المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 [3] 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141

الحمدان
06-23-2021, 04:51 AM
إذا المرءُ لا يرعـــــاكَ إلا تكلفـــا
فدعْــــهُ ولا تكـــثرْ عليهِ التأســفا
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ
وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا
فَما كُلُّ مَــن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُــــهُ
وَلا كُلُّ مَـــن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا
إِذا لَم يَكُـــــن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً
فَلا خَيـــرَ فـــي وِدٍّ يَجـــيءُ تَكَلُّفا
وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخـــونُ خَليلَهُ
وَيَلقاهُ مِــــن بَعـــدِ المَوَدَّةِ بِالجَفـا
وَيُنكِرُ عَيشــــاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ
وَيُظهِرُ سِرّاً كـــانَ بِالأَمسِ قَـــد خَفا
سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها
صَديقٌ صَدوقٌ صـادِقُ الوَعدِ مُنصِفا

المتنبي رحمه الله

الحمدان
06-23-2021, 09:21 AM
تغيرتِ المودة والاخاءُ
أبيات من قصيدة "تغيرت المودة والإخاء" ل علي بن أبي طالب:


تغيرتِ المودة والإخاءُ
وقلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ

وأسلمني الزمانُ إلى صديقٍ
كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ

وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ
ولكن لا يدومُ له وفاءُ

أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ
وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ

يديمونَ المودة ما رأوني
ويبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ

وإن غنيت عن أحد قلاني
وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ

سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي
فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ

وَكُلُّ مَوَدَّة ٍ لله تَصْفُو
وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ

و كل جراحة فلها دواءٌ
وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ

ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَداً نعِيْمٌ
كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ

الحمدان
07-02-2021, 05:34 AM
أتَاكَ الرّبيعُ الطّلقُ يَختالُ ضَاحِكاً

منَ الحُسنِ حتّى كادَ أنْ يَتَكَلّمَا

وَقَد نَبّهَ النّوْرُوزُ في غَلَسِ الدّجَى

أوائِلَ وَرْدٍ كُنّ بالأمْسِ نُوَّمَا

يُفَتّقُهَا بَرْدُ النّدَى، فكَأنّهُ

يَنِثُّ حَديثاً كانَ قَبلُ مُكَتَّمَا

وَمِنْ شَجَرٍ رَدّ الرّبيعُ لِبَاسَهُ

عَلَيْهِ، كَمَا نَشَّرْتَ وَشْياً مُنَمْنَما

أحَلَّ، فأبْدَى لِلْعُيونِ بَشَاشَةً،

وَكَانَ قَذًى لِلْعَينِ، إذْ كانَ مُحْرِما

وَرَقّ نَسيمُ الرّيحِ، حتّى حَسِبْتُهُ

يَجىءُ بأنْفَاسِ الأحِبّةِ، نُعَّمَا

فَما يَحبِسُ الرّاحَ التي أنتَ خِلُّهَا،

وَمَا يَمْنَعُ الأوْتَارَ أنْ تَتَرَنّما

وَمَا زِلْتَ خِلاًّ للنّدَامى إذا انتَشُوا،

وَرَاحُوا بُدوراً يَستَحِثّونَ أنْجُمَا

تَكَرّمتَ من قَبلِ الكؤوسِ عَلَيهِمِ،

فَما اسطَعنَ أنْ يُحدِثنَ فيكَ تَكَرُّمَا


البحتري

الحمدان
07-02-2021, 07:47 AM
وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ
وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّابٍ لمنْ لا يَهابُنِي
ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتي
وإن تنأ عني، تلقني عنكَ نائياً

كِلاَنا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَاتَه
وَنَحْنُ إذَا مِتْنَا أشَدُّ تَغَانِيَا



الشافعي رحمه الله

الحمدان
07-02-2021, 07:48 AM
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ
وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ

وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي
فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ

وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً
وشيمتكَ السماحة والوفاءُ

وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا
وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب
يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ

ولا تر للأعادي قط ذلاً
فإن شماتة الأعدا بلاء

ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ
فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي
وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ

وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ
ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا
فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ

وأرضُ الله واسعة ً ولكن
إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ
فما يغني عن الموت الدواءُ


الشافعي رحمه الله

الحمدان
07-05-2021, 12:55 AM
‏أما التعلق كلهُ .. فبخالقي
من بعد ما رحم الخُطا وهداني

فلأرجعنّ إليك أولَ أوّلٍ
ولأعبدنّك في دجى الرهبانِ

ولأمضيّن لأجل وجهك محسنًا
وأراك يا ربي وأنت تراني

وإذا ابتليتَ فكم وكم عافيتني
والحمدلله الذي عافاني!

وفتحت قرآني لأرضي خالقي
فشعرتُ أن الله .. قد أرضاني

...

ريحانة شمران
07-06-2021, 11:19 PM
فرائد الشعر !

https://www.poetsgate.com/img/divider_1.png
فرائدُ الشعر أرواحٌ مسافرةٌ


‏ليستْ سطوراً تُسَجَّى في الدواوينِ
‏مثل الطيور تنافي كلَّ جَغْرَفةٍ


‏ تجتاحُ أجواءنا كلَّ الأحايينِ
‏لا ترتضي من بني الإنسانِ خارطةً


‏ ولا تُصِيخُ إلى صَوتِ القوانينِ
‏لوقعها في نفوسِ الناسِ رفرفةٌ


‏ونشوةٌ تتمشى في الشرايينِ

عبد العزيز الزنيدي

نوال الشمراني
07-07-2021, 12:18 AM
صباحاتك خزامى




الفاضل-الحمدان


متصفحك باذخ
فارهة الجمال-



خَلِيلَيَّ مَا بَالُ الدَّجَى لاَ تَزَحْزَحُ
وَمَا بَالُ ضَوْءِ الصُّبْحِ لاَ يَتَوَضَّحُ


أضَلَّ الصَّبَاحُ الْمُسْتَنِيرُ سَبِيلَهُ
أم الدَّهْرُ لَيْلٌ كُلُّهُ لَيْسَ يَبْرَحُ



وَطَالَ عليّ الليلُ حتى كأنّهُ
بليلين موصول فما يتزحزح


(بشار بن برد)




ود يليق
@جاهله@

الحمدان
07-09-2021, 03:32 AM
وإنِّيَ لا أَخْزَى إذا قِيلَ: مُمْلِقٌ
جَوادٌ، وأَخْزَى أَنْ يُقالَ بَخِيلُ

فإلاَّ يَكُنْ جِسْمِي طَويلاً، فإنَّنِي
له بالخِصَالِ الصَّالِحاتِ وَصُولُ

إذا كنتُ في القَوْمِ الطِّوالِ عَلَوْتُهُمْ
بِعارِفَةٍ حتّى يُقالَ طَوِيلُ

ولا خَيْرَ في حُسْنِ الجُسُومِ وطُولِها
إذا لم يَزِنْ حُسْنَ الجُسُومِ عُقُولُ

وكَمْ قد رَأَيْنا مِنْ فُرُوعٍ كَثِيرةٍ
تَمُوتُ إذا لَمْ تُحْيِهِنَّ أُصُولُ

ولَمْ أَر كالمَعْرُوفِ، أمَّا مَذاقُهُ
فَحُلْوٌ، وأما وجْهُهُ فَجَمِيلُ


الفرزدق

الحمدان
07-09-2021, 03:35 AM
مشرفين متصفحي
ريحانه شمران .. نوال الشمراني
اشكركم لتواجدكم هنا
نور متصفحي بهالطله الرائعه

الحمدان
07-12-2021, 03:18 AM
‏‎وما المرءُ إلا كالشهابِ وضوئِه
يحور رماداً بعدَ إذ هو ساطع

وما المال والأهلون إلا ودائع
ولابد يوماً أن تُرَدَّ الودائع

لَعَمرُكَ ماتدري الطوارق بالحصى
ولازاجراتُ الطير ما اللهُ صانعُ



لبيد بن ربيعة

الحمدان
07-12-2021, 03:19 AM
اذا امتلأت كف اللئيم من الغنى

تمايل إعجابا وقال أنا أنا

ولكن كريم الأصل كالغصن كلما

تحمل أثمارا تواضع وانحنى!




الشاعر ؟؟

ريحانة شمران
07-14-2021, 04:48 PM
تلك الطبيعة ُ، قِف بنا يا ساري

حتى أُريكَ بديعَ صُنْعِ الباري

الأَرضُ حولك والسماءُ اهتزَّت

لروائع الآياتِ والآثار

من كلّ ناطقة ِ الجلال، كأَنه

أُمُّ الكتاب على لسان القاري

أحمد شوقي

الحمدان
07-16-2021, 06:04 AM
يقول عمر بهاء الدين الأميري:


أين الضجيج العذب والشغب أين التدارس شابه اللعب؟ أين الطفولة في توقدها أين الدمى في الأرض والكتب؟ اين التشاكس دونما غرض أين التشاكي ماله سبب؟ أين التباكي والتضاحك في وقت معاً، والحزن والطرب؟ أين التسابق في مجاورتي شغفا إذا أكلوا وإن شربوا؟ يتزاحمون على مجالستي والقرب مني حيثما انقلبوا؟ يتوجهون بسوق فطرتهم نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا فنشيدهم: (بابا) إذا فرحوا ووعيدهم: (بابا) إذا غضبوا وهتافهم: (بابا) إذا ابتعدوا ونجيهم: (بابا) إذا اقتربوا بالأمس كانوا ملء منزلنا واليوم، ويح اليوم قد ذهبوا وكأنما الصمت الذي هبطت أثقاله في الدار إذ غربوا إغفاءة المحموم هدأتها فيها يشيع الهم والتعب ذهبوا، أجل ذهبوا ،ومسكنهم في القلب، ما شطوا وما قربوا إني أراهم أينما التفتت نفسي وقد سكنوا، وقد وثبوا وأحس في خلدي تلاعبهم في الدار ليس ينالهم نصب وبريق أعينهم، إذا ظفروا ودموع حرقتهم إذا غلبوا في كل ركن منهم أثر وبكل زاوية لهم صخب في النافذات زجاجها حطموا في الحائط المدهون قد ثقبوا في الباب قد كسروا مزالجه وعليه قد رسموا وقد كتبوا في الصحن فيه بعض ما أكلوا في علبة الحلوى التي نهبوا في الشطر من تفاحة قضموا في فضلة الماء التي سكبوا إني أراهم حيثما اتجهت عيني كأسراب القطا سربوا بالأمس في (قرنايل) نزلوا واليوم قد ضمتهم (حلب) دمعي الذي كتمته جلدا لما تباكوا عندما ركبوا حتى إذا ساروا وقد نزعوا من أضلعي قلبا بهم يجب ألفيتي كالطفل عاطفة فإذا به كالغيث ينسكب قد يعجب العذال من رجل يبكي، ولو لم أبكِ فالعجب هيهات ما كل البكا خور إني وبي عزم الرجال أب

الحمدان
07-16-2021, 06:09 AM
يقول فاروق جويدة:


ويحملني الحنين إليك طفلا
وقد سلب الزمان الصبر مني

وألقى فوق صدرك أمنياتي
وقد شقي الفؤاد مع التمني

غرست الدرب أزهارا بعمري
فخيبت السنون اليوم ظني

وأسلمت الزمان زمام أمري
وعشت العمر بالشكوى أغني..

وكان العمر في عينيك أمنا
وضاع العمر يوم رحلت عني...

الحمدان
07-16-2021, 06:16 AM
يقول جميل بثينه


أرى كل معشوقين غيري وغيرها
يلذّان في الدنيـا ويغتبطان

وأمشي وتمشي في البـلاد كأننا
أسيـران للأعـداء مرتهنان

أصلي فأبكي في صلاتي لذكرهـا
لي الويل مما يكتب الملكان

ضمنت لها أن لا أهيـم بغيرهـا
وقد وثقت مني بغير ضمان

ألا يا عبـاد الله قوموا لتسمعوا
خصومة معشوقين يختصمان

وفي كـل عـام يستجدّان مـرة
عتابا وهجـرا ثم يصطلحان

يعيشان في الدنيـا غريبين أينما
أقاما وفي الأعوام يلتقيـان

الحمدان
07-16-2021, 06:24 AM
يقول كريم العراقي


بيتٌ من الشعرِ اذهلني بروعتهِ

توسدَ القلبَ مذْ ان خطهُ القلمُ

اضحى شعاري وحفزني لأكرمهُ

عشرينَ بيتا لها مِن مِثلهِ حكمُ

لا تشكُ للناسِ ..جرحاً انتَ صاحبهُ

لا يؤلمُ الجرحَ ...الا منْ به المُ

شكواكَ للناسِ منقصةٌ.. ومن

من الناسِ صاحٍ ما بهِ سقمُ

فالهمُ كالسيلِ والامراضُ زاخرةٌ

حمرُ الدلائلِ مهما اهلها كتمُ

فان شكوتَ ..لمنْ طابَ الزمانُ لهُ

عيناكَ تَغلي.. ومنْ تشكو لهُ صنمُ

واذا شكوتَ لمنْ شكواكَ ..تُسعدهُ

أضفتَ جرحاً لجرحكَ.. اسمهُ الندمُ

هلْ المواساةُ يوماً ..حررتْ وطناً

ام التعازي بديلٌ.. ان هوى العَلمُ

منْ يندبُ الحظُ ..يطفئُ عينَ همِتَّهُ

لاعينَ للحظِ .. ان لمْ تبصرْ الهممُ

كمْ خابَ ظني.. بمنْ اهديتهُ ثقتي

فأجبرتني ..على هِجرانِهُ التهمُ

كمْ صِرتُ جسراً.. لمنْ احببتهُ فمشى

على ضلوعي.. وكمْ زلّتْ به قدمُ

فداسَ قلبي ..وكانَ القلبُ منزلهُ

فما وفائى لخلٍ ..مالهُ قيمُ

لا الياسُ ثوبي ..ولا الاحزانُ تكسرني

جرحي عنيدٌ.. بلسعِ النارِ يلتئمُ

اشربْ دموعَكَ واجرعْ مرهَّا عسلاً

يغزو الشموعَ حريقٌ وهي تبتسمُ

والجِمْ همومَكَ واسرجْ ظهرهَّا فرساً

وانهضْ كسيفٍ اذا الانصالُ تلتحمُ

عدالةُ الارضْ مذْ خلقتْ .مزيفةُ

والعدلُ في الارضِ.. لاعدلٌ ولا ذممُ

والخيرُ .. حَملٌ وديعٌ طيبٌ قَلِقٌ

والشرُ.. ذئبٌ خبيثٌ ماكرٌ نَهمُ

كل السكاكينْ صوبُ الشاةِ ..راكضةٌٌ

لِتطُمئنُ الذئبَ ..ان الشملَ ملتئمُ

كنْ ذا دهاءٍ وكنْ لصاً ..بغيرِ يدٍ

ترى الملذاتِ ..تحتَ يديكَ تزدحمُ

المالُ والجاهُ ...تمثالانِ مِنْ ذهبٍ

لهما تصلي.. بكلِ لغاتِها الاممُ

والاقوياءُ ..طواغيتٌ فراعنةٌٌ

واكثرْ الناسَ تحتَ عروشِهمْ ..خَدَمُ

شكواكَ شكواي.. يا منْ تكتوي الماً

ما سالَ دمعٌ على الخدينِ .. سالَ دمُ

ومنْ سوى اللهِ ..نأوي تحتَ سدرَتهِ

ونستغيثُ بهِ ..عوناً ونعتصمُ

كنْ فيلسوفا ترى انَ الجميعَ هنا

يتقاتلونَ على عدمٍ وهمْ عدمُ

الحمدان
07-17-2021, 05:56 PM
‏يَا سَائِرِينَ إلَى البيتِ لَقد
سِرتُم
جُسُومًا وسِرنَا نَحنُ أروَاحَا

إنَّا أقمنَا عَلى عُذرٍ وقَد رَحَلُوا
ومَن أقَامَ عَلى عُذرٍ كَمَن رَاحَا

لطائف المعارف ( ظ£ظ¦ظ¦ )

الحمدان
07-19-2021, 03:28 AM
قبل 636 عاما، نظم الشاعر
عبدالرحيم أحمد علي البرعي
قصيدته «يا راحلين إلى منى»،
بعد أن دهمه المرض والتعب
وهو في طريقه إلى الحج،
إذ وافته المنية قبل تأدية حجته.

*يا راحلين إلى منىً بقيادي

هيجتموُ يوم الرحيل فؤادي

حرَّمتمو جفني المنام لبُعدكم

يا ساكنين المنحنى والوادي

سرتم وسار دليلكم يا وحشتي

العِيسُ أطربني وصوت الحادي

فإذا وصلتم سالمين فبلغوا

مني السلامَ أُهَيْلَ ذاك الوادي

وتذكروا عند الطواف متيماً

صبّاً براه الشوقُ والإبعاد

لي في ربى ظلال مكة مرهمٌ

فعسى الإلهُ يجود لي بمرادي

ويلوح لي ما بين زمزم والصفا

عند المقامِ سمعت صوت منادي

يَقُولُ لِي يَا نَائِماً جدّ السُّرَى

عَرَفَاتُ تجلو كل قلب صَادِي

من نال من عرفات نظرة ساعة

نال السرور ونال كل مراد

يا رب أنت وصلتهم وقطعتني

فبحقهم يا رب حُلّ قيادي

بالله يا زوار قبر محمد

من كان منكم رائحاً أو غادي

فليبلغ المختار ألف تحية

من عاشق متقطع الأكباد

الحمدان
07-24-2021, 04:11 PM
‏دع الاحزان واهجرها مليا
وعانق بالرضا وهج الثريا
هي الدنيا فلا تأسف عليها
وإن خابت ظنونك يا أخيا
فلو دامت لغيرك أو لغيري
لما وصلت إليك ولا إليا
فسل تلك القبور وساكنيها
فقيراً كان أم ملكاً ثرياً
فسر يا صاحِ في بر وتقوى
وعش حراً على الدنيا أبيا

الإمام الشافعي رحمه الله

ريحانة شمران
07-24-2021, 07:39 PM
نظر المحب إِلى المحب سلام

https://www.poetsgate.com/img/divider_1.png
نظر المحب إِلى المحب سلام


وَالصمت بين العارفين كلام
جمعوا العبارة بالإِشارة بينهم


وتوافقت منهم بها الأَفهام
يَتَراجَعون بلحظهم لا لفظهم


فلذا بما في نفس ذا إِلهام
هَذا هناك وَذا هناك إِذا تَرى


وَلسر ذاكَ بسر ذا إِلمام
وَتقابلت وَتعاشقت وَتعانقت


أَسرارهم وَتفرقت أَجسام
فَيَقول ذا عَن ذا وَذا عَن ذا بما


يَلقى إِلَيهِ وَتكتب الأَقلام
سقط الخلاف وَحرفه عَن لفظهم


فَلَهُم بحرف الائتلاف غَرام
ألفوا نعم لبيك وأتلفوا بها


إِذ لا وَلَيسَ عَلى الكِرام حَرام
أَعرافهم جنوية أَخلاقهم


نبوية ربانيون كِرام
شهواتهم وَنفوسهم وَحظوظهم


خلف وَفعل الصالحات أَمام
بسطت بهن لهم أكف بالعطا


قامَت بواجبها لهم أَقدام
فالسر علم وَالعقول أَدلة


وَالرب قصد وَالرَسول إِمام

صفي الدين أحمد بن علوان

الحمدان
07-27-2021, 07:16 PM
بارك الله فيك غاليتي
شمرانيه الروح
اطلاله رائعه كماك
اشكرك جزيل الشكر

ريحانة شمران
07-28-2021, 01:36 AM
أَلَم تَرَ أَنّي كَرِهتُ الحُروبَ

https://www.poetsgate.com/img/divider_1.png
أَلَم تَرَ أَنّي كَرِهتُ الحُروبَ


وَأَنّي نَدِمتُ عَلى ما مَضى
نَدامَةَ زارٍ عَلى نَفسِهِ


لِتِلكَ الَّتي عارُها يُتَّقى
وَأَيقَنتُ أَنّي لِما جِئتُهُ


مِنَ الأَمرِ لابِسُ ثَوبَي خَزى
حَياءً وَمِثلي حَقيقٌ بِهِ


وَلَم يَلبَسِ القَومُ مِثلَ الحَيا
وَكانَت سُلَيمٌ إِذا قَدَّمَت


فَتىً لِلحَوادِثِ كُنتُ الفَتى
وَكُنتُ أُفيءُ عَلَيها النِهابَ


وَأَنكي عِداها وَأَحمي الحِمى
فَلَم أوقِدِ الحَربَ حَتّى رَمى


خُفافٌ بِأَسهُمِهِ مَن رَمى
فَأَلهَبَ حَرباً بِأَصبارِها


فَلَم أَكُ فيها ضَعيفَ القُوى
فَإِن تَعطِفِ القَومَ أَحلامُهُم


وَيَرجِعَ مِن وُدِّهِم ما نَأى
فَلَستُ فَقيراً إِلى حَربِهِم


وَما بِيَ عَن سَلمِهِم مِن غِنى

العباس بن مرداس

ريحانة شمران
07-31-2021, 02:47 AM
الليل

https://www.poetsgate.com/img/divider_1.png
يا ظلام الليل يا طاوي أحزان القلوبِ

أنظرُ الآن فهذا شبحٌ بادي الشُحوبِ

جاء يسعى، تحت استارك، كالطيف الغريب

حاملاً في كفه العود يُغني للغيوبِ

ليس يعنيه سُكونُ الليلِ في الوادي الكئيبِ

هو، ياليلُ، فتاة شهد الوادي سُراها

أقبل الليل عليها فأفاقت مقلتاها

ومضت تستقبلُ الوادي بألحان أساها

ليت آفاقك تدري ما تُغني شفتاها

آه يا ليلُ ويا ليتك تدري ما مُناها

جنها الليلُ فأغرتها الدياجي، والسكونُ

وتصباها جمالُ الصمتِ، والصمتُ فنونُ

فنضت برد نهارٍ لف مسراهُ الحنينُ

وسرت طيفاً حزيناً فاذا الكونُ حزينُ

فمن العودِ نشيجٌ ومن الليلِ أنينُ

***

أيهِ يا عاشقة الليلِ وواديه الأغن

هو ذا الليلُ صدى وحيٍ ورؤيا مُتمنى

تضحكُ الدنُيا وما أنتٍ سوى آهةِ حزنِ

فخذي العود عن العُشبِ وضميه وغني

وصفي ما في المساءِ الحُلوِ من سحر وفنِّ

ما الذي، شاعرة الحيرةِ، يُغري بالسماءِ؟

أهي أحلامُ الصبايا أم خيالُ الشعراءِ؟

أم هو الاغرام بالمجهولِ أم ليلُ الشقاءِ؟

أم ترى الآفاق تستهويك أم سحرُ الضياءِ؟

عجباً شاعرةً الصمتِ وقيثار المساءِ

طيفُكِ الساري شحوبٌ وجلالٌ وغموضُ

لم يزل يسري خيالاً لفه الليل العريضُ

فهو يا عاشقة الظُلمة أسرارٌ تفيضُ

آه يا شاعرتي لن يرحم القلبُ المهيضً

فارجعي لا تسألي البرق فما يدري الوميضُ

عجباً، شاعرة الحيرةِ، ما سرُ الذهولِ؟

ما الذ ي ساقكِ طيفاً حالماً تحت النخيلِ؟

مُسند الرأسِ الى الكفين في الظل الظليلِ

مُغرقاً في الفكر والأحزان والصمتِ الطويلِ

ذاهلاً عن فتنة الظُلمة في الحقلِ الجميلِ

أنصتي هذا صُراخُ الرعدِ، هذي العاصفاتُ

فأرجعي لن تُدركي سراً طوتهُ الكائناتُ

قد جهلناه وضنت بخفاياهُ الحياةُ

ليس يدري العاصف المجنون شيئاً يا فتاةُ

فارحمي قلبكِ، لن تنطق هذي الظُلماتُ


نازك الملائكة

نوال الشمراني
08-03-2021, 10:46 PM
مساء الأنوار



1
سُـنــونٌ تُـعــادُ وَدَهـرٌ يُـعــيــد
لَعَمـرُكَ ما في اللَيالي جَديد



2
أَضــــاءَ لِآدَمَ هَــــذا الهِـــلالُ
فَـكَـيـفَ تَقـولُ الهِلالُ الوَليد




3
نَـعُــدُّ عَـلَيـهِ الزَمانَ القَريـبَ
وَيُحـصـي عَلَينا الزَمانَ البَعيد




4
عَـلى صَـفــحَـتَـيـهِ حَديـثُ القُرى
وَأَيّــامُ عــادٍ وَدُنـيــا ثَـمــود



5
وَطــيـــبَـــةُ آهِــلَةٌ بِــالمُـــلوكِ
وَطـيــبَــةُ مُـقــفِــرَةٌ بِالصَـعـيـد



6
يَـزولُ بِـبَــعــضِ سَـنــاهُ الصَفـا
وَيَفـنـى بِبَـعـضِ سَنـاهُ الحَديـد



7
وَمِـن عَـجَــبٍ وَهـوَ جَدُّ اللَيالي
يُبـيـدُ اللَيالِيَ فيـمـا يُبـيـد



8
يَـقــولونَ يا عامُ قَد عُدتَ لي
فَـيـالَيـتَ شِعـري بِمـاذا تَعـود




9
لَقَـد كُنـتَ لي أَمسِ ما لَم أُرِد
فَهَل أَنتَ لي اليَومَ ما لا أُريد





10
وَمَـن صـابَــرَ الدَهـرَ صَبـري لَهُ
شَكـا في الثَلاثينَ شَكوى لَبيد




11
ظَــمِـــئتُ وَمِــثـــلي بَــرِيٍّ أَحَــقُّ
كَـأَنّــي حُـسَــيــنٌ وَدَهـري يَزيـد





12
تَغـابَـيـتُ حَتّـى صَحِـبـتُ الجَهولَ
وَدارَيـتُ حَـتّـى صَبِـحـتُ الحَسـود





(أحمد شوقي)

-

دمتم بنقاء
@جاهله@

ريحانة شمران
08-08-2021, 12:07 AM
ا مَنْ أَياديه تَهمي

https://www.poetsgate.com/img/divider_1.png
ا مَنْ أَياديه تَهمي
إنْ ضنَّ عَيْثٌ ووسمي
وَسميُّ جود رأى النّا
سُ مثلَه موضع وسمي
ويا مَليكَ البَرايا
وابنَ المليك الجِضَسمِّ
يا صالحَ الناس طُرّاً
من كُلِّ عُرْب وَعُجْمِ
وَمَنْ لهُ نورُ وَجْه
كالبَدْر ليلةَ تَمِّ
يا غَيثُ ياليثُ في حا
لتي نزالٍ وَسَلْم
العَبْدُ يُهنَى مقالا
فاصفَحْ وَخُذْه بحُلْم
واسمَعْ حديثاً ظريفاً
واعجَبْ لقلَة قَسْمي
عيدُ الأضاحي وافى
يَبغي الزِّحامَ بزَحْم
وقد كَعَمْتُ كلابي
والفارُ عندي بلَحْم
فقلتُ إذ طالَبتني
أَهلي بلحمِ وشحم
قوموا كُلوني فإني
في البيت قِطعَةُ لَحْم
تَقولُ بنتي لأُختي
وَبنْتُ عَمِّي لأُمي
تُرَى الحكيم حمانا
التّزفيرَ دَفعاً لسُقْمِ
أَم ذاك واصلُ صَوم
أَم ذاكَ قاطِعُ رَحْمِ
أَم ليسَ للشعرْ سِعرٌ
والرَّسمُ أَقوى كَرَسْمِ
وَلَو يُضَحّي بِكلْب
ذبَحْتُ في العيد عمّي
فَيا مَليكَ البَريا
ويا دواءً لمدمي
لولاك ضاعَ ثَنائي
وبارَ نَثْري ونظمي
فَدُم جزيلَ العطايا
بنائلٍ منك سَجْمِ

ابن دانيال الموصلي

ريحانة شمران
08-16-2021, 12:48 AM
أتعرف نظماً فيك منى مسراً

أتعرف نظماً فيك منى مسراً

وقبلاً جميلاً بالثناء محرراً

أناضل عن أحسابكم كل ثالب

وأحمي كد الذي كان أنكرا

وقد شاع في كل البلاد ولم يكن

لما قلت في هذي الجزيرة منكرا

فبدل هجراً ما ترى من مدائحي

فلله هذا الدهر كيف تغيرا

وجوزيت منك بالذي لست أهله

وما كان مثلي أن يهان ويحقرا

وأن يكن الواشون بالظن أكثروا

من القيل في الإخوان زوراً متبرا

فحقق ولا تعجل حنانيك واتئد

وقل عل هذا كان إفكاً مزورا

فلا تصغ للنمام سمعك واحذرن

من الله إن الله عن ذاك حذرا

وقد زعموا أني نظمت ولم يكن

ولو كان أبديت الفؤاد المسطرا

وما قلت حتى الآن شيئاً وإنني

إلى نصرهم نفسي تتوق لأعذرا

سليمان بن سحمان

نوال الشمراني
08-21-2021, 02:29 AM
-
صباحكم جنه


——



كَم قُلتَ يا حُلو الخِضاب
داوِ المُتَيَّم بِالرِضاب




وَاِسمَح لِصبك بِاِقتِراب
ما لي سِوى هذا دَوا






(عائشة التيمورية)


ود
@جاهله@

نوال الشمراني
08-21-2021, 02:40 AM
نسل الفوضى :



أدخلت الحروف في فوضاي
فوضتها أمري
وفاضت روح الحروف في روحي

من يعدل الكون ويهندس المجرة
ميم
سين
ألف ياء
صاد
لام
ويكسر الخيط ويكسوني
شاهد ينتضي حلم فوضاي ويفضي إلي
أدخلتها وهي حولي جواسق
ومرايا و نرجسات وسبائك
تكتب للاسم اسما وللعربات أفراسا
وترسم الطريق
في الفوضى يلد الماء أخطاءه
ويغفر المخلوق للخالق
للواثق شكا وللريح شكيمة
هنا ولا لجام ولا جنة
تجهل النطفة تاريخها
ولا ترائب
أصلابها الريب والرهينة
أدخلتها وارتحت في فوضاي
حيث الفضاء يضيق على الكون
ويبدأ في حروفٍ مشحونةٍ
يتهجى ، هذه الأبجدية-



(قاسم الحداد):





قاسم حداد ولد في البحرين عام 1948.

تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي.

التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975 ثم عمل في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام من عام 1980.

شارك في تأسيس ( أسرة الأدباء والكتاب في البحرين ) عام 1969.

شغل عدداً من المراكز القيادية في إدارتها. تولى رئاسة تحرير مجلة كلمات التي صدرت عام 1987 عضو مؤسس في فرقة (مسرح أوال) العام 1970.

يكتب مقالاً أسبوعياً منذ بداية الثمانينات بعنوان (وقت للكتابة) ينشر في عدد من الصحافة العربية.

كتبت عن تجربته الشعرية عدد من الأطروحات في الجامعات العربية والأجنبية،

والدراسات النقدية بالصحف والدوريات العربية والأجنبية. ترجمت أشعاره إلى عدد من اللغات الأجنبية .
-
متزوج ولديه ولدان وبنت (طفول - محمد - مهيار) وحفيدة واحدة (أمينة). حصل على إجازة التفرق للعمل الأدبي من طرف وزارة الإعلام نهاية عام 1997

——

ود
@جاهله@

نوال الشمراني
08-21-2021, 02:43 AM
سجادة الماء:



يستوي ويعطي ويحتفي
أسماكه تبعث الرسائل من حديقة الماء


يكسر الجسور ويهدم لذة الصيد
ليس لاسمه حرف ولا علاقة له بالريح


السفينة التي أخذت سرها من البستان
حملتني كثيرا كثيرا
وهو لا يعبأ

يهدهد القيد في كاحلي
ويجس / لا تحزن

للأرض شروش من الغياب الكاسر
ينتظر من الساحل إلى الساحل

من أنت؟


وحين تتعثر الرسائل في الصواري
يعرف يرسل موجه
فأظن .

لكنه يدفع الياسمينة برفقٍ
يترفق بي فيمر العمر برفقٍ—



(قاسم حداد)


ود
@جاهله@

نوال الشمراني
08-21-2021, 02:45 AM
عباءة الأرض :


من يلم هذا البكاء ويهديه إلى أمي
لقد أرهقتها بالغياب

صارت في الشوارع محسورة الرأس
تبحث عن بكاءٍ تستر به الأرض

أعطوها بكاء أسعفوها لكي تصبر علي
فإنني أمعن في التيه-


(قاسم حداد)

ود
@جاهله@

نوال الشمراني
08-21-2021, 02:47 AM
سطوة/ محاولة أولى:


أمام الورقة
أقف مذهولا مباغتا

من يجسر على كسر هذا البياض الجميل-



(قاسم حداد)

و
@جاهله@

نوال الشمراني
08-21-2021, 02:49 AM
منحوتات :

ينسى
لأن ذاكرة اليدين مأخوذة
مغمورة بالصلصال
أشكاله لا تلغو تفعل
ينسى أفعاله ويرتكب الجميلة
يعرف أن يديه مربوطتان به
يداه لقلبه
ولا يتذكر الكأس التي عبّها-



(قاسم حداد)

و
@جاهله@

ريحانة شمران
08-30-2021, 10:24 PM
“قد كنت في يوم بريء الوجه
زار الخوف قلبي فانتحر
وحدائقي الخضراء ما عادت تغني
مثلما كانت ...
وصوتي كان في يوم عنيدا وانكسر
فاروق جويدة

الحمدان
08-31-2021, 05:29 AM
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ
وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها
مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ
بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً
وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ
وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً
فَلَأيًا عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ
أَثافِيَّ سُفعًا في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ
وَنُؤيًا كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ
فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها
أَلا عِم صَباحًا أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ
عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ
وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَمِ
وَفيهِنَّ مَلهىً لِلصَديقِ وَمَنظَرٌ
أَنيقٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ
بَكَرنَ بُكورًا وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ
فَهُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ
جَعَلنَ القَنانَ عَن يَمينٍ وَحَزنَهُ
وَمَن بِالقَنانِ مِن مُحِلٍّ وَمُحرِمِ
ظَهَرنَ مِنَ السوبانِ ثُمَّ جَزَعنَهُ
عَلى كُلِّ قَينِيٍّ قَشيبٍ مُفَأَّمِ
كَأَنَّ فُتاتَ العِهنِ في كُلِّ مَنزِلٍ
نَزَلنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لَم يُحَطَّمِ
فَلَمّا وَرَدنَ الماءَ زُرقًا جِمامُهُ
وَضَعنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ
سَعى ساعِيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَما
تَبَزَّلَ ما بَينَ العَشيرَةِ بِالدَمِ
فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الَّذي طافَ حَولَهُ
رِجالٌ بَنَوهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرهُمِ
يَمينًا لَنِعمَ السَيِّدانِ وُجِدتُما
عَلى كُلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ
تَدارَكتُما عَبسًا وَذُبيانَ بَعدَما
تَفانوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ
وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعًا
بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأَمرِ نَسلَمِ
فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ
بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ
عَظيمَينِ في عُليا مَعَدٍّ وَغَيرِها
وَمَن يَستَبِح كَنزًا مِنَ المَجدِ يَعظُمِ
فَأَصبَحَ يَجري فيهُمُ مِن تِلادِكُم
مَغانِمُ شَتّى مِن إِفالِ المُزَنَّمِ
تُعَفّى الكُلومُ بِالمِئينَ فَأَصبَحَت
يُنَجِّمُها مَن لَيسَ فيها بِمُجرِمِ
يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَومٍ غَرامَةً
وَلَم يُهَريقوا بَينَهُم مِلءَ مِحجَمِ
فَمِن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنّي رِسالَةً
وَذُبيانَ هَل أَقسَمتُمُ كُلَّ مُقسَمِ
فَلا تَكتُمُنَّ الله ما في نُفوسِكُم
لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ الله يَعلَمِ
يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَر
لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقَمِ
وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ
وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ

الشاعر زهير بن أبي سلمى

الحمدان
08-31-2021, 05:48 AM
لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ

ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ

ومن يكنْ عبد قومٍ لا يخالفهمْ

إذا جفوهُ ويسترضى إذا عتبوا

قدْ كُنْتُ فِيما مَضَى أَرْعَى جِمَالَهُمُ

واليَوْمَ أَحْمي حِمَاهُمْ كلَّما نُكِبُوا

لله دَرُّ بَني عَبْسٍ لَقَدْ نَسَلُوا

منَ الأكارمِ ما قد تنسلُ العربُ

لئنْ يعيبوا سوادي فهوَ لي نسبٌ

يَوْمَ النِّزَالِ إذا مَا فَاتَني النَسبُ

إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي

قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ

اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً

يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ

إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها

عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ

فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً

وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الرُّمْحِ مُخْتَضِبُ

إنْ سلَّ صارمهُ سالتَ مضاربهُ

وأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُبُ

والخَيْلُ تَشْهَدُ لي أَنِّي أُكَفْكِفُهَا

والطّعن مثلُ شرارِ النَّار يلتهبُ

إذا التقيتُ الأعادي يومَ معركةٍ

تَركْتُ جَمْعَهُمُ المَغْرُور يُنْتَهَبُ

لي النفوسُ وللطّيرِاللحومُ ولل

ـوحْشِ العِظَامُ وَلِلخَيَّالَةِ السَّلَبُ

لا أبعدَ الله عن عيني غطارفةً

إنْساً إذَا نَزَلُوا جِنَّا إذَا رَكِبُوا

أسودُ غابٍ ولكنْ لا نيوبَ لهم

إلاَّ الأَسِنَّةُ والهِنْدِيَّةُ القُضْبُ

تعدو بهمْ أعوجيِّاتٌ مضَّمرةٌ

مِثْلُ السَّرَاحِينِ في أعناقها القَببُ

ما زلْتُ ألقى صُدُورَ الخَيْلِ منْدَفِقاً

بالطَّعن حتى يضجَّ السَّرجُ واللَّببُ

فا لعميْ لو كانَ في أجفانهمْ نظروا

والخُرْسُ لوْ كَانَ في أَفْوَاهِهمْ خَطَبُوا

والنَّقْعُ يَوْمَ طِرَادِ الخَيْل يشْهَدُ لي

والضَّرْبُ والطَّعْنُ والأَقْلامُ والكُتُبُ

عنتره بن شداد

الحمدان
08-31-2021, 05:49 AM
أعاذلتي ألا لاَ تعذليني
فكمْ منْ أمرِ عاذلةٍ عصيتُ
دَعيني وارشُدي إن كنتُ أغوى
ولا تغويْ زعمتِ كما غويتُ
أعاذلَ قدْ أطلتِ اللّومَ حتّى
لو أنِّي مُنْتَهٍ لقدِ انتَهَيْت
وصفراءِ المعاصمِ قدْ دعتني
إلى وصلٍ فقلتُ لها أبيتُ
وزِقٍّ قد جَرَرْتُ إلى النَّدامَى
وزِقٍّ قد شرِبتُ وقد سَقَيت
وحتى لو يكونُ فَتى أُناسٍ
بكى منْ عذلِ عاذلةٍ بكيتُ
ألا يا بَيْتُ بالعلياءِ بَيْتُ
ولولا حبُّ أهلكَ ما أتيتُ
ألا يا بَيْتُ أهْلُكَ أوعَدوني
كأنّي كلَّ ذَنْبِهِمِ جَنيْت
إذا ما فاتني لحمُ غريضُ
ضربتُ ذراعَ بكري فاشتويتُ

السموأل

الحمدان
08-31-2021, 05:50 AM
كَمْ يُبْعِدُ الدَّهْرُ مَنْ أَرْجُو أُقارِبُهُ
عنِّي ويبعثُ شيطاناً أحاربهُ

فيالهُ من زمانٍ كلَّما انصرفتْ
صروفهُ فتكتْ فينا عواقبهُ

دَهْرٌ يرَى الغدْرَ من إحدَى طبَائِعهِ
فكيْفَ يَهْنا بهِ حُرٌّ يُصَاحِبُهُ

جَرَّبْتُهُ وَأنا غِرٌّ فَهَذَّبَني
منْ بَعْدِما شَيَّبَتْ رَأْسي تجَاربُهُ

وَكيْفَ أخْشى منَ الأَيَّامِ نائِبةً
وَالدَّهْرُ أهْونُ مَا عِنْدي نَوائبُهُ

كم ليلةٍ سرتُ في البيداءِ منفرداً
واللَّيْلُ لِلْغَرْبِ قدْ مالت كوَاكبُهُ

سيفي أنيسي ورمحي كلَّما نهمتْ
أسدُ الدِّحالِ إليها مالَ جانبهُ

وَكمْ غدِيرٍ مَزجْتُ الماءَ فيهِ دماً
عندَ الصَّباحِ وراحَ الوحش طالبهُ

يا طامعاً في هلاكي عدْ بلا طمعٍ
ولا تردْ كأسَ حتفِ أنت شاربهُ



عنتره بن شداد

الحمدان
08-31-2021, 05:51 AM
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ
وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها
مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ
بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً
وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ
وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً
فَلَأيًا عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ
أَثافِيَّ سُفعًا في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ
وَنُؤيًا كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ
فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها
أَلا عِم صَباحًا أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ
عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ
وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَمِ
وَفيهِنَّ مَلهىً لِلصَديقِ وَمَنظَرٌ
أَنيقٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ
بَكَرنَ بُكورًا وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ
فَهُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ
جَعَلنَ القَنانَ عَن يَمينٍ وَحَزنَهُ
وَمَن بِالقَنانِ مِن مُحِلٍّ وَمُحرِمِ
ظَهَرنَ مِنَ السوبانِ ثُمَّ جَزَعنَهُ
عَلى كُلِّ قَينِيٍّ قَشيبٍ مُفَأَّمِ
كَأَنَّ فُتاتَ العِهنِ في كُلِّ مَنزِلٍ
نَزَلنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لَم يُحَطَّمِ
فَلَمّا وَرَدنَ الماءَ زُرقًا جِمامُهُ
وَضَعنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ
سَعى ساعِيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَما
تَبَزَّلَ ما بَينَ العَشيرَةِ بِالدَمِ
فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الَّذي طافَ حَولَهُ
رِجالٌ بَنَوهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرهُمِ
يَمينًا لَنِعمَ السَيِّدانِ وُجِدتُما
عَلى كُلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ
تَدارَكتُما عَبسًا وَذُبيانَ بَعدَما
تَفانوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ
وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعًا
بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأَمرِ نَسلَمِ
فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ
بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ
عَظيمَينِ في عُليا مَعَدٍّ وَغَيرِها
وَمَن يَستَبِح كَنزًا مِنَ المَجدِ يَعظُمِ
فَأَصبَحَ يَجري فيهُمُ مِن تِلادِكُم
مَغانِمُ شَتّى مِن إِفالِ المُزَنَّمِ
تُعَفّى الكُلومُ بِالمِئينَ فَأَصبَحَت
يُنَجِّمُها مَن لَيسَ فيها بِمُجرِمِ
يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَومٍ غَرامَةً
وَلَم يُهَريقوا بَينَهُم مِلءَ مِحجَمِ
فَمِن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنّي رِسالَةً
وَذُبيانَ هَل أَقسَمتُمُ كُلَّ مُقسَمِ
فَلا تَكتُمُنَّ الله ما في نُفوسِكُم
لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ الله يَعلَمِ
يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَر
لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقَمِ
وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ
وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ

الشاعر زهير بن أبي سلمى

الحمدان
09-03-2021, 04:20 AM
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ
وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ
وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ

يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ
نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ

وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ
وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ

هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها
وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ

سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ
فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ

بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا
وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ

وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت
وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ

طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها
عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ

تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ
وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ

إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعاً
مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ

وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها
وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ

وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ
فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ

أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم
سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ

إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ
ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ

خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ
وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ

تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ
فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ

فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ

تَقَطَّعَ مالا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا
وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ

وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ
كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ

تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً
وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ

تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى
إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ

ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً
تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ

بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ
وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ

حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها
وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ

وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما
مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ

نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ كُلِّهِ
كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ

تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى
وَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ

تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها
بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ

إِذا زَلِفَت مَشَّيتَها بِبِطونِها
كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ

أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ
قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ

أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ
وَقَد عَرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ

وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ
وَبِالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ

مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى
بِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ

وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمِ
عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ

يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ
وَلَكِنَّ مَغنوماً نَجا مِنكَ غانِمُ

وَلَستَ مَليكاً هازِماً لِنَظيرِهِ
وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ

تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ
وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ

لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ
فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ

وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى
فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ

عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِ
إِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ

أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَداً
وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ

هَنيئاً لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلى
وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ

وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى
وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ


أبو الطيب المتنبي

الحمدان
09-03-2021, 07:31 PM
‏‎يا رب إنك ذو مَنٍّ ومغفرةٍ
بيِّت بعافيَةٍ ليل المُحبّينا
الذاكرينَ الهَوَى مِنْ بَعدِها رقدُوا
الساقطين على الأيدي المُكِبّينا
يا رب لا تسْلُبَنِّي حُبَّها أبدًا
وَيَرْحَمُ اللّه عَبْدًا قال آمينا

قيس بن الملوّح

الحمدان
09-04-2021, 03:52 AM
أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ
وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ
قالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِباً
مُنذُ اِبتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ
أَم ما لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعاً
إِلّا أَقَضَّ عَلَيكَ ذاكَ المَضجَعُ
فَأَجَبتُها أَن ما لِجِسمِيَ أَنَّهُ
أَودى بَنِيَّ مِنَ البِلادِ فَوَدَّعوا
أَودى بَنِيَّ وَأَعقَبوني غُصَّةً
بَعدَ الرُقادِ وَعَبرَةً لا تُقلِعُ
سَبَقوا هَوَىَّ وَأَعنَقوا لِهَواهُمُ
فَتُخُرِّموا وَلِكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ
فَغَبَرتُ بَعدَهُمُ بِعَيشٍ ناصِبٍ
وَإَخالُ أَنّي لاحِقٌ مُستَتبَعُ
وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُمُ
فَإِذا المَنِيِّةُ أَقبَلَت لا تُدفَعُ
وَإِذا المَنِيَّةُ أَنشَبَت أَظفارَها
أَلفَيتَ كُلَّ تَميمَةٍ لا تَنفَعُ
فَالعَينُ بَعدَهُمُ كَأَنَّ حِداقَها
سُمِلَت بشَوكٍ فَهِيَ عورٌ تَدمَعُ
حَتّى كَأَنّي لِلحَوادِثِ مَروَةٌ
بِصَفا المُشَرَّقِ كُلَّ يَومٍ تُقرَعُ
لا بُدَّ مِن تَلَفٍ مُقيمٍ فَاِنتَظِر
أَبِأَرضِ قَومِكَ أَم بِأُخرى المَصرَعُ
وَلَقَد أَرى أَنَّ البُكاءَ سَفاهَةٌ
وَلَسَوفَ يولَعُ بِالبُكا مِن يَفجَعُ
وَليَأتِيَنَّ عَلَيكَ يَومٌ مَرَّةً
يُبكى عَلَيكَ مُقَنَّعاً لا تَسمَعُ
وَتَجَلُّدي لِلشامِتينَ أُريهِمُ
أَنّي لَرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ
وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها
فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ
كَم مِن جَميعِ الشَملِ مُلتَئِمُ الهَوى
باتوا بِعَيشٍ ناعِمٍ فَتَصَدَّعوا
فَلَئِن بِهِم فَجَعَ الزَمانُ وَرَيبُهُ
إِنّي بِأَهلِ مَوَدَّتي لَمُفَجَّعُ
وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
في رَأسِ شاهِقَةٍ أَعَزُّ مُمَنَّعُ
وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
جَونُ السَراةِ لَهُ جَدائِدُ أَربَعُ
صَخِبُ الشَوارِبِ لا يَزالُ كَأَنَّهُ
عَبدٌ لِآلِ أَبي رَبيعَةَ مُسبَعُ
أَكَلَ الجَميمَ وَطاوَعَتهُ سَمحَجٌ
مِثلُ القَناةِ وَأَزعَلَتهُ الأَمرُعُُ
بِقَرارِ قيعانٍ سَقاها وابِلٌ
واهٍ فَأَثجَمَ بُرهَةً لا يُقلِعُ
فَلَبِثنَ حيناً يَعتَلِجنَ بِرَوضَةٍ
فَيَجِدُّ حيناً في العِلاجِ وَيَشمَعُ
حَتّى إِذا جَزَرَت مِياهُ رُزونِهِ
وَبِأَيِّ حينِ مِلاوَةٍ تَتَقَطَّعُ
ذَكَرَ الوُرودَ بِها وَشاقى أَمرَهُ
شُؤمٌ وَأَقبَلَ حَينُهُ يَتَتَبَّعُ
فَاِفتَنَّهُنَّ مِن السَواءِ وَماؤُهُ
بِثرٌ وَعانَدَهُ طَريقٌ مَهيَعُ
فَكَأَنَّها بِالجِزعِ بَينَ يُنابِعٍ
وَأولاتِ ذي العَرجاءِ نَهبٌ مُجمَعُ
وَكَأَنَّهُنَّ رَبابَةٌ وَكَأَنَّهُ
يَسَرٌ يُفيضُ عَلى القِداحِ وَيَصدَعُ
وَكَأَنَّما هُوَ مِدوَسٌ مُتَقَلِّبٌ
في الكَفِّ إِلّا أَنَّهُ هُوَ أَضلَعُ
فَوَرَدنَ وَالعَيّوقُ مَقعَدَ رابِىءِ الض
ضُرَباءِ فَوقَ النَظمِ لا يَتَتَلَّعُ
فَشَرَعنَ في حَجَراتِ عَذبٍ بارِدٍ
حَصِبِ البِطاحِ تَغيبُ فيهِ الأَكرُعُ
فَشَرِبنَ ثُمَّ سَمِعنَ حِسّاً دونَهُ
شَرَفُ الحِجابِ وَرَيبَ قَرعٍ يُقرَعُ
وَنَميمَةً مِن قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ
في كَفِّهِ جَشءٌ أَجَشُّ وَأَقطُعُ
فَنَكِرنَهُ فَنَفَرنَ وَاِمتَرَسَت بِهِ
سَطعاءُ هادِيَةٌ وَهادٍ جُرشُعُ
فَرَمى فَأَنفَذَ مِن نَجودٍ عائِطٍ
سَهماً فَخَرَّ وَريشُهُ مُتَصَمِّعُ
فَبَدا لَهُ أَقرابُ هذا رائِغاً
عَجِلاً فَعَيَّثَ في الكِنانَةِ يُرجِعُ
فَرَمى فَأَلحَقَ صاعِدِيّاً مِطحَراً
بِالكَشحِ فَاِشتَمَّلَت عَلَيهِ الأَضلُعُ
فَأَبَدَّهُنَّ حُتوفَهُنَّ فَهارِبٌ
بِذَمائِهِ أَو بارِكٌ مُتَجَعجِعُ
يَعثُرنَ في حَدِّ الظُباتِ كَأَنَّما
كُسِيَت بُرودَ بَني يَزيدَ الأَذرُعُ
وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
شَبَبٌ أَفَزَّتهُ الكِلابُ مُرَوَّعُ
شَعَفَ الكِلابُ الضارِياتُ فُؤادَهُ
فَإِذا يَرى الصُبحَ المُصَدَّقَ يَفزَعُ
وَيَعوذُ بِالأَرطى إِذا ما شَفَّهُ
قَطرٌ وَراحَتهُ بَلِيلٌ زَعزَعُ
يَرمي بِعَينَيهِ الغُيوبَ وَطَرفُهُ
مُغضٍ يُصَدِّقُ طَرفُهُ ما يَسمَعُ
فَغَدا يُشَرِّقُ مَتنَهُ فَبَدا لَهُ
أَولى سَوابِقَها قَريباً توزَعُ
فَاِهتاجَ مِن فَزَعٍ وَسَدَّ فُروجَهُ
غُبرٌ ضَوارٍ وافِيانِ وَأَجدَعُ
يَنهَشنَهُ وَيَذُبُّهُنَّ وَيَحتَمي
عَبلُ الشَوى بِالطُرَّتَينِ مُوَلَّعُ
فَنَحا لَها بِمُذَلَّقَينِ كَأَنَّما
بِهِما مِنَ النَضحِ المُجَدَّحِ أَيدَعُ
فَكَأَنَّ سَفّودَينِ لَمّا يُقتَرا
عَجِلا لَهُ بِشَواءِ شَربٍ يُنزَعُ
فَصَرَعنَهُ تَحتَ الغُبارِ وَجَنبُهُ
مُتَتَرِّبٌ وَلِكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ
حَتّى إِذا اِرتَدَّت وَأَقصَدَ عُصبَةً
مِنها وَقامَ شَريدُها يَتَضَرَّعُ
فَبَدا لَهُ رَبُّ الكِلابِ بِكَفِّهِ
بيضٌ رِهافٌ ريشُهُنَّ مُقَزَّعُ
فَرَمى لِيُنقِذَ فَرَّها فَهَوى لَهُ
سَهمٌ فَأَنفَذَ طُرَّتَيهِ المِنزَعُ
فَكَبا كَما يَكبو فِنيقٌ تارِزٌ
بِالخُبتِ إِلّا أَنَّهُ هُوَ أَبرَعُ
وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
مُستَشعِرٌ حَلَقَ الحَديدِ مُقَنَّعُ
حَمِيَت عَلَيهِ الدِرعُ حَتّى وَجهُهُ
مِن حَرِّها يَومَ الكَريهَةِ أَسفَعُ
تَعدو بِهِ خَوصاءُ يَفصِمُ جَريُها
حَلَقَ الرِحالَةِ فَهِيَ رِخوٌ تَمزَعُ
قَصَرَ الصَبوحَ لَها فَشَرَّجَ لَحمَها
بِالنَيِّ فَهِيَ تَثوخُ فيها الإِصبَعُ
مُتَفَلِّقٌ أَنساؤُها عَن قانِيٍ
كَالقُرطِ صاوٍ غُبرُهُ لا يُرضَعُ
تَأبى بِدُرَّتِها إِذا ما اِستُكرِهَت
إِلّا الحَميمَ فَإِنَّهُ يَتَبَضَّعُ
بَينَنا تَعَنُّقِهِ الكُماةَ وَرَوغِهِ
يَوماً أُتيحَ لَهُ جَرىءٌ سَلفَعُ
يَعدو بِهِ نَهِشُ المُشاشِ كَأَنّهُ
صَدَعٌ سَليمٌ رَجعُهُ لا يَظلَعُ
فَتَنادَيا وَتَواقَفَت خَيلاهُما
وَكِلاهُما بَطَلُ اللِقاءِ مُخَدَّعُ
مُتَحامِيَينِ المَجدَ كُلٌّ واثِقٌ
بِبَلائِهِ وَاليَومُ يَومٌ أَشنَعُ
وَعَلَيهِما مَسرودَتانِ قَضاهُما
داودٌ أَو صَنَعُ السَوابِغِ تُبَّعُ
وَكِلاهُما في كَفِّهِ يَزَنِيَّةٌ
فيها سِنانٌ كَالمَنارَةِ أَصلَعُ
وَكِلاهُما مُتَوَشِّحٌ ذا رَونَقٍ
عَضباً إِذا مَسَّ الضَريبَةَ يَقطَعُ
فَتَخالَسا نَفسَيهِما بِنَوافِذٍ
كَنَوافِذِ العُبُطِ الَّتي لا تُرقَعُ
وَكِلاهُما قَد عاشَ عيشَةَ ماجِدٍ
وَجَنى العَلاءَ لَو أَنَّ شَيئاً يَنفَعُ


أبو ذؤيب الهذلي

الحمدان
09-05-2021, 05:07 PM
أحبّ هبوط الواديين وإنّني

لمشتهر بالواديين غريب


أحقاً عباد الله أن لست وارداً

ولا صادراً إلّا عليّ رقيب


ولا زائِراً فرداً ولا في جَماعَة ٍ

من النّاس إلا قيل أنت مريب


وهل ريبة في أن تحن نجيبة

إلى إلْفها أو أن يَحِنَّ نَجيبُ


وإنَّ الكَثِيبَ الفرْدَ مِنْ جانِبِ

الحِمى إليّ وإن لم آته لحبيب


ولا خير في الدّنيا إذا أنت لم تزر

حبيباً ولم يَطْرَبْ إلَيْكَ حَبيبُ


لَئِن كَثُرَت رُقابُ لَيلى فَطالَما

لَهَوتُ بِلَيلى ما لَهُنَّ رَقيبُ


وَإِن حالَ يَأسٌ دونَ لَيلى فَرُبَّما

أَتى اليَأسُ دونَ الشَّيءِ وَهوَ حَبيبُ


وَمَنَّيتَني حَتّى إِذا ما رَأَيتِني

عَلى شَرَفٍ لِلنّاظِرينَ يَريبُ


صَدَدتِ وَأَشمَتِّ العُداةَ بِهَجرِنا

أَثابَكِ فيما تَصنَعينَ مُثيبُ


أُبَعِّدُ عَنكِ النَفسَ وَالنَّفسُ صَبَّةٌ

بِذِكرِكِ وَالمَمشى إِلَيكِ قَريبُ


مَخافَةَ أَن تَسعى الوُشاةُ بِظِنَّةٍ

وَأَكرَمُكُم أَن يَستَريبَ مُريبُ


فَقَد جَعَلَت نَفسي وَأَنتِ اِختَرَمتِها

وَكُنتِ أَعَزَّ النّاسِ عَنكِ تَطيبُ


فَلَو شِئتِ لَم أَغضَب عَلَيكِ وَلَم يَزَل

لَكِ الدَّهرَ مِنّي ما حَيِيتُ نَصيبُ


أَما وَالَّذي يَتلو السَّرائِرَ كُلَّها

وَيَعلَمُ ما تُبدي بِهِ وَتَغيبُ


لَقَد كُنتِ مِمَّن تَصطَفي النَّفسُ

خُلَّةً لَها دونَ خِلّانِ الصَّفاءِ حُجوبُ


وَإِنّي لَأَستَحيِيكِ حَتّى كَأَنَّما

عَلَيَّ بِظَهرِ الغَيبِ مِنكِ رَقيبُ


تَلَجّينَ حَتّى يَذهَبَ اليَأسُ بِالهَوى

وَحَتّى تَكادَ النَّفسُ عَنكِ تَطيبُ


سَأَستَعطِفُ الأَيامَ فيكِ لَعَلَّها

بِيَومِ سُروري في هَواكِ تَؤوبُ



قيس ابن الملوح

الحمدان
09-07-2021, 01:25 AM
‏لقد كنتُ آتيها وفي النفسِ هجرُها
بتاتًا لأخرى الدهرِ ما طلعَ الفَجرُ

فما هوَ إلّا أن أراها فُجاءةً
فأُبهَت لا عُرفٌ لديّ ولا نُكرُ

وأنسى الذي قد كنتُ فيه هجرتُها
كما قد تُنَسّي لُبّ شاربِها الخَمرُ


أبو صخر الهذلي

الحمدان
09-07-2021, 01:26 AM
‏‎و إني لتعروني لذكراك رعدةٌ
لها بين جسمي والعظام دبيب

و ماهو إلا أن أراها فجأة
فأُبهت حتى لا أكاد أُجيبُ

و يُظهرُ قلبي عُذرها و يعينها
عليّ فما لي في الفؤاد نصيب ..

عروة بن حزام و عفراء ..

الحمدان
09-07-2021, 01:27 AM
‏يامن يرى مد البعوض جناحها
في ظلمة ِالليل ِالبهيم ِالأليلِ

ويرى مناط عروقها في نحرها
والمخ من تلك العظام النحلِ

ويرى خريرَ الدم ِفي أوداجها
متنقلاً من مفصلٍ في مفصلِ

ويرى مكان الوطء من أقدامها
في سيرها وحثيثها المستعجلِ

امنن عليّ بتوبة ٍتمحو بها
ما كان مني في الزمان الأولِ


الشاعر....

الحمدان
09-08-2021, 03:34 AM
الله القصيدة التي لم يشتهر منها غير بيت واحد
يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً
ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ
رغم أهمية البيت الذي يليه ولكن
الناس لم تعره بالا
وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ
فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ
كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتاب
أقرأها جيد هي إحدى القصائد الخالدة
للشاعر صالح بن عبدالقدوس
رحمه الله
احد شعراء الدوله العباسيه





فدَّعِ الصِّبا فلقدْ عداكَ زمانُهُ
وازهَدْ فعُمرُكَ مرَّ منهُ الأطيَـبُ

ذهبَ الشبابُ فما له منْ عودةٍ
وأتَى المشيبُ فأينَ منهُ المَهربُ

دَعْ عنكَ ما قد كانَ في زمنِ الصِّبا
واذكُر ذنوبَكَ وابِكها يـا مُذنـبُ

واذكرْ مناقشةَ الحسابِ فإنه
لابَـدَّ يُحصي ما جنيتَ ويَكتُبُ

لم ينسَـهُ الملَكـانِ حيـنَ نسيتَـهُ
بـل أثبتـاهُ وأنـتَ لاهٍ تلعـبُ

والرُّوحُ فيكَ وديعـةٌ أودعتَهـا
ستَردُّها بالرغمِ منكَ وتُسلَـبُ

وغرورُ دنيـاكَ التي تسعى لها
دارٌ حقيقتُهـا متـاعٌ يذهـبُ

والليلُ فاعلـمْ والنهـارُ كلاهمـا
أنفاسُنـا فيهـا تُعـدُّ وتُحسـبُ

وجميعُ مـا خلَّفتَـهُ وجمعتَـهُ
حقاً يَقيناً بعـدَ موتِـكَ يُنهـبُ

تَبَّـاً لـدارٍ لا يـدومُ نعيمُهـا
ومَشيدُها عمّا قليـلٍ يَـخـربُ

فاسمعْ هُديـتَ نصيحةً أولاكَها
بَـرٌّ نَصـوحٌ للأنـامِ مُجـرِّبُ

صَحِبَ الزَّمانَ وأهلَه مُستبصراً
ورأى الأمورَ بما تؤوبُ وتَعقُبُ

لا تأمَنِ الدَّهـرَ فإنـهُ
مـا زالَ قِدْمـاً للرِّجـالِ يُـؤدِّبُ

وعواقِبُ الأيامِ في غَصَّاتِهـا
مَضَضٌ يُـذَلُّ لهُ الأعزُّ الأنْجَـبْ

فعليكَ تقوى اللهِ فالزمْهـا تفـزْ
إنّّ التَّقـيَّ هـوَ البَهـيُّ الأهيَـبُ

واعملْ بطاعتِهِ تنلْ منـهُ الرِّضـا
إن المطيـعَ لـهُ لديـهِ مُقـرَّبُ

واقنعْ ففي بعضِ القناعةِ راحةٌ
واليأسُ ممّا فاتَ فهوَ المَطْلـبُ

فإذا طَمِعتَ كُسيتَ ثوبَ مذلَّةٍ
فلقدْ كُسيَ ثوبَ المَذلَّةِ أشعبُ

وابـدأْ عَـدوَّكَ بالتحيّـةِ ولتَكُـنْ
منـهُ زمانَـكَ خائفـاً تتـرقَّـبُ

واحـذرهُ إن لاقيتَـهُ مُتَبَسِّمـاً
فالليثُ يبدو نابُـهُ إذْ يغْـضَـبُ

إنَّ العدوُّ وإنْ تقادَمَ عهـدُهُ
فالحقدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَّيبُ

وإذا الصَّديـقٌ لقيتَـهُ مُتملِّقـاً
فهـوَ العـدوُّ وحـقُّـهُ يُتجـنَّـبُ

لا خيرَ في ودِّ امـريءٍ مُتملِّـقٍ
حُلـوِ اللسـانِ وقلبـهُ يتلهَّـبُ

يلقاكَ يحلفُ أنـه بـكَ واثـقٌ
وإذا تـوارَى عنكَ فهوَ العقرَبُ

يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً
ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ

وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ
فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ

واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً
إنَّ القريـنَ إلى المُقارنِ يُنسبُ

واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كُلِّهـمْ
بتذلُّـلٍ واسمـحْ لهـمْ إن أذنبوا

ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً
إنَّ الكذوبَ يشيـنُ حُـراً يَصحبُ

وزنِ الكلامَ إذا نطقـتَ ولا تكـنْ
ثرثـارةً فـي كـلِّ نـادٍ تخطُـبُ

واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ
فالمرءُ يَسلَـمُ باللسانِ ويُعطَبُ

والسِّرُّ فاكتمهُ ولا تنطُـقْ بـهِ
إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ

وكذاكَ سرُّ المرءِ إنْ لـمْ يُطوهِ
نشرتْـهُ ألسنـةٌ تزيـدُ وتكـذِبُ

لا تحرِصَنْ فالحِرصُ ليسَ بزائدٍ
في الرِّزقِ بل يشقى الحريصُ ويتعبُ

ويظلُّ ملهوفـاً يـرومُ تحيّـلاً
والـرِّزقُ ليسَ بحيلةٍ يُستجلَبُ

كم عاجزٍ في الناسِ يأتي رزقُهُ
رغَـداً ويُحـرَمُ كَيِّـسٌ ويُخيَّـبُ

وارعَ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ
واعدِلْ ولاتظلمْ يَطبْ لكَ مكسبُ

وإذا أصابكَ نكبةٌ فاصبـرْ لهـا
مـن ذا رأيـتَ مسلَّماً لا يُنْكبُ

وإذا رُميتَ من الزمانِ بريبـةٍ
أو نالكَ الأمـرُ الأشقُّ الأصعبُ

فاضرعْ لربّك إنه أدنى لمنْ
يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ

كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ
إنَّ الكثيرَ من الوَرَى لا يُصحبُ

واحذرْ مُصاحبةَ اللئيم فإنّهُ
يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ

واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً
واعلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ

وإذا رأيتَ الرِّزقَ عَزَّ ببلـدةٍ
وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهبُ

فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا
طولاً وعَرضاً شرقُهـا والمغرِبُ

فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي
فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـبُ ؛؛؛؛

الحمدان
09-09-2021, 01:08 AM
مِرَاض نَحْن لَيْس لَنَا طَبِيْب
وَعُشَّاق وَلَيْس لَنَا حَبِيْب

سَالَت احِبَّتِي مَاكَان ذَنْبِي
اجَابُوْنِي وَاحْشَائِي تَذُوْب

اذَا كَان الْمُحِب قَلِيْل حَظ
فَيَرْمِي بِالْسِّهَام وَلَا يُصِيْب

وَان يَرْمِي بِاحْسَان وَفَضْل
فَمَا حَسَنَاتِه الَا ذُنُوْب

فُواعَطْشى وَهَذَا الْمَاء جَارٍِ
وَياشَوّقا وَمَن اهْوَى قَرِيْب

وَكَم فِي الْنَّاس مِن حُسْن وَلَكِن
الَّذ الْعَيْش مَاتَهْوَى الْقُلُوْب

امّا يّاقَلّب تَوَعَّدَنِي مِرَارَا
بِانَّك عَن هَوَى لَيْلَى تَتُوْب

اجَاب وَنَحْن فِي ارْض حَرَام
بِه لِلَّه اخَلَصّت الْقُلُوْب

اتُوْب الَيْك يَارَحْمَن مِن مَا
جَنَيْت فَقَد تَكَاثَرَت الْذُّنُوب

و أما عن هوى ليلى وتركي
زيارتــها فـــأني لا أتــــــــوب

احبك لا احب سواك شخصا
وتهجرني وذا شي عجيب

وتطلع في السماء الحسن بدرا
فمالك عن منازلنا تغيب

سألت الله يأخذ منك حبي
واسأله بأن لا يستجيب


الشاعر .. أمين خالد الجندي

الحمدان
09-09-2021, 06:00 AM
حبوب حبوب لاتغضـــــــب
مابش لهذا الغضــب داعــي

لاتجرح القلـب لاتغــــــضب
مافيش لهذا لغضب داعـي

حاسب انا اخشى عليك تحنب
ولي رجاء فيك تكون واعي

لمه تغـــــــالط وتتهـرب
وتخلق اعــذار لاقناعي

من علمك يا حــبيب تلعــب
باالله قل لي ماناش ساعي

ان كان لهذا الحنق اسبــاب
ارجوك تشرح لــي اسبابه

اما التجني فــــما له باب
من غير سبب فااغلق ابوابه

لاتسمع الواشي الكــــــذا
كل الــــوشايات كــذابه

الحـــــــب صادق وهو غلاب
ودولة الحـب غــــلابه

لولاعـــــــــفافي واخلاقـي
وحـرمة الحــــب والاخــلاق

لنهيت حبي واشواقــــــــي
مادمـــــــــت لاتعرف الاشواق

لولا عهودي وميثاقــــــــي
وحـــرمة العهــد والميثاق

لاحرقت في الحـب اوراقــــي
مادمــــــت لاتقـــراء الاوراق

احنا اتفقــــــنا وسدينا
ماحد شي يزعل من الثانـــــي

لكن لمــــــاذا تناسيــنا
من هوه السبب من هوا الجاني

مارايكم لو تصافيـــــــنا
وما مضى لايعد ثانــــــــي

مارايكم لو تســــاقيـــنا
في الحب كأس اللقاء الهانــي



الشاعر / احمد عبدربه العواضي
من اليمن

الحمدان
09-11-2021, 01:47 AM
‏أشارَت بِطَرفِ العَينِ خَشيَةَ أهلِها
إشارَةَ مَحزونٍ وَلَم تَتَكَلَّمِ

فَأيقَنتُ أنَّ الطَرفَ قَد قالَ مرحبًا
وَأهلاً وَسَهلًا بِالحَبيبِ المُتَيَّمِ


عمر بن أبي ربيعة

الحمدان
09-11-2021, 01:47 AM
‏سقيًا لِمجلسِ فتيانٍ أنادِمُهُم
ما في أديمِهِمُ وَهيٌ ولا خَلَلُ

هذا لذاكَ كما هذا وذاكَ لِذا
فالشملُ مُنتَظِمٌ والحبلُ متّصلُ

أكرِم بهم وبنغمٍ من مُغَنّيَة
ففي الغناءِ بِنغمٍ يُضرَبُ المَثَلُ

هَيفاءُ تُسمِعُنا والعودُ يُطربُنا
"ودّع هريرَةَ إنّ الرّكبَ مرتَحلُ"


أبو نواس

الحمدان
09-11-2021, 01:48 AM
‏‎"لن ترْجعَ الأنفُسُ عن غَيّها
ما لم يَكُنْ مِنها لها زَاجِرُ"

قال إبراهيم بن العباس: إذا رأيت الرجل يحفظ شعر أبي نواس علمت أن ذلك عنوان أدبه ورائد ظرفه.

وقيل للعُتبي: من أشعر الناس؟ قال: عند الناس أم عندي؟ قيل: عند الناس؟ قال: امرؤ القيس. قيل: فعندك؟ قال: أبو نواس.

الحمدان
09-11-2021, 01:49 AM
‏هذا الذي تعرفُ البطحاءُ وطأتَهُ
والبيتُ يعرفُهُ والحِلُّ والحَرَمُ

هذا ابنُ خيرِ عبادِ اللهِ كُلّهِمُ
هذا التقيُّ النقيُّ الطاهرُ العَلَمُ

هذا ابنُ فاطمةٍ إن كنتَ جاهلَهُ
بجَدّهِ أنبياءُ اللهِ قد خُتِموا

وليس قولُكَ من هذا بضائرِهِ
العُربُ تعرفُ من أنكَرتَ والعَجَمُ


الفرزدق

الحمدان
09-11-2021, 01:50 AM
‏تصدقنا وصلينا وصمنا
ولم نظلم ولم نسرق متاعا

وأفرغنا مع الأيامِ صبرًا
ولم نخلطْ مع الحُبِّ ابتداعا

وإن رحل الأحبة لا نجافي
وإن هم أقبلوا جئنا سراعا

ومن حفظ الوداد لنا حفظنا
ومن باع الوفا قلنا وداعا

ومن مد الخُطا شبرا مددنا
له شبرا وأميالا وباعا


........

الحمدان
09-11-2021, 01:50 AM
‏أراك عَصِيّ الدمعِ شيمتُكَ الصبرُ
أما للهوى نهيٌ عليكَ ولا أمرُ

بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعَةٌ
ولكنّ مثلي لا يُذاعُ له سرّ

إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى
وأذلَلتُ دمعًا من خلائقِهِ الكِبرُ

تكادُ تضيءُ النارُ بين جوانحي
إذا هيَ أذكَتها الصبابَةُ والفِكرُ



ابي فراس الحمداني

الحمدان
09-11-2021, 01:51 AM
‏يقولُ غدا ألقى الذي اليومَ فاتَني
ويأمَلُ أن يلقى سرورَ العجائبِ

وينسى الذي يمضي وفي كلّ مرّةٍ
يُسَدّى لهُ نَسجُ المنايا الطوالِب

فلا تَغتَبِط يومًا بدنيا ولو صَفَت
ولا تأمنَنّ الدهرَ صَرفَ العواقِبِ


أبو صخر الهذلي

الحمدان
09-12-2021, 01:32 AM
اذا كنت في كل الأمور معاتبا

صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبه

فعش واحدا أو صل أخاك، فأنه

مقارف ذنبٍ مرة ومجانبه

أذا أنت لم تشرب مراراً على القذى

ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

أذا الملك الجبار صعر خده

مشينا إليه بالسيوف نعاتبه

وجيش كجنح الليل يزحف بالحصى

وبالشوك، واخطي حمر ثعالبه

غدونا له والشمس في خدر أمها

تطالعنا والطل لم يجر ذائبه

بضرب يذوق الموت من ذاق طعمه

وتدرك من نجى الفرار مثالبه

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا

وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

بعثنا لهم موت الفجأة، إننا

بنو الملك خفاق علينا سبائبه

فراحوا فريقاً في الأسار، ومثله

قتيلٌ ومثل لاذ بالبحر هاربه

وأرعن يغشى الشمس لون حديده

وتخلس أبصار الكماة كتائبه

تغص به الأرض الفضاء أذا غدا

تزاحم أركان الجبال مناكبه

بشار بن برد

الحمدان
09-12-2021, 04:18 AM
دَعِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةَ مَعْ بَنِيهَا

وَطَلِّقْهَا الثَّلَاثَ وَكُنْ نَبِيهَا

أَلَمْ يُنْبِيكَ مَا قَدْ قِيلَ فِيهَا

هِيَ الدُّنْيَا تَقُولُ لِسَاكِنِيهَا

حَذَارِ حَذَارِ مِنْ بَطْشِي وَفَتْكِي

فَلَمْ يُسْمَعْ لَهَا فِيهِمْ كَلَامُ

وَتَاهُوا فِي مَحَبَّتِهَا وَهَامُوا

وَكَمْ نَصَحَتْ وَقَالَتْ يَا نِيَامُ

فَلَا يَغْرُرْكُمُ مِنِّي ابْتِسَامُ

فَقَوْلِي مُضْحِكٌ وَالْفِعْلُ مُبْكِ


.......

الحمدان
09-12-2021, 05:30 PM
مالي اراها لا ترد سلامي
هل حرمت عند اللقاء كلامي

ام ذاك شأن الغيد يبدين الجفا
وفؤادهن من الصبابة دامي

يا قلبُ ويحك إن من علقتها
رأت الوفا في الحب غير لزامِ

هي لا تبادلك الغرام فناجني
لم انت في احضانها مترامِ

ما كان يبكي يومه كي تضحكي
ما كان يسهر ليلهُ لتنامي

بل كان ينشد في هواك سعادة
فجعلتها حلما من الأحلامِ

يا ربة الطرف الكحيل تذكري
عهدي وخافي الله في استسلامي

اصبحت عبدا في هواكِ وإنني
لسليل قومِ ماجدين كرامِ

روحي فداكِ إذا ملكتِ ترفقي
لا تتركيني فريسة الأوهامِ

الحب نار لو عرفتِ لهيبه
ما تحرقي قلبي به وعظامي



الشاعر .. حمزه شحاته

الحمدان
09-13-2021, 02:04 AM
تعوَّدَ بسط الكفِّ حتى لو أنه

ثناها لقبضٍ لم تُجِبهُ أنامِلُهُ

ترَاه إذا ما جئته متهللا

كأنَّك تُعطيهِ الذي أنتَ آمِلُهُ

ولو لم يكن في كفه غيرُ رُوحِهِ

لجاد بها فليتقِّ اللهَ سائلهُ

هو البحر من أيّ النواحي أتيتَهُ

فلُجّتُهُ المعروفُ والجودُ ساحلُهُ


الشاعر......

الحمدان
09-14-2021, 04:49 AM
أرسلتُ روحي إلى داري تطوف بها

لمّا خُطانا إليها ما لها سُبُلُ

أن تسأل الدار إن كانت تذَكَّرُنا

أم أنّها نسيت إذ أهلها رحلوا

أن تسأل السقف هل ما زال مُنتصباً

فوق الجدار شموخاً رغم ما فعلوا

أم أنّها ركعت للأرض ساجدةً

تشكو إلى الله في حزنٍ وتبتهلُ

أن تسأل النخل هل أكمامه نضجت

أن تسأل التين والزيتون متّصلُ

أمّا القطوف من الأعناب دانيةً

مثل اللآلئ كالحوراء تكتملُ

أم شجرة التوت والأغصان فارعةٌ

ناءت بحملٍ وقد طابت به الأكُلُ

هيهات يا دارُ أن تصفو الحياة بنا

ويرجع الجمع بعد النأي يكتملُ

لكنّ روحي ستبقى فيك ساكنةً

ما لي بأطمة لا شاةٌ ولا جَمَلُ

إن متُّ يا دار أو طال الزمان بنا

فالصبر يا دار لا يضعف لنا أملُ

أو عدتُ يا دار هل ألقاك باسمة

أم في اللقاء يعزّ القول والجُمَلُ

ويصبح الهمس نجوانا فلا كَلِمٌ

والعينُ تهطل سحّاً تغدق المُقَلُ

بالله يا دار لا تُبْدِيْ معاتبتي

أني رحلت بحالي دونما قُبَلُ

ما كان لبٌّ بساعات الرحيل
وما
وقت أتيح إذ النيران تنهملُ

لابدّ لليل من صبحٍ يبدّده

ويَسْطع النور والظلْماء ترتحلُ

ويرجع الحقّ فوق الكفّ عالية

راياته البيض لا كفرٌ ولا دجلُ

علائمُ الصبح قد لاحت مبشّرةً

لم يبقَ في الساح لا عُزّى ولا هُبَلُ

فأوّل النصر للأوثان نكسرها

فعلُ الخليل وفعلُ المصطفى مثَلُ

لن تسكت الحرب لو ستين محولة

حتّى يطهّر وجه السهل والتللُ

أغرى بك الفرس أن تغدو لنا ملكاً

يخلف جبلّة ما أعيتهم الحيلُ

لكن غباءك أن صدّقت مَكْرَهمُ

كالطفل فارجع ففي أوهامك الأجلُ.



الشاعر السوري .. نادر شاليش رحمه الله

الحمدان
09-16-2021, 02:14 AM
قصيدة تحكي لنا قصة مأساة
فتاة يتيمة بعد أن توفي والدها
وتولى عمّها تربيتها و لم يكن
يعاملها مثل بناته
فطلبت الفتاة من الشاعر
أن يحاكي قصتها المريرة
و آلام الظلم و المعاناة
بعد رحيل والدها بأبيات شعرية ...
فقال الشاعر


آه واويلاه مــن عمن ظــــــلوم
بعد مـــا ابويه رقـــــد تحـت الــــــتراب

القمر لو غاب ماتفيد النجــــــوم
وعسى بيتن عقب عمــره خـــــــراب

كيف ابهجع وأهتني فـي حل نوم
وأمسح ادموعن مثل طش السحـاب

بعد ماحكمي علـى اسرتنا عمـــوم
صــرت أنا بعـــيونهم مثل الذبـــاب

أرتدي للمدرسه برد الهـــــدوم
وبنت عمــي ترتدي أغلـــى الثيـــــاب

إن طلبته حاجتن فيــها لــــزوم
صــــــد عني دون يعطينــــي جــــواب

طال همي وإكتئابي والوجــــوم
آه يـــادنيا التعاســـــــه والعـــــــذاب

ومرحباً يا قبر في كفـــن رحـوم
وعسى يجـــزاه ربــــــــي بالثـــــواب

ليت من قبره ولو ساعه يقـــــوم
يشهــــــد اللي صابني بعز الشــباب

فوق ماعندي من أحــزان وهمـــوم
زوجــــوني شايبن غـــدر الثيــــاب

الدقيقه كنها تسعـــــــين يـوم
ليتني ارقـــد معه تحــــــــت التــــــراب


الشاعر .. عبدالكريم العياش

الحمدان
09-16-2021, 02:42 AM
أراكَ طَــــروبـــاً ذا شجـــاً و ترنـــمِ
تــطـوفُ بـأكـناف الـسّـجاف الـمـخيمِ

أصــابــك عشقٌ أمْ رُميت بأســهـمِ
ومـــَــا هــــذه إلا ســجـيّـة مُــغــرمِ

عـلى شـاطئِ الـوادي نـظرتُ حمامةً
أطــالـتْ عــلـيّ حـسـرتـي والـتـندمِ

فـإنْ كـنتَ مـشتاقاً إلى أيمن الحمى
وتــهــوى بــسـكـانِ الـخـيـامِ فـأنـعـم

أُشـــيــرُ إلــيــهـا بــالـبـنـان كــأنّــمـا
أُشـيـرُ إلــى الـبـيتِ الـعتيقِ الـمعظّمِ

خُــذوا بـدمـي ذات الـوشـاحِ فـإنـني
رأيـــتُ بـعـيـني فــي أنـَامـلها دمــي

خُـــذوا بــدمـي مـنـها فـإنـي قـتـيلها
ومــــا مــقـصـدي إلا تــجــود وتـنـعـم

ولا تـقـتـلـوهـا إنْ ظــفـرتـم بـقـتـلـها
ولـكـنْ سـلـوها كـيفَ حـلّ لـها دمـي

وقـولـوا لـهـا يــا مُـنـية الـنفس إنـني
قـتيلُ الهوى والعشقِ لو كنتِ تعلمي

ولا تـحـسـبـوا أنـــي قُـتـلـت بــصـارمٍ
ولـكـنْ رمـتـني مــِن ربـاهـا بـأسـهمِ

أغــــارُ عـلـيـهـا مِـــن أبـيـهـا وأمِــهـا
ومـن خـطوةِ المسواكِ إن دار في الفمِ

أغـــارُ عــلـى أعـطـافـها مــن ثـيـابها
إذا لـبـسـتها فـــوق جــسـمٍ مُـنـعـمِ

وأحـــســدُ أقــــداحاً تــقـبـلُ ثــغـرُهـا
إذا وضـعـتها مـوضـعَ الـلثمِ فـي الـفم

لــهـا حـكـم لـقـمان وصــورة يـوسـف
ونـــغــمــة داوود وعــــفـــة مـــريـــمِ

ولــي حــزنُ يـعقوب ووحـشه يـونس
وآلام أيـــــــــــوب وحـــــســـــرة آدمِ

ولـــمّــا تــلاقـيـنـا وجـــــدتُ بـنـانـهـا
مـخـضـبـةً تــحـكـي عــصـارة عــنـدمِ

فـقـلت خـضـبت الـكـف بـعـدي هـكذا
يــكــون جـــزاء الـمـسـتهام الـمـتـيم

فقالت وأبدت في الحشا حرق الجوى
مـقـالة مــن فــي الـقـول لــم يـتـبرم

وعـيـشكم مــا هــذا خـضـاب عـرفـته
فـــلا تـــك بــالـزور والـبـهـتان مـتـهم

ولــكـنـنـي لـــمــا وجــدتــك راحــــلاً
وقـد كـنت لـي كـفي وزنـدي ومعصمِ

بـكـيت دمــاً يــوم الـنـوى فـمـسحته
بـكـفي فـاحـمرّت بـنـاني مــن دمـي

ولـــو قــبـل مـبـكـاها بـكـيـت صـبـابة
لـكـنت شـفيت الـنفس قـبل الـتندم ِ

ولـكـن بـكت قـبلي فـهيج لـي الـبكا
بــكـاهـا فــكـان الـفـضـل لـلـمـتقدم ِ

بـكيت عـلى مـن زين الحسن وجهها
ولـيـس لـهـا مـثـل بـعـرب وأعـجـمي

مــدنـيـة الألــفـاظ مـكـيـة الـحـشـى
هــلالـيـة الـعـيـنـين طــائـيـة الــفـم ِ

ومـمشوطة بـالمسك قـد فاح نشرها
بــثـغـر كــــأن الــــدر فــيــه مـنـظـم ِ

أشــارت بـرمـش الـعين خـيفة أهـلها
إشـــــارة مــحـسـود ولــــم تـتـكـلـم

فـأيـقـنـت أن الــطـرف قـــال مـرحـبـا
وأهـــلاً وســهـلاً بـالـحـبيب الـمـتـيم

فـوسـدتـهـا زنـــدي وقـبـلـت ثـغـرهـا
فـكـانت حــلالاً لـي ولـو كـنت مـحرم

فــــوالله لـــولا اللهِ والــخـوفِ والــرجـا
لـعـانـقـتُها بــيــن الـحـطـيـمِ وزمـــزمِ

وقـبـلـتـها تــسـعـاً وتـسـعـون قـبـلـة
مــفــرقـة بــالـخـد والــكــف والــفــم

وقـــد حـــرم الله الــزنـا فـــي كِـتـابهِ
ومـــا حـــرم الـقُـبلات بـالـخد والـفـمِ

ولــو حُـرِّم الـتقبيل عـلى ديـن أحـمد
لـقبلتها عـلى دين المسيح ابن مريم

ألا فـاسقني كـاسات خـمر وغـن لي
بــذكــر سـلـيـمى والــربـاب وزمـــزم

وآخـــر قــولـي مــثـل مـــا قـلـت أولاً
أراك طــــروبـــاً والـــهـــاً كــالـمـتـيـم




الشاعر .......... جاري البحث

شمس الاصيل.
09-16-2021, 03:52 AM
نَالَتْ عَلى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي



نَالَتْ عَلى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي

نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِي

كأَنَّهُ طُرْقُ نَمْلٍ في أَنامِلِها

أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْها السُّحْبُ بِالْبَرَدِ

كأَنَّها خَشِيَتْ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِها

فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعاً مِنَ الزَّرَدِ

مَدَّتْ مَوَاشِطَها في كَفِّها شَرَكاً

تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ داخِلِ الجَسَدِ

وَقَوْسُ حَاجِبِها مِنْ كلِّ نَاحِيَةٍ

وَنَبْلُ مُقْلَتِها تَرْمِي بِهِ كَبِدِي

وَعَقْرَبُ الصُّدْغِ قَدْ بَانَتْ زُبانَتُهُ

وَنَاعِسُ الطَّرْفِ يَقْظانٌ عَلى رَصَدي

إِنْ كانَ في جُلَّنارِ الخَدِّ مِنْ عَجَبٍ

فَالصَّدْرُ يَطْرَحُ رُمَّاناً لِمَنْ يَرِدِ

وَخَصْرُها ناحِلٌ مِثْلِي عَلى كَفَلٍ

مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكى الأَحْزَان في الخَلَدِ

إِنْسِيَّةٌ لَوْ بَدَتْ لِلْشَّمْسِ ما طَلَعَتْ

مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِها يَوْماً عَلى أَحَدِ

سَأَلْتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ أَنْتَ تَعْرِفُنا

مَنْ رَامَ مِنَّا وِصالاً مَاتَ بِالكَمَدِ

وَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا في الحُبِّ مَاتَ جَوىً

مِنَ الغَرامِ وَلَمْ يُبْدِئْ وَلَمْ يُعِدِ

فَقُلْتُ أَسْتَغْفِرُ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ

إِنَّ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِ وَالجَلَدِ

قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينا لَوَاحِظُها

مَا إِنْ أَرى لِقَتِيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ

قَدْ خَلَّفَتْنِي طَريحاً وَهْيَ قَائِلَةٌ

تَأَمَّلوا كَيْفَ فِعْلُ الظَّبْيِ بِالأَسَدِ

قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَني وَمَضى

بِاللَهِ صِفْهُ وَلا تَنْقُصْ وَلا تَزِدِ

فَقَالَ أَبْصَرْتُهُ لَوْ مَاتَ مِنْ ظَمَأ

وَقُلْتِ قِفْ عَنْ وُرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ

قَالَتْ صَدَقْتَ الوَفَا في الحُبِّ عَادَتُهُ

يَا بَرْدَ ذاكَ الَّذي قَالَتْ عَلَى كَبِدِي

وَاسْتَرْجَعَتْ سَأَلَتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَا

مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقَّتْ يَداً بِيَدِ

وَأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤأً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ

وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ

وَأَنْشَدَتْ بِلِسَانِ الحَالِ قَائِلةً

مِنْ غَيْرِ كُرْهٍ وَلا مَطْلٍ وَلا جَلَدِ

وَاللَهِ مَا حَزِنَتْ أُخْتٌ لِفَقْدِ أَخٍ

حُزْني عَلَيْهِ وَلا أُمٌّ عَلَى وَلَدِ

فَأَسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجْرِي عَلَى عَجَلٍ

فَعِنْدَ رُؤْيَتِها لَمْ أَسْتَطِعْ جَلَدِي

وَجَرَّعَتْنِي بِرِيقٍ مِنْ مَرَاشِفِها

فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي

هُمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِي فَوا أَسَفِي

حَتَّى عَلَى المَوْتِ لا أَخْلوُ مِنَ الحَسَدِ



الشاعر الوأواء الدمشقي

الحمدان
09-16-2021, 05:51 PM
شكرا لك عزيزتي
شمس الاصيل
على الايضاح باسم الشاعر
تقبلي تحياتي وتقديري

الحمدان
09-17-2021, 04:03 AM
يا أُختَ خَيرِ أَخٍ يا بِنتَ خَيرِ أَبٍ

كِنايَةً بِهِما عَن أَشرَفِ النَسَبِ

أُجِلُّ قَدرَكِ أَن تُسمى مُؤَبَّنَةً

وَمَن يَصِفكِ فَقَد سَمّاكِ لِلعَرَبِ

لا يَملِكُ الطَرِبُ المَحزونُ مَنطِقَهُ

وَدَمعَهُ وَهُما في قَبضَةِ الطَرَبِ

غَدَرتَ يا مَوتُ كَم أَفنَيتَ مِن عَدَدِ

بِمَن أَصَبتَ وَكَم أَسكَتَّ مِن لَجَبِ

وَكَم صَحِبتَ أَخاها في مُنازَلَةٍ

وَكَم سَأَلتَ فَلَم يَبخَل وَلَم تَخِبِ

طَوى الجَزيرَةَ حَتّى جاءَني خَبَرٌ

فَزِعتُ فيهِ بِآمالي إِلى الكَذِب

حَتّى إِذا لَم يَدَع لي صِدقُهُ أَمَلاً

شَرِقتُ بِالدَمعِ حَتّى كادَ يَشرَقُ بي

تَعَثَّرَت بِهِ في الأَفواهِ أَلسُنُها

وَالبُردُ في الطُرقِ وَالأَقلامُ في الكُتُبِ

كَأَنَّ فَعلَةَ لَم تَملَء مَواكِبُها

دِيارَ بَكرٍ وَلَم تَخلَع وَلَم تَهِبِ

وَلَم تَرُدَّ حَياةً بَعدَ تَولِيَةٍ

وَلَم تُغِث داعِياً بِالوَيلِ وَالحَرَبِ

أَرى العِراقَ طَويلَ اللَيلِ مُذ نُعِيَت

فَكَيفَ لَيلُ فَتى الفِتيانِ في حَلَب

يَظُنُّ أَنَّ فُؤادي غَيرَ مُلتَهِبٍ

وَأَنَّ دَمعَ جُفوني غَيرُ مُنسَكِبِ

بَلى وَحُرمَةِ مَن كانَت مُراعِيَة

لِحُرمَةِ المَجدِ وَالقُصّادِ وَالأَدَبِ

وَمَن مَضَت غَيرَ مَوروثٍ خَلائِقُها

وَإِن مَضَت يَدُها مَوروثَةَ النَشَبِ

وَهَمُّها في العُلى وَالمَجدِ ناشِئَةً

وَهَمُّ أَترابِها في اللَهوِ وَاللَعِبِ

يَعلَمنَ حينَ تُحَيّا حُسنَ مَبسِمِها

وَلَيسَ يَعلَمُ إِلّا اللَهُ بِالشَنَبِ

مَسَرَّةٌ في قُلوبِ الطيبِ مَفرِقُها

وَحَسرَةٌ في قُلوبِ البَيضِ وَاليَلَبِ

إِذا رَأى وَرَآها رَأسَ لابِسِهِ

رَأى المَقانِعَ أَعلى مِنهُ في الرُتَبِ

وَإِن تَكُن خُلِقَت أُنثى لَقَد خُلِقَت

كَريمَةً غَيرَ أُنثى العَقلِ وَالحَسَب

وَإِن تَكُن تَغلِبُ الغَلباءُ عُنصُرُها

فَإِنَّ في الخَمرِ مَعنىً لَيسَ في العِنَبِ

فَلَيتَ طالِعَةَ الشَمسَينِ غائِبَةٌ

وَلَيتَ غائِبَةَ الشَمسَينِ لَم تَغِبِ

وَلَيتَ عَينَ الَّتي آبَ النَهارُ بِها

فِداءُ عَينِ الَّتي زالَت وَلَم تَؤُبِ

فَما تَقَلَّدَ بِالياقوتِ مُشبِهُها

وَلا تَقَلَّدَ بِالهِندِيَّةِ القُضُبِ

وَلا ذَكَرتُ جَميلاً مِن صَنائِعِها

إِلّا بَكَيتُ وَلا وُدٌّ بِلا سَبَب

قَد كانَ كُلُّ حِجابٍ دونَ رُؤيَتِها

فَما قَنِعتِ لَها يا أَرضُ بِالحُجُبِ

وَلا رَأَيتِ عُيونَ الإِنسِ تُدرِكُها

فَهَل حَسَدتِ عَلَيها أَعيُنَ الشُهُبِ

وَهَل سَمِعتِ سَلاماً لي أَلَمَّ بِها

فَقَد أَطَلتُ وَما سَلَّمتُ مِن كَثَبِ

وَكَيفَ يَبلُغُ مَوتانا الَّتي دُفِنَت

وَقَد يُقَصِّرُ عَن أَحيائِنا الغَيَب

يا أَحسَنَ الصَبرِ زُر أَولى القُلوبِ بِها

وَقُل لِصاحِبِهِ يا أَنفَعَ السُحُبِ

وَأَكرَمَ الناسِ لا مُستَثنِياً أَحَداً

مِنَ الكِرامِ سِوى آبائِكَ النُجُبِ

قَد كانَ قاسَمَكَ الشَخصَينِ دَهرُهُما

وَعاشَ دُرُّهُما المَفديُّ بِالذَهَبِ

وَعادَ في طَلَبِ المَتروكِ تارِكُهُ

إِنّا لَنَغفُلُ وَالأَيّامُ في الطَلَبِ

ماكانَ أَقصَرَ وَقتاً كانَ بَينَهُما

كَأَنَّهُ الوَقتُ بَينَ الوِردِ وَالقَرَبِ

جَزاكَ رَبُّكَ بِالأَحزانِ مَغفِرَةً

فَحُزنُ كُلِّ أَخي حُزنٍ أَخو الغَضَبِ

وَأَنتُمُ نَفَرٌ تَسخو نُفوسُكُمُ

بِما يَهَبنَ وَلا يَسخونَ بِالسَلَب

حَلَلتُمُ مِن مُلوكِ الناسِ كُلِّهِمِ

مَحَلَّ سُمرِ القَنا مِن سائِرِ القَصَبِ

فَلا تَنَلكَ اللَيالي إِنَّ أَيدِيَها

إِذا ضَرَبنَ كَسَرنَ النَبعَ بِالغَرَبِ

وَلا يُعِنَّ عَدُوّاً أَنتَ قاهِرُهُ

فَإِنَّهُنَّ يَصِدنَ الصَقرَ بِالخَرَبِ

وَإِن سَرَرنَ بِمَحبوبٍ فَجَعنَ بِهِ

وَقَد أَتَينَكَ في الحالَينِ بِالعَجَبِ

وَرُبَّما اِحتَسَبَ الإِنسانُ غايَتَها

وَفاجَأَتهُ بِأَمرٍ غَيرِ مُحتَسَبِ

وَما قَضى أَحَدٌ مِنها لُبانَتَهُ

وَلا اِنتَهى أَرَبٌ إِلّا إِلى أَرَب

تَخالَفَ الناسُ حَتّى لا اِتِّفاقَ لَهُم

إِلّا عَلى شَجَبٍ وَالخُلفُ في الشَجَبِ

فَقيلَ تَخلُصُ نَفسُ المَرءِ سالِمَةً

وَقيلَ تَشرَكُ جِسمَ المَرءِ في العَطَبِ

وَمَن تَفَكَّرَ في الدُنيا وَمُهجَتِهِ

أَقامَهُ الفِكرُ بَينَ العَجزِ وَالتَعَبِ


أبو الطيب المتنبي

الحمدان
09-18-2021, 01:33 AM
1 - أَقولُ لَهَا وَقَدْ طَارَتْ شَعَاعاً
مِنَ الأبطَالِ وَيْحَكِ لَنْ تُرَاعِي

2 - فإِنَّكِ لَو سَــأَلْتِ بَقَـاءَ يَوْمٍ
عَلىَ اَلأَجَلِ الَّذِي لَكِ لَمْ تُطَاعـي

3 - فَصَبْراً في مَجَـالِ الَموْت صَبْراً
فما نَيْلُ اَلْخُلُـودِ بمُسْـتَطَاعِ

4 - ولا ثَوْبُ البَقَاءِ بِثَوْبِ عِـزٍّ
فَيُطْوَى عَنْ أَخِي الْخَـنَع الْيَرَاعِ

5 - سَـبـيلُ اَلَمْوتِ غايَةُ كُـلّ حَـيٍّ
فَدَاعِيــهِ لأَهْـــلِ الأَرْضِ داعٍ

6 - وَمَنْ لاَ يُعْتَبَطْ يَسْـأَمْ وَيَهْـرَمْ
وَتُسْـلِمْهُ الْمَنُونُ إِلى انْقِطاعِ

7 - وَمَا لِلْمَرْءِ خــيْرٌ فِــي حَيَـاةٍ
إِذَا مَا عُــدَّ مِـنْ سَــقَطِ المتَـاعِ

كنيته: قطري ابن الفجاءة

الحمدان
09-18-2021, 02:58 AM
سر انتصار الحياة
يقول السيد قطب:


أطلّي بطلعتكِ الساحرة
وحيّي بنظرتك الشاعرة

أفيضي على الكون فيض المراح
وغذيه بالقوة الطافرة

وما لك أنت؟ وما للسكون؟
وما أنت إلا القوى الثائرة

قوى الحب تنبض بين القفار
فتغدو القفارُ بها ناضرة

وتنفخ في ساكنات القلوب
فتغدو سواكنها نافرة

وتهتف للصم بالأغنيات
فيصغون للنغمة الساحرة

ألستِ التي نبضت "بالوجود"
فشق قوى "العدم" الساخرة؟

بلى! أنت سر انتصار الحياة
على الموت في الوقعة الظافرة

هنالك من قبل ميلادها
وكانت مغيبة حـائرة!

وكنت نواة بها ضامرة
فعدت حياة بها سافرة!

الحمدان
09-18-2021, 03:39 AM
أرجع زمان الأمس من صفحاتي

ما أجمل الأيام بعد فوات

ذكرى يعود إلى الفؤاد حنينها

دوماً إذا ذاق الفؤاد بأهات

زمن تولى من ربيع حياتنا

في ظله ما اجمل الاوقات

نلهو ونمرح والسعادة عندنا

ما أصدق البسمات والضحكات

نجري ونجري ليس ندري أنها

تجري بنا الأعمار في الساعات

ونلاعب المطر الخفيف إذا أتى

وعلى اليدين تساقط القطرات

نبكي ونضحك تلك حال طفولة


ونصدق الأفعال والكلمات

ما أجمل الأيام تمضي غفلةً

زمن الصفاء يمر في عجلات


الشاعر ......

الحمدان
09-18-2021, 03:47 AM
جادَكَ الغيثُ حبيبي إذ هَمَى
وسَقَى الغيثُ مَراعي المُقَلِ

يومَ كنّا والهَوى ثالِثُنا
قد صفا مَشْرَبُنا من مَنهلِ

وفَراشاتٌ زهَتْ ألوانُها
زَفَّتِ الحُبَّ بفجرٍ مَخمَلي

وزهورُ الرَّوضِ يَندى ثَغرُها
بابتساماتِ سُرورٍ مُذهِلِ

وعطورُ الوردِ فاحَت تكتسي
روضَتي منها بأحلى الحُلَلِ

وطيورٌ حائماتٌ زغرَدَتْ
بأهازيجَ كلَحنٍ ثَمِلِ

وابتساماتُ الهَوى قد أينعتْ
فشَفَتْ بالنَّفسِ سَقْمَ العِللِ

يا ربيعًا مرَّ بي أذكُرُهُ
في فؤادي رسمُهُ لا يَنجلي

هاجَني الشَّوقُ نُهَيْرًا يَحتَوي
سنواتِ العُمرِ يَسقي أملي

يا زماناً قد تعفّى وانقضى
جادَكَ الغيثُ بشَهْدِ العَسَلِ


عبدالعزيز البابطين

الحمدان
09-18-2021, 04:49 AM
ولي عصا من طريق الذمّ أحْمَدُها

بها أُقدّمُ في تأخيرها قدمي

كأنّها وهي في كفّي أهشّ بها

على الثمانين عاماً لا على غنمي

كأنّني قوسُ رامٍ وهي لي وترٌ

أرمي عليها رميَّ الشيب والهرمِ


ابن حمديس

الحمدان
09-18-2021, 04:50 AM
ولي عصا من طريق الذمّ أحْمَدُها

بها أُقدّمُ في تأخيرها قدمي

كأنّها وهي في كفّي أهشّ بها

على الثمانين عاماً لا على غنمي

كأنّني قوسُ رامٍ وهي لي وترٌ

أرمي عليها رميَّ الشيب والهرمِ


ابن حمديس

الحمدان
09-19-2021, 01:50 AM
تَجَهَّز طالَ في النَصَبِ الثَواءُ
وَمُنتَظَرُ الثَقيلِ عَلَيَّ داءُ
تَرَكتُ رِياضَةَ النَوكى قَديماً
فَإِنَّ رِياضَةَ النَوكى عَياءُ
إِذا ما سامَني الخُلَطاءُ خَسفاً
أَبَيتُ وَرُبَّما نَفَعَ الإِباءُ
وَإِغضائي عَلى البَزلاءِ وَهنٌ
وَوَجهُ سَبيلِها رَحبٌ فَضاءُ
قَضَيتُ لُبانَةً وَنَسَأتُ أُخرى
وَلِلحاجاتِ وَردٌ وَاِنقِضاءُ
عَلى عَينَي أَبي أَيّوبَ مِنّي
غِطاءٌ سَوفَ يَنكَشِفُ الغِطاءُ
جَفاني إِذ نَزَلتُ عَلَيهِ ضَيفاً
وَلِلضَيفِ الكَرامَةُ وَالحِباءُ
غَداً يَتَعَلَّمُ الفَجفاجُ أَنّي
أَسودُ إِذا غَضِبتُ وَلا أُساءُ
نَأَت سَلمى وَشَطَّ بِها التَنائي
وَقامَت دونَها حَكَمٌ وَحاءُ
وَأَقعَدَني عَنِ الغُرِّ الغَواني
وَقَد نادَيتُ لَو سُمِعَ النِداءُ
وَصِيَّةُ مَن أَراهُ عَلَيَّ رَبّاً
وَعَهدٌ لا يَنامُ بِهِ الوَفاءُ
هَجَرتُ الآنِساتِ وَهُنَّ عِندي
كَماءِ العَينِ فَقدُهُما سَواءُ
وَقَد عَرَّضنَ لي وَاللَهُ دوني
أَعوذُ بِهِ إِذا عَرَضَ البَلاءُ
وَلَولا القائِمُ المَهديُّ فينا
حَلَبتُ لَهُنَّ ما وَسِعَ الإِناءُ
وَيَوماً بِالجُدَيدِ وَفَيتُ عَهداً
وَلَيسَ لِعَهدِ جارِيَةٍ بَقاءُ
فَقُل لِلغانِياتِ يَقِرنَ إِنّي
وَقَرتُ وَحانَ مِن غَزَلي اِنتِهاءُ
نَهاني مالِكُ الأَملاكِ عَنها
فَثابَ الحِلمُ وَاِنقَطَعَ العَناءُ
وَكَم مِن هاجِرٍ لِفَتاةِ قَومٍ
وَبَينَهُما إِذا اِلتَقَيا صَفاءُ
وَغَضّات الشَبابِ مِنَ العَذارى
عَلَيهنَّ السُموطُ لَها إِباءُ
إِذا نَبَحَ العِدى فَلَهُنَّ وُدّي
وَتَربِيتي وَلِلكَلبِ العُواءُ
لَهَوتُ بِهِنَّ إِذ مَلَقي أَنيقٌ
يَصِرنَ لَهُ وَإِذ نَسَمي شِفاءُ
وَأَطبَقَ حُبُّهُنَّ عَلى فُؤادي
كَما اِنطَبَقَت عَلى الأَرضِ السَماءُ
فَلَمّا أَن دُعيتُ أَصَبتُ رُشدِي
وَأَسفَرَ عَنِّيَ الداءُ العَياءُ
عَلى الغَزَلى سَلامُ اللَهِ مِنّي
وَإِن صَنَعَ الخَليفَةُ ما يَشاءُ
فَهَذا حينَ تُبتُ مِنَ الجَواري
وَمِن راحٍ بِهِ مِسكٌ وَماءُ
وَإِن أَكُ قَد صَحَوتُ فَرُبَّ يَومٍ
يَهُزُّ الكَأسُ رَأسي وَالغِناءُ
أَروحُ عَلى المَعازِفِ أَربَخيّا
وَتَسقيني بِريقَتِها النِساءُ
وَما فارَقتُ مِن سَرَفٍ وَلَكِن
طَغى طَرَبي وَمالَ بِيَ الفَتاءُ
أَوانَ يَقولُ مُسلِمَةُ ابنُ قَيسٍ
وَلَيسَ لِسَيِّدِ النَوكى دَواءُ
رُوَيدَكَ عَن قِصافَ عَلَيكَ عَينٌ
وَلِلمُتَكَلِّفِ الصَلِفِ العَفاءُ
فَلا لاقى مَناعِمَهُ اِبنُ قَيسٍ
يُعَزّيني وَقَد غُلِبَ العَزاءُ


بشار ابن برد

الحمدان
09-19-2021, 06:18 PM
‏يا ربّ إن عٙظُمٙت ذنوبيَ كثرةً
فلقد علمتُ بأنّ عفوٙك أعظمُ

إن كان لا يرجوك إلا مُحسِنٌ
فبِمن يلوذُ ويستجيرُ المجرمُ

أدعوك ربّ كما أمرتٙ تضرُّعًا
فإذا رَدَدتٙ يدي فمن ذا يرحمُ

ما لي إليك وسيلةٌ إلا الرجا
وجميلُ عفوِك ثمّ إنّيَ مسلمُ


أبو نواس

الحمدان
09-19-2021, 06:19 PM
‏إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً
فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا

وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ
وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا

وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ
وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا

الشافعي

الحمدان
09-19-2021, 06:21 PM
‏ويومًا على ظهر الكثيب تعذّرت
عليّ وآلت حلفةً لم تَحلّلِ

أفاطمَ مهلا بعض هذا التدلّلِ
وإن كنت قد أزمَعت صرمي فأجملي

وإن كنت قد ساءتك منّي خليقةٌ
فسُلّي ثيابي من ثيابك تَنسُل

أغرّك مني أنّ حبك قاتلي
وأنك مهما تأمري القلب يفعل

وما ذرفت عيناك إلا لتقدحي
بسهميك في أعشار قلبٍ مقتّل

الشاعر ....

الحمدان
09-21-2021, 03:32 AM
‏بل أيها الراكبُ المُزجي مطِيّتَهُ
نحو الجزيرة مرتادًا ومنتَجَعا

أبلغ إيادًا وخَلّل في سراتهمِ
إني أرى الرأيَ إن لم أُعصَ قد نَصَعا

يا لهف نفسيَ أن كانت أموركمُ
شتّى وأُحكِمَ أمرُ الناس فاجتمعا

ألا تخافون قومًا لا أبا لكمُ
أمسَوا إليكم كأمثال الدّبا سُرُعا

لقيط بن يعمر الإيادي

الحمدان
09-21-2021, 03:40 AM
‏‎عيناك حطمتا عليّ مدينتي
والهم قبلُ عليّ حطم مدْنا

لا أستجير من الجراح ببرئها
بل بالجراح وهنّ أبرد سنا


همام صادق عثمان

الحمدان
09-21-2021, 03:50 AM
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلٍ

بسقط اللوى بين الدّخول فحومل

ويوم عقرت للعذارى مطيّتي

فيا عجبا من كورها المتحمّل

فظلّ العذارى يرتمين بلحمها

وشحب كهداب الدمقس المفتل

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة

فقالت لك الويلات إنّك مرجلي

تقول وقد مال الغبيط بنا معاً

عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل

فقلت لها سيري وأرخي زمامه

ولا تبعديني من جناك المعلّل

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع

فألهيتها عن ذي تمانم محول

إذا ما بكى من خلفها انصرفت له

بشقّ وتحتي شقّها لم يحوّل

ويوماً على ظهر الكثيب تعذّرت

عليّ وآلت حلفة لم تحلل

أفاطم مهلاً بعض هذا التدلّل

وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي



من معلقة امرؤ القيس

الحمدان
09-21-2021, 03:55 AM
يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ

لِيَهنَكِ اليَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ
الماءُ عِندَكِ مَبذولٌ لِشارِبِهِ

وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي
هَبَّت لَنا مِن رِياحِ الغَورِ رائِحَةٌ

بَعدَ الرُقادِ عَرَفناها بِرَيّاكِ
ثُمَّ اِنثَنَينا إِذا ما هَزَّنا طَرَبٌ

عَلى الرِحالِ تَعَلَّلنا بِذِكراكِ
سهم أصاب وراميه بذي سلم

مَن بالعِرَاقِ، لَقد أبعَدْتِ مَرْمَاكِ
وَعدٌ لعَينَيكِ عِندِي ما وَفَيتِ بِهِ

يا قُرْبَ مَا كَذَبَتْ عَينيَّ عَينَاكِ
حكَتْ لِحَاظُكِ ما في الرّيمِ من مُلَحٍ

يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي
كَأنّ طَرْفَكِ يَوْمَ الجِزْعِ يُخبرُنا

بما طوى عنك من أسماء قتلاك
أنتِ النّعيمُ لقَلبي وَالعَذابُ لَهُ

فَمَا أمَرّكِ في قَلْبي وَأحْلاكِ
عندي رسائل شوق لست أذكرها

لولا الرقيب لقد بلغتها فاك
سقى منى وليالي الخيف ما شربت

مِنَ الغَمَامِ وَحَيّاهَا وَحَيّاكِ
إذ يَلتَقي كُلُّ ذي دَينٍ وَماطِلَهُ منا

ويجتمع المشكو والشاكي
لمّا غَدا السّرْبُ يَعطُو بَينَ أرْحُلِنَا

مَا كانَ فيهِ غَرِيمُ القَلبِ إلاّكِ
هامت بك العين لم تتبع سواك هوى

مَنْ عَلّمَ العَينَ أنّ القَلبَ يَهوَاكِ
حتّى دَنَا السّرْبُ، ما أحيَيتِ من كمَدٍ

قتلى هواك ولا فاديت أسراك
يا حبذا نفحة مرت بفيك لنا

ونطفة غمست فيها ثناياك
وَحَبّذا وَقفَة ٌ، وَالرّكْبُ مُغتَفِلٌ

عَلى ثَرًى وَخَدَتْ فيهِ مَطَاياكِ
لوْ كانَتِ اللِّمَة ُ السّوْداءُ من عُدَدي

يوم الغميم لما أفلتِّ أشراكي



الشاعر الشريف الرضي

الحمدان
09-21-2021, 04:00 AM
فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ

وَكانَ عِداءُ الوَحشِ مِنّي عَلى بالِ
كَأَنّي بِفَتخاءِ الجَناحَينِ لَقوَةٍ

صَيودٍ مِنَ العِقبانِ طَأطَأتُ شِملالي
تَخَطَّفُ خَزّانَ الشُرَيَّةِ بِالضُحى

وَقَد حَجَرَت مِنها ثَعالِبُ أَورالِ
كَأَنَّ قُلوبَ الطَيرِ رَطباً وَيابِس

لَدى وَكرِها العُنّابُ وَالحَشَفُ البالي
فَلَو أَنَّ ما أَسعى لِأَدنى مَعيشَةٍ

كَفاني وَلَم أَطلُب قَليلٌ مِنَ المالِ
وَلَكِنَّما أَسعى لِمَجدٍ مُؤَثَّلٍ

وَقَد يُدرِكُ المَجدَ المُؤَثَّلَ أَمثالي
وَما المَرءُ ما دامَت حُشاشَةُ نَفسِهِ

بِمُدرِكِ أَطرافِ الخُطوبِ وَلا آلي




امرؤ القيس

ام ليان
09-21-2021, 01:11 PM
طرح أكثر من رائع تسلم ذائقتك

الحمدان
09-21-2021, 01:42 PM
وكم في الأرضِ من موتى لديهم

بوسطِ القلب والوجدانِ ذكرى

نعم ماتوا ولكن لن يغيبوا

فذكراهم تحيلُ القلبَ بدرا

أبي يا بدرَ عمري إن روحي

تئنُّ وتشتكي مذ غبتَ قهرا

هرمتُ بُعيدَ موتك يا حبيبي

وكنتُ الطفلَ بين يديكَ دهرا

رضيتُ بحكمِ من خلقَ البرايا

فألهمني إلهي منكَ صبرا

وعند الموتِ فاجمعني ببدري

بجناتٍ فشوقي صارَ جمرا


د. وائل جحا

الحمدان
09-21-2021, 01:43 PM
نعم أبدعتَ لكن بالخداعِ

وأخفيتَ البشاعةَ بالقناعِ

نعم أبدعتَ بالتِّمثيلِ لكن

سقطتَ من العيونِ بلا وداعِ

نعم أبدعتَ في طعني بظهري

نهشتَ مشاعري نهشَ الضِّباعِ

نعم أبدعتَ في حقدٍ ومكرٍ

كما ذئبٍ تُبَدِّلُ في الطِّباعِ

نعم أتقنتَ دورَكَ في حياتي

بريءَ الشَّكلِ ممقوتَ المساعي

لقد قيَّدتني بالوهمِ لكن

كشفتُكَ قبل أن تُلوى ذراعي

فجذرُكَ فوقَ سطحِ الأرضِ بادٍ

وجذري راسخٌ يأبى اقتلاعي

كشوكٍ أنتَ مصفرٍّ مقيتٍ

سَتَقطِفُ رأسَ مسعاكَ المراعي

لقد قلَّدتَ في خبثٍ ضباعًا

نسيتَ بأنَّ عزميَ كالسِّباعِ

إذا ما الشَّرُ كشَّرَ عن نيوبٍ

فإنَّ الخيرَ يكسبُ في الصِّراعِ

ونورُ الحقَّ يسطعُ من قلوبٍ

أبت سيرًا إلى عتم الضياعِ

كزهرٍ ينثرُ الأخلاقَ عطرًا

يفوحُ شذاهُ في شتَّى البقاعِ

ستغرقُ إن بقيتَ ببحر وهمٍ

يقودُكَ للنِّفاقِ بلا شراعِ

فعد للهِ واستغفر فإنِّي

برغم أساكَ للإصلاحِ داعِ

سأصفحُ عنكَ لا خوفًا ولكن

لأنِّي لاستباقِ الخيرِ ساعِ



د . وائل جحا

الحمدان
09-21-2021, 01:44 PM
جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ

كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ

فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ

أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ

فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا

مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ

فقلت هذي أحاديثٌ ملفقة

موضوعة قد أتت من قول مختلق

فقالت وحق عيوني عزّ من قسمٍ

وما على جبهتي من لؤلؤ الرمق

إني أحبك حباً لا نفاد له

ما دام في مهجتي شيء من الرمق

فقمت ولهانَ من وجدي أقبلها

زحتُ اللثام،، رأيتُ البدر معتنقِ

قبلتها،، قبلتني،، وهي قائلة

قبلت فاي،، فلا تبخل على عنقي

قلت العناق حرامٌ في شريعتنا

قالت أيا سيدي واجعلهُ في عنقي



لسان الدين بن الخطيب

الحمدان
09-22-2021, 02:04 AM
سالتني ذات يوم عابره

عن غرامي وفتاتي الساحره

لم تكن تعلم أني شاعر

ملهم أهوى فتون الطاهره

وحبيب لست أهوى عاتبا

أنما أهوى العيون الآسره

وقواما أهيفا جلفني

ساهما خلف روحي سادره

ووفاء لم أكن أنكره

أترى ينكر غصن طائره

سألتني والربى مزدانة

في شروق والأماني زاهره

ليتها تدرك أني ها هنا

شاعر لابد لي من شاعره

قلت يا أختاه لا لا تسالي

أنا ذاك الصب أهوى نادره


بدر شاكر السياب

الحمدان
09-22-2021, 02:05 AM
ولم أرَ بعدَ قهرِ الفقرِ ذُلًّا

سوى ذُلِّ السُّؤالِ من اللئيمِ

يَمنُّ على الفقيرِ بكلِّ قرشٍ

ويُوصَفُ في المحافلِ بالكريمِ

فمرُّ الفقرِ معْ عزٍّ نعيمٌ

وسُقيَا الذُّلِّ من حممِ الجحيمِ



د .. وائل جحا

الحمدان
09-22-2021, 02:06 AM
يظنونَ أنّ العشقَ ترنيمُ قافيةْ
تصبّ دنان الشعر للكون ساقيةْ
ترقرقها النوريّ إيماضُ مهجةٍ
تجوبُ مصابيحَ السماء مناجيةْ
مقامٌ به ذابت شفاهٌ كثيرةٌ
مذابَ الجليدِ الصلدِ عن عنق رابيةْ
مذابَ كؤوس الوجد في حضرة الجوى
خِفافا ...حُبابا بانعتاقٍ مدانيةْ
إذا خُففت تنسلُّ مثل فراشةٍ
تُجاذبها الأنوارُ تركا لما هيه
يظنون: ميثاقَ القبولِ تدروشٌ
وفي برزخ الأضواء (فليدعُ ناديهْ)!!
وإني أرى خلفَ الضفافِ تبصّرا
وحسبي رسول الله مرآة ذاتيةْ
وحسبي اتكاءاتي على خير سيرةٍ
تُخبّرُ أنّ الأرضَ في الكدح ماضية
وماقدوتي إلاه: نورٌ مجسدٌ
سراجٌ منيرٌ لا يُضللُ ساعيه
يُخبرُ: إيماضَ الصبابة صهوةٌ
تباري عنان الريح كالبرق سارية
وفارسها الممهور بالروح منحةً
سيترك آثارا على الأرض باقية
يرى الحبّ في كدّ الجباه تفكّرا
فقلبٌ على التقوى وتصديق ناصيةْ
خيارا ..فلا إكراه في الدين إنما
بشائرَه يلقى أو النارَ حاميةْ
وماالفوز إلا ماتبصّره الفتى
بقلبٍ تذكّى فاستهاب نواهيه
بصائرُ من مروا شعاعا فأسرجوا
مصابيحنا اللاتي كما الماس صافيةْ
ألا إنّ نور القلب معراجُ روضه
ومن طفّأ المشكاة يلقَ الزبانيةْ
أطلّ كبدرٍ والليالي عتيةٌ
تمدّ ظلام الشرك كالموج طاغية
أنارت حجاز الله (إقرأْ) فأشرقت
حضارتها الكبرى إلى النور داعية
سراجٌ منيرٌ لا يكفّ توقدا
فمهجته تسقي العصور البواقيةْ
لأنّ نبيّ الله قطبُ محبةٍ
مجراتنا لفّت مع القطب جارية *
ألا إنه فاق النجوم مكانة
فحول اكتمال الحسن داروا علانية
لأنّ اشتعال الروح كان معظّما
تجوهرَ قرآنا وسبعا مثانية**
كريم امتدادات النخيل تجذّرا
إلى صلب إبراهيمَ للعرش دانيةْ
وماانساق في مجرى الوجود تواكلا
يُصاحبه جأشٌ مع العزم داهيةْ
تواضعه أعلى: إذا النفسُ صُعّرت
وإخلاصه أقوى إذا الشرك طاغية
يتيمٌ وعين القلب لليتم كوثرٌ
ينابيعه فاضت على الأرض حانيةْ
بميزانه النوريّ سوّى عدالة
فما غير تقوى الله في الكفّ عالية
كأنّ التفاف المؤمنين تراحما
كعضوٍ إذا عنّى تعنّت بواقيهْ
وضيءٌ ويستسقى الغمام بوجهه
شآبيبه بالنور والحب ساقيةْ
وماالنصر إلا أن أسير بهديه
(إذا جاء نصرُ الله ...) هللتُ راضيةْ.....



ريم سليمان الخش

الحمدان
09-23-2021, 12:41 AM
لولا المُعَلِّمُ مَا كَانَ الأَطِبَّاءُ*
ولا تَفَنَّنَ في الإعمَارِ بَنَّاءُ

فَلْتُكْرِمُوهُ ولا تَقسوا عَلَيهِ فَمَا
أَهَانَهُ غَيرُ مَن في عقلِهِ دَاءُ

دَاءُ الجهَالَةِ بالإذلالِ يَدفِنُنُا
والعِلمُ نُورٌ بهِ للمَجدِ إحياءُ

مُعَلِّمِي سَوفَ تَبقَى لي السِّراجَ وإن
بَعُدتَ عنِّي فللأرواحِ إسرَاءُ

د.وائل جحا

الحمدان
09-23-2021, 12:42 AM
محبوبتي كالبدرِ بل هيَ أجملُ
فالبدرُ من حسنُ الحبيبةِ يخجلُ

مذ أن رأيتكُ صرتُ قيسًا في الهوى
ليلاهُ أنتَ فكيفَ لا أتغزَّلُ

لا تتركيني لحظةً فالقلبُ من
خمرِ المحبَّةِ يا حبيبةُ يثملُ

كوني بقربي زهرةً فوَّاحةً
مهما كبرتُ فإنَّها لا تَذبَلُ

هذي الحياةُ قصيرةٌ وستنتهي
والموتُ مهما عشتُ نحوي يُقبلُ

ربَّاهُ فاجمع شملنا في جنَّةٍ
فيها الهناءُ بلا فراقً يَكمُلُ

إنِّي رضيت بها وعنها خالقي
فاقبل رجائي إنَّني أتوسلُ

د.وائل جحا

الحمدان
09-23-2021, 02:56 AM
لَعَمرُكَ ما طولُ هَذا الزَمَن

عَلى المَرءِ إِلّا عَناءٌ مُعَن

يَظَلُّ رَجيماً لِرَيبِ المَنونِ

وَلِلسَقمِ في أَهلِهِ وَالحَزَن

وَهالِكِ أَهلٍ يُجِنّونَهُ

كَآخَرَ في قَفرَةٍ لَم يُجَن

وَما إِن أَرى الدَهرَ في صَرفِهِ

يُغادِرُ مِن شارِخٍ أَو يَفَن

فَهَل يَمنَعَنّي اِرتِيادي البِلا

دَ مِن حَذَرِ المَوتِ أَن يَأتِيَن

أَلَيسَ أَخو المَوتِ مُستَوثِقاً

عَلَيَّ وَإِن قُلتُ قَد أَنسَأَن

عَلَيَّ رَقيبٌ لَهُ حافِظٌ

فَقُل في اِمرِئٍ غَلِقٍ مُرتَهَن

أَزالَ أُذَينَةَ عَن مُلكِهِ

وَأَخرَجَ مِن حِصنِهِ ذا يَزَن

وَخانَ النَعيمُ أَبا مالِكٍ

وَأَيُّ اِمرِئٍ لَم يَخُنهُ الزَمَن

أَزالَ المُلوكَ فَأَفناهُمُ

وَأَخرَجَ مِن بَيتِهِ ذا حَزَن

وَعَهدُ الشَبابِ وَلَذّاتُهُ

فَإِن يَكُ ذَلِكَ قَد نُتَّدَن

وَطاوَعتُ ذا الحِلمَ فَاِقتادَني

وَقَد كُنتُ أَمنَعُ مِنهُ الرَسَن

وَعاصَيتُ قَلبِيَ بَعدَ الصَبى

وَأَمسى وَما إِن لَهُ مِن شَجَن

فَقَد أَشرَبُ الراحَ قَد تَعلَمي

نَ يَومَ المُقامِ وَيَومَ الظَعَن

وَأَشرَبُ بِالريفِ حَتّى يُقا



من روائع الأعشى

الحمدان
09-23-2021, 07:28 AM
‏‎لا تأمَنَنّ مِن الزمانِ تَقلُّبًا
إنّ الزمانَ بأهلِه يتقلّبُ

ولقد أُراني والليوثُ تهابُني
وأَخافَني مِن بعدِ ذاكَ الثعلبُ

حَسْبُ الكريمِ مَذَلَّةً ونَقيصةً
أنْ لا يزالَ إلى لئيمٍ يَطلُبُ

وإذا أتتكَ أُعجوبةٌ فاصبِرْ لها
فالدهرُ يأتي بالذي هو أعجبُ

‎الحاجب المصحفي

الحمدان
09-23-2021, 07:32 AM
*
أفديك بالنفس والأملاك ياوطني
أشدو بحبك في سري وفي علني

أحمي حماك ولا أرضى بمنقصة
لكي تعيش بعز في مـدى الزمـن

ولاؤنـا يـابـلاد الخـير متصـل
من لفة المهـد حـتى لفة الكفن.


اليوم الوطني الواحد والتسعون
دام عزك ياوطن

الحمدان
09-23-2021, 07:37 AM
‏‎ أما المحبة فهي قلبي والحشا
بل كل كلي لست فيه كاذبا

_ رعدت بها مني الضلوع وقد همى
مطر علينا قبل كان سحائبا

عبد الغني النابلسي



الحمدان
09-25-2021, 03:31 AM
‏بِنتُم وَبِنّا فما ابتلّتْ جوانِحُنا
شوقًا إليكُمْ ولا جَفّتْ مآقِينا

لا تَحسبوا نأيَكم عنّا يُغيّرُنا
أن طالما غيّر النَّأْيُ المُحبّينَا

واللّه ما طلبَتْ أهواؤنا بدلًا
منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا


ابن زيدون

الحمدان
09-25-2021, 03:36 AM
1- يَقُولونَ لِيْ فِيْكَ انْقِبَاضٌ وَإِنَّما
رَأَوا رَجلاً عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَمَا
2- أَرَى النَّاسَ مَن دَانَاهُمُ هَانَ عِنْدَهمْ
وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا
3- وَلَمْ أَقْضِ حَقَّ العِلْمِ إِنْ كنت كُلَّمَا
بَدَا طَمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِيَ سُلَّمَا
4- وما زلتُ مُنحازًا بعرضي جانبا
عن الذل أعتَدُّ الصيانةَ مَغنَما
5- إذا قِيلَ: هذا مَنْهَلٌ قُلْتُ قَدْ أَرَى
وَلكِنَّ نَفْسَ الحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّمَا
6- أنزهها عن بعض ما لا يشينها
مخافةَ أقوالِ العِدا فيمَ أو لما؟
7- فأُصبحُ عن عيْب اللئيم مُسَلَّما
وقد رحتُ في نفسِ الكريم معظَّما
8- وإنِّي إذا ما فاتني الأمرُ لمْ أبِتْ
أقلب كفِّي إثره متندما
9- ولكنه إنْ جاء عَفْوا قبلته
وإن مال لم أتبعه هلَّا وليتما
10- وأقبض خَطوْي عن حظوظٍ كثيرةٍ
إذا لم أنلها وافرَ العِرض مُكْرَما
11- وأُكرِم نفسيَ أن أُضاحِك عابسًا
وأن أَتلقَّى بالمديح مُذَمَّما
12- وكم طالبٍ رقِّي بنُعْماه لم يصل
إليه وإن كان الرئيسَ المعَظِّما
13- وكم نعمةٍ كانت على الحُر نقمةً
وكم مغنمٍ يعتَدُّه الحرُّ مَغرما
14- ولم أبتذِل في خدمة العلم مهجتي
لأخدِم من لاقيت لكن لأُخْدَما
15- أأشقى به غَرْسًا وأجنيه ذِلةً
إذا فاتباعُ الجهلِ قد كان أحزَما
16- وإني لراضٍ عن فتًى متعففٍ
يروح ويغدو ليس يملك درهمًا
17- يبيتُ يراعِي النجمَ من سوءِ حالِه
ويصبحُ طَلْقا ضاحكا متبسما
18- ولا يسأل المُثْرين ما بأكفِّهم
ولو ماتَ جُوعا عِفَّةً وتكرُّما
19- فإن قلت: “زَندُ العِلمِ كابٍ”،فإنما
كبا حين لم نَحرُسْ حِماهُ وأظلَما
20- ولو أنّ أهلَ العلمِ صانوه صانهم
ولو عظَّموه في النفوسِ لعظما
21- ولكن أهانوهُ فهانوا ودنَّسوا
مُحَيَّاهُ بالأطماع حتى تجَهَّما
22- وما كل برقٍ لاحَ لي يستفِزني
\ولا كل مَن لاقَيتُ أرضاه مُنعِما
23- ولكن إذا ما اضطرني الضُّر لم أبت
أقلبُ فكري مُنْجِدًا ثم مُتْهِما
24- إلى أن أرى ما لا أَغَصُّ بذِكْره
إذا قلتُُ قد أسْدى إليَّ وأنعَما


الدكتور / محمد بن سرّار اليامي

الحمدان
09-25-2021, 03:46 AM
للقاضي
أبي الحسن علي بن عبد العزيز بن الحسن الجرجاني
( المتوفى سنة 329 هـ )
قال – رحمه الله – :


يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما
رأوا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما

أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم
ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما

ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا
بدا طَمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما
وما زلتُ مُنحازاً بعرضيَ جانباً
من الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى
ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا
أُنزِّهها عن بَعضِ ما لا يشينُها
مخافةَ أقوال العدا فيم أو لما
فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مسلَّما
وقد رحتُ في نفسِ الكريمِ مُعَظَّما
وإني إذا ما فاتني الأمرُ لم أبت
أقلِّبُ فكري إثره مُتَنَدِّما
ولكنه إن جاء عَفواً قبلتُه
وإن مَالَ لم أُتبعهُ هَلاِّ وليتَما
وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ
إذا لم أَنلها وافرض العرضِ مُكرما

وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابساً
وأن أَتلقَّى بالمديح مُذمَّما
وكم طالبٍ رقي بنعماه لم يَصِل
إليه وإن كَانَ الرَّئيسَ الُمعظَّما
وكم نعمة كانت على الُحرِّ نقمَةً
وكم مغنمٍ يَعتَده الحرُّ مَغرَما
ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي
لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما
أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً
إذن فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما
ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم
ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما
ولكن أهانوه فهانو ودَنَّسُوا
مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما
فإن قُلتَ جَدُّ العلم كابٍ فإنما
كبا حين لم يحرس حماه وأُسلما
وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني
ولا كلُّ من في الأرضِ أرضاه مُنَعَّما
ولكن إذا ما اضطرني الضُّرُّ لم أَبتِ
أُقلبُ فكري مُنجداً ثم مُتهما
إلى أن أرى ما لا أغَصُّ بذِكره
إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعما

الحمدان
09-25-2021, 07:29 AM
بلادي وإن جارت على عزيزة

وأهلي وإن ضنوا على كرام

بلادي وأن هانت علـى عزيزة

ولو أننى أعرى بها وأجـوع

ولى كف ضرغام أصول ببطشها

وأشرى بها بين الـورى وأبيع

تظل ملوك الأرض تلثم ظهرها

وفى بطنها للمجدبين ربيع

أأجعلها تحت الثرى ثم أبتغى

خلاصا لهــا؟ أني اذن لوضيع

وما أنا إلا المسك فــي كل بلدة

أضـوع وأما عندكم فأضيع


قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسني القرشي

الحمدان
09-26-2021, 03:26 AM
‏أُداري في فؤادي ألفَ شكوَى
مِنَ الرامي السِّهامَ على جُروحي

وأَذْكُرُ أنّ سهمَ الليلِ أقوَى
فتُشْرِقُ بَسْمَتي وتُضِيءُ رُوحي

مناجاتي بطولاتٌ ستُروَى
ودمعُ سعادتي أوفَى شُروحي

ولي من خلوتي مَنٌّ وسلوَى
ولي من سجدتي فتحُ الفتوحِ

فواز اللعبون

الحمدان
09-27-2021, 04:26 AM
يا من يرى ما في الضمير و يسمع
أنت المعدّ لكل ما يتوقع

يا من يرجّى للشدائد كلها
يا من اليه المشتكى و المفزع

يا من خزائن رزقه في قول كن
امنن فان الخير عندك أجمع

ما لي سوى فقري اليك وسيلة
و بالافتقار اليك فقري أدفع

ما لي سوى قرعي لبابك حيلة
فلئن طردت فأي باب أقرع

و من الذي أدعو و أهتف باسمه
ان كان فضلك عن فقير يمنع

حاشا لمجدك أن تقنِّط عاصيا
الفضل أجزل و المواهب أوسع

بالذل قد وافيت بابك عالما
ان التذلل عند بابك ينفع

وجعلت معتمدي عليك توكلا
و بسطت كفي سائلا أتضرّع

و بحق من أحببته و بعثته
و أجبت دعوة من به يتشفع

اجعل لنا من كل ضيق مخرجا
و الطف بنا يا من اليه المرجع

ثم الصلاة على النبي و آله
خير الخلائق شافع و مشفّع

الشافعي رحمه الله

الحمدان
09-28-2021, 01:50 AM
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا
نحن الضيوف وأنت رب المنزل

نحن نحب لمن يزور بيوتنا
حرجا على من زارنا لم يرحل

الدجيما

الحمدان
09-28-2021, 02:10 AM
دع المقادير تـجري في أعنتها
ولا تبيتن إلا خالي البالِ

ما بين طرفة عين والتفاتتها
يغير الله من حالٍ إلى حالِ

فكن مع الناس كالميزانِ معتدلاً
ولا تقولن ذا عمي وذا خالي

فالعم من أنت مغمورٌ بنعمتهِ
والخالُ من أنت من أضرارهِ خالِ

ولا يفك الرأس إلا من يـركبه
ولا ترد المنايا كثرة المالِ


سالم الزير

الحمدان
09-28-2021, 02:11 AM
وقال كل خليلٍ كنت آمله

لا ألهينك إني عنك مشغول

فقلت خلو سبيلي لا أبا لكم

فكل ما قدّر الرحمن مفعول

كل ابن انثى وإن طالت سلامته

يومًا على آلة حدباء مفعول



كعب بن زهير

الحمدان
09-28-2021, 02:12 AM
سافِــر، تجد عِــوَضاً عمن تُــفــارقُــه
وانصب فإن لذيذ العيش في النصبِ

ما في المُــقــامِ لذي عــقلٍ وذي أدبِ
مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَــانَ واغْــتَــرِبِ

والأُسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست
والسَّــهمُ لولا فراقُ القـوسِ لم يُصِبِ

والشمس لو وقفت في الفُـلـكِ دائمة
لَـمَـلَّـهَا النَّاسُ مِنْ عُـجْـمٍ وَمِـنَ عَـرَبِ

والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ً في أَمَاكِنِهِ
والعــودُ في أرضــه نوعٌ من الحـطـب



للإمام الشافعي

الحمدان
09-28-2021, 02:13 AM
الزير انشد شعراً من ضمايره

العز بالسيف ليس العز بالمال

شيبون أرسل نهار الحرب يطلبني

يريد حربي و قتلي دون أبطالي

نصحته عن قتالي لم يطاوعني

بارزته فهوى للأرض بالحال

المال يبني بيوتاً لا عماد لها

و الفقر يهدم بيوتاً سقفها عالي

دع التقادير تجري في أعنتها

و لا تبيتن إلا خالي البال

ما بين لحظة عين و انتفاضتها

يغير الله من حال إلى حال

فكن مع الناس كالميزان معتدلاً

و لا تقولن ذا عمي و ذا خالي

العم من أنت مغمور بنعمته

و الخال من كنت من اضراره خالي

لا يقطع الرأس إلا من يركبه

و لا ترد المنايا كثرة المال


سالم الزير

ريحانة شمران
09-28-2021, 02:18 AM
شعر نزار قباني


وداعاً... أيها الدفترْ
وداعاً يا صديق العمر، يا مصباحيَ الأخضرْ
ويا صدراً بكيتُ عليه، أعواماً ولم يضجَرْ
ويا رفْضي ويا سُخطي، ويا رعْدي ويا برقي
ويا ألماً تحولَ في يدي خِنْجَرْ
تركتكَ في أمانِ الله يا جُرحي الذي أزهرْ
فإن سرقوكَ من دُرْجي وفضُّوا خَتْمَكَ الأحْمَرْ
فلن يجدوا سوى امرأةٍ مبعثرةٍ على دفتر

الحمدان
09-28-2021, 04:19 AM
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا
نحن الضيوف وأنت رب المنزل

نحن نحب لمن يزور بيوتنا
حرجا على من زارنا لم يرحل

.......

الحمدان
09-28-2021, 04:22 AM
قال لي المحبوب لما زرتة
من ببابي قلت بالباب انا

قال لي أخطأت تعريف الهوى
حينما فرقت فية بينـــنا

ومضى عـــــام فلما جئته
أطرق الباب علية موهــنا

قال لي من انت قلت أنظر فما
ثم الا انت بالبـــاب هنا

قال لي أحسنت تعريف الهوى
وعرفت الحب فأدخل يا انا


الشاعر السعدي الشيرازي

الحمدان
09-28-2021, 07:42 AM
يا جاثما بالكبرياء تسربلا

هلا ابتغيت مدى الزمان تحوُّلا

شابَ الغرابُ وأنت جَْلدٌ يافعٌ

ما ضعضعت منك الحوادث كاهلا

وأراك معتدل المناكب سامقاً

تبدو بك الشمّ الرعان مواثلا

وكأن عمروا خالها اذاأعرضت

مثل السيوف المصلتات نواحلا

يا أيها العملاق زدنا خبرة

عمن أقاموا في ذراك معاقلا

واقصص علينا اليوم من أخبارهم

ما ثم من أحدٍ يجيب السائلا

عن طسم حدثنا وعن جبروتها

لما استباحت من جديس عقائلا

وجديس اذ هبّتْ لتثأر منهم

تخفي لهم تحت الرغام مناصلا

واذكر عن (الزرقاء) ما فاهت به

عن نظرةٍ تطوي الحزون مراحلا

واذكر حديثا عن (حنيفة) مسهبا

واذكر (ربيعة) في حِماك و (وائلا)

واقصص عن الأعشى وهوذة والألى

من بعدهم ملأوا الحياة فضائلا


عبدالله بن خميس رحمه الله


(يا جاثما بالكبرياء تسربلا ا
المقصود في هذا البيت هو جبل طويق)

الحمدان
09-28-2021, 07:55 AM
من القائل
الشاعر والادب
عبدالله بن خميس
رحمه الله
https://youtu.be/5eAyzKLHrlY

الحمدان
09-29-2021, 07:07 AM
ياناثر العطر البهيّ تكرماً
من بعض أصلك ترتقي الأصحاب
دمت الوفيّ بحبّ آل محمدٍ
دام الوداد فتوّة......تنساب
وطفولة خلاّقة من متنها
برق الحكيم فكانت الاطياب
اطراف نجمٍ في حقول قلوبنا
همس لروحٍ......بالوداد تصاب
باب المودّة عطره من صلبه
هام المحبّ...بنثره المنساب
عيسى المسيح محبّة ومودّة
والامّ نورٌ زادها......الأرطاب
ثابت

الشاعر ثابت عبدالله

الحمدان
09-29-2021, 07:30 AM
حاتم قاسم – شاعر فلسطيني

يا طارق الباب لا توقظ مواجعه
فالركب راح وما في الدار أصحاب
إن كنت تسأل فالأشواق توجعه
رفقا بدمع على الأبواب ينساب
°°°
ثم زيد من قبل مجهول بيتا
°°°
يا طارق الباب رفقاً حين تطرقهُ
فإنّه لم يعد في الدار أصحابُ
تفرقوا في دروبِ الأرض وانتثروا
كأنّه لم يكن إنسٌ وأحبـــــــابُ
ولترحم الدار لا توقِظ مواجِعَها
للدور روحٌ كما للناس أرواحٌ
°°°
ثم زيد من قبل مجهول بيتا
°°°
يا طارق الباب رفقاً حين تطرقهُ
فإنه لم يعد في الدار أصحابُ
تفرقوا في دروبِ الأرض وانتثروا
كأنه لم يكن انسٌ واحبـــــــابُ
أرحم يديك فما في الدار من أحد
لا ترج رداً فأهل الود ُ قد راحوا
ولترحم الدار ..لا توقظ مواجعها
للدور روحٌ كما للناس أرواحُ

الحمدان
09-29-2021, 07:42 AM
يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا
المكتبة الشاملة الحديثة
أرشيف منتدى الفصيح - 3
[مجموعة من المؤلفين]
الرئيسيةأقسام الكتب الجوامع والمجلات ونحوها

فصول الكتاب

0

مسار الصفحة الحالية:
فهرس الكتاب الأدب 15 الحمد لله أما بعد يا عمر

[الحمد لله أما بعد يا عمر]

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 04:07 ص]ـ

حياكم الله

وبعد

دخل عمر بن عبد العزيز رحمه الله
على سابق البربري
وهو يتمثل بالأبيات المشهورة
من قصيدة الأعشى.

أَجدَّكَ لمْ تَذْكُرْ وصاةَ مُحَمَّدٍ
نَبِيّ الإلهِ حِيْنَ أَوْصَى وَأَشْهَدَا

إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التُّقَى
وَأَبْصَرْتَ بَعْدَ المَوْتِ مَنْ قَدْ تَزَوَّدَا

نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لا تَكُوْنَ كَمِثْلِهِ
وَأَنَّكَ لَمْ ترْصدْ كَمَا كَانَ أَرْصَدَا

فغشي على عمر رحمه الله فلما أفاق قال زدنا

فقال القصيدة التي تلي:

بِاسْمِ الذِي أُنْزِلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّوَرُ
الحَمْدُ للهِ أَمَّا بَعْدُ يَا عُمَرُ

إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا تُبْقِى وَمَا تَذَر
فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ قَدْ يَنْفَعُ الحَذَرُ

واصْبِرْ عَلَى القَدَرِ المَقْدُورِ وارْضَ به
وَإِنٍ أَتَاكَ بِمَا لا تَشْتَهِي القَدَرُ

فَمَا صَفَى لامْرِئٍ عَيْشٌ يُسَرُّ بِه
إِلا وَأَعْقبَ يَوْمًا صَفْوهُ كَدَرُ

قَدْ يَرعَوِي المَرْءُ يَوْمًا بَعْدَ هَفْوَتِهِ
وَتحْكمُ الجَاهِلَ الأَيَّامُ والعِبَرُ

إِن التُّقَى خَيْرُ زَادٍ أَنْتَ حَامِلُهُ
وَالبِرُّ أَفْضَلُ مَا تَأَتِي وَمَا تَذَرُ

مَن يَطْلُبِ الجَوْرَ لا يَظْفَرْ بِحَاجَتِه
وَطَالِبُ العَدْلِ قَدْ يُهْدَى لَهُ الظَّفَرُ

وَفي الهُدَى عِبَرٌ تُشْفَى القُلُوبُ بِهَا
كَالغَيْثِ يَحْيَى بِهِ مَنْ مَوتِهِ الشَّجَرُ

وَلَيْسَ ذُو العِلْمِ بالتَّقْوَى كَجَاهِلِهَا
وَلا البَصِيرُ كَأَعْمَى مَالَهُ بَصَرُ

وَالذِّكْرُ فِيْهِ حَيَاةٌ لِلْقُلُوبِ كَمَ
تَحْيَا البِلادُ إِذَا مَا جَاءَهَا المَطَرُ

والعِلْمُ يَجْلُو العَمَى عَن قَلْبِ صَاحِبه
كَمَا يُجَلِّي سَوادَ الظُّلمَةِ القَمَرُ

لا يَنْفَعُ الذِّكْرُ قَلْبًا قَاسِيًا أَبدًا
وَهَلْ يَلِيْنُ لِقَوْلِ الوَاعِظِ الحَجَرُ

ما يَلْبَثُ المَرْءُ أَنْ يَبْلَى إِذَا اخْتَلَفت
يَوْمًا عَلَى نَفْسِهِ الرَّوْحَاتُ وَالبكَرُ

وَالَمْرءُ يَصْعَدُ رَيْعَانُ الشَّبَابِ بِهِ
وَكُلُّ مُصْعِدَةٍ يَوْمًا سَتَنْحَدِرُ

وَكُلُّ بَيِتٍ سَيَبْلَى بَعْدَ جِدَّتِهِ
وَمِن وَرَاءِ الشَّبَابِ المَوْتُ والكِبَرُ

والمَوْتُ جِسْرٌ لِمَنْ يَمْشِيْ عَلَى قَدَمِ
إِلى الأُمُورِ التِي تُخْشَى وَتَنْتَظَرُ

فَهُمْ يَمُرُّونَ أَفْوَاجًا وَتَجْمَعُهَم
دَارٌ يَصِيْرُ إِلَيْهَا البَدْو والحَضَرُ

كَمْ جَمْعُ قَوْمٍ أَشَتَّ الدَّهُر شَمْلَهُم
وَكُلُّ شَمْلٍ جَمِيْعٍ سَوْفَ يَنْتَثِرُ

إِلى الفَنَاءِ وَإِن طَالَتْ سَلامَتُهُم
مَصِيْرُ كُلِّ بَنِي أنثَى وَإِنْ كَبرُوا

إِذَا قَضَتْ زُمَرٌ آجالَها نَزَلَتْ
عَلَى مَنَازِلِهِم مِنْ بَعْدِهَا زُمَرُ

أَصْبَحْتُمْ جُزُرًا لِلْمَوْتِ يَأْخُذُكُمْ
كَمَا البَهَائِمُ فِي الدُّنْيَا لَكُمْ جُزُرُ

أَبَعْدَ آدَمَ تَرْجُونَ الخُلُودَ وَهَل
تَبْقَى الفُرُوعُ إِذَا مَا الأَصْلُ يَنْعَقِرُ

وَلَيْسَ يَزْجُرُكُمْ مَا تُوعَظُونَ بِهِ
وَالبَهْمُ يَزْجُرُهَا الرَّاعِي فَتَنْزَجِرُ

لا تَبطُرُوا واهْجُروا الدُّنْيا فإِنَّ لهَا
غِبًا وَخِيْمًا وَكُفْرُ النِّعْمَةِ البَطَرُ

ثُمَّ اقْتَدُوا بالأُوْلَى كَانُوا لَكُمْ غُرَرًا
وَلَيْسَ مِن أُمَّةٍ إِلا لَهَا غُرَرُ

مَتَى تَكُونُوا عَلَى مِنْهَاجِ أَوَّلِكُمْ
وَتَصْبِرُوا عَن هَوَى الدُّنْيَا كَمَا صَبَرُوا

مَالِي أَرَى النَّاسَ والدُّنْيَا مُوَليَّة
وَكُلُّ حَبْلِ عَلَيْهَا سَوْفَ يَنْبَتِرُ

لا يَشْعُرُونَ إِذَا مَا دِيْنَهُم نقصُوا
يَوْمًا وَإِنْ نقصَتْ دُنْيَاهُم شَعَرُوا

حَتَّى مَتَى أَكُ في الدُّنْيا أَخَا كَلَفٍ
في الخَدِّ مِنِّي إِلى لَذَّاتِهَا صَعرُ

وَلا أَرَى أَثَرًا لِلذكْرِ في جَسَدِي
وَالحَبْلُ في الحَجَرِ القَاسِي لَهُ أَثَرُ

لَوْ كَانَ يسْهِر لَيِْلي ذِكْرُ آخِرتِي
كَمَا يُؤرِّقَنِي لِلْعَاجِل السَّفَرُ

إِذًا لِدَاوَيْتُ قَلْبًا قَدْ أَضَرَّ بِهِ
طُولُ السَّقامِ وَكَسْرُ العَظْمِ يَنْجَبِرُ

ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى المَعْصُومِ سَيِّدِنَا
مَا هَبَّت الرِّيْحُ واهْتَزَّتْ بِهَا الشَّجَرُ

الحمدان
09-29-2021, 07:44 AM
دخل عمر بن عبد العزيز رحمه الله
على سابق البربري
وهو يتمثل بالأبيات المشهورة
من قصيدة الأعشى.

أَجدَّكَ لمْ تَذْكُرْ وصاةَ مُحَمَّدٍ
نَبِيّ الإلهِ حِيْنَ أَوْصَى وَأَشْهَدَا

إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التُّقَى
وَأَبْصَرْتَ بَعْدَ المَوْتِ مَنْ قَدْ تَزَوَّدَا

نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لا تَكُوْنَ كَمِثْلِهِ
وَأَنَّكَ لَمْ ترْصدْ كَمَا كَانَ أَرْصَدَا

فغشي على عمر رحمه الله فلما أفاق قال زدنا

فقال القصيدة التي تلي:

بِاسْمِ الذِي أُنْزِلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّوَرُ
الحَمْدُ للهِ أَمَّا بَعْدُ يَا عُمَرُ

إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا تُبْقِى وَمَا تَذَر
فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ قَدْ يَنْفَعُ الحَذَرُ

واصْبِرْ عَلَى القَدَرِ المَقْدُورِ وارْضَ به
وَإِنٍ أَتَاكَ بِمَا لا تَشْتَهِي القَدَرُ

فَمَا صَفَى لامْرِئٍ عَيْشٌ يُسَرُّ بِه
إِلا وَأَعْقبَ يَوْمًا صَفْوهُ كَدَرُ

قَدْ يَرعَوِي المَرْءُ يَوْمًا بَعْدَ هَفْوَتِهِ
وَتحْكمُ الجَاهِلَ الأَيَّامُ والعِبَرُ

إِن التُّقَى خَيْرُ زَادٍ أَنْتَ حَامِلُهُ
وَالبِرُّ أَفْضَلُ مَا تَأَتِي وَمَا تَذَرُ

مَن يَطْلُبِ الجَوْرَ لا يَظْفَرْ بِحَاجَتِه
وَطَالِبُ العَدْلِ قَدْ يُهْدَى لَهُ الظَّفَرُ

وَفي الهُدَى عِبَرٌ تُشْفَى القُلُوبُ بِهَا
كَالغَيْثِ يَحْيَى بِهِ مَنْ مَوتِهِ الشَّجَرُ

وَلَيْسَ ذُو العِلْمِ بالتَّقْوَى كَجَاهِلِهَا
وَلا البَصِيرُ كَأَعْمَى مَالَهُ بَصَرُ

وَالذِّكْرُ فِيْهِ حَيَاةٌ لِلْقُلُوبِ كَمَ
تَحْيَا البِلادُ إِذَا مَا جَاءَهَا المَطَرُ

والعِلْمُ يَجْلُو العَمَى عَن قَلْبِ صَاحِبه
كَمَا يُجَلِّي سَوادَ الظُّلمَةِ القَمَرُ

لا يَنْفَعُ الذِّكْرُ قَلْبًا قَاسِيًا أَبدًا
وَهَلْ يَلِيْنُ لِقَوْلِ الوَاعِظِ الحَجَرُ

ما يَلْبَثُ المَرْءُ أَنْ يَبْلَى إِذَا اخْتَلَفت
يَوْمًا عَلَى نَفْسِهِ الرَّوْحَاتُ وَالبكَرُ

وَالَمْرءُ يَصْعَدُ رَيْعَانُ الشَّبَابِ بِهِ
وَكُلُّ مُصْعِدَةٍ يَوْمًا سَتَنْحَدِرُ

وَكُلُّ بَيِتٍ سَيَبْلَى بَعْدَ جِدَّتِهِ
وَمِن وَرَاءِ الشَّبَابِ المَوْتُ والكِبَرُ

والمَوْتُ جِسْرٌ لِمَنْ يَمْشِيْ عَلَى قَدَمِ
إِلى الأُمُورِ التِي تُخْشَى وَتَنْتَظَرُ

فَهُمْ يَمُرُّونَ أَفْوَاجًا وَتَجْمَعُهَم
دَارٌ يَصِيْرُ إِلَيْهَا البَدْو والحَضَرُ

كَمْ جَمْعُ قَوْمٍ أَشَتَّ الدَّهُر شَمْلَهُم
وَكُلُّ شَمْلٍ جَمِيْعٍ سَوْفَ يَنْتَثِرُ

إِلى الفَنَاءِ وَإِن طَالَتْ سَلامَتُهُم
مَصِيْرُ كُلِّ بَنِي أنثَى وَإِنْ كَبرُوا

إِذَا قَضَتْ زُمَرٌ آجالَها نَزَلَتْ
عَلَى مَنَازِلِهِم مِنْ بَعْدِهَا زُمَرُ

أَصْبَحْتُمْ جُزُرًا لِلْمَوْتِ يَأْخُذُكُمْ
كَمَا البَهَائِمُ فِي الدُّنْيَا لَكُمْ جُزُرُ

أَبَعْدَ آدَمَ تَرْجُونَ الخُلُودَ وَهَل
تَبْقَى الفُرُوعُ إِذَا مَا الأَصْلُ يَنْعَقِرُ

وَلَيْسَ يَزْجُرُكُمْ مَا تُوعَظُونَ بِهِ
وَالبَهْمُ يَزْجُرُهَا الرَّاعِي فَتَنْزَجِرُ

لا تَبطُرُوا واهْجُروا الدُّنْيا فإِنَّ لهَا
غِبًا وَخِيْمًا وَكُفْرُ النِّعْمَةِ البَطَرُ

ثُمَّ اقْتَدُوا بالأُوْلَى كَانُوا لَكُمْ غُرَرًا
وَلَيْسَ مِن أُمَّةٍ إِلا لَهَا غُرَرُ

مَتَى تَكُونُوا عَلَى مِنْهَاجِ أَوَّلِكُمْ
وَتَصْبِرُوا عَن هَوَى الدُّنْيَا كَمَا صَبَرُوا

مَالِي أَرَى النَّاسَ والدُّنْيَا مُوَليَّة
وَكُلُّ حَبْلِ عَلَيْهَا سَوْفَ يَنْبَتِرُ

لا يَشْعُرُونَ إِذَا مَا دِيْنَهُم نقصُوا
يَوْمًا وَإِنْ نقصَتْ دُنْيَاهُم شَعَرُوا

حَتَّى مَتَى أَكُ في الدُّنْيا أَخَا كَلَفٍ
في الخَدِّ مِنِّي إِلى لَذَّاتِهَا صَعرُ

وَلا أَرَى أَثَرًا لِلذكْرِ في جَسَدِي
وَالحَبْلُ في الحَجَرِ القَاسِي لَهُ أَثَرُ

لَوْ كَانَ يسْهِر لَيِْلي ذِكْرُ آخِرتِي
كَمَا يُؤرِّقَنِي لِلْعَاجِل السَّفَرُ

إِذًا لِدَاوَيْتُ قَلْبًا قَدْ أَضَرَّ بِهِ
طُولُ السَّقامِ وَكَسْرُ العَظْمِ يَنْجَبِرُ

ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى المَعْصُومِ سَيِّدِنَا
مَا هَبَّت الرِّيْحُ واهْتَزَّتْ بِهَا الشَّجَرُ

الحمدان
09-29-2021, 07:51 AM
الأعشى يمدح النبي محمدا صلّ الله عليه وسلّم)

ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا
وعادك ما عاد السليم المسهّدا

أجدّت برجليها نجاء وراجعت
يداها خنافا لينا غير أحردا

فآليت لا أرثي لها من كلالة
ولا من حفى حتى تزور محمّدا

متى ما تناخي عند باب ابن هاشم
تريحي وتلقي من فواضله يدا

نبي يرى ما لا ترون، وذكره
أغار، لعمري، في البلاد وأنجدا

له صدقات ما تغيب، ونائل
وليس عطاء اليوم مانعه غدا

أجدّك لم تسمع وصاة محمد
نبي الإله، حين أوصى وأشهدا

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى
ولاقيت بعد الموت من قد تزوّدا

ندمت على أن لا تكون كمثله
وأنك لم ترصد لما كان أرصدا

فإيّاك والميتات، لا تأكلنّها
ولا تأخذن سهما حديدا لتفصدا

وذا النّصب المنصوب لا تنسكنّه
ولا تعبد الأوثان، والله فاعبدا

وصلّ على حين العشيات والضحى
ولا تحمد الشيطان، والله فاحمدا

ولا السائل المحروم لا تتركنّه
لعاقبة، ولا الأسير المقيّدا

ولا تسخرن من بائس ذي ضرارة
ولا تحسبنّ المرء يوما مخلّدا

ولا تقربنّ جارة، إنّ سرّها
عليك حرام، فأنكحنّ، أو تأبّدا

الحمدان
09-29-2021, 09:31 AM
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ
عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ
وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً
صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا
أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً
وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا
وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً
فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا
عَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا
عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا
وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ
في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا
مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت
ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا
يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ
بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا
ذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم
وَاِستَعذَبوا فيها العَذابَ وَبيلا
في عالَمٍ صَحِبَ الحَياةَ مُقَيَّداً
بِالفَردِ مَخزوماً بِهِ مَغلولا
صَرَعَتهُ دُنيا المُستَبِدِّ كَما هَوَت
مِن ضَربَةِ الشَمسِ الرُؤوسُ ذُهولا
سُقراطُ أَعطى الكَأسَ وَهيَ مَنِيَّةٌ
شَفَتَي مُحِبٍّ يَشتَهي التَقبيلا
عَرَضوا الحَياةَ عَلَيهِ وَهيَ غَباوَةٌ
فَأَبى وَآثَرَ أَن يَموتَ نَبيلا
إِنَّ الشَجاعَةَ في القُلوبِ كَثيرَةٌ
وَوَجَدتُ شُجعانَ العُقولِ قَليلا
إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَقيقَةَ عَلقَماً
لَم يُخلِ مِن أَهلِ الحَقيقَةِ جيلا
وَلَرُبَّما قَتَلَ الغَرامُ رِجالَها
قُتِلَ الغَرامُ كَمِ اِستَباحَ قَتيلا
أَوَكُلُّ مَن حامى عَنِ الحَقِّ اِقتَنى
عِندَ السَوادِ ضَغائِناً وَذُحولا
لَو كُنتُ أَعتَقِدُ الصَليبَ وَخَطبُهُ
لَأَقَمتُ مِن صَلبِ المَسيحِ دَليلا
أَمُعَلِّمي الوادي وَساسَةَ نَشئِهِ
وَالطابِعينَ شَبابَهُ المَأمولا
وَالحامِلينَ إِذا دُعوا لِيُعَلِّموا
عِبءَ الأَمانَةِ فادِحاً مَسؤولا
كانَت لَنا قَدَمٌ إِلَيهِ خَفيفَةٌ
وَرِمَت بِدَنلوبٍ فَكانَ الفيلا
حَتّى رَأَينا مِصرَ تَخطو إِصبَعاً
في العِلمِ إِن مَشَتِ المَمالِكُ ميلا
تِلكَ الكُفورُ وَحَشوُها أُمِّيَّةٌ
مِن عَهدِ خوفو لا تَرَ القِنديلا
تَجِدُ الَّذينَ بَنى المِسَلَّةَ جَدُّهُم
لا يُحسِنونَ لِإِبرَةٍ تَشكيلا
وَيُدَلَّلونَ إِذا أُريدَ قِيادُهُم
كَالبُهمِ تَأنَسُ إِذ تَرى التَدليلا
يَتلو الرِجالُ عَلَيهُمُ شَهَواتِهِم
فَالناجِحونَ أَلَدُّهُم تَرتيلا
الجَهلُ لا تَحيا عَلَيهِ جَماعَةٌ
كَيفَ الحَياةُ عَلى يَدَي عِزريلا
وَاللَهِ لَولا أَلسُنٌ وَقَرائِحٌ
دارَت عَلى فِطَنِ الشَبابِ شَمولا
وَتَعَهَّدَت مِن أَربَعينَ نُفوسَهُم
تَغزو القُنوطَ وَتَغرِسُ التَأميلا
عَرَفَت مَواضِعَ جَدبِهِم فَتَتابَعَت
كَالعَينِ فَيضاً وَالغَمامِ مَسيلا
تُسدي الجَميلَ إِلى البِلادِ وَتَستَحي
مِن أَن تُكافَأَ بِالثَناءِ جَميلا
ما كانَ دَنلوبٌ وَلا تَعليمُهُ
عِندَ الشَدائِدِ يُغنِيانِ فَتيلا
رَبّوا عَلى الإِنصافِ فِتيانَ الحِمى
تَجِدوهُمُ كَهفَ الحُقوقِ كُهولا
فَهوَ الَّذي يَبني الطِباعَ قَويمَةً
وَهوَ الَّذي يَبني النُفوسَ عُدولا
وَيُقيمُ مَنطِقَ كُلِّ أَعوَجِ مَنطِقٍ
وَيُريهِ رَأياً في الأُمورِ أَصيلا
وَإِذا المُعَلِّمُ لَم يَكُن عَدلاً مَشى
روحُ العَدالَةِ في الشَبابِ ضَئيلا
وَإِذا المُعَلِّمُ ساءَ لَحظَ بَصيرَةٍ
جاءَت عَلى يَدِهِ البَصائِرُ حولا
وَإِذا أَتى الإِرشادُ مِن سَبَبِ الهَوى
وَمِنَ الغُرورِ فَسَمِّهِ التَضليلا
وَإِذا أُصيبَ القَومُ في أَخلاقِهِم
فَأَقِم عَلَيهِم مَأتَماً وَعَويلا
إِنّي لَأَعذُرُكُم وَأَحسَبُ عِبئَكُم
مِن بَينِ أَعباءِ الرِجالِ ثَقيلا
وَجَدَ المُساعِدَ غَيرُكُم وَحُرِمتُمُ
في مِصرَ عَونَ الأُمَّهاتِ جَليلا
وَإِذا النِساءُ نَشَأنَ في أُمِّيَّةً
رَضَعَ الرِجالُ جَهالَةً وَخُمولا
لَيسَ اليَتيمُ مَنِ اِنتَهى أَبَواهُ مِن
هَمِّ الحَياةِ وَخَلَّفاهُ ذَليلا
فَأَصابَ بِالدُنيا الحَكيمَةِ مِنهُما
وَبِحُسنِ تَربِيَةِ الزَمانِ بَديلا
إِنَّ اليَتيمَ هُوَ الَّذي تَلقى لَهُ
أُمّاً تَخَلَّت أَو أَباً مَشغولا
مِصرٌ إِذا ما راجَعَت أَيّامَها
لَم تَلقَ لِلسَبتِ العَظيمِ مَثيلا
البَرلَمانُ غَداً يُمَدُّ رُواقُهُ
ظِلّاً عَلى الوادي السَعيدِ ظَليلا
نَرجو إِذا التَعليمُ حَرَّكَ شَجوَهُ
أَلّا يَكونَ عَلى البِلادِ بَخيلا
قُل لِلشَبابِ اليَومَ بورِكَ غَرسُكُم
دَنَتِ القُطوفُ وَذُلِّلَت تَذليلا
حَيّوا مِنَ الشُهَداءِ كُلَّ مُغَيَّبٍ
وَضَعوا عَلى أَحجارِهِ إِكليلا
لِيَكونَ حَظُّ الحَيِّ مِن شُكرانِكُم
جَمّاً وَحَظُّ المَيتِ مِنهُ جَزيلا
لا يَلمَسُ الدُستورُ فيكُم روحَهُ
حَتّى يَرى جُندِيَّهُ المَجهولا
ناشَدتُكُم تِلكَ الدِماءَ زَكِيَّةً
لا تَبعَثوا لِلبَرلَمانِ جَهولا
فَليَسأَلَنَّ عَنِ الأَرائِكِ سائِلٌ
أَحَمَلنَ فَضلاً أَم حَمَلنَ فُضولا
إِن أَنتَ أَطلَعتَ المُمَثِّلَ ناقِصاً
لَم تَلقَ عِندَ كَمالِهِ التَمثيلا
فَاِدعوا لَها أَهلَ الأَمانَةِ وَاِجعَلوا
لِأولى البَصائِرِ مِنهُمُ التَفضيلا
إِنَّ المُقَصِّرَ قَد يَحولُ وَلَن تَرى
لِجَهالَةِ الطَبعِ الغَبِيِّ مُحيلا
فَلَرُبَّ قَولٍ في الرِجالِ سَمِعتُمُ
ثُمَّ اِنقَضى فَكَأَنَّهُ ما قيلا
وَلَكَم نَصَرتُم بِالكَرامَةِ وَالهَوى
مَن كانَ عِندَكُمُ هُوَ المَخذولا
كَرَمٌ وَصَفحٌ في الشَبابِ وَطالَما
كَرُمَ الشَبابُ شَمائِلاً وَمُيولا
قوموا اِجمَعوا شَعبَ الأُبُوَّةِ وَاِرفَعوا
صَوتَ الشَبابِ مُحَبَّباً مَقبولا
ما أَبعَدَ الغاياتِ إِلّا أَنَّني
أَجِدُ الثَباتَ لَكُم بِهِنَّ كَفيلا
فَكِلوا إِلى اللَهِ النَجاحَ وَثابِروا
فَاللَهُ خَيرٌ كافِلاً وَوَكيلا

أحمد شوقي

الحمدان
09-30-2021, 04:04 AM
دَعَوتُكَ يا كُلَيبُ فَلَم تُجِبني

وَكَيفَ يُجيبُني البَلَدُ القِفارُ

أَجِبني يا كُلَيبُ خَلاكَ ذَمُّ

ضَنيناتُ النُفوسِ لَها مَزارُ

أَجِبني يا كُلَيبُ خَلاكَ ذَمُّ

لَقَد فُجِعَت بِفارِسِها نِزارُ

سَقاكَ الغَيثُ إِنَّكَ كُنتَ غَيثاً

وَيُسراً حينَ يُلتَمَسُ اليَسارُ

أَبَت عَينايَ بَعدَكَ أَن تَكُفّا

كَأَنَّ غَضا القَتادِ لَها شِفارُ


لك المهلهل عدي بن ربيعة

الحمدان
09-30-2021, 06:12 AM
سل المنازل كيف صرم الواصل

أم هل تبين رسومها للسائل

عرجت أسألها بقارعة الغضا

وكأنها ألواح سيف ثامل

أورد حمير بينها أخبارها

بالحميرية في كتاب ذابل

بالخِلّ تقتسم الرياح ترابها

تسقي عليها من صبا وشمائل

للريح والأمطار ما سبقا به

وما تركن فمن نصيب الخابل


(تميم بن أبي)

الحمدان
09-30-2021, 06:13 AM
لك يا منازل في القلوب منازل

أقفرت أنت وهن منك أواهل

يعلمن ذاك وما علمت وإنما

أولاكما يبكى عليه العاقل

المتنبي

الحمدان
09-30-2021, 06:13 AM
للإمام الشافعي


وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا

ولست بهياب لمن لا يهابني
ولست ارى للمرء مالا يرى ليا

فإن تدن تدن منك مودتي
وإن تنأ عني تلقني عنك نائيا

كلانا غني عن اخيه حياته
ونحن اذا متنا أشد تغانيا

الحمدان
09-30-2021, 06:14 AM
إذا كنت في كل الأمور معاتبــاً
صديقك لم تلق الذي لا تـعــاتـبـه

فعش واحدا أو صل أخاك فإنـه
مقارف ذنب مــــرة ومـجانبــه

إذا أنت لم تشرب مـرارا على القــذى
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربـه

بشار بن برد

الحمدان
09-30-2021, 10:31 PM
أبي الإسلام لا أب لي سواه

إذا افتخروا بقيس أو تميم

دعي القوم ينصر مدعيه

فيلحقه بذي النسب الصميم

وما كرم ولو شرفت جدود

ولكن التقي هو الكريم


سلمان الفارسي
َويقال نهار بن توسعه

ريحانة شمران
10-01-2021, 08:57 PM
يقولونَ
أنَّ خُطانا لهَا وقعُ لحنٍ جَريحْ
وأنَّ هوانا يذوبْ
ويَذْوِي كشمسِ الغُروبْ
وأنَّ بأحداقنا طيفُ حُبٍّ ذَبيحْ
***
يقولونَ
أنَّ هوانا سرابْ
وأنَّ الليالي تَمرُّ علينا غضابْ
وتحثو علينا الترابْ
وأنَّا نعانق أطلالَ فجرٍ كسيحْ
حبيبِي
بِماذا تجيب؟
وهل للتفاهة غير السكوتْ؟
وماذا علينا؟
أنخشى سياجاً حقيراً
يطوِّقهُ حولنا العنكبوتْ
حبيبي سنحيا
فما ضاقَ بالحبِّ صدرُ الحياةِ الفسيحْ

محمد الثبيتي

الحمدان
10-02-2021, 04:54 AM
عيّرتني بالشيب وهو وقار

ليتها عيَّرت بما هو عار

ان تكن شابت الذوائب مني

فالليالي تزيِّنها الأقمار

دموعي بيوم فقد الولف ليلى

وردت عيني يمرها النوم ليله

تعيرني عجب بالشيب ليلى

واخير اثنينّا نشيِّب سويه


الخليفه العباسي المستجد بالله

الحمدان
10-02-2021, 09:27 PM
وحيدا.. مع الحمى و طيفك و الشعر

أسأل عمري كيف بعثرت يا عمري

تمر بي الأيام يشبه فجرها

دجاها.. و لم أنعم بليل و لا فجر

أعلل بالأوهام نفسي كما شكا

إلى الال عبر القفر ظام على القفر

و أحسو من الآمال كأسا خمارها

يدب بقلب لم يذق نشوة الخمر

* * *

أمن عاصف يا قلب نمضي لعاصف

ألم يسأم البحار زمجرة البحر؟

و من موقف باك على أذرع اللقا

إلى موقف دام على راحة الهجر

و من وقع سيف نام بين أضالعي

إلى وقع رمح راح يوغل في ظهري

ألا فامنحيني هدأة.. رب هدأة

ترد شتيتا من ظنوني و من فكري

* * *

أسلماي.. يا بدرا لمحت بريقه

على أفق ما كان يأنس بالبدر

خذي من عيوني قصتي و ملامحي

و كيف ذرعت اليأس أحلم بالنصر

و كيف صحبت الناس حتى عرفتهم

فعدت جريح العين و اليد و الصدر

و كيف منحت المجد روحي فباعها

فعدت بلا روح أعض على العشر

أسماي.. لو أعطاني الدهر مهجتي

و هبكتها.. لكنها أمة الدهر

يظل بها يلهو.. أأبصرت بلبلا

جريحا يغني و هو في قبضة الصقر؟

يعللها بالفقر حينا و بالغنى

و يخدعها بالشعر طورا و بالنثر

أأعطيك آلامي.. أأعطيك غصتي؟

أأعطيك روضا صامتا واجم الزهر

أعيذك من حب شقي و من هوى

كسيح و من شوق تلفع بالذعر

يطالع غيري في عيونك أنجما

و ألمح فيها الليل سترا على ستر

يغنيك غيري كل لحن محبب

و أشدو فما أشدو سوى النوح في ثغري

و يهديك غيري الدر.. يا ويح شاعر

يقول: خذي مني قصائد كالدر

* * *

أسلماي.. لا تلقي فؤادك في يدي

أخاف عليه و هو طفل من الكسر

و لا تسفحي الدمع الثمين على آمرئ

تعلم أن الدمع ضرب من المكر

أحب فجازته الخلائق بالأسى

وفى فأجابته الخلائق بالغدر

إذا قال: أهوى كذبته تجارب

مخضية بالحزن و الألم المر

* * *

دعيه لدنياه فقد ألف الشقا

و أدمن طول السير في المهمه الوعر

كأن الليالي أقسمت لا تذيقه

سلاما ولا أملا سوى في دجى القبر


أمة الدهر ل غازي القصيبي
رحمه الله

الحمدان
10-02-2021, 09:49 PM
إن جاءت الروح فيها عن سوالفنا

أو عالم قبل دنيا الناس يحويها

فكيف لا تذكر الأرواح سابقةً

من عالم الذر يجلو أمر ماضيها

هل هذه الروح منذ البدء ليس لها

عقلٌ وفي العقل سرٌّ غير ما فيها

أو سالبٌ هي جاء العقلُ موجبها

ومنهما كان إدراكٌ يذكيها

أو يولد الطفل فيه الروح جاهلة

ويحدث العقل تدريجاً فيدريها

فقل إذن علها من قبل عاقلةٌ

وعلَّ من خلقَ النسيان ينسيها

لحكمةٍ أن ترى الدنيا فتعجبها

لأن تذكار ماضيها يؤسيها

فهذه الروح من أسرار خالقها

ورحمةً بعباد اللَه يخفيها

لو تذكر الروح ما فقدته من متع

ما أصبحت متعاتُ الأرض ترضيها

فلنترك البحث في الأرواح ناحيةً

سيخبرُ الموتُ بالأسرار يبديها

كم ي الطبيعة أسرارٌ وتكشفها

أيامنا والليالي في تواليها

ما كان يعلمها آباؤنا فمضوا

لا يعرفون كثيراً من نواحيها

إنا على الأرض لا ندري بواطنها

وما تجن ونحيا في حفافيها

فكيف كنه سماء لا نطول لها

وكيف كنه نجوم من دراريها

من ذا الذي علم الفروجَ من صغرٍ

أن ينقر الحب أو أعطاهُ توجيها

من للفراريج رفع الرأس علمها

هل كان إلا برفع الرأس يسقيها

من علم النحل بنياناً وهندسةً

والنملَ جمع غذاء الفصل يحميها

من شقق الأرض عن نبتٍ وعن زهرٍ

وأنزل الغيث بالمقدار يرويها

من يرزق الطير في الأجواء سابحةً

من يكفلُ البهم رزقاً في صحاريها

من ذا الذي جعل الإنسان في حلم

يسمعُ الطيفَ بالأخبار يرويها

ومن ومن تولتنا فضائله

سبحانه ليس هذا القول يحصيها



اسماعيل سرى الدهشان

الحمدان
10-02-2021, 09:51 PM
أَرى في مَنامي كُلَّ شَيءٍ يَسُرُّني

وَرُؤيايَ بَعدَ النَومِ أَدهى وَأَقبَحُ

فَإِن كانَ خَيراً فَهُوَ أَضغاثُ حالِمٍ

وَإِن كانَ شَرّاً جاءَ مِن قَبلِ أُصبِحُ



سبط ابن التعاويذ

الحمدان
10-02-2021, 11:24 PM
لا تحسبوا أنّ المناصب باقية

أو تحسبوها بالمكارم وافية

عاشر بمعروف فإنك راحلٌ

واترك قلوب الناس نحوك صافية

واذكر من الإحسان كل صغيرة

فالله لا تخفى عليه الخافية

لا منصبٌ يبقى ولا رتبٌ هنا

أحسن فذكرك بالمحاسن كافية

واكتب بخطك إن أردت عبارةً

ربّاه لا شيئًا يساوي العافية

.........

الحمدان
10-03-2021, 01:45 AM
دع العيس في طيّ الفلا تبلغ المدى

فقد ألهمت أن المسير على هدى

لقد غَنِيَتْ بالقصد عن جاذب السرى

كما شفعت بالشوق عن سائق الحدا

سرت فرأت طيب المعرّس في السرى

وعدّت ظما التأويب في الخمس موردا

أعدّ لها في قبضها بأناملي

يداً كلما ألقت إلى يثربٍ يدا

ولم أر في الأيام يوماً مباركاً

عليّ كيوم زرت فيه محمدا


ابن رواحه الحموي

الحمدان
10-03-2021, 01:46 AM
عِلمِي بِقَلبِيَ ما لانَت قَساوَتُهُ

حَتّى تَصَدّت لَهُ عَيناكَ يا قاسِي

بِسِحرِ عَينَيك لَمّا أَستَطِع جَلَداً

فَها أَنا الآن مِن صَبري عَلى ياسِ

دَعِ التَجَنّيَ إِنّي مُغرَمٌ كَلِفٌ

رَهِينُ وَجدٍ وَأَشواقٍ وَوَسواسِ

أَلا مَنَنتَ بِعَطفٍ مِنكَ يا أَمَلي

فَما عَلَيك فَدَتكَ النَفسُ مِن باسِ

لَقَد تَناهَت بِيَ الأَشواقُ فَاِشتَعَلَت

نِيرانُ قَلبي وَأَذكَت حَرَّ أَنفاسِي

لَولاك لَولاكَ لَم أَعرِف هَوىً أَبَداً

فَحُبّكُم في فُؤادِي ثابِتٌ راسِ

هَذِي أَوائِلُ أَبياتي مُخَبّرَةٌ

باسمِ الَّذي حُبُّهُ رُوحِي وَإِيناسِي


عبد المجيد الأزدي

الحمدان
10-03-2021, 01:47 AM
أبات مهموم و أصبح مستجد للهم
و أضحك مع الناس كاتم لوعتي بصدري

بايعني أدريك أني اللي بكيتك دم
يا أقرب الناس إلمن أشتكي أمري

سلمتك الروح ظنيتك دوا لجرحي
ما غزر وياك لا زادي و لا ملحي



كريم العراقي

الحمدان
10-03-2021, 01:48 AM
دعاني القنوت إلى وحدتي

فرحت لها قافلاً حجرتي

فما كان إلا أنا والهيا

م بخير النبيين في خلوتي

أغنى تشاركني ساعي

تدق على الراس بالوحدة

أحاسب نفسي على مليها

لتأليب قلبي على توبتي

فيا نفسي فوتي هوى كل من

كلفت به فاتناً باللتي

وإلا فإني أسلط شغفي

لطه يجازيك أمارتي

فيلبس جسمك ثوب الضنى

ويسقيك صرفاً من الخمرة

ولا ماء فيها يبل اللهاة

ولكن روحاً من الجنة

وعبد الرحيم كبير السقاة

يطوف بها ساعة الجلوة

تنشى القلوب وتنسى الكروب

وتقصى اللغوب عن الخيرة

فأستغفر اللَه مما أثمت زمان

انضياعي بالغفلة

وأستغفر اللَه مما اجترمت

زمان انصياعي للشهوة

وأستغفر اللَه من كل ما

يخالف شرعي في أمتي

وأستغفر اللَه من كلِّ ما

ملأتُ به العينَ من جيرت

............

الحمدان
10-04-2021, 09:37 AM
دَعوْتـُكَ يا منْ يُجيبُ الدُعـــــــاءْ
ويا منْ لهُ يسجُدُ الاقويـــــــــــاءْ
ويا منْ برحمتهِ أستجيـــــــــــــرُ
ليرفعَ عنـّي الاذى والبــــــــــلاءْ
لكَ الحَمْــــــدُ وحـْدكَ أنتَ المغيثُ
وأنـْتَ المُدبـّرُ ،،يا ذا البَهــــــــاءْ
خلقـْتَ بني آدم ٍمنْ تـُـــــــــــــراب
وصيّرتهُمْ بشــــــــراً أسويــــــاءْ
فرفـْقــاً بطينكَ يا ذا الجــــــــــلال
اذا كانَ يومــاً بجهــل ٍ أســـــــاءْ
وراحَ يُفتشُ تحتَ القـُبــــــــــــور
عن العون ِ مُعتقِـــــداً أو ريــــاءْ
طريقي إليكَ طريــقُ الوضـــــوح ِ
وليسَ التعرٌّجُ والالتــــــــــــــواءْ
دعوتـُكَ أنت القريبُ إلـــــــــــــيَّ
أ أحتاجُ يا خالقـــي وُسطــــــــاءْ؟
أ أطمعُ في حاجــــة ٍ من ســــواكَ
وبينَ يديكَ يفيضُ العطــــــــــــاءْ
وهبْني سألتُ إليكَ شفيعــــــــــــاً
فمنْ ذا الذي خلقَ الشـُفعــــــــاءْ
ومنْ ذا الذي أوجدَ الكائنـــــــــات
وطـرّز َ بالنور وجـْــــهَ السمـــاءْ
تُسبّحُ باسمكَ حتى الطيـــــــــــور
ويَطلُبُ عطفكَ طينٌ ومــــــــــــاءْ
أسائلُ أمّارة السوء نفســـــــــــي
لماذا التوجُـــــــهُ للأوليـــــــــــاءْ
أدعوةُ ربّ عظيم ٍ قديـــــــــــــــر ٍ
ودعوةُ عبدٍ فقيـــــــر ٍ ســــــــواءْ!
وهل يرتجي مُعدَمٌ مُعدمــــــــــــــاً
وأنّى يصحّ ُ لديـــــــه الرجـــــــــاءْ
ألا ساءَ ما يحكمون وســـاءتْ
عقولٌ يُسـيّرُها الادعيـــــــــاءْ


.......

الحمدان
10-07-2021, 04:27 AM
وما في الشجاعة ِ حَتْفُ الشجاعِ
ولا مدَّ عمر الجبان الجبن

ولكن إذا حانَ حينُ الفتى
قَضَى، ويَعيش إذا لم يَحِن

ألا أيهذا الشريفُ الرضيُّ
أبو السمراء الرماحِ اللدن

شهيدُ المُروءَة ِ كان البَقِيعُ
أحقَّ به من تراب اليمن

فهل غَسَّلوه بدمعِ العُفاة ِ
وفي كلِّ قلبٍ حزينٍ سكن؟

لقد أَغرقَ ابنكَ صرْفُ الزمانِ
واغرقْتَ أَبناءَه بالمِنن

أَتذكر إذ هو يَطوِي الشهورَ
وإذ هو كالخشفِ حلوُّ أغنّ؟

وإذ هو حولك حسنُ القصورِ
وطِيبُ الرياضِ، وصَفْوُ الزمَن؟

بشاشتُه لذَّة ٌ في العيون
ونَغْمتُه لذَّة ٌ في الأذن؟

يلاعب طرَّتهُ في يديكَ
كما لاعبَ المهرُ فضل الرسن؟

وإذ هو كالشبل يحكي الأسودَ
أدلّ بمخلبه وافتتن؟

فشبَّ، فقامَ وراءَ العرينِ
يَشُبّ الحروبَ، ويُطفِي الفِتَن؟

فما بالُه صار في الهامدين
وأمسى عفاءً كأنْ لم يكنْ؟

نظَمْتُ الدموعَ رِثاءً له
وفصَّلْتُها بالأَسَى والشَّجَن


أحمد شوقي

الحمدان
10-07-2021, 04:30 AM
يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ

فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا

يزيدُ سفاهة ً فأزيدُ حلماً

كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا

وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ

وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

وَلَسْتُ بَهَيَّابٍ لمنْ لا يَهابُنِي

ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليا

فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتي

وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيا

كِلاَنا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَاتَه

وَنَحْنُ إذَا مِتْنَا أشَدُّ تَغَانِيَا


الشافعي رحمه الله

الحمدان
10-07-2021, 07:02 AM
الموْتُ بابٌ وكلُّ الناسِ داخِلُهُ
يا ليْتَ شعرِيَ بعدَ البابِ ما الدَّارُ

الدَّارُ جنَّة ُخلدٍ إنْ عمِلتَ بِمَا
يُرْضِي الإلَهَ وإنْ قصّرْت فالنّارُ

هما محلان ماللناس غيرهما
فانظر لنفسك ماذا أنت تختار


أبو العتاهية

نوال الشمراني
10-07-2021, 08:27 PM
مساءاتكم خزامى




كيف أنسى :





كيف أنساك يا خيالات أمسي
ذكريات الصبا وأحلام نفسي

كيف أنسى الأيام صفواً وأنسا
كيف أنسى
ميّ هلا ذكرت تلك السنينا
بأبي أنت كيف لا تذكرينا




كم نشقنا تقى هناك وقدسا
كيف أنسى
أفلا تذكرين ذاك الغديرا
والأفانين حوله والزهور

والسنونو يحدث الماء همسا
كيف أنسى
أفلا تذكرين عند المغيب
يوم وافت سلمى كطير غريب
فأرتنا إذ غابت الشمس شمسا

كيف أنسى
يوم كنا في الحقل نمرح زهوا
وسليمى معنا وهند وسلوى
فصرفنا النهار قطفاً وغرسا
كيف أنسى
يوم كنا نقرا هجاءً وكرجا
وسليمى تمحو الأساطر غنجا
وهي تملي عليّ في الحب درسا
كيف أنسى
يوم سمّى الرفاق سلمى العروسا
وأرادوا بأن أكون العريسا
فاعتنقنا وقد جعلناه عرسا
كيف أنسى
كيف أنسى وقد كبرنا قليلا
وذكرنا ما كان ذكراً جميلا
وعرفنا الدنيا نعيما وبؤسا
كيف أنسى
لست أنسى ما عشت يوم الفراق
وجراحاً حمراً بتلك المآقي
وبكاها وقولها سوف تنسى
كيف أنسى
من معيد إليّ ذاك الزمانا
ومعيد سلمى إليّ الآنا
لترى أنني وقد مت يأسا
لست أنسى-



-الأخطل الصغير -
و
@جاهله@

الحمدان
10-11-2021, 05:34 PM
‏إنّي وَإن جانَبتُ بَعضُ بَطالَتي
وَتَوَهّمَ الواشونَ أنّي مُقصِرُ

لَيَشوقُني سِحرُ العُيونِ المُجتَلى
وَيَروقُني وَردُ الخُدودِ الأحمَرُ


البحتري

الحمدان
10-11-2021, 05:34 PM
لَو أجبَرونِي أن أَشُقَّ بإبرةٍ
جبَلاً أصمَّ وأنْ أنامَ معلّقَا

لَوجدتُ في هذِي المشقَّة راحةً
مِن أن أنَاقِشَ جاهِلاً أو أحمقَا

فاضل أصفر

الحمدان
10-12-2021, 06:46 AM
يانور عتمة سمايه نورّي جوي
خدك ينـوّر عـلــّيه ليلي الداجي

الهم بين الحنايا العوج متلوي
والجرح ينزف الم شحيت بعلاجي

صبري سلاحي وأنا مازلت متقوي
اقوى على الصبر ماتقوى على أسياجي

كنت أول أقول بسـّوي ولا أسوي
وأجمع أوراق السنين بداخل أدراجي

توي نويتك بقلبي يالغضي توي
عزمّـت أنزلك وأرقى برجك العاجي

بسكن عروشك واعانق طاير الجوي
واطلع معه غيمتك وأنزل على أبراجي

بجيك ضامي وأبنهج منك متروي
بشفي خفوقي وأبطلق عقدة حجاجي

أسقي ورودك غلاي وينهمر نوي
على جفاف الفياض ودعوة الراجي

غيثً تبشر رعوده صحصح الدّوي
سحبه ترزم وبرقه يلعج العاجي

الى متى في عذاب الصد متلوّي
طولت صدك وانا للوصل محتاجي

ماني ضعيف آتحـّمـل بس من قوي
ومدامي أقوى ترى لك علمً مفاجي


الشاعر .. منصور الرويلي

الحمدان
10-14-2021, 01:36 AM
‏‎يا راقـِد الليل مـحـزُونًا بأولهِ
إنَّ البشائر قد يطرقْنَ أسحارًا

"قُمِ اللَّيلَ واسألِ الذي في سمائهِ
كريمٌ جوادٌ لا يَرُدُّ الذي دعا

هوَ اللهُ مولى العبدِ في كِّلِ أمرهِ
وخيرُ مُجيرٍ في الشرورِ لمن وعى

.....

الحمدان
10-14-2021, 02:49 AM
يا راكِبَ الريحِ حَيِّ النيلَ وَالهَرَما

وَعَظِّمِ السَفحَ مِن سيناءَ وَالحَرَما

وَقِف عَلى أَثَرٍ مَرَّ الزَمانُ بِهِ

فَكانَ أَثبَتَ مِن أَطوادِهِ قِمَما

وَاِخفِض جَناحَكَ في الأَرضِ الَّتي حَمَلَت

موسى رَضيعاً وَعيسى الطُهرَ مُنفَطِما

وَأَخرَجَت حِكمَةَ الأَجيالِ خالِدَةً

وَبَيَّنَت لِلعِبادِ السَيفَ وَالقَلَما

وَشُرِّفَت بِمُلوكٍ طالَما اِتَّخَذوا

مَطِيَّهُم مِن مُلوكِ الأَرضِ وَالخَدَما

هَذا فَضاءٌ تُلِمُّ الريحُ خاشِعَةً

بِهِ وَيَمشي عَلَيهِ الدَهرُ مُحتَشِما

فَمَرحَباً بِكُما مِن طالِعينَ بِهِ

عَلى سِوى الطائِرِ المَيمونِ ما قَدِما

عادَ الزَمانُ فَأَعطى بَعدَما حَرَما

وَتابَ في أُذُنِ المَحزونِ فَاِبتَسَما

فَيا رَعى اللَهُ وَفداً بَينَ أَعيُنِنا

وَيَرحَمُ اللَهُ ذاكَ الوَفدُ ما رَحِما

هُم أَقسَموا لِتَدينَنَّ السَماءُ لَهُم

وَاليَومَ قَد صَدَّقوا في قَبرِهِم قَسَما

وَالناسُ باني بِناءٍ أَو مُتَمِّمُهُ

وَثالِثٌ يَتَلافى مِنهُ ما اِنهَدَما

تَعاوُنٌ لا يُحِلُّ المَوتُ عُروَتَه

وَلا يُرى بِيَدِ الأَرزاءِ مُنفَصِما

يا صاحِبي أَدرَميدٍ حَسبُها شَرَفاً

أَنَّ الرِياحَ إِلَيها أَلقَتِ اللُجُما

وَأَنَّها جاوَزَت في القُدسِ مِنطَقَةً

جَرى البِساطُ فَلَم يَجتَز لَها حَرَما

مَشَت عَلى أُفقٍ مَرَّ البُراقُ بِهِ

فَقَبَّلَت أَثَراً لِلخُفِّ مُرتَسِما

وَمَسَّحَت بِالمُصَلّى فَاِكتَسَت شَرَفاً

وَبِالمَغارِ المُعَلّى فَاِكتَسَت عِظَما

وَكُلَّما شاقَها حادٍ عَلى أُفُقٍ

كانَت مَزاميرُ داوُدٍ هِيَ النَغَما

جَشَّمتُماها مِنَ الأَهوالِ أَربَعَةً

الرَعدَ وَالبَرقَ وَالإِعصارَ وَالظُلَما

حَتّى حَوَتها سَماءُ النيلِ فَاِنحَدَرَت

كَالنَسرِ أَعيا فَوافى الوَكرَ فَاِعتَصَما

يا آلَ عُثمانَ أَبناءَ العُمومَةِ هَل

تَشكونَ جُرحاً وَلا نَشكو لَهُ أَلَما

إِذا حَزِنتُم حَزِنّا في القُلوبِ لَكُم

كَالأُمِّ تَحمِلُ مِن هَمِّ اِبنِها سَقَما

وَكَم نَظَرنا بِكُم نُعمى فَجَسَّمَها

لَنا السُرورُ فَكانَت عِندَنا نِعَما

وَنَبذُلُ المالَ لَم نُحمَل عَلَيهِ كَما

يَقضي الكَريمُ حُقوقَ الأَهلِ وَالذِمَما

صَبراً عَلى الدَهرِ إِن جَلَّت مَصائِبُهُ

إِنَّ المَصائِبَ مِمّا يوقِظُ الأُمَما

إِذا المُقاتِلُ مِن أَخلاقِهِم سَلَمَت

فَكُلُّ شَيءٍ عَلى آثارِها سَلَما

وَإِنَّما الأُمَمُ الأَخلاقُ ما بَقِيَت

فَإِن تَوَلَّت مَضَوا في إِثرِها قُدُما

نِمتُم عَلى كُلِّ ثارٍ لا قَرارَ لَها

وَهَل يَنامُ مُصيبٌ في الشُعوبِ دَما

فَنالَ مِن سَيفِكُم مَن كانَ ساقِيَهُ

كَما تَنالُ المُدامُ الباسِلَ القَدَما

قالَ العَذولُ خَرَجنا في مَحَبَّتِكُم

مِنَ الوَقارِ فَيا صِدقَ الَّذي زَعَما

فَما عَلى المَرءِ في الأَخلاقِ مِن حَرَجٍ

إِذا رَعى صِلَةً في اللَهِ أَو رَحِما

وَلَو وَهَبتُم لَنا عُليا سِيادَتِكُم

ما زادَنا الفَضلُ في إِخلاصِنا قُدُما

نَحنو عَلَيكُم وَلا نَنسى لَنا وَطَناً

وَلا سَريراً وَلا تاجاً وَلا عَلَما

هَذي كَرائِمُ أَشياءِ الشُعوبِ فَإِن

ماتَت فَكُلُّ وُجودٍ يُشبِهُ العَدَما


أحمد شوقي

الحمدان
10-14-2021, 02:50 AM
المُلكُ بَينَ يَدَيكَ في إِقبالِهِ

عَوَّذتُ مُلكَكَ بِالنَبِيِّ وَآلِهِ

حُرٌّ وَأَنتَ الحُرُّ في تاريخِهِ

سَمحٌ وَأَنتَ السَمحُ في أَقيالِهِ

فيضا عَلى الأَوطانِ مِن حُرِيَّةٍ

فَكِلاكُما المُفتَكُّ مِن أَغلالِهِ

سَعِدَت بِعَهدِكُما المُبارَكِ أُمَّةٌ

رَقَّت لِحالِكِ حِقبَةً وَلِحالِهِ

يَفديكَ نَصرانِيُّهُ بِصَليبِهِ

وَالمُنتَمي لِمُحَمَّدٍ بِهِلالِهِ

وَفَتى الدُروزِ عَلى الحُزونِ بِشَيخِهِ

وَالمَوسَوِيُّ عَلى السُهولِ بِمالِهِ

صَدَقوا الخَليفَةَ طاعَةً وَمَحَبَّةً

وَتَمَسَّكوا بِالطُهرِ مِن أَذيالِهِ

يَجِدونَ دَولَتَكَ الَّتي سَعِدوا بِها

مِن رَحمَةِ المَولى وَمِن أَفضالِهِ

جَدَّدتَ عَهدَ الراشِدينَ بِسيرَةٍ

نَسَجَ الرَشادُ لَها عَلى مِنوالِهِ

بُنِيَت عَلى الشورى كَصالِحِ حُكمِهِم

وَعَلى حَياةِ الرَأيِ وَاِستِقلالِهِ

حَقٌّ أَعَزَّ بِكَ المُهَيمِنُ نَصرَهُ

وَالحَقُّ مَنصورٌ عَلى خُذّالِهِ

شَرُّ الحُكومَةِ أَن يُساسَ بِواحِدٍ

في المُلكِ أَقوامٌ عِدادُ رِمالِهِ


أحمد شوقي

الحمدان
10-14-2021, 02:56 AM
الدَهرُ يَقظانُ وَالأَحداثُ لَم تَنَمِ

فَما رُقادُكُمُ يا أَشرَفَ الأُمَمِ

لَعَلَّكُم مِن مِراسِ الحَربِ في نَصَبٍ

وَهَذِهِ ضَجعَةُ الآسادِ في الأَجَمِ

لَقَد فَتَحتُم فَأَعرَضتُم عَلى شَبَعٍ

وَالفَتحُ يَعتَرِضُ الدَولاتِ بِالتُخَمِ

هَبّوا بِكُم وَبِنا لِلمَجدِ في زَمَنٍ

مَن لَم يَكُن فيهِ ذِئباً كانَ في الغَنَمِ

هَذا الزَمانُ تُناديكُم حَوادِثُهُ

يا دَولَةَ السَيفِ كوني دَولَةَ القَلَمِ

فَالسَيفُ يَهدِمُ فَجراً ما بَنى سَحَراً

وَكُلُّ بُنيانِ عِلمٍ غَيرُ مُنهَدِمِ

قَد ماتَ في السِلمِ مَن لا رَأيَ يَعصِمُهُ

وَسَوَّتِ الحَربُ بَينَ البَهمِ وَالبُهَمِ

وَأَصبَحَ العِلمُ رُكنَ الآخِذينَ بِهِ

مَن لا يُقِم رُكنَهُ العِرفانُ لَم يَقُمِ

الناسُ تَسحَبُ فَضفاضَ الغَنِيِّ مَرَحاً

وَنَحنُ نَلبُسُ عَنهُ ضيقَةَ العُدُمِ

يا فِتيَةَ التُركِ حَيّا اللَهُ طَلعَتَكُم

وَصانَكُم وَهَداكُم صادِقَ الخِدَمِ

أَنتُم غَدُ المُلكِ وَالإِسلامِ لا بَرِحا

مِنكُم بِخَيرِ غَدٍ في المَجدِ مُبتَسِمِ

تُحِلُّكُم مِصرُ مِنها في ضَمائِرِها

وَتُعلِنُ الحُبَّ جَمّاً غَيرَ مُتَّهَمِ

فَنَحنُ إِن بَعُدَت دارٌ وَإِن قَرُبَت

جارانِ في الضادِ أَو في البَيتِ وَالحَرَمِ

ناهيكَ بِالسَبَبِ الشَرقِيِّ مِن نَسَبٍ

وَحَبَّذا سَبَبُ الإِسلامِ مِن رَحِمِ

شَملُ اللُغاتِ لَدى الأَقوامِ مُلتَئِمٌ

وَالضادُ فينا بِشَملٍ غَيرِ مُلتَئِمِ

فَقَرِّبوا بَينَنا فيها وَبَينَكُمُ

فَإِنَّها أَوثَقُ الأَسبابِ وَالذِمَمِ

وَكُلُّنا إِن أَخَذنا بِالفَلاحِ يَدٌ

وَسَعَينا قَدَمٌ فيهِ إِلى قَدَمِ

فَلا تَكونُنَّ تُركِيّا الفَتاةُ وَلا

تِلكَ العَجوزَ وَكونوا تُركِيا القِدَمِ

فَسَيفُها سَيفُها في كُلِّ مُعتَرَكٍ

وَعَدلُها طَوَّقَ الإِسلامَ بِالنِعَمِ


أحمد شوقي

الحمدان
10-14-2021, 09:19 AM
يا عَبلُ أَينَ مِنَ المَنِيَةِ مَهرَبي

إِن كانَ رَبّي في السَماءِ قَضاها

وَكَتيبَةٍ لَبَّستُها بِكَتيبَةٍ

شَهباءَ باسِلَةٍ يُخافُ رَداها

خَرساءَ ظاهِرَةِ الأَداةِ كَأَنَّه

نارٌ يُشَبُّ وُقودُها بِلَظاها

فيها الكُماةُ بَنو الكُماةِ كَأَنَّهُم

وَالخَيلُ تَعثُرُ في الوَغى بِقَناها

شُهُبٌ بِأَيدي القابِسينَ إِذا بَدَت

بِأَكُفِّهِم بَهَرَ الظَلامَ سَناها

صُبرٌ أَعَدّوا كُلَّ أَجرَدَ سابِحٍ

وَنَجيبَةٍ ذَبَلَت وَخَفَّ حَشاها

يَعدونَ بِالمُستَلئِمينَ عَوابِس

قوداً تَشَكّى أَينَها وَوَجاها

يَحمِلنَ فِتياناً مَداعِسَ بِالقَن

وُقُراً إِذا ما الحَربُ خَفَّ لِواها

مِن كُلِّ أَروَعَ ماجِدٍ ذي صَولَةٍ

مَرِسٍ إِذا لَحِقَت خُصىً بِكُلاها

وَصَحابَةٍ شُمَّ الأُنوفِ بَعَثتُهُم

لَيلاً وَقَد مالَ الكَرى بِطُلاها

وَسَرَيتُ في وَعثِ الظَلامِ أَقودُهُم

حَتّى رَأَيتُ الشَمسَ زالَ ضُحاها

وَلَقيتُ في قُبُلِ الهَجيرِ كَتيبَةً

فَطَعَنتُ أَوَّلَ فارِسٍ أَولاها

وَضَرَبتُ قَرنَي كَبشِها فَتَجَدَّل

وَحَمَلتُ مُهري وَسطَها فَمَضاها

حَتّى رَأَيتُ الخَيلَ بَعدَ سَوادِه

حُمرَ الجُلودِ خُضِبنَ مِن جَرحاها

يَعثُرنَ في نَقعِ النَجيعِ جَوافِل

وَيَطَأنَ مِن حَميِ الوَغى صَرعاها

فَرَجَعتُ مَحموداً بِرَأسِ عَظيمِه

وَتَرَكتُها جَزَراً لِمَن ناواها

ما اِستَمتُ أُنثى نَفسَها في مَوطِنِ

حَتّى أُوَفّي مَهرَها مَولاها

وَلَما رَزَأتُ أَخاً حِفاظَ سِلعَةً

إِلّا لَهُ عِندي بِها مِثلاها

أَغشى فَتاةَ الحَيِّ عِندَ حَليلِه
وَإِذا غَزا في الجَيشِ لا أَغشاها

وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لي جارَتي

حَتّى يُواري جارَتي مَأواها

إِنّي اِمرُؤٌ سَمحُ الخَليقَةِ ماجِدٌ

لا أُتبِعُ النَفسَ اللَجوجَ هَواها

وَلَئِن سَأَلتَ بِذاكَ عَبلَةَ خَبَّرَت

أَن لا أُريدُ مِنَ النِساءِ سِواها

وَأُجيبُها إِمّا دَعَت لِعَظيمَةٍ
وَأُغيثُها


عنتره بن شداد

الحمدان
10-14-2021, 08:46 PM
حتّام أخفي الهوى والنفس أوهاها
هم إذا ما ألمّ الليل غشـاها

لواعج في الحشـا إن بحتهن لحا
صحبي وإن كتمت جاشت حميّاها

بكّي ولا تجزعي من لوم عاذلة
فالبين إن لوع العشاق بكــــــــاها

هذا معناك قد عـــــــزت مطالبها
وعز من أمنيات الشـــــــوق أدناها

يطارح الشجو يا سلمى مطوقة
تبث عبر الدجـى بالليل شكـــــواها

هل تذكريـن وقد مال النهار بنا
كؤوس حـب على خــوف شربناها

وزورقا من نسيج الحب دفتـــه
وعيشة في الهوي العذري عشناها

عهود وصل كأحلام الصبا عصفت
بها رياح النوى ما كان أحلاها

إني على العهد يا سلمى وإن عذلوا
فالصب لا يشتهي من ليس يرضاها

يا رب غانية تغري بطلعتهـــــا
مليحة صد طرفي عن محيـــــــــاها

الحب إن شك يعمي قلب صاحبه
فلا يرى الحسن فيمن ليس يهواها

وصاحب اللؤم يبدي عند حاجته
مشاعرا ليس في الإحشاء مثواها

كم من صحيح تراه وهو ذو علل
تضمي إذا ما أصاب النفس عدواها

حسن أبو عله

الحمدان
10-16-2021, 07:28 PM
‏مَن لي بِرَدّ جِماحٍ مِن غِوايَتها
كَما يُرَدُّ جماحُ الخيلِ باللُجُمِ

فَلا تَرُم بالمعاصِي كَسرَ شَهوَتِها
إنّ الطعامَ يُقَوّي شَهوةَ النَهِمِ

وَالنفسُ كالطفلِ إن تُهمِلهُ شَبّ
على حُبّ الرَضاعِ وإن تَفطِمهُ يَنفَطِمِ


البوصيري

الحمدان
10-16-2021, 11:40 PM
وتباعَدت أجسادُنَـا في فرضِـنا

‏وغداً يقولُ إمامُـنا سُـدّوا الخَللْ

‏وغداً نرصُّ صفوفـنا كملائكٍ ..

‏صفّت جلالا للعظيمِ على وجلْ

‏هذا يقيني بالإلهِ .. وحسبُـنا

‏فألٌ يُضِيءُ دروبنا مهما حصَلْ.

الحمدان
10-16-2021, 11:44 PM
‏للهِ أعرابيّةٌ غدرَت بنا
إنّ النفاقَ سَجِيّةُ الأعرابِ

حَجَبَت محاسنَها الخيامُ ولو بَدَتْ
كانَ العَفافُ لها أتمّ حِجابِ

وأحَلّها من قلبِ عاشِقِها الهوى
بيتًا بلا عَمَدٍ ولا أطنابِ


.......

الحمدان
10-17-2021, 07:40 AM
أسمعت يا ناي فاحكي
واسكب دموع التشكي
لله أنات شــــــــــــاك
تنساب في حسن سبكي
تبدي الذي أنت تخفي
في النفس من غير شك
أبكاك طول التنائي
والنأي إن طال يبكي

ونافخ فيك يوهي
جراح صب حسير
ينكي جراحا فتبدي
بالنوح ما في الضمير
ما إن تغنيت إلا
أخرجت ما في الصدور
والناس أصغت وأنّت
من كل قلب كسير

يا صادحا في بكاء
ويا أنيس الرعاة
أحزنت كم من قلوب
أطربت كم من فتاة
ما نوح ربة أيك
ورقاء في الأمسيات
إلا هراء سخيف
إن صحت بالنغمات

يا ناي كم من فؤاد
أوجعته بالبكاء
وكم حليم وقور
أشجيته بالغناء
وكم غبي جهول
أيقظته من غباء
تشكو فراقا فيبكي
أدمع من دمـاء

هيجت بالقلب ذكرى
فذاب شيّاً فشيّا
وانساب دمعي سخينا
ينهل من مقلتيّا
إذ هزني منك صوت
ينساب عذبا شجيّا
لو رام قلبا عصيّاً
أبكي الفؤاد العصيا

ماذا عسى الشعر يغني
إن فاض من الشعور
وأنت حلو التغني
في كل ناد أميـر
في الجوف منك ظلام
وفي تغنيك نور
وأنت في كل مغنىً
بكل شدو تثيــــر

حسن ابو عله

الحمدان
10-17-2021, 08:17 AM
الخَيرُ وَالشَرُّ عاداتٌ وَأَهواءُ

وَقَد يَكونُ مِنَ الأَحبابِ أَعداءُ

لِلحِلمِ شاهِدُ صِدقٍ حينَ ما غَضَبٌ

وَلِلحَليمِ عَنِ العَوراتِ إِغضاءُ

كُلٌّ لَهُ سَعيُهُ وَالسَعيُ مُختَلِفٌ

وَكُلُّ نَفسٍ لَها في سَعيِها شاءُ

لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ عِندَ عالِمِهِ

مَن لَم يَكُن عالِماً لَم يَدرِ ما الداءُ

الحَمدُ لِلَّهِ يَقضي ما يَشاءُ وَلا

يُقضى عَلَيهِ وَما لِلخَلقِ ما شاؤوا

لَم يُخلَقِ الخَلقُ إِلّا لِلفَناءِ مَعاً

نَفنى وَتَفنى أَحاديثٌ وَأَسماءُ

يا بُعدَ مَن ماتَ مِمَّن كانَ يُلطِفُهُ

قامَت قِيامَتُهُ وَالناسُ أَحياءُ

يُقصي الخَليلُ أَخاهُ عِندَ ميتَتِهِ

وَكُلُّ مَن ماتَ أَقصَتهُ الأَخِلّاءُ

لَم تَبكِ نَفسَكَ أَيّامَ الحَياةِ لِما

تَخشى وَأَنتَ عَلى الأَمواتِ بَكّاءُ

أَستَغفِرُ اللَهَ مِن ذَنبي وَمِن سَرَفي

إِنّي وَإِن كُنتُ مَستوراً لَخَطّاءُ

لَم تَقتَحِم بي دَواعي النَفسِ مَعصيةً

إِلّا وَبَيني وَبَينَ النورِ ظَلماءُ

كَم راتِعٍ في ظِلالِ العَيشِ تَتبَعُهُ


أبو العتاهية

الحمدان
10-17-2021, 03:55 PM
رثاء الشيخ/ صالح الشمراني
رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه

خطبٌ يقضُ مضاجعي وكياني

فتعاظمت من هولهِ أحزاني

وشعرتُ في وهنِ الحياةِ وأنها

حلمٌ وعكس الخوف دار أمان

واحسرتا والحزن يسري في دمي

إذ مات فينا صالح الشمراني

كم عشتُ والشيخ الجليل دليلنا

نهج الكتاب وسنة العدنان

هو شيخُنا ورفيقُنا وحبيبنا

كم كان يدعونا لأرض جنان

صليت سبع سنين دأبا دائما

والشيخ يتلو شجونا بقران

وكأنه مزمار داود الذي

يسري كتاب الله في الأبدان

ضجت جموع الصالحين لفقده

فالحزن خيم في سماء كياني

فلقد فقدنا شيخنا وحبينا

وإمامنا في الحي ذا الإحسان

صبرا مع الحزن الشديد أحبتي

مِن أهلِهِ بل سائر الإخوان

ذي سنة الله الحكيمِ وحكمه

إلا المهيمن كلُ شيء فان

صبراً وندعو للفقيد حبيبنا

ذا العفو والإحسانِ والغفرانِ

والصبرُ وصف للهداة وديننا

صبرٌ وشكرٌ إذ هما ركنان

ولقد لقيتم في الحياة متاعبًا

يا أهلَهُ في السر والإعلان

تعب الحبيبُ وعلَّ ذلك زادُه

وأنيسه في جنة الرحمن

نوصي بنيه في اتباع مسيرة

للوالد الشيخ الصبور الحاني

رباهُ فارحم يا رحيمُ حبيبنا

وأجرهُ يا ذا العفو من نيران

واجبر ذويه بذا المصاب فإنه

خطبٌ يهز مناعةَ الإنسان

يا رب واجمعنا به في جنة

أنت الغفور ونحن ذو عصيان

قولوا جميعا إذ ترقُ قلوبُنا

يا رب وارحم شَيخَنا الشمراني


د .أحمد القاضي ( أبو حارث )

الحمدان
10-18-2021, 09:04 AM
‏من أجمل ما قالت العرب

إذَا امتَلأت كَفُ اللَّئيَمِ مِـنَ الغِنَى
تمَايلَ إعجَاباً وقَال أنَــــــا أنَــــــا

ولكن كَرِيمُ الأصلِ كَالغصن كُلَّمَـا
تَحمَّـــلَ أثْمَــاراً تَـواضَع َوانْحَـنىَ

الحمدان
10-18-2021, 06:33 PM
قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي

روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ

لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي

لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي

ما لي سِوَى روحي وباذِلُ نفسِهِ

في حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ بِمُسرِف

فلَئِنْ رَضِيتَ بها فقد أسعَفْتَني

يا خَيبَة المَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ

يا مانِعي طيبَ المَنامِ ومانِحي

ثوبَ السّقامِ بِهِ ووَجْدِي المُتْلِفِ

عَطفاً على رَمقي وما أبقَيتَ لي

منْ جسميَ المُضْنى وقلبي المُدَنَفِ

فالوَجْدُ باقٍ والوِصَالُ مُماطلي

والصّبْرُ فانٍ واللّقاء مُسَوّفي

لم أَخلُ من حَسَدٍ عليك فلا تُضِعْ

سَهَري بتَشْنِيع الخَيالِ المُرجِفِ

واسأَلْ نجومَ اللّيلِ هل زارَ الكَرَى

جَفني وكيف يزورُ مَن لم يَعْرِفِ

لا غَرْوَ إن شَحّتْ بغُمْضِ جُفُونها

عيني وسَحّتْ بالدّموعِ الذّرّفِ

وبما جرَى في موقفِ التوديعِ مِنْ

ألمِ النّوَى شاهدتُ هَولَ الموقفِ

إن لم يكن وْصلٌ لدَيْكَ فعِدْ به

أَمَلي وَمَاطِلْ إنْ وَعَدْتَ ولا تفي

فالمَطْلُ منكَ لدَيّ إنْ عزّ الوفا

ابن الفارض

الحمدان
10-18-2021, 06:46 PM
أرَجُ النّسيمِ سَرَى مِنَ الزَّوراءِ

سَحَراً فَأَحيا مَيِّتَ الأَحيَاءِ

أَهدى لَنا أَرواحَ نَجدٍ عَرفُهُ

فَالجَوُّ مِنهُ مُعَنبَرُ الأَرجاءِ

وَرَوَى أحاديثَ الأَحبَّةِ مُسنِداً

عن إِذخِرٍ بأذاخِرٍ وَسِخاءِ

فسَكِرتُ مِن رَيّا حَواشي بُردِهِ

وسَرَت حُمَيّا البُرءِ في أَدوائي

يا رَاكبَ الوَجناءِ بُلِّغتَ المُنى

عُج بالحِمَى إن جُزتَ بالجَرعَاءِ

مُتَيَمِّما تَلَعاتِ وادي ضارِجٍ

مُتَيَامِناً عَن قاعَةِ الوَعسَاءِ

وإذا أَتَيتَ أُثَيلَ سَلعٍ فَالنَّقا

فَالرَّقمَتَينِ فلَعلَعٍ فَشَظاءِ

وكَذا عَنِ العَلَمَينِ مِن شَرقِيِّهِ

مِل عادِلاً للحِلّة الفَيحَاءِ

واقرِ السَلامَ عُرَيبَ ذَيّاكَ اللِّوَى

مِن مُغرَمٍ دَنِفٍ كثيبٍ نائي

صَبٍّ متى قَفلَ الحَجيجُ تَصاعَدَت

زفَرَاتُهُ بِتَنَفُّسِ الصُّعَداءِ

كَلَمَ السُّهَادُ جُفونَهُ فَتَبادَرَت

عَبراتُهُ مَمزوجَةً بدِماءِ

يا ساكِني البَطحاءِ هَل مِن عَودَةٍ

أَحيا بِها يا ساكِني البَطحَاءِ

إِن يَنقضي صَبري فَلَيسَ بمُنقَضٍ




ابن الفارض

الحمدان
10-19-2021, 03:08 AM
سقى الله موعدك يا زين

سقى الله موعد الاحباب

سحابٍ ماهمى من عين
ولا جادت به الاحزان

سحابٍ ماطرٍ هتان
سقى الله في العمر ليله

ظهر في صفوها بدرين
قمرها .. ووجهك الفتان

الا ليت الفجر .. ما بان

ترى فرقى الأحبه شين

سهرنا والهوى واحد
وصرنا والفراق إثنين

حبيبي قلبي اللي كان
وفينا والزمن خوان

صبرنا والسؤال سنين

سقا الله روض خلاني
رحلت وما رحلتوا بعين

ولا روحٍ .. ولا وجدان

نسيتوا بداركم إنسان
نسيتوا وما نساني البين


الأمير بدر بن عبدالمحسن

الحمدان
10-19-2021, 03:10 AM
سقى الله موعدك يا زين
سقى الله موعد الاحباب

سحابٍ ماهمى من عين
ولا جادت به الاحزان

سحابٍ ماطرٍ هتان
سقى الله في العمر ليله

ظهر في صفوها بدرين
قمرها .. ووجهك الفتان

الا ليت الفجر .. ما بان

ترى فرقى الأحبه شين

سهرنا والهوى واحد
وصرنا والفراق إثنين

حبيبي قلبي اللي كان
وفينا والزمن خوان

صبرنا والسؤال سنين

سقا الله روض خلاني
رحلت وما رحلتوا بعين

ولا روحٍ .. ولا وجدان

نسيتوا بداركم إنسان
نسيتوا وما نساني البين


الأمير بدر بن عبدالمحسن

الحمدان
10-19-2021, 04:34 PM
إنـما مـنْ يـتَّقي الله البَطَـلْ
صدِّقِ الشَّرعَ ولا تركنْ إلى

رجـلٍ يـرصد في الليل زُحلْ
حارتِ الأفكارُ في حكمةِ مَنْ

قـد هـدانـا سبْلنا عزَّ وجَلْ
كُتبَ الموت على الخَلقِ فكمْ

فَـلَّ من جيشٍ وأفنى من دُوَلْ
أيـنَ نُمـرودُ وكنعانُ ومنْ

مَلَكَ الأرضَ وولَّـى وعَـزَلْ
أيـن عادٌ أين فرعونُ ومن

رفـعَ الأهرامَ مـن يسمعْ يَخَلْ
أينَ من سادوا وشادوا وبَنَوا

هَـلَكَ الكلُّ ولـم تُـغنِ القُلَلْ
أينَ أربابُ الحِجَى أهلُ النُّهى

أيـنَ أهـلُ العلمِ والقومُ الأوَلْ
سيُـعيـدُ الله كـلاً منـهمُ

وسيَـجزي فـاعلاً ما قد فَعَلْ
إيْ بُنيَّ اسمعْ وصايا جَمعتْ
حِكمـاًخُصَّتْ بهـا خيرُ المِللْ
أطلبُ العِلمَ ولا تكسَلْ فمـا

أبعـدَ الخيرَ على أهـلِ الكَسَلْ
واحتفـلْ للفقهِ في الدِّين ولا

تـشتغلْ عنـهُ بـمالٍ وخَـوَلْ
واهـجرِ النَّومَ وحصِّلهُ فمنْ

يعرفِ المطلوبَ يـحقرْ ما بَذَلْ
لا تـقلْ قـد ذهبتْ أربابُهُ

كلُّ من سارَ على الدَّربِ وصلْ
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى

وجمالُ العلمِ إصـلاحُ العمـلْ
جَمِّلِ المَنطِقَ بالنَّحو فـمنْ

يُـحرَمِ الإعرابَ بالنُّطقِ اختبلْ
انـظُمِ الشِّعرَ ولازمْ مذهبي

فـي اطَّراحِ الرَّفد لا تبغِ النَّحَلْ
فهوَ عنوانٌ على الفضلِ وما

أحسنَ الشعرَ إذا لـم يُـبتـذلْ
ماتَ أهلُ الفضلِ لم يبقَ سوى

مقرف أو من على الأصلِ اتَّكلْ
أنـا لا أخـتارُ تـقبيلَ يدٍ

قَـطْعُها أجملُ مـن تلكَ القُبلْ
إن جَزتني عن مديحي صرتُ في

رقِّها أو لا فيكفيني الخَـجَلْ
أعـذبُ الألفاظِ قَولي لكَ خُذ

وأمَـرُّ اللفظِ نُطـقي بِلَعَـلّْ
مُلكُ كسرى عنهُ تُغني كِسرةٌ

وعـنِ البحرِ اجتزاءٌ بالوَشلْ
اعـتبر (نحن قسمنا بينهم)

تـلقهُ حقاً (وبالحـق نـزلْ)
ليس ما يحوي الفتى من عزمه

لا ولا ما فاتَ يومـاً بالكسلْ
اطـرحِ الدنيا فمنْ عاداتها

تخفِضُ العاليْ وتُعلي مَنْ سَفَلْ
‍عيشةُ الرَّاغبِ في تحصيلِها

عيشـةُ الجاهـلِ فيهـا أو أقلْ
كَـمْ جَهولٍ باتَ فيها مُكثراً

وعليـمٍ باتَ منهـا فـي عِلَلْ
كمْ شجاعٍ لم ينلْ فيها المنى

وجبـانٍ نـالَ غاياتِ الأملْ
فاتـركِ الحيلةَ فيها واتَّكِلْ

إنـما الحيلةُ فـي تركِ الحِيَلْ
‍أيُّ كفٍّ لمْ تنلْ منها المُنى

فرمـاهـا اللهُ منـهُ بـالشَّلَلْ
لا تقلْ أصلي وفَصلي أبداً إنما

أصلُ الفَتى ما قـد حَصَلْ
‍قدْ يسودُ المرءُ من دونِ أبٍ

وبِحسنِ السَّبْكِ قدْ يُنقَى الدَّغّلْ
‍إنـما الوردُ منَ الشَّوكِ وما

يَنـبُتُ النَّرجسُ إلا من بَصَلْ
‍غـيرَ أني أحمـدُ اللهَ على

نسبـي إذ بـأبي بكرِ اتَّصلْ
‍قيمـةُ الإنسانِ مـا يُحسنُهُ

أكثـرَ الإنسـانُ منـهُ أمْ أقَلْ
أُكـتمِ الأمرينِ فقراً وغنى

واكسَب الفَلْسَ وحاسب ومن بَطَلْ
‍وادَّرع جداً وكداً واجتنبْ

صُحبةَ الحمقى وأربـاب الـخَلَلْ
‍بـينَ تبـذيرٍ وبُخلٍ رُتبةٌ

وكِـلا هـذيـنِ إنْ زادَ قَتَـلْ
لا تخُضْ في حـق سادات مَضَوا

إنـهم ليسوا بـأهلِ للزَّلَلْ
‍وتغاضى عـن أمورٍ إنـه لـم

يـفُزْ بالحمدِ إلا من غَفَلْ
‍ليسَ يخلو المرءُ مِنْ ضدٍّ ولَو

حاولَ العُزلةَ في راسِ الجبَلْ
مِلْ عن النَمَّامِ وازجُرُهُ فما

بلّغَ المـكروهَ إلا مـن نَقَـلْ
دارِ جارَ السُّوءِ بالصَّبرِ وإنْ

لـمْ تجدْ صبراً فما أحلى النُّقَلْ
‍جانِبِ السُّلطانَ واحذرْ بطشَهُ

لا تُـعـانِدْ مَنْ إذا قـالَ فَعَلْ
‍لا تَلِ الأحكـامَ إنْ هُمْ سألوا

رغـبةً فيكَ وخالفْ مَنْ عَذَلْ
‍إنَّ نصفَ الناسِ أعداءٌ لمنْ

ولـيَ الأحكامَ هذا إن عَدَلْ
فهو كالمحبوسِ عن لذَّاتـهِ

من لامية ابن الوردي

الحمدان
10-20-2021, 04:55 PM
‏اعتَزل ذكرَ الأغاني والغزلْ
وقلِ الفَصلَ وجانب من هَزَل

ودَعِ الذكرَ لأيامِ الصِّبا
فلأيامِ الصِّبا نجمٌ أفَل

إنّ أحلى عيشةٍ قضّيتَها
ذهبت لذّاتُها والإثمُ حَل

واتركِ الغادة لا تحفل بها
تُمسِ في عزٍّ رفيعٍ وتُجَل

واهجر الخمرة إن كنت فتًى
كيف يسعى في جنونٍ من عقل


ابن الوردي

الحمدان
10-20-2021, 07:46 PM
‏‎مَررتُ بدارِهم شوقًا إليها

لعلِّي ألمَحُ الأحبابَ فيها

فما من نائمٍ في الدَّارِ يَصحو

وما من زائرٍ يَدنُو إليها

سألتُ الجارَ ما الأخبَار قُل لي؟

فقال الدارُ أبقى من ذَويها

أما تعلم بأنَّ الناسَ تمضي

وأنَّ الدارَ تنعي ساكِنيها؟

.......

الحمدان
10-21-2021, 02:06 AM
والله لولا الله ما اهتدينا

ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا

فأنزلن سكينةً علينا

وثبِّت الأقدام إن لاقينا

يا ربَّنا يا واهب العناية

يا محسناً باللطفِ والوقايه

من برِّك التوفيق والهدايه

فأوصلن منك الهدى إلينا

إجابة الدعاء يا ستار

شأنك للداعين يا غفار

بذا أتي الآيات والأخبار

ونحن عن محمَّدٍ روينا

يا ربنا ندعوك بالقرآن

وبالنبي الطاهر العدنان

عمِّر لنا القلوب بالإيمان

حتى نقرَّ بالقبول عينا

يا ربنا بالكتب العظام

والأنبياء السادة الكرام

بالأولياء الخلَّصِ الإعلام

إغفر لنا بالفضل ما جنينا

بسرِّك المضمر في الغيوب

وسرِّه المفرغ في القلوب

أستر لنا كثائف العيوب

ولا تسلِّط أحداً علينا

يا من إليك المشتكى فيما يرى

من كلِّ كربٍ يعتري الدهر الورى

عن كلِّ كربٍ منه تشتدُّ الغرى

بنشر سرِّ لطفك انطوينا

يا من به قد قامت الأشياء

وثبتت بأمره السماء

اغث فقد تعدَّت الأعداء

فرام بسهم البطش من رمينا

لقد رمينا فاحكم الغصابة

وقد دعونا فارزق الإجابه

جئنا نناديك مع الإنابة

وكم اجبت حال ما نادينا

قمنا نصلي بصحيح النيِّه

على النبيِّ سيِّد البريِّه

صلِّ عليه واهده التحيَّة

مع السلام كلَّما صلينا


بهاء الدين الصيادي

الحمدان
10-21-2021, 02:30 AM
رعغŒ الله غربا في ذرا وهنه

أثار الجوغŒ شوقا به ما أرغŒ

يذکرني ما کنت أصبو له

يغالي بما يهوغŒ و يهفو له

مغاني عفت بالرسم لم تغنه

سوغŒ طائر يشدو علغŒ غصنه

نديم يضيع الحب في ظنه

و حسبي نداء الشوق من شينه



.......

الحمدان
10-21-2021, 03:38 AM
سلو الشباب شباب العصر كم حفظوا
من سورة العصر أو من سورة القلم !

وكم حديثا لخير الخلق قد فهموا
وهو المصــــدق بعد الوحي في الكلم

والراشدون نسوا أسماءهم وهم
كالشمس في الغيم أو كالبدر في الظلم

لكنهم حفظوا الأفلام ماجنة
معنـــــى ولحنا وتمثيلا بلا ســــــأم

ويشترون بمال الله أشرطة
ويحفــــظون صنوف اللحن والنغــــم

وفي المقاهي جموع لا تصدقها
وفي المـــساجد لا تلقى سوى الهرم

وفي الملاهي ودور اللهو مفسدة
يسعـــون شوقا لها كالشوق للحــرم

ولو دعوتهم للكعبة اعتذروا
ويقبــــلون على هولـــيوود في نهم

يستوردون من الأفلام ما عريت
من الــــفضائل و الآداب والشــــيم

في البيت فيديو وتلفاز وأشرطة
ولا تعــــاب إذا صانت حمـــى القيم

لكن هناك شباب ساء ما فعلوا
لا يقصــــدون سوى مستنقع الرمم

إبليس زخرف دنيا اللهو مصيدة
كالشوك في الورد أو كالسم في الدسم

أما كفاكم شباب العرب من بدع
يا لعبة العصر في الأيدي وفي القدم

سلوا الجيوش وكم نصرا لأمتنا
والقــــدس يشهد ما للعرب من همم

يا أمة الحق والأسياف تنصره
ماذا دهاك ؟! أجيبي ,وارحمي ألمي

هل نام قومي كأهل الكهف ما بعثوا
من فجوة الكهف أو من رقدة العدم؟

هل انحرفنا عن الإسلام فانحرفت
ســـفينة النصر أو غاصت ولم تعم ؟

هل الصراع على الكرسي فرقنا
وأي عـرش ولو في السحب لم يدم ؟

هل النعيم احتوى قومي فنعمهم
وكـــم يكون الشقا في كثرة النعم ؟

هل مر قارون في قومي بزينته
فأصبــــح المال بين الناس كالصنم ؟

هل عاد فينا أبوجهل وابولهب
وكـــــل باغ على ديني ومنتقــــم ؟

هل نحن سرب حمام طاب مطعمه
في مخلب الصقر, هل هذا من الكرم ؟

وهل تلوم ذئابا وهي جائعة
إذا تغذت بأشتات من الغنــــــــم ؟

يا أمة نزل القرآن يرفعها
عزا ومجدا وتفضـــــــيلا على الأمم

هل أنت فينا أم الطوفان أغرقها ؟
علّ الــــــــــجواب صريح غير مكتتم

مما راق لي

الحمدان
10-21-2021, 05:48 AM
قيل أن أعرابياً كان جالسًا على مائدةِ أحد الأمراء..
فتناول كأسا فانسكب منه شيء بغير قصدٍ على الأرض، فأصبح في موقفٍ محرِج أمام الأمير ، لولا أنه ارتجل بيتين من الشعر فقال :

شربنا شرابًا طيّبًا عند طيّبٍ
كذاك شـرابُ الطيبين يطـيبُ

شربنا وألقينا على الأرض فضْلةً
وللأرضِ من كأسِ الكِـرامِ نصيبُ

فصار الأمير بعدها يسكب شيئا من الكأس
على الأرض ويقول :
وللأرض من كأسِ الكرام ِ نصيب.

حسن بن عبدالله
10-21-2021, 08:02 AM
أخي العزيز الحمدان
شكرا لك على هذه التواجد الفعال
والمشاركات النافعه والمفيده
نحن متابعين فواصل هذا الابداع
فبارك الله فيك وجزاك الله خير

الحمدان
10-21-2021, 06:35 PM
منور اخي الغالي ابو تركي
يشرفني ويسعدني ماكتبته هنا
انت العون بعد الله والمثال
الأول لمسيرة هذا المنتدى
أشكرك جزيل الشكر ولك التقدير لاعدمتك

الحمدان
10-21-2021, 07:55 PM
دعني أنا وفؤادي فيك نختصم
أصلى من الوجدِ جمراً ساعراً ضَرِمُ

في القلب مني هوىً شبت ضرامته
نيرانه في شغاف القلب تضطرم

ما عدت اذكر غير النوم يهجرني
تبا لذكراك كلما دنت سقم

قد كنتِ لي أملاً في القلبِ موئلهُ
يا من تركتِ حصونَ القلبِ تنهدمُ

إليك عني فإن القلبَ مُنشغلٌ
واليومَ قاسٍ عزيزاً سوف ينصرمُ

أجالِدُ الشوقَ في قلبي وأعصرهُ
فلا وربُكِ لن يبقى بهِ ألمُ

لم يبقَ منكِ سوى طيفٌ يطاردني
والطيف يظهر دوما ثم ينهزمُ

يسامر العين حينا وهي ساكنة
كأنه حلم في الليل ينتظم

يا قلب دعك من الأوهام وارتحل
هل انت تكتم أمرا ليس ينكتم

ما كان ذلك إلا انني رجل
ما كان يحسب ان القلب ينفطم

يا قلب ويحك لا تألم لغادرة
يمضي السقام ويبقى من له ذمم

ما كنت أول صب خاب مأمله
فأصبر فجرحك ذا لا بد يلتئم

العيش حلو وإن طالت قساوته
والقلب دوماً مع الاحزان يلتحم

تبا لمن ترك الأوهام تأسره
تبا لذكراك كلما دنت سقم

يا هذه انني فارقت محتسباً
وقلعة الحب عندي سوف تنهدم


......

الحمدان
10-22-2021, 04:19 AM
هيَ الدنيا وأنتَ بها خبيرُ

فكَمْ هَذَا التَّجافي والْغُرورُ

تُدلْي أهْلَها بحبالِ غدْرٍ

فكلٌّ في حَبَائِلِها أَسيرُ

إلى كمْ أنتَ مُرتكِنُ إليها

تلذّ لكَ المنازلُ والقصورُ

وتَضحكْ مِلْءَ فيكَ ولَسْتَ تدري

بما يأتي به اليومُ العسيرُ

وتُصبحُ لاهيًا في خَفْضِ عَيشٍ

تَحفّ بكَ الأماني والسّرورُ


الشاعر الهبل

الحمدان
10-22-2021, 04:19 AM
يا مَن تَرَفَّعَ لِلدُنيا وَزينَتِها

لَيسَ التَرَفُّعُ رَفعَ الطينِ بِالطينِ

إِذا أَرَدتَ شَريفَ القَومِ كُلّهم

فَاِنظُر إِلى ملكٍ في زِيِّ مِسكينِ

لا تَخضَعَنَّ لِمَخلوقٍ عَلى طَمَع

فَإِنَّ ذَلِكَ وَهنٌ مِنكَ في الدينِ

وَاِسترزق اللَه مِمّا في خَزائِنِه

فَإِنَّ ذاكَ بَينَ الكافِ وَالنونِ

أَلا تَرى كُلَّ مَن تَرجو وَتَأملُه

مِنَ البَرِيَّةِ مسكينَ اِبنَ مِسكينِ


الشاعر .. احمد الوراق

الحمدان
10-22-2021, 04:20 AM
يا مَن صَدَفتَ عَنِ الدُنيا وَزينَتِها

فَلَم يَغُرَّكَ مِن دُنياكَ مُغريها

ماذا رَأَيتَ بِبابِ الشامِ حينَ رَأَوا

أَن يُلبِسوكَ مِنَ الأَثوابِ زاهيها

وَيُركِبوكَ عَلى البِرذَونِ تَقدُمُهُ

خَيلٌ مُطَهَّمَةٌ تَحلو مَرائيها

مَشى فَهَملَجَ مُختالًا بِراكِبِهِ

وَفي البَراذينِ ما تُزهى بِعاليها

فَصِحتَ يا قَومُ كادَ الزَهوُ يَقتُلُني

وَداخَلَتنِيَ حالٌ لَستُ أَدريها

وَكادَ يَصبو إِلى دُنياكُمُ عُمَرٌ

وَيَرتَضي بَيعَ باقيهِ بِفانيها


الشاعر .. حافظ ابراهيم

الحمدان
10-22-2021, 04:21 AM
قال السماء كئيبة! وتجهّما

قلت: ابتسم يكفي التجهّم في السما !

قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم

لن يُرجع الأسف الصِّبا المُتصرّما!!

قال: التي كانت سمائي في الهوى

صارت لنفسي في الغرام جــهنّما

خانت عــــهودي بعدما ملَّكـتُها

قلبي، فكيف أطيق أن أتبسَّــما !

قلـــت: ابتسم واطرب فلو قارنتها

لقضيتَ عــــمرك كــلّه مُتألّما

قال: الــتجارة في صراع هائل

مثل المسافر كاد يقتله الـــظّما

أو غادة مسلولة محــتاجة

لدم ، وتنفث كلما لهثت دما !

قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها

وشفائها، فإذا ابتسمت فربما

أيكون غيرك مجرماً وتبيت في

وَجَلٍ كأنك أنت صرت المجرما؟

قال: العدى حولي علت صيحاتهم

أَأُسرُّ والأعداء حولي في الحِمى؟

قلت: ابتسم، لم يطلبوك بذمّهم

لو لم تكن منهم أجل وأعظما!

قال: المواسم قد بدت أعلامها

وتعرضت لي في الملابس والدمى

وعلي للأحباب فرض لازم

لكن كفّي ليس تملك درهما

قلت: ابتسم، يكفيك أنّك لم تزل

حيّاً، ولست من الأحبة معدما!

قال: الليالي جرّعتني علقما

قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما

فلعلّ غيرك إن رآك مُرنّما

طرح الكآبة جانباً وترنّما

أتُراك تغنم بالتبرّم درهما

أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟

يا صاح، لا خطرٌ على شفتيك أن

تتثلما، والوجه أن يتحطّما

فاضحك فإن الشُّهب تضحك والدُّجى

متلاطم، ولذا نُحبّ الأنجما!

قال: البشاشة ليس تسعد كائناً

يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما

قلت ابتسم ما دام بينك والرّدى

شبرٌ، فإنّك بعد لن تتبسّما



.....

الحمدان
10-22-2021, 04:22 AM
ألا إنهض وسر في سبيل الحياة

فمن نام لم تنتظرهٌ الحياة

خلقت طليقاً كطيف النسيم

وحراً كنور الضحى في سماه

تغرّد كالطير أين إندفعت

وتشدو بما شاء وحي الإله

وتمرح بين ورود الصباح

وتنعم بالنور أنىّ تراه

وتمشي كما شئت بين المروج

وتقطف ورد الربى في رُباه

كذا صاغك الله يا ابن الوجود

والقتك في الكون هذي الحياة

فما لك ترضى بذل القيود

وتحني لمن كبّلوك الجباه

وتقنع بالعيش بين الكهوف

فأين النشيد وأين الأباه

أتخشى نشيد السماء الجميل

أترهب نور السما في فضاه

ألا إنهض وسر في سبيل الحياة

فمن نام لم تنتظره الحياة

إلى النور .. فالنور عذبٌ جميل

إلى النور فالنور ظل الإله




.....

الحمدان
10-22-2021, 04:24 AM
وَإِذا نَظَرتَ إِلى الحَياةِ وَجَدتَها

عُرسًا أُقيمَ عَلى جَوانِبِ مَأتَمِ

لا بُدَّ لِلحُرِيَّةِ الحَمراءِ مِن

سَلوى تُرَقِدُ جُرحَها كَالبَلسَمِ

وَتَبَسُّمٍ يَعلو أَسِرَّتِها كَما

يَعلو فَمَ الثَكلى وَثَغرَ الأَيِّمِ

يَومَ البُطولَةِ لَو شَهَدتُ نَهارَهُ

لَنَظَمتُ لِلأَجيالِ ما لَم يُنظَمِ

غَنَت حَقيقَتُهُ وَفاتَ جَمالُها

باعَ الخَيالِ العَبقَرِيِّ المُلهَمِ

لَولا عَوادي النَفيِ أَو عَقَباتُهُ

وَالنَفيُ حالٌ مِن عَذابِ جَهَنَّمِ

لَجَمَعتُ أَلوانَ الحَوادِثِ صورَةً

مَثَّلتُ فيها صورَةَ المُستَسلِمِ

وَحَكَيتُ فيها النيلَ كاظِمَ غَيظِهِ

وَحَكَيتُهُ مُتَغَيِّظًا لَم يَكظِمِ

دَعَتِ البِلادَ إِلى الغِمارِ فَغامَرَت

وَطَنِيَّةٌ بِمُثَقَّفٍ وَمُعَلِّمِ

ثارَت عَلى الحامي العَتيدِ وَأَقسَمَت

بِسِواهُ جَلَّ جَلالُهُ لا تَحتَمي

نَثرَ الكِنانَةَ رَبُّها وَتَخَيَّرَت

يَدُهُ لِنُصرَتِها ثَلاثَةَ أَسهُمِ
المراجع


الشاعر أحمد زكي ابو شادي

الحمدان
10-22-2021, 04:25 AM
شربت مرارات الحياة ومن يذق

شرابي يرَالسلوان في جوّه الفني

كأني من الرّهبان أزهد ناسك

فإن كنت لا أغنى فإني مَن يُغني

وكم طُفت بالشّهد الشّهي على الوَرى

ومن عجبٍ أسقى الجحود مع المن

فيا نعمة الدنيا عفاءً فإنني

لأحقرُ ما وزّعت حولي من الغْبن

خذلت ولائي واستبحت مواهبي

وإني على فقري إليكَ لمستغني



أحمد زكي ابو شادي

الحمدان
10-22-2021, 05:14 PM
أسفي علىٰ بنت الكرام أراها
بلباس فاسقة تتيه خطاها

مالي أراها تقتدي بخليعة
و تذوب في أفكارها ورؤاها!

باتت تظن العري يرفع قدرها
يحكي ثقافتها لمن يلقاها

في نصف متر أقبلت و كأنها
بنت الكهوف بفقرها و عناها

أترىٰ المصانع أقفلت أبوابها
أم أن سعر المتر قد أعياها؟

أم هكذا شاءت شياطين الهوىٰ
فتفننت في نزع ثوب حياها

و يكاد يقتلني الشعور بأننا
مسحت هويتنا و ضاع سناها

ما إن بيوت الغرب تطلق صيحة
إلا و بنت المسلمين وراها!

يا بنت خير الناس أنتِ عليّةٌ
هل يتبع الأعلى خطا أدناها؟

أنسيتِ و القرآن يتلىٰ أن من
يتتبع الأهواء يعصي الله!

في قلب أمك من لباسك غصةٌ
ذبلت لكثرة ما بكت عيناها

و أبوك لو يدري لمات فُجاءة
ينهىٰ النساء و بنته ينساها!

زيدي جمالك يا أخية بالتقىٰ
قد أفلحت من [ثوبها] تقواها

و تشبهي بالصالحات لتنعمي
بالأمن في الدنيا و في أُخراها




للشاعرة الأحسائية ليلى العصفور

الحمدان
10-22-2021, 07:46 PM
‏شعراء لا بد من قراءة أشعارهم لطلاب الأدب:

امرؤ القيس
شعراء المعلقات
حسان بن ثابت
الحطيئة
جرير
الفرزدق
الأخطل
ذو الرمة
عمر بن أبي ربيعة
الشعراء العذريون
بشار بن برد
أبو نواس
ابن المعتز
ابن الرومي
أبو تمام
المتنبي
المعري
أبو العتاهية
أبو فراس الحمداني
البحتري
ابن زيدون
عنتره ابن شداد
‏‎الأحوص
متمم بن نويرة
علي بن الجهم
الشريف الرضي
أسامة بن منقذ
ابن الدمينة
الطرماح بن حكيم
قيس بن الخطيم
البارودي
محمود الوراق
كلثوم العتابي
دريد بن الصمّة
القطامي
دعل الخزاعي
ابن الفارض
أوس بن حجر

الحمدان
10-23-2021, 11:45 AM
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ

فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ

لَولا العُلى لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها

وَجناءُ حَرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ

وَكانَ أَطيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً

أَشباهُ رَونَقِهِ الغيدُ الأَماليدُ

لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي

شَيءً تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جيدُ

يا ساقِيَيَّ أَخَمرٌ في كُؤوسِكُما

أَم في كُؤوسِكُما هَمٌّ وَتَسهيدُ

أَصَخرَةٌ أَنا مالي لا تُحَرِّكُني

هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ

إِذا أَرَدتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً

وَجَدتُها وَحَبيبُ النَفسِ مَفقودُ

ماذا لَقيتُ مِنَ الدُنيا وَأَعجَبُهُ

أَنّي بِما أَنا باكٍ مِنهُ مَحسودُ

أَمسَيتُ أَروَحَ مُثرٍ خازِناً وَيَداً

أَنا الغَنِيُّ وَأَموالي المَواعيدُ

إِنّي نَزَلتُ بِكَذّابينَ ضَيفُهُمُ

عَنِ القِرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُ

جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ

مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ

ما يَقبِضُ المَوتُ نَفساً مِن نُفوسِهِمُ

إِلّا وَفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ

مِن كُلِّ رِخوِ وِكاءِ البَطنِ مُنفَتِقٍ

لا في الرِحالِ وَلا النِسوانِ مَعدودُ

أَكُلَّما اِغتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ

أَو خانَهُ فَلَهُ في مِصرَ تَمهيدُ

صارَ الخَصِيُّ إِمامَ الآبِقينَ بِها

فَالحُرُّ مُستَعبَدٌ وَالعَبدُ مَعبودُ

نامَت نَواطيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها

فَقَد بَشِمنَ وَما تَفنى العَناقيدُ

العَبدُ لَيسَ لِحُرٍّ صالِحٍ بِأَخٍ

لَو أَنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولودُ

لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ

إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ

ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَنٍ

يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ

وَلا تَوَهَّمتُ أَنَّ الناسَ قَد فُقِدوا

وَأَنَّ مِثلَ أَبي البَيضاءِ مَوجودُ

وَأَنَّ ذا الأَسوَدَ المَثقوبَ مِشفَرُهُ

تُطيعُهُ ذي العَضاريطُ الرَعاديدُ

جَوعانُ يَأكُلُ مِن زادي وَيُمسِكُني

لِكَي يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقصودُ

إِنَّ اِمرَءً أَمَةٌ حُبلى تُدَبِّرُهُ

لَمُستَضامٌ سَخينُ العَينِ مَفؤودُ

وَيلُمِّها خُطَّةً وَيلُمِّ قابِلِها

لِمِثلِها خُلِقَ المَهرِيَّةُ القودُ

وَعِندَها لَذَّ طَعمَ المَوتِ شارِبُهُ

إِنَّ المَنِيَّةَ عِندَ الذُلِّ قِنديدُ

مَن عَلَّمَ الأَسوَدَ المَخصِيَّ مَكرُمَةً

أَقَومُهُ البيضُ أَم آبائُهُ الصيدُ

أَم أُذنُهُ في يَدِ النَخّاسِ دامِيَةً

أَم قَدرُهُ وَهوَ بِالفَلسَينِ مَردودُ

أَولى اللِئامِ كُوَيفيرٌ بِمَعذِرَةٍ

في كُلِّ لُؤمٍ وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ

وَذاكَ أَنَّ الفُحولَ البيضَ عاجِزَةٌ

عَنِ الجَميلِ فَكَيفَ الخِصيَةُ السودُ



المتنبي

الحمدان
10-24-2021, 02:06 AM
أقول لمُفتٍ بين مكةَ والصفا
لك الخيرُ هل في وصلهنّ حرامُ

وهل في صَموتِ الحِجلِ مهضومةِ الحشا
عِذابِ الثنايا إن لَثَمتُ أثامُ

فقال ليَ المفتي وسالت دموعُه
على الخدّ من عينيهِ فهي تُؤامُ

ألا ليتني قبّلتُ تلك عشيّةً
ببطن منًى والمحرمونَ نيامُ


اعتقد
لابن القيم

الحمدان
10-24-2021, 05:02 AM
فخْرُ الرِّجالِ سلاسلٌ وَقيُودُ

وكذا النساءُ بخانقٌ وعقودُ

وإذا غبارالخيل مدّ رواقه

سُكْري بهِ لا ما جنى العُنْقودُ

يادهرُ لا تبقِ عليَّ فقد دنا

ما كنتُ أطلبُ قبلَ ذا وأريد

فالقتْلُ لي من بعد عبْلة َ راحَة ٌ

والعَيشُ بعد فِراقها منكُودُ

يا عبْلَ! قدْ دنتِ المَنيّة ُ فاندُبي

إن كان جفنك بالدموع يجود

يا عبلَ! إنْ تَبكي عليَّ فقد بكى

صَرْفُ الزَّمانِ عليَّ وهُوَ حَسُودُ

يا عبلَ! إنْ سَفكوا دمي فَفَعائلي

في كل يومٍ ذكرهنّ جديد

لهفى عليك اذا بقيتى سبية

تَدْعينَ عنْترَ وهوَ عنكِ بعيدُ

ولقد لقيتُ الفُرْسَ يا ابْنَة َ مالكِ

وجيوشها قد ضاق عنها البيد

وتموجُ موجَ البحرِ إلا أنَّها

لاقتْ أسوداً فوقهنَّ حديد

جاروا فَحَكَّمْنا الصَّوارمَ بيْننا

فقَضتْ وأَطرافُ الرماحِ شُهُود

يا عبلَ! كم منْ جَحْفلٍ فرَّقْتُهُ

والجوُّ أسودُ والجبالُ تميدُ

فسطا عليَّ الدَّهرُ سطوة َ غادرٍ

والدَّهرُ يَبخُلُ تارة ويجُودُ


عنترة بن شدّاد

الحمدان
10-24-2021, 05:02 AM
يا صاحِ، ما ألِفَ الإعجابَ من نفرٍ،

إلا وهم، لرؤوسِ القومِ، أعجابُ

ما لي أرى المِلكَ المحبوبَ يمنعُهُ،

أن يفعلَ الخيرَ، مُنّاعٌ وحُجّابُ؟

قد ينجُبُ الولدُ النامي، ووالدهُ

فَسْلٌ، ويفْسلُ، والآباءُ أنجاب

فرَجِّبِ اللَّهَ صِفْراً من محارِمِهِ،

فكم مضتْ بك أصفارٌ وأرجاب

ويعتري النفسَ إنكارٌ ومعرفةٌ،

وكلُّ معنىً له نفيٌ وإيجاب

والموتُ نومٌ طويلٌ، ما له أمَدٌ

والنومُ موتٌ قصيرٌ، فهو منجابُ


المعرّي

الحمدان
10-24-2021, 07:12 PM
‏إذا ساء فِعلُ المرءِ ساءت ظُنونُهُ
وصَدّقَ ما يَعتادُهُ من تَوَهُّمِ

وعادى مُحِبّيهِ بقولِ عداتِهِ
وأصبحَ في ليلٍ من الشكّ مُظلمِ


المتنبي

الحمدان
10-24-2021, 07:13 PM
‏علّموه كيفَ يجفو فجفا
ظالمٌ لاقيت منهُ ما كفى

مسرفٌ في هجرِه ما ينتهي
أتُراهم علّموه السّرَفا؟


أحمد شوقي

الحمدان
10-24-2021, 09:47 PM
قل لها انّه يفيق على جرح

وتغـفـو سنينه فـوق لوعهْ

سكب الدهر من أساه رحيقا

فـتحساه جُـرعة إِثْـر جُرعهْ

قل لها انه يهيم وأخشى

ان تواريه رحلة دون رجعهْ

غازي القصيبي

الحمدان
10-24-2021, 09:48 PM
وإني لأهوى النَّوْمَ في غَيْرِ حِينِهِ

لَعَلَّ لِقَاءً في المَنَامِ يَكُونُ

تُحَدِّثُني الأحلامُ أنِّي أراكم

فيا لَيْتَ أحْلاَمَ المَنَامِ يَقِينُ


قيس بن ذريح

الحمدان
10-24-2021, 09:48 PM
إذا لم يكـُن صفـوَ الـوِدادِ طبيعـةً

فـلا خيـرَ فـي ودٍ يجـيءُ تكلُّفـا

الشافعي

الحمدان
10-25-2021, 03:14 PM
‏فَما لي أراني وَابنَ عَمّيَ مالِكًا
مَتى أدنُ مِنهُ يَنأَ عَنّي وَيَبعُدِ

يَلومُ وَما أدري عَلامَ يَلومُني
كَما لامَني في الحيّ قُرطُ بنُ مَعبَدِ

وأيأسَني مِن كُلّ خَيرٍ طَلَبتُهُ
كَأنّا وَضَعناهُ إلى رَمسِ مُلحَدِ


طرفة بن العبد

الحمدان
10-26-2021, 02:28 AM
تُعرّف الأمثال على انها جملة قيلت في مناسبة خاصة، ثمّ صارت لما فيها من حكمة تذكر في كلّ مناسبة مشابهة، ولكي تصير الجملة مثلاً فلا بد من اشتمالها على الإيجاز وحسن التشبيه، وإصابة المعنى وحسن الكناية.

ومن هذه الامثال المشهورة، الدائرة بين الناس قولهم المثل الآتي عندما يتنكر الفرد لمن أحسن إليه « أعلِّمُه الرمايةّ كلّ يومٍ... فلمّا اشتدّ ساعدُه رماني «، وان اختلفوا في نسبة هذا البيت فقال بعضهم هو لمالك بن فهم الازدي، وزعم بعضهم انه لأوس بن معن المزني، والغالب في كتب الأدب انه لمعن بن اوس المزني.

فأما الذين زعموا انه لمالك بن فهم فأوردوا ان مالك بن فهم حكم هو وعشيرته في احدى المناطق، وكان له اولاد فجعلهم يتناوبون على الحراسة في كلّ ليلة، وكان اصغرهم هو المقرّب لديه واسمه سليمة، فغار منه اخوته وكادوا له عند أبيه، فقالوا له ان سليمة ينام اثناء حراسته لك، فقام مالك بالتخفّي للتأكد مما قاله أبناؤه عن سليمة، فأحسّ الاخير بصوت فتناول سهمه وقوسه ليرمي، فناداه ابوه أن لا ترمِ انا ابوك، فأجابه يا ابت لقد بلغ السهم مقصده ورمى والده وكان السبب في موته، فقال ابوه وهو في آخر رمق الأبيات المشهورة:



فيا عجباً لمن ربيت طفلاً

أُلقّمه بأطراف البنانِ

أعلِّمه الرمايةَ كلّ يومٍ

فلما اشتدّ ساعدُه رماني

وكم علّمتُه نظْمَ القوافي

فلمّا قالَ قافيةً هجاني

أُعلّمُه الفتوّةَ كلّ وقتٍ

فلمّا طرّ شاربُه جفاني

رمى عيني بسهم أشقذيّ

حديدٍ شفرتاهُ لهذُمان

توخّاني بقدحٍ شكّ قلبي

دقيقٍ قد برَته الراحتانِ

فلا ظفرتْ يداه حين يرمي

وشلّتْ منه حاملةُ البنانِ

فابكوا يا بنيّ عليّ حولاً

ورثّوني وجازوا من رماني

جزاهُ اللهُ من ولدٍ جزاءً

سليمةَ إنه شراً جَزاني

الحمدان
10-26-2021, 03:00 AM
صحا الطائر حيراناً يبث الليل أشجانا
ويجلو طلعة الصبح ليهدى الصبح ألحانا
فما كذب إيمانا ولا صدق برهانا
فهذا العالم الحيران ما ينفك حيرانا
وكم غنى هو الطائر

وقبلا كم ثوى طائر
أما للسرب من آخر ؟!
إلام نجئ ثم نروح لا جئنا ولارحنا
إلام نعيش ثم نموت لاعشنا ولا متنا
هو المنفى إذا كان البقاء قرين أن نفنى
يتامى نحن ياأطيار
دعوا الآهات للأشجار
فقد جزت بلا منشار!
علام نبتنى الأعشاش والحيات فى الأعشاش
إلام نسير كالعميان والممشى طريق كباش
وفيم الخلف كم منا قتيل مثل من عاش
هو الحتف الذى يصمى برغم الضوء جيش فراش
نسابق للخلاص النور
فنغدو فى لظى التنور
وها النافذة السور !

ملى طائرى فى الكون ثمة حار ما الجدوى
إذا كانت أغانينا تباعاً مثلنا تروى
وهذا الكون يطوينا فهل فى مرة يطوى
فما الجدوى .. فما الجدوى .. فما الجدوى ..
رويدا أيها الثائر
فليس القدر الساخر
ولكن دوما الشاعر !
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن


نجيب سرور

الحمدان
10-26-2021, 03:10 AM
الدهر يخنق أحيانا قلادته

عليك لا تضطرب فيه ولا تثب

حتى يفرجها في حال مدتها

فقد يزيد اختناقا كل مضطرب

لا تأمن الدهر الصروف فإنه

لا زال قدما للرجال يهذب

وكذلك الأيام في غدواتها

مرت يذل لها الأعز الأنجب

عجبا للزمان في حالتيه

وبلاء ذهبت منه إليه

رب يوم بكيت منه فلما

صرت في غيره بكيت عليه


علي بن أبي طالب

الحمدان
10-27-2021, 12:08 AM
‏إذا ما العِزُّ أصبحَ في مكانٍ
سمَوتُ لهُ وإن بعُدَ المزارُ

مُقامي حيثُ لا أهوى قليلٌ
ونومي عند من أقلِي غِرارُ

أبَت لي همّتي وَغِرارُ سَيفي
وعزمي والمَطِيّةُ والقِفارُ

وَنَفسٌ لا تُجاوِرُها الدّنايا
وعِرضٌ لا يَرِفُّ عليهِ عارُ


أبو فراس الحمداني

الحمدان
10-27-2021, 12:09 AM
‏أراني أبيتُ الليل صاحبَ عبرةٍ
مَشُوقًا أراعي مُنجِداتِ الكواكبِ

أراقبُ طولَ الليلِ حتى إذا انقضى
رَقَبتُ طلوعَ الشمسِ حتى المغاربِ


البحتري

الحمدان
10-27-2021, 03:30 AM
أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ
أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ

بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَةٌ
وَلَكِنَّ مِثلي لايُذاعُ لَهُ سِرُّ

إِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوى
وَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبرُ

تَكادُ تُضيءُ النارُ بَينَ جَوانِحي
إِذا هِيَ أَذكَتها الصَبابَةُ وَالفِكرُ

مُعَلِّلَتي بِالوَصلِ وَالمَوتُ دونَهُ
إِذا مِتَّ ظَمآناً فَلا نَزَلَ القَطرُ

حَفِظتُ وَضَيَّعتِ المَوَدَّةَ بَينَنا
وَأَحسَنَ مِن بَعضِ الوَفاءِ لَكِ العُذرُ

وَما هَذِهِ الأَيّامُ إِلّا صَحائِفٌ
لِأَحرُفِها مِن كَفِّ كاتِبِها بَشرُ

بِنَفسي مِنَ الغادينَ في الحَيِّ غادَةً
هَوايَ لَها ذَنبٌ وَبَهجَتُها عُذرُ

تَروغُ إِلى الواشينَ فِيَّ وَإِنَّ لي
لَأُذناً بِها عَن كُلِّ واشِيَةٍ وَقرُ

بَدَوتُ وَأَهلي حاضِرونَ لِأَنَّني
أَرى أَنَّ داراً لَستِ مِن أَهلِها قَفرُ

وَحارَبتُ قَومي في هَواكِ وَإِنَّهُم
وَإِيّايَ لَولا حُبَّكِ الماءُ وَالخَمرُ

فَإِن يَكُ ماقالَ الوُشاةُ وَلَم يَكُن
فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ ماشَيَّدَ الكُفرُ

وَفَيتُ وَفي بَعضِ الوَفاءِ مَذَلَّةٌ
لِإِنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدرُ

وَقورٌ وَرَيعانُ الصِبا يَستَفِزُّها
فَتَأرَنُ أَحياناً كَما أَرِنَ المُهرُ

تُسائِلُني مَن أَنتَ وَهيَ عَليمَةٌ
وَهَل بِفَتىً مِثلي عَلى حالِهِ نُكرُ

فَقُلتُ كَما شاءَت وَشاءَ لَها الهَوى
قَتيلُكِ قالَت أَيَّهُم فَهُمُ كُثرُ

فَقُلتُ لَها لَو شِئتِ لَم تَتَعَنَّتي
وَلَم تَسأَلي عَنّي وَعِندَكِ بي خُبرُ

فَقالَت لَقَد أَزرى بِكَ الدَهرُ بَعدَنا
فَقُلتُ مَعاذَ اللَهِ بَل أَنتِ لا الدَهرُ

وَما كانَ لِلأَحزانِ لَولاكِ مَسلَكٌ
إِلى القَلبِ لَكِنَّ الهَوى لِلبِلى جِسرُ

وَتَهلِكُ بَينَ الهَزلِ وَالجَدِّ مُهجَةٌ
إِذا ماعَداها البَينُ عَذَّبَها الهَجرُ

فَأَيقَنتُ أَن لاعِزَّ بَعدي لِعاشِقٍ
وَأَنَّ يَدي مِمّا عَلِقتُ بِهِ صِفرُ

وَقَلَّبتُ أَمري لا أَرى لِيَ راحَةً
إِذا البَينُ أَنساني أَلَحَّ بِيَ الهَجرُ

فَعُدتُ إِلى حُكمِ الزَمانِ وَحُكمِها
لَها الذَنبُ لاتُجزى بِهِ وَلِيَ العُذرُ

كَأَنّي أُنادي دونَ مَيثاءَ ظَبيَةً
عَلى شَرَفٍ ظَمياءَ جَلَّلَها الذُعرُ

تَجَفَّلُ حيناً ثُمَّ تَرنو كَأَنَّها
تُنادي طَلاً بِالوادِ أَعجَزَهُ الخُضرُ

فَلا تُنكِريني يا اِبنَةَ العَمِّ إِنَّهُ
لِيَعرِفُ مَن أَنكَرتِهِ البَدوُ وَالحَضرُ

وَلا تُنكِريني إِنَّني غَيرُ مُنكِرٍ
إِذا زَلَّتِ الأَقدامُ وَاِستُنزِلَ النَصرُ

وَإِنّي لَجَرّارٌ لِكُلِّ كَتيبَةٍ
مُعَوَّدَةٍ أَن لايُخِلَّ بِها النَصرُ

وَإِنّي لَنَزّالٌ بِكُلِّ مَخوفَةٍ
كَثيرٌ إِلى نُزّالِها النَظَرُ الشَزرُ

فَأَظمَأُ حَتّى تَرتَوي البيضُ وَالقَنا
وَأَسغَبُ حَتّى يَشبَعَ الذِئبُ وَالنَسرُ

وَلا أُصبِحُ الحَيَّ الخَلوفَ بِغارَةٍ
وَلا الجَيشَ مالَم تَأتِهِ قَبلِيَ النُذرُ

وَيارُبَّ دارٍ لَم تَخَفني مَنيعَةٍ
طَلَعتُ عَلَيها بِالرَدى أَنا وَالفَجرُ

وَحَيٍّ رَدَدتُ الخَيلَ حَتّى مَلَكتُهُ
هَزيماً وَرَدَّتني البَراقِعُ وَالخُمرُ

وَساحِبَةِ الأَذيالِ نَحوي لَقيتُها
فَلَم يَلقَها جافي اللِقاءِ وَلا وَعرُ

وَهَبتُ لَها ما حازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ
وَرُحتُ وَلَم يُكشَف لِأَبياتِها سِترُ

وَلا راحَ يُطغيني بِأَثوابِهِ الغِنى
وَلا باتَ يَثنيني عَنِ الكَرَمِ الفَقرُ

وَما حاجَتي بِالمالِ أَبغي وُفورَهُ
إِذا لَم أَفِر عِرضي فَلا وَفَرَ الوَفرُ

أَسِرتُ وَما صَحبي بِعُزلٍ لَدى الوَغى
وَلا فَرَسي مُهرٌ وَلا رَبُّهُ غَمرُ

وَلَكِن إِذا حُمَّ القَضاءُ عَلى اِمرِئٍ
فَلَيسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ وَلا بَحرُ

وَقالَ أُصَيحابي الفِرارُ أَوِ الرَدى
فَقُلتُ هُما أَمرانِ أَحلاهُما مُرُّ

وَلَكِنَّني أَمضي لِما لايُعيبُني
وَحَسبُكَ مِن أَمرَينِ خَيرَهُما الأَسرُ

يَقولونَ لي بِعتَ السَلامَةَ بِالرَدى
فَقُلتُ أَما وَاللَهِ مانالَني خُسرُ

وَهَل يَتَجافى عَنِّيَ المَوتُ ساعَةً
إِذا ماتَجافى عَنِّيَ الأَسرُ وَالضَرُّ

هُوَ المَوتُ فَاِختَر ماعَلا لَكَ ذِكرُهُ
فَلَم يَمُتِ الإِنسانُ ماحَيِيَ الذِكرُ

وَلا خَيرَ في دَفعِ الرَدى بِمَذَلَّةٍ
كَما رَدَّها يَوماً بِسَوءَتِهِ عَمروُ

يَمُنّونَ أَن خَلّوا ثِيابي وَإِنَّما
عَلَيَّ ثِيابٌ مِن دِمائِهِمُ حُمرُ

وَقائِمُ سَيفٍ فيهِمُ اندَقَّ نَصلُهُ
وَأَعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطَّمُ الصَدرُ

سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم
وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ

فَإِن عِشتُ فَالطَعنُ الَّذي يَعرِفونَهُ
وَتِلكَ القَنا وَالبيضُ وَالضُمَّرُ الشُقرُ

وَإِن مُتُّ فَالإِنسانُ لابُدَّ مَيِّتٌ
وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِنفَسَحَ العُمرُ

وَلَو سَدَّ غَيري ماسَدَدتُ اِكتَفوا بِهِ
وَما كانَ يَغلو التِبرُ لَو نَفَقَ الصُفرُ

وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا
لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ

تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا
وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

أَعَزُّ بَني الدُنيا وَأَعلى ذَوي العُلا
وَأَكرَمُ مَن فَوقَ التُرابِ وَلا فَخرُ


أبو فراس الحمداني

الحمدان
10-27-2021, 04:59 AM
لا تغبطن أهل بيت سرهم زمن

فسوف يطرقهم بالهم والحزن

يعيرهم كل دنياهم وينهب ما

أعارهم بيد الآفات والمحن

حتى يروحوا بلا شيء كما خلقوا

كأن ما خولوه أمس لم يكن

لا يصحب المرء مما كان يملكه

في ظلمة اللحد إلا خرقة الكفن

يستنزع المال منه ثم يسأل عن

جمعه يا لها من حسرة الغبن


أسامة بن منقذ

الحمدان
10-27-2021, 05:00 AM
إن فاجأتك الليالي

بما يسوء فصبرا

والدهر يرهق عسرا

ويتبع العسر يسرا

لو دام ما ساء منه

لدام ما كان سرا

أسامة بن منقذ

الحمدان
10-27-2021, 06:12 AM
يجيني داعي الذكرى

يسألني وش اللي صار

كلام القلب لو يقرى

لبيب العقل فيه احتار

بقايا الليل والقمره

على المرسى سعى البحار

وين العشق مايدرى

غدا ليل الهوى سمار

ليالي العشق لو تشرى

لقى الشاري كثير اسرار

لقى الضحكة لقى العبره

لقى فيها علوم كثار

دليل الدرب أهو أدرى

يبيه أقرب يوم إختار

قلت القول وأنا أبرى

وثيق القول ما إحتار



نزار قباني

الحمدان
10-27-2021, 01:19 PM
‏إذا ما العِزُّ أصبحَ في مكانٍ
سمَوتُ لهُ وإن بعُدَ المزارُ

مُقامي حيثُ لا أهوى قليلٌ
ونومي عند من أقلِي غِرارُ

أبَت لي همّتي وَغِرارُ سَيفي
وعزمي والمَطِيّةُ والقِفارُ

وَنَفسٌ لا تُجاوِرُها الدّنايا
وعِرضٌ لا يَرِفُّ عليهِ عارُ


أبو فراس الحمداني

الحمدان
10-28-2021, 11:09 PM
تداويت من ليلى بليلى عن الهوى
كما يتداوى شارب الخمر بالخمر

ألا زعمت ليلى بأن لا أحبها
بلى والليالي العشر والشفع والوتر

بلى والذي لا يعلم الغيب غيره
بقدرته تجري السفائن في البحر

بلى والذي نادى من الطور عبده
وعظم أيام الذبيحة والنحر

لقد فضلت ليلى على الناس مثل ما
على ألف شهر فضلت ليلة القدر

فلو كنت ماء كنت من ماء مزنة
ولو كنت نوما كنت من غفوة الفجر

ولو كنت ليلا كنت ليل تواصل
ولو كنت نجما كنت بدر الدجى يسري

عليك سلام الله يا غاية المنى
وقاتلتي حتى القيامة والحشر


قيس بن الملوح

الحمدان
10-29-2021, 04:32 AM
فَدَع عَنكَ نَهباً صيحَ في حَجَراتِهِ

وَلَكِن حَديثاً ما حَديثُ الرَواحِلِ

كَأَنَّ دِثاراً حَلَّقَت بِلَبونِهِ

عُقابُ تَنوفى لا عُقابُ القَواعِلِ

تَلَعَّبَ باعِثٌ بِذِمَّةِ خالِدٍ

وَأَودى عِصامٌ في الخُطوبِ الأَوائِلِ

وَأَعجَبَني مَشيُ الحُزُقَّةِ خالِدٌ

كَمَشيِ أَتانٍ حُلِّئَت بِالمَناهِلِ

أَبَت أَجَأٌ أَن تُسلِمَ العامَ جارَه

فَمَن شاءَ فَليَنهَض لَها مِن مُقاتِلِ

تَبيتُ لُبونى بِالقُرَيَّةِ أُمُّن

وَأَسرَحَنا غَبّاً بِأَكنافِ حائِلِ

بَنو ثُعَلٍ جِيرانُها وَحُماتُه

وَتَمنَعُ مِن رُماةِ سَعدٍ وَنائِلِ

تُلاعِبُ أَولادَ الوُعولِ رِباعُه

دُوَينَ السَماءِ في رُؤوسِ المَجادِلِ

مُكَلَّلَةً حَمراءَ ذاتَ أَسِرَّةٍ

لَها حُبُكٌ كَأَنَّها مِن وَصائِلِ


امرؤ القيس

الحمدان
10-29-2021, 06:55 PM
‏ولستُ بمِهيافٍ يُعشّي سَوامَه
مُجدَّعَةً سُقبانُها وهي بُهَّلُ

ولا جُبَّإٍ أكْهى مُرِبٍّ بعِرسِه
يُطالِعُها في شأنِه كيف يفعلُ

ولا خَرِقٍ هَيْقٍ كأنّ فؤاده
يظلُّ به المُكّاءُ يعلو ويسفُلُ


الشنفرى

الحمدان
10-29-2021, 08:25 PM
يا زارعَ الرِّيحِ في بستانِ مملكةٍ

حتماً ستحصدُ آهاً من عواصِفِها

سَتَملأُ العينَ من غبراتِ عاصفةٍ

حتماً ستجري دموعٌ من مذارِفِها

دعِ الأسى واحقنِ النسماتِ في شجرٍ

و انثر على الزَّهرِ ريَّاً من لطائِفِها

ولْتعطِها من ثنايا القلبِ مرحمةً

حتَّى تفيضَ سيولٌ من عواطِفِها

لا تُلْبِسِ الكونَ ثوباً من خريفِ دجى

كي لا تقيحَ دُنانا في مواقِفِها

ولتقشعنَّ ظلاماً من ثيابِ دُنا

أوقِدْ نجوماً وبدراً في معاطِفِها

لا تخطفِ الرُّوحَ من شريانِ مملكةٍ

بل كنْ كملحمةٍ في وجهِ خاطِفِها

لا تُشعلِ الحربَ لا توقِدْ حطائِبَها

كي لا تنالَ جحيماً من قذائِفِها

صبَّ المياهَ على نارٍ تحرِّقُنا

و لا تساعدْ لئيماً في تقاذُفِها

وابترْ ذراعاً تصبُّ الزَّيتَ حاقِدَةً

و انزعْ طوابيرَ حِقدٍ من حراشِفِها

غنِّ الحياةَ بحبٍّ لا مثيلِ لهُ

و ارسم جمالاً على أوتارِ عازِفِها

ساهمْ بِرَأْبِ صدوعٍ في أضالِعِها

هيَّا وكنْ ضِلْعَ خيرٍ في تآلُفِها

لدى الحياةِ سِجِلٌّ ليسَ يظلِمُنا

تدوِّنُ الكلَّ منَّا في صحائِفِها

فالبعضُ في قاعِها يُلقى كمقبحةٍ

و تُكْرِمُ البعضَ مِنَّا في متاحِفِها


حسان يوسف

الحمدان
10-29-2021, 08:25 PM
جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ

كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ

فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَة

أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ

فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا

مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ

فقلت هذي أحاديثٌ ملفقة

موضوعة قد أتت من قول مختلق

فقالت وحق عيوني عزّ من قسمٍ

وما على جبهتي من لؤلؤ الرمق

إني أحبك حباً لا نفاد له

ما دام في مهجتي شيء من الرمق

فقمت ولهانَ من وجدي أقبلها

زحتُ اللثام،، رأيتُ البدر معتنقِ

قبلتها،، قبلتني،، وهي قائلة

قبلت فاي،، فلا تبخل على عنقي

قلت العناق حرامٌ في شريعتنا

قالت أيا سيدي واجعلهُ في عنقي



لسان الدين بن الخطيب

الحمدان
10-30-2021, 02:05 AM
يازارع الريحان حول خيامنا

لاتزرع الريحان لست مقيمُ

ما كل من دخل الهوى عرف الهوى

ولا كل من شرب المُدام نديم

ولا كل من طلب السعادة نالها

ولا كل من قرأ الكتاب فهيم



أبو فراس الحمداني

الحمدان
10-30-2021, 02:35 AM
إِذا الشَّعْبُ يومًا أرادَ الحياةَ

فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي

ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ

تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ
فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ

من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ
كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ

وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ
ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ

وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ
إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ

رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ
ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ

ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ
ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ

يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ
فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ

وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ
وأطرقتُ أُصغي لقصفِ الرُّعودِ

وعزفِ الرّياحِ وَوَقْعِ المَطَرْ
وقالتْ ليَ الأَرضُ لما سألتُ

أيا أمُّ هل تكرهينَ البَشَرْ
أُباركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ

ومَن يَسْتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ
وأَلعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمانَ

ويقنعُ بالعيشِ عيشِ الحجرْ
هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ

ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ
فلا الأُفقُ يَحْضُنُ ميتَ الطُّيورِ

ولا النَّحْلُ يلثِمُ ميْتَ الزَّهَرْ
ولولا أُمومَةُ قلبي الرَّؤومُ لمَا

ضمَّتِ الميْتَ تِلْكَ الحُفَرْ
فويلٌ لمنْ لم تَشُقْهُ الحَيَاةُ

منْ لعنةِ العَدَمِ المنتصر
وفي ليلةٍ مِنْ ليالي الخريفِ

متقَّلةٍ بالأَسى والضَّجَرْ
سَكرتُ بها مِنْ ضياءِ النُّجومِ

وغنَّيْتُ للحُزْنِ حتَّى سَكِرْ
سألتُ الدُّجى هل تُعيدُ الحَيَاةُ

لما أذبلته ربيعَ العُمُرْ
فلم تَتَكَلَّمْ شِفاهُ الظَّلامِ ولمْ

تترنَّمْ عَذارَى السَّحَرْ
وقال لي الغابُ في رقَّةٍ

محبَّبَةٍ مثلَ خفْقِ الوترْ
يجيءُ الشِّتاءُ شتاءُ الضَّبابِ

شتاءُ الثّلوجِ شتاءُ المطرْ
فينطفئُ السِّحْرُ سحرُ الغُصونِ

وسحرُ الزُّهورِ وسحرُ الثَّمَرْ


أبو القاسم الشابي

الحمدان
10-30-2021, 06:35 AM
شهِدتُ بأني لم تَغَيّر مودّتي

وأني بكم، حتى الممات، ضنينُ

وأنّ فؤادي لا يلينُ إلى هوى

سواكِ، وإن قالوا: بلى، سيلينُ

فَقَدْ بَانَ أَيَّام الصِّبَا ثُمَّ لَمْ يَكَدْ

مِنَ الدَّهْرِ، شَيْءٌ، بَعْدَهُنَّ، يَلينُ

ولمّا علونَ اللابتينِ، تشوفت

قلوبٌ إلى وادي القُرى، وعيونُ

كأنّ دموعَ العينِ، يومَ تحملتْ

بُثينة ُ، يسقِيها الرِّشاشَ مَعِينُ

ظعائِنُ، ما في قُرْبهنّ لذي هوًى

من الناس، إلا شقوة ٌ وفنونُ

وواكلنهُ والهمَّ، ثمّ تركنه،

وفي القلبِ، من وجد بهنّ، حنين

ورُحنَ، وقد أودَعنَ قلبي أمانة ً

لبثينة َ: سرٌّ في الفؤاد، كمينُ

كسِرّ النّدى، لم يعلم الناسُ أنّه

ثَوَى في قَرَارِ الأرضِ وهو دَفين

إذا جاوزَ الاثنينِ سرٌّ، فإنه

بنَثٍّ وإفشاءِ الحديثِ، قَمِين

تُشيِّبُ رَوعاتُ الفِراق مفَارقي

وأنشَزنَ نفسي فوقَ حيثُ تكون

فوا حسرَتا! إنْ حِيلَ بيني وبينها

ويا حينَ نفسي، كيف فيكِ تحينُ!

وإني لأستغشي، وما بيَ نَعسة ٌ

لعلّ لِقاءً، في المنام، يكون

فإن دامَ هذا الصّرمُ منكِ، فإنني

لأغبرها، في الجانبينَ، رهينُ

يقولون: ما أبلاكَ، والمالُ عامرٌ

عليك، وضاحي الجلد منك كنِين

فقلت لهم: لا تَعذُلوني، وانظُروا

إلى النازِعِ المقصورِ كيف يكونُ


جميل بثينه

الحمدان
10-31-2021, 06:38 AM
مَفازَة ٌهيَ .. نَطويها وتَطوينا
جِدِّي خُطى فَلَقَد جَدَّ السُّرى فينا

لا غابَة ُالشَّوكِ أثرَتْها عَرائِشُنا ؟

وَلا الهَجيرَة ُأغْنَتْها سَواقينا ؟
ولا السَّوافي ، وقَد أدمَتْ مَحاجِرَنا

ألوى بَها ما لَوَيْنا مِن سَوافينا ؟
كأنَّنا لم نُطامِنْ مِن شَوامِخِنا

وَلا أذ َبْنا حَشانا في تَحاشينا
وَلا الرِّجامَ حَرَثناها ؟..ولا دَمُنا

رَوَّى ؟..وَلا زَرَعَتْ شَيئا ًأيادينا ؟!
جِدِّي خُطى إنَّنا حَرَّى جَوانِحُنا

حَرَّى مَواطِؤنا ، حَرَّى مَهاوينا
لَقَد تَحَمَّلْتِنا جَرحى نَمُجُّ دَما ً

تَحَمَّلينا غِضابا ًمَستَفَزِّينا !
تَحَمَّلينا وَفَرْط ُالغَيْظِ يَهرُسُنا

هََرْسَ الرَّحى ، وَمَهيضُ الجُرح ِيُطغِينا
تَحَمَّلينا فَإنَّ الصَّبْرَ يَلفُظُنا

وَإنَّ ألْفَ دُجىً سُودا ً تُنادينا
وَإنَّ مَجْمَرَة ً شَعْوا تَرَصَّدُنا

وَإنَّنا نَحوَها تَسعى سَواعِينا !
جِدِّي خُطى..إنَّ هذا الدَّرْبَ أوعَرُه ُ
غُيَيْمَة ٌوَعَشَيْبٌ يُورِثُ اللينا !
كَم مِن خَضيل ٍتَوَسَّدنا ، وَمُنبَجِس
ٍ
ماءً غَشِينا هُ حتى كادَ يُغوينا
وَكَم مُظِلٍّ تَفَيَّأ نا عَرائِشَه ُ

لَم نَدْر ِأنَّا تَفَيَّأنا ثَعابينا
حَتَّى تَدَلَّتْ عَلَينا كلُّ مُفْرِعَة ٍ

بِألفِ أرْقَط َ مِلْءَ النَّابِ يُصْمينا
فَعادَ يَمضَغ ُمِن جَنْبَيهِ جائِعُنا

وَيَكتَسي دَمَه ُالمُهْراقَ عارينا
لَقَد زَهِدْنا فَيا أحشاءَنا انخَسِفي

حَدَّ الظهورِ، وَيا أشباحَ ماضينا
شُدِّي على كلِّ عِرْق ٍمِن جَوارِحِنا

حَتَّى تَحُزَّ الشَّرايينُ الشَّرايينا
حَتَّى نَعودَ ولا وَهْمٌ يؤرِّ قُنا

وَلا سَرابٌ عَلى البَلوَى يُمَنِّينا !
جِدِّي دَؤوبُ فَكََم مِن واحَة ٍحَفَرَتْ

لَونَ الظِّلال ِعلى أهدابِ سارينا !
إنَّا نُذِرْنا لِهذا الرَّمل ِ، نَمضَغُهُ

حينا ً، وَيَمضَغ ُمِن آماقِنا حينا
نُشوَى علَيهِ ، فَيَسقينا على ظَمَأٍ

جَمرا ً، وَتَسقيهِ مِدرارا ًدَوامينا
وَنَلتَقي والرِّياح الهُوج تَصفَعُنا

فَما تُُشابِكُ أهدابا ً مَآ قينا !
قَد يَقرَبُ الظِّلَّ حَدَّ اللَّمْس ِمُجْهَدُنا

وَيَجْرَعُ الماءَ حَدَّ الحَلْق ِظامينا
وَقَد يَمُرُّ بِنا دَهْرٌ وَلَيسَ يَرى

ظِلا ً وَلَو لِجَناح ِالطَّيْر ِرائينا
وَيَمَّحي ظِلُّنا مِن فَرْطِ ما التَصَقَتْ

بِهامِنا الشَّمسُ نُدْنيها وَتُدنينا !
جِدِّي حَمُولُ ، فَما أشقى أخا سَفَر ٍ
لِلشَّمس ِيَمشي لَها والظِّلَّ والطِّينا !
لَقَد بَذ َرْنا سَناها في مَحاجِرِنا

وَقَد سَجَرْنا لَظاها في مَحانينا
وَقَد زَحَمْنا لَها أمضى قَوافِلِنا

فَأرقَلَتْ .. وَحَدا بالنَّاس ِحادينا
وَلَم نَزَلْ ما استَوى طِفْلٌ على قَدَم ٍ

إلاّ لِيَدرِجَ في أعقابِ تا لينا !
يا خالَ عَوفٍ رَعا كَ اللهُ حَيثُ سَرَتْ

بِكَ الخُطى ، وَسَقى شَوقُ المُحِبِّينا
وَرَفَّ حَولَكَ أنْدى ما بِأضلُعِنا

إنْ كا نَ فَضْلُ نَدِيٍّ في مَطاوينا
وَقَبَّلَتْ فَمَكَ المِعطاءَ نازِعَة ٌ

مِن الحَنين ِبِنا تَطغى فَتَشجينا
إنَّا لَيَحظى هُنا مَن عََنكَ يَسألُنا

بِسائِل ٍعَنكَ ما غَصَّتْ نَوادينا !
بِمُرتَج ٍ نَفْثَة ً حَرَّى تُسَعِّرُنا

وَمُرتََج ٍ نَثَّة ً رَيَّا تُهَدِّينا
فَلا حُرِمنا هَديرا ًمِنكَ يُزْبِدُنا

ولا عَدِمنا نَميرا ًمنكَ يَسقينا
وَلا عَدَتْكَ ، وإنْ شَحَّتْ ، نَسائِمُنا

وَلا جََفَتْكَ ، وإنْ جَفَّتْ ، غَوادينا
يا خالَ عَوفٍ وَفينا مِنكَ مَأثَرَة ٌ

أنَّا تَجاوَبُ والبَلوى قَوافينا
نَرى التِماع َالمِدى قَبْلَ انفِلاتَتِها

فَيَحْضُنُ الجُرْحَ قَبْلَ الطَّعْن ِفادينا
وَنَسمَعُ الآهَة َالخَرساءَ ما انفَرَجَتْ

عَنها الشِّفاهُ فَتَشجينا ، وَتُورينا
يا خا لَ عَوفٍ شَدَدْنا كلَّ جارِحَة ٍ

فينا بِمُستَقتِل ٍ يَدمى وََيُدمينا
بِمُثْْخَن ٍمُستَميتٍ نَحْوَ قِمَّتِه

يَسعى فَيَهوي قَرابينا ً قَرابينا
يُذيبُ في كلِّ يَوم ٍ مِن حُشا شَتِه ِ
حتى يَكادَ .. وَيَعلو صَوتُ ناعينا !
يا خا لَ عَوفٍ ألا أ ُنْبيكََ ما خَبَأتْ

لَنا المَقاديرُ مِمَّا كُنتَ تُنْبينا
أ ُنْبيكَ أنَّا بِعَين ٍنِصْفِ مُغمَضَة ٍ

نَغفو،وبالكَفِّ فَوقَ الكَفِّ تَطمينا
وَما بِنا رَهْبَة ٌ، لكنَّ أفْرُخَنا

لا يأ لَفونَ الأفاعي في مآوينا
فَنحنُ نُسْلِمُهُم كَفَّا ً، وَنُسْلِمُ لِلأ

نيابِ كَفَّا ً.. فَنَلويها ، وَتَلوينا
وَنَكتمُ الآهَ عُمْقَ الجُرح ِنَدفُنُها

لِنَحفَظ َ الزُّغُبَ الغافينَ غافينا !
أ ُنْبيكَ أنَّا ، وَإنْ قُصَّتْ قَوادِمُنا

لم نَألُ نَشهَقُ ما اسْطاعَتْ خَوافينا
وأنَّنا كَيفَما هَبََّتْ مُزَعزِعة ً

هُوجُ الرِّياح ِتَها وَتْ عَن مَراقينا
فَلَم تَمِلْ بِجَناح ٍمِن شَواهِقِنا

وَلا التَوَتْ وَمَجاريها مَجارينا !
يا خالَ عَوفٍ وَما حُزَّتْ كَما وَهِمُوا

أعناقُنا .. لا ولا جُزَّتْ نَواصِينا
إنَّا ضِخامٌ كما تَهوى ، عَمالِقَة ٌ

كَما عَهِدْ تَ ، مُخيفاتٌ عَوادينا
سُودٌ تَعاوَرُها البُؤسَى فَتَسجُرُها

كَما تَعاوَرَت الرِّيحُ البَراكينا !
إنَّا امتُحِنَّا بِأيام ٍ بِنا امتُحِنَتْ

تَعْدو عَلَينا ، وَتَشكو مِن تَغاضِينا !
لا صَيفُها كانَ ذا زَرع ٍ فَيُطعِمُنا

ولا شِتاها بِذي ضَرْع ٍفَيُرْوينا
ولا عَرَفْنا بِها طَلا ً يُباكِرُنا

وَلا وَجَدْ نا بِها ظِلا ً يُغادينا
بَلَى ، رُزِقْنا جَراد ا ًفي مَراتِعِنا

نَرُبُّه ُ بِحَصادٍ مِن مآ سينا
وَحُرْقَة ًقَرِحَتْ أنْدى جَوانِحِنا

مِنْ لَفْحِها ..وَفَراغا ًمِلْءَ أيدينا
وَلَهْفَة ًلِقُطَيْراتِ النَّدى جَمَعَتْ

لُهاثَ سبْعينَ جيلا ًمِن أضاحينا !
يا خالَ عَوفٍ وَقَد ضاقَتْ مَذاهِبُنا

وانداحَت الأرضُ أغوارا ًأفانينا
تُطِلُّ منها ذ ُنابَى ما لَها عَدَ دٌ

يُحْصَى ، وأنيابُ أغوال ٍمَلايينا
لَم نَألُ نَرصُدُها دَهْرا ًوَتَرصُدُنا

نَدنُو وَتَدنُو،وَنُحْصيها وَتُحْصينا
حَتَّى تَبَيَّنَ مِنَّا ما تُحاذِرُه ُ

في حين ِأسفَرَ مِنها ما يُجَرِّينا
وَلَم نَزَلْ نَتَمَلا َّها مُرَوَّعَة ً

وَلَم تَزَلْ تَتَمَلا َّها مُريعينا
وَإنَّنا ، لَو أرَدْ نا أن نُطاحِنَها

دُ رْ نا عََلَيْها بِأ ضْراس ٍطَواحينا
لكِنَّنا كَرَما ًمِنَّا نَرى سَبَبَا ً

لِلخَيْر ِأنْ يَتَرَوَّى سَهْمُ رامينا !


عبد الرزاق عبد الواحد
من العراق

الحمدان
11-01-2021, 12:04 AM
سَلامٌ عَلى عَهدِ الشَبيبَةِ وَالصِبا

وَأَهلاً وَسَهلاً بِالمَشيبِ وَمَرحَبا

وَيا راحِلاً عَنّي رَحَلتَ مُكَرَّما

وَيا نازِلاً عِندي نَزَلتَ مُقَرَّبا

أَأَحبابَنا إِنَّ المَشيبَ لَشارِعٌ

لَيَنسَخَ أَحكامَ الصَبابَةِ وَالصِبا

وَفِيَّ مَعَ الشَيبِ المُلِمِّ بَقِيَّةٌ

تُجَدِّدُ عِندي هِزَّةً وَتَطَرُّبا

أَحِنُّ إِلَيكُم كُلَّما لاحَ بارِقٌ

وَأَسأَلُ عَنكُم كُلَّما هَبَّتِ الصَبا

وَما زالَ وَجهي أَبيَضاً في هَواكُمُ

إِلى أَن سَرى ذاكَ البَياضُ فَشَيَّبا

وَلَيسَ مَشيباً ما تَرونَ بِعارِضي

فَلا تَمنَعوني أَن أَهيمَ وَأَطرَبا

فَما هُوَ إِلّا نورُ ثَغرٍ لَثَمتُهُ

تَعَلَّقَ في أَطرافِ شَعري فَأَلهَبا

وَأَعجَبَني التَجنيسُ بَيني وَبَينَهُ

فَلَمّا تَبَدّى أَشنَباً رُحتُ أَشيَبا

وَهَيفاءَ بَيضاءُ التَرائِبِ أَبصَرَت

مَشيبي فَأَبدَت رَوعَةً وَتَعَجُّبا

جَنَت لِيَ هَذا الشَيبَ ثُمَّ تَجَنَّبَت

فَواحَرَبا مِمَّن جَنى وَتَجَنَّبا

تَناسَبَ خَدّي في البَياضِ وَخَدُّها

وَلَو دامَ مُسوَدّاً لَقَد كانَ أَنسَبا

وَإِنّي وَإِن هَزَّ الغَرامُ مَعاطِفي

لَآبى الدَنايا نَخوَةً وَتَعَرُّبا

أَتيهُ عَلى كُلِّ الأَنامِ نَزاهَةً

وَأَشمَخُ إِلّا لِلصَديقِ تَأَدُّبا

وَإِن قُلتُمُ أَهوى الرَبابَ وَزَينَباً

صَدَقتُم سَلوا عَنّي الرَبابَ وَزَينَبا

وَلَكِن فَتىً قَد نالَ فَضلَ بَلاغَةٍ

تَلَعَّبَ فيها بِالكَلامِ تَلَعُّبا


بهاء الدين زهير

الحمدان
11-01-2021, 01:40 AM
‏‎جَهِلَ العَذولُ بِأَنَّني في حُبِّكُم
سَهَرُ الدُجى عِندي أَلَذُّ مِنَ الكَرى

وَيَلومُني فيكُم وَلَستُ أَلومُهُ
هَيهاتَ ماذاقَ الغَرامَ وَلا دَرى

بهاء الدين زهير

الحمدان
11-01-2021, 07:17 PM
سَئِمْتُ اللَّيالي وأَوجَاعَها

وما شعْشَعَتْ من رحيقٍ بِصَابْ

فَحَطَّمتُ كَأْسي وأَلقَيتُها

بوَادي الأَسَى وجَحيمِ العَذابْ

فأَنَّتْ وقدْ غَمَرَتْها الدُّمُوعُ

وقَرَّتْ وقدْ فاضَ مِنْها الحَبَابْ

وأَلقى عليها الأَسَى ثَوْبَهُ

وأَقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئابْ

فأَيْنَ الأَماني وأَلْحانُها

وأَينَ الكؤوسُ وأَينَ الشَّرابْ

لقدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلامِ

وقدْ رَشَفَتْها شِفاهُ السَّرابْ

فمَا العَيْشُ في حَوْمَةٍ بَأْسُها

شَديدٌ وصَدَّاحُها لا يُجابْ

كَئيبٌ وَحِيدٌ بآلامِهِ

وأَحْلامِهِ شَدْوُهُ الانْتِحابْ

ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزاهِيرُهَا

فَنِمْنَ وقدْ مَصَّهُنَّ التُّرابْ

لوَيِنَ النُّحورَ على ذِلَّةٍ

ومُتْنَ وأَحْلامَهُنَّ العِذابْ

فَحَالَ الجَمَالُ وغَاضَ العبيرُ

وأَذْوى الرَّدَى سِحْرَهنَّ العُجَابْ


أبو القاسم الشهابي
من تونس

الحمدان
11-02-2021, 01:53 AM
لا يَنْهَضُ الشَّعبُ إلاَّ حينَ يَدْفَعُهُ

عَزْمُ الحَيَاةِ إِذا مَا اسْتَيْقَظَتْ فيهِ

والحَبُّ يخترِقُ الغَبْراءَ مُنْدَفِعاً

إلى السَّماءِ إِذا هَبَّتْ تُناديهِ

والقَيْدُ يأْلَفُهُ الأَمْواتُ مَا لَبِثُوا

أَمَّا الحَيَاةُ فيُبْلِيها وتُبْليهِ


أبو القاسم الشابي

الحمدان
11-02-2021, 01:54 AM
يا غُصنَ بانٍ لَهُ بِالفَرض وَالسننِ

قامَ المُتيَّمُ في سرٍّ وَفي عَلَنِ

بِاللَه يا أَيُّها المَيّاس صل دنفاً

لَم تَدرِ مُقلتُه ما لذة الوَسَن

وَاعطف عَلَيهِ فِداك النَفسُ مِن رَشأٍ

عَهدي بِهِ أَنَّهُ لِلعَهد لَم يَخُن

فَأَنتَ لِلحُسن يا شَمس الضُحى ملكٌ

بَل أَنتَ رُوح وَذاكَ الحسن كَالبَدن

وَلائِمي فيكَ ما أَجدت مَلامتُه

وَكَيفَ أُصغي لِواش غَير مؤتمن

هَيهات أَسلو وَلي في الحُب مَنزلةٌ

مِن دُونِها كُل صَبّ فيه مفتتن

وَلَيسَ لي شاغل عَن حسن طَلعته

إِلا اِمتِداح شَريفٍ في العُلا حسن

تاج الإِمارة أَسنى مَن لَهُ رُفِعَت

راياتُ مكرمةٍ مِن سالف الزَمَن

بَيت السَيادة عَن جدّ لَه وَأَب

قَد عَمَّ مِن قَبله الأَيتام بِالمنن


أبو القاسم الشابي

الحمدان
11-02-2021, 06:57 PM
‏تَرى الرَجُلَ النَحيفَ فَتَزدَريهِ
وَفي أثوابِهِ أسَدٌ هَصورُ

وَيُعجِبُكَ الطَريرُ فَتَبتَليهِ
فَيُخلِفُ ظنّكَ الرَجُلُ الطَريرُ

فَما عِظَمُ الرِجالِ لَهُم بِفَخرٍ
وَلَكِن فَخرُهُم كَرَمٌ وَخِيرُ



.......

الحمدان
11-02-2021, 06:57 PM
وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ

وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ

تَطغى إِذا مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوىً

طَغيَ الجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُكُمِ


شوقي

الحمدان
11-02-2021, 06:58 PM
‏‎هُمُ الأحِبَّةُ إنْ جَارُوا وَإنْ عَدَلُوا
يبْقُونَ ،إنْ قَطَعُوا حَبْلِيْ وَإنْ وَصَلُوا

فليْسَ يشْغَلُنِيْ عنْ طيْفِهِمْ عَمَلٌ
وليْسَ يصْرِفُنِيْ عنْ ذكْرِهِمْ شُغُلُ

عذْبٌ بسَمْعِيَ مَنْهُمْ كُلُّ مَا نَطَقُوا
بِهِ ،وحلْوٌ بِعَيْنِيْ كُلُّ مَا فَعَلُوا



سعيد يعقوب

الحمدان
11-02-2021, 06:58 PM
‏‎فبوحُ ثغْرُكَ لا يُفارِقُ مَسامِعَنا
و بَهاءُ حُسنِكَ بهِ العَينُ تَكتَحِلُ

وإن تَبدّى مَسدولُ شَعرٍ تُنَمِقهُ
طَوّع الشُعّارُ قوافٍ اليكِ تَمتثِلُ



النابغة العَمْري

الحمدان
11-02-2021, 06:59 PM
أمضي و أرسم في الشفاه سعادةً
و القلب فيه من التوجع و الأسى !

إن كلموني عنكِ صدت أدمعي ..
و ذكرت ربي .. لا أضلّ فأيأسَ !

ما طابت .. الدنيا .. لقلبي بعدهُ ..
و قطعت عن كل الأحبة مطمعي ..

و مضيت أبسم غير أني متعبٌ
و الآه تنخر لم تفارق موضعي !



........

الحمدان
11-02-2021, 06:59 PM
‏‎جَهِلَ العَذولُ بِأَنَّني في حُبِّكُم
سَهَرُ الدُجى عِندي أَلَذُّ مِنَ الكَرى

وَيَلومُني فيكُم وَلَستُ أَلومُهُ
هَيهاتَ ماذاقَ الغَرامَ وَلا دَرى



بهاء الدين زهير

الحمدان
11-02-2021, 06:59 PM
‏وكم أحملُ قلبي في محبتكمْ
ما لَيسَ يَحمِلُهُ قلبٌ فَيحتَملُ

وكمْ أصبرهُ عنكمْ وأعذلهُ
وليسَ ينفعُ عندَ العاشقِ العذلُ



‎بهاء الدين زهير

الحمدان
11-02-2021, 07:50 PM
‏ولَمَّا رَأَيْتَ الْأَرْضَ قَدْ سُدَّ ظَهْرُهَا
وَلَمْ يَكُ إِلَّا بَطْنَهَا لَكَ مَخْرَجَا

دَعَوْتَ الَّذِي نَادَاهُ يُونُسُ بَعْدَمَا
ثَوَى فِي ثَلَاثٍ مُظْلِمَاتٍ فَفَرَّجَا

خَرَجْتَ وَلَمْ يَمْنُنْ عَلَيْكَ شَفَاعَةً
سِوَى رَبِّكَ الْبَرِّ اللَّطِيفِ الْمُفَرِّجَا


........

الحمدان
11-03-2021, 06:43 AM
ولرب نازلة يضيق لها الفتى

ذرعا وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها

فرجت وكنت أظنها لاتفرج

الامام الشافعي رحمه الله

الحمدان
11-03-2021, 06:20 PM
خمره الحب اسقنيها

هم قلبي تنسيني

عيشه لا حب فيها

جدول لا ماء فيه

يا ربه الوجه الصبوح

انت عنوان الامل

اسكريني بلثم روحي

خمره الروح القبل

ان تجودي فصليني

اسوه بالعاشقين

او تظني فاندبيني

في ظلال الياسمين

فلكلور

ريحانة شمران
11-03-2021, 10:56 PM
يا فؤادي !



‏يا فؤادي دعكَ من هذا الَملَقْ
‏واتركِ الخلقَ وراقبْ من خَلَقْ!
‏واجعلِ الأشعارَ وقفاً جارياً
‏في جبينِ الصُّبحِ أو خدِّ الشَّفقْ!
‏لا تمجّدْ بالقوافي الغرِّ إلا
‏مَن إذا مجّدتهُ قِيلَ: صَدَقْ!
‏في الورى رأسٌ وفيهمْ ....
‏فارفعِ المدحَ لمن كانَ أَحَقْ!

عبد العزيز الزنيدي

الحمدان
11-04-2021, 02:41 AM
وقفتُ على الجراحِ أقول شِئتا
‏رحيمٌ يا إلهَ النّاسِ أنتا
‏وذي بلدي وأسبابي وأهلي
‏وحبلي، أسرعُ الأشياء بتّا
‏فما كان التغرّبُ لي اختيارًا
‏ولكنّي سعيتُ إليك شتّى
‏ظننتُ بأنّني آتي ولكن
‏علمتُ بأنّ ما ترجوه يُؤتى
‏إذا عزّ المسيرُ هرعتُ ركضًا
‏وإن عَظُم الكلامُ بكيتُ صمتا


......

الحمدان
11-04-2021, 02:42 AM
دَعْ لذيذ الكرى وانتبه ثم صل
واستقم في الدجى وابتهل ثم قل:
يا مجيب الدعا يا عظيم الجلال
يا لطيف بنا دايم لم يزل
واحد ماجد قابض باسط
حاكم عادل كل ما شا فعل
ظاهر باطن حافظ رافع
سامع عالم ما بحكمه ميل
أول آخر ليس له منتهى
جل ما له شريك ولا له مثل
بعد لطفك بنا يالله افعل بنا
كل ما أنت له يا إلهي أهل
يا مجيب الدعا يا متم الرجا
أسألك بالذي يا إلهي نزل
به على المصطفى مع شديد القوى
واسألك بالذي دك صلب الجبل
الغنى والرضا والهدى والتقى
والعفو.. العفو ثم حسن العمل
يا مجيب الدعا يا متم الرجا
إستجب دعوتي إنني مبتهل
إمح لي سيتي واعف عن زلتي
فانني يا إلاهي محل الزلل
فإني الذي مد فيك الرجا
فلا خاب من مد فيك الأمل
وأنت الذي تهدي لمن يقول
دع لذيذ الكرى وانتبه ثم صل
ثم ختمه صلاتي على المصطفى
عد ما انحى سحاب صدوق وهل


....

الحمدان
11-04-2021, 02:42 AM
رفعتُ إلى رَب الأنام مطالبي،

ووجهتُ وجهي نحو ورغائبي..

إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه،

مَليكٌ يُرجّى سَيْبه في المتاعب..

إلى الصّمدِ البَرّ الي فاضَ جوده،

وعَمّ الورى طُرًّا بجزلِ المواهب..

مُجيري من الخطب المَخُوْف وناصري،

مُغيثي إذا ضاقت عليّ مذاهبي..

مُقيلي إذا زلّت بيَ النعل عاثرًا،

وأسْمَحُ غفّارٍ وأكرم واهبِ..

فما زال يُوليني الجميل تلطّفًا،

ويدفع عني في صُدور النوائب..

ويرزقني طفلًا وكهلا وقبلها،

جنينا ويحميني وبي المكاسب..

إذا أغلق الأملاك دوني قصورهم،

ونَهْنه عن غشيانهم زَجْرُ حاجب..

فزِعتُ إلى باب المُهَيْمن طارقًا،

مُذلّا أُنادي باسمهِ غيرَ هائب..

فلم أُلفِ حُجّابًا ولم أخشَ منعةً،

وإن كان سُؤلي فوق هام الكواكب..

كريمٌ يُلبّي دَعْوَهُ كُلّما دعا،

نهارًا وليلا في الدُّّجى والغياهبِ..

يقول له لبّيك عبدي داعيًا،

وإن كُنتَ خطّاءً كثيرَ المعايبِ..

فما ضاقَ عفوي عن جريرة خاطئ،

وما أحدٌ يرجو لديّ بخائبِ..

سأسألهُ ما شِئتُ إنّ يمينَه،

تسُحُّ دِفاقًا باللُّهى والرهائب..

فسحبي ربي في الزعازع ملجأً،

وحِرزًا إذا خِيفتْ سهام النوائب..



.....

الحمدان
11-04-2021, 02:43 AM
يَا مَنْ إلَيْهِ جَمِيْعُ الخَلْقِ يبتهلوا،

وَكُلُّ حَيّ عَلى رُحْمَاهُ يَتَّكِلُ
يَا مَنْ نَأَى فَرَأَى مَا في القُلُوبِ ومَا،

تَحْتَ الثَّرَى وَحِجَابُ اللَّيْلِ مُنْسَدِلُ
يَا مَنْ دَنَا فَنَأى عَنْ أنْ يُحِيْطَ بِهَ الْ أفْكَارُ طُرًّا أوْ الأوْهَامُ وَالعِلَلُ
أنْتَ المُنَادَى بِهِ في كُلِّ حَادِثَةٍ،

وأنْتَ مَلْجأُ مَنْ ضَاقَتْ بِهِ الحِيَلُ
أَنْتَ الغِيَاثُ لِمَنْ سُدَّتْ مَذَاهِبُهُ،

أنْتَ الدَّلِيْلُ لِمَنْ ضَلَّتْ بِهِ السُّبُلُ
إنَّا قَصَدْنَاكَ وَالآمالُ واقِعَةٌ،

عَلَيكَ والكُلُ مَلْهُوفٌ ومُبْتَهِلُ
فإنْ غَفْرتَ فَعَنْ طَوْلٍ وَعَنْ كَرَمٍ،

وَانْ سَطَوْتَ فَأَنْتَ الحَاكِمُ الْعَدِلُ



......

الحمدان
11-04-2021, 02:43 AM
أغيب وذو اللطائف لا يغيب،

و أرجوه رجاءً لا يخيب
و أسأله السلامة من زمان،

بليت به نوائبه تُشيب

و أنزل حاجتي في كل حال،

إلى من تطمئن به القلوب
فكم لله من تدبير أمر،

طوته عن المشاهدة الغيوب
وكم في الغيب من تيسير عسر،

ومن تفريج نائبة تنوب
ومن كرم ومن لطف خفيّ،

ومن فرج تزول به الكروب

ومن لي غير باب الله باب،

ولا مولى سواه ولا حبيب
كريمٌ منعمٌ برٌ لطيفٌ،

جميلُ الستر للداعي مُجيب
حليم لا يعاجل بالخطايا،

رحيمٌ غيثُ رحمته يصوب

فيا ملك الملوك أقل عثاري،

فإني عنك أنأتني الذنوب
وأمرضني الهوى لهوان حظي،

ولكن ليس غيرك لي طبيب
هو الرحمن حولي وإعتصامي،

به و إليه مبتهلا أتيب
إلهي أنت تعلم كيف حالي،

فهل يا سيدي فرج قريب
فيا ديان يوم الدين فرِّج،

هموما فى الفؤاد لها دبيب
وصِلْ حبلي بحبل رضاك وأنظر،

إلي وتُب علي عسى أتوب
وراع حمايتي وتولَّ نصري،

وشُدّ عراي إن عرت الخطوب
وألهمني لذكرك طول عمري،

فإن بذكرك الدنيا تطيب

فظني فيك يا سندي جميل،

ومرعى ذود آمالي خصيب
وصلِّ على النبي وآله،

ما ترنّم في الأراك العندليب


.....

الحمدان
11-04-2021, 02:44 AM
مَنْ لي سوى الله إن زلّت بيَ القدَمُ؟!
‏أنا المُسيءُ، ومنه الصفح والكرمُ

‏أستغفر اللهَ من جهلي ومعصيتي
‏وأنّ قلبي به الأهواءُ تزدحمُ

‏وأنني كلما استغفرتُ عدتُ إلى
‏جهلي، فعاودني من بَعده ندمُ

‏وأنني إنْ فعلتُ الخيرَ أفسدهُ
‏عُجْبٌ، أو استلَّهُ من نفسيَ السأمُ


....

الحمدان
11-04-2021, 02:44 AM
أتيتك والهاً دَنِفاً مَشوقاً
حبيبي أنتَ يا نعم الحبيبُ

وتعلمُ أنَّني بك مستجيرٌ
وشعري دون ذكركَ لا يطيبُ

.....

الحمدان
11-04-2021, 03:29 AM
وَلا تَقبُروني إِنَّ دَفني مُحَرَّمٌ

عَلَيكُم وَلَكِن أَبشِري أُمَّ عامِرِ

إِذا ضَرَبوا رَأسي وَفي الرَأسِ أَكثَري

وَغودِرَ عِندَ المُلتَقى ثَمَّ سائِري

هُنالِكَ لا أَرجو حَياةً تَسُرُّني

سَجيسَ اللَيالِي مُبسَلاً بِالجَرائِرِ

لَقُلتُ لها قَد كانَ ذَلِكَ مَرَّةً

ولَستُ على ما قَد عَهدتُ بِقادِرِ


الشنفره

الحمدان
11-04-2021, 03:30 AM
دَعيني وَقولي بَعدُ ما شِئتِ إِنَّني

سَيُغدَى بِنَعشي مَرَّةً فَأُغَيَّبُ

خَرَجنا فَلَم نَعَهد وَقَلَّت وَصاتُنا

ثَمانِيَة ما بَعَدها مُتَعَتَّبُ

سَراحينُ فِتيانٍ كَأَنَّ وُجوهَهُم

مَصابيحُ أَو لَونٌ مِنَ الماءِ مُذهَبُ

نَمُرُّ بِرَهوِ الماءِ صَفحاً وَقَد طَوَت

ثَمائِلُنا وَالزادُ ظَنٌّ مُغَيَّبُ

ثَلاثاً عَلى الأَقدامِ حَتّى سَما بِنا

عَلى العَوصِ شَعشاعً مِنَ القَومِ مِحرَبُ

فَثاروا إِلَينا في السَوادِ فَهَجهَجوا

وَصَوَّتَ فينا بِالصَباحِ المُثَوَّبُ

فَشَنَّ عَلَيهِم هَزَّةَ السَيف ثابِتٌ

وَصَمَّمَ فيهِم بِالحُسام المُسَيَّبُ

وَظِلتُ بِفِتيانٍ مَعي أَتَّقيهُمُ

بِهِنَّ قَلِيلاً ساعَةً ثُمَّ خُيَّبوا

وَقَد خَرَّ مِنهُم رَاجِلانِ وَفارِسٌ

كَمِيٌّ صَرَعناهُ وَخومٌ مُسَلَّبُ

يَشُنُّ إِلَيهِ كُلُّ ريعٍ وَقَلعَةٍ

ثَمانِيَةً وَالقَومُ رِجلٌ وَمِقنَبُ

فَلَمّا رَآنا قَومُنا قيلَ أَفلِحوا

فَقُلنا اِسأَلوا عَن قائِلٍ لا يُكَذَّبُ



الشنفره

الحمدان
11-04-2021, 03:30 AM
إِذا هَمَّ لم يحذَر من اللَّيلِ غُمَّةً

تُهابُ ولم تَصعُب عَلَيه المَراكِبُ

قَرى الهَمَّ إِذ ضاف الزَّماعَ فَأَصبحت

منازِلُهُ تَعتَسُّ فيها الثعَّالِبُ



الشنفره

الحمدان
11-04-2021, 03:31 AM
إِذا أَصبَحتُ بَينَ جِبالِ قَوٍّ

وَبيضانِ القُرى لَم تَحذَريني

فَإِمّا أَن تَوَدّينا فَنَرعى

أَمانَتَكُم وَإِمّا أَن تَخوني

سَأُخلِي لِلظَّعينَةِ ما أَرادَت

وَلَستُ بِحارِسٍ لَكِ كُلَّ حينِ

إِذا ما جِئتِ ما أَنهاكِ عَنهُ

وَلَم أُنكِر عَلَيكِ فَطَلِّقيني

فَأَنتِ البَعلُ يَومَئِذٍ فَقومي

بِسَوطِكِ لا أَبا لَكِ فَاِضرِبيني


الشنفره

الحمدان
11-04-2021, 03:50 AM
هَل يُبتَلى أَحَدٌ بِمِثلِ بَلِيَّتي
أَم لَيسَ لي في العالَمينَ ضَريبُ

فَأَجَبتُها يا أُختُ لَم يَلقَ الَّذي
لاقَيتُ إِلّا المُبتَلى أَيّوبُ

قَد كُنتُ أَسمَعُ بِالهَوى فَأَظُنُّهُ
شَيئاً يَلَذُّ لِأَهلِهِ وَيَطيبُ

حَتّى اِبتُليتُ بِحُلوِهِ وَبِمُرِّهِ
فَالحُلوُ مِنهُ لِلقُلوبِ مُذيبُ

وَالمُرُّ يَعجَزُ مَنطِقي عَن وَصفِهِ
لِلمُرِّ وَصفٌ يا عَنانُ عَجيبُ

كُلُّ الوُجوهِ تَشابَهَت وَبَهَرتِها
حُسناً فَوَجهُكِ في الوُجوهِ غَريبُ

وَالشَمسُ يَغرُبُ في الحِجابِ ضِياؤُها
عَنّا وَيُشرِقُ وَجهُكِ المَحجوبُ



ابي النطاح

الحمدان
11-04-2021, 03:50 AM
وسائلة أينَ الرحيلُ وسائِلٍ*
ومِنْ يسألُ الصُعْلُوكَ أينَ مَذاهِبُهْ

وداويَّةٍ يَهماءَ يُخشَى بهَا الرَدَى
سَرَتْ بأبي النَشْناشِ فِيها ركائِبُهْ

ليُدركَ ثأراً أو ليُدركَ مغنماً
جزيلاً وهذَا الدهرُ جَمَّ عجائِبُهْ

فمُتْ مُعدِماً أو عشْ كريماً فإنَّني
أرى الموتَ لا ينجُو من الموتِ هاربُهْ


أبو النشناش

الحمدان
11-04-2021, 03:50 AM
ألا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً
بوادي الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا

فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَه
وليت الغضى ماشى الرِّكاب لياليا

ألم ترَني بِعتُ الضلالةَ بالهدى
وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيا

وأصبحتُ في أرض الأعاديَّ بعد ما
أرانيَ عن أرض الآعاديّ قاصِيا

تذكّرتُ مَنْ يبكي عليَّ فلم أجدْ
سوى السيف والرمح الرُّدينيِّ باكيا

وأشقرَ محبوكًا يجرُّ عِنانه
إلى الماء لم يترك له الموتُ ساقيا


مالك ابن الريب

الحمدان
11-04-2021, 03:51 AM
أقيموا بني أمي، صدورَ مَطِيكم
فإني، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ!

فقد حمت الحاجاتُ، والليلُ مقمرٌ
وشُدت، لِطياتٍ، مطايا وأرحُلُ؛

وفي الأرض مَنْأيً للكريم عن الأذى
وفيها، لمن خاف القِلى، مُتعزَّلُ

لَعَمْرُكَ ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ
سَرَى راغباً أو راهباً، وهو يعقلُ

ولي، دونكم، أهلونَ: سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ

وكلٌّ أبيٌّ، باسلٌ... غير أنني
إذا عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ

وإن مدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن
بأعجلهم، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل

وما ذاك إلا بَسْطـَةٌ عن تفضلٍ
عَلَيهِم وكان الأفضلَ المتفضِّلُ


........

الحمدان
11-04-2021, 03:51 AM
قَليلُ غِرارِ النَومِ أَكبَرُ هَمِّهِ
دَمُ الثَأرِ أَو يَلقى كَمِيّاً مُقَنَّعا

يُماصِعُهُ كُلٌّ يُشَجِّعُ قَومُهُ*
وَما ضَربُهُ هامَ العِدى لِيُشَجَّعا

قَليلِ اِدِّخارِ الزادِ إِلّا تَعِلَّةً
وَقَد نَشَزَ الشُر سوفُ وَاِلتَصَقَ المِعا


تأبط شرا

الحمدان
11-04-2021, 03:51 AM
فما أتْركُ الإخوان ما عشتُ للردى
كما أنه لا يتركُ الماءَ شاربُه

ولا يستضامُ الدهر جاري ولا أرى
كمنْ باتَ تسْري للصديق عقاربُه

وإن جارتي ألوتْ رياحٌ ببيتها
تغافلتُ حتّى يسْتُرُ البيتُ جانبَه

زمن الصعاليك

الحمدان
11-04-2021, 04:57 AM
لحي الله صعلوكاً إذا جن ليلـه

مصافي المشاش آلفاً كل مجزر

يعد الغنى من دهره كـل لـيلة

أصاب قراها من صديق ميسر

ولله صعلوك صفيحة وجـهـه

كضوء شهاب القابس المتنـور

عروة ابن الورد


قال معاوية بن أبي سفيان:
«لو كان لعروة بن الورد ولد
لأحببت أن أتزوج إليهم».
وقال الحطيئة في جوابه على
سؤال عمر بن الخطاب كيف
كانت حروبكم؟ قال:
«كنا نأتم في الحرب بشعره».
قال عبدالملك بن مروان:
«من قال إن حاتماً أسمح الناس
فقد ظلم عروة بن الورد»
توفي 30 ق.هـ/594 م)،
شاعر من غطفان من شعراء
الجاهلية وفارس من فرسانها
وصعلوك من صعاليكها
المعدودين المقدمين الأجواد.
كان يسرق ليطعم الفقراء
ويحسن إليهم. وكان يلقب عروة
الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه
بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم
ولم يكن لهم معاش ولا مغزى
وقيل:
بل لقب عروة الصعاليك

الحمدان
11-06-2021, 03:29 AM
‏أعاذِلُ ما يُدريكِ أنّ مَنِيّتي
إلى ساعَةٍ في اليَومِ أو في ضُحى غَدِ

أعاذِلُ مَن يُكتَب لهُ المَوتُ يَلقَهُ
كِفاحًا وَمَن يُكتَب لَهُ الفوزُ يَسعَدِ

أعاذِلُ إنّ الجَهلَ مِن لَذّةِ الفَتى
وَإنّ المَنـايـا لِلـرِّجـالِ بِمَـرصَدِ


عدي بن زيد

الحمدان
11-06-2021, 03:30 AM
طالَ ذا اللَّيلُ علينا فاعتَكَر

وكأَنِّي ناذرُ الصُّبحِ سَمَر

مِن نَجِيِّ الهَمِّ عندي ثاوِياً

بينَ ما أُعلِنُ منهُ وأُسِرّ

وكأَنَّ اللَّيلَ فيه مِثلُهُ

وَلَقِدماً ظُنَّ باللَّيلِ القِصَر

لَم أُغَمِّض طولَهُ حتَّى انقَضَى

أَتَمَنَّى لَو أَرَى الصُّبحَ جَشَر

شَئِزٌ جَنبِي كأَنِّي مُهدأُ

جَعَلَ القَينُ على الدَّفِّ إبَر

غيرَ ما عِشقٍ ولَكِن طارِقٌ

خَلَسَ النَّومَ وأَجداني السَّهَر

إذ أتاني نَبَأُ مشن مُنعِمٍ

لَم أَخُنهُ والَّذي أَعطَى الخَبَر

قِيلَ حتَّى جاءَني مَصدَقُهُ

ولقد يُلفَى معَ الصَّفوِ الكَدَر

هَل تَرَى مِن ظُعُنٍ باكِرَةٍ

يَتَطَلَّعنَ مِنَ النَّجدِ أُسَر

كخَلاَفِ البَحرِ تَعلُو غَمرَةً

إذ سَجَا التَّيَّارُ منه واسبَكَر

وتَرَى مِن كلِّ شَيءٍ أَشبُهاً

كلُّ رُوحٍ وقِرامٍ مُختَدَر

وعَلَى الأَحداجِ أَلوانُ القَنا

وخُزامَى الرَّوضِ يَعلُوهُ الزَّهَر

سَبَكَت في كلِّ عامٍ وَدقضهُ

فَظباءُ الرَّوضِ يَقرِ منَ الثَّمَر

أَبلغِ النُّعمانَ عنِّي مَألُكاً

قَولَ مَن خافَ أظطِناناً فاعتَذَر

إِنَّني والله فاقبَل حَلفَتي

لأَ بيلٌ كلَّما صَلَّى جَأَر

مُرعَدٌ أَحشاؤُهُ في هَيكَلٍ

حَسَنٌ لِمَّته وافي الشَّعَر

مُؤمِنُ الصَّدرِ يُرَجِّي عِتقَهُ

يومَ لا يُكَفرُ عَبدٌ ما أدَّخَر

ما حَمَلنَا الغلَّ من أعدائكُم

ولَدَى اللهِ مِنَ العُذرِ الُمسَر

حَولَنا الأَعداءُ ما يَنصُرنُا

غيرُ عَونٍ اللهِ واللهُ نَصَر

لا تَكُونَنَّ كآسي عَظمِه

بأَسَىً حتَّى إذا العَظمُ جَبَر

عادَ بعدَ الَجبرِ يَبغي وَهيَةً

يَنحُوَنَّ الَمشيَ منهُ فانكَسَر

وأذكُرِ النُّعمَى الَّتي لَم أَنسَهَا

لكَ في السَّعيِ إذا العبَدُ كَفَر

إذ جَعَلناهُم تَباذِيرَ كَمَا

فَرَّقَ القابِسُ في اللَّيلِ الشَّرَر

فاكتَنِت لا تَكُ عَبداً طائراً

واحذَرِ الأَقتالَ مِنَّا والثَّوَر

إنمَّا قد قَدَّمَت مَسعاتُنا

نعَماً تَرفَعُ منَّا مَن عَثرَ

ولَنَا مَجدٌ ورَبٌّ مُفِضَلٌ

بِيَدَيهِ الَخيرُ ما شاءَ أَمَر

مِنهُ فَضلٌ ولَدَيهِ سِعَةٌ

إنَّما يُرجَى لِمَا فاتَ الغِيرَ

وشَفيعٍ مُنجحِ يَنظُرُنا

بِيَديهِ اليَومَ تَيسِيرُ العُسُر

لَم تَضِق أَذرُعُنا في خَلَّةٍ

وعَلاَ ذُو الَخصمِ مشنَّا وظَهَر

إذ جَعَلناهُم بِضيقِ مَأزِقٍ

ثُمَّ نِلنا السَّعيَ مِنهُم والظَّفَر


عدي بن زيد

الحمدان
11-06-2021, 03:40 AM
لكل داء دواء يستطاب به

الا الحماقه اعيت من يداويها



هذا البيت أجمل من قصيده كامله
ولا أعلم من قائله

الحمدان
11-06-2021, 03:48 AM
عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ التَّمِيمِيُّ
(توفي في 35 ق.هـ/587 م)
كان شاعرًا نصرانيًا من أهل
الحيرة، عاش في القرن السادس الميلادي وكان من
دهاة الجاهلية، فصيحا،
يحسن العربية والفارسية،
والرمي بالنشاب. هو أول من
كتب بالعربية في ديوان كسرى،
الذي جعله ترجمانا بينه وبين
العرب، فسكن المدائن ولما مات
كسرى وولي الحكم هرمز الرابع
أعلى شأنه ووجهه رسولا إلى
ملك الروم طيباريوس الثاني
في القسطنطينية، فزار بلاد
الشام، ثم تزوج هند بنت النعمان.
وشى به أعداء له إلى النعمان
الثالث بما أوغر صدره فسجنه
وقتله بأن خنقه النعمان بنفسه في السجن


مـن رآنا فلـيحدث نفسـه

أنه مُـوف على قـرن زوال

وصروف الدهر لا يبقي لها

ولما تأتي بـه صـم الجبال

رب ركب قد أنـاخوا عندنا

يشربون الخمر بالماء الزلال

عمروا دهـرا بعيش حسـن

آمني دهرهم غـير عـجال

ثم أضحوا عصف الدهر بهم

وكذاك الدهر يودي بالرجال

الحمدان
11-06-2021, 04:56 AM
عَلاني الشَيبُ وَاِشتَعَلَ اِشتِعالا

وَقَد غَشِيَ المَفارِقَ وَالقَذالا

وَقَد بُدِّلتُ بَعدَ الجَهلِ حِلماً

وَبَعدَ اللَهوِ فَاِستَرضِ البِدالا

وَما قَد كُنتَ تَلهو في اللَيالي

بِمثلِ البكرِ تَتَّبِعُ الغَزالا

كَأَنَّ غَمامَةً نَضَحَت ذَراها

عَلى أَنيابِها عَذباً زُلالا

وَماءٌ سَحابِ مُقفَرَةٍ زَهَتها

جَنوبٌ نَفَّضَت عَنها الطِلالا

يَرِفُّ الإِقحُوانُ بحافَتَيها

بِحَيثُ يُقابِلُ الجِلدُ الرِمالا

بِأَطيَبَ مَوهِناً مِنها إِذا ما

لَوَت لِضَجيعِها القَصَبَ الخِدالا

فَأَصبَحَ دَهرُها دَهراً تَوَلّى

وَقَطَّعَتِ الوِصالَ قَلا وِصالا

سِوى أَنّي سَأَبكي في دِيارٍ

بِبُرقَةِ ضاحِكٍ حِجَجاً طِوالا

وَإِنَّ الحُبَّ بَعدَكَ غابَ عَنّي

فَلَستُ أَرى لَغانِيَةٍ دَلالا

وَإِنّي عِندَ بَأسي لُمتُ نَفسي

وَلومُ النَفسِ لا يُغني قِبالا

وَداوِيَةٍ يُحارُ الرَكبُ فيها

كَأَنَّ عَلى مَخارِمِها جِلالا

قَطَعتُ بِفِتيَةٍ وَمُخَزَّماتٍ

يُناطِحنَ المَوارِكَ وَالجِلالا


عدي بن زيد

الحمدان
11-07-2021, 03:08 AM
سلطان ؟؟
اني احبك حبا ليس يبلغه

فهم ولاينتهي وصفي إلى صفته

أقصى نهاية علمي فيه معرفتي

بالعجز منيا عن ادراك معرفته

رحمك الله يا سلطان رحمه الابرار

الحمدان
11-07-2021, 03:09 AM
سابكي على ابني مدتي وحياتي

ويبكيه عني الشعر بعد مماتي

واقطع ايامي عليه بلوعة

تعبر عن مكنونها عبراتي



رحمك الله يا سلطان فقد اشتقت اليك

الحمدان
11-07-2021, 08:06 AM
‏‎مَررتُ بدارِهم شوقًا إليها

لعلِّي ألمَحُ الأحبابَ فيها

فما من نائمٍ في الدَّارِ يَصحو

وما من زائرٍ يَدنُو إليها

سألتُ الجارَ ما الأخبَار قُل لي

فقال الدارُ أبقى من ذَويها

أما تعلم بأنَّ الناسَ تمضي

وأنَّ الدارَ تنعي ساكِنيها ؟


......

الحمدان
11-08-2021, 07:10 PM
اليكم لامية ابن عمر الضمدي في الاستسقاء " نظم القاضي محمد بن علي بن عمر الضمدي (ت 990هـ) / تحقيق ودراسة: د. عبدالله بن محمد أبو داهش. ومناسبة هذه القصيدة: أن المخلاف السليماني أصيب بجدب وقحط شديد عام 973هـ/1565م، فخرج الناس للاستسقاء وأمهم رجل مسن وهو (ابن عمر الضمدي) - رحمه الله - فلما وقف أمام الناس حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم ترجل هذه القصيدة، فما انتهى منها إلا وقد انهمر المطر وما استطاع الحراك من مكانه إلا محمولا على أكتاف الرجال من شدة المطر ومما قاله في قصيدته:


إنْ مَسَّنا الضُّرُّ أَو ضاقَتْ بِنا الـحِيَلُ
فَـلَـنْ يَـخـيـبَ لَـنـا في رَبِّـنـا أَمَــلُ

وإنْ أَنـاخَـتْ بِنـا البَـلْـوَى فـإنَّ لَـنـا
رَبًّــا يُـحَــوِّلُـهـا عَــنَّـا فَـتَـنْـتَـقِــلُ

اَللهُ في كُلِّ خَـطْـبٍ حَـسْـبُـنــاوكَفَى
إلَـيـهِ نَـرفَـعُ شَـكْــوانـا ونَـبْـتَـهِــلُ

مَـنْ ذا نَـلُـوذُ بِـهِ في كَـشْفِ كُـرْبَـتِـنا
ومَـنْ عَلَـيـهِ سِـوَى الـرَّحْـمَنِ نَتَّـكِلُ

وكَيفَ يُرجَى سِوَى الرَّحْـمَنِ مِنْ أَحَدٍ
وفي حِياضِ نَداهُ النَّـهْلُ والعَـلَلُ ؟!

لا يُرْتَـجَى الـخَيرُ إلَّا مِـنْ لَدُنْهُ ولا
بِـغَـيرِهِ يُـتَوقَّى الـحـادِثُ الـجَـلَلُ

خَــزائِــنُ الله تُـغْـنِي كُلَّ مُـفْــتَــقِـرٍ
وفي يَـــدِ الله لِلـسُّــؤَّالِ مـا سَــأَلُـوا

وســائِــلُ الله مـا زالَــتْ مَـسـائِـلُـهُ
مَـقْبــولَــةً مـــا لَـهـا رَدٌّ ولا مَـــلَلُ

فَـافْـزَعْ إلى الله وَاقْـرَعْ بـابَ رَحْـمَـتِهِ
فَهْوَ الرَّجـاءُ لِـمَـن أَعْـيَتْ بِـهِ السُّبُلُ

وأَحْسِنِ الظَّنَّ في مَـولاكَ وَارْضَ بِمـا
أَوْلاكَ يَنْحَـلُّ عَنْكَ البُؤسُ والوَجَلُ

وإنْ أَصابَـكَ عُسْرٌ فَـانْـتَـظِـرْ فَـرَجًـا
فَـالعُـسْرُ بِـاليُـسْرِ مَـقْـرُونٌ ومُتَّـصِلُ

وانْظُرْ إلى قَولِهِ :ï´؟ادْعُونِي اسْتَجِبْ لَكُمُ)
فَــذاكَ قَــولٌ صَحـيـحٌ مـا لَـهُ بَــدَلُ

كَـمْ أَنْـقَـذَ اللهُ مُـضْطَــرًّا بِرَحْـمَـتِــهِ
وكَـمْ أَنـالَ ذَوِي الآمالِ مـا أَمَـلُوا !

يـا مالِكَ الـمُـلْكِ فَـارْفَعْ ما أَلَـمَّ بِـنا
فَـمـا لَـنــا بِتَــوَلِّـي دَفْــعِـــهِ قِـبَـلُ

ضاقَ الخِناقُ فَنَفْسي ضَيْقَةٌ عَجْلَى
بِنـا فأَنْفَعُ شَيءٍ عِـنْـدَنـا الـعَـجَـلُ

ريحانة شمران
11-08-2021, 08:27 PM
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَـرَدَّمِ أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ

أَعْيَاكَ رَسْمُ الدَّارِ لَمْ يَتَكَلَّـمِ حَتَّى تَكَلَّمَ كَالأَصَـمِّ الأَعْجَـمِ

وَلَقَدْ حَبَسْتُ بِهَا طَوِيلاً نَاقَتِي أَشْكُو إلى سُفْعٍ رَوَاكِدِ جثَّـمِ

يَا دَارَ عَبْلَـةَ بِالجَوَاءِ تَكَلَّمِي وَعِمِّي صَبَاحَاً دَارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمِي

دَارٌ لآنِسَةٍ غَضِيْضٍ طَرْفُـهَا طَوْعَ العِناقِ لذيـذةِ المُتَبَسَّـمِ

فَوَقَفْتُ فِيهَا نَاقَتِي وَكَأنَّـهَا فَدَنٌ لأَقْضِي حَاجَـةَ المُتَلَـوِّمِ

وَتَحُلُّ عَبْلَـةُ بِالجَـوَاءِ وَأَهْلُنَـا بِالْحَـزْنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ

حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْدُهُ أَقْوَى وَأَقْفَـرَ بَعْدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ

حَلَّتْ بِأَرْضِ الزَّائِرِينَ فَأَصْبَحَتْ عَسِرَاً عَلَيَّ طِلاَبُكِ ابْنَـةَ مَخْرَمِ

عُلِّقْتُهَا عَرَضَاً وَاقْتُـلُ قَوْمَهَا زَعْمَاً لَعَمْرُ أَبِيكَ لَيْسَ بِمَزْعَـمِ

وَلَقَدْ نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّـي غَيْرَهُ مِنِّي بِمَنْزِلَـةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ

كَيْفَ المَزَارُ وَقَدْ تَرَبَّعَ أَهْلُهَـا بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وَأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ

إِنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِرَاقَ فَإِنَّمَا زُمَّتْ رِكَابُكُم بِلَيْـلٍ مُظْلِـمِ

مَا رَاعَني إلاَّ حَمُولَـةُ أَهْلِهَـا وَسْطَ الدِّيَارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ

فِيهَا اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُـونَ حَلُوبَـةً سُودَاً كَخَافِيَـةِ الغُرَابِ الأَسْحَمِ



معلقة عنترة بن شداد

الحمدان
11-09-2021, 03:32 AM
‏لخَولةَ أطلالٌ ببُرقَةِ ثَهمَدِ
تلوحُ كباقي الوشمِ في ظاهرِ اليدِ

وقوفًا بها صحبي علَيّ مَطيّهُم
يقولون لا تهلِك أسًى وتجَلّدِ

كأنّ حُدوجَ المالكيَّةِ غُدوَةً
خلايا سَفينٍ بالنَواصفِ من دَدِ

عَدَولِيّةٌ أو من سَفينِ ابنِ يامِنٍ
يجورُ بها الملّاحُ طَورًا ويهتدي


طرفة بن العبد