تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 [11] 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
08-22-2023, 05:12 PM
أيا طالب الدنيا وتارك الاخرى
ستعلم بعد الموت أيهما أحرى

ألم يقرعوا بالحق سمعك قل بلى
وذكرت بالآيات لو تنفع الذكرى

أما وقر الطيش الذي فيك واعظ
كأنك في اذنيك وقر ولا وقرا

أمن حجر صلد فؤادك قسوة
أم الله لم يودعك لبا ولا حجرا

وما زال موت المرء يخرب داره
وموت فريد العصر قد خرب العصرا

وصك بمثل الصخر سمعي نعيه
فشبهت بالخنساء إذ فقدت صخرا


الزمخشري

الحمدان
08-22-2023, 05:12 PM
العلم للرحمن جل جلاله
وسواه في جهلاته يتغمغم

ما للتراب وللعلوم وإنما
يسعى ليعلم أنه لا يعلم



محمود الزمخشري
العصر المملوكي

الحمدان
08-22-2023, 09:36 PM
أرى جارتي خفتْ وخفَّ نصيحها
وحبَّ بها لولا النَوى وطموحُها

فبيني على نجمٍ شخيسٍ نحوسهُ
وأشأمُ طيرِ الزَّاجرينَ سنيحُها

فإنْ تشغَبي فالشَّغْبُ منِّي سَجيَّةٌ
إذا شِيمَتي لَمْ يُؤْت منها سَجيحُها

على أنَّ قومِي أشقَذُوني فأصبحتْ
ديارِي بأرض غيرَ دانٍ نبُوحُها

أقارِضُ أقواماً فأوفي قروضَهُمْ
وعفٌّ إذا أردَى النفُوسَ شحيحُها

تنفذُ منهمْ نافِذاتٌ فسؤنَني
وأضمرَ أضغَاناً عليَّ كشوحُها

فقلتُ: فراقُ الدارِ أجملُ بيننا
وقدْ ينتئ عنْ دارِ سوءِ نزيحُها

على أنني قدْ أدَّعي بأبيهم
إذا عمَّتِ الدعوَى وثابَ صريحُها

وأنِّي أرى ديني يوافقُ دينهم
إذا نسكُوا أفراعُها وذبيحُها

ومنزلةٍ بالحَجِّ أخرَى عرفتها
لها بقعةٌ لا يُستطاعُ بروحها

بودّكَ ما قومي على أنْ تركتهم
سليمَى إذا هبتْ شمالٌ وريحُها

إذا النجمُ أمسَى مغربَ الشمسِ دائباً
ولم يكُ برقٌ في السماءِ يليحُها

وغابَ شعاعُ الشمسِ منْ غيرِ جلبةٍ
ولا غمرةٍ إلا وشيكاً مصوحُها

وهاجَ عمَاءٌ مقشعرٌّ كأنهُ
نقيلةُ نعلٍ بانَ منها سريحُها

إذا أعدمَ المحلوبُ عادَتْ عليهمُ
قدورٌ كثيرٌ في القِصاعِ قديحُها

يثوبُ إليها كلُّ ضيفٍ وجانبٍ
كما ردّ دهداهَ القِلاصِ نضيحُها

بأيديهم مقرومةٌ ومغالقٌ
يعودُ بأرزاقِ العيالِ منيحُها

وملمومةٍ لا يخرقُ الطرفَ عرضَها
لها كوكَبٌ ضخمٌ شديدٌ وضوحُها

تسيرُ وتزجي السمَّ تحت نحورِها
كريهٌ إلى منْ فاجأتهُ صبوحُها

على مقدَحِراتٍ وهنَّ عوابسٌ
صبائِر موتٍ لا يُراحُ مريحُها

نبذنا إليهم دعوةً يالَ عامرٍ
لَها إربةٌ إنْ لمْ تجدْ من يريحُها

وأرماحُنا ينهزنَ نهزةَ جمةٍ
يعود عليهم وردنا فنميحُها

فدَارَتْ رحانا ساعةً ورحاهُمُ
وردتْ طباقاً بعْد بكءٍ لقوحُها

فَمَا أتلفَتْ أيديهم منْ نفوسنا
وإنْ كرمَتْ فإننا لا ننوحُها

فقلنا: هي النهبَى وحلً حرامُها
وكانتْ حمًى ما قبلنا فنبيحُها

فأبنَا وآبُوا كلَّنا بمضيضةٍ
مهملة أجراحُنا وجُروحُها

وكُنَّا إذا أحلامُ قومٍ تغيبتْ
نشحُّ على أحلامِنا فنريحُها

وقال عمرو بن قميئة أيضاً: الطويل

إنْ أكُ قَدْ أقصرتُ عنْ طولِ رحلةٍ
فيا ربَّ أصحابٍ بعثتُ كرامِ

فقلتُ لهم سيروا فدًى خالتي لكمْ
أما تجدونَ الريحَ ذاتَ سهامِ

فقاموا إلى عيسٍ قد انضمَّ لحمُها
موقفةٍ أرساغُها بخدامِ

وقمتُ إلى وجناءَ كالفَحْلِ جبلةٍ
تجاوبُ شدِيَّ نسعَها ببغامِ

فأوردتهمْ ماءً على حينِ وردِهِ
عليهِ خليطٌ من قطاً وحمامِ

وأهونُ كفٍّ لا تضيرُكَ ضيرةً
يدٌ بينَ أيدٍ في إناءِ طعامِ


عمرو بن قميئة ثعلبة

الحمدان
08-22-2023, 09:36 PM
بأحسنَ منْ سليمَى إذْ تراءتْ
إذا ما ريعَ منْ سَدَفٍ فَقَامَا

وما إنْ يخلُ وجرُ إذا استقلتْ
مكممةً وقاربتِ الصراما

لها سحقٌ ومنها دانياتٌ
جوانحُ يزدحمنَ بها ازدحامَا

بأحسنَ من ظعائنَ آلِ سلمى
غداةَ نهلنَ ضاحيةَ سنامَا

فيممنَ اليمامةَ معرقاتٍ
وشِمْنَ بروضِ عالجَة الغمامَا

فإمَّا تعرضِي يا سلمَ عني
وأصبِحُ لا أكلمُكُمْ كلامَا

فربَّ نجيبةٍ أعملتُ حتى
تقومَ إذا لويتُ لها الزمامَا

وحتى تتبعَ الغربانُ منها
ندوبَ الرَّحلِ لا تُعدي سنامَا

فتوردَني لربعٍ أو لخمسٍ
مياةَ القيظِ طاميةً جماما

قليلاً من عليها غيرَ أني
أثورُ من مدارجِهَا الحَمَاما

ذعرتُ الذئبَ يحفرُ كلَّ حوضٍ
ويقضمُ من معاطنِهَا العظامَا

ويومٍ قد شهدتُ به صحابي
يقضي القومَ غنماً واقتسامَا

تخالُ ركابهُمْ في كلِّ فَجٍّ
إذا قامتْ مخطمةً قِعامَا



عمرو بن قميئة

الحمدان
08-22-2023, 09:37 PM
ما يجمعُ الشوقُ إنْ دارٌ بنا شحطتْ
ومثلها في تداني الدارِ مهجورُ

نشفَى بها وهي داءٌ لوْ تصاقبنا
كما اشتفَى بعيادِ الخمرِ مخمورُ

ما روضةٌ من رياضِ الحزنِ باكرها
بالنبتِ مختلفُ الألوانِ ممطورُ

يوماً بأطيبَ منها نشرَ رائحةٍ
بعدَ المنامِ إذا حبَّ المَعاطيرُ

ما أنسَ لا أنسَهَا والدَّمعُ مُنسرِبٌ
كأنهُ لؤلؤٌ في الخدِّ محدورُ

لمَّا رأيتهمُ زمتْ جمالهمُ
صدقتُ ما زعموا والبينُ محذورُ

يحدو بهنَّ آخو قاذورةٍ حذرٌ
كأنهُ بجميعِ الناسِ موتورُ

كأنَّ أظعانهمْ تحدَى مقفيةً
نخلٌ بعينينِ ملتفٌّ مواقيرُ

غلبُ الرقابِ سقاها جدولٌ سربٌ
أو مشعبٌ من أتيِّ البَحرِ مفجورُ

هل تبلغني عليَّ الخير ذِعلبَةٌ
حرفٌ تزللَ عنْ أصلابِها الكورُ

منْ خلفِها قلصٌ تجري أزمَّتُها
قد مسَّهنَّ معَ الإدلاجِ تهجيرُ

يخبطنَ بالقومِ أنضاءَ السريحِ وقدْ
لاذَتْ من الشَّمسِ بالظِّلِّ اليعافيرُ

حتى إذا انتصبَ الحربَاءُ وانتقلتْ
وحانَ إذْ هجروا بالدوِّ تغويرُ

قالوا تنحوْا فمسُّوا الأرضَ فاحتولُوا
ظلاًّ بمنخرقٍ تهفو بهِ المورُ

ظلوا كأنَّ عليهمْ طائراً علقاً
يهفو إذا انسفرتْ عنهُ الأعاصيرُ

لوجهةِ الريحِ منهُ جانبٌ سلبٌ
وجانبٌ بأكفٍّ القومِ مضبورُ

حتى إذا أبردُوا قاموا إلى قلصٍ
كأنهنَّ قسيُّ الشوحطِ الزورُ

عواسلٌ كرعيلِ الربدِ أقرعَها
بالسِّيّ منْ قانصٍ شلٌّ وتنفيرُ

حتى سقَي الليلُ سقى الجنِّ فانغمستْ
في جوزهِ إذْ دجَا الآكامُ والقُورُ

غطا النشازَ مع الأهضامِ فاشتبَها
كلاهُما في سوادِ الليلِ مغمورُ

إنَّ عليَّاً لميمونٌ نقيبتهُ
بالصالحاتِ من الأفعالِ مشهورُ

صهرُ النبيِّ وخيرُ الناسِ مفتخراً
فكلُّ منْ رامَهُ بالفخرِ مفخورُ

صلى الطهورُ مع الأُميِّ أولهمْ
قبلَ المعادِ وربُّ الناسِ مكفورُ

مقاومٌ لطغاةِ الشركِ يضربهمْ
حتى استقاموا ودينُ اللهِ منصورُ

بالعدلِ قمتَ أميناً حينَ خالفهُ
أهلُ الهوا وذوو الأهواءِ والزورُ

يا خيرَ منْ حملت نعلاً لهُ قدمٌ
بعدَ النبيِّ لديهِ البغيُ مهجورُ

أعطاكَ ربُّكَ فضلاً لا زوالَ لهُ
منْ أينَ أنَّى لهُ الأيَّامَ تغييرُ




خفاف بن ندبة

الحمدان
08-22-2023, 10:14 PM
ولو أرسلَتْ وحياً إليَّ عرفتهُ
مع الريحِ في موارِهَا المتناوِحُ

آأغبطُ من ليلى بما لا أنالُهُ
ألا كُلّ ما قرتْ به العين صالحُ

سقتني بشربِ المستصافِ فصردتْ
كما صردَ اللوحَ النطافُ الضحاضحُ

فهلْ تبكينْ ليلى إذ متُّ قبلها
وقامَ على قبرِي النساءُ النوائحُ

كما لو أصابَ الموتَ ليلى بكيتُها
وجادَ لها جارٍ من الدَّمعِ سافحُ

وفتيانِ صدقٍ وصلتُ جناحهمْ
على ظهرِ مغبرِّ التنوفةِ نازِحُ

بمائرةِ الضبعينِ معقودةِ النسَا
أمينِ القرافي مجفرٍ غيرِ جانحُ

وما ذُكرتِي ليلى على نَأْي دَارِها
بنجرانَ إلاَّ الترَّهاتُ الصحاصحُ

الحمدان
08-22-2023, 10:14 PM
رمانِي بليلى الأخيلية قومُها
بأشياءَ لم تخلقْ ولم أدرِ ما هيا

فليتَ الذي يلقَى ويحزُنُ نفسَهَا
ويلقونَهُ بيني وبينَ ثيابيَا

فهلْ يبدُرنَّ البابَ قومُكِ أنني
قد أصبحتُ فيهم قاصيَ الدارِ نائيا

تمسكْ بحبلِ الأخيلية واطرِحْ
عدَى الناسِ فيها والوشاةَ الأدَانيا

فإنْ تمنعُوا ليلى وحسنَ حديثها
فلنْ تمنعوا مني البُكا والقوافيا

ولا رَملَ العيسِ النوافخِ في البُرَى
إذا نحنُ رفعنا لهنَّ المثانيَا

فهلاّ منعتمْ إذ منعتمْ كلامها
خيالاً يوافينِي على النأي هادَيا

ولو كنتُ مولى حقِّها لمنعتُها
ولكنَّ من دونِي لليلَى مواليَا

يلومُكَ فيها اللائمونَ فصاحةً
فليتَ الهوى باللائمينَ مكانيا

لو أنَّ الهوى في حبِّ ليلى أطاعَنِي
أطعتُ ولكنَّ الهوى قد عصانيا

وكمْ منْ خليلٍ قدْ تجاوزتُ بذلَهُ
إليكِ وصادٍ لو أتيتُ سقانيا

لعمري لقدْ سهدتنِي يا حمامةَ الْ
عقيقِ وقدْ أبكيتِ منْ كانَ باكيَا

وكنتُ وقورَ الحلمِ ما يستهشني
بكاءُ الصدَى لو نحتِ نوحاً مدانيا

ولوْ أنَّ ليلى في بلادٍ بعيدةٍ
بأقصَى بلادِ الجنِّ والناسِ واديَا

لكانتْ حديثَ الرَّكبِ أو لانتحَى بها
إذا أعلَنَ الرَّكبُ الحديثَ فؤادِيا

تربعُ ليلى بالمضيحِ فالحمى
وتقتاظُ من بطنِ العقيقي السواقيا

ذكرتُكِ بالغورِ التهامي فأصعدَتْ
شجونَ الهوى حتى بلغنَ التراقيا

فما زلتُ أزجي العيسَ حتى كأنما
ترى بالحصى أخفافَها الجمرَ حاميا

بثمدينَ لاحتْ نارُ ليلى وصحبتي
بفرعِ الغضا تزجي القلاصَ الحواميا



ليلى الأخيلية

الحمدان
08-22-2023, 10:15 PM
ذهبتَ من الهجرانِ في غيرِ مذهبِ
ولمْ يكُ حقاً طولُ هذا التجنبِ

وما القلبُ أمَّا ذكرهُ ربعيةً
تحلُّ بأيرٍ أو بأكنافِ شربَبِ

لياليَ لا تبلَى نصيحَةُ بيننا
وإذْ أهلنُا بينَ الستَارِ فغربِ

مبتلةٌ كأنَّ أنضاءَ حليهَا
على شادنٍ منْ صاحةٍ مترببِ

وشذرٌ كأجوازِ الجرادِ ولؤلؤٌ
من القلقيِّ والكبيسِ الملوَّبِ

إذا ألحمَ الواشونَ للشرِّ بيننا
تبلغَ رسُّ الحبِّ غيرُ المكذبِ

أطعتُ المُشاةَ والوشَاةَ بصرمِهَا
فقدْ وهنَت أسبَابهَا للتقضُّبِ

ألا ليتَ شعري كيفَ حادثُ وصلِهَا
وكيفَ تظنُّ بالإخاءِ المغببِ

وقد وعدتك موعداً لو وفت بهِ
كموعودِ عرقوبٍ أخاهُ بيثربِ

فعشنا بهِ منَ الشبابِ ملاوةً
فأنجحَ أقوالَ العدو المجَببِ

فقلتُ لهَا: فيئي فما يستفزني
ذواتُ العيونِ والبنانِ المخضَّبِ

ففَاءتْ كما فاءتْ من الأُدمِ مغزِلٌ
ببيشةَ ترعى في أرَاكٍ وحلبِ

وداويةٍ لا يُهتدَى لسبيلها
بعرفانِ أعلامِ ولا ضوءِ كوكَبِ

تجاوزتُهَا والبومُ يدعُوَ بها الصَّدَى
وقد ألبستْ أطرافُها ثني غيْهَبِ

بمجفرةِ الجنبينِ حرفٌ شملةٍ
كهملكَ مرقالٍ على الأينِ ذِعلبِ

إذا ما ضربتُ الدَّفَّ أوصلتُ صولةً
تحاذرُ مني غير أدنى ترقبِ

بعينٍ كمرآةِ الصناعِ تديرهُا
بمحجرهَا تحتَ النصيفِ المنقبِ

كأنَّ بحاذَيهَا إذا ما تشذَّرَتْ
عَثاكِلَ عذْقٍ من سُمَيْحةَ مرطبِ

تذبُّ بهِ طوراً وطوراً تمرُّهُ
كذبِّ البشير بالرداءِ المهدبِ

ومرقبةٍ لا يرفعُ الصوت عندها
مجرُّ جيوشٍ غانمين وخيبِ

هبطتُ على أهوالِ أرضٍ أخافها
بجانبِ منفوج الشراسيفِ شرجبِ

ممرٍّ كخذرُوفِ الوليدِ يزينهُ
مع العتقِ خلقٌ مفعمٌ غيرُ جأنبِ

قطاةٌ ككِردَوسِ المحالة أشرفَتْ
على حاركٍ مثل الغبيطِ المُذأْبِ

وجوفٌ هواءٌ تحتَ مَتنٍ كأنَّهُ
منَ الهضبةِ الخلقاءِ زحلُوقُ ملْعبِ

وغلبٌ كأعناقِ الظباءِ مضيغُهَا
صلابُ الشظا يعلو بها كلَّ مركبِ

ظماءٌ يفلقنَ الظرابَ كأنها
حجارةُ غَيلٍ وارِستٌ بطحلبِ

بغوجٍ لبانُهُ يتمُّ بريمهُ
على نفثِ راقٍ من نفَا العينِ محلبِ

إذا أرمَلُوا زاداً فإنَّ عنانهُ
وأكرعَهُ مستعملاً خيرُ مكسبِ

أخو ثقةٍ لا يعلنُ القومُ شخصهُ
صبورٌ على العلاتِ غيرُ مسببِ

صبحنَا بهِ وحشاً رتاعاً كأنها
عذارَى بني لحيان لمَّا تحطبِ

فأتبع آثارَ الشياهِ بصادقٍ
حثيثٍ كغيثِ الرائحِ المتحلبِ

فيخرجن منْ تحتِ الغبارِ دوافقاً
ويلحقُ في جونٍ ذراهُ عصبصبِ

وراحَ يباري في الجنابِ قلوصَنَا
عزيزاً علينا كالحبابِ المسيبِ

فظلَّ بناتُ الرُّملِ فينا عوانياً
محملةً من بينِ عدلٍ ومحقبِ

عظيمٌ طويلٌ مستميلٌ كأنهُ
بأسفلِ ذي ماوَان سرحةُ مرقبِ

لهُ عنقٌ عردٌ كأنَّ عنانَهُ
يعالَى بهِ في رأسِ جذعٍ مشذبِ

ظللنَا نراعي الوحش بين ثعالةٍ
وبين رحياتٍ إلى فجِّ أخرَبِ

فيوماً على بقعٍ خفافٍ رؤوسها
ويوماً على سُفعِ المدامعِ ربرَبِ

ويوماً على صلْتِ الجبينِ مُسحَّجٍ
ويوماً على بيدانَةٍ أمّ تولبِ

وفئنا إلى بيتٍ بعلياء مروحٍ
سماوتهُ من أتحميٍّ معصبٍ

فظلَّ لنا يومٌ لذيذٌ بنعمةٍ
فقلْ في مقيلٍ سعدُهُ لم يغيبِ

إلى أن تروحنَا بلا متعنتٍ
عليه كسيدِ الردهةِ المتأوبِ

حبيبٌ إلى الأصحابِ غير ملعَّنٍ
يفدونهُ بالأمهاتِ وبالأبِ




توبة بن الحمير

الحمدان
08-22-2023, 10:16 PM
ذهبتَ من الهجرانِ في غيرِ مذهبِ
ولمْ يكُ حقاً طولُ هذا التجنبِ

وما القلبُ أمَّا ذكرهُ ربعيةً
تحلُّ بأيرٍ أو بأكنافِ شربَبِ

لياليَ لا تبلَى نصيحَةُ بيننا
وإذْ أهلنُا بينَ الستَارِ فغربِ

مبتلةٌ كأنَّ أنضاءَ حليهَا
على شادنٍ منْ صاحةٍ مترببِ

وشذرٌ كأجوازِ الجرادِ ولؤلؤٌ
من القلقيِّ والكبيسِ الملوَّبِ

إذا ألحمَ الواشونَ للشرِّ بيننا
تبلغَ رسُّ الحبِّ غيرُ المكذبِ

أطعتُ المُشاةَ والوشَاةَ بصرمِهَا
فقدْ وهنَت أسبَابهَا للتقضُّبِ

ألا ليتَ شعري كيفَ حادثُ وصلِهَا
وكيفَ تظنُّ بالإخاءِ المغببِ

وقد وعدتك موعداً لو وفت بهِ
كموعودِ عرقوبٍ أخاهُ بيثربِ

فعشنا بهِ منَ الشبابِ ملاوةً
فأنجحَ أقوالَ العدو المجَببِ

فقلتُ لهَا: فيئي فما يستفزني
ذواتُ العيونِ والبنانِ المخضَّبِ

ففَاءتْ كما فاءتْ من الأُدمِ مغزِلٌ
ببيشةَ ترعى في أرَاكٍ وحلبِ

وداويةٍ لا يُهتدَى لسبيلها
بعرفانِ أعلامِ ولا ضوءِ كوكَبِ

تجاوزتُهَا والبومُ يدعُوَ بها الصَّدَى
وقد ألبستْ أطرافُها ثني غيْهَبِ

بمجفرةِ الجنبينِ حرفٌ شملةٍ
كهملكَ مرقالٍ على الأينِ ذِعلبِ

إذا ما ضربتُ الدَّفَّ أوصلتُ صولةً
تحاذرُ مني غير أدنى ترقبِ

بعينٍ كمرآةِ الصناعِ تديرهُا
بمحجرهَا تحتَ النصيفِ المنقبِ

كأنَّ بحاذَيهَا إذا ما تشذَّرَتْ
عَثاكِلَ عذْقٍ من سُمَيْحةَ مرطبِ

تذبُّ بهِ طوراً وطوراً تمرُّهُ
كذبِّ البشير بالرداءِ المهدبِ

ومرقبةٍ لا يرفعُ الصوت عندها
مجرُّ جيوشٍ غانمين وخيبِ

هبطتُ على أهوالِ أرضٍ أخافها
بجانبِ منفوج الشراسيفِ شرجبِ

ممرٍّ كخذرُوفِ الوليدِ يزينهُ
مع العتقِ خلقٌ مفعمٌ غيرُ جأنبِ

قطاةٌ ككِردَوسِ المحالة أشرفَتْ
على حاركٍ مثل الغبيطِ المُذأْبِ

وجوفٌ هواءٌ تحتَ مَتنٍ كأنَّهُ
منَ الهضبةِ الخلقاءِ زحلُوقُ ملْعبِ

وغلبٌ كأعناقِ الظباءِ مضيغُهَا
صلابُ الشظا يعلو بها كلَّ مركبِ

ظماءٌ يفلقنَ الظرابَ كأنها
حجارةُ غَيلٍ وارِستٌ بطحلبِ

بغوجٍ لبانُهُ يتمُّ بريمهُ
على نفثِ راقٍ من نفَا العينِ محلبِ

إذا أرمَلُوا زاداً فإنَّ عنانهُ
وأكرعَهُ مستعملاً خيرُ مكسبِ

أخو ثقةٍ لا يعلنُ القومُ شخصهُ
صبورٌ على العلاتِ غيرُ مسببِ

صبحنَا بهِ وحشاً رتاعاً كأنها
عذارَى بني لحيان لمَّا تحطبِ

فأتبع آثارَ الشياهِ بصادقٍ
حثيثٍ كغيثِ الرائحِ المتحلبِ

فيخرجن منْ تحتِ الغبارِ دوافقاً
ويلحقُ في جونٍ ذراهُ عصبصبِ

وراحَ يباري في الجنابِ قلوصَنَا
عزيزاً علينا كالحبابِ المسيبِ

فظلَّ بناتُ الرُّملِ فينا عوانياً
محملةً من بينِ عدلٍ ومحقبِ

عظيمٌ طويلٌ مستميلٌ كأنهُ
بأسفلِ ذي ماوَان سرحةُ مرقبِ

لهُ عنقٌ عردٌ كأنَّ عنانَهُ
يعالَى بهِ في رأسِ جذعٍ مشذبِ

ظللنَا نراعي الوحش بين ثعالةٍ
وبين رحياتٍ إلى فجِّ أخرَبِ

فيوماً على بقعٍ خفافٍ رؤوسها
ويوماً على سُفعِ المدامعِ ربرَبِ

ويوماً على صلْتِ الجبينِ مُسحَّجٍ
ويوماً على بيدانَةٍ أمّ تولبِ

وفئنا إلى بيتٍ بعلياء مروحٍ
سماوتهُ من أتحميٍّ معصبٍ

فظلَّ لنا يومٌ لذيذٌ بنعمةٍ
فقلْ في مقيلٍ سعدُهُ لم يغيبِ

إلى أن تروحنَا بلا متعنتٍ
عليه كسيدِ الردهةِ المتأوبِ

حبيبٌ إلى الأصحابِ غير ملعَّنٍ
يفدونهُ بالأمهاتِ وبالأبِ




توبة بن الحمير

الحمدان
08-22-2023, 10:18 PM
أرى جارتي خفتْ وخفَّ نصيحها
وحبَّ بها لولا النَوى وطموحُها

فبيني على نجمٍ شخيسٍ نحوسهُ
وأشأمُ طيرِ الزَّاجرينَ سنيحُها

فإنْ تشغَبي فالشَّغْبُ منِّي سَجيَّةٌ
إذا شِيمَتي لَمْ يُؤْت منها سَجيحُها

على أنَّ قومِي أشقَذُوني فأصبحتْ
ديارِي بأرض غيرَ دانٍ نبُوحُها

أقارِضُ أقواماً فأوفي قروضَهُمْ
وعفٌّ إذا أردَى النفُوسَ شحيحُها

تنفذُ منهمْ نافِذاتٌ فسؤنَني
وأضمرَ أضغَاناً عليَّ كشوحُها

فقلتُ: فراقُ الدارِ أجملُ بيننا
وقدْ ينتئ عنْ دارِ سوءِ نزيحُها

على أنني قدْ أدَّعي بأبيهم
إذا عمَّتِ الدعوَى وثابَ صريحُها

وأنِّي أرى ديني يوافقُ دينهم
إذا نسكُوا أفراعُها وذبيحُها

ومنزلةٍ بالحَجِّ أخرَى عرفتها
لها بقعةٌ لا يُستطاعُ بروحها

بودّكَ ما قومي على أنْ تركتهم
سليمَى إذا هبتْ شمالٌ وريحُها

إذا النجمُ أمسَى مغربَ الشمسِ دائباً
ولم يكُ برقٌ في السماءِ يليحُها

وغابَ شعاعُ الشمسِ منْ غيرِ جلبةٍ
ولا غمرةٍ إلا وشيكاً مصوحُها

وهاجَ عمَاءٌ مقشعرٌّ كأنهُ
نقيلةُ نعلٍ بانَ منها سريحُها

إذا أعدمَ المحلوبُ عادَتْ عليهمُ
قدورٌ كثيرٌ في القِصاعِ قديحُها

يثوبُ إليها كلُّ ضيفٍ وجانبٍ
كما ردّ دهداهَ القِلاصِ نضيحُها

بأيديهم مقرومةٌ ومغالقٌ
يعودُ بأرزاقِ العيالِ منيحُها

وملمومةٍ لا يخرقُ الطرفَ عرضَها
لها كوكَبٌ ضخمٌ شديدٌ وضوحُها

تسيرُ وتزجي السمَّ تحت نحورِها
كريهٌ إلى منْ فاجأتهُ صبوحُها

على مقدَحِراتٍ وهنَّ عوابسٌ
صبائِر موتٍ لا يُراحُ مريحُها

نبذنا إليهم دعوةً يالَ عامرٍ
لَها إربةٌ إنْ لمْ تجدْ من يريحُها

وأرماحُنا ينهزنَ نهزةَ جمةٍ
يعود عليهم وردنا فنميحُها

فدَارَتْ رحانا ساعةً ورحاهُمُ
وردتْ طباقاً بعْد بكءٍ لقوحُها

فَمَا أتلفَتْ أيديهم منْ نفوسنا
وإنْ كرمَتْ فإننا لا ننوحُها

فقلنا: هي النهبَى وحلً حرامُها
وكانتْ حمًى ما قبلنا فنبيحُها

فأبنَا وآبُوا كلَّنا بمضيضةٍ
مهملة أجراحُنا وجُروحُها

وكُنَّا إذا أحلامُ قومٍ تغيبتْ
نشحُّ على أحلامِنا فنريحُها

وقال عمرو بن قميئة أيضاً: الطويل

إنْ أكُ قَدْ أقصرتُ عنْ طولِ رحلةٍ
فيا ربَّ أصحابٍ بعثتُ كرامِ

فقلتُ لهم سيروا فدًى خالتي لكمْ
أما تجدونَ الريحَ ذاتَ سهامِ

فقاموا إلى عيسٍ قد انضمَّ لحمُها
موقفةٍ أرساغُها بخدامِ

وقمتُ إلى وجناءَ كالفَحْلِ جبلةٍ
تجاوبُ شدِيَّ نسعَها ببغامِ

فأوردتهمْ ماءً على حينِ وردِهِ
عليهِ خليطٌ من قطاً وحمامِ

وأهونُ كفٍّ لا تضيرُكَ ضيرةً
يدٌ بينَ أيدٍ في إناءِ طعامِ


عمرو بن قميئة ثعلبة

الحمدان
08-22-2023, 10:18 PM
بأحسنَ منْ سليمَى إذْ تراءتْ
إذا ما ريعَ منْ سَدَفٍ فَقَامَا

وما إنْ يخلُ وجرُ إذا استقلتْ
مكممةً وقاربتِ الصراما

لها سحقٌ ومنها دانياتٌ
جوانحُ يزدحمنَ بها ازدحامَا

بأحسنَ من ظعائنَ آلِ سلمى
غداةَ نهلنَ ضاحيةَ سنامَا

فيممنَ اليمامةَ معرقاتٍ
وشِمْنَ بروضِ عالجَة الغمامَا

فإمَّا تعرضِي يا سلمَ عني
وأصبِحُ لا أكلمُكُمْ كلامَا

فربَّ نجيبةٍ أعملتُ حتى
تقومَ إذا لويتُ لها الزمامَا

وحتى تتبعَ الغربانُ منها
ندوبَ الرَّحلِ لا تُعدي سنامَا

فتوردَني لربعٍ أو لخمسٍ
مياةَ القيظِ طاميةً جماما

قليلاً من عليها غيرَ أني
أثورُ من مدارجِهَا الحَمَاما

ذعرتُ الذئبَ يحفرُ كلَّ حوضٍ
ويقضمُ من معاطنِهَا العظامَا

ويومٍ قد شهدتُ به صحابي
يقضي القومَ غنماً واقتسامَا

تخالُ ركابهُمْ في كلِّ فَجٍّ
إذا قامتْ مخطمةً قِعامَا



عمرو بن قميئة

الحمدان
08-22-2023, 10:19 PM
ما يجمعُ الشوقُ إنْ دارٌ بنا شحطتْ
ومثلها في تداني الدارِ مهجورُ

نشفَى بها وهي داءٌ لوْ تصاقبنا
كما اشتفَى بعيادِ الخمرِ مخمورُ

ما روضةٌ من رياضِ الحزنِ باكرها
بالنبتِ مختلفُ الألوانِ ممطورُ

يوماً بأطيبَ منها نشرَ رائحةٍ
بعدَ المنامِ إذا حبَّ المَعاطيرُ

ما أنسَ لا أنسَهَا والدَّمعُ مُنسرِبٌ
كأنهُ لؤلؤٌ في الخدِّ محدورُ

لمَّا رأيتهمُ زمتْ جمالهمُ
صدقتُ ما زعموا والبينُ محذورُ

يحدو بهنَّ آخو قاذورةٍ حذرٌ
كأنهُ بجميعِ الناسِ موتورُ

كأنَّ أظعانهمْ تحدَى مقفيةً
نخلٌ بعينينِ ملتفٌّ مواقيرُ

غلبُ الرقابِ سقاها جدولٌ سربٌ
أو مشعبٌ من أتيِّ البَحرِ مفجورُ

هل تبلغني عليَّ الخير ذِعلبَةٌ
حرفٌ تزللَ عنْ أصلابِها الكورُ

منْ خلفِها قلصٌ تجري أزمَّتُها
قد مسَّهنَّ معَ الإدلاجِ تهجيرُ

يخبطنَ بالقومِ أنضاءَ السريحِ وقدْ
لاذَتْ من الشَّمسِ بالظِّلِّ اليعافيرُ

حتى إذا انتصبَ الحربَاءُ وانتقلتْ
وحانَ إذْ هجروا بالدوِّ تغويرُ

قالوا تنحوْا فمسُّوا الأرضَ فاحتولُوا
ظلاًّ بمنخرقٍ تهفو بهِ المورُ

ظلوا كأنَّ عليهمْ طائراً علقاً
يهفو إذا انسفرتْ عنهُ الأعاصيرُ

لوجهةِ الريحِ منهُ جانبٌ سلبٌ
وجانبٌ بأكفٍّ القومِ مضبورُ

حتى إذا أبردُوا قاموا إلى قلصٍ
كأنهنَّ قسيُّ الشوحطِ الزورُ

عواسلٌ كرعيلِ الربدِ أقرعَها
بالسِّيّ منْ قانصٍ شلٌّ وتنفيرُ

حتى سقَي الليلُ سقى الجنِّ فانغمستْ
في جوزهِ إذْ دجَا الآكامُ والقُورُ

غطا النشازَ مع الأهضامِ فاشتبَها
كلاهُما في سوادِ الليلِ مغمورُ

إنَّ عليَّاً لميمونٌ نقيبتهُ
بالصالحاتِ من الأفعالِ مشهورُ

صهرُ النبيِّ وخيرُ الناسِ مفتخراً
فكلُّ منْ رامَهُ بالفخرِ مفخورُ

صلى الطهورُ مع الأُميِّ أولهمْ
قبلَ المعادِ وربُّ الناسِ مكفورُ

مقاومٌ لطغاةِ الشركِ يضربهمْ
حتى استقاموا ودينُ اللهِ منصورُ

بالعدلِ قمتَ أميناً حينَ خالفهُ
أهلُ الهوا وذوو الأهواءِ والزورُ

يا خيرَ منْ حملت نعلاً لهُ قدمٌ
بعدَ النبيِّ لديهِ البغيُ مهجورُ

أعطاكَ ربُّكَ فضلاً لا زوالَ لهُ
منْ أينَ أنَّى لهُ الأيَّامَ تغييرُ




خفاف بن ندبة

الحمدان
08-22-2023, 10:37 PM
*مضى السلف الأبرار يعبق ذكرهم
*فسيروا كما سار على الدهر واصنعوا

وما الفخر بالماضي إذا لم يكن له
*من الحاضر الزاهي بناء مرفع

خذوا بأكف الأسد من أسهم العلى
نصيبًا فإن الحاضر اليوم أوسع

يد الدهر لا تسخو بمجد لعاجز
*ضعيف ولا تندي ولا تتبرع

وما قيمة الأوطان إن لم يكن لها
*"رجال" يلوذون الشقاء لينفعوا

جرت حكمة الدنيا على الناس أنها
*تصد لمن صدوا وتسعى لمن سعوا

حصدنا الضنى لما زرعنا له المنى
*وجل حصاد المرء من حيث يزرع



محمد السنوي

الحمدان
08-22-2023, 10:38 PM
عرش على الشرق للدنيا وللدين
*أشم يختال بالشم العرانين

مدعم بالهدى والحق متشح
*بالنور يسطع من وحي وتلقين

أحيا النفوس وأجرى في أعنَّتها
*روح التحرر من غل الشياطين

سما "بآل سعود" فرعه ورسى
*بهم على الدهر في عز وتمكين

أبطال معركة الإسلام في زمن
*مضرج بالضحايا والقرابين

يضمخون ثرى الأوطان من دمهم
*عطرا ويفدونها من كل "نيرون"

وينثرون على الآفاق "أمثلة"
*من الشمائل عطراء الرياحين

بعرشهم رفع الإسلام رايته
*على الجزيرة خضراء الأفانين

وأشرق الحق كالصبح المبين سنًا
*وأصبح العدل مضبوط الموازين



محمد السنوسي

الحمدان
08-22-2023, 10:38 PM
وما كان أسعدها لحظة
عبْرتُ الحياة بها للخلودْ

أجدَّت بروحي رحيق المنى
وأحيتْ بقلبي معاني النشيد

وصاغت لي العمر أغرودة
تُرددُ من صادقات العهود

هي السحر نشوان في جنةٍ
تفيض بنجوى.. وتشدو بعود

هي الكون نضاحة ضفتاه
بكل بهيج سني نضيد

أفديك من لحظة بردْ
ذخرتُ لها نور حبي الجديد

وغلفتها بشغاف الفؤاد
ورقرقتها لعذارى القصيد

أتاحت لدنياي أن تنجلي
رؤى هشة بالسنا والسعود

ربيعية الوشْي.. مفتونة
بكل جمال سري فريد

وشعشعت الحب في خاطري
سلاماً ودفئاً لقلبي الودود

أحنُّ لها كل ما روعتني
طيوف الشجون بهول شديد

أخفُّ لها كلما صاولتني
أكف الخطوب بجهد جهيد

فترهف من عزمتي للصراع
وتشحذ من همتي للصعود

وتحملني بسناها الفتى
إلى عالم عبقري بعيد



حسن بن عبدالله القرشي

الحمدان
08-22-2023, 10:39 PM
تفتَّق عن راحتيها الصباح
وشعشع في شفتيها القمر!

وأزهت بها الشمس فوق البطاح
وجن بها الليل حلو الصور

عزيزيَ هل يبلغَنَّ النشيد
رؤى (مكة) أو تحيط الفكر؟

أسود غطاريفها المعلمون
ميامين في كل ناد شهر

تدين لهم يعرب من قديم
بصدق السماح وزاكي السير

وفيها انجلى الحق للعالمين
وفاض الضياء بها وانتشر

بها كعبة الله طافت بها
قلوب تحن، وأزهت عصر

هيا(جبل النور) كم ذا شهدت
من المعجزات وكم ذا ظهر؟

تحدث ففي الغار شع اليقين
وقد تنطق الذكريات الحجر

أيا قمة فوق هام الخلود
سمت بسناها الشذيِّ العطر

إذا ما ارتقيت إليك انطوى
بحسي الزمان وكل البصر

وخففت وطئي أن يستقر
أما سار فيك نبي البشر؟

وكم قد تعبد ثبت الجنان
يزين محياه أسمى أثر

إلى أن أطل على الكائنات
كاطلالة الفجر بعد السحر

أطل وفي بردتيه الضياء
ونبع من الحق عذب السور

أمكة فيك انطلاق الحنين
وفيك الشعور لمن قد شعر




حسن بن عبدالله القرشي
السعودية

الحمدان
08-23-2023, 12:13 AM
خرجنا إلى صيد الظِّباءِ فصادَني

هناك غزالٌ أدعجُ العينِ أَحورُ

غزالٌ كأنّ البدرَ حلّ جبينَه

وفي خدّه الشِّعرى المنيرةُ تَزهرُ

الحمدان
08-23-2023, 12:13 AM
أتهجر من تحب وأنت جار

وتطلبهم وقد بعد المزار

وتسكن بعد نأيهم اشتياقاً

وتسأل في المنازل أين ساروا

الحمدان
08-23-2023, 12:14 AM
تعالي إدني منّي لا تخافي
فإنّي شاعرٌ عفُّ القوافي

تنسّم َ في ضفافِك ِ أيّ عطر
فألقى رحلَـَهُ عند الضفاف ِ

ومن مثلي تسيِّره الليالي
إلى عينيك ِ ضمآن َ الشغاف ِ

دعيني أسكبُ الدمع َ المعنّى
وأنثرُ فوقـَهُ بعض ارتجافي

ذريني أشبع اللحظات ِ دفئا ً
وأروي ظمأة َ العشق ِ الخرافي

حزينا ً جئت والشكوى لساني
ورقراق المدامِع ِ واعترافي

مددت ُ يداي َ ألتمسُ انتشالا ً
لروحي من متاهات ِ الفيافي

فقومي نلثم الأشواق جهرا ً
ونلبس حلمنا ثوب الزفاف

الحمدان
08-23-2023, 12:15 AM
‏أراد الشاعر حافظ إبراهيم
أن يمازح الشاعر
أحمد شوقي فقال له :

يقولون إنّ الشوق نارٌ ولوعةٌ
فمالي أرى ( شوقي ) اليوم باردًا؟

أوهم السامع أنه يتكلم عن شوقه وقرن اسم
شوقي بالبرود

فانتقم منه أحمد شوقي
شر انتقام حين قال :

أودعت إنسانًا وكلبًا وديعةً
فضيعها الإنسان والكلب ( حافظ ).

الحمدان
08-23-2023, 12:15 AM
أصغى لكِ الليلُ حتى مرَّ في عجلٍ
‏ليدرك الصبحُ شيئًا من حكاياكِ

قالت بحبٍّ: صباح النور قلتُ لها
‏ما أشرق النورُ إلا من محيّاك

الحمدان
08-23-2023, 12:24 AM
قَد عَلَّمَ البَينُ مِنّا البَينَ أَجفانا
تَدمى وَأَلَّفَ في ذا القَلبِ أَحزانا

أَمَّلتُ ساعَةَ ساروا كَشفَ مِعصَمِها
لِيَلبَثَ الحَيُّ دونَ السَيرِ حَيرانا

وَلَو بَدَت لَأَتاهَتهُم فَحَجَّبَها
صَونٌ عُقولَهُمُ مِن لَحظِها صانا

بِالواخِداتِ وَحاديها وَبي قَمَرٌ
يَظَلُّ مِن وَخدِها في الخِدرِ حَشيانا

أَمّا الثِيابُ فَتَعرى مِن مَحاسِنِهِ
إِذا نَضاها وَيَكسى الحُسنَ عُريانا

يَضُمُّهُ المِسكُ ضَمَّ المُستَهامِ بِهِ
حَتّى يَصيرَ عَلى الأَعكانِ أَعكانا

قَد كُنتُ أُشفِقُ مِن دَمعي عَلى بَصَري
فَاليَومَ كُلُّ عَزيزٍ بَعدَكُم هانا

تُهدي البَوارِقُ أَخلافَ المِياهِ لَكُم
وَلِلمُحِبِّ مِنَ التَذكارِ نيرانا

إِذا قَدِمتُ عَلى الأَهوالِ شَيَّعَني
قَلبٌ إِذا شِئتُ أَن يَسلاكُمُ خانا

أَبدو فَيَسجُدُ مَن بِالسوءِ يَذكُرُني
وَلا أُعاتِبُهُ صَفحاً وَإِهوانا

وَهَكَذا كُنتُ في أَهلي وَفي وَطَني
إِنَّ النَفيسَ غَريبٌ حَيثُما كانا

مُحَسَّدُ الفَضلِ مَكذوبٌ عَلى أَثَري
أَلقى الكَمِيَّ وَيَلقاني إِذا حانا

لا أَشرئِبُّ إِلى ما لَم يَفُت طَمَعاً
وَلا أَبيتُ عَلى ما فاتَ حَسرانا

وَلا أُسَرُّ بِما غَيري الحَميدُ بِهِ
وَلَو حَمَلتَ إِلَيَّ الدَهرَ مَلآنا

لا يَجذِبَنَّ رِكابي نَحوَهُ أَحَدٌ
ما دُمتُ حَيّاً وَما قَلقَلنَ كيرانا

لَوَ اِستَطَعتُ رَكِبتُ الناسَ كُلَّهُمُ
إِلى سَعيدِ اِبنِ عَبدِ اللَهِ بُعرانا

فَالعيسُ أَعقَلُ مِن قَومٍ رَأَيتُهُمُ
عَمّا يَراهُ مِنَ الإِحسانِ عُميانا

ذاكَ الجَوادُ وَإِن قَلَّ الجَوادُ لَهُ
ذاكَ الشُجاعُ وَإِن لَم يَرضَ أَقرانا

ذاكَ المُعِدُّ الَّذي تَقنو يَداهُ لَنا
فَلَو أُصيبَ بِشَيءٍ مِنهُ عَزّانا

خَفَّ الزَمانُ عَلى أَطرافِ أَنمُلِهِ
حَتّى تُوُهِّمنَ لِلأَزمانِ أَزمانا

يَلقى الوَغى وَالفَنا وَالنازِلاتِ بِهِ
وَالسَيفَ وَالضَيفَ رَحبَ الباعِ جَذلانا

تَخالُهُ مِن ذَكاءِ القَلبِ مُحتَمِياً
وَمِن تَكَرُّمِهِ وَالبِشرِ نَشوانا

وَتَسحَبُ الحِبَرَ القَيناتُ رافِلَةً
في جودِهِ وَتَجُرُّ الخَيلُ أَرسانا

يُعطي المُبَشِّرَ بِالقُصّادِ قَبلَهُمُ
كَمَن يُبَشِّرُهُ بِالماءِ عَطشانا

جَزَت بَني الحَسَنِ الحُسنى فَإِنَّهُمُ
في قَومِهِم مِثلُهُم في الغُرِّ عَدنانا

ما شَيَّدَ اللَهُ مِن مَجدٍ لِسالِفِهِم
إِلّا وَنَحنُ نَراهُ فيهِمِ الآنا

إِن كوتِبوا أَو لَقوا أَو حورِبوا وُجِدوا
في الخَطِّ وَاللَفظِ وَالهَيجاءِ فُرسانا

كَأَنَّ أَلسُنَهُم في النُطقِ قَد جُعِلَت
عَلى رِماحِهِمِ في الطَعنِ خِرصانا

كَأَنَّهُم يَرِدونَ المَوتَ مِن ظَمَأٍ
أَو يَنشَقونَ مِنَ الخَطِّيِّ رَيحانا

الكائِنينَ لِمَن أَبغي عَداوَتَهُ
أَعدى العِدا وَلِمَن آخَيتُ إِخوانا

خَلائِقٌ لَو حَواها الزِنجُ لَاِنقَلَبوا
ظَميَ الشِفاهِ جِعادَ الشَعرِ غُرّانا

وَأَنفُسٌ يَلمَعِيّاتٌ تُحِبُّهُمُ
لَها اِضطِراراً وَلَو أَقصَوكَ شَنآنا

الواضِحينَ أُبُوّاتٍ وَأَجبِنَةٍ
وَوالِداتٍ وَأَلباباً وَأَذهانا

يا صائِدَ الجَحفَلِ المَرهوبِ جانِبُهُ
إِنَّ اللِيوثَ تَصيدُ الناسَ أُحدانا

وَواهِباً كُلُّ وَقتٍ وَقتُ نائِلِهِ
وَإِنَّما يَهَبُ الوَهّابُ أَحيانا

أَنتَ الَّذي سَبَكَ الأَموالَ مَكرُمَةً
ثُمَّ اِتَّخَذتَ لَها السُؤآلَ خُزّانا

عَلَيكَ مِنكَ إِذا أُخليتَ مُرتَقِبٌ
لَم تَأتِ في السِرِّ ما لَم تَأتِ إِعلانا

لا أَستَزيدُكَ فيما فيكَ مِن كَرَمٍ
أَنا الَّذي نامَ إِن نَبَّهتُ يَقظانا

فَإِنَّ مِثلَكَ باهَيتُ الكِرامَ بِهِ
وَرَدَّ سُخطاً عَلى الأَيّامِ رِضوانا

وَأَنتَ أَبعَدُهُم ذِكراً وَأَكبَرُهُم
قَدراً وَأَرفَعُهُم في المَجدِ بُنيانا

قَد شَرَّفَ اللَهُ أَرضاً أَنتَ ساكِنُها
وَشَرَّفَ الناسَ إِذ سَوّاكَ إِنسانا


المتنبي

الحمدان
08-23-2023, 03:16 PM
يُساءُ فهمُك بين الناسِ أحيانا
فيخلقون لك الأوصافَ ألوانا

فقد تكونُ ملاكاً عندَ بعضِهِمُ
وقد تكونُ بعينِ البعضِ شيطانا

فلا يغرُّكَ مدحٌ لو أتوكَ به
ولا يضرُّك ذمٌّ كيفما كانا

لا يعرفُ النفسَ شخصٌ مثلُ صاحبِها
فكُنْ لنفسِك في التقييمِ ميزانا


د جاسم المطوع

الحمدان
08-23-2023, 07:04 PM
أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ
أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ

بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَةٌ
وَلَكِنَّ مِثلي لايُذاعُ لَهُ سِرُّ

إِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوى
وَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبرُ

تَكادُ تُضيءُ النارُ بَينَ جَوانِحي
إِذا هِيَ أَذكَتها الصَبابَةُ وَالفِكرُ

مُعَلِّلَتي بِالوَصلِ وَالمَوتُ دونَهُ
إِذا مِتَّ ظَمآناً فَلا نَزَلَ القَطرُ

حَفِظتُ وَضَيَّعتِ المَوَدَّةَ بَينَنا
وَأَحسَنَ مِن بَعضِ الوَفاءِ لَكِ العُذرُ

وَما هَذِهِ الأَيّامُ إِلّا صَحائِفٌ
لِأَحرُفِها مِن كَفِّ كاتِبِها بَشرُ

بِنَفسي مِنَ الغادينَ في الحَيِّ غادَةً
هَوايَ لَها ذَنبٌ وَبَهجَتُها عُذرُ

تَروغُ إِلى الواشينَ فِيَّ وَإِنَّ لي
لَأُذناً بِها عَن كُلِّ واشِيَةٍ وَقرُ

بَدَوتُ وَأَهلي حاضِرونَ لِأَنَّني
أَرى أَنَّ داراً لَستِ مِن أَهلِها قَفرُ

وَحارَبتُ قَومي في هَواكِ وَإِنَّهُم
وَإِيّايَ لَولا حُبَّكِ الماءُ وَالخَمرُ

فَإِن يَكُ ماقالَ الوُشاةُ وَلَم يَكُن
فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ ماشَيَّدَ الكُفرُ

وَفَيتُ وَفي بَعضِ الوَفاءِ مَذَلَّةٌ
لِإِنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدرُ

وَقورٌ وَرَيعانُ الصِبا يَستَفِزُّها
فَتَأرَنُ أَحياناً كَما أَرِنَ المُهرُ

تُسائِلُني مَن أَنتَ وَهيَ عَليمَةٌ
وَهَل بِفَتىً مِثلي عَلى حالِهِ نُكرُ

فَقُلتُ كَما شاءَت وَشاءَ لَها الهَوى
قَتيلُكِ قالَت أَيَّهُم فَهُمُ كُثرُ

فَقُلتُ لَها لَو شِئتِ لَم تَتَعَنَّتي
وَلَم تَسأَلي عَنّي وَعِندَكِ بي خُبرُ

فَقالَت لَقَد أَزرى بِكَ الدَهرُ بَعدَنا
فَقُلتُ مَعاذَ اللَهِ بَل أَنتِ لا الدَهرُ

وَما كانَ لِلأَحزانِ لَولاكِ مَسلَكٌ
إِلى القَلبِ لَكِنَّ الهَوى لِلبِلى جِسرُ

وَتَهلِكُ بَينَ الهَزلِ وَالجَدِّ مُهجَةٌ
إِذا ماعَداها البَينُ عَذَّبَها الهَجرُ

فَأَيقَنتُ أَن لاعِزَّ بَعدي لِعاشِقٍ
وَأَنَّ يَدي مِمّا عَلِقتُ بِهِ صِفرُ

وَقَلَّبتُ أَمري لا أَرى لِيَ راحَةً
إِذا البَينُ أَنساني أَلَحَّ بِيَ الهَجرُ

فَعُدتُ إِلى حُكمِ الزَمانِ وَحُكمِها
لَها الذَنبُ لاتُجزى بِهِ وَلِيَ العُذرُ

كَأَنّي أُنادي دونَ مَيثاءَ ظَبيَةً
عَلى شَرَفٍ ظَمياءَ جَلَّلَها الذُعرُ

تَجَفَّلُ حيناً ثُمَّ تَرنو كَأَنَّها
تُنادي طَلاً بِالوادِ أَعجَزَهُ الخُضرُ

فَلا تُنكِريني يا اِبنَةَ العَمِّ إِنَّهُ
لِيَعرِفُ مَن أَنكَرتِهِ البَدوُ وَالحَضرُ

وَلا تُنكِريني إِنَّني غَيرُ مُنكِرٍ
إِذا زَلَّتِ الأَقدامُ وَاِستُنزِلَ النَصرُ

وَإِنّي لَجَرّارٌ لِكُلِّ كَتيبَةٍ
مُعَوَّدَةٍ أَن لايُخِلَّ بِها النَصرُ

وَإِنّي لَنَزّالٌ بِكُلِّ مَخوفَةٍ
كَثيرٌ إِلى نُزّالِها النَظَرُ الشَزرُ

فَأَظمَأُ حَتّى تَرتَوي البيضُ وَالقَنا
وَأَسغَبُ حَتّى يَشبَعَ الذِئبُ وَالنَسرُ

وَلا أُصبِحُ الحَيَّ الخَلوفَ بِغارَةٍ
وَلا الجَيشَ مالَم تَأتِهِ قَبلِيَ النُذرُ

وَيارُبَّ دارٍ لَم تَخَفني مَنيعَةٍ
طَلَعتُ عَلَيها بِالرَدى أَنا وَالفَجرُ

وَحَيٍّ رَدَدتُ الخَيلَ حَتّى مَلَكتُهُ
هَزيماً وَرَدَّتني البَراقِعُ وَالخُمرُ

وَساحِبَةِ الأَذيالِ نَحوي لَقيتُها
فَلَم يَلقَها جافي اللِقاءِ وَلا وَعرُ

وَهَبتُ لَها ما حازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ
وَرُحتُ وَلَم يُكشَف لِأَبياتِها سِترُ

وَلا راحَ يُطغيني بِأَثوابِهِ الغِنى
وَلا باتَ يَثنيني عَنِ الكَرَمِ الفَقرُ

وَما حاجَتي بِالمالِ أَبغي وُفورَهُ
إِذا لَم أَفِر عِرضي فَلا وَفَرَ الوَفرُ

أَسِرتُ وَما صَحبي بِعُزلٍ لَدى الوَغى
وَلا فَرَسي مُهرٌ وَلا رَبُّهُ غَمرُ

وَلَكِن إِذا حُمَّ القَضاءُ عَلى اِمرِئٍ
فَلَيسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ وَلا بَحرُ

وَقالَ أُصَيحابي الفِرارُ أَوِ الرَدى
فَقُلتُ هُما أَمرانِ أَحلاهُما مُرُّ

وَلَكِنَّني أَمضي لِما لايُعيبُني
وَحَسبُكَ مِن أَمرَينِ خَيرَهُما الأَسرُ

يَقولونَ لي بِعتَ السَلامَةَ بِالرَدى
فَقُلتُ أَما وَاللَهِ مانالَني خُسرُ

وَهَل يَتَجافى عَنِّيَ المَوتُ ساعَةً
إِذا ماتَجافى عَنِّيَ الأَسرُ وَالضَرُّ

هُوَ المَوتُ فَاِختَر ماعَلا لَكَ ذِكرُهُ
فَلَم يَمُتِ الإِنسانُ ماحَيِيَ الذِكرُ

وَلا خَيرَ في دَفعِ الرَدى بِمَذَلَّةٍ
كَما رَدَّها يَوماً بِسَوءَتِهِ عَمروُ

يَمُنّونَ أَن خَلّوا ثِيابي وَإِنَّما
عَلَيَّ ثِيابٌ مِن دِمائِهِمُ حُمرُ

وَقائِمُ سَيفٍ فيهِمُ اندَقَّ نَصلُهُ
وَأَعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطَّمُ الصَدرُ

سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم
وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ

فَإِن عِشتُ فَالطَعنُ الَّذي يَعرِفونَهُ
وَتِلكَ القَنا وَالبيضُ وَالضُمَّرُ الشُقرُ

وَإِن مُتُّ فَالإِنسانُ لابُدَّ مَيِّتٌ
وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِنفَسَحَ العُمرُ

وَلَو سَدَّ غَيري ماسَدَدتُ اِكتَفوا بِهِ
وَما كانَ يَغلو التِبرُ لَو نَفَقَ الصُفرُ

وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا
لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ

تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا
وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

أَعَزُّ بَني الدُنيا وَأَعلى ذَوي العُلا
وَأَكرَمُ مَن فَوقَ التُرابِ وَلا فَخرُ



أبو فراس الحمداني

الحمدان
08-23-2023, 07:31 PM
لا تذكري الأمس إني عشتُ أخفيه
إن يَغفر القلبَ جرحي من يداويه

قلبي وعيناكِ والأيام بينهما
دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه

إن يخفقِ القلب كيف العمر نرجعه
كل الذي مات فينا كيف نحييه

الشوق درب طويل عشت أسلكه
ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه

جئنا إلى الدرب والأفراح تحملنا
واليوم عدنا بنهر الدمع نرثيه

مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي
والعشق والله ذنب لستُ أخفيه

قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني
كيف انقضى العيد وانقضت لياليه

يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني
كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه

حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا
عدنا إلى الحزن يدمينا ونُدميه

مازال ثوب المنى بالضوء يخدعني
قد يُصبح الكهل طفلاً في أمانيه

أشتاق في الليل عطراً منكِ يبعثني
ولتسألي العطر كيف البعد يشقيه

ولتسألي الليل هل نامت جوانحه
ما عاد يغفو ودمعي في مآقيه

يا فارس العشق هل في الحب مغفرة
حطمتَ صرح الهوى والآن تبكيه

الحب كالعمر يسري في جوانحنا
حتى إذا ما مضى لا شيء يبقيه

عاتبت قلبي كثيراً كيف تذكرها
وعُمرُكَ الغضّ بين اليأس تُلقيه

في كل يوم تُعيد الأمس في ملل
قد يبرأ الجرح والتذكار يحييه

إن تُرجعي العمر هذا القلب أعرفه
مازلتِ والله نبضاً حائراً فيه

أشتاق ذنبي ففي عينيكِ مغفرتي
يا ذنب عمري ويا أنقى لياليه

ماذا يفيد الأسى أدمنتُ معصيتي
لا الصفح يجدي ولا الغفران أبغيه

إني أرى العمر في عينيكِ مغفرة
قد ضل قلبي فقولي كيف أهديه



فاروق جويده مصر

الحمدان
08-23-2023, 07:59 PM
بنفسيَ من تشفي أناملها الجوى
فلو قبَّلَ المضنى يديها لما اشتكى

ولو أن قلبي كانَ في القبرِ ساكناً
ومرتْ عليهِ كفها لتحركا



مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
08-23-2023, 07:59 PM
سلي بعدكِ الواشينَ هل ذاعَ لي سرُّ
وإن كانَ أضناني بتبريحهِ الهجرُ

على أنني كاتمتُ صدري ما بهِ
وفي كبدسي ما ليسَ يعلمهُ الصدرُ

حفظتكِ لا أني ارجي من الهوى
وفاءٌ ولكن ليسَ من شيمي الغدرُ

إذا هجعتْ عيناكِ جافاني الكرى
وباتتْ تناجيني الخواطرُ والفكرُ

أقاتلتي ظلماً لي الصبرُ والرضا
وإن كانَ قلبي ليسَ يحلو لي الصبرُ

إذا كانَ ذنبي أنني لكِ عاشقٌ
فمنكِ إليكِ العذرُ لو يشفعُ العذرُ

لكِ النهيُ إلا عن هواكِ وللهوى
بلحظكِ في ألبابنا النهيُ والأمرُ

وقد ذقتُ من حلوِ الزمانِ ومرِّهِ
فلا الحلو أنساني هواكِ ولا المرُّ

ويا رحمَ اللهُ الليالي التي مضتْ
ليالي كنا والزمانُ بنا نضرُ

وكانَ حماماتُ اللواحظِ بيننا
تروحُ وتعدو والقلوبُ لها وكرُ

الا ربَّ ليلٍ أسفرتْ تحتَ جنحهِ
فما شكَّ أهلُ الحيِّ أن طلعَ البدرُ

وقالتْ عذيري منكَ أمسيتَ غادراً
فقلتُ معاذَ اللهِ أن يغدرَ الحرُّ

فقالتْ فما للفجرِ تشكو لهُ الهوى
فقلتُ وهل ليلُ المحبِّ لهُ فجرُ

فقالتْ نسيتَ العهدَ قلتُ وهل سوى
غرامكَ خصمي يومَ يجمعنا الحشرُ

فقامتْ على كبرٍ تقولُ قتلتهُ
كأن لم تكنْ تدري أو عندها خبرُ

ومثلي فتى الدنيا الذي إن مشوا بهِ
إلى القبرِ يطوي مآثرهُ القبرُ



مصطفى صادق الرافعي
مصر

الحمدان
08-23-2023, 10:18 PM
قفا بحمى سلع فساكنه الذي
من الحادث المرهوب أصبح مُنقذي

حبيب إذا ما جاد منه بنظرة
نعمت برؤياه وطال تلذذي

وإن غاب عن عيني أنكرت عيشتي
وضاق علي الرحب من كل منفذ

وكيف اصطبار القلب عن وجه سيد
جميل بآيات الكتاب معوذ

بنفسي شموس الصحو في رونق الضحى
على غصن بالسلسل العذب قد غذى

رضيت بأن يرضى بأني عبده
وليس على ذي الصدق هذا بمأخذ

وما فخر عبد لا يكون ولاؤه
لأكرم خلق الله حافٍ ومحتذى

وأحسنهم وجهاً وأحلى شمائلاً
إذا ما تثنى في رداء ومشوذ

أبي القاسم المختار أفضل مرسل
وأزكى أمين للأوامر منفذ

هو الرحمة المهداة والنعمة التي
بها حبر الرحمن كل موقذ

وذو النقمات الموبقات عدوه
بكل حسام ذي غرار مشحذ

تعطفه برد وروح وراحة
على كبد حرى وقلب مفلذ

وأغراضه ترمى فتصمى حشى الفتى
من الضر والبلوى بسهم مقذذ

ومشربه عذب لوراده روى
تقدس واستعلى عن المشرب القذى

له الحوض يوم الحشر يفضل ماؤه
على عسل للشارب المتلذذ

وأكوابه مثل النجوم وسبقه
لكل حفى متق متبذذ

ويخرج من نار الجحيم بجاهه
من العصب العاصين كل محنذ

به سعدوا بعد الشقاء وكم له
من النار من مستخلص متنقذ

ويسكن من أضحى مطيعاً لأمره
قباباً من الياقوت أو من زمرذ

بطاعته حازوا وحسن اتباعه
عطاءً من الرحمن غير مجذذ

هو المصطفى من ولد آدم كلهم
برغم عمٍ عن رشده حائر بذى

تنقل من شيث إلى متوشلخ
ونوح وسام نجله وارفخشذ

إلى صلب إبراهيم والصادق ابنه
وأصبح من عدنان في خير أفخذ

وخيم في علياء كنانة وانتهى
إلى هاشم جار الفتى المتعوذ

إلى شيبة الحمد المعظم وابنه ال
ذبيح الكريم بن الكريم المنجذ

مناسب في العلياء طاب نجارها
ومن يبتذر ذا اللحد بالسبق يبذذ

له معجزات ليس يدرك شأوها
تتابع فيها كل أزهر أوحذ

أتى بصريح الحق ليس بكاهن
وليس بسحّار ولا بمؤخّذ

بدعوته في المحل حُلت حيا الحيا
فجاد بغيث مغدق غر مشحذ

ولما دعا بالصحو أقلع غيها
وأجفل أجفال النعام المفذد

ولاح لكسرى القهر عند ولاده
ومن حوله من مرزبان وهربذ

فيا قلب إن رمت الغداة سلامة
من الفتن الصم الصلاب به عذ

وإن رمت عزاً شاملاً وصيانة
وعوناً على الدنيا بجانبه لُذ

وإن شئت أن تحيى سعيداً مهذباً
بسنته الزهراء ذات الهدى خُذ

عليك بها فاشدد يديك بحبلها
ومن يطرحها نابذاً فله انبذ

وذر كل شيطان يخالف أمرها
غوى على أحزابه متحوذ

وتابع على تحصيلها كل ناقد
بصير بآفات الكلام مجرذ

يؤم أحاديث الرسوم فيهتدي
بأنوارها نحو الرشاد ويحتذى

وكن مستقيماً للجماعة تابعاً
ومن لم يتابع سنة الله يشذذ



الصرصري العصر المملوكي

الحمدان
08-24-2023, 12:05 AM
‏مررت بدارهم شوقاً إليها
لعلي ألمح الأحباب فيها

فما من نائم في الدار يصحو
وما من زائر يدنو إليها

سألت الجار : ما الأخبار قل لي؟!
فقال : الدار أبقىٰ من ذويها

أما تعلم بأن الناس تمضي
وأن الدار تنعي ساكنيها؟!..

الحمدان
08-24-2023, 12:06 AM
إِن كانَ يُعجِبُكَ السُكوتُ فَإِنَّهُ
قَد كانَ يُعجِبُ قَبلَكَ الأَخيارا

وَلَئِن نَدِمتَ عَلى سُكوتِكَ مَرَّةً
فَلَقَد نَدِمتَ عَلى الكَلامِ مِرارا

إِنَّ السُكوتَ سَلامَةٌ وَلَرُبَّما
زَرَعَ الكَلامُ عَداوَةً وَضِرارا

وَإِذا تَقَرَّبَ خاسِرٌ مِن خاسِرٍ
زادا بِذاكَ خَسارَةً وَتَبارا

أبو العتاهية

الحمدان
08-25-2023, 04:58 PM
أُضاحك ضيفي قبل إِنزال رحله
ويخصبُ عندي والمحلُّ جديبُ

وَما الخصب للأَضياف أَن يكثر القِرى
ولكنما وجه الكَريم خَصيبُ


مسكين الدارمي
العصر الاموي

الحمدان
08-25-2023, 04:59 PM
إِنَّ الكَريم إِذا ما كانَ ذا كَذِب
شانَ التكرّمَ منه ذلك الكذِبُ

الصدقُ أَفضل شُيء أَنت فاعله
لا شيءَ كالصدق لا فخرٌ ولا حسبُ


مسكين الدارمي

الحمدان
08-25-2023, 05:00 PM
رب أُمور قد بريتُ لحاءها
وقومتُ من أَصلابها ثم زعتها

أُقيمُ بدار الحرب ما لَم اهَن بها
فان خفتُ من دار هواناً تركتها

وأَصلحُ جلَّ المال حتىّ تخالني
شَحيحاً وان حق عراني أَهنتها

ولست بولّاج البيوت لفاقةٍ
ولكن اذا اِستغنيتُ عنها ولجتها

أَبيتُ عن الادلاج في الحي نائماً
وأَرض بادلاج وهمّ قطعتها
أَلا أَيُّها الجاري سنيحاً وبارحاً

يُعرّض نفساً لو أَشاء قتلتها
تعارض فخر الفاخرين بعصبة

وَلَو وُضعت لي في إِناء أَكلتها
وان لنا ربعيَّة المجد كلها

موارث آباءٍ كرام ورثتها
اذا قصرَّت أَيدي الرجال عن العى

مددت يدي باعاً عليهم فنلتها
وداعٍ دَعاني للعلى فأَجبته
ودعوة داع في الصديق خذلتها

ومكرمةٍ كانَت رعاية والدي
فعلمنيها والدي ففعلتها

وعَوراء من قبل امرىء ذي قَرابَةٍ
تصاممت عنها بعد ما قد سمعتها

رجاةً غد أَن يعطف الرَحم بيننا
ومظلمةٍ منه بجنبي عركتها

إِذا ما أُمورُ الناس رثَّت وضيعت
وجدت أُموري كلها قد رميتها

وإِنّي سألقى اللَه لَم ارم حرّة
وَلَم تتمنَّ يومَ سرِّ فخنتها

ولا قاذِفٌ نَفسي وَنَفسي بريئة
وَكَيفَ اعتذاري بعد ما قد قذفتها




مسكين الدارمي

الحمدان
08-25-2023, 05:01 PM
لا تجعلني كأَقوام علمتهم
لَم يظلموا لبةً يوماً ولا وَدَجا

اني لأَغلاهم باللحم قد علموا
نيئاً وأَرخصهم باللحم إِذ نضجا

أَنا ابنُ قاتل جوع القوم قد علموا
إِذا السماء كست آفاقها رهجا

يا رب أَمرين قد فرّجتُ بينهما
إِذا هما نشبا في الصدر واِعتلجا

وَلا أَرى صاحبي هجران زوجته
ولا أَحدثها السوآت إِن خرجا

أديمُ خلقي لمن دامت خليقته
وأَمزج الحلو أَحياناً لمن مزجا

وأَقطع الخرق بالخَرقاء لاهية
إِذا الكواكب كانَت في الدجى سرجا

ما أَنزل اللَه من امر فأَكرهُه
إِلا سيجعلُ لي من بعده فرجا

ما مدّ قوم بأَيديهم إِلى شرف
إِلّا رأونا قياماً فوقهم درجا

لم يجعلِ اللَه قَلبي حين ينزلُ بي
همٌ تضيقني ضيقاً ولا حرجا



مسكين الدارمي

الحمدان
08-25-2023, 07:17 PM
إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها
فَعُقبى كل خافِقَةٍ سُكونُ

ولا تَغفَل عن الإِحسان فيها
فَما تدري السُكونُ متى يكون

وإن دَرَّت نِياقُكَ فَاِحتَلِبها
فَما تدري الفَصيلُ لمن يكون

إِذا ظَفِرَت يداك فَلا تَقصِّر
فإن الدهر عادَتَهُ يَخون



علي بن أبي طالب
رضي الله عنه

الحمدان
08-25-2023, 09:24 PM
ماذا عَن القوم؟! لا عادُوا، ولا وَصَلُوا
ولا عَلِمنا بأيِّ الأرضِ قد نَزَلوا

هل أحرَزوا النصر؟ أين الريحُ تُخبرنا
ما عادت الريحُ بالأخبارِ ترتحلُ

زادُوا على تَعَبي خَوفاً ومَسكَنَةً
جادُوا عليّ، ألا يا ليتهم بَخِلوا

يا سامُ أَسألُ نفسي مَحضَ أسئلةٍ
أرجو الجوابَ، ولكن تَبخَلُ الجُملُ

يَموت فيها كلامُ الشعر في لغتي
وفي شفاهِ العذارى تُنحَرُ القُبَلُ

ماذا أقولُ لِصنعا حين تسألني
عنهم أَلَم تَدرِ صنعا أنهم ثَمِلُوا؟

تبكي وتندب قوماً كلما خرجوا
من مَعبرٍ مظلمٍ في مِثلِهِ دَخلوا

كأنهم وسْط نارِ الحرب موقدُها
في الأرض، ما خُلقوا إلا لِيقتتلوا

يا سامُ قُم لترى صنعاءَ منهكةً
طغى عليها الفتى الملعونُ والعِللُ

تدورُ حولَ مفاهيمٍ مُزيفةٍ
كما تَدورُ على العصّارةِ الإبلُ

يا سامُ قُم لِتَرى صنعاءَ مُوجَعةً
تُبدِي الدموعَ، فَتُبدي صَمتَها الدولُ

بكاؤُها اليومَ يُبكي كُلَّ ذي خلدٍ
وخلفهُ نفخةٌ يَرمِي بها الأزلُ

وأنتَ تَسكن في قبرٍ، وتترك ما
بَنيتَ، والأرضُ جرحٌ ليس يندملُ

يا سامُ قُم لترى صنعاءَ إِنَّ بها
قوماً يزيدون جوعاً كلما أكلوا

ذئبٌ تَذمَّر مِن ظُلم الحياةِ ومن
جَورِ القويِّ وفي أنيابهِ حَملُ

لا شأنَ لي بعليٍّ أو معاويةً
ولا بمن رفضوا حكماً ومَن قبِلوا

شيخٌ يُفتّش في التوراةِ ليس له
شغلٌ سوى المدحِ في أمجادِ مَن رحلوا

أتى لِيُشبعَ جُوعِي ثم أشبعني
مَوتاً وها أنذا في القبر احتفلُ

أتى يُضمّد جرحي ثم وسَّعَهُ
نجاسةٍ بلعابِ الكلب تَغتَسِلُ

تقولُ صنعا بأن الحظَّ يكرهُها
وإن دَنَت مِن سبيلٍ أغلِقت سُبلُ

قالت لنا ذاك ربي ذاك أكبرُهُم
جهلاً بهم ثم تابَت بعدما أفلوا

المشتري بائعٌ والأرضُ واقفةٌ
قل لي لمن تنشد الأشعارَ يا زُحلُ؟

هم يَكذبون عليها كلما نَطَقوا
نحن العروبةُ يا صنعا.. ونَحن أُولُو

سنَقتل الظلمَ غدراً لا مقارعةً
وحين تؤمِنُ صَنعا تَكفُرُ الحِيلُ

وحين تَسمعُ ما قالوه يُخجلها
سَماعُهُ والذي قالُوهُ ما خَجلوا

يا سامُ قُم لِترى صنعاءَ أغنيةً
بغى على لحنِها التقليدُ والمللُ

كانت تفوحُ بطِيبٍ ثم حوّلها
إلى دُخَانٍ وأضحى يُضرَبُ المَثلُ

الداءُ من جهةٍ والفقرُ من جهةٍ
والشَّرُّ مُنفَتحٌ والخيرُ مُنقَفِلُ

ما للظفائر يا بلقيسُ تأكلها
نارٌ بها هذه من تلك تشتعلُ

عودي كما كنت أُمّاً كي أعودَ أباً
منك البخور ومني البنُّ والعسلُ

يا مَن يُعلمني نحواً وتَوريةً
تعال أخبِرْكَ ماذا يَصنع البَدلُ

لا تَحسبِ الأرضَ عن إنجابِها عَقِرت
مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتي لِلفِدا جَبَلُ

فالغصنُ يُنبتُ غصناً حين نَقطعه
والليلُ يُنجبُ صبحاً حين يَكتملُ

سَتمطر الأرضُ يَوماً رغم شِحّتِها
ومِن بطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ




عبدالله البردوني
اليمن

الحمدان
08-25-2023, 10:56 PM
كُــنْ بَـلْـسَـمًـا إِنْ صَـارَ دَهْـرُكَ أَرْقَـمَـا
وَحَــلَاوَةً إِنْ صَــارَ غَــيْــرُكَ عَـلْـقَـمَـا

إِنَّ الْــحَــيَــاةَ حَـبَـتْـكَ كُـلَّ كُـنُـوزِهَـا
لَا تَـبْـخَـلَـنَّ عَـلَـى الْـحَـيَـاةِ بِبَعْضِ مَا

أَحْـسِـنْ وَإِنْ لَـمْ تُـجْـزَ حَـتَّـى بِـالـثَّنَا
أَيَّ الْـجَـزَاءِ الْـغَـيْـثُ يَبْغِي إِنْ هَمَى؟

مَـــنْ ذَا يُــكَــافِــئُ زَهْــرَةً فَــوَّاحَــةً
أَوْ مَـنْ يُـثِـيـبُ الْـبُـلْـبُـلَ الْـمُـتَـرَنِّـمَا؟

عُـدَّ الْـكِـرَامَ الْـمُـحْـسِـنِـيـنَ وَشيخـهُمُ
بِــهِــمَـا تَـجِـدْ هَـذَيْـنِ مِـنْـهُـمْ أَكْـرَمَـا

يَـا صَـاحِ خُـذْ عِـلْـمَ الْـمَـحَـبَّـةِ عَنْهُمَا
إِنِّــي وَجَــدْتُ الْـحُـبَّ عِـلْـمًـا قَـيِّـمَـا

لَــوْ لَــمْ تَـفُـحْ هَـذِي، وَهَـذَا مَـا شَـدَا
عَــاشَــتْ مُـذَمَّـمَـةً وَعَـاشَ مُـذَمَّـمَـا

فَـاعْـمَـلْ لِإِسْـعَـادِ الـسِّـوَى وَهَـنَـائِهِمْ
إِنْ شِـئْـتَ تَـسْـعَـدْ فِي الْحَيَاةِ وَتَنْعَمَا

أَيْـقِـظْ شُـعُـورَكَ بِـالْـمَـحَـبَّـةِ إِنْ غَـفَـا
لَـوْلَا الـشُّـعُـورُ الـنَّـاسُ كَانُوا كَالدُّمَى

أَحْـبِـبْ فَـيَـغْـدُو الْـكُـوْخُ كَـوْنًـا نَـيِّرًا
وَابْغَضْ فَيُمْسِي الْكَوْنُ سِجْنًا مُظْلِمَا


إيليا أبو ماضي

الحمدان
08-26-2023, 07:24 PM
تَرَكتَ النَجَم مِثلَكَ مُستَهاما
فَإِن تَسهُ سَها أَو نِمتَ ناما

بِنَفسِكَ لَوعَةٌ لَو في الغَوادي
لَصارَت كُلُّ ماطِرَةٍ جَهاما

وَفيكَ صَبابَةٌ لَو في جَمادٍ
لَأَشبَهَ دَمعَكَ الجاري اِنسِجاما

هَوىً بِكَ في العِذامِ لَه دَبيبٌ
أَشابَكَ وَهوَ لَم يَبرَح غُلاما

يَظُنُّ بِكَ اللَيلُ يَحوي فيكَ شَخصاً
وَما يَحوي الدُجى إِلّا عِظاما

نَفَيتَ الغَمضَ عَن جَفنَيكَ يَأتي
كَأَنَّكَ واصِلٌ فيهِ المَلاما

أَتَأرَقُ ثُمَّ تَرجو الطَيفَ يَأتي
شَكاكُ الطَيفِ لَو مَلَكَ الكَلاما

شَجَتكَ النائِحاتُ بِجُنحِ لَيلٍ
فَبِتَّ تُساجِلُ النَوحَ الحَماما

لَكِدتَ تُعَلِّمُ الطَيرَ القَوافي
وَكِدتَ تُعَلِّمُ اللَيلَ الغَراما

إِذا ذُكِرَ الشَآمُ بَكَيتَ وَجداً
وَما تَنفَكُّ تَذَّكَّرُ الشَآما

وَكُنتَ سَلَوتَهُ إِلّا قَليلاً
وَكُنتَ هَجَرتَهُ إِلّا لِماما

رُوَيدَكَ أَيُّها اللاحي رُوَيداً
لَكَ الوَيلاتُ لَيتَ سِواكَ لاما

أَأَرقُدُ وَالخُطوبُ تَطوفُ حَولي
وَأَقعُدُ بَعدَما الثَقَلانِ قاما

وَيَشقى مَوطِني وَأَنامُ عَنهُ
إِذاً مَن يَدفَعُ الخَطَرَ الجُساما

بِلادي لا عَرا شَرٌّ بِلادي
وَلا بَلَغَ العِدى مِنها مَراما

لَبِستُ اللَيلَ إِشفاقاً عَلَيها
وَإِن شاءَت لَبِستُ لَها القَتاما

وَقَفتُ لَها اليَراعَ أَذُبُّ عَنها
فَإِن يَكهَم وَقَفتُ لَها الحُساما

سَقى قُطرَ الشَآمِ القَطرُ عَنّي
وَحَيّا أَهلَهُ الصيدَ الكِراما

دَوَت صَيحاتُهُم في كُلِّ صِقعٍ
فَكادَت تَنشُرُ المَوتى الرِماما

وَتَطبَعُ في المُحَيّا بِشراً
وَتُغلِقُ في فَمِ الثَكلى اِبتِساما

فَحَوَّلَتِ القُنوطَ إِلى رَجاءٍ
وَصَيَّرَتِ الوَنى فينا اِعتِزاما

غَدَونا كُلَّما ذُكِروا طَرِبنا
كَأَنَّ بِنا المُعَتَّقَةَ المُداما

وَلَم أَرَ كَالضَميرِ الحُرِّ فَخراً
وَلَم أَرَ كَالضَميرِ العَبدِ ذاما

إِذا غابَ الذَليلُ النَفسِ عَنّي
نَظَرتُ إِلى الَّذي حَمَلَ الوِساما

إِذا جَلَبَ الكَلامُ عَلَيَّ عاراً
هَجَرتُ النُطقَ أَحسَبُهُ حَراما

وَأَجفو القَصرَ يُلزِمُني هَواناً
وَأَهوى العِزَّ يُلزِمُني الحِماما

رِجالَ التُركِ ما نَبغي اِنتِفاضاً
لَعَمرُكُم وَلا نَبغي اِنتِقاما

وَلَكِنّا نُطالِبُكُم بِحَقٍّ
وَنَكرَهُ مَن يُريدُ لَنا اِهتِضاما

حَمَلنا نيرَ ظُلمِكُمُ قُروناً
فَأَبلاها وَأَبلانا وَداما

رَعَيتُم أَرضَنا فَتَرَكتُموها
إِذا وَقَعَ الجَرادُ رَعى الرُغاما

فَباتَ الذِئبُ يَشكوكُم عُواءً
وَباتَ الظَبيُ يَشكوكُم بُغاما

جَرَيتُم بِالهِلالِ إِلى مَحاقٍ
وَلَولا جَهلُكُم بَلَغَ الطَماما

وَكُنتُمُ كُلَّما زِدنا لِياناً
لِنَسبِرَ غَورَكُم زِدتُم عَراما

فَما رَقَبتُمُ فينا جِواراً
وَلا حَفِظَت لَنا يَدُكُم ذِماما

أَثَرتُم بينَنا الأَحقادَ حَتّى
لَيَقتُلُ بَعضُنا نَعداً خِصاما

وَشاءَ اللَهُ كَيدَكُمُ فَبِتنا
كَمِثلِ الماءِ وَالخَمرِ اِلتِئاما

فَجَهلاً تَبعَثونَ الرُسلَ فينا
تَديفُ لَنا مَعَ الأَريِ السِماما

سَنَرمُقُهُم إِذا طَلَعوا عَلَينا
كَأَنّا نَرمُقُ الداءَ العُقاما

فَإِنَّ عُرىً شَدَدناها وِثاقاً
نَموتُ وَلا نَطيقُ لَها اِنفِصاما

خَفِ التُركِيَّ يَحلِفُ بِالمَثاني
وَخَفهُ كُلَّما صَلّى وَصاما

وَمَن يَستَنزِلُ الأَتراكَ خَيراً
كَمَن يَستَقبِسُ الماءَ الضِراما

هُمُ نَزَعوا لِواءَ المُلكِ مِنّا
وَنازَعنا طَغامُهُمُ الضِراما

وَقالوا نَحنُ لِلإِسلامِ سورٌ
وَإِنَّ بِنا الخِلافَةَ وَالإِماما

فَهَل في دينِ أَحمَدَ أَن يَجورُا
وَهَل في دينِ أَحمَدَ أَن نُضاما

إِلى كَم يَحصُرونَ الحُكمَ فيهِم
وَكَم ذا يَبتَغونَ بِنا اِحتِكاما

أَحَسنا نَحنُ أَكثَرَهُم رِجالاً
إِذا عُدّوا وَأَرفَعُهُم مَقاما

إِذا طَلَعَت ذُكاءً فَلَيسَ تَخفى
وَلَو حاكوا الظَلامَ لَها لِثاما

مُخَوُّفَنا المُثَقَّفَةَ العَوالي
لَقَد هَدَّدتَ بِالجَمرِ النَعاما

سَنوقِدُها تُعيرُ الشَمسَ ناراً
وَيُعيِ أَمرُها الجَيشَ اللَهاما

وَعِلمُ المَرءِ أَنَّ المَوتَ آتٍ
يُهَوِّنُ عِندَهُ المَوتَ الزُؤاما




إيليا أبو ماضي
لبنان

الحمدان
08-26-2023, 07:25 PM
ما عَزَّ مَن لَم يَصحَبِ الخَذِما
فَاِحطِم دَواتَكَ وَاِكسِرِ القَلَما

وَاِرحَم صِباكَ الغَضَّ إِنَّهُمُ
لا يَحمِلونَ وَتَحمِلُ الأَلَما

كَم ذا تُنادِهِم وَقَد هَجَعوا
أَحَسِبتَ أَنَّكَ تُسمِعُ الرِمَما

ما قامَ في آذانِهِم صَمَمٌ
وَكَأَنَّ في آذانِهِم صَمَما

القَومُ حاجاتُهُم إِلى هِمَمٍ
أَو أَنتَ مِمَّن يَخلِقُ الهِمَما

تَاللَهِ لَو كُنتَ اِبنَ ساعِدَةٍ
أَدَباً وَحاتِمَ طَيِّئٍ كَرَما

وَبَذَذتَ جالِنوسَ حِكمَتَهُ
وَالعِلمَ رِسطاطاليسَ وَالشِيَما

وَسَبَقتَ كُلُمبوسَ مُكتَشِفاً
وَشَأَوتَ آديسونَ مُعتَزِما

فَسَلَبتَ هَذا البَحرَ لُؤلُؤَةً
وَحَبوتَهُم إِيّاهُ مُنتَظَما

وَكَشَفتَ أَسرارَ الوُجودِ لَهُم
وَجَعَلتَ كُلَّ مُبَعَّدٍ أَمَما

ما كُنتَ فيهِم غَيرَ مُتَّهَمٍ
إِنّي وَجَدتُ الحُرَّ مُتَّهَما


إيليا ابو ماضي

الحمدان
08-27-2023, 04:39 PM
حملتُ صوتكَ في قلبي وأوردتي
فما عليك إذا فارقتَ معركتي

أطعمتُ للريح أبياتي وزخرفها
إن لم تكن كسيوف النار.. قافيتي

آمنت بالحرفِ.. إما ميتاً عَدَماً
أو ناصباً لعدوّي حبلَ مشنقِة

آمنت بالحرف ناراً لا يضير إذا
كنتُ الرمادَ أنا أو كان طاغيتي

فإن سقطتُ وكفي رافع علمي
سيكتبُ الناس فوق القبر لم يمت




محمود درويش
فلسطين

الحمدان
08-27-2023, 04:40 PM
مطر على أشجاره ويدي على
أحجاره والملح فوق شفاهي

من لي بشبّاك يقي جمر الهوى
من نسمة فوق الرصيف اللاهي ؟

وطني ! عيونك أم غيومٌ ذوَّبت
أوتار قلبي في جراح إلهِ !

هل تأخذنَّ يدي ؟ فسبحان الذي
يحمي غريبا من مذلِّة آهِ

ظلُّ الغريب على الغريب عباءةٌ
تحميه من لسع الأسى التيّاهِ

هل تُلْقِيَنَّ على عراء تسولي
أستار قبر صار بعض ملاهي

لأشمَّ رائحة الذين تنفَّسوا
مهدي... وعطر البرتقال الساهي

وطني ! أُفتِّش عنك فيك فلا أرى
إلاّ شقوق يديك فوق جباهِ

وطني أتفتحُ في الخرائب كوة؟
فالملح ذاب على يدي وشفاهي

مطر على الإسفلتِ يجرفني إلى
ميناءِ موتانا ... وجرحُك ناهِ




محمود درويش

الحمدان
08-27-2023, 10:21 PM
لَعَمري لقد أشجى تميماً وهدّها
على نكَباتِ الدهر موت الفرزدق

عشيةَ راحوا للفِراق بنعشِهِ
إلى جَدَثٍ في هُوّةِ الأرضِ مُعمَقِ

لقد غادروا في اللحدِ من كان ينتمي
إلى كُلّ نجمٍ في السماءِ مُحلِّقِ

ثَوى حامِلُ الأثقالِ عَن كلِّ مُغرَمٍ
وَدامِغُ شَيطانِ الغَشومِ السَمَلَّقِ

عِمادُ تَميمٍ كلِّها ولسانُها
وناطقُها البَذّاخُ في كلّ منطقِ

فَمَن لِذوي الأرحامِ بعدَ ابن غالبٍ
لِجارٍ وَعانٍ في السلاسلِ موثَقِ

ومَن لِيتيمٍ بعد موتِ ابن غالبٍ
وأمِّ عيالٍ ساغبينَ ودَردَقِ

ومَن يُطلِقُ الأسرى ومَن يُحقنُ الدِما
يداهُ ويَشفي صدرَ حَرّانَ مُحنَقِ

وكَم مِن دمٍ غالٍ تحمّلَ ثِقلَهُ
وكان حَمولاً في وفاءٍ ومَصدَقِ

وكَم حِصنِ جبّارٍ هُمامٍ وسوقَةٍ
إذا ما أتى أبوابَهُ لم تُغلَّقِ

تَفَتَّحُ أبواب الملوكِ لوجههِ
بغيرِ حجابٍ دونَهُ أو تمَلُّقِ

لِتَبكِ عليهِ الإنسُ والجنُّ إذ ثَوى
فتى مُضَرٍ في كلّ غربٍ ومشرِقِ

فتىً عاش يبني المجدَ تسعين حِجّةً
وكان إلى الخيراتِ والمجدِ يرتقي

فما مات حتى لم يُخَلِّف وراءهُ
بِحَيَّةِ وادٍ صَولَةٍ غيرَ مُصعَقِ



جرير. يرثى الفرزدق

الحمدان
08-27-2023, 10:22 PM
تَركتُم بِوادي رحرحان نساءَكُم
ويم الصّفا لاقيتم الشّعب أوعرا

سمعتم بني مجدٍ دعَوا يا لَعامر
فكنتُم نعاماً عند ذاك منقِّرا



جرير

الحمدان
08-28-2023, 01:12 PM
ولم أرَ كالأجداثِ منظرَ وَحْشةٍ
ولا واعظي جُلاّسهم كالمقابرِ

لقد دبّرَ الدنيا حكيمٌ مدبّرٌ
لطيفٌ خبيرٌ عالمٌ بالسرائرِ

إذا أبقت الدنيا على المرء دينه
فما فاته منها فليس بضائرِ

إذا أنت لم تُؤثرْ رضى الله وحده
على كلّ ما تهوى فلستَ بصابر

إذا كنت َ بالدنيا بصيراً فإنّما
بلاغُك منها مثلُ زاد المُسافر




أبو العتاهية

الحمدان
08-28-2023, 01:12 PM
أشَدُّ الجِهادِ جِهادُ الهوَى
وما كَرْمَ المَرْءَ إلاّ التُّقَى

وأخلاقُ ذي الفضْلِ مَعرُوفَةٌ
ببَذلِ الجَميلِ وكفّ الأذى

ولَيسَ الغِنى نَشَبٌ في يدٍ
ولكنْ غِنى النّفس كلُّ الغِنى

وإنّا لَفي صُنُعٍ ظاهِرٍ
يَدُلّ على صانعٍ لا يُرَى


أبو العتاهية

الحمدان
08-28-2023, 02:31 PM
قصدت باب الرجا والناس قد رقدوا
وبت أشكوا إلى مولاي ما أجد

وقلت يا أملي في كل نائبة
يا من إليه لكشف الضر اعتمد

اشكوا إليك أمورا أنت تعلمها
مالي على حملها صبرا ولاجلد

وقد بسطت يدي بالذل مفتقرا
اليك ياخير من مدت اليه يد

فلا تردنها يارب خائبة
فبحر جودك يروي كل من يرد

الحمدان
08-28-2023, 02:32 PM
لا تأمن الموت في طرف ولا نفس
وإن تمنعت بالحجاب والحرس

فما تزال سهام الموت صائبة
في جنب مدرع منها ومترس



أبو العتاهية

الحمدان
08-28-2023, 02:32 PM
من مبلغ عني الإمام نصائحاً متوالية
إني أرى الأسعار أسعار الرعيّة غالية

وأرى المكاسب نزرة وأرى الضرورة فاشية
وأرى هموم الدهر رائحة تمرّ وغادية



أبو العتاهية

الحمدان
08-28-2023, 02:32 PM
إذا المرء لم ينهض بما فيه مجده
قضى وهو كَلّ في خدور العواتق

وأي حياة لأمرئ إن تنكرت
له الحال لم يعقد سيور المناطق



محمود سامي البارودي

الحمدان
08-28-2023, 02:33 PM
أَتَجمَعُ مالاً لا تُقَدِّمُ بَعضَهُ
لِنَفسِكَ ذُخراً إِنَّ ذا لَسُقوطُ

وَتُوصي بِهِ بَعدَ المَماتِ جَهالَةً
وَتَترُكُهُ حَياً وَأَنتَ بَسيطُ



أبو العتاهية

الحمدان
08-28-2023, 02:33 PM
فيا عجباً تموتُ وأنت تبني
وتتخذُ المصانعَ والقِبابا

أراكَ وكُلّما أغلقتَ باباً
من الدنيا فتحتَ عليكَ بابا

ألم تر أن كلّ صباحِ يومٍ
يزيدكَ من منيّتِكَ اقترابا


أبو العتاهية

الحمدان
08-28-2023, 02:34 PM
أرى المرء تعجبه نفسه
فأعجب والأمر عندي عجيب

وماهو إلا على نقصه
فيوماً يشب ويوماً يشيب

ألا يعجب المرء من نفسه
إذا مانعاه إليه المشيب

إذا عبت أمراً فلا تأته
فذو اللب مجتنب مايعيب

ودع ما يريبك لا تأته
وجزه الا كل ما لا يريب



أبو العتاهية

الحمدان
08-28-2023, 02:34 PM
ولم أر فضلاً تمّ إلا بشيمةٍ
ولم أر عقلاً صحَّ إلا على أدب

ولم أرَ في الأعداءِ حين خبرتُهُم
عدّواً لعقلِ المرء أعدى من الغضب



أبو العتاهية

الحمدان
08-28-2023, 03:20 PM
وتشاءُ أنت من البشائر قطرةً
ويشاءُ ربُك أن يُغيثك بالمطر

وتشاءُ انت من الأماني نجمةً
ويشاءُ ربُك أن يُناولك القمر

وتشاءُ انت من الحياة غنيمة
ويشاءُ ربُك أن يسوق لك الدرر

وتظلُ تسعى جاهدا في همة
والله يعطي من يشاء إذا شكر

والله يمنع إن أراد بحكمة
لابد أن ترضى بما حكم القدر

الحمدان
08-28-2023, 03:24 PM
وليسَ ينالُ المجدَ من كان هَمُّهُ
طروقَ الأغاني واعتِناقَ الحَبائبِ

ولا بلغَ العلياءَ إلّا ابنُ حُرّةٍ
قليلُ افتِكارٍ في وقوعِ العواقبِ

جريءٌ على الأعداءِ مُرٌّ مذاقُهُ
بعيدُ المدى جمُّ الندى والمواهبِ

حَليفُ سُرًى جوّابُ أرضٍ تجاوزَت
به العِيسُ أجوازَ القِفارِ السباسبِ


ابن المقرب

الحمدان
08-28-2023, 04:08 PM
ما أَنصَفَ الطَلَلُ العافي بِماوانا
لَم نُشجِهِ يَومَ سَلَّمنا وَأَشجانا

عُجنا نُحَيّيهِ إِجلالاً وَتَكرِمَةً
مِنّا فَلَم نُبكِهِ شَوقاً وَأَبكانا

وَكُنتُ أَحسبُهُ وَالدَهرُ ذُو غِيَرٍ
لَو لَم نُحَيِّ مَغانِيهِ لَحَيّانا

فَلَستُ أَدري لِإِنكارٍ تَخَوَّنَهُ
أَم بِالعُقوقِ عَلى عَمدٍ تَوَخّانا

فَإِن يَكُن ذاكَ إِنكاراً فَلا عَجَبٌ
فَالشَيءُ يُنكِرُهُ ذُو اللُبِّ أَحيانا

رَأى عَلى شُعَبِ الأَكوارِ أَزفِلَةً
شِيباً وَيَعهَدُنا بِالأَمسِ شُبّانا

كُلٌّ مِنَ الضَعفِ قَد أَشفى عَلى هَرَمٍ
وَعِندَهُ أَنَّ حينَ الشَيبِ ما حانا

أَقُولُ وَالدَمعُ قَد بَلَّت بَوادِرُهُ
مِنّا خُدُوداً وَأَذقاناً وَأَردانا

وَقَد مُلِئتُ بِما عاينتُهُ عَجَبَاً
ما ضَرَّ سَهمَ الرَزايا لَو تَخَطَّانا

ما الذَنبُ لِلرَبعِ في هَذا فَنُلزِمُهُ
عَتباً وَلَكِنَّ هَذا الدَهرَ لا كانا

لَو لَم تَحُلَّ بِنادينا زَلازِلُهُ
لَكانَ ذَلِكُمُ الإِنكارُ عِرفانا

إِيهاً خَلِيلَيَّ مِن ذُهلِ بنِ ثَعلَبَةٍ
مَن لَم يُهِن نَفسَهُ في حَقِّها هانا

قُوما فَفي الأَرضِ عَن ذِي إِحنَةٍ سَعَةٌ
وَالحُرُّ يَختارُ أَخداناً وَأَوطانا

وَإِنَّني وَاجِدٌ في كُلِّ ناحِيَةٍ
بِالدارِ داراً وَبِالجيرانِ جِيرانا

كَم ذا المُقامُ عَلى ذُلٍّ وَمَنقَصَةٍ
وَكَم أُجَرَّعُ كَأسَ الضَيمِ مَلآنا

يَسُومني الخَسفَ أَقوامٌ أُبوّتهُم
عَبِيدُ آبايَ إِقراراً وَإِذعانا

أَرضى وَأَقنَعُ بِالحَظِّ الخَسيسِ وَلَو
أُنصِفتُ كُنتُ لَها بَدءاً وُثنيانا

وَيَعتَرِيني الأَذى مِن كُلِّ نازِلَةٍ
أَلقى أَوائِلَهُ في الناسِ خمّانا

يَعُدُّ إِن قالَ صِدقاً مِن مَفاخِرِهِ
كَرّاً وَمرّاً وَمِسحاةً وَفدّانا

يا دَهرُ إِن كُنتَ يَقظاناً فَقُم عَجِلاً
أَو ما تَزالُ إِذا نُوديتَ وَسنانا

فَاِنظُر أُمُوراً وَأَحوالاً مُنَكَّسَةً
ما كُنتُ نائِلَها لَو كُنت يَقظانا

جَدعاً وَعَقراً وَعَثراً يا زَمانُ وَلا
لَعاً لَقَد سُمتَنا جَوراً وَعُدوانا

ذَهَبتَ بِالعِزِّ وَاِستَبقَيتَ لِي غِرَراً
صُمّاً عَن الخَيرِ وَالمَعرُوفِ عُميانا

يَرى الغَنيمَةَ مَن يَرجُو نَوالَهُمُ
أَن لا يَعُودَ إِلى نادِيهِ عُريانا

وَجالِبُ المَدحِ يَستَمري أَكُفَّهُمُ
كَحالِبِ التَيسِ يَرجُو مِنهُ أَلبانا

يَعُدُّ مَمدُوحُهُم إِصغاءَ مَسمَعِهِ
إِلى مُمَدِّحِهِ فَضلاً وَإِحسانا

لِعِلمِهِ أَنَّهُ قَد جاءَ مُبتَدِعاً
وَقالَ في حَقِّهِ زُوراً وَبُهتانا

الحَمدُ لِلّهِ لَم أُنزِل بِهِم أَمَلاً
يَوماً فَأَرجِعُ كابي الزَّندِ خَزيانا

وَلا رَأَيتُهُمُ أَهلاً لِمَكرُمَةٍ
فَأَجتَدي مِنهُمُ مَقتاً وَحِرمانا

وَكَيفَ أُنزِلُ آمالي بِمُقرِفَةٍ
مَصّوا أَفاوِيقَ ثَديِ اللُؤمِ وِلدانا

يَرى جَوادُهُم العافي فَتَحسِبُهُ
رَأى هِزَبراً هَريتَ الشَدقِ طيّانا

يُخالُ سائِلهُم مِن صَرِّ أَوجُهِهم
بِالمِلحِ يَعرِكُ آنافاً وَآذانا

كَأَنَّما نَغمَةُ المُمتاحِ سَيبُهُمُ
سَهمٌ أَحَنَّ بِهِ كَبداءَ مِرنانا

جُودُ الكَريمِ لمن أَصفي مَوَدَّتَهُ
بَدءاً وَعَوداً وَإِسراراً وَإِعلانا

وَجُودُ كُلِّ لَئيمِ الطَبعِ يُمطِرُهُ
أَهلَ العَداوَةِ أَو مَن كانَ عَجّانا

يا أَيُّها الراكِبُ المُزجي لِطيَّتِهِ
وَجناءَ مَوّارَةِ الضَبعَينِ مِذعانا

أَبلِغ عَلى النَأيِ قَومي حَيثُ ما نَزَلُوا
بَرّاً وَبَحراً وَأَجبالاً وَغِيضانا

وَقُل لَهُم عَن لِساني غَيرَ مُتَّئِبٍ
قَولاً تُبَيِّنُهُ لِلقَومِ تِبيانا

كَم ذا التَغافُلُ عَمّا قَد مُنِيتُ بِهِ
وَكَم أَهُزُّكُمُ مَثنى وَوُحدانا

أَتَقنَعُونَ بِأَن أَطوي رَجاءَكُمُ
يَأساً وَأَن أَتَرَجّى الحَيَّ قَحطانا

وَأَن أُفارِقَكُم حَرّانَ قَد بَرَدَت
بِيَ المُعادُونَ أَحقاداً وَأَضغانا

لا وَفَّقَ اللَهُ في بَدوٍ وَلا حَضَرٍ
أَعَقَّنا لِمَواليهِ وَأَجفانا

وَلا رَعى في رَعاياهُ الَّتي حُفِظَت
أَبَرَّنا بِمُعادِيهِ وَأَحفانا

يا لَيتَ شِعرِيَ إِن زُمَّت رَكائِبُنا
وَقُطِّعَت مِن قُرى البَحرَينِ أَقوَانا

وَأَصبَحَت قَد أَناخَت في ذُرى مَلِكٍ
مِن حِميَرٍ أَو بَقايا الحَيِّ كَهلانا

وَجاءَتِ القَومُ أَفواجاً لِتَسأَلَني
فَصادَفُوا مَنطِقي لِلفَضلِ عُنوانا

فَإِن أُجَمجِم وَأُخفي عَنهُمُ خَبري
حَمِيَّةً جَلَبَت هَوناً وَنُقصانا

وَإِن أَقُل كُنتُ ذا مالٍ فَمَزَّقَهُ
صَرفٌ مِنَ الدَهرِ ما يَنفَكُّ يَلحانا

يُقالُ لي كُلُّ تَفريقٍ لَهُ سَبَبٌ
يَجري فَأورِد عَلَينا الأَمرَ وَالشانا

فَإِن أَقُل سَيِّدا قَومي هُما سَبَبٌ
لِذاكَ لَم أَرَ هَذا القَولَ إِحسانا

هَذا لَعَمري أَطاعَ الكاشِحينَ وَلَم
يَعطِف وَأَصغى إِلى الواشينَ إِذعانا

وَمَنَّ بَعدَ ذَهابِ المالِ عَن عَرَضٍ
يفَتِّرُ النَفسَ كَي نَدعُوهُ مَنّانا

وَجِئتُ هَذا أُرَجّي عِندَهُ أَمَلاً
نَزراً فَصادَفتُ إِعراضاً وَحِرمانا

وَفي مَوَدَّتِهِ لاقَيتُ كُلَّ أَذىً
وَاِجتيحَ وَفرِيَ بُغضاً لِي وَشَنآنا

وَكُلُّ ذِي غُصَّةٍ بِالماءِ يَدفَعُها
فَكَيفَ يَصنَعُ مَن بِالماءِ غَصّانا

وَما عَلى مَن يَقُولُ الصِدقَ مِن حَرَجٍ
وَلَيسَ تَلزَمُهُ ذَنباً وَلا ذانا

لا عَزَّ قَومٌ يَعيشُ الكَلبُ ذا بغَرٍ
ما بِينَهُم وَيَمُوتُ اللَيثُ عَطشانا

وَقائِلٍ عَدِّ عَن نَظمِ القَريضِ فَقَد
أَسمَعتَ مِن قَبلُ لَو نَبَّهتَ يَقظانا

المَجدُ أَمسى دَفيناً بِالعذارِ فَقُم
كَيما تُقيمَ لَهُ نَوحاً وَإِرنانا

فَلَيسَ بَعدَ عِمادِ الدِينِ مِن مَلِكٍ
تَخُطُّ فيهِ رُواةُ الشِعرِ دِيوانا

يا ثُكلَ أُمِّ العِدى وَالمَكرُماتِ أَما
لَو يَنطِقُ الدَهرُ عَزّاها وَعَزّانا

فَقُلتُ لَم نَرَ فيهِ مِن خِلالِ عُلاً
إِلّا وَنَحنُ نَراها في اِبنِهِ الآنا

حَزمٌ وَعَزمٌ وَبَأسٌ صادِقٌ وَنَدىً
غَمرٌ وَحِلمٌ وَعَقلٌ فاقَ لُقمانا

يا فَضلُ دَعوةَ ذِي قُربى دَعاكَ وَقَد
أَحَسَّ لِلضَيمِ في أَحشاهُ نِيرانا

أَنتَ الَّذي تَرَكَ الأَعداءَ هَيبَتُهُ
كُلٌّ يُجَمجِمُ ما يَلقاهُ حَيرانا

يَأبى لَكَ المَجدُ وَالطَبعُ الكَريمُ بِأَن
تُدعى عَلى المالِ لِلأَحداثِ خَزّانا

يا مَن يَرى بَذلَهُ الأَموال فائدةً
تَبقى لَهُ وَيَرى الإِمساكَ خُسرانا

وَأَنتَ للدَوحَةُ اللّاتي أَرُومَتُها
طابَت فَمَدَّت عَلى الأَغصانِ أَغصانا

وَفِي يَدَيكَ سَحابُ الجُودِ تُمطِرُها
عَلى الخَلائِقِ أَوراقاً وَعِقيانا

أُعِيذُ مَجدَكَ أَن أَشقى وَتَعرِفُني
نُيُوبُ دَهرٍ تَرُدُّ القَرمَ حُلّانا

نَماكَ لِلمَجدِ آباءٌ بِهِم شَرُفَت
رَبِيعَةُ الغُرُّ عَدناناً وَقَحطانا

قَومٌ هُمُ ثَأَرُوا حُجراً وَهُم أَسَرُوا
عَمراً وَهُم قَهَرُوا ذا التاج صُهبانا

وَهُم أَباحُوا حِمى كِسرى وَهُم قَتَلُوا
هامُرزَ وَاِستَنزَلُوا الأُسوارَ مَهرانا

كانُوا جِبالاً لِنَجدٍ تَستَقِرُّ بِها
عَن الزَلازِلِ إِن ماجَت وَأَركانا

حَتّى إِذا اِرتَحَلُوا عَن جَوِّها اِضطَرَبَت
وَبُدِّلَت مِنهُمُ خَسفاً وَخِذلانا

وَأَصبَحَت بِقُرى البَحرَينِ خَيلُهُمُ
تَجُرُّ لِلعِزِّ أَشطاناً وَأَرسانا

لَولا نُزولهُمُ في جَوِّها لَرَأَت
رَبِيعَةٌ هَرَباً كَيشاً وَمَكرانا

لَكِنَّهُم أَثبَتُوا آساسَها وَنَفَوا
عَنها حَمِيَّ بنَ عَيمانٍ وَحَدّانا

كَما نَفَت قَبلَ ذا قَسراً أَوائِلُهُم
عَنها إِياداً وَحُلواناً وَجِيلانا

فَهاكَها يا عِمادَ الدِينِ حاوِيَةً
دُرّاً وَمِسكاً وَياقُوتاً وَمَرجانا




ابن المقرب العيوني
العصر الايوبي

الحمدان
08-28-2023, 04:09 PM
أَظُنُّكَ خِلتَ الشَوقَ وَالنَأيَ أَبكاني
فَأقبَلتَ نَحوي يابِسَ الدَمعِ تَلحاني

فَقُم فَاِلتَمِس خِلّاً سِوايَ فَما أَرى
صَحابَةَ مَن لَم يتَّبِع شَأنُهُ شاني

كَأَنَّكَ ما شاهَدتَ ما قَد أَصابَني
بِهِ الدَهرُ مِن صُيّابِ قَومي وَإِخواني

رُزِئتُ مُلوكاً لَو بَكَيتُ لِفَقدِهِم
دَماً ما كَفاني عُمرُ نُوحٍ وَلُقمانِ

بِهِم كُنتُ أَرمي مَن رَماني وَأَتَّقي
بِهِم نائِباتِ الدَهرِ مِن حَيثُ تَلقاني

بِأَسيافِهِم ذاقُوا الرَدى وَتَجَرَّعُوا
حَسا المَوتِ لا أَسيافِ قَيسٍ وَغَيلانِ

وَلَيسَ عُقوقاً مِنهُمُ بَل تَعالِياً
إِلى خَيرِ غاياتٍ وَأَشرَفِ بُنيانِ

لَعَمري لَقَد سُرَّ العَدُوُّ وَأظهِرَت
دَفاناتُ أَحقادٍ سُتِرنَ وَأَضغانِ



ابن المقرب العيوني

الحمدان
08-28-2023, 04:10 PM
أَلا قُل لِمَن أَرهَقَتهُ الذُنوبُ
وَخافَ مِن الدَهرِ خَطباً جَسيما

عَلَيكَ الهَدِيَّةَ إِنّي رَأيتُ
لَها عِندَنا اليَومَ شَأناً عَظِيما

تُجِيرُ لِذي الحُمقِ أَنّى أَرا
دَ حَمقاتِهِ وَتُعِزُّ اللَئيما

وَتبري السَخائِمَ حَتّى ترِيـ
ـكَ أَعدى عَدُوٍّ وَلِيّاً حَميما

وَأَيسَرُ شَيءٍ يَحُلُّ العُقودَ
وَيُصبِحُ مُهديهِ مُوسى الكَلِيما

فَبالشاةِ يَصفَعُ زَيدٌ أَخا
هُ في مِصرِنا وَيُفَرّي الأَديما

وَيُضحي الَّذي أَنفُهُ في التُخُومِ
يُطاوِلُ مَن يَتَمَطّى النُجُوما

فَكَم مِن بُطَيطِيخَةٍ بَرَّدَت
لَوافِحَ مِن قَبلُ كانَت سُمُوما

وَكَم حُلَّةٍ عَمَّرَت مَنزِلاً
وَأَبقَت مَنازِلَ قَومٍ رُسُوما

فَلا تَحقِرَنَّ قَليلَ الرُشا
فَريحُ الدَواءِ تُحيطُ الكُلوما



ابن المقرب العيوني

الحمدان
08-28-2023, 04:10 PM
يا مالِكَ الخَيرِ عَلَيكَ السَلام
أَتاكَ شَيخٌ مِن أَضَلِّ الأَنام

فَأجِّجِ النارَ وَاِفتح لَهُ
أَبوابَها وَاِنعم لَهُ بِالقِيام

وَاِجعَلهُ بِالتابُوتِ مِن خَلفِهِ
إِبليسُ يَمشي حافِياً في فِئام

وَقُل لَهُ يَختارُ في جَوفِهِ
بَيتاً وَزَيِّنهُ بِغَبنٍ وَلام

وَزُفَّهُ تَرقُصُ مِن حَولِهِ
عَقارِبٌ كَالبُختِ أَو كَالنَعام

وَقُل لِأَهلِ النارِ حُفّوا بِهِ
فَهوَ لِمَن سَنَّ المَعاصي إِمام

حَتّى إِذا أَكمَلَ في قَعرِها
مِنَ المَدى يا مالِكاً أَلفَ عام

فَأمُر بِهِ يَخرُجُ لَو مُكرَهاً
مِنها إِلى الخُلدِ وَدارِ السَلام




ابن المقرب العيوني

الحمدان
08-28-2023, 04:11 PM
أَلقَت إِلَيكَ مَقادَها الأَيّامُ
وَأَمَدَّكَ الإِجلالُ وَالإِعظامُ

وَمَشى إِلَيكَ الدَهرُ مِشيَةَ خاضِعٍ
وَقَضى بِما تَختارُهُ العَلّامُ

وَبَقيتَ ما بَقِيَ الزَمانُ مُخَلَّداً
في حَيثُ تَقعُدُ وَالأَنامُ قِيامُ

وَحباكَ رَبُّكَ بِالكرامَةِ وَالرِضا
وَالبِرِّ ما نَسَخَ الضِياءَ ظَلامُ

فَلأَنتَ حينَ تُعَدُّ عَينُ زَمانِنا
وَبِصِدقِ قَولي يَشهَدُ الإِسلامُ

بِكَ يا مُحِبَّ الدِّينِ طالَت فَاِعتَلَت
شَرَفاً عَلى الخَطِّيَّةِ الأَقلامُ

أَحيَيتَ بِشراً وَالجُنَيدَ وَعامِراً
زُهداً وَكُلٌّ إِذ يُعَدُّ إِمامُ

وأَقَمتَ لِلقُرَشِيِّ في آرائِهِ
حُجَجاً يُقَصِّرُ دُونَها النُظّامُ

لَو رادَكَ الثَورِيُّ أَعلَنَ قائِلاً
أَنتَ الغَمامُ وَمَن سَواكَ جَهامُ

لِلّهِ دَرُّكَ أَيُّ مَوضِحِ مُشكِلٍ
أَضحى وَمِن شُبَهٍ عَلَيهِ خِتامُ

حَسَنُ الإِنابَةِ مُخلِصٌ أَعمالَهُ
لِلّهِ لا يَسري إِلَيهِ أَثامُ

إِن يَجحَدِ العُظماءُ فَضلَكَ فيهِمُ
فَبَنُوا السَبيلِ تُقِرُّ وَالأَيتامُ

لَكَ حينَ يَعتَكِرُ الظَلامُ صَنائِعٌ
تَغشى الأَرامِلَ وَالعُيونُ نِيامُ

قَسَماً لَوَ اِنّكَ في الغِنى في بَسطَةٍ
لَم يَدرِ أَهلُ الفَضلِ ما الإِعدامُ

لِلّهِ مِن خَفَقانِ قَلبي كُلَّما
قَعَدُوا لِتَجهيزِ الحُمولِ وَقامُوا

فَليَفرَحِ البَيتُ العَتيقُ وَزَمزَمٌ
بِقُدُومِهِ وَالحِلُّ وَالإِحرامُ

يا وَحشَتا وَالعِيسُ لَم يُرفَع لَها
رَحلٌ وَلا نُشِرَت لَها أَعلامُ

لا كانَ هَذا السَيرُ آخِرَ عَهدِنا
فَهِيَ اللَيالي رِحلَةٌ وَمَقامُ

وَكَلاكَ رَبُّكَ حَيثُ كُنتَ وَلا عَدا
أَرضاً تَحُلُّ بِها حَياً وَرِهامُ

وَرَعاكَ مَن لَو كُنتَ راعِيَ خَلقِهِ
لَم يُرعَ إِلّا لِلحَنيفِ ذِمامُ

أَنعِم عَلَينا بِالدُعاءِ إِذا اِلتَقى
بِحُجُونِ مَكَّةَ مَشرِقٌ وَشآمُ

وَعَلَيكَ مِنّا ما حَييتَ وَما بَدَت
شَمسُ النَهارِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ



ابن المقرب العيوني

الحمدان
08-28-2023, 04:11 PM
رُوَيداً بَعضَ نَوحِكَ يا حَمامُ
أَجِدَّكَ لا تُنِيمُ وَلا تَنامُ

أَكُلَّ الدَهرِ تَذكاراً وَنَوحاً
أَما فَنِيَ اِشتِياقكَ وَالغَرامُ

هَتَفتَ فَهِجتَ لي شَوقاً فَقُل لِي
حَمامٌ أَنتَ وَيحَكَ أَم حِمامُ

وَرِفقاً إِنَّ جارَكَ مِن غَرامٍ
وَمِن قَلَقٍ لَيُؤلِمُهُ الكَلامُ

أَتَذكُرُ هالِكاً مِن عَهدِ نُوحٍ
مَضى وَالدَهرُ حِينَئِذٍ غُلامُ

وَأَنسى خِلَّتِي وَالعَهدُ مِنّي
قَرِيبٌ لَم يَمُرَّ عَلَيهِ عامُ

شُفيتَ وَلا شَقيتَ بِفَقدِ إِلفٍ
فَنِعمَ العَهدُ عَهدُكَ وَالذِمامُ

وَلَكِنّي أَراكَ ضَنينَ عَينٍ
وَعَيني ماؤُها أَبَداً سَجامُ

رَعى اللَهُ الثُلَيمَ وَساكِنِيهِ
وَأَجرَاعاً تَكنَّفَها الثلامُ



ابن المقرب العيوني

الحمدان
08-28-2023, 04:11 PM
أَنِخ فَهَذِي قِبابُ العِزِّ وَالكَرَمِ
وَقِل فَكُلُّ العُلا في هَذِهِ الخِيَمِ

وَاِعفِ النَجائِبَ مِن نَصٍّ وَمِن عَنقٍ
فَقَد بَلَغتَ مُلُوكَ العُربِ وَالعَجَمِ

فَما وَراءَ بَني فَضلٍ فَتَطلُبَهُ
غِنىً لِراجٍ وَلا عِزٌّ لِمُهتَضَمِ

هُمُ المُلوكُ وَساداتُ المُلوكِ هُمُ
وَما رَبى المُلكُ إِلّا في بُيوتِهِمُ

وَقَد نَزَلتَ بِأسراهُم وَأَنبَلِهِم
عَلى سَراواتِهِم فِينا وَنُبلِهِمُ




المقرب العيوني

الحمدان
08-28-2023, 04:12 PM
قُمُ فَاِشدُدِ العِيسَ لِلتِرحالِ مُعتَزِماً
وَاِرمِ الفِجاجَ بِها فَالخَطبُ قَد فَقِما

وَلا تَلَفَّت إِلى أَهلٍ وَلا وَطَنٍ
فَالحرُّ يَرحَلُ عَن دارِ الأَذى كَرَما

كَم رِحلَةٍ وَهَبَت عِزّاً تَدينُ لَهُ
شُوسُ الرِجالِ وَكَم قَد أَورَثَت نِعَما

وَكَم إِقامَةِ مَغرُورٍ لَهُ جَلَبَت
حَتفاً وَساقَت إِلى ساحاتِهِ النِقَما

وَاِسمَع وَلا تُلغِ ما أَنشَأتُ مِن حِكَمٍ
فَذُو الحِجا لَم يَزَل يَستَنبِطُ الحِكَما

لَم يَبكِ مَن رَمِدَت عَيناهُ أَو سُبِلَت
جفناهُ إِلّا لِخَوفٍ مِن حُدوثِ عَمى



ابن المقرب العيوني
العصر الايوبي

الحمدان
08-28-2023, 06:40 PM
لاتذكرين الأمس إني عشتُ أخفيه
إن يَغفر القلبَ.. جرحي من يداويه

قلبي وعيناكِ والأيام بينهما
دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه

إن يخفقِ القلب كيف العمر نرجعه
كل الذي مات فينا.. كيف نحييه

الشوق درب طويل عشت أسلكه
ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه

جئنا إلى الدرب والأفراح تحملنا
واليوم عدنا بنهر الدمع نرثيه

مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي
والعشق والله ذنب لستُ أخفيه

قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني
كيف انقضى العيد وانقضت لياليه

يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني
كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه

حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا
عدنا إلى الحزن يدمينا ونُدميه

مازال ثوب المنى بالضوء يخدعني
قد يُصبح الكهل طفلاً في أمانيه

أشتاق في الليل عطراً منكِ يبعثني
ولتسألي العطر كيف البعد يشقيه

ولتسألي الليل هل نامت جوانحه
ما عاد يغفو ودمعي في مآقيه

يا فارس العشق هل في الحب مغفرة
حطمتَ صرح الهوى والآن تبكيه

الحب كالعمر يسري في جوانحنا
حتى إذا ما مضى لا شيء يبقيه

عاتبت قلبي كثيراً كيف تذكرها
وعُمرُكَ الغضّ بين اليأس تُلقيه

في كل يوم تُعيد الأمس في ملل
قد يبرأ الجرح والتذكار يحييه

إن تُرجعي العمر هذا القلب أعرفه
مازلتِ والله نبضاً حائراً فيه

أشتاق ذنبي ففي عينيكِ مغفرتي
يا ذنب عمري ويا أنقى لياليه

ماذا يفيد الأسى أدمنتُ معصيتي
لا الصفح يجدي ولا الغفران أبغيه

إني أرى العمر في عينيكِ مغفرة
قد ضل قلبي فقولي كيف أهديه




فاروق جويدة

الحمدان
08-28-2023, 09:16 PM
مَن مُبلِغُ الصِدّيقِ قَولاً كَأَنَّهُ
إِذا قُصَّ بَينَ المُسلِمينَ المَبارِدُ

أَتَرضى بِأَنّا لَم تَجِفَّ دِماؤُنا
وَهَذا عَروسٌ بِاليَمامَةِ خالِدُ

يَبيتُ يُناغي عِرسَهُ وَيَضُمُّها
وَهامٌ لَنا مَطروحَةً وَسَواعِدُ

إِذا نَحنُ جِئنا صَدَّ عَنّا بِوَجهِهِ
وَتُلقى لِأَعمامِ العَروسِ الوَسائِدُ

وَما كانَ في صِهرِ اليَماميَّ رَغبَةٌ
وَلَو لَم يُصِب إِلّا مِنَ الناسِ واحِدُ

فَكَيفَ بِأَلفٍ قَد أُصيبوا كَأَنَّما
دِمائُهُمُ بَينَ السُيوفِ المَجاسِدُ

فَإِن تَرضَ هَذا فَالرِضا ما رَضيتَهُ
وَإِلّا فَغَيِّر إِنَّ أَمرَكَ راشِدُ



حسان بن ثابت

الحمدان
08-28-2023, 09:17 PM
بَنو وائِلٍ وَبَنو واقِفٍ
وَخَطمَةُ دونَ بَني الخَزرَجِ

مَتى ما دَعَت سَفَهاً وَيحَها
بِعَولَتِها وَالمَنايا تَجي

فَهَزَّت فَتىً ماجِداً عِرقُهُ
كَريمَ المَداخِلِ وَالمَخرَجِ

فَضَرَّجَها مِن نَجيعِ الدِماءِ
بَعدَ الهُدوءِ فَلَم يَحرَجِ

فَأَورَدَكَ اللَهَ بَردَ الجِنانِ
جَذلانَ في نِعمَةِ المَولِجِ



حسان بن ثابت

الحمدان
08-28-2023, 09:17 PM
ذَكَرتَ القَرومَ الصيدَ مِن آلِ هاشِمٍ
وَلَستَ لِزورٍ قُلتَهُ بِمُصيبِ

أَتَعجَبُ إِن أَقصَدتَ حَمزَةَ مِنهُمُ
نَجيباً وَقَد سَمَّيتَهُ بِنَجيبِ

أَلَم يَقتُلوا عَمراً وَعُتبَةَ وَاِبنُهُ
وَشَيبَةَ وَالحَجّاجَ وَاِبنَ حَبيبِ

غَداةَ دَعا العاصي عَلِيّاً فَراعَهُ
بِضَربَةِ عَضبٍ بَلَّهُ بِخَضيبِ




حسان بن ثابت

الحمدان
08-28-2023, 09:17 PM
لَحا اللَهُ قَوماً لَم نَدَع مِن سَراتِهِم
لَهُم أَحَداً يَندوهُمُ غَيرَ ناقِبِ

خُصَيَّ حِمارٍ ماتَ بِالأَمسِ نَوفَلاً
مَتى كُنتَ مِفلاحاً عَدُوَّ الحَقائِبِ



حسان بن ثابت

الحمدان
08-28-2023, 09:18 PM
سالَت هُذَيلٌ رَسولَ اللَهِ فاحِشَةً
ضَلَّت هُذَيلٌ بِما سالَت وَلَم تُصِبِ

سالوا رَسولَهُمُ ما لَيسَ مُعطِيَهُم
حَتّى المَماتِ وَكانوا سُبَّةَ العَرَبِ

وَلَن تَرى لِهُذَيلٍ داعِياً أَبَداً
يَدعو لِمَكرُمَةٍ عَن مَنزِلِ الحَربِ

لَقَد أَرادوا خِلالَ الفُحشِ وَيحَهُمُ
وَأَن يُحِلّوا حَراماً كانَ في الكُتُبِ



حسان بن ثابت

الحمدان
08-28-2023, 09:19 PM
وَلَولا ثَلاثٌ هُنَّ في الكاسِ لَم يَكُن
لَها ثَمَنٌ مِن شارِبٍ حينَ يَشرَبُ

لَها نَزَقُ مِثلُ الجُنونِ وَمَصرَعٌ
دَنيءٌ وَأَنَّ العَقلَ يَنأى وَيَعزُبُ

وَلَولا ثَلاثٌ هُنَّ في الكاسِ أَصبَحَت
كَأَنفَسِ ما لا يُستَفادُ وَيُطلَبُ

إِماتَتُها وَالنَفسُ تُظهِرُ طيبَها
عَلى حُزنِها وَالهَمُّ يَسلى فَيَذهَبُ



حسان بن ثابت

الحمدان
08-28-2023, 09:19 PM
وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني
وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ

خُلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ
كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ



حسان بن ثابت

الحمدان
08-29-2023, 01:27 PM
إذَا ضَاقَت بِكَ الأبوابُ أرضَاً
‏فَـبَابُ اللَّـهِ دَومَـاً لا يَضِيقُ

‏فَـقُمْ لِلبَابِ وَابتَهلِ اضطِرَارَاً
‏بِـإخلاصٍ كَما يَدعُو الغَريقُ

‏وأبشِر سَوفَ تَنهَمِرُ العطَايَا
‏فَـمَنْ تَدعُوهُ مَنَّانٌ رَفِيقُ

الحمدان
08-29-2023, 01:28 PM
وما جاءت تعاتبني ولكن
أتت تذكي المحبة بالتجني

مشاكسة كعادتها إذاما
بدا عصفور ذاكرتي يغني

بعيدا عن جُنينتها قريبا
من الأشجان مشغوفا كأني

عميد يرسم اللقياويرجو
تجاوُزَ ما يمنّيه التمني

وأرجع خاليا إلا شرودا
يهدهد سرحتى فوق التأني

وأذكر أنها دنيا وكم كم
ستقلب للفتى ظهر المجنِّ



محمود سعود الحليبي

الحمدان
08-29-2023, 01:28 PM
بيني وبينكِ لهفةٌ ودروبُ
وحواجزٌ وعواذلٌ وغيوبُ

فدعي العتابَ ولا تزيدي مهجتي
شَجنًا فكلي لوعةٌ ونُدوبُ !



محمود سعود الحليبي

الحمدان
08-29-2023, 01:29 PM
وما حيلة المشتاق لمّا تزوره
ملامِحُ من يهوى وتُبقيه مُعدَما

أيغمض جفنيه ليبقى معللا
به أو ينامَ الدهرَ صبًّا ويحلُما ؟!



محمود سعود الحليبي
السعودية

الحمدان
08-29-2023, 02:52 PM
نادى عليٌّ فوافى فوقَ مِنَبرهِ
فأسمَعَ الناسَ أَنّي سيّدُ الشِّيبِ

وأنّ فيَّ وخيرُ القولِ أصدقُه
لَسنّةً من نبيِ اللهِ أيّوبِ

واللهُ لي جامع شَملي كما جَمعت
كفّاه بعد شَتاتٍ شملَ يَعقوبِ

واللهُ لي واهب من فضلِ رحمته
ما ليس إلاّ لذي وحيٍ بموهوبِ

واللهُ مبتعثٌ من عِترتي رجلاً
يُفني أُميّةَ وعداً غيرَ مكذوبِ

هذا حديثٌ عجيبٌ عن أبي حسنٍ
يُروى وقد كان يأتي بالأَعاجيبِ



السيد الحميري

الحمدان
08-29-2023, 02:53 PM
صبوتُ إلى سُليْمى والرَّبابِ
وما لأخي المشيبِ وللتصابي

وربّ خريدةٍ ريّا رَداحٍ
خَدَلَّجةٍ بَرْهرَهةٍ كَعابِ

صموتِ الحَجِل تثنى المِرطَ منها
على كَفَلٍ كدِعصِ الرملِ رابي

خلوتُ بها فلم ألممْ بسوءِ
ولم يكُ بيننا غيرُ العتابِ

إذا ما المرء شابَ له قذالٌ
وعلَّله المواشطُ بالخضابِ

فقد ولّت بَشاشتُه وأودى
فقم يا صاحِ نَبكِ على الشبابِ

فليس بعائد ما فاتَ منه
إلى أحدٍ إلى يومِ المآبِ

إلى يوم يؤوبُ الناسُ فيه
إلى دنياهُم قبلَ الحسابِ

أدين بأنّ ذاك كذاكَ حقّاً
وما أنا بالنُّشورِ بذي ارتيابِ

لأن الله خبَّر عن رجالٍ
حيوا من بعدِ درسٍ بالترابِ

وأهوجَ نالَ جهلاً من عليٌّ
فقلتُ له رويدَك للجوابِ

أليس بذي المكارمِ من قريشٍ
إذا عُدوا وفي الحَسَب اللُّبابِ

وفي الإسلام أوَّلَ أوَّليهِ
وفي الهيجاءِ مشهورَ الضرابِ

ببدرٍ ثم أُحْدٍ ثم سَلْعٍ
غداةَ غدا بأبيضَ غير نابِ

إلى عمرٍو وعمرو من قريشٍ
تمكّن من ذُراها في النِّصابِ

ألا يا قومِ للعَجَبِ العُجابِ
لِخُفِّ أبي الحسين وللحُبابِ

عَدوٌّ من عُداةِ الجنِّ وغدٌ
بعيدُ في المَرادة من صوابِ

أتى خُفّاً له وانسابَ فيه
لنيهشَ رجلَه منه بنابِ

لينهشَ خيرَ من ركب المطايا
أميرَ المؤمنينَ أبا تُرابِ

فَخَرَّ من السماء له عُقاب
من العُقبان أو شبهُ العُقابِ

فطارَ به فحلّق ثم أهوى
به للأرضِ من دونِ السَّحابِ

فصكّ بِخُفِّهِ وانسابَ منه
وولّى هارباً حَذَرَ الحِصابِ

إلى جُحر له فانساب فيه
بعيدِ القعر لم يُرتَجْ ببابِ

كريهُ الوجهِ أسودُ ذو بصيصٍ
حديدُ النابِ أزرقُ ذو لُعابِ

يَهِلّ له الجريءُ إذا رآه
حثيثُ الشّدِّ محذورُ الوِثابِ

تأخرّ حَيْنُه ولقد رماه
فأخطأه بأحجارٍ صِلابِ

ودوفع عن أبي حسنٍ عليٍّ
نقيعُ سِمامِه بعدَ انسيابِ




السيد الحميري
العص العباسي

الحمدان
08-29-2023, 05:22 PM
أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق
سبيلٌ فيشكو كلّ صبّ بما لقي

وَقد كنت أوقات التزاورِ في الشتا
أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ

فَكيفَ وقد أمسيت في حال قطعة
لَقد عجّل المقدور ما كنت أتّقي

تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي
وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي

سَقى اللَه أرضاً قد غدت لك منزلاً
بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ




ولاده بنت المستكفي
العصر الاندلسي

الحمدان
08-30-2023, 12:02 AM
حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ
وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ

وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِماً
وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي

وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ
خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ

فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِها
وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا في الأَوَّلِ

وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ
أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ

فَالمَوتُ لا يُنجيكَ مِن آفاتِهِ
حِصنٌ وَلَو شَيَّدتَهُ بِالجَندَلِ

مَوتُ الفَتى في عِزَّةٍ خَيرٌ لَهُ
مِن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ

إِن كُنتَ في عَدَدِ العَبيدِ فَهِمَّتي
فَوقَ الثُرَيّا وَالسِماكِ الأَعزَلِ

أَو أَنكَرَت فُرسانُ عَبسٍ نِسبَتي
فَسِنانُ رُمحي وَالحُسامُ يُقِرُّ لي

وَبِذابِلي وَمُهَنَّدي نِلتُ العُلا
لا بِالقَرابَةِ وَالعَديدِ الأَجزَلِ

وَرَمَيتُ مُهري في العَجاجِ فَخاضَهُ
وَالنارُ تَقدَحُ مِن شِفارِ الأَنصُلِ

خاضَ العَجاجَ مُحَجَّلاً حَتّى إِذا
شَهِدَ الوَقيعَةَ عادَ غَيرَ مُحَجَّلِ

وَلَقَد نَكَبتُ بَني حُريقَةَ نَكبَةً
لَمّا طَعَنتُ صَميمَ قَلبِ الأَخيَلِ

وَقَتَلتُ فارِسَهُم رَبيعَةَ عَنوَةً
وَالهَيذُبانَ وَجابِرَ بنَ مُهَلهَلِ

وَاِبنَي رَبيعَةَ وَالحَريشَ وَمالِكا
وَالزِبرِقانُ غَدا طَريحَ الجَندَلِ

وَأَنا اِبنُ سَوداءِ الجَبينِ كَأَنَّها
ضَبُعٌ تَرَعرَعَ في رُسومِ المَنزِلِ

الساقُ مِنها مِثلُ ساقِ نَعامَةٍ
وَالشَعرُ مِنها مِثلُ حَبِّ الفُلفُلِ

وَالثَغرُ مِن تَحتِ اللِثامِ كَأَنَّهُ
بَرقٌ تَلَألَأَ في الظَلامِ المُسدَلِ

يا نازِلينَ عَلى الحِمى وَدِيارِهِ
هَلّا رَأَيتُم في الدِيارِ تَقَلقُلي

قَد طالَ عِزَّكُم وَذُلّي في الهَوى
وَمِنَ العَجائِبِ عِزَّكُم وَتَذَلَّلي

لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ
بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ

ماءُ الحَياةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّمٍ
وَجَهَنَّمٌ بِالعِزِّ أَطيَبُ مَنزِلِ




عنترة بن شداد

الحمدان
08-30-2023, 12:12 AM
تَخير مِن الاِخوان كُل اِبن حرة
يَسرك عِندَ النائِباتِ بَلاؤُه

وَقارِن اِذا قارَنت حراً فَإِنَّما
يَزينُ وَيُزري بِالفَتى قُرناؤُه

حَبيباً وَفياً ذا حِفاظ بِغيبَة
وَبِالبِشرِ وَالحُسنى يَكونُ لِقاؤُه

اِريب اِذا شاوَرت في كُل مُشكل
اِديب يَسوء الحاسِدينَ بَقاؤُه

وَلَن يَهلك الاِنسان إِلا اِذا اِتى
مِن الأَمرِ ما لَم يَرضَهُ نصحاؤُه

تمسَّك بِهذا إِن ظَفَرت بِوُدِّه
فَيهنيكَ مِنهُ وده وَوَفاؤُه

اِذا قَل ماء الوَجهِ قَل حَياؤُهُ
وَلا خَير في وَجه اِذا قَل ماؤُه

اِذا المَرءُ لَم يَصحَب صَديقاً مُوافِياً
عَلى ايِّ حال كانَ خابَ رَجاؤُه

حَياءُكَ فَاِحفَظه عَلَيكَ فَإِنَّما
يَدل عَلى فَضلِ الكَريم حَياؤُه

وَيظهر عَيب المَرءِ في الناسِ بخلُه
وَيَستُرُه عَنهُم جَميعاً سَخاؤُه

تَغط بِأَثوابِ السَخاءِ فَإِنَّني
اِرى كل عَيب وَالسَخاءُ غطاؤُه


صالح بن عبدالقدوس
العصر العباسي

الحمدان
08-30-2023, 12:13 AM
رَأَيتُ صَغير الاِمرِ تَنمي شُؤونَه
فَيَكبُر حَتّى لا يَحد وَيَعظُم

وَإِن عَناءاً أَن تَفهَم جاهِلا
فَيَحسَب جَهلا أَنَّهُ مِنكَ اِفهَم

مَتى يَبلُغ البُنيانُ يَوماً تَمامَه
اِذا كُنت تَبنيهِ وَغَيرك يَهدِم

مَتى يفضل المَثري اِذا ظَنَّ اِنَّهُ
اِذا جادَ بِالشَيءِ القَليلِ سَيعدم

مَتى يَنتَهي عَن سيء مِن اِتى بِهِ
اِذا لَم يَكُن مِنهُ عَلَيهِ تَندَم

وَما الرِزقُ إِلّا قِسمَة بَين اِهلِه
فَلا يَعدم الأَرزاقِ مثر وَمُعدَم

وَلَن يَستَطيعُ الدَهر تَغيير خَلقِه
لَئيم وَلن يَستَطيعه مُتكرم

كَما إِن ماء المزن ما ذيق سائِغ
زلال وَماء البَحرِ يَلفِظُه الغَم




صالح بن عبدالقدوس

الحمدان
08-30-2023, 11:55 PM
من الأحبة أم من طيب ربعهم
وافيت يا عاطر الأرواح بالنسم

أم من ثنيات ذياك الكثيب أت
نوافح الطيب أم من نشر طيبهم

سقى الحمى مدمعي يوما تذكرني
به النسيم بريّا نفحة الخزم

ويا حمى اللَه ذاك الحيّ ثم دعا
مخضل مربعه بالأمن والسلم

فلي عهود به قد بت أرقبها
عسى الرياح تهاديني بنشرهم

وبالمنازل عرب ما ذكرتهم
إلّا وعدت من الأشجان ذا ألم

لهنّ في كبدي طعنات ذي حور
وكم فتنت بهم أيام قربهم

من كل أهيف ممشوق القوام له
فتك بالحاظه اللاتي سفكن دمي

يا صاح إن جئت فياح الحمى سحرا
فانشر من الشوق منثوراً بمنتظم

وحيّ أطلال نعما نعم ما ضمنت
من كل العس المي الغر مبتسم

ويمم الحي من تلك الطلول وقف
واقرأ تحية صبّ غير متهم


بطرس كرامه
سوريا

الحمدان
08-30-2023, 11:56 PM
تعوّدنا على كرمٍ وطيبٍ
ونُبلٍ في الحديثِ وفي الفِعالِ

نُضيّفُ من أتانا من وفانا
ونُكرمهُ على بيضِ المعالي

فإنْ طبْنا فمن نبتٍ كريمٍ
تلقّيناهُ من عمَّ وخالِ


يحي رياني

الحمدان
08-30-2023, 11:57 PM
الهادي وإسحاق الموصلي
ذكر إسحاق الموصلي أن الهادي قال له: أنشدني
وأطربني بإنشادك ما شئت
فأنشدته:

فيا حبها زدني جوًى كل ليلة ويا سلوة الأيام موعدك الحشرُ

هجرتك حتى قيل: لا يعرف الهوى
وزرتك حتى قيل: ليس له صبرُ


فاستطابه وأمر أن أدخل
بيت المال وآخذ منه ما
أردت، فأخذت منه سبع بدر وانصرفت.

الحمدان
08-31-2023, 12:10 AM
إذا كانتِ الأحرارُ أصلِي ومنصِبي
ودافعُ ضيمي خازمٌ وابنُ خازمِ

عطستُ بأنفِ شامِخٍ وتناوَلت
يدايَ الثُّريّا قاعداً غيرَ قائ



إسحاق الموصلي
العراق

الحمدان
08-31-2023, 12:11 AM
أتبكي على بغدادَ وهي قريبةٌ
فكيفَ إذا ما زدَدتَ منها غداً بُعدا

لعَمركَ ما فارقتُ بغدادَ عن قِلىً
لَو أنّا وجدنا عن فراقٍ لها بُدّا

إذا ذكرَت بغدادَ نفسي تقطّعت
من الشوقِ أو كادَت تموتُ بها وجدا

كفى حَزَناً أن رُحتُ لم أستطع لها
وَداعاً ولم أُحدِث بساكنِها عَهدا




إسحاق الموصلي

الحمدان
08-31-2023, 11:52 AM
لِيَبكِ رَسولَ اللَهِ مَن كانَ باكِيا
وَلا تَنسَ قَبراً بِالمَدينَةِ ثاوِيا

جَزى اللَهُ عَنّا كُلَّ خَيرٍ مُحَمَّداً
فَقَد كانَ مَهديّاً دَليلاً وَهادِيا

وَلَن تَسرِيَ الذِكرى بِما هُوهَ أَهلُهُ
إِذا كُنتَ لِلبِرِّ المُطَهِّرِ ناسيّا

أَتَنسى رَسولَ اللَهِ أَفضَلَ مَن مَشى
وَآثارُهُ بِالمَسجِدَينِ كَما هِيا

وَكانَ أَبَرَّ الناسِ بِالناسِ كُلِّهِم
وَأَكرَمَهُم بَيتاً وَشِعباً وَوادِيا

تَكَدَّرَ مِن بَعدِ النَبيِّ مُحَمَّدٍ
عَلَيهِ سَلامُ اللَهِ ما كانَ صافِيا

فَكَم مِن مَنارٍ كانَ أَوضَحَهُ لَنا
وَمِن عَلَمٍ أَمسى وَأَصبَحَ عافِيا

رَكَنّا إِلى الدُنيا الدَنيَّةِ بَعدَهُ
وَكَشَّفَتِ الأَطماعُ مِنّا المَساوِيا

وَإِنّا لَنُرمى كُلَّ يَومٍ بِعِبرَةٍ
نَراها فَما تَزدَدُ إِلّا تَمادِيا

نُسَرُّ بِدارٍ أَورَثَتنا تَضاغُناً
عَلَيها وَدارٍ أَورَثَتنا تَعادِيا

إِذا المَرءُ لَم يَلبَس ثِياباً مِنَ التُقى
تَقَلَّبَ عُرياناً وَإِن كانَ كاسِيا

أَخي كُن عَلى يَأسٍ مِنَ الناسِ كُلِّهُم
جَميعاً وَكُن ما عِشتَ لِلَّهِ راجِيا

أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ يَكفي عِبادَهُ
فَحَسبُ عِبادِ اللَهِ بِاللَهِ كافِيا

وَكَم مِن هَناتٍ ما عَلَيكَ لَمَستَها
مِنَ الناسِ يَوماً أَو لَمَستَ الأَفاعِيا

أَخي قَد أَبى بُخلي وَبُخلُكَ أَن يُرى
لِذي فاقَةٍ مِنّي وَمِنكَ مُؤاسِيا

كِلانا بَطينٌ جَنبُهُ ظاهِرُ الكُسى
وَفي الناسِ مَن يُمسي وَيُصبِحُ طاوِيا

كَأَنّا خُلِقنا لِلبَقاءِ وَأَيُّنا
وَإِن مُدَّتِ الدُنيا لَهُ لَيسَ فانِيا

أَبى المَوتُ إِلّا أَن يَكونَ لِمَن ثَوى
مِنَ الخَلقِ طُرّاً حَيثُما كانَ لاقِا

حَسَمتَ المُنى يا مَوتُ حَسماً مُبَرِّحاً
وَعَلَّتَ يا مَوتُ البُكاءَ البَواكِيا

وَمَزَّقتَنا يا مَوتُ كُلَّ مُمَزَّقٍ
وَعَرَّفتَنا يا مَوتُ مِنكَ الدَواهِيا

أَلا يا طَويلَ السَهوِ أَصبَحتَ ساهِيا
وَأَصبَحتَ مُغتَرّاً وَأَصبَحتَ لاكِيا

أَفي كُلِّ يَومٍ نَحنُ نَلقى جَنازَةً
وَفي كُلِّ يَومٍ نَحنُ نَسمَعُ ناعِيا

وَفي كُلِّ يَومٍ مِنكَ نَرثي لِمُعوِلٍ
وَفي كُلِّ يَومٍ نَحنُ نُسعِدُ باكِيا

أَلا أَيُّها الباني لِغَيرِ بَلاغِهِ
أَلا لِخَرابِ الدَهرِ أَصبَحتَ بانِيا

أَلا لِزَوالِ العُمرِ أَصبَحتَ جامِعاً
وَأَصبَحتَ مُختالاً فَخوراً مُباهِيا

كَأَنَّكَ قَد وَلَّيتَ عَن كُلِّ ما تَرى
وَخَلَّفتَ مَن خَلَّفتَهُ عَنكَ سالِيا




أبو العتاهية

الحمدان
08-31-2023, 11:53 AM
إِنَّ السَلامَةَ أَن تَرضى بِما قُضِيا
لَيَسلَمَنَّ بِإِذنِ اللَهِ مَن رَضِيا

المَرءُ يَأمُلُ وَالآمالُ كاذِبَةٌ
وَالمَرءُ تَصحَبُهُ الآمالُ ما بَقِيا

يا رُبَّ باكٍ عَلى مَيتٍ وَباكِيَةٍ
لَم يَلبَثا بَعدَ ذاكَ المَيتِ أَن بُكِيا

وَرُبَّ ناعٍ نَعى حيناً أَحِبَّتَهُ
ما زالَ يَنعى إِلى أَن قيلَ قَد نُعِيا

عِلمي بِأَنّي أَذوقُ المَوتَ نَغَّصَ لي
طيبَ الحَياةِ فَما تَصفو الحَياةُ لِيا

كَم مِن أَخٍ تَغتَذي دودُ التُرابِ بِهِ
وَكانَ حَيّاً بِحُلوِ العَيشِ مُغتَذِيا

يَبلى مَعَ المَيتِ ذِكرُ الذاكِرينَ لَهُ
مَن غابَ غَيبَةَ مَن لا يُرتَجى نُسِيا

مَن ماتَ ماتَ رَجاءُ الناسِ مِنهُ فَوَل
لَوهُ الجَفاءَ وَمَن لا يُرتَجى جُفِيا

إِنَّ الرَحيلَ عَنِ الدُنيا لَيُزعِجُني
إِن لَم يَكُن رائِحاً بي كانَ مُغتَدِيا

الحَمدُ لِلَّهِ طوبى لِلسَعيدِ وَمَن
لَم يُسعِدِ اللَهُ بِالتَقوى فَقَد شَقِيا

كَم غافِلٍ عَن حِياضِ المَوتِ في لَعِبٍ
يُمسي وَيُصبِحُ رَكّاباً لِما هَوِيا

وَمُنقَضٍ ما تَراهُ العَينُ مُنقَطِعٌ
ما كُلُّ شَيءٍ يُرى إِلّا لِيَنقَضِيا




أبو العتاهية

الحمدان
08-31-2023, 11:02 PM
حسبي من الهّم أنّ القلب ينتحبُ
وإن بدا فرحي للناس والطربُ

مسافرٌ في دروب الشوق تحرقني
نار انتظاري ووجداني لها لهب

كأنني فارس لاسيفَ في يده
والحرب دائرة والناس تضطرب

أو أننيُ مبحر تاهت سفينته
والموج يلطم عينيها وينسحب

أو أنني سالكُ الصحراءِ أظَمأه
قيظٌ، وأوقفه عن سيره التعب

يمد عينيه للأفق البعيد فما
يبدو له منقذ في الدرب أو سبب

يا شاعرا ما مشت في ثغره لغةٌ
إلا وفي قلبه من أصلها نسب

خيول شعرك تجري في أعنّتها م
نالها في مراقي عزّها نصب

ريحانةَ القلب عين الشعر مبصرةٌ
وفجرنا في عروق الكون ينسكب

وأنت كالشمس لولا نورُها لطغى
ليل المعاناةِ وازدادت به الحُجب

يا من أبى القلبُ إلا أن يكون لها
وفيه مأوى لعينيها ومنقلب

الله يكتب يا ريحانتي فإذا أراد
أمضى وعند الناس ما كتبوا

لو اجمعَ الناسُ أمراً في مساءتنا
ولم يُقدّر لما فازوا بما طلبوا

ريحانةَ القلب روح الحب ساميةٌ
فليسُ يقبل فيها الغدر والكذب

ليس الهوى سلعةًُ تشرى على ملأٍ
ولا تباع ولايأتي بها الغَلب

قد يعشق المرءُ من لامالَ في يده
ويكره القلبُ من في كفّه الذهب

حقيقةٌ لو وعاها الجاهلون لما
تنافسوا في معانيها ولااحتربوا

ما قيمة الناس إلا في مبادئهم
لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب


د . عبد الرحمن العشماوي
السعودية

الحمدان
08-31-2023, 11:27 PM
ياسارقاً قلبي أتتـك جوارحـي
طوعاً بـلا أمـرٍ ولا استئذانـي

فأنـا الـذي أهملتـه وتركـتـه
كنزاً للص هواك حيـن أتانـي

فارفق به مادمـت تملـك أمـره
واحفظه حفظ الصدر للرئتانـي

وإذا لقيتـك فأعطنيـه دقائـقـاً
ليجـدد الحـب بـه شريـانـي

فإذا قضيت فخذه منـي راضيـاً
سبحان مَنْ مِـنْ دونـه أحيانـي

وإذا لقيتك لاتسل عـن حالتـي
فملامحي بالشوق خيـرُ بيانـي

للدمع والليل الطويـلُ تركتنـي
وتقول لي في البعـد ماأضنانـي

عجباً لأمرك كيف عن حالي تسل
أو لم تكن في الهجر من أرداني

عجبـاً لأمر العاشقـيـن لـمـا أرى
لايكره المجنـي عليـه الجانـي

دع عنك ماقد فات واسمع مايلي
فالعمر مهما طال طـولٌ فانـي

داو المسامع بالكـلام وداونـي
بالوصـل إن فراقنـا أعيـانـي

في ليلـةٍ قمريـةٍ كـي أحلـفُ
إنـي رأيـت بليلـةٍ قمـرانـي

واسمع عيونـي كلمـا لاقيتنـي
فأنا عيوني فـي اللقـاءِ لسانـي



محمــد بن فطيس المــري

الحمدان
08-31-2023, 11:32 PM
‏ألقيتُ في سمع الحبيبِ كُليمةً
‏جَرحت عواطفهُ فما أقساني

‏قَطعَ الحديثَ وراح يمسحُ جفنهُ
‏فوددتُ لو أُجزى بقطع لساني

‏ومضى ولي قلبٌ على آثاره
‏ويَدَانِ بالأذيال عالقتانِ

‏فَطفقتُ من ألمي أُكفكفُ أدمُعي
‏ ورجعتُ من ندمي أعضُ بناني

‏ حتى ظفرتُ به فمد يمينه ُ
‏ ودنا إليَّ برقةٍ وحنانِ

الحمدان
08-31-2023, 11:34 PM
لكل ملمة فرج قريب
كمثل الليل يتلوه الصباح

وللحالات ضيق واتساع
وللدنيا انغلاق وانفتاح

فلا تجزع لها واصبر عليها
فإِن الصبر عقباه النجاح

الحمدان
08-31-2023, 11:40 PM
يا قاتل الظلم صالـت هاهنـا و هنـا
فظايع أيـن منهـا زنـدك الـواري

أرض الجنوب دياري و هي مهد أبي
تئـنّ مـا بيـن سفّـاح و سمسـار

يشدّهـا قيـد سجّـان و ينهشـهـا
سوط ... ويحدو خطاها صوت خمّـار

تعطي القيـاد وزيـرا و هـو متّجـر
بجوعها فهو فيهـا البايـع الشـاري

فكيف لانت لجـلّاد الحمـى
"عـدن" ....
"و كيف ساس حماها غـدر فجّـار ؟

وقـادهـا زعـمــاء لا يـبـرّهـم
فعـل و أقوالهـم أقــوال أبــرار

أشباه ناس و خيـرات البـلاد لهـم
يا للرجـال و شعـب جائـع عـاري

أشبـاه نـاس دنانيـر البـلاد لهـم
ووزنهـم لا يسـاوي ربـع دينـار

و لا يصونون عنـد الغـدر أنفسهـم
فهل يصونون عهد الصحب و الجـار

ترى شخوصهـم رسميّـة و تـرى
أطماعهم في الحمـى أطمـاع تجّـار

***

أكـاد أسخـر منهـم ثـمّ تضحكنـي
دعواهـم أنّهـم أصـحـاب أفـكـار

يبنـون بالظلـم دورا كـي نمجّدهـم
و مجدهم رجس أخشـاب و أحجـار

لا تخبر الشعـب عنهـم إنّ أعينـه
ترى فظائعهـم مـن خلـف أستـار

الآكلـون جـراح الشعـب تخبـرنـا
ثيابـهـم أنّـهـم آلات أشـــرار

ثيابهـم رشـوة تنبـي مظاهـرهـا
بأنّهـا دمــع أكـبـاد و أبـصـار

يشـرون بالـذلّ ألقابـا تستّـرهـم
لكنّهـم يستـرون الـعـار بالـعـار

تحسّهم فـي يـد المستعمريـن كمـا
تحـسّ مسبحـة فـي كـفّ سحّـار
***

ويـل وويـل لأعـداء الـبـلاد إذا
ضجّ السكون وهبّت غضبـة الثـار !

فليغنـم الجـور إقبـال الزمـان لـه
فــإنّ إقبـالـه إنــذار إدبـــار
***

و النـاس شـرّ و أخيـار و شرّهـم
منـافـق يـتـزيّـا زيّ أخـيــار

و أضيع الناس شعب بـات يحرسـه
لـصّ تسـتـره أثــواب أحـبـار

فـي ثغـره لغـة الحانـي بأمّـتـه
و في يديـه لهـا سكّيـن جـزّار !

حقـد الشعـوب براكيـن مسمّـمـة
وقودهـا كـلّ خــوّان و غــدّار

من كـلّ محتقـر للشعـب صورتـه
رسـم الخيانـات أو تمثـال أقــذار

و جثّـة شـوّش التعطيـر جيفتهـا
كأنّهـا ميتـه فـي ثـوب عـطّـار



عبدالله البردوني

الحمدان
09-02-2023, 04:12 AM
يا ربّ إن عظت ذنوبيَ كثرةً
فلقد علمتُ بأنّ عفوك أعظمُ

إن كان لا يرجوك إلا مُحسِنٌ
فبِمن يلوذُ ويستجيرُ المجرمُ

أدعوك ربّ كما أمرت تضرُّعًا
فإذا رَدَدت يدي فمن ذا يرحمُ

ما لي إليك وسيلةٌ إلا الرجا
وجميلُ عفوِك ثمّ إنّيَ مسلمُ


أبو نواس

الحمدان
09-02-2023, 04:17 AM
وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبي
جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُلَّما

تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنتُهُ
بِعَفوِكَ رَبّي كانَ عَفوُكَ أَعظَما

فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل
تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّما

فَلَولاكَ لَم يَصمُد لِإِبليسَ عابِدٌ
فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيَّكَ آدَما

فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ النَدبِ إِنَّهُ
تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَما

يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ ظَلامَهُ
عَلى نَفسِهِ مَن شِدَّةِ الخَوفِ مَأتَما

فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّهِ
وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما

وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَبابِهِ
وَما كانَ فيها بِالجَهالَةِ أَجرَما

فَصارَ قَرينَ الهَمِّ طولَ نَهارِهِ
أَخا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَما

يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتي
كَفى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَما

أَلَستَ الَّذي غَذَّيتَني وَهَدَيتَني
وَلا زِلتَ مَنّاناً عَلَيَّ وَمُنعِما

عَسى مَن لَهُ الإِحسانُ يَغفِرُ زَلَّتي
وَيَستُرُ أَوزاري وَما قَد تَقَدَّما



الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 04:18 AM
بِمَوقِفِ ذُلّي دونَ عِزَّتِكَ العُظمى
بِمَخفِيِّ سِرٍّ لا أُحيطُ بِهِ علِما

بِإِطراقِ رَأسي بِاِعتِرافي بِذِلَّتي
بِمَدِّ يَدي أَستَمطِرُ الجودَ وَالرُحمى

بِأَسمائِكَ الحُسنى الَّتي بَعضُ وَصفِها
لِعِزَّتِها يَستَغرِقُ النَثرَ وَالنَظما

بِعَهدٍ قَديمٍ مِن أَلَستُ بِرَبِّكُم
بِمَن كانَ مَجهولاً فَعُرِّفَ بِالأَسما

أَذِقنا شَرابَ الأُنسِ يا مَن إِذا سَقى
مُحِبّاً شَراباً لا يُضامُ وَلا يَظما



الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 01:35 PM
لا يُدرِكُ الحِكمَةَ مَن عُمرُهُ
يَكدَحُ في مَصلَحَةِ الأَهلِ

وَلا يَنالُ العِلمَ إِلّا فَتىً
خالٍ مِنَ الأَفكارِ وَالشُغلِ

لَو أَنَّ لُقمانَ الحَكيمَ الَّذي
سارَت بِهِ الرُكبانُ بِالفَضلِ

بُلي بِفَقرٍ وَعِيالٍ لَما
فَرَّقَ بَينَ التِبنِ وَالبَقلِ


الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 01:36 PM
إِنَّ المُلوكَ بَلاءٌ حَيثُما حَلّوا
فَلا يَكُن لَكَ في أَبوابِهِم ظِلُّ

ماذا تُؤَمِّلُ مِن قَومٍ إِذا غَضِبوا
جاروا عَلَيكَ وَإِن أَرضَيتَهُم مَلّوا

فَاِستَغنِ بِاللَهِ عَن أَبوابِهِم كَرَما
إِنَّ الوقوفَ عَلى أَبوابِهِم ذُلُّ


الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 01:36 PM
إِذا نَحنُ فَضَّلنا عَلِيّاً فَإِنَّنا
روافِضُ بِالتَفضيلِ عِندَ ذَوي الجَهلِ

وَفَضلُ أَبي بَكرٍ إِذا ما ذَكَرتُهُ
رُميتُ بِنَصبِ عِندَ ذِكري لِلفَضلِ

فَلا زِلتُ ذا رَفضٍ وَنَصبِ كِلاهُما
بِحِبَّيهِما حَتّى أُوَسَّدَ في الرَملِ


الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 01:37 PM
يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُ
فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ

يَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ
مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ



الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 01:37 PM
الْمَرْءُ يَحْظَى ثُمَّ يَعْلُو ذِكْرُهُ
حَتَّى يُزَيَّنَ بِالَّذِي لَمْ يَفْعَلِ

وَتَرَى الْغَنِيَّ إِذَا تَكَامَلَ مَالُهُ
يُخْشَى وَيُنْحَلُ كُلَّ مَا لَمْ يَعْمَلِ



الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 01:37 PM
وَأَنزَلَني طولُ النَوى دارَ غُربَةٍ
إِذا شِئتُ لاقَيتُ أَمراً لا أُشاكِلُه

أُحامِقُهُ حَتّى تُقالَ سَجِيَّةٌ
وَلَو كانَ ذا عَقلٍ لَكُنتُ أُعاقِلُه


الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 01:38 PM
وَدارَيتُ كُلَّ الناسَ لَكِن حاسِدي
مُداراتُهُ عَزَّت وَعَزَّ مَنالُها

وَكَيفَ يُداري المَرءُ حاسِدَ نِعمَةٍ
إِذا كانَ لا يُرضيهِ إِلّا زَوالُها


الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 01:38 PM
رَأَيتُ العِلمَ صاحِبُهُ كَريمٌ
وَلَو وَلَدَتهُ آباءٌ لِئامُ

لَيسَ يزالُ يَرفَعُهُ إِلى أَن
يُعَظِّمَ أَمرَهُ القَومُ الكِرامُ

وَيَتَّبِعونَهُ في كُلِّ حالٍ
كَراعي الضَأنِ تَتبَعُهُ السَوامُ

فَلَولا العِلمُ ما سَعِدَت رِجالٌ
وَلا عُرِفَ الحَلالُ وَلا الحَرامُ



الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 01:38 PM
ثَلاثٌ هُنَّ مُهلِكَةُ الأَنامِ
وَداعِيَةُ الصَحيحِ إِلى السِقامِ

دَوامُ مُدامَةٍ وَدَوامُ وَطءٍ
وَإِدخالُ الطَعامِ عَلى الطَعامِ


الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 01:39 PM
أَأَنثُرُ دُرّاً بَينَ سارِحَةِ البَهمِ
وَأَنظِمُ مَنثوراً لِراعِيَةِ الغَنَمِ

لَعَمري لَئِن ضُيِّعتُ في شَرِّ بَلدَةٍ
فَلَستُ مُضيعاً فيهِمُ غُرَرَ الكَلِم

لَئِن سَهَّلَ اللَهُ العَزيزُ بِلِطفِهِ
وَصادَفتُ أَهلاً لِلعُلومِ وَلِلحِكَم

بَثَثتُ مُفيداً وَاِستَفَدتُ وِدادَهُم
وَإِلّا فَمَكنونٌ لَدَيَّ وَمُكتَتِم

وَمَن مَنَحَ الجُهّالَ عِلماً أَضاعَهُ
وَمَن مَنَعَ المُستَوجِبينَ فَقَد ظَلَم



الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 01:39 PM
عُفّوا تَعُفُّ نِساؤُكُم في المَحرَمِ
وَتَجَنَّبوا ما لا يَليقُ بِمُسلِمِ

إِنَّ الزِنا دَينٌ فَإِن أَقرَضتَهُ
كانَ الوَفا مِن أَهلِ بَيتِكَ فَاِعلَمِ

يا هاتِكاً حُرَمَ الرِجالِ وَقاطِعاً
سُبُلَ المَوَدَّةِ عِشتَ غَيرَ مُكَرَّمِ

لَو كُنتَ حُرّاً مِن سُلالَةِ ماجِدٍ
ما كُنتَ هَتّاكاً لِحُرمَةِ مُسلِمِ

مَن يَزنِ يُزنَ بِهِ وَلَو بِجِدارِهِ
إِن كُنتَ يا هَذا لَبيباً فَاِفهَمِ


الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 01:40 PM
أَجودُ بِمَوجودٍ وَلَو بِتُ طاوِياً
عَلى الجوعِ كَشحاً وَالحَشا يَتَأَلَّمُ

وَأُظهِرُ أَسبابَ الغِنى بَينَ رِفقَتي
لَيَخفاهُمُ حالي وَإِنّي لَمُعدَمُ

وَبَيني وَبَينَ اللَهِ أَشكو فاقَتي
حَقيقاً فَإِنَّ اللَهَ بِالحالِ أَعلَمُ



الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 01:40 PM
وَلَقَد بَلَوتُكَ وَاِبتَلَيتَ خَليقَتي

وَلَقَد كَفاكَ مُعَلِّمي تَعليمي


الإمام الشافعي

الحمدان
09-02-2023, 01:48 PM
هَل تَعرِفُ اليَومَ مِن ماوِيَّةَ الطَلَلا
تَحَمَّلَت إِنسُهُ عَنهُ وَما اِحتَمَلا

بِبَطنِ خَينَفَ مِن أُمِّ الوَليدِ وَقَد
تامَت فُؤادَكَ أَو كانَت لَهُ خَبَلا

جَرَّت عَلَيهِ رِياحُ الصَيفِ حاصِبَها
حَتّى تَغَيَّرَ بَعدَ الأُنسِ أَو خَمَلا


الأخطل

الحمدان
09-02-2023, 01:48 PM
لِمَنِ الدِيارُ بِحائِلٍ فَوُعالِ
دَرَسَت وَغَيَّرَها سُنونَ خَوالي

دَرَجَ البَوارِحُ فَوقَها فَتَنَكَّرَت
بَعدَ الأَنيسِ مَعارِفُ الأَطلالِ

فَكَأَنَّما هِيَ مِن تُقادُمِ عَهدَها
وَرَقٌ نُشِرنَ مِنَ الكِتابِ بَوالي

دِمَنٌ تُذَعذِعُها الرِياحُ وَتارَةً
تُسقى بِمُرتَجِزِ السَحابِ ثَقالِ

باتَت يَمانِيَةُ الرِياحِ تَقودُهُ
حَتّى اِستَقادَ لَها بِغَيرِ حِبالِ

في مُظلِمٍ غَدِقِ الرَبابِ كَأَنَّما
يَسقي الأَشَقَّ وَعالِجاً بِدَوالي

وَعَلى زُبالَةَ باتَ مِنهُ كَلكَلٌ
وَعَلى الكَثيبِ وَقُلَّةِ الأَدحالِ

وَعَلا البَسيطَةَ فَالشَقيقُ بِرَيِّقٍ
فَالضَوجَ بَينَ رُوَيَّةٍ فَطِحالِ

دارٌ تَبَدَّلَتِ النَعامَ بِأَهلِها
وَصِوارَ كُلِّ مُلَمَّعٍ ذَيّالِ

أُدمٌ مُخَدَّمَةُ السَوادِ كَأَنَّها
خَيلٌ هَوامِلُ بِتنَ في الأَجلالِ

تَرعى بَحازِجُها خِلالَ رِياضِها
وَتَميسُ بَينَ سَباسِبٍ وَرِمالِ

وَلَقَد تَكونُ بِها الرَبابُ لَذيذَةً
بِفَمِ الضَجيعِ ثَقيلَةَ الأَوصالِ

يَجري ذَكِيُّ المِسكِ في أَردانِها
وَتَصيدُ بَعدَ تَقَتُّلٍ وَدَلالِ

قَلبَ الغَوِيِّ إِذا تَنَبَّهَ بَعدَ ما
تَعتَلُّ كُلُّ مُذالَةٍ مِتفالِ

عِشنا بِذَلِكَ حِقبَةً مِن عَيشِنا
وَثَرىً مِنَ الشَهَواتِ وَالأَموالِ

وَلَقَد أَكونُ لَهُنَّ صاحِبَ لَذَّةٍ
حَتّى تَغَيَّرَ حالُهُنَّ وَحالي

فَتَنَكَّرَت لَمّا عَلَتني كَبرَةٌ
عِندَ المَشيبِ وَآذَنَت بِزِيالِ

لَمّا رَأَت بَدَلَ الشَبابِ بَكَت لَهُ
وَالشَيبُ أَرذَلُ هَذِهِ الأَبدالِ

وَالناسُ هَمُّهُمُ الحَياةُ وَما أَرى
طولَ الحَياةِ يَزيدُ غَيرَ خَبالِ

وَإِذا اِفتَقَرتَ إِلى الذَخائِرِ لَم تَجِد
ذُخراً يَكونُ كَصالِحِ الأَعمالِ

وَلَئِن نَجَوتُ مِنَ الحَوادِثِ سالِماً
وَالنَفسُ مُشرِفَةٌ عَلى الآجالِ

لَأُغَلغِلَنَّ إِلى كَريمٍ مِدحَةً
وَلَأُثنِيَنَّ بِنائِلٍ وَفَعالِ

إِنَّ اِبنَ رِبعِيٍّ كَفاني سَيبُهُ
ضِغنَ العَدُوِّ وَنَبوَةَ البُخّالِ

أَغلَيتَ حينَ تَواكَلَتني وائِلٌ
إِنَّ المَكارِمَ عِندَ ذاكَ غَوالي

وَلَقَد شَفَيتَ غَليلَتي مِن مَعشَرٍ
نَزَلوا بِعَقوَةِ حَيَّةٍ قَتّالِ

بَعُدَت قُعورُ دِلائِهِم فَرَأَيتُهُم
عِندَ الحَمالَةِ مُغلَقي الأَقفالِ

وَلَقَد مَنَنتَ عَلى رَبيعَةَ كُلِّها
وَكَفَيتَ كُلَّ مُواكِلٍ خَذّالِ

كَزمِ اليَدَينِ عَنِ العَطِيَّةِ مُمسِكٍ
لَيسَت تَبِضُّ صَفاتُهُ بِبِلالِ

مِثلِ اِبنِ بَزعَةَ أَو كَآخَرَ مِثلِهِ
أَولى لَكَ اِبنَ مُسيمَةِ الأَجمالِ

إِنَّ اللَئيمَ إِذا سَأَلتَ بَهَرتَهُ
وَتَرى الكَريمَ يراحُ كَالمُختالِ

وَإِذا عَدَلتَ بِهِ رِجالاً لَم تَجِد
فَيضَ الفُراتِ كَراشِحِ الأَوشالِ

وَإِذا تَبَوَّعَ لِلحَمالَةِ لَم يَكُن
عَنها بِمُنبَهِرٍ وَلا سَعّالِ

وَإِذا أَتى بابَ الأَميرِ لِحاجَةٍ
سَمَتِ العُيونُ إِلى أَغَرَّ طُوال

ضَخمٍ سُرادِقُهُ يُعارِضُ سَيبُهُ
نَفَحاتِ كُلِّ صَبا وَكُلِّ شَمالِ

وَإِذا المِؤونَ تُؤوكِلَت أَعناقُها
فَاِحمِل هُناكَ عَلى فَتىً حَمّالِ

لَيسَت عَطِيَّتُهُ إِذا ما جِئتَهُ
نَزراً وَلَيسَ سِجالُهُ كَسِجالِ

فَهُوَ الجَوادُ لِمَن تَعَرَّضَ سَيبَهُ
وَاِبنُ الجَوادِ وَحامِلُ الأَثقالِ

وَمُسَوِّمٍ خِرَقُ الحُتوفِ تَقودُهُ
لِلطَعنِ يَومَ كَريهَةٍ وَقِتالِ

أَقصَدتَ قائِدَها بِعامِلِ صَعدَةٍ
وَنَزَلتَ عِندَ تَواكُلِ الأَبطالِ

وَالخَيلُ عابِسَةٌ كَأَنَّ فُروجَها
وَنُحورَها يَنضَحنَ بِالجِريالِ

وَالقَومُ تَختَلِفُ الأَسِنَّةُ بَينَهُم
يَكبونَ بَينَ سَوافِلٍ وَعَوالِ

وَلَقَد تَرُدُّ الخَيلَ عَن أَهوائِها
وَتَلُفُّ حَدَّ رِجالِها بِرِجالِ

وَمُوَقَّعٍ أَثَرُ السِفارِ بِخَطمِهِ
مِن سودِ عَقَّةَ أَو بَني الجَوّالِ

يَمري الجَلاجِلَ مَنكِباهُ كَأَنَّهُ
قُرقورُ أَعجَمَ مِن تِجارِ أُوالِ

بَكَرَت عَلَيَّ بِهِ التِجارُ وَفَوقَهُ
أَحمالُ طَيِّبَةِ الرِياحِ حَلالِ

فَوَضَعتُ غَيرَ غَبيطِهِ أَثقالَهُ
بِسِباءِ لا حَصِرٍ وَلا وَغّالِ

وَلَقَد شَرِبتُ الخَمرَ في حانوتِها
وَشَرِبتُها بِأَريضَةٍ مِحلالِ

وَلَقَد رَهَنتُ يَدي المَنِيَّةَ مُعلِماً
وَحَمَلتُ عِندَ تَواكُلِ الحُمّالِ

فَلَأَجعَلَنَّ بَني كُلَيبٍ شُهرَةً
بِعَوارِمٍ ذَهَبَت مَعَ القُفّالِ

كُلَّ المَكارِمِ قَد بَلَغتُ وَأَنتُمُ
زَمَعَ الكِلابِ مُعانِقو الأَطفالِ

وَكَأَنَّما نَسِيَت كُلَيبٌ عَيرَها
بَينَ الصَريحِ وَبَينَ ذي العُقّالِ

يَمشونَ حَولَ مُخَدَّمٍ قَد سَحَّجَت
مَتَنَيهِ عَدلُ حَناتِمٍ وَسِخال

وَإِذا أَتَيتَ بَني كُلَيبٍ لَم تَجِد
عَدَداً يُهابُ وَلا كَبيرَ نَوالِ

العادِلينَ بِدارِمٍ يَربوعَهُم
جَدعاً جَريرُ لِأَلأَمِ الأَعدالِ

وَإِذ وَرَدتَ جَريرُ فَاِحبِس صاغِراً
إِنَّ البُكورَ لِحاجِبٍ وَعِقالِ



الأخطل

الحمدان
09-02-2023, 02:05 PM
أَقِلّي عَلَيَّ اللَومَ يا بِنتَ مُنذِرٍ
وَنامي وَإِن لَم تَشتَهي النَومَ فَاِسهَري

ذَريني وَنَفسي أُمَّ حَسّانَ إِنَّني
بِها قَبلَ أَن لا أَملِكَ البَيعَ مُشتَري

أَحاديثَ تَبقى وَالفَتى غَيرُ خالِدٍ
إِذا هُوَ أَمسى هامَةً فَوقَ صُيَّرِ

تُجاوِبُ أَحجارَ الكِناسِ وَتَشتَكي
إِلى كُلِّ مَعروفٍ رَأَتهُ وَمُنكَرِ

ذَريني أُطَوِّف في البِلادِ لَعَلَّني
أُخَلّيكِ أَو أُغنيكِ عَن سوءِ مَحضِري

فَإِن فازَ سَهمٌ لِلمَنِيَّةِ لَم أَكُن
جَزوعاً وَهَل عَن ذاكَ مِن مُتَأَخِّرِ

وَإِن فازَ سَهمي كَفَّكُم عَن مَقاعِدٍ
لَكُم خَلفَ أَدبارِ البُيوتِ وَمُنظَرِ

تَقولُ لَكَ الوَيلاتُ هَل أَنتَ تارِكٌ
ضُبُوّاً بِرَجلٍ تارَةً وَبِمِنسَرِ

وَمُستَثبِتٌ في مالِكَ العامَ أَنَّني
أَراكَ عَلى أَقتادِ صَرماءَ مُذكِرِ

فَجوعٌ لِأَهلِ الصالِحينَ مَزَلَّةٌ
مَخوفٌ رَداها أَن تُصيبُكَ فَاِحذَرِ

أَبى الخَفضَ مَن يَغشاكِ مِن ذي قَرابَةٍ
وَمِن كُلِّ سَوداءِ المَعاصِمِ تَعتَري

وَمُستَهنِئٍ زَيدٌ أَبوهُ فَلا أَرى
لَهُ مَدفَعاً فَاِقنَي حَياءَكِ وَاِصبِري

لَحى اللَهُ صُعلوكاً إِذا جَنَّ لَيلُهُ
مُصافي المُشاشِ آلِفاً كُلَّ مَجزَرِ

يَعُدُّ الغِنى مِن نَفسِهِ كُلَّ لَيلَةٍ
أَصابَ قِراها مِن صَديقٍ مُيَسَّرِ

يَنامُ عِشاءً ثُمَّ يُصبِحُ ناعِساً
يَحُتُّ الحَصى عَن جَنبِهِ المُتَعَفِّرِ

قَليلُ اِلتِماسِ الزادِ إِلّا لِنَفسِهِ
إِذا هُوَ أَمسى كَالعَريشِ المُجَوَّرِ

يُعينُ نِساءَ الحَيِّ ما يَستَعِنُّهُ
وَيُمسي طَليحاً كَالبَعيرِ المُحَسَّرِ

وَلَكِنَّ صُعلوكاً صَفيحَةُ وَجهِهِ
كَضَوءِ شِهابِ القابِسِ المُتَنَوِّرِ

مُطِلّاً عَلى أَعدائِهِ يَزجُرونَهُ
بِساحَتِهِم زَجرَ المَنيحِ المُشَهَّرِ

إِذا بَعُدوا لا يَأمَنونَ اِقتِرابَهُ
تَشَوُّفَ أَهلَ الغائِبِ المُتَنَظَّرِ

فَذالِكَ إِن يَلقَ المَنِيَّةَ يَلقَها
حَميداً وَإِن يَستَغنِ يَوماً فَأَجدَرِ

أَيَهلِكُ مُعتَمٌّ وَزَيدٌ وَلَم أَقُم
عَلى نُدَبٍ يَوماً وَلي نَفسُ مُخطِرِ

سَتُفزِعُ بَعدَ اليَأسِ مَن لا يَخافُنا
كَواسِعُ في أُخرى السَوامَ المُنَفَّرِ

يُطاعِنُ عَنها أَوَّلَ القَومِ بِالقَنا
وَبيضٍ خِفافٍ ذاتِ لَونٍ مُشَهَّرِ

فَيَوماً عَلى نَجدٍ وَغاراتِ أَهلِها
وَيَوماً بِأَرضٍ ذاتِ شَتٍّ وَعَرعَرِ

يُناقِلنَ بِالشُمطِ الكِرامِ أُلي القُوى
نِقابَ الحِجازِ في السَريحِ المُسَيَّرِ

يُريحُ عَلَيَّ اللَيلُ أَضيافَ ماجِدٍ
كَريمٍ وَمالي سارِحاً مالُ مُقتَرِ



عروه ابن الورد

الحمدان
09-02-2023, 02:05 PM
عَفَت بَعدَنا مِن أُمِّ حَسّانَ غَضوَرُ
وَفي الرَحلِ مِنها آيَةٌ لا تَغَيَّرُ

وَبِالغُرِّ وَالغَرّاءِ مِنها مَنازِلٌ
وَحَولَ الصَفا مِن أَهلِها مُتَدَوَّرُ

لَيالِيَنا إِذ جيبُها لَكَ ناصِحٌ
وَإِذ ريحُها مِسكٌ زَكِيٌّ وَعَنبَرُ

أَلَم تَعلَمي يا أُمَّ حَسّانَ أَنَّنا
خَليطاً زَيالٍ لَيسَ عَن ذاكَ مَقصَرُ

وَأَنَّ المَنايا ثَغرُ كُلِّ ثَنِيَّةٍ
فَهَل ذاكَ عَمّا يَبتَغي القَومُ مُحصِرُ

وَغَبراءَ مَخشِيَ رَداها مَخوفَةٍ
أَخوها بِأَسبابِ المَنايا مُغَرَّرُ

قَطَعتُ بِها شَكُّ الخِلاجِ وَلَم أَقُل
لِخَيّابَةٍ هَيّابَةٍ كَيفَ تَأمُرُ

تَدارَكَ عَوذاً بَعدَ ما ساءَ ظَنُّها
بِماوانَ عِرقٌ مِن أُسامَةَ أَزهَرُ

هُم عَيَّروني أَنَّ أُمّي غَريبَةٌ
وَهَل في كَريمٍ ماجِدٍ ما يُعَيَّرُ

وَقَد عَيَّروني المالَ حينَ جَمَعتُهُ
وَقَد عَيَّروني الفَقرَ إِذ أَنا مُقتِرُ

وَعَيَّرَني قَومي شَبابي وَلِمَّتي
مَتى ما يَشا رَهطُ اِمرِئٍ يَتَعَيَّرُ

حَوى حَيُّ أَحياءٍ شِتيرَ اِبنَ خالِدٍ
وَقَد طَمَعَت في غُنمِ آخَرَ جَعفَرُ

وَلا أَنتَمي إِلّا لِجارٍ مُجاوِرٍ
فَما آخِرُ العَيشِ الَّذي أَتَنَظَّرُ



عروه ابن الورد

الحمدان
09-02-2023, 02:06 PM
وَنَحنُ صَبَحنا عامِراً إِذ تَمَرَّسَت
عُلالَةَ أَرماحٍ وَضَرباً مُذَكَّرا

بِكُلِّ رُقاقِ الشَفرَتَينِ مُهَنَّدٍ
وَلَدنٍ مِنَ الخَطِّيِّ قَد طُرَّ أَسمَرا

عَجِبتُ لَهُم إِذ يَخنُقونَ نُفوسَهُم
وَمَقتَلُهُم تَحتَ الوَغى كانَ أَعذَرا

يَشُدُّ الحَليمُ مِنهُمُ عَقدَ حَبلِهِ
أَلا إِنَّما يَأتي الَّذي كانَ حُذَّرا



عروه ابن الورد

الحمدان
09-02-2023, 02:06 PM
أَخَذَت مَعاقِلَها اللِقاحُ لِمَجلِسٍ
حَولَ اِبنِ أَكثَمِ مِن بَني أَنمارِ

وَلَقَد أَتَيتُكُمُ بِلَيلٍ دامِسٍ
وَلَقَد أَتَيتُ سُراتَكُم بِنَهارِ

فَوَجَدتُكُم لِقَحاً حُبِسنَ بِخُلَّةٍ
وَحُبِسنَ إِذ صُرّينَ غَيرَ غِزارِ

مَنَعوا البِكارَةَ وَالأَفالَ كِلَيهِما
وَلَهُم أَضَنُّ بِأُمِّ كُلِّ حِوارِ



عروه ابن الورد

الحمدان
09-02-2023, 02:07 PM
أَبلِغ لَدَيكَ عامِراً إِن لَقيتَها
فَقَد بَلَغَت دارُ الحِفاظِ قَرارَها

رَحَلنا مِنَ الأَجبالِ أَجبالِ طَيِّءِ
نَسوقُ النِساءَ عوذَها وَعِشارَها

تَرى كُلَّ بَيضاءِ العَوارِضِ طَفلَةٍ
تُفَرّي إِذا شالَ السِماكُ صِدارَها

وَقَد عَلِمَت أَن لا اِنقِلابَ لِرَحلِها
إِذا تَرَكَت مِن آخِرِ اللَيلِ دارَها


عروه ابن الورد

الحمدان
09-02-2023, 02:07 PM
إِذا المَرءُ لَم يَطلُب مَعاشاً لِنَفسِهِ
شَكا الفَقرَ أَو لامَ الصَديقَ فَأَكثَرا

وَصارَ عَلى الأَدنَينَ كَلّاً وَأَوشَكَت
صِلاتُ ذَوي القُربى لَهُ أَن تَنَكَّرا

وَما طالِبُ الحاجاتِ مِن كُلِّ وِجهَةٍ
مِنَ الناسِ إِلّا مَن أَجَدَّ وَشَمَّرا

فَسِر في بِلادِ اللَهِ وَاِلتَمِسِ الغِنى
تَعِش ذا يَسارٍ أَو تَموتَ فَتُعذَرا



عروه ابن الورد

الحمدان
09-02-2023, 06:50 PM
تُحَذِّرُني كَي أَحذَرَ العامَ خَثعَما
وَقَد عَلِمت أَنّي اِمرؤٌ غَيرُ مُسلَمِ

وَما خَثعَمُ إِلاّ لِئامٌ أَذِلَّةٌ
إِلى الذُلِّ وَالإِسحاقِ تَنمى وتَنتَمي



السليك بن السلكة

الحمدان
09-02-2023, 06:50 PM
أَلا عَتَبَت عَلَيَّ فَصارَمَتني
وَأَعجَبَها ذَوو اللِّمَمِ الطِوالِ

فَإِنّي يا اِبنَةَ الأَقوامِ أُربي
عَلى فِعلِ الوَضيِّ مِنَ الرِجالِ

فَلا تَصِلي بِصُعلوكٍ نَؤومٍ
إِذا أَمسى يُعَدُّ مِنَ العيَالِ

وَلَكِن كُلُّ صُعلوكٍ ضَروبٍ
بِنَصلِ السَيفِ هاماتِ الرِجالِ

أَشابَ الرَأسَ أَنّي كُلَّ يَومٍ
أَرى لي خَالَةً وَسطَ الرِجالِ

يَشُقُّ عَلَيَّ أَن يَلقَينَ ضَيماً
وَيَعجِزُ عَن تَخَلُّصِهِنَّ مالي



السليك بن السلكة

الحمدان
09-02-2023, 06:51 PM
مَن مُبلِغَ جِذمي بِأَنّي مَقتول
يا رُبَّ نَهبٍ قَد حَوَيتُ عُثكول

وَرُبَّ قِرنٍ قَد تَرَكتُ مَجدول
وَرُبَّ زَوجٍ قَد نَكَحتُ عُطبول

وَرُبَّ عانٍ قَد فَكَكتُ مَكبول
وَرُبَّ وادٍ قَد قَطَعتُ مَسبول



السليك بن السلكة

الحمدان
09-02-2023, 06:51 PM
وَعاشيَةٍ راحَت بِطاناً ذَعَرتُها
بِسَوطِ قَتيلٍ وَسطُها يَتَسَيَّفُ

كَأَنَّ عَلَيهِ لَونَ بُردٍ مُحَبَّرٍ
إِذا ما أَتاهُ صارِمٌ يَتَلَهَّفُ

فَباتَ لَهُ أَهلٌ خَلاءٌ فِناؤُهُم
وَمَرَّت بِهِم طَيرٌ فَلَم يَتَعَيَّفوا

وَباتوا يَظُنُّونَ الظُنونَ وَصُحبَتي
إِذا ما عَلَوا نَشزاً أَهَلّوا وَأَوجَفوا

وَما نِلتُها حَتّى تَصَعلَكتُ حِقبَةً
وَكِدتُ لأَِسبابِ المَنيَّةِ أُعرَفُ

وَحَتّى رَأَيتُ الجُوعَ بِالصَيفِ ضَرَّني
إِذا قُمتُ تَغشاني ظِلالٌ فَأُسدِفُ



السليك بن السلكة

الحمدان
09-02-2023, 06:52 PM
سَمِعتُ بِجَمعِهِم فَرَضَختُ فيهِم
بِنُعمانَ بنِ غَفقانَ بنِ عَمرِو

فَإِن تَكفُر فَإِنّي لا أُبالي
وَإِن تَشكُر فَإِنّي لَستُ أَدري



السليك بن السلكة

الحمدان
09-02-2023, 06:52 PM
كَأَنَّ قَوائِمَ النَحامِ لَمّا
تَحَمَّلَ صُحبَتي أُصُلاً مَحارُ

عَلى قَرماءَ عاليَةٌ شَواهُ
كَأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمَارُ

وَما يُدريكَ ما فَقري إِلَيهِ
إِذا مَا القَومُ وَلَّوا أَو أَغاروا

وَيُحضِرُ فَوقَ جُهدِ الحُضرِ نَصّاً
يَصيدُكَ قافِلاً وَالمُخُّ رارُ




السليك بن السلكة

الحمدان
09-03-2023, 02:21 PM
لبيت تخفق الأرواح فيه
أحب إليّ من قصر منيف

ولبس عباءة وتقرّ عيني
أحب اليّ من لبس الشفوف

وأكل كسيرة في كسر بيتي
أحب إليّ من أكل الرغيف

وأصوات الرياح بكل فج
أحب إلى من نقر الدفوف

وكلب ينبح الطرّاق دوني
أحب إلي من قط أليف

وبكر يتبع الأظعان صعب
أحب الي من بعل زفوف

وخرق من بني عمي نحيف
أحب الي من علج عليف

خشونة عيشتي في البدو أشهى
الي نفسي من العيش الطريف

فما أبغي سوى وطني بديلا
وما أبهاه من وطن شريف



ميسون بنت بحدل الكلبية

الحمدان
09-03-2023, 11:18 PM
سِوَايَ بِتَحْنَانِ الأَغَارِيدِ يَطْرَبُ
وَغَيْرِيَ بِاللَّذَّاتِ يَلْهُو وَيُعْجَبُ

وَما أَنَا مِمَّنْ تَأْسِرُ الْخَمْرُ لُبَّهُ
وَيَمْلِكُ سَمْعَيْهِ الْيَرَاعُ الْمُثَقَّبُ

وَلَكِنْ أَخُو هَمٍّ إِذا ما تَرَجَّحَتْ
بِهِ سَوْرَةٌ نحَوْ َالْعُلاَ رَاحَ يَدْأَبُ

نَفَى النَّوْمَ عَنْ عَيْنَيْه نَفْسٌ أَبِيَّةٌ
لَها بينَ أَطْرافِ الأَسِنَّة مَطْلَبُ

بَعِيدُ مَناطِ الْهَمِّ فَالغَرْبُ مَشْرِقٌ
إِذَا مَا رَمَى عَيْنَيْهِ والشَّرْقُ مَغْرِبُ

لَهُ غُدُواتٌ يَتْبَعُ الْوَحْشُ ظِلَّها
وَتَغْدُو عَلى آثارِها الطَّيْرُ تَنْعَبُ

هَمَامَةُ نَفْسٍ أَصْغَرَتْ كُلَّ مَأْرَبٍ
فَكَلَّفَتِ الأَيَّامَ ما لَيْسَ يُوهَبُ

وَمَنْ تَكُنِ العَلْياءُ هِمَّةَ نَفْسِهِ
فَكُلُّ الَّذِي يَلْقَاهُ فيها مُحَبَّبُ

إِذا أَنا لَم أُعْطِ الْمَكارِمَ حَقَّها
فَلا عَزَّنِي خالٌ وَلا ضَمَّنِي أَبُ

وَلا حَمَلَتْ دِرْعِي كُمَيْتٌ طِمِرَّةٌ
وَلا دارَ في كَفِّي سِنانٌ مُذَرَّبُ

خُلِقْتُ عَيُوفاً لا أَرَى لابْنِ حُرَّةٍ
لَدَيَّ يَداً أُغْضِي لَها حِينَ يَغْضَبُ

فَلَسْتُ لأَمْرٍ لَمْ يَكُنْ مُتَوَقّعَاً
وَلَسْتُ عَلى شَيءٍ مَضَى أَتَعَتَّبُ

أَسِيرُ عَلَى نَهْجٍ يَرَى النَّاسُ غَيْرَهُ
لِكُلِّ امْرِئٍ في ما يُحاوِلُ مَذْهَبُ

وَإِنِّي إِذا ما الشَكُّ أَظْلَمَ لَيْلُهُ
وَأَمْسَتْ بِهِ الأَحْلامُ حَيْرَى تَشَعَّبُ

صَدَعْتُ حِفافَيْ طُرَّتَيْهِ بِكَوكَبٍ
مِنَ الرَّأْي لا يَخْفَى عَلَيْهِ الْمُغيَّبُ

وَبَحْرٍ مِنَ الْهَيجَاءِ خُضْتُ عُبابَهُ
وَلا عاصِمٌ إِلَّا الصَّفِيحُ المُشَطَّبُ

تَظَلُّ بِهِ حُمْرُ المَنَايا وَسُودُها
حَواسِرَ في أَلْوَانِهَا تَتَقَلَّبُ

تَوَسَّطْتُهُ وَالْخَيْلُ بِالْخَيْلِ تَلْتَقِي
وَبِيضُ الظُّبَا في الْهَامِ تَبْدُو وَتَغْرُبُ

فَما زِلْتُ حتَّى بَيَّنَ الْكَرُّ مَوْقِفِي
لَدَى ساعَةٍ فيها الْعُقُولُ تَغَيَّبُ

لَدُنْ غُدْوَةٍ حَتَّى أَتَى الليلُ وَالْتَقَى
عَلَى غَيْهَبٍ مِنْ ساطِعِ النَّقْعِ غَيْهَبُ

كَذَلِكَ دَأْبِي في الْمِراسِ وَإِنَّنِي
لأَمْرَحُ في غَيِّ التَّصابِي وأَلْعَبُ

وفِتْيَان لَهْوٍ قَدْ دَعَوْتُ ولِلْكَرَى
خِباءٌ بِأَهْدَابِ الْجُفُونِ مُطَنَّبُ

إِلَى مَرْبَعٍ يَجْرِي النَّسِيمُ خِلالَهُ
بِنَشْرِ الْخُزَامَى والنَّدَى يَتَصَبَّبُ

فَلَمْ يَمْضِ أَنْ جاءُوا مُلَبِّينَ دَعْوَتِي
سِراعاً كَما وَافَى عَلَى الْماءِ رَبْرَبُ

بِخَيْلٍ كَآرَامِ الصَّرِيمِ وَرَاءَها
ضَوارِي سَلُوقٍ عاطِلٌ وَمُلَبَّبُ

مِنَ اللاءِ لا يَأْكُلْنَ زاداً سِوَى الَّذِي
يُضَرِّسْنَهُ وَالصَّيْدُ أَشْهَى وَأَعْذَبُ

تَرَى كُلَّ مُحْمَرِّ الْحَمالِيقِ فاغِرٍ
إِلَى الْوَحْشِ لا يَأْلُو وَلا يَتَنَصَّبُ

يَكَادُ يَفُوتُ الْبَرقَ شَدَّاً إِذَا انْبَرَتْ
لَهُ بِنْتُ ماءٍ أَوْ تَعَرَّضَ ثَعْلَبُ

فَمِلْنا إِلَى وادٍ كَأَنَّ تِلاعَهُ
مِنَ الْعَصْبِ مَوْشِيُّ الْحَبائِكِ مُذْهَبُ

تُرَاحُ بِهِ الآمَالُ بَعْدَ كَلالِها
وَيَصْبُو إِلَيْهِ ذُو الْحِجَا وَهْوَ أَشْيَبُ

فَبَيْنَا نَرُودُ الأَرْضَ بِالْعَيْنِ إِذْ رَأَى
رَبِيئَتُنَا سِرْباً فَقَالَ أَلا ارْكَبُوا

فَقُمْنَا إِلَى خَيْلٍ كَأَنَّ مُتُونَها
مِنَ الضُّمْرِ خُوطُ الضَّيْمَرَانِ الْمُشَذَّبُ

فَلَمَّا انْتَهَيْنا حَيْثُ أَخْبَرَ أُطْلِقَتْ
بُزَاةٌ وَجَالَتْ في المَقَاوِدِ أَكْلُبُ

فَما كَانَ إِلَّا لَفْتَةُ ُالْجِيدِ أَنْ غَلَتْ
قُدُورٌ وَفارَ اللَّحْمُ وَانْفَضَّ مَأْرَبُ

وَقُلْنَا لِساقِينَا أَدِرْها فَإِنَّما
قُصَارَى بَنِي الأَيّامِ أَنْ يَتَشَعَّبُوا

فَقامَ إِلَى رَاقُودِ خَمْرٍ كَأَنَّهُ
إِذَا اسْتَقْبَلَتْهُ الْعَيْنُ أَسْوَدُ مُغْضَبُ

يَمُجُّ سُلافاً في إناءٍ كَأَنَّهُ
إِذَا ما اسْتَقَلَّتْهُ الأَنَامِلُ كَوْكَبُ

فَلَمْ نَأْلُ أَنْ دَارَتْ بِنَا الأَرْضُ دَوْرَةً
وَحَتَّى رَأَيْنَا الأُفْقَ يَنْأَى وَيَقْرُبُ

إِلَى أَنْ تَوَلَّى الْيَومُ إِلَّا أَقَلَّهُ
وَقَدْ كادَتِ الشَّمْسُ الْمُنِيرَةُ تَغْرُبُ

فَرُحْنَا نَجُرُّ الذَّيْلَ تِيهاً لِمنزلٍ
بِهِ لأَخِ اللَّذَّاتِ واللَّهْو مَلْعَبُ

مَسارِحُ سِكِّيرٍ وَمَرْبِضُ فاتِكٍ
وَمُخْدَعُ أَكْوابٍ بِهِ الخَمْرُ تُسْكَبُ

فَلَمَّا رآنا صاحبُ الدّارِ أَشْرَقَتْ
أَسارِيرُهُ زَهْواً وَجاءَ يُرَحِّبُ

وقَالَ انْزِلُوا يا بَارَكَ اللهُ فيكُمُ
فَعِنْدِي لَكُمْ ما تَشْتَهُونَ وَأَطْيَبُ

وَرَاحَ إِلَى دَنٍّ تَكَامَلَ سِنُّهُ
وَشَيَّبَ فَوْدَيْهِ مِنَ الدَّهْرِ أَحْقُبُ

فَما زالَ حتَّى اسْتَلَّ مِنْهُ سَبِيكَةً
مِنَ الخمرِ تَطْفُو في الإِنَاءِ وتَرْسُبُ

يَحُومُ علَيهَا الطَّيْرُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ
وَيَسْرِي عَلَيْهَا الطّارِقُ الْمُتَأَوِّبُ

فَيا حُسْنَ ذاكَ اليومِ لَوْ كانَ باقياً
ويا طِيبَ هَذا الليلِ لَوْ دامَ طَيِّبُ

يَوَدُّ الْفَتَى ما لا يَكُونُ طَمَاعَةً
وَلَمْ يَدْرِ أَنَّ الدَّهْرَ بِالنَّاسِ قُلَّبُ

وَلَوْ عَلِمَ الإنْسَانُ ما فِيهِ نَفْعُهُ
لأَبْصَرَ ما يَأْتِي وَمَا يَتَجَنَّبُ

وَلَكِنَّها الأَقْدَارُ تَجْرِي بِحُكْمِها
عَلَيْنَا وَأَمْرُ الْغَيْبِ سِرٌّ مُحَجَّبُ

نَظُنُّ بِأَنَّا قادِرُونَ وَأَنَّنا
نُقادُ كَمَا قِيدَ الْجَنِيبُ وَنُصْحَبُ

فَرَحْمَةُ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى امْرِئٍ
أَصَابَ هُداهُ أَو دَرَى كَيْفَ يَذْهَبُ

الحمدان
09-04-2023, 11:09 AM
ضاقت على كأنها تابوت

لكأنما يأبى الرجاء يموت

والصبر يعرف من أنا منذ الصبا

وشمٌ له في أضلعي منحوت

فنشأت تحت الضيم غير مرفه

ما راعنى الحرمان والطاغوت

وأنا الذى دفن اللئام منابعي

وطوى يدى بسحره هاروت

أرأيت حيا ميتا متماسكا

متفائلا وله الآمال قوت

هذا أنا.. سرقت شبابى غربتى

وتنكرنى أعين وبيوت

*

كريم العراقي

الحمدان
09-04-2023, 11:10 AM
‏سنينُ الجَهدِ إن طالت ستطوى
لها أمدٌ وللأمد انقضاءُ

لنا بالله آمالٌ و سلوى
وعندَ الله ماخابَ الرّجاءُ

إذا اشتدّت رياحُ اليأس فينا
سيعقب ضيق شدّتها الرخاء

فبعد العتمة الظلماء نورٌ
و طول الليل يعقبه الضياء

أمـانينـا لهـا ربٌ كريـم
إذا أعطى سيُدهشنا العطاء

الحمدان
09-04-2023, 03:20 PM
أَنَخنا بِبَيتِ الزِبرِقانِ وَلَيتَنا
مَضَينَ فَقِلنا وَسطَ بَيتِ المُخَبَّلِ

ظَلِلنا لَدَيهِ نَستَقي بِحَبالِنا
بِذي المَتنِ مِنها وَالضَعيفِ المُوَصَّلِ

وَما الزِبرِقانُ يَومَ يَحرِمُ ضَيفَهُ
بِمُحتَسَبِ التَقوى وَلا مُتَوَكِّلِ

وَلا عالِمٍ ما في غَدٍ غَيرَ أَنَّهُ
يُرَفِّعُ أَعضادَ الحِياضِ بِمِعوَلِ

مُقيمٌ عَلى بُنيانَ يَمنَعُ مائَهُ
وَماءُ وَسيعٍ ماءُ عَطشانَ مُرمِلِ

وَظَلَّ يُناجي أُمَّ شَذرَةَ قاعِداً
كَأَنَّ عَلى شُرسوفِها كُرزَ حَنظَلِ

فَأَنتَ الفِداءُ لِاِبنِ هَوذَةَ إِنَّهُ
قَرانا فَلَم يَبخَل وَلَم يَتَعَلَّلِ

ظَلِلنا لَدَيهِ في شِواءٍ وَنِعمَةٍ
وَظَلَّت رِكابِي في سَرِيٍّ وَجَدوَلِ



الحطيئة

الحمدان
09-04-2023, 03:21 PM
وَفِتيانِ صِدقٍ مِن عَدِيٍّ عَلَيهِمُ
صَفائِحُ بُصرى عُلِّقَت بِالعَواتِقِ

إِذا ما دُعوا لَم يَسأَلوا مَن دَعاهُمُ
وَلَم يُمسِكوا فَوقَ القُلوبِ الخَوافِقِ

وَطاروا إِلى الجُردِ العِتاقِ فَأَلجَموا
وَشَدّوا عَلى أَوساطِهِم بِالمَناطِقِ

أولَئِكَ آباءُ الغَريبِ وَغاثَةُ الـ
ـصَريخِ وَمَأوى المُرمِلينَ الدَرادِقِ

أَحَلّوا حِياضَ المَوتِ فَوقَ جِباهِهِم
مَكانَ النَواصي مِن وُجوهِ السَوابِقِ



الحطيئة

الحمدان
09-04-2023, 03:22 PM
كَدَحتُ بِأَظفاري وَأَعمَلتُ مِعوَلي
فَصادَفتُ جُلموداً مِنَ الصَخرِ أَملَسا

تَشاغَلَ لَمّا جِئتُ في وَجهِ حاجَتي
وَأَطرَقَ حَتّى قُلتُ قَد ماتَ أَو عَسى

وَأَجمَعتُ أَن أَنعاهُ حينَ رَأَيتُهُ
يَفوقُ فُواقَ المَوتِ حَتّى تَنَفَّسا

فَقُلتُ لَهُ لا بَأسَ لَستُ بِعائِدٍ
فَأَفرَخَ تَعلوهُ السَماديرُ مُبلِسا



الحطيئة

الحمدان
09-04-2023, 03:22 PM
لا يُبعِدِ اللَهُ إِذ وَدَّعتُ أَرضَهُمُ
أَخي بَغيضاً وَلَكِن غَيرُهُ بَعُدا

لا يُبعِدِ اللَهُ مَن يُعطي الجَزيلَ وَمَن
يَحبو الجَليلَ وَما أَكدى وَلا نَكِدا

وَمَن تُلاقيهِ بِالمَعروفِ مُبتَهِجاً
إِذا اِجرَهَدَّ صَفا المَذمُومِ أَو صَلَدا

لاقَيتُهُ ثَلِجاً تَندى أَنامِلُهُ
إِن يُعطِكَ اليَومَ لا يَمنَعكَ ذاكَ غَدا

إِنّي لَرافِدُهُ وُدّي وَمَنصَرَتي
وَحافِظٌ غَيبَهُ إِن غابَ أَو شَهِدا



الحطيئة

الحمدان
09-04-2023, 03:23 PM
إِذا خافَكَ القَومُ اللِئامُ وَجَدتَهُم
سَراعاً إِلى ما تَشتَهي وَتُريدُ

وَإِن أَمِنوا شَرَّ اِمرِئٍ نَصَبوا لَهُ
عَداواتِهِم إِمّا رَأَوهُ يَحيدُ

فَداوِهِمُ بِالشَرِّ حَتّى تُذِلَّهُم
وَأَنتَ إِذا ما رُمتَ ذاكَ حَميدُ

وَهُم إِن أَصابوا مِنكَ في ذاكَ غَفلَةً
أَتاكَ وَعيدٌ مِنهُمُ وَوَعيدُ

فَلا تَخشَهُم وَاِخشُن عَلَيهِم فَإِنَّهُم
إِذا أَمِنوا مِنكَ الصَيالَ أُسودُ




الحطيئة

الحمدان
09-04-2023, 03:24 PM
أَبَت شَفَتايَ اليَومَ إِلّا تَكَلُّماً
بِشَرٍّ فَما أَدري لِمَن أَنا قائِلُه

أَرى لِيَ وَجهاً شَوَّهَ اللَهُ خَلقَهُ
فَقُبِّحَ مِن وَجهٍ وَقُبِّحَ حامِلُه



الحطيئة يهجو نفسه

الحمدان
09-04-2023, 06:43 PM
مَلومُكُما يَجِلُّ عَنِ المَلامِ
وَوَقعُ فَعالِهِ فَوقَ الكَلامِ

ذَراني وَالفَلاةُ بِلا دَليلٍ
وَوَجهي وَالهَجيرَ بِلا لِثامِ

فَإِنّي أَستَريحُ بِذي وَهَذا
وَأَتعَبُ بِالإِناخَةِ وَالمُقامِ

عُيونُ رَواحِلي إِن حُرتُ عَيني
وَكُلُّ بُغامِ رازِحَةٍ بُغامي

فَقَد أَرِدُ المِياهَ بِغَيرِ هادٍ
سِوى عَدّي لَها بَرقَ الغَمامِ

يُذِمُّ لِمُهجَتي رَبّي وَسَيفي
إِذا اِحتاجَ الوَحيدُ إِلى الذِمامِ

وَلا أُمسي لِأَهلِ البُخلِ ضَيفاً
وَلَيسَ قِرىً سِوى مُخِّ النِعامِ

فَلَمّا صارَ وُدُّ الناسِ خِبّاً
جَزَيتُ عَلى اِبتِسامٍ بِاِبتِسامِ

وَصِرتُ أَشُكُّ فيمَن أَصطَفيهِ
لِعِلمي أَنَّهُ بَعضُ الأَنامِ

يُحِبُّ العاقِلونَ عَلى التَصافي
وَحُبُّ الجاهِلينَ عَلى الوَسامِ


المتنبي

الحمدان
09-04-2023, 06:43 PM
فِراقٌ وَمَن فارَقتُ غَيرُ مُذَمَّمِ
وَأَمٌّ وَمَن يَمَّمتُ خَيرُ مُيَمَّمِ

وَما مَنزِلُ اللَذّاتِ عِندي بِمَنزِلٍ
إِذا لَم أُبَجَّل عِندَهُ وَأُكَرَّمِ

سَجِيَّةُ نَفسٍ ما تَزالُ مُليحَةً
مِنَ الضَيمِ مَرمِيّاً بِها كُلُّ مَخرَمِ

رَحَلتُ فَكَم باكٍ بِأَجفانِ شادِنٍ
عَلَيَّ وَكَم باكٍ بِأَجفانِ ضَيغَمِ

وَما رَبَّةُ القُرطِ المَليحِ مَكانُهُ
بِأَجزَعَ مِن رَبِّ الحُسامِ المُصَمِّمِ

فَلَو كانَ ما بي مِن حَبيبٍ مُقَنَّعٍ
عَذَرتُ وَلَكِن مِن حَبيبٍ مُعَمَّمِ

رَمى وَاِتَّقى رَميِي وَمِن دونِ ما اِتَّقى
هَوىً كاسِرٌ كَفّي وَقَوسي وَأَسهُمي

إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ
وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ

وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُداتِهِ
وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ


المتنبي

الحمدان
09-04-2023, 06:44 PM
أَعَن إِذني تَهُبُّ الريحُ رَهواً
وَيَسري كُلَّما شِئتُ الغَمامُ

وَلَكِنَّ الغَمامَ لَهُ طِباعٌ
تَبَجُّسُهُ بِها وَكَذا الكِرامُ


المتنبي

الحمدان
09-04-2023, 06:44 PM
رَوينا يا اِبنَ عَسكَرٍ الهُماما
وَلَم يَترُك نَداكَ بِنا هُياما

وَصارَ أَحَبُّ ما تُهدي إِلَينا
لِغَيرِ قِلىً وَداعَكَ وَالسَلاما

وَلَم نَملَل تَفَقُّدَكَ المَوالي
وَلَم نَذمُم أَيادِيَكَ الجِساما

وَلَكِنَّ الغُيوثَ إِذا تَوالَت
بِأَرضِ مُسافِرٍ كَرِهَ المُقاما


المتنبي

الحمدان
09-04-2023, 06:45 PM
لِهَوى النُفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ
عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنّي أَسلَمُ

يا أُختَ مُعتَنِقِ الفَوارِسِ في الوَغى
لَأَخوكِ ثَمَّ أَرَقُّ مِنكِ وَأَرحَمُ

يَرنو إِلَيكِ مَعَ العَفافِ وَعِندَهُ
أَنَّ المَجوسَ تُصيبُ فيما تَحكُمُ

راعَتكِ رائِعَةُ البَياضِ بِعارِضي
وَلَوَ أَنَّها الأولى لَراعَ الأَسحَمُ

لَو كانَ يُمكِنُني سَفَرتُ عَنِ الصِبا
فَالشَيبُ مِن قَبلِ الأَوانِ تَلَثُّمُ

وَلَقَد رَأَيتُ الحادِثاتِ فَلا أَرى
يَقَقاً يُميتُ وَلا سَواداً يَعصِمُ

وَالهَمُّ يَختَرِمُ الجَسيمَ نَحافَةً
وَيُشيبُ ناصِيَةَ الصَبِيِّ وَيُهرِمُ

ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ
وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ

وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ
يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ

لا يَخدَعَنَّكَ مِن عَدُوٍّ دَمعُهُ
وَاِرحَم شَبابَكَ مِن عَدُوٍّ تَرحَمُ

لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى
حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُ

يُؤذي القَليلُ مِنَ اللِئامِ بِطَبعِهِ
مَن لا يَقِلُّ كَما يَقِلُّ وَيَلؤُمُ

الظُلمُ مِن شِيَمِ النُفوسِ فَإِن تَجِد
ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظلِمُ

يَحمي اِبنَ كَيغَلَغَ الطَريقَ وَعِرسُهُ
ما بَينَ رِجلَيها الطَريقُ الأَعظَمُ

أَقِمِ المَسالِحَ فَوقَ شُفرِ سُكَينَةٍ
إِنَّ المَنِيَّ بِحَلقَتَيها خِضرِمُ

وَاِرفُق بِنَفسِكَ إِنَّ خَلقَكَ ناقِصٌ
وَاِستُر أَباكَ فَإِنَّ أَصلَكَ مُظلِمُ

وَغِناكَ مَسأَلَةٌ وَطَيشُكَ نَفخَةٌ
وَرِضاكَ فَيشَلَةٌ وَرَبُّكَ دِرهَمُ

وَاِحذَر مُناواةَ الرِجالِ فَإِنَّما
تَقوى عَلى كَمَرِ العَبيدِ وَتُقدِمُ

وَمِنَ البَليَّةِ عَذلُ مَن لا يَرعَوي
عَن غَيِّهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ

يَمشي بِأَربَعَةٍ عَلى أَعقابِهِ
تَحتَ العُلوجِ وَمِن وَراءٍ يُلجَمُ

وَجُفونُهُ ما تَستَقِرُّ كَأَنَّها
مَطروفَةٌ أَو فُتَّ فيها حِصرِمُ

وَإِذا أَشارَ مُحَدِّثاً فَكَأَنَّهُ
قِردٌ يُقَهقِهُ أَو عَجوزٌ تَلطِمُ

يَقلي مُفارَقَةَ الأَكُفِّ قَذالُهُ
حَتّى يَكادَ عَلى يَدٍ يَتَعَمَّمُ

وَتَراهُ أَصغَرَ ما تَراهُ ناطِقاً
وَيَكونُ أَكذَبَ ما يَكونُ وَيُقسِمُ

وَالذُلُّ يُظهِرُ في الذَليلِ مَوَدَّةً
وَأَوَدُّ مِنهُ لِمَن يَوَدُّ الأَرقَمُ

وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنالُكَ نَفعُهُ
وَمِنَ الصَداقَةِ ما يَضُرُّ وَيُؤلِمُ

أَرسَلتَ تَسأَلُني المَديحَ سَفاهَةً
صَفراءُ أَضيَقُ مِنكَ ماذا أَزعُمُ

أَتُرى القِيادَةَ في سِواكَ تَكَسُّباً
يا اِبنَ الأُعَيِّرِ وَهيَ فيكَ تَكَرُّمُ

فَلَشَدَّ ما جاوَزتَ قَدرَكَ صاعِداً
وَلَشَدَّ ما قَرُبَت عَلَيكَ الأَنجُمُ

وَأَرَغتَ ما لِأَبي العَشائِرِ خالِصاً
إِنَّ الثَناءَ لِمَن يُزارَ فَيُنعِمُ

وَلِمَن أَقَمتَ عَلى الهَوانِ بِبابِهِ
تَدنو فَيُوجأُ أَخدَعاكَ وَتُنهَمُ

وَلِمَن يُهينُ المالَ وَهوَ مُكَرَّمٌ
وَلِمَن يَجُرُّ الجَيشَ وَهوَ عَرَمرَمُ

وَلِمَن إِذا اِلتَقَتِ الكُماةُ بِمازِقٍ
فَنَصيبُهُ مِنها الكَمِيُّ المُعلَمُ

وَلَرُبَّما أَطَرَ القَناةَ بِفارِسٍ
وَثَنى فَقَوَّمَها بِآخَرَ مِنهُمُ

وَالوَجهُ أَزهَرُ وَالفُؤادُ مُشَيَّعٌ
وَالرُمحُ أَسمَرُ وَالحُسامُ مَصَمِّمُ

أَفعالُ مَن تَلِدُ الكِرامُ كَريمَةٌ
وَفَعالُ مَن تَلِدُ الأَعاجِمُ أَعجَمُ


المتنبي

الحمدان
09-04-2023, 10:26 PM
لَا تَشْكُ لِلنَّاسِ جُرْحًا أَنْتَ صَاحِبُهُ
لا يُؤْلِمُ الجُرْحُ إلَّا مَنْ بِهِ ألَمُ

شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابنَ النَّاسِ مَنْقَصَةٌ
وَمَنْ مِنَ النَّاسِ صَاحٍ مَا بِهِ سَقَمُ

فالهمُّ كالسّيْلِ والأحزان زاخِرَةٌ
حُمْرُ الدَّلائلِ مَهْمَا أهْلُها كَتمُوا

فَإِنْ شَكَوْتَ لِمَنْ طَابَ الزَّمَانُ لَهُ
عَيْنَاكَ تَغْلِي وَمَنْ تَشْكُو لَهُ صَنَمُ

وَإِذَا شَكَوْتَ لِمَنْ شَكْوَاكَ تُسْعِدُهُ
أَضَفْتَ جُرْحًا لِجُرْحِكَ اِسْمُهُ النَّدَمُ

هَلِ الْمُوَاسَاةُ يَوْمًا حرَّرَتْ وَطَنا
أم التّعازي بَدِيلٌ إنْ هَوَى العَلَمُ

مَنْ يُنْدبُ الْحَظَّ يُطْفِئُ عَيْنَ هِمّتِهِ
لَا عِينَ لِلَحْظِ إنْ لَمْ تُبصرِ الْهِمَمُ

كَمْ خَابَ ظَنّي بِمنِ أهديته ثِقتَي
فَأَجْبَرَتْنِي عَلَى هِجْرَانِهِ التُّهَمُ

كَمْ صُرْتُ جِسْرًا لمَن أحببتهُ فَمَشَى
عَلَى ضُلُوعِي وَكَمْ زَلَّت بِهِ قَدَمُ

فَدَاسَ قَلْبي وَكَانَ القَلْبُ مَنْزِلهُ
فَمَا وَفَائِي لخِلٍّ مَالَهُ قَيمُ

لَا الْيَأسُ ثَوْبي وَلَا الأحزان تَكْسِرُني
جُرْحَي عَنِيدٌ بلَسْعِ النَّارِ يَلْتَئِمُ

اِشرب دمُوعك واجْرع مُرَّهَا عَسَلًا
يغزو الشُّموعَ حَريقٌ وهِيَ تَبتَسِمُ

والْجِم هُموْمَكَ واسْرِج ظَهْرَها فَرَسًا
وانهض كسيْفٍ إذا الأنصالُ تَلْتَحِمُ

فالْخَيْرُ حَملٌ ودِيعٌ خَائِفٌ قَلقٌ
وَالشَّرُّ ذِئْبٌ خَبِيثٌ مَاكِرٌ نَهِمُ

كُنْ ذَا دَهَاءِ وَكُنِ لِصًّا بِغَيْرِ يَدٍ
تَرَى الْمَلَذَّاتِ تحتَ يَدِيكَ تَزْدَحِمُ!

فالْمَالُ وَالْجَاهُ تِمْثَالَانِ مِنْ ذَهبٍ
لَهُمَا تُصلِي بِكُلِّ لُغاتِهَا الأُممُ

شَكَوَاكَ شَكْوَايَ يَا مِن تَكْتَوِي ألْمًا
ما سال دَمْعٌ عَلَى الْخَدَّيْنِ سَالَ دَمُ

وَمِنْ سِوَى اللهِ نَأْوِي تَحْتَ سِدْرَتِهِ
وَنَسْتَغِيثُ بِهِ عَوِّنَا وَنَعْتَصِمُ

كُن فَيْلَسُوفًا ترى أنَّ الجميعَ هُنَا
يتقاتلون على عَدَمٍ وهُم عَدَمُ!!


كريم العراقي

الحمدان
09-04-2023, 10:29 PM
الشمس شمسي والعراق عراقي
ماغير الدخلاء من اخلاقي

داس الزمان على جميع مشاعري
فتفجر الابداع من اعماقي

أجريت في الصخر العقيم جداولا
وحملت نور الله في احداقي

انا منذ فجر الارض ألبس خوذتي
ووصيه الفقراء فوق نطاقي

قدري بأن كل الحروب تجيئني
مجنونه تسعى لشد وثاقي

فمن السيوف الى الرصاص مدائني
ذابت من الاحراق والاغراق

ومن الشموع الى الدموع حبيبتي
محفوفه بخناجر السراق

وانا الجميل السومري البابلي
كانت يدي قيثاره العشاق

ملات فضاءات الوجود قصائدي
حتى كأن الشعر صوت عراقي

وتحالفت كل العصور لمقتلي
فأغضتها بتماسكي الخلاق

وتذمرت واستأسدت وتفرعنت
فحملتها جبلا على الاعناق

اسمع صهيل الحزن بين مفاصلي أضحى صديقي..كنيتي..ميثاقي

هربت طيوري حين ضاع أمانها
فكأنني شجر بلا اوراق

لكنما همس العراق بمسمعي
يفنى الاسى وجبين عزك باقي

الشمس شمسي والعراق عراقي
ماغير الدخلاء من اخلاقي


للشاعركريم العراقي

الحمدان
09-05-2023, 12:58 PM
أغَرُّ عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّةِ خَاتَمٌ
مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ

وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ
إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ

وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ
فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ

نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَةٍ
منَ الرسلِ والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ

فَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً
يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ

وأنذرنا ناراً وبشرَ جنة
وعلمنا الإسلام فاللهَ نحمدُ

وأنتَ إلهَ الخلقِ ربي وخالقي
بذلكَ ما عمرتُ فيا لناسِ أشهدُ

تَعَالَيْتَ رَبَّ الناسِ عن قَوْل مَن دَعا
سِوَاكَ إلهاً أنْتَ أعْلَى وَأمْجَدُ

لكَ الخلقُ والنعماءُ والأمرُ كلهُ
فإيّاكَ نَسْتَهْدي وإيّاكَ نَعْبُدُ



حسان بن ثابت

الحمدان
09-05-2023, 01:21 PM
ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك
يا أبي ومشاعري عمياء بأحزانِ

أني سأظمأُ للحياة، وأحتسي
مِنْ نهْرها المتوهِّجِ النّشوانِ

وأعودُ للدُّنيا بقلبٍ خَافقٍ
للحبِّ، والأفراحِ، والألحانِ

ولكلِّ ما في الكونِ من صُوَرِ المنى
وغرائبِ الأهُواء والأشجانِ

حتى تحرّكتِ السّنون، وأقبلتْ
فتنُ الحياةِ بسِحرِها الفنَّانِ

فإذا أنا ما زلتُ طفِْلاً، مُولَعاً
بتعقُّبِ الأضواءِ والألوانِ

وإذا التشاؤم بالحياة ورفضُها
ضرْبٌ من الُبهتانِ والهذيانِ

إنَّ ابنَ آدمَ في قرارةِ نفسِهِ
عبدُ الحياةِ الصَّادقُ الإيمانَ


ابي القاسم الشابي

الحمدان
09-05-2023, 10:07 PM
تأمل في نبات الأرض وانـظر

إلى آثـار ما صـنــع الـمـلـيــكُ

عيونٌ من لـجـيـن شاخصـاتٌ

بأحداقٍ هي الذهب السـبـيكُ

على قُضُب الزبرجد شاهداتٌ

بـأن الـلـه لـيـس لـه شــريــكُ


أبو نواس

الحمدان
09-05-2023, 10:08 PM
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً

فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعـظَـمُ

إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُـحسِـنٌ

فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجـرِمُ

أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَـضـرُّعاً

فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ

ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الـرَجــا

وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسـلِـمُ


أبو نواس

الحمدان
09-05-2023, 10:28 PM
‏يامن يرى مد البعوض جناحها
في ظلمةِ الليلِ البهيمِ الأليلِ

ويرى مناط عروقها في نحرها
والمخ من تلك العظام النحلِ

ويرى خريرَ الدمِ في أوداجها
متنقلاً من مفصلٍ في مفصلِ

ويرى مكان الوطء من أقدامها
في سيرها وحثيثها المستعجلِ

امنن عليّ بتوبةِ تمحو بها
ما كان مني في الزمان الأولِ

الحمدان
09-06-2023, 10:55 AM
حطَّت كمثلِ فراشةٍ قربي
وأنا امتداد النار في الشهبِ

يغريكِ هذا الضوء سيدتي ؟
أخشى عليكِ شرارة الحبِّ

أخشى على العناب أحرقه
أخشى على المستملح العذبِ

قالت : فنائي فيك يبعثني
ضوءا فخذ ماشئت من نخبي

قَدَر الفراشةِ لستُ أنكره
مدِّي جناحكِ وادخلي قلبي



محمد ابو شرارة الشمراني

الحمدان
09-06-2023, 06:49 PM
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له
إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني

فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها
فالذكرُللإنسان عُمرٌ ثاني

شوقي

الحمدان
09-07-2023, 08:25 PM
لِيَبكِ عَلى الاِسلامِ مَن كانَ باكياً
فَقَد تُرِكَت أَركانُهُ وَمعالِمُه

لَقَد ذَهَبَ الاِسلامُ إِلّا بَقيّةً
قَليلٌ مِنَ الناسِ الَّذي هُوَ لازِمُه



علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
09-07-2023, 08:26 PM
يا عَمرو قَد لاقَيتَ فارِسَ هِمَّةٍ
عِندَ اللِقاءِ مُعاوِدَ الإقدامِ

مِن آلِ هاشِمَ مِن سَناءٍ باهِرٍ
وَمُهَذبينَ مُتَوّجينَ كِرامِ

يَدعو إِلى دينِ الإِلَهِ وَنَصرِهِ
وَإِلى الهُدى وَشرائِعِ الإِسلامِ

بِمُهَنَّدٍ عَضبٍ رَقيقٍ حَدُّهُ
ذي رَونَقٍ يَفري الفَقارَ حُسامِ

وَمُحَمَّد فينا كَأَنَّ جَبينَهُ
شَمسٌ تَجَلَت مِن خِلالِ غِمامِ

وَاللَهُ ناصِرُ دينِهُ وَنَبيِّهِ
وَمُعينُ كُلِّ مُوَحِّدٍ مِقدامِ

شَهِدتَ قُرَيشٌ وَالبَراجِمُ كُلها
أَن لَيسَ فيها مَن يَقومُ مَقامي



علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
09-07-2023, 08:26 PM
ضَرَبتُهُ بِالسَيفِ فَوقَ الهامَه
بِضَربَةٍ صارِمَةٍ هَدّامَه

فَبَكَّتَت مِن جَسمِهِ عِظامَه
وَبَيَّنَت مِن أَنفِهِ أَرغامَه

أَنا عَليٌّ صاحِبُ الصَمامَه
وَصاحِبُ الحَوضِ لَدى القِيامَه

أَخو رَسولِ اللَهِ ذي العَلامَه
قَد قالَ إِذ عَمّمني عَمامَه

أَنتَ أَخي وَمَعدَنُ الكَرامَه
وَمَن لَهُ مِن بَعديَ الإِمامَه



علي بن أبي طالب

الحمدان
09-07-2023, 08:27 PM
فَمَن يَحمُدِ الدُنيا لِعَيشٍ يَسُرُّهُ
فَسَوفَ لَعَمري عَن قَليلٍ يَلومُها

إِذا أَقبلَت كانَت عَلى المَرءِ حَسرَةً
وَإِن أَدبَرَت كانَت كَثيراً هُمومُها



علي بن أبي طالب

الحمدان
09-07-2023, 08:27 PM
اللَهُ أَكرَمَنا بِنَصرِ نَبيِّهِ
وَبِنا أَقامَ دَعائِمَ الإِسلامِ

وَبِنا أَعَزَّ نَبيَّهُ وَكِتابَهُ
وَأَعَزَّنا بِالنَصرِ وَالإِقدامِ

وَيَزورُنا جَبريلُ في أَبياتِنا
بِفَرائِضِ الإِسلامِ وَالأَحكامِ

فَنَكونُ أَوَّلَ مُستَحِلٍّ حِلَّهُ
وَمُحَرِّمٍ لِلّهِ كُلَّ حَرامِ

نَحنُ الخِيارُ مِنَ البَريَّةِ كُلّها
وَنِظامُها وَنِظامُ كُلُ زِمامِ

الخائِضونَ غِمارَ كُلَ كَريهَةٍ
وَالضامِنونَ حَوادِثَ الأَيامِ

وَالمُبرِمونَ قُوى الأُمورِ بِعِزَّةٍ
وَالناقِضونَ مَرائِرَ الإِبرامِ

في كُلِّ مُعتَرَكٍ تَطيرُ سُيوفُنا
فيهِ الجَماجِمُ عِن فِراخِ الهامِ

إِنّا لَنَمنَعُ مَن أَرَدنا مَنعَهُ
وَنَجودُ بِالمَعروفِ لِلمعتامِ

وَتَردُّ عاديةُ الخَميسِ سُيوفَنا
وَنُقيمُ رَأسَ الأَصيَدِ القَمقامِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
09-07-2023, 08:28 PM
فَما نُوَبُ الحَوادِثِ باقياتٌ
وَلا البُؤسى تَدومُ وَلا النَعيمُ

كَما يَمضي سُرورٌ وَهوَ جَمُّ
كَذَلِكَ ما يَسوؤُكَ لا يَدومُ

فَلا تَهلِك عَلى ما فاتَ وَجدَاً
وَلا تَفرِدكَ بِالأَسَفِ الهُمومُ



علي بن أبي طالب

الحمدان
09-07-2023, 08:28 PM
أَخٌ طاهِرُ الأَخلاقِ عَذبٌ كَأَنَّهُ
جَنا النَحلِ مَمزوجاً بِماءِ غُمامِ

يَزيدُ عَلى الأَيّامِ فَضلُ مَوَّدَةٍ
وَشِدَّةُ إِخلاصٍ وَرَعيَ ذِمامِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
09-07-2023, 08:28 PM
لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِراً
فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ

تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ
يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
09-07-2023, 08:29 PM
لا تُوَدِعِ السِرَّ إِلّا عِندَ ذي كَرَمٍ
وَالسَرُّ عِندَ كِرامِ الناسِ مُكتومُ

وَالسِرُّ عِندي في بَيتٍ لَهُ غَلَق
قَد ضاعَ مَفتاحُهُ وَالبَيتُ مَختومُ



علي بن أبي طالب

الحمدان
09-07-2023, 08:29 PM
كَيفيةُ المَرءِ لَيسَ المَرءُ يُدرِكُها
فَكَيفَ كَيفيةَ الجَبارِ في القِدَمِ

هُوَ الَّذي أَنشأَ الأَشياءَ مُبتَدِعاً
فَكَيفَ يُدرِكهُ مُستَحدثُ النَسَمِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
09-07-2023, 08:30 PM
كَم أَديبٍ فَطِنٍ عالِمِ
مُستَكمِلِ العَقلِ مُقِّلٍ عَديمِ

وَمِن جَهولٌ مُكثِرٍ مالَهُ
ذَلِكَ تَقديرُ العَزيزُ العَليمِ



علي بن أبي طالب

الحمدان
09-07-2023, 08:30 PM
وَإِذا طَلَبتَ إِلى كَريمٍ حاجَةً
فِلِقاؤُهُ يَكفيكَ وَالتَسليمُ

وَإِذا رَآكَ مُسلِّماً ذَكَرَ الَّذي
حمّلتَهُ فَكَأَنَّهُ مُبرومُ



علي بن أبي طالب

الحمدان
09-07-2023, 08:31 PM
أَما وَاللَهُ إِنَّ الظُلمَ شُؤمٌ
وَلا زالَ المُسيءُ هُوَ الظَلومُ

إِلى الديّانِ يَومُ الدينِ نَمضي
وَعِندَ اللَهِ تَجتَمِعُ الخُصومُ

سَتَعلَمُ في الحِسابِ إِذا الِتَقَينا
غَداً عِندَ المَليكِ مَنِ الغَشومُ

سَتَنقَطِعُ اللِذاذَةُ عَن أُناسٍ
مِن الدُنيا وَتَنقَطِع الهُمومُ

لِأَمرٍ ما تَصَرَّفَتِ اللَيالي
لِأَمرٍ ما تَحَرَّكَتِ النُجومُ

سَلِ الأَيّامَ عَن أُمَمٍ تَقَضَّت
سَتُخبِرُكَ المَعالِمُ وَالرُسومُ

تَرومُ الخُلدَ في دارِ المَنايا
فَكَم قَد رامَ مِثلَكَ ما تَرومُ

تَنامُ وَلَم تَنَم عَنكَ المَنايا
تَنبَّه لِلمَنِّيَةِ يا نُؤومُ

لَهَوتَ عَنِ الفَناءِ وَأَنتَ تَفنى
فَما شَيءٌ مِنَ الدُنيا يَدومُ

تَموتُ غَداً وَأَنتَ قَريرُ عَينٍ
مِنَ الفَضَلاتِ في لُجَحٍ تَعومُ



علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحمدان
09-07-2023, 09:22 PM
أَرَثَّ جَديدُ الحَبلِ مِن أُمِّ مَعبَدٍ
بِعاقِبَةٍ وَأَخلَفَت كُلَّ مَوعِدِ

وَبانَت وَلَم أَحمَد إِلَيكَ نَوالَها
وَلَم تَرجُ فينا رِدَّةَ اليَومِ أَو غَدِ

مِنَ الخَفِراتِ لا سَقوطاً خِمارُها
إِذا بَرَزَت وَلا خَروجَ المُقَيَّدِ

وَكُلَّ تَباريحِ المُحِبِّ لَقيتَهُ
سِوى أَنَّني لَم أَلقَ حَتفي بِمَرصَدِ

وَأَنِّيَ لَم أَهلِك خُفاتاً وَلَم أَمُت
خُفاتاً وَكُلّاً ظَنَّهُ بِيَ عُوَّدي

كَأَنَّ حُمولَ الحَيِّ إِذ تَلَعَ الضُحى
بِنا صِفَةِ الشَجناءِ عُصبَةُ مِذوَدِ

أَوِ الأَثأَبُ العُمُّ المُخَرَّمُ سوقُهُ
بِشابَةَ لَم يُخبَط وَلَم يَتَعَضَّدِ

أَعاذِلَ مَهلاً بَعضُ لَومِكِ وَاِقصِدي
وَإِن كانَ عِلمُ الغَيبِ عِندَكِ فَاِرشِدي

أَعاذِلَتي كُلُّ اِمرِئٍ وَاِبنُ أُمِّهِ
مَتاعٌ كَزادِ الراكِبِ المُتَزَوِّدِ

أَعاذِلَ إِنَّ الرُزءَ في مِثلِ خالِدٍ
وَلا رُزءَ فيما أَهلَكَ المَرءُ عَن يَدِ

وَقُلتُ لِعارِضٍ وَأَصحابِ عارِضٍ
وَرَهطِ بَني السَوداءِ وَالقَومُ شُهَّدي

عَلانِيَةً ظُنّوا بِأَلفَي مُدَجَّجٍ
سَراتُهُمُ في الفارِسيِّ المُسَرَّدِ

وَقُلتُ لَهُم إِنَّ الأَحاليفَ أَصبَحَت
مُطَنِّبَةً بَينَ السِتارِ فَثَهمَدِ

فَما فَتِئوا حَتّى رَأَوها مُغيرَةً
كَرِجلِ الدِبى في كُلِّ رَبعٍ وَفَدفَدِ

وَلَمّا رَأَيتُ الخَيلَ قُبلاً كَأَنَّها
جَرادٌ يُباري وِجهَةَ الريحِ مُغتَدي

أَمَرتُهُمُ أَمري بِمُنعَرَجِ اللِوى
فَلَم يَستَبينوا النُصحَ إِلّا ضُحى الغَدِ

فَلَمّا عَسوني كُنتُ مِنهُم وَقَد أَرى
غِوايَتَهُم وَأَنَّني غَيرُ مُهتَدي

وَهَل أَنا إِلّا مِن غَزِيَّةَ إِن غَوَت
غَوَيتُ وَإِن تَرشُد غَزيَّةُ أَرشَدِ

دَعاني أَخي وَالخَيلُ بَيني وَبَينَهُ
فَلَمّا دَعاني لَم يَجِدني بِقُعدَدِ

أَخي أَرضَعَتني أُمُّهُ بِلِبانِها
بِثَديِ صَفاءٍ بَينَنا لَم يُجَدَّدِ

فَجِئتُ إِلَيهِ وَالرِماحُ تَنوشُهُ
كَوَقعِ الصَياصي في النَسيجِ المُمَدَّدِ

وَكُنتُ كَذاتِ البَوِّ ريعَت فَأَقبَلَت
إِلى جَلَدٍ مِن مَسكِ سَقبِ مُقَدَّدِ

فَطاعَنتُ عَنهُ الخَيلَ حَتّى تَنَهنَهَت
وَحَتّى عَلاني حَلِكُ اللَونِ أَسوَدِ

فَما رِمتُ حَتّى خَرَّقَتني رِماحُهُم
وَغودِرتُ أَكبو في القَنا المُتَقَصِّدِ

قِتالُ اِمرِئٍ آسى أَخاهُ بِنَفسِهِ
وَيَعلَمُ أَنَّ المَرءَ غَيرَ مُخَلَّدِ

تَنادوا فَقالوا أَردَتِ الخَيلُ فارِساً
فَقُلتُ أَعَبدُ اللَهِ ذَلِكُمُ الرَدي

فَإِن يَكُ عَبدُ اللَهِ خَلّى مَكانَهُ
فَما كانَ وَقّافاً وَلا طائِشَ اليَدِ

وَلا بَرِماً إِذا الرِياحُ تَناوَحَت
بِرَطبِ العِضاهِ وَالهَشيمِ المُعَضَّدِ

وَتُخرِجُ مِنهُ صَرَّةُ القَومِ جُرأَةً
وَطولُ السُرى ذَرِّيَّ عَضبٍ مُهَنَّدِ

كَميشُ الإِزارِ خارِجٌ نِصفُ ساقِهِ
صَبورٌ عَلى العَزاءِ طَلّاعُ أَنجُدِ

قَليلٌ تَشَكّيهِ المُصيباتِ حافِظٌ
مِنَ اليَومِ أَعقابَ الأَحاديثِ في غَدِ

صَبا ما صَبا حَتّى عَلا الشَيبُ رَأسَهُ
فَلَمّا عَلاهُ قالَ لِلباطِلِ اِبعَدِ

تَراهُ خَميصَ البَطنِ وَالزادُ حاضِرٌ
عَتيدٌ وَيَغدو في القَميصِ المُقَدَّدِ

وَإِن مَسَّهُ الإِقواءُ وَالجَهدُ زادَهُ
سَماحاً وَإِتلافاً لِما كانَ في اليَدِ

إِذا هَبَطَ الأَرضَ الفَضاءَ تَزَيَّنَت
لِرُؤيَتِهِ كَالمَأتَمِ المُتَبَدِّدِ

فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ حَيّاً وَمَيِّتاً
وَمَن يَعلُهُ رُكنٌ مِنَ الأَرضِ يَبعُدِ

رَئيسُ حُروبٍ لا يَزالُ رَبيئَةً
مُشيحاً عَلى مُحقَوقِفِ الصُلبِ مُلبِدِ

وَغارَةٍ بَينَ اليَومِ وَالأَمسِ فَلتَةٍ
تَدارَكتُها رَكضاً بِسِيدٍ عَمَرَّدِ

سَليمِ الشَظى عَبلِ الشَوى شَنِجِ النَسا
طَويلِ القَرا نَهدٍ أَسيلِ المُقَلَّدِ

يَفوتُ طَويلَ القَومِ عَقدُ عِذارِهِ
مُنيفٌ كَجِذعِ النَخلَةِ المُتَجَرِّدِ

فَكُنتُ كَأَنّي واثِقٌ بِمُصَدَّرٍ
يُمَشّي بِأَكنافِ الحُبَيبِ بِمَشهَدِ

لَهُ كُلُّ مَن يَلقى مِنَ الناسِ واحِداً
وَإِن يَلقَ مَثنى القَومِ يَفرَح وَيَزدَدِ

وَهَوَّنَ وَجدي أَنَّني لَم أَقُل لَهُ
كَذَبتَ وَلَم أَبخُل بِما مَلَكَت يَدي

فَإِن تُعقِبِ الأَيّامُ وَالدَهرُ تَعلَموا
بَني قارِبٍ أَنّا غِضابٌ بِمَعبَدِ



دريد بن الصمه

الحمدان
09-07-2023, 09:23 PM
دعِ الأحــزانَ واهجُـرها مـلـيا
وعـانـق بالـرِّضـا وهـــج الثـُـريا

هي الـدُنيا فــلا تأسف عليها
وإن خــابـت ظنــونكَ يا أُخـيا

فـلو دامـت لغيــركَ أو لغيــري
لمَـا وصَـلَت إليـكَ ولا إلـيا

فسـل تلكَ القبـــور وساكنيها
فقـيراً كان أم ملِـكـاً ثـــريا

أما أضحوا بظهر الأرض شتى
وفي بطن الثرى أمسوا سويا

فسِـر يا صاح في بـِــرٍّ وتقوى
وعِـش حُـــراً على الدُنيا أبيا

فإن جَهِلت مقـامـكَ واستخفّت
فعـانــدها وزِد فيـهــا رُقـيا

وكن فطِناً وألقِ السمعَ نُصحي
فقد أسمعت لــو ناديت حيا

الحمدان
09-07-2023, 11:57 PM
يا نَفسُ مالَكِ دونَ اللَهِ مِن واقِ
وَما عَلى حَدَثانِ الدَهرِ مِن باقِ

وَتَنزَلي في ذَرَى دارٍ مُعَمَّدَةٍ
لِلعُرفِ عُمدَ تِجارٍ أَمِّ أَسواقِ



اميه ابن أبي الصلت

الحمدان
09-07-2023, 11:57 PM
جَلَبنا النُّصحَ تَحَمِلُهُ المَطايا
إِلى أَكوارَ أَجمالٍ وَنوقِ

مُغَلغَلَةً مَرافِقُها ثِقالاً
إِلى صَنعاءَ مِن فَجٍّ عَميقِ

نَؤومُّ بِها اِبنَ ذي يَزنٍ وَتَفري
بُطونَ خِفافُها أُمُّ الطَريقِ

وَتَلمَحُ مِن مَخايلِهِ بُروقاً
مواصَلَةَ الوَميضِ إِلى بُروقِ

فَلَمّا واقَعَت صَنعاءَ صارَت
بِدارِ المُلِكِ وَالحَسَبِ العَريقِ



اميه ابن أبي الصلت

الحمدان
09-07-2023, 11:58 PM
كُلُ عَيشٍ وَإِن تَطاوَلَ دَهراً
مُنتَهى أَمرُهُ إِلى أَن يَزولا

لَيتَني كُنتُ قَبلَ ما قَد بَدا لي
في رُؤوسِ الجِبالِ أَرعى الوعولا

فَاِجعَلِ المَوتَ نُصبَ عَينِكَ وَاِحذَر
غولَةَ الدَهرِ إِنَ لِلدَهرِ غولا

نائِلاً طَرفُها القَساوِرَ وَالصُدعانَ
وَالطِفلُ في المَنارِ الشَكيلا

وَبُغاثَ اليَعفُرِ وَاليَعفُرَ النافِرُ
وَالعوهَجَ التُؤَامَ الضَئيلا

إِنَ يومَ الحِسابِ عَظيمٌ
شابَ فيهِ الصَغيرُ شَيباً طَويلاً



اميه ابن أبي الصلت

الحمدان
09-07-2023, 11:59 PM
غَذوَتُكَ مولوداً وَعُلتُكَ يافِعاً
تُعَلُّ بِما أُحنيَ عَلَيكَ وَتَنهلُ

إِذا لَيلَةٌ نابَتكَ بِالشَكو لَم
أَبِت لِشَكواكَ إِلّا ساهِراً أَتَمَلمَلُ

كَأَني أَنا المَطروقُ دونَكَ بِالَذي
طُرِقَت بِهِ دوني فَعَينايَ تَهمُلُ

تَخافُ الرَدى نَفسي عَلَيكَ وَإِنَني
لَأَعلَمُ أَنَ المَوتَ حَتمٌ مُؤَجَّلُ

فَلَمّا بَلَغَت السِّنَ وَالغايَةَ الَّتي
إِليها مَدى ما كُنتُ فيكَ أُؤَمِلُ

جَعَلتَ جَزائي غِلظَةً وَفَظاظَةً
كَأَنَكَ أَنتَ المُنعِمُ المُتَفَضِلُ

فَلَيتَكَ إِذ لَم تَرعَ حَقَّ أُبوَتي
فَعَلتَ كَما الجارُ المُجاورُ يَفعَلُ

زَعَمتَ بِأَنّي قَد كَبِرتُ وَعِبتَني
لَم يَمضِ لي في السِنُ سِتونَ كُمَّلُ

وَسَمَيتَني باِسِمِ المُفَنَّدِ رَأيُهُ
وَفي رَأيِكَ التَفنيدُ لَو كُنتَ تَعقِلُ

تُراقِبُ مِني عَثرَةَ أَو تَنالَها
هَبِلتَ وَهذا مِنكَ رَأيٌ مُضَلَلُ

وَإِنَكَ إِذ تُبقي لِجامي موائِلاً
بِرَأيِكَ شابّاً مَرَةً لَمُغَفَّلُ

وَما صَولَةُ الحِقِّ الضَئيلُ وَخَطرُهُ
إِذا خَطَرتَ يَوماً قَساورُ بُزَّلُ

تَراهُ مُعِدّاً لِلخِلافِ كَأَنَهُ
بِرَدٍّ عَلى أَهلِ الصَوابِ مُوَكَلُ

وَلَكِنَّ مَن لا يَلقَ أَمراً يَنوبُهُ
بِعُدَّتِهِ يَنزِل بِهِ وَهو أَعزَلُ



أمية بن أبي الصلت
عصر المخضرمون

الحمدان
09-08-2023, 07:27 PM
يا قَيسُ أَنتُم شِرارُ قَومِكُمُ
قِدماً وَأَنتُم أَغَثُّهُم نَسَبا

حالَفتُمُ الفُحشَ وَالخِيانَةَ وَال
بُخلَ جَميعاً وَاللُؤمَ وَالكَذِبا

يا قَيسُ إِنَّ الأَسلابَ أَحرَزَها
مَن كانَ يُغشي الذَوائِبَ القُضُبا

وَأَنتَ في الدارِ غَيرُ مُحتَضِرٍ
حَرباً وَتَدعو قِتالَنا لَعِبا

لَو كُنتَ فيهِم وَالحَربُ لاقِحَةٌ
لَكُنتَ فيهِم مُغَلَّباً ذَنَبا

نَحنُ اِستَبَحنا ما في دِيارِكُمُ
يَومَ صَبَحناكُمُ بِها حُصَبا

نَحنُ حُماةُ الأَطامِ في سالِفِ ال
دَهرِ وَقِدماً سُقناكُمُ حَنَبا



عبدالله بن رواحة

الحمدان
09-08-2023, 07:27 PM
أَشاقَتكَ لَيلى في الخَليطِ المُجانِبِ
نَعَم فَرَشاشُ الدَمعِ في الصَدرِ غالِبي

بَكى إِثرَ مَن شَطَّت نَواهُ وَلَم يَقِف
لِحاجَةِ مَحزونٍ شَكا الحُبَّ ناصِبِ

لَدُن غُدوَةٍ حَتّى إِذا الشَمسُ عارَضَت
وراحَ لَهُ مِن هَمِّهِ كُلُّ عازِبِ

تَبَيَّن فَإِنَّ الحُبَّ يَعلَقُ مُدبِراً
قَديماً إِذا ما خُلَّةٌ لَم تُصاقِبِ

كَسَوتُ قُتودي عِرمِساً فَنَصَأتُها
تَخُبُّ عَلى مُستَهلِكاتٍ لَواحِبِ

تُباري مَطايا تَتَّقي بِعُيونِها
مَخافَةَ وَقعِ السَوطِ خوصَ الحَواجِبِ

إِذا غُيِّرَت أَحسابُ قَومٍ وَجَدتَنا
ذَوي نائِلٍ فيها كِرامَ المَضارِبِ

نُحامي عَلى أَحسابِنا بِتِلادِنا
لِمُفتَقِرٍ أَو سائِلِ الحَقِّ راغِبِ

وَأَعمى هَدَتهُ لِلسَبيلِ حُلومُنا
وَخَصمٍ أَقَمنا بَعدَ ما لَجَّ شاغِبِ

وَمُعتَرَكٍ ضَنكٍ تَرى المَوتَ وَسطَهُ
مَشَينا لَهُ مَشيَ الجِمالِ المَصاعِبِ

بِخُرسٍ تَرى الماذِيَّ فَوقَ جُلودِهِم
وَبيضاً نِقاءً مِثلَ لَونِ الكَواكِبِ

فَهُم جُسُرٌ تَحتَ الدُروعِ كَأَنَّهُم
أُسودٌ مَتى تُنضَ السُيوفُ تُضارِبِ

مَعاقِلُهُم في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ
مَعَ الصَبرِ مَنسوبُ السُيوفِ القَواضِبِ

فَخَرتُم بِجَمعٍ زارَكُم في دِيارِكُم
تَغَلغَلَ حَتّى دوفِعوا بِالرَواجِبِ

أَباحَ حُصوناً ثُمَّ صَعَّدَ يَبتَغي
مَظِنَّةَ حَيٍّ في قُرَيظَةَ هارِبِ



عبدالله بن رواحة

الحمدان
09-08-2023, 07:28 PM
لَمّا رَأَيتُ بَني عَوفٍ وَإِخوَتَهُم
كَعباً وَجَمعَ بَني النَجّارِ قَد حَفِلوا

قِدماً أَباحوا حِماكُم بِالسُيوفِ وَلَم
يَفعَل بِكُم أَحَدٌ مِثلَ الَّذي فَعَلوا



عبدالله بن رواحة

الحمدان
09-08-2023, 07:28 PM
تَذَّكَرَ بَعدَما شَطَّت نَجودا
وَكانَت تَيَّمَت قَلبي وَليدا

كَذي داءٍ يُرى في الناسِ يَمشي
وَيَكتُمُ داءَهُ زَمَناً عَميدا

تَصَيَّدُ عَورَةَ الفِتيانِ حَتّى
تَصيدَهُمُ وَتَشنَأُ أَن تَصيدا

فَقَد صادَت فُؤادَكَ يَومَ أَبدَت
أَسيلاً خَدَّها صَلتاً وَجيدا

تُزَيِّنُ مَعقِدَ اللَبّاتِ مِنها
شُنوفٌ في القَلائِدِ وَالفَريدا

فَإِن تَضنُن عَلَيكَ بِما لَدَيها
وَتَقلِب وَصلَ نائِلِها جَديدا

لَعَمرُكَ ما يُوافِقُني خَليلٌ
إِذا ما كانَ ذا خُلفٍ كَنودا

وَقَد عَلِمَ القَبائِلَ غَيرَ فَخرٍ
إِذا لَم تُلفِ ماثِلَةً رَكودا

إِذا ما واجِبُ الأَضيافِ أَمسى
وَكانَ قِراهُمُ غَثّاً فَصيدا

بِأَنّا تَخرُجُ الشَتَواتُ مِنّا
إِذا ما اِستَحكَمَت حَسَباً وَجودا

قُدورٌ تَغرَقُ الأَوصالُ فيها
خَضيبٌ لَونُها بيضاً وَسودا

وَإِن رَسَلٌ تَرَفَّعَ بَعدَ طُعمٍ
فَعادَ لِكَي يُعادَ لَهُ أُعيدا

مَتى ما تَأتِ يَثرِبَ أَو تَزُرها
تَجِدنا نَحنُ أَكرَمَها وُجودا

وأَغلَظَها عَلى الأَعداءِ رُكناً
وَأَليَنَها لِباغي الخَيرِ عودا

وَأَخطَبَها إِذا اِجتَمعوا لِأَمرٍ
وَأَقصَدها وَأَوفاها عُهودا

إِذا نُدعى لِثَأرٍ أَو لِجارٍ
فَنَحنُ الأَكثَرونَ بِها عَديدا

مَتى ما تَدعُ في جُشَمِ بنِ عَوفٍ
تَجِدني لا أَغَمَّ وَلا وَحيدا

وَحَولي جَمعُ ساعِدَةَ بنَ عَمرٍو
وَتَيمُ اللاتِ قَد لَبِسوا الحَديدا

زَعَمتُم أَنَّما نِلتُم مُلوكاً
وَنَزعُمُ أَنَّما نِلنا عَبيدا

وَما نَبغي مِنَ الأَحلافِ وِتراً
وَقَد نِلنا المُسَوَّدَ وَالمَسودا

وَكانَ نِساؤُكُم في كُلِّ دارٍ
يُهَرِّشنَ المَعاصِمَ وَالخُدودا

تَرَكنا جَحجَبى كَبَناتِ فَقعٍ
وَعَوفاً في مَجالِسِها قُعودا

وَرَهطَ أَبي أُمَيَّةَ قَد أَبَحنا
وَأَوسَ اللَهِ أَتبَعنا ثَمودا

وَكُنتُم تَدَّعونَ يَهودَ مالاً
أَلانَ وَجَدتُمُ فيها يَهودا

وَقَد رَدّوا الغَنائِمَ في طَريفٍ
وَنَحّامٍ وَرَهطِ أَبي يَزيدا

تَرَكنَ مُجَمَّعاً وَبَني أَبيهِ
إِماءً يَحتَلِبنَ الضانَ سودا



عبدالله بن رواحة

الحمدان
09-08-2023, 08:21 PM
صَفِيَّةُ قُومي ولا تَعْجَزي
وَبَكّي النّسَاءَ على حَمْزَةِ

ولا تَسْأَمي أنْ تُطِيلي البُكَا
عَلَى أَسَدِ الله في الهِزَّةِ

فَقَدْ كَانَ عِزّاً لأَيْتامِنَا
وَلَيْثَ المَلاَحِمِ في البِزَّةِ

يُرِيدُ بذَاكَ رِضَا احْمَدٍ
وَرُضْوانَ ذي العرشِ والعِزَّةِ



كعب بن مالك
الَخضرمون

الحمدان
09-08-2023, 08:21 PM
نَشَجْتَ وَهَلْ لَكَ منْ مَنْشَجِ
وكنْتَ مَتَى تَذَّكِرْ تَلْجَجِ

تذكُّرَ قَومٍ أتاني لَهَمُ
أحاديثُ في الزَمَنِ الأَعْوَجِ

فَقَلْبُكَ مِنْ ذِكْرِهِم خافِقٌ
مِنَ الشَّوقِ والحَزَنِ المُنْضِجِ

وقَتْلاهُمُ في جِنانِ النَّعيمِ
كِرامُ المداخلِ والمَخْرَجِ

بما صَبَروا تَحْتَ ظِلِّ اللِّواءِ
لواءِ الرسولِ بذي الأَضْوَجِ

غداةَ أجابَتْ بأَسْيافِها
جميعاً بَنُو الأَوْسِ والخَزْرَجِ

وأشياعُ أَحْمَدَ إذ شايَعوا
على الحقِّ ذي النورِ والمَنْهَجِ

فما بَرِحُوا يَضْرِبُونَ الكُماةَ
ويمضونَ في القَسْطلِ المرْهجِ

كذلِكَ حَتَّى دَعَاهُمْ مَلِيكٌ
إلى جَنَّةٍ دَوْحَةِ المُولِجِ

فكلُّهُمُ مَاتَ حُرَّ البلاءِ
على مِلَّةِ اللهِ لَمْ يَحْرَجِ

كَحَمْزةَ لمّا وَفَى صادِقاً
بذي هِبَةٍ صارِمٍ سَلْجَجِ

فلاقاهُ عَبْدُ بَني نَوْفَلٍ
يُبرِبْرُ كالجَملِ الأَدْعَجِ

فأَوْجَزَهُ حَرْبَةً كالشِّهابِ
تَلَهَّبُ في اللَّهَبِ المُوهَجِ

ونَعمانُ أَوْفى بمِيثاقِهِ
وَحَنْظَلَةُ الخيرِ لَمْ يُحْنَجِ

عَنِ الحق حَتَّى غَدَتْ رُوحُهُ
إلى مَنْزِلٍ فاخِرِ الزِّبْرَجِ

أولئِكَ لا مَنْ ثَوَى مِنْكُمُ
مِنَ النّارِ في الدَّرَكِ المُرْتَجِ



كعب ابن مالك

الحمدان
09-08-2023, 08:22 PM
وأَغْضُوا عَنِ الفَحْشاءِ لا تَعْرِضُوا لها
ولا تَطْلُبُوا حَرْبَ العَشِيرَةِ بالقَلْبِ

ولا تَقْضِبُوا أَعْراضَهَمُ في وُجُوهِهِمُ
ولا تَلْمسُوها في المجالسِ والرَّكْبِ

ولا تَأكُلُوا مالاً بإِثْمٍ ولا تَكُنْ
مُعانِدُهُ بالتُّرَّهاتِ وبِالغَضْبِ


كعب بن مالك رضي الله عنه

الحمدان
09-09-2023, 11:06 AM
إِذا اِنبَسَطنا رُدِدنا عَن زِيارَتِنا
أَوِ اِنقَبَضنا فَلَومٌ موشِكُ المَضَضِ

فَلَيسَ تَنفَكُّ مِن مَنعٍ وَمِن عَذَلٍ
مِنكُم بِمُنبَسِطٍ مِنّا وَمُنقَبَضِ

ماظَنُّ مُستَوهِبِ الجَدوى إِذا نَظَرَت
عَيناهُ عِندَكُمُ إِخفاقُ مُقتَرِضِ

كُتبُ الوَزيرِ إِلى عُمّالِهِ عِوَضٌ
مِمّا تَطَلَّبتُ أَو جِنسٌ مِنَ العِوَضِ

فَلا تَضُنّوا بِإِحدى الحاجَتَينِ فَلا
عُذرٌ لِمانِعِ داني القَدرِ مُنخَفِضِ


البحتري

الحمدان
09-09-2023, 11:06 AM
يَزيدُ قَلبي بِصَدِّهِ مَرَضاً
ظَبيٌ غَريرٌ في طَرفِهِ مَرَضُ

إِن صَدَّ عَنّي بِوَجهِهِ عَبَثاً
فَفي قَفاهُ مِن وَجهِهِ عِوَضُ

لَو شاهَدَ الشَريفُ مائِعتَرَضَت
عائِقَةٌ في الحَبيبِ تَعتَرِضُ


البحتري

الحمدان
09-09-2023, 11:10 AM
طافَ الوُشاةُ بِهِ فَصَدَّ وَأَعرَضا
وَغَلا بِهِ هَجرٌ أَمَضَّ وَأَرمَضا

وَالحُبُّ شَكوٌ ما تَزالُ تَرى بِهِ
كَبِداً مُجَرَّحَةً وَقَلباً مُحرَضا

وَبِذي الغَضا سَكَنٌ لِقَلبِ مُتَيَّمٍ
حُنِيَت أَضالِعُهُ عَلى جَمرِ الغَضا

صَديانَ يُمسي وَالمَناهِلُ جَمَّةٌ
كَثَباً يُحَلّأُ عَن ذُراها مُجهَضا

أَنّى سَبيلُ الغَيِّ مِنكَ وَقَد نَضا
مِن صِبغِ رَيعانِ الشَبيبَةِ ما نَضا

يا لَيتَ شِعري هَل يَعودُ كَما بَدا
زَمَنُ التَصابي أَو يَجيءُ كَما مَضى

كانَت لَيالي صَبوَةٍ فَتَقَطَّعَت
أَسبابُها وَأَوانُ لَهوٍ فَانقَضى

بِأَبي عَلِيٍّ ذي العَلاءِ تَحَبَّبَت
أَيّامُ دَهرٍ كانَ قَبلُ مُبَغَّضا

خِرقٌ يُرَجّى نَيلُهُ لِعُفاتِهِ
سَحّاً إِذا ما النَيلُ كانَ تَبَرُّضا

يُمضي العَزيمَةَ لَو يُباشِرُ حَدَّها
فَلَّت غِرارَيهِ الحُسامُ المُنتَضى

طَلَبَت مَساعِيَهِ الرِجالُ فَقَصَّرَت
عَنهُ وَقَصرُ رَسيلِهِ أَن يَغرَضا

هَل أَنتَ مُستَمِعٌ لِعِذرَةِ تائِبٍ
مِن ذَنبِهِ مُستَوهِبٍ مِنكَ الرِضا

ما كانَ ما بُلِّغتَ غَيرَ تَسَرُّعٍ
مِن نابِلٍ ذَكَرَ الوَفاءَ فَأَنبَضا

بَدَراتُ مَوتورٍ وَهَفوَةُ مُحرَجٍ
أَكنى عَنِ التَصريحِ فيكَ فَعَرَّضا

فَعَلامَ أَمنَحُكَ الوِصالَ مُقارِباً
جُهدي وَتَحبوني القَطيعَةَ مُعرِضا

أَدنو وَتَبعُدُ في الوِصالِ مُنَكِّباً
عَنّي وَتِلكَ قَضِيَّةٌ لا تُرتَضى

فَتَغَمَّدَن بِالصَفحِ هَفوَةَ مُذنِبٍ
ضاقَت بِهِ مَعَ سُخطِكَ الأَرضُ الفَضا




البحتري

الحمدان
09-09-2023, 11:20 AM
إِذا اِنبَسَطنا رُدِدنا عَن زِيارَتِنا
أَوِ اِنقَبَضنا فَلَومٌ موشِكُ المَضَضِ

فَلَيسَ تَنفَكُّ مِن مَنعٍ وَمِن عَذَلٍ
مِنكُم بِمُنبَسِطٍ مِنّا وَمُنقَبَضِ

ماظَنُّ مُستَوهِبِ الجَدوى إِذا نَظَرَت
عَيناهُ عِندَكُمُ إِخفاقُ مُقتَرِضِ

كُتبُ الوَزيرِ إِلى عُمّالِهِ عِوَضٌ
مِمّا تَطَلَّبتُ أَو جِنسٌ مِنَ العِوَضِ

فَلا تَضُنّوا بِإِحدى الحاجَتَينِ فَلا
عُذرٌ لِمانِعِ داني القَدرِ مُنخَفِضِ


البحتري

الحمدان
09-09-2023, 11:21 AM
يَزيدُ قَلبي بِصَدِّهِ مَرَضاً
ظَبيٌ غَريرٌ في طَرفِهِ مَرَضُ

إِن صَدَّ عَنّي بِوَجهِهِ عَبَثاً
فَفي قَفاهُ مِن وَجهِهِ عِوَضُ

لَو شاهَدَ الشَريفُ مائِعتَرَضَت
عائِقَةٌ في الحَبيبِ تَعتَرِضُ


البحتري

الحمدان
09-09-2023, 11:23 AM
مولاي إنِّي قد أنختُ رواحِلِي
‏في باب جودِكَ والرَّجا يحدوني

‏أخشى ذنوبًا لستُ أذكرُ جُلَّها
‏والقلبُ أجدَبَ من جفاف جفوني

‏ظَمَأً أُقلِّبُ في السَّماءِ نواظِرِي
‏بك يا إلهي ما أسَأتُ ظنوني

‏حسبي بأني ما اغتممتُ بِساعةٍ
‏إلا رفعتُ إلى السَّماءِ عيوني.

‏‌

الحمدان
09-09-2023, 11:26 AM
حُكِيَ أنَّ الرَّشيدَ حَبسَ
أبَا العَتَاهِيَةِ
فكَتبَ أبُو العَتَاهِيَةِ
عَلَى حَائِط الحَبسِ:

أَمَا واللهِ إنَّ الظُّلمَ لُؤمٌ
وَمَا زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ

إلَى دَيَّانِ يَومِ الدِّينِ تَمضِي
وَعِندَ اللهِ تَجتَمِعُ الخُصُومُ

سَتَعلَمُ فِي المَعَادِ إذَا التَقَينَا
غَدًا عِندَ المَلِيكِ مَنِ الظَّلُومُ


فَأُخبِرَ الرَّشِيدُ بِذَلِكَ
فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا
وَدَعَا أبَا العَتَاهِيَةِ
فاستَحَلَّهُ وَوَهَبَ لَهُ
ألفَ دِينَارٍ وأطلَقَهُ.

الحمدان
09-09-2023, 02:21 PM
مـتى الحقائبُ تُلقى من ايـاديـنا
وتسـتـدلُ على نـورٍ ليالـينا

متى الوجـوهُ تـلاقـي من يـعـانقـها
ممن تبـقّى سلـيماً من أهـالينا

متى المصابيحُ تـضحـك في شوارعـنا
ونشـهد العـيد عيداً في أراضينا

متى يـغـادر داء الرعـب صبـيـتَـنا
ومن التـناحر ربُ الـكون يُشفينا

متى الوصـولُ فقـد ضلّتْ مراكبنا
وقد صـدئنا ومابـانت مراسـينا

ذبنا اشتـياقاً لمن نهـوى ولا خبرٌ
يُحـيي القـلوبَ ولا صـبرٌ يداوينا

تـلك العـواصفُ يا قـبطانُ غـامـضةٌ
من كـلِ صـوبٍ رياحُ الشـر تأتينا

بالحزم والعـزم والايمان ندفـعـها
وبالـشـياطـين والدخـلاء ترمـينا

كم مزّقَ اليأسُ أشـرعة الرجاء بنا
تـصـارعُ الـموجَ مازالـت أمانـينا

كالـمد والجـزر تـطـوينا مشاعرنا
لـيل الكوابـيس يضحـكنا ويـبكينا



كريم العراقي

الحمدان
09-09-2023, 02:22 PM
نُقـلّبُ العـمرَ من يـأسٍ الى أمـلٍ
ومـديـةُ الحـرب تـلـمعُ في مآقـينا

ويغـضُب البـحرُ مأخـوذاً بمحنـتـنا
هو الـذي كان يُروى من شواطينا

ويعـلـمُ الـبحـرُ إنّا مثـلُـهُ كرماً
أَنـقـى من الـدر أَهـدينا مـعاليـنا

بدءُ الحـضارات منـبُتها وبـذرتُها
لـثورة العـقل كم حـرثَتْ أَياديـنا

ويعـلم الـبحر لولاغـدر من غدروا
لـما خـرجـنا شـتـاتاً مـن روابـينا

الى المجـاهـيل قـادتـنا زوارقُـنا
بـكاءَ – يعقوبَ – إبـكي يا موانينا

وكـم وصـلـنا لـبـرٍّ زادنـا وجـعاً
ماذا؟.. الى أَين… شرطـتهُ تـنادينا

تلكَ الجوازاتُ.. شرٌ.. ريبةٌ.. فزعٌ
قبل الرحيل.. أَقـيموا ههنا حينا

حـزنُ المـنافي تنامى في دواخلنا
حـتى كـأنا ولـدنا في منافـينا

إنّا نـصـلي وإن الله يـسـمـعـنا
مما سـيأتي دعـونا الله يُنـجينا

قُل للمـقادير ان جارتْ وإن فـتكتْ
لـكم نهـضنا كـباراً من مآسينا

قُـل للبـيوت التي كانت مُسيّـجهً
بالـنـخـلِ والآس واللبلاب ضُمّينا

عواصف الحقد ان سحقتْ مزارعنا
فـنخلةُ الحـبِ أرست جذرها فينا

ليسوا من الشعب من أفنوا مدارسَهُ
وشـوهـو الحبُ والانـسـان والديـنـا

هل الخـيامُ بديـلٌ عن منـازلـنا
هل في العراءِ.. ذئاب الليل تحمينا

فلا المـقابر نابـتْ عن حدائـقنا
ولا الـقـذائـفُ أَنـسـتـنا أغـانـيـنا

نُقـلّبُ العـمرَ من يـأسٍ الى أمـلٍ
ومـديـةُ الحـرب تـلـمعُ في مآقـينا

ويغـضُب البـحرُ مأخـوذاً بمحنـتـنا
هو الـذي كان يُروى من شواطينا

ويعـلـمُ الـبحـرُ إنّا مثـلُـهُ كرماً
أَنـقـى من الـدر أَهـدينا مـعاليـنا

بدءُ الحـضارات منـبُتها وبـذرتُها
لـثورة العـقل كم حـرثَتْ أَياديـنا

ويعـلم الـبحر لولاغـدر من غدروا
لـما خـرجـنا شـتـاتاً مـن روابـينا

الى المجـاهـيل قـادتـنا زوارقُـنا
بـكاءَ – يعقوبَ – إبـكي يا موانينا

وكـم وصـلـنا لـبـرٍّ زادنـا وجـعاً
ماذا؟.. الى أَين… شرطـتهُ تـنادينا

تلكَ الجوازاتُ.. شرٌ.. ريبةٌ.. فزعٌ
قبل الرحيل.. أَقـيموا ههنا حينا

حـزنُ المـنافي تنامى في دواخلنا
حـتى كـأنا ولـدنا في منافـينا

إنّا نـصـلي وإن الله يـسـمـعـنا
مما سـيأتي دعـونا الله يُنـجينا

قُل للمـقادير ان جارتْ وإن فـتكتْ
لـكم نهـضنا كـباراً من مآسينا

قُـل للبـيوت التي كانت مُسيّـجهً
بالـنـخـلِ والآس واللبلاب…. ضُمّينا

عواصف الحقد ان سحقتْ مزارعنا
فـنخلةُ الحـبِ أرست جذرها فينا

ليسوا من الشعب من أفنوا مدارسَهُ
وشـوهـو الحبُ والانـسـان والديـنـا

هل الخـيامُ بديـلٌ عن منـازلـنا
هل في العراءِ.. ذئاب الليل تحمينا

فلا المـقابر نابـتْ عن حدائـقنا
ولا الـقـذائـفُ أَنـسـتـنا أغـانـيـنا


كريم العراقي

الحمدان
09-09-2023, 06:57 PM
لمن تشتكي يا قلب. والجرح غائر

وحولك أصناف الهموم تحاصر؟

لمن تشتكي يا قلب. نبضك لم يزل

يحدثني أن الأسى فيك هادر



سعد البواردي

الحمدان
09-09-2023, 06:57 PM
أماه.. لا تسألي أني لجأت إلى

صمتا لكثرة ما عانيتُ من تعبي

إني حملت هموماً لا يصورها

شعر. وتعجز عنها أبلغ الخطب

وينتهي الحوار بهذا البيت البائس. اليائس

تحدث الجرح يا أماه فابتسمي

إليه. واعتصمي بالك. واحتسبي



سعد البواردي

الحمدان
09-09-2023, 06:58 PM
أمي تسائلني، والحزن يلجمني
بُني مالك لم تنطق.. ولم تجب

ألست أنت الذي تشدو بأمتنا
وتدَّعي أنها مشدودة الطنَب

وتدَّعي انها تسمو بهمتها
وتدَّعي أنها مرفوعة الرتب

بنيَّ.. قل لماذا الصمت في زمن
أضحى يعيش على التهريج والصخب




سعد البواردي

الحمدان
09-09-2023, 06:58 PM
يا أمة الإسلام جل مصابي
وأطار حقد الخائنين صوابي

فأتيت أرفع كف شعري ربما
فتحت أمامك مغلق الأبواب

ماذا أقول وفي فمي من حسرتي
لهب. وحولي فرقة استجواب

أأقول إن القلب يعشق أمتي
عشقاً أبث به صريح عتابي؟

فعلى محبتها كتبت قصائدي
وعلى محبتها لبست ثيابي

وعلى محبتها نثرت كنانتي
ورسمت لوحة حسرتي وعذابي



سعد البواردي

الحمدان
09-09-2023, 06:59 PM
وطني في حماك مأوى غريب
وحمى خائف. ومنبع صادي

غير أني أهديك نصح محب
لم تذق مقلتاه طعم الرقاد

كم صديق يريك وجه عدو
عندما تحجب العطاءَ الأيادي


سعد البواردي

الحمدان
09-09-2023, 07:00 PM
وطني أنت واحة. ورياض
مورقات. وديمة هتان

من خيوط الإيمان ينسجك المجد
ويُلقي على المدن أردانه

فإذا بي أرى العقيدة أفقا
يألف المرء تحته إخوانه

وطني. تجهل الحدود مداها
ويرى الخير في يديك سكانه





سعد البواردي

الحمدان
09-09-2023, 09:02 PM
جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى
يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ

لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما
في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ

إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى
تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ

زُفَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى
مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ

والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا
فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ

ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما
كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ

فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما
يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ

في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى
بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ

مالَ نجْمُ الكأسِ فيها وهَوى
مُسْتَقيمَ السّيْرِ سعْدَ الأثَرِ

وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى
أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ

حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى
هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ

غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أو ربّما
أثّرَتْ فيها عُيونُ النّرْجِسِ

أيُّ شيءٍ لامرِئٍ قدْ خلَصا
فيكونُ الرّوضُ قد مُكِّنَ فيهْ

تنْهَبُ الأزْهارُ فيهِ الفُرَصا
أمِنَتْ منْ مَكْرِهِ ما تتّقيهْ

فإذا الماءُ تَناجَى والحَصَى
وخَلا كُلُّ خَليلٍ بأخيهْ

تبْصِرُ الورْدَ غَيوراً برِما
يكْتَسي منْ غيْظِهِ ما يكْتَسي

وتَرى الآسَ لَبيباً فهِما
يسْرِقُ السّمْعَ بأذْنَيْ فرَسِ

يا أُهَيْلَ الحيّ منْ وادِي الغضا
وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ

ضاقَ عْنْ وجْدي بكُمْ رحْبُ الفَضا
لا أبالِي شرْقُهُ منْ غَرْبِهِ

فأعِيدوا عهْدَ أنْسٍ قدْ مضَى
تُعْتِقوا عانِيكُمُ منْ كرْبِهِ



لسان الدين ابن الخطيب

الحمدان
09-10-2023, 04:44 PM
لا أَخونُ الخَليلَ في السِرِّ حَتّى
يَنقُل البَحر في الغَرابيل نَقلا

اِو تُمورُ الجِبالِ مور سَحاب
مُثقِلاتِ وَعت من الماءِ حَملا


صالح بن عبدالقدوس

الحمدان
09-10-2023, 04:44 PM
إِن اللَبيبَ الَّذي يَرضى بِعيشَتِه
لا من يَظل عَلى ما فاتَ مُكتَئِبا

لا تَحقِرَنَّ من الأَقوامِ مُحتَقِراً
كل اِمرىءِ سَوف يُجزى بِالَّذي اِكتَسَبا

لا تَفش سِرّاً إِلى غَيرِ اللَبيبِ وَلا
الخَرق المشيع لهُ يَوماً اِذا غَضِبا

قَد يحقر المَرءُ ما يَهوى فَيَركَبه
حَتّى يَكون إِلى تَوريطه سَبَبا

شر الاِخلاءِ من كانَت مَوَدَّته
مَع الزَمانِ اِذا ما خافَ اِو رِغِبا

اِذا وَتَرت اِمرءاً فَاِحذَر عَداوَته
من يَزرَع الشَوكَ لا يَحصُد بِهِ عِنبا

إِن العَدو وَإِن اَبدى مُسالَمَة
اِذا رَأى مِنكَ يَوماً فُرصَة وَثَبا


صالح بن عبدالقدوس

الحمدان
09-10-2023, 09:14 PM
ما سالَ جُرحُ بني الإسلامِ في وَطَنٍ
إلّا نَزَفتُ كمَا لو أنّهُ وَطَني

دِينُ المَحَبّةِ دِيني لا أُبَدِّلُهُ
هذا الذي خَيْرُ رُسْلِ اللهِ عَلَّمَني

الحمدان
09-10-2023, 09:33 PM
وَكَم قائِلٍ لي اِسلُ عَنها بِغَيرِها
وَذَلِكَ مِن قَولِ الوُشاةِ عَجيبُ

فَقُلتُ وَعَيني تَستَهِلُّ دُموعَها
وَقَلبي بِأَكنافِ الحَبيبِ يَذوبُ

لَئِن كانَ لي قَلبٌ يَذوبُ بِذِكرِها
وَقَلبٌ بِأُخرى إِنَّها لَقُلوبُ

فَيا لَيلَ جودي بِالوِصالِ فَإِنَّني
بِحُبِّكِ رَهنٌ وَالفُؤادُ كَئيبُ

لَعَلِّكِ أَن تُروى بِشُربٍ عَلى القَذى
وَتَرضى بِأَخلاقٍ لَهُنَّ خُطوبُ

وَتَبلي وِصالَ الواصِلينَ فَتَعلَمي
خَلائِقَ مَن يُصفي الهَوى وَيَشوبُ

لَقَد شَفَّ هَذا القَلبَ أَن لَيسَ بارِحاً
لَهُ شَجَنٌ ما يُستَطاعُ قَريبُ

فَلا النَفسُ تَخليها الأَعادي فَتَشتَقى
وَلا النَفسُ عَمّا لا تَنالُ تَطيبُ

لَكِ اللَهُ إِنّي واصِلٌ ما وَصَلتِني
وَمُثنٍ بِما أُوليتِني وَمُثيبُ

وَآخِذُ ما أَعطَيتِ عَفواً وَإِنَّني
لَأَزوَرُّ عَمّا تَكرَهينَ هَيوبُ

فَلا تَترُكي نَفسي شَعاعاً فَإِنَّها
مِنَ الوَجدِ قَد كادَت عَلَيكَ تَذوبُ

وَأَلقى مِنَ الحُبِّ المُبَرِّحِ سَورَةً
لَها بَينَ جِلدي وَالعِظامِ دَبيبُ

وَإِنّي لَأَستَحيِيكِ حَتّى كَأَنَّما
عَلَيَّ بِظَهرِ الغَيبِ مِنكِ رَقيبُ



قيس بن الملوح

الحمدان
09-10-2023, 09:34 PM
كَثيرٌ مِنَ العُذّالِ ما يَترِكونَني
لَعَمرُكِ ما في العاذِلينَ كَئيبُ

يَقولونَ لَو خالَفتَ قَلبَكَ لَاِرعَوى
فَقُلتُ وَهَل لِلعاشِقينَ قُلوبُ



قيس بن الملوح

الحمدان
09-10-2023, 09:34 PM
أَلا يا طَبيبَ النَفسِ أَنتَ طَبيبُها
فَرِفقاً بِنَفسٍ قَد جَفاها حَبيبُها

دَعَتني دَواعي حُبِّ لَيلى وَدونَها
دَرى قُربَ جِسمي الخَوفُ مِنها قُلوبُها

فَلَبَّيكِ مِن داعٍ لَها وَلَوَ أَنَّني
صَدىً بَينَ أَحجارٍ لَظَلَّ يُجيبُها

وَما هَجَرَتكِ النَفسُ أَنَّكِ عِندَها
قَليلٌ وَلَكِن قَلَّ مِنكِ نَصيبُها



قيس بن الملوح

الحمدان
09-10-2023, 09:34 PM
أَهابُكِ إِجلالاً وَما بِكِ قُدرَةٌ
عَلَيَّ وَلَكِن مِلءُ عَينٍ حَبيبُها

وَما هَجَرَتكِ النَفسُ أَنَّكِ عِندَها
قَليلٌ وَلَكِن قَلَّ مِنكِ نَصيبُها

وَلَكِنَّهُم يا أَملَحَ الناسِ أَكثَروا
بِقَولٍ إِذا ما جِئتُ هَذا حَبيبُها

أَتُضرَبُ لَيلى إِن مَرَرتُ بِذي الغَضى
وَما ذَنبُ لَيلى إِن طَوى الأَرضَ ذيبُها



قيس بن الملوح

الحمدان
09-10-2023, 09:35 PM
أَلا هَل طُلوعُ الشَمسِ يُهدي تَحيَّةً
إِلى آلِ لَيلى مَرَّةً أَو غُروبُها

أَتُضرَبُ لَيلى إِن مَرَرتُ بِذي الغَضى
وَما ذَنبُ لَيلى إِن طَوى الأَرضَ ذيبُها

أَجَل وَعَلَيَّ الرَجمُ إِن قُلتُ حَبَّذا
غُروبُ ثَنايا أُمِّ عَمروٍ وَطيبُها



قيس بن الملوح

الحمدان
09-10-2023, 09:36 PM
يَقولونَ لي يَوماً وَقَد جِئتُ حَيَّهُم
وَفي باطِني نارٌ يُشَبُّ لَهيبُها

أَما تَختَشي مِن أُسدِنا فَأَجَبتُهُم
هَوى كُلَّ نَفسٍ أَينَ حَلَّ حَبيبُها



قيس بن الملوح

الحمدان
09-10-2023, 09:36 PM
أَتُضرَبُ لَيلى كُلَّما زُرتُ دارَها
وَما ذَنبُ شاةٍ طَبَّقَ الأَرضُ ذيبُها

فَمُكرِمُ لَيلى مُكرِمي وَمُهينُها
مُهيني وَلَيلى سِرُّ روحي وَطيبُها

لَئِن مَنَعوا لَيلى السَلامَ وَضَيَّقوا
عَلَيها لِأَجلي وَاِستَمَرَّ رَقيبُها

أَتَيتُ وَلَو أَنَّ السُيوفَ تَنوشُني
وَطُفتُ بُيوتَ الحَيِّ حَيثُ أُصيبُها

فَلَيتَ الَّذي أَنوي لِلَيلى يُصيبُني
وَلَيتَ الَّذي تَنوي لَنا لا يُصيبُها

فَلا تَعذِلوني في الخِطارِ بِمُهجَتي
هَوى كُلُّ نَفسٍ أَينَ حَلَّ حَبيبُها


قيس بن الملوح

الحمدان
09-10-2023, 09:37 PM
أُصَوِّرُ صورَةً في التُربِ مِنها
وَأَبكي إِنَّ قَلبي في عَذابِ

وَأَشكو هَجرَها مِنها إِلَيها
شِكايَةَ مُدنِفٍ عَظِمِ المُصابِ

وَأَشكو ما لَقيتُ وَكُلَّ وَجدٍ
غَراماً بِالشِكايَةِ لِلتُرابِ



قيس بن الملوح

الحمدان
09-10-2023, 09:37 PM
سَأَبكي عَلى ما فاتَ مِنّي صَبابَةً
وَأَندُبُ أَيّامَ السُرورِ الذَواهِبِ

وَأَمنَعُ عَيني أَن تَلَذَّ بِغَيرِكُم
وَإِنّي وَإِن جانَبتُ غَيرُ مُجانِبِ

وَخَيرُ زَمانٍ كُنتُ أَرجو دُنُوَّهُ
رَمَتني عُيونُ الناسِ مِن كُلِّ جانِبِ

فَأَصبَحتُ مَرحوماً وَكُنتُ مُحَسَّداً
فَصَبراً عَلى مَكروهِها وَالعَواقِبِ

وَلَم أَرَها إِلّا ثَلاثاً عَلى مِنىً
وَعَهدي بِها عَذراءُ ذاتُ ذَوائِبِ

تَبَدَّت لَنا كَالشَمسِ تَحتَ غَمامَةٍ
بَدا حاجِبٌ مِنها وَضَنَّت بِحاجِبِ



قيس بن الملوح

الحمدان
09-10-2023, 09:38 PM
عَفا اللَهُ عَن لَيلى وَإِن سَفَكَت دَمي
فَإِنّي وَإِن لَم تَحزِني غَيرُ عاتِبِ

عَلَيها وَلا مُبدٍ لِلَيلى شِكايَةً
وَقَد يَشتَكي المُشكى إِلى كُلَّ صاحِبِ

يَقولونَ تُب عَن ذِكرِ لَيلى وَحُبِّها
وَما خَلِدي عَن حُبِّ لَيلى بِتائِبِ


قيس بن الملوح
العصر الاموي

الحمدان
09-10-2023, 11:16 PM
سَلامٌ في الصَحيفَةِ مِن لَقيطٍ
إِلى مَن بِالجَزيرَةِ مِن إِيادِ

بِأَنَّ اللَيثَ كِسرى قَد أَتاكُمُ
فَلا يَشغَلكُمُ سَوقُ النِقادِ

أَتاكُم مِنهُمُ سِتّونَ أَلفاً
يَزُجّونَ الكَتائِبَ كَالجَرادِ

عَلى حَنَقٍ أَتَيناكُم فَهَذا
أَوانُ هَلاكِكُم كَهَلاكِ عادِ



لقيط بن يعمر الأيادي

الحمدان
09-10-2023, 11:16 PM
ما لي أراكَ مغاضباً
مِن غير ذنب كان مني

فإذا كتبتُ إليكَ معتذراً
أحلتَ على التجني

ما كانَ ظني يا أخي
أن سوفَ يخطئُ فيكَ ظَني

الرافعي

الحمدان
09-11-2023, 03:25 PM
اقنع بما آتاكَ ربُّكَ شاكرًا
فهو الذي من خيرهِ أعطاكَ

وهو الذي فاضتْ عليكَ هباتُهُ
كالغيثِ يهطلُ دائمًا أرواكََ

وهو الذي عمّ الخلائقَ فضلُهُ
وهو الكريمُ المرتجى لمُناكَ

يا ربّ أنتَ إلهُنا وملاذُنا
والعيشُ ليس يطيبُ دون رضاكَ

أنت القديرُ وهذه الشمسُ ازدهتْ
والكونُ والأفلاكُ بعضُ سناكَ

ارحم عبادًا قد أناخوا رحلَهُمْ
حاشاكَ تطردُ سائلاً حاشاكَ

الحمدان
09-11-2023, 03:38 PM
عَسى الكَربُ الَّذي أَمسَيتُ فيهِ
يَكونُ وَراءَهُ فَرَجٌ قَريبُ

فَيأَمنَ خائِفٌ ويُفَكَّ عانٍ
وَيأَتي أَهلَهُ النائي الغَريبُ

أَلا لَيتَ الرياحَ مُسَخَّراتٌ
بِحاجَتِنا تُباكِرُ أَو تَؤوبُ

فَتُخبِرنا الشَمالُ إِذا أَتَتنا
وَتُخبِر أَهلَنا عَنّا الجَنُوبُ

فإِنّا قَد حَلَلنا دارَ بَلوى
فَتُخطِئُنا المَنايا أَو تُصِيبُ

فإِن يَكُ صَدرُ هَذا اليَومِ وَلّى
فإِنَّ غَداً لِناظِرِهِ قَريبُ

الحمدان
09-11-2023, 03:46 PM
أخي، صحونا كله مأتم
وإغفاؤنا ألمٌ أبكم

فهل تلد النور أحلامنا
كما يلد الزهرة البرعم؟

وهل تنبت الكرم ودياننا
ويخضر في كرمنا الموسم؟

وهل يلتقي الري والظامئو
ن، ويعتنق الكاس والمبسم؟

لنا موعد نحن نسعى إليه
ويعتاقنا جرحنا المؤلم

فنمشي على دمنا والطريق
يضيُعنا والدجى معتم

فمنا على كل شبر نجيعٌ
تقبله الشمس والأنجم

سل الدرب كيف التقت حولنا
ذئاب من الناس لا ترحم

وتهنا وحكامنا في المتاه
سباعٌ على خطونا حوم

يعيثون فينا كجيش المغول
وأدنى إذا لوح المغنم

فهم يقتنون ألوف الألوف
ويعطيهم الرشوة المعدم

ويبنون دوراً بأنقاض ما
أبادوا من الشعب أو هدموا

أقاموا قصوراً مداميكها
لحوم الجماهير والأعظم

قصوراً من الظلم جدرانها
جراحاتنا ابيض فيها الدم

أخي إن أضاءت قصور الأمير
فقل: تلك أكبادنا تضرم

وسل: كيف لنَا لعنف الطغاة
فعاثوا هنا وهنا أجرموا؟

فلا نحن نقوى على كفهم
ولاهم كرام فمن ألوم؟

إذا نحن كنا كرام القلوب،
فمن شرف الحكم أن يكرموا

وإن ظلمونا ازدراءً بنا
فأدنى الدناءات أن يظلموا

وإن أدمنوا دمنا فالوحوش
تعبُ النجيع ولا تسأم

وإن فخروا بانتصار اللئام
فخذلاننا شرفٌ مرغم

وسائلنا فوق غاياتهم
وأسمى، وغاياتنا أعظم

فنحن نعف وهم إن رأوا
لأدناسهم فرصةً أقدموا

وإن صعدوا سلماً للعروش
فأخزى المخازي هو السلم

وما حكمهم جاهلي؟ الهوى
تقهقه من سخفه الأيم

وأسطورة من ليالي (جديس)
رواها إلى “تغلبٍ” “جرهم”

ومطعمهم رشوةٌ والذباب أكولٌ إذا خبث المطعم

رأوا هدأة الشعب فاستذأبوا
على ساحة البغي واستضغموا

وكل جبانٍ شجاع الفؤاد،
عليك، إذا أنت مستسلم

وإذعاننا جرَأ المفسدين
علينا وأغراهم المأثم

أخي نحن شعب أفاقت مناه
وأفكاره في الكرى تحلم

ودولتنا كل ما عندها
يدٌ تجتني وحشاً يهضم

وغيدٌ بغايا لبسن النضار
كما يشتهي الجيد والمعصم

وسيف أثيم يحز الرؤوس
وقيدٌ ومعتقل مظلم

وطغيانها يلتوي في الخداع
كما يلتوي في الدجى الأرقم

وكم تدعي عفةً والوجود
بأصناف خستها مفعم!

وآثامها لم تسعها اللغات
ولم يحو تصويرها ملهم

أنا لم أقل كل أوزارها
تنزه قولي وعف الفم

تراها تصول على ضعفنا
وفوق مآتمنا تبسم

وتشعرنا بهدير الطبول
على أنها لم تزل تحكم

وتظلم شعباً على علمه
ويغضبها أنه يعلم

وهل تختفي عنه وهي التي
بأكباد أمته تولم؟

وأشرف أشرافها سارقٌ
وأفضلهم قاتلٌ مجرم

عبيد الهوى يحكمون البلاد
ويحكمهم كلهم درهم

وتقتادهم شهوة لا تنام
وهم في جهالتهم نوَم

ففي كل ناحيةٍ ظالمٌ
غبي يسلطه أظلم

أيا من شبعتم على جوعنا
وجوع بنينا، ألم تتخموا؟

ألم تفهموا غضبة الكادحين
على الظلم؟ لا بد أن تفهموا



عبدالله البردوني

الحمدان
09-11-2023, 07:28 PM
أَبا بِشرٍ قَدِ اِستَفتَحتَ باباً
وَقَد أَتمَمتَهُ إِلّا قَليلا

فَأَصبَحَ وَهوَ جَبّارٌ وَعَهدي
بِهِ مُذ أَشهُرٍ يُدعى فَسيلا

فَلا أَدري مَنِ الأَعلى فِعالاً
وَمَن يَبني العُلى عَرضاً وَطولا

أَمُعطِيَّ الجَزيلِ بِلا اِمتِنانٍ
بِهِ أَم مَن أَفَدتُ بِهِ الجَزيلا

رَأَيتُكَ تَعرُكُ الحاجاتِ حَتّى
تُعيدَ بِذاكَ أَصعَبَها ذَلولا

وَتُصرِخُ مَن دَعاكَ إِلى المَعالي
بِيا عَبدَ الحَميدِ وَيا بَجيلا

هُوَ الشُكرُ الجَسيمُ عَلى الأَعادي
إِذا شُكرُ الرِجالِ غَدا ضَئيلا

فَإِنَّكَ لَو تَرى المَعروفَ وَجهاً
إِذاً لَرَأَيتَهُ حَسَناً جَميلا


أبو تمام

الحمدان
09-11-2023, 07:28 PM
يَومَ الفِراقِ لَقَد خُلِقتَ طَويلا
لَم تُبقِ لي جَلداً وَلا مَعقولا

لَو حارَ مُرتادُ المَنِيَّةِ لَم يُرِد
إِلّا الفِراقَ عَلى النُفوسِ دَليلا

قالوا الرَحيلُ فَما شَكَكتُ بِأَنَّها
نَفسي عَنِ الدُنيا تُريدُ رَحيلا

الصَبرُ أَجمَلُ غَيرَ أَن تَلَدُّداً
في الحُبِّ أَحرى أَن يَكونَ جَميلا

أَتَظُنُّني أَجِدُ السَبيلَ إِلى العَزا
وَجَدَ الحِمامُ إِذاً إِلَيَّ سَبيلا

رَدُّ الجَموحِ الصَعبِ أَسهَلُ مَطلَباً
مِن رَدِّ دَمعٍ قَد أَصابَ مَسيلا

ذَكَرَتكُمُ الأَنواءُ ذِكرِيَ بَعضَكُم
فَبَكَت عَلَيكُم بُكرَةً وَأَصيلا

وَبِنَفسِيَ القَمَرُ الَّذي بِمُحَجَّرٍ
أَمسى مَصوناً لِلنَوى مَبذولا

إِنّي تَأَمَّلتُ النَوى فَوَجَدتُها
سَيفاً عَلَيَّ مَعَ الهَوى مَسلولا

لا تَأخُذيني بِالزَمانِ فَلَيسَ لي
تَبَعاً وَلَستُ عَلى الزَمانِ كَفيلا

مَن زاحَفَ الأَيّامَ ثُمَّ عَبا لَها
غَيرَ القَناعَةِ لَم يَزَل مَفلولا

مَن كانَ مَرعى عَزمِهِ وَهُمومِهِ
رَوضُ الأَماني لَم يَزَل مَهزولا

لَو جازَ سُلطانُ القُنوعِ وَحُكمُهُ
في الخَلقِ ما كانَ القَليلُ قَليلا

الرِزقُ لا تَكمَد عَلَيهِ فَإِنَّهُ
يَأتي وَلَم تَبعَث إِلَيهِ رَسولا

لِلَّهِ دَرُّكِ أَيُّ مَعبَرِ قَفرَةٍ
لا يوحِشُ اِبنَ البَيضَةِ الإِجفيلا

بِنتُ الفَضاءِ مَتى تَخِد بِكَ لا تَدَع
في الصَدرِ مِنكَ عَلى الفَلاةِ غَليلا

أَوَ ما تَراها ما تَراها هِزَّةً
تَشأى العُيونَ تَعَجرُفاً وَذَميلا

لَو كانَ كَلَّفَها عُبَيدٌ حاجَةً
يَوماً لَأُنسِيَ شَدقَماً وَجَديلا

بِالسَكسَكِيِّ الماتِعِيِّ تَمَتَّعَت
هِمَمٌ ثَنَت طَرفَ الزَمانِ كَليلا

لا تَدعُوَن نوحَ بنَ عَمرٍو دَعوَةً
لِلخَطبِ إِلّا أَن يَكونَ جَليلا

يَقِظٌ إِذا ما المُشكِلاتُ عَرَونَهُ
أَلفَينَهُ المُتَبَسِّمَ البُهلولا

ما زالَ يُبرِمُهُنَّ حَتّى إِنَّهُ
لَيُقالُ ما خَلَقَ الإِلَهُ سَحيلا

ثَبتُ المَقامِ يَرى القَبيلَةَ واحِداً
وَيُرى فَيَحسَبُهُ القَبيلُ قَبيلا

كَم وَقعَةٍ لَكَ في المَكارِمِ فَخمَةٍ
غادَرتَ فيها ما مَلَكتَ قَتيلا

أَوطَأتَ أَرضَ البُخلِ فيها غارَةً
تَرَكَت حُزونَ الحادِثاتِ سُهولا

فَرَأَيتَ أَكثَرَ ما حَبَوتَ مِنَ اللُهى
نَزراً وَأَصغَرَ ما شُكِرتَ جَزيلا

لَم يَتَّرِك في المَجدِ مَن جَعَلَ النَدى
في مالِهِ لِلمُعتَفينَ وَكيلا

أَوَلَيسَ عَمرٌو بَثَّ في الناسِ النَدى
حَتّى اِشتَهَينا أَن نُصيبَ بَخيلا

أُشدُد يَدَيكَ بِحَبلِ نوحٍ مُعصِماً
تَلقاهُ حَبلاً بِالنَدى مَوصولا

ذاكَ الَّذي إِن كانَ خِلَّكَ لَم تَقُل
يا لَيتَني لَم أَتَّخِذهُ خَليلا




أبو تمام

الحمدان
09-11-2023, 07:29 PM
‏رأيْتُ الشّمسَ تطلعُ منْ نقابٍ
وغصنَ البانِ يرفُلُ في وشاحِ

فَلَوْ أسْتطيعُ طِرْتُ إلَيكِ شَوْقًا
وكيفَ يطيرُ مقصوصُ الجناحِ

عَلَى حَالَيْ وِصَالٍ وَاجْتِنَابٍ
وَفي يَوْمَيْ دُنُوٍّ وَانْتِزَاحِ

وحسبيَ أنْ تطالعَكِ الأماني
‏بأُفْقِكِ في مَسَاءٍ أوْ صَبَاحِ

الحمدان
09-11-2023, 07:32 PM
اليومَ يغدو العاشقونَ إلى الخلا
بملابسٍ حمراءَ أو دبدوبِ

وترى الفتاةَ تصيحُ نحوَ حبيبِها:
«ماذا جلَبتَ اليومَ يا أرنوبي؟

أينَ الهديةُ؟ والدباديبُ التي
تحكِي بما في قلبِ كلِّ حبيبِ؟

هي آيةُ العشاق، إن لم تُهدِني
دُبًّا إذن أهديكَ صوتَ نحيبي

وأصيحُ في أقصى الشوارع: باعَني
من أجلِ دبٍ أحمرٍ وقلوبِ!»

فيُجرجِرُ المسكينُ أذيالَ الهوى
ويسوقُها في مِشيةِ المغلوبِ

ويسيرُ تلقاءَ المحلِّ مهروِلًا
ويعودُ تلقاها بلا تثريبِ

فترى الشوارعَ تختفي في حُمرَةٍ
وتتوهُ أنتَ بلونِها المخضوبِ

د. أحمد خضر

الحمدان
09-11-2023, 07:33 PM
‏من أمثال العرب:
«إذا شابَ الغراب»
يُضرب مثلاً للأمر
المستحيل.
قال ‎النابغة اسد الدين بن "اب اسد الدين":

ولا تذهب بحِلمِكَ طامِياتٌ
من الخُيلاءِ ليسَ لهُنَّ بابُ

فإِنَّكَ سوفَ تََحلُمُ أَو تَنَاهى
إِذا ما شِبتَ أَو شابَ الغرابُ.

الحمدان
09-11-2023, 07:34 PM
جاءت إلينا براح اللحظ آنسةٌ
في طرفها نعسٌ كالغزو يسبينا

سحرٌ لخودٍ أهذا الحُسنُ أم ملكٍ؟؟
لنجعلَ الخوخَ والرمانَ يقطينا

غطي العيون فإنّ اللحظ مهلكةٌ
كُفيه عنّا، فهذا الحُسنُ يغوينا

الحمدان
09-14-2023, 12:22 AM
ولمّا استقلُّوا أسلمَ الوَجدُ مُهجَتِي
إلى عَزَماتٍ ما لَهُنّ نُهوضُ

تَوَقَّدُ نيران الجَوَى بين أَضلُعِي
إذا لاحَ مِن بَرقِ العشاءِ وَمِيضُ

ولَم تَبقَ لي إلا جُفونٌ قَريحةٌ
وعَظمٌ بَراهُ الشَّوقُ فهو مَهِيضُ

الشاعر الأندلسي:
علي الأنصاري

الحمدان
09-14-2023, 12:26 AM
لا تحسبوا البعد يُنسينا غوالينا
إنَّ الأحبةَ سُكناهم مآقينا

إنْ غربتهمْ يدُ الأقدارِ في غَلسٍ
فإنَّ شمسَهُمُ يوما ستأتينا

قد كسَّر البعدُ أغصاناً لنا يبسَتْ
وجففَ الشوقُ نهراً كان يروينا

كنا وكنتم وكان الحبُّ يجمعُنا
فهل تعيدُ لنا الأيامُ ماضينا؟!

صبحي يا سين

الحمدان
09-14-2023, 12:43 AM
قرَّحَ الجفن وادمى كبدي
أن شمليَ في الهوى قد شتّتا

فإذا أثبت أني عاشقٌ
لم يفدني عندها ان أثبتا

ويلتا مما جنى الحبُّ وكم
من يقولونَ معي يا ويلتا


مصطفى صادق الرافعي

الحمدان
09-14-2023, 11:01 AM
رأيتُ الناس قد مالوا الى من عنده مالُ
ومن لاعنده مالُ فعنه الناس قد مالوا

رايت الناس قد ذهبوا الى من عنده ذهبُ
و من لا عنده ذهبُ فعنه الناس قد ذهبوا

رأيت الناس منفضة الى من عنده فضة
ومن لا عنده فضة فعنه الناس منفضة


الإمام الشافعي

الحمدان
09-15-2023, 03:17 PM
أحببتُها قبل استِماعِ كلامِها
وعشقتُها قبل التقاءِ الأعيُنِ

أخبرتُها أني أحبُّ لقاءَها
حتى أعانقها بحبٍّ مُعلَنِ

بل قلتُ لا تخشَيْ فإني عاقلٌ
لا لن أضرّك ما حييتُ تطمّني

قد جئتُها بقصيدةٍ غزليّةٍ
لكنني أنشدتُ فيها (موطني)

الحمدان
09-15-2023, 10:03 PM
لَسَجْدَةٌ في سكونِ الليلِ خاشعةٌ
تُقَـرِّبُ النّـفسَ مـن غُفرانِ بارِيْها

وتَـمـلأُ الـقـلـبَ إيـمـانـاً بـخالقِـه
أَجَـلُّ مـن هـذه الدنـيا ومـافيها

الحمدان
09-16-2023, 03:22 PM
رفاق الروح مازلتم
بوسط القلب أحبابا

وإن غبتم وإن غبنا
فإن الحب ماغابا

هي التقوى تجمعنا
وحب الله قد طابا

رضا الرحمن غايتنا
وللفردوس طلابا

الحمدان
09-16-2023, 06:30 PM
يا حاملَ الهَمِّ إنَّ الهَمَّ قَتَّالُ
الدارُ فانيةٌ والركبُ رَحَّالُ

غداً سترحلُ عنْ دنياك تتركها
فليسَ في القبرِ لا أهلٌ ولا مالُ

فوِّضْ أموركَ للرحمن في ثقةٍ
فلمْ تخبْ عندَ ربِّ العرْش آمالُ

الحمدان
09-17-2023, 11:01 AM
فيقوا من الغفلات يا أهل الوطن
إن العدوّ دنا وها نقع الفتن

حتام أنتم يا بزاة روابض
هبوا فقد حام الغراب على الدمن

هجم العدوّ وها الغبار وأنتمو
من ذا الغبار ستنسجون له كفن

لا تجعل الغربان في سعة الفلا
يوماً إذا نهض العقاب من الوكن

ناداكم الوطن الذي قد ضمكم
في حضنه وسقاكمو لبن المنن

كرُّوا على الأعداء كر الأسد يا
أسد الوفاء فهم ثعالبة الخون

فاصغوا لصوتِ أب لكم يرجو الحمى
منكم فهيا طاردوا عنه المحن

أو ما ترون الدمع منه لأجلكم
يهمي فقوموا نشفوا دمع الوطن

لا يحسن الموت الزؤام لدى امرئٍ
لكن فدى الأوطان موتكمو حسن

فتقلدوا عدد السلاح وبددوا
جيش العدا وخذوا أمامكم الزمن



فرنسيس مراش

الحمدان
09-17-2023, 11:03 AM
على وجهها نور الصلاح يلوح
ومن ثغرها عطر الفلاح يروح

وبرق الهدى من لحظِها متألِّق
ومبسمها بالطيبات يفوح

وفي خدها ورد المسرة ينجلي
لنا وبه قطر الهناء صريح

وقدّ لها يهتز عن طرب كذا
على غصنه طير السلام صدوح

رعى الله قلباً فيه قد صاح صوتها
وقاتل قلباً فيه ليس تصيح

هي الأصل في الأكوانِ فهي مثابة
لكُلِّ قلوب العالمين تريح

بها تحسن الدنيا بها تفضل الورى
بها كل شيء صالح ومليح

لدى وجهها تجثو القبائل كلها
وكل سجود لا يعاب صحيح

بها كافة الأجيال غنت وقد أتى
لها من جميعِ المنذرين مديح

هي الكوكَب السيار في فلك الدنى
به السعد يغدو والنحوس تروح


فرنسيس مراش

الحمدان
09-17-2023, 11:03 AM
رأى الصيف مكتوباً على باب داره
فصحفه ضيفاً فقام إلى السيفِ

فقلنا له خيراً فظن بأنَّنا
نقول له خبزاً فمات من الخوفِ


فرنسيس مراش

الحمدان
09-17-2023, 11:03 AM
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر
على صفحات الماء وهو رفيع

ولا تك كالدخان يرفع نفسه
إلى طبقات الجوّ وهو وضيع



فرنسيس مراش
سوريا

الحمدان
09-17-2023, 12:50 PM
تَـرْمِـي الْـحَـوَادِثُ بِـالظِّلَالِ أَمَامَهَا
فَـيَـرَى خُـطَـى الْأَمْرِ الَّذِي هُوَ آتِي

حَــتَّــى كَــأَنَّ الــدَّهْــرَ فِــي آبَـادِهِ
يَــلْــقَــاهُ بَــيْــنَ عَــشِــيَّـةٍ وَغَـدَاةِ

كَـشَـفَ الـزَّمَـانُ لَـكَ الْـخَفِيَّ وَقَلَّمَا
يَـعْـصِـي الْـمُـذَلَّلُ نَـافِـذَ الـنَّـظَرَاتِ

سِـحْـرُ الْـبَـصِـيـرَةِ رَائِـضٌ وَمُحَكَّمٌ
بِـــلَــوَاحِــظٍ لِلــرَّأْيِ مُــقْــتَــدِرَاتِ

وَخَـوَاطِـرٌ لَـكَ فِـي الْأَنَـامِ تُـجِيلُهَا
تَـجْـلُـو الـشُّـكُـوكَ وَتَـبْـلُـغُ الْغَايَاتِ

يَــا حِـكْـمَـةً فَـاهَ الـزَّمَـانُ بِـسِـرِّهَـا
مِـنْ بَـعْـدِ طُـولِ تَـصَـامُمٍ وَصُمَاتِ

فَـاهَ الـزَّمَـانُ فَـكُنْتَ أَصْدَقَ مَنْطِقٍ
وَالــنَّــاسُ أَصْــدَاءٌ بِــجَـوْفُ فَـلَاةِ

شَــتَّــانَ بَـيْـنَ صَـدًى يُـرَدَّدُ
ضِـلَّـةً وَمَــقَــاوِلٍ مَــرْضِــيَّــةِ الْأَصْــوَاتِ

نَــظَـرَ الْأَنَـامُ الـدَّهْـرَ فِـي أَعْـقَـابِـهِ
وَنَــظَـرْتُـمُ الْأَيَّـامَ فِـي الْـجَـبَـهَـاتِ

وَرَمَوْا مَسَاعِي الْمَجْدِ فِي أَقْدَامِهَا
وَرَمَـيْـتُـمُ الْـمَـسْـعَـاةَ فِـي الْهَامَاتِ

بِــعَــزَائِــمٍ لِلــشَّــرِّ تَــنْـقُـضُ أَمْـرَهُ
وَعَــزَائِــمٍ لِلْــخَــيْــرِ مُــبْــتَــدِرَاتِ

أَفْـعَـالُ مَـنْ صَـحَّتْ سَرِيرَةُ صَدْرِهِ
لَا يَــعْـقِـدُ الـتَّـدْبِـيـرَ بِـالْـخَـدَعَـاتِ

إِنَّ الْـعَـظِـيـمَ إِلَى الصَّرَاحَةِ يَنْتَمِي
وَالْـغُـمْـرُ لِلـتَّـدْلِـيـسِ فِـي الْغَفَلَاتِ

سِـيَـرٌ كَـمَـا شَـاءَ الْـكَـمَـالُ وَضِـيئَةٌ
مِـــثْـــلُ الْـــهُـــدَاةِ وَآيَــةِ الْآيَــاتِ

وَالـدَّهْـرُ لَـيْـلُ الْمُدْلِجِينَ وَمَجْدُكُمْ
وَفِـعَـالُـكُـمْ فِـي الـدَّهْـرِ كَـالْمِشْكَاةِ

وَمَـعَـاقِـلُ الـنَّـعْمَاءِ إِنْ هِيَ أَعْوَزَتْ
كُــنْــتُــمْ مَـعَـاقِـلَ مَـنْـعَـةٍ وَنَـجَـاةِ

لَا يُــصْــلِــحُ الــتَّــدْبِــيــرَ إِلَّا أَرْوَعٌ
يَــنْــأَى بِـهِ عَـنْ ضَـيْـعَـةٍ وَشَـتَـاتِ

أَعْـبَـقْـتَ فِـي الْأَيَّـامِ أَزْكَـى نَـفْحَةٍ
وَخَــلَــعْـتَ مِـنْ أَرْدَانِـهَـا عَـطِـرَاتِ

وَالْـفَـضْـلُ مِثْلُ الْعَرْفِ يَحْيَا نَشْرُهُ
بِـنَـسَـائِـمِ الْـعَـبِـقَـاتِ وَالـنَّـفَـحَـاتِ

تَـرْمِـي إِلَـى الْـغَرَضِ الْبَعِيدِ بِعَزْمَةٍ
تُــصْــمِــيــهِ بَــيْــنَ تَــمَـهُّـلٍ وَأَنَـاةِ

هَـيْـهَـاتَ مَـا جَـادَ الـزَّمَـانُ بِـمِـثْلِهَا
عَـقَـمَ الـزَّمَـانُ بِـتِـلْـكُـمُ الْـحَسَنَاتِ

فَــكَــأَنَّــهَــا قَـدْ جُـمِّـعَـتْ لِـمُـوَفَّـقٍ
مِــنْ سَــالِــفِ الْآبَــادِ وَالْـحِـقَـبَـاتِ

لَا تُــصْــلِــحُ الــتَّـدْبِـيـرَ إِلَّا أَنْـفُـسٌ
الْــحَـقُّ يَـغْـلِـبُـهَـا عَـلَـى الـنَّـزَعَـاتِ

إِنَّ الْــمَــقَــادِرَ تَــنْــتَـحِـيـكَ لِأَنَّـهَـا
رِيـضَـتْ لَـدَيْـكَ بِـحِـكْـمَةٍ وَحَصَاةِ

كَـالْـخَـيْـلِ تُـعْـرَفُ رَائِـضًـا وَمُـذَلَّلًا
عِـنْـدَ اقْـتِـعَـادِ الـسَّرْجِ وَالصَّهَوَاتِ

يَــا رَاكِــبَ الْأَيَّــامِ تَـجْـرِي تَـحْـتَـهُ
مَـأْمُـونَـةَ الْـخُـطُـوَاتِ وَالْـعَـدَوَاتِ

الْـعَـقْـلُ أَغْـلَـبُ وَالْـحَزَامَةُ وَالنُّهَى
بِـمُـوَفَّـقٍ فِـي الْـعَـدْلِ وَالـرَّحَمَاتِ!



عبدالرحمن شكري

الحمدان
09-17-2023, 12:51 PM
الــذِّكْــرُ يَــشْــجُــوهُ وَالْآمَـالُ تَـخْـدَعُـهُ
قَــلْــبٌ تَــلَــوَّى إِلَــى مَــغْـنَـاكَ أَخْـدَعُـهُ

يُــسَـائِـلُ الـذِّكْـرَ عَـنْ عَـهْـدٍ لَـنَـا خَـضِـلٍ
لَــعَــلَّ مُــقْــبِــلَ هَــذَا الــدَّهْـرِ يُـرْجِـعُـهُ

فَـــقَـــالَ سَــائِــلْ بِــهِ الْآمَــالَ إِنَّ لَــهَــا
فِـي مُـقْـبِـلِ الْـعَـيْشِ حُكْمًا لَسْتُ أَدْفَعُهُ

وَمَـا انْـتِـفَـاعِـي بِـآمَـالِـي الَّـتِـي حَرُمَتْ
عَــلَــى فُــؤَادِيَ إِذْ لَا عَــطْــفَ يَــنْـفَـعُـهُ

جَــعَــلْــتُ بَــعْــدَكَ آمَــالِــي مُــحَــرَّمَـةً
إِنِّــي لَأُبْــغِــضُ وِرْدًا لَــسْــتَ تُــنْــبِــعُـهُ

نَــأَيْــتَ مِــنْ بَــعْـدِ عَـهْـدٍ جَـفَّ يَـانِـعُـهُ
كَـالْـعُـودِ فِـي الـصَّـمْتِ لَا شَدْوٌ فَنَسْمَعُهُ

غَـــيْـــرَ ادِّكَـــارِ تَــرَانِــيــمٍ إِذَا تُــلِــيَــتْ
مِـنْ ذِكْـرِ عَطْفِكَ أَعْشَى الطَّرْفَ مَدْمَعُهُ

وَالْـحُـسْـنُ شَـدْوٌ لِـمَـنْ أَصْغَتْ جَوَانِحُهُ
لَــهُ صَــدًى تَــتَــهَــاوَى مِــنْــهُ أَضْــلُـعُـهُ

قَـدْ أَصْـبَـحَ الـذِّكْـرُ قَـبْرَ الْحُبِّ وَانْتَثَرَتْ
عَـلَـيْـهِ مِـنِّـي الْـمُـنَـى كَـالـزَّهْـرِ تَـمْـرَعُـهُ

وَعِـــزَّةُ الْــغَــابِــرِ الْــمَــذْكُــورِ مُــؤْذِنَــةٌ
بِـــذِلَّـــةِ الْـــحَـــالِ إِذْ لَا رَيَّ يَــنْــقَــعُــهُ

فَـهَـلْ تَـغَـضَّـنَ وَجْـهُ الْـمَـرْءِ مُـبْـتَـسِـمًـا
كَـيْ يَـجِـدَ الـدَّمْـعُ مَـجْـرًى مِـنْـهُ يَـتْبَعُهُ

فَــيَــا سَــمَــائِــيَ إِنْ غَــامَـتْ فَـإِنَّ لَـهَـا
فِـي نَـهْـرِ عَـيْـشِـيَ غَـيْـمًـا أَنْـتَ تَـطْبَعُهُ

قَـدْ نَـمَّـقَ الْـقَـلْـبُ حُـسْـنًـا أَنْـتَ طَـلْعَتُهُ
أَغَــرْتَ حَــتَّــى بِـصَـدٍّ مِـنْـكَ تَـصْـدَعُـهُ

الْــقَــلْــبُ مِــرْآةُ مَـا أَبْـدَيْـتَ مِـنْ مُـلَـحٍ
فَـاصْـقُـلْـهُ بِـالْـقُـرْبِ عَـلَّ الْـقَـلْبَ يُبْدِعُهُ

تَــذْوِي الــزُّهُــورُ فَـلَا عَـهْـدٌ يَـعُـودُ بِـهَـا
لَــكِــنَّ لِلْــوَصْــلِ رُوحًــا مِـنْـهُ يُـرْجِـعُـهُ

أَصْبَحْتَ فِي الْبُعْدِ مِثْلَ الرُّوحِ مُحْتَجِبًا
وَأَمْـــرُهُ الْأَمْـــرُ مَـــغْـــدَاهُ وَمَــرْجِــعُــهُ

أَوْ كَــالْــقَــضَــاءِ إِذَا مَــا صَـالَ صَـائِـلُـهُ
فِـي خُـفْـيَـةٍ وَنُـفُـوسُ الْـخَـلْـقِ مَـرْتَـعُهُ

وَالْـحُـبُّ كَـالْـمَـوْتِ يَـأْتِـي فِـي فُـجَاءَتِهِ
مِــنْ غَــيْــرِ إِذْنٍ وَلَا سَــاعٍ يُــشَــفِّــعُــهُ

إِنِّــي أُحِــبُّــكَ حُــبًّــا لَــسْــتُ أَفْــهَــمُـهُ
أَيُــفْــهَــمُ الْــكَــوْنُ مَــنْـشَـاهُ وَمَـنْـزَعُـهُ

يَــا رَاصِــدَ الــنَّــجْـمِ مَـزْهُـوًّا بِـخِـبْـرَتِـهِ
ارْصُــدْ هِــلَالًا بِـأُفْـقِ الـسَّـعْـدِ مَـطْـلَـعُـهُ

وَارْصُـدْ لِـحَـاظًـا لِـمَـنْ أَهْـوَاهُ مَـاضِـيَـةً
بِــقِــسْـمَـةِ الـسَّـعْـدِ تُـعْـطِـيـهِ وَتَـمْـنَـعُـهُ

الْــحُــبُّ رُوحٌ مِــنَ الْــفِــرْدَوْسِ هَـبَّـتُـهُ
لِــيُــوقِــظَ الــنَّــفْــسَ شَـدْوٌ لَا يُـوَقِّـعُـهُ

وَالْــحُــبُّ كَـالْـخُـلْـدِ لَا يَـلْـقَـاهُ ذُو عَـدَمٍ
إِلَّا فَــوَاقًــا لِــعَــيْــشٍ حَــانَ مَــصْـرَعُـهُ

خَـمْـرُ الْـخُـلُـودِ فَـنَـادِمْـنِـي عَـلَـى مَـهَلٍ
سَـيَـحْـبِـسُ الـدَّنَّ عَـنَّـا مَـنْ يُـشَـعْـشِعُهُ

لَــوْ قُــسِّـمَـتْ فَـرْحَـتِـي إِمَّـا أَرَاكَ عَـلَـى
هَــذَا الْأَنَـامِ لَـغَـاضَ الـنَّـحْـسُ أَجْـمَـعُـهُ

فَـــمَــا حَــنِــيــنُ هَــزَارٍ للــرَّبِــيــعِ بِــأَوْ
فَــى مِــنْ حَــنِـيـنِ فُـؤَادٍ أَنْـتَ مَـرْبَـعُـهُ

وَأَنْـتَ شَـمْـسِـي وَقَـطْـرِي وَالنَّسِيمُ مَعًا
بَــلِ الْــحَــيَــاةُ وَمَــا أَبْــغِــي وَأُمْـنَـعُـهُ



عبد الرحمن شكري
مصر

الحمدان
09-17-2023, 03:29 PM
لماذا العدوُّ القصيّ اقتربْ؟
لأن القريبَ الحبيبَ اغتربْ

لأن الفراغَ اشتهى الامتلاءَ
بشيء فجاء سوى المرتقبْ

لأنّ الملقِّن واللاعبين
ونظّارةَ العرضِ هُم مَن كتبْ

لماذا استشاط زحامُ الرماد؟
تذكّرَ أعراقَهُ فاضطربْ

لأن "أبا لهبٍ" لم يمُتْ
وكلّ الذي ماتَ ضوءُ اللهبْ

الحمدان
09-17-2023, 03:33 PM
يا سيف بعدك لا سيف ولا قلم
وشامخي القوم ضاعوا وارتقى الخدم

وضاعت الأرض والتاريخ مال بنا
يا سيف نحو حياة كلها ألم

وثورة الأمس ماتت بعد مولدها
ومثلها مات من ضحوا ومن رسموا

حكامنا اليوم طغيان كسالفهم
تبا لهم ضعف ما جاروا وما ظلموا

بالمترفين تسير اليوم دولتنا
فهل بفسق ولاة يقلب الهرم

الأرض يا سيف من أوجاعنا اشتعلت
لا سامح الله من للزور قد بصموا

وحالنا صار بين الناس مسخرة
لا يشتهي ذكره عرب ولا عجم

أرق أفئدة من بعد حكمتهم
تفرقوا من لهيب الفقر وانقسموا

وهكذا الأرض لو هدت شوامخها
لا يستقيم لها عهد ولا قسم

من يقسمون على الإخلاص أخلصهم
يا سيف كالذئب بئس الذئب يا غنم

ومن تحط على القرآن أيديهم
بنفس تلك الأيادي يهدم الحرم

لم يعرفوا قط لا دينا ولا وطنا
الدين في شرعهم يا سيف ما اقتسموا

وخير أوطانهم يا سيف أرصدة
بها مناصبهم تقوى وتحترم

ونحن من هام في الدنيا بلا وطن
عارٌ به دولةُ الطغيانِ تختتم

الحمدان
09-17-2023, 04:30 PM
إنْ كانْ دَرْبَ الحُبْ قَدْ أَتْعَبَكْ
فاسْرَحْ على الدَّرْبَ الذي يِعْجِبَكْ

كَمْ قُلْتَ لي أَنَّ الهَوى قَدْ كَوى
قَلْبَكْ..وأنَّ الشَّوقْ قَد عَذَّبَكْ

نَدَامَتي لا تَنْتَهي أَنَّني
خَاصَمْتُ ظَنِّي حِيْنَما كذَّبَكْ

وُلُُمْتْ شَكِّي فِيكْ..لَكِنَّنِي
صَدَّقْتْ صِدْقِي بِعْدَمَا جَرَّبِكْ

لَو لَم تَكُنْ فِي نَبْضْ قَلْبِي لَمَا
صَلَبْتَنِي..مِنْ قَبْل أَنْ أَصْلُبَكْ

مَاذَا تَبَّقَى مِنْكَ لِي بَعْدَمَا
حَرَّقْتَ يَوْمَ الصِّدْقْ فِي مَكْذبكْ

لاتَنْتَظِرْ نَفْسِي وَأْشَواقَهَا
تَأْتِيْكْ إنَّ الّحُبْ قَدْ سَيَّبَكْ

وُكُلَّهَا الأَشْيَاءْ ضَاقَتْكْ حَتّىَ
الكِذْبْ كَمْ يِخْزِيْهْ أَنْ يِكْذِبَكْ

لَوْ كُنْتَ لِي ظِلّي.. فَلَنْ أَحْجُبَكْ
أَوْ كُنْتَ لِي زَادِي.. فَلَنْ أَقْرُبَكْ

أَوْ كُنْتَ لِي مَائِي.. فَلَنْ أَشْرَبَكْ

لَوُْ كُنْتَ لِي مَا تَحْتْ جِفْنِي وُقَدْ
طَفََّأتْ فِي عَيْنِي فَلَنْ أَنْدُبكْ

مَاْشْتِكْشْ مِنْ أَيَّامْ عُمْرِي وُلَوْ
كَانْ الضُّحَى يِمْسِي عَلَى مَغْرِبَكْ

مَاْشْتِيْشْ حَتَّى النَّوْمْ لَوْ جَاْءْ
مِنْ عِنْدَكْ..وُحَتَّى الفَجْرْ لَو مَرَّ بَكْ

وُلَوْ صَلَتْنِيْ الْشَّمْسْ فِيْ وَقْدِهَا
وفِي يَدَيْكَ الغَيْمْ.. لَنْ أَطْلُبَكْ

لَوْ كُنْتَ سَيْلَ اللَّهْ تَأْتِي.. وبِِِِي
حَرَائِقِي.. مَاجِئْتُ فِي مَدْرَبَكْ

أَلْبَسْتَكَ الثَّوْبَ الْمُنَدَّى فَمَا
زَكَّاكْ ثَوْبُ الوَرْدْ أَوْ طَيَّبَكْ

لَمْ تَأْتِ لِلْوَرْدْ وَلاَعِطْرَهَا
بَلْ جِئْتَ لِلأَيَّام كَيْ تَحْطِبَكْ

لَوْ كَانْ فِيكْ الحُبَ كَانَ الَذِي
فِي الحُب مِن رُوُحَ النَّدَى رَطَّبَكْ

ضَاعَتْ مُنَىْ الحُبْ وُقَدْ كُنْتْ مَا..
أَصْدَقَنِي فِيْهَا..وُمَا أَكْذَبَكْ

فَدَعْ سَمَاوَاتِي الَّتي زُرْتََهَا
وسَارْ فَي أَبْرَاجِهَا مَوْكِبَكْ

مَاعُدْتَ مِنْ أَهْلِي بِهَا بَعْدَمَا
أَسْقَطْتُ مِنّ أَفْلاكِهَا كَوْكَبَكْ

وَأَتْرُكْ طَرِيْقَي ولاتَكُنْ شَوْكَهَا
وأَسْرَحْ عَلَىْ الدَّرْبَ الذِيْ أَعْجَبَكْ

وبَيْنَنَا أَيْامُنَا لَنْ تَرَىْ
خَسَارَتِي فِيْهَا وَلاَمَكْسَبَكْ

سَاْسِيْرْ تَحْتَ الشَّمْسْ فِيْ قَيْضِهَا
لأُحْرِقَ اللَّحْنَ الّذِيْ أَطْرَبَكْ

وَامْشِي عَلَىْ النَّيْرَانْ أَرْمِيْ عَلَىْ
مَشْبُوْبِهَا نَايْيِ الّذِيْ شَبَّبَكْ

وِتِجْتَلِيْ عَيْنِيْ جَلاَلَ السَّمَاءْ
لِتَشْكُرَ اللَّهَ الّذَيْ غَيَّبَكْ

وَامْتَدْ فِيْ الفَجْرَ الغَزِيْرَ النَّدِيْ
أُطَهْرْ القَلْبَ الّذِيْ هَاْمَ بَكْ


عبدالله النعمان
اليمن

الحمدان
09-18-2023, 12:10 AM
اراك طروباً والهاً كالمتيم
تطوف بأكناف السجاف المخيم

أصابك سهم أم بليت بنظرة
وما هذه إلا ســجـيــّة مـغــرُّم

على شاطئ الوادي نظرت حمامة
أطالت عليّ حسرتي والتندم

فإن كنت مشتاقاً إلى أيمن الحمى
وتهوى بسكان الخيام فأنعم

أُشير إليها بالبنان كأنما
أُشير إلى البيت العتيق المعظم

خذوا بدمي منها فإني قتيلها
وما مقصدي إلا تجود وتنعم

ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها
ولكن سلوها كيف حل لها دمي

وقولوا لها يا منية النفس إنني
قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمي

ولا تحسبوا إني قتلت بصارم
ولكن رمتني من رباها بأسهم

الحمدان
09-18-2023, 10:37 PM
ألا ترى الشعر يعلو وجهه الخجل
يا نجد عفوك أنت الفخر والغزل

عبدالعزيز أصاب العرب بغيتهم
لما طلعت عليهم أنت والأمل

عبدالعزيز وما أومت أكفهم
إلا إليك إذا قالوا من الرجل

العرب في كل بيت من بيوتهم
عرس وأنت لرب البيت تبتهل


الأخطل الصغير

الحمدان
09-19-2023, 01:46 PM
ما لي سوى قَرْعِي لبابِك حِيلةٌ
فلئنْ رَدَدْتَ فأيَّ بابٍ أقرع

ومَن الذي أدعُو وأهْتِف باسمه
إن كان فَضْلُكَ عن فقيرٍ يُمنع

إِن كانَ لا يرٍجوك إلا محسن
فالمذنٍبُ العاصى إلى مَن يرجع

حاشا لجودك أن تُقنّط عاصياً
الفَضْلُ أجزلُ والمَواهبُ أوسع

الحمدان
09-19-2023, 02:20 PM
إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَةً
وَما العَيبُ إِلّا أَن أَكونَ مُسابِبُه

وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً
لَمَكَنتُها مِن كُلِّ نَذلٍ تُحارِبُه

وَلَو أَنَّني أَسعى لِنَفعي وَجَدتَني
كَثيرَ التَواني لِلَّذي أَنا طالِبُه

وَلَكِنَّني أَسعى لِأَنفَعَ صاحِبي
وَعارٌ عَلى الشَبعانِ إِن جاعَ صاحِبُه


الشافعي

الحمدان
09-19-2023, 02:20 PM
بَلَوتُ بَني الدُنيا فَلَم أَرى فيهُمُ
سِوى مَن غَدا وَالبُخلُ مِلءَ إِهابِهِ

فَجَرَّدتُ مِن غَمدِ القَناعَةِ صارِماً
قَطَعتُ رَجائي مِنهُمُ بِذُبابِهِ

فَلا ذا يَراني واقِفاً في طَريقِهِ
وَلا ذا يَراني قاعِداً عِندَ بابِهِ

غَنيٌّ بِلا مالٍ عَنِ الناسِ كُلِّهِم
وَلَيسَ الغِنى إِلّا عَنِ الشَيءِ لا بِهِ

إِذا ما ظالِمُ استَحسَنَ الظُلمَ مَذهَباً
وَلَجَّ عُتُوّاً في قَبيحِ اِكتِسابِهِ

فَكِلهُ إِلى صَرفِ اللَيالي فَإِنَّها
سَتُبدي لَهُ ما لَم يَكُن في حِسابِهِ

فَكَم قَد رَأَينا ظالِماً مُتَمَرِّداً
يَرى النَجمَ تيهاً تَحتَ ظِلِّ رِكابِهِ

فَعَمَّا قَليلٍ وَهُوَ في غَفَلاتِهِ
أَناخَت صُروفُ الحادِثاتِ بِبابِهِ

فَأَصبَحَ لا مالٌ لَهُ وَلا جاهٌ يُرتَجى
وَلا حَسَناتٌ تَلتَقي في كِتابِهِ

وَجوزِيَ بِالأَمرِ الَّذي كانَ فاعِلاً
وَصَبَّ عَلَيهِ اللَهُ سَوطَ عَذابِهِ


الإمام الشافعي

الحمدان
09-19-2023, 10:03 PM
تلاقينا على خير وكنا
دليلاً للهدى زمن الضلالِ

فيا لله ما أحلا لِقانا
وما أحلا مُسامرة المعالي

ترانا في رياض العلم حيناً
وحيناً في الرياض على التلال

ونمشي فوق ظهر الأرض هوناً
وهمتنا تفوق ذرى الجبالِ

شموس العزِّ كنّا غيرَ أنَّا
يَفيئُ ظلالنا نعم الظلالِ

لقد كنا وكنا ثم كنا
ففُرِّق شملنا بعد الوصالِ

أحبكمو أصيحابي وربي
وجاوز حبكم حدَّ اعتدالِ

أحبكمو ولا أدري لماذا
سأترككم وقد كنتم حيالي

غداً يا صاحِ تتركنا وتمضي
ولن يبقى سوى الذكرى ببالي

فكن سهل العريكةِ واتخِذنا
صِحاباً لا تكن صعب الوصالِ

وسابق في علوم الدين تسمو
فمن طلب العلا سهِر الليالي

فؤادي والليالي مقبلاتٍ
سيأسرُكَ الحنين إلى الشمالِ

وداعاً يا أحبتنا وداعاً
وداعاً والقلوبُ على اتصالِ

سأذكركم وأغمضُ جفنَ عيني
وقد أبدو كأني لا أبالي

وفي قلبي من الأحزان نارٌ
يزيد ضرامها طول الليالي

يطول الليل في زمني كأني
خلقتُ لأقتفي أثر الهلالِ

وداعاً يا أحبتنا وداعاً
وداعاً والقلوبُ على اتصالِ

وداعاً واغفروا ما كان مني
وداعاً واستروا ماضي فعالي

وداعاً والفؤاد يردُّ قولي
ويأبى أن يوافقني مقالي

وداعاً يا رفاقُ وسامحونا
وداعاً والقلوبُ على اتصالِ

وداعاً يا أحبتا وداعاً
وداعاً قد دنى زمن ارتحالي


....

الحمدان
09-19-2023, 10:12 PM
يا أَيُّها المُتَسَمِّنُ
قُل لي لِمَن تَتَسَمَّنُ

سَمَّنتَ نَفسَكَ لِلبِلى
وَبَطِنتَ يا مُستَبطِنُ

وَأَسَأتَ كُلَّ إِساءَةٍ
وَظَنَنتَ أَنَّكَ تُحسِنُ

ما لي رَأَيتُكَ تَطمئِن
إِلى الحَياةِ وَتَركَنُ

يا ساكِنَ الحُجُراتِ ما
لَكَ غَيرُ قَبرِكَ مَسكَنُ

اليَومَ أَنتَ مُكاثِرٌ
وَمُفاخِرٌ مُتَزَيِّنُ

وَغَداً تَصيرُ إِلى القُبور
مُحَنَّطٌ وَمُكَفَّنُ

أَحدِث لِرَبِّكَ تَوبَةً
فَسَبيلُها لَكَ مُمكِنُ

وَاصرِف هَواكَ لِخَوفِهِ
فيما تُسِرُّ وَتُعلِنُ

فَكَأَنَّ شَخصَكَ لَم يَكُن
في الناسِ ساعَةَ تُدفَنُ

وَكَأَنَّ أَهلَكَ قَد بَكَوا
جَزَعاً عَلَيكَ وَرَنَّنوا

فَإِذا مَضَت لَكَ جُمعَةٌ
فَكَأَنَّهُم لَم يَحزَنوا

الناسُ في غَفَلاتِهِم
وَرَحى المَنِيَّةِ تَطحَنُ

ما دونَ دائِرَةِ الرَدى
حِصنٌ لِمَن يَتَحَصَّنُ


أبو العتاهية

الحمدان
09-19-2023, 10:12 PM
سَبَقَ القَضاءُ بِكُلِّ ما هُوَ كائِنُ
وَاللَهُ يا هَذا لِرِزقِكَ ضامِنُ

تُعنى بِمَ تُكفى وَتَترُكُ ما بِهِ
توصى كَأَنَّكَ لِلحَوادِثِ آمِنُ

أَو ما تَرى الدُنيا وَمَصدَرُ أَهلِها
ضَنكٌ وَمَورِدُها كَريهٌ آجِنُ

وَاللَهِ ما اِنتَفَعَ العَزيزُ بِعِزِّهِ
فيها وَلا سَلِمَ الصَحيحُ الآمِنُ

وَالمَرءُ يُطِنُها وَيَعلَمُ أَنَّهُ
عَنها إِلى وَطَنٍ سِواها ظاعِنُ

يا ساكِنَ الدُنيا أَتَعمُرُ مَسكِناً
لَم يَبقَ فيهِ مَعَ المَنِيَّةِ ساكِنُ

المَوتُ شَيءٌ أَنتَ تَعلَمُ أَنَّهُ
حَقٌّ وَأَنتَ بِذِكرِهِ مُتَهاوِنُ

إِنَّ المَنِيَّةَ لا تُؤامِرُ مَن أَتَت
في نَفسِهِ يَوماً وَلا تَستَأذِنُ

اِعلَم بِأَنَّكَ لا أَبا لَكَ في الَّذي
أَصبَحتَ تَجمَعُهُ لِغَيرِكَ خازِنُ

فَلَقَد رَأَيتَ مَعاشِراً وَعَهِدتَهُم
فَمَضَوا وَأَنتَ مُعايِنٌ ما عايَنوا

وَرَأَيتُ سُكّانَ القُصورِ وَما لَهُم
بَعدَ القُصورِ سِوى القُبورِ مَساكِنُ

جَمَعوا فَما اِنتَفَعوا بِذاكَ وَأَصبَحوا
وَهُم بِما اِكتَسَبوا هُناكَ رَهائِنُ

لَو قَد دُفِنتَ غَداً وَأَقبَلَ نافِضاً
كَفَّيهِ عَنكَ مِنَ التُرابِ الدافِنُ

لَتَشاغَلَ الوارِثُ بَعدَكَ بِالَّذي
وَرِثوا وَأَسلَمَكَ الوَلِيُّ الباطِنُ

قارِن قَرينَكَ وَاِستَعِدَّ لِبَينِهِ
إِنَّ القَرينَ مِنَ القَرينِ مُبايِنُ

وَاِلبَس أَخاكَ فَإِنَّ كُلَّ أَخٍ تَرى
فَلَهُ مَساوٍ مَرَّةً وَمَحاسِنُ



أبو العتاهية

الحمدان
09-19-2023, 11:06 PM
أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي

وَالعَفْوُ عَنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ

وَقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِرًا

وَالعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبُولُ

مَهْلاً هَدَاكَ الَّذِي أَعْطَاكَ نَافِلَةَ

الْ قُرْآنِ فِيهَا مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ

لاَ تَأْخُذَنِّي بِأَقْوَالِ الوُشَاةِ وَلَمْ

أذْنِبْ وَلَوْ كَثُرَتْ فِيَّ الأَقَاوِيلُ

إن الرسول لنور يستضاء به

مهند من سيوف الله مسلول"

وين الحكومه عن الأشكال هذي

الحمدان
09-19-2023, 11:07 PM
لِمَنِ الدِيارُ غَشِيتُها بِسُحامِ
فَعَمايَتَينِ فَهُضبُ ذي أَقدامِ

فَصَفا الأَطيطِ فَصاحَتَينِ فَغاضِرٍ
تَمشي النِعاجُ بِها مَعَ الآرامِ

دارٌ لِهِندٍ وَالرَبابِ وَفَرتَنى
وَلَميسَ قَبلَ حَوادِثِ الأَيّامِ

عوجا عَلى الطَلَلِ المَحيلِ لِأَنَنا
نَبكي الدِيارَ كَما بَكى اِبنُ خِذامِ

أَو ما تَرى أَظعانَهُنَّ بَواكِراً
كَالنَخلِ مِن شَوكانَ حينَ صِرامِ

حوراً تُعَلَّلُ بِالعَبيرِ جُلودُها
بيضُ الوُجوهِ نَواعِمُ الأَجسامِ

فَظَلِلتُ في دِمَنِ الدِيارِ كَأَنَّني
نَشوانُ باكِرَةٌ صَبوحُ مُدامِ

أُنُفٍ كَلَونِ دَمِ الغَزالِ مُعَتَّقٍ
مِن خَمرِ عانَةَ أَو كُرومِ شَبامِ

وَكَأَنَّ شارِبَها أَصابَ لِسانَهُ
مومٌ يُخالِطُ جِسمَهُ بِسَقامِ

وَمُجِدَّةٌ نَسَّأتُها فَتَكَمَّشَت
رَتْكَ النَعامَةِ في طَريقٍ حامِ

تَخدي عَلى العِلّاتِ سامٍ رَأسُها
رَوعاءَ مَنسِمُها رَثيمٌ دامِ

جالَت لِتَصرَعَني فَقُلتُ لَها اِقصِري
إِنّي اِمرُؤٌ صَرعي عَلَيكِ حَرامِ

فَجُزِيتِ خَيرَ جَزاءِ ناقَةِ واحِدٍ
وَرَجَعتِ سالِمَةَ القَرا بِسَلامِ

وَكَأَنَّما بَدرٌ وَصيلُ كَتيفَةٍ
وَكَأَنَّما مِن عاقِلٍ أَرمامِ

أَبلِغ سُبَيعاً إِن عَرَضتَ رِسالَةً
أَنّي كَهَمِّكَ إِن عَشَوتَ أَمامي

أَقصِر إِلَيكَ مِنَ الوَعيدِ فَإِنَّني
مِمّا أُلاقي لا أَشُدُّ حِزامي

وَأَنا المُنَبَّهُ بَعدَما قَد نُوِّموا
وَأَنا المُعالِنُ صَفحَةَ النُوّامِ

وَأَنا الَّذي عَرَفَت مَعَدٌ فَضلَهُ
وَنُشِدتُ عَن حُجرِ اِبنِ أُمِّ قَطامِ

وَأُنازِلُ البَطَلَ الكَريهَ نِزالُهُ
وَإِذا أُناضِلُ لا تَطيشُ سِهامي

خالي اِبنُ كَبشَةَ قَد عَلِمتَ مَكانَهُ
وَأَبو يَزيدَ وَرَهطُهُ أَعمامي

وَإِذا أُذيتَ بِبَلدَةٍ وَدَّعتَها
وَلا أُقيمُ بِغَيرِ دارِ مُقامِ



امرؤ القيس

الحمدان
09-20-2023, 02:41 PM
يامن عرفتَ مُحمداً بكمالـهِ
وجلالـهِ وخصالـهِ وجمالـهِ

املأ مكانكَ والزمانَ مُصليًـا
ومُسلمًـا دومًـا عليهِ وآلهِ

الحمدان
09-20-2023, 02:50 PM
صباح الخير إنَّ الصبح نورُ
وأذكارٌ تطيب بها الصدورُ

وبشرى توقظ النجوى فتغدو
من الرضوانِ في فلَكٍ تدورُ

الحمدان
09-20-2023, 02:50 PM
تولّتْ تولّي التاركِ المتجنّبِ
‏وما نلتُ منها غيرَ وجهِ التغضّبِ

‏وما نلتُ منها الحبّ كلّا ولا القِلى
‏لأنفيَ عنّي موقفَ المتذبذبِ

‏فمن يكُ مثلي تائهَ القلبِ ينقطعْ
‏به العيشُ في حالٍ غريب مركّبِ

الحمدان
09-20-2023, 02:51 PM
سرابُكِ بين اوردتي يَجولُ
فَبي عَطَشُ المتاهةِ يا بتولُا

راكِ فـأغتَدي كُلي عيوناً
وألسنةً ولكن لا تقولُ

وفي رئتيَّ الف جَناحِ شوقٍ
يَطيرُ بريشها قلقٌ خجولُفلا

انا مفصِحٌ عَمّا اُعاني
ولا وجعي على صمتي يَزولُ


عبدالرزاق عبدالواحد

الحمدان
09-20-2023, 02:55 PM
بكَ أستجيرُ ومن يُجير سواك
فأجِر ضعيفاً يحتمي بحِماكا

إني ضعيف أستعينُ على قوى
ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا

دنياي غرَّتني وعفوك غرَّني
ما حيلتي في هذه أو ذاكا

الحمدان
09-21-2023, 12:48 PM
فَلِلّهِ ساعٍ بِالمَظالِمِ بَعدَها
يَرى كَيفَ يَأتي الظالِمونَ وَيَسمَعُ

سَعى لِبَني عَبسٍ بِغَدوَةِ داحِسٍ
عَلى آلِ بَدرٍ وَالرِماحُ تَزَعزَعُ

وَرَهطُ كُلَيبٍ قَد جَزاهُم بظُلمِهِم
بِبَطنِ شُبَيثٍ إِذ يَنوءُ وَيُصرَعُ


عمرو بن الأهتم

الحمدان
09-21-2023, 03:22 PM
ديارٌ أَقفَرَت من أُمِّ سلمى
بها دَعسُ المُعَزَّبِ والمُراحِ

وقفتُ بها فناداني صِحابي
أَغالبكَ الهوى أم أنت صاحي

وكم من فِتيَةٍ أبناءِ حربٍ
على جُردٍ ضَوَامِرَ كالقِداحِ

صَبَحتُ بهم بيوتَ بني زيادٍ
وجُردُ الخيل تَعثُرُ بالرِّماحِ

بساهمةٍ خُضِبنَ بجادياتٍ
سَوابقُهُنَّ كالحِدَأ الشِحاحِ

وَصَفٍّ ما تَسَايَرُ حُجرتاهُ
تُبَشِّرُهُ الأَشائم بالشِّياحِ

شَهِدتُ طِرادَهُ بأَقَبَّ نَهدٍ
كَتيسِ الرَّبلِ مُعتدلٍ وَقَاحِ

يقولُ له الفوارسُ إذ رَأَوهُ
نَرى مَسَداً أُمِرَّ على رماحِ

إذا قاموا إليه لِيُلجِموهُ
تَمَطَّى فوقَ أعمدةٍ صِحاحِ

إذا وَرَّعتَ من لَحيَيهِ شيئاً
سَمَا مُتَقاذِف التقريبِ طاحي

إذا ما الركضُ أسهَلَ جانبَيهِ
تَهَزَّمَ رعدُ مُبتَرِكٍ جُلاحِ

فلم نقتل شِرارَهُمُ ولكن
قَتَلنا الصالحين ذوي السِّلاحِ

قتلنا مُطعِمَ الأَضيافِ منهم
وَأَصحابَ الكريهةِ والصباحِ

فأثكلنا الحَلِيلَةَ من بَنِيها
وخَلَّينا الخَرِيدَةَ للنكاحِ


عمرو بن معد يكرب

الحمدان
09-21-2023, 03:22 PM
ليس الجمالُ بمئزرٍ
فاعلم وإن رُدِّيتَ بُردا

إِنّ الجمالَ معادنٌ
وَمَنَاقبٌ أَورَثنَ مَجدا

أَعددتُ للحَدَثانِ سا
بغةً وَعَدَّاءً عَلَندى

نَهداً وذا شُطَبٍ يَقُدُّ
البَيضَ والأبدانَ قَدَّا

وعلمتُ أنّي يومَ ذا
كَ مُنازِلٌ كعباً وَنَهدا

قومٌ إذا لَبِسُوا الحدي
دَ تَنَمَّرُوا حَلَقا وقِدَّا

كلُّ امرئٍ يجري إلى
يوم الهِياجِ بما استعَدَّا

لمّا رأيتُ نساءَنا
يَفحَصنَ بالمَعزاءِ شَدَّا

وَبَدَت لَمِيسُ كَأَنَّها
بَدرُ السماءِ إذا تَبَدَّى

وَبَدَت محاسِنُها التي
تَخفَى وكان الأمرُ جِدَّا

نازلتُ كَبشَهُمُ ولم
أرَ من نِزالِ الكبش بُدَّا

هم يَنذُرونَ دمي وأن
ذُرُ إِن لقيتُ بأن أَشُدَّا

كم من أخٍ ليَ صالحٍ
بَوّأتُهُ بيدَيَّ لَحدا

ما إِن جَزِعتُ ولا هَلِع
تُ ولا يَرُدُّ بُكايَ زَندا

أَلبستُهُ أَثوابَه
وخُلقتُ يومَ خُلِقتُ جَلدا

أُغني غَنَاء الذاهبينَ
أُعَدُّ للأَعداءِ عَدَّا

ذَهَبَ الذين أُحِبُّهم
وبقيتُ مثلَ السيفِ فَردا



عمرو بن معد يكرب

الحمدان
09-22-2023, 12:38 AM
أَلَم تَسأَلِ الدارَ القَديمَةَ هَل لَها
بِأُمِّ حُسَينٍ بَعدَ عَهدِكَ مِن عَهدِ

سَلي الركبَ هَل عُجنا لِمَغناكِ مَرَّةً
صُدورَ المَطايا وَهيَ موقَرَةٌ تَخدي

وَهَل فاضَتِ العَينُ الشَروقُ بِمائِها
مِن اجلِكِ حَتّى اِخضَلَّ مِن دَمعِها بَردي

وَإِنّي لَأَستَجري لَكِ الطَيرَ جاهِداً
لَتَجري بِيُمنٍ مِن لِقائِكِ أَو سَعدِ

وَإِنّي لَأَستَبكي إِذا الركبُ غَرَّدوا
بِذِكراكِ أَن يَحيا بِكِ الركبُ إِذ يَحدي

فَهَل تَجزِيَنّي أُمُّ عَمروٍ بِودِّها
فَإِنَّ الَّذي أُخفي بِها فَوقَ ما أُبدي

وَكُلُّ مُحِبٍّ لَم يَزِد فَوقَ جُهدِهِ
وَقَد زِدتُها في الحُبِّ مِنّي عَلى الجُهدِ

إِذا ما دَنَت زِدتُ اِشتِياقاً وَإِن نَأَت
جَزِعتُ لِنَأيِ الدارِ مِنها وَلِلبُعدِ

أَبى القَلبُ إِلّا حُبَّ بَثنَةَ لَم يُرِد
سِواها وَحُبَّ القَلبِ بَثنَةَ لا يُجدي

تَعَلَّقَ روحي روحَها قَبلَ خَلقِنا
وَمِن بَعدِ ما كُنّا نِطافاً وَفي المَهدِ

فَزادَ كَما زدنا فَأَصبَحَ نامِياً
وَلَيسَ إِذا متنا بِمُنتَقَضِ العَهدِ

وَلَكِنَّهُ باقٍ عَلى كُلِّ حالَةٍ
وَزائِرُنا في ظُلمَةِ القَبرِ وَاللحدِ

وَما وَجَدَت وَجدي بِها أُمُّ واحِدٍ
وَلا وَجَدَ النَهدِيُّ وَجدي عَلى هِندِ

وَلا وَجَدَ العُذرِيُّ عُروَةُ إِذ قَضى
كَوَجدي وَلا مَن كانَ قَبلي وَلا بَعدي

عَلى أَنَّ مَن قَد ماتَ صادَفَ راحَةً
وَما لِفُؤادي مِن رَواحٍ وَلا رُشدِ

يَكادُ فَضيضُ الماءِ يَخدِشُ جلدها
إِذا اِغتَسَلَت بِالماءِ مِن رِقَّةِ الجِلدِ

وَإِنّي لَمُشتاقٌ إِلى ريحِ جَيبِها
كَما اِشتاقَ إِدريسٌ إِلى جَنَّةِ الخُلدِ

لَقَد لامَني فيها أَخٌ ذو قَرابَةٍ
حَبيبٌ إِلَيهِ في مَلامَتِهِ رُشدي

وَقالَ أَفِق حَتّى مَتى أَنتَ هائِمٌ
بِبَثنَةَ فيها قَد تُعيدُ وَقَد تُبدي

فَقُلتُ لَهُ فيها قَضى اللَهُ ما تَرى
عَليَّ وَهَل فيما قَضى اللَهُ مِن رَدِّ

فَإِن كانَ رُشداً حُبُّها أَو غِوايَةً
فَقَد جِئتُهُ ما كانَ مِنّي عَلى عَمدِ

لَقَد لَجَّ ميثاقٌ مِنَ اللَهِ بَينَنا
وَلَيسَ لِمَن لَم يوفِ لِلَّهِ مِن عَهدِ

فَلا وَأَبيها الخَير ما خُنتُ عَهدَها
وَلا لِيَ عِلمٌ بِالَّذي فَعَلَت بَعدي

وَما زادَها الواشونَ إِلّا كَرامَةً
عَلَيَّ وَما زالَت مَوَدَّتُها عِندي

أَفي الناسِ أَمثالي أَحَبَّ فَحالُهُم
كَحالي أَم اَحبَبتُ مِن بَينِهِم وَحدي

وَهَل هَكَذا يَلقى المُحِبّونَ مِثلَ ما
لَقيتُ بِها أَم لَم يَجِد أَحَدٌ وَجدي

يَغورُ إِذا غارَت فُؤادي وَإِن تَكُن
بِنَجدٍ يَهِم مِنّي الفُؤادُ إِلى نَجدِ

أَتَيتُ بَني سَعدٍ صَحيحاً مُسَلَّماً
وَكانَ سَقامَ القَلبِ حُبُّ بَني سَعدِ



جميل بثينة

الحمدان
09-22-2023, 12:39 AM
أَلا لَيتَ رَيعانَ الشَبابِ جَديدُ
وَدَهراً تَوَلّى يا بُثَينَ يَعودُ

فَنَبقى كَما كُنّا نَكونُ وَأَنتُمُ
قَريبٌ وَإِذ ما تَبذُلينَ زَهيدُ

وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها
وَقَد قُرِّبَت نَضوي أَمِصرَ تُريدُ

وَلا قَولَها لَولا العُيونُ الَّتي تَرى
لَزُرتُكَ فَاِعذُرني فَدَتكَ جُدودُ

خَليلَيَّ ما أَلقى مِنَ الوَجدِ باطِنٌ
وَدَمعي بِما أُخفي الغَداةَ شَهيدُ

أَلا قَد أَرى وَاللَهِ أَن رُبَّ عُبرَةٍ
إِذا الدار شَطَّت بَينَنا سَتَزيدُ

إِذا قُلتُ ما بي يا بُثَينَةُ قاتِلي
مِنَ الحُبِّ قالَت ثابِتٌ وَيَزيدُ

وَإِن قُلتُ رُدّي بَعضَ عَقلي أَعِش بِهِ
تَوَلَّت وَقالَت ذاكَ مِنكَ بَعيدُ

فَلا أَنا مَردودٌ بِما جِئتُ طالِباً
وَلا حُبُّها فيما يَبيدُ يَبيدُ

جَزَتْكِ الجَوازي يا بُثَينَ سَلامَةً
إِذا ما خَليلٌ بانَ وَهُوَ حَميدُ

وَقُلْتُ لَها بَيني وَبَينَكِ فَاِعلَمي
مِنَ اللَهِ ميثاقٌ لَهُ وَعُهودُ

وَقَد كانَ حُبّيكُم طَريفاً وَتالِداً
وَما الحُبُّ إِلّا طارِفٌ وَتَليدُ

وَإِنَّ عَروضَ الوَصلِ بَيني وَبَينَها
وَإِن سَهَّلَتهُ بِالمُنى لَكَؤودُ

وَأَفنَيتُ عُمري بِاِنتِظارِيَ وَعدَها
وَأَبلَيتُ فيها الدَهرَ وَهوَ جَديدُ

فَلَيتَ وُشاةَ الناسِ بَيني وَبَينَها
يَدوفُ لَهُم سُمّاً طَماطِمُ سودُ

وَلَيتَهُمُ في كُلِّ ممسىً وَشارِقٍ
تُضاعفُ أَكبالٌ لَهُم وَقُيودُ

وَيَحسَبُ نِسوانٌ مِنَ الجَهلِ أَنَّني
إِذا جِئتُ إِيّاهُنَّ كُنتُ أُريدُ

فَأَقسِمُ طَرفي بَينَهُنَّ فَيَستَوي
وَفي الصَدرِ بَونٌ بَينَهُنَّ بَعيدُ

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً
بِوادي القُرى إِنّي إِذَن لَسَعيدُ

وَهَل أَهبِطَن أَرضاً تَظَلُّ رِياحُها
لَها بِالثَنايا القاوِياتِ وَئيدُ

وَهَل أَلقَيَن سُعدى مِنَ الدَهرِ مَرَّةً
وَما رَثَّ مِن حَبلِ الصَفاءِ جَديدُ

وَقَد تَلتَقي الأَشتاتُ بَعدَ تَفَرُّقٍ
وَقَد تُدرَكُ الحاجاتُ وَهيَ بَعيدُ

وَهَل أَزجُرَن حَرفاً عَلاةً شِمِلَّةً
بِخَرقٍ تُباريها سواهِمُ قودُ

عَلى ظَهرِ مَرهوبٍ كَأَنَّ نَشوزَهُ
إِذا جازَ هُلّاكُ الطَريقِ رُقودُ

سَبَتني بِعَينَي جُؤذُرٍ وَسطَ رَبرَبٍ
وَصَدرٌ كَفاثورِ اللُجَينِ وَجيدُ

تَزيفُ كَما زافَت إِلى سَلِفاتِها
مُباهِيَةٌ طَيَّ الوِشاحِ مَيودُ

إِذا جِئتُها يَوماً مِنَ الدَهرِ زائِراً
تَعَرَّضَ مَنفوضُ اليَدَينِ صَدودُ

يَصُدّ وَيُغضي عَن هَوايَ وَيَجتَني
ذَنوباً عَلَيها إِنَّهُ لَعَنودُ

فَأَصرِمُها خَوفاً كَأَنّي مُجانِبٌ
وَيَغفلُ عَنّا مَرَّةً فَنَعودُ

وَمَن يُعطَ في الدُنيا قَريناً كَمِثلِها
فَذَلِكَ في عَيشِ الحَياةِ رَشيدُ

يَموتُ الهَوى مِنّي إِذا ما لَقيتُها
وَيَحيا إِذا فارَقتُها فَيَعودُ

يَقولونَ جاهِد يا جَميلُ بِغَزوَةٍ
وَأَيَّ جِهادٍ غَيرُهُنَّ أُريدُ

لِكُلِّ حَديثٍ بَينَهُنَّ بَشاشَةٌ
وَكُلُّ قَتيلٍ عِندَهُنَّ شَهيدُ

وَأَحسَنُ أَيّامي وَأَبهَجُ عيشَتي
إِذا هيجَ بي يَوماً وَهُنَّ قُعودُ

تَذَكَّرتُ لَيلى فَالفُؤادُ عَميدُ
وَشَطَّت نَواها فَالمَزارُ بَعيدُ

عَلِقتُ الهَوى مِنها وَليداً فَلَم يَزَل
إِلى اليَومِ يَنمي حُبُّها وَيَزيدُ

فَما ذُكِرَ الخلّانُ إِلّا ذَكَرتُها
وَلا البُخلُ إِلّا قُلتُ سَوفَ تَجودُ

إِذا فَكَّرَت قالَت قَدِ اِدرَكتُ وُدَّهُ
وَما ضَرَّني بُخلي فَكَيفَ أَجودُ

فَلَو تُكشَفُ الأَحشاءُ صودِفَ تَحتُها
لبَثنَةَ حُبٌّ طارِفٌ وَتَليدُ

أَلَم تَعلَمي يا أُمَّ ذي الوَدعِ أَنَّني
أُضاحِكُ ذِكراكُم وَأَنتِ صَلودُ

فَهَل أَلقَيَن فَرداً بُثَينَةَ لَيلَةً
تَجودُ لَنا مِن وُدِّها وَنَجودُ

وَمَن كانَ في حُبّي بُثَينَةَ يَمتَري
فَبَرقاءُ ذي ضالٍ عَلَيَّ شَهيدُ



جميل بثينة