هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

يا غَايةَ القَصدِ والغَاياتُ مُتعَبةٌ
باللهِ ليني فَقلبي مُثقَلٌ كَلِفُ

.....

[الحمدان]

إلهي كيف أُخفي ما بقلبي
‏وأنت إليَّ أقربُ مِن ورِيدِي

‏مَدَدتُ يدِي إليك فلا تكِلنِي
‏لغَيرِكَ مِن قَريبٍ أو بعِيدِ

.....

[الحمدان]

ماذا تفيدُ دموعُ الحزنِ تذرفها
‏أيُرجِعُ الدمعُ ما أودى بهِ القدرُ

.....

[الحمدان]

واتّقِ اللهَ فَتقوى اللهِ ما
جاوَرَت قلبَ امرئٍ إلّا وَصَل

ليسَ من يقطعُ طُرْقًا بطلًا
إنّما من يَتّقي الله البطَل

ابن الوردي

[الحمدان]

‏يا ربّ جئتُكَ والأحمالُ مُرهِقَةٌ
أمشي إليكَ من التقصيرِ في خَجَلِ

إنْ قدَّمَ النّاسُ طاعاتٍ لربِّهِمُ
قدَّمتُ لله ما ألقاهُ من وَجَلِ

.....

[الحمدان]

تُكلفنُي الأيامُ صبرًا ولم أكن
جسورًا على الأيامِ بل أتجاسرُ

.....

[الحمدان]

يسألني الدُّعاء وليسَ يدري
بأنّني أبتدِئ فيه دعائي

.....

[الحمدان]

يَا رَبُّ وَالقَلبُ الضَّعِيفُ يُكِنُّهُ
صَدرٌ يَكادُ بمَا بِهِ يَتَكَلَّمُ

مَاذَا أقُولُ بأيِّ شَيءٍ أبتَدِي
حَسبِي بأنَّكَ يَا إلهِي تَعلَمُ

.....

[الحمدان]

أعلّل النّفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيشَ لولا فُسحة الأملِ

.....

[الحمدان]

وما لي غيرُ بابِ الله بابٌ
ولا مولًى سواه ولا حبيبُ

.....

[الحمدان]

‏كأنما الفجرُ مبعوثٌ يُنَبّئنا
أن الشدائد يأتي بعدها الفرجُ

.....

[الحمدان]

أريد مِن الدُّنيا ثلاثًا وإنَّها
لغاية مطلوبٍ لمَن هو طالبُ

تلاوة قرآنٍ ونفسٌ عفيفةٌ
وإكثار أعمالٍ عليها أواظبُ

أبو حيَّان الأندلسيّ

[الحمدان]

إن عِشتَ تُفجعُ في الأحبةِ كلهم
وبقاءُ نفسك لا أبا لك أَفجَعُ

.....

[الحمدان]

وكانت في حياتِكَ لي عِظاتٌ
وأنتَ اليومَ أوعَظُ مِنكَ حيّا

.....

[الحمدان]

و إنْ فرقتنا دروبُ الأمانِي
فقد نلتقِي صدفةً فِي قصِيدة

فَاروق جُويدة

[الحمدان]

‏ربَّاه غَيثًا مِنكَ يغسِلُ أدمُعِي
ويُذِيب همًّا قَد أطالَ بأضلُعِي

.....

[الحمدان]

ذُنُوبي كَثيرةٌ ما أُطيقُ احتمالَها
وَعَفوكَ عَن ذَنبي أجَلُّ وأكبَرُ

.....

[الحمدان]

أنت العليمُ بمَا في القلبِ منْ وجعٍ
أنتَ الرَّحيمُ بضعفٍ لستُ أقوَاه

.....

[الحمدان]

‏فَيا رَبِّ هَب لي مِنكَ حِلماً فَإِنَّني
أَرى الحِلمَ لَم يَندَم عَلَيهِ حَليمُ

ابو العتاهية

[الحمدان]

أستغفرُ الله مِن ذَنبي ومن سَرَفي
إني وإن كنتَ مَستورًا لخطَّاءُ

أبو العتاهية

[الحمدان]

يا من خزائنُ مُلكِهِ في قَول كُن
اُمنُن فإنّ الخيرَ عِندكَ أجمعُ

.....

[الحمدان]

إلهِي لَسْتُ لِلْفِرْدَوْسِ أهلاً
ولاَ أقْوَي عَلَي النَّارِ الْجَحِيْمِ

فَهَبْ لِي تَوْبَةً وَاغْفِرْ ذُنُوْبِي
فَإنَّكَ غَافِرُ الذَنْبِ الْعَظِيْمِ

وَعَامِّلْنِي مُعامَلةً الْكَرِيْمِ
وَثَبِّتْنِي عَلَي النَّهْج الْقَوِيْمِ

يارب

[الحمدان]

قصدتُكَ مِن كُلِّ الجهاتِ مُناديًا
أجِرني مِن القيدِ الذي شَدَّ مِعصمي

أعِدني لنفسِي كم تغربتُ حائرًا
أحِن لضوءٍ في سماءك مُنعمي

.....

[الحمدان]

وَحِيدٌ مِنَ الْخلَّان في أَرْضِ غُرْبَة
أَلاَ كُلُّ مَنْ يَبْغِي الْوَفَاءَ وَحِيدُ

.....

[الحمدان]

آياتُ حُبِّكَ في فؤادي أُحكِمَت
‏مَن قالَ أنّي عَن هواكَ أتوبُ

.....

[الحمدان]

واللهُ أَرحَمُ بِالفَتى مِن نَفسِهِ
فَاِعمَل فَما كُلِّفتَ ما لَم تَستَطِع

.....

[الحمدان]

قَلبٌ أُسَكِّنُهُ إِذَا جَمَحَ الهَوَى
فَيَطِيرُ نَحوَك أو يَكَادُ يَطِيرُ

بشار بن برد

[الحمدان]

‏صعبٌ عليّ الليلُ دونَكَ والنوى
‏والعمرُ بعدكَ دونَ وجهكَ أصعبُ

.....

[الحمدان]

وكيفَ أنساهُ والذكرى تُؤرّقُني
‏وطيفُهُ في وُجوهِ الناسِ ألقَاهُ

‏أنسى الحياة وأنسى كُل مافيهَا
‏منَ المباهِجِ لكنْ لستُ أَنساهُ

.....

[الحمدان]

حلَّت بُثينَةُ مِن قلبِي بِمَنزلةٍ
بينَ الجَوانِحِ لم يَنزِل بِها أحَدُ

جميل بثينة

[الحمدان]

وأعذبُ الوصلِ وصلٌ كنتَ تحسبُه
من المحالِ فأضحى صدفةً قَدَرَا

.....

[الحمدان]

أخي هل تُراك سئمتَ الكِفاح
وألقيتَ عن كاهليك السلاح

فمن للضحايا يواسي الجِراح
ويرفع راياتها من جديد

.....

[الحمدان]

فَرْطُ السّكوتِ على فَرطِ الأذى سَقَمُ
قد يسكتُ الجُرحُ لكنْ يَنطقُ الألمُ

.....

[الحمدان]

إِنَّ النِّساءَ حَسَدنَ وَجهَكِ حُسنَهُ
حُسنُ الوُجُوهِ لِحُسنِ وَجهِكِ ساجِدُ

العباس بن الأحنف

[الحمدان]

أوما ترى ماحلّ في وطني وما
حيل الصباح به كئيباً كالمساء

أوما ترى أشلاء أمّتي التي
بها طرّز التاريخ حلّاً واكتسى

انظر إلى أعلامهم هذا هنا
وكذا هنا والكلّ بات منكّسا

أهُمُ غثاءٌ ذاك قول نبينا
أم أنه ليل التخاذل عسعسا

.....

[الحمدان]

غازلتُها فازدادَ شِعْرِي رِقّةً
‏وتوجّهت كُلُّ القصائدِ نَحْوَها

‏عربيةٌ زانَ القصيدُ بِذِكْرها
‏فكأنها وزنُ البيوتِ ونَحْوُها

.....

[الحمدان]

أكرمْ بخلقِ نبيٍّ زانهُ خُلُقٌ
بالحُسْنِ مُشْتَمِلٍ بالبِشْرِ مُتَّسِمِ

كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبَدْرِ في شَرَفٍ
والبَحْر في كَرَمٍ والدهْرِ في هِمَمِ
ﷺ

[الحمدان]

نموت كي يحيا الوطن
‏يحيا لمن
‏نحن الوطن
‏إن لم يكن بنا كريمًا آمنًا
‏ولم يكن محترمًا
‏ولم يكن حُرًا
‏فلا عشنا .. ولا عاش الوطن

أحمد مطر

[الحمدان]

رَأَيتُ الحُرَّ يَجتَنِبُ المَخازي
وَيَحميهِ عَنِ الغَدرِ الوَفاءُ

أبو تمام

[الحمدان]

اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً
يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ

فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً
وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الرُّمْحِ مُخْتَضِبُ

إنْ سل صارمهُ سالتَ مضاربهُ
وأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُبُ

.....

[الحمدان]

لا فَرَّقَ اللهُ بَعدَ القُربِ جَمعتَنا
لا قَرَّبَ اللهُ يَومًا فِيهِ ترتَحِلُ

.....

[الحمدان]

سلمت يداكِ أصبتِني بسهامكِ
‏وجعلت قلبي في شراك يديكِ

‏قد كنت طفلاً لا أفكر في الهوى
‏حتى قرأتُ الحـبَ في عينيكِ

.....

[الحمدان]

أَحسَنَ اللَهُ بِنا أَنْ
الخَطايا لا تَفوحُ

فَإِذا المَستورُ مِنّا
بَينَ ثَوبَيهِ فُضوحُ

أبو العتاهية

[الحمدان]

اليومَ أُعلنُ أنَّ البُعدَ منتصرٌ
‏على الوفاءِ وأنّ الشوقَ قد بَرُدا

.....

[الحمدان]

فديتُكِ إنَّ الشوق لي مُذ هجرتِني
مُميتٌ فهل لي من وِصالِكِ باعِثٌ

ابن زيدون

[الحمدان]

يا راحلًا وجميلُ الصَّبرِ يَتبَعهُ
هَلْ مِن سبيلٍ إلى لُقياكَ يَتَّفِقُ

ابن الفارض

[الحمدان]

وتراهُ يصمِتُ كي يُواريَ حُبَّهُ
‏وبقدر ما تُخفَى المحبَّةُ تُعلَمُ

‏عبثًا يخبِّئُ سِرَّهُ في صَمتِهِ
‏من قالَ أن الصمتَ لا يتكلَّمُ

.....

[الحمدان]

‏ما كلُ ما تهواهُ خيرٌ دائمًا
إنْ فاتَ لا تأسفْ ولا تتندمِ

مهما يكنْ فاللهُ أرحمُ راحمٍ
وأحاطَ علمًا بالذي لم تعلمِ

محمد الدامغ

[الحمدان]

أنا لا أختارُ تقبيلَ يدٍ
قطعُها أجملُ من تلكَ القُبَل

ابن الوردي

[الحمدان]

مَا غَابَ عنِّي وَكلُّ النَّاسِ غائبةٌ
‏منْ يَسكُنِ القلبَ يبقى دائمًا فيهِ

.....

[الحمدان]

طمئِنْ فؤادكَ فالأقدارُ حانِيَةٌ
وفي الحياةِ سرورٌ يعقُبُ الألَمَا

.....

[الحمدان]

رُوحي هُناك وهَيكَلي يمشي هُنا
‏يا حبّذا لو يلتقي النِصفانِ

.....

[الحمدان]

نحنُ ما كنّا قُساة
لكِنِ الآمالُ خابتْ
فانحرفنا
عشَّمَتنا الأرضُ إذ كنّا صغارًا
كي بها نُفني ونَفنى
جهلُنا ما كانَ ذنبًا
ذنبُنا أنـَّا عرَفنا

حذيفة العرجي

[الحمدان]

من يقنعُ العقلَ أن الليلَ مرقدُه
‏لا مُوطِنَ الفكرِ والتذكارُ والألمُ

.....

[الحمدان]

لستَ الملوم أنا الملومُ لأنني
‏أنزلتُ امالي بغير الخالِق

المتنبي

[الحمدان]

‏وَداعا ما أردت لكَ الوَداعا
‏ولكنْ كانَ لي أملٌ فضاعا

‏الجواهري

[الحمدان]

وَلَكِنَّهُم ظَنّوا التَجَلُّدَ سلوَةً
وَما عَلِموا ما في الفُؤادِ مِنَ الكَربِ

صفي الدين الحلي

[الحمدان]

لعمرك ما كل انكسار له جبر
‏ولا كل سّر يستطاع به الجهر
‏
معروف الرصافي

[الحمدان]

رأيتُ بحلميَ أنّا التقينا
مُصادفةً حُلوةً في الزّحامْ

حديثٌ قصيرٌ جرى بيننا
سؤالٌ عنِ الحالِ ثمّ سلامْ

وأمّا العيونُ فقالت كثيرًا
وأزْهرَ قلبي لوقعِ الكلامْ

فليت اللقاء يكونُ يقينًا
وليت الفراق حديثُ المنامْ

.....

[الحمدان]

لقَدْ أمَّلتني أمَلاً كبيرا
وكدتُ لفرحتي مِنْ أنْ أطيرا

بصدِّك صار نَيلي الأمر َصعباً
وكان قُبَيْلَ بالوعدِ اليَسيرا

كَدَلْوِ ظامِئٍٍ في البئْر يُلقى
ولكنَّ الرِّشاءَ أتى قصِيرا

وقد يتَّمْتَ في نفسِي شعوراً
كمَوتٍ يتَّمَ الطِّفلَ الصغيرا

.....

[الحمدان]

ما كان البعد زهداً بيننا
وكيف أزهد فيكَ وأنتَ أنا

ولكنها الأقدار خطت أمرنا
فضاق على وسع الزمان لقاؤنا

.....

[الحمدان]

كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت
فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ

الخنساء

[الحمدان]

أَلَم أَلزَمِ الصَبرَ كَيما أَخِفَّ
أَلَم أُكثِرِ الهَجرَ كَي لا أُمَلّ

أَلَم أَرضَ مِنكِ بِغَيرِ الرِضى
وَأُبدي السُرورَ بِما لَم أَنَل

أَلَم أَغتَفِر موبِقاتِ الذُنوبِ
عَمداً أَتَيتِ بِها أَم زَلَل

ابن زيدون

[الحمدان]

وصبرًا فالأمانِي مقبلات
‏تكادُ تكونُ عن قُرب تكادُ

‏أليس الفجر يخْرُج من ظَلام
‏ونورُ الصُّبح يسبقُهُ السَّوادُ

.....

[الحمدان]

اللهُ يَعلَمُ لم تَغِبْ عن خاطري
‏كيف الغيابُ وأنتَ بينَ الأضلُعِ

‏أينَ الْتفَتُّ رأيتُ طَيْفَكَ مالئاً
‏عينَيَّ يا كُلَّ الجهاتِ الأَربَعِ

‏ومِنَ العجائبِ أن أُفتش عنك في
‏كُلِّ الجهاتِ وأنتَ يا كُلّي مَعي

.....

[الحمدان]

ماذا عَلَيَّ إذا أَتَيتُ لِأَسأَلَكْ
‏وشَكَوتُ قَلبًا بَعد هَجرِكَ قَد هَلَكْ

‏مَن يُقنِعُ الآمالَ أنَّكَ لستَ لي
‏أو يُقنِعُ الآلامَ أنِّي لستُ لَكْ

.....

[الحمدان]

ماكانَ هجرًا ولا كْبرًا ولا أذى
‏أستغفرُ الله هل أقوى فأوذيكَ

‏كانت ظروفاً ثِقالًا لو علِمتَ بها
‏تبكي عليّ كما أبكي وأُبكيكَ

.....

[الحمدان]

لست أنساك وقد ناديتني
بفمٍ عذبِ المناداة رقيق

ويد تمتد نحوي كيدٍ
من خلال الموج مُدّت لغريق

آه يا قِبلة أقدامي إذا
شكت الأقدام أشواك الطريق

.....

[الحمدان]

تَراهُ باكيًا أبدًا حَزينا
مَخافةَ فُرقةٍ أو لاشتياقِ

فيبكي إن نأوا شوقًا إليهم
ويبكي إن دنَوا خوفَ الفراقِ

.....

[الحمدان]

ما مرّ ذِكرُكَ إلا وابتسمتُ لهُ
كأنكَ العيد والباقون أيّامُ

أو حَامَ طيفُكَ إلا طِرتُ أتبعُهُ
أنتَ الحقيقةُ والجلّاسُ أوهامُ

.....

[الحمدان]

غَنَّاهُ الأَمْسُ وأَطْرَبَهُ
وشَجَاهُ اليومُ فَما غَدُهُ

قَدْ كانَ لهُ قلبٌ كالطِّفْلِ
يدُ الأَحلامِ تُهَدْهِدُهُ

.....

[الحمدان]

ويمنعني الحياء برغم أنّي
‏أكاد أموت من شوقي إليهِ

‏أقول له أتيت لأطمئنّ
‏ويدري الله لاخوفٌ عليه

‏ولكني أتيت لضعف قلبٍ
‏تباكى لهفةً ارفق عليه

.....

[الحمدان]

‏هامَت بِك العَينُ لم تَتبَعْ سِواك هوًى
‏مَن عَلَّمَ البينَ أنَّ القلبَ يهواك

‏الشريف الرضي

[الحمدان]

بادٍ هَواكَ صَبَرتَ أَم لَم تَصبِرا
وَبُكاكَ إِن لَم يَجرِ دَمعُكَ أَو جَرى

كَم غَرَّ صَبرُكَ وَاِبتِسامُكَ صاحِباً
لَمّا رَآكَ وَفي الحَشى مالا يُرى

.....

[الحمدان]

بِنَفسِيَ مَن أَشتَكي حُبَّهُ
وَمَن إِن شَكا الحُبَّ لَم يَكذِبِ

وَمَن إِن تَسَخَّطَ أَعتَبتُهُ
وَإِن يَرَني ساخِطاً يُعتِبِ

وَمَن لا أُبالي رِضا غَيرِهِ
إِذا هُوَ سُرَّ وَلَم يَغضَبِ

وَمَن لا يُطيعُ بِنا أَهلَهُ
وَمَن قَد عَصَيتُ لَهُ أَقرَبي

وَمَن لَو نَهانِيَ مِن حُبِّهِ
عَنِ الماءِ عَطشانَ لَم أَشرَبِ

وَمَن لا سِلاحَ لَهُ يُتَّقى
وَإِن هُوَ نوزِلَ لَم يُغلَبِ

عمر بن ابي ربيعة

[الحمدان]

‏تبكي الجيادُ إذا ترجَّل فارسٌ
ومن الصهيل توجّعٌ وَعَذابُ

د. غازي القصيبي

[الحمدان]

سمَّيتُ غيركَ محبوبي مُغالطةً
لمعشرٍ فيك قد فاهوا بما فاهوا

أقولُ زيدٌ وزيدٌ لستُ أعرفهُ
وإنما هو لفظٌ أنت معناهُ

البهاء زهير

[الحمدان]

يُداعِبُ الرُّوحَ في الأحلامِ أحبابُ
غابُوا عنِ العينِ لكن قَطُّ ما غابُوا

يشتاقُ قلبي إلى لُقياهُمُ دومًا
والشَّوقُ دومًا إلى الأحبابِ غَلاّبُ

.....

[الحمدان]

سكنتَ بداخلي حُبًا وطَوعًا
‏وكنتَ الشمسَ في نجمِ البريّة

‏يـرونـكَ واحـدًا وأراكَ جـمـعًـا
‏إذا تـأتـي كـفـيـتَ عن البقـيّة

.....

[الحمدان]

في مثل هذا اليومِ من أعوامِ
وُلدت معي مُدنٌ مِنَ الأحلام

في عَالمٍ ما فيهِ أيَّةُ فرصةٍ
للحالمينَ سوى الرؤى بمَنامِ

حذيفة العرجي

[الحمدان]

سارٍ هَوَاك بِمُهجتي كعروبَتي
‏تجري بِدمّي والدماءُ فِدَاكا

‏وأكادُ مِن شَغَفِي أموتُ توجدًّا
‏فالشوقُ فِي رُوحِي يُريدُ لقاكا

‏وإذا سرَى فِي الناسِ أنكَّ مُتلفي
‏إتلافُ قَلْبِي فِيك مثلُ هناكا

‏مهما رأيتُ مِن الأنامِ محاسنًا
‏في القلبِ عينٌ لَا تَرَى إلّاكا

.....

[الحمدان]

قلبٌ ينادي في سماءاتِ البُكا
‏هل تسمعينَ نداءَهُ أمّـاهُ

‏طيرٌ وحيدٌ لا يواسيهِ الفضا
‏هلّا ضممتِ جناحهُ وفضاهُ

.....

[الحمدان]

مُرٌ فُراقك والكريمُ قَضى بهِ
فلعلّ مِن أفضالِهِ أن نَحزَنا

الله يعـلمُ أن بُعـدَك غُصةٌ
والله يَعلم أن رؤيتَك المُنى

.....

[الحمدان]

مازلت في شرفة الأيام مرتقبًا
‏حُلمًا فرشتُ له قلبي رياحينا

.....

[الحمدان]

وقالوا يعيشُ المرءُ بعدَ حبيبهِ
يعيشُ ولكن سَلْهُ كيفَ يعيشُ

.....

[الحمدان]

أنت الحبيبُ ولكنّي أعوذُ به
من أن أكونَ مُحبًّا غير محبوبِ

المتنبي

[الحمدان]

‏لوْ كنتُ أعلمُ أنَّ الحُبَّ يَقتُلنِي
أعدَدتُ لِي قبلَ أنْ ألقَاكِ أكفَانا

بشار بن برد

[الحمدان]

‏وَلا تَتْرُكَني قاعِدًا أرْقُبُ المُنَى
‏وَأرعَى بُرُوقًا لا يَجُودُ سَحَابُهَا
‏
‏الشريف الرضيّ

[الحمدان]

‏البردوني تنبأ بأنهم سيقصفون المقابر
قبل عشرين عاما :

رأيتُ الصواريخَ تُغوي الظلامْ
وتقصفُ قبرًا وتبكي الرُّخامْ

تمرُّ على الموتِ مثل العدوّ
كأنّ العظامَ تُهدّدُ نظامْ

تُلاحقُ موتى مضوا في السلامْ
كأنّ السكونَ جريمةُ خصامْ

‏أهذا ضريحٌ أم الحلمُ ماتْ
وهل تستحقُّ القبورُ انتقامْ

سأكتبُ تاريخ صنعاء نارًا
إذا كان حتى الثرى لا يُلامْ

[الحمدان]

مَا عَادَ قَلبِي فِي هَوَاكَ يَذُوبُ
بَينِي وَبينَ الحُبِّ خَمسُ حُرُوبُ

هَجرٌ وَفُرقَى وَاشتِيَاقٌ وَغِيرَةٌ
وَالخَامِسَةُ كَيفَ مِنكَ أَتُوبُ

[الحمدان]

ولربما طارت إليكِ قصيدتي
بالله قولي لي ألن تشتاقي

أغداً يكون مسائنا كمسائِنا
وصباحِنا كصباحِ يومٍ راقي

ماذا أقول إذا التفَت ولم أجد
من ذلك الحُب القديم بواقي

أو مرني حلمُ فأرق مضجعي
وتفننت ذكراكِ في إحراقي

سأعودُ أدراجي إلى ديمومتي
وأريكتي ووسادتي ورِفاقي

.....

[الحمدان]

فاقد أحبك ووينك وآخر أخبارك
مستكثر الحب فيني ليه ما تسأل

ربي عطاك القبول وْجيت مختارك
تبّت حظوظ الغرام الذابل المُهمل

.....

[الحمدان]

أيضرُّنا نقصُ امتحانٍ ا صابَنا
‏واللهُ يشهدُ جُهدَنا ونِضالَنا

‏السعيُّ منا والرحيمُ تكفلَ
‏بنتائجِ الدرجاتِ في أعمالِنا

‏فلئن نقصنا فالجميعُ مُعوَّضٌ
‏ولئن نجحنا يل لسَعدٍ زارَنا

‏رقمٌ صغيرٌ أحمرٌ ومصيرُه
‏يُنسى من الأذهانِ بعد سُباتِنا

.....

[الحمدان]

ياصاح مهما صفت دنياك
واتزينت لك بمضهر زين

هي تشتهي ذا وتكره ذاك
مثل المره ذي تحب اثنين

والدهر لاضحكك بكاك
مثل المصلي طويل العين

احيان في الدِين يتحراك
واحيان مش داري الله وين

لسانه اطيب من المسواك
والقلب منشار ابوحدين

.....

[الحمدان]

علم فؤادك أن يكون جميلاً
وبأن يسامح مخطئاً وجهولاً

وبأن يعيش منعما بسلامة
فالغل لا يهدي القلوب سبيلاً

.....

[الحمدان]

وافتح علينا فتوحًا لا حدود لها
يا واسع الفضل والإنعامِ والكرمِ

يارب

[الحمدان]

إلهِي فيكَ قدْ أَحسَنتُ ظنِّي
ومِـنْ ذَنبِي بِعفوكَ أَستَجيرُ

ومهمَا كنْتُ فِي خيرٍ فإنِّي
لمَا أَنْزلْتَ مِـنْ خيرٍ فَقيـرُ


‎اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك مِنْ فَضْلِكَ

[الحمدان]

فَإِن مقادير الزَّمَان عَجِيبَة
‏فيومًا نرى يسرا وَيَوْمًا نرى عسراً

....

[الحمدان]

توكل على الرحمن فالأمر في يدِهْ
وثق أنّ ماترجو سيأتي بموعدِهْ

مقاديرُ تجري فيك فارضَ بحكمها
أرِِحْ قلبك المُضنَى من الفكر في غدِهْ

وإن طال همٌّ فارجُ ربك رحمة
فما العبدُ إلا تحت رحمةِ سيّْدِهْ

وحاشاه ينسى من أتى الباب قاصدًا
له الحمد يُعطي من أتى فوق مقصدِهْ

.....

[الحمدان]

لك الحمدُ يا ذا الجودِ والمجدِ والعُلا
تباركتَ تعطي مَن تشاءُ وتمنعُ

إلهي وخلّاقي وحِرزِي وموئلي
إليك لدى الإعسارِ واليسر أفزعُ

إلهي لئن جلّت وجمّت خطيئتي
فعفوُك عن ذنبي أجلّ وأوسعُ

إلهي لئن أبعدتني أو طردتني
فمن ذا الذي أرجو ومن أتشفّعُ

علي ابن ابي طالب رضي الله عنه

[الحمدان]

قالتَ لهُ لما أطلَّتْ كالقمرْ
أتحبني باللهِ تصدقني الخَبر

نظرَ الفتى والعينُ تبرقُ بالهوى
في عينِها من دونِ ردٍّ كالحجر

لو قالَ أعشقُها فتلكَ صغيرةٌ
أو قالَ أعبدها بصدقٍ قدْ كـفر

فانسلَّ يبحثُ ثمَّ قالَ تعجباً
مقدارَ حُبِّكِ من هنا حتى القمر

لو كنتِ شمساً لأحتضنتكِ باسماً
حتى يحرِّقني اللهيبُ وأصطبر

.....

[الحمدان]

‏كم سهرت الليل والشوق معي
‏ساهرٌ أرقبهُ كي لا أنام

‏وخيال الوجد يحمي مضجعي
‏قائلا لا تدنُ فالنوم حرام

.....

[الحمدان]

هما خُطّتا إمّا إسارٌ ومِنّةٌ
وإمّا دمٌ والقتلُ بالحُرِّ أجدَرُ

تأبط شًرا

[الحمدان]

إِنّي عَشِقتُكَ لا عَن رُؤيَةٍ عَرَضَت
وَالقَلبُ يُدرِكُ ما لا يُدرِكُ البَصَر

فُتِنتُ مِنكَ بِأَوصافٍ مُجَرَّدَةٍ
في القَلبِ مِنها مَعانٍ ما لَها صُوَر

وَالناسُ قَد ذَكَروا ما فيكَ مِن شِيَمٍ
وَقَد تَخَيَّلَ فِكري فَوقَ ماذَكَروا

مَتى تَرى مِنكَ عَيني ما وَعَت أُذُني
وَيَشرَحُ الخُبرُ ماقَد أَجمَلَ الخَبَرُ

بهاء الدين زهير

[الحمدان]

قالت علا الناسُ إلّا أنتَ قلْتُ لها
كذاكَ يَسْفلُ في الميزانِ من رجحا

ابن الرومي

[الحمدان]

بَلِينَا وسربالُ الزمان جديدُ
وهل لامرِئٍ في العالمينَ خلودُ

قَضَى آدمٌ في الدهرِ وهو أبو الوَرَى
وكل الذي مِن صُلبِهِ سيبيدُ

البارودي

[الحمدان]

ولولا ما بسَيفِكَ مِن نُحُولٍ
لقُلنا أظهَرَ الكَمَدَ انتِحالا

سَليلُ النارِ دَقّ وَرَقّ حتى
كأنّ أباه أورَثَهُ السُّلالا

مُحَلّى البُردِ تَحسَبُهُ تَرَدَّى
نُجُومَ اللّيلِ وانتَعَلَ الهِلالا

تَبَيّنُ فَوقَهُ ضَحضَاحَ ماءٍ
وتُبصِرُ فيه للنّارِ اشتِعالا

غِرَاراهُ لِسانَا مَشْرَفِيٍّ
يَقُولُ غَرَائبَ المَوتِ ارتِجالا

وَدَبّتْ فَوقَه حُمرُ المَنَايا
ولكِنْ بَعدما مُسِخَت نِمالا

يُذيبُ الرُّعبُ منه كلَّ عَضبٍ
فلولا الغِمدُ يُمسِكُهُ لَسَالا

شيخ المعرة

[الحمدان]

أَنْعِمْ بِوَصلِكَ لِي فَهذا وَقتُهُ
يَكفي مِنَ الهجرانِ ما قَدْ ذُقتُهُ

أَنفَقتُ عُمري في هَواكَ وَلَيتَني
أُعْطى وِصالًا بِالَّذي أَنفَقتُهُ

يا مَن شُغِلتُ بِحُبِّهِ عن غَيرِهِ
وسَلَوتُ كُلَّ النَّاسِ حينَ عَشِقتُهُ

كَم جالَ في مَيدانِ حُبِّكَ فارِسٌ
بالصِّدقِ فيكَ إلى رِضاكَ سَبَقتُهُ

أَنتَ الَّذي جَمَعَ المَحاسِنَ وَجهُهُ
لكِن عليهِ تَصَبُّري فَرَّقتُهُ

قالَ الوُشاةُ قَد ادَّعى بِكَ نِسبَةً
فَسُرِرتُ لَمَّا قُلتَ قَدْ صَدَّقتُهُ

بِاللهِ إنْ سَأَلوكَ عَنِّي قُلْ لَهُم
عبدي ومِلكُ يَدِي وما أَعتَقتُهُ

أو قيلَ مُشتاقٌ إليكَ فَقُل لَهُم
أدري بِذا وَأَنا الَّذي شَوَّقتُهُ

يا حُسنَ طَيفٍ مِن خَيالِكَ زارَني
مِن فَرحَتي بِلِقاهُ ما حَقَّقتُهُ

فَمَضى وَفي قَلبي عَليهِ حَسرَةٌ
لَوْ كانَ يُمكِنُني الرُّقادُ لَحِقتُهُ


تقيُّ الدِّين السَّروجيّ

[الحمدان]

يا قادحَ النار في قلبي بمُقلتِهِ
ومُوثِقي بحبالِ الحبّ مضطهدا

لو فُضَّ عُشرُ الذي لاقيت يا أملي
على البريّةِ ما أبقى بها أحدا

سَقيًا لوجهكَ يا من لجّ في قسَمٍ
ألّا يُنوِّلَ خيرًا عاشقًا أبدا

أبو نواس

[الحمدان]

وأَفْضَلُ قَسْمِ اللهِ للمرءِ عقلهُ
وليسَ من الخيراتِ شيءٌ يُقَاربُهْ

إذا أكملَ الرحمنُ للمرءِ عقلَهُ
فقد كَمُلَتْ أخلاقُهُ وضَرائِبُهْ

يَزِينُ الفتى في الناسِ صِحَّةُ عقله
وإن كان مَحْظُورًا عليه مكَاسِبُهْ

ويُزْرَى به في الناسِ قِلَّةُ عقلهِ
وإن كَرُمَتْ أعراقهُ ومناسِبُهْ

ابن دريد

[الحمدان]

سَمعي وَطَرفي حَليفاها عَلى جَسَدي
فَكَيفَ أَصبِرُ عَن سَمعي وَعَن بَصَـري

عمر بن أبي ربيعة

[الحمدان]

إِذا مَا لَم يُفِدكَ العِلمُ خَيرًا
فَخَيرٌ مِنهُ أَنْ لَو قَد جَهِلتا

وإِنْ أَلقاكَ فَهمُكَ في مَهاوٍ
فَلَيتَكَ ثُمَّ لَيتَكَ مَا فَهِمتا

سَتَجني مِن ثِمارِ العَجزِ جَهلًا
وتَصغُرُ في العُيونِ إِذا كَبُرتا

وتُفْقَدُ إِنْ جَهِلتَ وأَنتَ بَاقٍ
وتُوجَدُ إِنْ عَلِمتَ وقَد فُقِدتا

وتَذكُرُ قَولَتي لَكَ بَعدَ حينٍ
وتَغبِطُها إِذا عَنها شُغِلتا

لَسَوفَ تَعَضُّ مِن نَدَمٍ عَلَيها
وَمَا تُغني النَّدامَةُ إِنْ نَدِمتا

أبوإسحاق الألبيري

[الحمدان]

‏إلهِي مَا يَئِسْنا إذْ شَكَونا
فَإنَّ اليأسَ يفتكُ بالضَّميرِ

لَنا يَا رَبُّ إيمانٌ يُرينَا
جلالَ السَّيرِ في الدَّربِ العَسيرِ

د. العشماوي

[الحمدان]

‏ما غابَ عنِّي طَيفُهُم لا والَّذي
‏خَلَقَ السَّمَاواتِ العُلا والعَالَميـنْ

.....

[الحمدان]

إنِّي لأعجَبُ مِنْ جَمَالِ حَديثِها
وعُذُوبَةَ الأفكارِ لا أُحصيها

في صَوتِها شَجَنٌ يُشابِهُ صَوتَها
بَعضُ المَحاسِنِ تَرفضُ التَّشبيها

.....

[الحمدان]

تَختالُ مِثلُ الرَّشا مِن حُسنِ مَشيَتِها
خَلخالُها الوَردُ والسّاقانِ مِن لَبَنِ

بَيضاءُ كَالُّلؤلؤِ المَكنونِ طَلعتُها
وَالعَينُ عَينُ المَها وَالصَّدرُ كَالوَطَنِ

تُخفي الطّفولةَ في أعماقِ مُقلتِها
وَالوَجهُ بَدرٌ بَدا مِن عَتمةِ الزّمَنِ

.....

[الحمدان]

‌‎صباحٌ بذكر اللهِ قد شعَّ نورُهُ
على الرُّوح وانهلَّت عليها سحائبُهْ

وهل تُشرقُ الأرواحُ إلا بذكرهِ
فطوبى لمن بالذَّكر سارت مراكبُهْ

.....

[الحمدان]

تمشِين بالأرض فِطرًا للأنام بِما
لا تملكِين فليتَّ الله يعذُرنا

إن استَترتِ فَإن الحُسن يفضحكِ
وَالحُب مهما تصدّدنا سيفضحنا

كأنك البدر غيماتٌ تُظلله
لا تحجُب النور هذا النُور عذّبنا

.....

[الحمدان]

‏اوّاهُ من حلوةً بانتْ مفاتنها
ياحسرتي تُهتُ بين الخدِّ والشَعرِ

أوّاهُ من عينها والجفنِ إن نظرت
كأنما عينها شيءٌ من القمرِ

.....

[الحمدان]

‏فداء رمالك لا تقطعي
حديثك للعين والمسمع

صليني به بالمسا والصباح
وفي يقظاتي وفي مهجعي

فإني بإقاعه والرؤى
أهوّم في عالم ممتع

ساهفو لتربك وسط الجنا
وان كنت في وسط بلقع

.....

[الحمدان]

يا طير ما ذا الصياح
ذكرتنى بالحبايب

أسهرتنى للصباح
كأن لك خل غايب

يا سيدي ما راح راح
خليت دمعي سكايب

يا سيدي عشق الملاح
خلا في قلبي لهايب

سلطان سيد الملاح
له سهم بين الحواجب

أزعل إذا قلت آه
بين الأهل والحبايب

صلوا إذا الفجر لاح
على النبى يا حبايب

.....

[الحمدان]

عُمري فداكِ خُذيهِ لا تَتَرَددي
أنتِ الحَياةُ وحلوها بيدَيكِ

إن شِئتِ ظُلمًا فأظلمِيني إنَّني
لكِ منكِ فيكِ فلا ملامَ عليكِ

.....

[الحمدان]

إنِّي صبورٌ على دهري وما فيهِ
أكفكفُ الدمعَ من عيني وأُخفيهِ

أُحاربُ اليأسَ بالآمالِ في جلدٍ
وأسألُ اللهَ عنِّي أن يُجافيهِ

.....

[الحمدان]

وَبي شوقٌ أذابَ الروحَ حُزنًا
فذِكراكُم تلوحُ بكلِّ صَوبِ

وليسَ الهجرُ يؤلِمني ولكن
جَمالُ الذِكريات يهزُّ قلبي

أخادعُ حزنَ روحِي بالتمنّي
فأيَن حنانُ ذاك القلبُ عنّي

.....

[الحمدان]

بُح بالذِي تشكو إليَّ
وكلُّ مَا قد أوجعك

أنا قلبُك الثاني فهَل
تخفي عليهِ توجُّعك

سأكُون كفك إن بكت
عِينٌ تلقَّت أدمُعك

وإذا شكوت فإنَّني
أذنٌ تمِيلُ لتسمَعك

.....

[الحمدان]

كم مِن حَنينٍ طواهُ القلبُ فاستترَا
أثار دَمعًا حَبيس العِين فانحدرَا

لولا الدُموع التي في البَين نَذرُفهَا
لأطرق القلبُ في الاضلاع وَانفطرَا

.....

[الحمدان]

أنا قد تعبتُ وفي وصَالك راحَتي

هلّا حَنوتَ فخاطري مُشتاقُ

أتهونُ عِندك لوعةٌ ومَواجعٌ

ومَدامعُ عندَ الحَنين تُراقُ

فاعطِف على روحٍ بكتْكَ توجُّعً

وأتى عَليها الحزنُ والإرهاقُ

إن طال صَمتك يا حبيبُ فدُلَّني

.....

[الحمدان]

‏وتَغيّرَت مِنك الطِّباعُ ولمْ تَعُدْ
تَحنُ عليَّ وبي تحسُّ وتَشعُرُ

أنكَرتَ ما بَيني وبينَكَ في الهَوىٰ
أ مِثلُ ما بَيني وبينَكَ يُنكرُ

وتَركتَني لِلرِّيح يَجري زَورقي
وَفقًا لِما تَهوىٰ وكَيفَ تُدَبِّرُ

كِيفَ النجَاة لهُ وبَحرُك هائِج
ويَكاد مِن أَمواجِهِ يَتكسرُ

.....

[الحمدان]

وضمَّني ضمَّةً تقتصُّ مِن وجَعي
حتّى تُضَمَّ دمانا في شراييني

حتّى تثورَ بكاءاتي وتُخمدَهَا
حتّى بدفئك ما أبكيهِ تُنسيني

وادفن بصدرك آهاتٍ أُغالبُها
وَامسح بكفِّك دمعَاتي وَواسيني

أقولُ دعني فلا تأبهَ بها أبدًا
وهاتِ كفِّكَ في كفيَّ وأحويني

أنا الغريبُ لا ملجَأ ولا وطنٌ
وفيكَ لاقيتُ أوطاني عَناويني

فلا تكُّن كبَلادي في أذيِّتها
ولا تكُّن كبَلادِ الناسِ تَنفِيني

أقولُ دعني وأعني كُن مَعي سندًا
أرجوك إن قلتُ دعني لا لا تتركني

.....

[الحمدان]

وَوَعدتني بأنَّ صَدرُكَ مَنزلي
‏إذا الليَاليّ السُّود أغلقنَ الفلَك

‏هَا هُنَّ سُودٌ مُقفراتٍ جئنَ لِيّ
‏أَيْنَ الوُعود وَأَين عَنّي مَنزلك

.....

[الحمدان]

أرى لكَ في السما فرَجًا قريبًا
فعُنقودُ البشائرِ قد تدلّى

وغَيْماتُ انفراجِ الهمّ تبدو
بِغيثِ فؤادكَ المحزونِ حُبلى

ستحتضِنُ الأماني عن قريبٍ
وتنسى الأمسَ والعَيشَ المُمِلاّ

وروحكَ سوف تُشرقُ من جديدٍ
وقد كانتَ تبيتُ الليّلَ وجلى

إذا جُرِّعتَ مِن دُنياكَ مُرًّا
فثِق باللهِ أنّ اليومَ أحلى

.....

[الحمدان]

فلا تركنْ إلى دنيا غرورٍ
فإنّ الدهرَ يغدرُ إن غفوتا

وخذ زادَ التقى فيها ليومٍ
به تلقى الحسابَ إذا سئلتا

ولا تغترَّ باللذاتِ فيها
فإن نعيمَها سيأول سحتا

وكن باللهِ مأمول الرجاءِ
فليس سواه يُعطي لو نظرتا

.....

[الحمدان]

عاشِرْ بمعروفٍ فإنَّك راحِلٌ
واتركْ قلوبَ النَّاسِ نحوكَ صافِيه

اذكُرْ منَ الإحسانِ كلَّ صغيرةٍ
فاللَّه لا تخفَى عليهِ الخافِيه

لا منصبٌ يبقَى ولا رتبٌ هنَا
أحسنْ فذكركَ بالمحاسنِ كافِيه

واكتبْ بخطِّكَ إنْ أردتَ عبارةً
ربَّاه لا شيء يُساوي العافِيه

.....

[الحمدان]

هي الأماني تروِّيني شواطئها
مادمت أُبصرها تنأى وتقتربُ

والقلبُ مادام بالرحمن ذا ثقةٍ
فكل شيءٍ بحسن الظن يُجتَلَبُ

.....

[الحمدان]

خُذني إلى عُمْرِ الصِّغارِ لَعَلَّني
إنْ مَا بَكَيْتُ تَضُمُّني الألعَابُ

أغْفُو فَلا شَيْء يُؤرِقُ خَاطِري
وَالقَلْبُ صَفْوٌ إذْ خَلآهُ عِتَابُ

فِي قِطْعَة الحَلْوى نَسيْتُ قَضِيَّتِي
أقْصَى الأمَانِي مَلْعَبُ وَتُرَابُ

.....

[الحمدان]

وقد سارَ ذكْري في البلادِ فمَن لهمْ
بإِخفاءِ شمسٍ ضَوْؤها مُتكاملُ

يُهِمّ الليالي بعضُ ما أنا مُضْمِرٌ
ويُثْقِلُ رَضْوَى دونَ ما أنا حامِلُ

وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانُه
لآتٍ بما لم تَسْتَطِعْهُ الأوائل

وأغدو ولو أنّ الصّباحَ صوارِمٌ
وأسْرِي ولو أنّ الظّلامَ جَحافل

وإني جَوادٌ لم يُحَلّ لِجامُهُ
ونِضْوٌ يَمانٍ أغْفَلتْهُ الصّياقل

وإنْ كان في لُبسِ الفتى شرَفٌ له
فما السّيفُ إلاّ غِمْدُه والحمائل

أبو العلاء المعري

[الحمدان]

دَعيني لِلغِنى أَسعى فَإِنّي
رَأَيتُ الناسَ شَرُّهُمُ الفَقيرُ

وَأَبعَدُهُم وَأَهوَنُهُم عَلَيهِم
وَإِن أَمسى لَهُ حَسَبٌ وَخيرُ

وَيُقصيهِ النَديُّ وَتَزدَريهِ
حَليلَتُهُ وَيَنهَرُهُ الصَغيرُ

وَيُلفى ذو الغِنى وَلَهُ جَلالٌ
يَكادُ فُؤادُ صاحِبُهُ يَطيرُ

قَليلٌ ذَنبُهُ وَالذَنبُ جَمٌّ
وَلَكِن لِلغِنى رَبٌّ غَفورُ

عروة بن الورد

[الحمدان]

وقد أغْتَدي والليلُ يَبكي تأسُّفا
على نفْسِهِ والنَّجْمُ في الغرْبِ مائل

بِريحٍ أُعيرَتْ حافِراً من زَبَرْجَدٍ
لها التّبرُ جِسْمٌ واللُّجَيْنُ خَلاخل

كأنّ الصَّبا ألقَتْ إليَّ عِنانَها
تَخُبّ بسَرْجي مَرّةً وتُناقِل

إذا اشتاقَتِ الخيلُ المَناهلَ أعرَضَتْ
عنِ الماء فاشتاقتْ إليها المناهل

وليْلان حالٍ بالكواكبِ جَوْزُهُ
وآخرُ من حَلْيِ الكواكبِ عاطل

كأنَّ دُجاهُ الهجْرُ والصّبْحُ موْعِدٌ
بوَصْلٍ وضَوْءُ الفجرِ حِبٌّ مُماطل

أبو العلاء المعري

[الحمدان]

أَنُوحُ عَلَى نَفْسِي وَأَبْكِي خَطِيئَةً
تَقُودُ خَطَايَا أَثْقَلَتْ مِنِّي الظَّهْرَا

فَيَا لَذَّةً كَانَتْ قَلِيلًا بَقَاؤُهَا
وَيَا حَسْرَةً دَامَتْ وَلَمْ يَبْقِ لِي عُذْرًا

الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

[الحمدان]

كان عمران بن حطان شاعرًا من شعراء الخوارج و سيدًا وخطيبًا وقد مدح ابن ملجم لقتله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومما قاله :

يا ضربةً من تقيٍّ ما أرادَ به
إلا ليبلغَ مِن ذي العرشِ رضوانا

فرد عليه أحد الشعراء بقصيدةٍ ومما جاءَ بها ردًا على هذا البيت :

بل ضربةً من غويٍّ أوردته لظى
فَسَوف يَلقى بِها الرحمنَ غضبانا

كأنه لم يرد قصدًا بضربتهِ
إلا ليَصلَى عذابَ الخلدِ نيرانا

[الحمدان]

رأيتُ الهلالَ ووجهَ الحبيبِ
فَكانَا هلالَينِ عندَ النَّظرْ

فَـلَـمْ أَدرِ أيّهـما قَاتـلِـي
هلال السَّما أم هلال البَشرْ

الخبزأرزي

[الحمدان]

إنْ كان مَنزِلَتي في الحبّ عندكُمُ
ما قد رأيتُ فقد ضيّعْتُ أيّامي

أُمْنِيَةٌ ظفِرَتْ روحي بها زَمَنًا
واليومَ أحسَبُها أضغاثَ أحلامِ

وإن يكُنْ فرطُ وجدي في مَحَبّتِكُمُ
إثْماً فقد كَثُرَتْ في الحبّ آثامي

ولو علِمْتُ بأَنّ الحُبّ آخِرُهُ
هذا الحِمَامُ لَمَا خالَفتُ لُوّامي

أَودَعْتُ قلبي إلى مَن ليسَ يحفظُهُ
أبصرْتُ خلفي وما طالعتُ قدَّامي

لقد رَمَاني بسهمِ من لواحِظِهِ
أصْمى فؤادي فوا شوقي إلى الرامي

.....


اضغاث احلام: الأحلام المختلطة
أو أباطيل الأحلام أو أهاويل الأحلام
الحِمام : الموت
لواحظ : جمع لحظ ومعناها نظر الي بمؤخر العين

[الحمدان]

كَانَت عُيُونِي دَائِمًا فَاضِحَةً
مَشَاعِرًا قَد كُنتُ لَا أُبدِيهَا

عبدالله الرواشدة

[الحمدان]

إذا خطبَ الغني بنات قومي
رقصن منَ المسرةِ والبشارة

وإن جاء الفقير ولو تقيًّا
سعينَ إلى صلاةِ الإستخارة

.....

[الحمدان]

سَلَامٌ عَلَى خِلٍّ تَدَانَى وَمَا جَفَا
وَفِي حُبِّنَا بَانَ الْوَفَاءُ وَمَا خَفَى

.....

[الحمدان]

تَذَكَّرتُ مَن يَبكي عَلَيَّ فَلَم أَجِد
سِوى السَّيفِ وَالرُّمحِ الرُدَينِيِّ باكِيا

وَأَشقَرَ مَحبوكٍ يَجُرُّ عَنانَهُ
إِلى الماءِ لَم يَترُك لَهُ المَوتُ ساقِيا

يُقادُ ذَليلًا بَعدَما ماتَ رَبُّهُ
يُباعُ بِبَخسٍ بَعدَما كانَ غالِيا


مالك بن الريب في رثاء نفسه

[الحمدان]

يا آسِرَ القَلبِ يا مَن لَستُ أنساهُ
‏قُل لي بِرَبِّكَ هَل مازِلتَ تَهوانِي؟

‏ما كانَ خَوفيَ مِن بُعدٍ بهِ شَغفٌ
‏لكنَّ خَوفِيَ أن تَمضِي وتَنسانِي

.....

[الحمدان]

يا مَن تَوَّهَمَ أَنّي لَستُ أَذكُرُهُ
وَاللَهُ يَعلَمُ أَنّي لَستُ أَنساهُ

وَظَنَّ أَنّي لا أَرعى مَوَدَّتَهُ
حاشايَ مِن ظَنِّهِ هَذا وَحاشاهُ

بهاء الدين زهير

[الحمدان]

وَلَقَد كُنتُ فِي هَوَاكُم غَرِيقًا
هَل تَرَونَ الفُؤَادَ كَيفَ يَذُوبُ

لَا يُرَى أَحلَى مِنكُمُ فِي الأَرضِ
مَن يِقُولُ لِي عَكسَ ذَاكَ كَذُوبُ

كَثُرَت فِي لِقَاكُمُ الآثامُ
قَد أُذِيبَ قَلبِي ولَستُ أَتُوبُ

عبدالله الرواشدة

[الحمدان]

لكَ الحمدُ والشُّكْرُ المضاعفُ كُلَّما
بدا شارقٌ يا منْ لهُ الحَلُ والعَقْدُ

عليكَ رجائي واتِّكالي ومرجعي
أبوءُ بذنبي حينما الأمرُ يَشتدُ

فلاَ تُبعدنِّي عنكَ يا سامعَ الدُعا
إليكَ مفَرِّي منكَ نَحوَكَ أرتَدُّ

محمد بن راشد آل مكتوم

[الحمدان]

لَقَد ضَلَّ قَومي فَقَاسوا الرِّجالَ
بِمَا يَملِكُون وَمَا يَكنِزون

وخَالفتُ قَومي فَقِستُ الرِّجالَ
بِمَا يَعلَمُون وَمَا يَعمَلون

وجيه البارودي

[الحمدان]

فَمَا اختَرتُ قَلبًا غَيرَ قَلبِكِ مَسكَنًا
فَفِي القَلبِ هَذَا رَاحَةٌ وَهَنَاءُ

وَمَا وَجَدَ الفُؤَادُ إِلّاكِ عَاشِقًا
لِشعرِي وَأَنتِ لِلفُؤَادِ بَلَاءُ

فَقَالُوا لَعَمرِي إِنَّ هَذَا سِقَامُهُ
وَلُقيَا الحَبِيبِ لِي لَأَجمَلُ دَاءُ

عبدالله الرواشدة

[الحمدان]

ابْدَأْ بِنَفسِكَ فَانَهها عَن غِيِّها
فَإِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ

أبو الأسود الدؤلي

[الحمدان]

قُل لِلذِينَ تَوَلَّوْا لَسْتُ أَذْكُرُهُمْ
‏وَمَا وَقَفْتُ عَلَى الأَطْلَالِ وَلْهَانَا

هَذِي جِرَاحُ فُؤَادِي كُلّهَا شُفِيَتْ
‏إِنَّ الفُؤَادَ لَيَسْلُو بَعْدَمَا عَانَى

.....

[الحمدان]

الشَّوقُ قَنَّاصٌ وَقَلبِي أَعزَلُ
لَكنّهُ يَفنَى وَلاَ يَتَوَسَّلُ

وَأنَا يُذوَّبُني الحَنينُ كَشَمعةٍ
لَكِنْ إِذَا حَانَ الرَّحِيلُ سَأَرحَلُ

.....

[الحمدان]

سَهِرَت أعيُنٌ ونامَت عيونٌ
في أمورٍ تكونُ أو لا تكونُ

فادرَإِ الهمَّ ما استطعتَ عنِ النّفـْسِ
فحِمْلانُكَ الهمومَ جنونُ

إنَّ رَبًّا كفاكَ بالأمسِ مَا كَانَ
سيَكفيكَ في غَدٍ مَا يكونُ

الإمام الشافعيّ

[الحمدان]

أَعُبّاد المَسِيحِ لَنا سؤالٌ
نريدُ جوابَهُ مِمّن وّعاهُ

إذا مَات الإلهُ بصنعِ قومٍ
أماتوهُ فما هذا الإلهُ

وهل أرضاه ما نالوه منه
فبشراهم إذًا نالوا رضاهُ

وإن سخطَ الذي فعلوهُ فيهِ
فقُوَّتُهُم إذًا أوهَت قواهُ

وهل بقيَ الوجودُ بلا إلهٍ
سَميع يستجيبُ لمن دعاهُ

وهل خَلَتِ الطباق السبعُ لمَّا
ثَوى تحت التراب وقد علاهُ

وهل خلتِ العوالمُ مِن إلهٍ
يُدَبِّرُها وقد سمُرَت يداهُ

وكيف تخلَّتِ الأملاكُ عنهُ
بنصرِهمُ وقد سَمِعُوا بكاهُ

وكيف أطاقتِ الخشبات حملَ
الأله الحق شد على قفاهُ

وكيف دنا الحديد إليه حتى
يخالطهُ ويلحقه أذاهُ

وكيف تمكنت أيدي عداهُ
وطالت حيث قد صفعوا قفاهُ

وهل عاد المسيحُ إلى حياةٍ
أم المحيي له ربٌّ سواهُ

ويا عجبًا لقبرٍ ضم ربًا
وأعجب منه بطنٌ قد حواهُ

ابن القيم

[الحمدان]

كُلُّ الحِبَالِ الَتِي جَرَّبْتُهَا اِنْقَطَعَتْ
مِـنَ الرَجَـاءِ وَحَبْلُ اللّهِ مَوْصُوْل

.....

[الحمدان]

أَفنى شَبابَكَ كَرُّ الطَرفِ وَالنَفسِ
فَالمَوتُ مُقتَرِبٌ وَالدَهرُ ذو خُلَسِ

لا تَأمَنِ المَوتَ في طَرفٍ وَلا نَفَسٍ
وَإِن تَمَنَّعتَ بِالحُجّابِ وَالحَرَسِ

أبو العتاهية

[الحمدان]

إنَّ الكِرًامَ وإن ضَاقَت مَعِيشَتُهُم
دَامَت فَضِيلتُهُم والأصلُ غلَّابُ

لِلهِ دَرُّ أُنَاسٍ أينَما ذُكِرُوا
تَطِيبُ سِيرَتُهُم حتَّى وإن غَابُوا

.....

[الحمدان]

مَن ذا أَفتاكِ بِسَفكِ دَمي
يا غُرَّةَ حَيِّ بَني جُشَمِ

فَتعالَي غَيرَ مُدافِعَةٍ
نَقصُص رُؤياكِ عَلى حَكَمِ

أَبِنَظرَةِ عَينٍ عَن خَطأٍ
عَرَضَت بِالعَمدِ يُراقُ دَمي

.....

[الحمدان]

يا راحِلًا وَجَميلُ الصَّبْرِ يَتْبَعُهُ
هَلْ من سبيلٍ إلى لُقْياكَ يَتَّفِقُ

ما أنصَفَتْكَ جُفوني وهيَ دامِيَةٌ
ولا وَفى لكَ قلبي وهو يحترِقُ

[الحمدان]

أَلا فاعْجَبُوا من هَجْرِها لحبيبها
ولا تعجَبُوا مِنْ لِمَّتي ومَشِيبِها

إِذا هَجَرَتْني شيَّبتني بهجرها
وإِن واصَلَتْنِي شَيَّبَتْني بطيبِها

.....

[الحمدان]

يا قلبُ أنتَ وعدَتني في حُبّهمْ
صَبرًا فَحَاذرْ أن تَضِيقَ وتَضجَرا

إنَّ الغَرامَ هوَ الحَياةُ فمُتْ بِهِ
صَبًّا فحقُّكَ أن تَموتَ وتُعذَرا

.....

[الحمدان]

لَمَّا رَآنِي فِي هَوَاهُ مُتَيَّمًا
عَرفَ الحَبِيبُ مَقَامَهُ فَتَدَلَّلاَ

فَلَكَ الدَّلاَلُ وَأنتَ بَدرٌ كَامِلٌ
وَيَحِقُّ لِلمَحبُوبِ أن يَتَدَلَّلاَ

.....

[الحمدان]

قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ
أَم ذَرَّفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

وَإِنَّ صَخرًا لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِـهِ
كَأَنَّهُ عَلَــمٌ فـي رَأســِهِ نــارُ

وَإِنَّ صَخرًا لَمولاِنا وَسَيِّدُنا
وَإِنَّ صَخرًا إِذا نَشتو لَنَحّارُ

الخنساء

[الحمدان]

لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يَلمَعنَ بِالضُحى
وَأَسيافُنا يَقطُرنَ مِن نَجـدَةٍ دَما

وَلَدنا بَني العَنقاءِ وَابني مُحَـــرِّقٍ
فَأَكرِم بِنا خالاً وَأَكرِم بِنا اِبنَما

الخنساء

[الحمدان]

سأترك وصلكم عِزًّا وشَرَفًا
لخِسة سائرِ الشركاءِ فيهِ

إذا وَقَعَ الذبابُ على طعامٍ
رفعتُ يدي ونفسي تشتهيهِ

وتجتنبُ الأسودُ ورودَ ماءٍ
إذا كنَّا الكلابُ يلغنَ فيهِ

.....

[الحمدان]

فلولا الحُبُّ مَا سَكِرَ الفؤادُ
وَلَا قالُوا لَقَد بَانَت سُعَادُ

إذا وَقَعَ الغَرامُ عَلى عنيدٍ
فَلَا بَقِيَ العَنِيدُ وَلَا العِنَادُ

.....

[الحمدان]

أَنِستُ بِوَحدَتي وَلَزِمتُ بَيتي
فَطابَ الأُنسُ لي وَنَما السُرورُ

وأَدَّبَني الزَمانُ فَلا أُبالي
هُجِرتُ فَلا أُزار وَلا أَزورُ

.....

[الحمدان]

وَما الناسُ إِلّا العاشِقونَ ذَوُو الهَوى
وَلا خَيرَ فيمَن لا يُحِبُّ وَيَعشَقُ

إِذا لُمتُها قالَت وَعَيشِكَ إِنَّنا
حِراصٌ عَلى اللُقيا وَلا نَتَفَرَّقُ

فَإِن كُنتَ مُشتاقًا فَسِر نَحوَ بابِنا
فَنَحنُ إِلى ما كانَ مِن ذاكَ أَشوَقُ

قيس بن الملوح

[الحمدان]

أَيا مُعرِضًا عَنّي وَلَم أَجتَرِم ذَنبا
سِوى أَنَّني أُبدي وَأُخفي لَهُ الحُبّا

أَيُسخِطُكُم أَنّي هَوَيتُ وِصالَكُم
فَلا تَغضَبي يا مُنيَتي فَلَكِ العُتبى

سَأَنهى وَلَكِن لا أُراهُ يُطيعُني
وَأَزجُرُ عَمّا فيهِ سُخطٌ لَكِ القَلبا

لَقَد راضَني حُبّيكِ حَتّى أَذَلَّني
وَقَد كُنتُ قَبلَ الحُبِّ ذا مَنعَةٍ صَعبا

العباس بن الأحنف

[الحمدان]

إِن وَصَفوني فَناحِلُ الجَسَدِ
أَو فَتَّشوني فَأَبيضُ الكَبِدَ

أَضعَفَ وَجدي وَزادَ في سَقَمي
أَن لَستُ أَشكو الهَوى إِلى أَحَدِ

وَضَعتُ كَفّي عَلى فُؤادي مِن
حَرِّ الأَسى وَاِنطَوَيتُ فَوقَ يَدي

آهٍ مِنَ الحُبِّ آهٍ مِن كَبِدي
إِن لَم أَمُت في غَدٍ فَبَعدَ غَدِ

كَاَنَّ قَلبي إِذا ذَكَرتُهُم
فَريسَةٌ بَينَ ساعِدَي أَسَدِ

ما أَقتَلَ البَينَ لِلنفوسِ وَما
أَوجَعَ فَقَدَ الحَبيبِ لِلكَبِدِ

عَرَّضتُ نَفسي مِنَ البَلاءِ لِما
أَسرَفَ في مُهجَتي وَفي جَلَدي

يا حَسرَتي أَن أَموتَ مُعتَقَلًا
بَينَ اِعتِلاجِ الهُمومِ وَالكَمَدِ

في كُلِّ يَومٍ تَفيضُ مُعوِلَةً
عَيني لِعُضوٍ يَموتُ في جَسَدي

.....

[الحمدان]

نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا
يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا

حالَت لِفَقدِكُمُ أَيّامُنا فَغَدَت
سودًا وَكانَت بِكُم بيضًا لَيالينا

.....

[الحمدان]

يا نازحًا وله فؤادي مَنْزِلُ
ومفارقًا وبه الفؤادُ موكّلُ

ومقاسمًا لي في الحياة وأنّه
ليشحُّ عني بالخيالِ ويبخل

عَلّلتُ قلبي مذ بَعُدتَ فلم أجِد
عِوَضًا ولا شيْئًا به أتعللُ

وكتمتُ حُبَّك أن يذيع فنمَّ بي
دمعٌ يكفكفُ بالرذاذِ ويهمِلُ

أعجبتَ لمّا إنْ رأيتَ غرامَنا
بكل والمليح بما به يتدلل

كم لي ببغداد ودجلة من هوى
عنه ارتحلتُ وحُبُّه لا يَرْحَلُ

ما كان عن رأيي الفراق وإنّما
للدهرِ أيامٌ تجورُ وتعدلُ

.....

[الحمدان]

أشكو هواك وأشكو أن يفارقني
ومَنْ يحبُّ فراقَ الروح للجسدِ

أنت الطبيبُ وأنت الداء واعجبٌ
مَنْ عَلّم الظبي يسطو سطوة الأسدِ

.....

[الحمدان]

أفِي دَارِ الخَــــرَابِ تَظلُّ تَبنِي
وتَعمُرُ؟ مَا لِعُمرَانٍ خُلِقتَا

وَمَا تَركَتْ لَكَ الأَيَّامُ عُـذرًا
لَقَد وَعَظَتْكَ لَكِنْ مَا اتَّعَظتَا

تُنادي للرَّحِيــلِ بِكُلِّ حِينٍ
وَتُعلِنُ إنَّمَا المَقصُودُ أنْتَا

وتُسمِعُكَ النِّـــدَاءَ وأنتَ لاَهٍ
عَـنِ الدَّاعِي كأنَّكَ مَا سَمِعتَا

وتَعلَمُ أنَّهُ سَفَرٌ بَعِيــدٌ
وعَــــن إِعدَادِ زَادٍ قَد غَفَلتَا

تَنَـامُ وَطالِبُ الأيَّامِ سَاعٍ
ورَاءكَ لاَ يَنَامُ فَكيـــفَ نِمتَا

مَعائِبُ هَـــذِهِ الدُّنيَا كَثِيرٌ
وأنتَ عَلَـــــــى محبَّتِهَا طُبِعتَا

يَضِيعُ العُمرُ فِــــي لَعِبٍ وَلهوٍ
وَلَــو أُعطِيتَ عَقــْلاً مَا لَعِبتَا

فمَا بَعــدَ الممَاتِ سِوَى جَحِيمٍ
لِعــَاصٍ أو نَعِيمٍ إِنْ أَطعْتَا

ابن رجب

[الحمدان]

لو كان أمهلني وشيك فراقكم
فارقت نفسي ساعة التوديعِ

فخلصت من وجدي وطول صبابتي
وتحرّقي وتلهفي ونزوعي

فسلي رفاقاً شرّفتهم صحبتي
من تابع في القوم أو متبوعِ

هل كاد يحرقهم ضرام تنفسي
أو كاد يغرقهم سجام دموعي

لله أيام عصيت عواذلي
فيها وصرف الدهر فيك مطيعي

أما النهار فأنت نصب لواحظي
والليل أجمع أنت فيه ضجيعي

.....

[الحمدان]

يا سعْدُ هلْ عن أهَيْل النجدِ أخبار
فللأحاديث إقبالٌ وإدبارُ

حَدّث عليَّ بما قالوا لتطربني
فقد رضَيتُ بما قالوا وإن جاروا

هُمُ الأحبّةُ إن شطوا وإن قربوا
لانهم لبقاعِ الأرضِ أنوْارُ

إن يذكرونا كذكرانا لهم فلقد
حَلوا القلوبَ وسَارتْ حيثُ مَا ساروا

إنْ قربونا فبالتقريب قد عُرِفُوا
أو آثرونا فشَرطُ القومِ إيثارُ

يا سَعْدُ يا سَعد أذّن بالرحيل وقل
أنّ المحبَ لمنْ يهواه زَوَّارُ

.....

[الحمدان]

أَلا يا طَبيبَ النَفسِ أَنتَ طَبيبُها
فَرِفقًا بِنَفسٍ قَد جَفاها حَبيبُها

دَعَتني دَواعي حُبِّ لَيلى وَدونَها
دَرى قُربَ جِسمي الخَوفُ مِنها قُلوبُها

قيس بن الملوح

[الحمدان]

يا هلالًا له ذوائبُ سودُ
وقضيبًا على كثيب يميد

وغَزَالا له من الورد خدٌّ
ومن الظبي فيه عيْنٌ وجيد

كم إلى كم يكون هذا التجني
وإلى كم يكون هذا الصُّدُودُ

مل صَبْري وأنت قاس جليدُ
طال شوقي وأنت مني بعيدُ

.....

[الحمدان]

فكلّ الأرض دارٌ أنت فيها
وكلُّ الناسِ شخصُك والسلامُ

ولو لمَ يرْض قَحطانٌ فخارًا
لكنتَ الفَخرَ وانقطَعَ الكلامُ

.....

[الحمدان]

ومَا زادك الواشونَ الاَّ محبةً
وإن كثروا في العذل عنك وحاروا

أرادوا بما قالوا تفرق شملنا
وكان بودي لو بقيتَ وساروا

فما راقني مذ غبتَ عني رائقٌ
ولا قرّلي مذ غبتَ عنك قرار

فاهلًا وسهلًا كلما زرت إنّني
على العهد باقٍ والديار ديار

.....

[الحمدان]

كَيفَ السَبيلُ إِلى طَيفٍ يُزاوِرُهُ
وَالنَومُ في جُملَةِ الأَحبابِ هاجِرُهُ

الحُبُّ آمِرُهُ وَالصَونُ زاجِرُهُ
وَالصَبرُ أَوَّلُ ماتَأتي أَواخِرُهُ

أَنا الَّذي إِن صَبا أَو شَفَّهُ غَزَلٌ
فَلِلعَفافِ وَلِلتَقوى مَآزِرُهُ

وَأَشرَفُ الناسِ أَهلُ الحُبِّ مَنزِلَةٍ
وَأَشرَفُ الحُبِّ ماعَفَّت سَرائِرُهُ

أبو فراس الحمداني

[الحمدان]

حَنَّ قَلبي مِن بَعدِ ما قَد أَنابا
وَدَعا الهَمَّ شَجوُهُ فَأَجابا

فَاستَثارَ المَنسِيَّ مِن لَوعَةِ الحُبِّ
وَأَبدى الهُمومَ وَالأَوصابا

.....

[الحمدان]

‏ومغرم بالنحوِ قُلت لها اِعربي
‏حبيبي جارَ عليهِ الحبُّ واعتدى

‏قالت حبيبي مُبتدأ في كلامهِ
‏فقلتُ لها ضميهِ إن كان مبتدا

.....

[الحمدان]

لِمَن أُعاتِبُ مالي أَينَ يُذهَبُ بي
قَد صَرَّحَ الدَهرُ لي بِالمَنعِ وَالياسِ

أَبغي الوَفاءَ بِدَهرٍ لا وَفاءَ لَهُ
كَأَنَّني جاهِلٌ بِالدَهرِ وَالناسِ

أبو فراس الحمداني

[الحمدان]

راحَ صَحبي وَعاوَدَ القَلبَ داءُ
مِن حَبيبٍ طِلابُهُ لي عَناءُ

حَسَنُ الرَأيِ وَالمَواعيدِ لا يُل
فى لِشَيءٍ مِمّا يَقولُ وَفاءُ

مَن تَعَزّى عَمَّن يُحِبُّ فَإِنّي
لَيسَ لي ما حَيِيتُ عَنهُ عَزاءُ

.....

[الحمدان]

إِنَّ اللَبيبَ الَّذي يَرضى بِعيشَتِهِ
لا مَن يَظَلُّ عَلى ما فاتَ مُكتَئِبا

لا تَحقِرَنَّ مِنَ الأَقوامِ مُحتَقَرًا
كُلُّ اِمرِئٍ سَوفَ يَجري بِالَّذي اِكتَسَبا

لا تُفشِ سِرًّا إِلى غَيرِ اللَبيبِ وَلا ال
خَرقِ المُشيعِ لَهُ يَوماً إِذا غَضِبا

قَد يَحقِرُ المَرءُ ما يَهوى فَيَركَبُهُ
حَتّى يَكونَ إِلى تَوريطِهِ سَبَبا

شَرُّ الأَخِلّاءِ مَن كانَت مَوَدَّتُهُ
مَعَ الزَمانِ إِذا ما خافَ أَو رَغِبا

إِذا وَتَرتَ امرَئٍ فَاِحذَر عَداوَتَهُ
مَن يَزرَعِ الشَوكَ لا يَحصُد بِهِ عِنَبا

إِنَّ العَدُوَّ وَإِن أَبدى مُسالَمَةً
إِذا رَأى مِنكَ يَومًا فُرصَةً وَثَبا

.....

[الحمدان]

مَنْ كان مرتحلًا بقلب محبِّهِ
يومًا فإنك راحلٌ بجميعي

وأنا الذي ترك الوداع تعمُّدًا
مَنْ ذا يطيق مرارة التوديعِ

.....

[الحمدان]

يا لَيتَ مَن لامَنا في الحُبِّ مَرَّ بِهِ
مِمّا نُلاقي وَإِن لَم نُحصِهِ العُشُرُ

حَتّى يَذوقَ كَما ذُقنا فَيَمنَعَهُ
مِمّا يَلَذُّ حَديثُ النَفسِ وَالسَهَرُ

.....

[الحمدان]

وأحورَ بارزتْنِي مقلتَاه
بسيفٍ لا يُرَدُّ عن القلوبِ

فديتُكَ قد سفكتَ دمي بسيفٍ
على المهجاتِ فَتَّاكٍ وثُوبِ

فلا تعدُدْ ذنوبِيَ بعدَ هذا
فإن السيفَ محَّاءُ الذنوبِ

.....

[الحمدان]

أُحِبُّكَ لَوْ تَدرِي لَقُلتَ مُحَالُ
وَمَا لِفُؤَادِي عَنْ هَوَاكَ انفِصَالُ

فَلَيتَكَ تَدرِي بِالَّذِي قَدْ ألَمَّ بِي
وَكَيفَ أُقَاسِي فِي الهَوَى وَأنَالُ

أبِيتُ اللَّيَالِي رَاعِيًَا لِنُجُومِهَا
وَأنتَ بَعِيدٌ وَاللَّيَالي طِوَالُ

وَأرفَعُ رَأسِي لِلسَّمَاءِ وَنَاظِرًا
إلى كُلِّ نَجمٍ وَالهُمُومُ ثِقَالُ

فَأذكُرُ حِينًَا مَا ألَمَّ بِخَافِقِي
وَأذكُرُ حِينًَا يَأسَهُ فَالنِّضَالُ

وَأذكُرُ أيَّامًَا تَرَاءَتْ لِنَاظِرِي
وَفِيهَا لِقَاءٌ ضَمَّنَا وَوِصَالُ

وَأنظُرُ لِلبَدرِ المُنِيرِ فَلَا أرَى
سِوَاكَ مُنِيرًَا وَالنُّجُومُ قِلالُ

فَيَأتِي نَسِيمُ اللَّيلِ يُؤنِسُنِي إذَا
دُمُوعِي استَهَلَّتْ نَازِلاتٍ هِطَالُ

وَلَكِنَّنِي أبقَى وَحِيدًَا أهَمَّنِي
فِرَاقُكَ حَتَّى يُبْدِلَ الحَالَ حَالُ

محمد بخيت

[الحمدان]

قَالُوا بِغَزَّةَ طِفْلَتِي
فَهُنَاكَ زَادَتْ لَوعَتِي

هَلْ مِن لِقَاءٍ يَا تُرَى
أَنَالُ وَصْلَ أَحِبَّتِي

عمر غصاب

[الحمدان]

إِذا نَحنُ شَبَّهناهُ بِالبَدرِ طالِعًا
وَبِالشَمسِ قالوا حُقَّ لِلشَمسِ وَالبَدرِ

وَمَن قالَ إِنَّ البَحرَ وَالقَطرَ أَشبَها
نَداهُ فَقَد أَثنى عَلى البَحرِ وَالقَطرِ

وَلَو قُرِنَت بِالبَحرِ سَبعَةُ أَبحُرٍ
لَما بَلَغَت جَدوى أَنامِلِهِ العَشرِ

علي بن الجهم

[الحمدان]

وَيَومٍ كَنارِ الشوقِ في قَلبِ عاشِقٍ
عَلى أَنَّهُ مِنها أَحَرُّ وَأَوقَدُ

ظَلِلتُ بِها عِندَ المُبَرِّدِ قائِظًا
فَما زِلتُ مِن أَلفاظِهِ أَتَبَرَّدُ

أحمد بن طيفور

[الحمدان]

فُؤادي بَينَ أَضلاعي غَريبُ
يُنادي مَن يُحِبُّ فَلا يُجيبُ

أَحاطَ بِهِ البَلاءُ فَكُلَّ يَومٍ
تُقارِعُهُ الصَبابَةُ وَالنَحيبُ

لَقَد جَلَبَ البَلاءَ عَلَيَّ قَلبي
فَقَلبي مُذ عَلِمتُ لَهُ جَلوبُ

فَإِن تَكُنِ القُلوبُ كَمِثلِ قَلبي
فَلا كانَت إِذاً تِلكَ القُلوبُ

قيس بن الملوح

جلوب: جروح

[الحمدان]

أَتَذهَبُ نَفسي لَم أَنَل مِنكِ نائِلًا
وَلَم أَتَعَلَّل مِنكِ يَومًا بِمَوعِدِ

أُحاوِلُ ما يُرضيكِ غَيرَ مُجادِلٍ
عَلى كُلِّ حالٍ مِن مَغيبٍ وَمَشهَدِ

فَإِن جاءَ مِنّي بَعضُ ما تَكرَهينَهُ
فَعَن خَطَإٍ واللَهِ لا عَن تَعَمُّدِ

العباس بن الأحنف

[الحمدان]

العِلمُ يرفَعُ أقوامًا بلا حسَبِ
فكيفَ مَن كان ذا عِلمٍ له حسَبُ

فاطلُبْ بعِلمِكَ وجهَ اللهِ مُحتسبًا
فما سِوى العِلمِ فَهْو اللَّهْو واللَّعِبُ

.....

[الحمدان]

بَلِّغي الأَحبابَ يا ريحَ
الصَبا عَنّي السَلاما

وَإِذا خاطَبَكِ الجاهِلُ
بي قَولي سَلاما

أَنا مَن لَم يَذمُمِ الناسُ
لَهُ يَومًا ذِماما

يَحفَظُ العَهدَ وَلا يَسمَعُ
في الخِلِّ المَلاما

فَلَكَم ذُقتُ عَذابًا
لِلهَوى كانَ غَراما

إِنَّ نارَ الشَوقِ ساءَت
مُستَقَرًّا وَمَقاما

صفي الدين الحلي

[الحمدان]

لَا تَضحَكُ الأيَّامُ فِي وَجهِ امرِئٍ
إلَّا وَقَدْ أبكَتهُ طُولَ زَمَانِ

وَلَقَدْ يَوَدُّ المَرءُ أحيَانًَا لِمَا
يُشقِيهِ، دُونَ العِلمِ وَالحُسبَانِ

وَلَقَدْ يَفِرُّ المَرءُ مِنْ شَرٍّ يَرَى
فِيهِ المَهَالِكَ وَهْوَ خَيرٌ دَانِ

محمد بخيت

[الحمدان]

وَحَيَّ عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ فَإِنَّهَا
مَنَازِلُكَ الْأُولَى وَفِيهَا الْمُخَيَّمُ

وَلَكِنَّنَا سَبْيُ الْعَدُوِّ فَهَلْ تَرَى
نَعُودُ إِلَى أَوْطَانِنَا وَنُسَلَّمُ

وَأَيُّ اغْتِرَابٍ فَوْقَ غُرْبَتِنَا الَّتِي
لَهَا أَضْحَتِ الْأَعَدَاءُ فِينَا تَحَكَّمُ

وَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ الْغَرِيبَ إِذَا نَأَى
وَشَطَّتْ بِهِ أَوْطَانُهُ لَيْسَ يَنْعَمُ

فَمِنْ أَجْلِ ذَا لَا يَنْعَمُ الْعَبْدُ سَاعَةً
مِنَ الْعُمْرِ إِلَّا بَعْدَ مَا يَتَأَلَّمُ

مدارج السالكين

[الحمدان]

أرى النفسَ في شغلٍ لفقدِ حبيبِها
فما تَتَهَنّى بالوصالِ وطيبِها

فيا مَن شجاني بالفراق تركتني
أُسائل عنك الريحَ عند هبوبها

سقاميَ طرًّا أنت تعرف طبَّهُ
وهل يعرفُ الأسقامَ غيرُ طبيبها

بالخبز أرزي

[الحمدان]

نِعْمَ الأنيسُ إذا خلوْتَ كِتَابُ
تَلْهو به إن خانَكَ الأحبابُ

لا مُفْشِيًا سرًّا إذا استودعتَه
وتُفاد منهُ حكمةٌ وصَوَابُ

العقد الفريد ج٢ ص٧٩

[الحمدان]

مَا أَطْوَلَ اللَّيْلَ عَلَى السَّاهِرِ
أَمَا لِهَذَا اللَّيْلِ مِنْ آخِرِ

يَا مُخْلِفَ الْوَعْدِ أَلا زَوْرَةٌ
أَقْضِي بِهَا الْحَقَّ مِنَ الزَّائِرِ

تَرَكْتَنِي مِنْ غَمَرَاتِ الْهَوَى
فِي لُجِّ بَحْرٍ بِالرَّدَى زَاخِرِ

أَسْمَعُ فِي قَلْبِي دَبِيبَ الْمُنَى
وَألْمَحُ الشُّبْهَةَ فِي خَاطِرِي

فَتَارَةً أَهْدَأُ مِنْ رَوْعَتِي
وَتَارَةً أَفْزَعُ كَالطَّائِرِ

وَبَيْنَ هَاتَيْنِ شَبَا لَوْعَةٍ
لَهَا بِقَلْبِي فَتْكَةُ الثَّائِرِ

فَهَلْ إِلَى الْوُصْلَةِ مِنْ شَافِعٍ
أَمْ هَلْ عَلَى الصَّبْوَةِ مِنْ نَاصِرِ

يَا قَلْبُ لا تَجْزَعْ فَإِنَّ الْمُنَى
فِي الصَّبْرِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِ

محمود سامي البارودي

[الحمدان]

فَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَشقَيتِ عِيشَتي
وَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَنعَمتِ بالِيا

قيس بن الملوح

[الحمدان]

صار التغزُّل في هواه عتابا
فهواه يمزج بالنعيم عذابا

ما ضرَّ مَن أخلصتُ في دين الهوى
لرضاه لو جعل الوفاءَ ثوابا

نقض العهودَ وحلَّ عقدَ ضمانِهِ
من بعد ما عذب الوصالُ وطابا

وأمنتُه فأتاح لي من مأمني
غدراً كذا مَن يأمن الأحبابا

فإذا أردتُ عتابَه لجنايةٍ
جعل التقطُّبَ للعتاب جوابا

خدَعُ الوساوسِ لم تزل لي حيلةً
حتى أمنتُ على الغزال كلابا

الخبز أرزي

[الحمدان]

وَلَمّا سَكَنتَ القَلبَ لَم يَبقَ مَوضِعٌ
بِجِسمِيَ إِلّا وَدَّ لَو أَنَّه قَلبُ

مَتى سَهِرَت عَيني لِغَيرِ جَمالِكُم
فَلا بَرِحَت عِندي مَدامِعُها سُكبُ

.....

[الحمدان]

الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ
هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني

فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ حُرّةٍ
بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ

وَلَرُبَّما طَعَنَ الفَتى أَقرانَهُ
بِالرَأيِ قَبلَ تَطاعُنِ الأَقرانِ

لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ
أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسانِ

المتنبي
الضيغم: الأسد

[الحمدان]

حِينَ أَتَى العِيدُ لِلشَاعِرِ ابنِ رَشِيقٍ، وَكَانَ عِيدًا مَاطِرًا، وَكَانَ السُلطَانُ المُعِزُّ بنُ بَادِيسَ غَائِبًا إِذ لَم يَكُن مَعَهُم فِي ذَاكَ العِيد، فَجَعلَ ابنُ رَشِيقٍ مِن هَذَا مَقصدًا شِعرِيًا بَلِيغًا، فَقَال:

تَجَهَّمَ العِيدُ وَانهَلَّت بَوَادِرُهُ
وَكُنتُ أَعهَدُ مِنهُ البِشرَ وَالضَحِكَا

كَأَنَّهُ جَاءَ يَطوِي الأَرضَ مِن بُعُدٍ
شَوقًا إِلَيكَ فَلَمَّا لَم يَجِدكَ بَكَى.

منقول من قناة الأمالي

تجهم: غَشِيَه وُجومٌ أو حُزْن أو استقبل بوجه عبوس كريه.
انهل: انصب، سال
بوادر: جمع بادرة؛ ما يبدر من الرجل عند الغضب والسقط

[الحمدان]

لا نالَ قَلبي مِنكُمُ ما أَمَّلا
إِن كانَ يَومًا عَن مَحَبَّتِكُم سَلا

وَحُرمتُ ما أَرجوهُ مِن لُقياكُمُ
إِن حَلَّ قَلبي في سِواكُمُ أَو حَلا

أَحبابنا عودوا إِلى عَهدِ الصِبا
وَعِدوا بِوَصلِكُمُ المُحِبَّ المُبتَلا

بلبل الغرام الحاجري

[الحمدان]

وَلَو أنّنِي أَسْتغفرُ اللهَ كلَّمَا
ذكرتُكِ لَمْ تُكتَب عَلَيَّ ذنوبُ

قيس بن الملوّح

[الحمدان]

‏يُخطئُ البعضُ فيقول: المالُ والمنصبُ يُغيِّرَانِ الرجلَ، والحقّ أنهما يكشفانِ عن معدنِهِ الحقيقي.
هذا محمد بن الحسن، كان له صديقٌ نالته عُسْرَةٌ، ثم تولى منصبًا وتنكّر عليه فكتب له:

لَئِنْ كانَت الدُنيا أَنالتكَ ثَروةً
وَأصْبَحتَْ مِنها بَعْدَ عُسْرٍ أَخا يُسْرِ

لَقَدْ كَشَفَ الإِثراءُ عَنْكَ خَلائِقًا
مِن اللؤْمِ كانَت تحْتَ سِتْرٍ مِن الفَقْرِ

[الحمدان]

إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا

فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ
وفي القلبِ صبرٌ للحبيبِ ولو جفا

فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ
وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا

إذا لم يكن صفو الودادِ طبيعة ً
فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا

ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلَهُ
ويلقاهُ مِن بعدِ المودَّة ِ بالجفا

وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا

سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا
صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا

.....

[الحمدان]

تطوفُ بي مضايِقٌ أخالُها
‏لا تنتهي فتنتهي بالحوقَلَة

‏يأتي إليك المُستجيرُ ماشِيًا
‏وأنت يا ذا الجُودِ تأتي هروَلَة

.....

[الحمدان]

‏رفعتُ المُنى لله دعوةَ واثقٍ
‏فلستُ أُبالي جُلِّلَتْ أمْ تَجَلَّتِ

‏ولستُ أبالي إذْ أُعلِّقُ غايتي
‏بمالك غاياتِي أتَتْ أمْ تولّتِ

‏ألَا رُبَّ يومٍ طبَّقَتْني غمامةٌ
‏من اليأسِ لمْ آبَهْ لها فاضْمَحَلَّتِ

‏ورُبَّةَ جَدْبٍ حاقَ بالقلب مرةً
‏فناديتُ آمالي لهُ فاسْتَهَلَّتِ

.....

[الحمدان]

فَدَيتُ حَبيباً زارَني مُتَفَضِّلاً
وَليسَ عَلى ذاكَ التَفَضُّلِ زائِدُ

وَما كَثُرَت مِنّي إِلَيهِ رَسائِلٌ
وَلا مَطَلَت بِالوَصلِ مِنهُ مَواعِدُ

رَآني عَليلاً في هَواهُ فَعادَني
حَبيبٌ لَهُ بِالمَكرُماتُ عَوائِدُ

فَمُت كَمَداً يا حاسِدي فَأَنا الَّذي
لَهُ صِلَةٌ مِمَّن يُحِبُّ وَعائِدُ

وَلي واحِدٌ ما لي مِنَ الناسِ غَيرُهُ
أَرى أَنَّهُ الدُنيا وَإِن قُلتُ واحِدُ

فَيا مُؤنِسي لا فَرَّقَ اللَهُ بَينَنا
وَلا أَقفَرَت لِلأُنسُ مِنّا مَعاهِدُ

بهاء الدين زهير

[الحمدان]

أرى الناس خــــلان الجواد ولا
أرى بخيلاً لَهُ فِي العالمين خليل

ومن خير حالات الفتى لو علمته
إذا نـــالَ شيئاً أن يكون ينيل

فإني رأيـــت البخل يزري بأهله
فأكرمـــتُ نفسى أن يُقالَ بخيل

عطائي عطاء المكثرين تجملا
ومالي كمــا قد تعلمين قليل

.....

[الحمدان]

أَبلى الهَوى أَسَفاً يَومَ النَوى بَدَني
وَفَرَّقَ الهَجرُ بَينَ الجَفنِ وَالوَسَنِ

روحٌ تَرَدَّدُ في مِثلِ الخِلالِ إِذا
أَطارَتِ الريحُ عَنهُ الثَوبَ لَم يَبِنِ

كَفى بِجِسمي نُحولاً أَنَّني رَجُلٌ
لَولا مُخاطَبَتي إِيّاكَ لَم تَرَني

المتنبي

[الحمدان]

أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ

جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ

ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ

.....

[الحمدان]

جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ

وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ

وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا

.....

[الحمدان]

نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا

أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا

مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ

خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ

.....

[الحمدان]

وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ

وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ

وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي
مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ

حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ

وَعَجِبتُ مِن أَرضٍ سَحابُ أَكُفِّهِم
مِن فَوقِها وَصُخورُها لا تورِقُ

وَتَفوحُ مِن طيبِ الثَناءِ رَوائِحٌ
لَهُمُ بِكُلِّ مَكانَةٍ تُستَنشَقُ

مِسكِيَّةُ النَفَحاتِ إِلّا أَنَّها
وَحشِيَّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعبَقُ


.....

[الحمدان]

أَأُسلَبُ مِن وِصالِكِ ما كُسيتُ
وَأُعزَلُ عَن رِضاكِ وَقَد وَليتُ

وَكَيفَ وَفي سَبيلِ هَواكِ طَوعاً
لَقيتُ مِنَ المَكارِهِ ما لَقيتُ

أُسِرُّ عَلَيكِ عَتباً لَيسَ يَبقى
وَأُضمِرُ فيكِ غَيظاً لا يَبيتُ

وَما رَدّي عَلى الواشينَ إِلّا
رَضيتُ بِجَورِ مالِكَتي رَضيتُ

ابن زيدون

[الحمدان]

في كلِّ عضوٍ منكِ روحُ تُقىً
تُضفِي عليه جمالَهُ الأنقَى

فكأنَّ خصرَكِ وَسْطَ عُزلَتِهِ
مُتَصَوِّفٌ لِلعالمِ الأبقى

و كأنَّ جِيدَكِ في استقامتِهِ
مُتَمَسِّكٌ بالعروةِ الوثقى

في الخَصرِ ما في الجِيدِ من وَرَعٍ
لا تسألي مَن منهما الأتقى

وجوارحي بِهَواكِ قد غَرِقَتْ
فأنا هنا سَيلٌ مِنَ الغرقَى

و أنا الضحايا في حقيقتِهم
لا تَطلُبِي من غيرِهِم صِدقا

هيا اعشقيني كي يُتاحَ لنا
أن نستعيدَ لِنَفسِنا الخَلْقَا

هيا اعشقيني كي نطير إلى
أقصى المدى و نُوَسِّعَ الأفقَا

وعلى العِناقِ نرى مَجَرَّتَهُ
عُنْقاً تَشُدُّ على الهوى عُنقا

زنداكِ ميزانٌ بِثِقْلِهما
يَزِنُ المَدَارُ الغربَ والشرقَا

لا ترفعي زندًا بِمُفرَدهِ
كي لا يميلَ الكوكبُ الأشقى


جاسم الصحيح

[الحمدان]

سهرتُ والليلُ أمسى للورى سكنا
فمن يدلُّ على أجفاني الوسنا

أرعى كواكِبها حتى إذا أفلتْ
ألقيتُ للطيرِ في تحنانها الأذنا

واسألِ الحبَّ عن روحي وعن بدني
فلا أرى لي لا روحاً ولا بدنا

وما نظرتُ لأعضائي وقد بليتْ
إلا حسبتُ ثيابها فوقَها كفنا

يا من يعزُّ على نفسي تدلله
كم ذا أكابدُ فيكَ الذلَّ والوهنا

دروا بما بي ولولا الدمعُ كانَ دما
لما تظنوهُ إلا عارضاً هتنا

وربَّ ذي سفهٍ قد هبَّ يعذلُني
فقالَ أنتَ الفتى المضنى فقلتُ أنا

وهل أخافُ على سرِّ الهوى أحداً
وقدْ خلقتُ على الأسرارِ مؤتمنا

فدع غرامكَ يطويني وينشرني
ودعْ عذولي يطوي جنبهُ الضغنا

من كان مثلي لم يحفلْ بمثلهمُ
ومن أحبَّ استلانَ المركبَ الخشنا

كأنما الحسنُ أمسى فيكَ مجتمعاً
فأينما نظرتْ عيني رأتْ حسنا

وإن تكنْ للعاشقينَ فما
يزالُ أمرُ الهوى في ما بيننا فتنا

فاسأل محياكَ كم أخجلتَ من قمرٍ
وسل قوامكَ ذا المياسِ كم غصنا

وكم يبيعكَ أهلُ العشقِ أفئدةً
وأنتَ لا عوضاً تعطي ولا ثمنا

فيمَ اقتصاصكَ في قلبي تعذبني
وما جنيتُ ولا قلبي عليكَ جنى

أما كفاني ما ألقاهُ من زمني
حتى أغالبَ فيكَ الشوقَ والزمنا

إني وإياكَ كالمنفيِّ عن وطنٍ
أيُّ البلادِ رأى لم ينسهِ الوطنا

وما أطافَ بقلبي في الهوى أملٌ
إلا بعثتَ عليهِ الهمَّ والحزنا

ليهنكَ اليومَ أني ممسكٌ كبدي
وإنها قطعٌ تجري هنا وهنا

وفي الجوانحِ شيءٌ لستُ أعرفهُ
لكنْ أهل الهوى يدعونهُ شجنا

يبيبتُ ينبضُ قلبي من تقلبهِ
حتى إذا ذكروا من هاجهُ سكنا

فهلْ رثيتَ لمن لو بثَّ لوعتهُ
معَ الصباحِ لأبكى الطيرَ والفننا

وهل تعللنا يوماً بموعدةٍ
وإن تكن لا تفي سرّاً ولا علنا

أوأن نفسي على كفيكَ لانحدرتْ
ولو دفنتُ لما باليتَ من دُفنا

وذو الشقاوةِ مقرونٌ بشِقْوَتهِ
أنى تقلبَ جرتْ خلفهُ المحنا


.....

[الحمدان]

تَنامينَ لا تَدرينَ ما لَيلُ ذي هَوىً
وَما يَفعَلُ التَسهيدُ بِالهائِمِ الصَبِّ

سَلي عَن مَبيتي مَن رَأى ذَلِكَ البَلا
فَباتَ مَبيتي في عَذابٍ وَفي كَربِ

أَدَرتُ الهَوى حَتّى إِذا كانَ كالرَحى
جَعَلتُ لَهُ قَلبي بِمَنزِلَةِ القُطبِ

وَجاهِلَةٍ بِالحُبِّ لَم تَدرِ طَعمَهُ
وَقَد تَرَكَتني أَعلَمَ الناسِ بِالحُبِّ

أَقامَت عَلى قَلبي رَقيباً وَناظِري
فَلَيسَ يُؤَدّي عَن سِواها إِلى قَلبي

وَقَد كُنتُ أَشكو عَتبَها وَعِتابَها
فَقَد فَجَعَتني بِالعِتابِ وَبِالعَتبِ

وَأَظمَأُ مَمنوعَ الوُرودِ إِلَيكُمُ
كَما يَظمَأُ الصادي إِلى البارِدِ العَذبِ

وَقائِلَةٍ بِالجَهلِ يا لَيتَ أَنَّها
تُلاقي الَّذي تَلقى مِنَ الجُهدِ وَالكَربِ

فَقُلتُ لَها ما أَشتَهي أَن يُصيبَها
بَلائي وَلَكِن بَعضُ ما بي مِنَ الحُبِّ

لَعَمري إِن كانَ المُقَرِّبُ مِنكُمُ
هَوىً صادِقاً إِنّي لَمُستَوجِبُ القُربِ

سَأَرعى وَما اِستَوجَبتِ مِنّي رِعايَةً
وَأُنزِلُ بي ذَنباً وَلَستُ بِذي ذَنبِ

العباس بن الأحنف

[الحمدان]

إِلَيكِ مِنَ الأَنامِ غَدا ارتِياحي
وَأَنتِ عَلى الزَمانِ مَدى اِقتِراحي

وَما اعتَرَضَت هُمومُ النَفسِ إِلّا
وَمِن ذِكراكِ رَيحاني وَراحي

فَدَيتُكِ إِنَّ صَبري عَنكِ صَبري
لَدى عَطَشي عَلى الماءِ القَراحِ

وَلي أَمَلٌ لَوِ الواشونَ كَفّوا
لَأَطلَعَ غَرسُهُ ثَمَرَ النَجاحِ

وَأَعجَبُ كَيفَ يَغلِبُني عَدُوٌّ
رِضاكِ عَلَيهِ مِن أَمضى سِلاحِ

وَلَمّا أَن جَلَتكِ لِيَ اِختِلاساً
أَكُفُّ الدَهرِ لِلحَينِ المُتاحِ

رَأَيتُ الشَمسَ تَطلُعُ مِن نِقابٍ
وَغُصنَ البانِ يَرفُلُ في وِشاحِ

فَلَو أسْتطيعُ طِرتُ إِلَيكِ شَوقاً
وَكَيفَ يَطيرُ مَقصوصُ الجَناحِ

عَلى حالَي وِصالٍ وَاِجتِنابٍ
وَفي يَومي دُنُوٍّ وَانتِزاحِ

وَحَسبِيَ أَن تُطالِعَكِ الأَماني
بِأُفقِكِ في مَساءٍ أَو صَباحِ

فُؤادي مِن أَسىً بِكِ غَيرُ خالٍ
وَقَلبي عَن هَوىً لَكِ غَيرُ صاحِ

وَأَن تُهدي السَلامَ إِلَيَّ غِبّاً
وَلَو في بَعضِ أَنفاسِ الرِياحِ

ابن زيدون

[الحمدان]

مُخجِلَ الغُصُنِ الفَينانِ إِن خَطَرا
وَفاضِحَ الرَشإِ الوَسنانِ إِن نَظَرا

يَفديكَ مِنّي مُحِبٌّ شَأنُهُ عَجَبٌ
ما جِئتَ بِالذَنبِ إِلّا جاءَ مُعتَذِرا

ابن زيدون

[الحمدان]

يا مَن غَدَوتُ بِهِ في الناسِ مُشتَهِراً
قَلبي عَلَيكَ يُقاسي الهَمَّ وَالفِكَرا

إِن غِبتَ لَم أَلقَ إِنساناً يُؤَنِّسُني
وَإِن حَضَرتَ فَكُلُّ الناسِ قَد حَضَرا

ابن زيدون

[الحمدان]

ما جالَ بَعدَكِ لَحظي في سَنا القَمَرِ
إِلّا ذَكَرتُكِ ذِكرَ العَينِ بِالأَثَرِ

ابن زيدون

[الحمدان]

هَوايَ وَإِن تَناءَت عَنكَ داري
كَمِثلِ هَوايَ في حالِ الجِوارِ

ابن زيدون

[الحمدان]

أَنتِ مَعنى الضَنى وَسِرُّ الدُموعِ
وَسَبيلُ الهَوى وَقَصدُ الوَلوعِ

أَنتِ وَالشَمسُ ضَرَّتانِ وَلَكِن
لَكِ عِندَ الغُروبِ فَضلُ الطُلوعِ

ابن زيدون

[الحمدان]

سَقى اللَه أرضاً قد غدت لك منزلاً
بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ

ولادة بنت المستكفي

[الحمدان]

إِنّي ذَكَرتُكِ بِالزَّهْراءَ مُشتاقاً
وَالأُفقُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقا

وَلِلنَسيمِ اِعتِلالٌ في أَصائِلِهِ
كَأَنَّهُ رَقَّ لي فَاعتَلَّ إِشفاقا

وَالرَوضُ عَن مائِهِ الفِضِيِّ مُبتَسِمٌ
كَما شَقَقتَ عَنِ اللَبّاتِ أَطواقا

نَلهو بِما يَستَميلُ العَينَ مِن زَهَرٍ
جالَ النَدى فيهِ حَتّى مالَ أَعناقا

كَأَنَّ أَعيُنَهُ إِذ عايَنَت أَرَقي
بَكَت لِما بي فَجالَ الدَمعُ رَقراقا

وَردٌ تَأَلَّقَ في ضاحي مَنابِتِهِ
فَازدادَ مِنهُ الضُحى في العَينِ إِشراقا

سَرى يُنافِحُهُ نَيلوفَرٌ عَبِقٌ
وَسنانُ نَبَّهَ مِنهُ الصُبحُ أَحداقا

كُلٌّ يَهيجُ لَنا ذِكرى تَشَوُّقِنا
إِلَيكِ لَم يَعدُ عَنها الصَدرُ أَن ضاقا

لا سَكَّنَ اللَهُ قَلباً عَقَّ ذِكرَكُمُ
فَلَم يَطِر بِجَناحِ الشَوقِ خَفّاقا

لَو شاءَ حَملي نَسيمُ الصُبحِ حينَ سَرى
وافاكُمُ بِفَتىً أَضناهُ ما لاقى

لَو كانَ وَفّى المُنى في جَمعِنا بِكُم
لَكانَ مِن أَكرَمِ الأَيّامِ أَخلاقا

يا عَلقِيَ الأَخطَرَ الأَسنى الحَبيبَ إِلى
نَفسي إِذا ما اِقتَنى الأَحبابُ أَعلاقا

كانَ التَجارِي بِمَحضِ الوُدِّ مُذ زَمَنٍ
مَيدانَ أُنسٍ جَرَينا فيهِ أَطلاقا

فَالآنَ أَحمَدَ ما كُنّا لِعَهدِكُمُ
سَلَوتُمُ وَبَقينا نَحنُ عُشّاقا

ابن زيدون

[الحمدان]

عَسى اللَهُ أَن يَأتي بِخَيرٍ فَإِنَّ لي
عَوائِدَ مِن نُعماهُ غَيرُ بَوائِدِ

فَكَم شالَني مِن قَعرِ ظَلماءَ لَم يَكُن
لِيُنقِذَني مِن قَعرِها حَشدُ حاشِدِ

أبو فراس الحمداني

[الحمدان]

جازَيتَني عَن تَمادي الوَصلِ هِجرانا
وَعَن تَمادي الأَسى وَالشَوقِ سُلوانا

عَهدي كَعَهدِكَ ما الدُنيا تُغَيِّرُهُ
وَإِن تَغَيَّرَ مِنكَ العَهدُ أَلوانا

ما صَحَّ وُدِّيَ إِلّا اعتَلَّ وُدُّكَ لي
وَلا أَطَعتُكَ إِلّا زِدتَ عِصيانا

يا أَليَنَ الناسِ أَعطافاً وَأَفتَنَهُم
لَحظاً وَأَعطَرَ أَنفاساً وَأَردانا

حَسُنتَ خَلقاً فَأَحسِن لا تَسُؤ خُلُقاً
ما خَيرُ ذي الحُسنِ إِن لَم يولِ إِحسانا

ابن زيدون

[الحمدان]

سلامٌ من قريبٍ غير نائي
إلى مَن عنده بُرْئي ودائي

سلامٌ أخلصَتْهُ لك الحنايا
خُلوصَ المتقين من الرياء

وبعدُ، فكل عيدٍ أنت فيه
بخيرٍ غيرِ منقطع الرَّواءِ

عليك ثيابُ سعْدٍ سابغاتٌ
حياتَك ما افتقرْنَ إلى رِفَاءِ

فديتك مِن مُدِلٍّ لا يُبالي
بَلاءَ ثيابِ صبري وابتلائي

أتيتك مِن سَوَائك مُشمئزًّا
غنيَّ النفس منقطعَ الرجاء

وقد قدَّتْ قميصَ الصبر مني
يدُ الأشواق واجترحتْ عزائي

لِتَكسوَني الذي فيه اتقائي
صقيعَ اليأس أو حَرَّ الجَوَاء

سألتك كُسْوةً فكسَوْتَنِيها
ثيابًا مِن هَباءٍ في هواءِ

فإنْ أبصرتني قد جئتُ فيها
صباح العيد لا تُنكرْ رُوَائي

فليس من المحبة أن تراني
عَريًّا مِن كُساك لدى اللقاء

ايوب الجهني

[الحمدان]

طَغَتِ الكِلامُ على الكَلامِ
وتضافَرَتْ عُصَبُ الظلامِ

لمّا رأتنا سادِرِينَ
وتائهين بلا خِطامِ

مُتنكِّبين عن السبيل
وراكبينَ لكلِّ ذَامِ

ومُقدِّمين لكلِّ وَغْلٍ
واضعينَ لكلِّ سامِ

نَجْلُوا الخدودَ وما جَلَونا
دهرَنا صدأَ الحُسامِ

ونذلُّ للباغي ونزعمُ
أنّه عفو الكرامِ

ونريق ماء السِّلْم وهْو
يُعِلُّنا ماءَ الضِّرامِ

لو أنّه لاقى رجالًا
لا تبيتُ على أُوَامِ

وبغير حبلِ الله لا
تسعى يداهم لاعتصام

يتسابقون إلى الحتوفِ
مُناجِزينَ لكلِّ رامِ

بين الحتوفِ وبينهم
رَحِمٌ مؤكَّدةُ الذِّمامِ

كتعانقِ الأحبابِ يعـ
ـتنقون أسرابَ الحِمام

لَثَنَوا صدور رماحهم
عنّا وآبُوا بانهزامِ

لكنّ لو قيدٌ رَسَفْنا
فيه حتى ما نُحامي

وعلى الثغورِ عن الكُماةِ
أقام فُرسانُ الكَلامِ

ايوب الجهني

[الحمدان]

وقفتُ قلبي على أطلال تَذْكارِ
فكان أوجعَ مِن وَقْفي على دارِ

بل ما وُقوفُك في دار تَنُمُّ بنا
ليستْ كقلبِك خَزَّانًا لِأسرارِ

يا ذِكْرَ مَيَّةَ في قلبٍ يذوبُ أسًى
لا دارَ مَيَّةَ في نُؤْيٍ وأحجارِ

حَلَلْتَ يا ذكرَها في موضعٍ خَفِيَتْ
أسرارُهُ عن سوى المُستغفَرِ الباري

حَلَلْتَ في مُضْغَةٍ لم تَطْوِ جانبَها
إلا على خيرِ ما يُطْوَى بِأَزرارِ

فما يُفارقُها وُدٌّ يَحُلُّ بها
ولا يَحُلُّ بها مَن وُدُّهُ زاري

فاحفظْ فؤادَك مِن يأسٍ يُلِمُّ بهِ
فاليأسُ كالسيلِ يعفو دِمْنَةَ الدارِ

ايوب الجهني

[الحمدان]

كم عارضٍ ليَ قد لاحَتْ بوارقُهُ
ولم يكنْ خُلَّبًا، بل عارضٌ سَفَحا

سُقِيتُ منهُ ولم أَسْتَسْقِهِ، وجرَتْ
عليَّ منهُ شِعابٌ لم تزَلْ دُلُحا=

صددتُّ عنه ولم أَحْفِل بِطافِحِهِ
إذ لم يكنْ مِن سواقيها الذي طَفَحا

.....

[الحمدان]

على الكذاب لعنة من تعالى
وخزي دائم أبدا يزيد

فإن قال المزور ما كذبنا
فهات الأصل رمّا لا جديد

ففيه إن أتيت به بيان
وإلا أنت كذاب عنيد

وقلت لصاحبي اهجره مليا
فعن رسم ابن حنبل لا محيد

إذا ما كان سلكك حنبليا
فبورك نظم سلكك يا سعيد

.....

[الحمدان]

‏أيُّ شيءٍ في العيدِ أُهدي إليكِ
‏يا مَلاكي وكلُّ شيءٍ لديكِ

‏أَسِوارًا أم دُمْلُجًا مِن نُضَارٍ
‏لا أحِبّ القيودَ في مِعصَمَيكِ

‏أم خُمورًا وليس في الأرضِ خمرٌ
‏كالتي تَسكُبِينَ مِن لَحظيكِ

‏أم ورودًا والورد أجملُه عندِيَ
‏الذي قد نَشَقْتُ مِن خَدّيكِ

.....

[الحمدان]

‏اللهُ يشهدُ أنّي ما ارتضيت لنا
‏جراحنا والأسى والحزنَ والكمدَا

‏ولا رضيتُ لماضينا وقصتنا
‏هذي النهايةَ والأوجاعَ والنكدَ

‏ولا انتهى الحبُّ في قلبي وما فُقِدت
مشاعري لكنِ الصبرُ الذي فُقِدا

‏اليومُ أُخفِضُ راياتي وأُسلِمُها
‏للوقتِ يا وقتُ إنّي قد مددتُ يدا

‏يا وقتُ خلِّ لنا الذكرى كسابقِها
‏يا وقتُ وابقِ على الماضي كما عُهِدا

‏يا وقتُ ما عادَ فينا ما ستأخذهُ
‏لا شيءَ يا وقتُ إذ حاربتهُ صمَدا

‏قلنا نعودُ وما عُدنا وليس لنا
‏أن نوقِظَ الشوقَ فينا بعدما خمدا

‏سنتبع الدربَ علَّ الدرب يُرجِعنا
‏إلى البداية كي لا نلتقي عَمَدَا

‏نسيرُ في الركبِ حيث العمر يأخذنا
‏وينشدُ الحبُّ عنَّا والجوابُ صدى

.....

[الحمدان]

‏ركائبُ سُهدِي مِن قراها المدامعُ
‏هداها لهيبٌ أضرمَته الأضالعُ

‏أبَيتُ أبِيت الليلَ إلّا بلوعةٍ
‏أقضّت بها وجدًا علي المضاجعُ

‏يا ربّ هل طيفُ الحبيبة زائرٌ
‏وهل عهدُ ليلى بالأُجَيرِعِ راجعُ

‏وما ذنبُ مَن لا عندَهُ الحب ذائعٌ
‏ولا السر مبذولٌ ولا العهد ضائعُ

.....

[الحمدان]

وكنتِ تميلين دربًا مُحالا
قصيرًا سرَتهُ الرؤى فاستطالا

‏وكنت أرتب أحلامنا
‏يقينًا يقينًا خيالًا خيالا

‏بريئًا أفتشُ عن لحظةٍ
‏أُسميكِ فيها القريبَ المُحالا

وألمح في عينكِ الأغنيات
‏تواري اشتعالًا وتُبدي اشتعالا

وتأخذني من وجودٍ رتيبٍ
‏إلى عدمٍ جاوزَ الاحتمالا

وكانت عيونكِ من نشوةٍ
‏تذوبُ سؤالًا سؤالًا سؤالا

لأسرفَ في فكرةٍ لا تقال
وفي فكرةٍ تشتهي أن تقالا

‏وفي جامدٍ في ضلوعي سنينًا
مررتِ به صدفةً ثم سالا

عبدالله العنزي

[الحمدان]

وَحَدَّثتَني يا سَعدُ عَنها فَزِدّتَني
جُنونًا فَزِدني مِن حَديثِكَ يا سَعدُ

وَما زِلتُ في حُبّي ظُلَيمَةَ صادِقًا
أَهيمُ بِها ما فَوقَ وَجدي بِها وَجدُ

هَواها هَوًى لَم يَعلَمِ القَلبُ غَيرَهُ
فَلَيسَ لَهُ قَبلٌ وَلَيسَ لَهُ بَعدُ

العباس بن الأحنف

[الحمدان]

لوكان ترقا للسحاب اتجيبه
وتحط القمر والنجم بين ايديهم

وتشيل حملهم فوق الحمول صليبه
وتغزل حرير افراش وتغطيهم

وتصفي العسل مالقير قبل اتجيبه
وتحطب وتكبر نار ودفيهم

وتسكت وتدفع عالسكات ضريبه
وما تقول غير اللي بها ترضيهم

وتحمل سوايهم وكل عطيبه
وتلعب وتضحك ما تعد عليهم

الناس ياولد راها اليوم غريبه
والله لو تعاني بيش ماترضيهم

شعر ليبي

[الحمدان]

‏جاءَت كَطَيفٍ في حَياتي عابِرٍ
‏فَإِذا بِها قَدَرٌ عَلَيَّ قَد وَجَب

‏سُبحانَ مَن كَتَبَ المحَبَّةَ في دَمي
‏وجَعَلَ قَلبي في هَواها يضطَرِب

‏كُنتُ الَّذي يَمشي بِدَربِ سَلامَةٍ
‏حَتّى رمَتني نَظرَةٌ فيها العَجَب

‏أَقسَمتُ أَلّا أَعشَقَ الحُسنَ مَرَّةً
‏لَكِنَّ قَلبي في هَواها قَد غُلَب

.....

[الحمدان]

‏وكانَ فُؤادي خالِيًا قَبلَ حُبِّكِ
‏وَكانَ بِذِكرِ الخَلقِ يَلهو وَيَمزحُ

‏فَلَمّا دَعا داعي هَواكِ أَجابَهُ
‏فَلَستُ أَراهُ عَن وِصالِكِ يَبرَحُ

‏فَإِن شِئتِ وصْلهُ وَإِن شِئتِ بالجَفا
‏فَلَستُ أَرى قَلبي لِغَيرِكِ يَصلُحُ

.....