تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 [102] 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
10-29-2024, 09:34 PM
مَضى النَهارُ وَيَمضي اللَيلُ في مَهَلٍ
كِلاهُما مُسرِعٌ فينا عَلى مَهلِه

وَالريحُ مُقبِلَةٌ طَوراً وَمُدبِرَةٌ
وَالدَهرُ يَقرَعُ بَينَ الناسِ في دُوَلِه

يا نَفسُ لا تَرتَجينَ الغَوثَ مِن قَبلي
هَلَكتِ إِن لَم يُغِثكِ اللَهُ مِن قَبلِه

كَم مُترَفٍ كانَ ذا مالٍ وَذا خَوَلٍ
قَد صارَ مِن مالِهِ صِفراً وَمِن خَوَلِه

وَرُبَّ رَيثِ اِمرِئٍ أَقوى لِمَأخَذِهِ
لِما أَرادَ وَأَوحى فيهِ مِن عَجِلِه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 09:38 PM
يارُبَّ ساكِنِ حُفرَةٍ
أَبلَت جَديدَ جَمالِهِ

تَرَكَ الأَحِبَّةٍ بَعدَهُ
يَتَلَذَّذونَ بِمالِهِ

الخَلقُ كُلُهُمُ عِيالُ
اللَهِ تَحتَ ظِلالِهِ

فَأَحَبُّهُم طُرّاً إِلَيهِ
أَبَرُّهُم بِعِيالِهِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 09:39 PM
ما حالَ مَن سَكَنَ الثَرى ما حالُهُ
أَمسى وَقَد قُطِعَت هُناكَ حِبالُهُ

أَمسى وَلا رَوحُ الحَياةِ تُصيبُهُ
يَوماً وَلا لُطفُ الحَبيبِ يَنالُهُ

أَمسى وَحيداً موحِشاً مُتَفَرِّداً
مُتَشَتِّتاً بَعدَ الجَميعِ عِيالُهُ

أَمسى وَقَد دَرَسَت مَحاسِنُ وَجهِهِ
وَتَفَرَّقَت في قَبرِهِ أَوصالُهُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 09:42 PM
مِسكينُ مَن غَرَّتِ الدُنيا بِآمالِه
كَم قَد تَلاعَبَتِ الدُنيا بِأَمثالِه

يَنسى المُلِحُّ عَلى الدُنيا مَنِيَّتَهُ
بِطولِ إِدبارِهِ فيها وَإِقبالِه

وَما تَزالُ صُروفُ الدَهرِ تَختُلُهُ
حَتّى تَقَنَّصَهُ مِن جَرفِ سِربالِه

لَيسَ اللَيالي وَلا الأَيّامُ تارِكَةً
شَيئاً يَدومُ مِنَ الدُنيا عَلى حالِه

يا بُؤسَ لِلجاهِلِ المَغرورِ كَيفَ أَبى
أَن يُخطِرَ المَوتَ في الدُنيا عَلى بالِه

المَرءُ يُنقِذُهُ ما كانَ قَدَّمَ في
الدُنيا مِنِ اِحسانِهِ فيها وَإِجمالِه

يامَن يَموتُ غَداً ماذا اِعتَدَدتَ لِكَربِ
المَوتِ عِندَ غَواشيهِ وَأَهوالِه

يَموتُ ذو البِرِّ وَالتَقوى فَتَغبِطُهُ
وَلا تُنافِسُهُ في بَعضِ أَعمالِه

اِستَغنِ بِاللَهِ عَمَّن كُنتَ تَسأَلُهُ
فَاللَهُ أَفضَلُ مَسؤولٍ لِسُؤآلِه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 09:54 PM
أَلا إِنَّ أَبقى الذُخرِ خَيرٌ تُنيلُهُ
وَشَرَّ كَلامِ القائِلينَ فُضولُهُ

عَلَيكَ بِما يَعنيكَ مِن كُلِّ ما تَرى
وَبِالصَمتِ إِلّا عَن جَميلٍ تَقولُهُ

أَلَم تَرَ أَنَّ المَرءَ في دارِ قُلعَةٍ
إِلى غَيرِها وَالمَوتُ فيها سَبيلُهُ

وَأَيُّ بَلاغٍ يُكتَفى بِكَثيرِهِ
إِذا كانَ لا يَكفيكَ مِنهُ قَليلُهُ

مَضاجِعُ سُكّانِ القُبورِ مَضاجِعٌ
يُجانِبُ فيهِنَّ الخَليلَ خَليلُهُ

تَزَوَّد مِنَ الدُنيا بِزادٍ مِنَ التُقى
فَكُلٌّ بِها ضَيفٌ وَشيكٌ رَحيلُهُ

وَخُذ لِلمَنايا لا أَبا لَكَ عُدَّةً
فَإِنَّ المَنايا مَن أَتَت لا تُقيلُهُ

وَما حادِثاتُ الدَهرِ إِلّا لِعُروَةٍ
تَفُتُّ قُواها أَو لِمُلكٍ تُزيلُهُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 09:56 PM
مَن جَعَلَ الدَهرَ عَلى بالِهِ
أَمَّ بِهِ أَفظَعَ أَهوالِهِ

وَحَطَّهُ بَعدَ سُمُوٍّ بِهِ
قَسراً إِلى أَخبَثِ أَحوالِهِ

قَد يُغبَنُ الإِنسانُ في دينِهِ
جَهلاً وَلا يُغبَنُ في مالِهِ

يَتَّعِظُ العاقِلُ مِن مِثلِهِ
وَيَحتَذي مِنهُ بِأَفعالِهِ

وَصاحِبُ المَرءِ شَبيهٌ بِهِ
فَسَل عَنِ المَرءِ بِأَمثالِهِ

وَسَل عَنِ الضَيفِ بِمَن أَمَّهُ
فَإِنَّهُ شِبهٌ بِنُزّالِهِ

لاتَغبِطَنَّ الدَهرَ ذا ثَروَةٍ
قَد جَعَلَ اللَذاتِ مِن بالِهِ

صاحِب إِذا صاحَبتَ ذا عُقدَةٍ
مُحتَمِلاً أَعباءَ أَثقالِهِ

لَهُ وَفاءٌ وَلَهُ عَزمَةٌ
تَأوي إِلى أَكنافِ أَظلالِهِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 09:58 PM
إِذا ما المَرءُ صِرتَ إِلى سُؤالِه
فَما تُعطيهِ أَكثَرَ مِن نَوالِه

وَمَن عَرَفَ المَحامِدَ جَدَّ فيها
وَحَنَّ إِلى المَحامِدِ بِاِحتِيالِه

وَلَم يَستَغلِ مَحمَدَةً بِمالٍ
وَلَو أَضحَت تُحيطُ بِكُلِّ مالِه

عِيالُ اللَهِ أَكرَمُهُم عَلَيهِ
أَبَثُّهُمُ المَكارِمَ في عِيالِه

أَتَدري مَن أَخوكَ أَخوكَ حَقّاً
أَخوكَ بِصَبرِهِ لَكَ وَاِحتِمالِه

أَخوكَ المُبتَغي لَكَ كُلَّ خَيرٍ
وَصاحِبُكَ المُداوِمُ في وِصالِه

إِذا غَضِبَ الحَليمُ فَفِرَّ عَنهُ
وَإِن غَضِبَ اللَئيمُ فَلا تُبالِه

وَلَم تَرَ مُثنِياً أَثنى عَلى ذي
فَعالٍ قَطُّ أَفصَحَ مِن فَعالِه

كَأَنَّ العَينَ لَم تَرَ ما تَقَضّى
وَإِن بَقِيَ التَوَهُّمُ مِن خَيالِه

وَأَسرَعُ ما يَكونُ الشَيءُ نَقصاً
فَأَقرَبُ ما يَكونُ إِلى كَمالِه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 09:59 PM
رَجَعتُ إِلى نَفسي بِفِكري لَعَلَّها
تُفارِقُ ما قَد غَرَّها وَأَذَلَّها

فَقُلتُ لَها يا نَفسِ ما كُنتُ آخِذاً
مِنَ الأَرضِ لَو أَصبَحتُ أَملِكُ كُلَّها

فَهَل هِيَ إِلّا شَبعَةٌ بَعدَ جَوعَةٍ
وَإِلّا مُناً قَد حانَ لي أَن أَمَلَّها

وَمُدَّةُ وَقتٍ لَم يَدَع مُرُّ ما مَضى
عَلِيَّ مِنَ الأَيّامِ إِلّا أَقَلَّها

أَرى لَكَ نَفساً تَبتَغي أَن تُعِزَّها
وَلَستَ تُعِزُّ النَفسَ حَتّى تُذِلَّها


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 10:07 PM
لِمَن طَلَلٌ أُسائِلُهُ
مُعَطَّلَةٌ مَنازِلُهُ

غَداةَ رَأَيتُهُ تَنعى
أَعاليهُ أَسافِلُهُ

وَكُنتُ أَراهُ مَأهولاً
وَلَكِن بادَ آهِلُهُ

وَكُلٌّ لِاعتِسافِ الدَهرِ
مُعرِضَةٌ مَقاتِلُهُ

وَما مِن مَسلَكٍ إِلّا
وَرَيبُ الدَهرِ شامِلُهُ

فَيَصرَعُ مَن يُصارِعُهُ
وَيَنضُلُ مَن يُناضِلُهُ

يُنازِلُ مَن يَهُمُّ بِهِ
وَأَحياناً يُخاتِلُهُ

وَأَحياناً يُؤَخِّرُهُ
وَتاراتٍ يُعاجِلُهُ

كَفاكَ بِهِ إِذا نَزَلَت
عَلى قَومٍ كَلاكِلُهُ

وَكَم قَد عَزَّ مِن مَلِكٍ
يَحُفُّ بِهِ قَنابِلُهُ

يَخافُ الناسُ صَولَتَهُ
وَيُرجى مِنهُ نائِلُهُ

وَيَثني عِطفَهُ مَرَحاً
وَتُعجِبُهُ شَمائِلُهُ

فَلَمّا أَن أَتاهُ الحَققُ
وَلّى عَنهُ باطِلُهُ

فَغَمَّضَ عَينَهُ لِلمَوتِ
وَاستَرخَت مَفاصِلُهُ

فَما لَبِثَ السِياقُ بِهِ
إِلى أَن جاءَ غاسِلُهُ

فَجَهَّزَهُ إِلى جَدَثٍ
سَيَكثُرُ فيهِ خاذِلُهُ

وَيُصبِحُ شاحِطَ المَثوى
مُفَجَّعَةً ثَواكِلُهُ

مُخَمَّشَةً نَوادِبُهُ
مُسَلَّبَةً غَلائِلُهُ

وَكَم قَد طالَ مِن أَمَلٍ
فَلَم يُدرِكهُ آمِلُهُ

رَأَيتُ الحَقَّ لا يَخفى
وَلا تَخفى شَواكِلُهُ

أَلا فَانظُر لِنَفسِكَ أَي
زادٍ أَنتَ حامِلُهُ

لِمَنزِلِ وَحدَةٍ بَينَ
المَقابِرِ أَنتَ نازِلُهُ

قَصيرِ السَمكِ قَد رُصَّت
عَلَيكَ بِهِ جَنادِلُهُ

بَعيدِ تَزاوُرِ الجيرانِ
ضَيِّقَةٍ مَداخِلُهُ

أَأَيَّتُها المَقابِرُ فيكِ
مَن كُنّا نُنازِلُهُ

وَمَن كُنّا نُتاجِرُهُ
وَمَن كُنّا نُعامِلُهُ

وَمَن كُنّا نُعاشِرُهُ
وَمَن كُنّا نُداخِلُهُ

وَمَن كُنّا نُفاخِرُهُ
وَمَن كُنّا نُطاوِلُهُ

وَمَن كُنّا نُشارِبُهُ
وَمَن كُنّا نُؤاكِلُهُ

وَمَن كُنّا نُرافِقُهُ
وَمَن كُنّا نُنازِلُهُ

وَمَن كُنّا نُكارِمُهُ
وَمَن كُنّا نُجامِلُهُ

وَمَن كُنّا لَهُ إِلفاً
قَليلاً ما نُزايِلُهُ

وَمَن كُنّا بِلا مَينٍ
أَحايِيناً نُواصِلُهُ

فَحَلَّ مَحَلَّةً مَن حَلَّها
صُرِمَت حَبائِلُهُ

أَلا إِنَّ المَنِيَّةَ مَن
هَلٌ وَالخَلقُ ناهِلُهُ

أَواخِرُ مَن تَرى تَفنى
كَما فَنِيَت أَوائِلُهُ

لَعَمرُكَ ما استَوى في الأَمرِ
عالِمُهُ وَجاهِلُهُ

لِيَعلَم كُلُّ ذي عَمَلٍ
بِأَنَّ اللَهَ سائِلُهُ

فَأَسرَعُ فائِزٍ بِالخَيرِ
قائِلُهُ وَفاعِلُهُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 10:09 PM
أَتَدري أَيَّ ذُلٍّ في السُؤالِ
وَفي بَذلِ الوُجوهِ إِلى الرِجالِ

يَعِزُّ عَلى التَنَزُّهِ مَن رَعاهُ
وَيَستَغني العَفيفُ بِغَيرِ مالِ

إِذا كانَ النَوالُ بِبَذلِ وَجهي
فَلا قُرِّبتُ مِن ذاكَ النَوالِ

مَعاذَ اللَهِ مِن خُلُقٍ دَنيءٍ
يَكونُ الفَضلُ فيهِ عَلَيَّ لالي

تَوَقَّ يَداً تَكونُ عَلَيكَ فَضلاً
فَصانِعُها إِلَيكَ عَلَيكَ عالِ

يَدٌ تَعلو يَداً بِجَميلِ فِعلٍ
كَما عَلَتِ اليَمينُ عَلى الشِمالِ

وُجوهُ العَيشِ مِن سَعَةٍ وَضيقٍ
وَحَسبُكَ وَالتَوَسُّعَ في الحَلالِ

أَتُنكِرُ أَن تَكونَ أَخا نَعيمٍ
وَأَنتَ تَصيفُ في فَيِءِ الظِلالِ

وَأَنتَ تُصيبُ قوتَكَ في عَفافٍ
وَرَيّا إِن ظَمِئتَ مِنَ الزُلالِ

مَتى تُمسي وَنُصبِحُ مُستَريحاً
وَأَنتَ الدَهرَ لاتَرضى بِحالِ

تُكابِدُ جَمعَ شَيءٍ بَعدَ شَيءٍ
وَتَبغي أَن تَكونَ رَخِيَّ بالِ

وَقَد يَجري قَليلُ المالِ مَجرى
كَثيرِ المالِ في سَدِّ الخِلالِ

إِذا كانَ القَليلُ يَسُدُّ فَقري
وَلَم أَجِدِ الكَثيرَ فَلا أُبالي

هِيَ الدُنيا رَأَيتُ الحُبَّ فيها
عَواقِبُهُ التَفَرُّقُ عَن تَقالِ

تُسَرُّ إِذا نَظَرتَ إِلى هِلالٍ
وَنَقصُكَ أَن نَظَرتَ إِلى الهِلالِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 10:11 PM
أَحمَدُ اللَهَ عَلى كُلِّ حالِ
إِنَّما الدُنيا كَفَيءِ الظِلالِ

إِنَّما الدُنيا مُناخٌ لِرَكبٍ
يُسرِعُ الحَثَّ بِشَدّي الرِحالِ

رُبَّ مُغتَرٍّ بِها قَد رَأَينا
نَعشَهُ فَوقَ رِقابِ الرِجالِ

مَن رَأى الدُنيا بِعَينَي بَصيرٍ
لَم تَكَد تَخطُرُ مِنهُ بِبالِ

إِنَّما المِسكينُ حَقّاً يَقيناً
مَن غَدا يَأمَنُ صَرفَ اللَيالي

لَيسَ مالٌ لَم يُقَدِّمهُ ذُخراً
رَبُّهُ بَينَ يَدَيهِ بِمالِ

ما أَرى لي ظالِماً غَيرَ نَفسي
وَيحَ نَفسي ما لِنَفسي وَمالي

يا مُضيعَ الجِدِّ بِالهَزلِ مِنهُ
مَن يُبالي مِنكَ مالا تُبالي

في سَبيلِ اللَهِ ماذا أَضَعنا
إِذ تَشاغَلنا بِغَيرِ اشتِغالِ

إِنَّ أَيّاماً قِصاراً حَمَتنا
خَيرُ أَيّامٍ سَتَأتي طِوالِ

لَو عَقَلنا ما نَرى لَانتَفَعنا
وَاعتَبَرنا بِالقُرونِ الخَوالي

عَجَباً مِن راغِبٍ في حَرامٍ
لَم تَضِق عَنهُ وُجوهُ الحَلالِ

إِحتِيالُ المَرءِ تَأتي عَلَيهِ
ساعَةٌ تَقطَعُ كُلَّ احتِيالِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 10:14 PM
كَأَنَّ المَوتَ قَد نَزَلا
فَفَرَّقَ بَينَنا عَجِلا

كَفى بِالمَوتِ مَوعِظَةً
وَمُعتَبَراً لِمَن عَقَلا

أَلا ياذاكِرَ الأَمَلِ ال
لَذي لايَذكُرُ الأَجَلا

وَما تَنَفَكُّ مِن مَثَلٍ
لِسَمعِكَ ضارِبٍ مَثَلا

وَحيلَتُكَ الَّتي لِلمَوتِ
في أَن تُحسِنَ العَمَلا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 10:16 PM
الحَمدُ لِلَّهِ كُلٌّ زائِلٌ بالِ
لاشَيءَ يَبقى مِنَ الدُنيا عَلى حالِ

ياذا الَّذي يَشتَهي مالا ثَوابَ لَهُ
تَبغي الثَوابَ فَكُن حَمّالَ أَثقالِ

لاخَيرَ في المالِ إِلّا أَن تُقَدِّمَهُ
إِن لَم تُقَدِّمَهُ ماتَرجو مِنَ المالِ

أَما وَدَيّانِ يَومِ الدينِ ماطَلَعَت
شَمسٌ وَلا غَرَبَت إِلّا لآجالِ

كُلٌّ يَموتُ وَلَكِن نَحنُ في لَعِبٍ
وَالمَوتُ مُحتَجِبٌ عَنّا بِآمالِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 10:18 PM
يانَفسُ ما أَوضَحَ قَصدَ السَبيل
خُلِقتِ يانَفسُ لِأَمرٍ جَليل

يانَفسُ ما أَقرَبَ مِنّا البِلى
أَنا الَّذي لا نَفسَ لي عَن قَليل

كُلُّ خَليلٍ فَلَهُ فُرقَةٌ
لابُدَّ يَوماً مِن فِراقِ الخَليل

ياعَجَباً إِنّا لَنَلهو وَقَد
نودِيَ في أَسماعِنا بِالرَحيل


إسماعيل بن قاسم العيني
العنزي

الحمدان
10-29-2024, 10:21 PM
لا تَعجَبَنَّ مِنَ الأَيّامِ وَالدُوَلِ
وَمِن خُطوبٍ جَرَت بِالرَيثِ وَالعَجَلِ

مَن يَأمَنُ المَوتَ إِذ صارَت لَهُ عِلَلٌ
تَكونُ في الزُبدِ أَحياناً وَفي العَسَلِ

وَلَيسَ شَيءٌ وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ
إِلّا سَيَفنى عَلى الآفاتِ وَالعِلَلِ

أَمّا الجَديدانِ في صَرفِ اِختِلافِهِما
فَقَد وَجَدتَ مَقالاً فيهِما فَقُلِ

وَقَد أَتاكَ نَذيرُ المَوتِ يَقدُمُهُ
في عارِضَيكَ مَشيبٌ غَيرُ مُنتَقِلِ

يا لِلَّيالي وَلِلأَيامِ إِنَّ لَها
في الخَلقِ خَطفاً كَخَطفِ البَرقِ في مَهَلِ

ماذا يَقولُ اِمرُؤٌ لَيسَت لَهُ قَدَمٌ
يَومَ العِثارِ وَيَومَ الكَبوِ وَالزَلَلِ

رُبَّ اِمرِئٍ لاعِبٍ لاهٍ بِزُخرُفِ ما
يُلهيهِ عَن نَفسِهِ بِاللَهوِ مُشتَغِلِ

اِصرِب بِطَرفِكَ في الدُنيا فَإِنَّ لَهُ
ما شِئتَ مِن عِبَرٍ فيها وَمِن مَثَلِ



إسماعيل بن قاسم العيني
العنزي

الحمدان
10-29-2024, 10:23 PM
مالي أُفَرِّطُ فيما يَنبَغي مالي
إِنّي لَأُغبَنُ إِدباري وَإِقبالي

اليَومَ أَلعَبُ وَالأَيّامُ مُسرِعَةٌ
في هَدمِ عُمري وَفي تَصريفِ أَحوالي

يَجري الجَديدانِ وَالأَقدارُ بَينَهُما
تَغدو وَتَسري بِأَرزاقٍ وَآجالِ

يا مَن سَلا عَن حَبيبٍ بَعدَ غَيبَتِهِ
كَم بَعدَ مَوتِكَ مِن ناسٍ وَمِن سالِ

كَأَنَّ كُلَّ نَعيمٍ أَنتَ ذائِقُهُ
مِن لَذَّةِ العَيشِ يَحكي لَمعَةَ الآلِ

لا تَلعَبَنَّ بِكَ الدُنيا وَأَنتَ تَرى
ما شِئتَ مِن عِبَرٍ فيها وَأَمثالِ

الغَيُّ في ظُلمَةٍ وَالرُشدُ في صُوَرٍ
مُسَربَلاتٍ بِإِحسانٍ وَإِجمالِ

وَالقَولُ أَبلَغُهُ ما كانَ أَصدَقَهُ
وَالصِدقُ في مَوقِفٍ مُستَسهَلٍ عال

لَن يُصلِحَ النَفسَ إِن كانَت مُصَرَّفَةً
إِلّا التَنَقُّلُ مِن حالٍ إِلى حالِ

فَنَحمَدُ اللَهَ ما نَنفَكُّ مِن نُقَلٍ
كُلٌّ إِلى المَوتِ في حَلٍّ وَتَرحالِ

وَالشَيبُ يَنعى إِلى المَرءِ الشَبابَ كَما
يَنعى الأَنيسَ إِلَيهِ المَنزِلُ الخالي

لَأَظعَنَنَّ إِلى دارٍ خُلِقتُ لَها
وَخَيرُ زادي إِلَيها خَيرُ أَعمالي

ما حيلَةُ المَوتِ إِلّا كُلُّ صالِحَةٍ
أَو لا فَلا حيلَةٌ فيهِ لِمُحتالِ


وَالمَرءُ ما عاشَ يَجري لَيسَ غايَتُهُ
إِلّا مُفارَقَةً لِلأَهلِ وَالمالِ

إِنّي لَآمُلُ وَالأَحداثُ دائِبَةٌ
في نَشرِ يَأسِ وَفي تَقريبِ آمالِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 10:27 PM
يانَفسُ قَد أَزِفَ الرَحيلُ
وَأَظَلَّكِ الخَطبُ الجَليلُ

فَتَأَهَّبي يا نَفسِ لا
يَلعَب بِكِ الأَمَلُ الطَويلُ

فَلَتَنزِلِنَّ بِمَنزِلٍ
يَنسى الخَليلَ بِهِ الخَليلُ

وَلَيَركَبَنَّ عَلَيكِ فيهِ
مِنَ الثَرى ثِقلٌ ثَقيلُ

قُرِنَ الفَناءُ بِنا فَما
يَبقى العَزيزُ وَلا الذَليلُ

لا تَعمُرِ الدُنيا فَلَيسَ
إِلى البَقاءِ بِها سَبيلُ

يا صاحِبَ الدُنيا أَبِالدُ
نيا تُدِلُّ وَتَستَطيلُ

كُلٌّ يُفارِقُ روحَهُ
وَبِصَدرِهِ مِنها غَليلُ

عَمّا قَليلٍ يا أَخا الشَهَواتِ
أَنتَ لَها قَتيلُ

فَإِذا اِقتَضاكَ المَوتُ نَفسَكَ
كُنتَ مِمَّن لايُحيلُ

فَهُناكَ مالَكَ ثَمَّ إِللا
فِعلُكَ الحَسَنُ الجَميلُ

إِنّي أُعيذُكَ أَن يَميلَ
بِكَ الهَوى فيمَن يَميلُ

وَالمَوتُ آخِرُ عِلَّةٍ
يَعتَلُّها البَدَنُ العَليلُ

لِدِفاعِ دائِرَةِ الرَدى
يَتَضايَقُ الرَأيُ الأَصيلُ

فَلَرُبَّما عَثَرَ الجَوادُ
وَرُبَّما حارَ الدَليلُ

وَلَرُبَّ جيلٍ قَد مَضى
يَتلوهُ بَعدَ الجيلِ جيلُ

وَلَرُبَّ باكِيَةٍ عَلَيَّ
غَنائُها عَنّي قَليلُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 10:30 PM
أَلا هَل إِلى طولِ الحَياةِ سَبيلُ
وَأَنّي وَهَذا المَوتُ لَيسَ يُقيلُ

وَإِنّي وَإِن أَصبَحتُ بِالمَوتِ موقِناً
فَلي أَمَلٌ دونَ اليَقينِ طَويلُ

وَلِلدَهرِ أَلوانٌ تَروحُ وَتَغتَدي
وَإِنَّ نُفوساً بَينَهُنَّ تَسيلُ

وَمَنزِلِ حَقٍّ لا مُعَرَّجَ دونَهُ
لِكُلِّ امرِئٍ يَوماً إِلَيهِ رَحيلُ

أَرى عِلَلَ الدُنيا عَلَيَّ كَثيرَةً
وَصاحِبُها حَتّى المَماتِ عَليلُ

إِذا انقَطَعَت عَنّي مِنَ العَيشِ مُدَّتي
فَإِنَّ غَناءَ الباكِياتِ قَليلُ

سَيُعرَضُ عَن ذِكري وَتُنسى مَوَدَّتي
وَيَحدُثُ بَعدي لِلخَليلِ خَليلُ

وَفي الحَقِّ أَحياناً لَعَمري مَرارَةٌ
وَثِقلٌ عَلى بَعضِ الرِجالِ ثَقيلُ

وَلَم أَرَ إِنساناً يَرى عَيبَ نَفسِهِ
وَإِن كانَ لايَخفى عَلَيهِ جَميلُ

وَمَن ذا الَّذي يَنجو مِنَ الناسِ سالِماً
وَلِلناسِ قالٌ بِالظُنونِ وَقيلُ

أَجَلَّكَ قَومٌ حينَ صِرتَ إِلى الغِنى
وَكُلُّ غَنِيٍّ في العُيونِ جَليلُ

وَلَيسَ الغِنى إِلّا غِناً زَيَّنَ الفَتى
عَشِيَّةَ يَقري أَو غَداةَ يُنيلُ

وَلَم يَفتَقِر يَوماً وَإِن كانَ مُعدَماً
جَوادٌ وَلَم يَستَغنِ قَطُّ بَخيلُ

إِذا مالَتِ الدُنيا إِلى المَرءِ رَغَّبَت
إِلَيهِ وَمالَ الناسُ حَيثُ يَميلُ



إسماعيل بن قاسم العيني
العنزي

الحمدان
10-29-2024, 10:36 PM
لايَذهَبَنَّ بِكَ الأَمَل
حَتّى تُقَصِّرَ في العَمَل

إِنّي أَرى لَكَ أَن تَكونَ
مِنَ الفَناءِ عَلى وَجَل

فَقَدِ استَبانَ الحَقُّ وَاِتَّضَحَ
السَبيلُ لِمَن عَقَل

ما لي أَراكَ بِغَيرِ نَفسِكَ
لا أَبالَكَ تَشتَغِل

خُذ لِلوَفاةِ مِنَ الحَياةِ
بِحَظِّها قَبلَ الأَجَل

وَاِعلَم بِأَنَّ المَوتَ لَيسَ
بِغافِلٍ عَمَّن غَفَل

ما إِن رَأَيتُ الوالِداتِ
يَلِدنَ إِلّا لِلثَكَل

فَكَأَنَّ يَومَكَ قَد أَتى
يَسعى إِلَيكَ عَلى عَجَل

وَكَأَنَنَني بِالمَوتِ أَغفَلَ
ما تَرى بِكَ قَد نَزَل

أَينَ المَرازِبَةُ الجَحاجِحَةُ
البَطارِقَةُ الأُوَلُ

وَذَو التَفاضُلِ في المَجالِسِ
وَالتَرَفُّلِ في الحُلَل

وَذَو المَنابِرِ وَالأَسِرَّةِ
وَالمَحاضِرِ وَالخَوَلِ

وَذَو المَشاهِدِ في الوَغى
وَذَو المَكايِدِ وَالحِيَل

سَفَلَت بِهِم لُجَجُ المَنيَّةِ
كُلُّهُم فيمَن سَفَل

لَم يَبقَ مِنهُم بَعدَهُم
إِلّا حَديثٌ أَو مَثَل

قُم فَاِبكِ نَفسَكَ وَاِرثِها
مادُمتَ وَيحَكَ في مَهَل

لاتَحمِلَنَّ عَلى الزَمانِ
فَما عَلَيهِ مُحتَمَل

عِلَلُ الزَمانِ كَثيرَةٌ
فَتَوَقَّ مِن تِلكَ العِلَل

فَالحَمدُ لِلَّهِ الَّذي
هُوَ لا يَزالُ وَلَم يَزَل

وَإِنِ اِتَّقَيتَ فَإِنَّ تَقوى
اللَهِ مِن خَيرِ النَفَل

وَإِذا اِتَّقى اللَهَ الفَتى
فيما يُريدُ فَقَد كَمَل


إسماعيل بن قاسم العيني
العنزي

الحمدان
10-29-2024, 10:37 PM
غَفَلتُ وَلَيسَ المَوتُ عَنّي بِغافِلِ
وَإِنّي أَراهُ بي لَأَوَّلَ نازِلِ

نَظَرتُ إِلى الدُنيا بِعَينٍ مَريضَةٍ
وَفِكرَةِ مَغرورٍ وَتَدبيرِ جاهِلِ

فَقُلتُ هِيَ الدارُ الَّتي لَيسَ غَيرُها
وَنافَستُ مِنها في غُرورٍ وَباطِلِ

وَضَيَّعتُ أَهوالاً أَمامي طَويلَةً
بِلَذَّةِ أَيّامٍ قِصارٍ قَلائِلِ



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 10:42 PM
قُل لِأَهلِ الإِكثارِ وَالإِقلالِ
كُلُّكُم مَيِّتٌ عَلى كُلِّ حالِ

ما أَرى خالِداً عَلى قِلَّةِ المالِ
وَلا باقِياً لِكَثرَةِ مالِ

عَجَباً لي وَلِاِغتِراري بِدارٍ
لَستُ أَبقى لَها وَلا تَبقى لي

ما تَصافى قَومٌ عَلى غَيرِ ذاتِ
اللَهِ إِلّا تَفَرَّقوا عَن تَقالِ

وَمَتى شِئتَ أَن تُطَعَّمَ بِالذِللِ
فَرُم ماحَوَتهُ أَيدي الرِجالِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 10:45 PM
اُهرُب بِنَفسِكَ مِن دُنيا مُضَلَّلَةٍ
قَد أَهلَكَت قَبلَكَ الأَحياءَ وَالمِلَلا

مُرٌّ مَذاقَهُ عُقباها وَأَوَّلُها
غَدّارَةٌ تُكثِرُ الأَحزانَ وَالعِلَلا

إِن ذُقتُ حَلواءَها عادَت عَواقِبُها
مَرارَةً يَجتَويها كُلُّ مَن أَكَلا

لَم يَصفُ شُربُ اِمرِئٍ فيها فَأَعجَبَهُ
إِلّا تَكَدَّرَ أَو أَمسى لَهُ وَشَلا

زَوّالَةٌ ذاتُ إِبدالٍ بِصاحِبِها
تَرضى بِطارِفِها مِن تالِدٍ بَدَلا

يَرضى بِها ذاكَ مِن هَذا وَيَطعَمُ ذا
ما كانَ هَذا بِهِ مِن كَسبِهِ جَذِلا

تُذِلُّ هَذا لِهَذا بَعدَ عِزَّتِهِ
وَقَد تَرى ذا لِهَذا مَرَّةً خَوَلا

لَم تَعتَذِر قَطُّ مِن ذَنبٍ إِلى أَحَدٍ
وَالحُرُّ مُعتَذِرٌ إِن زَلَّةً فَعَلا

هِيَ الَّتي لَم تَدُم مِنها مَوَدَّتُها
لِصاحِبٍ قَطُّ إِلّا صارَمَت عَجَلا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 10:49 PM
يارُبَّ شَهوَةِ ساعَةٍ قَد أَعقَبَت
مَن نالَها حُزناً هُناكَ طَويلا

عَظُمَ البَلاءُ بِها عَلَيهِ وَإِنَّما
نالَ المُفَضِّلُ لِلشَقاءِ قَليلا

فَإِذا دَعَتكَ إِلى الخَطيئةِ شَهوَةٌ
فَاِجعَل لِطَرفِكَ في السَماءِ سَبيلا

وَخَفِ الإِلَهَ فَإِنَّهُ لَكَ ناظِرٌ
وَكَفى بِرَبِّكَ زاجِراً وَسَئولا

ماذا تَقولُ غَداً إِذا لاقَيتَهُ
بِصَغائِرٍ وَكَبائِرٍ مَسؤولا

لا تَركَنَنَّ إِلى الرَجاءِ فَإِنَّهُ
خَدَعَ القُلوبَ وَضَلَّلَ المَعقولا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 10:56 PM
أَأُخَيَّ إِنَّ المَرءَ حَيثُ فِعالُهِ
فَتَوَلَّ أَحسَنَ ما يَكونُ فِعالا

فَإِذا تَحامى الناسُ أَن يَتَحَمَّلوا
لِلعارِفاتِ فَكُن لَها حَمّالا

أَقصِر خُطاكَ عَنِ المَطامِعِ عِفَّةً
عَنها فَإِنَّ لَها صَفاً زَلّالا

وَالمالُ أَولى بِاِكتِسابِكَ مُنفِقاً
أَو مُمسِكاً إِن كانَ ذاكَ حَلالا

وَإِذا الحُقوقُ تَواتَرَت فَاِصبِر لَها
أَبَداً وَإِن كانَت عَلَيكَ ثِقالا

فَكَفى بِمُلتَمِسِ التَواضُعِ رِفعَةً
وَكَفى بِمُلتَمِسِ العُلُوِّ سِفالا

أَأُخَيَّ مَن عَشِقَ الرِئاسَةَ خِفتُ أَن
يَطغى وَيُحدِثَ بِدعَةً وَضَلالا

أَأُخَيَّ إِنَّ أَمامَنا كُرَباً لَها
شَغبٌ وَإِنَّ أَمامَنا أَهوالا

أَأُخَيَّ إِنَّ الدارَ مُدبِرَةٌ وَإِن
كُنّا نَرى إِدبارَها إِقبالا

أَأُخَيَّ لا تَجعَل عَلَيكَ لِطالِبٍ
يَتَتَبَّعُ العَثَراتِ مِنكَ مَقالا

فَالمَرءُ مَطلوبٌ بِمُهجَةِ نَفسِهِ
طَلَباً يُصَرِّفُ حالَهُ أَحوالا

وَالمَرءُ لايَرضى بِشُغلٍ واحِدٍ
حَتّى يُوَلِّدَ شُغلُهُ أَشغالا

وَلَرُبَّ ذي عُلَقٍ لَهُنَّ حَلاوَةٌ
سَيَعُدنَ يَوماً ماعَلَيهِ وَبالا

وَأَرى التَواصُلَ في الحَياةِ فَلا تَدَع
لِأَخيكَ جُهدَكَ ما حَيِيتَ وِصالا

أَأُخَيَّ إِنَّ الخَلقَ في طَبَقاتِهِ
يُمسي وَيُصبِحُ لِلإِلَهِ عِيالا

وَاللَهُ أَكرَمُ مَن رَجَوتَ نَوالَهُ
وَاللَهُ أَعظَمُ مَن يُنيلُ نَوالا

مَلِكٌ تَواضَعَتِ المُلوكُ لِعِزِّهِ
وَجَلالِهِ سُبحانَهُ وَتَعالى

لاشَيءَ مِنهُ أَدَقُّ لُطفَ إِحاطَةٍ
بِالعالَمينَ وَلا أَجَلُّ جَلالا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:07 PM
الدَهرُ يوعِدُ فُرقَةً وَزَوالا
وَخُطوبُهُ لَكَ تَضرِبُ الأَمثالا

يا رُبَّ عَيشٍ كانَ يُغبَطُ أَهلُهُ
بِنَعيمِهِ قَد قيلَ كانَ فَزالا

يا طالِبَ الدُنيا لِيُثقِلَ نَفسَهُ
إِنَّ المُخِفَّ غَداً لَأَحسَنُ حالا

إِنّا لَفي دارٍ نَرى الإِكثارَ لا
يَبقى لِصاحِبِهِ وَلا الإِقلالا

أَأُخَيَّ إِنَّ المالَ إِن قَدَّمتَهُ
لَكَ لَيسَ إِن خَلَّفتَهُ لَكَ مالا

أَأُخَيَّ كُلٌّ لا مَحالَةَ زائِلٌ
فَلِمَن أَراكَ تُثَمِّرُ الأَموالا

أَأُخَيَّ شَأنَكَ بِالكَفافِ وَخَلَّ مَن
أَثرى وَنافَسَ في الحُطامِ وَغالى

كَم مِن مُلوكٍ زالَ عَنهُم مُلكُهُم
فَكَأَنَّ ذاكَ المُلكَ كانَ خَيالا

وَالدَهرُ أَلطَفُ خاتِلٍ لَكَ خَتلُهُ
وَالدَهرُ أَحكَمُ مَن رَماكَ نِبالا

حَتّى مَتى تُمسي وَتُصبِحُ لاعِباً
تَبغي البَقاءَ وَتَأمُلُ الآمالا

وَلَقَد رَأَيتُ الحادِثاتِ مُلِحَّةً
تَنعى المُنى وَتُقَرِّبُ الآجالا

وَلَقَد رَأَيتُ مَساكِناً مَسلوبَةً
سُكّانُها وَمَصانِعاً وَظِلالا

وَلَقَد رَأَيتَ مَنِ اِستَطاعَ بجَمعِهِ
وَبَنى فَشَيَّدَ قَصرَهُ وَأَطالا

وَلَقَد رَأَيتُ مُسَلَّطاً وَمُمَلَّكاً
وَمُفَوَّهاً قَد قيلَ قالَ وَقالا

وَلَقَد رَأَيتُ الدَهرَ كَيفَ يُبيدُهُم
شيباً وَكَيفَ يُبيدُهُم أَطفالا

وَلَقَد رَأَيتُ المَوتَ يُسرِعُ فيهِمُ
حَقّاً يَميناً مَرَّةً وَشِمالا

فَسَلِ الحَوادِثَ لا أَبا لَكَ عَنهُمُ
وَسَلِ القُبورَ وَأَحفِهِنَّ سُؤالا

فَلتُخبِرَنَّكَ أَنَّهُم خُلِقوا لِما
خُلِقوا لَهُ فَمَضَوا لَهُ أَرسالا

وَلَقَلَّ ما تَصفو الحَياةُ لِأَهلِها
حَتّى تُبَدَّلَ مِنُهُم أَبدالا

وَلَقَلَّ ما دامَ السُرورُ لِمَعشِرٍ
وَلَطالَما خانَ الزَمانُ وَغالا

وَلَقَلَّ ما تَرضى خِصالاً مِن أَخٍ
آخَيتَهُ إِلّا سَخِطتَ خِصالا

وَلَقَلَّ ما تَسخو بِخَيرٍ نَفسُهُ
حَتّى يُقاتِلَها عَلَيهِ قِتالا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:09 PM
تَمَسَّكتَ بِآمالٍ
طِوالٍ بَعدَ آمالِ

وَأَقبَلتَ عَلى الدُنيا
بِعَزمٍ أَيَّ إِقبالِ

وَما تَنفَكُّ أَن تَكدَحَ
أَشغالاً بِأَشغالِ

فَيا هَذا تَجَهَّز لِ
فِراقِ الأَهلِ وَالمالِ

فَلا بُدَّ مِنَ المَوتِ
عَلى حالٍ مِنَ الحالِ



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:11 PM
أَلا طالَما خانَ الزَمانُ وَبَدَّلا
وَقَسَّرَ آمالَ الأَنامِ وَطَوَّلا

أَرى الناسَ في الدُنيا مُعافاً وَمُبتَلى
وَمازالَ حُكمُ اللَهِ في الأَرضِ مُرسَلا

مَضى في جَميعِ الناسِ سابِقُ عِلمِهِ
وَفَصَّلَهُ مِن حَيثُ شاءَ وَوَصَّلا

وَلَسنا عَلى حُلو القَضاءِ وَمُرِّهِ
نَرى حَكَماً فينا مِنَ اللَهِ أَعدَلا

بِلا خَلقَهُ بِالخَيرِ وَالشَرِّ فِتنَةً
لِيَرغَبَ فيما في يَدَيهِ وَيَسأَلا

وَلَم يَبغِ إِلّا أَن نَبوءَ بِفَضلِهِ
عَلَينا وَإِلّا أَن نَتوبَ فَيَقبَلا

هُوَ الأَحَدُ القَيومُ مِن بَعدِ خَلقِهِ
وَما زالَ في دَيمومَةِ الخَلقِ أَوَّلا

وَما خَلَقَ الإِنسانُ إِلّا لِغايَةٍ
وَلَم يَترُكِ الإِنسانَ في الأَرضِ مُهمَلا

كَفى عِبرَةً أَنّي وَأَنَّكَ يا أَخي
نُسَرَّفُ تَصريفاً لَطيفاً وَنُبتَلى

كَأَنّا وَقَد صِرنا حَديثاً لِغَيرِنا
يُخاضُ كَما خُضنا الحَديثَ بِمَن خَلا

تَوَهَّمتُ قَوماً قَد خَلَوا فَكَأَنَّهُم
بِاجمَعِهِم كانوا خَيالاً تَخَيَّلا

وَلَستُ بِأَبقى مِنهُمُ في دِيارِهِم
وَلَكِنَّ لي فيها كِتاباً مُؤَجَّلا

وَما الناسُ إِلّا مَيِّتٌ وَابنُ مَيِّتٍ
تَأَجَّلَ حَيٌّ مِنهُمُ أَو تَعَجَّلا

فَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ يَخلُفُ وَعدَهُ
بِما كانَ أَوصى المُرسَلينَ وَأَرسَلا



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:13 PM
أَفنَيتَ عُمرَكَ إِدباراً وَإِقبالاً
تَبغي البَنينَ وَتَبغي الأَهلَ وَالمالا

لِلمَوتِ غولٌ فَكُن ما عِشتَ مُلتَمِساً
مِن غولِهِ حيلَةً إِن كُنتَ مُحتالا

وَلَستُ حَقّاً بِهَولِ المَوتِ مُنقَلِباً
حَتّى تُعايِنَ بَعدَ المَوتِ أَهوالا

أَمَّلتَ أَكثَرَ مِمّا أَنتَ مُدرِكُهُ
وَالعُمرُ لابُدَّ أَن يَفنى وَإِن طالا

حَتّى مَتى أَنتَ بِالآمالِ مُشتَبِكٌ
إِذا اِنقَضى أَمَلٌ أَمَّلتَ آمالا

أَلَم تَرَ المَلِكَ الأُمِّيَّ حينَ مَضى
هَل نالَ حَيٌّ مِنَ الدُنيا كَما نالا

أَفناهُ مَن لَم يَزَل يُفني المُلوكَ فَقَد
أَمسى وَأَصبَحَ عَنهُ المُلكَ قَد زالا

كَم مِن مُلوكٍ مَضى رَيبُ الزَمانِ بِهِم
قَد أَصبَحوا عِبَراً فينا وَأَمثالا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:18 PM
ما أَقطَعَ الآجالَ لِلآمالِ
وَأَسرَعَ الآمالَ في الآجالِ

يُعجِبُني حالي وَأَيُّ حالِ
يَبقى عَلى الأَيّامِ وَاللَيالي

وَكُلُّ شَيءٍ فَإِلى زَوالِ
ياعَجَباً مِنّي بِما اشتِغالي

وَالمَوتُ لا يَخطُرُ لي بِبالِ
وَنُبلُهُ مُسرِعَةٌ حِيالي


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:21 PM
يا ساكِنَ القَبرِ عَن قَليلِ
ماذا تَزَوَّدتَ لِلرَحيلِ

الحَمدُ لِلَّهِ ذي المَعالي
وَالحَولِ وَالقُوَّةِ الجَليلِ

إِنّا لَمُستَوطِنونَ داراً
نَحنُ بِها عابِرو سَبيلِ

دارٌ أَذىً لَم يَزَل عَليلٌ
يَشكو أَذاها إِلى عَليلِ

كَم شاهِدٍ أَنَّها سَتَفنى
مِن مَنزِلٍ مُقفِرِ مُحيلِ

كَم مُستَظِلٍّ بِظِلِّ مُلكٍ
أُخرِجَ مِن ظِلِّهِ الظَليلِ

لا بُدَّ لِلمُلكِ مِن زَوالٍ
عَن مُستَدالٍ إِلى مُديلِ

كَم تَرَكَ الدَهرُ مِن أُناسٍ
يَدعونَ بِالوَيلِ وَالعَويلِ

كَم نَغَّصَ الدَهرُ مِن مَبيتِ
عَلى سَريرٍ وَمِن مَقيلِ

كَم قَتَلَ الدَهرُ مِن أُناسٍ
مَضَوا وَكَم غالَ مِن قَبيلِ

هَيهاتَ لِلأَرضِ مِن عَزيزٍ
يَبقى عَلَيها وَلا ذَليلِ

ياعَجَباً مِن جُمودِ عَينٍ
لَم تَعرَ مِن حادِثٍ جَليلِ

كَأَنَّني لَم أُصَب بِإِلفٍ
وَلا قَرينٍ وَلا دَخيلِ

وَلا رَفيقٍ وَلا صَديقٍ
وَلا شَفيقٍ وَلا عَديلِ



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:25 PM
أَرى المَقاديرَ تَعمَلُ العَمَلا
وَالمَرءُ ما عاشَ آمِلٌ أَمَلا

كُلٌّ لَهُ عِلَّةٌ يَفوهُ بِها
سُبحانَ رَبّي ما أَكثَرَ العِلَلا

مَن عَرَفَ الناسَ في تَصَرُّفِهِم
لَم يَتَتَبَّع مِن صاحِبٍ زَلَلا

إِن أَنتَ كافَيتَ مَن أَساءَ فَقَد
صِرتَ إِلى مِثلِ سوءِ ما فَعَلا

لَيسَ مَعالي الأَخلاقِ إِلّا لِمَن
يَصبِرُ عِندَ المَكروهِ إِن نَزَلا

ذو الحِلمِ في جَنَّةٍ تَرُدُّ سِهامَ
الجَهلِ عَنهُ إِن جاهِلٌ جَهِلا

يَلتَمِسُ العُذرَ لِلصَديقِ وَإِن
أَتاهُ يَوماً بِعُذرِهِ قَبِلا

خَفِّف عَلى كُلِّ مَن صَحِبتَ وَإِن
كانَ لِحَملِ الثَقيلِ مُحتَمِلا

كَم قَد رَأَينا اِمرِئً مِنَ الخَيرِ عُر
ياناً وَإِن كانَ يَلبَسُ الحُلَلا

لايَأمَنَنَّ اِمرُؤٌ مُساعَدَةَ
الدُنيا فَإِنّي رَأَيتُها دُوَلا

كُلٌّ فَقُدّامَهُ لَهُ أَمَلٌ
يُلهي وَلَكِنَّ خَلفَهُ الأَجَلا

يابُؤسَ لِلغافِلِ المُضَيِّعِ عَن
أَيِّ عَظيمٍ مِن أَمرِهِ غَفَلا

كُلُّ جَديدٍ فَالدَهرُ يُخلِقُهُ
وَكُلُّ حَيٍّ فَمَيِّتٌ عَجَلا

كُلٌّ يُوافي بِهِ القَضاءُ إِلى
المَوتِ وَيوفيهِ رِزقَهُ كَمَلا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:27 PM
عَجَباً لِأَربابِ العُقولِ
وَالحِرصِ في طَلَبِ الفُضولِ

سُلّابِ أَكسِيَةِ الأَرا
مِلِ وَاليَتامى وَالكُهولِ

وَالجامِعينَ المُكثِرينَ
مِنَ الخِيانَةِ وَالغُلولِ

وَالمُؤثِرينَ لِدارِ رِحلَتِ
هِم عَلى دارِ الحُلولِ

وَضَعوا عُقولَهُمُ مِنَ الدُنيا
بِمَدرَجَةِ السيولِ

وَلَهَوا بِأَطرافِ الفُروعِ
وَأَغفَلوا عِلمَ الأُصولِ

وَتَتَبَّعواجَمعَ الحُطامِ
وَفارَقوا أَثَرَ الرَسولِ

وَلَقَد رَأَوا غيلانَ رَيبِ
الدَهرِ غولاً بَعدَ غولِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:30 PM
سَهَوتُ وَغَرَّني أَمَلي
وَقَد قَصَّرتُ في عَمَلي

وَمَنزِلَةٍ خُلِقتُ لَها
جَعَلتُ بِغَيرِها شُغُلي

أَرى الأَيّامَ مُسرِعَةً
تُقَرِّبُني إِلى أَجَلي


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:31 PM
نَعى نَفسي إِلَيَّ مِنَ اللَيالي
تَصَرُّفُهُنَّ حالاً بَعدَ حالِ

فَمالي لَستُ مَشغولاً بِنَفسي
وَمالي لا أَخافُ المَوتَ مالي

لَقَد أَيقَنتُ أَنّي غَيرُ باقٍ
وَلَكِنّي أَراني لا أُبالي

أَما لي عِبرَةٌ في ذِكرِ قَومٍ
تَفانَوا رُبَّما خَطَروا بِبالي

كَأَنَّ مُمَرِّضي قَد قامَ يَمشي
بِنَعشي بَينَ أَربَعَةٍ عِجالِ

وَخَلفي نُسوَةٌ يَبكينَ شَجواً
كَأَنَّ قُلوبُهُنَّ عَلى مَقالِ

سَأَقنَعُ ما بَقيتُ بِقوتِ يَومٍ
وَلا أَبغي مُكاثَرَةً بِمالِ

تَعالى اللَهُ يا سَلمَ اِبنَ عَمرٍ
أَذَلَّ الحِرصُ أَعناقَ الرِجالِ

هَبِ الدُنيا تُساقُ إِلَيكِ عَفواً
أَلَيسَ مَصيرُ ذاكَ إِلى زَوالِ

فَما تَرجو بِشَيءٍ لَيسَ يَبقى
وَشيكاً ما تُغَيِّرُهُ اللَيالي


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:33 PM
قُل لِمَم يَعجَبُ مِن حُسنِ
رُجوعي وَمَقالِ

رُبَّ صَدٍّ بَعدَ وُدٍّ
وَهَواً بَعدَ تَقالِ

قَد رَأَينا ذا كَثيراً
جارِياً بَينَ الرِجالِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:34 PM
اِمهَد لِنَفسِكَ وَاِذكُر ساعَةَ الأَجَلِ
وَلا تُغَرَّنَّ في دُنياكَ بِالأَمَلِ

سابِق حُتوفَ الرَدى وَاِعمَل عَلى مَهَلٍ
ما دُمتَ في هَذِهِ الدُنيا عَلى مَهَلِ

وَاِعلَم بِأَنَّكَ مَسؤولٌ وَمُفتَحَصٌ
عَمّا عَمِلتَ وَمَعروضٌ عَلى العَمَلِ

لا تَلعَبَنَّ بِكَ الدُنيا وَزُخرُفُها
فَإِنَّها قُرِنَت بِالظِلِّ في المَثَلِ

لا يَحرُزُ النَفسَ إِلّا ذو مُراقَبَةٍ
يُمسي وَيُصبِحُ في الدُنيا عَلى وَجَلِ

ما أَقرَبَ المَوتَ مِن أَهلِ الحَياةِ وَما
أَحجى اللَبيبَ بِحُسنِ القَولِ وَالعَمَلِ

وَالمَوتُ مَدرَجَةٌ لِلناسِ كُلِّهِمُ
قَسراً إِلَيهِ بِكُرهٍ مَجمَعُ السُبُلِ

ما أَحسَنَ الدينَ وَالدُنيا إِذا اِجتَمَعا
وَأَقبَحَ الكُفرَ وَالإِفلاسَ بِالرَجُلِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:36 PM
شَرِهتُ فَلَستُ أَرضى بِالقَليلِ
وَما أَنفَكُّ مِن حَدَثٍ جَليلِ

وَما أَنفَكُّ مِن أَمَلٍ يُعَنّي
وَما أَنفَكُّ مِن قالٍ وَقيلِ

أَلا يا عاشِقَ الدُنيا المُعَنّى
كَأَنَّكَ قَد دُعيتَ إِلى الرَحيلِ

أَما تَنفَكُّ مِن شَهَواتِ نَفسٍ
تَجورُ بِهِنَّ عَن قَصدِ السَبيلِ

لَئِن عوفيتَ مِن شَهَواتِ نَفسٍ
لَقَد عوفيتَ مِن شَرٍّ طَويلِ

وَلِلدُنيا دَوائِرُ دائِراتٌ
لِتَذهَبَ بِالعَزيزِ وَبِالذَليلِ

وَلِلدُنيا يَدٌ تَهَبُ المَنايا
وَتَستَلِبُ الخَليلَ مِنَ الخَليلِ

وَما لَكَ غَيرُ عَقلِكَ مِن نَصيحٍ
وَما لَكَ غَيرُ عَقلِكَ مِن دَليلِ

وَما لَكَ غَيرُ تَقوى اللَهِ مالٌ
وَغَيرُ فِعالِكَ الحَسَنِ الجَميلِ

وَقارُ الحِلمِ يَقرَعُ كُلَّ جَهلٍ
وَعَزمُ الصَبرِ يَنهَضُ بِالجَليلِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:40 PM
تَنَكَّبتُ جَهلي فَاستَراحَ ذَوُو عَذلي
وَأَهمَدتُ غِبَّ العَذلِ حينَ انقَضى جَهلي

وَأَصبَحَ لي في المَوتِ شُغلٌ عَنِ الصِبا
وَفي المَوتِ شُغلٌ شاغِلٌ لِذَوي العَقلِ

إِذا أَنا لَم أُشغَل بِنَفسي فَنَفسُ مَن
مِنَ الناسِ أَرجو أَن يَكونَ بِها شُغلي

وَإِن لَم يَكُن عَقلٌ يَصونُ أَمانَتي
وَعِرضي وَديني ما حَيِيتُ فَما فَضلي

أَحِنُّ إِلى الدُنيا حَنيناً كَأَنَّني
وَلَستُ بِها مُستَوفِزاً قَلِقَ الرَحلِ

وَمَن ذا عَلَيها لَيسَ مُستَوحِشاً بِها
وَمُغتَرِباً فيها وَإِن كانَ ذا أَهلِ

سَأَمضي وَمَن بَعدي فَغَيرُ مُخَلَّدٍ
كَما لَم يُخَلَّدبَعدُ مَن قَد مَضى قَبلي

لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارٍ لِأَهلِها
وَلَو عَقَلوا كانوا جَميعاً عَلى رِجلِ

وَما تَبحَثُ الساعاتُ إِلّا عَنِ البِلى
وَلا تَنطَوي الأَيامُ إِلّا عَلى ثُكلِ

وَإِنّا لَفي دارِ الفِراقِ وَلَن تَرَ
بِها أَحَداً ما عاشَ مُجتَمِعَ الشَملِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:42 PM
إِن قَدَّرَ اللَهُ أَمراً كانَ مَفعولا
وَكَيفَ نَجهَلُ أَمراً لَيسَ مَجهولا

إِنّا لَنَعلَمُ أَنّا لاحِقونَ بِمَن
وَلّى وَلَكِنَّ في آمالِنا طولا

ضَمِنتُ لِلطالِبِ الدُنيا وَزينَتَها
أَلّا يَزالَ بِها ماعاشَ مَشغولا

يارَبُّ مَن كانَ مُغتَرّاً بِناصِرِهِ
أَمسى وَأَصبَحَ في الأَجداثِ مَجدولا

وَرُبَّ مُغتَبِطٍ بِالمالِ يَأكُلُهُ
يَوماً وَيَشرَبُهُ إِذ صارَ مَأكولا

ما زالَ يَبكي عَلى المَوتى وَيَنقُلُهُم
حَتّى رَأَيناهُ مَبكِيّاً وَمَنقولا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:42 PM
أَصبَحتُ مَغلوباً عَلى عَقلي
لايَستَوي قَولِيَ مَع فِعلي

عَدلُ القِيامَةِ غَيرُ مُختَلِفٍ
وَالمَوتُ أَوَّلُ ذَلِكَ العَدلِ

ياغَفلَتي عَمّا خُلِقتُ لَهُ
إِنّي بِمُنقَلَبي لَذو جَهلِ

وَلِيَلحَقَنّي مَن أُخَلِّفُهُ
وَلَأَلحَقَنَّ بِمَن مَضى قَبلي


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:44 PM
أَصبَحَ هَذا الناسُ قالاً وَقيل
فَالمُستَعانُ اللَهُ صَبرٌ جَميل

ما أَثقَلَ الحَقَّ عَلى مَن نَرى
لَم يَزَلِ الحَقُّ كَريهاً ثَقيل

أَيا بَني الدُنيا وَيا جيرَةَ ال
مَوتى إِلى كَم تُغفِلونَ السَبيل

إِنّا عَلى ذاكَ لَفي غَفلَةٍ
وَالمَوتُ يُفني الخَلقَ جيلاً فَجيل

إِنّي لَمَغرورٌ وَإِنَّ البِلى
يُسرِعُ في جِسمي قَليلاً قَليل

تَزَوَّدَن لِلمَوتِ زاداً فَقَد
نادى مُناديهِ الرَحيلَ الرَحيل

أَغتَرُّ بِالدَهرِ عَلى أَنَّ لي
في كُلِّ يَومٍ مِنهُ خَطبٌ جَليل

كَم مِن عَظيمِ الشَأنِ في نَفسِهِ
أَصبَحَ مُعتَزّاً وَأَمسى ذَليل

ياخاطِبَ الدُنيا إِلى نَفسِها
إِنَّ لَها في كُلِّ يَومٍ عَويل

ما أَقتَلَ الدُنيا لِأَزواجِها
تَعُدُّهُم عَدّاً قَتيلاً قَتيل

اُسلُ عَنِ الدُنيا وَعَن ظِلِّها
فَإِنَّ في الجَنَّةِ ظِلّاً ظَليل

وَإِنَّ في الجَنَّةِ لِلرَوحَ وَالر
رَيحانَ وَالراحَةَ وَالسَلسَبيل

مَن دَخَلَ الجَنَّةَ نالَ الرِضى
مِمّا تَمَنّى وَاِستَطابَ المَقيل


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:44 PM
تَعالى الواحِدُ الصَمدُ الجَليلُ
وَحَشى أَن يَكونَ لَهُ عَديلُ

هُوَ المَلِكُ العَزيزُ وَكُلُّ شَيءٍ
سِواهُ فَهُوَ مُنتَقَصٌ ذَليلُ

وَما مِن مَذهَبٍ إِلّا إِلَيهِ
وَإِنَّ سَبيلَهُ لَهُوَ السَبيلُ

وَإِنَّ لَهُ لَمَنّا لَيسَ يُحصى
وَإِنَّ عَطائَهُ لَهُوَ الجَزيلُ

وَكُلُّ قَضائِهِ عَدلٌ عَلَينا
وَكُلُّ بَلائِهِ حَسَنٌ جَميلُ

وَكُلُّ مُفَوَّهٍ أَثنى عَلَيهِ
لِيَبلُغَهُ فَمُنحَسِرٌ كَليلُ

أَيا مَن قَد تَهاوَنَ بِالمَنايا
وَمَن قَد غَرَّهُ الأَمَلُ الطَويلُ

أَلَم تَرَ أَنَّما الدُنيا غُرورٌ
وَأَنَّ مُقامَنا فيها قَليلُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:45 PM
صافِ الكِرامِ فَإِنَّهُم أَهلُ النُهى
وَاِحذَر عَلَيكَ مَوَدَّةَ الأَنذالِ

صِل قاطِعيكَ وَحارِميكَ وَأَعطِهِم
وَإِذا فَعَلتَ فَدُم بِذاكَ وَوالِ

وَالمَرءُ لَيسَ بِكامِلٍ في قَولِهِ
حَتّى يُزَيِّنَ قَولَهُ بِفِعالِ

وَلَرُبَّما ارتَفَعَ الوَضيعُ بِفِعلِهِ
وَلَرُبَّما سَفَلَ الرَفيعُ العالي

كَم عِبرَةٍ لِذَوي التَفَكُّرِ وَالنُهى
في ذا الزَمانِ وَذا الزَمانِ الخالي

كَم مِن ضَعيفِ العَقلِ زَيَّنَ عَقلَهُ
ماقَد رَعى وَوَعى مِنَ الأَمثالِ

كَم مِن رِجالٍ في العُيونِ وَما هُم
في العَقلِ إِن كَشَّفتَهُم بِرِجالِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:47 PM
قَيِّد عَنِ الدُنيا هَواكَ بِسَلوَةٍ
وَاِقمَع نَشاطَكَ في الهَوى بِنَكالِ

وَبِحَسبِ عَقلِكَ بِالزَمانِ مُؤَدَّباً
وَبِحَسبِهِ بِتَقَلُّبِ الأَحوالِ

بَرِّد بِيَأسِكَ عَنكَ حَرَّ مَطامِعٍ
قَدَحَت بِعَقلِكَ أَثقَبَ الأَشعالِ

قاتِل هَواكَ إِذا دَعاكَ لِفِتنَةٍ
قاتِل هَواكَ هُناكَ كُلَّ قِتالِ

إِن لَم تَكُن بَطَلاً إِذا حَمِيَ الوَغى
فَاِحذَر عَلَيكَ مَواقِفَ الأَبطالِ

اِحزُن لِسانَكَ بِالسُكوتِ عَنِ الخَنا
وَاِحذَر عَلَيكَ عَواقِبَ الأَقوالِ

وَإِذا عَقَلتَ هَواكَ عَن هَفَواتِهِ
أَطلَقتَهُ مِن خَينِ كُلِّ عِقالِ

وَإِذا سَكَنتَ إِلى الهُدى وَأَطَعتَهُ
أُلبِستَ حُلَّةَ صالِحِ الأَعمالِ

وَإِذا طَمِعتَ لَبِستَ ثَوبَ مَذَلَّةٍ
إِنَّ المَطامِعَ مَعدَنُ الإِذلالِ

وَإِذا سَبَحتَ إِلى الهَوى أَذيالَهُ
أَلقاكَ في قيلٍ عَلَيكَ وَقالِ

وَإِذا حَلَلتَ عَنِ اللِسانِ عِقالَهُ
أَلقاكَ في قيلٍ عَلَيكَ وَقالِ

وَإِذا ظَمِئتَ إِلى اِلتَقى أُسقيتَهُ
مِن مَشرَبٍ عَذبِ المَذاقِ زُلالِ

وَإِذا اِبتُليتَ بِبَذلِ وَجهِكَ سائِلاً
فَاِبذُلهُ لِلمُتَكَرِّمِ المِفضالِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:48 PM
حِيَلُ البَلى تَأتي عَلى المُحتالِ
وَمساكِنُ الدُنيا فَهُنَّ بَوالِ

شُغِلَ الأُلى كَنَزوا الكُنوزَ عَنِ التُقى
وَسَهوا بِباطِلِهِم عَنِ الآجالِ

سَلِّم عَلى الدُنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ
وَاِرحَل فَقَد نوديتَ بِالتَرحالِ

ما أَنتِ يا دُنيا بِدارِ إِقامَةٍ
ما زِلتِ يا دُنيا كَفيءِ ظِلالِ

وَحُفِفتِ يا دُنيا بِكُلِّ بَلِيَّةٍ
وَمُزِجتِ يا دُنيا بِكُلِّ وَبالِ

قَد كُنتِ يا دُنيا مَلَكتِ مَقادَتي
فَقَرَيتِني بِوَساوِسٍ وَخَبالِ

حَوَّلتِ يا دُنيا جَمالَ شَبيبَتي
قُبحاً فَماتَ بِذاكَ نورُ جَمالي

غَرَسَ التَخَلُّصُ مِنكِ بَينَ جَوانِحي
شَجَرَ القَناعَةِ وَالقَناعَةُ مالي

الآنَ أَبصَرتُ الضَلالَةَ وَالهُدى
وَالآنَ فيكِ قَبِلتُ مِن عُذّالي

وَطَويتُ عَنكَ ذُيولَ بُردَي صَبوَتي
وَقَطَعتُ حَبلَكِ مِن وِصالِ حِبالي

وَفَهِمتُ مِن نُوَبِ الزَمانِ عِظاتِها
وَفَطِنتُ لِلأَيّامِ وَالأَحوالِ

وَمَلَكتُ قَودَ عِنانِ نَفسي بِالهُدى
وَطَوَيتُ عَن تَبَعِ الهَوى أَذيالي

وَتَناوَلَت فِكَري عَجائِبُ جَمَّةٌ
بِتَصَرُّفي في الحالِ بَعدَ الحالِ

لَمّا حَصَلتُ عَلى القَناعَةِ لَم أَزَل
مَلِكاً يَرى الإِكثارَ كَالإِقلالِ

إِنَّ القَناعَةَ بِالكَفافِ هِيَ الغِنى
وَالفَقرُ عَينُ الفَقرِ في الأَموالِ

مَن لَم يَكُن في اللَهِ يَمنَحُكَ الهَوى
مَزَجَ الهَوى بِمَلالَةٍ وَثِقالِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:50 PM
أَيا مَن خَلفَهُ الأَجَلُ
وَمَن قُدّامَهُ الأَمَلُ

أَما وَاللَهِ لا يُنجيكَ
إِلّا الصِدقُ وَالعَمَلُ

رَأَيتُ المَوتَ داءً لَيسَ
تَنفَعُ دونَهُ الحِيَلُ

وَأَنَّ المَوتَ أَمرٌ بَينَ
خَلقِ اللَهِ مُعتَدِلُ

سَلِ الأَيّامَ عَن أَملا
كِنا الماضينَ ما فَعَلوا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:51 PM
ما لِلجَديدَينِ لايَبلى اِختِلافُهُما
وَكُلُّ غَضٍّ جَديدٍ فيهِما بالِ

يامَن سَلا عَن حَبيبٍ بَعدَ ميتَتِهِ
كَم بَعدَ مَوتِكَ أَيضاً عَنكَ مِن سالِ

كَأَنَّ كُلَّ نَعيمٍ أَنتَ ذائِقُهُ
مِن لَذَّةِ العَيشِ يَحكي لَمعَةَ الآلِ

لاتَلعَبَنَّ بِكَ الدُنيا وَأَنتَ تَرى
ماشِئتَ مِن عِبَرٍ فيها وَأَمثالِ

ماحيلَةُ المَوتِ إِلّا كُلُّ صالِحَةٍ
أَولا فَما حيلَةٌ فيهِ لِمُحتالِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:52 PM
يا ذا الَّذي يَقرَءُ في كُتبِهِ
ما قَد نَهى اللَهُ وَلا يَعمَلُ

قَد بَيَّنَ الرَحمَنُ مَقتَ الَّذي
يَأمُرُ بِالحَقِّ وَلا يَفعَلُ

مَن كانَ لا يُشبِهُ أَفعالُهُ
أَقوالَهُ فَصَمتُهُ أَجمَلُ

مَن عَذَلَ الناسَ فَنَفسي بِما
قَد قارَفَت مِن ذَنبِها أَعذَلُ

إِنَّ الَّذي يَنهى وَيَأتي الَّذي
عَنهُ نَهى في الحَقِّ لايَعدِلُ

وَالراكِبُ الذَنبِ عَلى جَهلِهِ
أَعذَرُ مِمَّن كانَ لايَجهَلُ

لاتَخلُطَن مايَقبَلُ اللَهُ مِن
فِعلٍ بِقَولٍ مِنكَ لايَقبَلُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:54 PM
الحَمدُ لِلَّهِ الحَميدِ بِمَنِّهِ
خَسِرَت وَلَم تَربَح يَدُ البَطّالِ

لِلَّهِ يَومٌ تَقشَعِرُّ جُلودُهُم
وَتَشيبُ مِنهُ ذَوائِبُ الأَطفالِ

يَومُ النَوازِلِ وَالزَلازِلِ وَالحَوا
مِلِ فيهِ إِذ يَقذِفنَ بِالأَحمالِ

يَومُ التَغابُنِ وَالتَبايُنِ وَالتَوا
زُنِ وَالأُمورِ عَظيمَةِ الأَهوالِ

يَومٌ يُنادى فيهِ كُلُّ مُضَلِّلٍ
بُمُقَطَّعاتِ النارِ وَالأَغلالِ

لِلمُتَّقينَ هُناكَ نُزلُ كَرامَةٍ
عَلَتِ الوُجوهَ بِنَضرَةٍ وَجَمالِ

زُمَرٌ أَضاءَت لِلحِسابِ وُجوهُها
فَلَها بَريقٌ عِندَهُ وَتَلالي

وَسَوابِقٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ جَرَت
خُمصَ البُطونِ خَفيفَةَ الأَثقالِ

مِن كُلِّ أَشعَثَ كانَ أَغبَرَ ناحِلاً
خَلَقَ الرِداءَ مُرَقَّعِ السِربالِ

نَزَلوا بِأَكرَمِ سَيِّدٍ فَأَظَلَّهُم
في دارِ مُلكِ جَلالَةٍ وَظِلالِ

حِيَلُ اِبنِ آدَمَ في الأُمورِ كَثيرَةٌ
وَالمَوتُ يَقطَعُ حِليَةَ المُحتالِ

وَمِنَ النُعاةِ إِلى اِبنِ آدَمَ نَفسَهُ
حَرَكَ الخُطى وَطُلوعُ كُلِّ هِلالِ

ما لي أَراكَ لِحُرِّ وَجهِكَ مُخلِقاً
أَخَلَقتِ يا دُنيا وُجوهَ رِجالِ

قِستُ السُؤالَ فَكانَ أَعظَمَ قيمَةً
مِن كُلِّ عارِفَةٍ أَتَت بِسُؤالِ

كُن بِالسُؤالِ أَشَدَّ عَقدَ ضَنانَةٍ
مِمَّن يَضِنُّ عَلَيكَ بِالأَموالِ

وَصُنِ المَحامِدَ ما اِستَطَعتَ فَإِنَّها
في الوَزنِ تَرجُحُ بَذلَ كُلِّ نَوالِ

وَلَقَد عَجِبتُ مِنَ المُثَمِّرِ مالَهُ
نَسِيَ المُثَمِّرُ زينَةَ الإِقلالِ

وَإِذا اِمرُؤٌ لَبِسَ الشُكوكَ بِعَزمِهِ
سَلَكَ الطَريقَ عَلى قَعودِ ضَلالِ

وَإِذا دَعَت خُدَعُ الحَوادِثِ دَعوَةً
شَهِدَت لَهُنَّ مَصارِعُ الأَبطالِ

وَإِذا اِبتُليتَ بِبَذلِ وَجهِكَ سائِلاً
فَاِبذُلهُ لِلمُتَكَرِّمِ المِفاضِلِ

وَإِذا خَشيتَ تَعَذُّراً في بَلدَةٍ
فَاِشدُد يَدَيكَ بِعاجِلِ التَرحالِ

وَاِصبِر عَلى غَيرِ الزَمانِ فَإِنَّما
فَرَجُ الشَدائِدِ مِثلُ حَلِّ عِقالِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-29-2024, 11:59 PM
قَطَّعتُ مِنكَ حَبائِلَ الآمالِ
وَحَطَطتُ عَن ظَهرِ المَطِيِّ رِحالي

وَيَئِستُ أَن أَبقى لِشَيءٍ نِلتُ مِم
ما فيكِ يا دُنيا وَأَن يَبقى لي

وَوَجَدتُ بَردَ اليَأسِ بَينَ جَوانِحي
وَأَرَحتُ مِن حَلّي وَمِن تَرحالي

وَلَئِن طَمِعتُ لِرُبَّ بَرقَةِ خُلَّبٍ
بَرَقَت لِذي طَمَعٍ وَلَمعَةِ آلِمالي

كانَ أَشأَمَ إِذ رَجاؤكِ قاتِلي
وَبَناتُ وَعدِكَ يَعتَلِجنَ بِبالي

الآنَ يا دُنيا عَرَفتُكِ فَاِذهَبي
يا دارَ كُلِّ تَشَتُّتٍ وَزَوالِ

وَالآنَ صارَ لي الزَمانُ مُؤَدَّباً
فَغَدا عَلَيَّ وَراحَ بِالأَمثالِ

وَالآنَ أَبصَرتُ السَبيلَ إِلى الهُدى
وَتَفَرَّغَت هِمَمي عَنِ الأَشغالِ

وَلَقَد أَقامَ لِيَ المَشيبُ نُعاتَهُ
يُفضي إِلَيَّ بِمَفرَقٍ وَقَذالِ

وَلَقَد رَأَيتُ المَوتَ يَبرُقُ سَيفُهُ
بِيَدِ المَنِيَّةِ حَيثُ كُنتُ حِيالي

وَلَقَد رَأَيتُ عُرى الحَياةِ تَخَرَّمَت
وَلَقَد تَصَدّى الوارِثونَ لِمالي

وَلَقَد رَأَيتُ عَلى الفَناءِ أَدِلَّةً
فيما تَنَكَّرَ مِن تَصَرُّفِ حالي

وَإِذا اِعتَبَرتُ رَأَيتُ حَطَّ حَوادِثٍ
يَجرينَ بِالأَرزاقِ وَالآجالِ

وَإِذا تَناسَبَتِ الرِجالُ فَما أَرى
نَسَباً يُقاسُ بِصالِحِ الأَعمالِ

وَإِذا بَحَثتُ عَنِ التَقِيِّ وَجَدتُهُ
رَجُلاً يُصَدِّقُ قَولَهُ بِفِعالِ

وَإِذا اِتَّقى اللَهَ اِمرُؤٌ وَأَطاعَهُ
فَتَراهُ بَينَ مَكارِمٍ وَمَعالِ

عَلى التَقِيِّ إِذا تَرَسَّخَ في التُقى
تاجانِ تاجُ سَكينَةٍ وَجَلالِ

وَاللَيلُ يَذهَبُ وَالنَهارُ تَعاوُراً
بِالخَلقِ في الإِدبارِ وَالإِقبالِ

وَبِحَسبِ مَن تُنعى إِلَيهِ نَفسُهُ
مِنهُم بِأَيّامٍ خَلَت وَلَيالِ

اِضرِب بِطَرفِكَ حَيثُ شِئتَ فَأَنتَ في
عِبَرٍ لَهُنَّ تَدارُكٌ وَتَوالِ

يَبلى الجَديدُ وَأَنتَ في تَجديدِهِ
وَجَميعُ ما جَدَّدتَ مِنهُ فَبالِ

يا أَيُّها البَطَرُ الَّذي هُوَ مِن غَدٍ
في قَبرِهِ مُتَفَرِّقُ الأَوصالِ

حَذَفَ المُنى عَنهُ المُشَمِّرُ في الهُدى
وَأَرى مُناكَ طَويلَةَ الأَذيالِ

وَلقَلَّ ما تَلقى أَغَرَّ لِنَفسِهِ
مِن لاعِبٍ مَرِحٍ بِها مُختالِ

ياتاجِرَ الغَيِّ المُضِرَّ بِرُشدِهِ
حَتّى مَتى بِالغِيِّ أَنتَ تُغالي


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:07 AM
طولُ التَعاشُرِ بَينَ الناسِ مَملولُ
ما لِاِبنِ آدامَ إِن كَشَّفتَ مَعقولُ

لِلمَرءِ أَلوانُ دُنيا رَغبَةً وَهَوى
وَعَقلُهُ أَبَداً ما عاشَ مَدخولُ

يا راعِيَ النَفسِ لا تُغفِل رِعايَتَها
فَأَنتَ عَن كُلِّ ما اِستُرعيتَ مَسؤولُ

خُذ ما عَرَفتَ وَدَع ما أَنتَ جاهِلُهُ
لِلأَمرِ وَجهانِ مَعروفٌ وَمَجهولُ

وَاِحذَر فَلَستَ مِنَ الأَيّامِ مُنفَلِتاً
حَتّى تَغولَكَ مِن أَيّامِكَ الغولُ

فَالدائِراتُ بِرَيبِ الدَهرِ دائِرَةٌ
وَالمَرءُ عَن نَفسِهِ ما عاشَ مَختولُ

لَن تَستَسِمَّ جَميلاً أَنتَ فاعِلُهُ
إِلّا وَأَنتَ طَليقُ الوَجهِ بُهلولُ

ما أَوسَعَ الخَيرَ فَاِبسُط راحَتَيكَ بِهِ
وَكُن كَأَنَّكَ عِندَ الشَرِّ مَغلولُ

الحَمدُ لِلَّهِ في آجالِنا قِصَرٌ
نَبغي البَقاءَ وَفي آمالِنا طولُ

نَعوذُ بِاللَهِ مِن خِذلانِهِ أَبَداً
فَإِنَّما الناسُ مَعصومٌ وَمَخذولُ

إِنّي لَفي مَنزِلٍ ما زِلتُ أَعمُرُهُ
عَلى يَقيني بِأَنّي عَنهُ مَنقولُ

وَأَنَّ رَحلي وَإِن أَوثَقتُهُ لَعَلى
مَطِيَّةٍ مِن مَطايا الحَينِ مَحمولُ

فَلَو تَأَهَّبتُ وَالأَنفاسُ في مَهلٍ
وَالخَيرُ بَيني وَبَينَ العَيشِ مَقبولُ

وادي الحَياةِ مَحَلٌّ لا مُقامَ بِهِ
لِنازِليهِ وَوادي المَوتِ مَحلولُ

وَالدارُ دارُ أَباطيلٍ مُشَبَّهَةٍ
الجِدُّ مُرٌّ بِها وَالهَزلُ مَعسولُ

وَلَيسَ مَن مَوضِعٍ يَأتيهِ ذو نَفسٍ
إِلّا وَلِلمَوتِ سَيفٌ فيهِ مَسلولُ

لَم يُشغَلِ المَوتُ عَنّا مُذأُعِدَّ لَنا
وَكُلُّنا عَنهُ بِاللَذاتِ مَشغولُ

وَمَن يَمُت فَهوَ مَقطوعٌ وَمُجتَنَبٌ
وَالحَيُّ ماعاشَ مَغشِيٌّ وَمَوصولُ

كُل ما بَدا لَكَ فَالآكالُ فانِيَةٌ
وَكُلُّ ذي أُكُلٍ لابُدَّ مَأكولُ

وَكُلُّ شَيءٍ مِنَ الدُنيا فَمُنتَقِصٌ
وَكُلُّ عَيشٍ مِنَ الدُنيا فَمَملولُ

سُبحانَ مَن أَرضُهُ لِلخَلقِ مائِدَةٌ
كُلٌّ يُوافيهِ رِزقٌ مِنهُ مَكفولُ

غَدّى الأَنامَ وَعَشاهُم فَأَوسَعَهُم
وَفَضلُهُ لِبُغاةِ الخَيرِ مَبذولُ

يا طالِبَ الخَيرِ أَبشِر وَاِستَعِدَّ لَهُ
فَالخَيرُ أَجمَعُ عِندَ اللَهِ مَأمولُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:08 AM
مابالُ قَلبِكَ لاتُحَرِّكُهُ
عِظَةٌ عَلى ماذا تَوَرُّكُهُ

ماذا تُؤَمِّلُ لا أَبا لَكَ في
مالٍ تَموتُ وَأَنتَ تُمسِكُهُ

مالَم تَكُن لَكَ فيهِ مَنفَعَةٌ
مِمّا مَلَكتَ فَلَستَ تَملِكُهُ

أَنفِق فَإِنَّ اللَهَ يُخلِفُهُ
لاتَمضِ مَذموماً وَتَترُكُهُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:08 AM
إِيّاكَ مِن كَذَبِ الكَذوبِ وَإِفكِهِ
فَلَرُبَّما مَزَجَ اليَقينَ بِشَكِّهِ

وَلَرُبَّما ضَحِكَ الكَذوبُ تَكَلُّفاً
وَبَكى مِنَ الشَيءِ الَّذي لَم يُبكِهِ

وَلَرُبَّما صَمَتَ الكَذوبُ تَخَلُّقاً
وَشَكى مِنَ الشَيءِ الَّذي لَم يُشكِهِ

وَلَرُبَّما كَذَبَ اِمرُؤٌ بِكَلامِهِ
وَبِصَمتِهِ وَبُكائِهِ وَبِضِحكِهِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:09 AM
إِلى اللَهِ فَارغَب لا إِلى ذا وَلا ذاكَ
فَإِنَّكَ عَبدُ اللَهِ وَاللَهُ مَولاكا

وَإِن شِئتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الأَذى
فَكُن لِشِرارِ الناسِ ماعِشتَ تَرّاكا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:10 AM
أَتَطمَعُ أَن تُخَلِّدَ لا أَبا لَك
أَمِنتَ مِنَ المَنِيَّةِ أَن تَبالَك

أَما وَاللَهِ إِنَّ لَها رَسولاً
وَأُقسِمُ لَو أَتاكَ لَما أَقالَك

تَنَظَّر حَيثُ كُنتَ قُدومَ مَوتٍ
يُشَتِّتُ بَعدَ جَمعِهِمُ عِيالَك

كَأَنّي بِالتُرابِ عَلَيكَ رَدماً
وَبِالباكينَ يَقتَسِمونَ مالَك

أَلا فَاِخرُج مِنَ الدُنيا جَميعاً
وَزَجِّ مِنَ المَعاشِ بِما زَجا لَك

فَلَستَ مُخَلِّفاً في الناسِ شَيئاً
وَلا مُتَزَوِّداً إِلّا فِعالَك


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:10 AM
لَنِعمَ التُقى تَقوى فَتاً ضامِرِ الحَشا
خَميصٍ مِنَ الدُنيا تَقِيِّ المَسالِكِ

فَتىً مَلَكَ اللَذاتِ أَن يَعتَبِدنَهُ
وَما كُلُّ ذي لُبٍّ لَهُنَّ بِمالِكِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:11 AM
أَلَم نَرَ يا دُنيا تَصَرُّفَ حالِكِ
وَغَدرَكِ يا دُنيا بِنا وَانتِقالِكِ

فَلَستِ بِدارٍ يَستَتِمُّ بِكِ الرِضا
وَلَو كُنتِ في كَفِّ امرِئٍ بِكَمَلِكِ

حَرامُكِ يا دُنيا يَعودُ إِلى الضَنا
وَذو اللُبِّ فينا مُشفِقٌ مِن حَلالِكِ

أَليفُكِ يا دُنيا كَثيرٌ غُمومُهُ
فَلَيسَ النَجاةُ مِنكِ غَيرَ اعتِزالِكِ

أَيا نَفسُ لاتَستَوطِني دارَ قُلعَةٍ
وَلَكِن خُذي في الزادِ قَبلَ ارتِحالِكِ

أَيا نَفسُ لا تَنسي كِتابَكِ وَاذكُري
لَكِ الوَيلُ إِن أُعطيتِهِ بِشِمالِكِ

أَيا نَفسُ إِنَّ اليَومَ يَومُ تَفَرُّغٍ
فَدونَكِهِ مِن قَبلِ يَومِ اشتِغالِكِ

وَمَسؤولَةٌ يا نَفسُ أَنتِ فَيَسِّري
جَواباً لِيَومِ الحَشرِ قَبلَ سُؤالِكِ

وَمِسكينَةٌ يا نَفسُ أَنتِ فَقيرَةٌ
إِلى خَيرِ ما قَدَّمتِهِ مِن فِعالِكِ

هُوَ المَوتُ فَاحتاطي لَهُ وَابشِري إِذا
نَجَوتِ كَفافاً لاعَلَيكِ وَلا لَكِ



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:13 AM
كَأَنَّ يَقينَنا بِالمَوتِ شَكٌّ
وَما عَقلٌ عَلى الشَهَواتِ يَزكو

نَرى الشَهَواتِ غالِبَةً عَلَينا
وَعِندَ المُتَّقينَ لَهُنَّ تَركُ

لَهَونا وَالحَوادِثُ واثِباتٌ
لَهُنَّ بِمَن قَصَدنَ إِلَيهِ فَتكُ

وَفي الأَجداثِ مِن أَهلِ المَلاهي
رَهائِنُ ما تَفوتُ وَلا تُفَكُّ

وَلِلدُنيا عِداتٌ بِالتَمَنّي
وَكُلُّ عِداتِها كَذِبٌ وَإِفكٌ

وَما مُلكٌ لِذي مُلكٍ بِباقٍ
وَهَل يَبقى عَلى الحَدَثانِ مُلكُ

أَلا إِنَّ العِبادَ غَداً رَميمٌ
وَإِنَّ الأَرضَ بَعدَهُمُ تُدَكُّ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:15 AM
كَأَن قَد عَجَّلَ الأَقوامُ غَسلَك
وَقامَ الناسُ يَبتَدِرونَ حَملَك

وَنُجِّدَ بِالثَرى لَكَ بَيتُ هَجرٍ
وَأَسرَعَتِ الأَكُفُّ إِلَيهِ نَقلَك

وَأَسلَمَكَ اِبنُ عَمِّكَ فيهِ فَرداً
وَأَرسَلَ مِن يَدَيهِ أَخوكَ حَبلَك

وَحاوَلَتِ القُلوبُ سِواكَ ذِكراً
أَنِسنَ بِوَصلِهِ وَنَسينَ وَصلَك

وَصارَ الوارِثونَ وَأَنتَ صِفرٌ
مِنَ الدُنيا لِمالِكَ مِنكَ أَملَك

إِذا لَم تَتَّخِذ لِلمَوتِ زاداً
وَلَم تَجعَل بِذِكرِ المَوتِ شُغلَك

فَقَد ضَيَّعتَ حَظَّكَ يَومَ تُدعى
وَأَصلَكَ حينَ تَنسُبُهُ وَفَضلَك

أَراكَ تَغُرُّكَ الشَهَواتُ قِدماً
وَكَم قَد غَرَّتِ الشَهَواتِ مِثلَك

أَما وَلَتَذهَبَنَّ بِكَ المَنايا
كَما ذَهَبَت بِمَن قَد كانَ قَبلَك

بَخِلتُ بِما مَلَكتَ فَقِف رُوَيداً
كَأَنَّكَ قَد وَهَبتَ فَلَم يَجُز لَك

كَأَنَّكَ عَن قَريبٍ بِالمَنايا
وَقَد شَتَّتنَ بَعدَ الجَمعِ شَملَك

أَلا لِلَّهِ أَنتَ مَحَلُّ عِلمٍ
رَأَيتَ العِلمَ لَيسَ يَكُفُّ جَهلَك

أَلا لِلَّهِ أَنتَ حَسَبتَ فِعلي
عَلَيَّ فَعِبتَهُ وَنَسيتَ فِعلَك

أَلا لِلَّهِ أَنتَ دَعِ التَمَنّي
وَلا تَأمَن عَواقِبَهُ فَتَهلَك

وَخُذ في عَذلِ نَفسِكَ كُلَّ يَومٍ
لَعَلَّ النَفسَ تَقبَلُ مِنكَ عَذلَك

أَلَم تَرَ جِدَّةَ الأَيّامِ تَبلى
وَأَنَّ الحادِثاتِ يُرِدنَ قَتلَك

أَلا فَاِخرُج مِنَ الدُنيا مُخِفّاً
وَقَدِّم عَنكَ بَينَ يَدَيكَ ثِقلَك

رَأَيتُ المَوتَ مَسلَكَ كُلِّ حَيٍّ
وَلَم أَرَ دونَهُ لِلحَيِّ مَسلَك


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:16 AM
لاتَكُ في كُلِّ هَواً تَنهَمِك
وَلا تَكونَنَّ لَجوجاً مَحِك

نافِس إِذا نافَستَ في حِكمَةٍ
وَلاتَدَع خَيراً وَلا تَتَّرِك

وَاِصنَع إِلى الناسِ جَميلاً كَما
تُحِبُّ أَن يَصنَعَهُ الناسُ بِك

مَن قَرَّ عَيناً بِغِنى بُلغَةٍ
يَوماً بِيَومٍ عاشَ عَيشَ المَلِك


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:16 AM
إِنَّما أَنتَ بِحِسِّك
وَمِنَ الناسِ بِأُنسِك

لايَفوتَنَّكَ في يَومِكَ
مافاتَ بِأَمسِك

اِرحَمِ الناسَ جَميعاً
فَهُمُ أَبناءُ جِنسِك

اِبغِ لِلناسِ مِنَ الخَيرِ
كَما تَبغي لِنَفسِك


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:17 AM
المَوتُ بَينَ الخَلقِ مُشتَرَكُ
لاسوقَةٌ يَبقى وَلا مَلِكُ

ماضَرَّ أَصحابَ القَليلِ وَما
أَغنى عَنِ الأَملاكِ مامَلَكوا

لَم يَختَلِف في المَوتِ مَسلَكُهُم
لابَل سَبيلاً واحِداً سَلَكوا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:17 AM
خَفِّض هَداكَ اللَهُ مِن بالِكا
وَاِفرَح بِما قَدَّمتَ مِن مالِكا

لاتَأمَنِ الدُنيا عَلى غَدرَةٍ
كَم غَدَرَت قَبلُ بِأَمثالِكا

كَم سَتَرى في الناسِ مِن هالِكٍ
وَهالِكٍ حَتّى تُرى هالِكا

فَانظُر سَبيلاً سَلَكوهُ وَلا
تَحسَب بِأَن لَستَ لَهُ سالِكا

أَصبَحَتِ الدُنيا لَنا عِبرَةً
وَالحَمدُ لِلَّهِ عَلى ذَلِكا

إِجتَمَعَ الناسُ عَلى ذَمِّها
وَلا أَرى مِنهُم لَها تارِكا


إسماعيل بن قاسم العيني
العنزي

الحمدان
10-30-2024, 12:18 AM
لِيَبكِ عَلى نَفسِهِ مَن بَكى
فَما أَوشَكَ المَوتَ ما أَوشَكا

فَلا تَبكِيَنَّ عَلى هالِكٍ
فَإِنَّ قُصاراكَ أَن تَهلِكا

أَتَطمَعُ في الخُلدِ بَعدَ الَّذينَ
رَأَيتَهُمُ قَد مَضَوا قَبلَكا


إسماعيل بن قاسم العيني
العنزي

الحمدان
10-30-2024, 12:19 AM
بَليتَ وَما تَبلى ثِيابُ صِباكا
كَفاكَ مِنَ اللَهوِ المُضِرِّ كَفاكا

أَلَم تَرَ أَنَّ الشَيبَ قَد قامَ ناعِياً
مَقامَ الشَبابِ الغَضِّ ثُمَّ نَعاكا

تَسَمَّع وَدَع مَن أَغلَقَ الغَيُّ سَمعَهُ
كَأَنّي بِداعٍ قَد أَتى فَدَعاكا

أَلا لَيتَ شِعري كَيفَ أَنتَ إِذا القُوى
وَهَت وَإِذا الكَربُ الشَديدُ عَلاكا

تَموتُ كَما ماتَ الَّذينَ نَسيتَهُم
وَتُنسى وَتَهوى العِرسُ بَعدُ سِواكا

تَمَنَّيتَ حَتّى نِلتَ ثُمَّ تَرَكتَها
تَنَقَّلُ بَينَ الوارِثينَ مُناكا

إِذا لَم تَكُن في مَتجَرِ البِرِّ وَالتِقى
خَسِرتَ نَجاةً وَاكتَسَبتَ هَلاكا

إِذا أَنتَ لَم تَعزِم عَلى الصَبرِ لِلأَذى
رَمَيتَ الَّذي مِنهُ الأَذى وَرَماكا

إِذا كُنتَ تَبغي البِرَّ فَاكفُف عَنِ الأَذى
وَما البِرُّ إِلّا أَن تَكُفَّ أَذاكا

أَخوكَ الَّذي مِن نَفسِهِ لَكَ مُنصِفٌ
إِذا المَرءُ لَم يُنصِفكَ لَيسَ أَخاكا



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:20 AM
إِرضَ بِالعَيشِ عَلى كُلِّ حالٍ
تَتَّسِع فيهِ وَإِن كانَ ضَنكا

خَيرُ أَيّامِكَ إِن كُنتَ تَدري
يَومَ تُغشى يُرتَجى الخَيرُ مِنكا

إِغتَنِم حاجاً لِراجيكَ فيها
قَبلَ أَن يُغنِيَهُ اللَهُ عَنكا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:20 AM
رَزَأتُكَ يا هَذا فَهُنتُ عَلَيكا
وَصَغَّرتَني مُذ نِلتُ فَضلَ يَدَيكا

وَرَغَّبتَني حَتّى رَغِبتُ فَصِرتَ بي
إِلى بُغضِ ذُلِّ الراغِبينَ إِلَيكا

فَهاتيكَ مِنّي عَثرَةٌ إِن أَقَلتَها
وَإِلّا فَإِنّي في السُقوطِ لَدَيكا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:29 AM
مالي رَأَيتُكَ راكِباً لِهَواكا
أَظَنَنتَ أَنَّ اللَهَ لَيسَ يَراكا

اِنظُر لِنَفسِكَ فَالمَنِيَّةُ حَيثُ ما
وَجَّهتَ واقِفَةٌ هُناكَ حِذاكا

خُذ مِن حَراكِكَ لِلسُكونِ بِحَظِّهِ
مِن قَبلِ أَن لاتَستَطيعَ حَراكا

لِلمَوتِ داعٍ مُزعِجٌ وَكَأَنَّهُ
قَد قامَ بَينَ يَدَيكَ ثُمَّ دَعاكا

وَلِيَومِ فَقرِكَ عُدَّةٌ ضَيَّعتَها
وَالمَرءُ أَفقَرُ ما يَكونُ هُناكا

لَتُجهَزَنَّ جِهازَ مُنقَطِعِ القُوى
وَلَتَشحِطَنَّ عَنِ القَريبِ نَواكا

وَلَيُسلِمَنَّكَ كُلُّ ذي ثِقَةٍ وَإِن
ناداكَ بِاِسمِكَ ساعَةً وَبَكاكا

وَإِلى مَدىً تَجري وَتِلكَ هِيَ الَّتي
لاتُستَقالُ إِذا بَلَغتَ مَداكا

يالَيتَني أَدري بِأَيِّ وَثيقَةٍ
تَرجو الخُلودَ وَما خُلِقتَ لِذاكا

يا جاهِلاً بِالمَوتِ مُرتَهَناً بِهِ
أَحَسِبتَ أَنَّ لِمَن يَموتُ فَكاكا

لا تَكذِبَنَّ فَلَو قَدِ اِحتُفِرَ الحَشا
بَطَلَ اِحتِيالُكَ عِندَهُ وَرُقاكا

حاوَلتَ رِزقَكَ دونَ دينِكَ مُلحِفاً
وَالرِزقُ لَو لَم تَبغِهِ لَبَغاكا

وَجَعَلتَ عِرضَكَ لِلمَطامِعِ بِذلَةً
وَكَفى بِذَلِكَ فِتنَةً وَهَلاكا

وَأَراكَ تَلتَمِسُ الغِنى لِتَنالَهُ
وَإِذا قَنِعتَ فَقَد بَلَغتَ غِناكا

وَلَقَد مَضى أَبَواكَ عَمّا خَلَّفا
وَلَتَمضِيَنَّ كَما مَضى أَبَواكا

لَو كُنتَ مُعتَبِراً بِعُظمِ مُصيبَةٍ
لَجَعَلتَ أُمَّكَ عِبرَةً وَأَباكا

ما زِلتَ توعَظُ كَي تُفيقَ مِنَ الصِبا
وَكَأَنَّما يُعنى بِذاكَ سِواكا

قَد نِلتَ مِن شَرخِ الشَبابِ وَسُكرِهِ
وَلَقَد رَأَيتَ الشَيبَ كَيفَ نَعاكا

لَن تَستَريحَ مِنَ التَعَبُّدِ لِلمُنى
حَتّى تُقَطِّعَ بِالعَزاءِ مُناكا

وَبَّختَ عَبدَكَ بِالعَمى فَأَفَدتَهُ
بَصَراً وَأَنتَ مُحَسَّنٌ لِعَماكا

كَفَتيلَةِ المِصباحِ تَحرُقُ نَفسَها
وَتُنيرُ واقِدَها وَأَنتَ كَذاكا

وَمِنَ السَعادَةِ أَن تَعِفَّ عَنِ الخَنا
وَتُنيلَ خَيرَكَ أَو تَكُفَّ أَذاكا

دَهرٌ يُؤَمِّنُنا الخُطوبَ وَقَد نَرى
في كُلِّ ناحِيَةٍ لَهُنَّ شِباكا

يا دَهرُ قَد أَعظَمتَ عِبرَتَنا بِمَن
دارَت عَلَيهِ مِنَ القُرونِ رَحاكا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:29 AM
لاتَنسَ وَاِذكُر سَبيلَ مَن هَلَكا
سَتَسلُكُ المَسلَكَ الَّذي سَلَكا

أَنتَ سَيَخلو المَكانُ مِنكَ كَما
أَخلاهُ مَن كانَ فيهِ قَبلُ لَكا

كَأَنَّ ذا العَينِ في تَطَرُّفِها
لَعباً وَلَهواً قَد عايَنَ الهَلَكا

مَن لَم يَحُز مالَهُ يَدُ البِرِّ فَال
آفاتُ أَولى مِنهُ بِما ما لَكا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:30 AM
رَأَيتُ الشَيبَ يَعدوكا
بِأَنَّ المَوتَ يَنحوكا

فَخُذ حِذرَكَ يا هَذا
فَإِنّي لَستُ آلوكا

وَلا تَزدَد مِنَ الدُنيا
فَتَزدادَن بِها نوكا

فَتَقوى اللَهِ تُغنيكا
وَإِن سُمّيتَ صُعلوكا

تَناوَمتَ عَنِ المَوتِ
وَداعي المَوتِ يَدعوكا

وَحاديهِ وَإِن نِمتَ
حَثيثُ السَيرِ يَحدوكا

فَلا يَومُكَ يَنساكَ
وَلا رِزقُكَ يَعدوكا

مَتى تَرغَب إِلى الناسِ
تَكُن لِلناسِ مَملوكا

إِذا ما أَنتَ خَفَّفتَ
عَنِ الناسِ أَحَبّوكا

وَإِن ثَقُلتَ مَلّوكا
وَعابوكَ وَسَبّوكا

إِذا ما شِئتَ أَن تُعصى
فَمُر مَن لَيسَ يَرجوكا

وَمُر مَن لَيسَ يَخشاكا
فَيَدمى عِندَها فوكا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:30 AM
يارَبِّ أَرجوكَ لا سِواكَ
وَلَم يَخِب سَعيُ مَن رَجاكا

أَنتَ الَّذي لَم تَزَل خَفِيّاً
لاتَبلُغُ الأَوهامَ مُنتَهاكا

إِن أَنتَ لَم تَهدِنا ضَلَلنا
يارَبِّ إِنَّ الهُدى هُداكا

أَحَطتَ عِلماً بِنا جَميعاً
أَنتَ تَرانا وَلا نَراكا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:35 AM
المَرءُ مُستَأثِرٌ بِما مَلَكا
وَمَن تَعامى عَن قَدرِهِ هَلَكا

مَن لَم يُصِب مِن دُنياهُ آخِرَةً
فَلَيسَ مِنها بِمُدرِكٍ دَرَكا

لِلمَرءِ ما قَدَّمَت يَداهُ مِنَ
الفَضلِ وَلِلوارِثينَ ما تَرَكا

ياسَكرَةَ المَوتِ قَد نَصَبتِ لِهَ
ذا الخَلقِ في كُلِّ مَسلَكٍ شَرَكا

ياسَكرَةَ المَوتِ أَنتِ واقِفَةٌ
لِلمَرءِ في أَيِّ آيَةٍ سَلَكا

أُخَيَّ إِنَّ الخُطوبَ مُرصَدَةٌ
بِالمَوتِ لابُدَّ مِنهُ لي وَلَكا

ماعُذرُ مَن لَم تَنَم تَجارِبُهُ
وَحَنَّكَتهُ الأُمورُ فَاِحتَنَكا

خُضتَ المُنى ثُمَّ صِرتَ بَعدُ إِلى
مَولاكَ في وَحلِهِنَّ مُرتَبَكا

ما أَعجَبَ المَوتَ ثُمَّ أَعجَبُ مِنهُ
مُؤمِنٌ موقِنٌ بِهِ ضَحِكا

حَقُّ لِأَهلِ القُبورِ مِن ثِقَتي
أَن حَنَّ قَلبي إِلَيهِمُ وَبَكى

الحَمدُ لِلَّهِ حَيثُما زَرَعَ ال
خَيرَ اِمرُؤٌ طابَ زَرعُهُ وَزَكا

لاتَجتَني الطَيِّباتِ يَوماً مِنَ ال
غَرسِ يَدٌ كانَ غَرسُها الحَسَكا

إِنَّ المَنايا لَتَخبِطَنَّ فَلا
تُبقينَ لاسوقَةً وَلا مَلِكا

الحَمدُ لِلَّهِ لاشَريكَ لَهُ
حاشا لَهُ أَن يَكونَ مُشتَرِكا

الحَمدُ لِلخالِقِ الَّذي حَرَّكَ ال
ساكِنَ مِنّا وَسَكَّنَ الحَرِكا

وَقامَتِ الأَرضُ وَالسَماءُ بِهِ
وَما دَحى مِنهُما وَما سَمَكا

وَقَلَّبَ اللَيلَ وَالنَهارَ وَصَببَ
الرِزقَ صَبّاً وَدَبَّرَ الفَلَكا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:35 AM
خُذِ الدُنيا بِأَيسَرِها عَلَيكا
وَمِل عَنها إِذا قَصَدَت إِلَيكا

فَإِنَّ جَميعَ ما خُوِّلتَ مِنها
سَتَنفُضُهُ جَميعاً مِن يَدَيكا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:36 AM
كَأَنَّ المَنايا قَد قَصَدنَ إِلَيكُما
يُرِدنَكَ فَانظُر مالَهُنَّ لَدَيكا

سَيَأتيكَ يَومٌ لَستَ فيهِ بِمُكرَمٍ
بِأَكثَرَ مِن حَشوِ التُرابِ عَلَيكا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:36 AM
إِن كُنتَ تُبصِرُ ماعَلَيكَ وَما لَكا
فَاِنظُر لِمَن تَسعى وَتَترُكُ مالَكا

وَلَقَد تَرى أَنَّ الحَوادِثَ جَمَّةٌ
وَتَرى المَنِيَّةَ حَيثُ كُنتَ حِيالَكا

يا إِبنَ آدَمَ كَيفَ تَرجو أَن يَكونَ
الرَأيُ رَأيَكَ وَالفِعالُ فِعالَكا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:38 AM
نَموتُ جَميعاً كُلُّنا غَيرَ ما شَكٍ
وَلا أَحَدٌ يَبقى سِوى مالِكِ المُلكِ

أَيا نَفسُ أَنتِ الدَهرُ في حالِ غَفلَةٍ
وَلَيسَت صُروفُ الدَهرِ غافِلَةً عَنكَ

أَيا نَفسُ كَم لي مِنكِ مِن يومِ صَرعَةٍ
إِلى اللَهِ أَشكو ما أُعالِجُهُ مِنكَ

أَيا نَفسُ إِن لَم أَبكِ مِمّا أَخافُهُ
عَلَيكَ غَداً يَومَ الحِسابِ فَمَن يَبكي

أَيا نَفسُ هَذي الدارُ لا دارُ قُلعَةٍ
فَلاتَجعَلِنَّ القَصدَ إِلّا إِلى تِلكَ

أَيا نَفسُ لا تَنسي عَنِ اللَهِ فَضلَهُ
فَتَأيِيدُهُ مُلكي وَخِذلانُهُ هُلكي

وَلَيسَ دَبيبُ الذَرِّ فَوقَ الصَفاةِ في ال
ظَلامِ بِأَخفى مِن رِياءٍ وَلا شِركِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:39 AM
سَكِرتَ بِإِمرَةِ السُلطانِ جِدّاً
فَلَم تَعرِف عَدُوُّكَ مِن صَديقِك

رُوَيدَكَ في طَريقٍ سِرتُ فيها
فَإِنَّ الحادِثاتِ عَلى طَريقِك


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:41 AM
خَيرُ الرِجالِ رَفيقُها
وَنَصيحُها وَشَقيقُها

وَالخَيرُ مَوعِدُهُ الجِنانُ
وَظِلُّها وَرَحيقُها

وَالشَرُّ مَوعِدُهُ لَظاً
وَزَفيرُها وَشَهيقُها

وَما حُبُّ دارٍ لَيسَ يُؤ
مَنُ سَيلُها وَحَريقُها

أَشقى بَني الدُنيا بِها
لِلَّهِ أَنتَ صَديقُها

إِنّي أُعيذُكَ أَن يَغُررَكَ
زَهرُها وَبَريقُها

وَهِيَ المُنغَصِّةَ السُرورِ
وَإِن زَهاكَ أَنيقُها

إِرغَب فَأَنتَ أَسيرُها
وَازهَد فَأَنتَ طَليقُها

خَلِّ الَّتي إِن رُمَت لَم
يَسهُل عَلَيكَ طَريقُها

وَلَرُبَّما خانَ الأَريبَ
مِنَ الأُمورِ وَثيقُها

مِحَنُ الرِجالِ إِذا سَمَت
سَعَةُ الصُدورِ وَضيقُها


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:42 AM
أَلا رُبَّ أَحزانٍ شَجاني طُروقُها
فَسَكَّنتُ نَفسي حينَ هَمَّ خُفوقُها

وَلَن يَستَتِمَّ الصَبرَ مَن لا يَرُبُّهُ
وَلَن يَعرِفَ الأَحزانَ مَن لا يَذوقُها

وَلِلناسِ خَوضٌ في الكَلامِ وَأَلسُنٌ
وَأَقرَبُها مِن كُلِّ خَيرٍ صَدوقُها

وَما صَحَّ إِلّا شاهِدٌ صَحَّ غَيبُهُ
وَما تُنبِتُ الأَغصانَ إِلّا عُروقُها

أَراني بِأَعباثِ المَلاعِبِ لاهِياً
وَبِاللَهوِ لَولا جَهلُ نَفسي وَموقُها

أُرَقِّعُ مِن دُنيايَ دُنيا دَنِيَّةً
وَداراً كَثيراً وَهيُها وَخُروقُها

فَإِن كانَ لي سَمعٌ فَقَد أَسمَعُ النِدا
يُنادي غُروبُ الشَمسِ لي وَشُروقُها

وَتَجرَةِ صِدقٍ لِلمَعادِ أَضَعتُها
وَقَد أَمكَنَتني مِن يَدِ الرِبحِ سوقُها

وَلَم تَخلُ نَفسي مِن نَهارٍ يَقودُها
إِلى الغايَةِ القُصوى وَلَيلٍ يَسوقُها


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:43 AM
أَلا أَيُّها القَلبُ الكَثيرُ عَلائِقُه
أَلَم تَرَ هَذا الدَهرَ تَجري بَوائِقُه

تُسابِقُ رَيبَ الدَهرِ في طَلَبِ الغِنى
بِأَيِّ جَناحٍ خِلتَ أَنَّكَ سابِقُه

رُوَيدَكَ لاتَنسَ المَقابِرَ وَالبِلى
وَطَعمَ حُسى المَوتِ الَّذي أَنتَ ذائِقُه

وَما المَوتُ إِلّا ساعَةٌ غَيرَ أَنَّها
نَهارٌ وَلَيلٌ بِالمَنايا تُساوِقُه

وَأَيُّ هَوىً أَو أَيُّ لَهوٍ أَصَبتَهُ
عَلى ثِقَةٍ إِلّا وَأَنتَ مُفارِقُه

إِذا اعتَصَمَ المَخلوقُ مِن فِتَنِ الهَوى
بِخالِقِهِ نَجّاهُ مِنهُنَّ خالِقُه

وَمَن هانَتِ الدُنيا عَلَيهِ فَإِنَّني
لَهُ ضامِنٌ أَن لا تُذَمَّ خَلائِقُه

أَرى صاحِبَ الدُنيا مُقيماً بِجَهلِهِ
عَلى ثِقَةٍ مِن صاحِبٍ لا يُوافِقُه

أَلا رُبَّ ذي طِمرَينِ في مَجلِسٍ غَدا
زَرابِيُّهُ مَبثوثَةٌ وَنَمارِقُه

رَفيقٌ وَجارٌ لِلنَبِيِّ مُحَمَّدٍ
لَقَد أَعظَمَ الزُلفى رَفيقٌ يُرافِقُه

وَرُبَّ مَحَلٍّ قَد صَدَقتَ حَلَلتَهُ
إِذا عَلِمَ الرَحمَنُ أَنَّكَ صادِقُه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:44 AM
خَيرُ سَبيلِ المالِ تَفريقُهُ
في طاعَةِ اللَهِ وَتَمزيقُهُ

وَالدَهرُ لايَبقى عَلى أَهلِهِ
تَغريبُهُ طَوراً وَتَشريقُهُ

وَقَد أَرى العَقلَ إِذا ماصَفا
قَلَّت مِنَ الدُنيا مَعاليقُهُ

ماكُلُّ مَن بَرَّقَ تَأديبُهُ
يَغُرُّني ما عِشتُ تَبريقُهُ

مَن حَقَّقَ الإيمانَ في قَلبِهِ
أَوشَكَ أَن يَظهَرَ تَحقيقُهُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:44 AM
إِذا قَلَّ مالُ المَرءِ قَلَّ صَديقُهُ
وَضاقَت بِهِ عَمّا يُريدُ طَريقُهُ

وَقَصَّرَ طَرفُ العَينِ عَنهُ كَلالَةً
وَأَسرَعَ فيما لا يُحِبُّ شَقيقُهُ

وَذَمَّ إِلَيهِ خِدنُهُ طَعمَ عودِهِ
وَقَد كانَ يَستَحليهِ حينَ يَذوقُهُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:45 AM
كُلُّ رِزقٍ أَرجوهُ مِن مَخلوقِ
يَعتَريهِ ضَربٌ مِنَ التَعويقِ

وَأَنا قائِلٌ وَأَستَغفِرُ اللَهَ
مَقالَ المَجازِ لا التَحقيقِ

لَستُ أَرضى مِن فِعلِ إِبليسَ شَيئاً
غَيرَ تَركِ السُجودِ لِلمَخلوقِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:46 AM
أَرى الشَيءَ أَحياناً بِقَلبي مُعَلَّقاً
فَلا بُدَّ أَن يَبلى وَأَن يَتَمَزَّقا

تَصَرَّفتُ أَطواراً أَرى كُلَّ عِبرَةٍ
وَكانَ الصِبا مِنّي جَديداً فَأَخلَقا

وَكُلُّ اِمرِئٍ في سَعيِهِ الدَهرُ رُبَّما
تَفَتَّحَ أَحياناً لَهُ أَو تَغَلَّقا

وَمَن يُحرَمِ التَوفيقَ لَم يُغنِ رَأيُهُ
وَحَسبُ امرِئٍ مِن رَأيِهِ أَن يُوَفَّقا

وَما زادَ شَيءٌ قَطُّ إِلّا لِنَقصِهِ
وَما اجتَمَعَ الإِلفانُ إِلّا تَفَرَّقا

أَنا ابنُ الأُلى بادوا فَلِلمَوتِ نُسبَتي
فَيا عَجَباً ما زِلتُ بِالمَوتِ مُعرِقا

وَثِقتُ بِأَيّامي عَلى غَدَراتِها
وَلَم تُعطِني الأَيّامُ مِنهُنَّ مَوثِقا

أَلا حُقَّ لِلعاني بِما هُوَ صائِرٌ
إِلَيهِ وَشيكاً أَن يَبيتَ مُؤَرِّقا

أَيا ذِكرَ مَن تَحتَ الثَرى مِن أَحِبَّتي
وَصَلتُ بِهِم عَهدي عَلى بُعدِ مُلتَقى

تَشَوَّقتُ فَارفَدَّت دُموعي وَلَم أَكُن
بِأَوَّلِ مَحزونٍ بَكى وَتَشَوَّقا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:47 AM
وَما المَوتُ إِلّا رِحلَةٌ غَيرَ أَنَّها
مِنَ المَنزِلِ الفاني إِلى المَنزِلِ الباقي

الحمدان
10-30-2024, 12:48 AM
اِنظُر إِلى نَفسِكَ ياشَقِي
حَتّى مَتى لاتَتَّقي

أَوما تَرى الأَيّامَ تَختَلِسُ
النُفوسَ وَتَنتَقي

اِنظُر بِطَرفِكَ هَل تَرى
في مَغرِبٍ أَو مَشرِقِ

أَحَداً وَفى لَكَ في الشَدا
ئِدِ إِن لَجَأتَ بِمَوثِقِ

كَم مِن أَخٍ أَغمَضتُهُ
بِيَدي نَصيحٍ مُشفِقِ

وَيَإِستُ مِنهُ فَلَستُ أَط
مَعُ أَن يَعيشَ فَنَلتَقي

لاتَكذِبَنَّ فَإِنَّهُ
مَن يَجتَمِع يَتَفَرَّقِ

وَالمَوتُ غايَةُ مَن مَضى
مِنّا وَمَوعِدَ مَن بَقي


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:48 AM
أَلا إِنَّما الإِخوانُ عِندَ الحَقائِقِ
وَلا خَيرَ في وُدِّ الصَديقِ المُماذِقِ

لَعَمرُكَ ما شَيءٌ مِنَ العَيشِ كُلِّهِ
أَقَرَّ لِعَيني مِن صَديقٍ مُوافِقِ

وَكُلُّ صَديقٍ لَيسَ في اللَهِ وُدُّهُ
فَإِنّي بِهِ في وُدِّهِ غَيرُ واثِقِ

أُحِبّو أَخي في اللَهِ ما صَحَّ دينُهُ
وَأَفرِشُهُ مايَشتَهي مِن خَلائِقِ

وَأَرغَبُ عَمّا فيهِ ذُلٌّ وَريبَةٌ
وَأَعلَمُ أَنَّ اللَهَ ماعِشتُ رازِقي

صَفِيِّ مِنَ الإِخوانِ كُلُّ مُوافِقٍ
صَبورٍ عَلى ما نابَ عِندَ الحَقائِقِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:50 AM
لَقَد رَأَيتُ وَما عَيني بِراقِدَةٍ
نَبلَ الحَوادِثِ بَينَ الخَلقِ تَختَرِقُ

كَم مِن عَزيزٍ أَذَلَّ المَوتُ مَصرَعَهُ
كانَت عَلى رَأسِهِ الراياتُ تَختَفِقُ

كُلُّ اِمرِئٍ فَلَهُ رِزقٌ سَيَبلُغُهُ
وَاللَهُ يَرزُقُ لا كَيسٌ وَلا حُمُقُ

إِذا نَظَرتَ إِلى دُنياكَ مُقبِلَةً
فَلا يَغُرُّكَ تَعظيمٌ وَلا مَلَقُ

أُخَيَّ إِنّا لَنَحنُ الفائِزونَ غَداً
إِن سَلَّمَ اللَهُ مِن دارٍ لَها عَلَقُ

فَالحَمدُ لِلَّهِ حَمداً لا اِنقِطاعَ لَهُ
ما إِن يُعَظَّمُ إِلّا مَن لَهُ وَرِقُ

وَالحَمدُ لِلَّهِ حَمداً دائِماً أَبَداً
فازَ الَّذينَ إِلى ما عِندَهُ سَبَقوا

وَالحَمدُ لِلَّهِ شُكراً لا نَفادَ لَهُ
الناسُ في غَفلَةٍ عَمّا لَهُ خُلِقوا

ما أَغفَلَ الناسَ عَن يَومِ اِبتِغائِهِمُ
وَيَومِ يُلجِمُهُم في المَوقِفِ العَرَقُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:52 AM
الرِفقُ يَبلُغُ مالا يَبلُغُ الخَرَقُ
وَقَلَّ في الناسِ مَن يَصفو لَهُ خُلُقُ

لَم يَقلَقِ المَرءُ عَن رُشدٍ فَيَترُكُهُ
إِلّا دَعاهُ إِلى ما يَكرَهُ القَلَقُ

الباطِلُ الدَهرَ يُلفى لا ضِياءَ لَهُ
وَالحَقُّ أَبلَجُ فيهِ النورُ يَأتَلِقُ

مَتى يَفيقُ حَريصٌ دائِبٌ أَبَداً
وَالحِرصُ داءٌ لَهُ تَحتَ الحَشا قَلَقُ

يَستَغنِمُ الناسُ مِن قَومٍ فَوائِدَهُم
وَإِنَّما هِيَ في أَعناقِهِم رَبَقُ

وَيَجهَدُ الناسُ في الدُنيا مُنافَسَةً
وَلَيسَ لِلناسِ شَيءٌ غَيرَ ما رُزِقوا

يا مَن بَنى القَصرَ في الدُنيا وَشَيَّدَهُ
أَسَّستَ قَصرَكَ حَيثُ السَيلُ وَالغَرَقُ

لا تَغفُلَنَّ فَإِنَّ الدارَ فانِيَةٌ
وَشُربُها غُصَصٌ وَصَفوُها رَنَقُ

وَالمَوتُ حَوضٌ كَريهٌ أَنتَ وارِدُهُ
فَاِنظُر لِنَفسِكَ قَبلَ المَوتِ يا مَئِقُ

اِسمُ العَزيزِ ذَليلٌ عِندَ ميتَتِهِ
وَاِسمُ الجَديدِ بُعَيدَ الجِدَّةِ الخَلَقُ

يَبلى الشَبابُ وَيُفني الشَيبُ نَضرَتَهُ
كَما تَساقَطُ عَن عيدانِها الوَرَقُ

مالي أَراكَ وَما تَنفَكُّ مِن طَمَعٍ
يَمتَدُّ مِنكَ إِلَيهِ الطَرفُ وَالعُنُقُ

تَذُمُّ دُنياكَ ذَمّا ما تَبوحُ بِهِ
إِلّا وَأَنتَ لَها في ذاكَ مُعتَنِقُ

فَلَو عَقَلتُ لَأَعدَدتُ الجِهازَ لِما
بَعدَ الرَحيلِ بِها ما دامَ بي رَمَقُ

إِذا نَظَرتَ مِنَ الدُنيا إِلى صُوَرٍ
تَخَيَّلَت لَكَ مِنها فَوقَها الخِرَقُ

فَاِذكُر ثَموداً وَعاداً أَينَ أَينَ هُمُ
لَو أَنَّ قَوماً بَقوا مِن قَبلِهِم لَبَقوا

ما نَحنُ إِلّا كَرَكبٍ ضَمَّهُ سَفَرٌ
يَوماً إِلى ظِلِّ فَيءٍ ثُمَّتَ اِفتَرَقوا

وَلا يُقيمُ عَلى الأَسلافِ غابِرُهُم
كَأَنَّهُم بِهِمُ مَن بَعدَهُم لَحِقوا

ما هَبَّ أَو دَبَّ يَفنى لا بَقاءَ لَهُ
وَالبَرُّ وَالبَحرُ وَالأَقطارُ وَالأُفُقُ

نَستَوطِنُ الأَرضَ داراً لِلغُرورِ بِها
وَكُلُّنا راحِلٌ عَنها فَمُنطَلِقُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:53 AM
داوِ بِالرِفقِ جِراحاتِ الخَرَق
وَابلِ قَبلَ الحَمدِ وَالذَمِّ وَذُق

وَسِعَ الناسَ بِخُلقٍ حَسَنٍ
لَم يَضِق شَيءٌ عَلى حُسنِ الخُلُق

كُلُّ مَن لَم تَتَّسِع أَخلاقُهُ
بَعُدَ الإِحسانُ مِنهُ وَسَحُق

كَم تَرانا يَأَخي نَبقى عَلى
جَوَلانِ المَوتِ في هَذا الأُفُق

نَحنُ أَرسالٌ إِلى دارِ البَلى
نَتَوالى عُنُقاً بَعدَ عُنُق


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:54 AM
عامِلِ الناسَ بِرَأيٍ رَفيقِ
وَالقِ مَن تَلقى بِوَجهٍ طَليقِ

فَإِذا أَنتَ جَميلُ الثَناءِ
وَإِذا أَنتَ كَثيرُ الصَديقِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:55 AM
قَطَّعَ المَوتُ كُلَّ عَقدٍ وَثيقِ
لَيسَ لِلمَيتِ بَعدَهُ مِن صَديقِ

مَن يَمُت يَعدَمِ النَصيحَةَ وَالإِش
فاقَ مِن كُلِّ ناصِحٍ وَشَفيقِ

نَزَلَ الساكِنُ الثَرى مِن ذَوي الأَل
طافِ في المَنزِلِ البَعيدِ السَحيقِ

كُلُّ أَهلِ الدُنيا يَعومُ عَلى الغَف
لَةِ مِنها في غَمرِ بَحرٍ عَميقِ

يَتَبارَونَ في السِباحِ فَهُم مِن
بَينِ ناجٍ مِنهُم وَبَينِ غَريقِ

وَاِلتِماسي لِما أُطالِبُ مِنها
لَم أَكُن لِاِلتِماسِهِ بِحَقيقِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:55 AM
طَلَبتُ أَخاً في اللَهِ في الغَربِ وَالشَرقِ
فَأَعوَزَني هَذا عَلى كَثرَةِ الخَلقِ

فَصِرتُ وَحيداً بَينَهُم مُتَسَبِّراً
عَلى الغَدرِ مِنهُم وَالمَلالَةَ وَالمَذقَ

أَرى مَن بِها يَقضي عَلَيَّ لِنَفسِهِ
وَلَم أَرَ مَن يَرعى عَلَيَّ وَلا يُبقي

وَكَم مِن أَخٍ قَد ذُقتُهُ ذا بَشاشَةٍ
إِذا ساغَ في عَيني يَغَصُّ بِهِ حَلقي

وَلَم أَرَ كَالدُنيا وَكَشفي لِأَهلِها
فَما انكَشَفوا لي عَن وَفاءٍ وَلا صِدقِ

وَلَم أَرَ أَمراً واحِداً مِن أُمورِها
أَعَزَّ وَلا أَعلى مِنَ الصَبرِ لِلحَقِّ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:56 AM
ما أَغفَلَ الناسَ وَالخُطوبُ بِهِم
في خَبَبٍ مَرَّةً وَفي عَنَقِ

وَفي فَناءِ المُلوكِ مُعتَبَرٌ
كَفى بِهِ حُجَّةً عَلى السَوقِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:58 AM
أَلَم تَرَ هَذا المَوتَ يَستَعرِضُ الخَلقا
تَرى أَحَداً يَبقى فَتَطمَعَ أَن تَبقى

لِكُلِّ امرِئٍ حَيٍّ مِنَ المَوتِ خُطَّةٌ
يَصيرُ إِلَيها حينَ يَستَكمِلُ الرِزقا

تَزَوَّد مِنَ الدُنيا فَإِنَّكَ شاخِصٌ
إِلى المُنتَهى وَاجعَل مَطِيَّتَكَ الصِدقا

وَأَمسِك مِنَ الدُنيا الكَفافَ وَجُد عَلى
أَخيكَ وَخُذ بِالرِفقِ وَاجتَنِبِ الخُرقا

فَإِنّي رَأَيتُ المَرءَ يُحرَمُ حَظَّهُ
مِنَ الدينِ وَالدُنيا إِذا حُرِمَ الرِفقا

وَلا تَجعَلَنَّ الحَمدَ إِلّا لِأَهلِهِ
وَلا تَدَعِ الإِمساكَ بِالعُروَةِ الوُثقى

وَلا خَيرَ فيمَن لايُواسي بِفَضلِهِ
وَلا خَيرَ فيمَن لايُرى وَجهُهُ طَلقا

وَلَيسَ الفَتى في فَضلِهِ بِمُقَصِّرٍ
إِذا ما اتَّقى الرَحمَنَ وَاتَّبَعَ الحَقّا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:59 AM
أَتَبكي لِهَذا المَوتِ أَم أَنتَ عارِفُ
بِمَنزِلَةٍ تَبقى وَفيها المَتالِفُ

كَأَنَّكَ قَد غُيِّبتَ في اللَحدِ وَالثَرى
فَتَلقى كَما لاقى وَفيها السَوالِفُ

أَرى المَوتَ قَد أَفنى القُرونَ الَّتي مَضَت
فَلَم يَبقَ ذو إِلفٍ وَلَم يَبقَ آلِفُ

كَأَنَّ الفَتى لَم يَغنَ في الناصِ ساعَةً
إِذا عُصِبَت يَوماً عَلَيهِ اللَفائِفُ

وَقامَت عَلَيهِ عُضبَةٌ يَندُبونَهُ
فَمُستَعبِرٌ يَبكي وَآخَرُ هاتِفُ

وَغودِرَ في لَحدٍ كَريهٍ حُلولُهُ
وَتُعقَدُ مِن لِبنٍ عَلَيهِ السَقائِفُ

لَقَلَّ الغِنى عَن صاحِبِ اللَحدِ وَالثَرى
بِما ذَرَفَت فيهِ العُيونُ الذَوارِفُ

وَما مَن يَخافُ البَعثَ وَالنارَ آمِنٌ
وَلَكِن حَزينٌ موجَعُ القَلبِ خائِفُ

إِذا عَنَّ ذِكرُ المَوتِ أَوجَعَ قَلبَهُ
وَهَيَّجَ أَحزاناً ذَنوبٌ سَوالِفُ

وَأَعلَمُ غَيرَ الظَنِّ أَن لَيسَ بالِغاً
أَعاجيبَ ما يَلقى مِنَ الناسِ واصِفُ



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:02 AM
أَلا أَينَ الأُلى سَلَفوا
دُعوا لِلمَوتِ وَاختُطِفوا

فَوافَوا حينَ لا تُحَفٌ
وَلا طُرَفٌ وَلا لُطَفُ

تُرَصُّ عَلَيهِمُ حُفَرٌ
وَتُبنى ثُمَّ تَنخَسِفُ

لَهُم مِن تُربِها فُرُشٌ
وَمِن رَضراضِها لُحُفُ

تَقَطَّعَ مِنهُمُ سَبَبَ الرَ
جاءِ فَضُيِّعوا وَجُفوا

تَمُرُّ بِعَسكَرِ المَوتى
وَقَلبُكَ مِنهُ لا يَجِفُ

كَأَنَّ مُشَيِّعيكَ وَقَد
رَمَوا بِكَ ثَمَّ وَانصَرَفوا

فُنونُ رَداكِ يا دُنيا
لَعَمري فَوقَ ما أَصِفُ

فَأَنتِ الدارُ فيكِ الظُلمُ
وَالعُدوانُ وَالسَرَفُ

وَأَنتِ الدارُ فيكِ البَغيُ
وَالبَغضاءُ وَالشَنَفُ

وَأَنتِ الدارُ فيكِ الهَممُ
وَالأَحزانُ وَالأَسَفُ

وَأَنتِ الدارُ فيكِ الغَدرُ
وَالتَنغيصُ وَالكُلَفُ

وَفيكِ الحَبلُ مُضطَرِبٌ
وَفيكِ البالُ مُنكَسِفُ

وَفيكِ لِساكِنيكَ الحَينُ
وَالآفاتُ وَالتَلَفُ

وَمُلكُكِ فيهِمُ دُوَلٌ
بِها الأَقدارُ تَختَلِفُ

كَأَنَّكِ بَينَهُم كُرَةٌ
تَرامى ثُمَّ تُلتَقَفُ

تَرى الأَيّامَ لا يُنظِرنَ
وَالساعاتِ لاتَقِفُ

وَلَن يَبقى لِأَهلِ الأَرضِ
لا عِزٌّ وَلا شَرَفُ

وَكُلٌّ دائِمُ الغَفَلاتِ
وَالأَنفاسُ تُختَطَفُ

وَأَيُّ الناسِ إِلّا موقِنٌ
بِالمَوتِ مُعتَرِفُ

وَخَلقُ اللَهِ مُشتَبِهٌ
وَسَعيُ الناسُ مُختَلِفُ

وَما الدُنيا بِباقِيَةٍ
سَتُنزَحُ ثُمَّ تُنتَسَفُ

وَقَولُ اللَهِ ذاكَ لَنا
وَلَيسَ لِقَولِهِ خَلَفُ



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:04 AM
اللَهُ كافٍ فَمالي دونَهُ كافِ
عَلى اِعتِدائي عَلى نَفسي وَإِسرافي

تَشَرَّفَ الناسُ بِالدُنيا وَقَد غَرِقوا
فيها فَكُلُّ عَلى أَمواجِها طافِ

هُمُ العَبيدُ لِدارٍ قَلبُ صاحِبِها
ما عاشَ مِنها عَلى خَوفٍ وَإيجافِ

حَسبُ الفَتى بِتُقى الرَحمَنِ مِن شَرَفٍ
وَما عَبيدُكَ يا دُنيا بِأَشرافِ

يا دارُ كَم قَد رَأَينا فيكِ مِن أَثَرٍ
يَنعى المُلوكَ إِلَينا دارِسٍ عافِ

أَودى الزَمانُ بِأَسلافي وَخَلَّفَني
وَسَوفَ يُلحِقُني يَوماً بِأَسلافي

كَأَنَّنا قَد تَوافَينا بِأَجمَعِنا
في بَطنِ ظَهرٍ عَلَيهِ مَدرَجُ السافي

أُخَيَّ عِندي مِنَ الأَيّامِ تَجرِبَةٌ
فيما أَظُنُّ وَعِلمٌ بارِعٌ شافِ

لا تَمشِ في الناسِ إِلّا رَحمَةً لَهُمُ
وَلا تُعامِلهُمُ إِلّا بِإِنصافِ

وَاِقطَع قُوى كُلِّ حِقدٍ أَنتَ مُضمِرَهُ
إِن زَلَّ ذو زَلَّةٍ أَو إِن هَفا هافِ

وَاِرغَب بِنَفسِكَ عَمّا لا صَلاحَ لَهُ
وَأَوسَعِ الناسِ مِن بِرٍّ وَإِلطافِ

وَإِن يَكُن أَحَدٌ أَولاكَ صالِحَةً
فَكافِهِ فَوقَ ما أَولى بِأَضعافِ

وَلا تُكَشِّف مُسيئاً عَن إِساءَتِهِ
وَصِل حِبالَ أَخيكَ القاطِعِ الجافي

فَتَستَحِقَّ مِنَ الدُنيا سَلامَتَها
وَتَستَقِلَّ بِعِرضٍ وافِرٍ وافِ

ما أَحسَنَ الشُغلَ في تَدبيرِ مَنفَعَةٍ
أَهلُ الفَراغِ ذَوُو خَوضٍ وَإِرجافِ



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:05 AM
مَتى تَتَقَضّى حاجَةُ المُتَكَلِّفُ
وَلا سِيَّما مِن مُترَفِ النَفسِ مُسرِفُ

طَلَبتُ الغِنى في كُلِّ وَجهٍ فَلَم أَجِد
سَبيلَ الغِنى إِلّا سَبيلَ التَعَفُّفِ

إِذا كُنتَ لاتَرضى بِشَيءٍ تَنالُهُ
وَكُنتَ عَلى مافاتَ جَمَّ التَلَهُّفِ

فَلَستَ مِنَ الهَمِّ العَريضِ بِخارِجٍ
وَلَستُ مِنَ الغَيظِ الطَويلِ بِمُشتَفِ

أَراني بِنَفسي مُعجَباً مُتَغَرِّراً
كَأَنّي عَلى الآفاتِ لَستُ بِمُشرِفِ

وَإِنّي لَعَينُ البائِسِ الواهِنِ القُوى
وَعَينُ الضَعيفِ البائِسِ المُتَطَرِّفِ

وَلَيسَ امرُؤٌ لَم يَرعَ مِنكَ بِجَهدِهِ
جَميعَ الَّذي تَرعاهُ مِنهُ بِمُنصِفِ

خَليلَيَّ ما أَكفى اليَسيرَ مِنَ الَّذي
نُحاوِلُ إِن كُنّا بِما كَفَّ نَكتَفي

وَما أَكرَمَ العَبدَ الحَريصَ عَلى النَدى
وَأَشرَفَ نَفسَ الصابِرِ المُتَعَفِّفِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:05 AM
إِن كانَ لابُدَّ مِن مَوتٍ فَما كَلَفي
وَما عَنائي بِما يَدعو إِلى الكُلَفِ

لاشَيءَ لِلمَرءِ أَغنى مِن قَناعَتِهِ
وَلا اِمتِلاءَ لِعَينِ المُلتَهي الطَرِفِ

مَن فارَقَ القَصدَ لَم يَأمَن عَلَيهِ هَوىً
يَدعو إِلى البَغيِ وَالعُدوانِ وَالسَرَفِ

ماكُلُّ رَأيِ الفَتى يَدعو إِلى رَشَدٍ
إِذا بَدا لَكَ رَأيٌ مُشكِلٌ فَقِفِ

أَخَيَّ ما سَكَنَت ريحٌ وَلا عَصَفَت
إِلّا لِتُؤذِنَ بِالنُقصانِ وَالتَلَفِ

ما أَقرَبَ الحَينَ مِمَّن لَم يَزَل بَطِراً
وَلَم تَزَل نَفسُهُ توفي عَلى شَرَفِ

كَم مِن عَزيزٍ عَظيمِ الشَأنِ في جَدَثٍ
مُجَدَّلٍ بِتُرابِ الأَرضِ مُلتَحِفِ

لِلَّهِ أَهلُ قُبورٍ كُنتُ أَعهَدُهُم
أَهلَ القِبابِ الرُخامِيّاتِ وَالغُرَفِ

يامَن تَشَرَّفَ بِالدُنيا وَزينَتِها
حَسبُ الفَتى بِتُقى الرَحمَنِ مِن شَرَفِ

وَالخَيرُ وَالشَرُّ في التَصويرُ بَينَهُما
لَو صُوِّرا لَكَ بَونٌ غَيرُ مُؤتَلِفِ

أُخَيَّ آخِ المُصَفّى ما اِستَطَعتَ وَلا
تَستَعذِبَنَّ مُؤاخاةَ الأَخِ النَطِفِ

مايَحرُزُ المَرءُ مِن أَطرافِهِ طَرَفاً
إِلّا تَخَوَّنَهُ النُقصانُ مِن طَرَفِ

وَاللَهُ يَكفيكَ إِن أَنتَ اِعتَصَمتَ بِهِ
مَن يَصرِفِ اللَهُ عَنهُ السوءِ يَنصَرِفِ

الحَمدُ لِلَّهِ شُكراً لاشَريكَ لَهُ
مانيلَ شَيءٌ بِمِثلِ اللَينِ وَاللَطَفِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:06 AM
لِلَّهِ دَرُّ أَبيكَ أَيَّةُ لَيلَةٍ
مَخَضَت صَبيحَتَها لِيَومِ المَوقِفِ

لَو أَنَّ عَيناً وَهَّمَتها نَفسُها
يَومَ الحِسابِ مُمَثِّلاً لَم تَطرِفِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:06 AM
أَيُّ عَيشٍ يَكونُ أَبلَغَ مِن عَيشٍ
كَفافٍ قوتٍ بِقَدرِ البَلاغِ

صاحِبُ البَغيِ لَيسَ يَسلَمُ مِنهُ
وَعَلى نَفسِهِ بَغى كُلُّ باغِ

رُبَّ ذي نِعمَةٍ تَعَرَّضَ مِنها
حائِلٌ بَينَهُ وَبَينَ المَساغِ

أَبلَغَ الدَهرُ في مَواعِظِهِ بَل
زادَ فيهِنَّ لي عَلى الإِبلاغِ

غَبَنَتني الأَيّامُ عَقلي وَمالي
وَشَبابي وَصِحَّتي وَفَراغي


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:07 AM
مابالُ نَفسِكَ بِالآمالِ مُنخَدِعَه
وَما لَها لاتُرى بِالوَعظِ مُنتَفِعَه

أَما سَمِعتَ بِمَن أَضحى لَهُ سَبَبٌ
إِلى النَجاةِ بِحَرفٍ واحِدٍ سَمِعَه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:07 AM
النَفسُ بِالشَيءِ المُمَنَّعِ مولَعَه
وَالحادِثاتُ أُصولُها مُتَفَرِّعَه

وَالنَفسُ لِلشَيءِ البَعيدِ مُريدَةٌ
وَلِكُلِّ ما قَرُبَت إِلَيهِ مُضَيَّعَه

مَن عاشَ عاشَ بِخاطِرٍ مُتَصَرِّفٍ
مُتَنَقِّلٍ في الضيقِ طَوراً وَالسَعَه

وَالمَرءُ يَضعُفُ عَن عَزيمَةِ صَبرِهِ
فَيَضيقُ عَن شَيءٍ وَعَنهُ بِهِ سَعَه

وَالمَرءُ يَغلَطُ في تَصَرُّفِ حالِهِ
وَلَرُبَّما اِختارَ العَناءَ عَلى الدِعَه

كُلٌّ يُحاوِلُ حيلَةً يَرجو بِها
دَفعَ المَضَرَّةِ وَاِجتِلابَ المَنفَعَه

وَالمَرءُ لا يَأتيهِ إِلّا رِزقُهُ
فَاِقنَع بِما يَأتيكَ مِنهُ في دِعَه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:08 AM
لاعَيشَ إِلّا المَوتُ يَقطَعُهُ
لاشَيءَ دونَ المَوتِ يَمنَعُهُ

وَالمَرءُ في شَهَواتِ غَفلَتِهِ
وَالدَهرُ يَخفِضُهُ وَيَرفَعُهُ

وَمُدافِعٍ لِلشَيبِ يَخضُبُهُ
وَالشَيبُ نَحوَ المَوتِ يَدفَعُهُ

وَالعَيشُ كُلُّ جَديدِهِ خَلَقٌ
كُلٌّ لَهُ عَيشٌ يُرَقِّعُهُ

وَلَقَلَّ ماجَرَتِ الخُطوبُ فَلَم
تَخطُر عَلى قَلبٍ تُرَوِّعُهُ

وَلَخَيرُ قَولِ المَرءِ أَصدَقُهُ
وَلَخَيرُ فِعلِ المَرءِ أَنفَعُهُ

وَالمَوتُ لايُبقي عَلى أَحَدٍ
وَلِكُلِّ جَنبٍ مِنهُ مَصرَعُهُ

وَجَميعُ ما لِلمَرءِ مِن عَمَلٍ
فَالمَرءُ يَحصِدُهُ وَيَزرَعُهُ

عَجَباً لِذي عَيشٍ تَيَقَّنَ أَن
المَوتَ حَقٌّ كَيفَ يَنفَعُهُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:08 AM
شِدَّةُ الحِرصِ ماعَلِمتَ وَضاعَه
وَعَناءٌ وَفاقَةٌ وَضَراعَه

إِنَّما الراحَةُ المُريحَةُ في اليَأسِ
مِنَ الناسِ وَالغِنى في القَناعَه

نَحنُ في دارِ مَرتَعٍ غِبُّهُ المَوتُ
وَدارٍ صَرّاعَةٍ خَدّاعَه

مابَقاءُ الدُنيا وَساعاتَها
تَحفِزُها بِالحَوادِثِ الفَجّاعَه

عَزَمَ اللَيلُ وَالنَهارُ عَلى أَن
لايَملَأَ تَفريقَ كُلِّ جَماعَه

لَيسَ حَيٌّ بِمُستَقيلٍ بِما وَللَت
بِهِ مِنهُ ساعَةٌ بَعدَ ساعَه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:09 AM
عِندَ البِلى هَجَرَ الضَجيعَ ضَجيعُهُ
وَجَفاهُ مُلطِفُهُ وَشَتَّ جَميعُهُ

وَكَذاكَ كُلُّ مُفارِقِ لا يَرتَجي
مَن كانَ يَحفَظُهُ فَسَوفَ يُضيعُهُ

مَن ماتَ فاتَ وَفي المَقابِرِ يَستَوي
تَحتَ التُرابِ رَفيعُهُ وَوَضيعُهُ

لَو كُنتَ تُبصِرُ يَومَ يَطلُعُ طالِعٌ
يَنعاكَ لا يُبقي عَلَيكَ طُلوعُهُ

لَرَأَيتَ أَنفَسَ مَن يَليكَ أَكُفُّهُ
بِنَواكَ أَحسَنُ ما يَكونُ صَنيعُهُ

وَأَشَدَّ أَهلِكَ مِنكَ ثُمَّ تَبَرُّماً
مَن كُنتَ تَقبَلُ نُصحَهُ وَتُطيعُهُ

وَأَجَلَّ زادِكَ مِن تُراثِكَ رَيطَةٌ
وَأَسَرَّ سَيرِكَ لِلحَبيبِ سَريعُهُ

إِن كانَ مَن يَبكيكَ بَعدَكَ صادِقاً
فيما يَقولُ فَلَن تَجِفَّ دُموعُهُ

هَيهاتَ كَلّا إِنَّ أَكثَرَ هَمِّهِ
فيما جَمَعتَ يَشيدُهُ وَيَبيعُهُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:11 AM
حَتّى مَتى يَستَفِزُّني الطَمَعُ
أَلَيسَ لي بِالكَفافِ مُتَّسَعُ

ما أَفضَلَ الصَبرَ وَالقَناعَةَ لِل
ناسِ جَميعاً لَو أَنَّهُم قَنِعوا

وَأَخدَعَ اللَيلَ وَالنَهارَ لِأَق
وامٍ أَراهُم في الغَيِّ قَد رَتَعوا

أَمّا المَنايا فَغَيرُ غافِلَةٍ
لِكُلِّ حَيٍّ مِن كَأسِها جُرَعُ

أَيُّ لَبيبٍ تَصفو الحَياةُ لَهُ
وَالمَوتُ وِردٌ لَهُ وَمُنتَجَعُ

الخَلقُ يَمضي يَأُمُّ بَعضُهُمُ
بَعضاً فَهُم تابِعٌ وَمُتَّبَعُ

يا نَفسُ ما لي أَراكِ آمِنَةً
حَيثُ تَكونُ الرَوعاتُ وَالفَزَعُ

ما عُدَّ لِلناسِ في تَصَرُّفِ حا
لاتِهِم مِن حَوادِثٍ تَقَعُ

لَقَد حَلَبتُ الزَمانَ أَشطُرَهُ
فَكانَ فيهِنَّ الصابُ وَالسَلَعُ

ما لي بِما قَد أَتى بِهِ فَرَحٌ
وَلا عَلى ما وَلّى بِهِ جَزَعُ

لِلَّهِ دَرُّ الدُنيا لَقَد لَعِبَت
قَبلي بِقَومٍ فَما تُرى صَنَعوا

بادوا وَوَفَّتهُمُ الأَهِلَّةُ ما
كانَ لَهُم وَالأَيّامُ وَالجُمَعُ

أَثرَوا فَلَم يُدخِلوا قُبورَهُمُ
شَيئاً مِنَ الثَروَةِ الَّتي جَمَعوا

وَكانَ ما قَدَّموا لِأَنفُسِهِم
أَعظَمَ نَفعاً مِنَ الَّذي وَدَعوا

غَداً يُنادى مَن في القُبورِ إِلى
هَولِ حِسابٍ عَلَيهِ يُجتَمَعُ

غَداً تُوَفّى النُفوسُ ما كَسَبَت
وَيَحصُدُ الزارِعونَ ما زَرَعوا

تَبارَكَ اللَهُ كَيفَ قَد لَعِبَت
بِالناسِ هَذي الأَهواءُ وَالبِدَعُ

شَتَّتَ حُبُّ الدُنيا جَماعَتَهُم
فيها فَقَد أَصبَحوا وَهُم شِيَعُ



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:12 AM
أَلَم تَرَ أَنَّ لِلأَيّامِ وَقعا
وَأَنَّ لِوَقعِها عَقراً وَجَدعا

وَأَنَّ الحادِثاتِ إِذا تَوالَت
جَذَبنَ بِقُوَّةٍ وَصَرَعنَ صَرعا

أَلَم تَعلَم بِأَنَّكَ يا أَخانا
طُبِعتَ عَلى البَلى وَالنَقصِ طَبعا

وَأَنَّ خُطا الزَمانِ مُواصِلاتٌ
وَأَنَّ لِكُلِّ ما واصَلنَ قَطعا

إِذا اِنقَلَبَ الزَمانُ أَذَلَّ عِزّا
وَأَخلَقَ جِدَّةً وَأَبادَ جَمعا

أَراكَ تُدافِعُ الأَيّامَ يَوماً
فَيَوماً بِالمُنى دَفعاً فَدَفعا

أُخَيَّ إِذا الجَديدانِ اِستَدارا
أَرَتكَ يَداهُما حَصداً وَزَرعا

إِذا كَرَّ الزَمانُ بِناطِحَيهِ
فَإِنَّ لِكَرِّهِ خَفضاً وَرَفعا

وَلَستَ الدَهرَ مُتَّسِعاً لِفَضلِ
إِذا ما ضِقتَ بِالإِنصافِ ذَرعا

إِذا ما المَرءُ لَم يَنفَعكَ حَيّاً
فَلَو قَد ماتَ كانَ أَقَلَّ نَفعا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:13 AM
وَإِنَّما العِلمُ مِن قِياسٍ
وَمِن عِيانٍ وَمِن سَماعِ

وَالكاتِمُ الأَمرَ لَيسَ يَخفى
كَالمَوقِدِ النارِ بِاليَفاعِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:14 AM
لِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمورِ جَميعاً
أَخشى التَفَرُّقَ أَن يَكونَ سَريعا

أَفَتَأمَنُ الدُنيا كَأَنَّكَ لا تَرى
في كُلِّ وَجهٍ لِلخُطوبِ صَريعا

أَصبَحتَ أَعمى مُبصِراً مُتَحَيِّراً
في ضَوءِ باهِرَةٍ أَصَمَّ سَميعا

لِلمَوتِ ذِكرٌ أَنتَ مُطَّرِحٌ لَهُ
حَتّى كَأَنَّكَ لا تَراهُ ذَريعاً

ما لي أَرى ما ضاعَ مِنكَ كَأَنَّما
ضَيَّعتَهُ مُتَعَمِّداً لِيَضيعا

وَتَشَوَّفَت لِذَوي مَخايِلِها المُنى
وَكَتَمنَ سُمّاً تَحتَهُنَّ نَقيعا

وَإِلى مَدىً سَبَقَت جِيادُ ذَوي التُقى
فَأَصَبنَ فيهِ مِنَ الحَياءِ رَبيعا

وَلَتَفتَنَنَّ عَنِ الهُدى إِن لَم تَكُن
لِأَعِنَّةِ الدُنيا إِلَيهِ خَليعا

كَم عِبرَةٍ لَكَ قَد رَأَيتَ إِنِ اِعتَبَرتَ
بِها وَكَم عَجَباً رَأَيتَ بَديعا

إِن كُنتَ تَلتَمِسُ السَلامَةَ في الأُمورِ
فَكُن لِرَبِّكَ سامِعاً وَمُطيعا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:17 AM
إِنقِطاعُ الأَيّامِ عَنّي سَريعُ
إِنَّ ما عِندَ اللَهِ لَيسَ يَضيعُ

عَجَباً إِنَّ مَن تَعَبَّدَتِ الدُن
يا بَصيرٌ أَعمى أَصَمٌّ سَميعُ

كَم تَعَلَّلتَ بِالمُنى وَكأَنّي
بِكَ يا ذا المُنى وَأَنتَ صَريعُ

خَلَعَتكَ الدُنيا مِنَ الدينِ حَتّى
صِرتَ تَبغي الدُنيا وَأَنتَ خَليعٌ

وَبَديعُ السَماءِ وَالأَرضِ يَكفيكَ
فَسَلِّم لَهُ وَأَنتَ مُطيعُ

سائِلُ اللَهِ لا يَخيبُ وَجارُ اللَهِ
مِن كُلِّ يَومِ بُؤسٍ مَنيعُ

طاعَةُ اللَهِ خَيرُ زادٍ إِلَيهِ
حِكمَةُ اللَهِ لِلقُلوبِ رَبيعُ

وَجَنابُ الإِفسادِ مُرٌّ وَبيءٌ
وَجَنابُ الإِصلاحِ حُلوٌ مَريعُ

إِنَّما العَيشُ ما صَفا لَكَ إِن نِلتَ
وَما نِلتَهُ وَأَنتَ وَديعُ

عَجَباً زُيِّنَت لَنا زينَةُ الدُن
يا وَمَن تَحتِها سِمامٌ نَقيعُ

نَتَعامى وَنَحنُ نَسعى لِغَيٍّ
كَيفَ نَبقى وَالمَوتُ فينا ذَريعُ

اِصنَعِ الخَيرَ ما اِستَطَعتَ إِلى الناسِ
وَبِاللَهِ وَحدَهُ تَستَطيعُ

وَاِبسِطِ الوَجهَ لِلشَفيعِ وَإِلّا
كانَ أَولى بِالفَضلِ مِنكَ الشَفيعُ

أَيُّ شَيءٍ يَكونُ أَعجَبُ مِمّا
يَلعَبُ الناسُ وَالفَناءُ سَريعُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:18 AM
جَزِعتُ وَلَكِن مايَرُدُّ لِيَ الجَزَع
وَأَعوَلتُ لَو أَغنى العَويلُ وَلَو نَفَع

أَيا ساكِني الأَجداثِ هَل لي إِلَيكُم
عَلى قُربِكُم مِنّي مَدى الدَهرِ مُطَّلَع

فَوَ اللَهِ ما أَبقى لِيَ الدَهرُ مِنكُمُ
حَبيباً وَلا ذُخراً لَعَمري وَلا وَدَع

فَأَيَّكُمُ أَبكي بِعَينٍ سَخينَةٍ
وَأَيَّكُمُ أَرثي وَأَيَّكُمُ أَدَع

أَيا دَهرُ قَد قَلَّلتَني بَعدَ كَثرَةٍ
وَأَوحَشتَني مِن بَعدِ أُنسٍ وَمُجتَمِع


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:18 AM
أَلا إِنَّ وَهنَ الشَيبِ فيكَ لَمُسرِعٌ
وَأَنتَ تَصابى دائِباً لَستَ تُقلِعُ

سَتُصبِحُ يَوماً مامِنَ الناسِ كُلِّهِم
وَحَبلُكَ مَبتوتُ القُوى مُتَقَطِّعِ

فَلِلَّهِ بَيتُ الهَجرِ لَو قَد سَكَنتَهُ
لَوُدِّعتَ تَوديعَ امرِئٍ لَيسَ يَرجِعِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:20 AM
أَمّا بُيوتُكَ في الدُنيا فَواسِعَةٌ
فَلَيتَ قَبرَكَ بَعدَ المَوتِ يَتَّسِعُ

وَلَيتَ ما جَمَعَت كَفّاكَ مِن نَشبٍ
يُنجيكَ مِن هَولِ ما إِن أَنتَ مُطَّلِعُ

أَيَفرَحُ الناسُ بِالدُنيا وَقَد عَلِموا
أَنَّ المَنازِلَ في لَذّاتِنا قَلَعُ

مَن كانَ مُغتَبِطاً فيها بِمَنزِلَةٍ
فَإِنَّهُ لِسِواها سَوفَ يَنتَجِعُ

وَكُلُّ ناصِرِ دُنيا سَوفَ تَخذُلُهُ
وَكُلُّ حَبلٍ عَلَيها سَوفَ يَنقَطِعُ

ما لي أَرى الناسَ لا تَسلوا ضَغاأُنَهُم
وَلا قُلوبُهُمُ في اللَهِ تَجتَمِعُ

إِذا رَأَيتَ لَهُم جَمعاً تُسَرُّ بِهِ
فَإِنَّهُم حينَ تَبلو شَأنَهُم شِيَعُ

يا جامِعَ المالِ في الدُنيا لِوارِثِهِ
هَل أَنتَ بِالمالِ بَعدَ المَوتِ تَنتَفِعُ

لا تُمسِكِ المالَ وَاِستَرضِ الإِلَهَ بِهِ
فَإِنَّ حَسبَكَ مِنهُ الرَيُّ وَالشَبَعُ



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:37 PM
الشَيءُ مَحروصٌ عَلَيهِ إِذا اِمتَنَع
وَلَقَلَّ مَن يَخلو هَواهُ مِن وَلَع

وَالمَرءُ مُتَّصِلٌ بِخَيرِ صَنيعِهِ
وَبِشَرِّهِ حَتّى يُلاقي ما صَنَع

وَالدَهرُ يَخدَعُ مَن تَرى عَن نَفسِهِ
إِنَّ اِبنَ آدَمَ يَستَريحُ إِلى الخُدَع

وَلِمَن يَضيقُ عَنِ المَكارِمِ ضيقَةٌ
وَلِمَن تَفَسَّحَ في المَكارِمِ مُتَّسَع

وَالناسُ بَينَ مُسَلِّمٌ رَبِحَ الرِضى
فيما يُمَضُّ وَبَينَ مَن خَسِرَ الجَزَع

وَالحَقُّ مُتَّصِلٌ وَمُتَّصِلٌ بِهِ
فَإِذا سَمِعتَ بِمَيِّتٍ فَقَدِ اِنقَطَع

وَلَرُبَّ مُرٍّ قَد أَفادَ حَلاوَةً
وَلَرُبَّ حُلوٍ في مَغَبَّتِهِ شُنَع

وَأَمامَكَ الوَطَنُ المَخوفُ سَبيلُهُ
فَتَزَوَّدِ التَقوى إِلَيهِ وَلا تَدَع

لَيسَ المُوَفّى حَظُّهُ مِن مالِهِ
إِلّا المُوَفّى زادَ هَولِ المُطَّلَع

وَاِعلَم بِأَنَّكَ لَستَ تَطرِفُ طَرفَةً
إِلّا تَفاوَتَ مِنكَ مالا يُرتَجَع

عَبدُ المَطامِعِ في لِباسِ مَذَلَّةٍ
إِنَّ الذَليلَ لَمَن تَعَبَّدَهُ الطَمَع

وَلَرُبَّما مُحِقَ الكَثيرُ وَرُبَّما
كَثُرَ القَليلُ إِلى القَليلِ إِذا جُمِع

وَالمَرءُ أَسلَمُ ما يَكونُ بِدينِهِ
عِندَ التَحَفُّظِ وَالسَكينَةِ وَالوَرَع


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:42 PM
مايُرتَجى بِالشَيءِ لَيسَ بِنافِعِ
مالِلخُطوبِ وَلِلزَمانِ الفاجِعِ

وَلَقَلَّ يَومٌ مَرَّ بي أَو لَيلَةٌ
لَم يَقرَعا كَبِدي بِخَطبٍ رائِعِ

كَم مِن أَسيرِ العَقلِ في شَهَواتِهِ
ظَفِرَ الهَوى مِنهُ بِعَقلٍ ضائِعِ

سُبحانَ مَن قَهَرَ المُلوكَ بِقُدرَةٍ
وَسِعَت جَميعَ الخَلقِ ذاتِ بَدائِعِ

أَيُّ الحَوادِثِ لَيسَ يَشهَدُ أَنَّهُ
صُنعٌ وَيَشهَدُ بِاِقتِدارِ الصانِعِ

ما الناسُ إِلّا كَاِبنِ أُمٍّ واحِدٍ
لَولا اِختِلافُ مَذاهِبٍ وَطَبائِعِ

وَالحَقُّ في المَجرى أَغَرُّ مُحَجَّلٌ
تَلقاكَ غُرَّتُهُ بِنورٍ ساطِعِ

ما خَيرُ مَن يُدعى لِيُحرِزَ حَظَّهُ
مِن دينِهِ فَيَكونُ غَيرَ مُطاوِعِ

مالِاِمرِئٍ عَيشٌ بِغَيرِ بَقائِهِ
ماذا تُحِسُّ يَدٌ بَغَيرِ أَصابِعِ

أَتُطالِعُ الآمالَ مُنتَظِراً وَلا
تَدري لَعَلَّ المَوتَ أَوَّلُ طالِعِ

وَإِذا اِبنُ آدَمَ حَلَّ في أَكفانِهِ
حَلَّ اِبنُ أُمِّكَ في المَكانِ الشاسِعِ

وَإِذا الخَطوبُ جَرَت عَلَيكَ بِوَقعِها
تَرَكَتكَ بَينَ مُفَجَّعِ أَو فاجِعِ

كَم مِن مُنىً مَثُلَت لِقَلبِكَ لَم تَكُن
إِلّا بِمَنزِلَةِ السَرابِ اللامِعِ

لُذ بِالإِلَهِ مِنَ الرَدى وَطُروقِهِ
فَتَحُلَّ مِنهُ في المَحَلِّ الواسِعِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:44 PM
لِطائِرِ كُلَّ حادِثَةٍ وُقوعُ
وَلِلدُنيا بِصاحِبِها وَلوعُ

تُريدُ الأَمنَ في دارِ البَلايا
وَما تَنفَكُّ مِن حَدَثٍ يَروعُ

وَقَد يَسلو المَصائِبَ مَن تَعَزّى
وَقَد يَزدادُ في الحُزنِ الجَزوعُ

هِيَ الآجالُ وَالأَقدارُ تَجري
بِقَدرِ الدَرَّ تُحتَلَبُ الضُروعُ

هِيَ الأَعراقُ بِالأَخلاقِ تَنمي
بِقَدرِ أُصولِها تَزكو الفُروعُ

هِيَ الأَيّامُ تَحصِدُ كُلَّ زَرعٍ
لِيَومِ حِصادِها زُرِعَ الزُروعُ

تَشَهّى النَفسُ وَالشَهَواتُ تَنمي
فَلَيسَ لِقَلبِ صاحِبِها خُشوعُ

وَما تَنفَكُّ دائِرَةً بِخَطبٍ
وَما يَنفَكُّ جَمّاعٌ مَنوعُ

مُعَلَّقَةً بِثُغرَتِهِ المَنايا
وَفَوقَ جَبينِهِ الأَجَلُ الخَدوعُ

رَأَيتُ المَرءَ مُغتَرِماً يُسامي
وَرائِحَةُ البِلى مِنهُ تَضوعُ

عَجِبتُ لِمَن يَموتُ وَلَيسَ يَبكي
عَجِبتُ لِمَن تَجِفُّ لَهُ دُموعُ



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:46 PM
رُبَّما ضاقَ الفَتى ثُمَّ اتَّسَع
وَأَخو الدُنيا عَلى النَقصِ طُبِع

إِنَّ مَن يَطمَعُ في كُلِّ مُناً
أَطمَعَتهُ النَفسُ فيها لَطَمِع

لِلتُقى عاقِبَةٌ مَحمودَةٌ
وَالتُقى المَحضُ لِمَن كانَ يَزِع

وَقَنوعُ المَرءِ يَحمي عِرضَهُ
ما القَريرُ العَينِ إِلّا مَن قَنِع

وَسُرورُ المَرءِ فيما زادَهُ
وَإِذا مانَقَصَ المَرءُ جَزِع

عِبَرُ الدُنيا لَنا مَكشوفَةٌ
قَد رَأى مَن كانَ فيها وَسَمِع

وَأَخو الدُنيا غَداً تَصرَعُهُ
فَبِأَيِّ العَيشِ فيها يَنتَفِع

وَأَرى كُلِّ مُقيمٍ زائِلاً
وَأَرى كُلِّ اتِّصالٍ مُنقَطِع

وَاعتِقادُ الخَيرِ وَالشَرِّ إِسىً
بَعضُنا فيهِ لِبَعضِ مُتَّبِع

أُمَمٌ مَزروعَةٌ مَحصودَةٌ
كُلُّ مَزروعٍ فَلِلحَصدِ زُرِع

يَصرَعُ الدَهرُ رِجالاً تارَةً
هَكَذا مَن صارَعَ الدَهرَ صُرِع

إِنَّما الدُنيا عَلى ما جُبِلَت
جيفَةٌ نَحنُ عَليها نَصطَرِع

التَقِيُّ البَرُّ مَن يَنبُذُها
وَالمُحامي دونَها الخِبُّ الخَدِع

فَسَدَ الناسُ وَصاروا إِن رَأَوا
صالِحاً في الدينِ قالوا مُبتَدِع

اِنتَبِه لِلمَوتِ يا هَذا الَّذي
عِلَلُ المَوتِ عَلَيهِ تَقتَرِع

خَلَّ ما عَزَّ لِمَن يَمنَعُهُ
قَد تَرى الشَيءَ إِذا عَزَّ مُنِع

وَاِسلُ في دُنياكَ عَمّا اِسطَعتَهُ
وَاِلهُ عَن تَكليفِ مالَم تَستَطِع



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:48 PM
أَيُّها المُبصِرُ الصَحيحُ السَمَيعُ
أَنتَ في اللَهوِ وَالهَوى مَخدوعُ

كَيفَ يَعمى عَنِ السَبيلِ بَصيرٌ
عَجَباً ذا أَو يَستَصِمُّ سَميعُ

ما لَنا نَستَطيعُ أَن نَجمَعَ المالَ
وَرَدَّ المَماتِ لانَستَطيعُ

حُبِّبَ الأَكلُ وَالشَرابُ إِلَينا
وَبِناءُ القُصورِ وَالتَجميعُ

وَصُنوفُ اللَذاتِ مِن كُلِّ لَونٍ
وَالفَنا مُقبِلٌ إِلَينا سَريعُ

لَيسَ يَنجو مِنَ الفَنا فاخِرُ البَيتِ
وَلا السِفلَةُ الدَنيءُ الوَضيعُ

كُلُّ حَيٍّ سَيَطعَمُ المَوتَ كَرهاً
ثُمَّ خَلفَ المَماتِ يَومٌ فَظيعُ

كَيفَ نَلهو وَكَيفَ نَسلو بِعَيشٍ
هُوَ مِنّا مُستَرجَعٌ مَنزوعُ

نَجمَعُ الفانِيَ القَليلَ مِنَ المالِ
وَنَنسى الَّذي إِلَيهِ الرُجوعُ

في مَقامٍ تَعشى العُيونُ لَدَيهِ
وَالمُلوكُ العِظامُ فيهِ خُضوعُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:49 PM
خَيرُ أَيّامِ الفَتى يَومَ نَفَع
وَاصطِناعُ الخَيرِ أَبقى ماصَنَع

وَنَظيرُ المَرءِ في مَعروفِهِ
شافِعٌ مَتَّ إِلَيهِ فَشَفَع

مايُنالُ الخَيرُ بِالشَرِّ وَلا
يَحصِدُ الزارِعُ إِلّا مازَرَع

لَيسَ كُلُّ الدَهرِ يَوماً واحِداً
رُبَّما ضاقَ الفَتى ثُمَّ اتَّسَع

خُذ مِنَ الدُنيا الَّذي دَرَّت بِهِ
وَاسلُ عَمّا فاتَ مِنها وَانقَطَع

إِنَّما الدُنيا مَتاعٌ زائِلٌ
فَاقتَصِد فيهِ وَخُذ مِنهُ وَدَع

وَاِرضَ لِلناسِ بِما تَرضى بِهِ
وَاِتبَعِ الحَقَّ فَنِعمَ المُتَّبَع

وَاِبغِ ما اِستَعتَ عَنِ الناسِ الغِنى
فَمَنِ اِحتاجَ إِلى الناسِ ضَرَع

أَبلِغِ الجامِعَ أَن لَو قَد أَتى
يَومُهُ لَم يُغنِ عَنهُ ما جَمَع

إِنَّ لِلخَيرِ لَرَسماً بَيِّناً
طَبَعَ اللَهُ عَلَيهِ مَن طَبَع

قَد بَلَونا الناسَ في أَخلاقِهِم
فَرَأَيناهُم لِذي المالِ تَبَع

وَحَبيبُ الناسِ مَن أَطمَعَهُم
إِنَّما الناسُ جَميعاً بِالطَمَع

اِحمَدِ اللَهَ عَلى تَقديرِهِ
قَدَّرَ الرِزقَ فَأَعطى وَمَنَع

سُمتُ نَفسي وَرَعاً تَصدُقُهُ
فَنَهاها النَقصُ عَن ذاكَ الوَرَع

فَلِنَفسي عِلَلٌ لاتَنقَضي
وَلَها مَكرٌ لَطيفٌ وَخُدَع

وَلِنَفسي غَفَلاتٌ لَم تَزَل
وَلَها بِالشَيءِ أَحياناً وَلَع

وَلِنَفسي حينَ تُعطى فَرَحٌ
وَاضطِرابٌ عِندَ مَنعٍ وَجَزَع

عَجَباً مِن مُطمَئِنٍ آمِنٍ
إِنَّما يُغذى بِأَلوانِ الفَزَع

عَجَباً لِلناسِ ما أَغفَلَهُم
مِن وُقوعِ المَوتِ عَمّا سَيَقَع

عَجَباً إِنّا لَنَلقى مَرتَعاً
كُلُّنا قَد عاثَ فيهِ وَرَتَع

يا أَخا المَيتِ الَّذي شَيَّعَهُ
فَحَثا التُربَ عَلَيهِ وَرَجَع

لَيتَ شِعري ما تَزَوَّدتَ مِنَ الزادِ
يا هَذا لِهَولِ المُطَلَع

يَومَ يَهديكَ مُحِبّوكَ إِلى
ظُلمَةِ القَبرِ وَضيقِ المُضطَجَع


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:53 PM
هُوَ المَوتُ فَاصنَع كُلَّما أَنتَ صانِعُ
وَأَنتَ لِكَأسِ المَوتِ لابُدَّ جارِعُ

أَلا أَيُّها المَرءُ المُخادِعُ نَفسَهُ
رُوَيداً أَتَدري مَن أَراكَ تُخادِعُ

وَياجامِعَ الدُنيا لِغَيرِ بَلاغِهِ
سَتَترُكُها فَانظُر لِمَن أَنتَ جامِعُ

فَكَم قَد رَأَينا الجامِعينَ قَدَ اِصبَحَت
لَهُم بَينَ أَطباقِ التُرابِ مَضاجِعُ

لَوَ أَنَّ ذَوي الأَبصارِ يَرعونَ كُلَّ ما
يَرَونَ لَما جَفَّت لِعَينٍ مَدامِعُ

طَغى الناسُ مِن بَعدِ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ
فَقَد دَرَسَت بَعدَ النَبِيِّ الشَرائِعُ

وَصارَت بُطونُ المُرمِلاتِ خَميصَةً
وَأَيتامُها مِنهُم طَريدٌ وَجائِعُ

وَإِنَّ بُطونَ المُكثِراتِ كَأَنَّما
يُنَقنِقُ في أَجوافِهِنَّ الضَفادِعُ

فَما يَعرِفُ العَطشانُ مَن طالَ رِيُّهُ
وَما يَعرِفُ الشَبعانُ مَن هُوَ جائِعُ

وَتَصريفُ هَذا الخَلقِ لِلَّهِ وَحدَهُ
وَكُلٌّ إِلَيهِ لا مَحالَةَ راجِعُ

وَلِلَّهِ في الدُنيا أَعاجيبُ جَمَّةً
تَدُلُّ عَلى تَدبيرِهِ وَبَدائيعُ

وَلِلَّهِ أَسرارُ الأُمورِ وَإِن جَرَت
بِها ظاهِراً بَينَ العِبادِ المَنافِعُ

وَلِلَّهِ أَحكامُ القَضاءِ بِعِلمِهِ
أَلا فَهوَ مُعطٍ مَن يَشاءُ وَمانِعُ

إِذا ضَنَّ مَن تَرجو عَلَيكَ بِنَفعِهِ
فَدَعهُ فَإِنَّ الرِزقَ في الأَرضِ واسِعُ

وَمَن كانَتِ الدُنيا هَواهُ وَهَمَّهُ
سَبَتهُ المُنى وَاستَعبَدَتهُ المَطامِعُ

وَمَن عَقَلَ اِستَحيا وَأَكرَمَ نَفسَهُ
وَمَن قَنِعَ استَغنى فَهَل أَنتَ قانِعُ

لِكُلِّ امرِئٍ رَأيانِ رَأيٌ يَكُفُّهُ
عَنِ الشَيءِ أَحياناً وَرَأيٌ يُنازِعُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 12:57 PM
إِيّاكَ أَعني يا اِبنَ آدَمَ فَاِستَمِع
وَدَعِ الرُكونَ إِلى الحَياةِ فَتَنتَفِع

لَو كانَ عُمرُكَ أَلفَ حَولٍ كامِلٍ
لَم تَذهَبِ الأَيّامُ حَتّى تَنقَطِع

إِنَ المَنِيَّةَ لا تَزالُ مُلِحَّةً
حَتى تُشَتِّت كُلَّ أَمرٍ مُجتَمِع

فَاِجعَل لِنَفسِكَ عُدَّةً لِلِقاءِ مَن
لَو قَد أَتاكَ رَسولُهُ لَم تَمتَنِع

شُغِلَ الخَلائِقُ بِالحَياةِ وَأَغفَلوا
زَمَناً حَوادِثُهُ عَلَيهِم تَقتَرِع

ذَهَبَت بِنا الدُنيا فَكَيفَ تَغُرُّنا
أَم كَيفَ تَخدَعُ مَن تَشاءُ فَيَنخَدِع

وَالمَرءُ يوطِنُها وَيَعلَمُ أَنَّهُ
عَنها إِلى وَطَنٍ سِواها مُنقَلِع

لَم تَقبَلِ الدُنيا عَلى أَحَدٍ بِزي
نَتِها فَمَلَّ مِنَ الحَياةِ وَلا شَبَع

يا أَيُّها المَرءُ المُضَيِّعُ دينَهُ
إِحرازُ دينِكَ خَيرُ شَيءٍ تَصطَنِع

وَاللَهُ أَرحَمُ بِالفَتى مِن نَفسِهِ
فَاِعمَل فَما كُلِّفتَ مالَم تَستَطِع

وَالحَقُّ أَفضَلُ ما قَصَدتَ سَبيلَهُ
وَاللَهُ أَكرَمُ مِن تَزورُ وَتَنتَجِع

فَاِمهَد لِنَفسِكَ صالِحاً تُجزى بِهِ
وَاِنظُر لِنَفسِكَ أَيَّ أَمرٍ تَتَّبِع

وَاِجعَل صَديقَكَ مَن وَفى لِصَديقِهِ
وَاِجعَل رَفيقَكَ حينَ تَنزِلُ مَن يَرِع

وَاِمنَع فُؤادَكَ أَن يَميلَ بِكَ الهَوى
وَاِشدُد يَدَيكَ بِحَبلِ دينِكَ وَاِتَّزِع

وَاِعلَم بِأَنَّ جَميعَ ما قَدَّمتَهُ
عِندَ الإِلَهِ مُوَفَّرٌ لَكَ لَم يَضِع

طوبى لِمَن رُزِقَ القَنوعَ وَلَم يُرِد
ماكانَ في يَدِ غَيرِهِ فَيُرى ضَرِع

وَلَئِن طَمِعتَ لَتَضرَعَنَّ فَلا تَكُن
طَمَعاً فَإِنَّ الحُرَّ عَبدٌ ماطَمِع

إِنّا لَنَلقى المَرءَ تَشرَهُ نَفسُهُ
فَيَضيقُ عَنهُ كُلُّ أَمرٍ مُتَّسِع

وَالمَرءُ يَمنَعُ ما لَدَيهِ وَيَبتَغي
ماعِندَ صاحِبِهِ وَيَغضَبُ إِن مُنِع

ما ضَرَّ مَن جَعلَ التُرابَ فِراشَهُ
أَلّا يَنامَ عَلى الحَريرِ إِذا قَنِع



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:01 PM
الحِرصُ لُؤمٌ وَمِثلُهُ الطَمَعُ
ما اِجتَمَعَ الحِرصُ قَطُّ وَالوَرَعُ

لَو قَنِعَ الناسُ بِالكَفافِ إِذاً
لَاِتَّسَعوا في الَّذي بِهِ قَنِعوا

لِلمَرءِ فيما يُقيمُهُ سَعَةٌ
لَكِنَّهُ ما يُريدُ ما يَسَعُ

يا حالِبَ الدَهرِ دَرَّ أَشطُرِهِ
هَل لَكَ في ما حاسَبتَ مُنتَفَعُ

يا عَجَباً لِاِمرِئٍ تُخادِعُهُ ال
ساعاتُ عَن نَفسِهِ فَيَنخَدِعُ

يا عَجَبا لِلزَمانِ يَأمَنُهُ
مَن قَد يَرى الصَخرَ عَنهُ وَالوَجَعُ

عَجِبتُ مِن آمِنٍ بِمَنزِلَةٍ
تَكثُرُ فيها الهُمومُ وَالوَجَعُ

عَجِبتُ مِن مَعشَرٍ وَقَد عَرَفوا
الحَقَّ تَوَلَّوا عَنهُ وَما رَجَعوا

الناسُ في زَرعِ نَسلِهِم وَيَدُ ال
مَوتِ بِها حَصدُ كُلَّ ما زَرَعوا

ما شَرَفُ المَرءِ كَالقَناعَةِ وَالصَبرِ
عَلى كُلِّ حادِثٍ يَقَعُ

لَم يَزَلِ القانِعونَ أَشرَفَنا
يا حَبَّذا القانِعونَ ما قَنِعوا

لِلمَرءِ في كُلِّ طَرفَةٍ حَدَثٌ
يُذهِبُ مِنهُ ما لَيسَ يُرتَجَعُ

مَن يَضِقِ الصَبرُ عَن مُصيبَتِهِ
ضاقَ وَلَم يَتَّسِع بِهِ الجَزَعُ

الشَمسُ تَنعاكَ حينَ تَغرُبُ لَو
تَدري وَتَنعاكَ حينَ تَطَّلِعُ

حَتّى مَتى أَنتَ لاعِبٌ إِشِرٌّ
حَتّى مَتى أَنتَ بِالصِبا وَلِعُ

إِنَّ المُلوكَ الأُلى مَضَوا سَلَفاً
بادوا جَميعاً وَبادَ ما جَمَعوا

يا لَيتَ شِعري عَنِ الَّذينَ مَضَوا
قَبلي إِلى التُرابِ ما الَّذي صَنَعوا

بُؤساً لَهُم أَيَّ مَنزِلٍ نَزَلوا
بُؤساً لَهُم أَيَّ مَعقِعٍ وَقَعوا

الحَمدُ لِلَّهِ كُلُّ مَن سَكَنَ ال
دُنيا فَعَنها بِالمَوتِ يَنقَطِعُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:05 PM
لَعَمري لَقَد نوديتَ لَو كُنتَ تَسمَعُ
أَلَم تَرَ أَنَّ المَوتَ ما لَيسَ يُدفَعُ

أَلَم تَرَ أَنَّ الناسَ في غَفَلاتِهِم
وَأَنَّ المَنايا بَينَهُم تَتَقَعقَعُ

أَلَم تَرَ لَذّاتِ الجَديدِ إِلى البِلى
أَلَم تَرَ أَسبابَ الأُمورِ تَقَطَّعُ

أَلَم تَرَ أَنَّ الفَقرَ يَعقِبُهُ الغِنى
أَلَم تَرَ أَنَّ الضيقَ قَد يَتَوَسَّعُ

أَلَم تَرَ أَنَّ المَوتَ يَهتَزُّ سَيفُهُ
وَأَنَّ رِماحَ المَوتِ نَحوَكَ تُشرَعُ

أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ في كُلِّ ساعَةٍ
لَهُ عارِضٌ فيهِ المَنِيَّةُ تَلمَعُ

أَلَم تَرَ أَنَّ المَرءَ يَشبَعُ بَطنُهُ
وَناظِرُهُ فيما تَرى لَيسَ يَشبَعُ

أَيا بانِيَ الدُنيا لِغَيرِكَ تَبتَني
وَيا جامِعَ الدُنيا لِغَيرِكَ تَجمَعُ

أَلَم تَرَ أَنَّ المَرءَ يَحبِسُ مالَهُ
وَوارِثُهُ فيهِ غَداً يَتَمَتَّعُ

كَأَنَّ الحُماةَ المُشفِقينَ عَلَيكَ قَد
غَدَوا بِكَ أَو راحوا رَواحاً فَأَسرَعوا

وَما هُوَ إِلّا النَعشُ لَو قَد دَعَوا بِهِ
تُقَلُّ فَتُلقى فَوقَهُ ثُمَّ تُرفَعُ

وَما هُوَ إِلّا حادِثٌ بَعدَ حادِثٍ
عَلَيكَ فَمِن أَيِّ الحَوادِثِ تَجزَعُ

وَما هُوَ إِلّا المَوتُ يَأتي لِوَقتِهِ
فَما لَكَ في تَأخيرِهِ عَنكَ مَدفَعُ

أَلا وَإِذا وُدِّعتَ تَوديعَ هالِكٍ
فَآخِرُ يَومٍ مِنكَ يَومُ تُوَدَّعُ

أَلا وَكَما شَيَّعتَ يَوماً جَنائِزاً
فَأَنتَ كَما شَيَّعتَهُم سَتُشَيَّعُ

رَأَيتُكَ في الدُنيا عَلى ثِقَةٍ بِها
وَإِنَّكَ في الدُنيا لَأَنتَ المُرَوَّعُ

وَصَفتَ التُقى وَصفاً كَأَنَّكَ ذو تُقاً
وَريحُ الخَطايا مِن ثِيابِكَ تَسطَعُ

وَلَم تُعنَ بِالأَمرِ الَّذي هُوَ واقِعٌ
وَكُلُّ امرِئٍ يُعنى بِما يَتَوَقَّعُ

وَإِنَّكَ لَلمَنقوصُ في كُلِّ حالَةٍ
وَكُلُّ بَني الدُنيا عَلى النَقصِ يُطبَعُ

إِذا لَم يَضِق قَولٌ عَلَيكَ فَقُل بِهِ
وَإِن ضاقَ عَنكَ القَولُ فَالصَمتُ أَوسَعُ

وَلا تَحتَقِر شَيئاً تَصاغَرتَ قَدرَهُ
فَإِنَّ حَقيراً قَد يَضُرُّ وَيَنفَعُ

تَقَلَّبتَ في الدُنيا تَقَلُّبَ أَهلِها
وَذو المالِ فيها حَيثُما مالَ يُتبَعُ

وَما زِلتُ أُرمى كُلَّ يَومٍ بِعِبرَةٍ
تَكادُ لَهَ صُمُّ الجِبالِ تَصَدَّعُ

فَما بالُ عَيني لا تَجودُ بِمائِها
وَما بالُ قَلبي لا يَرِقُّ وَيَخشَعُ

تَبارَكَ مَن لا يَملِكُ المُلكَ غَيرُهُ
مَتى تَنقَضي حاجاتُ مَن لَيسَ يَقنَعُ

وَأَيُّ امرِئٍ في غايَةٍ لَيسَ نَفسُهُ
إِلى غايَةٍ أُخرى سِواها تَطَلَّعُ

وَبَعضُ بَني الدُنيا لِبَعضٍ ذَريعَةٌ
وَكُلُّ بِكُلِّ قَلَّ ما يَتَمَتَّعُ

يُحِبُّ السَعيدُ العَدلَ عِندَ احتِجاجِهِ
وَيَبغي الشَقِيُّ البَغيَ وَالبَغيُ يَصرَعُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:05 PM
خُذ مِن يَقينِكَ ماتَجلو الظُنونَ بِهِ
وَإِن بَدا لَكَ أَمرٌ مُشكِلٌ فَدَعِ

قَد يُصبِحُ المَرءُ فيما لَيسَ يُدرِكُهُ
مُعَلَّقَ البالِ بَينَ اليَأسِ وَالطَمَعِ

لَم يَعمَلِ الناسُ في التَصحيحِ بَينَهُمُ
فَاِضطَرَّ بَعضُهُمُ بَعضاً إِلى الخُدَعِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:06 PM
أَجَلُ الفَتى مِمّا يُؤَمَّلُ أَسرَعُ
وَأَراهُ يَجمَعُ دائِباً لايَشبَعُ

قُل لي لِمَن أَصبَحتَ تَجمَعُ ما أَرى
أَلِبَعلِ عِرسِكَ لا أَبا لَكَ تَجمَعُ

لاتَنظُرَنَّ إِلى الهَوى وَاِنظُر إِلى
رَيبِ الزَمانِ بِأَهلِهِ ما يَصنَعُ

المَوتُ حَقٌّ لامَحالَةَ دونَهُ
وَلِكُلِّ مَوتٍ عِلَّةٌ لاتُدفَعُ

وَالمَوتُ داءٌ لَيسَ يَدفَعُهُ الدَوا
إِما أَتى وَلِكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ

كَم مِن أَخٍ قَد حيلَ دونَ لِقائِهِ
قَلبي إِلَيهِ مِنَ الجَوانِحِ يَنزِعُ

شَيَّعتُهُ ثُمَّ اِنصَرَفتُ مُوَلِّياً
عَن قَبرِهِ مُستَعبِراً أَستَرجِعُ

فَعَلى الصِبا مِنّي السَلامُ وَأَهلِهِ
مابَعدَ ذا في أَن أُخَلَّدَ مَعمَعُ

وَإِذا كَبِرتَ فَهَل لِنَفسِكَ لَذَّةً
ما لِلكَبيرِ بِلَذَّةٍ مُستَمتِعُ

وَإِذا قَنِعتَ فَأَنتَ أَغنى مَن مَشى
إِنَّ الفَقيرَ لَكُلُّ مَن لايَقنَعُ

وَإِذا طَلَبتَ فَلا إِلى مُتَضايِقٍ
مَن ضاقَ عَنكَ فَرِزقُ رَبِّكَ أَوسَعُ

إِنَّ المَطامِعَ ماعَلِمتَ مَذَلَّةٌ
لِلطامِعينَ وَأَينَ مَن لايَطمَعُ

سَلِّم وَلا تُنكِر لِرَبِّكَ قُدرَةً
فَاللَهُ يَخفِضُ مَن يَشاءُ وَيَرفَعُ

وَلَرُبَّما اِنتَفَعَ الفَتى بِضِرارِ مَن
يَنوي الضِرارَ وَضَرَّهُ مَن يَنفَعُ

كُلُّ اِمرِئٍ مُتَطَبِّعٌ بِطِباعِهِ
لَيسَ اِمرُؤٌ إِلّا عَلى مايُطبَعُ

لاشَيءَ أَسرَعُ مِن تَقَلُّبِ مَن لَهُ
أُذُنٌ تَسَمَّعُهُ الَّذي لايَسمَعُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:07 PM
غَلبَتكَ نَفسَكَ غَيرَ مُتَّعِظَه
نَفسٌ مُقَرَّعَةٌ بِكُلِّ عِظَه

نَفسٌ مُصَرَّفَةٌ مُدَبَّرَةٌ
مَطلوبَةٌ في النَومِ وَاليَقَظَه

نَفسٌ سَتَعبِطُها وَساوِسُها
إِن لَم تَكُن مِنهُنَّ مُنحَفِظَه

فَاللَهُ حَسبُكَ لا سِواهُ وَمَن
راعى الرُعاةَ وَحافَظَ الحَفَظَه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:08 PM
أَتَجمَعُ مالاً لاتُقَدِّمُ بَعضَهُ
لِنَفسِكَ ذُخراً إِنَّ ذا لَسُقوطُ

وَتُوصي بِهِ بَعدَ المَماتِ جَهالَةً
وَتَترُكُهُ حَياً وَأَنتَ بَسيطُ

نَصيبُكَ مِمّا صِرتَ تَجمَعُ دائِباً
ثُوَيبانِ مِن قُبطِيَّةٍ وَحَنوطُ

كَأَنَّكَ قَد جُهِّزتَ تُدعى إِلى البِلى
لِنَعشِكَ في أَيدي الرِجالِ أَطيطُ

وَعايَنتَ هَولاً لايُعايَنُ مِثلُهُ
وَقُدرَةَ رَبٍّ بِالعِبادِ تُحيطُ

وَصِرتَ إِلى دارٍ هِيَ الدارُ لا الَّتي
أَقَمتَ بِها حَياً وَأَنتَ نَشيطُ

مَحَلٌّ بِهِ الأَقوامُ وَيحَكَ تَستَوي
فَصيدٌ كِرامٌ سادَةٌ وَنَبيطُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:09 PM
حَتّى مَتى تَصبو وَرَأسُكَ أَمشَطُ
أَحَسِبتَ أَنَّ الَمَوتَ بِاِسمِكَ يَغلَطُ

أَم لَستَ تَحسَبُهُ عَلَيكَ مُسَلَّطاً
وَبَلى وَرَبِّكَ إِنَّهُ لَمُسَلَّطُ

وَلَقَد رَأَيتُ المَوتَ يَفرِسُ تارَةً
جُثَثَ المُلوكِ وَتارَةً يَتَخَبَّطُ

يا آلِفَ الخُلّانَ مُعتَقِداً لَهُم
سَتَشُطُّ عَنهُم بِالمَماتِ وَتَشحَطُ

وَكَأَنَّني بِكَ بَينَهُم واهي القُوى
نِضواً تَقَلَّصُ بَينَهُم وَتَبَسَّطُ

وَكَأَنَّني بِكَ بَينَهُم خَفِقَ الحَشا
بِالَموتِ في غَمَراتِهِ يَتَشَحَّطُ

وَكَأَنَّني بِكَ في قَميصٍ مُدرَجاً
في رَيطَتَينِ مُلَفَّفٌ وَمُحَنَّطُ

لارَيطَتَينِ كَرَيطَتي مُتَنَسِّمٍ
روحَ الحَياةِ وَلا القَميصُ مُخَيَّطُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:10 PM
خَليلَيَّ إِن لَم يَغتَفِر كُلُّ واحِدٍ
عِثارَ أَخيهِ مِنكُما فَتَرافَضا

وَما يَلبَثُ الحِبّانَ إِن لَم يِجَوِّزا
كَثيراً مِنَ المَكروهِ أَن يَتَباغَضا

خَليلَيَّ بابُ الفَضلِ أَن تَتَواهَبا
كَما أَنَّ بابَ النَقصِ أَن تَتَقارَضا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:11 PM
ماذا يَصيرُ إِلَيكِ يا أَرضُ
مِمَّن غَذاهُ اللينُ وَالخَفضُ

أَبصَرتُ مَن وافى مَنِيَّتَهُ
فَكَأَنَّ حُبَّ حَبيبِهِ بُغضُ

عَجَباً لِذي أَمَلٍ يُغَرُّ بِهِ
وَيَقينُهُ بِفَنائِهِ مَحضُ

وَلِكُلِّ ذي عَمَلٍ يَدينُ بِهِ
يَوماً عَلى دَيّانِهِ عَرضُ

يا ذا المُقيمُ بِمَنزِلٍ أَشِبٍ
وَمَقامُ ساكِنِهِ بِهِ دَحضُ

ما لِاِبنِ آدَمَ في تَصَرُّفِ ما
يَجري بِهِ بَسطٌ وَلا قَبضُ



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:13 PM
حُبُّ الرِئاسَةِ أَطغى مَن عَلى الأَرضِ
حَتّى بَغى بَعضُهُم فيها عَلى بَعضِ

فَحَسبِيَ اللَهُ رَبّي لا شَريكَ لَهُ
إِلَيهِ ما كانَ مِن بَسطي وَمِن قَبضي

إِنَّ القُنوعَ لَزادٌ إِن رَضيتَ بِهِ
كُنتَ الغَنِيَّ وَكُنتَ الوافِرَ العِرضِ

ما بَينَ مَيتٍ وَبَينَ الحَيِّ مِن صِلَةٍ
مَن ماتَ أَصبَحَ في بَحبوحَةِ الرَفضِ

الدَهرُ يُبرِمُني طَوراً وَيَنقُضُني
فَما بَقائي عَلى الإِبرامِ وَالنَقضِ

ما زِلتُ مُذ كانَ فِيَّ الروحُ مُنتَقِصاً
يَموتُ في كُلَّ يَومٍ مَرَّ بي بَعضي



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:14 PM
رَضيتُ لِنَفسي بِغَيرِ الرِضا
وَكُلٌّ سَيُجزى بِما أَقرَضا

بُليتُ بِدارٍ رَأَيتُ الحَكيمَ
لِزَهرَتِها قالِياً مُعرِضا

سَيَمضي الَّذي هُوَ مُستَقبِلٌ
مُضِيَّ الَّذي مَرَّ بي فَاِنقَضى

وَإِنّا لَفي مَنزِلٍ لَم نَزَل
نَراهُ حَقيقاً بِأَن يُرفَضا

قَضى اللَهُ فيهِ عَلَينا الفَنا
لَهُ الحَمدُ شُكراً عَلى ما قَضى


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:14 PM
نَسأَلُ اللَهَ بِما يَقضي الرِضى
حَسبِيَ اللَهُ فَما شاءَ قَضى

قَد أَرَدنا فَأبى اللَهُ لَنا
وَأَرادَ اللَهُ شَيئاً فَمَضى

رُبَّ أَمرٍ بِتُّ قَد أَبرَمتُهُ
ثُمَّ ما أَسبَحتُ حَتّى انتَقَضا

كَم وَكَم مِن هَنَةٍ مَحقورَةٍ
تَرَكَت قَوماً كَثيراً حَرَضا

رُبَّ عَيشٍ لِأُناسٍ سَلَفوا
كانَ ثُمَّ انقَرَضوا وَانقَرَضا

عَجَباً لِلمَوتِ ما أَفظَعَهُ
مَن رَأَينا ماتَ إِلّا رُفِضا

رُفِضَ المَيِّتُ مِن ساعَتِهِ
وَجَفاهُ أَهلُهُ حينَ قَضى

شَرُّ أَيّامي هُوَ اليَومُ الَّذي
أَقبَلُ الدُنيا بِديني عِوَضا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:15 PM
قَلَبَ الزَمانُ سَوادَ رَأسِكَ أَبيَضا
وَنَعاكَ جِسمُكَ رِقَّةً وَتَقَبُّضا

نَل أَيَّ شَيءٍ شِئتَ مِن نَوعِ المُنى
فَكَأَنَّ شَيئاً لَم تَنَلهُ إِذا اِنقَضى

وَإِذا أَتى شَيءٌ أَتى لِمُضِيِّهِ
وَكَأَنَّهُ لَم يَأتِ قَطُّ إِذا مَضى

نَبغي مِنَ الدُنيا الغِنى فَيَزيدُنا
فَقراً وَنَطلُبُ أَن نَصِحَّ فَنَمرَضا

لَن يَصدُقَ اللَهَ المَحَبَّةَ عَبدُهُ
إِلّا أَحَبَّ لَهُ وَمِنهُ وَأَبغَضا

وَالنَفسُ في طَلَبِ الخَلاصِ وَمالَها
مِن مَخلَصٍ حَتّى تَصيرَ إِلى الرِضى


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:16 PM
أقُولُ وَيَقضِي اللّهُ ماهوَ قاضِي
وإنّي بتَقْديرِ الإلهِ لَرَاضِي

أرَى الخَلْقَ يَمضِي واحداً بعدَ واحدٍ
فيَا ليْتَنِي أدْرِي متَى أنَا ماضِ

كأنْ لَمْ أَكُنْ حَيّاً إذا احتَثَّ غاسِلِي
وَأحكَمَ دَرْجي في ثِيابِ بَيَاضِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:18 PM
نَنسى المَنايا عَلى أَنّا لَها غَرَضُ
فَكَم أُناسٍ رَأَيناهُم قَدِ اِنقَرَضوا

إِنّا لَنَرجو أُموراً نَستَعِدُّ لَها
وَالمَوتُ دونَ الَّذي نَرجوهُ مُعتَرِضُ

لِلَّهِ دَرُّ بَني الدُنيا لَقَد غُبِنوا
لِما اِطمَأَنّوا بِهِ مِن جَهلِهِم وَرَضوا

ما أَربَحَ اللَهُ في الدُنيا تِجارَةَ إِن
سانٍ يَرى أَنَّها مِن نَفسِهِ عِوَضُ

لَبِئسَتِ الدارُ داراً لا نَرى أَحَداً
مِن أَهلِها ناصِحاً لَم يَعدُهُ غَرَضُ

مابالُ مَن عَرَفَ الدُنيا الدَنِيَّةَ لا
يَنكَفُّ عَن غَرَضِ الدُنيا وَيَنقَبِضُ

تَصِحُّ أَقوالُ أَقوامٍ بِوَصفِهِمُ
وَفي القُلوبِ إِذا كَشَّفتَها مَرَضُ

وَالناسُ في غَفلَةٍ عَمّا يُرادُ بِهِم
وَكُلُّهُم عَن جَديدِ الأَرضِ مُنقَرِضُ

وَالحادِثاتُ بِها الأَقدارُ جارِيَةٌ
وَالمَرءُ مُرتَفِعٌ فيها وَمُنخَفِضُ

يالَيتَ شِعري وَقَد جَدَّ الرَحيلُ بِنا
حَتّى مَتى نَحنُ في الغِرّاتِ نَرتَكِضُ

نَفسُ الحَكيمِ إِلى الخَيراتِ ساكِنَةٌ
وَقَلبُهُ مِن دَواعي الشَرِّ مُنقَبِضُ

اِصبِر عَلى الحَقِّ تَستَعذِب مَغَبَّتَهُ
وَالصَبرُ لِلحَقِّ أَحياناً لَهُ مَضَضُ

وَما اِستَرَبتَ فَكُن وَقّافَةً حَذِراً
قَد يُبرَمُ الأَمرُ أَحياناً فَيَنتَقِضُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:18 PM
اِشتَدَّ بَغيُ الناسِ في الأَرضِ
وَعُلُوُّ بَعضِهِمُ عَلى بَعضِ

دَعهُم وَما اِختاروا لِأَنفُسِهِم
فَاللَهُ بَينَ عِبادِهِ يَقضي

عَجَباً لَهُم لايَفكُرونَ فَيَعتَبِرَ
الَّذي يَبقى بِمَن يَمضي


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:19 PM
كُلٌّ عَلى الدُنيا لَهُ حِرصٌ
وَالحادِثاتُ أَناتُها عَفصُ

أَبغي مِنَ الدُنيا زِيادَتَها
وَزِيادَتي فيها هِيَ النَقصُ

وَكَأَنَّ مَن وارَتهُ حُفرَتُهُ
لَم يَبدُ مِنهُ لِناظِرٍ شَخصُ

لِيَدِ المَنِيَّةِ في تَلَطُّفِها
عَن ذُخرِ كُلِّ شَفيقَةٍ فَحصُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:20 PM
زادَ حُبّي لِقُربِ أَهلِ المَعاصي
دونَ أَهلِ الحَديثِ وَالإِخلاصِ

كَيفَ أَغتَرُّ بِالحَياةِ وَعُمري
ساعَةً بَعدَ ساعَةٍ في اِنتِقاصِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:21 PM
إِذا المَرءُ لَم يَربَع عَلى نَفسِهِ طاشا
سَيُرمى بِقَوسِ الجَهلِ مَن كانَ طَيّاشا

فَلا يَأمَنَنَّ المَرءُ سوءً يَغُرُّهُ
إِذا جالَسَ المَعروفَ بِالسوءِ أَوماشى

وَلَيسَ بَعيداً كُلُّ ما هُوَ كائِنٌ
وَما أَقرَبَ الأَمرَ البَطيءَ لِمَن عاشا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:21 PM
لِلمَرءِ يَومٌ يُحتَمى قُربُهُ
وَتَظهَرُ الوَحشَةُ مِن أُنسِهِ

كَم مِن صَريعٍ قَد نَجا سالِماً
وَمِن عَروسٍ ماتَ في عُرسِهِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:22 PM
ما وَعَظَ العاقِلَ مِن واعِظٍ
أَبلَغُ في العاقِلِ مِن نَفسِهِ

قَد يَضرِبُ العاقِلُ أَمثالَهُ
في غَدِهِ يَوماً وَفي أَمسِهِ

فَمِنهُ مايَنفَعُ أَهلَ الحِجى
مِن أَبعَدِ الناسِ وَمِن جِنسِهِ

قَد يَستَشيرُ الشَيخُ أَبناءَهُ
وَيَقبِسُ الحِكمَةَ مِن عِرسِهِ

وَالعَقلُ مَقسومٌ فَلا تَزهَدَن
في طَلَبِ العِلمِ وَفي قَبسِهِ

وَاسأَل فَقَد يَكشِفُ عَنكَ العَمى
سُؤالُكَ العالِمَ في أُنسِهِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:23 PM
نَعَتِ الدُنيا إِلَينا نَفسَها
وَأَرَتنا عِبَراً لَم نَنسَها

كُلَّما قامَت لِقَومٍ دَولَةٌ
عَجَّلَ الحَينُ عَلَيهِم نَكسَها

تَطلُبُ التَجديدَ مِن دارِ البِلى
أَسَسَ اللَهُ عَلَيها أُسَّها

كَم لَها مِن لُقَمٍ مَسمومَةٍ
يَستَبينُ القَلبُ مِنها لَمسَها

حابِسُ الدُنيا لَها مِن حَبسِهِ
فَلَتاتٍ لَم يُمَلَّك حَبسَها

يالَها مَحروسَةً لَم يَستَطِع
أَحَدٌ دونَ المَنايا حَرسَها


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:26 PM
اللَهُ يَحفَظُ لا الحِراسَه
وَلَرُبَّما تُخطي الفِراسَه

طَلَبُ الرِئاسَةِ ماعَلِمتَ
تَفاقَمَت فيهِ النَفاسَه

وَالناسُ يَخبِطُ بَعضُهُم
بَعضاً عَلى طَلَبِ الرِئاسَه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:26 PM
أَفنى شَبابَكَ كَرُّ الطَرفِ وَالنَفسِ
فَالمَوتُ مُقتَرِبٌ وَالدَهرُ ذو خُلَسِ

لاتَأمَنِ المَوتَ في طَرفٍ وَلا نَفَسٍ
وَإِن تَمَنَّعتَ بِالحُجّابِ وَالحَرَسِ

فَما تَزالُ سِهامُ المَوتِ نافِذَةً
في جَنبِ مُدَّرِعٍ مِنها وَمُتَّرِسِ

أَراكَ لَستَ بِوَقّافٍ وَلا حَذِرٍ
كَالحاطِبِ الخابِطِ الأَعوادَ في الغَلَسِ

تَرجو النَجاةَ وَلَم تَسلُك مَسالِكَها
إِنَّ السَفينَةَ لاتَجري عَلى اليَبَسِ

أَنّى لَكَ الصَحوُ مِن سُكرٍ وَأَنتَ مَتى
تَصِحُّ مِن سَكرَةٍ تَغشاكَ في نَكَسِ

مابالُ دينِكَ تَرضى أَن تُدَنِّسَهُ
وَثَوبُكَ الدَهرَ مَغسولٌ مِنَ الدَنَسِ

لاتَأمَنِ الحَتفَ فيما تَستَلِذُّ وَإِن
لانَت مَلامِسَهُ في كَفِّ مُلتَمِسِ

الحَمدُ لِلَّهِ شُكراً لاشَريكَ لَهُ
كَم مِن حَبيبٍ مِنَ الأَهلينَ مُختَلَسِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:29 PM
إِنِ اِستَتَمَّ مِنَ الدُنيا لَكَ الياسُ
فَلَن يَغُمَّكَ لامَوتٌ وَلا ناسُ

اللَهُ أَصدَقُ وَالآمالُ كاذِبَةٌ
وَكُلُّ هَذي المُنى في القَلبِ وَسواسُ

وَالخَيرُ أَجمَعُ إِن صَحَّ الرِضى لَكَ في
مايَصنَعُ اللَهُ لا مايَصنَعُ الناسُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:31 PM
خُذِ الناسَ أَو دَع إِنَّما الناسُ بِالناسِ
وَلا بُدَّ في الدُنيا مِنَ الناسِ لِلناسِ

وَلَستُ بِناسٍ ذِكرَ شَيءٍ تُريدُهُ
وَما لَم تُرِد شَيئاً فَأَنتَ لَهُ ناسِ

مِنَ الظُلمِ تَشغيبُ امرِئٍ غَيرِ مُنصِفٍ
وَما بِامرِئٍ لَم يَظلِمِ الناسَ مِن باسِ

أَلا قَلَّ ما يَنجو ضَميرٌ مِنَ المُنى
وَفيهِ لَهُ مِنهُنَّ شُعبَةُ وَسواسِ

وَلَم يُنجِ مَخلوقاً مِنَ المَوتِ حيلَةٌ
وَلو كانَ في حِصنٍ وَثيقٍ وَأَحراسِ

وَما المَرءُ إِلّا صُرَةٌ مِن سُلالَةٍ
يَشيبُ وَيَفنى بَينَ لَمحٍ وَأَنفاسِ

تُديرُ يَدُ الدُنيَ الرَدى بَينَ أَهلِها
كَأَنَّهُمُ شَربٌ قُعودٌ عَلى كاسِ

كَفى بِدِفاعِ اللَهِ عَن كُلِّ خائِفٍ
وَإِن كانَ فيما بَينَ نابٍ وَأَضراسِ

وَكَم هالِكٍ بِالشَيءِ مِمّا يَلُذُّهُ
وَكَم مِن مُعافاً خَرَّ مِن جَبَلٍ راسِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:32 PM
لَقَد هانَ عَلى الناسِ
مَن اِحتاجَ إِلى الناسِ

فَصُن نَفسَكَ عَمّا كانَ
عِندَ الناسِ بِالياسِ

فَكَم مِن مَشرَبٍ يَشفي الصَدى
مِن مَشرَبٍ قاسِ

وَثِقلُ الحَقِّ أَحياناً
كَمِثلِ الجَبَلِ الراسي


إسماعيل بن قاسم العيني العنزي

الحمدان
10-30-2024, 01:33 PM
أَلا لِلمَوتِ كَأسٌ أَيُّ كاسِ
وَأَنتَ لِكَأسِهِ لا بُدَّ حاسِ

إِلى كَم وَالمَعادُ إِلى قَريبٍ
تُذَكِّرُ بِالمِعادِ وَأَنتَ ناسِ

وَكَم مِن عِبرَةٍ أَصبَحتَ فيها
يَلينُ لَها الحَديدُ وَأَنتَ قاسِ

بِأَيِّ قُوىً تَظُنُّكَ لَيسَ تَبلى
وَقَد بَلِيَت عَلى الزَمَنِ الرَواسي

وَما كُلُّ الظُنونِ تَكونُ حَقّا
وَلا كُلُّ الصَوابِ عَلى القِياسِ

وَكُلُّ مَخيلَةٍ رُفِعَت لِعَينٍ
لَها وَجهانِ مِن طَمَعٍ وَياسِ

وَفي حُسنِ السَريرَةِ كُلُّ أُنسٍ
وَفي خُبثِ السَريرَةِ كُلُّ باسِ

وَلَم يَكُ مُضمِرٌ حَسَداً وَبَغياً
لِيَنجُوَ مِنهُما رَأساً بِراسِ

وَما شَيءٌ بِأَخلَقَ أَن تَراهُ
قَليلاً مِن أَخي ثِقَةٍ مُؤاسِ

وَما تَنفَكُّ مِن دُوَلٍ تَراها
تَنَقَّلُ مِن أُناسٍ في أُناسِ


إسماعيل بن قاسم العيني العنزي

الحمدان
10-30-2024, 01:34 PM
مَن نافَسَ الناسَ لَم يَسلَم مِنَ الناسِ
حَتّى يُعَضَّ بِأَنيابٍ وَأَضراسِ

لا بَأسَ بِالمَرءِ ما صَحَّت سَريرَتُهُ
ما الناسُ إِلّا بِأَهلِ العِلمِ وَالناسِ

كاسَ الأُلى أَخَذوا لِلمَوتِ عُدَّتَهُ
وَما المُعِدّونَ لِلدُنيا بِأَكياسِ

حَتّى مَتى وَالمَنايا لي مُخاتِلَةٌ
يَغتَرُّني في صُروفِ الدَهرِ وَسواسي

أَينَ المُلوكُ الَّتي حُفَّت مَدائِنُها
دونَ المَنايا بِحُجّابٍ وَحُرّاسِ

لَقَد نَسيتُ وَكَأسُ المَوتِ دائِرَةٌ
في كَفِّ لا غافِلٍ عَنها وَلا ناسِ

لَأَشرَبَنَّ بِكَأسِ المَوتِ مُنجَدِلاً
يَوماً كَما شَرِبَ الماضونَ بِالكاسِ

أَصبَحتُ أَلعَبُ وَالساعاتُ مُسرِعَةٌ
يَنقُصنَ رِزقي وَيَستَقصينَ أَنفاسي

إِنّي لَأَغتَرُّ بِالدُنيا وَأَرفَعُها
مِن تَحتِ رِجلِيَ أَحياناً عَلى راسي

ما اِستَعبَدَ المَرءَ كَاِستِعبادِ مَطمَعِهِ
وَلا تَسَلّى بِمِثلِ الصَبرِ وَالياسِ


إسماعيل بن قاسم العيني العنزي

الحمدان
10-30-2024, 01:34 PM
سَلامٌ عَلى أَهلِ القُبورِ الدَوارِسِ
كَأَنَّهُمُ لَم يَجلِسوا في المَجالِسِ

وَلَم يَبلُغوا مِن بارِدِ الماءِ لَذَّةً
وَلَم يَطعَموا ما بَينَ رَطبٍ وَيابِسِ

وَلَم يَكُ مِهُم في الحَياةِ مُنافِسٌ
طَويلُ المُنى فيها كَثيرُ الوَساوِسِ

لَقَد صِرتُمُ في غايَةِ المَوتِ وَالبِلى
وَأَنتُم بِها مابَينَ راجٍ وَآيِسِ

فَلَو عَلِمَ العِلمَ المُنافِسُ في الَّذي
تَرَكتُم مِنَ الدُنيا لَهُ لَم يُنافَسِ


إسماعيل بن قاسم العيني العنزي

الحمدان
10-30-2024, 01:35 PM
مايَدفَعُ المَوتَ أَرصادٌ وَلا حَرَسٌ
مايَغلِبُ المَوتَ لا جِنٌّ وَلا أَنَسُ

ما إِن دَعا المَوتُ أَملاكاً وَلا سُوَقاً
إِلّا ثَناهُم إِلَيهِ الصَرعُ وَالخُلَسُ

لِلمَوتِ ماتَلِدُ الأَقوامُ كُلُّهُمُ
وَلِلبَلى كُلُّ مابَنَوا وَما غَرَسوا

هَلّا أُبادِرُ هَذا المَوتَ في مَهَلٍ
هَلّا أُبادِرُهُ ما دامَ بي نَفَسُ

ياخائِفَ المَوتِ لَو أَمسَيتَ خائِفَهُ
كانَت دُموعُكَ طولَ الدَهرِ تَنبَجِسُ

أَما يَهولُكَ يَومٌ لا دِفاعَ لَهُ
إِذ أَنتَ في غَمَراتِ المَوتِ مُنغَمِسُ

أَما تَهولُكَ كَأسٌ أَنتَ شارِبُها
وَالعَقلُ مِنكَ لِكوبِ المَوتِ مُلتَبِسُ

إِيّاكَ إِيّاكَ وَالدُنيا وَلَذَّتَها
فَالمَوتُ فيها لِخَلقِ اللَهِ مُفتَرِسُ

إِنَّ الخَلائِقَ في الدُنيا لَوِ اِجتَهَدوا
أَن يَحبِسوا عَنكَ هَذا المَوتَ ماحَبَسوا

إِنَّ المَنِيَّةَ حَوضٌ أَنتَ تَكرَهُهُ
وَأَنتَ عَمّا قَليلِ فيهِ تَنغَمِسُ

مالي رَأَيتُ بَني الدُنيا قَدِ اِفتَتَنوا
كَأَنَّما هَذِهِ الدُنيا لَهُم عُرُسُ

إِذا وَصَفتُ لَهُم دُنياهُمُ ضَحِكوا
وَإِن وَصَفتُ لَهُم أُخراهُمُ عَبَسوا

مالي رَأَيتُ بَني الدُنيا وَإِخوَتَها
كَأَنَّهُم لِكِتابِ اللَهِ ما دَرَسوا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:37 PM
نَسيتُ مَنِيَّتي وَخَدَعتُ نَفسي
وَطالَ عَلَيَّ تَعميري وَغَرسي

وَكُلُّ ثَمينَةٍ أَصبَحتُ أُغلي
بِها سَتُباعُ مِن بَعدي بِوَكسِ

وَما أَدري وَإِن أَمَّلتُ عُمراً
لَعَلّي حينَ أُصبِحُ لَستُ أُمسي

وَساعَةُ ميتَتي لابُدَّ مِنها
تُعَجِّلُ نُقلَتي وَتُحِلُّ حَبسي

أَموتُ وَيَكرَهُ الأَحبابُ قُربي
وَتَحضُرُ وَحشَتي وَيغيبُ أُنسي

أَلا يا ساكِنَ البَيتِ المُوَشّى
سَتُسكِنُكَ المَنِيَّةُ بَطنَ رَمسِ

رَأَيتُكَ تَذكُرُ الدُنيا كَثيراً
وَكَثرَةُ ذِكرِها لِلقَلبِ تُقسي

كَأَنَّكَ لا تَرى بِالخَلقِ نَقصاً
وَأَنتَ تَراهُ كُلَّ شُروقِ شَمسِ

وَطالِبِ حاجَةٍ أَعيا وَأَكدى
وَمُدرِكِ حاجَةٍ في لينِ مَسِّ

أَلا وَلَقَلَّ ما تَلقى شَجِيّاً
يَضيعُ صَجاهُ إِلّا بِالتَأَسّي


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:37 PM
يَخوضُ أُناسٌ في الكَلامِ لِيوجِزوا
وَلَلصَمتُ في بَعضِ الأَحايِنِ أَوجَزُ

إِذا كُنتَ عَن أَن تُحسِنَ الصَمتَ عاجِزاً
فَأَنتَ عَنِ الإِبلاغِ في القَولِ أَعجَزُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:38 PM
أَفنَيتَ عُمرَكَ بِاغتِرارِك
وَمُناكَ فيهِ وَانتِظارِك

وَنَسيتَ مالا بُدَّ مِنهُ
وَكانَ أَولى بِادِّكارِك

فَإِنِ اِعتَبَرتَ بِما تَرى
فَكَفاكَ عِلماً بِاعتِبارِك

لَكَ ساعَةٌ تَأتيكَ مِن
ساعاتِ لَيلِكَ أَو نَهارِك

بادِر بِجِدِّكَ قَبلَ أَن
تُقصى وَتُزعَجَ مِن قَرارِك

مِن قَبلِ أَن يَتَثاقَلَ
الزُوّارُ عَنكَ وَعَن مَزارِك

مِن قَبلِ أَن تُلفى وَلَيسَ
النَأيُ إِلّا نَأيَ دارِك

أَأُخَيَّ فَاذخَر ما اِستَطَعتَ
لِيَومِ بُؤسِكَ وَافتِقارِك

فَلتَنزِلَنَّ بِمَنزِلٍ
تَحتاجُ فيهِ إِلى ادِّخارِك


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:39 PM
عَجَباً أَعجَبُ مِن ذي بَصَرٍ
يَأمَنُ الدُنيا وَقَد أَبصَرَها

إِنَّ لِلإِنسانِ يَوماً صَرعَةً
يَنبَغي لِلمَرءِ أَن يَحذَرَها

كَم قُرونٍ حَضَرَتنا قَد مَضَت
وَنَسينا بَعدَها مَحضَرَها

صُوَرٌ كانَت أُناساً مِثلَنا
ثُمَّ أَفناها الَّذي صَوَّرَها

في سَبيلِ اللَهِ ما أَغفَلَنا
نَأمَنُ الدُنيا وَما أَغدَرَها

إِنَّما الدُنيا كَظِلٍّ زائِلٍ
أَحمَدُ اللَهَ كَذا قَدَّرَها


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:41 PM
لَكَم فَلتَةٍ لي قَد وَقى اللَهُ شَرَّها
طَلَبتُ لِنَفسي نَفعَ شَيءٍ فَضَرَّها

لَكَ الحَمدُ يا مَولايَ يا خالِقَ الوَرى
كَثيراً عَلى ماساءَ نَفسي وَسَرَّها

أَرى العَينَ عَينَ السُخطِ عَيناً سَخينَةً
وَيا عَينُ ياعَينُ الرِضى ما أَقَرَّها

وَما زالَتِ الدُنيا تُكَدِّرُ صَفوَها
وَمازالَتِ الدُنيا تَنَغِّصُ دَرَّها

بُلِينا مِنَ الدُنيا عَلى حُبِّنا لَها
بِدارِ غُرورٍ وَيحَها ما أَغَرَّها

أَلَسنا نَرى الأَيامَ تَجري صُروفُها
أَلَسنا نَرى حَثَّ اللَيالي وَمَرَّها

أَلَسنا نَرى غَدرَ الزَمانِ بِأَهلِهِ
أَلَسنا نَرى عَطفَ المَنايا وَكَرَّها

لَعَمرُ أَبي إِنَّ الحَياةَ لَحُلوَةٌ
وَلَلمَوتُ كَأسٌ يا لَها ما أَمَرَّها


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:46 PM
أَخٌ طالَما سَرَّني ذِكرُهُ
فَقَد صِرتُ أَشجى لَدى ذِكرِهِ

وَقَد كُنتُ أَغدو إِلى قَصرِهِ
فَقَد صِرتُ أَغدو إِلى قَبرِهِ

وَكُنتُ أَراني غَنِيّاً بِهِ
عَنِ الناسِ لَو مُدَّ في عُمرِهِ

وَكُنتُ مَتى جِئتُ في حاجَةٍ
فَأَمري يَجوزُ عَلى أَمرِهِ

فَتىً لَم يُخَلِّ النَدى ساعَةً
عَلى يُسرِهِ كانَ أَو عُسرِهِ

تَظَلُّ نَهارَكَ في خَيرِهِ
وَتَأمَنُ لَيلَكَ مِن شَرِّهِ

فَصارَ عَلِيٌّ إِلى رَبِّهِ
وَكانَ عَلِيٌّ فَتى دَهرِهِ

أَتَتهُ المَنِيُّةُ مُغتالَةً
رُوَيداً تَخَلَّلُ مِن سِترِهِ

فَلَم تُغنِ أَجنادُهُ حَولَهُ
وَلا المُسرِعونَ إِلى نَصرِهِ

وَأَصبَحَ يَغدو إِلى مَنزِلٍ
سَحيقٍ تُؤُنِّقُ في حَفرِهِ

تُغَلَّقُ بِالتُربِ أَبوابُهُ
إِلى يَومَ يُؤذَنُ في حَشرِهِ

وَخَلّى القُصورَ الَّتي شادَها
وَحَلَّ مِنَ القَبرِ في قَعرِهِ

وَبُدِّلَ بِالبُسطِ فَرشَ الثَرى
وَريحَ ثَرى الأَرضِ مِن عِطرِهِ

أَخو سَفَرٍ ما لَهُ أَوبَةٌ
غَريبٌ وَإِن كانَ في مِصرِهِ

فَلَستُ مُشَيِّعَهُ غازِياً
أَميراً يَسيرُ إِلى ثَغرِهِ

وَلا مُتَلَقِّيَهُ قافِلاً
بِقَتلِ عَدُوٍّ وَلا أَسرِهِ

لِتُطرِهِ أَيّامُنا الصالِحاتُ
بِبِرٍّ إِذا نَحنُ لَم نُطرِهِ

فَلا يَبعَدَنَّ أَخي ثاوِياً
فَكُلٌّ سَيَمضي عَلى إِثرِهِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:49 PM
الخَلقُ مُختَلِفٌ جَواهِرُهُ
وَلَقَلَّ ما تَزكو سَرائِرُهُ

وَلَقَلَّ ما تَصفو طَبائِعُهُ
وَيَصِحُّ باطِنُهُ وَظاهِرُهُ

وَالناسُ في الدُنيا ذَوّ ثِقَةٍ
وَالدَهرُ مُسرِعَةٌ دَوائِرُهُ

لا خَيرَ في الدُنيا لِذي بَصَرٍ
نَفِذَت لَهُ فيحا بَصائِرُهُ

لَو أَنَّ ذِكرَ المَوتِ لازَمَنا
لَم يَنتَفِع بِالعَيشِ ذاكِرُهُ

كَم قَد ثَكِلنا مِن ذَوي ثِقَةٍ
وَمُعاشِرٍ كُنّا نُعاشِرُهُ

أَينَ المُلوكُ وَأَينَ عِزَّتُهُم
صاروا مَصيراً أَنتَ صائِرُهُ

فَسَبيلُنا في المَوتِ مُشتَرَكٌ
يَتلو أَصاغِرَهُ أَكابِرُهُ

مَن كانَ عِندَ اللَهِ مُذَّخِراً
فَسَتَستَبينُ غَداً ذَخائِرُهُ


أَمِنَ الفَناءِ عَلى ذَخائِرِهِ
وَجَرى لَهُ بِالسَعدِ طائِرُهُ

يامَن يُريدُ المَوتُ مُهجَتَهُ
لاشَكَّ مالَكَ لاتُبادِرُهُ

هَل أَنتَ مَعتَبِرٌ بِمَن خَرِبَت
مِنهُ غَداةَ قَضى دَساكِرُهُ

وَبِمَن خَلَت مِنهُ أَسِرَّتُهُ
وَبِمَن خَلَت مِنهُ مَنابِرُهُ

وَبِمَن خَلَت مِنهُ مَدائِنُهُ
وَتَفَرَّقَت عَنهُ عَساكِرُهُ

وَبِمَن أَذَلَّ الدَهرُ مَصرَعُهُ
فَتَبَرَّأَت مِنهُ عَشائِرُهُ

مُستَودَعاً قَبراً قَد اِقَلَهُ
فيها مِنَ الحَصباءِ قابِرُهُ

دَرَسَت مَحاسِنُ وَجهِهِ وَنَفى
عَنهُ النَعيمُ فَتِلكَ ساتِرُهُ

فَقَريبُهُ الأَدنى مُجانِبُهُ
وَصَديقُهُ مِن بَعدِ هاجِرُهُ

يامُؤثِرَ الدُنيا وَطالِبَها
وَالمُستَعِدَّ لِمَن يُفاخِرُهُ

نَل مابَدا لَكَ أَن تَنالَ مِنَ
الدُنيافَإِنَّ المَوتَ آخِرُهُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:50 PM
إِذا المَرءُ كانَت لَهُ فِكرَه
فَفي كُلِّ خَيءٍ لَهُ عِبرَه

وَكُلُّ اِمرِئٍ فَلَهُ جَوهَرٌ
تُكَشِّفُ مَكنونَهُ الخِبرَه

وَكَم حافِرٍ لِمرِئٍ حُفرَةً
فَصارَت لِحافِرِها حُفرَه

وَلَيسَ عَلى مِثلِ صَرفِ الزَمانِ
يَبقى أَميرٌ وَلا إِمرَه

كَذاكَ الزَمانُ وَتَصريفُهُ
لِكُلِّ ذَوي خِبرَةٍ عِبرَه


إسماعيل بن قاسم العيني العنزي

الحمدان
10-30-2024, 01:53 PM
ماذا يُريكَ الزَمانُ مِن عِبَرِه
وَمِن تَصاريفِهِ وَمِن غِيَرِه

طوبى لِعَبدٍ ماتَت وَساوِسُهُ
وَاِقتَصَرَت نَفسُهُ عَلى فِكَرِه

طوبى لِمَن هَمُّهُ المَعادُ وَما
أَخبَرَهُ اللَهُ عَنهُ مِن خَبَرِه

طوبى لِمَن لا يَزيدُ إِلّا تُقىً
لِلَّهِ فيما يَزدادُ مِن كِبَرِه

قَد يَنبَغي لِاِمرِئٍ رَأى نَكباتِ
الدَهرِ أَلّا يَنامَ مِن حَذَرِه

بِقَدرِ ما ذاقَ ذائِقٌ مِن صَفاءِ
العَيشِ يَوماً يَذوقُ مِن كَدَرِه

كَم مِن عَظيمٍ مُستَودَعٍ جَدَثاً
قَد أَوقَرَتهُ الأَكُفُّ مِن مَدَرِه

أَخرَجَهُ المَوتُ عَن دَساكِرِهِ
وَعَن فَساطيطِهِ وَعَن حُجَرِه

إِذا ثَوى في القُبورِ ذو خَطَرٍ
فَزُرهُ فيها وَاِنظُر إِلى خَطَرِه

ما أَسرَعَ اللَيلَ وَالنَهارَ عَلى الإِنسانِ
في سَمعِهِ وَفي بَصَرِه

وَفي خُطاهُ وَفي مَفاصِلِهِ
نَعَم وَفي شَعرِهِ وَفي بَشَرِه

الوَقتُ آتٍ لا شَكَّ فيهِ فَلا
تَنظُر إِلى طولِهِ وَلا قِصَرِه

لَم يَمضِ مِنّا قُدّامَنا أَحَدٌ
إِلّا وَمَن خَلفَهُ عَلى أَثَرِه

فَلا كَبيرٌ يَبقى لِكَبرَتِهِ
وَلا صَغيرٌ يَبقى عَلى صِغَرِه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:54 PM
إِنّي سَأَلتُ القَبرَ مافَعَلَت
بَعدي وُجوهٌ فيكَ مُنعَفِرَه

فَأَجابَني صَيَّرتُ ريحَهُمُ
تُؤذيكَ بَعدَ رَوائِحٍ عَطِرَه

وَأَكَلتُ أَجساداً مُنَعَّمَةً
كانَ النَعيمُ يَهُزُّها نَضِرَه

لَم أُبقِ غَيرَ جَماجِمٍ عَرِيَت
بيضٍ تَلوحُ وَأَعظُمٍ نَخِرَه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:54 PM
ياناسِيَ المَوتِ وَلَم يَنسَهُ
لَم يَنسَكَ المَوتُ وَما تَذكُرُه

يُسَوِّفُ المَرءُ بِتَقديمِهِ
لِلبِرِّ وَالأَيّامُ لاتَنظِرُه

مَن يَصنَعِ المَعروفَ لِلَّهِ لا
يَمنَعهُ كُفرانُ مَن يَكفُرُه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:55 PM
أَشهَدُ بِاللَهِ وَآياتِهِ
شَهادَةً باطِنَةً ظاهِرَه

ماشَرَفُ الدُنيا بِشَيءٍ إِذا
لَم يَتَّبِعهُ شَرَفُ الآخِرَة


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:55 PM
كُلُّ حَياةٍ فَلَها مُدَّةٌ
وَكُلُّ شَيءٍ فَلَهُ آخِرُ

سُبحانَ مَن أَلهَمَني حَمدَهُ
وَمَن هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ

وَمَن هُوَ الدائِمُ في مُلكِهِ
وَمَن هُوَ الباطِنُ وَالظاهِرُ

ياقاطِعَ الدَهرِ بِلَذّاتِهِ
لَيسَ لَهُ ناهٍ وَلا زاجِرُ

أَتاكَ يا مَغرورُ سَهمُ الرَدى
وَالمَوتُ في سَطوَتِهِ قاهِرُ

يارَبِّ إِنّي لَكَ في كُلِّ ما
قَدَّرتَ عَبدٌ آمِلٌ شاكِرُ

فَاغفِر ذُنوبي إِنَّها جَمَّةٌ
وَاستُر خَطائي إِنَّكَ الساتِرُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:56 PM
إِلى اللَهِ كُلُّ الأَمرِ في الخَلقِ كُلِّهِ
وَلَيسَ إِلى المَخلوقِ شَيءٌ مِنَ الأَمرِ

إِذا أَنا لَم أَقبَل مِنَ الدَهرِ كُلَّ ما
تَكَرَّهتُ مِنهُ طالَ عَتبي عَلى الدَهرِ

تَعَوَّدتُ مَسَّ الضُرِّ حَتّى أَلِفتُهُ
وَأَحوَجَني طولُ العَزاءِ إِلى الصَبرِ

وَوَسَّعَ صَبري بِالأَذى الأُنسُ بِالأَذى
وَقَد كُنتُ أَحياناً يَضيقُ بِهِ صدَري

وَصَيَّرَني يَأسي مِنَ الناسِ راجِياً
لِسُرعَةِ لُطفِ اللَهِ مِن حَيثُ لا أَدري


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:57 PM
اللَهُ أَعلى يَداً وَأَكبَر
وَالحَقُّ فيما قَضى وَقَدَّر

وَلَيسَ لِلمَرءِ ماتَمَنّى
وَلَيسَ لِلمَرءِ ماتَخَيَّر

هَوَّن عَلَيكَ الأُمورَ وَاِعلَم
أَنَّ لَها مَورِداً وَمَصدَر

وَاِصبِر إِذا مابُليتَ يَوماً
فَإِنَّ ماقَد سَلِمتَ أَكثَر

ماكُلُّ ذي نِعمَةٍ مُجازىً
كَم مُنعِمٍ لايَزالُ يُكفَر

يابُؤسَ لِلناسِ مادَهاهُم
صاروا وَما يُنكِرونَ مُنكَر

يا أَيُّها الأَشيَبُ الَّذي قَد
حَذَّرَهُ شَيبُهُ وَأَنذَر

خُذ ماصَفا مِن جَميعِ أَمرِ الدُنيا
وَدَع عَنكَ ماتَكَدَّر

وَاِلطُف لِكُلِّ اِمرِئٍ بِرِفقٍ
وَاِقبَل مِنَ الناسِ ماتَيَسَّر

فَإِنَّما المَرءُ مِن زُجاجٍ
إِن لَم تَرَفَّق بِهِ تَكَسَّر

وَكُلُّ ذي سَكرَةٍ فَأَعمى
حَتّى إِذا ما أَفاقَ أَبصَر

اِرضَ المَنايا لِكُلِّ طاغٍ
وَاِرضَ المَنايا لِمَن تَجَبَّر

يارُبَّ ذي أَعظَمٍ رُفاتٍ
كانَ إِذا ما مَشى تَبَخَّر

في المَوتِ شُغلٌ لِكُلِّ حَيٍّ
وَأَيُّ شُغلٍ لِمَن تَفَكَّر


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:57 PM
أَلا إِلى اللَهِ تَصيرُ الأُمور
ما أَنتِ يا دُنيايَ إِلّا غُرور

إِنَّ امرَأً يَصفو لَهُ عَيشُهُ
لَغافِلٌ عَمّا تَجِنُّ القُبور

نَحنُ بَنو الأَرضِ وَسُكّانُها
مِنها خُلِقنا وَإِلَيها نَحور

لا وَالَّذي أَمسَيتُ عَبداً لَهُ
مادامَ في الدُنيا لِعَبدٍ سُرور

حَتّى مَتى أَنتَ حَريصٌ عَلى
كَثيرِ ما يَكفيكَ مِنهُ اليَسير

إِذا عَرَفتَ اللَهَ فَاقنَع بِهِ
فَعِندَكَ الحَظُّ الجَزيلُ الكَثير

تَبارَكَ اللَهُ وَسُبحانَهُ
مَن جَهِلَ اللَهَ فَذاكَ الفَقير


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:58 PM
اِذكُر مَعادَكَ أَفضَلَ الذِكرِ
لاتَنسَ يَومَ صَبيحَةِ الحَشرِ

يَومَ الكَرامَةِ لِلأُلى صَبَروا
وَالخَيرُ عِندَ عَواقِبِ الصَبرِ

في كُلِّ ما تَلتَذُّ أَنفُسُهُم
أَنهارُهُم مِن تَحتِهِم تَجري

أَأُخَيَّ ما الدُنيا بِواسِعَةٍ
لِمُنىً تَلَجلَجُ مِنكَ في الصَدرِ

تَرتاحُ مِن عِبَرٍ إِلى سِعَةٍ
وَتَفِرُّ مِن فَقرٍ إِلى فَقرِ

وَطَفِقتُ كَالظَمآنِ مُلتَمِساً
لِلآلِ في الدَيمومَةِ القَفرِ

تَبغي الخَلاصَ بِغَيرِ مَأخَذِهِ
لِتَنالَ رَوحَ اليُسرِ بِالعُسرِ

أَكثَرتَ في طَلَبِ الغِنى لَعِباً
وَغِناكَ أَن تَرضى عَنِ الدَهرِ

وَالخَيرُ مالٍ أَنتَ كاسِبُهُ
ماكانَ عِندَ اللَهِ مِن ذُخرِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:59 PM
إِنَّ البَخيلَ وَإِن أَفادَ غِنىً
لَتَرى عَلَيهِ مَخايِلَ الفَقرِ

لَيسَ الغَنِيُّ بِكُلِّ ذي سِعَةٍ
في المالِ لَيسَ بِواسِعِ الصَدرِ

مافاتَني خَيرُ اِمرِئٍ وَضَعتَ
عَنّي يَداهُ مَؤونَةَ الشُكرِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 01:59 PM
أَلا إِنَّما الدُنيا مَتاعٌ غُرورٍ
وَدارُ صُعودٍ مَرَّةٍ وَحُدورِ

كَأَنّي بِيَومٍ ما أَخَذتُ تَأَهُّباً
لَهُ في رَواحي عاجِلاً وَبُكوري

كَفى عِبرَةً أَنَّ الحَوادِثَ لَم تَزَل
تُصَيِّرُ أَهلَ المُلكِ أَهلَ قُبورِ

خَليلَيَّ كَم مِن مَيِّتٍ قَد حَضَرتُهُ
وَلَكِنَّني لَم أَنتَفِع بِحُضوري

وَمَن لَم يَزِدهُ السِنُّ ما عاشَ عِبرَةً
فَذاكَ الَّذي لايَستَنيرُ بِنورِ

أَصَبتُ مِنَ الأَيامِ لينَ أَعِنَّةٍ
فَأَجرَيتُها رَكضاً وَلينَ ظُهورِ

مَتى دامَ في الدُنيا سُرورٌ لِأَهلِها
فَأَصبَحَ مِنها واثِقاً بِسُرورِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:00 PM
لَيتَ شِعري فَإِنَّني لَستُ أَدري
أَيُّ يَومٍ يَكونُ آخِرَ عُمري

وَبِأَيِّ البِلادِ تُقبَضُ روحي
وَبِأَيِّ البِقاعِ يُحفَرُ قَبري


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:02 PM
رَأَيتُكَ فيما يُخطِئُ الناسُ تَنظُرُ
وَرَأسُكَ مِن ماءِ الخَطيئةِ يَقطُرُ

تَوارى بِجُدرانِ البُيوتِ عَنِ الوَرى
وَأَنتَ بِعَينِ اللَهِ لَو كُنتَ تَشعُرُ

وَتَخشى عُيونَ الناسِ أَن يَنظُروا بِها
وَلَم تَخشَ عَينَ اللَهِ وَاللَهُ يَنظُرُ

وَكَم مِن قَبيحٍ قَد كَفى اللَهُ شَرَّهُ
أَلا إِنَّهُ يَعفو القَبيحَ وَيَستُرُ

إِلى كَم تَعامى عَن أُمورٍ مِنَ الهُدى
وَأَنتَ إِذا مَرَّ الهَوى بِكَ تُبصِرُ

إِذا ما دَعاكَ الرُشدُ أَحجَمتَ دونَهُ
وَأَنتَ إِلى ما قادَكَ الغَيُّ تَبدُرُ

وَلَيسَ يَقومُ الشُكرُ مِنكَ بِنِعمَةٍ
وَلَكِن عَلَيكَ الشُكرُ إِن كُنتَ تَشكُرُ

وَما كُلُّ ما لَم تَأتِ إِلّا كَما مَضى
مِنَ اللَهوِ في اللَذاتِ إِن كُنتَ تَذكُرُ

وَماهِيَ إِلّا تَرحَةٌ بَعدَ فَرحَةٍ
كَذالِكَ شُربُ الدَهرِ يَصفو وَيَكدُرُ

كَأَنَّ الفَتى المُغتَرَّ لَم يَدرِ أَنَّهُ
تَروحُ عَلَيهِ الحادِثاتُ وَتَبكُرُ

أَجَدَّكَ أَمّا كُنتَ وَاللَهوُ غالِبٌ
عَلَيكَ وَأَمّا السَهوُ مِنكا فَيَكثُرُ

وَأَمّا بَنو الدُنيا فَفي غَفَلاتِهِم
وَأَمّا يَدُ الدُنيا فَتَفري وَتَجزُرُ

وَأَمّا جَميعُ الخَلقِ فيها فَمَيِّتٌ
وَلَكِنَّ آجالاً تَطولُ وَتَقصُرُ

لَهَوتَ وَكَم مِن عِبرَةٍ قَد حَضَرتَها
كَأَنَّكَ عَنها غائِبٌ حينَ تَحضُرُ

تَمَنّى المُنى وَالريحُ تَلقاكَ عاصِفاً
وَفَوقَكَ أَمواجٌ وَتَحتَكَ أَبحُرُ

أَلَم تَرَ يا مَغبونُ ما قَد غُبِنتَهُ
وَأَنتَ تَرى في ذاكَ أَنَّكَ تَتجُرُ

خُدِعتَ عَنِ الساعاتِ حَتّى غُبِنتَها
وَغَرَّتكَ أَيّامٌ قِصارٌ وَأَشهُرُ

فَيا بانِيَ الدُنيا لِغَيرِكَ تَبتَني
وَيا عامِرَ الدُنيا لِغَيرِكَ تَعمُرُ

وَمالَكَ إِلّا الصَبرُ وَالبِرُّ عُدَّةٌ
وَإِلّا اعتِبارٌ ثاقِبٌ وَتَفَكُّرُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:03 PM
اللَهُ يُنجي مِنَ المَكروهِ لا حَذَري
وَكُلُّ خَيرٍ وَشَرٍّ خُطَّ بِالقَدَرِ

قَد يَسلَمُ المَرءُ مِمّا قَد يُحاذِرُهُ
وَقَد يَصيرُ إِلى المَكروهِ بِالحَذَرِ

الباطِلُ المَحضُ مَعروفٌ بِرُؤيَتِهِ
وَالحَقُّ يُعرَفُ بِالأَمثالِ وَالعِبَرِ

وَالغَيبُ يُثبِتُهُ في العَقلِ شاهِدُهُ
وَالعِلمُ أَجمَعُ مِن عَينٍ وَمِن أَثَرِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:05 PM
هَل عِندَ أَهلِ القُبورِ مِن خَبَرِ
هَيهاتَ ما مِن عَينٍ وَلا أَثَرِ

ما أَقطَعَ المَوتَ لِلصَديقِ وَما
أَقرَبَ صَفوَ الدُنيا مِنَ الكَدَرِ

فَكَّرتُ فيما نَسعى لَهُ فَإِذا
نَحنُ جَميعاً مِنهُ عَلى غَرَرِ

وَإِن تَفَكَّرتُ وَاِعتَبَرتُ وَأَب
صَرتُ فَإِنّي في دارِ مُعتَبَرِ

يا صاحِبَ التيهِ مُنذُ قَرَّبَهُ
السُلطانُ هَذا مِن قِلَّةِ الفِكَرِ

ما لَكَ لا تَرجِعُ السَلامَ عَلى
الزُوّارِ إِلّا بِطَرفَةِ النَظَرِ

تَفعَلُ هَذا وَأَنتَ مِن بَشَرٍ
فَكَيفَ لَو كُنتَ مِن سِوى البَشَرِ

ما أَنتَ إِلّا مِنَ الغُبارِ وَإِن
أَصبَحتَ في إِمرَةٍ وَفي خَطَرِ

المُلكُ لِلَّهِ لا شَريكَ لَهُ
تَجري القَضايا مِنهُ عَلى قَدَرِ

ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُغَيِّرَ ما
أَصبَحتَ فيهِ فَكُن عَلى حَذَرِ

وَاِعلَم بِأَنَّ الأَيّامَ يَلعَبنَ
بِالمَرءِ وَأَنَّ الزَمانَ ذو غِيَرِ



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:07 PM
لِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمورِ
طوبى لِمُعتَبِرٍ ذَكورِ

طوبى لِكُلِّ مُراقِبٍ
وَلِكُلِّ أَوّابٍ شَكورِ

طوبى لِكُلِّ مُفَكِّرٍ
وَلِكُلِّ مُحتَسِبٍ صَبورِ

يادارُ وَيحَكِ أَينَ أَربابُ
المَدائِنِ وَالقُصورِ

مَنَّيتِنا وَغَرَرتِنا
يادارُ أَربابِ الغُرورِ

بَل يا مُفَرِّقَةَ الجَميعِ
وَيا مُنَغِّصَةَ السُرورِ

أَينَ الَّذينَ تَبَدَّلوا
حُفَراً بِأَفنِيَةٍ وَدورِ

زُرتُ القُبورَ فَحيلَ بَينَ
الزَورِ فيها وَالمَزورِ

أَأُخَيَّ ما لَكَ ناسِياً
يَومَ التَغابُنِ في الأُمورِ

أَفنَيتَ عُمرَكَ في الرَواحِ
إِلى المَلاعِبِ وَالبُكورِ

وَأَمِنتَ مِن خُدَعٍ تُصَوِرُها
الوَساوِسُ في الصُدورِ

وَعَلَيكَ أَعظَمُ حُجَّةٍ
فيما تُعِدُّ مِنَ الغُرورِ

وَلَعَلَّ طَرفَكَ لايَعودُ
وَأَنتَ تَجمَعُ لِلدُهورِ

اِرضِ الزَمانَ لِكُلِّ ذي
مَرَحٍ وَمُختالٍ فَخورِ

فَلَسَوفَ تَقصِمُ ظَهرَهُ
إِحدى القَواصِمِ لِلظُهورِ

لاتَأمَنَنَّ مَعَ الحَوادِثِ
عَثرَةَ الدَهرِ العَثورِ

لَو أَنَّ عُمرَكَ زيدَ فيهِ
جَميعُ أَعمارِ النُسورِ

أَو كُنتَ مِن زُبَرِ الحَديدِ
وَكُنتَ مِن صُمِّ الصُخورِ

أَو كُنتَ مُعتَصِماً بِأَعلى
الريحِ أَو لُحَجِ البُحورِ

لَأَتَت عَلَيكَ دَوائِرُ الدُنيا
وَكَرّاتُ الشُهورِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:10 PM
أَلا يا أَيُّها البَشَرُ
لَكُم في المَوتِ مُعتَبَرُ

لِأَمرٍ ما بَني حَوّاءَ
ما نُصِبَت لَكُم صَقَرُ

أَلَيسَ المَوتُ غايَتَنا
فَأَينَ الخَوفُ وَالحَذَرُ

رَأَيتُ المَوتَ لا يُبقي
عَلى أَحَدٍ وَلا يَذَرُ

لِحَثِّ تَقارُبِ الآجالِ
تَجري الشَمسُ وَالقَمَرُ

تَعالى اللَهُ ماذا تَصنَعُ
الأَيّامُ وَالغِيَرُ

وَما يَبقى عَلى الحَدَثانِ
لا صِغَرٌ وَلا كِبَرُ

وَما يَنفَكُّ نَعشُ جَنازَةٍ
يَمشي بِهِ نَفَرُ

رَأَيتُ عَساكِرَ المَوتى
فَهاجَ لِعَينِيَ العِبَرُ

مَحَلٌّ ما عَلَيهِم فيهِ
أَردِيَةٌ وَلا حُجَرُ

سُقوفُ بُيوتِهِم فيما
هُناكَ الطينُ وَالمَدَرُ

عُراةً رُبَّما غابوا
وَكانوا طالَما حَضَروا

وَكانوا طالَما راحوا
إِلى اللَذّاتِ وَابتَكَروا

فَقَد جَدَّ الرَحيلُ بِهِم
إِلى سَفَرٍ هُوَ السَفَرُ

وَقَد أَضحَوا بِمَنزِلَةٍ
يُرَجَّمُ دونَها الخَبَرُ

وَكانوا طالَما أَشِروا
وَكانوا طالَما بَطِروا

وَقَد خَرِبَت مَنازِلُهُم
فَلا عَينٌ وَلا أَثَرُ

تَفَكَّر أَيُّها المَغرورُ
قَبلَ تَفوتُكَ الفِكَرُ

فَإِنَّ جَميعَ ما عَظَّمتَ
عِندَ المَوتِ مُحتَقَرُ

وَلا تَغتَرَّ بِالدُنيا
فَإِنَّ جَميعَها غَرَرُ

وَقُل لِذَوي الغُرورِ بِها
رُوَيدَكُمُ أَلا انتَظِروا

فَأَقصى غايَةِ الميعادِ
فيما بَينَنا الحُفَرُ

كَذاكَ تَصَرُّفُ الأَيّامِ
فيها الصَفوُ وَالكَدَرُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:11 PM
ما لَنا لانَتَفَكَّر
أَينَ كِسرى أَينَ قَيصَر

أَينَ مَن قَد جَمَعَ المالَ
مَعَ المالِ فَأَكثَر

أَينَ مَن كانَ يُسامي
بِغِنى الدُنيا وَيَفخَر

لَيتَ شِعري أَيُّ شَيءٍ
بَعدَ شَيءٍ أَتَنَظَّر

قَد رَأَيتُ الدَهرَ يُفني
مَعشَراً مِن بَعدِ مَعشَر

لَيسَ يَبقى ذو يَسارٍ
لا وَلا مَن كانَ مُعسِر


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:14 PM
أَلا رُبَّ ذي أَجَلٍ قَد حَضَر
كَثيرِ التَمَنّي قَليلِ الحَذَر

إِذا هَزَّ في المَشيِ أَعطافَهُ
تَعَرَّفتَ في مَنكِبَيهِ البَطَر

يُؤَمِّلُ أَكثَرَ مِن عُمرِهِ
وَيَزدادُ يَوماً بِيَومٍ أَشَر

وَيُمسي وَيُصبِحُ في نَفسِهِ
كَريمَ المَساعي عَظيمَ الخَطَر

تَكونُ لَهُ صَولَةٌ تُتَّقى
وَأَمرٌ يُطاعُ إِذا ما أَمَر

يَريشُ وَيَبري وَفي يَومِهِ
لَهُ شُغُلٌ شاغِلٌ لَو شَعَر

يَعُدُّ الغُرورَ وَيَبني القُصورَ
وَيَنسى الفَناءَ وَيَنسى القَدَر

وَيَنسى القُرونَ وَرَيبَ المَنونِ
وَيَنسى الخُطوبَ وَيَنسى الغِيَر

وَيَنسى شُهوراً تُحيلُ الأُمورَ
فَإِمّا بِخَيرٍ وَإِمّا بِشَرِّ

يُجَرِّعُهُ الحِرصُ كَأسَ الفَنا
وَيَحمِلُهُ فَوقَ ظَهرِ الغَرَر

وَكَم مِن مُلوكٍ عَهِدناهُمُ
تَفانوا وَنَحنُ مَعاً بِالأَثَر

أَما تَعجَبونَ لِأَهلِ القُبورِ
كَأَنَّهُمُ لَم يَكونوا بَشَر

أَخَيَّ أَضَعتَ أُموراً أَراكَ
لِنَفسِكَ فيها قَليلُ النَظَر

فَحَتّى مَتى أَنتَ ذو صَبوَةٍ
كَأَن لَيسَ تَزدادُ فيها قِصَر

تُؤَمَّلُ في الأَرضِ طولَ الحَياةِ
وَعُمرُكَ يَزدادُ فيهِ قِصَر

أَرى لَكَ أَلّا تَمَلَّ الجِهازَ
لِقُربِ الرَحيلِ وَبُعدِ السَفَر

وَأَن تَتَدَبَّرَ ماذا تَصيرُ
إِلَيهِ فَتُعمِلَ فيهِ الفِكَر

وَأَن تَستَخِفَّ بِدارِ الغُرورِ
وَأَن تَستَعِدَّ لِإِحدى الكُبَر

هِيَ الدارُ دارُ الأَذى وَالقَذى
وَدارُ الفَناءِ وَدارُ الغَرَر

وَلَو نِلتَها بِحَذافيرِها
لَمُتَّ وَلَم تَقضِ مِنها الوَطَر

لَعَمري لَقَد دَرَجَت قَبلَنا
قُرونٌ لَنا فيهِمُ مُعتَبَر

فَيا لَيتَ شِعري أَبَعدَ المَشيبِ
سِوى المَوتِ مِن غائِبٍ يُنتَظَر

كَأَنَّكَ قَد صِرتَ في حُفرَةٍ
وَصارَ عَلَيكَ الثَرى وَالمَدَر

فَلا تَنسَ يَوماً تُسَجّى عَلى
سَريرِكَ فَوقَ رِقابِ البَشَر

وَقَدِّم لِذاكَ فَإِنَّ الفَتى
لَهُ مايُقَدِّمُ لا مايَذَر

وَمَن يَكُ ذا سِعَةٍ في الغِنى
يُعَظَّم وَمَن يَفتَقِر يُحتَقَر

وَمَن يَكُ بِالدَهرِ ذا غِرَّةٍ
فَإِنّي مِنَ الدَهرِ عِندي خَبَر

تَرى الدَهرَ يَضرُبُ أَمثالَهُ
لَنا وَيُرينا صُروفَ العِبَر

فَلا تَأمَنَنَّ لَهُ عَثرَةً
فَكَم مِن كَريمٍ بِهِ قَد عَثَر

يَحولُ عَلى المَرءِ حَتّى تَراهُ
يَشرَبُ بَعدَ الصَفاءِ الكَدَر

وَحَتّى تَراهُ قَصيرَ الخُطى
بَطيءَ النُهوضِ كَليلَ النَظَر

أَيا مَن يُؤَمِّلُ طولَ الحَياةِ
وَطولُ الحَياةِ عَليهِ ضَرَر

إِذا ما كَبِرتَ وَبانَ الشَبابُ
فَلا خَيرَ في العَيشِ بَعدَ الكِبَر


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:16 PM
أَلا أَرى لِلمَرءِ أَن يَأمَنَ الدَهرا
فَإِنَّ لَهُ في طولِ مُهلَتِهِ مَكرا

فَكَم مِن مُلوكٍ أَمَّلوا أَن يُخَلَّدوا
رَأَيتَ صُروفَ الدَهرِ تَجزُرُهُم جَرا

بُليتُ بِدارٍ ما تَقَضّى هُمومُها
فَلَستُ أَرى إِلّا التَوَكُّلَ وَالصَبرا

إِذا ما انقَضى يَومٌ بِأَمرٍ فَقُلتُ قَد
أَمِنتُ أَذاهُ أَحدَثَت لَيلَةٌ أَمرا

أُحِبُّ الفَتى يَنفي الفَواحِشَ سَمعُهُ
كَأَنَّ بِهِ عَن كُلِّ فاحِشَةٍ وَقرا

سَليمَ دَواعي الصَدرِ لا باسِطاً يَداً
وَلا مانِعاً خَيراً وَلا قائِلاً هُجرا

إِذا ما بَدَت مِن صاحِبٍ لَكَ زَلَّةٌ
فَكُن أَنتَ مُحتالاً لِزَلَّتِهِ عُذرا

أَرى اليَأسَ مِن أَن تَسأَلَ الناسَ راحَةً
تُميتُ بِها عُسراً وَتُحيِي بِها يُسرا

وَلَيسَت يَدٌ أَولَيتَها بِغَنيمَةٍ
إِذا كُنتَ تَبغي أَن تُعِدَّ لَها شُكرا

غِنى المَرءِ ما يَكفيهِ مِن سَدِّ خَلَّةٍ
فَإِن زادَ شَيئاً عادَ ذاكَ الغِنى فَقرا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:19 PM
لِأَمرٍ ما خُلِقتَ فَما الغُرورُ
لِأَمرٍ ما تُحَثُّ بِكَ الشُهورُ

أَلَستَ تَرى الخُطوبَ لَها رَواحٌ
عَلَيكَ بِصَرفِها وَلَها بُكورُ

أَتَدري ما يَنوبُكَ في اللَيالي
وَمَركَبُكَ الجَموحُ بِكَ العَثورُ

كَأَنَّكَ لا تَرى في كُلِّ وَجهٍ
رَحى الحَدَثانِ دائِرَةً تَدورُ

أَلا تَأتي القُبورَ صَباحَ يَومٍ
فَتَسمَعَ ما تُخَبِّرُكَ القُبورُ

فَإِنَّ سُكونَها حَرَكٌ يُناجي
كَأَنَّ بُطونَ غائِبِها ظُهورُ

فَيالَكَ رَقدَةً في غِبِّ كَأسٍ
لِشارِبِها بَلىً وَلَهُ نُشورُ

لَعَمرُكَ ما يَنالُ الفَضلَ إِلّا
تَقِيُّ القَلبِ مُحتَسِبٌ صَبورُ

أُخَيَّ أَما تَرى دُنياكَ داراً
تَموجُ بِأَهلِها وَلَها بُحورُ

فَلا تَنسَ الوَقارَ إِذا اِستَخَفَّ
الحِجى حَدَثٌ يَطيشُ لَهُ الوَقورُ

وَرُبَّ مُهَرِّشٍ لَكَ في سُكونٍ
كَأَنَّ لِسانَهُ السَبُعُ العَقورُ

لِبَغيِ الناسِ بَينَهُمُ دَبيبٌ
تَضايَقُ عَن وَساوِسِهِ الصُدورُ

أُعيذُكَ أَن تُسَرَّ بِعَيشِ دارٍ
قَليلاً ما يَدومُ بِها سُرورُ

بِدارٍ ما تَزالُ لِساكِنِيها
تُهَتَّكُ عَن فَضائِحِها السُتورُ

أَلا إِنَّ اليَقينَ عَلَيهِ نورٌ
وَإِنَّ الشَكَّ لَيسَ عَلَيهِ نورُ

وَإِنَّ اللَهَ لا يَبقى سِواهُ
وَإِن تَكُ مُذنِباً فَهُوَ الغَفورُ

وَكَم عايَنتَ مِن مَلِكٍ عَزيزٍ
تَخَلّى الأَهلُ عَنهُ وَهُم حُضورُ

وَكَم عايَنتَ مُستَلِباً عَزيزاً
تَكَشَّفُ عَن حَلائِلِهِ الخُدورُ

وَدُمِّيَتِ الخُدودُ عَلَيهِ لَطماً
وَعُصِّبَتِ المَعاصِمُ وَالنُحورُ

أَلَم تَرَ أَنَّما الدُنيا حُطامٌ
وَأَنَّ جَميعَ ما فيها غُرورُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:19 PM
أَلا يانَفسُ ما أَرجو بِدارِ
أَرى مَن حَلَّها قَلِقَ القَرارِ

بِدارِ إِنَّما اللَذّاتُ فيها
مُعَلَّقَةٌ بِأَيّامٍ قِصارِ

نَرى الأَموالَ أَرباباً عَلَينا
وَما هِيَ بَينَنا إِلّا عِوارِ

كَأَنّي قَد أَخَذتُ مِنَ المَنايا
أَماناً في رَواحي وَاِبتِكاري

إِذا ما المَرءُ لَم يَقنَع بِعَيشٍ
تَقَنَّعَ بِالمَذَلَّةِ وَالصِغارِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:20 PM
لِلناسِ في السَبقِ بَعدَ اليَومِ مِضمارُ
وَالمُنتَهى جَنَّةٌ لا بُدَّ أَو نارُ

المَوتُ حَقٌّ وَلَكِن لَم أَزَل مَرِحاً
كَأَنَّ مَعرِفَتي بِالمَوتِ إِنكارُ

إِنّي لَأَعمُرُ داراً مالِساكِنِها
أَهلٌ وَلا وَلَدٌ يَبقى وَلا جارُ

فَبِئسَتِ الدارُ لِلعاصي لِخالِقِهِ
وَهيَ لِمَن يَتَّقيهِ نِعمَتِ الدارُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:21 PM
إِنَّ داراً نَحنُ فيها لَدارُ
لَيسَ فيها لِمُقيمٍ قَرارُ

كَم وَكَم قَد حَلَّها مِن أُناسٍ
ذَهَبَ اللَيلُ بِهِم وَالنَهارُ

فَهُمُ الرَكبُ أَصابوا مُناخاً
فَاستَراحوا ساعَةً ثُمَّ ساروا

وَهُمُ الأَحبابُ كانوا وَلَكِن
قَدُمَ العَهدُ وَشَطَّ المَزارُ

عَمِيَت أَخبارُهُم مُذ تَوَلَّوا
لَيتَ شِعري كَيفَ هُم حَيثُ صاروا

أَبَتِ الأَجداثُ أَلّا يَزوروا
ما ثَوَوا فيها وَأَن لا يُزاروا

وَلَكَم قَد عَطَّلوا مِن عِراصٍ
وَدِيارٍ هِيَ مِنهُم قِفارُ

وَكَذا الدُنيا عَلى ما رَأَينا
يَذهَبُ الناسُ وَتَخلو الدِيارُ

أَيَّ يَومٍ تَأمَنُ الدَهرَ فيهِ
وَلَهُ في كُلِّ يَومٍ عِثارُ

كَيفَ ما فَرَّ مِنَ المَوتِ حَيٌّ
وَهوَ يُدنيهِ إِلَيهِ الفِرارُ

إِنَّما الدُنيا بَلاغٌ لِقَومٍ
هُوَ في أَيديهِمُ مُستَعارُ

فَاِعلَمَن وَاِستَيقِنَن أَنَّهُ
لابُدَّ يَوماً أَن يُرَدَّ المُعارُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:22 PM
أُفِّ لِلدُنيا فَلَيسَت لَي بِدار
إِنَّما الراحَةُ في دارِ القَرار

أَبَتِ الساعاتُ إِلّا سُرعَةً
في بِلى جِسمي بِلَيلٍ وَنَهار

إِنَّما الدُنيا غُرورٌ كُلُّها
مِثلُ لَمعِ الآلِ في الأَرضِ القِفار

ياعِبادَ اللَهِ كُلٌّ زائِلٌ
نَحنُ نَصبٌ لِلمَقاديرِ الجَوار


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:23 PM
لايَأمَنُ الدَهرُ إِلّا الخائِنُ البَطِرُ
مَن لَيسَ يَعقِلُ ما يَأتي وَما يَذَرُ

مايَجهَلُ الرُشدُ مَن خافَ الإِلَهَ وَمَن
أَمسى وَهِمَّتُهُ في دينِهِ الفِكَرُ

فيما مَضى فِكرَةٌ فيها لِصاحِبِها
إِن كانَ ذا بَصَرٍ بِالرَأيِ مُعتَبَرُ

أَينَ القُرونُ وَأَينَ المُبتَنونَ لَنا
هَذي المَدائِنَ فيها الماءَ وَالشَجَرُ

وَأَينَ كِسرى أَنوشِروانُ مالَ بِهِ
صَرفُ الزَمانِ وَأَفنى مُلكَهُ الغِيَرُ

بَل أَينَ أَهلُ التُقى بَعدَ النَبِيِّ وَمَن
جاءَت بِفَضلِهِمُ الآياتُ وَالسُوَرُ

أُعدُد أَبا بَكرٍ الصِدّيقَ أَوَّلَهُم
وَنادِ مِن بَعدِهِ في الفَضلِ يا عُمَرُ

وَعُدَّ مِن بَعدِ عُثمانٍ أَبا حَسَنٍ
فَإِنَّ فَضلَهُما يُروى وَيُدَّكَرُ

لَم يَبقَ أَهلُ التُقى فيها لِبِرِّهِمُ
وَلا الجَبابِرَةُ الأَملاكُ ما عَمَروا

فَاِعمِل لِنَفسِكَ وَاِحذَر أَن تُوَرِّطَها
في هُوَّةٍ مالَها وِردٌ وَلا صَدَرُ

مايَحذَرُ اللَهَ إِلّا الراشِدونَ وَقَد
يُنجي الرَشيدَ مِنَ المَحذورَةِ الحَذَرُ

وَالصَبرُ يُعقِبُ رِضواناً وَمَغفِرَةً
مَعَ النَجاحِ وَخَيرُ الصُحبَةِ الصُبرُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:24 PM
الناسُ في هَذِهِ الدُنيا عَلى سَفَرٍ
وَعَن قَريبٍ بِهِم ما يَنقَضي السَفَرُ

فَمِنهُمُ قانِعٌ راضٍ بِعيشَتِهِ
وَمِنهُمُ موسِرٌ وَالقَلبُ مُفتَقَرُ

ما يُشبِعُ النَفسَ إِن لَم تُمسِ قانِعَةً
شَيءٌ وَلَو كَثُرَت في مُلكِها البِدَرُ

وَالنَفسُ تَشبَعُ أَحياناً فَيُرجِعُها
نَحوَ المَجاعَةِ حُبُّ العَيشِ وَالبَطَرُ

وَالمَرءُ ما عاشَ في الدُنيا لَهُ أَثَرٌ
فَما يَموتُ وَفي الدُنيا لَهُ أَثَرُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:26 PM
كُلُّ حَيٍّ إِلى المَماتِ يَصيرُ
كُلُّ حَيٍّ مِن عَيشِهِ مَغرورُ

لاصَغيرٌ يَبقى عَلى حادِثِ الدَهرِ
أَلا لا وَلَيسَ يَنجو الكَبيرُ

كَيفَ نَرجو الخُلودَ أَو نَطمَعُ العَيشَ
وَأَبياتُ سالِفينا القُبورُ

رُبَّ يَومٍ يَمُرُّ قَصداً عَلَينا
تَسفي الريحُ تُربَها وَتَمورُ

مِنهُمُ الوالِدُ الشَفيقُ عَلَينا
وَالأَخُ المُمحِضُ الوَصولُ الأَثيرُ

وَاِبنُ عَمٍّ وَجارُ بَيتٍ قَريبٍ
وَصَديقٌ وَزائِرٌ وَمَزورُ

يا لَها زَلَّةً وَضِلَّةَ رَأيٍ
لَيسَ مِنّا في جَهلِنا مَعذورُ

أَورَدَتنا الدُنيا وَما أَصدَرَتنا
إِنَّ هَذا مِن فِعلِها لَغُرورُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:27 PM
قَد رَأَيتُ الدُنيا إِلى ماتَصيرُ
كُلُّ شَيءٍ مِنها صَغيرٌ حَقيرُ

أَنَ في حيلَةِ التَخَلُّصِ مِنها
وَعَلى ذَلِكَ الإِلَهُ قَديرُ

هُوَ رَبّي وَحَسبِيَ اللَهُ رَبّي
فَلَنِعمَ المَولى وَنِعمَ النَصيرُ

أَيُّ شَيءٍ أَبغي إِذا كانَ لي ظِللٌ
وَقوتٌ حِلٌّ وَثَوبٌ سَتيرُ

مابِأَهلِ الكَفافِ فَقرٌ وَلَكِن
كُلُّ مَن لَم يَقنَع فَذاكَ فَقيرُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:27 PM
لافَخرَ إِلّا فَخرُ أَهلِ التُقى
غَداً إِذا ضَمَّهُمُ المَحشَرُ

لَيَعلَمَنَّ الناسُ أَنَّ التُقى
وَالبِرِّ كانا خَيرَ ما يُذخَرُ

ما أَحمَقَ الإِنسانَ في فَخرِهِ
وَهوَ غَداً في حُفرَةٍ يُقبَرُ

ما بالُ مَن أَوَّلُهُ نُطفَةٌ
وَجيفَةٌ آخِرُهُ يَفخَرُ

أَصبَحَ لا يَملِكُ تَقديمَ ما
يَرجو وَلا تَأخيرَ ما يَحذَرُ

وَأَصبَحَ الأَمرُ إِلى غَيرِهِ
في كُلِّ ما يُقضى وَمايُقدَرُ



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:29 PM
يا عَجَباً لَلناسِ لَو فَكَروا
أَو حاسَبوا أَنفُسَهُم أَبصَروا

وَعَبَروا الدُنيا إِلى غَيرِها
فَإِنَّما الدُنيا لَهُم مَعبَرُ

وَالخَيرُ ما لَيسَ بِخافٍ هُوَ ال
مَعروفُ وَالشَرُّ هُوَ المُنكَرُ

وَالمَورِدُ المَوتُ وَما بَعدَهُ
الحَشرُ فَذاكَ المَورِدُ الأَكبَرُ

وَالمَصدَرُ النارُ أَوِ المَصدَرُ
الجَنَّةُ ما دونَهُما مَصدَرُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:30 PM
لَعَمرُ أَبي لَو أَنَّني أَتَفَكَّرُ
رَضيتُ بِما يُقضى عَلَيَّ وَيُقدَرُ

تَوَكَّل عَلى الرَحمَنِ في كُلِّ حاجَةٍ
أَرَدتَ فَإِنَّ اللَهَ يَقضي وَيَقدِرُ

مَتى مايُرِد ذو العَرشِ أَمراً بِعَبدِهِ
يُصِبهُ وَما لِلعَبدِ مايَتَخَيَّرُ

وَقَد يَهلِكُ الإِنسانُ مِن بابِ أَمنِهِ
وَيَنجو لَعَمرُ اللَهِ مِن حَيثُ يَحذَرُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:30 PM
سَتَرى بَعدَ ماتَرى
غَيرَ هَذا الَّذي تَرى

سَتَرى مابَقيتَ ما
يَمنَعُ النائِمَ الكَرى

سَتَرى مَن يَصيرُ بَعدَ
نَعيمٍ إِلى الثَرى

سَتَرى كُلَّ حادِثٍ
كَيفَ يَجري إِذا جَرى


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:33 PM
إِذا أَبقَتِ الدُنيا عَلى المَرءِ دينَهُ
فَمافاتَهُ مِنها فَلَيسَ بِضائِرِ

إِذا أَنتَ لَم تَزدَد عَلى كُلِّ نِعمَةٍ
خُصِصتَ بِها شُكراً فَلَستَ بِشاكِرِ

إِذا أَنتَ لَم تُؤثِر رِضى اللَهِ وَحدَهُ
عَلى كُلِّ ما تَهوى فَلَستَ بِصابِرِ

إِذا أَنتَ لَم تَطهُر مِنَ الجَهلِ وَالخَنا
فَلَستَ عَلى عَومِ الفُراتِ بِطاهِرِ

إِذا لَم تَكُن لِلمَرءِ عِندَكَ رَغبَةٌ
فَلَستَ عَلى ما في يَدَيهِ بِقادِرِ

إِذا كُنتَ بِالدُنيا بَصيراً فَإِنَّما
بَلاغُكَ مِنها مِثلُ زادِ المُسافِرِ

وَما الحُكمُ إِلّا ما عَلَيهِ ذَوُ النُهى
وَما الناسُ إِلّا بَينَ بَرٍّ وَفاجِرِ

وَما مِن صَباحٍ مَرَّ إِلّا مُؤَدِّباً
لِأَهلِ العُقولِ الثابِتاتِ البَصائِرِ

أَراكَ تُساوى بِالأَصاغِرِ في الصَبايا
وَأَنتَ كَبيرٌ مِن كِبارِ الكَبائِرِ

كَأَنَّكَ لَم تَدفِن حَميماً وَلَم تَكُن
لَهُ في حِياضِ المَوتِ يَوماً بِحاصِرِ

وَلَم أَرَ مِثلَ المَوتِ أَكثَرَ ناسِياً
تَراهُ وَلا أَولى بِتَذكارِ ذاكِرِ

وَإِنَّ امرَأً يَبتاعُ ضُنيا بِدينِهِ
لَمُنقَلِبٌ مِنها بِصَفقَةِ خاسِرِ

وَكُلُّ امرِئٍ لَم يَرتَحِل بِتِجارَةٍ
إِلى دارِهِ الأُخرى فَلَيسَ بِتاجِرِ

رَضيتُ بِذي الدُنيا لِكُلِّ مُكابِرِ
مُلِحٍّ عَلى الدُنيا وَكُلِّ مُفاخِرِ

أَلَم تَرَها تَرقيهِ حَتّى إِذا صَبا
فَرَت حَلقَهُ مِنها بِمُديَةِ جازِرِ

وَما تَعدِلُ الدُنيا جَناحَ بَعوضَةٍ
لَدى اللَهِ أَو مِقدارَ زَغبَةِ طائِرِ

فَلَم يَرضَ بِالدُنيا ثَواباً لِمُؤمِنٍ
وَلَم يَرضَ بِالدُنيا عِقاباً لِكافِرِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:35 PM
كَأَنَّكَ قَد جاوَرتَ أَهلَ المَقابِرِ
هُوَ المَوتُ يا ابنَ المَوتِ إِن لَم تُبادِرِ

تَسَمَّع مِنَ الأَيامِ إِن كُنتَ سامِعاً
فَإِنَّكَ فيها بَينَ ناهٍ وَآمِرِ

وَلا تَرمِ بِالأَخبارِ مِن غَيرِ خِبرَةٍ
وَلا تَحمِلِ الأَخبارَ عَن كُلِّ خابِرِ

فَكَم مِن عَزيزٍ قَد رَأَينا امتِناعَهُ
فَدارَت عَلَيهِ بَعدُ إِحدى الدَوائِرِ

وَكَم مَلِكٍ قَد رُكِّمَ التُربُ فَوقَهُ
وَعَهدي بِهِ في الأَمسِ فَوقَ المَنابِرِ

وَكَم دائِبٍ يُعنى بِما لَيسَ مُدرِكاً
وَكَم وارِدٍ ما لَيسَ عَنهُ بِصادِرِ

وَلَم أَرَ كَالأَمواتِ أَبعَدَ شُقَّةً
عَلى قُربِها مِن دارِ جارٍ مُجاوِرِ

لَقَد دَبَّرَ الدُنيا حَكيمٌ مُدَبِّرٌ
لَطيفٌ خَبيرٌ عالِمٌ بِالسَرائِرِ



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:36 PM
أَلا في سَبيلِ اللَهِ ما فاتَ مِن عُمري
تَفاوَتُ أَيّامي بِعُمري وَما أَدري

فَلابُدَّ مِن مَوتٍ وَلابُدَّ مِن بِلاً
وَلابُدَّ مِن بَعثٍ وَلابُدَّ مِن حَشرِ

وَإِنّا لَنَبلى ساعَةً بَعدَ ساعَةٍ
عَلى قَدَرٍ لِلَّهِ مُختَلِفٍ يَجري

وَنَأمَلُ أَن نَبقى طَويلاً كَأَنَّنا
عَلى ثِقَةٍ بِالأَمنِ مِن غِبَرِ الدَهرِ

وَنَعبَثُ أَحياناً بِما لا نُريدُهُ
وَنَرفَعُ أَعلامَ المَخيلَةِ وَالكِبرِ

وَنَسمو إِلى الدُنيا لِنَشرَبَ صَفواها
بِغَيرِ قُنوعٍ عَن قَذاها وَلا صَبرِ

فَلَو أَنَّ ما نَسمو إِلَيهِ هُوَ الغِنى
وَلَكِنَّهُ فَقرٌ يَجُرُّ إِلى فَقرِ

عَجِبتُ لِنَفسي حينَ تَدعو إِلى الصِبا
فَتَحمِلُني مِنهُ عَلى المَركَبِ الوَعرِ

يَكونَ الفَتى في نَفسِهِ مُتَحَرِّزاً
فَيَأتيهِ أَمرُ اللَهِ مِن حَيثُ لا يَدري

وَما هِيَ إِلّا رَقدَةٌ غَيرَ أَنَّها
تَطولُ عَلى مَن كانَ فيها إِلى الحَشرِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:38 PM
إِنَّ لِلدَهرِ فَاِعلَمَنَّ عِثارا
فَإِلى كَم أَما تَرى الأَقدارا

تَتَوَخّى الأُلّافَ إِلفاً فَإِلفاً
وَتُنَقّي الجيرانَ جاراً فَجارا

لَو عَقَلنا إِذِ النَهارُ يَسوقُ ال
لَيلَ وَاللَيلُ إِذ يَسوقُ النَهارا

لَرَأَيناهُما بِمَرٍّ حَثيثٍ
يَطوِيانِ الأَعمارَ وَالآثارا

ما اِستَوى الناسُ مُنذُ كانوا أُناساً
خَلَقَ اللَهُ خَلقَهُ أَطوارا

مَن رَأى عِبرَةً فَفَكَّرَ فيها
لَم يَزِدهُ التَفكيرُ إِلّا اِعتِبارا



إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:38 PM
مَن سابَقَ الدَهرَ كَبا كَبوَةً
لَم يَستَقِلها مِن خُطى الدَهرِ

فَاِخطُ مَعَ الدَهرِ عَلى ماخَطى
وَاجرِ مَعَ الدَهرِ كَما يَجري

لَيسَ لِمَن لَيسَت لَهُ حيلَةٌ
مَوجودَةٌ خَيرٌ مِنَ الصَبرِ

ما أَسرَعَ الأَيامَ في الشَهرِ
وَأَسرَعَ الأَشهُرَ في العُمرِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:40 PM
عَيبُ اِبنَ آدَمَ ما عَلِمتُ كَثيرٌ
وَمَجيئُهُ وَذَهابُهُ تَغريرُ

يا ساكِنَ الدُنيا أَلَم تَرَ زَهرَةَ الدُنيا
عَلى الأَيّامِ كَيفَ تَصيرُ

غَرَّتكَ نَفسُكَ لِلحَياةِ مُحِبَّةً
وَالمَوتُ حَقٌّ وَالبَقاءُ يَسيرُ

لا تُعظِمِ الدُنيا فَإِنَّ جَميعَ ما
فيها صَغيرٌ لَو عَلِمتَ حَقيرُ

نَل ما بَدا لَكَ أَن تَنالَ مِنَ الغِنى
إِن أَنتَ لَم تَقنَع فَأَنتَ فَقيرُ

يا جامِعَ المالِ الكَثيرِ لِغَيرِهِ
إِنَّ الصَغيرَ مِنَ الذُنوبِ كَبيرُ

هَل في يَدَيكَ عَلى الحَوادِثِ قُوَّةٌ
أَم هَل عَلَيكَ مِنَ المَنونِ خَفيرُ

أَم ما تَقولُ إِذا ظَعَنتَ إِلى البَلى
وَإِذا خَلا بِكَ مُنكَرٌ وَنَكيرُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:43 PM
أَخَوَيَّ مُرّا بِالقُبورِ
فَسَلِّما قَبلَ المَسيرِ

ثُمَّ ادعوا يا مَن بِها
مِن ماجِدٍ قَرمٍ فَخورِ

وَمُسَوَّدٍ رَحبِ الفِناءِ
أَغَرَّ كَالقَمَرِ المُنيرِ

يا مَن تَضَمَّنُهُ المَقابِرُ
مِن صَغيرٍ أَو كَبيرِ

هَل فيكُمُ أَو مِنكُمُ
مِن مُستَجارٍ أَو مُجيرِ

أَو ناطِقٍ أَو سامِعٍ
يَوماً بِعُرفٍ أَو نَكيرِ

أَهلَ القُبورِ أَحِبَّتي
بَعدَ الجَزالَةِ وَالسُرورِ

بَعدَ الغَضارَةِ وَالنَضارَةِ
وَالتَنَعُّمِ وَالحُبورِ

بَعدَ المَشاهِدِ وَالمَجالِسِ
وَالدَساكِرِ وَالقُصورِ

بَعدَ الحِسانِ المُسمِعاتِ
وَبَعدَ رَبّاتِ الخُدورِ

وَالناجِياتِ المُنجِياتِ
مِنَ المَهالِكِ وَالشُرورِ

أَصبَحتُم تَحتَ الثَرى
بَينَ الصَفائِحِ وَالصُخورِ

أَهلَ القُبورِ إِلَيكُمُ
لابُدَّ عاقِبَةُ المَصيرِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:44 PM
طَلَبتُ المُستَقَرَّ بِكُلِّ أَرضٍ
فَلَم أَرَ لي بِأَرضٍ مُستَقَرّا

أَطَعتُ مَطامِعي فَاِستَعبَدَتني
وَلَو أَنّي قَنِعتُ لَكُنتُ حُرّا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:45 PM
تَوَّقَ مِمّا تَأتي وَما تَذَرُ
جَميعُ ما أَنتَ فيهِ مُعتَذَرُ

ما أَبعَدَ الشَيءَ مِنكَ مالَم يُسا
عِدكَ عَلَيهِ القَضاءُ وَالقَدَرُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:46 PM
المَوتُ بابٌ وَكُلُّ الناسِ داخِلُهُ
فَلَيتَ شِعرِيَ بَعدَ البابِ ما الدارُ

الدارُ جَنَّةُ خُلدٍ إِن عَمِلتَ بِما
يُرضي الإِلَهَ وَإِن قَصَّرتَ فَالنارُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:47 PM
أَمِنّي تَخافُ اِنتِشارَ الحَديثِ
وَحَظِّيَ في صَونِهِ أَوفَرُ

وَلَو لَم يَكُن فيهِ مَعنىً عَلَيكَ
نَظَرتُ لِنَفسي كَما تَنظُرُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:48 PM
رُبَّ أَمرٍ يَسوءُ ثُمَّ يَسُرُّ
وَكَذاكَ الأُمورُ حُلوٌ وَمُرُّ

وَكَذاكَ الأُمورُ تَعثُرُ بِالناسِ
فَخَطبٌ يَمشي وَخَطبٌ يَكُرُّ

ما أَغَرَّ الدُنيا لِذي الأَمرِ فيها
عَجَباً لِلدُنيا وَكَيفَ تَغُرُّ

وَلِمَكرِ الدُنيا خَطافيفُ لَهوٍ
وَخَطاطيفُها إِلَيها تَجُرُّ

وَلَقَلَّ اِمرُؤٌ يُفارِقُ ما يَعتادُ
إِلّا وَقَلبُهُ مُقشَعِرٌّ

وَإِذا ما رَضيتَ كُلَّ قَضاءِ اللَهِ
لَم تَخشَ أَن يُصيبَكَ ضُرُّ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 02:52 PM
ما لِلفَتى مانِعٌ مِنَ القَدَرِ
وَالمَوتُ حَولَ الفَتى وَبِالأَثَرِ

بَينا الفَتى بِالصَفاءِ مُغتَبِطٌ
حَتّى رَماهُ الزَمانُ بِالكَدَرِ

كَم في اللَيالي وَفي تَقَلُّبِها
مِن عِبَرٌ لِلفَتى وَمِن فِكَرِ

سائِل عَنِ الأَمرِ لَيسَ تَعرِفُهُ
فَكُلُّ رُشدٍ يَأتيكَ في الخَبَرِ

إِنَّ اِمرَأً يَأمَنُ الزَمانَ وَقَد
عايَنَ شِدّاتِهِ لَفي غَرَرِ

ما أَمكَنَ القَولُ بِالصَوابِ فَقُل
وَاِحذَر إِذا قُلتَ مَوضِعَ الضَرَرِ

ما طَيِّبُ القَولِ عِندَ سامِعِهِ
المُنصِتِ إِلّا كَطَيِّبِ الثَمَرِ

لِلشَيبِ في عارِضَيكَ بارِقَةٌ
تَنهاكَ عَمّا أَرى مِنَ الأَشَرِ

مالَكَ مُذ كُنتَ لاعِباً مَرِحاً
تَسحَبُ ذَيلَ السَفاهِ وَالبَطَرِ

تَلعَبُ لَعبَ الصَغيرِ جَهلاً وَقَد
عَمَّمَكَ الدَهرُ عِمَّةَ الكِبَرِ

لَو كُنتَ لِلمَوتِ خائِفاً وَجِلاً
أَقرَحتَ مِنكَ الجُفونُ بِالعِبَرِ

طَوَّلتَ مِنكَ المُنى وَأَنتَ مِنَ
الأَيّامِ في قِلَّةٍ وَفي قِصَرِ

لِلَّهِ عَيناكَ تَكذِبانِكَ فيما
رَأَتا مِن تَصَرُّفِ الغَيرِ

يا عَجَباً لي أَقَمتُ في وَطَنٍ
ساكِنُهُ كُلُّهُم عَلى سَفَرٍ

ذَكَرتُ أَهلَ القُبورِ مِن ثِقَتي
فَاِنهَلَّ دَمعي كَوابِلِ المَطَرِ

فَقُل لِأَهلِ القُبورِ يا ثِقَتي
لَستُ بِناسيكُمُ مَدى عُمُري

ياساكِني باطِنَ القُبورِ أَما
لِلوارِدينَ القُبورَ مِن صَدَرِ

مافَعَلَ التارِكونَ مُلكَهُمُ
أَهلُ القِبابِ العِظامِ وَالحُجَرِ

هَل يَبتَنونَ القُصورَ بَينَكُم
أَم هَل لَهُم مِن عُلاً وَمِن خَطَرِ

مافَعَلَت مِنهُمُ الوُجوهُ أَقَد
بُدِّدَ عَنها مَحاسِنُ الصُوَرِ

اللَهُ في كُلِّ حادِثٍ ثِقَتي
وَاللَهُ عِزّي وَاللَهُ مُفتَخَري

لَستُ مَعَ اللَهِ خائِفاً أَحَداً
حَسبي بِهِ عاصِماً مِنَ البَشَرِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:23 PM
إِنَّ ذا المَوتَ ما عَلَيهِ مُجيرُ
يَهلِكُ المُستَجارُ وَالمُستَجيرُ

إِن تَكُن لَستَ خابِراً بِاللَيالي
وَبِأَحداثِها فَإِنّي خَبيرُ

هُنَّ يُدنينَنا مِنَ المَوتِ قِدماً
فَسَواءٌ صَغيرُنا وَالكَبيرُ

أَيُّها الطالِبُ الكَثيرَ لِيَغنى
كُلُّ مَن يَطلُبُ الكَثيرَ فَقيرُ

وَأَقَلُّ القَليلِ يُغني وَيَكفي
لَيسَ يُغني وَلَيسَ يَكفي الكَثيرُ

كَيفَ تَعمى عَنِ الهُدى كَيفَ تَعمى
عَجَباً وَالهُدى سِراجٌ مُنيرُ

قَد أَتاكَ الهُدى مِنَ اللَهِ نُصحاً
وَبِهِ جاءَكَ البَشيرُ النَذيرُ

وَمَعَ اللَهِ أَنتَ ما دُمتَ حَيّاً
وَإِلى اللَهِ بَعدَ ذاكَ تَصيرُ

وَالمَنايا رَوائِحٌ وَغَوادٍ
كُلَّ يَومٍ لَها سَحابٌ مَطيرُ

لا تَغُرَّنَّكَ العُيونُ فَكَم أَعمى
تَراهُ وَإِنَّهو لَبَصيرُ

أَنا أَغنى العِبادِ ما كانَ لي كِننٌ
وَما كانَ لي مَعاشٌ يَسيرُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:25 PM
أَلا إِنَّما الدُنيا عَلَيكَ حِصارُ
يَنالُكَ فيها ذِلَّةٌ وَصَغارُ

وَمالَكَ في الدُنيا مِنَ الكَدِّ راحَةٌ
وَلا لَكَ فيها إِن عَقَلتَ قَرارُ

وَما عَيشُها إِلّا لَيالٍ قَلائِلُ
سِراعٌ وَأَيّامٌ تَمُرُّ قِصارُ

وَما زِلتَ مَزموماً تُقادُ إِلى البِلى
يَسوفُكَ لَيلٌ مَرَّةً وَنَهارُ

وَعارِيَةٌ ما في يَدَيكَ وَإِنَّما
تُعارُ لِرَدٍّ ما طَلَبتَ يُعارُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:26 PM
أَصبَحتِ يادارَ الأَذى
وَصَفاكِ مُمتَلِئٌ قَذى

أَينَ الَّذينَ عَهِدتُهُم
قَطَعوا الحَياةَ تَلَذُّذا

دَرَجوا غَداةَ رَماهُمُ
رَيبُ الزَمانِ فَأَنفَذا

سَنَصيرُ أَيضاً مِثلَهُم
عَمّا قَليلٍ هَكَذا

يا هؤلاءِ تَفَكَّروا
لِلمَوتِ يَغدو مَن غَذا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:27 PM
المَرءُ يَشقى بِكُلِّ أَمرٍ
لَم يُسعِدِ اللَهُ فيهِ جَدَّه

وَكُلُّ شَيءٍ فَقَدتَ يَوماً
وَاِعتَضتَ عَنهُ نَسيتَ فَقدَه

لَم يَفقِدِ المَرءُ نَفعَ شَيءٍ
سَدَّ لَهُ غَيرُهُ مَسَدَّه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:28 PM
يا أَيُّهَ ذا الَّذي سَتَنقُلُهُ الأَيّامُ
عَن أَهلِهِ وَعَن وَلَدِه

ما اِرتَدَّ طَرفُ اِمرِئٍ بِلَحظَتِهِ
إِلّا وَشَيءٌ يَموتُ مِن جَسَدِه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:29 PM
لَكَم فَجَعَ الدَهرُ مِن والِدٍ
وَكَم أَثكَلَ الدَهرُ مِن والِدَه

وَكَم تَرَكَ الدَهرُ مِن سَيِّدٍ
يَنوءُ عَلى قَدَمٍ واحِدَه

وَكَم قَد رَأَينا فَتىً ماجِداً
تَفَرَّعَ في أُسرَةٍ ماجِدَه

يُشَمِّصُ في الحَربِ بِالدارِعينَ
وَيُطعِمُ في اللَيلَةِ البارِدَه

رَماهُ الزَمانُ بِسَهمِ الرَدى
فَأَصبَحَ في الثُلَّةِ الهامِدَه

فَما لي أَرى الناسَ في غَفلَةٍ
كَأَنَّ قُلوبَهُمُ سامِدَه

شَرَوا بِرِضا اللَهِ دُنياهُمُ
وَقَد عَلِموا أَنَّها بائِدَه

إِذا أَصبَحوا أَصبَحوا كَالأُسودِ
باتَت مُجَوَّعَةً حارِدَه

يُطيعونَ في الغَيِّ أَهواءَهُم
وَقَد زَعَموا أَنَّها راشِدَه

تَرى صُوَراً تُعجِبُ الناظِرينَ
وَمَخبَرَةً تَحتَها فاسِدَه


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:33 PM
أَيا لِلمَنايا وَيحَها ما أَجَدَّها
كَأَنَّكَ يَوماً قَد تَوَرَّدتَ وِردَها

وَيا لِلمَنايا ما لَها مِن إِقالَةٍ
إِذا بَلَغَت مِن مُدَّةِ الحَيِّ حَدَّها

أَلا يا أَخانا إِنَّ لِلمَوتِ طَلعَةً
وَإِنَّكَ مُذ صُوِّرتَ تَقصِدُ قَصدَها

وَلِلمَرءِ عِندَ المَوتِ كَربٌ وَغُصَّةٌ
إِذا مَرَّتِ الساعاتُ قَرَّبنَ بُعدَها

لَكَ الخَيرُ أَمّا كُلُّ نَفسٍ فَإِنَّها
تَموتُ وَإِن حادَت عَنِ المَوتِ جُهدَها

سَتُسلِمُكَ السَعاتُ في بَعضِ مَرِّها
إِلى ساعَةٍ لا ساعَةٌ لَكَ بَعدَها

وَتَحتَ الثَرى مِنّي وَمِنكَ وَدائِعٌ
قَريبَةُ عَهدٍ إِن تَذَكَّرتَ عَهدَها

مَدَدتَ المُنى طولاً وَعَرضاً وَإِنَّها
لَتَدعوكَ أَن تَهدا وَأَن لا تَمُدَّها

وَمالَت بِكَ الدُنيا إِلى اللَهوِ وَالصِبا
وَمَن مالَتِ الدُنيا بِهِ كانَ عَبدَها

إِذا ما صَدَقتَ النَفسَ أَكثَرتَ ذَمَّها
وَأَكثَرتَ شَكواها وَأَقلَلتَ حَمدَها

بِنَفسِكَ قَبلَ الناسِ فَاعنَ فَإِنَّها
تَموتُ إِذا ماتَت وَتُبعَثُ وَحدَها

وَما كُلُّ ما خُوِّلتَ إِلّا وَديعَةً
وَلَن تَذهَبَ الأَيامُ حَتّى تَرُدَّها

إِذا أَذكَرَتكَ النَفسُ دِنياً دَنِيَّةً
فَلا تَنسَ رَوضاتي الجِنانِ وَخُلدَها

أَلَستَ تَرى الدُنيا وَتَنغيصَ عَيشِها
وَأَتعابَها لِلمُكثِرينَ وَكَدَّها

وَأَدنى بَني الدُنيا إِلى الغَيِّ وَالعَمى
لَمَن يَبتَغي مِنها سَناها وَمَجدَها

وَلَو لَم تُصِب مِنها فُضولاً أَصَبتَها
إِذاً لَم تَجِد وَالحَمدُ لِلَّهِ فَقدَها

إِذا النَفسُ لَم تَصرِف عَنِ الحِرصِ جُهدَها
إِذا ما دَعاها أَضرَعَ الحِرصُ خَدَّها

هَوى النَفسِ في الدُنيا إِلى أَن تَغولَها
كَما غالَتِ الدُنيا أَباها وَجَدَّها


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:36 PM
سَتُباشِرُ الأَجداثَ وَحدَك
وَسَيَضحَكُ الباكونَ بَعدَك

وَسَتَستَجِدُّ بِكَ البِلى
وَسَتُخلِقُ الأَيّامُ عَهدَك

وَسَيَشتَهي المُتَقَرِّبونَ
إِلَيكَ بَعدَ المَوتِ بُعدَك

لِلَّهِ دَرُّكَ ما أَجَددَكَ
في المَلاعِبِ ما أَجَدَّك

المَوتُ ما لا بُدَّ مِنهُ
عَلى احتِرازِكَ مِنهُ جَهدَك

فَلَيُسرِعَنَّ بِكَ البِلى
وَلَيَقصِدَنَّ الحَينُ قَصدَك

وَلَيُفنِيَنَّكَ بِالَّذي
أَفنى أَباكَ بِهِ وَجَدَّك

لَو قَد ظَعَنتَ عَنِ البُيوتِ
وَرَوحِها وَسَكَنتَ لَحدَك

لَم تَنتَفِع إِلّا بِفِعلٍ
صالِحٍ إِن كانَ عِندَك

وَإِذا الأَكُفُّ مِنَ التُرابِ
نُفِضنَ عَنكَ تُرِكتَ وَحدَك

وَكَأَنَّ جَمعَكَ قَد غَدا
ما بَينَهُم حِصَصاً وَكَدَّك

يَتَلَذَّذونَ بِما جَمَعتَ
لَهُم وَلا يَجِدونَ فَقدَك


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:37 PM
اِتَّقِ اللَهَ بِجُهدِك
قاصِداً أَو بَعضَ جَهدِك

أَيُّها العَبدُ إِلى كَم
تَشتَري الغَيَّ بِرُشدِك

كَم وَكَم عاهَدتَ مَولاكَ
فَلَم توفِ بِعَهدِك

أَعطِ مَولاكَ كَما تَطلُبُ
مِن طاعَةِ رَبِّك


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:38 PM
نُريدُ بَقاءً وَالخُطوبُ تَكيدُ
وَلَيسَ المُنى لِلمَرءِ كَيفَ يُريدُ

وَمَن يَأمَنُ الأَيامَ أَمّا اتِّساعُها
فَخَبلٌ وَأَمّا ضيقُها فَشَديدُ

وَأَيُّ بَني الأَيّامِ إِلّا وَعِندَهُ
مِنَ الدَهرِ عِلمٌ طارِفٌ وَتَليدُ

يَرى ما يَزيدُ وَالزِيادَةُ نَقصُهُ
أَلا إِنَّ نَقصَ الشَيءِ حينَ يَزيدُ

وَمِن عَجَبِ الدُنيا يَقينُكَ بِالفَنا
وَأَنَّكَ فيها لِلبَقاءِ مُريدُ

أَلَم تَرَ أَنَّ الحَرثَ وَالنَسلَ كُلَّهُ
يَبيدُ وَمِنهُ قائِمٌ وَحَصيدُ

لَعَمري لَقَد بادَت قُرونٌ كَثيرَةٌ
وَأَنتَ كَما بادَ القُرونُ تَبيدُ

وَكَم صارَ تَحتَ الأَرضِ مِن خامِدٍ بِها
وَقَد كانَ يَبني فَوقَها وَيَشيدُ

وَكَم مِن عَديدٍ قَد مَحا الدَهرُ ذِكرَهُم
كَذا الدَهرُ لايَبقى عَلَيهِ عَديدُ

وَلِلمَوتِ عِلّاتٌ تَجَلّى وَتَختَفي
وَلِلدَهرِ وَعدٌ مَرَّةً وَوَعيدُ

وَرَبِّ البِلى إِنَّ الجَديدَ إِلى البِلى
وَإِنَّ الَّذي يُبلي الجَديدَ جَديدُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:40 PM
كَأَنّا وَإِن كُنّا نِياماً عَنِ الرَدى
غَداً تَحتَ أَحجارِ الصَفيحِ المُنَضَّدِ

نُرَجّي خُلودَ العَيشِ حيناً وَضِلَّةً
وَلَم نَرَ مِن آبائِنا مِن مُخَلَّدِ

لَنا فِكرَةٌ في أَوَّلينا وَعِبرَةٌ
بِها يَقتَدي ذو العَقلِ فيها وَيَهتَدي

وَلَكِنَّنا نَأتي العَمى وَعُيونُنا
إِلَيهِ رَوانٍ هاكَذا عَن تَعَمُّدِ

كَأَنّا سَفاهاً لَم نُصَب بِمُصيبَةٍ
وَلَم نَرَ مِنّا مَيِّتاً جَوفَ مُلحَدِ

بَلى كَم أَخٍ لي ذي صَفاءٍ حَثَوتُهُ
عَلى الرَغمِ مِنّي مُلحَدَ الرَمسِ بِاليَدِ

أُهيلُ عَلَيهِ التُربَ مِن كُلِّ جانِبٍ
أَرى ذاكَ مِنّي حَقَّ زادِ المُزَوَّد

وَقَد كُنتُ أَفديهِ وَأَحذَرُ نَأيَهُ
وَأَفزَعُ إِمّا باتَ غَيرَ مُمَهَّدِ

لِكُلِّ أَخي ثُكلٍ عَزاءٌ وَأُسوَةٌ
إِذا كانَ مِن أَهلِ التُقى في مُحَمَّدِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:42 PM
ما أَقرَبَ المَوتَ جَدّا
أَتاكَ يَشتَدُّ شَدّا

يا مَن يُراحُ عَلَيهِ
بِالمَوتِ طَوراً وَيُغدى

هَل تَستَطيعُ لِما قَد
مَضى مِنَ العَيشِ رَدّا

الغَيُّ أَوضَحُ مِن أَن
يَراهُ ذو العَقلِ رُشدا

سامِح أُمورَكَ رِفقاً
وَاجعَل مَعاشَكَ قَصدا

مِن حَزمِ رَأيِكَ أَلّا
تَكونَ لِلمالِ عَبدا

ما تَأتِهِ مِن جَميلٍ
يُكسِبكَ أَجراً وَحَمدا

تَموتُ فَرداً وَتَأتي
يَومَ القِيامَةِ فَردا

طوبى لِعَبدٍ تَقيٍّ
لَم يَألُ في الخَيرِ جُهدا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:43 PM
ما أَشَدَّ المَوتَ جِدّاً وَلَكِن
ما وَراءَ المَوتِ حَقّاً أَشَدُّ

كُلُّ حَيٍّ ضاقَتِ الأَرضُ عَنهُ
سَوفَ يَكفيهِ مِنَ الأَرضِ لَحدُ

كُلُّ مَن ماتَ سَها الناسُ عَنهُ
لَيسَ بَينَ الحَيِّ وَالمَوتُ وُدُّ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:45 PM
لا والِدٌ خالِدٌ وَلا وَلَدُ
كُلُّ جَليدٍ يَخونُهُ الجَلَدُ

كَأَنَّ أَهلَ القُبورِ لَم يَسكُنوا
الدورَ وَلَم يَحيَ مِنهُمُ أَحَدُ

وَلَم يَكونوا إِلّا كَهَيئَتِهِم
لَم يولَدوا قَبلَها وَلَم يَلِدوا

يا ناسِيَ المَوتِ وَهوَ يَذكُرُهُ
هَل لَكَ بِالمَوتِ إِن أَتاكَ يَدُ

يا ساكِنَ القُبَّةِ المُطيفِ بِها
أَحراسُهُ وَالجُنودُ وَالعُدَدُ

دارُكَ دارٌ يَموتُ ساكِنُها
دارُكَ يُبلي جَديدَها الأَبَدُ

تَختالُ في مَطرَفِ الصِبا مَرَحاً
يَخطِرُ مِنكَ الذِراعُ وَالعَضَدُ

تَبكي عَلى مَن مَضى وَأَنتَ غَداً
يورِدُكَ المَوتُ في الَّذي وَرَدوا

لَو كُنتَ تَدري ماذا يُريدُ بِكَ
المَوتُ لَأَبلى جُفونَكَ السَهَدُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:47 PM
كُلُّ يَومٍ يَأتي بِرِزقٍ جَديدِ
مِن مَليكٍ لَنا غَنِيٍّ حَميدِ

قادِرٌ قاهِرٌ قَوِيٌّ لَطيفٍ
ظاهِرٍ باطِنٍ قَريبٍ بَعيدِ

حَجَبَتهُ الغُيوبُ عَن كُلِّ عَينٍ
وَهوَ فينا أَنيسُ كُلِّ وَحيدِ

حَسبُنا اللَهُ رَبُّنا هُوَ مَولىً
خَيرُ مَولىً وَنَحنُ شَرُّ عَبيدِ

خَلَقَ الخَلقَ لِلفَناءِ فَهُم بَينَ
شَقِيٍّ مِنهُم وَبَينَ سَعيدِ

لَيتَ شِعري وَكَيفَ حالُكَ يا نَفسُ
غَداً بَينَ سائِقٍ وَشَهيدِ

كُلُّنا صائِرٌ إِلى المَلِكِ الدَييانِ
رَبِّ الأَربابِ يَومَ الوَعيدِ

وَالمَنايا تَأتي عَلى كُلِّ شَيءٍ
وَالبَلى مُرصَدٌ لِكُلِّ جَديدِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:48 PM
إِنّا لَفي دارِ تَنغيصٍ وَتَنكيدِ
دارٌ تُنادي بِها أَيّامُها بيدي

لَقَد عَرَفناكِ يا دُنيا بِمَعرِفَةٍ
صَحَّت لَنا فَاِنقُصي إِن شِئتِ أَو زيدي

نَرى اللَيالِيَ وَالأَيّامَ مُسرِعَةً
فينا وَفيكِ بِتَفريقٍ وَتَبعيدِ

جَدَّ الرَحيلُ عَنِ الدُنيا وَساكِنها
يَرجو الخُلودَ وَلَيسَت دارَ تَخليدِ

يا نَفسُ لِلمَوتِ بي عَينٌ مُوَكَّلَةٌ
في كُلِّ وَجهٍ فَروغي عَنهُ أَو حيدي

إِن كانَتِ الدارُ لَيسَت لي بِباقِيَةٍ
فَما عَنائي بِتَأسيسٍ وَتَشيِيدِ

لَم يَكسُني الدَهرُ يَوماً مِن مَسَرَّتِهِ
إِلّا جَرى مِنهُ مَكروهٌ بِتَجريدِ

وَلي مِنَ المَوتِ يَومٌ لا دِفاعَ لَهُ
لَو قَد أَتاني لَقَد ضَلَّت أَقاليدي

الحَمدُ لِلَّهِ كُلُّ الخَلقِ مُنتَقِصٌ
مُصَرَّفٌ بَينَ خِذلانٍ وَتَأيِيدِ

وَكُلُّ ما وَلَدَتهُ الوالِداتُ إِلى
مَوتٍ تُؤَدّيهِ ساعاتُ المَواليدِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:49 PM
سَتَنقَطِعُ الدُنيا بِنُقصانِ ناقِصٍ
مِنَ الخَلقِ فيها أَو زِيادَةِ زائِدِ

وَمَن يَغتَنِم يَوماً يَجِدهُ غَنيمَةً
وَمَن فاتَهُ يَومٌ فَلَيسَ بِعائِدِ

وَما المَوتُ إِلّا مَورِدٌ عَنهُ مَصدَرٌ
وَما الناسُ إِلّا وارِدٌ بَعدَ وارِدِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:51 PM
أَراعَكَ نَقصٌ مِنكَ لَمّا وَجَدتَهُ
وَما زِلتَ في نَقصٍ وَأَنتَ وَليدُ

سَقَطتَ إِلى الدُنيا وَحيداً مُجَرَّداً
وَتَمضي عَنِ الدُنيا وَأَنتَ وَحيدُ

وَحِدتَ عَنِ المَوتِ الَّذي لَن تَفوتَهُ
وَلابُدَّ مِمّا أَنتَ عَنهُ تَحيدُ

وَمِن رُشدِ رَأيِ المَرءِ أَن يَمحَضَ التُقى
وَإِنَّ امرَأً مَحضَ التُقى لَسَعيدُ

هِيَ النَفسُ إِن تَصدُقكَ تَمنَحكَ نُصحَها
وَأَنتَ عَلَيها إِن صَدَقتَ شَحيدُ

وَما العَيشُ إِلّا مُستَفادٌ وَمُتلَفٌ
وَما الناسُ إِلّا مُتلِفٌ وَمُفيدُ

هُوَ اللَهُ رَبّي وَالقَضاءُ قَضاؤُهُ
وَرَبّي عَلى ما كانَ مِنهُ حَميدُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:51 PM
اِيأَس مِنَ الناسِ وَاِرجُ الواحِدَ الصَمَدا
فَإِنَّهُ هُوَ أَعلى مِنَّةً وَيَدا

إِن كانَ مَن نالَ سُلطاناً فَسادَ بِهِ
مُستَيقِناً أَنَّهُ يَبقى لَهُ أَبَدا

فَقُل لَهُ تِه فَقَد أُعطيتَ مَنزِلَةً
لَم يُعطِها اللَهُ في تَدبيرِهِ أَحَدا

أَو لافَوَيحَكَ لاتَلعَب بِنَفسِكَ إِذ
لَم تَدرِ في اليَومِ مايُقضى عَلَيكَ غَدا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:54 PM
أَلا هَل عَلى زَمَني مُسعَدُ
وَأَنّى وَقَد ذَهَبَ الأَجوَدُ

وَأَصبَحتُ في غابِرٍ بَعدَهُم
تَراهُم كَثيراً وَلَن يُحمَدوا

أَلا أَيُّها الطَلِبُ المُستَغيثُ
بِمَن لايُغيثُ وَلا يُسعِدُ

أَلا تَسأَلُ اللَهَ مِن فَضلِهِ
فَإِنَّ عَطاياهُ لاتَنفَدُ

أَلَم تَعي وَيحَكَ مِمّا تَقومُ
في طَلَبِ الرِزقِ أَو تَقعُدُ

فَما يَحرِمُ العَجزُ أَصحابَهُ
وَلا يُرزَقُ المالَ مَن يَجهَدُ

تَوَكَّل عَلى اللَهِ وَاِقنَع وَلا
تَرِد فَضلَ مَن فَضلُهُ أَنكَدُ

فَقَد حَلَفَ البُخلُ أَلّا يُرى
بِها مَن يَتِمُّ لَهُ مَوعِدُ

وَإِن جَمَدَت عَنكَ أَيدي العِبادِ
فَإِنَّ يَدَ اللَهِ لا تَجمَدُ

أَرى الناسَ طُرّا وَقَد أَبرَقوا
بِلُؤمِ الفِعالِ وَقَد أَرعَدوا

وَكُلٌّ يَرى أَنَّهُ سَيِّدٌ
وَلَيسَ لِأَفعالِهِ سودَدُ

فَيالَيتَ شِعري إِلى أَيِّهِم
إِذا عَرَضَت حاجَةٌ أَقصِدُ

إِذا جِئتُ أَفضَلَهُم لِلسَلامِ
رَدَّ وَأَحشاؤُهُ تُعِدُ

كَأَنَّكَ مِن خَوفِهِ لِلسُؤالِ
في عَينِهِ الحَيَّةُ الأَسوَدُ

فَفِرَّ إِلى اللَهِ مِن لُؤمِهِم
فَإِنّي أَرى الناسَ قَد أَصلَدوا

إِذا كانَ ذو المَجدِ مُستَأنِياً
بِبَذلِ النَدى فَمَتى يُحمَدُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:55 PM
الحَمدُ لِلَّهِ الواحِدِ الصَمَدِ
هُوَ الَّذي لَم يولَد وَلَم يَلِدِ

عَلَيهِ أَرزاقُنا فَلَيسَ مَعَ اللَهِ
بِنا حاجَةٌ إِلى أَحَدِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:55 PM
لاتَفرَحَنَّ بِما ظَفِرتَ بِهِ
وَإِذا نُكِبتَ فَأَظهِرِ الجَلَدا

وَإِذا نَطَقتَ فَلا تَكُن هَذِراً
وَاِقصِد فَخَيرُ الناسِ مَن قَصَدا

وَاِحفَظ أَخاكَ لِما رَجاكَ لَهُ
وَإِذا دَعاكَ فَكُن لَهُ عَضَدا

وَاِرفَع نَواظِرَهُ وَكُن سَنَداً
فَلَقَد يَكونُ أَخو الرِضا سَنَدا

وَتَعاهَدِ الإِخوانَ إِنَّهُمُ
زَينُ المَغيبِ وَزَينُ مَن شَهِدا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 03:59 PM
جِدّوا فَإِنَّ الأَمرَ جِدُّ
وَلَهُ أَعِدُّا وَاستَعِدّوا

لا يُستَقالُ اليَومَ إِن
وَلّى وَلا لِلأَمسِ رَدُّ

لا تَغفُلُنَّ فَإِنَّما
آجالُكُم نَفَسٌ يُعَدُّ

وَحَوادِثُ الدُنيا تَروحُ
عَلَيكُمُ طَوراً وَتَغدو

وَالمَوتُ أَبعَدُ شُقَّةً
ما بَعدَ مَوتِ المَرءِ بُعدُ

إِنَّ الأُلى كُنّا نَرى
ماتوا وَنَحنُ نَموتُ بَعدُ

ما لي كَأَنَّ مُنايَ باسِطَةٌ
وَأَنفاسي تُعَدُّ

يا غَفلَتي عَن يَومِ يَجمَعُ
شِرَّتي كَفَنٌ وَلَحدُ

ضَيَّعتُ ما لا بُدَّ لي
مِنهُ بِما لِيَ مِنهُ بُدُّ

أَأُخَيَّ كُن مُستَمسِكاً
بِجَميعِ ما لَكَ فيهِ رُشدُ

ما نَحنُ فيهِ مَتاعُ أَيامٍ
تُعارُ وَتُستَرَدُّ


هَوِّن عَلَيكَ فَلَيسَ كُلُ
الناسِ يُعطى ما يَوَدُّ

إِن كانَ لا يُغنيكَ ما
يَكفيكَ ما لِغِناكَ حَدُّ

وَتَوَقَّ نَفسَكَ مِن هَواكَ
فَإِنَّها لَكَ فيهِ ضِدُّ

لا تُمضِ رَأيَكَ في هَوىً
إِلّا وَرَأيُكَ فيهِ قَصدُ

مَن كانَ مُتَّبِعاً هَواهُ
فَإِنَّهُ لِهَواهُ عَبدُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:01 PM
سَلامٌ عَلى قَبرِ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ
نَبِيِّ الهُدى وَالمُصطَفى وَالمُؤَيَّدِ

نَبِيٍّ هَدانا اللَهُ بَعدَ ضَلالَةٍ
بِهِ لَم نَكُن لَولا هُداهُ لِنَهتَدي

فَكانَ رَسولُ اللَهِ مِفتاحَ رَحمَةٍ
مِنَ اللَهِ أَهداها لِكُلِّ مُوَحِّدِ

وَكانَ رَسولُ اللَهِ أَفضَلَ مَن مَشى
عَلى الأَرضِ إِلّا أَنَّهُ لَم يُخَلَّدِ

شَهِدتُ عَلى أَن لا نُبُوَّةَ بَعدَهُ
وَأَن لَيسَ حَيٌّ بَعدَهُ بِمُخَلَّدِ

وَأَنَّ البِلى يَأتي عَلى كُلِّ جِدَّةٍ
وَأَنَّ المَنايا لِلعِبادِ بِمَرصَدِ

تَبارَكَ مَن يَجري الفِراقُ بِأَمرِهِ
وَيَجمَعُ مِن شَتّى عَلى غَيرِ مَوعِدِ

أَيا صاحِ إِنَّ الدارَ دارُ تَبَلُّغٍ
إِلى بَرزَخِ المَوتى وَدارُ تَزَوِّدِ

أَلَستَ تَرى أَنَّ الحَوادِثَ جَمَّةٌ
يَروحُ عَلَينا صَرفُهُنَّ وَيَغتَدي

تَبَلَّغ مِنَ الدُنيا وَنَل مِن كَفافِها
وَلا تَعتَقِدها في ضَميرٍ وَلا يَدِ

وَكُن داخِلاً فيها كَأَنَّكَ خارِجٌ
إِلى غَيرِها مِنها مِنَ اليَومِ أَو غَدِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:02 PM
إِنَّ القَريرَةَ عَينُهُ عَبدُ
خَشِيَ الإِلَهَ وَعَيشُهُ قَصدُ

عَبدٌ قَليلُ النَومِ مُجتَهِدٌ
لِلَّهِ كُلُّ فِعالِهِ رُشدُ

نَزِهٌ عَنِ الدُنيا وَباطِلِها
لاعَرضُ يَشغَلُهُ وَلا نَقدُ

مُستَجهِلٌ في اللَهِ مُحتَقِرٌ
هَزلُ المَخافَةِ عِندَهُ جِدُّ

مُتَذَلِّلٌ لِلَّهِ مُرتَقِبٌ
ما لَيسَ مِن إِتيانِهِ بُدُّ

رَفَضَ الحَياةَ عَلى حَلاوَتِها
وَاِختارَ ما فيهِ لَهُ الخُلدُ

يَكفيهِ ما بَلَغَ المَحَلَّ بِهِ
لايَشتَكي إِن نابَهُ جَهدُ

فَاِشدُد يَدَيكَ إِذا ظَفِرتَ بِهِ
ما العَيشُ إِلّا القَصدُ وَالزُهدُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:04 PM
كَم وَكَم في القُبورِ مِن أَهلِ مُلكٍ
كَم وَكَم في القُبورِ مِن قُوّادِ

كَم وَكَم في القُبورِ مِن أَهلِ دُنيا
كَم وَكَم في القُبورِ مِن زُهّادِ

لَو بَذَلتُ النُصحَ الصَحيحَ لِنَفسي
لَم تَذُق مُقلَتايَ طَعمَ الرُقادِ

لَو بَذَلتُ النُصحَ الصَحيحَ لِنَفسي
هِمتُ أُخرى الزَمانِ في كُلِّ وادِ

بُؤسَ لي بُؤسَ مَيِّتاً يَومَ أَبكى
بَينَ أَهلي وَحاضِرِ العُوّادِ

كَيفَ أَلهو وَكيفَ أَسلو وَأَنسى
المَوتَ وَالمَوتُ رائِحٌ بي وَغادِ

أَيُّها الواصِلي سَتَرفُضُ وَصلي
عَنكَ لَو قَد أُذِقتَ طَعمَ اِفتِقادي

ياطَويلَ الرُقادِ لَو كُنتَ تَدري
كُنتَ مَيتَ الرُفادِ حَيَّ السُهادِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:06 PM
أَيُّها المُزمِعُ الرَحيلَ عَنِ الدُنيا
تَزَوَّد لِذاكَ مِن خَيرِ زادِ

لَتَنالَنَّكَ اللَيالي وَشيكاً
بِالمَنايا فَكُن عَلى اِستِعدادِ

أَتَناسَيتَ أَم نَسيتَ المَنايا
أَنَسيتَ الفِراقَ لِلأَولادِ

أَنَسيتَ القُبورَ إِذ أَنتَ فيها
بَينَ ذُلٍّ وَوَحشَةٍ وَاِنفِرادِ

أَيُّ يَومٍ يَومُ السِباقِ وَإِذ أَنتَ
تُنادى فَما تُجيبُ المُنادي

أَيُّ يَومٍ يَومُ الفِراقِ وَإِذ نَفسُكَ
تَرقى عَنِ الحَشا وَالفُؤادِ

أَيُّ يَومٍ يَومُ الفِراقِ وَإِذ أَنتَ
مِنَ النَزعِ في أَشَدِّ الجِهادِ

أَيُّ يَومٍ يَومُ الصُراخِ وَإِذ يَلطِمنَ
حُرَّ الوُجوهِ وَالأَجيادِ

باكِياتٍ عَلَيكَ يَندُبنَ شَجواً
خافِقاتِ القُلوبِ وَالأَكبادِ

يَتَجاوَبنَ بِالرَنينِ وَيَذرِفنَ
دُموعاً تَفيضُ فَيضَ المَزادِ

أَيُّ يَومٍ نَسيتُ يَومَ التَلاقي
أَيُّ يَومٍ نَسيتُ يَومَ التَنادِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:10 PM
المَنايا تَجوسُ كُلَّ البِلادِ
وَالمَنايا تُفني جَميعَ العِبادِ

لَتَنالَنَّ مِن قُرونٍ أَراها
مِثلَ ما نِلنَ مِن ثَمودٍ وَعادِ

هُنَّ أَفنَينَ مَن مَضى مِن نِزارٍ
هُنَّ أَفنَينَ مَن مَضى مِن إِيادِ

هَل تَذَكَّرتَ مَن خَلا مِن بَني ساسانَ
أَربابِ فارِسٍ وَالسَوادِ

هَل تَذَكَّرتَ مَن مَضى مِن بَني الأَصفَرِ
أَهلِ القِبابِ كَالأَوطادِ

أَينَ أَينَ النَبِيُّ صَلّى عَلَيهِ اللَهُ
مِن مُهتَدٍ رَشيدٍ وَهادِ

أَينَ داوُودُ أَينَ أَينَ سُلَيمانُ
المَنيعُ الأَعراضِ وَالأَجنادِ

راكِبُ الريحِ قاهِرُ الجِنِّ وَالإِنسِ
بِسُلطانِهِ مُذِلُّ الأَعادي

أَينَ نُمرودُ وَاِبنُهُ أَينَ قارونُ
وَهامانُ ذو الأَوتادِ

إِنَّ في ذِكرِنا لَهُم لِاِعتِباراً
وَدَليلاً عَلى سَبيلِ الرَشادِ

وَرَدوا كُلُّهُم حِياضَ المَنايا
ثُمَّ لَم يَصدِروا عَنِ الإيرادِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:11 PM
أُضيعُ مِنَ العُمرِ ما في يَدي
وَأَطلُبُ ما لَيسَ لي في يَدِ

أَرى الأَمسَ قَد فاتَني رَدُّهُ
وَلَستُ عَلى ثِقَةٍ مِن غَدِ

وَإِنّي لَأَجري إِلى غايَةٍ
وَأَستَقبِلُ المَوتَ مِن مَولِدي

وَما زِلتُ في طَبَقاتِ الرَدى
أَصَعَّدُ في مَصعَدٍ مَصعَدِ

فَيوشِكُ عَمّا قَليلٍ أَكونُ
مِنهُنَّ في البَرزَخِ الأَبعَدِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:12 PM
المَوتُ لا والِداً يُبقي وَلا وَلَدا
وَلا صَغيراً وَلا شَيخاً وَلا أَحَدا

كانَ النَبِيُّ فَلَم يَخلُد لِأُمَّتِهِ
لَو خَلَّدَ اللَهُ حَيّاً قَبلَهُ خَلَدا

لِلمَوتِ فينا سِهامٌ غَيرُ مُخطِئَةٍ
مَن فاتَهُ اليَومَ سَهمٌ لَم يَفُتهُ غَدا

ماضَرَّ مَن عَرَفَ الدُنيا وَغِرَّتَها
أَلّا يُنافِسَ فيها أَهلَها أَبَدا


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:14 PM
اِصبِر لِكُلِّ مُصيبَةٍ وَتَجَلَّدِ
وَاِعلَم بِأَنَّ المَرءَ غَيرُ مُخَلَّدِ

أَوَما تَرى أَنَّ المَصائِبَ جَمَّةٌ
وَتَرى المَنِيَّةَ لِلعِبادِ بِمَرصَدِ

مَن لَم يُصِب مِمَّن تَرى بِمُصيبَةٍ
هَذا سَبيلٌ لَستَ فيهِ بِأَوحَدِ

وَإِذا ذَكَرتَ مُحَمَّداً وَمَصابَهُ
فَاِذكُر مُصابَكَ بِالنَبِيِّ مُحَمَّدِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:15 PM
تَبارَكَ مَن فَخري بِأَنّي لَهُ عَبدُ
وَسُبحانَهُ سُبحانَهُ وَلَهُ الحَمدُ

وَلا مُلكَ إِلّا مُلكُهُ عَزَّ وَجهُهُ
هُوَ القَبلُ في سُلطانِهِ وَهُوَ البَعدُ

فَيا نَفسُ خافي اللَهَ وَاجتَهِدي لَهُ
فَقَد فاتَتِ الأَيّامُ وَاقتَرَبَ الوَعدُ

فَخَيرَ المَماتِ قَتلَةٌ في سَبيلِهِ
وَخَيرُ المَعاشِ الخِفُّ وَالحِلُّ وَالقَصدُ

تَشاغَلتُ عَمّا لَيسَ لي مِنهُ حيلَةٌ
وَلا بُدَّ مِمّا لَيسَ مِنهُ لَنا بُدُّ

عَجِبتُ لِخَوضِ الناسِ في الهَزلِ بَينَهُم
صَراحاً كَأَنَّ الهَزلَ بَينَهُمُ جِدُّ

نَسوا المَوتَ فَارتاحوا إِلى اللَهوِ وَالصِبا
كَأَنَّ المَنايا لاتَروحُ وَلا تَغدو


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:16 PM
أَلا كُلُّ مَولودٍ فَلِلمَوتِ يولَدُ
وَلَستُ أَرى حَياً لِشَيءٍ يُخَلَّدُ

تَجَرَّد مِنَ الدُنيا فَإِنَّكَ إِنَّما
سَقَطتَ إِلى الدُنيا وَأَنتَ مُجَرَّدُ

وَأَفضَلُ شَيءٍ نِلتَ مِنها فَإِنَّهُ
مَتاعٌ قَليلٌ يَضمَحِلُّ وَيَنفَدُ

وَكَم مِن عَزيزٍ أَذهَبَ الدَهرُ عِزَّهُ
فَأَصبَحَ مَرحوماً وَقَد كانَ يُحسَدُ

فَلا تَحمَدِ الدُنيا وَلَكِن فَذُمَّها
وَما بالُ شَيءٍ ذَمَّهُ اللَهُ يُحمَدُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:18 PM
ما رَأَيتُ العَيشَ يَصفو لِأَحَد
دونَ كَدٍّ وَعَناءٍ وَنَكَد

كُن لِما قَدَّمتَهُ مُغتَنِماً
لاتُؤَخِّر عَمَلَ اليَومِ لِغَد

إِنَّ لِلمَوتِ لَسَهماً قاتِلاً
لَيسَ يَفدي أَحَداً مِنهُ أَحَد

قَد أَرى أَن لَستُ في الدُنيا وَلَو
بَقِيَت لَي دائِماً طولَ الأَبَد

إِنَّني مِنها غَداً مُرتَحِلٌ
أَو أَراني راحِلاً مِن بَعدِ غَد

أَجمَعُ المالَ لِغَيري دائِباً
وَأُقاسي العَيشَ مِنهُ في كَبَد

لِمَنِ المالُ الَّذي أَجمَعُهُ
أَلِنَفسي أَم لِأَهلي وَالوَلَد

ما يُبالي وَلَدي بَعدي إِذا
غَيَّبوا والِدَهُم تَحتَ اللِبَد

وَأَصابوا ما لَهُ مِن بَعدِهِ
أَلِغَيٍّ قَد مَضى أَم لِرَشَد

إِنَّما دُنياكَ يَومٌ واحِدٌ
فَإِذا يَومُكَ وَلّى لَم يَعُد

يَفعَلُ اللَهُ إِلَهي مايَشا
ما لِأَمرِ اللَهِ فينا مِن مَرَد

يَرزُقُ الأَحمَقَ رِزقاً واسِعاً
وَتَرى ذا اللُبِّ مَحروماً نَكِد


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:20 PM
أَرى المَوتَ دَيناً لَهُ عِلَّةٌ
فَتِلكَ الَّتي كُنتَ مِنها تَحيدُ

تَيَقَّظ فَإِنَّكَ في غَفلَةٍ
يَميدُ بِكَ السُكرُ فيمَن يَميدُ

كَأَنَّكَ لَم تَرَ كَيفَ الفَنا
وَكيَفَ يَموتُ الغُلامُ الجَليدُ

وَكَيفَ يَموتُ المُسِنُّ الكَبيرُ
وَكيفَ يَموتُ الصَغيرُ الوَليدُ

وَمَن يَأمَنُ الدَهرَ في وَعدِهِ
وَلِلدَهرِ في كُلِّ وَعدٍ وَعيدُ

أَراكَ تُؤَمِّلُ وَالشَيبُ قَد
أَتاكَ بِنَعيِكَ مِنهُ بَريدُ

وَتَنقُصُ في كُلِّ تَنفيسَةٍ
وَأَنتَ بِظَنِّكَ فيها تَزيدُ

وَإِحسانُ مَولاكَ يا عَبدُهُ
إِلَيكَ مَدى الدَهرِ غَضٌّ جَديدُ

تُريدُ مِنَ اللَهِ إِحسانَهُ
فَيُعطيكَ أَكثَرَ مِمّا تُريدُ

وَمَن شَكَرَ اللَهَ لَم يَنسَهُ
وَلَم يَنقَطِع عَنهُ مِنهُ المَزيدُ

وَما يَكفُرُ العُرفَ إِلّا شَقِيٌّ
وَما يَشكُرُ اللَهَ إِلّا سَعيدُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:20 PM
أَلا إِنَّ رَبّي قَوِيٌّ مَجيدُ
لَطيفٌ جَليلٌ غَنِيٌّ حَميدُ

رَأَيتُ المُلَوكَ وَإِن عَظُمَت
فَإِنَّ المُلوكَ لِرَبّي عَبيدُ

تُنافِسُ في جَمعِ هَذا الحُطامِ
وَكُلٌّ يَزولُ وَكُلٌّ يَبيدُ

وَكَم بادَ جَمعٌ أُلو قُوَّةٍ
وَحِصنٌ حَصينٌ وَقَصرٌ مَشيدُ

وَلَيسَ بِباقٍ عَلى الحادِثاتِ
لَشَيءٍ مِنَ الخَلقِ رُكنٌ شَديدُ

وَأَيُّ مَنيعِ يَفوتُ الفَنا
إِذا كانَ يَفنى الصَفا وَالحَديدُ

أَلا إِنَّ رَأياً دَعا العَبدَ أَن
يُنيبَ إِلى اللَهِ رَأيٌ رَشيدُ

فَلا تَتَكَثَّر بِدارِ البِلى
فَإِنَّكَ فيها وَحيدٌ فَريدُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:22 PM
قُل لِلجَليدِ المَنيعِ لَستَ مِنَ الدُنيا
بِذي مِنعَةٍ وَلا جَلَدِ

يا صاحِبَ المُدَّةِ القَصيرَةِ لا
تَغفُل عَنِ المَوتِ قاطِعِ المُدَدِ

دَع عَنكَ تَقويمَ مَن تُقَوِّمُهُ
وَابدَأ فَقَوِّم ما فيكَ مِن أَوَدِ

يا مَوتُ كَم زائِدٍ قَرَنتَ بِهِ النَقصَ
فَلَم يَنتَقِص وَلَم يَزِدِ

قَد مَلَأَ المَوتُ كُلَّ أَرضٍ وَما
يَنزِعُ مِن بَلدَةٍ إِلى بَلَدِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:22 PM
ياراكِبَ الغَيِّ غَيرَ مُتَّئِدِ
شَتّانَ بَينَ الضَلالِ وَالرَشَدِ

حَسبُكَ ما قَد أَتَيتَ مُعتَمِداً
فَاِستَغفِرِ اللَهَ ثُمَّ لا تَعُدِ

ياذا الَّذي نَقصُهُ زِيادَتُهُ
إِن كُنتَ لَم تَنتَقِص فَلَم تَزِدِ

عَجِبتُ مِن آمِلٍ وَواعِظُهُ المَوتُ
فَلَم يَتَّعِظ وَلَم يَكَدِ

ما أَسرَعَ اللَيلَ وَالنَهارَ بِسا
عاتٍ قِصارٍ تَأتي عَلى الأَمَدِ

لَيَجرِيَنَّ البَلى عَلَينا بِما
كانَ جَرى قَبلَنا عَلى لُبَدِ

يامَوتُ يامَوتُ كَم أَخي ثِقَةٍ
كَلَّفَني غَمضَ عَينِهِ بِيَدي

يامَوتُ يا مَوتُ كَم أَضَفتَ إِلى ال
قِلَّةِ مِن ثَروَةٍ وَمِن كَبِدِ

يامَوتُ يامَوتُ كَم لِوَخزِكَ مِن
قَلبٍ جَريحٍ يَدمى وَمِن كَبِدِ

يامَوتُ يا مَوتُ صَبَّحَتنا بِكَ
الشَمسُ وَمَسَّت كَواكِبُ الأَسَدِ

يامَوتُ يامَوتُ لا أَراكَ مِنَ الخَلقِ
جَميعاً تُبقي عَلى أَحَدِ

الحَمدُ لِلَّهِ دائِماً أَبَداً
قَد يَصِفُ القَصدَ غَيرَ مُقتَصِدِ

مَن يَستَنِر بِالهُدى يُنِرهُ وَمَن
يَبغِ إِلى اللَهِ مَطلَباً يَجِدِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:24 PM
لَكَ الحَمدُ ياذا العَرشِ ياخَيرَ مَعبودِ
وَياخَيرَ مَسؤولٍ وَياخَيرَ مَحمودِ

شَهِدنا لَكَ اللَهُمَّ أَن لَستَ والِداً
وَلَكِنَّكَ المَولى وَلَستَ بِمَولودِ

وَأَنَّكَ مَعروفٌ وَلَستَ بِمَوصوفٍ
وَأَنَّكَ مَوجودٌ وَلَستَ بِمَجدودِ

وَأَنَّكَ رَبٌّ لاتَزالُ وَلَم تَزَل
قَريباً بَعيداً غائِباً غَيرَ مَفقودِ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:24 PM
أَلا إِنَّنا كُلَّنا بائِدُ
وَأَيُّ بَني آدَمٍ خالِدُ

وَبَدؤُهُمُ كانَ مِن رَبِّهِم
وَكُلٌّ إِلى رَبِّهِ عائِدُ

فَيا عَجَبا كَيفَ يُعصى الإِلَهُ
أَم كَيفَ يَجحَدُهُ الجاحِدُ

وَلِلَّهِ في كُلِّ تَحريكَةٍ
عَلَينا وَتَسكينَةٍ شاهِدُ

وَفي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيَةٌ
تَدُلُّ عَلى أَنَّهُ واحِدُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:25 PM
إِنّي لَأَكرَهُ أَن تَكونَ
لِفاجِرٍ عِندي يَدُ

فَتَجُرَّ مَحمَدَتي إِلَيهِ
وَلَيسَ مِمَّن يُحمَدُ


إسماعيل بن قاسم العيني

الحمدان
10-30-2024, 04:25 PM
إِنَّ الخُطوبَ غُدُوَّها وَرَواحَها
في الخَلقِ دائِبَةٍ تُجيلُ قِداحَها

ياساكِنَ الدُنيا لَقَد أوطِنتَها
وَلَتَبرَحَنَّ وَإِن كَرِهتَ بَراحَها

خُذ لِلمَنايا لا أَبالَكَ عُدَّةً
وَاِنظُر لِنَفسِكَ إِن أَرَدتَ صَلاحَها

لاتَغتَرِر فَكَأَنَّني بِعُقابِ رَيبِ
الدَهرِ قَد نَشَرَت عَلَيكَ جَناحَها


إسماعيل بن قاسم العيني