْهَا يُتْبِعْ بأَعْيُنٍ
سَرِيعٍ بِرَقْرَاقِ الدُّمُوعِ اكْتحَالُها
بن مطير الاسدي
الحمدان
10-22-2024, 06:01 PM
خَلِيلَيَّ مِنْ عَمْرٍو قِفَا وَتَعرَّفَا
لِسَهْمَةَ دَاراً بَيْنَ لِينَةَ فَالحبْلِ
تَحَمَّلَ مِنْها أَهْلُها حِينَ أَجْدَبتْ
وَكَانُوا بِهَا فِي غَيْرِ جَدْبٍ وَلاَ مَحْلِ
وَقَدْ كَانَ فِي الدَّارِ التي هَاجَت الهَوَى
شِفَاءَ الجَوى لَوْ كَانَ مُجْتَمِعَ الشَّمْلِ
وَفِيهِنَّ مَقْلاقُ الوِشاحَيْنِ طَفْلةً
مُبَتَّلَةُ الأرْدَافِ ذَاتُ شَوىً خُدْلِ
حَصَانٌ لها لَوْنَانِ جَوْنٌ وَوَاضِحٌ
وَخلْقَانِ شَيْءٌ مِنْ لَطِيفٍ وَمِنْ عَسْلِ
وَسُنَّتُها بَيْضاءُ وَاضِحَةُ السَّنَا
وَذُرْوَتُها مُسْوَدّةُ الفَرْعِ والأصْلِ
فَيا عَجَباً لِلنَّاسِ يِسْتَشْرِفُونَني
كأَنْ لَمْ يَروْا بَعْدي مُحِبّاً ولا قَبْلي
يَقُولونَ لِي اصْرِمْ يَرْجِعِ العَقْلُ كُلُّهُ
وَصُرْمُ حَبيبِ النَّفْس أَذْهَبُ بِالعَقْلِ
وَيَا عَجَباً مِنْ حُبِّ مَنْ هُو قَاتِلي
كأنِّيَ أَجْزِيهِ المَوَدَّةَ مِنْ قَتْلي
وَمِنْ بَيِّناتِ الحُبِّ أَنْ كَانَ أَهْلُها
أَحبَّ إِلى قَلْبي وَعَيْنِيَ مِنْ أَهْلي
بن مطير الاسدي
الحمدان
10-22-2024, 06:02 PM
يُضَعِّفُني حِلمي وكَثْرَةُ جَهْلِهمْ
عَلَيَّ وأنِّي لاَ أَصُولُ بِجَاهِلِ
دَفَعْتُكُمُ عَنِّي وَمَا دَفْعُ رَاحَةٍ
بِشَيْءٍ إِذا لَمْ تَسْتَعِنْ بالأنَامِلِ
بن مطير الاسدي
الحمدان
10-22-2024, 06:02 PM
وَلَمَّا أَبى إلاَّ جِماحاً فُؤادُهُ
وَلَمْ يَسْلُ عَنْ لَيْلَى بِمَالٍ ولا أَهْلِ
تَسَلَّى بأُخرى غَيْرِها فإذا التي
تَسَلَّى بها تُغْرى بليلَى ولا تُسْلي
بن مطير الاسدي
الحمدان
10-22-2024, 06:03 PM
لَهُ يَوْمُ بُؤْسٍ فِيهِ للنَّاسِ أَبْؤُسٌ
ويَوْمُ نَعِيمٍ فيهِ للنّاسِ أَنْعُمُ
فَيَمْطُرُ يَوْمَ الجُودِ مِنْ كَفِّهِ النَّدَى
وَيَمْطُرُ يَوْمَ البَأْسِ مِنْ كَفهِ الدَّمُ
فَلَوْ أَنَّ يَوْمَ البُؤْسِ خَلَّى عِقَابَهُ
عَلَى النَّاسِ لَمْ يُصْبِحْ عَلَى الأَرْضِ مُجْرِمُ
وَلَو أَنَّ يَوْمَ الجُودِ خَلَّى نَوَالَهُ
عَلى الأَرْضِ لَمْ يُصبِحْ عَلَى الأَرْضِ مُعْدِمُ
بن مطير الاسدي
الحمدان
10-22-2024, 06:03 PM
بَيْضَاءُ تَسْحبُ مِنْ قيامٍ فَرْعَها
وتَغيبُ فِيهِ وَهْوَ وَحْفٌ أَسْحَمُ
فكأنَّها فِيهِ نَهارٌ مُشْرِقٌ
وكأنَّهُ لَيْلٌ عَلَيْهَا مُظْلِمُ
ابن مطير الاسدي
الحمدان
10-22-2024, 06:03 PM
وَفَارَقْتُ حَتَّى مَا أُبالي مِنَ النَّوَى
وإنْ بَانَ جِيرانٌ عَلَيَّ كِرامُ
فَقَدْ جَعَلتْ نَفْسِيَ عَلَى النَّأْيِ تَنْطَوِي
وَعَيْني عَلَى فَقْدِ الصَّدِيقِ تَنَامُ
بن مطير الاسدي
الحمدان
10-22-2024, 06:03 PM
رَأَتْ رَجُلاً أَوْدَى بِوَافِرِ لَحْمِهِ
طِلاَبُ المَعالِي واكْتِسَابُ المَكارِمِ
خَفِيفَ الحَشَا ضَرْباً كأَنَّ ثِيابَهُ
عَلَى قاطِعٍ مِنْ جَوْهَرِ الهِنْدِ صَارِمِ
فَقُلْتُ لَها لاَتَعْجَبِنَّ فإنني
أَرَى سِمَنَ الفِتْيانِ إحدَى المَشاتِمِ
بن مطير الاسدي
الحمدان
10-22-2024, 06:04 PM
لِيَهْنِكَ أنِّي لَم أُطِعْ بِكَ وَاشِياً
عَدُوّاً وَلَمْ أُصْبِحْ لِقُرْبِكَ قَالِيا
وَأنِّي لَمْ أَبْخَلْ عَلَيْكَ وَلَمْ أَجُدْ
لِقَهْرِكَ إلاَّ بالذي لا أُبَالِيا
وَلَمَّا نَزَلْنَا ظِلَّةَ الرَّوْضِ والنَّدَى
أَنِيقاً وبُسْتاناً مِنَ النَّوْرِ حَالِيَا
أَجَدَّ لَنَا طِيبُ المكانِ وحُسْنُهُ
مُنىً تَمَنَّيْنَا فَكُنَّ أَمَانِيَا
بن مطير الاسدي
الحمدان
10-22-2024, 06:04 PM
بربك أيها الفلك المدار
أقصد ذا المسير أم اضطرار
مدارك قل لنا في أي شيء
ففي أفهامنا منك ابتهار
وفيك نرى الفضاء وهل فضاء
سوى هذا الفضاء به تدار
وعندك ترفع الأرواح أم هل
مع الأجساد يدركها البوار
وموج ذا المجرة أم فرند
على لجج الدروع له أوار
وفيك الشمس رافعة شعاعاً
بأجنحة قوادمها قصار
وطوقٌ في النجوم من الليالي
هلالك أم يد فيها سوار
وشهب ذا الخواطف أم ذبال
عليها المرخ يقدح والعفار
وترصيع نجومك أم حباب
تؤلف بينه اللجج الغزار
تمد رقومها ليلاً وتطوى
نهاراً مثل ما طوى الإزار
فكم بصقالها صدي البرايا
وما يصدى لها أبداً غرار
تباري ثم تخنس راجعات
وتكنس مثل ماكنس الصوار
فبينا الشرق يقدمها صعوداً
تلقاها من الغرب انحدار
على ذا مامضى وعليه يمضي
صوالُ مني وآجال قصار
وأيام تعرفنا مداها
لها أنفاسنا أبداً شفار
أبن الشبل
الحمدان
10-22-2024, 06:06 PM
تؤَرِّقُنِي بعدَ العشاءِ همومُ
كأني لما بين الضلوعِ سقيمُ
أبيتُ لهذا لَوعةٍ وصَبابةٍ
وفي كبد من حَرَّهُنَّ همومُ
أُبَكِّي شباباً قد مضى هل يعودُ لي
وهل عَيشُ حَيٍّ في الحياةِ يدومُ
بن المزروع
الحمدان
10-22-2024, 06:06 PM
مُهلهلُ أحشائي عليكَ تَقَطَّعُوا
وأقرحَ أجفاني أخوكَ مُزَرَّعُ
إلى الله أشكو ما تجنُّ جوانحي
وما فيكما من غصَّةٍ أتجرَّعُ
فلولاكما ما إن سلكتُ تنائفاً
ولولاكما قد كان في القومِ مَقْنَعُ
فإن ذَرفَت عَينايَ وَجداً عليكما
ففي دون ما ألقاهُ مبكى ومجْزَعُ
أخافُ حِماماً يا مهلهلُ باعثاً
وطيرُ المنايا حائماتٌ وَوُقَّعُ
بن المزروع
الحمدان
10-22-2024, 06:07 PM
النصحُ أرخص ماباع الرجالُ فلا
ترددْ على ناصحٍ نُصْحًا ولا تَلُمِ
إِنَّ النصائحَ لا تخفَى مَناهِجُها
على الرجالِ ذوي الألبابِ والفهمِ
الأصمعي
الحمدان
10-22-2024, 06:07 PM
صَوْتُ صَفيرِ البُلْبُلِ
هَيَّجَ قَلْبِيَ الثَمِلِ
المَاءُ وَالزَّهْرُ مَعَاً
مَعَ زَهرِ لَحْظِ المُقَلِ
وَأَنْتَ يَاسَيِّدَ لِي
وَسَيِّدِي وَمَوْلَى لِي
فَكَمْ فَكَمْ تَيَّمَنِي
غُزَيِّلٌ عَقَيْقَلي
قَطَّفْتُ مِنْ وَجْنَتِهِ
مِنْ لَثْمِ وَرْدِ الخَجَلِ
فَقَالَ بَسْ بَسْبَسْتَنِي
فَلَمْ يَجُد بالقُبَلِ
فَقَالَ لاَ لاَ لاَ ثم لاَ
وَقَدْ غَدَا مُهَرْوِلِ
وَالخُودُ مَالَتْ طَرَبَاً
مِنْ فِعْلِ هَذَا الرَّجُلِ
فَوَلْوَلَتْ وَوَلْوَلَتُ
وَلي وَلي يَاوَيْلَ لِي
فَقُلْتُ لا تُوَلْوِلِي
وَبَيِّنِي اللُؤْلُؤَ لَي
لَمَّا رَأَتْهُ أَشْمَطَا
يُرِيدُ غَيْرَ القُبَلِ
وَبَعْدَهُ لاَيَكْتَفِي
إلاَّ بِطِيْبِ الوَصْلَ لِي
قَالَتْ لَهُ حِيْنَ كَذَا
انْهَضْ وَجِدْ بِالنَّقَلِ
وَفِتْيَةٍ سَقَوْنَنِي
قَهْوَةً كَالعَسَلَ لِي
شَمَمْتُهَا بِأَنْفِي
أَزْكَى مِنَ القَرَنْفُلِ
فِي وَسْطِ بُسْتَانٍ حُلِي
بالزَّهْرِ وَالسُرُورُ لِي
وَالعُودُ دَنْ دَنْدَنَ لِي
وَالطَّبْلُ طَبْ طَبَّلَ لِي
طَب طَبِ طَب طَبِ
طَب طَب طَبَ لي
وَالسَّقْفُ قَدْ سَقْسَقَ لِي
وَالرَّقْصُ قَدْ طَبْطَبَ لِي
شَوَى شَوَى وَشَاهِشُ
عَلَى وَرَقْ سَفَرجَلِ
وَغَرَّدَ القَمْرُ يَصِيحُ
مِنْ مَلَلٍ فِي مَلَلِ
فَلَوْ تَرَانِي رَاكِباً
عَلَى حِمَارٍ أَهْزَلِ
يَمْشِي عَلَى ثَلاثَةٍ
كَمَشْيَةِ العَرَنْجِلِ
وَالنَّاسُ تَرْجِمْ جَمَلِي
فِي السُوقِ بالقُلْقُلَلِ
وَالكُلُّ كَعْكَعْ كَعِكَعْ
خَلْفِي وَمِنْ حُوَيْلَلِي
لكِنْ مَشَيتُ هَارِبا
مِنْ خَشْيَةِ العَقَنْقِلِي
إِلَى لِقَاءِ مَلِكٍ
مُعَظَّمٍ مُبَجَّلِ
يَأْمُرُلِي بِخِلْعَةٍ
حَمْرَاءُ كَالدَّمْ دَمَلِي
أَجُرُّ فِيهَا مَاشِياً
مُبَغْدِدَاً للذيَّلِ
أَنَا الأَدِيْبُ الأَلْمَعِي
مِنْ حَيِّ أَرْضِ المُوْصِلِ
نَظَمْتُ قِطَعاً زُخْرِفَتْ
يَعْجَزُ عَنْهَا الأَدْبُ لِي
أَقُولُ فِي مَطْلَعِهَا
صَوْتُ صَفيرِ البُلْبُلِ
الأصمعي
الحمدان
10-22-2024, 06:08 PM
مَضى اللَيلُ وَالفَضلُ الَّذي لَكَ لايَمضي
وَرُؤياكَ أَحلى في العُيونِ مِنَ الغُمضِ
عَلى أَنَّني طُوِّقتُ مِنكَ بِنِعمَةٍ
شَهيدٌ بِها بَعضي لِغَيري عَلى بَعضي
سَلامُ الَّذي فَوقَ السَمَواتِ عَرشُهُ
تُخَصُّ بِهِ ياخَيرَ ماشٍ عَلى الأَرضِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:08 PM
أَحَبُّ اِمرِئٍ حَبَّتِ الأَنفُسُ
وَأَطيَبُ ما شَمَّهُ مَعطِسُ
وَنَشرٌ مِنَ النَدِّ لَكِنَّما
مَجامِرُهُ الآسُ وَالنَرجِسُ
وَلَسنا نَرى لَهَباً هاجَهُ
فَهَل هاجَهُ عِزُّكَ الأَقعَسُ
وَإِنَّ الفِئامَ الَّتي حَولَهُ
لَتَحسُدُ أَرجُلَها الأَرؤسُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:08 PM
يَقِلُّ لَهُ القِيامُ عَلى الرُؤوسِ
وَبَذلُ المُكرَماتِ مِنَ النُفوسِ
إِذا خانَتهُ في يَومٍ ضَحوكٍ
فَكَيفَ تَكونُ في يَومٍ عَبوسِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:09 PM
لَو كانَ ذو القَرنَينِ أَعمَلَ رَأيَهُ
لَمّا أَتى الظُلُماتِ صِرنَ شُموسا
أَو كانَ صادَفَ رَأسَ عازَرَ سَيفُهُ
في يَومِ مَعرَكَةٍ لَأَعيا عيسى
أَو كانَ لُجُّ البَحرِ مِثلَ يَمينِهِ
ما اِنشَقَّ حَتّى جازَ فيهِ موسى
أَو كانَ لِلنيرانِ ضَوءُ جَبينِهِ
عُبِدَت فَصارَ العالَمونَ مَجوسا
لَمّا سَمِعتُ بِهِ سَمِعتُ بِواحِدٍ
وَرَأَيتُهُ فَرَأَيتُ مِنهُ خَميسا
وَلَحَظتُ أُنمُلَهُ فَسِلنَ مَواهِباً
وَلَمَستُ مُنصُلَهُ فَسالَ نُفوسا
يامَن نَلوذُ مِنَ الزَمانِ بِظِلِّهِ
أَبَداً وَنَطرُدُ بِاِسمِهِ إِبليسا
صَدَقَ المُخَبِّرُ عَنكَ دونَكَ وَصفُهُ
مَن بِالعِراقِ يَراكَ في طَرَسوسا
بَلَدٌ أَقَمتَ بِهِ وَذِكرُكَ سائِرٌ
يَشنا المَقيلَ وَيَكرَهُ التَعريسا
فَإِذا طَلَبتَ فَريسَةً فارَقتَهُ
وَإِذا خَدَرتَ تَخِذتَهُ عِرّيسا
إِنّي نَثَرتُ عَلَيكَ دُرّاً فَاِنتَقِد
كَثُرَ المُدَلِّسُ فَاِحذَرِ التَدليسا
حَجَّبتُها عَن أَهلِ إِنطاكِيَّةٍ
وَجَلَوتُها لَكَ فَاِجتَلَيتَ عَروسا
خَيرُ الطُيورِ عَلى القُصورِ وَشَرُّها
يَأوي الخَرابَ وَيَسكُنُ الناوّسا
لَو جادَتِ الدُنيا فَدَتكَ بِأَهلِها
أَو جاهَدَت كُتِبَت عَلَيكَ حَبيسا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:09 PM
أَلَذُّ مِنَ المُدامِ الخَندَريسِ
وَأَحلى مِن مُعاطاةِ الكُؤوسِ
مُعاطاةُ الصَفائِحِ وَالعَوالي
وَإِقحامي خَميساً في خَميسِ
فَمَوتي في الوَغى أَرَبي لِأَنّي
رَأَيتُ العَيشَ في أَرَبِ النُفوسِ
وَلَو سُقِّيتُها بِيَدي نَديمٍ
أَسَرُّ بِهِ لَكانَ أَبا ضَبيسِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:10 PM
أَظَبيَةَ الوَحشِ لَولا ظَبيَةُ الأَنَسِ
لَما غَدَوتُ بِجَدٍّ في الهَوى تَعِسِ
وَلا سَقَيتُ الثَرى وَالمُزنُ مُخلِفَةٌ
دَمعاً يُنَشِّفُهُ مِن لَوعَةٍ نَفَسي
وَلا وَقَفتُ بِجِسمٍ مُسيَ ثالِثَةٍ
ذي أَرسُمٍ دُرُسٍ في الأَرسُمِ الدُرُسِ
صَريعَ مُقلَتِها سَآلَ دِمنَتِها
قَتيلَ تَكسيرِ ذاكِ الجَفنِ وَاللَعَسِ
خَريدَةٌ لَو رَأَتها الشَمسُ ما طَلَعَت
وَلَو رَآها قَضيبُ البانِ لَم يَمِسِ
ماضاقَ قَبلَكِ خَلخالٌ عَلى رَشَأٍ
وَلا سَمِعتُ بِديباجٍ عَلى كَنَسِ
إِن تَرمِني نَكَباتُ الدَهرِ عَن كَثَبٍ
تَرمِ اِمرَأً غَيرَ رِعديدٍ وَلا نَكِسِ
يَفدي بَنيكَ عُبَيدَ اللَهِ حاسِدُهُم
بِجَبهَةِ العيرِ يُفدى حافِرُ الفَرَسِ
أَبا الغَطارِفَةِ الحامينَ جارَهُمُ
وَتارِكي اللَيثِ كَلباً غَيرَ مُفتَرَسِ
مِن كُلِّ أَبيَضَ وَضّاحٍ عَمامَتُهُ
كَأَنَّما اِشتَمَلَت نوراً عَلى قَبَسِ
دانٍ بَعيدٍ مُحِبٍّ مُبغِضٍ بَهِجٍ
أَغَرَّ حُلوٍ مُمِرٍّ لَيِّنٍ شَرِسِ
نَدٍ أَبِيٍّ غَرٍ وافٍ أَخي ثِقَةٍ
جَعدٍ سَرِيٍّ نَهٍ نَدبٍ رَضاً نَدُسِ
لَو كانَ فَيضُ يَدَيهِ ماءَ غادِيَةٍ
عَزَّ القَطا في الفَيافي مَوضِعُ اليَبَسِ
أَكارِمٌ حَسَدَ الأَرضَ السَماءُ بِهِم
وَقَصَّرَت كُلُّ مِصرٍ عَن طَرابُلسِ
أَيُّ المُلوكِ وَهُم قَصدي أُحاذِرُهُ
وَأَيُّ قِرنٍ وَهُم سَيفي وَهُم تُرُسي
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:10 PM
وَما قُلتُ مِن شِعرٍ تَكادُ بُيوتُهُ
إِذا كُتِبَت يَبيَضُّ مِن نورِها الحِبرُ
كَأَنَّ المَعاني في فَصاحَةِ لَفظِها
نُجومُ الثُرَيّا أَو خَلائِقُكَ الزُهرُ
وَجَنَّبَني قُربَ السَلاطينِ مَقتُها
وَما يَقتَضيني مِن جَماجِمِها النَسرُ
وَإِنّي رَأَيتُ الضُرَّ أَحسَنَ مَنظَراً
وَأَهوَنَ مِن مَرأى صَغيرٍ بِهِ كِبرُ
لِساني وَعَيني وَالفُؤادُ وَهِمَّتي
أَوُدُّ اللَواتي ذا اِسمُها مِنكَ وَالشَطرُ
وَما أَنا وَحدي قُلتُ ذا الشِعرَ كُلَّهُ
وَلَكِن لِشِعري فيكَ مِن نَفسِهِ شِعرُ
وَماذا الَّذي فيهِ مِنَ الحُسنِ رَونَقاً
وَلَكِن بَدا في وَجهِهِ نَحوَكَ البِشرُ
وَإِنّي وَإِن نِلتُ السَماءَ لَعالِمٌ
بِأَنَّكَ ما نِلتَ الَّذي يوجِبُ القَدرُ
أَزالَت بِكَ الأَيّامُ عَتبى كَأَنَّما
بَنوها لَها ذَنبٌ وَأَنتَ لَها عُذرُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:10 PM
أُطاعِنُ خَيلاً مِن فَوارِسِها الدَهرُ
وَحيداً وَما قَولي كَذا وَمَعي الصَبرُ
وَأَشجَعُ مِنّي كُلَّ يَومٍ سَلامَتي
وَما ثَبَتَت إِلّا وَفي نَفسِها أَمرُ
تَمَرَّستُ بِالآفاتِ حَتّى تَرَكتُها
تَقولُ أَماتَ المَوتُ أَم ذُعِرَ الذُعرُ
وَأَقدَمتُ إِقدامَ الأَتِيِّ كَأَنَّ لي
سِوى مُهجَتي أَو كانَ لي عِندَها وِترُ
ذَرِ النَفسَ تَأخُذ وُسعَها قَبلَ بَينِها
فَمُفتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمرُ
وَلا تَحسَبَنَّ المَجدَ زِقّاً وَقَينَةً
فَما المَجدُ إِلّا السَيفُ وَالفَتكَةُ البِكرُ
وَتَضريبُ أَعناقِ المُلوكِ وَهامِها
لَكَ الهَبَواتُ السودُ وَالعَسكَرُ المَجرُ
وَتَركُكَ في الدُنيا دَوِيّاً كَأَنَّما
تَداوَلُ سَمعَ المَرءِ أَنمُلُهُ العَشرُ
إِذا الفَضلُ لَم يَرفَعكَ عَن شُكرِ ناقِصٍ
عَلى هِبَةٍ فَالفَضلُ فيمَن لَهُ الشُكرُ
وَمَن يُنفِقِ الساعاتِ في جَمعِ مالِهِ
مَخافَةَ فَقرٍ فَالَّذي فَعَلَ الفَقرُ
عَلَيَّ لِأَهلِ الجَورِ كُلُّ طِمِرَّةٍ
عَلَيها غُلامٌ مِلءُ حَيزومِهِ غِمرُ
يُديرُ بِأَطرافِ الرِماحِ عَلَيهِمِ
كُؤوسَ المَنايا حَيثُ لا تُشتَهى الخَمرُ
وَكَم مِن جِبالٍ جُبتُ تَشهَدُ أَنَّني الجِبالُ
وَبَحرٍ شاهِدٍ أَنَّني البَحرُ
وَخَرقٍ مَكانُ العيسِ مِنهُ مَكانُنا
مِنَ العيسِ فيهِ واسِطُ الكورِ وَالظَهرُ
يَخِدنَ بِنا في جَوزِهِ وَكَأَنَّنا
عَلى كُرَةٍ أَو أَرضُهُ مَعَنا سَفرُ
وَيَومٍ وَصَلناهُ بِلَيلٍ كَأَنَّما
عَلى أُفقِهِ مِن بَرقِهِ حُلَلٌ حُمرُ
وَلَيلٍ وَصَلناهُ بِيَومٍ كَأَنَّما
عَلى مَتنِهِ مِن دَجنِهِ حُلَلٌ خُضرُ
وَغَيثٌ ظَنَنّا تَحتُهُ أَنَّ عامِراً
عَلا لَم يَمُت أَو في السَحابِ لَهُ قَبرُ
أَوِ اِبنَ اِبنِهِ الباقي عَلِيَّ بنَ أَحمَدٍ
يَجودُ بِهِ لَو لَم أَجُز وَيَدي صِفرُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:11 PM
بُسَيطَةُ مَهلاً سُقيتِ القِطارا
تَرَكتِ عُيونَ عَبيدي حَيارى
فَظَنّوا النِعامَ عَلَيكِ النَخيلَ
وَظَنّوا الصِوارَ عَلَيكِ المَنارا
فَأَمسَكَ صَحبي بِأَكوارِهِم
وَقَد قَصَدَ الضِحكُ فيهِم وَجارا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:11 PM
لاتَلومَنَّ اليَهودِيَّ عَلى
أَن يَرى الشَمسَ فَلا يُنكِرُها
إِنَّما اللَومُ عَلى حاسِبِها
ظُلمَةً مِن بَعدِ ما يُبصِرُها
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:11 PM
وَوَقتٍ وَفى بِالدَهرِ لي عِندَ واحِدٍ
وَفى لي بِأَهليهِ وَزادَ كَثيرا
شَرِبتُ عَلى اِستِحسانِ ضَوءِ جَبينِهِ
وَزَهرٍ تَرى لِلماءِ فيهِ خَريرا
غَدا الناسُ مِثلَيهِم بِهِ لا عَدِمتُهُ
وَأَصبَحَ دَهري في ذَراهُ دُهورا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:11 PM
فَيا اِبنَ كَرَوَّسٍ يا نِصفَ أَعمى
وَإِن تَفخَر فَيا نِصفَ البَصيرِ
تُعادينا لِأَنّا غَيرُ لُكنٍ
وَتُبغِضُنا لِأَنّا غَيرُ عورِ
فَلَو كُنتَ اِمرَأً يُهجى هَجَونا
وَلَكِن ضاقَ فِترٌ عَن مَسيرِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:12 PM
عَذيري مِن عَذارى مِن أُمورِ
سَكَنَّ جَوانِحي بَدَلَ الخُدورِ
وَمُبتَسِماتِ هَيجاواتِ عَصرٍ
عَنِ الأَسيافِ لَيسَ عَنِ الثُغورِ
رَكِبتُ مُشَمِّراً قَدَمي إِلَيها
وَكُلَّ عُذافِرٍ قَلِقِ الضُفورِ
أَواناً في بُيوتِ البَدوِ رَحلي
وَآوِنَةً عَلى قَتَدِ البَعيرِ
أُعَرِّضُ لِلرِماحِ الصُمِّ نَحري
وَأَنصِبُ حُرَّ وَجهي لِلهَجيرِ
وَأَسري في ظَلامِ اللَيلِ وَحدي
كَأَنّي مِنهُ في قَمَرٍ مُنيرِ
فَقُل في حاجَةٍ لَم أَقضِ مِنها
عَلى شَغَفي بِها شَروى نَقيرِ
وَنَفسٍ لا تُجيبُ إِلى خَسيسِ
وَعَينٍ لاتُدارُ عَلى نَظيرِ
وَكَفٍّ لاتُنازِعُ مَن أَتاني
يُنازِعُني سِوى شَرَفي وَخَيري
وَقِلَّةِ ناصِرٍ جوزيتَ عَنّي
بِشَرٍّ مِنكَ ياشَرَّ الدُهورِ
عَدُوّي كُلُّ شَيءٍ فيكَ حَتّى
لَخِلتُ الأُكمَ موغَرَةَ الصُدورِ
فَلَو أَنّي حُسِدتُ عَلى نَفيسٍ
لَجُدتَ بِهِ لِذي الجَدِّ العَثورِ
وَلَكِنّي حُسِدتُ عَلى حَياتي
وَما خَيرُ الحَياةِ بِلا سُرورِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:12 PM
لاتُنكِرَنَّ رَحيلي عَنكَ في عَجَلٍ
فَإِنَّني لِرَحيلي غَيرُ مُختارِ
وَرُبَّما فارَقَ الإِنسانُ مُهجَتَهُ
يَومَ الوَغى غَيرَ قالٍ خَشيَةَ العارِ
وَقَد مُنيتُ بِحُسّادٍ أُحارِبُهُم
فَاِجعَل نَداكَ عَلَيهِم بَعضَ أَنصاري
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:12 PM
وَجارِيَةٍ شَعرُها شَطرُها
مُحَكَّمَةٍ نافِذٍ أَمرُها
تَدورُ وَفي كَفِّها طاقَةٌ
تَضَمَّنَها مُكرَهاً شِبرُها
فَإِن أَسكَرَتنا فَفي جَهلِها
بِما فَعَلَتهُ بِنا عُذرُها
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:12 PM
أَصبَحتَ تَأمُرُ بِالحِجابِ لِخِلوَةٍ
هَيهاتَ لَستَ عَلى الحِجابِ بِقادِرِ
مَن كانَ ضَوءُ جَبينِهِ وَنَوالُهُ
لَم يُحجَبا لَم يَحتَجِب عَن ناظِرِ
فَإِذا اِحتَجَبتَ فَأَنتَ غَيرُ مُحَجَّبٍ
وَإِذا بَطَنتَ فَأَنتَ عَينُ الظاهِرِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:13 PM
غاضَت أَنامِلُهُ وَهُنَّ بُحورُ
وَخَبَت مَكايِدُهُ وَهُنَّ سَعيرُ
يُبكى عَلَيهِ وَما اِستَقَرَّ قَرارُهُ
في اللَحدِ حَتّى صافَحَتهُ الحورُ
صَبراً بَني إِسحاقَ عَنهُ تَكَرُّماً
إِنَّ العَظيمَ عَلى العَظيمِ صَبورُ
فَلِكُلِّ مَفجوعٍ سِواكُم مُشبِهٌ
وَلِكُلِّ مَفقودٍ سِواهُ نَظيرُ
أَيّامَ قائِمُ سَيفِهِ في كَفِّهِ اليُمنى
وَباعُ المَوتِ عَنهُ قَصيرُ
وَلَطالَما اِنهَمَلَت بِماءٍ أَحمَرٍ
في شَفرَتَيهِ جَماجِمٌ وَنُحورُ
فَأُعيذُ إِخوَتَهُ بِرَبِّ مُحَمَّدٍ
أَن يَحزَنوا وَمُحَمَّدٌ مَسرورُ
أَو يَرغَبوا بِقُصورِهِم عَن حُفرَةٍ
حَيّاهُ فيها مُنكَرٌ وَنَكيرُ
نَفَرٌ إِذا غابَت غُمودُ سُيوفِهِم
عَنها فَآجالُ العِبادِ حُضورُ
وَإِذا لَقوا جَيشاً تَيَقَّنَ أَنَّهُ
مِن بَطنِ طَيرِ تَنوفَةٍ مَحشورُ
لَم تُثنَ في طَلَبٍ أَعِنَّةُ خَيلِهِم
إِلّا وَعُمرُ طَريدِها مَبتورُ
يَمَّمتُ شاسِعَ دارِهِم عَن نِيَّةٍ
إِنَّ المُحِبَّ عَلى البِعادِ يَزورُ
وَقَنِعتُ بِاللُقيا وَأَوَّلِ نَظرَةٍ
إِنَّ القَليلَ مِنَ الحَبيبِ كَثيرُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:13 PM
إِنّي لَأَعلَمُ وَاللَبيبُ خَبيرُ
أَنَّ الحَياةَ وَإِن حَرَصتَ غُرورُ
وَرَأَيتُ كُلّاً مايُعَلِّلُ نَفسَهُ
بِتَعِلَّةٍ وَإِلى الفَناءِ يَصيرُ
أَمُجاوِرَ الديماسِ رَهنَ قَرارَةٍ
فيها الضِياءُ بِوَجهِهِ وَالنورُ
ماكُنتُ أَحسَبُ قَبلَ دَفنِكَ في الثَرى
أَنَّ الكَواكِبَ في التُرابِ تَغورُ
ماكُنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أَن أَرى
رَضوى عَلى أَيدي الرِجالِ تَسيرُ
خَرَجوا بِهِ وَلِكُلِّ باكٍ خَلفَهُ
صَعَقاتُ موسى يَومَ دُكَّ الطورُ
وَالشَمسُ في كَبِدِ السَماءِ مَريضَةٌ
وَالأَرضُ واجِفَةٌ تَكادُ تَمورُ
وَحَفيفُ أَجنِحَةِ المَلائِكِ حَولُهُ
وَعُيونُ أَهلِ اللاذِقِيَّةِ صورُ
حَتّى أَتَوا جَدَثاً كَأَنَّ ضَريحَهُ
في قَلبِ كُلِّ مُوَحِّدٍ مَحفورُ
بِمُزَوَّدٍ كَفَنَ البِلى مِن مُلكِهِ
مُغفٍ وَإِثمِدُ عَينِهِ الكافورُ
فيهِ الفَصاحَةُ وَالسَماحَةُ وَالتُقى
وَالبَأسُ أَجمَعُ وَالحِجى وَالخَيرُ
كَفَلَ الثَناءُ لَهُ بِرَدِّ حَياتِهِ
لَمّا اِنطَوى فَكَأَنَّهُ مَنشورُ
وَكَأَنَّما عيسى اِبنُ مَريَمَ ذِكرُهُ
وَكَأَنَّ عازَرَ شَخصُهُ المَقبورُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:13 PM
أَريقُكِ أَم ماءُ الغَمامَةِ أَم خَمرُ
بِفِيَّ بَرودٌ وَهوَ في كَبِدي جَمرُ
أَذا الغُصنُ أَم ذا الدِعصِ أَم أَنتِ فِتنَةٌ
وَذَيّا الَّذي قَبَّلتُهُ البَرقُ أَم ثَغرُ
رَأَت وَجهَ مَن أَهوى بِلَيلٍ عَواذِلي
فَقُلنَ نَرى شَمساً وَما طَلَعَ الفَجرُ
رَأَينَ الَّتي لِلسِحرِ في لَحَظاتِها
سُيوفٌ ظُباها مِن دَمي أَبَداً حُمرُ
تَناهى سُكونُ الحُسنِ في حَرَكاتِها
فَلَيسَ لِراءٍ وَجهَها لَم يَمُت عُذرُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:14 PM
كَثيرُ سُهادِ العَينِ مِن غَيرِ عِلَّةٍ
يُؤَرِّقُهُ فيما يُشَرِّفُهُ الفِكرُ
لَهُ مِثَنٌ تُفني الثَناءَ كَأَنَّما
بِهِ أَقسَمَت أَن لا يُؤَدّى لَها شُكرُ
أَبا أَحمَدٍ ما الفَخرُ إِلّا لِأَهلِهِ
وَما لِاِمرِئٍ لَم يُمسِ مِن بُحتُرٍ فَخرُ
هُمُ الناسُ إِلّا أَنَّهُم مِن مَكارِمٍ
يُغَنّي بِهِم حَضرٌ وَيَحدو بِهِم سَفرُ
بِمَن أَضرِبُ الأَمثالَ أَم مَن أَقيسُهُ
إِلَيكَ وَأَهلُ الدَهرِ دونَكَ وَالدَهرُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:14 PM
تَرَكنَ هامَ بَني عَوفٍ وَثَعلَبَةٍ
عَلى رُؤوسٍ بِلا ناسٍ مَغافِرُهُ
فَخاضَ بِالسَيفِ بَحرَ المَوتِ خَلفَهُمُ
وَكانَ مِنهُ إِلى الكَعبَينِ زاخِرُهُ
حَتّى اِنتَهى الفَرَسُ الجاري وَما وَقَعَت
في الأَرضِ مِن جُثَثِ القَتلى حَوافِرُهُ
كَم مِن دَمٍ رَوِيَت مِنهُ أَسِنَّتُهُ
وَمُهجَةٍ وَلَغَت فيها بَواتِرُهُ
وَحائِنٍ لَعِبَت سُمرُ الرِماحِ بِهِ
فَالعَيشُ هاجِرُهُ وَالنَسرُ زائِرُهُ
مَن قالَ لَستَ بِخَيرِ الناسِ كُلِّهِمِ
فَجَهلُهُ بِكَ عِندَ الناسِ عاذِرُهُ
أَو شَكَّ أَنَّكَ فَردٌ في زَمانِهِمِ
بِلا نَظيرٍ فَفي روحي أُخاطِرُهُ
يا مَن أَلوذُ بِهِ فيما أُؤَمِّلُهُ
وَمَن أَعوذُ بِهِ مِمّا أُحاذِرُهُ
وَمَن تَوَهَّمتُ أَنَّ البَحرَ راحَتُهُ
جوداً وَأَنَّ عَطاياهُ جَواهِرُهُ
لايَجبُرُ الناسُ عَظماً أَنتَ كاسِرُهُ
وَلا يَهيضونَ عَظماً أَنتَ جابِرُهُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:14 PM
تَمضي المَواكِبُ وَالأَبصارُ شاخِصَةٌ
مِنها إِلى المَلِكِ المَيمونِ طائِرُهُ
قَد حِرنَ في بَشَرٍ في تاجِهِ قَمَرٌ
في دِرعِهِ أَسَدٌ تَدمى أَظافِرُهُ
حُلو خَلائِقُهُ شوسٍ حَقائِقُهُ
تُحصى الحَصى قَبلَ أَن تُحصى مَآثِرُهُ
تَضيقُ عَن جَيشِهِ الدُنيا وَلَو رَحُبَت
كَصَدرِهِ لَم تَبِن فيها عَساكِرُهُ
إِذا تَغَلغَلَ فِكرُ المَرءِ في طَرَفٍ
مِن مَجدِهِ غَرِقَت فيهِ خَواطِرُهُ
تَحمى السُيوفُ عَلى أَعدائِهِ مَعَهُ
كَأَنَّهُنَّ بَنوهُ أَو عَشائِرُهُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:15 PM
غابَ الأَميرُ فَغابَ الخَيرُ عَن بَلَدٍ
كادَت لِفَقدِ اِسمِهِ تَبكي مَنابِرُهُ
قَدِ اِشتَكَت وَحشَةَ الأَحياءِ أَربُعُهُ
وَخَبَّرَت عَن أَسى المَوتى مَقابِرُهُ
حَتّى إِذا عُقِدَت فيهِ القِبابُ لَهُ
أَهَلَّ لِلَّهِ باديهِ وَحاضِرُهُ
وَجَدَّدَت فَرَحاً لا الغَمُّ يَطرُدُهُ
وَلا الصَبابَةُ في قَلبٍ تُجاوِرُهُ
إِذا خَلَت مِنكَ حِمصٌ لاخَلَت أَبَداً
فَلا سَقاها مِنَ الوَسمِيِّ باكِرُهُ
دَخَلتَها وَشُعاعُ الشَمسِ مُتَّقِدُ
وَنورُ وَجهِكَ بَينَ الخَلقِ باهِرُهُ
في فَيلَقٍ مِن حَديدٍ لَو قَذَفتَ بِهِ
صَرفَ الزَمانِ لَما دارَت دَوائِرُهُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:15 PM
حاشى الرَقيبَ فَخانَتهُ ضَمائِرُهُ
وَغَيَّضَ الدَمعَ فَاِنهَلَّت بَوادِرُهُ
وَكاتِمُ الحُبِّ يَومَ البَينِ مُنهَتِكٌ
وَصاحِبُ الدَمعِ لاتَخفى سَرائِرُهُ
لَولا ظِباءُ عَدِيٍّ ما شُغِفتُ بِهِم
وَلا بِرَبرَبِهِم لَولا جَآذِرُهُ
مِن كُلِّ أَحوَرَ في أَنيابِهِ شَنَبٌ
خَمرٌ يُخامِرُها مِسكٌ تُخامِرُهُ
نَعجٌ مَحاجِرُهُ دُعجٌ نَواظِرُهُ
حُمرٌ غَفائِرُهُ سودٌ غَدائِرُهُ
أَعارَني سُقمَ عَينَيهِ وَحَمَّلَني
مِنَ الهَوى ثِقلَ ماتَحوي مَآزِرُهُ
يامَن تَحَكَّمَ في نَفسي فَعَذَّبَني
وَمَن فُؤادي عَلى قَتلي يُضافِرُهُ
بِعَودَةِ الدَولَةِ الغَرّاءِ ثانِيَةً
سَلَوتُ عَنكَ وَنامَ اللَيلَ ساهِرُهُ
مِن بَعدِ ما كانَ لَيلي لاصَباحَ لَهُ
كَأَنَّ أَوَّلَ يَومِ الحَشرِ آخِرُه
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:15 PM
إِذا لَم تَجِد ما يَبتُرُ الفَقرَ قاعِداً
فَقُم وَاِطلُبِ الشَيءَ الَّذي يَبتُرُ العُمرا
هُما خَلَّتانِ ثَروَةٌ أَو مَنِيَّةٌ
لَعَلَّكَ أَن تُبقي بِواحِدَةٍ ذِكرا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:15 PM
بَقِيَّةُ قَومٍ آذَنوا بِبَوارِ
وَأَنضاءُ أَسفارٍ كَشَربِ عُقارِ
نَزَلنا عَلى حُكمِ الرِياحِ بِمَسجِدٍ
عَلَينا لَها ثَوباً حَصىً وَغُبارِ
خَليلَيَّ ما هَذا مُناخاً لِمِثلِنا
فَشُدّا عَلَيها وَاِرحَلا بِنَهارِ
وَلا تُنكِرا عَصفَ الرِياحِ فَإِنَّها
قِرى كُلِّ ضَيفٍ باتَ عِندَ سِوارِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:16 PM
بَنو كَعبٍ وَما أَثَّرتَ فيهِم
يَدٌ لَم يُدمِها إِلّا السِوارُ
بِها مِن قِطعَةٍ أَلَمٌ وَنَقصٌ
وَفيها مِن جَلالَتِهِ اِفتِخارُ
لَهُم حَقٌّ بِشِركِكَ في نِزارٍ
وَأَدنى الشِركِ في أَصلٍ جِوارُ
لَعَلَّ بَنيهِمِ لِبَنيكَ جُندٌ
فَأَوَّلُ قُرَّحِ الخَيلِ المِهارُ
وَأَنتَ أَبَرُّ مَن لَو عُقَّ أَفنى
وَأَعفى مِن عُقوبَتِهِ البَوارُ
وَأَقدَرُ مَن يُهَيِّجُهُ اِنتِصارٌ
وَأَحلَمُ مَن يُحَلِّمُهُ اِقتِدارُ
وَما في سَطوَةِ الأَربابِ عَيبٌ
وَلا في ذِلَّةِ العُبدانِ عارُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:16 PM
وَأَجفَلَ بِالفُراتِ بَنو نُمَيرٍ
وَزَأرُهُمُ الَّذي زَأَروا خُوارُ
فَهُم حِزَقٌ عَلى الخابورِ صَرعى
بِهِم مِن شُربِ غَيرِهِمِ خُمارُ
فَلَم يَسرَح لَهُم في الصُبحِ مالٌ
وَلَم توقَد لَهُم بِاللَيلِ نارُ
حِذارَ فَتىً إِذا لَم يَرضَ عَنهُم
فَلَيسَ بِنافِعٍ لَهُمُ الحِذارُ
تَبيتُ وُفودُهُم تَسري إِلَيهِ
وَجَدواهُ الَّتي سَأَلوا اِغتِفارُ
فَخَلَّفَهُم بِرَدِّ البيضِ عَنهُم
وَهامُهُمُ لَهُ مَعَهُم مُعارُ
وَهُم مِمَّن أَذَمَّ لَهُم عَلَيهِ
كَريمُ العِرقِ وَالحَسَبُ النُضارُ
فَأَصبَحَ بِالعَواصِمِ مُستَقِرّاً
وَلَيسَ لِبَحرِ نائِلِهِ قَرارُ
وَأَضحى ذِكرُهُ في كُلِّ أَرضٍ
تُدارُ عَلى الغِناءِ بِهِ العُقارُ
تَخِرُّ لَهُ القَبائِلُ ساجِداتٍ
وَتَحمَدُهُ الأَسِنَّةُ وَالشِفارُ
كَأَنَّ شُعاعَ عَينِ الشَمسِ فيهِ
فَفي أَبصارِنا مِنهُ اِنكِسارُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:16 PM
إِذا فاتوا الرِماحَ تَناوَلَتهُم
بِأَرماحٍ مِنَ العَطَشِ القِفارُ
يَرَونَ المَوتَ قُدّاماً وَخَلفاً
فَيَختارونَ وَالمَوتُ اِضطِرارُ
إِذا سَلَكَ السَماوَةَ غَيرُ هادٍ
فَقَتلاهُم لِعَينَيهِ مَنارُ
وَلَو لَم تُبقِ لَم تَعِشِ البَقايا
وَفي الماضي لِمَن بَقِيَ اِعتِبارُ
إِذا لَم يُرعِ سَيِّدُهُم عَلَيهِم
فَمَن يُرعي عَلَيهِم أَو يَغارُ
تُفَرِّقُهُم وَإِيّاهُ السَجايا
وَيَجمَعُهُم وَإِيّاهُ النِجارُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:17 PM
وَلَيسَ بِغَيرِ تَدمُرَ مُستَغاثٌ
وَتَدمُرُ كَاِسمِها لَهُمُ دَمارُ
أَرادوا أَن يُديروا الرَأيَ فيها
فَصَبَّحَهُم بِرَأيٍ لا يُدارُ
وَجَيشٍ كُلَّما حاروا بِأَرضٍ
وَأَقبَلَ أَقبَلَت فيهِ تَحارُ
يَحُفُّ أَغَرَّ لاقَوَدٌ عَلَيهِ
وَلا دِيَةٌ تُساقُ وَلا اِعتِذارُ
تُريقُ سُيوفُهُ مُهَجَ الأَعادي
وَكُلُّ دَمٍ أَراقَتهُ جُبارُ
فَكانوا الأُسدَ لَيسَ لَها مَصالٌ
عَلى طَيرٍ وَلَيسَ لَها مَطارُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:17 PM
إِذا صَرَفَ النَهارُ الضَوءَ عَنهُم
دَجا لَيلانِ لَيلٌ وَالغُبارُ
وَإِن جُنحُ الظَلامِ اِنجابَ عَنهُم
أَضاءَ المَشرَفِيَّةُ وَالنَهارُ
يُبَكّي خَلفَهُم دَثرٌ بُكاهُ
رُغاءٌ أَو ثُؤاجٌ أَو يُعارُ
غَطا بِالعِثيَرِ البَيداءَ حَتّى
تَحَيَّرَتِ المَتالي وَالعِشارُ
وَمَرّوا بِالجَباةِ يَضُمُّ فيها
كِلا الجَيشَينِ مِن نَقعٍ إِزارُ
وَجاؤوا الصَحصَحانَ بِلا سُروجٍ
وَقَد سَقَطَ العِمامَةُ وَالخِمارُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:18 PM
جِيادٌ تَعجِزُ الأَرسانُ عَنها
وَفُرسانٌ تَضيقُ بِها الدِيارُ
وَكانَت بِالتَوَقُّفِ عَن رَداها
نُفوساً في رَداها تُستَشارُ
وَكُنتَ السَيفَ قائِمُهُ إِلَيهِم
وَفي الأَعداءِ حَدُّكَ وَالغِرارُ
فَأَمسَت بِالبَدِيَّةِ شَفرَتاهُ
وَأَمسى خَلفَ قائِمِهِ الحِيارُ
وَكانَ بَنو كِلابٍ حَيثُ كَعبٌ
فَخافوا أَن يَصيروا حَيثُ صاروا
تَلَقَّوا عِزَّ مَولاهُم بِذُلٍّ
وَسارَ إِلى بَني كَعبٍ وَساروا
فَأَقبَلَها المُروجَ مُسَوَّماتٍ
ضَوامِرَ لاهِزالَ وَلا شِيارُ
تُثيرُ عَلى سَلَميَةَ مُسبَطِرّاً
تَناكَرُ نَحتَهُ لَولا الشِعارُ
عَجاجاً تَعثُرُ العِقبانُ فيهِ
كَأَنَّ الجَوَّ وَعثٌ أَو خَبارُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:18 PM
طِوالُ قَناً تُطاعِنُها قِصارُ
وَقَطرُكَ في نَدىً وَوَغىً بِحارُ
وَفيكَ إِذا جَنى الجاني أَناةٌ
تُظَنُّ كَرامَةً وَهِيَ اِحتِقارُ
وَأَخذٌ لِلحَواصِرِ وَالبَوادي
بِضَبطٍ لَم تُعَوَّدهُ نِزارُ
تَشَمَّمُهُ شَميمَ الوَحشِ إِنساً
وَتُنكِرُهُ فَيَعروها نِفارُ
وَما اِنقادَت لِغَيرِكَ في زَمانٍ
فَتَدري ما المَقادَةَ وَالصِغارُ
فَقَرَّحتِ المَقاوِدُ ذِفرَيَيها
وَصَعَّرَ خَدَّها هَذا العِذارُ
وَأَطمَعَ عامِرَ البُقيا عَلَيها
وَنَزَّقَها اِحتِمالُكَ وَالوَقارُ
وَغَيَّرَها التَراسُلُ وَالتَشاكي
وَأَعجَبَها التَلَبُّبُ وَالمُغارُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:19 PM
الصَومُ وَالفِطرُ وَالأَعيادُ وَالعَصرُ
مُنيرَةٌ بِكَ حَتّى الشَمسُ وَالقَمَرُ
تُري الأَهِلَّةَ وَجهاً عَمَّ نائِلُهُ
فَما يُخَصُّ بِهِ مِن دونِها البَشَرُ
ما الدَهرُ عِندَكَ إِلّا رَوضَةٌ أُنُفٌ
يامَن شَمائِلُهُ في دَهرِهِ زَهَرُ
مايَنتَهي لَكَ في أَيّامِهِ كَرَمٌ
فَلا اِنتَهى لَكَ في أَعوامِهِ عُمُرُ
فَإِنَّ حَظَّكَ مِن تَكرارِها شَرَفٌ
وَحَظَّ غَيرِكَ مِنها الشَيبُ وَالكيرَ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:19 PM
أَرى ذَلِكَ القُربَ صارَ اِزوِرارا
وَصارَ طَويلُ السَلامِ اِختِصارا
تَرَكتَني اليَومَ في خَجلَةٍ
أَموتُ مِراراً وَأَحيا مِرارا
أُسارِقُكَ اللَحظَ مُستَحيِياً
وَأَزجُرُ في الخَيلِ مُهري سِرارا
وَأَعلَمُ أَنّي إِذا ما اِعتَذَرتُ
إِلَيكَ أَرادَ اِعتِذاري اِعتِذارا
كَفَرتُ مَكارِمَكَ الباهِراتِ
إِن كانَ ذَلِكَ مِنّي اِختِيارا
وَلَكِن حَمى الشِعرَ إِلّا القَليلَ
هَمٌّ حَمى النَومَ إِلّا غِرارا
وَما أَنا أَسقَمتُ جِسمي بِهِ
وَما أَنا أَضرَمتُ في القَلبِ نارا
فَلا تُلزِمَنّي ذُنوبَ الزَمانِ
إِلَيَّ أَساءَ وَإِيّايَ ضارا
وَعِندي لَكَ الشُرُدُ السائِراتُ
لايَختَصِصنَ مِنَ الأَرضِ دارا
قَوافٍ إِذا سِرنَ عَن مِقوَلي
وَثَبنَ الجِبالَ وَخُضنَ البِحارا
وَلي فيكَ ما لَم يَقُل قائِلٌ
وَما لَم يَسِر قَمَرٌ حَيثُ سارا
فَلَو خُلِقَ الناسُ مِن دَهرِهِم
لَكانوا الظَلامَ وَكُنتَ النَهارا
أَشَدُّهُمُ في النَدى هِزَّةً
وَأَبمَدُهُم في عَدُوٍّ مُغارا
سَما بِكَ هَمِّيَ فَوقَ الهُمومِ
فَلَستُ أَعُدُّ يَساراً يَسارا
وَمَن كُنتَ بَحراً لَهُ ياعَلِيُّ
لَم يَقبَلِ الدُرَّ إِلّا كِبارا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:20 PM
رِضاكَ رِضايَ الَّذي أوثِرُ
وَسِرُّكَ سِرّي فَما أُظهِرُ
كَفَتكَ المُروأَةُ ما تَتَّقي
وَآمَنَكَ الوُدُّ ماتَحذَرُ
وَسِرُّكُمُ في الحَشا مَيِّتٌ
إِذا أُنشِرَ السِرُّ لا يُنشَرُ
كَأَنّي عَصَت مُقلَتي فيكُمُ
وَكاتَمَتِ القَلبَ ماتُبصِرُ
وَإِفشاءُ ما أَنا مُستَودَعٌ
مِنَ الغَدرِ وَالحُرِّ لا يَغدِرُ
إِذا ماقَدَرتُ عَلى نَطقَةٍ
فَإِنّي عَلى تَركِها أَقدَرُ
أُصَرِّفُ نَفسي كَما أَشتَهي
وَأَملِكُها وَالقَنا أَحمَرُ
دَواليكَ ياسَيفَها دَولَةً
وَأَمرَكَ ياخَيرَ مَن يَأمُرُ
أَتاني رَسولُكَ مُستَعجِلاً
فَلَبّاهُ شِعري الَّذي أَذخَرُ
وَلَو كانَ يَومَ وَغىً قاتِماً
لَلَبّاهُ سَيفِيَ وَالأَشقَرُ
فَلا غَفَلَ الدَهرُ عَن أَهلِهِ
فَإِنَّكَ عَينٌ بِها يَنظُرُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:20 PM
اِختَرتُ دَهماءَتَينِ يامَطَرُ
وَمَن لَهُ في الفَضائِلِ الخِيَرُ
وَرُبَّما قالَتِ العُيونُ وَقَد
يَصدُقُ فيها وَيَكذِبُ النَظَرُ
أَنتَ الَّذي لَو يُعابُ في مَلَإٍ
ماعيبَ إِلّا بِأَنَّهُ بَشَرُ
وَأَنَّ إِعطائَهُ الصَوارِمُ وَال
خَيلُ وَسُمرُ الرِماحِ وَالعَكَرُ
فاضِحُ أَعدائِهِ كَأَنَّهُمُ
لَهُ يَقِلّونَ كُلَّما كَثُروا
أَعاذَكَ اللَهُ مِن سِهامِهِمِ
وَمُخطِئٌ مَن رَمِيُّهُ القَمَرُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:21 PM
سِر حَلَّ حَيثُ تَحَلُّهُ النُوّارُ
وَأَرادَ فيكَ مُرادَكَ المِقدارُ
وَإِذا اِرتَحَلتَ فَشَيَّعَتكَ سَلامَةٌ
حَيثُ اِتَّجَهتَ وَديمَةٌ مِدرارُ
وَأَراكَ دَهرُكَ ماتُحاوِلُ في العِدى
حَتّى كَأَنَّ صُروفَهُ أَنصارُ
وَصَدَرتَ أَغنَمَ صادِرٍ عَن مَورِدٍ
مَرفوعَةً لِقُدومِكَ الأَبصارُ
أَنتَ الَّذي بَجِحَ الزَمانُ بِذِكرِهِ
وَتَزَيَّنَت بِحَديثِهِ الأَسمارُ
وَإِذا تَنَكَّرَ فَالفَناءُ عِقابُهُ
وَإِذا عَفا فَعَطائُهُ الأَعمارُ
وَلَهُ وَإِن وَهَبَ المُلوكُ مَواهِبٌ
دَرُّ المُلوكِ لِدَرِّها أَغبارُ
لِلَّهِ قَلبُكَ ما يَخافُ مِنَ الرَدى
وَيَخافُ أَن يَدنو إِلَيكَ العارُ
وَتَحيدُ عَن طَبَعِ الخَلائِقِ كُلِّهِ
وَيَحيدُ عَنكَ الجَحفَلُ الجَرّارُ
يامَن يَعِزُّ عَلى الأَعِزَّةِ جارُهُ
وَيَذِلُّ مِن سَطَواتِهِ الجَبّارُ
كُن حَيثُ شِئتَ فَما تَحولُ تَنوفَةٌ
دونَ اللِقاءِ وَلا يَشِطُّ مَزارُ
وَبِدونِ ما أَنا مِن وِدادِكَ مُضمِرٌ
يُنضى المَطِيُّ وَيَقرُبُ المُستارُ
إِنَّ الَّذي خَلَّفتُ خَلفي ضائِعٌ
مالي عَلى قَلَقي إِلَيهِ خِيارُ
وَإِذا صُحِبتَ فَكُلُّ ماءٍ مَشرَبٌ
لَولا العِيالُ وَكُلُّ أَرضٍ دارُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:21 PM
مَن لاتُوافِقُهُ الحَياةُ وَطيبُها
حَتّى يُوافِقَ عَزمُهُ الإِنفاذا
مُتَعَوِّداً لُبسَ الدُروعِ يَخالُها
في البَردِ خَزّاً وَالهَواجِرِ لاذا
أَعجِب بِأَخذِكَهُ وَأَعجَبُ مِنكُما
أَن لاتَكونَ لِمِثلِهِ أَخّاذا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:21 PM
أَمُساوِرٌ أَم قَرنُ شَمسٍ هَذا
أَم لَيثُ غابٍ يَقدُمُ الأُستاذا
شِم ما اِنتَضَيتَ فَقَد تَرَكتَ ذُبابَهُ
قِطَعاً وَقَد تَرَكَ العِبادَ جُذاذاً
هَبكَ اِبنَ يَزداذٍ حَطَمتَ وَصَحبَهُ
أَتَرى الوَرى أَضحَوا بَني يَزداذا
غادَرتَ أَوجُهَهُم بِحَيثُ لَقِيتَهُم
أَقفائَهُم وَكُبودَهُم أَفَلاذا
في مَوقِفٍ وَقَفَ الحِمامُ عَلَيهِمِ
في ضَنكِهِ وَاِستَحوَذَ اِستِحواذا
جَمَدَت نُفوسُهُمُ فَلَمّا جِئتَها
أَجرَيتَها وَسَقَيتَها الفولاذا
لَمّا رَأَوكَ رَأَوا أَباكَ مُحَمَّداً
في جَوشَنٍ وَأَخا أَبيكَ مُعاذا
أَعجَلتَ أَلسُنَهُم بِضَربِ رِقابِهِم
عَن قَولِهِم لا فارِسٌ إِلّا ذا
غِرٌّ طَلَعتَ عَلَيهِ طِلعَةَ عارِضٍ
مَطَرَ المَنايا وابِلاً وَرَذاذا
فَغَدا أَسيراً قَد بَلَلتَ ثِيابَهُ
بِدَمٍ وَبَلَّ بِبَولِهِ الأَفخاذا
سَدَّت عَلَيهِ المَشرَفِيَّةُ طُرقَهُ
فَاِنصاعَ لاحَلَباً وَلا بَغداذا
طَلَبَ الإِمارَةَ في الثُغورِ وَنَشؤهُ
مابَينَ كَرخايا إِلى كَلواذا
فَكَأَنَّهُ حَسِبَ الأَسِنَّةَ حُلوَةً
أَو ظَنَّها البَرنِيَّ وَالآزاذا
لَم يَلقَ قَبلَكَ مَن إِذا اِختَلَفَ القَنا
جَعَلَ الطِعانَ مِنَ الطِعانِ مَلاذا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:22 PM
وَشادِنٍ روحُ مَن يَهواهُ في يَدِهِ
سَيفُ الصُدودِ عَلى أَعلى مُقَلَّدِهِ
ما اِهتَزَّ مِنهُ عَلى عُضوٍ لِيَبتُرَهُ
إِلّا اِتَّقاهُ بِتُرسٍ مِن تَجَلُّدِهِ
ذَمَّ الزَمانُ إِلَيهِ مِن أَحِبَّتِهِ
ماذَمَّ مِن بَدرِهِ في حَمدِ أَحمَدِهِ
شَمسٌ إِذا الشَمسُ لاقَتهُ عَلى فَرَسٍ
تَرَدَّدَ النورُ فيها مِن تَرَدُّدِهِ
إِن يَقبُحِ الحُسنُ إِلّا عِندَ طَلعَتِهِ
فَالعَبدُ يَقبُحُ إِلّا عِندَ سَيِّدِهِ
قالَت عَنِ الرِفدِ طِب نَفساً فَقُلتُ لَها
لايَصدُرُ الحُرُّ إِلّا بَعدَ مَورِدِهِ
لَم أَعرِفِ الخَيرَ إِلّا مُذ عَرَفتُ فَتىً
لَم يولَدِ الجودُ إِلّا عِندَ مَولِدِهِ
نَفسٌ تُصَغِّرُ نَفسَ الدَهرِ مِن كِبَرٍ
لَها نُهى كَهلِهِ في سِنِّ أَمرِدِهِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:22 PM
وَمُتَّقٍ وَالسِهامُ مُرسَلَةٌ
يَحيدُ عَن حابِضٍ إِلى صارِد
فَلا يُبَل قاتِلٌ أَعاديهِ
أَقائِماً نالَ ذاكَ أَم قاعِد
لَيتَ ثَنائي الَّذي أَصوغُ فِدى
مَن صيغَ فيهِ فَإِنَّهُ خالِد
لَوَيتُهُ دُملُجاً عَلى عَضُدٍ
لِدَولَةٍ رُكنُها لَهُ والِد
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:22 PM
إِذا المَنايا بَدَت فَدَعَوتُها
أُبدِلَ نوناً بِدالِهِ الحائِد
إِذا دَرى الحِصنُ مَن رَماهُ بِها
خَرَّ لَها في أَساسِهِ ساجِد
ماكانَتِ الطَرمُ في عَجاجَتِها
إِلّا بَعيراً أَضَلَّهُ ناشِد
تَسأَلُ أَهلَ القِلاعِ عَن مَلِكٍ
قَد مَسَخَتهُ نَعامَةً شارِد
تَستَوحِشُ الأَرضُ أَن تَقِرَّ بِهِ
فَكُلُّها مُنكَرٌ لَهُ جاحِد
فَلا مُشادٌ وَلا مَشيدٌ حَمى
وَلا مَشيدٌ أَغنى وَلا شائِد
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:23 PM
ياطَفلَةَ الكَفِّ عَبلَةَ الساعِد
عَلى البَعيرِ المُقَلَّدِ الواخِد
زيدي أَذى مُهجَتي أَزِدكِ هَوىً
فَأَجهَلُ الناسِ عاشِقٌ حاقِد
حَكَيتَ يالَيلُ فَرعَها الوارِد
فَاِحكِ نَواها لِجَفنِيَ الساهِد
طالَ بُكائي عَلى تَذَكُّرِها
وَصُلتَ حَتّى كِلاكُما واحِد
ما بالُ هَذي النُجومِ حائِرَةً
كَأَنَّها العُميُ ما لَها قائِد
أَو عُصبَةٌ مِن مُلوكِ ناحِيَةٍ
أَبو شُجاعٍ عَلَيهِمُ واجِد
إِن هَرَبوا أَدرَكوا وَإِن وَقَفوا
خَشوا ذَهابِ الطَريفِ وَالتالِد
فَهُم يُرَجّونَ عَفوَ مُقتَدِرٍ
مُبارَكِ الوَجهِ جائِدٍ ماجِد
أَبلَجَ لَو عاذَتِ الحَمامُ بِهِ
ما خَشِيَت رامِياً وَلا صائِد
أَو رَعَتِ الوَحشُ وَهيَ تَذكُرُهُ
ما راعَها حابِلٌ وَلا طارِد
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:23 PM
أَزائِرٌ يا خَيالُ أَم عائِد
أَم عِندَ مَولاكَ أَنَّني راقِد
لَيسَ كَما ظَنَّ غَشيَةٌ عَرَضَت
فَجِئتَني في خِلالِها قاصِد
عُد وَأَعِدها فَحَبَّذا تَلَفٌ
أَلصَقَ ثَديِي بِثَديِكِ الناهِد
وَجُدتَ فيهِ بِما يَشِحُّ بِهِ
مِنَ الشَتيتِ المُؤَشَّرِ البارِد
إِذا خَيالاتُهُ أَطَفنَ بِنا
أَضحَكَهُ أَنَّني لَها حامِد
وَقالَ إِن كانَ قَد قَضى أَرَباً
مِنّا فَما بالُ شَوقِهِ زائِد
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:23 PM
تَفَضَّلَتِ الأَيّامُ بِالجَمعِ بَينَنا
فَلَمّا حَمِدنا لَم تُدِمنا عَلى الحَمدِ
جَعَلنَ وَداعي واحِداً لِثَلاثَةٍ
جَمالِكَ وَالعِلمِ المُبَرِّحِ وَالمَجدِ
وَقَد كُنتُ أَدرَكتُ المُنى غَيرَ أَنَّني
يُعَيِّرُني أَهلي بِإِدراكِها وَحدي
وَكُلُّ شَريكٍ في السُرورِ بِمُصبَحي
أَرى بَعدَهُ مَن لايَرى مِثلَهُ بَعدي
فَجُد لي بِقَلبٍ إِن رَحَلتُ فَإِنَّني
مُخَلِّفُ قَلبي عِندَ مَن فَضلُهُ عِندي
وَلَو فارَقَت نَفسي إِلَيكَ حَياتَها
لَقُلتُ أَصابَت غَيرَ مَذمومَةِ العَهدِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:24 PM
كَفانا الرَبيعُ العيسَ مِن بَرَكاتِهِ
فَجاءَتهُ لَم تَسمَع حُداءً سِوى الرَعدِ
إِذا ما اِستَجَبنَ الماءَ يَعرِضُ نَفسَهُ
كَرِعنَ بِسَبتٍ في إِناءٍ مِنَ الوَردِ
كَأَنّا أَرادَت شُكرَنا الأَرضُ عِندَهُ
فَلَم يُخلِنا جَوٌّ هَبَطناهُ مِن رِفدِ
لَنا مَذهَبُ العُبّادِ في تَركِ غَيرِهِ
وَإِتيانِهِ نَبغي الرَغائِبَ بِالزُهدِ
رَجَونا الَّذي يَرجونَ في كُلِّ جَنَّةٍ
بِأَرجانِ حَتّى ما يَإِسنا مِنَ الخُلدِ
تَعَرَّضُ لِلزُوّارِ أَعناقُ خَيلِهِ
تَعَرُّضَ وَحشٍ خائِفاتٍ مِنَ الطَردِ
وَتَلقى نَواصيها المَنايا مُشيحَةً
وُرودَ قَطاً صُمٍّ تَشايَحنَ في وِردِ
وَتَنسُبُ أَفعالُ السُيوفِ نُفوسَها
إِلَيهِ وَيَنسُبنَ السُيوفَ إِلى الهِندِ
إِذا الشُرَفاءُ البيضُ مَتّوا بِقَتوِهِ
أَتى نَسَبٌ أَعلى مِنَ الأَبِ وَالجَدِّ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:24 PM
بِكُتبِ الأَنامِ كِتابٌ وَرَد
فَدَت يَدَ كاتِبِهِ كُلُّ يَد
يُعَبِّرُ عَمّا لَهُ عِندَنا
وَيَذكُرُ مِن شَوقِهِ مانَجِد
فَأَخرَقَ رائِيَهُ ما رَأى
وَأَبرَقَ ناقِدَهُ ما اِنتَقَد
إِذا سَمِعَ الناسُ أَلفاظَهُ
خَلَقنَ لَهُ في القُلوبِ الحَسَد
فَقُلتُ وَقَد فَرَسَ الناطِقينَ
كَذا يَفعَلُ الأَسَدُ اِبنُ الأَسَد
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:24 PM
جَوعانُ يَأكُلُ مِن زادي وَيُمسِكُني
لِكَي يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقصودُ
إِنَّ اِمرَءً أَمَةٌ حُبلى تُدَبِّرُهُ
لَمُستَضامٌ سَخينُ العَينِ مَفؤودُ
وَيلُمِّها خُطَّةً وَيلُمِّ قابِلِها
لِمِثلِها خُلِقَ المَهرِيَّةُ القودُ
وَعِندَها لَذَّ طَعمَ المَوتِ شارِبُهُ
إِنَّ المَنِيَّةَ عِندَ الذُلِّ قِنديدُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:24 PM
نامَت نَواطيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها
فَقَد بَشِمنَ وَما تَفنى العَناقيدُ
العَبدُ لَيسَ لِحُرٍّ صالِحٍ بِأَخٍ
لَو أَنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولودُ
لاتَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ
إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ
ماكُنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَنٍ
يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ
وَلا تَوَهَّمتُ أَنَّ الناسَ قَد فُقِدوا
وَأَنَّ مِثلَ أَبي البَيضاءِ مَوجودُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:25 PM
إِنّي نَزَلتُ بِكَذّابينَ ضَيفُهُمُ
عَنِ القِرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُ
جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ
مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ
ما يَقبِضُ المَوتُ نَفساً مِن نُفوسِهِمُ
إِلّا وَفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ
مِن كُلِّ رِخوِ وِكاءِ البَطنِ مُنفَتِقٍ
لافي الرِحالِ وَلا النِسوانِ مَعدودُ
أَكُلَّما اِغتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ
أَو خانَهُ فَلَهُ في مِصرَ تَمهيدُ
صارَ الخَصِيُّ إِمامَ الآبِقينَ بِها
فَالحُرُّ مُستَعبَدٌ وَالعَبدُ مَعبودُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:25 PM
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ
لَولا العُلى لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها
وَجناءُ حَرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ
وَكانَ أَطيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً
أَشباهُ رَونَقِهِ الغيدُ الأَماليدُ
لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي
شَيْئاً تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جيدُ
ياساقِيَيَّ أَخَمرٌ في كُؤوسِكُما
أَم في كُؤوسِكُما هَمٌّ وَتَسهيدُ
أَصَخرَةٌ أَنا مالي لاتُحَرِّكُني
هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ
إِذا أَرَدتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً
وَجَدتُها وَحَبيبُ النَفسِ مَفقودُ
ماذا لَقيتُ مِنَ الدُنيا وَأَعجَبُهُ
أَنّي بِما أَنا باكٍ مِنهُ مَحسودُ
أَمسَيتُ أَروَحَ مُثرٍ خازِناً وَيَداً
أَنا الغَنِيُّ وَأَموالي المَواعيدُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:25 PM
يَزحَمُ الدَهرُ رُكنُها عَن أَذاها
بِفَتىً مارِدٍ عَلى المُرّادِ
مُتلِفٍ مُخلِفٍ وَفِيٍّ أَبِيٍّ
عالِمٍ حازِمٍ شُجاعٍ جَوادِ
أَجفَلَ الناسُ عَن طَريقِ أَبي المِسكِ
وَذَلَّت لَهُ رِقابُ العِبادِ
كَيفَ لا يُترَكُ الطَريقُ لِسَيلٍ
ضَيِّقٍ عَن أَتِيِّهِ كُلُّ وادِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:26 PM
حَسَمَ الصُلحُ ما اِشتَهَتهُ الأَعادي
وَأَذاعَتهُ أَلسُنُ الحُسّادِ
وَأَرادَتهُ أَنفُسٌ حالَ تَدبيرُكَ
مابَينَها وَبَينَ المُرادِ
صارَ ما أَوضَعَ المُخِبّونَ فيهِ
مِن عِتابٍ زِيادَةً في الوِدادِ
وَكَلامُ الوُشاةِ لَيسَ عَلى الأَحبابِ
سُلطانُهُ عَلى الأَضدادِ
إِنَّما تُنجِحُ المَقالَةُ في المَرءِ
إِذا صادَفَت هَوىً في الفُؤادِ
وَلَعَمري لَقَد هُزِزتَ بِما قيلَ
فَأُلفيتَ أَوثَقَ الأَطوادِ
وَأَشارَت بِما أَبَيتَ رِجالٌ
كُنتَ أَهدى مِنها إِلى الإِرشادِ
قَد يُصيبُ الفَتى المُشيرُ وَلَم يَجهَد
وَيُشوي الصَوابَ بَعدَ اِجتِهادِ
نِلتَ مالا يُنالُ بِالبيضِ وَالسُمرِ
وَصُنتَ الأَرواحَ في الأَجسادِ
وَقَنا الخَطِّ في مَراكِزِها حَولَكَ
وَالمُرهَفاتُ في الأَغمادِ
مادَرَوا إِذ رَأَوا فُؤادَكَ فيهِم
ساكِناً أَنَّ رَأيَهُ في الطِرادِ
فَفَدى رَأيَكَ الَّذي لَم تُفَدهُ
كُلُّ رَأيٍ مُعَلَّمٍ مُستَفادِ
وَإِذا الحِلمُ لَم يَكُن في طِباعِ
لَم يُحَلِّم تَقادُمُ الميلادِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:26 PM
إِذا كُنتَ في شَكٍّ مِنَ السَيفِ فَاِبلُهُ
فَإِمّا تُنَفّيهِ وَإِمّا تُعِدُّهُ
وَما الصارِمُ الهِندِيُّ إِلّا كَغَيرِهِ
إِذا لَم يُفارِقهُ النِجادُ وَغِمدُهُ
وَإِنَّكَ لَلمَشكورُ في كُلِّ حالَةٍ
وَلَو لَم يَكُن إِلّا البَشاشَةَ رِفدُهُ
فَكُلُّ نَوالٍ كانَ أَو هُوَ كائِنٌ
فَلَحظَةُ طَرفٍ مِنكَ عِندِيَ نِدُّهُ
وَإِنّي لَفي بَحرٍ مِنَ الخَيرِ أَصلُهُ
عَطاياكَ أَرجو مَدَّها وَهيَ مَدُّهُ
وَما رَغبَتي في عَسجَدٍ أَستَفيدُهُ
وَلَكِنَّها في مَفخَرٍ أَستَجِدُّهُ
يَجودُ بِهِ مَن يَفضَحُ الجودَ جودُهُ
وَيَحمَدُهُ مَن يَفضَحُ الحَمدَ حَمدُهُ
فَإِنَّكَ ما مَرَّ النُحوسُ بِكَوكَبٍ
وَقابَلتَهُ إِلّا وَوَجهُكَ سَعدُهُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:26 PM
وَما زالَ أَهلُ الدَهرِ يَشتَبِهونَ لي
إِلَيكَ فَلَمّا لُحتَ لي لاحَ فَردُهُ
يُقالُ إِذا أَبصَرتُ جَيشاً وَرَبُّهُ
أَمامَكَ رَبٌّ رَبُّ ذا الجَيشِ عَبدُهُ
وَأَلقى الفَمَ الضَحّاكَ أَعلَمُ أَنَّهُ
قَريبٌ بِذي الكَفِّ المُفَدّاةِ عَهدُهُ
فَزارَكَ مِنّي مَن إِلَيكَ اِشتِياقُهُ
وَفي الناسِ إِلّا فيكَ وَحدَكَ زُهدُهُ
يُخَلِّفُ مَن لَم يَأتِ دارَكَ غايَةً
وَيَأتي فَيَدري أَنَّ ذَلِكَ جُهدُهُ
فَإِن نِلتُ ما أَمَّلتُ مِنكَ فَرُبَّما
شَرِبتُ بِماءٍ يَعجِزُ الطَيرَ وِردُهُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:27 PM
تَوَلّى الصِبا عَنّي فَأَخلَفتُ طيبَهُ
وَما ضَرَّني لَمّا رَأَيتُكَ فَقدُهُ
لَقَد شَبَّ في هَذا الزَمانِ كُهولُهُ
لَدَيكَ وَشابَت عِندَ غَيرِكَ مُردُهُ
أَلا لَيتَ يَومَ السَيرِ يُخبِرُ حَرُّهُ
فَتَسأَلَهُ وَاللَيلَ يُخبِرُ بَردُهُ
وَلَيتَكَ تَرعاني وَحَيرانُ مُعرِضٌ
فَتَعلَمَ أَنّي مِن حُسامِكَ حَدُّهُ
وَأَنّي إِذا باشَرتُ أَمراً أُريدُهُ
تَدانَت أَقاصيهِ وَهانَ أَشَدُّهُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:27 PM
وَفي الناسِ مَن يَرضى بِمَيسورِ عَيشِهِ
وَمَركوبُهُ رِجلاهُ وَالثَوبُ جِلدُهُ
وَلَكِنَّ قَلباً بَينَ جَنبَيَّ مالَهُ
مَدىً يَنتَهي بي في مُرادٍ أَحُدُّهُ
يَرى جِسمَهُ يُكسى شُفوفاً تَرُبُّهُ
فَيَختارُ أَن يُكسى دُروعاً تَهُدُّهُ
يُكَلِّفُني التَهجيرَ في كُلِّ مَهمَهٍ
عَليقي مَراعيهِ وَزادِيَ رُبدُهُ
وَأَمضى سِلاحٍ قَلَّدَ المَرءُ نَفسَهُ
رَجاءُ أَبي المِسكِ الكَريمِ وَقَصدُهُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:27 PM
رَعى اللَهُ عيساً فارَقَتنا وَفَوقَها
مَهاً كُلُّها يولى بِجَفنَيهِ خَدُّهُ
بِوادٍ بِهِ مابِالقُلوبِ كَأَنَّهُ
وَقَد رَحَلوا جيدٌ تَناثَرَ عِقدُهُ
إِذا سارَتِ الأَحداجُ فَوقَ نَباتِهِ
تَفاوَحَ مِسكُ الغانِياتِ وَرَندُهُ
وَحالٍ كَإِحداهُنَّ رُمتُ بُلوغَها
وَمِن دونِها غَولُ الطَريقِ وَبُعدُهُ
وَأَتعَبُ خَلقِ اللَهِ مَن زادَ هَمُّهُ
وَقَصَّرَ عَمّا تَشتَهي النَفسُ وُجدُهُ
فَلا يَنحَلِل في المَجدِ مالُكَ كُلُّهُ
فَيَنحَلَّ مَجدٌ كانَ بِالمالِ عَقدُهُ
وَدَبِّرهُ تَدبيرَ الَّذي المَجدُ كَفُّهُ
إِذا حارَبَ الأَعداءَ وَالمالُ زَندُهُ
فَلا مَجدَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مالُهُ
وَلا مالَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مَجدُه
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:28 PM
أَوَدُّ مِنَ الأَيّامِ مالا تَوَدُّهُ
وَأَشكو إِلَيها بَينَنا وَهيَ جُندُهُ
يُباعِدنَ حِبّاً يَجتَمِعنَ وَوَصلُهُ
فَكَيفَ بِحِبٍّ يَجتَمِعنَ وَصَدُّهُ
أَبى خُلُقُ الدُنيا حَبيباً تُديمُهُ
فَما طَلَبي مِنها حَبيباً تَرُدُّهُ
وَأَسرَعُ مَفعولٍ فَعَلتَ تَغَيُّراً
تَكَلُّفُ شَيءٍ في طِباعِكَ ضِدُّهُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:28 PM
أَتُنكِرُ مانَطَقتُ بِهِ بَديهاً
وَلَيسَ بِمُنكَرٍ سَبقُ الجَوادِ
أُراكِضُ مُعوِصاتِ الشِعرِ قَسراً
فَأَقتُلُها وَغَيري في الطِرادِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:28 PM
أَتُنكِرُ مانَطَقتُ بِهِ بَديهاً
وَلَيسَ بِمُنكَرٍ سَبقُ الجَوادِ
أُراكِضُ مُعوِصاتِ الشِعرِ قَسراً
فَأَقتُلُها وَغَيري في الطِرادِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:28 PM
وَسَوداءَ مَنظومٍ عَلَيها لَآلِئٌ
لَها صورَةُ البِطّيخِ وَهيَ مِنَ النَدِّ
كَأَنَّ بَقايا عَنبَرٍ فَوقَ رَأسِها
طُلوعُ رَواعي الشَيبِ في الشَعَرِ الجَعدِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:29 PM
وَبُنَيَّةٍ مِن خَيزُرانٍ ضُمِّنَت
بَطّيخَةً نَبَتَت بِنارٍ في يَدِ
نَظَمَ الأَميرُ لَها قِلادَةَ لُؤلُؤٍ
كَفِعالِهِ وَكَلامِهِ في المَشهَدِ
كَالكاسِ باشَرَها المِزاجُ فَأَبرَزَت
زَبَداً يَدورُ عَلى شَرابٍ أَسوَدِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:29 PM
ماذا الوَداعُ وَداعُ الوامِقِ الكَمِدِ
هَذا الوَداعُ وَداعَ الروحِ لِلجَسَدِ
إِذا السَحابُ زَفَتهُ الريحُ مُرتَفِعاً
فَلا عَدا الرَملَةَ البَيضاءَ مِن بَلَدِ
وَيا فِراقَ الأَميرِ الرَحبِ مَنزِلُهُ
إِن أَنتَ فارَقتَنا يَوماً فَلا تَعُدِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:29 PM
وَشامِخٍ مِنَ الجِبالِ أَقوَدِ
فَردٍ كَيافوخِ البَعيرِ الأَصيَدِ
يُسارُ مِن مَضيقِهِ وَالجَلمَدِ
في مِثلِ مَتنِ المَسَدِ المُعَقَّدِ
زُرناهُ لِلأَمرِ الَّذي لَم يُعهَدِ
لِلصَيدِ وَالنُزهَةِ وَالتَمَرُّدِ
بِكُلِّ مَسقِيِّ الدِماءِ أَسوَدِ
مُعاوِدٍ مُقَوَّدٍ مُقَلَّدِ
بِكُلِّ نابٍ ذَرِبٍ مُحَدَّدِ
عَلى حِفافَي حَنَكٍ كَالمِبرَدِ
كَطالِبِ الثَأرِ وَإِن لَم يَحقِدِ
يَقتُلُ ما يَقتُلُهُ وَلا يَدي
يَنشُدُ مِن ذا الخِشفِ ما لَم يَفقِدِ
فَثارَ مِن أَخضَرَ مَمطورٍ نَدي
كَأَنَّهُ بَدءُ عِذارِ الأَمرَدِ
فَلَم يَكَد إِلّا لِحَتفٍ يَهتَدي
وَلَم يَقَع إِلّا عَلى بَطنِ يَدِ
وَلَم يَدَع لِلشاعِرِ المُجَوِّدِ
وَصفاً لَهُ عِندَ الأَميرِ الأَمجَدِ
المَلِكِ القَرمِ أَبي مُحَمَّدِ
القانِصِ الأَبطالَ بِالمُهَنَّدِ
ذي النِعَمِ الغُرِّ البَوادي العُوَّدِ
إِذا أَرَدتُ عَدَّها لَم تُعدَدِ
وَإِن ذَكَرتُ فَضلَهُ لَم يَنفَدِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:30 PM
أَمِن كُلِّ شَيءٍ بَلَغتَ المُرادا
وَفي كُلِّ شَأوٍ شَأَوتَ العِبادا
فَماذا تَرَكتَ لِمَن لَم يَسُد
وَماذا تَرَكتَ لِمَن كانَ سادا
كَأَنَّ السُمانى إِذا ما رَأَتكَ
تَصَيَّدُها تَشتَهي أَن تُصادا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:30 PM
يامَن رَأَيتُ الحَليمَ وَغدا
بِهِ وَحُرَّ المُلوكِ عَبدا
مالَ عَلَيَّ الشَرابُ جِدّاً
وَأَنتَ بِالمَكرُماتِ أَهدى
فَإِن تَفَضَّلتَ بِاِنصِرافي
عَدَدتُهُ مِن لَدُنكَ رِفداً
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:30 PM
وَزِيارَةٍ عَن غَيرِ مَوعِد
كَالغُمضِ في الجَفنِ المُسَهَّد
مَعَجَت بِنا فيها الجِيادُ
مَعَ الأَميرِ أَبي مُحَمَّد
حَتّى دَخَلنا جَنَّةً
لَو أَنَّ ساكِنَها مُخَلَّد
خَضراءَ حَمراءَ التُرابِ
كَأَنَّها في خَدِّ أَغيَد
أَحبَبتُ تَشبيهاً لَها
فَوَجَدتَهُ ما لَيسَ يوجَد
وَإِذا رَجَعتَ إِلى الحَقائِقِ
فَهيَ واحِدَةٌ لِأَوحَد
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:30 PM
يَرومُونَ شأوي في الكَلامِ وإنّمَا*
يحاكي الفتى فيما خَلا المَنطقَ القِرْدُ
فَهُمْ في جُموعٍ لا يراها ابنُ دأيَةٍ*
وهم في ضَجيجٍ لايُحسّ به الخلدُ
ومني استفادَ النّاسُ كُلَّ غَريبَةٍ*
فجازوا بتَرْكِ الذّمّ إن لم يكنْ حمدُ
وجَدْتُ عَليّاً وابنَهُ خيرَ قوْمِهِ*
وهم خيرُ قوْمٍ واستوَى الحُرُّ والعبدُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:30 PM
أُسَرّ بتَجديدِ الهَوَى ذِكْرَ مامضَى*
وإنْ كانَ لايَبقَى له الحجرُ الصّلدُ
سُهادٌ أتانا منكِ في العَينِ عِنْدَنَا*
رُقادٌ وقُلاّمٌ رَعَى سَرْبُكمْ وَرْدُ
مُمَثَّلَةٌ حتى كأنْ لمْ تُفارِقي*
وحتى كأنّ اليأسَ من وَصْلكِ الوَعدُ
وحتى تَكادي تَمْسَحينَ مَدامعي*
ويَعْبَقُ في ثَوْبيَّ من رِيحِكِ النَّدُّ
إذا غَدَرَتْ حَسناءُ وفّتْ بعَهدها*
فمِنْ عَهدِها أن لايَدومَ لها عَهدُ
وإنْ عَشِقَتْ كانتْ أشَدّ صَبابَةً*
وإن فَرِكتْ فاذهبْ فما فِركها قَصدُ
وإنْ حقَدَتْ لم يَبقَ في قَلبِها رِضًى*
وإنْ رَضِيَتْ لم يَبقَ في قَلبِها حِقدُ
كذلِكَ أخلاقُ النّساءِ ورُبّمَا*
يَضِلُّ بها الهادي ويخفى بها الرّشدُ
ولكنّ حُبّاً خامَرَ القَلْبَ في الصِّبَا*
يَزيدُ على مَرّ الزّمانِ ويَشْتَدُّ
سَقَى ابنُ عَليٍّ كلَّ مُزنٍ سقَتكمُ*
مُكافأةً يَغْدو إلَيْها كمَا تَغدُو
لتَرْوَى كمَا تُرْوي بلاداً سكَنْتِها*
ويَنْبُتَ فيها فَوْقَكِ الفَخرُ والمجدُ
بمن تَشخَصُ الأبصارُ يوْمَ رُكوبِهِ*
ويُخْرَقُ من زَحْمٍ على الرّجلِ البُرْدُ
وتُلْقي وما تَدري البَنانُ سِلاحَها*
لكَثْرَةِ إيماءٍ إلَيْهِ إذا يَبدُو
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:31 PM
أَمّا الفِراقُ فَإِنَّهُ ما أَعهَدُ
هُوَ تَوأَمي لَو أَنَّ بَيناً يولَدُ
وَلَقَد عَلِمنا أَنَّنا سَنُطيعُهُ
لَمّا عَلِمنا أَنَّنا لانَخلِدُ
وَإِذا الجِيادُ أَبا البَهِيِّ نَقَلنَنا
عَنكُم فَأَردَأُ مارَكِبتُ الأَجوَدُ
مَن خَصَّ بِالذَمِّ الفِراقَ فَإِنَّني
مَن لايَرى في الدَهرِ شَيئاً يُحمَدُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:31 PM
فَإِن يَكُ سَيّارُ بنُ مُكرَمٍ اِنقَضي
فَإِنَّكَ ماءُ الوَردِ إِن ذَهَبَ الوَردُ
مَضى وَبَنوهُ وَاِنفَرَدتَ بِفَضلِهِم
وَأَلفٌ إِذا ماجُمِّعَت واحِدٌ فَردُ
لَهُم أَوجُهٌ غُرٌّ وَأَيدٍ كَريمَةٌ
وَمَعرِفَةٌ عِدٌّ وَأَلسِنَةٌ لُدُّ
وَأَردِيَةٌ خُضرٌ وَمُلكٌ مُطاعَةٌ
وَمَركوزَةٌ سُمرٌ وَمُقرَبَةٌ جُردُ
وَما عِشتُ ماماتوا وَلا أَبَواهُمُ
تَميمُ بنُ مُرٍّ وَاِبنُ طابِخَةٍ أُدُّ
فَبَعضُ الَّذي يَبدو الَّذي أَنا ذاكِرٌ
وَبَعضُ الَّذي يَخفى عَلَيَّ الَّذي يَبدو
أَلومُ بِهِ مَن لامَني في وِدادِهِ
وَحُقَّ لِخَيرِ الخَلقِ مِن خَيرِهِ الوُدُّ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:31 PM
سَرى السَيفُ مِمّا تَطبَعُ الهِندُ صاحِبي
إِلى السَيفِ مِمّا يَطبَعُ اللَهُ لا الهِندُ
فَلَمّا رَآني مُقبِلاً هَزَّ نَفسَهُ
إِلَيَّ حُسامٌ كُلُّ صَفحٍ لَهُ حَدُّ
فَلَم أَرَ قَبلي مَن مَشى البَحرُ نَحوَهُ
وَلا رَجُلاً قامَت تُعانِقُهُ الأُسدُ
كَأَنَّ القِسِيَّ العاصِياتِ تُطيعُهُ
هَوىً أَو بِها في غَيرِ أُنمُلِهِ زُهدُ
يَكادُ يُصيبُ الشَيءَ مِن قَبلِ رَميِهِ
وَيُمكِنُهُ في سَهمِهِ المُرسَلِ الرَدُّ
وَيُنفِذُهُ في العَقدِ وَهوَ مُضَيَّقٌ
مِنَ الشَعرَةِ السَوداءِ وَاللَيلُ مُسوَدُّ
بِنَفسي الَّذي لايُزدَهى بِخَديعَةٍ
وَإِن كَثُرَت فيها الذَرائِعُ وَالقَصدُ
وَمَن بُعدُهُ فَقرٌ وَمَن قُربُهُ غِنىً
وَمَن عِرضُهُ حُرٌّ وَمَن مالُهُ عَبدُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:31 PM
خَليلايَ دونَ الناسِ حُزنٌ وَعَبرَةٌ
عَلى فَقدِ مَن أَحبَبتُ مالَهُما فَقدُ
تَلَجُّ دُموعي بِالجُفونِ كَأَنَّما
جُفوني لِعَيني كُلِّ باكِيَةٍ خَدُّ
وَإِنّي لَتُغنيني مِنَ الماءِ نُغبَةٌ
وَأَصبِرُ عَنهُ مِثلَ ماتَصبِرُ الرُبدُ
وَأَمضي كَما يَمضي السِنانُ لِطِيَّتي
وَأَطوي كَما تَطوي المُجَلِّحَةُ العُقدُ
وَأَكبِرُ نَفسي عَن جَزاءٍ بِغيبَةٍ
وَكُلُّ اِغتِيابٍ جُهدُ مَن مالُهُ جُهدُ
وَأَرحَمُ أَقواماً مِنَ العِيِّ وَالغَبا
وَأَعذِرُ في بُغضي لِأَنَّهُمُ ضِدُّ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:32 PM
أَذُمُّ إِلى هَذا الزَمانِ أُهَيلَهُ
فَأَعلَمُهُم فَدمٌ وَأَحزَمُهُم وَغدُ
وَأَكرَمُهُم كَلبٌ وَأَبصَرُهُم عَمٍ
وَأَسهَدُهُم فَهدٌ وَأَشجَعُهُم قِردُ
وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى الحُرِّ أَن يَرى
عَدُوّاً لَهُ مامِن صَداقَتِهِ بُدُّ
بِقَلبي وَإِن لَم أَروَ مِنها مَلالَةٌ
وَبي عَن غَوانيها وَإِن وَصَلَت صَدُّ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:32 PM
يَستَعظِمونَ أُبَيّاتاً نَأَمتُ بِها
لاتَحسُدُنَّ عَلى أَن يَنأَمَ الأَسَدا
لَو أَنَّ ثَمَّ قُلوباً يَعقِلونَ بِها
أَنساهُمُ الذُعرُ مِمّا تَحتَها الحَسَدا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:32 PM
قَتَلتَ نُفوسَ العِدا بِالحَديدِ
حَتّى قَتَلتَ بِهِنَّ الحَديدا
فَأَنفَدتَ مِن عَيشِهِنَّ البَقاءَ
وَأَبقَيتَ مِمّا مَلَكتَ النُفودا
كَأَنَّكَ بِالفَقرِ تَبغي الغِنى
وَبِالمَوتِ في الحَربِ تَبغي الخُلودا
خَلائِقُ تَهدي إِلى رَبِّها
وَآيَةُ مَجدٍ أَراها العَبيدا
مُهَذَّبَةٌ حُلوَةٌ مُرَّةٌ
حَقَرنا البِحارَ بِها وَالأُسودا
بَعيدٌ عَلى قُربِها وَصفُها
تَغولُ الظُنونَ وَتَنضى القَصيدا
فَأَنتَ وَحيدُ بَني آدَمٍ
وَلَستَ لِفَقدِ نَظيرٍ وَحيدا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:33 PM
وَما الغَضَبُ الطَريفُ وَإِن تَقَوّى
بِمُنتَصِفٍ مِنَ الكَرَمِ التِلادِ
فَلا تَغرُركَ أَلسِنَةٌ مَوالٍ
تُقَلِّبُهُنَّ أَفإِدَةٌ أَعادي
وَكُن كَالمَوتِ لا يَرثي لِباكٍ
بَكى مِنهُ وَيَروي وَهوَ صادِ
فَإِنَّ الجُرحَ يَنفِرُ بَعدَ حينٍ
إِذا كانَ البِناءُ عَلى فَسادِ
وَإِنَّ الماءَ يَجري مِن جَمادٍ
وَإِنَّ النارَ تَخرُجُ مِن زِنادِ
وَكَيفَ يَبيتُ مُضطَجِعاً جَبانٌ
فَرَشتَ لِجِنبِهِ شَوكَ القَتادِ
يَرى في النَومِ رُمحَكَ في كُلاهُ
وَيَخشى أَن يَراهُ في السُهادِ
أَشَرتَ أَبا الحُسَينِ بِمَدحِ قَومٍ
نَزَلتُ بِهِم فَسِرتُ بِغَيرِ زادِ
وَظَنّوني مَدَحتُهُم قَديماً
وَأَنتَ بِما مَدَحتُهُمُ مُرادي
وَإِنّي عَنكَ بَعدَ غَدٍ لَغادِ
وَقَلبي عَن فِنائِكَ غَيرُ غادِ
مُحِبُّكَ حَيثُما اِتَّجَهَت رِكابي
وَضَيفُكَ حَيثُ كُنتُ مِنَ البِلادِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:33 PM
نَلومُكَ ياعَلِيُّ لِغَيرِ ذَنبٍ
لِأَنَّكَ قَد زَرَيتَ عَلى العِبادِ
وَأَنَّكَ لاتَجودُ عَلى جَوادٍ
هِباتُكَ أَن يُلَقَّبَ بِالجَوادِ
كَأَنَّ سَخاءَكَ الإِسلامُ تَخشى
إِذا ماحُلتَ عاقِبَةَ اِرتِدادِ
كَأَنَّ الهامَ في الهَيجا عُيونٌ
وَقَد طُبِعَت سُيوفُكَ مِن رُقادِ
وَقَد صُغتَ الأَسِنَّةَ مِن هُمومٍ
فَما يَخطُرنَ إِلّا في فُؤادِ
وَيَومَ جَلَبتَها شُعثَ النَواصي
مُعَقَّدَةَ السَبائِبِ لِلطِرادِ
وَحامَ بِها الهَلاكُ عَلى أُناسِ
لَهُم بِاللاذِقِيَّةِ بَغيُ عادِ
فَكانَ الغَربُ بَحراً مِن مِياهٍ
وَكانَ الشَرقُ بَحراً مِن جِيادِ
وَقَد خَفَقَت لَكَ الراياتُ فيهِ
فَظَلَّ يَموجُ بِالبيضِ الحِدادِ
لَقوكَ بِأَكبُدِ الإِبلِ الأَبايا
فَسُقتَهُمُ وَحَدُّ السَيفِ حادِ
وَقَد مَزَّقتَ ثَوبَ الغَيِّ عَنهُم
وَقَد أَلبَستُهُم ثَوبَ الرَشادِ
فَما تَرَكوا الإِمارَةَ لِاِختِيارٍ
وَلا اِنتَحَلوا وِدادَكَ مِن وِدادِ
وَلا اِستَفَلوا لِزُهدٍ في التَعالي
وَلا اِنقادوا سُروراً بِاِنقِيادِ
وَلَكِن هَبَّ خَوفُكَ في حَشاهُم
هُبوبَ الريحِ في رِجلِ الجَرادِ
وَماتوا قَبلَ مَوتِهِمُ فَلَمّا
مَنَنتَ أَعَدتَهُم قَبلَ المَعادِ
غَمَدتَ صَوارِماً لَو لَم يَتوبوا
مَحَوتَهُمُ بِها مَحوَ المِدادِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:33 PM
أُحادٌ أَم سُداسٌ في أُحادِ
لُيَيلَتُنا المَنوطَةُ بِالتَنادِ
كَأَنَّ بَناتِ نَعشٍ في دُجاها
خَرائِدُ سافِراتٌ في حِدادِ
أُفَكِّرُ في مُعاقَرَةِ المَنايا
وَقودِ الخَيلِ مُشرِفَةَ الهَوادي
زَعيمٌ لِلقَنا الخَطِّيِّ عَزمي
بِسَفكِ دَمِ الحَواضِرِ وَالبَوادي
إِلى كَم ذا التَخَلُّفُ وَالتَواني
وَكَم هَذا التَمادي في التَمادي
وَشُغلُ النَفسِ عَن طَلَبِ المَعالي
بِبَيعِ الشِعرِ في سوقِ الكَسادِ
وَما ماضي الشَبابِ بِمُستَرَدٍّ
وَلا يَومٌ يَمُرُّ بِمُستَعادِ
مَتى لَحَظَت بَياضَ الشَيبِ عَيني
فَقَد وَجَدَتهُ مِنها في السَوادِ
مَتى ما اِزدَدتُ مِن بَعدِ التَناهي
فَقَد وَقَعَ اِنتِقاصي في اِزدِيادي
أَأَرضى أَن أَعيشَ وَلا أُكافي
عَلى ما لِلأَميرِ مِنَ الأَيادي
جَزى اللَهُ المَسيرَ إِلَيهِ خَيراً
وَإِن تَرَكَ المَطايا كَالمَزادِ
فَلَم تَلقَ اِبنَ إِبراهيمَ عَنسي
وَفيها قوتُ يَومٍ لِلقُرادِ
أَلَم يَكُ بَينَنا بَلَدٌ بَعيدٌ
فَصَيَّرَ طولَهُ عَرضَ النِجادِ
وَأَبعَدَ بُعدَنا بُعدَ التَداني
وَقَرَّبَ قُربَنا قُربَ البِعادِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:33 PM
قَد كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَجدَ مِن مُضَرٍ
حَتّى تَبَحتَرَ فَهوَ اليَومَ مِن أَدَدِ
قَومٌ إِذا أَمطَرَت مَوتاً سُيوفُهُمُ
حَسِبتَها سُحُباً جادَت عَلى بَلَدِ
لَم أُجرِ غايَةَ فِكري مِنكَ في صِفَةٍ
إِلّا وَجَدتُ مَداها غايَةَ الأَبَدِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:34 PM
ما الشَوقُ مُقتَنِعاً مِنّي بِذا الكَمَدِ
حَتّى أَكونَ بِلا قَلبٍ وَلا كَبِدِ
وَلا الدِيارُ الَّتي كانَ الحَبيبُ بِها
تَشكو إِلَيَّ وَلا أَشكو إِلى أَحَدِ
مازالَ كُلُّ هَزيمِ الوَدقِ يُنحِلُها
وَالسُقمُ يُنحِلُني حَتّى حَكَت جَسَدي
وَكُلَّما فاضَ دَمعي غاضَ مُصطَبَري
كَأَنَّ ماسالَ مِن جَفنَيَّ مِن جَلَدي
فَأَينَ مِن زَفَراتي مَن كَلِفتُ بِهِ
وَأَينَ مِنكَ اِبنَ يَحيى صَولَةُ الأَسَدِ
لَمّا وَزَنتُ بِكَ الدُنيا فَمِلتَ بِها
وَبِالوَرى قَلَّ عِندي كَثرَةُ العَدَدِ
مادارَ في خَلَدِ الأَيّامِ لي فَرَحٌ
أَبا عُبادَةَ حَتّى دُرتَ في خَلَدي
مَلكٌ إِذا اِمتَلَأَت مالاً خَزائِنُهُ
أَذاقَها طَعمَ ثُكلِ الأُمِّ لِلوَلَدِ
ماضي الجَنانِ يُريهِ الحَزمُ قَبلَ غَدٍ
بِقَلبِهِ ما تَرى عَيناهُ بَعدَ غَدِ
ماذا البَهاءُ وَلا ذا النورُ مِن بَشَرٍ
وَلا السَماحُ الَّذي فيهِ سَماحُ يَدِ
أَيُّ الأَكُفِّ تُباري الغَيثَ ما اِتَّفَقا
حَتّى إِذا اِفتَرَقا عادَت وَلَم يَعُدِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:34 PM
مُحَمَّدُ بنَ زُرَيقٍ ما نَرى أَحَدا
إِذا فَقَدناكَ يُعطي قَبلَ أَن يَعِدا
وَقَد قَصَدتُكَ وَالتَرحالُ مُقتَرِبٌ
وَالدارُ شاسِعَةٌ وَالزادُ قَد نَفِدا
فَخَلِّ كَفَّكَ تَهمي وَاِثنِ وابِلَها
إِذا اِكتَفَيتُ وَإِلّا أَغرَقَ البَلَدا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:34 PM
فَما لَكَ تَقبَلُ زورَ الكَلامِ
وَقَدرُ الشَهادَةِ قَدرُ الشُهودِ
فَلا تَسمَعَنَّ مِنَ الكاشِحينَ
وَلا تَعبَأَنَّ بِمَحكِ اليَهودِ
وَكُن فارِقاً بَينَ دَعوى أَرَدتُ
وَدَعوى فَعَلتُ بِشَأوٍ بَعيدِ
وَفي جودِ كَفَّيكَ ما جُدتَ لي
بِنَفسي وَلَو كُنتُ أَشقى ثَمودِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:35 PM
إِنَّ القَوافي لَم تُنِمكَ وَإِنَّما
مَحَقَتكَ حَتّى صِرتَ مالا يوجَدُ
فَكَأَنَّ أُذنَكَ فوكَ حينَ سَمِعتَها
وَكَأَنَّها مِمّا سَكِرتَ المُرقِدُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:35 PM
أَيا خَدَّدَ اللَهُ وَردَ الخُدودِ
وَقَدَّ قُدودَ الحِسانِ القُدودِ
فَهُنَّ أَسَلنَ دَماً مُقلَتي
وَعَذَّبنَ قَلبي بِطولِ الصُدودِ
وَكَم لِلهَوى مِن فَتىً مُدنَفٍ
وَكَم لِلنَوى مِن قَتيلٍ شَهيدِ
فَواحَسرَتا ما أَمَرَّ الفِراقَ
وَأَعلَقَ نيرانَهُ بِالكُبودِ
وَأَغرى الصَبابَةَ بِالعاشِقينَ
وَأَقتَلَها لِلمُحِبِّ العَميدِ
وَأَلهَجَ نَفسي لِغَيرِ الخَنا
بِحُبِّ ذَواتِ اللَمى وَالنُهودِ
فَكانَت وَكُنّا فِداءَ الأَميرِ
وَلا زالَ مِن نِعمَةٍ في مَزيدِ
لَقَد حالَ بِالسَيفِ دونَ الوَعيدِ
وَحالَت عَطاياهُ دونَ الوُعودِ
فَأَنجُمُ أَموالِهِ في النُحوسِ
وَأَنجُمُ سُؤَلِهِ في السُعودِ
وَلَو لَم أَخَف غَيرَ أَعدائِهِ
عَلَيهِ لَبَشَّرتُهُ بِالخُلودِ
رَمى حَلَباً بِنَواصي الخُيولِ
وَسُمرٍ يُرِقنَ دَماً في الصَعيدِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:36 PM
إِنَّ الرَزايا وَالعَطايا وَالقَنا
حُلَفاءُ طَيٍّ غَوَّروا أَو أَنجَدوا
صِح يا لَجُلهُمَةٍ تُجِبكَ وَإِنَّما
أَشفارُ عَينِكَ ذابِلٌ وَمُهَنَّدُ
مِن كُلِّ أَكبَرَ مِن جِبالِ تِهامَةٍ
قَلباً وَمِن جَودِ الغَوادي أَجوَدُ
يَلقاكَ مُرتَدِياً بِأَحمَرَ مِن دَمٍ
ذَهَبَت بِخُضرَتِهِ الطُلى وَالأَكبُدُ
حَتّى يُشارَ إِلَيكَ ذا مَولاهُمُ
وَهُمُ المَوالي وَالخَليقَةُ أَعبُدُ
أَنّى يَكونُ أَبا البَرِيَّةِ آدَمٌ
وَأَبوكَ وَالثَقلانِ أَنتَ مُحَمَّدُ
يَفنى الكَلامُ وَلا يُحيطُ بِوَصفِكُم
أَيُحيطُ مايَفنى بِما لايَنفَدُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:36 PM
نِقَمٌ عَلى نِقَمِ الزَمانِ يَصُبُّها
نِعَمٌ عَلى النِعَمِ الَّتي لا تُجحَدُ
في شانِهِ وَلِسانِهِ وَبَنانِهِ
وَجَنانِهِ عَجَبٌ لِمَن يَتَفَقَّدُ
أَسَدٌ دَمُ الأَسَدِ الهِزَبرِ خِضابُهُ
مَوتٌ فَريصُ المَوتِ مِنهُ تُرعَدُ
مامَنبِجٌ مُذ غِبتَ إِلّا مُقلَةٌ
سَهِدَت وَوَجهُكَ نَومُها وَالإِثمِدُ
فَاللَيلُ حينَ قَدِمتَ فيها أَبيَضٌ
وَالصُبحُ مُنذُ رَحَلتَ عَنها أَسوَدُ
مازِلتَ تَدنو وَهيَ تَعلو عِزَّةً
حَتّى تَوارى في ثَراها الفَرقَدُ
أَرضٌ لَها شَرَفٌ سِواها مِثلُها
لَو كانَ مِثلُكَ في سِواها يُوجَدُ
أَبدى العُداةُ بِكَ السُرورَ كَأَنَّهُم
فَرِحوا وَعِندَهُمُ المُقيمُ المُقعِدُ
قَطَّعتَهُم حَسَداً أَراهُم ما بِهِم
فَتَقَطَّعوا حَسَداً لِمَن لايَحسُدُ
حَتّى اِنثَنوا وَلَوَ أَنَّ حَرَّ قُلوبِهِم
في قَلبِ هاجِرَةٍ لَذابَ الجَلمَدُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:36 PM
اليَومَ عَهدُكُمُ فَأَينَ المَوعِدُ
هَيهاتَ لَيسَ لِيَومِ عَهدِكُمُ غَدُ
المَوتُ أَقرَبُ مِخلَباً مِن بَينِكُم
وَالعَيشُ أَبعَدُ مِنكُمُ لاتَبعُدوا
إِنَّ الَّتي سَفَكَت دَمي بِجُفونِها
لَم تَدرِ أَنَّ دَمي الَّذي تَتَقَلَّدُ
قالَت وَقَد رَأَتِ اِصفِرارِيَ مَن بِهِ
وَتَنَهَّدَت فَأَجَيتُها المُتَنَهِّدُ
فَمَضَت وَقَد صَبَغَ الحَياءُ بَياضَها
لَوني كَما صَبَغَ اللُجَينَ العَسجَدُ
فَرَأَيتُ قَرنَ الشَمسِ في قَمَرِ الدُجى
مُتَأَوِّداً غُصنٌ بِهِ يَتَأَوَّدُ
عَدَوِيَّةٌ بَدَوِيَّةٌ مِن دونِها
سَلبُ النُفوسِ وَنارُ حَربٍ توقَدُ
وَهَواجِلٌ وَصَواهِلٌ وَمَناصِلٌ
وَذَوابِلٌ وَتَوَعُّدٌ وَتَهَدُّدُ
أَبلَت مَوَدَّتَها اللَيالي بَعدَنا
وَمَشى عَلَيها الدَهرُ وَهوَ مُقَيَّدُ
بَرَّحتَ يا مَرَضَ الجُفونِ بِمُمرَضٍ
مَرِضَ الطَبيبُ لَهُ وَعيدَ العُوَّدُ
فَلَهُ بَنو عَبدِ العَزيزِ بنِ الرِضا
وَلِكُلِّ رَكبٍ عيسُهُم وَالفَدفَدُ
مَن في الأَنامِ مِنَ الكِرامِ وَلا تَقُل
مَن فيكِ شَأمُ سِوى شُجاعٍ يُقصَدُ
أَعطى فَقُلتُ لِجودِهِ مايُقتَنى
وَسَطا فَقُلتُ لِسَيفِهِ مايولَدُ
وَتَحَيَّرَت فيهِ الصِفاتُ لِأَنَّها
أَلفَت طَرائِقَهُ عَلَيها تَبعُدُ
في كُلِّ مُعتَرَكٍ كُلىً مَفرِيَّةٌ
يَذمُمنَ مِنهُ ما الأَسِنَّةُ تَحمَدُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:37 PM
لابِقَومي شَرُفتُ بَل شَرُفوا بي
وَبِنَفسي فَخَرتُ لا بِجُدودي
وَبِهِم فَخرُ كُلِّ مَن نَطَقَ الضادَ
وَعَوذُ الجاني وَعَوثُ الطَريدِ
إِن أَكُن مُعجَباً فَعُجبُ عَجيبٍ
لَم يَجِد فَوقَ نَفسِهِ مِن مَزيدِ
أَنا تِربُ النَدى وَرَبُّ القَوافي
وَسِمامُ العِدا وَغَيظُ الحَسودِ
أَنا في أُمَّةٍ تَدارَكَها اللَهُ
غَريبٌ كَصالِحٍ في ثَمودِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:37 PM
أَقصِر فَلَستَ بِزائِدي وُدّا
بَلَغَ المَدى وَتَجاوَزَ الحَدّا
أَرسَلتَها مَملوءَةً كَرَماً
فَرَدَدتُها مَملوءَةً حَمَدا
جاءَتكَ تَطفَحُ وَهيَ فارِغَةٌ
مَثنى بِهِ وَتَظُنُّها فَردا
تَأبى خَلائِقُكَ الَّتي شَرُفَت
أَن لاتَحِنَّ وَتَذكُرَ العَهدا
لَو كُنتَ عَصراً مُنبِتاً زَهراً
كُنتَ الرَبيعَ وَكانَتِ الوَردا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:37 PM
كَم قَتيلٍ كَما قُتِلتُ شَهيدِ
بِبَياضِ الطُلى وَوَردِ الخُدودِ
وَعُيونِ المَها وَلا كَعُيونٍ
فَتَكَت بِالمُتَيَّمِ المَعمودِ
دَرَّ دَرُّ الصِبا أَأَيّامَ تَجريرِ
ذُيولي بِدارِ أَثلَةَ عودي
عَمرَكَ اللَهُ هَل رَأَيتَ بُدوراً
طَلَعَت في بَراقِعٍ وَعُقودِ
رامِياتٍ بِأَسهُمٍ ريشُها الهُدبُ
تَشُقُّ القُلوبُ قَبلَ الجُلودِ
يَتَرَشَّفنَ مِن فَمي رَشَفاتٍ
هُنَّ فيهِ أَحلى مِنَ التَوحيدِ
كُلُّ خَمصانَةٍ أَرَقُّ مِنَ الخَمرِ
بِقَلبٍ أَقسى مِنَ الجَلمودِ
ذاتِ فَرعٍ كَأَنَّما ضُرِبَ العَنبَرُ
فيهِ بِماءِ وَردٍ وَعودِ
حالِكٍ كَالغُدافِ جَثلٍ دَجوجِييٍ
أَثيثٍ جَعدٍ بِلا تَجعيدِ
تَحمِلُ المِسكَ عَن غَدائِرِها الريحُ
وَتَفتَرُّ عَن شَنيبٍ بَرودِ
جَمَعَت بَينَ جِسمِ أَحمَدَ وَالسُقمِ
وَبَينَ الجُفونِ وَالتَسهيدِ
هَذِهِ مُهجَتي لَدَيكِ لِحيني
فَاِنقُصي مِن عَذابِها أَو فَزيدي
أَهلُ ما بي مِنَ الضَنى بَطَلٌ صيدَ
بِتَصفيفِ طُرَّةٍ وَبِجيدِ
كُلُّ شَيءٍ مِنَ الدِماءِ حَرامٌ
شُربُهُ ما خَلا دَمَ العُنقودِ
فَاِسقِنيها فِدىً لِعَينَيكِ نَفسي
مِن غَزالٍ وَطارِفي وَتَليدي
شَيبُ رَأسي وَذِلَّتي وَنُحولي
وَدُموعي عَلى هَواكَ شُهودي
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:37 PM
يَالَيْتَ بي ضَرْبَةً أُتيحَ لهَا
كمَا أُتِيحَتْ لَهُ مُحَمّدُهَا
أثّرَ فِيهَا وَفي الحَدِيدِ ومَا
أثّرَ في وَجْهِهِ مُهَنّدُهَا
فَاغْتَبَطَتْ إذْ رَأتْ تَزَيّنَهَا
بِمِثْلِهِ وَالجِرَاحُ تَحْسُدُهَا
وَأيْقَنَ النّاسُ أنّ زَارِعَهَا
بالمَكْرِ في قَلْبِهِ سَيَحْصِدُهَا
أصْبَحَ حُسّادُهُ وَأنْفُسُهُمْ
يُحْدِرُهَا خَوْفُهُ وَيُصْعِدُهَا
تَبْكي علَى الأنْصُلِ الغُمُودُ إذَا
أنْذَرَهَا أنّهُ يُجَرِّدُهَا
لِعِلْمِهَا أنّهَا تَصِيرُ دَماً
وَأنّهُ في الرّقَابِ يُغْمِدُهَا
أطْلَقَهَا فَالعَدُوّ مِنْ جَزَعٍ
يَذُمّهَا وَالصّدِيقُ يَحْمَدُهَا
تَنْقَدِحُ النّارُ مِنْ مَضارِبِهَا
وَصَبُّ مَاءِ الرّقابِ يُخْمِدُهَا
إذَا أضَلّ الهُمَامُ مُهْجَتَهُ
يَوْماً فَأطْرَافُهُنّ تَنْشُدُهَا
قَدْ أجْمَعَتْ هَذِهِ الخَلِيقَةُ لي
أنّكَ يا ابنَ النّبيّ أوْحَدُهَا
وأنّكَ بالأمْسِ كُنْتَ مُحْتَلِماً
شَيْخَ مَعَدٍّ وَأنْتَ أمْرَدُهَا
وَكَمْ وَكَمْ نِعْمَةٍ مُجَلِّلَةٍ
رَبّيْتَهَا كانَ مِنْكَ مَوْلِدُهَا
وَكَمْ وَكَمْ حَاجَةٍ سَمَحْتَ بهَا
أقْرَبُ منّي إليّ مَوْعِدُهَا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:38 PM
أهلاً بدارٍ سباك أغْيدُها
أبعد مابان عنك خُرَّدُها
ظِلْتَ بِهَا تَنْطَوِي عَلى كَبِدٍ
نَضِيجَةٍ فَوْقَ خِلْبِهَا يَدُهَا
يَاحَادِيَيْ عيسِهَا وَأحْسَبُني
أُوجَدُ مَيْتاً قُبَيْلَ أفْقِدُهَا
قِفَا قَليلاً بها عَليّ فَلا
أقَلّ مِنْ نَظْرَةٍ أُزَوَّدُهَا
فَفي فُؤادِ المُحِبّ نَارُ جَوًى
أحَرُّ نَارِ الجَحيمِ أبْرَدُهَا
شَابَ مِنَ الهَجْرِ فَرْقُ لِمّتِهِ
فَصَارَ مِثْلَ الدّمَقْسِ أسْوَدُهَا
يَاعَاذِلَ العَاشِقِينَ دَعْ فِئَةً
أضَلّهَا الله كَيفَ تُرْشِدُهَا
لَيْسَ يُحِيكُ المَلامُ في هِمَمٍ
أقْرَبُهَا مِنْكَ عَنْكَ أبْعَدُهَا
بِئْسَ اللّيَالي سَهِدْتُ مِنْ طَرَبٍ
شَوْقاً إلى مَنْ يَبِيتُ يَرْقُدُهَا
أحْيَيْتُهَا وَالدّمُوعُ تُنْجِدُني
شُؤونُهَا وَالظّلامُ يُنْجِدُهَا
لانَاقَتي تَقْبَلُ الرّدِيفَ وَلا
بالسّوْطِ يَوْمَ الرّهَانِ أُجْهِدُهَا
شِرَاكُهَا كُورُهَا وَمِشْفَرُهَا
زِمَامُهَا وَالشُّسُوعُ مِقْوَدُهَا
أشَدُّ عَصْفِ الرّيَاحِ يَسْبُقُهُ
تَحْتيَ مِنْ خَطْوِهَا تَأوّدُهَا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:38 PM
فارَقتُكُم فَإِذا ماكانَ عِندَكُمُ
قَبلَ الفِراقِ أَذىً بَعدَ الفِراقِ يَدُ
إِذا تَذَكَّرتُ مابَيني وَبَينَكُمُ
أَعانَ قَلبي عَلى الشَوقِ الَّذي أَجِدُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:38 PM
إِذا شَدَّ زَندي حُسنُ رَأيِكَ فيهِمِ
ضَرَبتُ بِسَيفٍ يَقطَعُ الهامَ مُغمَدا
وَما أَنا إِلّا سَمهَرِيٌّ حَمَلتَهُ
فَزَيَّنَ مَعروضاً وَراعَ مُسَدَّدا
وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَلائِدي
إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِداً
فَسارَ بِهِ مَن لايَسيرُ مُشَمِّرا
وَغَنّى بِهِ مَن لايُغَنّي مُغَرِّدا
أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعراً فَإِنَّما
بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا
وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني
أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى
تَرَكتُ السُرى خَلفي لِمَن قَلَّ مالُهُ
وَأَنعَلتُ أَفراسي بِنُعماكَ عَسجَدا
وَقَيَّدتُ نَفسي في ذَراكَ مَحَبَّةً
وَمَن وَجَدَ الإِحسانَ قَيداً تَقَيَّدا
إِذا سَأَلَ الإِنسانُ أَيّامَهُ الغِنى
وَكُنتَ عَلى بُعدٍ جَعَلنَكَ مَوعِدا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:38 PM
لِكُلِّ اِمرِئٍ مِن دَهرِهِ ماتَعَوَّدا
وَعادَةُ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنُ في العِدا
وَأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ
وَيُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا
وَرُبَّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفسَهُ
وَهادٍ إِلَيهِ الجَيشَ أَهدى وَما هَدى
وَمُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللَهَ ساعَةً
رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا
هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ ساكِناً
عَلى الدُرِّ وَاِحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا
فَإِنّي رَأَيتُ البَحرَ يَعثُرُ بِالفَتى
وَهَذا الَّذي يَأتي الفَتى مُتَعَمِّدا
تَظَلُّ مُلوكُ الأَرضِ خاشِعَةً لَهُ
تُفارِقُهُ هَلكى وَتَلقاهُ سُجَّدا
وَتُحيِي لَهُ المالَ الصَوارِمُ وَالقَنا
وَيَقتُلُ مايُحيِي التَبَسُّمُ وَالجَدا
ذَكيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَينِهِ
يَرى قَلبُهُ في يَومِهِ ماتَرى غَدا
وَصولٌ إِلى المُستَصعَباتِ بِخَيلِهِ
فَلَو كانَ قَرنُ الشَمسِ ماءً لَأَورَدا
لِذَلِكَ سَمّى اِبنُ الدُمُستُقِ يَومَهُ
مَماتاً وَسَمّاهُ الدُمُستُقُ مَولِدا
سَرَيتَ إِلى جَيحانَ مِن أَرضِ آمِدٍ
ثَلاثاً لَقَد أَدناكَ رَكضٌ وَأَبعَدا
فَوَلّى وَأَعطاكَ اِبنَهُ وَجُيوشَهُ
جَميعاً وَلَم يُعطِ الجَميعَ لِيُحمَدا
عَرَضتَ لَهُ دونَ الحَياةِ وَطَرفِهِ
وَأَبصَرَ سَيفَ اللَهِ مِنكَ مُجَرَّدا
وَما طَلَبَت زُرقُ الأَسِنَّةِ غَيرَهُ
وَلَكِنَّ قُسطَنطينَ كانَ لَهُ الفِدا
فَأَصبَحَ يَجتابُ المُسوحَ مَخافَةً
وَقَد كانَ يَجتابُ الدِلاصَ المُسَرَّدا
وَيَمشي بِهِ العُكّازُ في الدَيرِ تائِباً
وَما كانَ يَرضى مَشيَ أَشقَرَ أَجرَدا
وَما تابَ حَتّى غادَرَ الكَرُّ وَجهَهُ
جَريحاً وَخَلّى جَفنَهُ النَقعُ أَرمَدا
فَلَو كانَ يُنجي مِن عَليٍّ تَرَهُّبٌ
تَرَهَّبَتِ الأَملاكُ مَثنى وَمَوحِدا
وَكُلُّ اِمرِئٍ في الشَرقِ وَالغَربِ بَعدَها
يُعِدُّ لَهُ ثَوباً مِنَ الشَعرِ أَسوَدا
هَنيئاً لَكَ العيدُ الَّذي أَنتَ عيدُهُ
وَعيدٌ لِمَن سَمّى وَضَحّى وَعَيَّدا
وَلا زالَتِ الأَعيادُ لُبسَكَ بَعدَهُ
تُسَلِّمُ مَخروقاً وَتُعطى مُجَدَّدا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:39 PM
نَهَبتَ مِنَ الأَعمارِ ما لَو حَوَيتَهُ
لَهُنِّئَتِ الدُنيا بِأَنَّكَ خالِدُ
فَأَنتَ حُسامُ المُلكِ وَاللَهُ ضارِبٌ
وَأَنتَ لِواءُ الدينِ وَاللَهُ عاقِدُ
وَأَنتَ أَبو الهَيجا اِبنُ حَمدانَ يا اِبنَهُ
تَشابَهَ مَولودٌ كَريمٌ وَوالِدُ
وَحَمدانُ حَمدونٌ وَحَمدونُ حارِثٌ
وَحارِثُ لُقمانٌ وَلُقمانُ راشِدُ
أولَئِكَ أَنيابُ الخِلافَةِ كُلُّها
وَسائِرُ أَملاكِ البِلادِ الزَوائِدُ
أُحِبُّكَ ياشَمسَ الزَمانِ وَبَدرَهُ
وَإِن لامَني فيكَ السُهى وَالفَراقِدُ
وَذاكَ لِأَنَّ الفَضلَ عِندَكَ باهِرٌ
وَلَيسَ لِأَنَّ العَيشُ عِندَكَ بارِدُ
فَإِنَّ قَليلَ الحُبِّ بِالعَقلِ صالِحٌ
وَإِنَّ كَثيرَ الحُبِّ بِالجَهلِ فاسِدُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:39 PM
عَواذِلُ ذاتِ الخالِ فيَّ حَواسِدُ
وَإِنَّ ضَجيعَ الخَودِ مِنّي لَماجِدُ
يَرُدُّ يَداً عَن ثَوبِها وَهوَ قادِرٌ
وَيَعصي الهَوى في طَيفِها وَهوَ راقِدُ
مَتى يَشتَفي مِن لاعِجِ الشَوقِ في الحَشى
مُحِبٌّ لَها في قُربِهِ مُتَباعِدُ
إِذا كُنتَ تَخشى العارَ في كُلِّ خَلوَةٍ
فَلِم تَتَصَبّاكَ الحِسانُ الخَرائِدُ
أَلَحَّ عَلَيَّ السُقمُ حَتّى أَلِفتُهُ
وَمَلَّ طَبيبي جانِبي وَالعَوائِدُ
مَرَرتُ عَلى دارِ الحَبيبِ فَحَمحَمَت
جَوادي وَهَل تَشجو الجِيادَ المَعاهِدُ
وَما تُنكِرُ الدَهماءَ مِن رَسمِ مَنزِلٍ
سَقَتها ضَريبَ الشَولِ فيها الوَلائِدُ
أَهُمُّ بِشَيءٍ وَاللَيالي كَأَنَّها
تُطارِدُني عَن كَونِهِ وَأُطارِدُ
وَحيدٌ مِنَ الخُلّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ
إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ
وَتُسعِدُني في غَمرَةٍ بَعدَ غَمرَةٍ
سَبوحٌ لَها مِنها عَليها شَواهِدُ
تَثَنّى عَلى قَدرِ الطِعانِ كَأَنَّما
مَفاصِلُها تَحتَ الرِماحِ مَراوِدُ
مُحَرَّمَةٌ أَكفالُ خَيلي عَلى القَنا
مُحَلَّلَةٌ لَبّاتُها وَالقَلائِدُ
وَأَورِدُ نَفسي وَالمُهَنَّدُ في يَدي
مَوارِدَ لايُصدِرنَ مَن لايُجالِدُ
وَلَكِن إِذا لَم يَحمِلِ القَلبُ كَفَّهُ
عَلى حالَةٍ لَم يَحمِلِ الكَفَّ ساعِدُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:39 PM
تَحمِلُ أَغمادُها الفِداءَ لَهُم
فَاِنتَقَدوا الضَربَ كَالأَخاديدِ
مَوقِعُهُ في فِراشِ هامِهِمُ
وَريحُهُ في مَناخِرِ السيدِ
أَفنى الحَياةَ الَّتي وَهَبتَ لَهُ
في شَرَفٍ شاكِراً وَتَسويدِ
سَقيمَ جِسمٍ صَحيحَ مَكرُمَةٍ
مَنجودَ كَربٍ غِياثَ مَنجودِ
ثُمَّ غَدا قَيدُهُ الحِمامُ وَما
تَخلُصُ مِنهُ يَمينُ مَصفودِ
لايَنقُصُ الهالِكونَ مِن عَدَدٍ
مِنهُ عَلِيٌّ مُضَيَّقُ البيدِ
تَهُبُّ في ظَهرِها كَتائِبُهُ
هُبوبَ أَرواحِها المَراويدِ
أَوَّلُ حَرفٍ مِنِ اِسمِهِ كَتَبَت
سَنابِكُ الخَيلِ في الجَلاميدِ
مَهما يُعَزُّ الفَتى الأَميرَ بِهِ
فَلا بِإِقدامِهِ وَلا الجودِ
وَمِن مُنانا بَقائُهُ أَبَداً
حَتّى يُعَزّى بِكُلِّ مَولودِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:40 PM
ماسَدِكَت عِلَّةٌ بِمَورودِ
أَكرَمَ مِن تَغلِبَ بنِ داوُّدِ
يَأنَفُ مِن ميتَةِ الفِراشِ وَقَد
حَلَّ بِهِ أَصدَقُ المَواعيدِ
وَمِثلُهُ أَنكَرَ المَماتَ عَلى
غَيرِ سُروجِ السَوابِحِ القودِ
بَعدَ عِثارِ القَنا بِلَبَّتِهِ
وَصَربِهِ أَرؤُسَ الصَناديدِ
وَخَوضِهِ غَمرَ كُلِّ مَهلَكَةِ
لِلذِمرِ فيها فُؤادُ رِعديدِ
فَإِن صَبَرنا فَإِنَّنا صُبُرٌ
وَإِن بَكَينا فَغَيرُ مَردودِ
وَإِن جَزِعنا لَهُ فَلا عَجَبٌ
ذا الجَزرُ في البَحرِ غَيرُ مَعهودِ
أَينَ الهِباتُ الَّتي يُفَرِّقُها
عَلى الزَرافاتِ وَالمَواحيدِ
سالِمُ أَهلِ الوِدادِ بَعدَهُمُ
يَسلَمُ لِلحُزنِ لالِتَخليدِ
فَما تُرَجّي النُفوسُ مِن زَمَنٍ
أَحمَدُ حالَيهِ غَيرُ مَحمودِ
إِنَّ نُيوبَ الزَمانِ تَعرِفُني
أَنا الَّذي طالَ عَجمُها عودي
وَفيَّ ما قارَعَ الخُطوبَ وَما
آنَسَني بِالمَصائِبِ السودِ
ماكُنتَ عَنهُ إِذِ اِستَغاثَكَ يا
سَيفَ بَني هاشِمٍ بِمَغمودِ
يا أَكرَمَ الأَكرَمينَ يا مَلِكَ ال
أَملاكِ طُرّاً يا أَصيَدَ الصيدِ
قَد ماتَ مِن قَبلِها فَأَنشَرَهُ
وَقعُ قَنا الخَطِّ في اللَغاديدِ
وَرَميُكَ اللَيلَ بِالجُنودِ وَقَد
رَمَيتَ أَجفانَهُم بِتَسهيدِ
فَصَبَّحَتهُم رِعالُها شُزَّباً
بَينَ ثُباتٍ إِلى عَباديدِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:40 PM
وَطائِرَةٍ تَتَبَّعُها المَنايا
عَلى آثارِها زَجِلُ الجَناحِ
كَأَنَّ الريشَ مِنهُ في سِهامٍ
عَلى جَسَدٍ تَجَسَّمَ مِن رِياحِ
كَأَنَّ رُؤوسَ أَقلامٍ غِلاظٍ
مُسِحنَ بِريشِ جُؤجُؤَةِ الصِحاحِ
فَأَقعَصَها بِحُجنٍ تَحتَ صُفرٍ
لَها فِعلُ الأَسِنَّةِ وَالصِفاحِ
فَقُلتُ لِكُلِّ حَيٍّ يَومُ مَوتٍ
وَإِن حَرَصَ النُفوسُ عَلى الفَلاحِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:40 PM
أَباعِث كُلِّ مَكرُمَةٍ طُموحُ
وَفارِسَ كُلِّ سَلهَبَةٍ سَبوحِ
وَطاعِنَ كُلِّ نَجلاءٍ غَموسٍ
وَعاصِيَ كُلِّ عَذّالٍ نَصيحِ
سَقاني اللَهُ قَبلَ المَوتِ يَوماً
دَمَ الأَعداءِ مِن جَوفِ الجُروحِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:40 PM
يُقاتِلُني عَلَيكَ اللَيلُ جِدّاً
وَمُنصَرَفي لَهُ أَمضى السِلاحِ
لِأَنّي كُلَّما فارَقتُ طَرفي
بَعيدٌ بَينَ جَفني وَالصَباحِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:41 PM
جارِيَةٌ ما لِجِسمِها روحُ
بِالقَلبِ مِن حُبِّها تَباريحُ
في كَفِّها طاقَةٌ تُشيرُ بِها
لِكُلِّ طيبٍ مِن طيبِها ريحُ
سَأَشرَبُ الكَأسَ عَن إِشارَتِها
وَدَمعُ عَيني في الخَدِّ مَسفوحُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:41 PM
لَو كُنتَ بَحراً لَم يَكُن لَكَ ساحِلٌ
أَو كُنتَ غَيثاً ضاقَ عَنكَ اللوحُ
وَخَشيتُ مِنكَ عَلى البِلادِ وَأَهلِها
ماكانَ أَنذَرَ قَومَ نوحٍ نوحُ
عَجزٌ بِحُرٍّ فاقَةٌ وَوَراءَهُ
رِزقُ الإِلَهِ وَبابَكَ المَفتوحُ
إِنَّ القَريضَ شَجٍ بِعِطفي عائِذٌ
مِن أَن يَكونَ سَواءَكَ المَمدوحُ
وَذَكِيُّ رائِحَةِ الرِياضِ كَلامُها
تَبغي الثَناءَ عَلى الحَيا فَتَفوحُ
جُهدُ المُقِلِّ فَكَيفَ بِاِبنِ كَريمَةٍ
توليهِ خَيراً وَاللِسانُ فَصيحُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:41 PM
جَلَلاًكَما بِيَ فَليَكُ التَبريحُ
أَغِذاءُ ذا الرَشَأِ الأَغَنِّ الشيحُ
لَعِبَت بِمِشيَتِهِ الشُمولُ وَغادَرَت
صَنَماً مِنَ الأَصنامِ لَولا الروحُ
مابالُهُ لاحَظتُهُ فَتَضَرَّجَت
وَجَناتُهُ وَفُؤادِيَ المَجروحُ
وَرَمى وَما رَمَتا يَداهُ فَصابَني
سَهمٌ يُعَذِّبُ وَالسِهامُ تُريحُ
قَرُبَ المَزارُ وَلا مَزارَ وَإِنَّما
يَغدو الجِنانُ فَنَلتَقي وَيَروحُ
وَفَشَت سَرائِرُنا إِلَيكَ وَشَفَّنا
تَعريضُنا فَبَدا لَكَ التَصريحُ
لَمّا تَقَطَّعَتِ الحُمولُ تَقَطَّعَت
نَفسي أَسىً وَكَأَنَّهُنَّ طُلوحُ
وَجَلا الوَداعُ مِنَ الحَبيبِ مَحاسِناً
حُسنُ العَزاءِ وَقَد جُلينَ قَبيحُ
فَيَدٌ مُسَلِّمَةٌ وَطَرفٌ شاخِصٌ
وَحَشىً يَذوبُ وَمَدمَعٌ مَسفوحُ
يَجِدُ الحَمامُ وَلَو كَوَجدي لَاِنبَرى
شَجَرُ الأَراكِ مَعَ الحَمامِ يَنوحُ
وَأَمَقَّ لَو خَدَتِ الشَمالُ بِراكِبٍ
في عَرضِهِ لَأَناخَ وَهيَ طَليحُ
نازَعتُهُ قُلَصَ الرِكابِ وَرَكبُها
خَوفَ الهَلاكِ حُداهُمُ التَسبيحُ
لَولا الأَمينُ مُساوِرُ بنُ مُحَمَّدٍ
ماجُشِّمَت خَطَراً وَرُدَّ نَصيحُ
وَمَتى وَنَت وَأَبو المُظَفَّرِ أَمُّها
فَأَتاحَ لي وَلَها الحِمامَ مُتيحُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:42 PM
أَنا عَينُ المُسَوَّدِ الجَحجاحِ
هَيَّجَتني كِلابُكُم بِالنُباحِ
أَيَكونُ الهِجانُ غَيرَ هِجانٍ
أَم يَكونُ الصُراحُ غَيرَ صُراحِ
جَهِلوني وَإِن عَمَرتُ قَليلاً
نَسَبَتني لَهُم رُؤوسُ الرِماحِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:42 PM
أَدنى اِبتِسامٍ مِنكَ تَحيا القَرائِحُ
وَتَقوى مِنَ الجِسمِ الضَعيفِ الجَوارِحُ
وَمَن ذا الَّذي يَقضي حُقوقَكَ كُلَّها
وَمَن ذا الَّذي يُرضي سِوى مَن تُسامِحُ
وَقَد تَقبَلُ العُذرَ الخَفيَّ تَكَرُّما
فَما بالُ عُذري واقِفاً وَهوَ واضِحُ
وَإِنَّ مُحالاً إِذ بِكَ العَيشُ أَن أَرى
وَجِسمُكَ مُعتَلٌّ وَجِسمِيَ صالِحُ
وَما كانَ تَركي الشِعرَ إِلّا لِأَنَّهُ
تُقَصِّرُ عَن وَصفِ الأَميرِ المَدائِحُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:42 PM
لِهَذا اليَومِ بَعدَ غَدٍ أَريجٍ
وَنارٌ في العَدوِّ لَها أَجيجُ
تَبيتُ بِها الحَواصِنُ آمِناتٍ
وَتَسلَمُ في مَسالِكِها الحَجيجُ
فَلا زالَت عُداتُكَ حَيثُ كانَت
فَرائِسَ أَيُّها الأَسَدُ المَهيجُ
عَرَفتُكَ وَالصُفوفُ مُعَبَّآتٌ
وَأَنتَ بِغَيرِ سَيفِكَ لاتَعيجُ
وَوَجهُ البَحرِ يُعرَفُ مِن بَعيدٍ
إِذا يَسجو فَكَيفَ إِذا يَموجُ
بِأَرضٍ تَهلِكُ الأَشواطُ فيها
إِذا مُلِئَت مِنَ الرَكضِ الفُروجُ
تُحاوِلُ نَفسَ مَلكِ الرومِ فيها
فَتَفديهِ رَعِيَّتُهُ العُلوجُ
أَبِالغَمَراتِ توعِدُنا النَصارى
وَنَحنُ نُجومُها وَهِيَ البُروجُ
وَفينا السَيفُ حَملَتُهُ صَدوقٌ
إِذا لاقى وَغارَتُهُ لَجوجُ
نُعَوِّذُهُ مِنَ الأَعيانِ بَأساً
وَيَكثُرُ بِالدُعاءِ لَهُ الضَجيجُ
رَضينا وَالدُمُستُقُ غَيرُ راضٍ
بِما حَكَمَ القَواضِبُ وَالوَشيجُ
فَإِن يُقدِم فَقَد زُرنا سَمَندو
وَإِن يُحجِم فَمَوعِدُهُ الخَليجُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:43 PM
سِربٌ مَحاسِنُهُ حُرِمتُ ذَواتِها
داني الصِفاتِ بَعيدُ مَوصوفاتِها
أَوفى فَكُنتُ إِذا رَمَيتُ بِمُقلَتي
بَشَراً رَأَيتُ أَرَقَّ مِن عَبَراتِها
يَستاقُ عيسَهُمُ أَنيني خَلفَها
تَتَوَهَّمُ الزَفَراتِ زَجرَ حُداتِها
وَكَأَنَّها شَجَرٌ بَدَت لَكِنَّها
شَجَرٌ جَنَيتُ المَوتَ مِن ثَمَراتِها
لاسِرتِ مِن إِبِلٍ لَوَ أَنّي فَوقَها
لَمَحَت حَرارَةُ مَدمَعَيَّ سِماتِها
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:43 PM
في الناسِ أَمثِلَةٌ تَدورُ حَياتُها
كَمَماتِها وَمَماتُها كَحَياتِها
هِبتُ النِكاحَ حِذارَ نَسلٍ مِثلِها
حَتّى وَفَرتُ عَلى النِساءِ بَناتِها
فَاليَومَ صِرتُ إِلى الَّذي لَو أَنَّهُ
مَلَكَ البَرِيَّةَ لَاِستَقَلَّ هِباتِها
مُستَرخَصٌ نَظَرٌ إِلَيهِ بِما بِهِ
نَظَرَت وَعَثرَةُ رِجلِهِ بِدِياتِها
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:43 PM
فَدَتكَ الخَيلُ وَهيَ مُسَوَّماتُ
وَبيضُ الهِندِ وَهيَ مُجَرَّداتُ
وَصَفتُكَ في قَوافٍ سائِراتٍ
وَقَد بَقِيَت وَإِن كَثُرَت صِفاتُ
أَفاعيلُ الوَرى مِن قَبلُ دُهمٌ
وَفِعلُكَ في فِعالِهِمِ شِياتُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:43 PM
أَنصُر بِجودِكَ أَلفاظاً تَرَكتُ بِها
في الشَرقِ وَالغَربِ مَن عاداكَ مَكبوتا
فَقَد نَظَرتُكَ حَتّى حانَ مُرتَحَلي
وَذا الوَداعُ فَكُن أَهلاً لِما شيتا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:45 PM
لَنا مَلِكٌ لايَطعَمُ النَومَ هَمُّهُ
مَماتٌ لِحَيٍّ أَو حَياةٌ لِمَيِّتٍ
وَيَكبُرُ أَن تَقذى بِشَيءٍ جُفونُهُ
إِذا مارَأَتهُ خَلَّةٌ بِكَ فَرَّت
جَزى اللَهُ عَنّي سَيفَ دَولَةِ هاشِمٍ
فَإِنَّ نَداهُ الغَمرَ سَيفي وَدَولَتي
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:46 PM
لَحا اللَهُ وَرداناً وَأُمّاً أَتَت بِهِ
لَهُ كَسبُ خِنزيرٍ وَخُرطومُ ثَعلَبِ
فَما كانَ فيهِ الغَدرُ إِلّا دَلالَةً
عَلى أَنَّهُ فيهِ مِنَ الأُمِّ وَالأَبِ
إِذا كَسَبَ الإِنسانُ مِن هَنِ عِرسِهِ
فَيا لُؤمَ إِنسانٍ وَيا لُؤمَ مَكسَبِ
أَهَذا اللَذَيّا بِنتُ وَردانَ بِنتُهُ
هُما الطالِبانِ الرِزقَ مِن شَرِّ مَطلَبِ
لَقَد كُنتُ أَنفي الغَدرَ عَن توسِ طَيِّئٍ
فَلا تَعذِلاني رُبَّ صِدقٍ مُكَذَّبِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:46 PM
لَمّا نُسِبتَ فَكُنتَ اِبناً لِغَيرِ أَبٍ
ثُمَّ اِمتُحِنتَ فَلَم تَرجِع إِلى أَدَبِ
سُمِّيتَ بِالذَهَبِيِّ اليَومَ تَسمِيَةً
مُشتَقَّةً مِن ذَهابِ العَقلِ لا الذَهَبِ
مُلَقَّبٌ بِكَ ما لُقِّبتَ وَيكَ بِهِ
يا أَيُّها اللَقَبُ المُلقى عَلى اللَقَبِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:46 PM
لَقَد أَصبَحَ الجُرَذُ المُستَغيرُ
أَسيرَ المَنايا صَريعَ العَطَب
رَماهُ الكِنانِيُّ وَالعامِرِيُّ
وَتَلّاهُ لِلوَجهِ فِعلَ العَرَب
كِلا الرَجُلَينِ اِتَّلا قَتلَهُ
فَأَيُّكُما غَلَّ حُرَّ السَلَب
وَأَيُّكُما كانَ مِن خَلفِهِ
فَإِنَّ بِهِ عَضَّةً في الذَنَب
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:47 PM
أَرى لي بِقُربي مِنكَ عَيناً قَريرَةً
وَإِن كانَ قُرباً بِالبِعادِ يُشابُ
وَهَل نافِعي أَن تُرفَعَ الحُجبُ بَينَنا
وَدونَ الَّذي أَمَّلتُ مِنكَ حِجابُ
أُقِلُّ سَلامي حُبَّ ما خَفَّ عَنكُمُ
وَأَسكُتُ كَيما لا يَكونَ جَوابُ
وَفي النَفسِ حاجاتٌ وَفيكَ فَطانَةٌ
سُكوتي بَيانٌ عِندَها وَخِطابُ
وَما أَنا بِالباغي عَلى الحُبِّ رِشوَةً
ضَعيفٌ هَوىً يُبغى عَلَيهِ ثَوابُ
وَما شِئتُ إِلّا أَن أَدُلَّ عَواذِلي
عَلى أَنَّ رَأيِي في هَواكَ صَوابُ
وَأُعلِمَ قَوماً خالَفوني فَشَرَّقوا
وَغَرَّبتُ أَنّي قَد ظَفِرتُ وَخابوا
جَرى الخُلفُ إِلّا فيكَ أَنَّكَ واحِدٌ
وَأَنَّكَ لَيثٌ وَالمُلوكُ ذِئابُ
وَأَنَّكَ إِن قُويِستَ صَحَّفَ قارِئٌ
ذِئاباً وَلَم يُخطِئ فَقالَ ذُبابُ
وَإِنَّ مَديحَ الناسِ حَقٌّ وَباطِلٌ
وَمَدحُكَ حَقٌّ لَيسَ فيهِ كِذابُ
إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالمالُ هَيِّنٌ
وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابُ
وَما كُنتُ لَولا أَنتَ إِلّا مُهاجِراً
لَهُ كُلَّ يَومٍ بَلدَةٌ وَصِحابُ
وَلَكِنَّكَ الدُنيا إِلَيَّ حَبيبَةً
فَما عَنكَ لي إِلّا إِلَيكَ ذَهابُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:47 PM
وَما طَرَبي لَمّا رَأَيتُكَ بِدعَةً
لَقَد كُنتُ أَرجو أَن أَراكَ فَأَطرَبُ
وَتَعذِلُني فيكَ القَوافي وَهِمَّتي
كَأَنّي بِمَدحٍ قَبلَ مَدحِكَ مُذنِبُ
وَلَكِنَّهُ طالَ الطَريقُ وَلَم أَزَل
أُفَتَّشُ عَن هَذا الكَلامِ وَيُنهَبُ
فَشَرَّقَ حَتّى لَيسَ لِلشَرقِ مَشرِقٌ
وَغَرَّبَ حَتّى لَيسَ لِلغَربِ مَغرِبُ
إِذا قُلتُهُ لَم يَمتَنِع مِن وُصولِهِ
جِدارٌ مُعَلّى أَو خِباءٌ مُطَنَّبُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:47 PM
أَحِنُّ إِلى أَهلي وَأَهوى لِقاءَهُم
وَأَينَ مِنَ المُشتاقِ عَنقاءُ مُغرِبُ
فَإِن لَم يَكُن إِلّا أَبو المِسكِ أَو هُمُ
فَإِنَّكَ أَحلى في فُؤادي وَأَعذَبُ
وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ
وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ
يُريدُ بِكَ الحُسّادُ ما اللَهُ دافِعٌ
وَسُمرُ العَوالي وَالحَديدُ المُذَرَّبُ
وَدونَ الَّذي يَبغونَ ما لَو تَخَلَّصوا
إِلى المَوتِ مِنهُ عِشتَ وَالطِفلُ أَشيَبُ
إِذا طَلَبوا جَدواكَ أَعطوا وَحُكِّموا
وَإِن طَلَبوا الفَضلَ الَّذي فيكَ خُيِّبوا
وَلَو جازَ أَن يَحوُوا عُلاكَ وَهَبتَها
وَلَكِن مِنَ الأَشياءِ مالَيسَ يوهَبُ
وَأَظلَمُ أَهلِ الظُلمِ مَن باتَ حاسِداً
لِمَن باتَ في نَعمائِهِ يَتَقَلَّبُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:48 PM
لَحا اللَهُ ذي الدُنيا مُناخاً لِراكِبٍ
فَكُلُّ بَعيدِ الهَمِّ فيها مُعَذَّبُ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَقولُ قَصيدَةً
فَلا أَشتَكي فيها وَلا أَتَعَتَّبُ
وَبي ما يَذودُ الشِعرَ عَنّي أَقُلُّهُ
وَلَكِنَّ قَلبي يا اِبنَةَ القَومِ قُلَّبُ
وَأَخلاقُ كافورٍ إِذا شِئتُ مَدحَهُ
وَإِن لَم أَشَء تُملي عَلَيَّ وَأَكتُبُ
إِذا تَرَكَ الإِنسانُ أَهلاً وَرائَهُ
وَيَمَّمَ كافوراً فَما يَتَغَرَّبُ
فَتىً يَملَأُ الأَفعالَ رَأياً وَحِكمَةً
وَنادِرَةً أَحيانَ يَرضى وَيَغضَبُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:48 PM
أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ
وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ
أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى
بَغيضاً تُنائي أَو حَبيباً تُقَرِّبُ
وَلِلَّهِ سَيري ما أَقَلَّ تَإِيَّةً
عَشِيَّةَ شَرقِيَّ الحَدالَي وَغُرَّبُ
عَشِيَّةَ أَحفى الناسِ بي مَن جَفَوتُهُ
وَأَهدى الطَريقَينِ الَّتي أَتَجَنَّبُ
وَكَم لِظَلامِ اللَيلِ عِندَكَ مِن يَدٍ
تُخَبِّرُ أَنَّ المانَوِيَّةَ تَكذِبُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:48 PM
يَرى النُجومَ بِعَينَي مَن يُحاوِلُها
كَأَنَّها سَلَبٌ في عَينِ مَسلوبِ
حَتّى وَصَلتُ إِلى نَفسٍ مُحَجَّبَةٍ
تَلقى النُفوسَ بِفَضلٍ غَيرِ مَحجوبِ
في جِسمِ أَروَعَ صافي العَقلِ تُضحِكُهُ
خَلائِقُ الناسِ إِضحاكَ الأَعاجيبِ
فَالحَمدُ قَبلُ لَهُ وَالحَمدُ بَعدُ لَها
وَلِلقَنا وَلِإِدلاجي وَتَؤويبي
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:48 PM
إِذا لَم تَكُن نَفسُ النَسيبِ كَأَصلِهِ
فَماذا الَّذي تُغني كِرامُ المَناصِبِ
وَما قَرُبَت أَشباهُ قَومٍ أَباعِدٍ
وَلا بَعُدَت أَشباهُ قَومٍ أَقارِبِ
إِذا عَلَوِيٌّ لَم يَكُن مِثلَ طاهِرٍ
فَما هُوَ إِلّا حُجَّةٌ لِلنَواصِبِ
يَقولونَ تَأثيرُ الكَواكِبِ في الوَرى
فَما بالُهُ تَأثيرُهُ في الكَواكِبِ
عَلا كَتَدَ الدُنيا إِلى كُلِّ غايَةٍ
تَسيرُ بِهِ سَيرَ الذَلولِ بِراكِبِ
وَحُقَّ لَهُ أَن يَسبِقَ الناسَ جالِساً
وَيُدرِكَ مالَم يُدرِكوا غَيرَ طالِبِ
وَيُحذى عَرانينَ المُلوكِ وَإِنَّها
لِمَن قَدَمَيهِ في أَجَلِّ المَراتِبِ
يَدٌ لِلزَمانِ الجَمعُ بَيني وَبَينَهُ
لِتَفريقِهِ بَيني وَبَينَ النَوائِبِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:49 PM
بِأَيِّ بِلادٍ لَم أَجُرَّ ذُؤابَتي
وَأَيُّ مَكانٍ لَم تَطَأهُ رَكائِبي
كَأَنَّ رَحيلي كانَ مِن كَفِّ طاهِرٍ
فَأَثبَتَ كوري في ظُهورِ المَواهِبِ
فَلَم يَبقَ خَلقٌ لَم يَرِدنَ فِنائَهُ
وَهُنَّ لَهُ شِربٌ وُرودَ المَشارِبِ
فَتىً عَلَّمَتهُ نَفسُهُ وَجُدودُهُ
قِراعَ الأَعادي وَاِبتِذالَ الرَغائِبِ
فَقَد غَيَّبَ الشُهّادَ عَن كُلِّ مَوطِنٍ
وَرَدَّ إِلى أَوطانِهِ كُلَّ غائِبِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:49 PM
وَلا بُدَّ مِن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ
يَطولُ اِستِماعي بَعدَهُ لِلنَوادِبِ
يَهونُ عَلى مِثلي إِذا رامَ حاجَةً
وُقوعُ العَوالي دونَها وَالقَواضِبِ
كَثيرُ حَياةِ المَرءِ مِثلُ قَليلِها
يَزولُ وَباقي عَيشِهِ مِثلُ ذاهِبِ
إِلَيكِ فَإِنّي لَستُ مِمَّن إِذا اِتَّقى
عِضاضَ الأَفاعي نامَ فَوقَ العَقارِبِ
أَتاني وَعيدُ الأَدعِياءِ وَأَنَّهُم
أَعَدّوا لِيَ السودانَ في كَفرِ عاقِبِ
وَلَو صَدَقوا في جَدِّهِم لَحَذِرتُهُم
فَهَل فيَّ وَحدي قَولُهُم غَيرُ كاذِبِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:49 PM
وَأَحسَبُ أَنّي لَو هَويتُ فِراقَكُم
لَفارَقتُهُ وَالدَهرُ أَخبَثُ صاحِبِ
فَيا لَيتَ ما بَيني وَبَينَ أَحِبَّتي
مِنَ البُعدِ ما بَيني وَبَينَ المَصائِبِ
أَراكَ ظَنَنتِ السِلكَ جِسمي فَعُقتِهِ
عَلَيكِ بِدُرٍّ عَن لِقاءِ التَرائِبِ
وَلَو قَلَمٌ أُلقيتُ في شَقِّ رَأسِهِ
مِنَ السُقمِ ماغَيَّرتُ مِن خَطِّ كاتِبِ
تُخَوِّفُني دونَ الَّذي أَمَرَت بِهِ
وَلَم تَدرِ أَنَّ العارَ شَرُّ العَواقِبِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:49 PM
أَعيدوا صَباحي فَهوَ عِندَ الكَواعِبِ
وَرُدّوا رُقادي فَهوَ لَحظُ الحَبائِبِ
فَإِنَّ نَهاري لَيلَةٌ مُدلَهِمَّةٌ
عَلى مُقلَةٍ مِن بَعدِكُم في غَياهِبِ
بَعيدَةِ مابَينَ الجُفونِ كَأَنَّما
عَقَدتُم أَعالي كُلِّ هُدبٍ بِحاجِبِ
وَأَحسَبُ أَنّي لَو هَويتُ فِراقَكُم
لَفارَقتُهُ وَالدَهرُ أَخبَثُ صاحِبِ
فَيا لَيتَ ما بَيني وَبَينَ أَحِبَّتي
مِنَ البُعدِ ما بَيني وَبَينَ المَصائِبِ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:50 PM
تَعَرَّضَ لي السَحابُ وَقَد قَفَلنا
فَقُلتُ إِلَيكَ إِنَّ مَعي السَحابا
فَشِم في القُبَّةِ المِلكَ المُرَجّى
فَأَمسَكَ بَعدَ ماعَزَمَ اِنسِكابا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:50 PM
المَجلِسانِ عَلى التَميِيزِ بَينَهُما
مُقابِلانِ وَلَكِن أَحسَنا الأَدَبا
إِذا صَعِدتَ إِلى ذا مالَ ذا رَهَباً
وَإِن صَعِدتَ إِلى ذا مالَ ذا رَهَبا
فَلِم يَهابُكَ مالا حِسَّ يَردَعُهُ
إِنّي لَأُنصِرُ مِن شَأنَيهِما عَجَبا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:50 PM
أَيا مَن عادَ روحُ المَجدِ فيهِ
وَعادَ زَمانُهُ التالي قَشيبا
تَيَمَّمَني وَكيلُكَ مادِحاً لي
وَأَنشَدَني مِنَ الشِعرِ الغَريبا
فَآجَرَكَ الإِلَهُ عَلى عَليلٍ
بَعَثتَ إِلى المَسيحِ بِهِ طَبيبا
وَلَستُ بِمُنكِرٍ مِنكَ الهَدايا
وَلَكِن زِدتَني فيها أَديبا
فَلا زالَت دِيارُكَ مُشرِقاتٍ
وَلا دانَيتَ يا شَمسُ الغُروبا
لِأَصبِحَ آمِناً فيكَ الرَزايا
كَما أَنا آمِنٌ فيكَ العُيوبا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:50 PM
ضُروبُ الناسِ عُشّاقٌ ضُروبا
فَأَعذَرُهُم أَشَفُّهُمُ حَبيباً
وَما سَكَني سِوى قَتلِ الأَعادي
فَهَل مِن زَورَةٍ تَشفي القُلوبا
تَظَلُّ الطَيرُ مِنها في حَديثٍ
تَرُدُّ بِهِ الصَراصِرَ وَالنَعيبا
وَقَد لَبِسَت دِمائَهُمُ عَلَيهِم
حِداداً لَم تَشُقَّ لَها جُيوباً
أَدَمنا طَعنَهُم وَالقَتلَ حَتّى
خَلَطنا في عِظامِهِمِ الكُعوبا
كَأَنَّ خُيولَنا كانَت قَديماً
تُسَقّى في قُحوفِهِمِ الحَليباً
فَمَرَّت غَيرَ نافِرَةٍ عَلَيهِم
تَدوسُ بِنا الجَماجِمَ وَالتَريبا
يُقَدِّمُها وَقَد خُضِبَت شَواها
فَتىً تَرمي الحُروبُ بِهِ الحُروبا
شَديدُ الخُنزُوانَةِ لايُبالي
أَصابَ إِذا تَنَمَّرَ أَم أُصيبا
أَعَزمي طالَ هَذا اللَيلُ فَاِنظُر
أَمِنكَ الصُبحُ يَفرَقُ أَن يَؤوبا
كَأَنَّ الفَجرَ حِبٌّ مُستَزارٌ
يُراعي مِن دُجُنَّتِهِ رَقيبا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:51 PM
أَلَم تَرَ أَيُّها المَلِكُ المُرَجّى
عَجائِبَ مارَأَيتُ مِنَ السَحابِ
تَشَكّى الأَرضُ غَيبَتَهُ إِلَيهِ
وَتَرشُفُ ماءَهُ رَشفَ الرُضابِ
وَأَوهِمُ أَنَّ في الشِطرَنجِ هَمّي
وَفيكَ تَأَمُّلي وَلَكَ اِنتِصابي
سَأَمضي وَالسَلامُ عَلَيكَ مِنّي
مَغيبي لَيلَتي وَغَداً إِيابي
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:51 PM
إِنَّما بَدرُ بنُ عَمّارٍ سَحابُ
هَطِلٌ فيهِ ثَوابٌ وَعِقابُ
إِنَّما بَدرٌ رَزايا وَعَطايا
وَمَنايا وَطِعانٌ وَضِرابُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:52 PM
مايُجيلُ الطَرفَ إِلّا حَمِدَتهُ
جُهدَها الأَيدي وَذَمَّتهُ الرِقابُ
مابِهِ قَتلُ أَعاديهِ وَلَكِن
يَتَّقي إِخلافَ ماتَرجو الذِئابُ
فَلَهُ هَيبَةُ مَن لايُتَرَجّى
وَلَهُ جودُ مُرَجّىً لايُهابُ
طاعِنُ الفُرسانِ في الأَحداقِ شَزراً
وَعَجاجُ الحَربِ لِلشَمسِ نِقابُ
باعِثُ النَفسِ عَلى الهَولِ الَّذي لَيسَ
لِنَفسٍ وَقَعَت فيهِ إِيابُ
بِأَبي ريحُكَ لا نَرجِسُنا ذا
وَأَحاديثُكَ لاهَذا الشَرابُ
لَيسَ بِالمُنكَرِ إِن بَرَّزتَ سَبقاً
غَيرُ مَدفوعٍ عَنِ السَبقِ العِرابُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:53 PM
هَزَّ اللِواءَ بَنو عِجلٍ بِهِ فَغَدا
رَأساً لَهُم وَغَدا كُلٌّ لَهُم ذَنَبا
التارِكينَ مِنَ الأَشياءِ أَهوَنَها
وَالراكِبينَ مِنَ الأَشياءِ ما صَعُبا
مُبَرقِعي خَيلِهِم بِالبيضِ مُتَّخِذي
هامِ الكُماةِ عَلى أَرماحِهِم عَذَبا
إِنَّ المَنِيَّةَ لَو لاقَتهُمُ وَقَفَت
خَرقاءَ تَتَّهِمُ الإِقدامَ وَالهَرَبا
مَراتِبٌ صَعِدَت وَالفِكرُ يَتبَعُها
فَجازَ وَهوَ عَلى آثارِها الشُهُبا
مَحامِدٌ نَزَفَت شِعري لِيَملَأَها
فَآلَ ما اِمتَلَأَت مِنهُ وَلا نَضَبا
مَكارِمٌ لَكَ فُتَّ العالَمينَ بِها
مَن يَستَطيعُ لِأَمرٍ فائِتٍ طَلَبا
لَمّا أَقَمتَ بِإِنطاكِيَّةَ اِختَلَفَت
إِلَيَّ بِالخَبَرِ الرُكبانُ في حَلَبا
فَسِرتُ نَحوَكَ لا أَلوي عَلى أَحَدٍ
أَحُثُّ راحِلَتَيَّ الفَقرَ وَالأَدَبا
أَذاقَني زَمَني بَلوى شَرِقتُ بِها
لَو ذاقَها لَبَكى ما عاشَ وَاِنتَحَبا
وَإِن عَمَرتُ جَعَلتُ الحَربَ والِدَةً
وَالسَمهَرِيَّ أَخاً وَالمَشرَفِيَّ أَبا
بِكُلِّ أَشعَثَ يَلقى المَوتَ مُبتَسِماً
حَتّى كَأَنَّ لَهُ في قَتلِهِ أَرَبا
قُحٍّ يَكادُ صَهيلُ الخَيلِ يَقذِفُهُ
عَن سَرجِهِ مَرَحاً بِالغَزوِ أَو طَرَبا
فَالمَوتُ أَعذَرُ لي وَالصَبرُ أَجمَلُ بي
وَالبَرُّ أَوسَعُ وَالدُنيا لِمَن غَلَبا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:53 PM
وَسَيفُ عَزمٍ تَرُدُّ السَيفَ هِبَّتُهُ
رَطبَ الغِرارِ مِنَ التَأمورِ مُختَضِبا
عُمرُ العَدوِّ إِذا لاقاهُ في رَهَجٍ
أَقَلُّ مِن عُمرِ ما يَحوي إِذا وَهَبا
تَوَقَّهُ فَمَتى ما شِئتَ تَبلُوَهُ
فَكُن مُعادِيَهُ أَو كُن لَهُ نَشَبا
تَحلو مَذاقَتُهُ حَتّى إِذا غَضِبا
حالَت فَلَو قَطَرَت في الماءِ ماشُرِبا
وَتَغبِطُ الأَرضُ مِنها حَيثُ حَلَّ بِهِ
وَتَحسُدُ الخَيلُ مِنها أَيَّها رَكِبا
وَلا يَرُدُّ بِفيهِ كَفَّ سائِلِهِ
عَن نَفسِهِ وَيَرُدُّ الجَحفَلَ اللَجِبا
وَكُلَّما لَقِيَ الدينارُ صاحِبَهُ
في مُلكِهِ اِفتَرَقا مِن قَبلِ يَصطَحِبا
مالٌ كَأَنَّ غُرابَ البَينِ يَرقُبُهُ
فَكُلَّما قيلَ هَذا مُجتَدٍ نَعَبا
بَحرٌ عَجائِبُهُ لَم تُبقِ في سَمَرٍ
وَلا عَجائِبِ بَحرٍ بَعدَها عَجَبا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:54 PM
دَمعٌ جَرى فَقَضى في الرَبعِ ماوَجَبا
لِأَهلِهِ وَشَفى أَنّى وَلا كَرَبا
عُجنا فَأَذهَبَ ما أَبقى الفِراقُ لَنا
مِنَ العُقولِ وَما رَدَّ الَّذي ذَهَبا
سَقَيتُهُ عَبَراتٍ ظَنَّها مَطَراً
سَوائِلاً مِن جُفونٍ ظَنَّها سُحُبا
دارُ المُلِمِّ لَها طَيفٌ تَهَدَّدَني
لَيلاً فَما صَدَقَت عَيني وَلا كَذَبا
ناءَيتُهُ فَدَنا أَدنَيتُهُ فَنَأى
جَمَّشتُهُ فَنَبا قَبَّلتُهُ فَأَبى
هامَ الفُؤادُ بِأَعرابِيَّةٍ سَكَنَت
بَيتاً مِنَ القَلبِ لَم تَمدُد لَهُ طُنُبا
مَظلومَةُ القَدِّ في تَشبيهِهِ غُصُناً
مَظلومَةُ الريقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبا
بَيضاءُ تُطمِعُ فيما تَحتَ حُلَّتِها
وَعَزَّ ذَلِكَ مَطلوباً إِذا طُلِبا
كَأَنَّها الشَمسُ يُعيِي كَفَّ قابِضِهِ
شُعاعُها وَيَراهُ الطَرفُ مُقتَرِبا
مَرَّت بِنا بَينَ تِربَيها فَقُلتُ لَها
مِن أَينَ جانَسَ هَذا الشادِنُ العَرَبا
فَاِستَضحَكَت ثُمَّ قالَت كَالمُغيثِ يُرى
لَيثَ الشَرى وَهوَ مِن عِجلٍ إِذا اِنتَسَبا
جاءَت بِأَشجَعَ مَن يُسمى وَأَسمَحَ مَن
أَعطى وَأَبلَغَ مَن أَملى وَمَن كَتَبا
لَو حَلَّ خاطِرُهُ في مُقعَدٍ لَمَشى
أَو جاهِلٍ لَصَحا أَو أَخرَسٍ خَطَبا
إِذا بَدا حَجَبَت عَينَيكَ هَيبَتُهُ
وَلَيسَ يَحجُبُهُ سِترٌ إِذا اِحتَجَبا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:54 PM
لِأَيِّ صُروفِ الدَهرِ فيهِ نُعاتِبُ
وَأَيَّ رَزاياهُ بِوِترٍ نُطالِبُ
مَضى مَن فَقَدنا صَبرَنا عِندَ فَقدِهِ
وَقَد كانَ يُعطي الصَبرَ وَالصَبرُ عازِبُ
يَزورُ الأَعادي في سَماءِ عَجاجَةٍ
أَسِنَّتُهُ في جانِبَيها الكَواكِبُ
فَتُسفِرُ عَنهُ وَالسُيوفُ كَأَنَّما
مَضارِبُها مِمّا اِنفَلَلنَ ضَرائِبُ
طَلَعنَ شُموساً وَالغُمودُ مَشارِقُ
لَهُنَّ وَهاماتُ الرِجالِ مَغارِبُ
مَصائِبُ شَتّى جُمِّعَت في مُصيبَةٍ
وَلَم يَكفِها حَتّى قَفَتها مَصائِبُ
رَثى اِبنَ أَبينا غَيرُ ذي رَحِمٍ لَهُ
فَباعَدَنا مِنهُ وَنَحنُ الأَقارِبُ
وَعَرَّضَ أَنّا شامِتونَ بِمَوتِهِ
وَإِلّا فَزارَت عارِضَيهِ القَواضِبُ
أَلَيسَ عَجيباً أَنَّ بَينَ بَني أَبٍ
لِنَجلِ يَهودِيٍّ تَدِبُّ العَقارِبُ
أَلا إِنَّما كانَت وَفاةُ مُحَمَّدٍ
دَليلاً عَلى أَن لَيسَ لِلَّهِ غالِبُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:54 PM
أَبا سَعيدٍ جَنَّبِ العِتابا
فَرُبَّ رائي خَطَءٍ صَوابا
فَإِنَّهُم قَد أَكثَروا الحُجّابا
وَاِستَوقَفوا لِرَدِّنا البَوّابا
وَإِنَّ حَدَّ الصارِمِ القِرضابا
وَالذابِلاتِ السُمرَ وَالعَرابا
يَرفَعُ فيما بَينَنا الحِجابا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:54 PM
وَجُرمٍ جَرَّهُ سُفَهاءُ قَومٍ
وَحَلَّ بِغَيرِ جارِمِهِ العَذابُ
فَإِن هابوا بِجُرمِهِمِ عَلِيّاً
فَقَد يَرجو عَلِيّاً مَن يَهابُ
وَإِن يَكُ سَيفَ دَولَةِ غَيرِ قَيسٍ
فَمِنهُ جُلودُ قَيسٍ وَالثِيابُ
وَتَحتَ رَبابِهِ نَبَتوا وَأَثّوا
وَفي أَيّامِهِ كَثُروا وَطابوا
وَتَحتَ لِوائِهِ ضَرَبوا الأَعادي
وَذَلَّ لَهُم مِنَ العَرَبِ الصِعابُ
وَلَو غَيرُ الأَميرِ غَزا كِلاباً
ثَناهُ عَن شُموسِهِمِ ضَبابُ
وَلاقى دونَ ثايِهِمِ طِعاناً
يُلاقي عِندَهُ الذِئبَ الغُرابُ
وَخَيلاً تَغتَذي ريحَ المَوامي
وَيَكفيها مِنَ الماءِ السَرابُ
وَلَكِن رَبُّهُم أَسرى إِلَيهِم
فَما نَفَعَ الوُقوفُ وَلا الذَهابُ
وَلا لَيلٌ أَجَنَّ وَلا نَهارٌ
وَلا خَيلٌ حَمَلنَ وَلا رِكابُ
رَمَيتَهُمُ بِبَحرٍ مِن حَديدٍ
لَهُ في البَرِّ خَلفَهُمُ عُبابُ
فَمَسّاهُم وَبُسطُهُمُ حَريرٌ
وَصَبَّحَهُم وَبُسطُهُمُ تُرابُ
وَمَن في كَفِّهِ مِنهُم قَناةٌ
كَمَن في كَفِّهِ مِنهُم خِضابُ
بَنو قَتلى أَبيكَ بِأَرضِ نَجدٍ
وَمَن أَبقى وَأَبقَتهُ الحِرابُ
عَفا عَنهُم وَأَعتَقَهُم صِغارا
وَفي أَعناقِ أَكثَرِهِم سِخابُ
وَكُلُّكُمُ أَتى مَأتى أَبيهِ
فَكُلُّ فَعالِ كُلِّكُمُ عُجابُ
كَذا فَليَسرِ مَن طَلَبَ الأَعادي
وَمِثلَ سُراكَ فَليَكُنِ الطِلابُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:55 PM
بِغَيرِكَ راعِياً عَبِثَ الذِئابُ
وَغَيرَكَ صارِماً ثَلَمَ الضِرابُ
وَتَملِكُ أَنفُسَ الثَقَلَينِ طُرّاً
فَكَيفَ تَحوزُ أَنفُسَها كِلابُ
وَما تَرَكوكَ مَعصِيَةً وَلَكِن
يُعافُ الوِردُ وَالمَوتُ الشَرابُ
طَلَبتَهُم عَلى الأَمواهِ حَتّى
تَخَوَّفَ أَن تُفَتِّشَهُ السَحابُ
فَبِتُّ لَيالِياً لانَومَ فيها
تَخُبُّ بِكَ المُسَوَّمَةُ العِرابُ
يَهُزُّ الجَيشُ حَولَكَ جانِبَيهِ
كَما نَفَضَت جَناحَيها العُقابُ
وَتَسأَلُ عَنهُمُ الفَلَواتِ حَتّى
أَجابَكَ بَعضُها وَهُمُ الجَوابُ
فَقاتَلَ عَن حَريمِهِمِ وَفَرّوا
نَدى كَفَّيكَ وَالنَسَبُ القُرابُ
وَحِفظُكَ فيهِمِ سَلَفي مَعَدٍّ
وَأَنَّهُمُ العَشائِرُ وَالصِحابُ
تُكَفكِفُ عَنهُمُ صُمَّ العَوالي
وَقَد شَرِقَت بِظُعنِهِمِ الشَعابُ
وَأُسقِطَتِ الأَجِنَّةُ في الوَلايا
وَأُجهِضَتِ الحَوائِلُ وَالسِقابُ
وَعَمرٌ في مَيامِنِهِم عُمورٌ
وَكَعبٌ في مَياسِرِهِم كِعابُ
وَقَد خَذَلَت أَبو بَكرٍ بَنيها
وَخاذَلَها قُرَيظٌ وَالضِبابُ
إِذا ماسِرتَ في آثارِ قَومٍ
تَخاذَلَتِ الجَماجِمُ وَالرِقابُ
فَعُدنَ كَما أُخِذنَ مُكَرَّماتٍ
عَلَيهِنَّ القَلائِدُ وَالمَلابُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:55 PM
أَيَدري ما أَرابَكَ مَن يُريبُ
وَهَل تَرقى إِلى الفَلَكِ الخُطوبُ
وَجِسمُكَ فَوقَ هِمَّةِ كُلِّ داءٍ
فَقُربُ أَقَلِّها مِنهُ عَجيبُ
يُجَمِّشُكَ الزَمانُ هَوىً وَحُبّاً
وَقَد يُؤذي مِنَ المِقَةِ الحَبيبُ
وَكَيفَ تُعِلُّكَ الدُنيا بِشَيءٍ
وَأَنتَ لِعِلَّةِ الدُنيا طَبيبُ
وَكَيفَ تَنوبَكَ الشَكوى بِداءٍ
وَأَنتَ المُستَغاثُ لِما يَنوبُ
مَلِلتُ مُقامَ يَومٍ لَيسَ فيهِ
طِعانٌ صادِقٌ وَدَمٌ صَبيبُ
وَأَنتَ المَلكُ تُمرِضُهُ الحَشايا
لِهِمَّتِهِ وَتَشفيهِ الحُروبُ
وَما بِكَ غَيرُ حُبِّكَ أَن تَراها
وَعِثيَرُها لِأَرجُلِها جَنيبُ
مُجَلِّحَةً لَها أَرضُ الأَعادي
وَلِلسُمرِ المَناحِرُ وَالجُنوبُ
فَقَرِّطها الأَعِنَّةَ راجِعاتٍ
فَإِنَّ بَعيدَ ماطَلَبَت قَريبُ
أَذا داءٌ هَفا بُقراطُ عَنهُ
فَلَم يُعرَف لِصاحِبِهِ ضَريبُ
بِسَيفِ الدَولَةِ الوَضّاءِ تُمسي
جُفوني تَحتَ شَمسٍ ماتَغيبُ
فَأَغزو مَن غَزا وَبِهِ اِقتِداري
وَأَرمي مَن رَمى وَبِهِ أُصيبُ
وَلِلحُسّادِ عُذرٌ أَن يَشِحّوا
عَلى نَظَري إِلَيهِ وَأَن يَذوبوا
فَإِنّي قَد وَصَلتُ إِلى مَكانٍ
عَلَيهِ تَحسُدُ الحَدَقَ القُلوبُ
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:55 PM
أَلا مالِسَيفِ الدَولَةِ اليَومَ عاتِبا
فَداهُ الوَرى أَمضى السُيوفِ مَضارِبا
وَمالي إِذا ما اِشتَقتُ أَبصَرتُ دونَهُ
تَنائِفَ لا أَشتاقُها وَسَباسِبا
وَقَد كانَ يُدني مَجلِسي مِن سَمائِهِ
أُحادِثُ فيها بَدرَها وَالكَواكِبا
حَنانَيكَ مَسؤولاً وَلَبَّيكَ داعِياً
وَحَسبِيَ مَوهوباً وَحَسبُكَ واهِبا
أَهَذا جَزاءُ الصِدقِ إِن كُنتُ صادِقاً
أَهَذا جَزاءُ الكِذبِ إِن كُنتُ كاذِبا
وَإِن كانَ ذَنبي كُلَّ ذَنبٍ فَإِنَّهُ
مَحا الذَنبَ كُلَّ المَحوِ مَن جاءَ تائِبا
المتنبي
الحمدان
10-22-2024, 06:55 PM
وَما الفَرقُ ما بَينَ الأَنامِ وَبَينَهُ
إِذا حَذِرَ المَحذورَ وَاِستَصعَبَ الصَعبا
لِأَمرٍ أَعَدَّتهُ الخِلافَةُ لِلعِدا
وَسَمَّتهُ دونَ العالَمِ الصارِمَ العَضبا
وَلَم تَفتَرِق عَنهُ الأَسِنَّةُ رَحمَةً
وَلَم يَترُكِ الشامَ الأَعادي لَهُ حُبّا
وَلَكِن نَفاها عَنهُ غَيرَ كَريمَةٍ
كَريمُ الثَنا ماسُبَّ قَطُّ وَلا سَبّا
وَجَيشٌ يُثَنّي كُلَّ طَودٍ كَأَنَّهُ
خَريقُ رِياحٍ واجَهَت غُصُناً رَطبا
كَأَنَّ نُجومَ اللَيلِ خافَت مُغارَهُ
فَمَدَّت عَلَيها مِن عَجاجَتِهِ حُجبا
فَمَن كانَ يُرضي اللُؤمَ وَالكُفرَ مُلكُهُ
فَهَذا الَّذي يُرضي المَكارِمَ وَالرَبّا
المتنبي
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond