مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
06-22-2024, 05:41 AM
ريمٌ رَمى قاصِداً قَلبي بِمُقلَتِهِ
أَفديهِ مِن قاصِدٍ قَلبي وَأَحميهِ
يا حَبَّذا مَوطِني ما دامَ ساكِنُهُ
فَالقَلبُ مِنّي رَهينٌ في نَواحيهِ
العباس بن الاحنف
الحمدان
06-22-2024, 05:42 AM
أَنَا الْمَرءُ لا يَثْنِيهِ عَنْ دَرَكِ الْعُلا
نَعِيمٌ وَلا تَعْدُو عَلَيْهِ الْمَفَاقِرُ
قَؤُولٌ وَأَحْلامُ الرِّجَالِ عَوَازِبٌ
صَؤُولٌ وَأَفْوَاهُ الْمَنَايَا فَوَاغِرُ
فَلا أَنَا إِنْ أَدْنَانِيَ الْوَجْدُ بَاسِمٌ
وَلا أَنَا إِنْ أَقْصَانِيَ الْعُدْمُ بَاسِرُ
محمود سامي البارودي
الحمدان
06-22-2024, 05:44 AM
وَلَيلٍ كَيوم الحَشرِ طُولاً سَهرتُهُ
وَبين جُفوني وَالمَنام بَرازِخُ
وَكَم لَيلَةٍ مَدَّت دُجاها كأَنَّما
كواكِبُها فيها رواسٍ رواسِخُ
أَرِقتُ بها وَالصبحُ قد حالفَ الدُجى
فَما نَسرُها سارٍ ولا الديك صارخُ
فَيا لكَ من لَيلٍ طَويلٍ كأَنَّه
على كُلِّ لَيلٍ بالتَطاول باذِخُ
ابن معصوم
الحمدان
06-22-2024, 05:45 AM
طَرِبتَ وَما هَذا الصِبا وَالتَكالُفُ
وَهَل لِمَهوى إِذ راعَهُ البَينُ صارِفُ
طَرِبتَ بِأَبرادٍ وَذَكَّرَكَ الهَوى
عِراقِيَّةٌ ذِكرٌ لِقَلبِكَ شاعِفُ
تَعُلُّ ذَكِيَّ المِسكِ وَحفاً كَأَنَّهُ
عَناقيدُ ميلٌ لَم يَنَلهُنَّ قاطِفُ
جرير
الحمدان
06-22-2024, 05:49 AM
لَعَلَّكَ تُصغي سَاعَةً وَ أَقولُ
لَقَد غابَ وَاشٍ بَينَنا وَ عَذولُ
وَ في النَّفسِ حَاجَاتٌ إِلَيكَ كَثيرَةٌ
أَرىٰ الشَّرحَ فيها وَ الحَديثُ يَطولُ
تَعَالَ فَمَا بيني وَ بَينِكَ ثالِثٌ
فَيَذكُرُ كُلٌّ شَجوَهُ وَ يَقولُ
فَمَا بَلَغَ العُشَّاقُ حَالًا بَلَغتُها
هُنَاكَ مُقَامٌ مَا إِلَيهِ سَبيلُ
وَ مَا كُلُّ مَخضوبِ البَنَانِ بُثَينَةٌ
وَ مَا كُلُّ مَسلوبِ الفُؤادِ جَميلُ
وَ لِي عِندَكُم قَلبٌ أَضَعتُمْ عُهودَهُ
عَلىٰ أَنَّهُ جَارٌ لَكُم وَ نَزيلُ
.....
الحمدان
06-22-2024, 05:05 PM
وَ قَد فَارَقَ النَّاسُ الأَحِبَّةَ قَبلَنا
وَ أعيا دَواءُ المَوتِ كُلَّ طَبيبِ
فَرُبَّ كَئيبٍ لَيسَ تَندى جُفونُهُ
وَ رُبَّ كَثيرِ الدَّمعِ غَيرُ كَئيبِ
فَدَتكَ نُفوسُ الحَاسِدينَ فَإِنَّها
مُعَذَّبَةٌ في حَضرَةٍ وَ مَغيبِ
المتنبي
الحمدان
06-22-2024, 05:23 PM
لَعَلَّكَ تُصغي سَاعَةً وَ أَقولُ
لَقَد غابَ وَاشٍ بَينَنا وَ عَذولُ
وَ في النَّفسِ حَاجَاتٌ إِلَيكَ كَثيرَةٌ
أَرىٰ الشَّرحَ فيها وَ الحَديثُ يَطولُ
تَعَالَ فَمَا بيني وَ بَينِكَ ثالِثٌ
فَيَذكُرُ كُلٌّ شَجوَهُ وَ يَقولُ
فَمَا بَلَغَ العُشَّاقُ حَالًا بَلَغتُها
هُنَاكَ مُقَامٌ مَا إِلَيهِ سَبيلُ
وَ مَا كُلُّ مَخضوبِ البَنَانِ بُثَينَةٌ
وَ مَا كُلُّ مَسلوبِ الفُؤادِ جَميلُ
وَ لِي عِندَكُم قَلبٌ أَضَعتُمْ عُهودَهُ
عَلىٰ أَنَّهُ جَارٌ لَكُم وَ نَزيلُ
......
الحمدان
06-22-2024, 10:13 PM
إن شئتَ أن يغدو حديثك سُكرا
وشذى حروفك كالعبير معطرا
ويزول عنك دجى الهموم وحزنها
ويصير قلبُك مرجَ حب أخضرا
فاملأ حديثك بالصلاة على الذي
*أهداه ربك للوجود مبشرا
يافوز من باعوا بحب محمدٍ
أغلى النفوس ومالكُ الملك اشترى
صلوا عليه وسلموا بِعِداد ما
أجرى الإلهُ من الأمور وقدرَا
.....
الحمدان
06-22-2024, 11:33 PM
مجنون ليلى العامرية
الشاعر قيس بن الملوح بن
مزاحم العامري الملقب
(بمجنون ليلى )هو شاعرٌ من
أهل نجد يُعد من أشهر شعراء الغزل العربي لقب عبر
التاريخ بمجنون ليلى
لشدة هيامهُ وحبهُ لمحبوبته ليلى
عُرِف قيسٌ بأنّه رجلٌ مُستقلّ الفكر وراجح العقل كثيرُ السّخاء وكان جميل الوَجهِ ذا شخصيّةٍ جذّابة فلقد وُصِف بأنّه طويلَ القامة أجعدَ الشّعر، أبيضَ البشرة ولم تتغيَّر أحوالُه إلّا بسبب العشق والهيام أما معشوقتُه فهي ليلى العامرية بنت مهديّ بن سعد بن ربيعة ابن الحريش بن كعب بن ربيعة
وتُعد قصتهما من أجمل واحزن قصص الحب العذري في تاريخ الأدب العربي
أختلفت الأقوال عن كيفية نشوء هذا الحب التي لم تكتمل كسابق عهدها بسبب العادات في القبائل العربية
سابقا لان الحب كان يُعد عاراً وفضيحة
قال في محبوبته ليلى شعراً كثيراً
وهذه الابيات من شعره التي غُنِت كثيراً
لو كانَ لي قلبان لعشت بواحدٍ
وأفردتُ قلباً في هواكَ يُعذَّبُ
لكنَّ لي قلباً تّمَلكَهُ الهَوى
لا العَيشُ يحلُو لَهُ ولا الموتُ يَقْرَبُ
كَعُصفُورةٍ في كفِّ طفلٍ يُهِينُها
تُعَانِي عَذابَ المَوتِ والطِفلُ يلعبُ
فلا الطفل ذو عقلٍ يرِقُّ لِحالِها
ولا الطّيرُ مَطلُوقُ الجنَاحَينِ فيذهبُ
وأنشد قائلاً
عشقتك يا ليلى وأنتِ صغيرةٌ
وأنا ابن سبعٍ ما بلغت الثّمانيا
يقولون ليلى في العراق مريضةٌ
ألا ليتني كنتُ الطّبيبَ المُداوِيا
وقالوا عنك سوداء حبشيّةٌ
ولولا سوادُ المسك ما انباع غاليا
ويقول في موضع آخر
بلّغوها إذا أتيتم حِماها
أنّني متُّ في الغرام فِداها
واذكروني لها بكلِّ جميلٍ
فعساها تَحنُّ عليَّ عساها
واصحبوها لتُربَتي فعظامي
تشتهي أن تدوسَها قدماها
إنّ روحي من الضّريح تُناجيها
وعيني تسير إثرَ خُطاها
لم يُشقِني يومَ القيامةِ
لولا أملي أنّني هّناك أراها
الحمدان
06-23-2024, 12:45 AM
أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ
وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ
قالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِباً
مُنذُ اِبتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ
أَم ما لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعاً
إِلّا أَقَضَّ عَلَيكَ ذاكَ المَضجَعُ
فَأَجَبتُها أَن ما لِجِسمِيَ أَنَّهُ
أَودى بَنِيَّ مِنَ البِلادِ فَوَدَّعوا
أَودى بَنِيَّ وَأَعقَبوني غُصَّةً
بَعدَ الرُقادِ وَعَبرَةً لا تُقلِعُ
سَبَقوا هَوَىَّ وَأَعنَقوا لِهَواهُمُ
فَتُخُرِّموا وَلِكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ
فَغَبَرتُ بَعدَهُمُ بِعَيشٍ ناصِبٍ
وَإَخالُ أَنّي لاحِقٌ مُستَتبَعُ
وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُمُ
فَإِذا المَنِيِّةُ أَقبَلَت لا تُدفَعُ
وَإِذا المَنِيَّةُ أَنشَبَت أَظفارَها
أَلفَيتَ كُلَّ تَميمَةٍ لا تَنفَعُ
فَالعَينُ بَعدَهُمُ كَأَنَّ حِداقَها
سُمِلَت بشَوكٍ فَهِيَ عورٌ تَدمَعُ
حَتّى كَأَنّي لِلحَوادِثِ مَروَةٌ
بِصَفا المُشَرَّقِ كُلَّ يَومٍ تُقرَعُ
لا بُدَّ مِن تَلَفٍ مُقيمٍ فَاِنتَظِر
أَبِأَرضِ قَومِكَ أَم بِأُخرى المَصرَعُ
وَلَقَد أَرى أَنَّ البُكاءَ سَفاهَةٌ
وَلَسَوفَ يولَعُ بِالبُكا مِن يَفجَعُ
وَليَأتِيَنَّ عَلَيكَ يَومٌ مَرَّةً
يُبكى عَلَيكَ مُقَنَّعاً لا تَسمَعُ
وَتَجَلُّدي لِلشامِتينَ أُريهِمُ
أَنّي لَرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ
وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها
فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ
كَم مِن جَميعِ الشَملِ مُلتَئِمُ الهَوى
باتوا بِعَيشٍ ناعِمٍ فَتَصَدَّعوا
فَلَئِن بِهِم فَجَعَ الزَمانُ وَرَيبُهُ
إِنّي بِأَهلِ مَوَدَّتي لَمُفَجَّعُ
وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
في رَأسِ شاهِقَةٍ أَعَزُّ مُمَنَّعُ
وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
جَونُ السَراةِ لَهُ جَدائِدُ أَربَعُ
صَخِبُ الشَوارِبِ لا يَزالُ كَأَنَّهُ
عَبدٌ لِآلِ أَبي رَبيعَةَ مُسبَعُ
أَكَلَ الجَميمَ وَطاوَعَتهُ سَمحَجٌ
مِثلُ القَناةِ وَأَزعَلَتهُ الأَمرُعُُ
بِقَرارِ قيعانٍ سَقاها وابِلٌ
واهٍ فَأَثجَمَ بُرهَةً لا يُقلِعُ
فَلَبِثنَ حيناً يَعتَلِجنَ بِرَوضَةٍ
فَيَجِدُّ حيناً في العِلاجِ وَيَشمَعُ
حَتّى إِذا جَزَرَت مِياهُ رُزونِهِ
وَبِأَيِّ حينِ مِلاوَةٍ تَتَقَطَّعُ
ذَكَرَ الوُرودَ بِها وَشاقى أَمرَهُ
شُؤمٌ وَأَقبَلَ حَينُهُ يَتَتَبَّعُ
فَاِفتَنَّهُنَّ مِن السَواءِ وَماؤُهُ
بِثرٌ وَعانَدَهُ طَريقٌ مَهيَعُ
فَكَأَنَّها بِالجِزعِ بَينَ يُنابِعٍ
وَأولاتِ ذي العَرجاءِ نَهبٌ مُجمَعُ
وَكَأَنَّهُنَّ رَبابَةٌ وَكَأَنَّهُ
يَسَرٌ يُفيضُ عَلى القِداحِ وَيَصدَعُ
وَكَأَنَّما هُوَ مِدوَسٌ مُتَقَلِّبٌ
في الكَفِّ إِلّا أَنَّهُ هُوَ أَضلَعُ
فَشَرَعنَ في حَجَراتِ عَذبٍ بارِدٍ
حَصِبِ البِطاحِ تَغيبُ فيهِ الأَكرُعُ
فَشَرِبنَ ثُمَّ سَمِعنَ حِسّاً دونَهُ
شَرَفُ الحِجابِ وَرَيبَ قَرعٍ يُقرَعُ
وَنَميمَةً مِن قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ
في كَفِّهِ جَشءٌ أَجَشُّ وَأَقطُعُ
فَنَكِرنَهُ فَنَفَرنَ وَاِمتَرَسَت بِهِ
سَطعاءُ هادِيَةٌ وَهادٍ جُرشُعُ
فَرَمى فَأَنفَذَ مِن نَجودٍ عائِطٍ
سَهماً فَخَرَّ وَريشُهُ مُتَصَمِّعُ
فَبَدا لَهُ أَقرابُ هذا رائِغاً
عَجِلاً فَعَيَّثَ في الكِنانَةِ يُرجِعُ
فَرَمى فَأَلحَقَ صاعِدِيّاً مِطحَراً
بِالكَشحِ فَاِشتَمَّلَت عَلَيهِ الأَضلُعُ
فَأَبَدَّهُنَّ حُتوفَهُنَّ فَهارِبٌ
بِذَمائِهِ أَو بارِكٌ مُتَجَعجِعُ
يَعثُرنَ في حَدِّ الظُباتِ كَأَنَّما
كُسِيَت بُرودَ بَني يَزيدَ الأَذرُعُ
وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
شَبَبٌ أَفَزَّتهُ الكِلابُ مُرَوَّعُ
شَعَفَ الكِلابُ الضارِياتُ فُؤادَهُ
فَإِذا يَرى الصُبحَ المُصَدَّقَ يَفزَعُ
وَيَعوذُ بِالأَرطى إِذا ما شَفَّهُ
قَطرٌ وَراحَتهُ بَلِيلٌ زَعزَعُ
يَرمي بِعَينَيهِ الغُيوبَ وَطَرفُهُ
مُغضٍ يُصَدِّقُ طَرفُهُ ما يَسمَعُ
فَغَدا يُشَرِّقُ مَتنَهُ فَبَدا لَهُ
أَولى سَوابِقَها قَريباً توزَعُ
فَاِهتاجَ مِن فَزَعٍ وَسَدَّ فُروجَهُ
غُبرٌ ضَوارٍ وافِيانِ وَأَجدَعُ
يَنهَشنَهُ وَيَذُبُّهُنَّ وَيَحتَمي
عَبلُ الشَوى بِالطُرَّتَينِ مُوَلَّعُ
فَنَحا لَها بِمُذَلَّقَينِ كَأَنَّما
بِهِما مِنَ النَضحِ المُجَدَّحِ أَيدَعُ
فَكَأَنَّ سَفّودَينِ لَمّا يُقتَرا
عَجِلا لَهُ بِشَواءِ شَربٍ يُنزَعُ
فَصَرَعنَهُ تَحتَ الغُبارِ وَجَنبُهُ
مُتَتَرِّبٌ وَلِكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ
حَتّى إِذا اِرتَدَّت وَأَقصَدَ عُصبَةً
مِنها وَقامَ شَريدُها يَتَضَرَّعُ
فَبَدا لَهُ رَبُّ الكِلابِ بِكَفِّهِ
بيضٌ رِهافٌ ريشُهُنَّ مُقَزَّعُ
فَرَمى لِيُنقِذَ فَرَّها فَهَوى لَهُ
سَهمٌ فَأَنفَذَ طُرَّتَيهِ المِنزَعُ
فَكَبا كَما يَكبو فِنيقٌ تارِزٌ
بِالخُبتِ إِلّا أَنَّهُ هُوَ أَبرَعُ
وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
مُستَشعِرٌ حَلَقَ الحَديدِ مُقَنَّعُ
حَمِيَت عَلَيهِ الدِرعُ حَتّى وَجهُهُ
مِن حَرِّها يَومَ الكَريهَةِ أَسفَعُ
تَعدو بِهِ خَوصاءُ يَفصِمُ جَريُها
حَلَقَ الرِحالَةِ فَهِيَ رِخوٌ تَمزَعُ
قَصَرَ الصَبوحَ لَها فَشَرَّجَ لَحمَها
بِالنَيِّ فَهِيَ تَثوخُ فيها الإِصبَعُ
مُتَفَلِّقٌ أَنساؤُها عَن قانِيٍ
كَالقُرطِ صاوٍ غُبرُهُ لا يُرضَعُ
تَأبى بِدُرَّتِها إِذا ما اِستُكرِهَت
إِلّا الحَميمَ فَإِنَّهُ يَتَبَضَّعُ
بَينَنا تَعَنُّقِهِ الكُماةَ وَرَوغِهِ
يَوماً أُتيحَ لَهُ جَرىءٌ سَلفَعُ
يَعدو بِهِ نَهِشُ المُشاشِ كَأَنّهُ
صَدَعٌ سَليمٌ رَجعُهُ لا يَظلَعُ
فَتَنادَيا وَتَواقَفَت خَيلاهُما
وَكِلاهُما بَطَلُ اللِقاءِ مُخَدَّعُ
مُتَحامِيَينِ المَجدَ كُلٌّ واثِقٌ
بِبَلائِهِ وَاليَومُ يَومٌ أَشنَعُ
وَعَلَيهِما مَسرودَتانِ قَضاهُما
داودٌ أَو صَنَعُ السَوابِغِ تُبَّعُ
وَكِلاهُما في كَفِّهِ يَزَنِيَّةٌ
فيها سِنانٌ كَالمَنارَةِ أَصلَعُ
وَكِلاهُما مُتَوَشِّحٌ ذا رَونَقٍ
عَضباً إِذا مَسَّ الضَريبَةَ يَقطَعُ
فَتَخالَسا نَفسَيهِما بِنَوافِذٍ
كَنَوافِذِ العُبُطِ الَّتي لا تُرقَعُ
وَكِلاهُما قَد عاشَ عيشَةَ ماجِدٍ
وَجَنى العَلاءَ لَو أَنَّ شَيئاً يَنفَعُ
ابو ذؤيب الهذلي
الحمدان
06-23-2024, 02:45 AM
وأنا الَّذي قَدْ قضَّ شوقِي مَضجعِي
وطُيوفُهــم أحيَـت قديــمَ توجُّعِــي
والقلــبُ غادرنِــي ليسكُـنَ قُربَهــم
تـركَ الحنيـنَ ينـوبُ عنـهُ بأضلُعِـي
أَمُعذِّبِــــي رِفْقًـــا فإنِّـــي لـــمْ أزلْ
أهفُـو لهمسِـكَ يَستكِيـنُ بِمسمَعِـي
والرُّوحُ عطشَـى للوصالِ فكنْ لَها
زخَّــاتِ غيــثٍ تَستقِيهـا أدمُعِــي
ردُّوا علَــى قلبِــي المُعَنَّـى نبضَـهُ
أيَّـامُ عمُـرِي ناشَـدَتْ كونُوا معِـي
......
الحمدان
06-23-2024, 02:47 AM
مَا أجْملَ العِيدُ والحنّاءُ فِي يَدهَا
وصَوتُ ضحكتِها مثْلُ الأغاريْدِ
مَا أجمَل العِيدُ في طِفلٍ يطالعنَا
تَقُول عَيناه حبًّا:أعْطني عِيدِي
مَا أجمَل العِيدُ في شَيخٍ يُعلّمنَا
درس السنين بتكبير وتحميدِ
غِبتُم عَن العينِ مَا صافحتُكم بِيَدِي
لكنكُم فِي فؤادي زينة العيد
.....
الحمدان
06-23-2024, 02:48 AM
يَا كُلَّ أسبَابِ الجَمالِِ وسِرَّهُ
يَا مَالكًا قلبيْ ومَا مَلكَتْ يَدِي
يَا عِطر أنفَاسِي وبَلسم خَافِقيْ
أنا ميِّتٌ أحيَا بِقربكَ سَيِّدي
......
الحمدان
06-23-2024, 02:50 AM
سأظلّ عُمري في لُقاكَ مُؤمّلاً
ويَظلّ حضنكَ حينَ أبكي مَرجعي
لو كنتَ تعرفُ كيفَ بُعدكَ جارحٌ
ما كنتَ زدتَ الملحَ فوقَ مواجعي
لكَ نبضُ قلبي والْتِفَاتَةُ مُقلتي
وحَشاشتي والرّوحُ بَعدَ مسامعي
والدمّ يَجري في العُروقِ مُهَللاً
للهِ إذ غطّى بحُبّكَ أضلعي
......
الحمدان
06-23-2024, 02:52 AM
قالت العربُ: شرُّ الناس مَن هو في الظاهرِ صديقٌ موافقٌ، وفي الباطن عدوٌّ منافق.
قال شاعر:
لَعَمرُك ما وُدُّ اللسانِ بنافعٍ
إذا لم يكنْ أصلُ المَودّةِ في القلبِ
الحمدان
06-23-2024, 02:53 AM
وَاللَهِ لَو حَلَفَ العُشّاقُ أَنَّهُم
مَوتي مِنَ الحُبِّ أَو قَتلى لِما حَنَثوا
قَومٌ إِذا هُجِروا مِن بَعدِ ما وُصِلَوا
ماتوا وَإِن عادَ وَصلٌ بَعدَهُ بُعِثوا
تَرى المُحِبّينَ صَرعى في دِيارِهِمُ
كَفِتيَةِ الكَهفِ لا يَدرونَ كَم لَبِثوا
الحلاج
الحمدان
06-23-2024, 02:56 AM
الحب كالدهر يعطينا ويرتجع
لا اليأس يصدقنا عنه ولا الطمعُ
صحبته والصبا يغري الصبابة بي
والوصل طفل غرير والهوى يفع
أيام لا النوم في أجفاننا خلس
ولا الزيارة من أحبابنا لمع
وليلة لا ينال الفكر آخرها
كأنما طرفاها الصبر والجزع
إذا الشبيبة سيفي والهوى فرمي
ورايتي اللهو واللذات لي شيع
أحييتها ونديمي في الدجى أمل
رحب الذرى وسميري خاطر صنع
حتى تبسم إعجاباً بزينته
لفظ بديع ومعنى فيك مخترع
بوالحسن السلامي
الحمدان
06-23-2024, 02:57 AM
أِني أَرى فَوق النِّساءِ جَمالها
وأَرى تُقاهَا فُوق كُل فتاةِ
ويَجُول فِي ذَهني سُؤال واحدً
إِن ماخَلَوتُ عَن الجمِيعَ بذاتي
هل كان في شِبْهِ الجزيرةِ مثلها
أم إِّنها نَزلت من الجناتِ
.....
الحمدان
06-23-2024, 02:59 AM
مُرُّوا عَلَيَّ وَلَوْ مُرُورَ كِرَام ِ
فَإِذَا أَبَيْتُمْ فَابْعَثُوا بِسَلام ِ
فَإِذَا بَخِلْتُمْ بِالسَّلام ِفَأَرْسِلُوا
طَيْفًا لألْقَاكُمْ وَلَوْ بِمَنَام ِ
فَإِذَا مَنَعْتُمْ ذَاكَ فَلْتَتَرَحَّمُوا
عَمَّنْ قَضَى فِيكُمْ شَهِيدَ غَرَام ِ
مَاهَذِهِ الدُّنْيَا بِعَيْنِيْ بَعْدَكُمْ
إِلا حُطَامٌ قَامَ فَوْقَ حُطَام ِ
يَا سَاكِنِيْ رُوحِيْ وَلَوْلاكُمْ لَمَا
عَاشَتْ سِوَى فِيْ وَحْشَةٍ وَظَلام ِ
أَنْتُمْ نُجُومُ الليْلِ لَوْلاكُمْ لَمَا
سَارَتْ عَلَى هَدْيِ السَّنا أَقْدَامِيْ
أَنْتُمْ ظِلالُ الْقَلْبِ فَهْوَ بِدُونِكُمْ
وَقْفٌ عَلَى الأَحْزَان ِ وَالآلام ِ
أَنْتُمْ نَسِيمُ الفَجْرِ مَرَّ عَلَى الرُّبَا
فَشَفَى بِلُطْفِ مُرُورِهِ أَسْقَامِيْ
يَا آسِرِيْ عَقْلِيْ وَبَيْنَ أَكُفِّكُمْ
أَلْقَيْتُ دُونَ تَردُّدٍ بِزِمَامِيْ
لَوْ تَعْلَمُونَ بِنَارِ شَوْقِيْ وَالذِيْ
فِيْ الصَّدْرِ مِنْ وَجْدٍ وَجَمْرِ هُيَام ِ
كُنْتُمْ وَثِقْتُمْ أَنَّ هَجْرِيَ لَمْ يَكُنْ
إِلا حَرَامًا فَاقَ كُلَّ حَرَام ِ
.....
الحمدان
06-23-2024, 04:36 AM
رأيت العلم صاحبُه كريمٌ
و لو ولدته آباء لئامُ
و ليس يزال يرفعه إلى أن
يعظّم أمرَه القومُ الكرامُ
و يتّبعونه في كل حال
كراعي الضأن تتْبعه السَّوامُ
فلو لا العلم ما سعدتْ رجالٌ
و لا عُرف الحلال و لا الحرامُ
الشافعي
الحمدان
06-23-2024, 04:44 AM
لأنَّكَ الله لا يأسٌ سيهزمُني
فأنتَ أنتَ غياثي في المُلِماتِ
لأنَّكَ الله فالآمالُ مُشرِقةٌ
مَهما تطاولَ حَوليْ لَيليَ العاتي
لأنَّكَ الله لا أرجو سواكَ وهَلْ
إلاّكَ يسمعُ يا مولايْ آهاتي
إلى رحِابكَ قد يَمَّمتُ يا أمَلِي
فأنتَ وحدَكَ تَقضيْ كُلَّ حاجاتي .
......
الحمدان
06-23-2024, 04:55 AM
فَمَا لِلفِرَاقِ وَمَا لِلجَمِيع
وَمَا لِلرِّيَاحِ وَمَا لِلدِّمَنْ
كَأَنْ لَم يَكُن بَعدَ أَن كَانَ لِي
كَمَا كَانَ لِي بَعدَ أَن لَم يَكُنْ
المتنبي
الحمدان
06-23-2024, 04:56 AM
هَلْ تذكُرونَ غريبًا عادَهُ شَجَنُ
مِنْ ذِكْرِكُمْ وجفَا أجْفانَه الوَسَنُ؟
يُخْفي لواعِجَهُ والشَّوقُ يَفْضَحُهُ
فقدْ تساوَى لدَيْه السِّرُّ والعَلَنُ
يا وَيلَتاهُ، أيبْقَى في جوانِحِه
فؤادُه وهُو بالأطْلالِ مُرْتَهَنُ؟
وأرَّق العينَ والظلماءُ عاكفةٌ
ورقاءُ قد شفَّها إذْ شفَّني حزَنُ
فبتُّ أشكو وتشكو فوق أيكتِها
و باتَ يهفُو ارتياحًا بيننَا الغُصنُ
يَاهَلْ أُجالِسُ أقوامًا أُحِبُّهم
كُنَّا وكَانوا علىَ عَهْدٍ فقَدْ ظَعنُوا؟
أو تَحْفظُون عهُودًا لا أُضَيِّعُها
إنَّ الكرامَ بِحفظِ العَهْدِ تُمْتَحنُ
إن كانَ عادَكُمُ عيدٌ فَرُبَّ فتًى
بالشَّوْقِ قد عادَهُ من ذِكْرِكُمْ حزَنُ
وأَفْرَدتْه اللَّيالِي من أَحِبَّته
فباتَ يُنْشِدُها مما جنى الزَّمَنُ
بِمَ التَّعلُّل لا أهلٌ ولا وطنٌ
ولا نَديمٌ، ولا كأسٌ ولا سَكنُ
ابن زيدون
الحمدان
06-23-2024, 05:00 AM
أفاعل بي فعال الموكس الزّاري
ونحن نسأل فيما كان من عار
قل لي بحرمة من ضيّعت حرمته
أكان قدرك ذا أم كان مقداري
لا عشت إن رضيت نفسي ولا ركبت
رجلٌ سعيت بها في مثل دينار
وليّك الله لم صيّرتني مثلًا
كالمستجير من الرّمضاء بالنّار
المتنبي
الحمدان
06-23-2024, 05:02 AM
قد تَيَّمتك مهاةٌ تزدري قمرًا
والحسنُ في وجهها تمت معانيهِ
وأوقدت في صميمِ القلبِ نار هوى
وجرَّعَتكَ كؤوسَ الصدّ والتيهِ
فاصبر على الحب إن لم تستطع بدَلًا
والصبّ أيسرُ ما في الصبرِ يكفيهِ
ما أنتَ أولَ حِبٍّ نالهُ شططٌ
متيمٍ في الهوى الحبِ شافيهِ
......
الحمدان
06-23-2024, 05:22 AM
قَالوا جُنِنْتَ ؟ فَقُلتُ لَيسَ يُلامُ
مَنْ ذَلَّهُ في ذي العيونِ هيامُ
وَ أصابهُ مِنْ سِحرِهنَّ تَلَهّفٌ
وَ تَوجّعٌ وَتَذَلّلٌ وَغَرامُ
سَيَظلُّ مَفتوناً بِهنَّ وَ يَكتَوي
مَا دَامَت الأيّامُ وَ الأعوامُ
فَ جفونهنَّ الوَاسِعاتُ مَدَائِنٌ
وَ رموشهُنَّ صَوَارِمٌ وَ سِهامُ
وَ إذَا بَدَونَ مِنَ الخِمارِ تَهافَتَتْ
كُلُّ العيـــونِ وَ كفّت الآلامُ
لا تَسألوا ، فَأنا المُولّعُ فيهِما
مَا يَنْفَعنَّ العاشِقَ استِفْهَــامُ
......
الحمدان
06-23-2024, 05:25 AM
ولقد وقفْت على القوافي قائلا
أنّ الحرارة مـصرع الإنسانِ
يا من عشقت الصيف تلك حـرارةً
تشـوي دماغك من لظـى النيرانِ
......
الحمدان
06-23-2024, 05:53 PM
قِف بِالدِيارِ وَصِح إِلى بَيداها
فَعَسى الدِيارُ تُجيبُ مَن ناداها
دارٌ يَفوحُ المِسكُ مِن عَرَصاتِها
وَالعودُ وَالنَدُّ الذَكِيُّ جَناها
دارٌ لِعَبلَةَ شَطَّ عَنكَ مَزارُه
وَنَأَت لَعَمري ما أَراكَ تَراها
عنترة بن شداد
الحمدان
06-23-2024, 05:54 PM
رَأَت وَجهَ مَن أَهوى بِلَيلٍ عَواذِلي
فَقُلنَ نَرى شَمساً وَما طَلَعَ الفَجرُ
رَأَينَ الَّتي لِلسِحرِ في لَحَظاتِها
سُيوفٌ ظُباها مِن دَمي أَبَداً حُمرُ
تَناهى سُكونُ الحُسنِ في حَرَكاتِها
فَلَيسَ لِراءٍ وَجهَها لَم يَمُت عُذرُ
المتنبي
الحمدان
06-23-2024, 05:56 PM
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ
وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
وَلَستُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُني
وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِيا
فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتي
وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيا
كِلانا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَهُ
وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَدُّ تَغانِيا
الشافعي
الحمدان
06-23-2024, 05:57 PM
وكلُّ حسٍّ تُخيفُ القلبَ دَقّتُهُ
يصيرُ حبّاً وإن حاولتَ إيقافا
ويفرضُ الشكلَ والتوقيتَ ثمّ إذا
كتمتَ خوفاً فشا روحاً وأطرافا
ولا يكونُ حقيقيّاً وذا آثَرٍ
إذا لقيتَ بهِ عدلاً وإنصافا
ولا نجاةَ مُحالٌ إنّهُ ثِقَلٌ
إذا تخففتَ منهُ زادَ أضعافا
لهِ قلبي بما عانى وورّطني
ضننتُ فيهِ وغالى فيَّ إسرافا
حذيفة العرجي
الحمدان
06-23-2024, 06:16 PM
تميم البرغوثي
البردة
عدد الابيات : 207
ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا
وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا
إني لأعرِفُهُم مِنْ قَبْلِ رؤيتهم
والماءُ يَعرِفُهُ الظَامِي وَمَا وَرَدَا
وَسُنَّةُ اللهِ في الأحبَابِ أَنَّ لَهُم
وَجْهَاً يَزِيدُ وُضُوحَاً كُلَّمَا اْبْتَعَدَا
كَأَنَّهُمْ وَعَدُونِي فِي الهَوَى صِلَةً
وَالحُرُّ حَتِّى إذا ما لم يَعِدْ وَعَدَا
وَقَدْ رَضِيتُ بِهِمْ لَوْ يَسْفِكُونَ دَمِي
لكن أَعُوذُ بِهِمْ أَنْ يَسْفِكُوهُ سُدَى
يَفْنَى الفَتَى في حَبِيبٍ لَو دَنَا وَنَأَى
فَكَيْفَ إنْ كَانَ يَنْأَى قَبْلَ أن يَفِدَا
بل بُعْدُهُ قُرْبُهُ لا فَرْقَ بَيْنَهُمَا
أزْدَادُ شَوْقاً إليهِ غَابَ أَوْ شَهِدَا
أَمَاتَ نفسي وَأَحْيَاها لِيَقْتُلَها
مِنْ بَعدِ إِحيَائِها لَهْوَاً بِها وَدَدَا
وَأَنْفَدَ الصَّبْرَ مِنِّي ثُمَّ جَدَّدَهُ
يَا لَيْتَهُ لَمْ يُجَدِّدْ مِنْهُ مَا نَفِدَا
تعلق المَرْءِ بالآمَالِ تَكْذِبُهُ
بَيْعٌ يَزِيدُ رَوَاجَاً كُلَّمَا كَسَدَا
جَدِيلَةٌ هِيَ مِن يَأْسٍ وَمِنْ أَمَلٍ
خَصْمانِ مَا اْعْتَنَقَا إلا لِيَجْتَلِدَا
يَا لائِمي هَلْ أَطَاعَ الصَّبُّ لائِمَهُ
قَبْلِي فَأَقْبَلَ مِنْكَ اللَّوْمَ واللَّدَدَا
قُلْ للقُدَامَى عُيُونُ الظَّبْيِ تقتلُهُم
مَا زالَ يَفْعَلُ فِينا الظَّبْيُ ما عَهِدَا
لَمْ يَصْرَعِ الظَّبْيُ مِنْ حُسْنٍ بِهِ أَسَدَاً
بَلْ جَاءَهُ حُسْنُهُ مِنْ صَرْعِهِ الأَسَدَا
وَرُبَّمَا أَسَدٍ تَبْدُو وَدَاعَتُهُ
إذا رَأَى في الغَزَالِ العِزَّ والصَّيَدَا
لَولا الهَوَى لَمْ نَكُنْ نُهدِي ابْتِسَامَتَنَا
لِكُلِّ من أَوْرَثُونا الهَمَّ والكَمَدَا
وَلا صَبَرْنَا عَلَى الدُّنْيَا وَأَسْهُمُها
قَبْلَ الثِّيابِ تَشُقُّ القَلْبَ والكَبِدَا
ضَاقَتْ بِمَا وَسِعَتْ دُنْياكَ وَاْمْتَنَعَتْ
عَنْ عَبْدِهَا وَسَعَتْ نَحوَ الذي زَهِدَا
يا نَفْسُ كُونِي مِنَ الدُّنْيَا عَلَى حَذَرٍ
فَقَدْ يَهُونُ عَلَى الكَذَّابِ أَنْ يَعِدَا
وَلْتُقْدِمِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِلِي
فَالخَوْفُ أَعْظَمُ مِنْ أَسْبَابِهِ نَكَدَا
لْتَفْرَحِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِدِي
فِإنَّهَا لا تُسَاوِي المَرْءَ أَنْ يَجِدَا
وَلْتَعْلَمِي أَنَّهُ لا بَأْسَ لَوْ عَثَرَتْ
خُطَى الأكارمِ حَتَّى يَعرِفُوا السَّدَدَا
ولا تَكُونِي عَنِ الظُلام راضِيَةً
وَإنْ هُمُو مَلَكُوا الأَيْفَاعَ وَالوَهَدا
وَلْتَحْمِلِي قُمْقُمَاً في كُلِّ مَمْلَكَةٍ
تُبَشِّرِينَ بِهِ إِنْ مَارِدٌ مَرَدَا
وَلْتَذْكُرِي نَسَبَاً في الله يَجْمَعُنَا
بِسَادَةٍ مَلأُوا الدُّنْيَا عَلَيْكِ نَدَى
فِدَاً لَهُمْ كُلُّ سُلْطَانٍ وَسَلْطَنَةٍ
وَنَحْنُ لَوْ قَبِلُونَا أَنْ نَكُونَ فِدَا
عَلَى النَّبِيِّ وَآلِ البَيْتِ والشُّهَدَا
مَوْلايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا
إِنِّي لأَرْجُو بِمَدْحِي أَنْ أَنَالَ غَدَاً
مِنْهُ الشَّجَاعَةَ يَوْمَ الخَوْفِ وَالمَدَدَا
أَرْجُو الشَّجَاعَةَ مِنْ قَبْلِ الشَّفَاعَةِ إِذْ
بِهَذِهِ اليَوْمَ أَرْجُو نَيْلَ تِلْكَ غَدَا
وَلَسْتُ أَمْدَحُهُ مَدْحَ المُلُوكِ فَقَدْ
رَاحَ المُلُوكُ إِذَا قِيسُوا بِهِ بَدَدَا
وَلَنْ أَقُولَ قَوِيٌّ أَوْ سَخِيُّ يَدٍ
مَنْ يَمْدَحِ البَحْرَ لا يَذْكُرْ لَهُ الزَّبَدَا
وَلا الخَوَارِقُ عِنْدِي مَا يُمَيِّزُهُ
فَالله أَهْدَاهُ مِنْهَا مَا قَضَى وَهَدَى
لكنْ بِمَا بَانَ فِي عَيْنَيْهِ مِنْ تَعَبٍ
أَرَادَ إِخْفَاءَهُ عَنْ قَوْمِهِ فَبَدَا
وَفِي خُطَاهُ إذا مَا مَالَ فَاْسْتَنَدَا
بِمَا تَحَيَّرَ فِي أَمْرَيْنِ أُمَّتُهُ
وَقْفٌ عَلَى أَيِّ أَمْرٍ مِنْهُمَا اْعْتَمَدَا
بِمَا تَحَمَّلَ فِي دُنْياهُ مِنْ وَجَعٍ
وَجُهْدِ كَفِّيْهِ فَلْيَحْمِدْهُ مَنْ حَمِدَا
بَمَا أَتَى بَيْتَهُ فِي الليْلِ مُرْتَعِدَاً
وَلَمْ يَكُنْ مِنْ عَظِيمِ الخَطْبِ مُرْتَعِدَا
وَقَدْ تَدَثَّرَ لا يَدْرِي رَأَى مَلَكَاً
مِنَ السَّمَاءِ دَنَا أَمْ طَرْفُهُ شَرَدَا
بِمَا رَأَى مِنْ عَذَابِ المُؤْمِنِينَ بِهِ
إِنْ قِيلَ سُبُّوهُ نَادَوْا وَاحِدَاً أَحَدَا
يَكَادُ يَسْمَعُ صَوْتَ العَظْمِ مُنْكَسِرَاً
كَأَنَّهُ الغُصْنُ مِنْ أَطْرَافِهِ خُضِدَا
بِمَا رَأَى يَاسِرَاً وَالسَّوْطُ يَأْخُذُهُ
يَقُولُ أَنْتَ إِمَامِي كُلَّمَا جُلِدَا
مِنْ أَجْلِهِ وُضِعَ الأَحْبَابُ فِي صَفَدٍ
وَهْوَ الذي جَاءَ يُلْقِي عَنْهُمُ الصَّفَدَا
لَمْ يُبْقِ فِي قَلْبِهِ صَبْرَاً وَلا جَلَدَاً
تَلْقِينُهُ المُؤْمِنِينَ الصَّبْرَ وَالجَلَدَا
بِمَا تَرَدَّدَ فِي ضِلْعَيْهِ مِنْ قَلَقٍ
عَلَى الصَّبِيِّ الذي فِي فَرْشِهِ رَقَدَا
هَذَا عَلِيٌّ يَقُولُ اللهُ دعهُ وَقَدْ
بَاتَ العَدُوُّ لَهُ فِي بَابِهِ رَصَدَا
بَدْرٌ وَضِيٌّ رَضِيٌّ مِنْ جَرَاءَتِهِ
لِنَوْمِهِ تَحْتَ أَسْيَافِ العِدَى خَلَدَا
تِلْكَ التي اْمْتَحَنَ اللهُ الخَلِيلَ بِهَا
هَذَا اْبْنُهُ وَسُيُوفُ المُشْرِكِينَ مُدَى
بِخَوْفِهِ عن قَليلٍ حِينَ أَبْصَرَهُ
فَتَىً يَذُوقُ الرَّدَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رَدَى
يُدِيرُ فِي بَدْرٍ الكُبْرَى الحُسَامَ عَلَى
بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى مُزِّقُوا قِدَدَا
وَعِنْدَهُ تْرْبة جبريلُ قَالَ لَهُ
بَأَنْ أَوْلادَهُ فِيهَا غَدَاً شُهَدَا
بِمَا بَكَى يَوْمَ إِبْرَاهِيمَ مُقْتَصِدَاً
وَلَمْ يَكُنْ حُزْنُهُ وَاللهِ مُقْتَصِدَا
يُخْفِي عَنِ النَّاسِ دَمْعَاً لَيْسَ يُرْسِلُهُ
والدَّمْعُ بَادٍ سَوَاءٌ سَالَ أَوْ جَمَدَا
بِمَا اْنْتَحَى لأبي بَكْرٍ يُطَمْئِنُهُ
وَحَوْلَ غَارِهِمَا حَتَّى الرِّمَالُ عِدَى
يَقُولُ يَا صَاحِ لا تَحْزَنْ وَدُونَهُمَا
عَلا لأَنْفَاسِ خَيْلِ المُشْرِكِينَ صَدَى
بِمَا تَفَرَّسَ مُخْتَارَاً صَحَابَتَهُ
وَهْوَ الوَكِيلُ عَلَى مَا اْخْتَارَ وَاْنْتَقَدَا
يَدْرِي بَأَنْ قُرَيْشَاً لَنْ تُسَامِحَهُ
وَأَنْ سَتَطْلُبُ مِنْ أَحْفَادِهِ القَوَدَا
يَدْرِي وَيَحْلُمُ عَنْهُمْ حِينَ يَغْلِبُهُمْ
وَلا يُعَيِّرُهُمْ بَدْرَاً وَلا أُحُدَا
بِمَا تَحَمَّلَ مِنْهُمْ يَوْمَ قَالَ لَهُمْ
بِأَنَّهُ للسَّمَاواتِ العُلَى صَعَدَا
لَوْ كَانَ يَكْذِبُهُمْ مَا كَانَ أَخْبَرَهُمْ
أَفْضَى بِمَا كَانَ وَلْيَجْحَدْهُ مَنْ جَحَدَا
ظُلْمُ العَشِيرَةِ أَضْنَاهُ وَغَرَّبَهُ
عِشْرِينَ عَامَاً فَلَمَّا عَادَ مَا حَقَدَا
بِمَا تَذَكَّرَ يَوْمَ الفَتْحِ آَمِنَةً
لَمْحَاً فَشَدَّ عَلَى تَحْنَانِهِ الزَّرَدَا
بِخَلْجَةِ الخَدِّ لَمْ يَعْلَمْ بِهَا أَحَدٌ
في سَاعَةِ الفَتْحِ مَرَّتْ عِنْدَمَا سَجَدَا
بِمَا خَشِيتَ عَلَيْنَا يَاْ بْنَ آمِنَةٍ
والأُمُّ تَخْشَى وَإِنْ لَمْ تَتْرُكِ الوَلَدَا
وَلَو بُعِثْتَ غَدَاً أَصْبَحْتَ تَحْفَظُنَا
بِالاسْمِ وَالوَجْهِ أَوْ أَحْصَيْتَنَا عَدَدَا
لنا نَبِيٌّ بَنَى بَيْتَاً لِكُلِّ فَتَى
مِنَّا وَكُلَّ رَضِيعٍ لَفَّهُ بِرِدَا
وَكُلَّ عُرْسٍ أَتَاهُ للعَرُوسِ أَبَاً
يُلْقِي التَّحِيَّةَ للأَضْيافِ وَالوُسُدَا
وَكُلَّ حَرْبٍ أَتَاها للوَرَى أَنَسَاً
وَاْسْتَعْرَضَ الجُنْدَ قَبْلَ الصَّفِّ وَالعُدَدَا
مُمَسِّحَاً جَبَهَاتِ الخَيْلِ إِنْ عَثَرَتْ
حَتَّى تَرَى المُهْرَ مِنْهَا إنْ هَوَى نَهَدَا
مُذَكِّرَاً جَافِلاتِ الخَيْلِ مَا نَسِيَتْ
أَنْسَابَهَا كَحَلَ العَيْنَيْنِ وَالجَيَدَا
حَتَّى لَتَحْسَبُ أَنَّ المُهْرَ أَبْصَرَهُ
أَو أَنَّ مَسَّاً أَصَابَ المُهْرَ فَانْجَرَدَا
شَيْخٌ بِيَثْرِبَ يَهْوَانَا وَلَمْ يَرَنَا
هَذِي هَدَايَاهُ فِينَا لَمْ تَزَلْ جُدُدَا
يُحِبُّنَا وَيُحَابِينَا وَيَرْحَمُنَا
وَيَمْنَحُ الأَضْعَفِينَ المَنْصِبَ الحَتِدَا
هُوَ النَّبِيُّ الذي أَفْضَى لِكُلِّ فَتَىً
بِأَنَّ فِيهِ نَبِيَّاً إِنْ هُوَ اْجْتَهَدَا
يَا مِثْلَهُ لاجِئاً يَا مِثْلَهُ تَعِبَاً
كُنْ مِثْلَهُ فَارِسَاً كُنْ مِثْلَهُ نَجُدَا
مِنْ نَقْضِهِ الظُلْمَ مَهمَا جَلّ صَاحِبُهُ
إِنْقَضَّ إِيوانُ كِسْرَى عِنْدَما وُلِدَا
وَرَدَّتِ الطَّيْرُ جَيْشَاً غَازِياً فَمَضَى
وَقَدْ تَفَرَّقَ عَنْ طَاغِيهِ مَا حَشَدَا
يا دَاعِياً لم تَزَلْ تَشْقَى المُلُوكُ بِهِ
والعَبْدُ لَوْ زُرْتَهُ فِي حُلْمِهِ سَعِدَا
أَنْكَرْتَ أَرْبَابَ قَوْمٍ مِنْ صِنَاعَتِهِمْ
وَرُبَّمَا صَنَعَ الإنْسَانُ مَا عَبَدَا
وَرُحْتَ تَكْفُرُ بِالأصْنَامِ مُهْتَدِياً
مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنْزِلَ اللهُ الكِتَابَ هُدَى
كَرِهْتَهُ وَهْوَ دِينٌ لا بَدِيلَ لَهُ
غَيْرَ التَّعَبُّد فِي الغِيرَانِ مُنْفَرِدَا
وَيَعْذِلُونَكَ فِي رَبِّ تُحَاوِلُهُ
إِنَّ الضَّلالَةَ تَدْعُو نَفْسَهَا رَشَدَا
وَالكُفْرُ أَشْجَعُ مَا تَأْتِيهِ مِنْ عَمَلٍ
وَرُبَّ كُفْرٍ دَعَا قَوْمَاً إلى رَشَدٍ
وَرُبَّ إِيمَانِ قَوْمٍ للضَّلالِ حَدَا
وَرُبَّمَا أُمَمٍ تَهْوَى أَبَا لَهَبٍ
لليَوْمِ مَا خَلَعَتْ مِنْ جِيدِهَا المَسَدَا
مِنَ المُطِيعِينَ حُكَّامَاً لَهُمْ ظَلَمُوا
وَالطَّالِبِينَ مِنَ القَوْمِ اللئامِ جَدَا
وكان جِبْرِيلُ مرآة رأَيْتَ بِها
في الليلِ نوراً وفي المُسْتَضْعَفِ الأَيَدَا
أَهْدَاك في الغَارِ بَغْدَادَاً وَقُرْطُبَةً
وكلَّ صَوْت كريم بالأَذَانِ شَدَا
تَرَكْتَ غَارَ حِرَاءٍ أُمَّةً أَنِسَتْ
وَقَدْ أَتَيْتَ لَهُ مُسْتَوْحِشَاً وَحِدَا
إنْ شَاءَ رَبُّكَ إِينَاسَ الوَحِيدِ أَتَى
لَهُ بِكُلِّ البَرَايَا نِسْبَةً صَدَدَا
فَأَنْتَ تَنْمِيقَةُ الكُوفِيِّ صَفْحَتَهُ
قَدْ هَدَّأَ الليْلَ فِي أَوْرَاقِهِ فَهَدَا
وَأَنْتَ تَرْنِيمَةُ الصُّوفِيِّ إِنْ خَشِنَتْ
أَيَّامُهُ عَلَّمَتْهَا الحُسْنَ وَالمَلَدَا
أَكْرِمْ بِضَيْفِ ثَقِيفٍ لَمْ تُنِلْهُ قِرَىً
إِلا التَّهَكُّمَ لَمَّا زَارَ وَالحَسَدَا
ضَيْفَاً لَدَى الله لاقى عند سدرته
قِرىً فَضَاقَ بِمَا أَمْسَى لَدَيْهِ لَدَى
أَفْدِي المُسَافِرَ مِنْ حُزْنٍ إلى فَرَحٍ
مُحَيَّر الحَالِ لا أَغْفَى وَلا سَهِدَا
تَعْرِيجَ رَمْلٍ أَتَاهُ السَّيْلُ فَالْتَبَدَا
والرُّسْلُ فِي المَسْجِدِ الأَقْصَى عَمَائِمُهُمْ
بِيضٌ كَأَنَّ المَدَى مِنْ لُؤْلُؤٍ مُهِدَا
يُهَوِّنُونَ عَلَيْهِ وَاْبْتِسَامَتُهُمْ
نَدَى تَكَثَّفَ قَبْلَ الصُّبْحِ فَاْنْعَقَدَا
والرِّيحُ تَنْعَسُ فِي كَفَّيْهِ آمِنَةً
وَالنَّجْمُ مِنْ شوقه للقوم مَا هَجَدَا
يَكَادُ يَحْفَظُ آثَارَ البُرَاقِ هَوَاءُ
القُدْسِ حَتِّى يَرَى الرَّاؤُونَ أَيْنَ عَدَا
يَا مَنْ وَصَلْتَ إلى بَابِ الإلهِ لِكَي
تَقُولَ للخَلْقِ هَذَا البَابُ مَا وُصِدَا
مِنْ قَابِ قَوْسِينِ أَوْ أَدْنَى تَصِيحُ بِهِمْ
لَمْ يَمْتَنِعْ رَبُّكُمْ عَنْكُمْ وَلا بَعُدَا
فَتْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِينَ تَرْتُقُهُ
بِإذْنِ رَبِّكَ حَتَّى عَادَ مُنْسَرِدَا
اللهُ أَقْرَبُ جِيرَانِ الفَقِيرِ لَهُ
يُعْطِي إِذَا الجَارُ أَكْدَى جَارَهُ وَكَدَى
اللهُ جَارُ الوَرَى مِنْ شَرِّ أَنْفُسِهِمْ
فَاْمْدُدْ إِلَيْهِ يَدَاً يَمْدُدْ إِلَيْكَ يَدَا
لَوْلاكَ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلا غَرَبَتْ
وَلا قَضَى اللهُ للأُفْقَيْنِ أَنْ يَقِدَا
وَلا رَأَيْتَ مُلُوكَ الأَرْضِ خَائِفَةً
إِذَا رَأَتْ جَمَلاً مِنْ أَرْضِنَا وَخَدَا
أَفْدِي كِسَاءَكَ لَفَّ الأَرْضَ قَاطِبَةً
قَمِيصَ يُوسُفَ دَاوَى جَفْنَها الرَّمِدَا
رُعْتَ الجَبَابِرَ مِنْ جِنٍّ وَمِنْ أَنَسٍ
مَنْ يَسْفِكُ الدَّمَ أَوْ مَنْ يَنْفِثُ العُقَدَا
وَرَدَّتِ الصَّخْرَ مَنْقُوشَاً حَوَافِرُها
كَأَنَّمَا الصَّخْرُ غَيْمٌ تَحْتَ أَرْجُلِهَا
أَو صَارَتِ الخَيْلُ غَيْمَاً قَاسِيَاً صَلِدَا
لَو قَارَبَ المَوْتُ مِنْهُمْ فِي الوَغَى طَرَفَاً
لَحَادَ مُعْتَذِراً أَنْ لَمْ يَكُنْ عَمِدَا
حَتَّى تَرَى المَوْتَ فِي أَيْدِيهِمُو فَزِعَاً
تَوَقَّفَتْ رُوحُهُ في الحَلْقِ فَازْدَرَدَا
حَرْبٌ تُشِيبُ الفَتَى مِنْ هَوْلِهَا فِإذَا
مَا شَابَ رَدَّتْ سَوَادَ الشَّعْرِ وَالمَرَدَا
يَحِنُّ للحَرْبِ كَالأَوْطَانِ فَارِسُهُمْ
قد خَالَطَ الشَّوْقُ في إِقْدَامِهِ الحَرَدَا
يَلْقَى السِّهامَ وَلا يَلْقَى لَهَا أَثَراً
تَظُنُّ أَصْوَاتَها فِي دِرْعِهِ البَرَدَا
كَأَنَّما رُوحُهُ دَيْنٌ يُؤَرِّقُهُ
في الحَرْبِ مِنْ قَبْلِ تَذْكِيرٍ بِهِ نَقَدَا
تُنَازِعُ السَّهْمَ فِيهِمْ نَفْسُهُ وَجَلاً
وَالرُّمْحُ يِعْسِلُ حَتَّى يَسْتُرَ الرِّعَدَا
وَالسَّيفُ يُشْهَرُ لَكِنْ وَجْهُ صَاحِبِهِ
مُنَبِّئٌ أَنَّهُ ما زالَ مُنْغَمِدَا
لو أَمْسَكُوا بِقَمِيصِ الرِّيحِ ما بَرِحَتْ
أو أَظْهَرُوا بَرَمَاً بالتَّل ما وَطَدَا
وَيَخْجَلُ اللَيْثُ أن يَسْتَكْثِرَ اللِّبَدَا
وَكُنْتَ تُنْصَرُ في الهَيْجَا بِكَفِّ حَصَىً
إذا رَمَيْتَ بِهِ جَمْعَ العِدَى هَمَدَا
لكنَّ رَبِّي أرادَ الحَرْبَ مُجْهِدَةً
وَالنَّفْسُ تَطْهُرُ إنْ عَوَّدْتَهَا الجُهُدَا
لو كانَ رَبِّي يُرِيحُ الأَنْبِياءَ لَمَا
كَانُوا لِمُتْعَبَةِ الدُّنْيا أُسَىً وَقُدَى
لو كانَ رَبِّي يُرِيحُ الأَنْبِياءَ دَعَا
لِنَفْسِهِ خَلْقَهُ وَاْسْتَقْرَبَ الأَمَدَا
قَالُوا مُحَمَّدُ قُلْنَا الاسْمُ مُشْتَهِرٌ
فَرُبَّما كانَ غَيْرُ المُصْطَفَى قُصِدَا
فَحِينَ نَادَى المُنادِي «يا مُحَمَّدُ»
لم يَزِدْ عَلَيْهَا تَجَلَّى الاسمُ وَاتَّقَدَا
حَرْفُ النِّدَاءِ اْسْمُكَ الأَصْلِيُّ يَا سَنَدَاً
للمُسْتَغِيثِينَ لَمْ يَخْذِلْهُمُو أَبَدَا
وَالظَّنُّ أَنَّا لِتَكْرَارِ اْسْتِغَاثَتِنَا
بِهِ تَكَرَّرَ فِينَا الاسْمُ وَاْطَّرَدَا
لا يَلْقُطُ الحَبَّ إلا فِي مَنَازِلِكُمْ
ولا يُقِيمُ سِوَى مِنْ شَوْقِهِ الأَوَدَا
حَتَّى شَفَى غُلَّةً مِنْهَا وَبَلَّ صَدَى
الشَّامِ الشَّرِيفِ تُصِيبُ الجُنْدَ والقَعَدَا
رَمْلٍ إَذَا طَلَبَتْهُ العَيْنُ مَا وُجِدَا
وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ رَاحَ يَشْهَدُ فِي
إِسْتَنْفَدَتَ في بَنِي عُثْمَانِهَا المُدَدَا
وَاْنْقَضَّتِ الرُّومُ والإفْرِنْجُ تَنْهَبُهَا
وَقَسَّمُونا كَمَا شَاؤُوا فَلَو دَخَلُوا
مَا بَيْنَ شِقَّي نَواةِ التَّمْرِ مَا اْتَّحَدَا
إِنَّ الزَّمَانَيْنِ رَغْمَ البُعْدِ بَيْنَهُمَا
تَطَابَقَا فِي الرَّزَايَا لُحْمَةً وَسَدَى
حَتَّى أَقُولَ اْسْتُجِدَّ الجُرْحُ أو فُصِدَا
لِيُكْمِلَ السَّرْدَ مِنْهُ كُلَّمَا سَرَدَا
يا سَيِّدِي يَا رَسُولَ الله يَا سَنَدِي
هذا العِرَاقُ وهذا الشَّامُ قَدْ فُقِدَا
لَوْ كانَ ليْ كَتَدٌ حَمَّلْتُهُ ثِقَلِي
لكن بِذَيْنِ فَقَدْتُ الظَّهْرَ والكَتَدَا
يَا جَارَيِ الغَارِ أَعْلَى اللهُ قَدْرَكُما
عَيِيِتُ بَعْدَكُما أَن أُحْصِيَ الرِّدَدَا
لَنَا مُلُوكٌ بِلا دِينٍ إذا عَبَرُوا
أَنْيَابُهُمْ فِي ذَوِي الأَرْحَامِ نَاشِبَةٌ
وَلِلأَعَادِي اْبْتِسَامٌ يُظْهِرُ الدَّرَدَا
حُمَّى الزَّمانِ إذا ماتوا أَوِ اْرْتَحَلُوا
وَللحَمَامِ يُخِيفُ الصَّقْرَ والصُّرَدَا
يَا مِثْلَنَا كُنْتَ مَطْرُودَاً وَمُغْتَرِبَاً
يَا مِثْلَنَا كُنْتَ مَظْلُومَاً وَمُضْطَهَدَا
يَا مُرْجِعَ الصُّبْحِ كالمُهْرِ الحَرُونِ إلى
مَكَانِهِ مِنْ زَمَانٍ لَيْلُهُ رَكَدَا
وَيَا يَدَاً حَوْلَنَا دَارَتْ تُعَوِّذُنَا
مِنْ بَطْنِ يَثْرِبَ حَتَّى الأَبْعَدِينَ مَدَى
أَدْرِكْ بَنِيكَ فَإِنَّا لا مُجِيرَ لَنَا
الليلُ مُعْتَلِجُ الأَمْوَاجِ مَنْ زَمَنٍ
لكنَّ مِجْمَرَ هَذَا الدِّينِ مَا خَمَدَا
وَلَمْ تَزَلْ أُمَّةٌ تَحْتَ السَّمَاءِ إَذَا
وَتَسْتَدِرُّ يَدَاكَ المَنْهَلَ الثَّمِدَا
وَتَجْعَلُ الطَّيْرَ جُنْدَاً ظَافِرِينَ عَلَى
جَيْشٍ شَكَتْ أَرْضُهُ الأَثْقَالَ والعَتَدَا
أَنْشَأْتَ أُمَّتَنَا مِنْ مُفْرَدٍ وَحِدٍ
حَتَّى تَحَضَّرَ مِنْهَا عَالَمٌ وَبَدَا
وإنَّ مَوْؤُدَةً أَنْقَذْتَهَا وَلَدَتْ
وُلْدَانَ يَعْيَى بَها المُحْصِي وَإِنْ جَهِدَا
أَقُولُ بَاهِ لأَنَّ الدَّهْرَ عَذَّبَهُمْ
حَتَّى يَمُوتَ عَلَى مَا اْخْتَارَ وَاْعْتَقَدَا
وَلَوْ يُقَالُ لَهُ سِرْ فَوْقَ جَمْرِ غَضَىً
كَمْ مِنْ بِلالٍ عَلَى أَضْلاعِهِ حَجَرٌ
مَا مَرَّ مِنْ أَزَمَاتِ الدَّهْرِ أَوْ وَرَدَا
وللوَلِيَّيْنِ مِنْ قَبْلِي فَشِعْرُهُمَا
أَبَانَ للشُّعَرَاءِ اللاحِبَ الجَدَدَا
تَتَبُّعَاً وَاْخْتِلافَاً صُغْتُ قَافِيَتِي
مَولايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا
وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاتِّبَاعِ سِوَى
أَنِّي وَجَدْتُ مِنَ التَّحْنَانِ مَا وَجَدَا
وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاْخْتِلافِ سِوَى
أَنِّي أَرَدْتُ حَدِيثَاً يُثْبِتُ السَّنَدَا
وَخَشْيَةً أَنْ يَذُوبَ النَّهْرُ فِي نَهَرٍ
وَأَنْ يَجُورَ زَمَانٌ قَلَّمَا قَصَدَا
وَرَاجِيَاً مِنْ إِلَهِي أَنْ يُتِيحَ لَنَا
يَوْمَاً عَلَى ظَفَرٍ أَنْ نُنْشِدَ البُرَدا
وَصَلِّ يَا رَبِّ مَا غَنَّتْ مُطَوَّقَةٌ
تُعَلِّمُ الغُصْنَ مِنْ إِطْرَابِهَا المَيَدَا
عَلَى مُحَمَّدٍ الهَادِي مُحَمَّدِنَا
نَبِيِّنَا شَيْخِنَا مَهْمَا الزَّمَانُ عَدَا
وَهَذِهِ بُرْدَةٌ أُخْرَى قَدِ اْخْتُتِمَتْ
أَبْيَاتُها مِائتَانِ اْسْتُكْمِلَتْ عَدَدَا
يَارَبِّ وَاْجْعَلْ مِنَ الخَتْمِ البِدَايَةَ
وَاْنْــصُرْنَا وَهَيِّءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا
الحمدان
06-23-2024, 06:23 PM
يا حمام الايك اقريك السلام
يا اخا العشاق من اهل الغرام
انني اهوى عزالاً اهيفا
لحظه اقطع من حد الحسام
في الهوى احرق قلبي والحشى
وعلا جسمي نحول وسقام
ولذيذ الزاد قد احرمته
مثل ما احرمت من طيب المنام
كيف يهن العيش لي من بعدهم
وهموا روحي وقصدي والمرام
الف ليلة وليلة
الحمدان
06-23-2024, 06:26 PM
أرْدَينَ عُروةَ والمُرَقَّش قبله
وأخا بني نهـــد تركنَ قتيلا
ولقد تركن أبا ذُؤيب هائمًا
ولقد قتلنَ كُثَيِّـرًا وجَمـيلا
وتركن لابن أبي ربيعةَ منطقًا
فيهنّ أصبح سائرًا
مروان بن أبي حفصة
الحمدان
06-23-2024, 06:27 PM
باللَهِ يا حُلوَةَ العَينَينِ زوريني
قَبلَ المَماتِ وَإِلّا فَاِستَزيريني
هَذانِ أَمرانِ فَاِختاري أَحَبَّهُما
إِلَيكَ أَو لا فَداعي المَوتَ يَدعوني
إِن شِئتِ موتاً فَأَنتِ الدَهرَ مالِكَةٌ
روحي وَإِن شِئتِ أَن أَحيا فَأَحيِيني
ابو العتاهية
الحمدان
06-23-2024, 06:41 PM
يا لَيتَ قاسِيةَ الفُؤادِ تَرفَّقَتْ
بِمُتَيَّمٍ لَمَحَ الجَمالَ فَذابا
ما ضَرَّها لَو أنّها ابتَسمَتْ لهُ
فلَرُبَّ مُـبتَــسِمٍ يَنالُ ثَوابا
......
الحمدان
06-23-2024, 10:10 PM
لَهَونا لَعَمرُ اللَهِ حَتّى تَتابَعَت
ذُنوبٌ عَلى آثارِهِنَّ ذُنوبُ
فَيا لَيتَ أَنَّ اللَهَ يَغفِرُ ما مَضى
وَيَأذَنُ في تَوباتِنا فَنَتوبُ
أبو العتاهية
الحمدان
06-23-2024, 10:24 PM
فَإنّ الأُخْتَ فِي الدُّنْيَا رَبِيعٌ
الأخت هي طب يُستطبُّ به
وغيثُ لُطف على الأرواحِ هتانًا.
ما أكثر الأحبابِ بين مشاعري
لكن أختي في المقامِ الأولي
اللهم احفظ أخواتنا ووفقهن لما تحب وترضى
الحمدان
06-23-2024, 10:26 PM
إن شئتَ أن يغدو حديثك سُكرا
وشذى حروفك كالعبير معطرا
ويزول عنك دجى الهموم وحزنها
ويصير قلبُك مرجَ حب أخضرا
فاملأ حديثك بالصلاة على الذي
أهداه ربك للوجود مبشرا
يافوز من باعوا بحب محمدٍ
أغلى النفوس ومالكُ الملك اشترى
صلوا عليه وسلموا بِعِداد ما
أجرى الإلهُ من الأمور وقدرَا
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
الحمدان
06-23-2024, 11:49 PM
نحنُ التقينا وفي أحلامنا أملٌ
ثمَّ افترقنا وفي آمالنا كدَرُ
نُكابرُ الآنَ لكن في دواخلنا
نموتُ شوقًا ولانأتي فنعتذرُ
للحُبِّ أهلٌ ولسنا أهلُهُ أبدًا
نحنُ الظّلامُ الّذي مازارهُ قمرُ
ننامُ ملءَ جفونِ الليلِ سيّدتي
ولا يليقُ الهوى إلا بمن سَهروا
......
الحمدان
06-24-2024, 12:18 AM
إي والذي في عين روحي نزّهَك
ما غبتُ إلا كي أزيد تولّهك
سبعٌ* من الأيام تخنق عبرتي
عرّيتُ أغصان الهوى كي أشبهك
وكففتُ كفَّ الوصل أرهقه الأسى
من بالعناد وبالتجاهل فقّهك
من يصطفيني للأناة نبيّةً
سأشقّ روحي نصفَها لأموّهك
رئةٌ من اللّاءات تزفرُ سُلطتي
لا تدنُ مني إن بقيتَ لأكرهك
.....
الحمدان
06-24-2024, 12:30 AM
إذا قالَتْ أحبُّك سوف أشفى
بإذنِ اللهِ يا دكتور تَكْفَى
يقولُ ليَ الطبيبُ الضَّغط عالٍ
وقد تحتاج تخطيطًا وكَشْفا
ولا يدري الطبيبُ بأنَّ قلبي
بهِ سهمٌ وينزف منهُ نَزْفا!
أنا أدرى بنفسي، صدّقوني
سأشرح عِلَّتي حَرفًا فحَرفا
أنا - لو تعلمونَ - طبيبُ نَفْسي
ولا أحتاج دكتورًا ومَشْفى
أنا أحتاج من فَمِها كلامًا
كما العسلِ المُصَفَّى بل وأصفى
أنا أحتاج قلبَكِ قُربَ قَلبي
وقَفْتُ علَيكِ نَبضَ القلبِ وَقْفا
فَقُلْ للصَّيدَلِيِّ دَوَايَ عِنْدي
دواؤكَ لا أحبِّذُ منهُ صِنْفا
وَدَائي ليسَ بالبانادولِ يَبْرا
ولا بالإسبرينِ ولا بِألْفا
فَدَاوي أنتِ يا روحي جروحي
وكالرِّيحِ اعْصِفِي بِالرُّوحِ عَصفا
وإنْ أمرَضْ فَإنِّي مُستعِدٌّ
لألقَى في سبيلِ الحُبِّ حَتْفا
فما دُمنا معًا شيءٌ جميلٌ
نُعَدّي أزْمةً نَجتازُ ظَرْفا
ونَنْسفها جِبالاً من همومٍ
سنَنْسِفُها جِبالَ الحُزْنِ نَسفا
سأشكو حالتي للهِ ربّي
فإنَّكَ يا طبيبُ أشدّ ضَعفا
وما عُمْري ذهَبتُ إلى طبيبٍ
ولو خسفَتْ بِيَ الأمراضُ خَسْفا
يُعالِجُنِي حبيبي لا طبيبي
فَلُطفًا عَالِجينِي أنتِ لُطفا
......
الحمدان
06-24-2024, 12:32 AM
لمــــا تَنــادَوا بالرحِيــلِ سَألتُــهم
أوَ بَعــدمَـا زانَ المقــــامُ وطَــابَا؟
مَا جَاوبُوا، بَل نابَ عنهم صَمتُهم
والصَّمـتُ أوجَــعُ مـا يَكونُ جَوابَا
......
الحمدان
06-24-2024, 01:11 AM
إيهِ يا لَيلُ هَل شَهِدتَ المُصابا
كَيفَ يَنصَبُّ في النُفوسِ اِنصِبابا
بَلِّغِ المَشرِقَينِ قَبلَ اِنبِلاجِ الـ
ـصُبحِ أَنَّ الرَئيسَ وَلّى وَغابا
وَاِنعَ لِلنَيِّراتِ سَعداً فَسَعدٌ
كانَ أَمضى في الأَرضِ مِنها شِهابا
قُدَّ يا لَيلُ مِن سَوادِكَ ثَوباً
لِلدَراري وَلِلضُحى جِلبابا
اُنسُجِ الحالِكاتِ مِنكَ نِقاباً
وَاِحبُ شَمسَ النَهارِ ذاكَ النِقابا
قُل لَها غابَ كَوكَبُ الأَرضِ في الأَر
ضِ فَغيبي عَنِ السَماءِ اِحتِجابا
وَاِلبَسيني عَلَيهِ ثَوبَ حِدادٍ
وَاِجلِسي لِلعَزاءِ فَالحُزنُ طابا
أَينَ سَعدٌ فَذاكَ أَوَّلُ حَفلٍ
غابَ عَن صَدرِهِ وَعافَ الخِطابا
لَم يُعَوِّد جُنودَهُ يَومَ خَطبٍ
أَن يُنادى فَلا يَرُدُّ الجَوابا
عَلَّ أَمراً قَد عاقَهُ عَلَّ سُقماً
قَد عَراهُ لَقَد أَطالَ الغِيابا
أَي جُنودَ الرَئيسِ نادوا جِهاراً
فَإِذا لَم يُجِب فَشُقّوا الثِيابا
إِنَّها النَكبَةُ الَّتي كُنتُ أَخشى
إِنَّها الساعَةُ الَّتي كُنتُ آبى
إِنَّها اللَفظَةُ الَّتي تَنسِفُ الأَنـ
ـفُسَ نَسفاً وَتَفقُرُ الأَصلابا
ماتَ سَعدٌ لا كُنتِ يا ماتَ سَعدٌ
أَسِهاماً مَسمومَةً أَم حِرابا
كَيفَ أَقصَدتِ كُلَّ حَيٍّ عَلى الأَر
ضِ وَأَحدَثتِ في الوُجودِ اِنقِلابا
حَسرَةٌ عِندَ أَنَّةٍ عِندَ آهٍ
تَحتَها زَفرَةٌ تُذيبُ الصِلابا
قُل لِمَن باتَ في فِلِسطينَ يَبكي
إِنَّ زِلزالَنا أَجَلُّ مُصابا
قَد دُهيتُم في دورِكُم وَدُهينا
في نُفوسٍ أَبَينَ إِلّا اِحتِسابا
فَفَقَدتُم عَلى الحَوادِثِ جَفناً
وَفَقَدنا المُهَنَّدَ القِرضابا
سَلَّهُ رَبُّهُ زَماناً فَأَبلى
ثُمَّ ناداهُ رَبُّهُ فَأَجابا
قَدَرٌ شاءَ أَن يُزَلزِلَ مِصراً
فَتَغالى فَزَلزَلَ الأَلبابا
طاحَ بِالرَأسِ مِن رِجالاتِ مِصرٍ
وَتَخَطّى التُحوتَ وَالأَوشابا
وَالمَقاديرُ إِن رَمَت لا تُبالي
أَرُؤوساً تُصيبُ أَم أَذنابا
خَرَجَت أُمَّةٌ تُشَيِّعُ نَعشاً
قَد حَوى أُمَّةً وَبَحراً عُبابا
حَمَلوهُ عَلى المَدافِعِ لَمّا
أَعجَزَ الهامَ حَملُهُ وَالرِقابا
حالَ لَونُ الأَصيلِ وَالدَمعُ يَجري
شَفَقاً سائِلاً وَصُبحاً مُذابا
وَسَها النيلُ عَن سُراهُ ذُهولاً
حينَ أَلفى الجُموعَ تَبكي اِنتِحابا
ظَنَّ يا سَعدُ أَن يَرى مِهرَجاناً
فَرَأى مَأتَماً وَحَشداً عُجابا
لَم تَسُق مِثلَهُ فَراعينُ مِصرٍ
يَومَ كانوا لِأَهلِها أَربابا
خَضَبَ الشيبُ شَيبَهُم بِسَوادٍ
وَمَحا البيضُ يَومَ مِتَّ الخِضابا
وَاِستَهَلَّت سُحبُ البُكاءِ عَلى الوا
دي فَغَطَّت خَضراءَهُ وَاليَبابا
ساقَت التَيمِسُ العَزاءَ إِلَينا
وَتَوَخَّت في مَدحِكَ الإِسهابا
لَم يَنُح جازِعٌ عَلَيكَ كَما نا
حَت وَلا أَطنَبَ المُحِبُّ وَحابى
وَاِعتِرافُ التاميزِ يا سَعدُ مِقيا
سٌ لِما نالَ نيلَنا وَأَصابا
يا كَبيرَ الفُؤادِ وَالنَفسِ وَالآ
مالِ أَينَ اِعتَزَمتَ عَنّا الذَهابا
كَيفَ نَنسى مَواقِفاً لَكَ فينا
كُنتَ فيها المَهيبَ لا الهَيّابا
كُنتَ في مَيعَةِ الشَبابِ حُساماً
زادَ صَقلاً فِرِندُهُ حينَ شابا
لَم يُنازِلكَ قارِحُ القَومِ إِلّا
كُنتَ أَقوى يَداً وَأَعلى جَنابا
عِظَمٌ لَو حَواهُ كِسرى أَنوشَر
وانَ يَوماً لَضاقَ عَنهُ إِهابا
وَمَضاءٌ يُريكَ حَدَّ قَضاءِ اللَ
هِ يَفري مَتناً وَيَحطِمُ نابا
قَد تَحَدَّيتَ قُوَّةً تَملَأُ المَعـ
ـمورَ مِن هَولِ بَطشِها إِرهابا
تَملِكُ البَرَّ وَالبِحارَ وَتَمشي
فَوقَ هامِ الوَرى وَتَجبي السَحابا
لَم يُنَهنِه مِن عَزمِكَ السِجنُ وَالنَفـ
ـسُ وَساجَلتَها بِمِصرَ الضِرابا
سائِلوا سيشِلاً أَأَوجَسَ خَوفاً
وَسَلوا طارِقاً أَرامَ اِنسِحابا
عَزمَةٌ لا يَصُدُّها عَن مَداها
ما يَصُدُّ السُيولَ تَغشى الهِضابا
لَيتَ سَعداً أَقامَ حَتّى يَرانا
كَيفَ نُعلي عَلى الأَساسِ القِبابا
قَد كَشَفنا بِهَديِهِ كُلَّ خافٍ
وَحَسِبنا لِكُلِّ شَيءٍ حِسابا
حُجَجُ المُبطِلينَ تَمضي سِراعاً
مِثلَما تُطلِعُ الكُؤوسُ الحَبابا
حينَ قالَ اِنتَهَيتُ قُلنا بَدَأنا
نَحمِلُ العِبءَ وَحدَنا وَالصِعابا
فَاِحجُبوا الشَمسَ وَاِحبِسوا الرَوحَ عَنّا
وَاِمنَعونا طَعامَنا وَالشَرابا
وَاِستَشِفّوا يَقينَنا رَغمَ ما نَلـ
ـقى فَهَل تَلمَحونَ فيهِ اِرتِيابا
قَد مَلَكتُم فَمَ السَبيلِ عَلَينا
وَفَتَحتُم لِكُلِّ شَعواءَ بابا
وَأَتَيتُم بِالحائِماتِ تَرامى
تَحمِلُ المَوتَ جاثِماً وَالخَرابا
وَمَلَأتُم جَوانِبَ النيلِ وَعداً
وَوَعيداً وَرَحمَةً وَعَذابا
هَل ظَفِرتُم مِنّا بِقَلبٍ أَبِيٍّ
أَو رَأَيتُم مِنّا إِلَيكُم مَثابا
لا تَقولوا خَلا العَرينُ فَفيهِ
أَلفُ لَيثٍ إِذا العَرينُ أَهابا
فَاِجمَعوا كَيدَكُم وَروعوا حِماها
إِنَّ عِندَ العَرينِ أُسداً غِضابا
جَزِعَ الشَرقُ كُلُّهُ لِعَظيمٍ
مَلَأَ الشَرقَ كُلَّهُ إِعجابا
عَلَّمَ الشامَ وَالعِراقَ وَنَجداً
كَيفَ يُحمى الحِمى إِذا الخَطبُ نابا
جَمَعَ الحَقَّ كُلَّهُ في كِتابٍ
وَاِستَثارَ الأُسودَ غاباً فَغابا
وَمَشى يَحمِلُ اللِواءَ إِلى الحَـ
ـقِ وَيَتلو في الناسِ ذاكَ الكِتابا
كُلَّما أَسدَلوا عَلَيهِ حِجاباً
مِن ظَلامٍ أَزالَ ذاكَ الحِجابا
واقِفٌ في سَبيلِهِم أَينَ ساروا
عالِمٌ بِاِحتِيالِهِم أَينَ جابا
أَيُّ مَكرٍ يَدِقُّ عَن ذِهنِ سَعدٍ
أَيُّ خَتلٍ يُريغُ مِنهُ اِضطِرابا
شاعَ في نَفسِهِ اليَقينُ فَوَقّا
هُ بِهِ اللَهُ عَثرَةً أَو تَبابا
عَجَزَت حيلَةُ الشِباكِ وَكانَ الـ
ـشَرقُ لِلصَيدِ مَغنَماً مُستَطابا
كُلَّما أَحكَموا بِأَرضِكَ فَخّاً
مِن فِخاخِ الدَهاءِ خابوا وَخابا
أَو أَطاروا الحَمامَ يَوماً لِزَجلٍ
قابَلوا مِنكَ في السَماءِ عُقابا
تَقتُلُ الدَسَّ بِالصَراحَةِ قَتلاً
وَتُسَقّي مُنافِقَ القَومِ صابا
وَتَرى الصِدقَ وَالصَراحَةَ ديناً
لا يَراهُ المُخالِفونَ صَوابا
تَعشَقُ الجَوَّ صافي اللَونِ صَحواً
وَالمُضِلّونَ يَعشَقونَ الضَبابا
أَنتَ أَورَدتَنا مِنَ الماءِ عَذباً
وَأَراهُم قَد أَورَدونا السَرابا
قَد جَمَعتَ الأَحزابَ حَولَكَ صَفّاً
وَنَظَمتَ الشُيوخَ وَالنُوّابا
وَمَلَكتَ الزِمامَ وَاِحتَطتَ لِلغَيـ
ـبِ وَأَدرَكتَ بِالأَناةِ الطِلابا
ثُمَّ خَلَّفتَ بِالكِنانَةِ أَبطا
لاً كُهولاً أَعِزَّةً وَشَبابا
قَد مَشى جَمعُهُم إِلى المَقصِدِ الأَس
مى يُغِذّونَ لِلوُصولِ الرِكابا
يَبتَنونَ العُلا يَشيدونَ مَجداً
يُسعِدونَ البَنينَ وَالأَعقابا
قَد بَلَوناكَ قاضِياً وَوَزيراً
وَرَئيساً وَمِدرَهاً خَلّابا
فَوَجَدناكَ مِن جَميعِ نَواحيـ
ـكَ عَظيماً مُوَفَّقاً غَلّابا
لَم يَنَل حاسِدوكَ مِنكَ مُناهُم
لا وَلَم يُلصِقوا بِعَلياكَ عابا
نَم هَنيئاً فَقَد سَهِدتَ طَويلاً
وَسَئِمتَ السَقامَ وَالأَوصابا
كَم شَكَوتَ السُهادَ لي يَومَ كُنّا
بِالبَساتينِ نَستَعيدُ الشَبابا
نَنهَبُ اللَهوَ غافِلَينَ وَكُنّا
نَحسَبُ الدَهرَ قَد أَنابَ وَتابا
فَإِذا الرُزءُ كانَ مِنّا بِمَرمىً
وَإِذا حائِمُ الرَدى كانَ قابا
حَرَمَتنا المَنونُ ذَيّالِكَ الوَجـ
ـهَ وَذاكَ الحِمى وَتِلكَ الرِحابا
وَسَجايا لَهُنَّ في النَفسِ رَوحٌ
يَعدِلُ الفَوزَ وَالدُعاءَ المُجابا
كَم وَرَدنا مَوارِدَ الأُنسِ مِنها
وَرَشَفنا سُلافَها وَالرُضابا
وَمَرَحنا في ساحِها فَنَسينا الـ
ـأَهلَ وَالأَصدِقاءَ وَالأَحبابا
ثُمَّ وَلَّت بَشاشَةُ العَيشِ عَنّا
حينَ ساروا فَوَسَّدوكَ التُرابا
خِفتَ فينا مَقامَ رَبِّكَ حَيّاً
فَتَنَظَّر بِجَنَّتَيهِ الثَوابا
حافظ إبراهيم
الحمدان
06-24-2024, 02:57 AM
طَرِبتُ وما شَوقاً إلى البِيضِ أَطرَبُ
ولاَ لَعِبًا مِنّي أذُو الشَّيبِ يَلعَبُ
ولم يُلهِنِي دارٌ ولا رَسمُ مَنزِلٍ
ولم يَتَطَرَّبنِي بَنانٌ مُخَضَّبُ
وَلاَ أنَا مِمَّن يَزجرُ الطَّيرَ هَمُّهُ
أصَاحَ غُرَابٌ أم تَعَرَّضَ ثَعلَبُ
ولا السَّانِحَاتُ البَارِحَاتُ عَشِيَّةً
أمَرَّ سَلِيمُ القَرنِ أم مَرَّ أَعضَبُ
وَلكِن إِلى أهلِ الفَضَائِلِ والنُّهَى
وَخَيرِ بَنِي حَوَّاءَ والخَيرُ يُطلَبُ
إلى النَّفَرِ البيضِ الذِينَ بِحُبِّهم
إلى الله فِيمَا نَابَنِي أتَقَرَّبُ
بَنِي هَاشِمٍ رَهطِ النَّبِيِّ فإنَّنِي
بِهِم ولَهُم أَرضَى مِرَاراً وأغضَبُ
الكميت بن زيد الاسدي
الحمدان
06-24-2024, 04:43 PM
إذا مــا الــدَّهرُ أبــعدَني لظرفٍ
وقِــيل الــرُّوحُ سِــيقت للمنايا
خُــذوا عني حروفي وانسبوها
فــهذا نــبضُ قــلبي والــحنايا
سـَـتُقرأ أحــرفي من بَعدِ حِينٍ
ويُــذكَر كُــلّ مــا خــطت يدايا
ســيَذكُرُني نــقيُّ الــقلبِ حتمًا
جــميلُ الروحِ موفور السجايـا
ويَــقدَحُ في غِيابي خُبثُ قلبٍ
فــمــا يُــخــفيه يــظهر لــلبرايا
فــعَينُ الــحبِّ تــذْكُرُ كلَّ خيـرٍ
وعَينُ الكُرْهِ تنبش في الخطايا
وحَــسبِي أن لــي قــلبًا سليمًا
وربُّ الــخــلق يَــعلَـم بِــالنَّوايَا
......
الحمدان
06-24-2024, 04:44 PM
مُعافًى و قوتُ اليومِ عندك حاضرُ
و تــحيا بــلا خوفٍ و بيتُك عامِرُ
كــأنك عشتَ المُلْكَ من غير تاجِهِ
و سيقت لك الدنيا فما أنت خاسرُ
توقفْ عن الشكوى و لا تكُ بائسًا
و كـــن واثــقًا أنّ الــعَنا ســيُغادرُ
و تُــقبلُ أفــراحٌ و طــال انتظارُها
و تَــضحكُ أيــامٌ و تــدنو بــشائرُ
......
الحمدان
06-24-2024, 04:52 PM
ولي حبيبٌا أنا دَومًا أتابِعُهُ
حلوٌ رقيقٌ أنِيقُ الحَرفِ رائع
اللهُ حَلاَّهُ في عَينِي وجَمّلَهُ
كأنّهُ البَدرُ امامِي أُطالِعُهُ
أظَلُّ أدخلُ يوميًّا لِصَفحَتِهِ
أرى الجديدَ الّذي خطّت أناملهُ
النّفسُ تهفو ولو لم ينتَبِه أحَدٌ
والقلبُ يهوَى ولو زادَت مواجعه
......
الحمدان
06-24-2024, 05:21 PM
أفدي الذي كلما أقبلتُ منفعلاً
عليه قابلني باللفظ معسولا
يُنسيك أنك غضبانٌ برقّتهِ
فتنثني عنه طلْق الوجهِ مذهولا
إذا تأمَّلتَ بعضاً من طبائعهِ
ظننتهُ من قرون الأمةِ الأولى
......
الحمدان
06-24-2024, 05:25 PM
مر با الصدفه امامي وابتسم
وابتساماته بقـلبه مخفيه
من حلا الموقف تلوا وابترم
يوم شافتني توارت مقفيه
شفت يده ترتعش بعد القدم
كنها للموت تمشي مــلفيه
هو مثيل الشمس نوره عم عم
والقمر جنبه قـــدي متخفيه
صوتها قـــوه بيتناغم نــغــم
البشر من بعد صوته معفيه
للفواد اجتاح والقلب اقتحم
والصبايا بعد شوفه منفيه
حاز باالحسن الانيق اعلا رقم
والتحيا في هـــوها موفيه
مايعود القلب من شوفك سلم
شب قلبي نار جي له واطفيه
......
الحمدان
06-24-2024, 05:29 PM
ㅤ
سَأحفَظُ العَهدَ إن طَالَ البِعَادُ بِنَا
وأكتُمُ الشَّوقَ فِي قَلبِي وأُخفِيهِ
لأنَّ رُوحَكَ فِي جَنبِيَّ سَــاكِنَةٌ
فَليَحفَظ اللهُ قَلبِي والَّذِي فِيـهِ
......
الحمدان
06-24-2024, 05:32 PM
سكنتم في وسط قلبي
وبالطيبه عرفــناكم
بلغتم قمة الأخلاق
فهذا من مزايــاكم
نقشنا حبكم في القلب
حقيقة ما نسيـناكم
فهذا قدركم عندي
حقيقه ما مدحـناكم
بقلمي
الحمدان
06-24-2024, 05:35 PM
ولكم في فؤادي منزل متفرد
وحبكم في القلب حب مؤكد
وأنتم إخوة الدين والهدى
بكم تزدهي أيام عمري وتسعد
لذا أقولها أرجو من الله أجرها
أحبكم في الله والله يشهد
بقلمي
الحمدان
06-24-2024, 05:36 PM
تحمَّل من حبيبكَ كُلَّ ذنبٍ
وعُدَّ خطاهُ في وفقِ الصوابِ
ولا تعتُب على ذنبٍ حَبيبًا
فكم هجرًا توَلَّدَ من عِتابِ
......
الحمدان
06-24-2024, 05:38 PM
وخبَأْتُ لكم في السِّرِّ دعوة صادقٍ
بأن تسعدوا في كل حالٍ وتفرحوا
وألا تَـروا فيمن تحبُّــون شِـدَّةً
وتمسوا بخيرٍ كلَّ حينٍ وتصبحوا
بقلمي
الحمدان
06-24-2024, 05:40 PM
أخافُ عليكَ مِن مَكرِ الصَّبَايَا
ومن عَينٍ تراكَ ولا تُسَمِّي
ومن نَفسِي إذا طَارَت هِيامَا
عليكَ، وبنتِ جِيرانٍ وعمِّ
ومن عَينِ اشتِياقِي حينَ تَطغَى
دُموعًا غيرَ عابئةٍ بزمِّ
لقَد أصبحتَ مِن أملاكِ قَلبِي
وما يُرضيكَ أضحَى كُلَّ هَمِّي
فَجِد لِي مِن هِيامِي فيكَ حلًّا
أو ادعُ اللهَ يُخلِي منكَ دَمِّي
هدى الزهراني
الحمدان
06-24-2024, 06:04 PM
أزكي ثياب العيد ثوب فضيلة
ثوب التسامح ياخا الاسلام
ثوب المودة والمحبة والتقي
ثوب الندى والجود ولا نعام
......
الحمدان
06-24-2024, 06:05 PM
مراتبُ المجْدِ لا يرقى لها أبدا
من همُّهُ الناسُ ما قالوا وما فعلوا
وأجمل الناس أعمى عن مساوئهم
وقلبه الحر بالعلياء منشغلُ
......
الحمدان
06-24-2024, 06:57 PM
اعلل بالخيال جريح قلبي
وهل قلب يعلله الخيال
اغار على الفؤاد جمال حبي
ويا لله كم فعل الجمال
اويقات لدى حبي قصار
وآهاتي لفرقته طوال
كأني إذ أحاضره بفكري
أخو ذهل تخبطه خيال
اموت لاجله ولها واحيا
ولطف الحب قطع واتصال
تثور مع الجمال اليه روحي
اذا امت مغانيه الجمال
تراه بكل ذي الاشياء عيني
ويشرقني به الماء الزلال
وتبكيني معانيه وعقلي
به لجلال طالعه انذهال
تحكم في من معناه حال
ولا بدعا فللعشاق حال
انازل فيه آلامي ووجدي
ومالي في منازلتي ظلال
غدوت بحبه الفتان لطفا
فلا نسق هناك ولا مثال
وطاب لي الكلام به فنظمي
بسيرة حبه السحر الحلال
متى كان الحبيب محل مدح
يطيب المدح يتسع المجال
الا يا من يذل له المعنى
ويا من من خلائقة الدلال
يطيب لديك يا مولاي هجري
واني منك يعذب لي الوصال
قطعت مودتي من غير ذنب
اذن لي منك في هذا سؤال
اعن كبر تعمدت انقطاعي
ولذ لديك هذا الانفصال
فان يك ذاك عدوانا وظلما
تاود فالزمان له انفتال
والا فالتفت وامنن بقرب
يحل به لمضناك العقال
ودعنا نستريح فقد تعبنا
وزاد منالعدى قيل وقال
لعمرك هذه الدنيا خيال
وغاية كل ما فيها زوال
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 06:58 PM
علينا طال يا سعد المطال
وازعجنا التباعد والمطال
وريم الرقمتين جفا دلالا
وقد يضني اخا الوله الدلا
وكم قال العذول لسوء ظن
بنا يا سعد قولا لا يقال
اما وجمال من نهوى وهذا
يمين قد تهز له الجبال
لنا في الحب عهد ليس يرمى
بنقض والوفاء له رجال
يمر بنا نسيم الحب ليلا
فيلفى في جوانحنا اشتعال
نهيم وركبنا يهتز وجدا
ومعنى الوجد تحمله الجمال
فترتعد الجمال له هياما
واحدجة الجنائب والرجال
الا يا سعد دارك رب شوق
عليه سطا برمشته الغزال
وغز نبال تلك العين منه
بمهجته وتعلم ما النبال
وقد عجب العذول لما دهاني
وكم اسد به فتك الجمال
وحرمة ليلة باللطف مرت
وقد طالت واقصرها الوصال
يطوف علي من حبي خيال
فيرقص مهجتي ذاك الخيال
فأبكي والدموع لها انحدار
كحدر السيل ترسله التلال
واشكو لا يرق الي غيري
ودائي في الهوى الداء العضال
فهل يا سعد تجمعنا الليالي
ويفصل بعد هذا الانفصال
عسى المولى يمن يسر لطف
ويبرز من ضمير الغيب حال
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 06:58 PM
اقامك الحسن سكراناً بخمرته
تميل يا ريم ميل الشارب الثمل
بوجنة من رياض الخلد زاهية
وطرف عين بكحل السحر مكتحل
ودهشة لقلوب العاشقين بدت
برونق فيه سلطان الجمال جلي
ومنظر يسلب الالباب طالعه
على صنوف معاني الحسن مشتمل
تمشي وتحسبك العشاق من دهش
بدر السماء اتى يمشي على عجل
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 06:58 PM
يا سائق العيس مهلا فالضليع وها
عزما وضاقت به حين السرى الحبل
يريد مثلك اطلال الحبيب وقد
قد اتقوى منه حيث الدمع متصل
والهف قلبي والايام خائنة
والوقت ظل وركب العمر مرتحل
تبعث ثاية من اهوى فغالطني
زمزمت مشتملا والحب مقتبل
خل البكاء اعيني واصبري فعسى
يأتيك نصرا اذا ما استيأس الرسل
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 06:59 PM
لي في بوادي الرقمتين غزال
هجمت عليّ لاجله العذال
وفنيت اذ نار تأج باضلعي
والعين يدفق دمعها السيال
والبعد مزق مهجتي بنصاله
يا ما يسل من البعاد نصال
واشد من هذا واثقل وطأة
قلب به تتلاعب الآمال
زعم اللقاء وراح يرقب وقته
ولها ويمزج بالزعوم محال
اغزال وادي الرقمتين وانت قد
غشاك من لطف الجمال جلال
رفقا بمحروق الفؤاد موله
قد اقعدته من النوى الاثقال
هزته بالوجد الملح اليك من
اجزائه الاطوار والاحوال
فمتى ذكرت كأن ارض فؤاده
للشوق يرجف كلها زلزال
يبكي الطلول لاجل وجهك مغرما
ولأهلها قد تندب الاطلال
ولرب برق بالغوير اثارني
لذوي الحمى ولكل حال حال
شوق يلح وزفرة لا تنطفي
وصبابة ضربت بها الامثال
لم يبق لي عضو ولم يمزج به
وله عليك تغز منه نبال
حاولتني واحتلت رأيك قطعتي
ولقد يضل برأيه المحتال
خذ ما بدا لك من زعومك واحتكم
او ليس هذي الحادثات ظلال
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 06:59 PM
قلبي قسا ودواعي الذنب مزعجة
ولي باصلاح حال سال آمال
ما كنت اعلم ان القلب من حجر
حتى تدلى لعيني منه سلسال
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 06:59 PM
جانب زمانك ان اردت وواله
شتان بين فعاله ومقاله
تتخالف الالوان من آثاره
وتلوح في نقصانه وكماله
ولرب مفتون بغيّ زمانه
وعليه حينا رد سود بناله
آه لوقت مر لي بطويلع
والبدر يطلع من سماء خلاله
والليل يزهر والربيع منمنم
والحي يحي الميت رمش غزاله
وجليس انس راح يعبث بالنهى
سلب العقول بلطفه ودلاله
المى الثغير يفوح عاطر مسكه
وبفاض معنى السكر من جرياله
نقض العهود مغاضبا ومضى على
بغي وجار على المحب الواله
وحكى الزمان بغدره اذ لم نجد
تمثاله الا على تمثاله
متلون صعب المزاج مخادع
لا فرق بين بعاده ووصاله
ولقد يتيه وليس ينصف عاشقا
تيه الفخور بحسنه وجماله
جهل انقلابات الزمان ومادرى
انّ التقلب كان بعض خصاله
يطغي الجميل زمانه لكنه
لم يبق فيه على وتيرة حاله
كم اجج الحسرات جمرا موقدا
قد شب يلهب في قلوب رجاله
يسطو بادبار على ذي غفلة
ثمل بخمر الامن من اقباله
ويحل فوق الشهم خبا قدره
لا شك يقصر عن محل نعاله
ويست بالبر الكريم فينطوي
في عربة ظلما عن اطلاله
لا امن للعقلاء من انكاده
مهما اعان بحاله وبماله
ما اسرع الميلان منه ومثله
في الحادثات يكون ميل ظلاله
مهما دهاك بطور ريم اكحل
لا تأمن الوثبات من ريباله
وخذ السلامة بالتوكل وانتصر
بالله لا تلجأ لغير جلاله
والهج بذكر الله ثم تحققا
اخلص ودادك للنبي وآله
واحفظ حقوق الصحب صحب المصطفى
والقوم من نسجوا على منواله
وارع الذمام لكل خل صادق
ودع الكذوب بغيه وضلاله
واذا علقت من الزمان بمعشر
فارفع كرام الوقت عن انذاله
واصبر على اليوم المريع فانه
بالصبر يمحى العتم من اهواله
واذا ابتليت بمشكل فبحكمة
حلل عقود الخبط من اشكاله
واصحب شريف الاصل مصحوب التقى
فالمرء منجذب الى اشكاله
واجعل نظام العقل نهجك للعلى
فالعقل للانسان عين عقاله
واحرس ببذل المال مجدك فهوفي
لماع وجه المجد نقطة خاله
وافض جميلك فالسيادة للفتى
بجميله الفياض لا بجماله
خذ اثر قومك كاسيا بكمالهم
فخصائل الريبال في اشباله
وتوق شؤم الغدر لا تعمل به
فالغدر يدمي اهله بنصاله
زك الاصول بكل فعل طيب
منشور اصل المرء طي فعاله
واذا علمت فكن حكيما عالما
لا كالوثوب مفاجئا بجداله
واصفح ولا تجبن وباعد مقرفا
افعاله تهحط عن افواله
واجعل صديقك من إذا الزمن اعتدى
يأتيك بر يمينه وشماله
وارحم ولا تحسد ولاتك حاقدا
فالشهم يطوي الطيبات بباله
والق الاذى متغابيا فاخو المرو
ءة لم يكن يجري الاذى بخياله
وصن الوقار فلا تخفف مجدك ال
موروث واحمله على اثقاله
لا تقطع الارحام وافعل واصلا
شيم الاصيل لعمه ولخاله
وافهم شؤن العصر من علمائه
واحذر بان تلوي الى جهاله
واعرض عن الخبل الدني ولو على
بالمال فهو معلق بحباله
شتان ما بين العلي بماله
والسيد الصدر العلي بحاله
واقطع حبال الخائنين فان من
حمل الخيانة لم يفز بمآله
واحمل لاوقات السؤال ذخيرة
فالمء حاجته بآن سؤاله
واعدل فرب الحكم يأمن في غد
ان كان حكم العدل من عماله
ودع اللئيم يدس كل دسيسة
واصبر عليه فانها لزواله
وتخل عن طمع وحرص مزعج
فالرب قسم رزقه لعياله
والقلب عن لوث الحطام فنقه
واذكر جلال الله في اشغاله
وارفع امورك للآله فانه
قد ينفذ الموهون من اوحاله
صر للورى ان ساعد الامكان
نفعا شاملا وتسود في ابطاله
واذا قصرت النفع تعلو قاصرا
عن مجد ذي النفع العميم وحاله
واقعد ولا تبغ الكمال تناهيا
فالبدر آفته بلوغ كماله
الله اكبر كل شيء هالك
الاه فاهجر موثقا بخباله
ترك القديم وراح يرصد فانيا
فلقد اصابته سهام وباله
ومهفهف زين الشمائل ازهر
تتنوع النغمات من خلخاله
كم راح عن قوس الحواجب راميا
الباب ارباب النهى بنباله
فالبدر من أقرانه والليث من
أشباهه والريم من أمثاله
هو ان بدا بدر وان قصد الجفا
ليث يريع النذل هول نزاله
طالبته العهد الصميم وسالف
الود القديم فمر كالمتباله
اغزال حاجر انت في رمضان
هجر سوف تطوي الحسن في شواله
شهر له بدر يتم وينقضي
وغررت عن طيش بوضح هلاله
هذا الزمان وهذه احواله
عش فيه منتبها الى احواله
هو هكذا فيما مضى وبحاله
فيما ترى وبمبهم استقباله
أبو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 07:00 PM
مهلا احادي العيس واتركها لها
فالصوت وجدا للحمى قد هالها
اكلفها الشوق فرق عظمها
وجسمها وهنا حكى خيالها
تريد قاعا اشرقت بدورها
والمجد مد ضافيا ظلالها
كجنة يفوح طيب روضها
والشهد عطريا حكى زلالها
لله من تلك الضواحي انها
قد افلتت بمهجتي غزالها
ومهجتي أي والهوى عليلة
بحبه وحالها حلالها
دمعي اباح عنوة سر الهوى
وكم دموع في الهوى اسالها
يا اهل ريم حاجر بحقكم
رفقا بعين سيلها اسالها
ورحمة بمهجة نيرانها
قد اكثرت بلبها اشتعالها
قيعان ريمكم وعز قدركم
قد رسمت بسوحها اطلالها
هيمها الوجد لريمكم فلم
ترفع لغير حسنه آمالها
وان تنآى معرضا وقاليا
زلزلت الارض بها زلزالها
لله در ظيبة بارضكم
كم حملت اهل الهوى دلالها
على محبيها اسارى عشقها
قد حرمت تكبرا وصالها
لنا ليال عندها مرت لنا
قصارها قد حسدت طوالها
مضت على السرعة قدما وانقضت
يا ليت لا كنا نرى زوالها
مع الاحباء اويقات الصفا
ما هام قلب ذي الهوى الالها
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 07:00 PM
يا غزالا قلب مضناه ملك
بشر انت فقل لي ام ملك
قمت تجلى بجمال باهر
جل من بالحسن فضلا جللك
يا لطيف الذات يا حلو اللمى
جرت لكن قامة ما اعدلك
لمعان الحسن وضاح السنى
بضياء الظرف غشى هيكلك
لو رأك البدر في برج العلى
قال يا هذا الفتى ما اجملك
يا حبيبا سلب القلب اتئد
ها هو القلب وكل الجسم لك
فترفق بمحب هائم
كل فج لك في الحب سلك
درت عن نهج ودادي فاحتكم
لك هذا انت للحسن فلك
غير ان الفضل يقضي بالوفا
لولوه ذي هيام املك
والذي اعطاك انواع البها
وعلى الريم بعقل فضلك
شعرك الداجي على الصدغين مذ
ماج قلت الشمس حفت بالحلك
ولعمري طرفك الوسنان ما
مس بالسيف فتى الا هلك
مفردات الحسن فيك اجتمعت
آه لو بالرفق ربي اكملك
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 07:00 PM
نسخت بحبي آية العشق من قبلي
واصبحت فرد القوم بالعقد والحل
رفعت لدين الحب في الارض راية
فاهل الهوى جندي وحكمي على الكل
وكل فتى يهوى فاني امامه
بعلم شريف الشأن يحكم بالعدل
وخليت لوامي على حلس وهمهم
واني بريء من فتى سامع العذل
ولي في الهوى علم تجل صفاته
عن الظلم والعدوان والحقد والغل
تفقهت في دين المحبة عارفا
ومن لم يفقهه الهوى فهو في جهل
ومن لم يكن في عزة الحب تائها
فلم يهد في نهج الحقيقة للفضل
وان لم يفز بالعز طورا ومشربا
بحب الذي يهوى فبشره بالذل
وللوجد فتيان كرام نفوسهم
منزهة الحالين بالقول والفعل
واسرارهم طيارة الطور للعلا
مجردة عما سوى الحب يا خلي
اذا جاد اقوام بمال رأيتهم
يحطون هام المال عن اخمص الرجل
اذا قام سوق البذل يوما لحبهم
يجودون بالارواح منهم بلا بخل
وان اودعوا سرا رأيت صدورهم
كنوزا بها الارصاد جلت عن الحل
وقد جعلوا في طي لب قلوبهم
قبورا لاشكال تنزه عن نقل
وان هددوا بالهجر ماتوا مخافة
وعاشوا متى وافاهم الوعد بالوصل
فإن وعدوا طابوا وطاب جنانهم
وان وعدوا بالقتل حنوا إلى القتل
لعمري هم العشاق عندي حقيقة
بنا قام رأي المقل ينصر بالنقل
كرام بنوافي الحب اس سلوكهم
على الجد والباقون عندي على الهزل
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 07:01 PM
انا ابن اناس بسمك الافتخار
سنا مجدهم كالنهار استنار
صبرت ومن مثلي الاصطبار
الا قل لمن يطلب الافتخار
يهجوي له قد طلبت المحالا
بعيد عليك المدى في الطلاب
وهاجيك عندي بحرف يعاب
فنم في امان بسرب الكلاب
نجا بك لؤمك منجى الذباب
حمته مقاديره ان ينالا
أبو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 07:01 PM
واني لابدي في هواك تجلداً
ولي في الهوى صبر عليك جميل
بوجهي علامات السلامة تنجلي
وفي القلب مني لوعة وغليل
فلا تحسبي اني سلوت فربما
يغالط واش او يشيع عذول
سقامي سقامي يا هذيم وتارة
ترى صحة بالمرء وهو عليل
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 07:01 PM
يا قلب لا تقبل مقالة ناصح
يلويك عن حب الحبيب الاول
واصدق لمن تهواه في ترك السوى
واقبل عليه بحلية المتذلل
واحمل له طور التذلل ان علا
متعززاً بتفخم وتدلل
ان الجمال لمسكر اصحابه
سكر الدلال وليس يعرف ذا الخلي
فاذا الحبيب ثناه خمر دلاله
وجفاك بغيا فاصطبر وتحمل
يا قلب لا تيأس ففي دين الهوى
صبر المحب سلامة المستقبل
والهفتاه على زمان قد مضى
كنا عن البعد المريع بمعزل
واليوم يا قلباه تعلم انني
في منزل وغزيلي في منزل
اني على الحالين صب صابر
مهما دجا ليل المهمة ينجلي
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 07:01 PM
علل خليلك فالفؤاد عليل
يا حادياً دمع المحب يسيل
واعد علي حديث من سكن الغضا
ها للغضا مني الفؤاد مقيل
اواه منه ومن اليم فراقه
فعليه حزني يا هذيم طويل
ابكي اذا الحادي حدا بنعوته
بجميع اجزائي اليه تميل
وجدي كثير في هواه ولوعتي
لكنما صبري عليه قليل
آه على ايام قرب قد مضت
والحب دان والعذول خجيل
والوقت صاف والزمان مسالم
والظل من وشي الغصون ظليل
ولمنيتي محي الكئيب لطفه
طرف يميت العاشقين كحبل
في رمشه يا للعشيرة مغمد
عضب حديد المضربين صقيل
والجيد كالفجر الملألإ ساطع
والخد يعبق بالورود اسيل
يختال في رحبي على ما اشتهي
ما للوشاة به عليّ سبيل
واليوم ازعجني النوى بفراقه
صبر على هذا الفراق جميل
يا من يطير له الفؤاد وللنوى
منه رعيل طارق ورعيل
بحياة ذاتك وهي في دين الهوى
قسمي وقدرك في الفؤاد جليل
صلني ودع هذا الجفاء فغاية ال
دنيا الفناء ولا يدوم خليل
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 07:02 PM
وحق من صيغ هذا الحلك
بشعرك الداجي وانت الفلك
وقد جلا وجهك بالنور من
شمس الضحى وبالسنا جللك
ما غبت عن قلبي وان غبت عن
عيني وهذا القلب والعين لك
يا طلعة البدر ويا كوكب ال
حسن تعالى شأن من اكملك
ابشر انت بحق الهوى
ام ريم قفر شارد ام ملك
سكنت في القلب ورغما له
شخصك قلبي يا حبيبي ملك
بك الجمال انبلجت شمسه
تبارك الله فما اجملك
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 07:02 PM
تعذيب قلبي في هواك حلالي
رفقا فما هذا الاذى بحلال
اسمع فديتك انني ذو ذلة
هلا ترق لذلتي ولحالي
كم ذا اداري في هواك عواذلي
والموت دون شماتة العذال
هجموا علي بحقدهم وتطاولوا
ما للعواذل في هواك ومالي
اصبحت من وجدي عليك ولوعتي
مثل الخيالي وفيك دق خيالي
مضنى اخو له بضارم زفرتي
ونحول جسمي كالخلال البالي
وكتمت ما القاه من الم النوى
عن آل عمي الاقربي وخالي
وحفظت سري في هواك وصنته
والدمع باح ولم ابح بمقالي
أىرى اراك مواصلي بعد الجفا
وأقول أحسن هاجري بوصال
وتمزق الاستار عنك لناظري
في ليلة سأعدها بليالي
انا حجتي عجزي واني جاهل
مع عد انفاسي عواقب حالي
فالطف بأمري يا كريم فإنني
في باب جودك قد انخت رحالي
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 07:02 PM
لا تنبه بلوعتي اللواما
ففؤادي ما قر الا وهاما
ملأتني الاشواق حنا وانا
وولوها ولهفة وغراما
كم بعثت الدموع مني سحابا
وملأت الفضاء مني ضراما
اتوخى اسعاف قوم لئام
انما يسعف الكرام الكراما
وهيام افنى شخوص وجودي
يا حبيباه لا عرفت الهياما
خطرات تأتي على القلب لكن
كم بذاك الخطور سلت حساما
واعنائي من معرض ذي دلال
متأب عن ان يرد السلاما
منع النوم مقلتي لجفاء
واخو الوجد لا يذوق المناما
ونياق العشاق من كل فج
كدموعي ببابه تترامى
يا بروحي في رحبه شطحات
عابقات قرنفلا وخزاما
كم سقتها من ماء عيني غواد
علمت عارض الغمام انسجاما
اهيف يخطف العقول اذا ما
ماس بل ينهب القلوب اذا ما
كم سمعنا كلامه فسكرنا
ورأينا الخمر العتيق كلاما
وشهدنا جماله فبدت منه
معان تحير الاوهاما
كوكب ضاء في غلائل ديباج
رقاق وقد ازال الظلاما
اشرقت منه للنواظر انوار
لجاه الخيال لاحت غلاما
صورته ريما مهذب جيد
عز سلطان حسنه ان يراما
كتب الحسن منه في برد الثغ
ر فبرداً كن بعد ذا وسلاما
آه لو انصفت امي الليالي
لشكونا لعدلها الاياما
قد رمتنا بالبعد عن ريم سلع
وطوت في منشورها الاعواما
كرهتها قلوبنا ولهذا
اخذت من قلوبنا الانتقاما
نحن يا ميّ درعنا الصبر دهرا
فلتوف الايام فينا الخصاما
ربما الازمة الملمة زالت
بعد ان تبلغ الشؤُن التماما
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 07:03 PM
نهاني النهي الا عن المجد والحزم
وعلمني هز العزيمة بالعزم
فصابرت بالصبر الجميل ليالياً
قضت بعد لذات التواصل بالصرم
فاخلو ولي دفع تفيض سيوله
فتغلب هطال السحائب بالسجم
وتبصرني يا سعد في دست جلوتي
طروباً ولا من اطربته ابنة الكرم
وريم بفيفاء الصريم تركته
يغالط في دين الغرام على علم
اضاع حقوقي جاهلا في حرمه
وحينا صغير الحرم يكبر بالجرم
الى الله من هذا الزمان فانه
يسيءُ رفيع الهمة الشهم بالهم
لقد طاب لي وقت تقضى شرابه
رحيق غدى بعد التفرق كالسم
يريق به ريق الحبيب مدامتي
فراح وسماه اخو الظلم بالظلم
امجهد عيس السائرين الى الحمى
رويدا فما الرسم المخيل بالرسم
ومهلا هداك الله رسم الالى عفا
وما منه الا ما يصور للوهم
تذكرني مذ سرت سيري ميمما
مقام حبيبي ثابت العزم ذا حزم
اطالبه احكام جنسية الهوى
على انها في حكمها علة الضم
واسمع ما يحكي وانشق عطره
فاسكر في سمعي واسكر في شمي
مضى لم يكن الا الخيال مصورا
تماثيل يدليها بلطف الى الفهم
تمر على الفكر الكليل رمومها
فاذهل حرنا عن خصيمي وعن خصمي
تساهمت والايام لا در درها
فصيرت البعد المبرح في سهمي
عدت بتعدي الحد في لجهلها
بعلمي وعن علم اظن قلت علمي
وقد كتمت حقي لباطل زعمها
وما فرقت بين التكتم والكتم
وقابلتها بالحلم علما بانها
وان افرطت الطيش تغلب بالحلم
ورب نصوح قال وهو مخادع
لزومك هذا الصبر ضرب من الاثم
فقلت له دع عنك نصحي فانني
أرى الصبر مني قام في عنصر الجسم
واني من البيت الذي شاع مجده
ودان له الامجاد في العرب والعجم
لان قمت في صحب اساءت مفاخري
فحينا ترى بيض الجواهر في الفحم
ولم اعدم الغر الكرام فكم وكم
تفانى بحبي اليوم من ماجد قرم
ولي في الزوايا من خبايا احبتي
اسود علوا بالعزم عن مطلع النجم
من الشامخين الاصل قوم فروعهم
مكرمة التنسيق عالية النظم
ترد الردينيات عزمة رأيهم
وتقلب بيض الهند للغمد بالثلم
يؤاخذني بالصبر من هم وقته
وعتم الهوى اعماه عن محكم الحكم
رضيت بحكم الله في كل واقع
وان دق معناه المطلسم عن فهمي
لربيَ جل الفعل والغير عاجز
ولو هو كاس بردة الفعل بالاسم
ابو الهدى الصيادي
الحمدان
06-24-2024, 07:03 PM
البرق حاجر ام لبرق الشام
هطلت سيول المدمع السجام
في ذمة الله الاويقات التي
مرت بروض الغوطة البسام
والليل بالقمر المشعشع مسرج
والزهر شامات ورقم وشام
والورد كالوجنات في ياقوته
افلاذ الماس بديع نظام
والحي من كل الجوانب حافل
ببلابل تشجيك بالانغام
والماء يهدر كاللجين مجدول
يسقي فجاج مراتع الآرام
من كل خشف حين تبصر عينه
تلفي من الرمشات حد حسام
ومهفهف خطفته سكرةلطفه
قل هل رأيت الرمح ضمن قوام
وهناك لي يا للرجال غزيل
يسطو ولا عجب على الضرغام
طلع الهلال على طراز جبينه
وبثغره الالمى عتيق مدام
نشر الدجا بذوائب سباحة
وطوى ضياء الشمس تحت لئام
كم مرة بالوعد علل مخلفا
والوعد يخلفه اخو الآثام
ولكم رفعت له كوامن لوعتي
ورضيت منه ولو بطيف منام
وقنعت في جعل المجاز حقيقة
كالماذج اليقظات بالاحلام
ورجوت منه دواء اسقامي وكم
غلط الطبيب فزاد بالاسقام
يا من هجرت وقد غدرت ارجع فقد
تمحو الليال رونق الايام
وارفق واسعفني بوعد لفظه
كالخمر لألأَ في مبهرج جام
وارحم فكم لي بين اسجفة الدجا
نوح عليك تقول نوح حمام
يا من ضحكت وقد بكيت لصده
ولهوت عن وجدي وعن آلامي
صل للهوى رحمى فقد قال الاولى
ان الهوى رحم من الارحام
أجهلت يا ظب الابيرق ان لي
مجداً ذووه الزهر غير نيام
من كل سيف فاطمي ابيض
رحب المقلد ثابت الاقدام
هم ان نسيت خؤلتي وعمومتي
والفخر بالاخوال والاعمام
شمس الظهيرة مجد قومي فليرح
يروى المحال بجحدها المتعامى
قوم اذا ام المؤمل رحبهم
غمروه بالاحسان والانعام
شرفت بنعل ابيهم الاعلى السما
وعلى صدور الرسل فهو السامي
واذكر ابا العلمين في اوساطهم
رحب الرحاب خزانة الالهام
ذخري مقبل راحة الهادي التي
سحت ببحر المكرمات الهامي
ويليه صياد القلوب فتى الرحا
شيخ الرجال ومبرد الاضرام
كم حج شوس الشام رحب رحابه ال
علوي بالرايات والاعلام
نسب يؤلفه الوصي وخالد
الماحيان عبادة الاصنام
وانا النقي المجد من فرعبهما
مع طهر هاتيك العظام عصامي
عربي عرق من ذوائب هاشم
ضربت على الشرف الصميم خيامي
افدى بنور الروح شرع محمد
واصون عهد خليفتي وامامي
لم ارتفع شمما عن الفقراء من
قومي بوهم مراتب وحطام
وارى مجانبة الدني ولولوي
اعناق اهل النقض والابرام
واصاع الباغي العتل وان اتت
نحوي النبال على مرام الرامي
ويلذ لي حفظ الوداد فخائن
عهد الوداد يقال نسل لئام
ولرب نذل راح يجحدني وقد
عرف الكرام مقامه ومقامي
ما كل مرتفع رفيع حقيقة
يضع الزمان الرجل فوق الهام
والامر ملتبس بذي الدنيا ولم
يعرف كرام الناس غير كرام
أبو الهدى الصيادي
سوريا
الحمدان
06-24-2024, 09:43 PM
ليسَ المبذِّرُ مَن يُلقي دَرَاهِمَهُ
إنَّ المبذِّرَ مَن للدِّينِ مَا صَانَا
ليسَ الكفيفُ الذي أمسىٰ بِلَا بَصَرٍ
إنِّي أرىٰ مِن ذَوِي الأبصارِ عُميانَا.
إيليا أبو ماضي
الحمدان
06-24-2024, 09:44 PM
وَ مَا عَبَّرِ الإنسانُ عَن فضلِ نَفسِهِ
بمثلِ اعتقادِ الفَضْلِ في كُلِّ فَاضِلِ
وَ ليسَ مِن الإنصافِ أنْ يدفعَ الفتىٰ
يَدَ النَّقصِ عنه بِانتقاصِ الأفاضلِ
......
الحمدان
06-24-2024, 09:51 PM
إن شئتَ نصحي فدع مايجلبُ القلقا
واذهبْ بحلمكَ في الآفاق منطلقا
وانظر بعين جمالٍ للوجودِ و ذقْ
فيه العجائبَ من صُنع الذي خَلَق
سبحانه كل مافي الكون سبّحَهُ
لولاهُ أضحتْ بنا من ضيقها نَفَقا
......
الحمدان
06-24-2024, 09:59 PM
للهِ سلَّمتُ أمرًا لستُ أَعلمهُ
مالي على حِملِه لكن سَأرضاهُ
ربّـاهُ لولاكَ لا سنـدٌ ولا أحـدٌ
فأنتَ حَسبي وَحَسْبِي أنّكَ اللهُ
......
الحمدان
06-24-2024, 10:16 PM
يُساءُ فهمُك بين الناسِ أحيانا
فيخلقون لك الأوصافَ ألوانا
فقد تكونُ ملاكاً عندَ بعضِهِمُ
وقد تكونُ بعينِ البعضِ شيطانا
فلا يغرُّكَ مدحٌ لو أتوكَ به
ولا يضرُّك ذمٌّ كيف ما كانا
لا يعرفُ النفسَ شخصٌ مثلُ صاحبِها
فكُنْ لنفسِك في التقييمِ ميزانا
......
الحمدان
06-24-2024, 10:35 PM
غاري من الشام إن الشام ساحرةٌ
تسبي القلوبَ قلوبَ الجنِّ والإنسِ
أو من هوى القُدس غاري ما رأيتُ هنا
كالقُدسِ سالبة للروحِ والنفسِ..
......
الحمدان
06-25-2024, 12:17 AM
جَنابكِ منه تُسْتَفَادُ الفَوائدُ
ولِلناسِ بالإحسَانِ منكِ عوائدُ
فَطُوبَى لِمنَ يَسْعَى لِمَشْهَدِكِ الذي
تكَادُ إلى مَغْنَاهُ تَسْعَى المشَاهِدُ
إذَا يمَّمَتْهُ القاصِدُونَ تَيَسَّرَتْ
عليهمْ وإن لم يسألوكِ المقَاصدُ
تحَقَّقَتِ البُشْرَى لَمِنْ هُوَ رَاكِع
يُرَجّي به فضلاً وَمَنْ هُوَ ساجِدُ
فعَفَّرَتِ الشُّبانُ وَالشَّيبُ أوْجُهاً
بهِ والعَذارَى حُسَّرٌ والقَواعِدُ
هُوَ المَنْهَلُ العَذْبُ الكَثِيرُ زِحامُهُ
فَرِدْهُ فمَا مِنْ دُونِ وِرْدِكِ ذائدُ
أَتيْتُ إليه والرَّجاءُ مُحَلّأٌ
فما عُدْتُ إِلَّا والمُحَلَّا وَارِدُ
فيا لَكَ مِنْ يَأْسٍ بَلَغْتُ بِهِ المُنَى
وعُسْرٍ لأَقْفَالِ اليسَارِ مَقالِدُ
أَلَذُّ مِنَ الماءِ الزلالِ مَوَاقِعا
عَلَى كَبِدِ الظَّمْآنِ وَالماءُ بارِدُ
سَلِيلَةَ خَيْرِ العالَمِينَ نَفيسَة
سَمَتْ بِكِ أعراقٌ وطابَتْ محائِدُ
إذا جُحِدَتْ شمسُ النَّهارِ ضِياءها
فَفَضْلُكِ لم يَجْحَدهُ فِي الناسِ جاحِدُ
بآبائِكِ الأطهارِ زُيِّنَتِ العُلا
فحَبَّاتُ عِقْدِ المَجْدِ منهم فَرائِدُ
وَرِثْتِ صفاتِ المصطفى وَعلومَهُ
فَفضْلُكُمَا لولا النُّبُوَّةُ واحِدُ
فلم يَنْبَسِطْ إلَّا بِعِلْمِكِ عالم
وَلم يَنْقَبِضْ إلَّا بِزُهْدِكِ زاهِدُ
مَعارِفُ ما يَنْفَكُّ يفضي بِسِرِّها
إلى ماجِدٍ مِنْ آلِ أحْمَدَ ماجِدُ
يُضيءُ مُحيَّاهُ كأنَّ ثَنَاءَهُ
إلى الصُّبْحِ سارٍ أوْ إلى النَّجْمِ صاعدُ
إذا ما مَضى منهم إِمامُ هُدىً أتى
إِمامُ هُدىً يَدْعُو إِلى اللَّهِ رَاشِدُ
تَبَلَّجَ مِنْ نور النُّبُوَّة وَجْهُهُ
فمنه عليه للعُيُون شوَاهِدُ
وفاضَتْ بِحَارُ العِلْمِ مِنْ قَطْرِ سُحْبِها
عليه فطابَتْ لِلورادِ المَوارِدُ
رَأى زِينَةَ الدُّنيا غُروراً فعافَها
فليس له إلا عَلَى الفضلِ حاسدُ
كأنَّ المعالى الآهلات بِغَيْرِهِ
رُبوعٌ خَلَتْ مِنْ أهلِها وَمَعاهِدُ
إِذَا ذُكِرَتْ أَعمالُه وَعُلومُه
أقَرَّ لهَا زَيْدٌ وَبَكْرٌ وَخالدُ
وَما يَسْتَوِي في الفضلِ حالٍ وَعاطِلٌ
وَلا قاعِدٌ يومَ الوغَى وَمجاهِدُ
فَقُلْ لِبَنِي الزَّهْراء والقَوْلُ قُرْبَةٌ
يَكِلُّ لسانٌ فيهِمُ أوْ حصائدُ
أحَبَّكُمُ قلبي فأصبحَ مَنْطِقِي
يُجادِلُ عنكم حِسْبَةً وَيُجالدُ
وَهل حُبُّكُمْ لِلنَّاسِ إِلَّا عَقِيدةٌ
عَلَى أُسِّهَا في اللَّهِ تُبْنَى القَواعِدُ
وإنَّ اعتقاداً خالياً منْ مَحَبَّةٍ
وَوُدٍّ لكمْ آلَ النبيِّ لفاسِدُ
وإني لأَرْجُو أن سَيُلْحِقني بِكُمْ
وَلائي فَيَدْنُو المَطْلَبُ المُتَبَاعِدُ
فإِنَّ سَراةَ القَوْمِ منهم عَبِيدُهمْ
وإنَّ حُرُوفَ النُّطْقِ منها الزوائِدُ
فَدَتْكُمْ أُناسٌ نازَعُوكُمْ سِيَادةً
فلم أدْرِ ساداتٌ هُمُ أَمْ أسَاوِدُ
أرادوا بكم كَيْدَاً فكادوا نُفُوسَهُمْ
بكم وعَلَى الأَشْقَى تَعودُ المكايِدُ
فإنْ حِيزَتِ الدُّنيا إليهمْ فإنَّ مَنْ
نَفَى زَيْفَهَا سَلْماً إليهم لناقِدُ
ولو أنكم أبناؤُها ما أبَتْكُم
ما كانَ مَوْلودٌ لِيأْباهُ وَالِدُ
إذَا ما تَذَكَّرْتُ القضايا التي جرتْ
أُقِضَّتْ عَلَى جَنْبَيَّ منها المَراقِدُ
وجَدَّدَتِ الذِّكْرَى عَلَي بَلابِلاً
أُكابِدُ منها في الدُّجَى ما أُكابِدُ
أفِي مِثْلِ ذاكَ الخَطْبِ ما سُلَّ مُغْمَدٌ
ولا قامَ في نَصْرِ القَرَابَةِ قاعِدُ
تعاظمَ رُزْءاً فالعُيُونُ شواخِصٌ
لهُ دَهْشَةً وَالثَّاكِلاتُ سَوَامِدُ
وطُفِّفَ يومَ الطَّفِّ كَيْلُ دِمائكم
إذ الدَّمُ جارٍ فيه والدَّمْعُ جَامِدُ
فيا فِتْنَةً بعْدَ النبيِّ بها غَدا
يُهدمُ إيمانٌ وتُبْنَى مساجدُ
وما فتِنَتْ بعدَ ابنِ عِمْرَان قَوْمُهُ
بما عَبَدُوا إِلَّا لِيَهْلِكَ عَابِدُ
كذاكَ أَرادَ اللَّهُ منكُمْ ومِنْهمُ
وليس له فيما يُريدُ مُعانِدُ
وَلو لمْ يكنْ في ذَاكَ مَحْضُ سعادةٍ
لكم دونَهمْ لَمْ يُغْمِدِ السَّيْفَ غامدُ
وَأَنتُمْ أُناسٌ أُذْهِبَ الرِّجْسُ عنهمُ
فليسَ لهم خَطْبٌ وإنْ جَلَّ جاهِدُ
إذا ما رَضُوا للَّهِ أو غَضِبُوا لهُ
تَسَاوَى الأَدَانِي عندَهم والأباعِدُ
وسِيَّان مِنْ جَمْرِ العِدَا مُتَوَقِّدٌ
عَلَى بَهْرَمَانِ الصِّدْقِ منكم وخَامِدُ
وفَدْتُ عليكم بالمَدِيحِ وَكلُّكم
عليه كتابُ اللَّهِ بالمَدْحِ وَافِدُ
وَقد بيَّنتْ لِي هلْ أتَى كَمْ أتَى بهَا
مكارمُ أخْلاقٍ لكم وَمَحَامِدُ
فَلَوْلا تَغضيكم لنا في مديحِكم
لَرُدَّتْ علينا بالعيوبِ القصائدُ
وَلَمْ أَرْتَزِقْ مِنْ غَيْركُمْ بِتِجَارَةٍ
بَضَائِعُهَا عند الأَنامِ كواسِدُ
عَمَدْتُ لِقَوْمٍ منهم فكَأَنَّنِي
عَلَى عَمَدٍ لا يَرْجِعُ القَوْلَ عَامِدُ
أَأَطْلُبُ مِنْ قَوْمٍ سِواكُم مُسَاعِداً
وقد صَدَّهم حِرْمانُهُمْ أنْ يُسَاعِدُوا
وَمَنْ وَجَدَ الزَّنْدَ الذي هُوَ ثاقِبٌ
فلنْ يَقْدَحَ الزَّنْدَ الذي هوَ صالِدُ
وحَسْبِي إذَاً مَدْحُ ابْنَةَ الحَسَنِ التي
لها كَرَمٌ مَجْدٌ طَرِيفٌ وَتَالِدُ
وَإني لمُهْدٍ مِنْ ثَنائي قلائداً
إليها حلالٌ هَدْيُها والقلائدُ
هِيَ العُرْوَةُ الوُثْقَى هيَ الرُّتَبُ العُلا
هِيَ الغايَةُ القُصْوَى لِمَنْ هُوَ قاصِدُ
كأنّي إذا أنشَدْتُ في الناسِ مَدْحَها
لِمَا ضلَّ منْ ذِكْرِ المَكَارِمِ ناشِدُ
أَسَيِّدَتي ها قد رَجَوْتُكِ مُعْلِناً
بمَا أَنَا مِنْ دُرِّ المناقِبِ نَاضِدُ
وَأَعْيُنُ آمالي إليكِ نواظِرٌ
بِمَا أَنَا مِنْ عاداتِ فضلِكِ عائدُ
وَمَا أجْدَبَت قَوْمٌ أتى مِنْ لَدُنْهُمُ
لِمَرْعَى الأماني مِنْ جنابِكِ رائدُ
ولولا نَدَى كَفَّيْكِ ما اخضَرَّ يابِسٌ
وَلا اهتَزَّ مِنْ أَرْضِ المكارِمِ هامِدُ
إلَى اللَّهِ أَشْكُو يا ابنَةَ الحَسَنِ الذي
لَقِيتُ وَإني إنْ شكَوْتُ لحامدُ
وما لِيَ لا أَشْكُو لآلِ مُحَمَّدٍ
خُطُوباً بها ضاقتْ عليَّ المراصِدُ
ومَنْ لصُرُوفِ الدَّهْرِ عَنِّيَ صارفٌ
ومَنْ لهُمُومِ القَلْبِ عَنِّيَ طارِدُ
تَسَلَّطَ شَيْطَانٌ مِنَ النَّفْسِ غَالِبٌ
عَلَيَّ وَشَيْطَانٌ مِنَ البؤْسِ مارِدُ
فيا وَيْحَ قَلْبٍ ما تَزَالُ سماؤُهُ
بها لِشَياطِينِ الخُطُوبِ مقاعِدُ
فيا سامِعَ الشَّكْوَى وَيَا كاشفَ البَلا
إذَا نَزَلَتْ في العالَمِينَ الشَّدَائِدُ
وَيا مَنْ هَدَى الطِّفْلَ الرَّضِيعَ وَلَمْ تَؤُب
إليهِ قُوَى عَقْلٍ وَلا اشْتَدَّ ساعِدُ
وَيا مَنْ سَقَى الوَحْشَ الظِّماءَ وَقد حَمَتْ
مَوَارِدَهَا مِنْ أَنْ تُنالَ المَصَايدُ
وَيا مَنْ يُزَجِّي الفُلْكَ في البَحْرِ لُطْفُهُ
وهنَّ جوَارٍ بَلْ وَهُنَّ رَوَاكِدُ
وَيا مَنْ هُوَ السَّبْعَ الطَّوَابقَ رَافعُ
ومَنْ هُوَ لِلأَرْضِ البسيطةِ ماهِدُ
وَيا مَنْ تُنَادينا خَزَائِنُ فضلِهِ
إلى رِفْدِهِ إِنْ أَمْسَكَ الفضلَ رافِدُ
فلا البابُ من تِلْكَ الخزائن مُغْلَقٌ
وَلا خَيرَ مِنْ تِلْكَ الخزَائن نافِدُ
دَعَوتكَ مِنْ فَقْرٍ إليك وَحاجةٍ
وَكلٌّ بما يَلْقَاهُ لِلصَّبْرِ فاقِدُ
وَأَفضَتْ بما فيها إليكَ ضَمَائِرٌ
وأنتَ عَلَى ما في الضَّمائرِ شاهدُ
دَعَوْنَاكَ مُضْطَرين يا رَبِّ فاسْتَجِبْ
فإِنّكَ لم تُخْلَفْ لَدَيْكَ المواعِدُ
فَلَيْسَ لَنَا غوْثٌ سِوَاكَ وَمَلْجَأٌ
نُراجِعُهُ في كَرْبِنَا وَنُعاوِدُ
فَقَدِّرْ لنا الخيرَ الذي أنتَ أهلُهُ
فما أَحَدٌ عَمَّا تُقَدِّرُ حائدُ
وَصَفْحاً عنِ الذَّنبِ الذي هوَ سائقُ
لِناركَ إِلَّا إنْ عَفَوْتَ وَقائدُ
وَصلْ حَبْلَنَا بالمصطفى إِنَّ حَبْلَهُ
لنا صِلةٌ يَا رَبِّ منكَ وعَائدُ
عليه صلاةُ اللَّهِ ما أُحمِدَ السُّرَى
إليه وَذَلَّتْ لِلْمَطِيِّ فَدَافِدُ
القاضي الفاضل
العصر الايوبي
الحمدان
06-25-2024, 12:17 AM
مَضى اِمرُؤُ القَيسِ في دينِ الهَوى سَلَفاً
سَنَّ الوُقوفُ عَلى رَبعِ الهَوى فَقِفا
نَبكي فَيا لَيتَ شِعري هَل تُراهُ دَرى
هُنالِكَ الرَبعُ مِثلي اليَومَ أَم ذَرَفا
قِفا نَكُن في الهَوى وَالدَمعِ نَنثُرُهُ
وَالشِعرِ نَنظِمُهُ مِن بَعدِهِ خَلَفا
كانَ السُكوتُ غِطاءً كُنتُ أُسبِلُهُ
حَتّى تَكَلَّمَ دَمعُ العَينِ فَاِنكَشَفا
لَو أَنَّ أَتباعَ آثارِ الهُداةِ مَشَوا
كَما مَشَينا عَلى الآثارِ ما اِختُلِفا
أَمّا المَشيبُ فَلا بُعداً لِأَبيَضِهِ
لَعَلَّ أَبيَضَهُ أَن يُعدِيَ الصُحُفا
هَذا الجَنى مِن عِتابِ الشَيبِ أَورَدَهُ
سَمعي فَأَصغي إِلَيهِ العِطفُ فَاِنعَطَفا
وَمَجلِسُ المُلكِ لَم أَركَع لِمالِكِهِ
دالاً وَإِن قامَ لي مِن دَستِهِ أَلِفا
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:17 AM
لا تَحسَبَنّي لِلعُهودِ مُضَيِّعاً
حِفظي لَوُدِّكَ مَذهَبٌ لا يَذهَبُ
عِفتُ التَرَسُّلَ طامِعاً أَن نَلتَقي
فَأَبى الزَمانُ يُبيحُ لي ما أَطلُبُ
وَتَأَخَّرَت كُتُبي فَقُلتُ أَعاتِبٌ
في ذاكَ أَنتَ عَلَيَّ أَم مُتَعَتِّبُ
لا عَتبَ أَخشاهُ لِقَطعِ كِتابِكُم
وَاِسمَع فَعُذري بَعدَهُ لا يُعتَبُ
مَهما وَجَدتُكَ في الضَميرِ مُمَثِّلاً
أَبَداً تُناجيني إِلى مَن أَكتُبُ
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:18 AM
وَلَو لَم يَكُن يَمشي عَلَيهِ بِرِجلِهِ
لما كُنتُ أَدري عِلَّةً لِلتَيَمُّمِ
وَمِن عَجَبٍ أَن يُظلَمَ المالُ وَحدَهُ
وَلَم يَبقَ في أَيّامِكَ الغُرِّ ظالِمُ
أَخَذتَ عَنِ الدَهرِ الَّذي هُوَ ظالِمُ
فَأَنتَ بِما يَجني زَعيمٌ وَغارِمُ
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:18 AM
وَفِّر سِهامَكَ قَد أَصَبتَ مَقاتِلي
وَاِغضُض جُفونَكَ قَد عَرَفتَ مَخاتِلي
ما أَنكَرَت نَفسُ القَتيلِ مُصابَها
بَل أَنكَرَت غَضَباً بِوَجهِ القاتِلِ
أَنتَ الحَبيبُ بِعَينِهِ فَإِذا بدا
وَجهُ الصَباحِ فَأَنتَ عَينُ العاذِلِ
وَلَقَد كُفيتُ العَذلَ فيكَ لِشيمَةٍ
غَضَّت لِحاظَ الأَشوَسِ المُتَخايِلِ
وَإِذا عَذَلتَ فَما ظَفِرتَ بِسامِعٍ
وَإِذا سُمِعتَ فَما ظَفِرتَ بِقائِلِ
لا أَشتَكي دَهراً تَميلُ صُروفُهُ
فَكَم الشِكايَةُ مِن قَضيبٍ مائِلِ
أَشَكَرتُهُ في يَومِ نَغبَةِ راشِحِ
وَأَذُمُّهُ مِن بَعدِ ديمَةِ وابِلِ
ما كانَ يُعلى ناظِري وَيَغُضُّهُ
بِشرُ الكَريمِ وَلا عُبوسُ الباخِلِ
وَأَصونُ آمالي صِيانَةَ مَن يَرى
عُرفَ المُؤَمَّلِ دونَ شُكرِ الآمِلِ
أَمّا وَصَدرُ الدينِ مَورِدُ هيمِها
فَعَلَيهِ مَصدَرُها بِرَؤِّ الناهِلِ
وَإِذا ظَفِرتَ بِرَأيِهِ وَبِرَيِّهِ
أَمِنَت مُناكَ بِهِ خُمولَ الخامِلِ
يَمَّتُهُ فَعَقَدتَ نِيَّةَ قاطِنٍ
أَوصافُهُ يَعقِدنَ نِيَّةَ راحِلِ
آنَستُ نوراً مِن جَلالَةِ وَجهِهِ
حَلّى تَريبَةَ كُلَّ يَومِ عاطِلِ
تِلكَ اليَدُ البَيضاءُ إِلّا أَنَّها
مِن طِرسِها حَيَّت بِسِحرٍ بابِلي
فَلَبِثتُ مِنها في أَوارِ هَواجِر
ما رُدَّ روحي في ظِلالِ أَصائِلي
جاءَت بِشِكَّةِ كُلِّ مَعنىً مُعجِزٍ
وَأَتَت بِشَوكَةِ كُلِّ لَفظٍ هائِلِ
رَدَّدتُها بَل خِفتُها فَرَدَدتُها
وَالغَدرُ بادٍ عِندَ دَمعِ الصائِلِ
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:18 AM
يا فاضِلاً بَهَرَتنا مِن فَصاحَتِهِ
بَلاغةٌ لَم تَكُن في قُدرَةِ البَشَرِ
أَرسَلتَها دُرَراً حَلَّت مَسامِعَنا
يا بَحرُ حَسبُكَ ما أَهدَيتَ مِن دُرَرِ
لَفظٌ وَخَطُّ وَكُلٌّ مِنهُما حَسَنٌ
مِن مُحسِنٍ فَهيَ مِلءُ السَمعِ وَالبَصَرِ
فَلَم أَزَل اَجتَني لَيلى مَحاسِنِها
وَأَجتَنيها فَقُل في الزُهرِ وَالزُهَرِ
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:19 AM
تَظاهَرَ في الدُنيا بِأَشرَفِ ظاهِرٍ
فَلَم تَرَ أَنقى مِنهُ غَيرَ ضَميرِهِ
كَفانِيَ فَخراً أَن أُسَمّى بِعَبدِهِ
وَحَسبِيَ هَدياً اَن أَسيرَ بِنورِهِ
فَأَيُّ أَميرٍ لَيسَ يَشرُفُ قَدرُهُ
إِذا ما دَعاهُ صادِقاً بِأَميرِهِ
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:19 AM
رَأَينا عَطاياكَ الكَريمَةَ ما لَها
نِظامٌ فَخِفنا مِنكَ أَن تَتَبَدَّدا
فَجِئتُ إِلى أَبوابِ مُلكِكَ مُشعِراً
بِأَنّي إِلَيها قَد اَتَيتُ مُقَلِّدا
فَضَنّوا عَلى المُلوكِ بِالإِذنِ كُلُّهُم
وَلَو أَدخَلوني اليَومَ أَدخَلتُهُم غَدا
وَمِن خَلفِ تِلكَ الحُجبِ نورُ بِشاشَةٍ
وَقَد آنَسَت عَيني على نورِها الهُدى
وَوَاللَهِ لا أَسمى قُدومِيَ مَورِداً
عَلَيكَ بَلى أُسميهِ بِالحَقِّ مَولِدا
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:19 AM
سَقى اللَهُ أَرضَ الغوطَتَينِ وَأَهلَها
فَلي بِحَنوبِ الغَواطَتَينِ جُنونُ
وَما ذَكَرَتها النَفسُ إِلّا اِستَفَزَّني
إِلى صيبِ ماءِ النَيرَبَينِ حَنينُ
وَقَد كانَ شَكّيفي الفِراقِ مُرَوِّعي
فَكَيفَ أَكونُ اليَومَ وَهوَ يَقينُ
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:20 AM
آهاً عَلَيها لَيالٍ ما تَرَكنَ لَنا
إِلّا الأَسى وَعُلالاتٍ مِنَ الحُلُمِ
عَسى الرِياحُ إِذا سارَت مُبَلِّغَةً
توفي فَقَد غَدَرَ الأَحبابُ بِالذِمَمِ
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:20 AM
وَصَلَ كِتابُ مَولا يَ بَعدَما
أَصاتَ المُنادي لِلصَلاةِ فَاِعتَما
فَلَمّا اِستَقَرَّ لَدَيَّ
تَجَلّى الَّذي مِن جانِبِ البَدرِ أَظلَما
فَقَرَأتُهُ بِعَينٍ إِذا اِستَمطَرتُها أَمطَرَت دَما وَسَأَلتُهُ
فَساءَلتُ مَصروفاً عَنِ النُطقِ أَعجَما
وَلَم يَرُدَّ جَواباً
وَماذَا عَلَيهِ لَو أَجابَ المُتَيَّما
وَرَدَّدتُهُ قِراءَةً
فَعوجِلتُ دونَ الحِلمِ أَن أَتَحَلَّما
وَحَفِظتَهُ
كَما يَحفَظُ الحُرُّ الحَديثَ المُكَتَّما
وَكَرَّرتُهُ
فَمِن حَيثُما واجَهتُهُ قَد تَبَسَّما
وَقَبَّلتُهُ
فَقَبَّلتُ دُرّاً في العُقودِ مُنَظَّما
وَقُمتُ لَهُ
فَكُنتُ بِمَفروَضِ المَحَبَّةِ قَيِّما
وَأَخلَصتُ لِكاتِبِهِ
وَلَيسَ عَلى حُكمِ الحَوادِثِ مُحكَما
وَلَم أُصَدِّقُهُ
وَلَكِنَّهُ قَد خالَطَ اللَحمَ وَالدَما
وَأَرَّختُ وُصولَهُ
فَكانَ لِأَيّامِ المَواسِمِ مَوسِما
وَشَفَيتُ بِهِ غَليلَ
فُؤادٍ أُمَنّيهِ وَقَد بَلَغَ الظَما
وَداوَيتُ عَليلَ
حَشاً ضَرَّ ما فيهِ مِنَ النارِ ضُرِّما
فَأَما تِلكَ الأَيّامُ الَّتي
حَماها عَلى اللَومِ المُقامُ عَلى الحِمى
وَاللَيالي العِذابُ الَّتي
مَلَأنَ بُحورَ اللَيلِ بيضاً وَأَنجُما
فَإِنّي لَأَذكُرُها
بِصَّبرِ كَما قَد صُرِّمَت قَد تَصَرَّما
وَأَرسَلتُ الزَفرَةَ
فَلَو صافَحتَ رَضوى لَرُض وَهُدِّما
وَأَسبَلتُ العَبرَةَ
كَما أَنشَأَ الأُفُقُ السَحابَ المُدَيَّما
وَخَطَبتُ السَلوَةَ
فَأَسأَلُ مَعدوماً وَأَقفُلُ مُعدِما
فَأَمّا الشُكرُ فَإِنَّما
أَفُضُّ بِهِ مِسكاً عَلَيهِ مُخَتَّما
وَأَقومُ مِنهُ بِفَرضٍ
أَراني بِهِ دونَ البَرِيَّةِ أَقوَما
وَأُوَفّى واجِبَ قَرضٍ
وَكَيفَ تُوَفّي الأَرضُ قَرضاً مِنَ السَما
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:20 AM
أَهلاً وَسَهلاً بِالكِتابِ الواصِلِ
لِيَهيجَ مِن أَلَمِ الفِراقِ بَلابِلي
وافى فَواقى لي بِطيبِ بَشائِرٍ
وَدَنا فَأَدنا لي سُرورَ مَخابِلي
فَطَفَقتُ أُدنيهِ عَلى كَبَدي عَسى
يُطفي حَرارَةَ مُهجَتي وَبَلابِلي
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:20 AM
رَضيتُ بِما أَفنَيتَ فارضَ بِما بَقى
وَما أَتَّقيكَ اليَومَ قَد كُنتُ أَتَّقي
وَأَذكَيتَ أَشجاني فَهَل أَنتَ مُحرِقي
وَأَطلَقتَ أَجفاني فَهَل أَنتَ مُغرِقي
بَذَلتُ لَهُ رِقىً فَهَل هُوَ ما لِكي
وَمَلَّكتُهُ قَلبي فَهَل هُوَ مُعتِقي
لَقَد ضَرَبوا ما بَينَ جَفنِيَ وَالكَرى
بِأَبعَدَ مِمّا بَينَ غَربٍ وَمَشرِقِ
أَلا هَل أَتى الواشينَ أَنا عَلى النَوى
بِطَيفِ الكَرى أَو بِالأَمانِيِّ نَلتَقي
وَلا ثَوبَ إِلّا مِن ظَلامٍ مُزَرَّرٍ
وَلا زادَ إِلّا مِن نُعاسِ مُرَتَّقِ
يَخوضُ إِلَينا بَحرَ لَيلٍ وَلَم يَخُض
وَمِن تَحتِهِ بَدرُ المَحاقِ كَزَورَقِ
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:21 AM
لَيسَ في الأَرضِ ما يَفوقُ سِوى الشامِ
وَدَعني مِن سائِرِ الآفاقِ
يا رِياحَ الشَآمِ أَنتِ رَسولٌ
يَتَعَنّى في حاجَةِ العُشّاقِ
وَإِذا زُرتِ غُلَّتي بِنَسيمِ
قامَ بَينَ الحَشا مَقامَ العِناقِ
لَكِ مِن أَدمُعي مَيادينُ شَوقٍ
فَاِركُضي فيهِ مِثلَ رَكُضِ العِتاقِ
ذِخِرَت مُقلَتي كُنوزَ دُموعِ
فَاِجهَدي يا هُمومُ في الإِنفاقِ
فَكَأَنَّ الأَنداءَ نَفتَهُ راقِ
وَكَأَنَّ الحَفيفَ صَوتُ الراقِ
وَسَلامٌ عَلى اللَيالي الخَوالي
مِن مُعَنّى مِنَ اللَيالي البَواقي
عَلَّلوني عَنِ الشَآمِ بِذِكرٍ
إِنَّ قَلبي إِلَيهِ بِالأَشواقِ
مَثَّلَتهُ الذِكرى لِعَيني كَأَنّي
أَتَمَشّى هُناكَ بِالأَحداقِ
لا أَغَبَّ الغَمامُ عَنهُ تَحايا
تُلبِسُ الغُصنَ سُندُسَ الأَوراقِ
عَذَّبَ اللَهُ بِالتَنائي التَنائي
وَأَذاقَ الفِراقَ طَعمَ الفِراقِ
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:21 AM
قِفا أَو خُذا في العَذل أَيَّ طَريقِ
فَما أَنا مِن سُكرِ الهَوى بِمُقيقِ
أَما وَالهَوى إِنَّ الهَوى لَأَلِيَّةٍ
يُعَظِّمُها في الحُبِّ كُلُّ مَشوقِ
لَو أَنَّ الهَوى مِمّا تَصِحُ هِباتُهُ
لَقاسَمتُ مِنهُ قَلبَ كُلِّ صَديقِ
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:22 AM
وَمِن عَجَبٍ أَنّي أَحِنُّ إِلَيهِمُ
وَأَسأَلُ عَنهُم مَن أَرى وَهُم مَعي
وَتَطلُبُهُم عَيني وَهُم في سَوادِها
وَيَشتاقُهُم قَلبي وَهُم بَينَ أَضلُعي
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:22 AM
فَيا رَبِّ إِنَّ البَينَ أَنحَت صُروفُهُ
عَلَيَّ وَما لي مِن مُعينٍ فَكُن مَعي
عَلى قُربِ عُذّالي وَبُعدِ أَحِبَّتي
وَأَمواهِ أَجفاني وَنيرانِ أَضلُعي
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:22 AM
أَحبابَنا لَو رُزِقتُ الصَبرَ بَعدَكُمُ
لَما رَضيتُ بِهِ عَن قُربِكُم عِوَضا
إِنّي لِأَعجَبُ أَنّي بَعدَ فُرقَتِكُم
ما صَحَّ جِسمِيَ إِلّا زادَني مَرَضا
أُنبيكُمُ عَن يَقينٍ أَنَّ قَلبِيَ لَو
أَضحى مَكانَ جَناحَي طائِرٍ نَهَضا
هَذا وَلَو أَنَّهُ بِالعَهدِ فيكَ وَفى
لَكانَ حينَ قَضى اللَهُ الفِراقَ قَضى
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:22 AM
وَبي غَمرَةٌ لِلشَوقِ مِن بَعدِ غَمرَةٍ
أَخوضُ بِها ماءَ الجُفونِ غِمارا
وَما هِيَ إِلّا سَكرَةٌ بَعدَ سَكرَةٍ
إِذا هِيَ زالَت لا تَزالُ خمارا
رَحَلتُم وَصَبري وَالشَبابَ وَمَوطِني
لَقَد رَحَلَت أَحبابُنا تَتَبارى
وَمَن لَم تُصافِح عَينُهُ نورَ شَمسِهِ
فَلَيسَ يَرى حَتّى يَراهُ نَهارا
سَقى اللَهُ أَرضَ الغوطَتَينِ مَدامِعي
وَحَسبُكَ سُحباً قَد بَعَثتُ غِزارا
وَما خَدَعَتني مِصرُ عَن طيبِ دارِها
وَلا عَوَّضَتني بَعدَ جارِيَ جارا
أَدارَ الصِبا لا مِثلُ رَبعِكِ مَربَعٌ
أَرى غَيرَكَ الرَبعَ الأَنيسَ قِفارا
فَما اِعتَضتُ أَهلاً بَعدَ أَهلِكِ جيرَةً
وَلا خِلتُ دارَ المُلكِ بَعدَكِ دارا
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:23 AM
سَقى اللَهُ تِلكَ الدارَ عَودَةَ أَهلِها
فَذَلِكَ أَجدى مِن سَحابٍ وَقَطرِهِ
لَئِن جَمَعَ الدَهرُ المُشَتِّتُ شَملَهُ
فَما بَعدَها ذَنبٌ يُعَدُّ لِدَهرِهِ
فَكَيفَ تَرى أَشواقَهُ بَعدَ عامِهِ
إِذا كانَ هَذا شَوقَهُ بَعدَ شَهرِهِ
بَعيدٌ قَريبٌ مِنكُمُ بِضَميرِهِ
يَراكُم إِذا ما لَم يَزُركُم بِفِكرِهِ
تَرَحَّلَ عَنكُم جِسمُهُ دونَ قَلبِهِ
وَفارَقَكُم في جَمرِهِ دونَ سِرِّهِ
إِذا ما خَلَت مِنكُم مَجالِسُ وُدِّهِ
فَقَد عَمَرَت مِنكُم مَجالِسُ شُكرِهِ
فَيا لَيلُ لا تُجلِب عَلَيكَ بِظلمَةٍ
وَطَلعَةُ بَدرِ الدينِ طَلعَةُ بَدرِهِ
القاضي الفاضل
الحمدان
06-25-2024, 12:23 AM
إِذا كُنتُ لَستَ مَعي فَالذِكرُ مِنكَ مَعي
يَراكَ قَلبي وَإِن غُيِّبتَ عَن بَصَري
العَينُ تُبصِرُ مَن تَهوى وَتَفقِدُهُ
وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو مِنَ النَظَرِ
القاضي الفاضل
العصر الايوبي
الحمدان
06-25-2024, 12:36 AM
أَخُوهُ إِذَا عَدَّ الفَخارُ وَصِهْرُهُ
فَلَا مِثلُهُ أَخٌ وَلَا مِثلُهُ صِهْرُ
وَشَدَّ بِهِ أَزْرُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
كَمَا شَدَّ مِنْ مُوسَى بِهَارُونِهِ الأَزْرُ!
وَمَا زَالَ كَشَّافًا دَيَاجِيرَ غَمْرَةٍ
يُمَزِّقُهَا عَنْ وَجْههِ الفَتْحُ وَالنَّصْرُ
هُوَ السَّيْفُ سَيْفُ اللهِ فِي كُلِّ مَشْهَدٍ
وَسَيْفُ الرَّسُولِ لَا ددانُ وَلَا دثْرُ
سَمَا لِلمَنَايَا الحُمْرِ حَتَّى تَكَشَّفَتْ
وَأَسْيَافُهُ حُمْرٌ وَأَرْمَاحُهُ حُمْرُ
أبُو تَمَّامٍ الطَّائِيُّ
الحمدان
06-25-2024, 12:42 AM
أميرٌ سما المُلاكَ بالدين والعلمِ
وبالفضل والإحسان والعَدل والحلمِ
يُؤسِّس رُكنَ الدين والعَدل والتُّقى
ويهدم سُورَ الضير والضيم والظُّلمِ
.....
الحمدان
06-25-2024, 12:45 AM
وَ مَا عَبَّرِ الإنسانُ عَن فضلِ نَفسِهِ
بمثلِ اعتقادِ الفَضْلِ في كُلِّ فَاضِلِ
وَ ليسَ مِن الإنصافِ أنْ يدفعَ الفتىٰ
يَدَ النَّقصِ عنه بِانتقاصِ الأفاضلِ
......
الحمدان
06-25-2024, 12:48 AM
لَمَّا رأيتُ مَرامي الظَّنِّ خاطئةً
وَ دونَ مَا أرتجي منكَ نوًىٰ قُذُفُ
صَرَفْتُ نفسيَ عنكم وَ هيَ غانيةٌ
وَ النَّفسُ تُصرَفُ أحيانًا فَتنصرِفُ
يأبىٰ لِيَ العِزُّ وَ الغَرَّاءُ مِن شِيَمِي
إمساكَ حَبلِ غرورٍ مَا له طَرَفُ
هَبْهَا ضبابةَ ليلٍ أنتَ خَابِطُها
إنَّ الظلامَ وَ إنْ عَنَّاكَ مُنكَشِفُ
الشريف الرضي
الحمدان
06-25-2024, 03:07 AM
أَدِّي الرِّسَالَةَ يَا عُصْفُورَةَ الْواَدِي
وَبَاكِرِي الْحَيَّ مِنْ قَوْلِي بِإِنْشَادِ
تَرَقَّبِي سِنَةَ الْحُرَّاسِ وانْطَلِقِي
بَيْنَ الْخَمَائِلِ مِنْ لُبْنَانَ وَارْتَادِي
لَعَلَّ نَغْمَةَ وُدٍّ مِنْكِ شَائِقَةً
تَهُزُّ عِطْفَ شَكِيبٍ كَوْكَبِ النَّادِي
هُوَ الْهُمامُ الَّذِي أَحْيَا بِمَنْطِقِهِ
آثَارَ قَوْمٍ أَجَادُوا النُّطْقَ بِالضَّادِ
تَلْقَي بِهِ أَحْنَفَ الأَخْلاقِ مُنْتَدِياً
وَفِي الْكَرِيهَةِ عَمْراً وَابْنَ شَدَّادِ
أَخِي وِدَاداً وَحَسْبِي أَنَّهُ نَسَبٌ
خَالِي الصَّحِيفَةِ مِنْ غِلٍّ وَأَحْقَادِ
أَفَادَنِي أَدَباً مِنْ مَنْطِقٍ شَهِدَتْ
بِفَضْلِهِ النَّاسُ مِنْ قَارٍ وَمِنْ بَادِي
عَذْبِ الشَّرِيعَةِ لَوْ أَنَّ السَّحَابَ هَمَى
بِمِثْلِهِ لَمْ يَدَعْ في الأَرْضِ مِنْ صَادِي
سَرَتْ بِقَلْبِي مِنْهُ نَشْوَةٌ مَلَكَتْ
بِحُسْنِهَا مِسْمَعِي عَنْ نَغْمَةِ الشَّادِي
يَا بْنَ الْكِرَامِ عَدَتْنِي عَنْكَ عَادِيَةٌ
كَادَتْ تَسُدُّ عَلَى عَيْنِي بِأَسْدَادِ
فَاعْذِرْ أَخَاكَ فَلَوْلا ما بِهِ لَجَرَى
في حَلْبَةِ الشُّكْرِ جَرْيَ السَّابِقِ الْعَادِي
وَهَاكَها تُحْفَةً مِنِّي وَإِنْ صَغُرَتْ
فَالدُرُّ وهْوَ صَغِيرٌ حَلْيُ أَجْيَادِ
محمود سامي البارودي
مصر
الحمدان
06-25-2024, 03:07 AM
أَلا يَا نَحْلَةً سَرَحتْ فَحَازَتْ
سُلالَةَ مَا تَوَلَّتْهُ الْعِهادُ
تَلَقَّتْهَا النِّجَادُ بِمَا أَسَرَّتْ
ضَمَائِرُهَا وَحَيَّتْهَا الْوِهادُ
سَعَتْ جَهْداً فَنَالَتْ مَا تَمَنَّتْ
كَذَاكَ الدَّهْرُ سَعْيٌ وَاجْتِهَادُ
فَلا عَجَبٌ إِذَا جَاءَتْ بِخَيْرٍ
فَلَوْلا النَّحْلُ مَا كَانَ الشِّهَادُ
وَكَيْفَ وَرَبُّهَا شَهْمٌ ذَكِيٌّ
لَهُ في كُلِّ مُعْضِلَةٍ جِهَادُ
تَجَافَى النَّوْمَ فِي طَلَبِ الْمَعَالِي
وَطَابَ لِعَيْنِهِ فِيهَا السُّهَادُ
فَأَصْبَحَ وُدُّهُ فِي كُلِّ قَلْبٍ
نَزِيلاً وَالْقُلُوبُ لَهُ مِهَادُ
محمود سامي البارودي
الحمدان
06-25-2024, 03:07 AM
جَاوَزْتَ فِي اللَّوْمِ حَدَّ الْقَصْدِ فَاتَّئِدِ
فَلَسْتَ أَشْفَقَ مِنْ نَفْسِي عَلَى كَبِدِي
دَعْنِي مِنَ اللَّوْمِ إِنْ كُنْتَ امْرَأً فَطِناً
فَاللَّوْمُ في الْحُبِّ مَعْدُودٌ مِنَ الْحَسَدِ
إِنِّي لأَرضَى بِمَا في الْحُبِّ مِنْ أَلَمٍ
وَلَسْتُ أَرْضَى بِمَا في الْقَوْلِ مِنْ فَنَدِ
لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَسْتَدِلُّ بِهِ
عَلَى الْحَقِيقَةِ لَمْ يَعْتُبْ عَلَى أَحَدِ
إِنْ كُنْتَ ذَا إِمْرَةٍ فَانْهَ الصَّبَابَةَ عَنْ
قَلْبِي لِتَغْنَمَ شُكْرِي آخِرَ الأَبَدِ
أَوْ لا فَدَعْنِي وَلا تَعْنُفْ عَلَيَّ فَمَا
أَمْرِي إِليَّ وَلا حُكْمُ الْهَوَى بِيَدِي
إِنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي هَامَ الْفُؤَادُ بِهَا
أَخْفَتْ عَلَيَّ سَبِيلَ الْحَزْمِ والسَّدَدِ
أَغْضَبْتُ في حُبِّها أَهْلِي فَمَا بَرِحُوا
إِلْباً عَلَيَّ وَكَانُوا لِي مِنَ الْعُدَدِ
قَالُوا تَعَلَّقْ بِأُخْرَى كَيْ تَذُودَ بِهَا
بَرْحَ الأَسَى عَنْ فُؤَادٍ دَائِمِ الْكَمَدِ
فَقُلْتُ هَيْهَاتَ أَنْ أَبْغِي بِهَا بَدَلاً
لَمْ يَخْلُقِ اللهُ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَسَدِ
محمود سامي البارودي
الحمدان
06-25-2024, 03:08 AM
قَلِيلٌ مَنْ يَدُومُ عَلَى الْوِدَادِ
فَلا تَحْفِلْ بِقُرْبٍ أَوْ بِعَادِ
إِذَا كَانَ التَّغَيُّرُ فِي اللَّيَالِي
فَكَيْفَ يَدُومُ وُدٌّ فِي فُؤَادِ
وَمَنْ لَكَ أَنْ تَرَى قَلْبَاً نَقِيَّاً
وَلَمَّا يَخْلُ قَلْبٌ مِنْ سَوَادِ
فَلا تَبْذُلْ هَوَاكَ إِلَى خَلِيلٍ
تَظُنُّ بِهِ الْوَفَاءَ وَلا تُعَادِ
وَكُنْ مُتَوَسِّطَاً فِي كُلِّ حَالٍ
لِتَأْمَنَ مَا تَخَافُ مِنَ الْعِنَادِ
مُدَارَاةُ الرِّجَالِ أَخَفُّ وَطْئاً
عَلَى الإِنْسَانِ مِنْ حَرْبِ الْفَسادِ
يَعِيشُ الْمَرءُ مَحْبُوباً إِذَا مَا
نَحا في سَيْرِهِ قَصْدَ السَّدادِ
وَمَا الدُّنْيَا سِوَى عَجْزٍ وحِرْصٍ
هُما أَصْلُ الْخَلِيقَةِ فِي الْعِبَادِ
فَلَوْلا الْعَجْزُ مَا كَانَ التَّصَافِي
وَلَوْلا الْحِرْصُ ما كَانَ التَّعَادِي
وَمَا عَقَدَ الرِّجَالُ الْوُدَّ إِلَّا
لِنَفْعٍ أَوْ لِمَنْعٍ مِنْ تَعَادِي
وَمَا كَانَ الْعِداءُ يَخِفُّ لَوْلا
أَذَى السُّلْطَانِ أَوْ خَوْفُ المَعَادِ
فَيَا بْنَ أَبِي وَلَسْتَ بِهِ وَلَكِنْ
كِلانَا زَرْعُ أَرضٍ لِلْحصَادِ
تَأَمَّلْ هَلْ تَرَى أَثَرَاً فَإِنِّي
أَرَى الآثَارَ تَذْهَبُ كَالرَّمَادِ
حَيَاةُ الْمَرْءِ في الدُّنْيَا خَيَالٌ
وَعَاقِبَةُ الأُمُورِ إِلَى نَفَادِ
فَطُوبَى لامْرِئٍ غَلَبَتْ هَوَاهُ
بَصِيرَتُهُ فَبَاتَ عَلَى رَشَادِ
محمود سامي البارودي
الحمدان
06-25-2024, 04:38 AM
ألا يا رب مهما كان دائي
فلن يُعييك يا ربي دوائي
و يُعييني الرجاء فكيف أرجو
وذنب الأمس يَعقبه رجائي
و لو أن الذنوب تصير ماءً
لصار الذنب يقطر من ردائي
و لكنْ يا إلهي إشفِ قلبي
فسُمُّ العُمر يجري في دمائي
و ما الترياق إلا حين تعفو
فيحلو العُمر من سُقيا السماءِ
.....
الحمدان
06-25-2024, 05:17 AM
سامِحْ رفاقَكَ لو قَسَا بكَ عَهْدُهُمْ
يَكْفِيكَ أن قُلُوبَهُمْ لا تَخْدَعُ
ماذا إذا قَطَعوا المَوَدَّةَ مَرَّةً
إنّ السَّحَابَ عَطَاؤهُ مُتَقَطِّعُ
لا بُدَّ أن تَلْقَى أَسَىً وسَعادةً
هِيَ هَكَذا الدُّنْيا تَضُرُّ وتَنْفَعُ
امْلَأْ يَدَيْكَ بمَنْ تَقِلُّ عُيُوبُهُ
واقنَعْ بِهِ لا كانَ مَنْ لا يَقْنَعُ
إنّ الكَمَالَ لِوَجْهِ رَبِّكَ وَحْدَهُ
فإلَى مَتَى بكَمَالِ غَيْرِكَ تَطْمَعُ
......
الحمدان
06-25-2024, 05:25 AM
وَتَشتَكِي الرُّوحُ مِن حُزنٍ يُؤَرِّقُهَا
مَن كانَ أسمَعَ مِن رَبِّي لِشَكوَاهَا
أنتَ الوَدُودُ الرَّحِيمُ البَرُّ خَالِقُنَا
أنَّىٰ تَخِيبُ قُلُوبٌ أنتَ مَولَاهَا
.....
الحمدان
06-25-2024, 05:31 AM
يا من أجاب دعاء نوحٍ فانتصر
وحَملْته في فُلككَ المشحونِ
يا من أحال النَّار حول خليله
رَوحاً وريحاناًً بقولك كوني
يا من أمرت الحوت يلفظ يونس
وحميته بشجيرة اليقطينِ
يا ربُ إنَّا مثله في كُربةٍ
فارحم عباداً كلهم ذو النون
......
الحمدان
06-25-2024, 06:49 PM
أحبكِ فوق ما وسعت ضلوعي
وأُذبَح فيكِ تعذيباً وصبرا
فما يوماً شكوتُ عميق حزني
ولا يوماً عصيت هواكِ أمراً
أيطربكِ الحنين فِداكِ قلبي
لأجلك أحملُ الأشواق عُمراً
أيهنيكِ العذابُ فدتكِ عيني
لِأجلكِ تَسْكُبُ الأوجاع قطرا
أيسعدكِ الفؤاد إذا تَعَنَّى
لأجلكِ أحملُ الآلام دهرا
ومن خمر المحبةِ فيكِ أحسو
كأني قد نويتُ الموتَ سُكراً
......
الحمدان
06-25-2024, 06:51 PM
تنفس الصبح سبحان الذي خلقا
سبحان من أخرج الأنوار والفلقا
تنفس الصبح ما أرقى تَنفُّسَه
لما سرى في عروق الكون واتّسقا
......
الحمدان
06-25-2024, 06:53 PM
وجرح الجسم تضمّده الليالي
وجرح الروح ليس له طبيب
ولا أثر لما فعل الأعادي
يظل إذا أساء لك الحبيب
وقد يأتيك خيرٌ من بعيدٍ
وقد يأتيك بالشرّ القريب
وقد تدعو القريب فلا يلبي
وقد تدعو البعيد فيستجيب
......
الحمدان
06-25-2024, 09:16 PM
لقد أحسنتُ ظني في أناسٍ
مَدَدتُ لهمْ يميني بالزهورِ
وكنتُ أظنُّهمْ ذُخْري وفَخْري
فإذ بي كنتُ منهمْ في غُرورِ
أَرَوني في النهايةِ وجهَ غدرٍ
وكنتُ أنا لهمْ وجهَ السرورِ
سأغفرُ ما جَرَى للقلبِ منهمْ
لأني أرتجي عفوَ الغفورِ
عليّ بأنْ أُضَمِّدَ جُرْحَ قلبي
وللرحمنِ تصريفُ الأمورِ
......
الحمدان
06-25-2024, 09:18 PM
أَشارَت إِلَيها الشَمسُ عِندَ غُروبِها
تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُجى فَاِطلِعي بَعدي
وَقالَ لَها البَدرُ المُنيرُ أَلا اِسفِري
فَإِنَّكِ مِثلي في الكَمالِ وَفي السَعدِ
فَوَلَّت حَياءً ثُمَّ أَرخَت لِثامَها
وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِبَ الوَردِ
وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجي جُفونِها
كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَفِ الحَدِّ
عنترة بن شداد
الحمدان
06-25-2024, 09:20 PM
وعِشْ خالياً فالحُبّ راحتُهُ عَناً
وأَوّلُهُ سُقْمٌ وآخرُهُ قَتْلُ
ولكنْ لديّ الموتُ فيه صَبابةً
حياةٌ لمَن أهوى عليّ بها الفضل
نصحْتُك عِلماً بالهَوَى والذي أرى
مخالَفَتي فاختر لنفسكَ ما يحلو
فإن شئتَ أن تحيا سعيداً فمُتْ بِهِ
شهيداً وإلاّ فالغرامُ لهُ أهْل
فمن لم يمُتْ في حُبّه لم يَعِشْ به
ودون اجتناءِ النّحل ما جنتِ النّحل
ابن الفارض
الحمدان
06-25-2024, 09:22 PM
أَديرا عَليَّ الراحَ لا تَشرَبا قَبلي
وَلا تَطلُبا مِن عِندِ قاتِلَتي ذَحلي
فَما حَزَني أَنّي أَموتُ صَبابَةً
وَلَكِن عَلى مَن لا يَحِلُّ لَهُ قَتلي
أُحِبُّ الَّتي صَدَّت وَقالَت لِتُربِها
دَعيهِ الثُرَيّا مِنهُ أَقرَبُ مِن وَصلي
أَماتَت وَأَحيَت مُهجَتي فَهيَ عِندَها
مُعَلَّقَةٌ بَينَ المَواعيدِ وَالمُطلِ
وَما نِلتُ مِنها نائِلاً غَيرَ أَنَّني
بِشَجوِ المُحِبّينَ الأُلى سَلَفوا قَبلي
بَلى رُبَّما وَكَّلتُ عَيني بِنَظرَةٍ
إِلَيها تَزيدُ القَلبَ خَبلاً عَلى خَبلِ
صريع الغواني
الحمدان
06-25-2024, 09:23 PM
للهِ كَمْ نَطقتْ بالشّعرِ عَينَاها
مَاذا مِن الشِّعرِ يَبقىظ° لِي لألقَاهَا
جَنائنُ الوَردِ لا تَعلُو أنَاقتَها
أو سِحرَ بَسمتِها إذ تَعتلِي فَاها
الشّمسُ طلَّتُها والعِطرُ ذابَ بِها
والنّورُ وجنتُها والغَيمُ كفّاها
......
الحمدان
06-25-2024, 09:24 PM
وَلَمّا اِلتَقَينا وَالنَوى وَرَقيبُنا
غَفولانِ عَنّا ظِلتُ أَبكي وَتَبسِمُ
فَلَم أَرَ بَدراً ضاحِكاً قَبلَ وَجهِها
وَلَم تَرَ قَبلي مَيِّتاً يَتَكَلَّمُ
ظَلومٌ كَمَتنَيها لِصَبٍّ كَخَصرِها
ضَعيفِ القُوى مِن فِعلِها يَتَظَلَّمُ
فَلَو كانَ قَلبي دارَها كانَ خالِياً
وَلَكِنَّ جَيشَ الشَوقِ فيهِ عَرَمرَمُ
المتنبي
الحمدان
06-25-2024, 09:35 PM
حمدتك على خير وحمدتك على مكروه
وسبحانك اللي لا ألتجى عبدك أنصفته
أجي لك بـ وجهٍ ساير الناس ما شافوه
على شان وجهٍ ساير الناس.. عارفته
......
الحمدان
06-25-2024, 11:37 PM
حتى اللغة العربية حارت في شأن المرأة
المرأة والنحو
يَا مَعْشَرَ النِّسْوَانِ مَاهُو شَأْنُكُــنْ
قَدْ حَارَ عِلْمُ النَّحْوِ فِي أَسْمَائِكُنْ
كَيْفَ الصَّنِيعُ فَمَرْأَةٌ لَا تُجْمَـــــعُ
وَمُحَالُ تُفْرَدُ نِسْوَةٌ لِدَهَائِكُـــــنْ
الحمدان
06-26-2024, 01:23 AM
ألا إنّ أخلاقَ الرّجَالِ وَإنْ نَمَتْ
فأرْبَعَةٌ منْهَا تَفُوقُ علىٰ الكُلّ
وقارٌ بلا كِبْرٍ وَصَفحٌ بلا أذَىً
وَجُودٌ بلا منٍّ وحلمٌ بلا ذُلِّ
......
الحمدان
06-26-2024, 01:25 AM
فيا ليتني طيرٌ أجاور عشها
فيوحشُها بُعدي ويؤنسُها قربي
ويا ليتها قد عششتْ في جوانبي
تغرّدُ في جنبٍ وتمرحُ في جنبِ
......
الحمدان
06-26-2024, 01:56 AM
تبسَّم وابذل المعروفَ دومًا
وكن سمْحًا بما فيه الكفاية
جمالُ الشكل مطلوبٌ ولكن
جمالُ الروح أولى بالعنايه
......
الحمدان
06-26-2024, 02:00 AM
قالوا حَرامٌ تَلاقينا فَقَد كَذَبوا
ما في اِلتِزامٍ وَلا في قُبلَةٍ حَرَجُ
أَما شَعَرتِ فَدَتكِ النَفسُ جارِيَةً
أَن لَيسَ لي دونَ ما مَنَّيتِني فَرَجُ
إِنّي أُبَشِّرُ نَفسي كُلَّما اِختَلَجَت
عَيني أَقولُ بِنَيلٍ مِنكِ تَختَلِجُ
وَقَد تَمَنَّيتُ أَن أَلقاكِ خالِيَةً
يَوماً وَأَنّي وَفيما قُلتِ لي عِوَجُ
أَشكو إِلى اللَهِ شَوقاً لا يُفَرِّطُني
وَشُرَّعاً في سَوادِ القَلبِ تَختَلِجُ
يا رَبِّ لا صَبرَ لي عَن قُربِ جارِيَةٍ
تَنأى دَلالاً وَفيها إِن دَنَت غَنَجُ
غَرّاءَ حَوراءَ مِن طيبٍ إِذا نَكَهَت
لِلبَيتِ وَالدارِ مِن أَنفاسِها أَرَجُ
كَأَنَّها قَمَرٌ رابٍ رَوادِفُهُ
عَذبُ الثَنايا بَدا في عَينِهِ دَعَجُ
......
الحمدان
06-26-2024, 02:02 AM
بلاديَ أشهى لي وان ساءتِ الحال
فاني إلى حَرِّ العراقين ميّال
أحنُّ إلى أرض العراق ويعتلي
فؤادي خُفوقٌ مثلَما يَخفُق الآل
الجواهري
الحمدان
06-26-2024, 02:03 AM
وداعا ما أردت لكَ الوداعا
ولكنْ كانَ لي أملٌ فضاعا
وإنَّ يداً طوتكَ طوتْ قلوبا
مرفرفةً وأحلاماً وِساعا
الجواهري
الحمدان
06-26-2024, 02:05 AM
أودُّ أكتبُ ما لِلحرف ينهزمُ
قد كان ينبضُ ما لا يدركُ القلمُ
ماذا دهاك ودمعُ العينِ منسكبٌ
من مقلتيك، أجاب: الوجدُ والسقَمُ
مشتَّتُ الفكرِ معقودُ اللسانِ إلى
أن أسلكَ الدربَ حيثُ الحبُّ والحرمُ
......
الحمدان
06-26-2024, 02:07 AM
يزيدُكِ عندي أن تكوني بعيدةً
وأكرهُ خُلّاني عليّ بعيدُها
فبالله ذي النعماء زلتُ أحبُّكم
ولو عُرض الأبدال جمًّا عديدُها
وما غيّر الهجران والنأيُ والعِدى
مودّتَكُم، لا ما عشتُ، بل يزيدُها!
......
الحمدان
06-26-2024, 02:12 AM
ولمّا تَبَدَّتْ للرّحيلِ جِمالُنا
وجَدَّ بنا سَيْرٌ وفاضت مَدامِعُ
تَبَدَّتْ لنا مذعورةً مِن خِبائها
وناظِرُها باللُّؤلُؤ الرَّطبِ دامع
أشارت بأطرافِ البَنَانِ ووَدّعَتْ
وأوْمَتْ بعينها متى أنتَ راجعُ
فقلتُ لها: واللهِ ما مِن مُسافرٍ
يسيرُ ويدري ما بهِ اللهُ صانعُ
فشالَتْ نِقابَ الحُسنِ مِن فوقِ وجهِها
فسالت مِن الطَّرفِ الكَحِيلِ مَدامِعُ
وقالت إلظ°هي كُنْ عليه خليفةً
فيا ربِّ ما خابت لديكَ الوَدائعُ
......
الحمدان
06-26-2024, 02:14 AM
قسمتُ الهَوى نِصفَينِ بَيني وَبَينَها
فَنِصفٌ لَها هَذا لِهَذا وَذا لِيا
أَلا يا حَماماتِ العِراقِ أَعِنَّني
عَلى شَجَني وَاِبكينَ مِثلَ بُكائِيا
......
الحمدان
06-26-2024, 02:32 AM
قلوب الفاقدين تئِنُّ شوقًا
تكادُ لفرطِ ما تلقى تذوبُ
فلا صبرٌ يُخفّفُ ما تُلاقي
ولا هيَ عن مدامِعها تتوبُ
ولا النسيانُ يُنسيها وأنّى
ستنسى مَن يُغيّبُهُ الغروبُ
لها الأملُ القريبُ بيومِ لُقيا
ولو في الحُلمِ علّ بهِ تطيبُ
......
الحمدان
06-26-2024, 02:33 AM
قد كان قربي منك كل سعادتي
لكنْ ببعدك يا حبيب قتلتني
أَوَلست تعلم يوم هجرك أنّني
ودّعت روحي حينما ودّعتني
......
الحمدان
06-26-2024, 02:34 AM
ليت الليالي لم تُباعدنا ولم
يعرف لنا هذا الغيابُ سبيلا
كانت بنا الأيام تعدو فرحةً..
واليوم كم يمضي الزمانُ ثقيلا
منذ افترقنا والحياةُ كئيبةٌ..
والهمُّ في صدري أقامَ نزيلا
كل الرسائل لا تخفف لوعتي
بالله هل يُشفي الدواءُ قتيلا
......
الحمدان
06-26-2024, 02:36 AM
أدمنتُ حبّك.زدني أيها الساقي
قد كانَ وجهكَ إصباحي وإشراقي
إن الحبيبَ له عهدٌ يبر به
صنتُ العهود بدمعٍ هام رقراق
إنّي حننت إلى عينيك أبصرها
ماذا أقول لوجدٍ في الحشا باقِ
أشكو إليك دموعاً أنت صاحبها
في السقم بتُّ فأين الطبّ والراقي
......
الحمدان
06-26-2024, 02:54 AM
ما خيّبَ اللهُ ظنًا منْ خليقَتِهِ
ألْطافُ ربِّك في أقْدارِهِ تَجْري
يا قَلْبُ صبرًا وتسْليمًا على ثِقةٍ
لعلّ في الغَيْبِ أفْراحًا ولا ندري
......
الحمدان
06-26-2024, 02:58 AM
سلام على من جاء بالحق والهدى
ومن لم يزل بالمعجزات مؤيداً
سلام على خير البرية شيمة
وأكرمها نفساً وبيتاً ومحتدا
سلام على المختار من آل هاشمٍ
إذا انتخبوا للفخر أحمدَ أمجدا
سلام على زين النَّدى إذا انتدى
وأجمل ذي حلم تعمم وارتدى
سلام على من أن بالرسل ممسياً
فأضحى إماماً للنبيين سيداً
سلامٌ على نجل الذبيحين أنه
لتكريمه خصّ الذبيحان بالفدا
سلام على من رُجّ عند أوانه
لكسرى من الإيوان ما كان شيدا
سلام على من أُخمدت نار فارس
بنورٍ له نارَ الضلالةِ أخمدَا
......
الحمدان
06-26-2024, 03:10 AM
مِن روائع أحمد شوقي :
تملّكتِ الفؤادَ بدونِ علمي
فما أزهى الفؤادَ وأنتِ فيه
وأحكمتِ القيودَ عليّ حبًّا
فلا حق لديَّ لأدَّعيه
وأعلنتُ الخضوع إليكِ طوعًا
فرفقًا بالمعذبِ واسعفيهِ
وإن شئتِ العقوبةَ نفذيها
وإن شئتِ المروءةَ فارحميهِ
ولا شكوى لديَّ وقد أُسِرتُ
فلُطفًا بالأسير أو اقتليه
الحمدان
06-26-2024, 03:14 AM
هل يا تُرى كل الورود كما نرى؟
أم ثَمّ وردٌ لم يشاهده الورى؟
أم فيك عاش الورد حتى أزهرت
أوراقهُ، والحُسن فيه تفجرا؟"
قسماتُ وجهكِ يامليحةُ ما أرى
أم حقلُ ورد بالزنابق أزهرا
أم ضوء مصباح أُضيئَ بظُلمةٍ
أم بدر ليل للبرية أسفرا
......
الحمدان
06-26-2024, 03:16 AM
و إذا أردتَ فعِشْ حياتَك راضيا
و دعِ الهمومَ و خَلِّ قلبَكَ خاليا
فدوامُ حالِ المرءِ ليس بكائنٍ
فأدِر لما يُؤذي و حَلِّقْ عاليا
سيَمرُّ ما يُضني و تَشهدُ بعدَهُ
فرَحًا و تشربُ كأس عمرك صافيا
فدعِ الزمان و لا تخف من بأسهِ
و لربك الجأ إن خَشيتَ دواهيا
......
الحمدان
06-26-2024, 03:18 AM
وقلبك الغض لن تشفى مواجعه
مادام باليأس والإحباط مقرونا
هون عليك فكم لله من عوض
جاء الغمام به يوما ليروينا
د. ماجد عبدالله
الحمدان
06-26-2024, 03:19 AM
ألمْ ترَ أنَّ مقْصَدَنَا المُحالُ
إذَا مَا خَاننَا فِي السرِّ حَالُ
وأنّ كلامَنا حُرَقٌ تُدارى
وإنْ أبْدَى مَباهجَهُ مقالُ
فسِرُّالقوْلِ يبقَى فِي الحَنايَا
ويهْفُو كلّمَا جُنَّ السُّؤالُ
كذلِكَ نقْتنِي لفْظًا لمعْنَى
فَتخذِلُنَا المَعانِي إذْ تُقَالُ
......
الحمدان
06-26-2024, 03:20 AM
لله در الصابرين فؤادهم
يغلي ومنطقهم غيومٌ تُمطرُ
يخفون يأساً في الفؤاد مبرِّحاً
أملاً بأجرٍ عند ربٍّ يؤجِرُ
متعذبون وإن تسل عن حالهم
عثروا على غير العذاب ليخبروا
كذبوا على الأحداق حين تحشرجت
أصواتهم فعيونهم لاتنثِرُ
والله لو علمت بقسوة مارأوا
لاستنفرت من كل صوبٍ تُهدِرُ
......
الحمدان
06-26-2024, 03:22 AM
عيوبي فوق ما أسطيعُ أحصي
وقد سبقتها أميالاً ذنوبي
وما في جعبتي إلا يقيني
وتسليمي لعلّام الغيوب
وأطمعُ منك ياربي بعفوٍ
وكشفٍ يا إلهي للكروب
فما إلّاك أعلمُ بالنّوايا
وما إلّاك أعلم بالقلوبِ
......
الحمدان
06-26-2024, 03:24 AM
مُرُّوا عَلَيَّ وَلَوْ ( مُرُورَ كِرَام ِ)
فَإِذَا أَبَيْتُمْ .... فَابْعَثُوا بِسَلام ِ
فَإِذَا بَخِلْتُمْ بِالسَّلام ِ.... فَأَرْسِلُوا
طَيْفًا لألْقَاكُمْ وَلَوْ بِمَنَام ِ
فَإِذَا مَنَعْتُمْ ذَاكَ .... فَلْتَتَرَحَّمُوا
عَمَّنْ قَضَى فِيكُمْ شَهِيدَ غَرَام ِ
مَاهَذِهِ الدُّنْيَا بِعَيْنِيْ بَعْدَكُمْ
إِلا حُطَامٌ قَامَ فَوْقَ حُطَام ِ
يَا سَاكِنِيْ رُوحِيْ وَلَوْلاكُمْ لَمَا
عَاشَتْ سِوَى فِيْ وَحْشَةٍ وَظَلام ِ
أَنْتُمْ نُجُومُ الليْلِ لَوْلاكُمْ لَمَا
سَارَتْ عَلَى هَدْيِ السَّنا أَقْدَامِيْ
أَنْتُمْ ظِلالُ الْقَلْبِ فَهْوَ بِدُونِكُمْ
وَقْفٌ عَلَى الأَحْزَان ِ وَالآلام ِ
أَنْتُمْ نَسِيمُ الفَجْرِ مَرَّ عَلَى الرُّبَا
فَشَفَى بِلُطْفِ مُرُورِهِ أَسْقَامِيْ
يَا آسِرِيْ عَقْلِيْ وَبَيْنَ أَكُفِّكُمْ
أَلْقَيْتُ ـ دُونَ تَردُّدٍ ـ بِزِمَامِيْ
لَوْ تَعْلَمُونَ بِنَارِ شَوْقِيْ وَالذِيْ
فِيْ الصَّدْرِ مِنْ وَجْدٍ وَجَمْرِ هُيَام ِ
كُنْتُمْ وَثِقْتُمْ أَنَّ هَجْرِيَ لَمْ يَكُنْ
إِلا حَرَامًا فَاقَ كُلَّ حَرَام ِ
......
الحمدان
06-26-2024, 03:30 AM
يا مَن لهُ حلمٌ يعيشُ لأجلهِ
والدربُ صَعبٌ والنهايةُ تُقْلِقُ
أَوْكِل أموركَ للذي رفعَ السما
ولِمن بهِ كُلّ الرجاءِ يُعلّقُ
ودَعِ الغيوبَ لِلُطفهِ فلرُبّما
تُمسي وتُصبحُ والرّجاءُ مُحقّقُ
......
الحمدان
06-26-2024, 05:14 PM
أميرٌ سما المُلاكَ بالدين والعلمِ
وبالفضل والإحسان والعَدل والحلمِ
يُؤسِّس رُكنَ الدين والعَدل والتُّقى
ويهدم سُورَ الضير والضيم والظُّلمِ
......
الحمدان
06-26-2024, 05:35 PM
وإذا نظرتَ إلى السماءِ مُناجِيًا
ورجوتَ ربّكَ أن يُحقّقَ مأملَكْ
فرأيتَ مالم ترتجيهِ مع الدعا
وظننتَ أنّ الحُزن أطفأ مِشعلَكْ
لا تجزَعنّ من الحياةِ وضيقها
حاشاهُ رحمن السما أن يخذُلكْ
ولو اطّلعتَ على الغيوبِ ولُطفِها
لعلِمتَ أنّ الخيرَ فيمَ اختار لكْ
......
الحمدان
06-26-2024, 05:35 PM
صمتنا غيرَ عادتِنا طويلا
فكاد الشوقُ عنّا أنْ يزولا
وقد كان الكلامُ إذا افترقنا
يُقصّر دربَنا ميلاً فميلا
قسونا بالعِنادِ وما عرفنا
نوازنُ بينَ كِبْرينا قليلا
فقولي أو أقول فقَد أسأنا
لحبٍّ لم يزل حلواً نبيلا
لأجل الحبِّ فلننطق بشيءٍ
فأدنى الشوق يكمن أن نقولا
......
الحمدان
06-26-2024, 06:22 PM
لا شَيءَ أقبَحُ مِن قَولٍ بِلا عَمَلِ
أَو مِن صَديقٍ يَدُسُّ السُّمَّ في العَسَلِ
إنّي أُفَكِّرُ في دَهري وَعِلّتِهِ
ولا يُفَكِّرُ دَهري فيَّ، أَو عِلَلِي
ماذا جَنَيتُ مِنَ التَّفكيرِ في سَبَبٍ
يُعِيبُني بَعدَهُ التَّفكيرُ بِالفَشَلِ؟
سُبحانَ مَن جَعَلَ الضِّدَّينِ في هَدَفٍ
فَاليَأسُ واجِبُ مَن يَسعى إلى الأَمَلِ
محمد العيسوي
الحمدان
06-26-2024, 06:25 PM
قَومٌ إِذا ما النَقعُ أَظلَمَ لَيلُهُ
كانَت وُجوهُهُم لَهُ أَقمارا
لا يَعدِلونَ بِرِفدِهِم عَن سائِلٍ
عَدلَ الزَمانِ عَلَيهِمُ أَم جارا
فَمَنِ اِستَغاثَهُم اِستَغاثَ ضَراغِماً
وَمَن اِستَماحَهُم اِستَماحَ بِحارا
وَإِذا الصَريخُ دَعاهُم لِمُلِمَّةٍ
بَذَلوا النُفوسَ وَفارَقوا الأَعمارا
......
الحمدان
06-26-2024, 06:56 PM
لأنَّكَ اللَّهُ لَا أخفيكَ ضَائقتِي
وَ مَا يُخَبِّئُ قلبي مِن خَطاياهُ
إليكَ أشكو وَ أنتَ اللّهُ مَا غَفِلَتْ
عيناكَ عَن تَائهٍ باللُّطفِ تَرعاهُ
......
الحمدان
06-26-2024, 07:03 PM
فمتى اللِقاءُ وكم يطولُ تساؤُلي
هل في الحياةِ بقِيَّةٌ لأراكَ
إن كانَ عُمري قد تصرَّمَ وانقضى
فالعُمرُ يبدأُ حينما ألقاكَ
.....
الحمدان
06-26-2024, 07:55 PM
أَتَيتُكَ راجِيًا يا ذا الجَلالِ
فَفَرِّج ما تَرى مِن سُوءِ حالي
عَصَيْتُكَ سَيِّدي وَيلي بِجَهلي
وَعَيبُ الذَنبِ لَم يَخطُر بِبالي
لَعَمْري لَيتَ أُمّي لَم تَلِدني
وَلَم أُغضِبكَ في ظُلَمِ اللَيالي
فَها أَنا عَبدُكَ العاصي فَقيرٌ
إِلى رُحماكَ فَاقْبَل لي سُؤالي
......
الحمدان
06-26-2024, 07:57 PM
أمي وإن هجر الجميع مرابعي
بقيت لتزرع في الهشيم رفات
أمي وإن نسي الجميع ملامحي
كانت تناجي الله في الصلوات
......
الحمدان
06-26-2024, 07:59 PM
لاتسأليهِ كثيرًا عن خسائِرِهِ
فصوته صارَ أدمى من أظافِرِهِ
وقلبهُ عاشَ منفيَّاً بداخلهِ
يصبُّ نهرَ شرودٍ في محاجِرِهِ
لا تسأليهِ رجاءً واسألي فمَهُ
كم شهقةٍ قد طواها في حناجِرِهِ
......
الحمدان
06-26-2024, 08:01 PM
يأتي إليكِ وفي عينيهِ حُجَّتُهُ
والدمعُ أصدقُ ما يسري بخاطِرِهِ
فلتعشقيهِ ولكنْ دونَ أسئلةٍ
ما للسؤالِ حياةٌ في شعائِرِهِ
دعيهِ يُكملُ شِعرًا فيكِ نَكبَتَهُ
إنَّ الكِتابةَ أنكى من خسائرِهِ
زهير الطاهري
الحمدان
06-26-2024, 08:04 PM
وأنتِ الحبيبُ وأنتِ الخليلُ
وليس سواكِ ببالي خَطَرْ
فإن زرتِ هزَّ فؤادي السرورُ
وإن غبتِ أَوْدى بِروحي الضجرْ
أَنَرْتِ حياتي بنورِ الوصال
وجئتِ لعمرِي كغيثِ المَطرْ
إذا جئتِ أنتِ فما همَّني
وربُّك من غابَ مِمَّن حضرْ
......
الحمدان
06-26-2024, 09:30 PM
مَنْ ذَا يُبَلِّغُ لِلَـذينَ نَودَّهُــــمْ
مِنِّي سَلامَاً بِالنُزُوعِ تَشَفَّعَــا
مَا نَامَ جَفْنٌ بَعْدَهُمْ وَ تَرَغَّدتْ
عَينٌ بِلَيلٍ وَ المَنَــــامُ تَمَنَّعَــا
يُلْقي السَّلامَ عَلى الدِّيارِ مُبَلِّغَـاً
ذُلَّ العَزيزُ بِقَومِهِ وَ تَضَعْضَعَا
و القَلْبُ يَشْكو فَقْدَهُــمْ بِمَرَارَةٍ
وَ الدَّمْعُ أودَى بالخدودِ وَ فَرَّعَا
يَا قَاصِداً دار اﻷحبة قلْ لَهُمْ
في دَرْبِهِمْ ظَلَّ الهَوَى وَ تَرَبَّعا
أبْلِغْ سَلامَاً للحَبيبِ وَ عُدْ لَنا
فَالشّوقُ عِندي للجَوابِ تَلَوَّعا
......
الحمدان
06-26-2024, 09:40 PM
نحيـا ونحملُ فـي الدُّنيا أمـانينا
لعـلَّ فضـلاً مـن الـرحمـنِ يروينـا
ما ضاعَ قلبٌ قضى الأيّام مُنتظرًا
وعـدَ الإلـهِ وهـذا الـوعـدُ يكفيـنا
......
الحمدان
06-26-2024, 09:47 PM
قُل لِلّذِينَ تقدَّموا قَبلي ومَن
بَعدي ومَن أضحى لأشجاني يَرَى
عني خذوا وبي اقْتدوا وليَ اسمعوا
وتحدّثوا بصَبابتي بَينَ الوَرى
ولقد خَلَوْتُ مع الحَبيب وبَيْنَنَا
سِرٌّ أرَقّ منَ النسيمِ إذا سرى
وأباحَ طَرْفِي نَظْرْةً أمّلْتُها
فَغَدَوْتُ معروفاً وكُنْتُ مُنَكَّرا
فَدُهِشْتُ بينَ جمالِهِ وجَلالِهِ
وغدا لسانُ الحال عنّي مُخْبِرا
فأَدِرْ لِحَاظَكَ في محاسنِ وجْهه
تَلْقَى جميعَ الحُسْنِ فيه مُصَوَّرا
لو أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورةً
ورآهُ كان مُهَلِّلاً ومُكَبِّرا
ابن الفارض
الحمدان
06-26-2024, 09:49 PM
رَأَيتُ عَرابَةَ الأَوسِيَّ يَسمو
إِلى الخَيراتِ مُنقَطِعَ القَرينِ
أَفادَ مَحامِداً وَأَفادَ مَجداً
فَلَيسَ كَجامِدٍ لَحِزٍ ضَنينِ
إِذا ما رايَةٌ رُفِعَت لِمَجدٍ
تَلَقّاها عَرابَةُ بِاليَمينِ
الشمّاخ
الحمدان
06-26-2024, 09:53 PM
على ثِقـــةٍ بوعدِ الله عِشنَا
بلا يأسٍ وما زِلنَا نَعيـــش
تَجِيشُ قلوبُنا حُزنًــــا ولكن
بذكــــرِ اللهِ يَهدأُ ما يَجِيش
وما غيرُ الدعـــاءِ إذا عَجَزنَا
فإنَّ سِهامَهُ ليسَت تَطِيش
.....
الحمدان
06-26-2024, 10:07 PM
فإن شئتَ أن تحيا كريمَ المناقبِ
وتطمعُ بين الناس نيْلَ المراتبِ
فكنْ بينهمْ منهمْ،،، و لا تكُ معجَبًا
لعمرك إنّ العجْبَ شرُّ المصائبِ
و كنْ باذِلًا للخير و انسَ جزاءَهُ
و عينُك فاكتمْ ماترى من معائبِ
فلسنا سوى ذِكْرٍ على الأرض عابرٍ
فدعهمْ يقولوا إنّهُ خيرُ ذاهبِ
......
الحمدان
06-26-2024, 10:10 PM
كَمْ مِنْ ضَريرٍ لَهُ في العُمْرِ أُمْنِيَةٌ
أنْ تَنظُرَ العَينُ في القُرآنِ ما قِيلا
وكَـمْ أصَــمٍّ تَمَنَّــى أنْ لَــهُ أُذُنٌ
تُصْـغِي فَيَسْمَـعُ للقُـرآنِ تَرْتِيلا
وأنتَ تنعَمُ فـي سمْعٍ وفـي بَصرٍ
ولستَ تَرْضَى عن النَّعْماءِ تحْويلا
......
الحمدان
06-26-2024, 10:11 PM
اللـه أكـــبرُ كلُّ هـــم ينجـــلي
عــن قلـــبِ كلِّ مكــبِّرٍ ومهَلِّلِ
هــي تاج هامات الكلام وإنها
لأجلّ لفظٍ في الكتاب المُنزلِ
......
الحمدان
06-26-2024, 10:12 PM
وما الناسُ إلاَّ فِعَالُهُمُ
فَدَعْ ما تُزخرِفُهُ الأَلسُنُ
سجِيَّةُ أصلِ الفتى فِعْلُهُ
بما عِندَهُ يقذِفُ المعدِنُ
ابن الحداد الأندلسي
الحمدان
06-26-2024, 10:16 PM
إنِّي لأفرحُ بالصَّديقِ إذا سأَلْ
ويُسَرُّ قلبي إنْ تواصَلَ أو وصَلْ
وأظَلُّ أذكرُ رائِعاتِ حرُوفِهِ
مهمَا تباعَدْنا وطالَ بِنا الأجَلْ
هَذِي أحادِيثُ المَودةِ بينَنا
ويَخُونُنِي التعبيرُ فِي باقِي الجُمَلْ
فإذا ابتعدْتُ فسامِحُوني إخوَتي
إنِّي مُعَرَّضٌ للمشاغلِ والزَّلَلْ
فاذكرُونِي بالدُّعاءِ فحبُكمْ
أودعتُهُ بينَ الحنَايا وفِي المُقلْ
......
الحمدان
06-27-2024, 12:24 AM
لماذا الصدُّ عني يا حبيبُ
وأسألكَ اللِّقاءَ فلا تُجيبُ
تُعلِّلُ بالغدِ اللُّقيا وإنِّي
أرى عَيْشًا بدونكَ لا يطيبُ
أيا شمسًا تخلّتْ عن سَمائي
أليسَ الكونُ يوحشُهُ مغيبُ
سَأنتظرُ اللِّقاءَ بكلِّ شَوقٍ
وإن غدًا لناظرِهِ قريبُ
أنس نوفل
الحمدان
06-27-2024, 12:25 AM
يا ناعِسَ الطَّرفِ إِلى كَمْ تَنَامْ
أَسهَرتَنِي فيكَ ونامَ الأَنَامْ
أَوشَكَ هذا اللَّيلُ أَن يَنقضي
والعَينُ لا تَعرِفُ طِيبَ المَنَامْ
اللَّهُ في عَينٍ جَفَاهَا الكرى
فِيكُمْ وَقَلبٍ قَد بَرَاهُ الغَرَامْ
البارودي
الحمدان
06-27-2024, 12:29 AM
حقيقيان نقتسمُ الغيابا
ونحفظُ للأسى ألمًا مُهابا
ونجنحُ للسكوتِ فكلُّ نُطقٍ
على الإطلاقِ نبصرهُ عذابا
نخافُ من الدموعِ نفرُ منها
بحجمِ البُعدِ نزدادُ اقترابا
وموعدنا شتاءٌ عادَ كيما
نصوغُ بصمتنا شِعرًا مُذابا
عامر بن فهد
الحمدان
06-27-2024, 12:39 AM
يا ليتني كنتُ تُفَّاحًا مُفلَّجَةً
أو كنتُ مِن قُضُبِ الرَّيحانِ رَيحانَا
حتَّى إذا استَنْشَقَتْ رِيحي وأعجَبَها
وكنتُ في خَلوةٍ مُثِّلتُ إنسانَا
بشّار بن برد
الحمدان
06-27-2024, 12:41 AM
تَختالُ مِثلُ الرَّشا مِن حُسنِ مَشيَتِها
خَلخالُها الوَردُ والسّاقانِ مِن لَبَنِ
بَيضاءُ كَالُّلؤلؤِ المَكنونِ طَلعتُها
وَالعَينُ عَينُ المَها وَالصَّدرُ كَالوَطَنِ
تُخفي الطّفولةَ في أعماقِ مُقلتِها
وَالوَجهُ بَدرٌ بَدا مِن عَتمةِ الزّمَنِ
تُبدي التَّبَسُّمَ وَالأَحداقُ دامِعَةٌ
وَالشَّعرُ نَسجُ المَسا المَصبوغِ بِالحَزَنِ
وسام عمارة
الحمدان
06-27-2024, 12:45 AM
ما زلت مجهولاً وحُبُّكَ يَكبُرُ
وأجوبُ هذا الليلَ فيك أفكِّرُ
مُتسائلاً عنِّي ولستُ أدلَّني
وأعودُ مجهولَ الخُطى أتعثَّرُ
يا شاغلَ العينينِ كيفَ سلبتني
ووقعتُ في محظورِ ما أتحذَّرُ
يا سارقَ الأنفاسِ كيفَ عبثتَ بي
وأنا الكتومُ الحاذِقُ المُتحذِّرُ
جِدْ لي جواباً للسؤالِ لكي ترى
إنّي أحبَُكَ فوق مَا تتصوَّرُ
آمَنتُ أنَّ الحُبَّ فيك نُبوءتي
وهواكَ شبهُ الموتِ لا يتكرَّرُ
فَفَديتُ فيك الأصغرينِ ولم أزلْ
أخشى بأنِّي بالوفاءِ مُقصِّرُ
هذي معاذيري أتَتْك فعُدْ لها
وارحَمْ عليلاً بالهَوى يتعذَّرُ
منفَايَ أنتَ ومنْ سِواك يُعيدُ لي
روحي ومنْ ذا عَن جفاكَ يُصَبِّرُ
جعفر الخطاط
الحمدان
06-27-2024, 12:49 AM
أحيا وأحلمُ بالصباحِ الآتي
شوقًا إلى لُقياكِ بعدَ شتاتي
أنا مُذ عرفتُكِ والحياةُ بناظري
كحديقةٍ غنّاءَ في الجنّاتِ
كالليلِ يمنحُني هدوؤكِ راحةً
وسكينةً حتى أُطيلَ صلاتي
كالسحرِ يأسرُني جمالُكِ عندما
ألقاكِ طيفًا في جميعِ جهاتي
لو تكشفينَ عن الذي في داخلي
لعرَفتِ أنكِ قِطعةٌ مِن ذاتي
أوَمَا سمِعتِ النبضَ يرقصُ داخلي
هاتي يدَيكِ تحسّسي نبَضاتي
تلقَيْنَها نغَمًا يُراقِصُ أضلُعي
فرحًا وينثُرُ أعذبَ القُبُلاتِ
إنّ الجنونَ بأن نذوبَ محبّةً
هاتي مزيداً مِن جنونكِ هاتي
لا عُمرَ عندي كي يُقسّمَ في الهوى
فالحُبُّ أنتِ وأنتِ كُلّ حياتي
د. ماجد عبدالله
الحمدان
06-27-2024, 12:54 AM
أَبُثُّ إلَى قُضَاةِ الْحُبِّ شَكْوَى
وَأعْلَمُ أنَّهَا مِنْ دُونِ جَدْوَى
وحَسبيْ أنْ أبُوحَ بِبَعضِ جُرْحِيْ
فقدْ صَارَ الْهَوَى ضُرَّاً وَبَلْوَى
فَمَاليْ غيرُ مَحكَمَةِ الْقَوَافيْ
وَمَاليْ دُونَها في الْبَوحِ مَأْوَى
فقدْ لاقَيتُ مِمَّنْ بِتُّ أهْوَى
هُمُومَاً مِنْ جَفَاوَتِهِ وَشَجْوَا
وكَمْ أخْلَصْتُهُ أَحْلَى شُعُوريْ
بِحِسٍّ طَاوَلَ الْغَيْماتِ صَفْوَا
وَعِشْقٍ لَيسَ يُعلَمُ مُنْتَهَاهُ
وحُبٍّ لاَ يَهِيْ نَشْوَاً وَزَهْوَا
فأُسْكِنُهُ بأعْمَاقِ الْحَنَايَا
إذا مَا مَدَّ ليْ في الْوَصْلِ دَلْوَا
وَيُسْرِعُ مِنهُ في التِّذْكَارِ نَبْضِيْ
كَعِيْسٍ حَثَّها الْغَادُونَ حَدْوَا
أَحِنُّ لَهُ وَأَطْرَبُ في هَوَاهُ
فُكُنَّا الْعَاشِقَينِ حَيَاً وَبَدْوَا
تَمَكَّنَ ذِكْرُهُ في الرُّوْحِ حَتَّى
تَرَسَّخَ جَذْرُهُ كَرُسُوْخِ رَضْوَى
فَكَيفَ يُزِيْحُهُ عنِّيْ زَمَانٌ
وهَلْ يَقْوَى لَهُ هَدْمَاً وَمَحْوَا
تَمْوجُ بِبُعْدِهِ نَفْسِيْ وَرُوْحِيْ
مَتى كَانَتْ بِحَارُ الْحُبِّ رَهْوَا
فَمِنْ أطْيَافِهِ أسْهُوْ بِفَرْضِيْ
فكَمْ آنَسْتُهَا وَسَجَدْتُ سَهْوَا
وَأدْرِيْ أَنَّهُ في الْعُمْرِ صُبْحِيْ
فلَسْتُ أُلَامُ لوْ آتيهِ حَبْوَا
وَلَسْتُ أَرَى لَهُ في النَّاسِ شِبْهَاً
وَلا نِدَّاً وَلا بَدَلاً وَكُفْوَا
إذَا قَالُوا بَأنَّ الْحُبَّ أَعْمَى
أقُولُ نَعَمْ وَلـٰكِنْ كَانَ حُلْوَا
فَيَا لَيْتَ الْمُنَى صَارَتْ وَكُنَّا
أنَا واللَّيلُ والْفِنْجَانُ وَهْوَ
همسُ اللآلئ
الحمدان
06-27-2024, 01:10 AM
وَقَد زَعَموا أَنَّ المُحِبَّ إِذا دَنا
يَمَلُّ وَأَنَّ النَأيَ يُشفي مِنَ الوَجدِ
بِكُلٍّ تَداوَينا فَلَم يُشفَ ما بِنا
عَلى أَنَّ قُربَ الدارِ خَيرٌ مِنَ البُعدِ
يزيد بن الطثرية
الحمدان
06-27-2024, 01:17 AM
لا تسأل الدار عمـن كان يسكُنهـــا
الباب يُخبِر أن القـوم قد رَحلـــوا
ما أبلغ الصمت لما جئـتُ أسأَلــــهُ
صمتُ يعاتب من خانُوه وارتَحلُوا
......
الحمدان
06-27-2024, 01:55 AM
وليلة الربوة الشماء معلمة
حتى الصباح بروح الذكر نحييها
مأوى ابن مريم في مسرى سياحتها
قد بوركت بمعانيه مغانيها
تحفها سبعة لو سد مسربها
لطَّم شامخة الآطام طاميها
كأنها الحجر الملقي عصاه به
موسى ففجر للأسباط جاريها
كأنها درة أضحى يزيد لها
خيطاً بلبَّات آكام تواليها
مَعينة ببحار يلتطمن بها
مُعينة لخيار أخبتوا فيها
وصخرة المزة الغراء ناطحة
قرن الغزالة في مبدا تجليها
محلة السفح ما شيب السفوح بها
بل مثل ما روَّق الصهباء ساقيها
يغذى بها القلب أنفاساً بلا كدر
فلن يحلَّ الوبا أطراف ثاويها
إن الهواء إذا رقت مناسمه
في بلدة لطفت أخلاط أهليها
واذكر ضحى الشرف الأعلى إذا طلعت
ذكاء من أفق أشجار تواريها
ومنظراً يستبي الألباب رائعه
ويشتغل النفس عن أشهى أمانيها
يرنو إلى بردى ينساب في بَرَد
في بُردتي سندس خضر حواشيها
تكسر الماء بلوراً وراكده
كالفضة الحوق مصقول عواليها
وحيث شئت فأشجار تمد على ال
أنهار ظلاً يُغشِي من يوافيها
فكل صورة أنس في منازلها
وكل نزهة نفس في روابيها
لولا أمور وأرزاق مقدرة
لم يرتحل عن دمشق حاضر فيها
عبدالمنعم الجلياني
الحمدان
06-27-2024, 01:55 AM
أيا ملكاً أفنى العداة حسامه
ومنتجعاً أقنى العفاة ابتسامه
لقاؤك يوماً في الزمان سعادةٌ
فكيف بثاوٍ في حماك حمامه
وعبدك شاكٍ دينه وهو شاكرٌ
نداك الذي يغني الغمام غمامه
ولي فرسٌ أصماه سهمٌ فردّه
أثافيّ ربعٍ بالثلاث قيامه
تعمر فيه بالجراحة ساحة
وعطّل منه سرجه ولجامه
أتينا لما عوّدتنا من مكارمٍ
يلوذ بها الراجي فيشفى غرامه
فرحماك غوثٌ لا يغيب نصيره
ونعماك غيثٌ لا يغبّ انسجامه
عبدالمنعم الجلياني
الحمدان
06-27-2024, 01:56 AM
خبرت بني عصري على البسط والقبض
وكاشفتهم كشف الطبائع بالنبض
فأنتج لي فيهم قياسي تخلّياً
عن الكلّ إذ هم آفة الوقت والعرض
ألازم كسر البيت خلواً وإن يكن
خروجٌ ففرداً ملصق الطّرف بالأرض
أرى الشخص من بعدٍ فأغضي تغافلاً
كمشدوه بالٍ في مهمته يمضي
ويحسبني في غفلةٍ وفراستي
على الفور من لمحي بما قد نوى تقضي
أجانبهم سلماً ليسلم جانبي
وليس لحقدٍ في النفوس ولا بغض
تخلّيت عن قومي ولو كان ممكني
تخلّيت عن بعضي ليسلم لي بعضي
عبدالمنعم الجلياني
الحمدان
06-27-2024, 01:56 AM
قالوا نرى نفراً عند الملوك سموا
وما لهم همة تسمو ولا وزع
وأنت ذو همة في الفضل عالية
فلم ظمئت وهم في الجاه قد كرعوا
فقلت باعوا نفوساً واشتروا ثمناً
وصنت نفسي فلم أخضع كما خضعوا
قد يكرم القرد إعجاباً بخسته
وقد يهان لفرط النخوة السبع
عبدالمنعم الجلياني
الحمدان
06-27-2024, 01:56 AM
كليني لكر الخيل يا أم مالك
فما الأين إلا في متون الصواهل
فبحر الوغى لولا السوابح صادرت
بنا لجة لم نحط منها بساحل
فلا تخطبي يا هند لي غادة سبت
بنطق وشاح أو بصمت خلاخل
فليست ذيول فوق حجب تروقني
ولكن خيول تحت سحب قساطل
فلا هلك إلا في نحور نواهد
ولا ملك إلا في صدور عوامل
ولا ملك يأتي كيوسف آخراً
كما لم يجئ مثل له في الأوائل
فتى ركب الأهوال خيلاً سروجها
عزائم شدت للثبات بكاهل
عبدالمنعم الجلياني
الحمدان
06-27-2024, 01:56 AM
إِلَهي أَجرِني مِن شُرورِ بَني نَوعي
فَهُم كَالأَفاعي تَنفُثُ السُمِّ بِالطَبعِ
فَكَم يَرقُبونَ الحُرَّ يَبغونَ وَصمَةً
وَكَم يَجلِبونَ الضَرَّ لِلبَيِّنِ النَفعِ
وَكَم يَقبَلونَ الصُبحَ في الفَضلِ ظُلمَةً
وَكَم يَنسِبونَ القُبحَ لِلحُسنِ الصُنعِ
أُطاوِعُهُم جُهدي فَيُهَوّونَ مُكرِهي
وَأَوسَعُهُم رِفدي فَيَسعونَ في مَنعي
وَأَدنو إِلَيهِم لِلتَآلُفِ إِذ بِهِم
كَأَنجُرَةٍ خَضراءَ تَسبِقُ بِاللَذعِ
وَجدتُ لِأَلفَ الوَحشِ وَالطَيرِ حيلَةً
وَلا حيلَةٌ في أُلفَةٍ مِن بَني نَوعي
فَيا رَبِّ أَنتَ المُستَغاثُ فَلا تَدَع
لَهُم كَفَّ بَغيٍ أَو تُكافيهِ بَالقَطعِ
وَلا تَبقَ مِنهُم مُنكَراً لَفَضيلَةٍ
وَلا حاسِداً يَرمي الأَكابِرَ بِالوَضعِ
وَلا ذا رِياءٍ يُنصُبُ الدينَ مَجمَعاً
لِيَأكُلَ لَحمَ الأَتقِياءِ عَلى الشَبَعِ
وَلا مُغرِياً بِالسوءِ يَصغي تَحَسُّباً
وَلا مُطرِياً في السولِ يَبيغيهِ بِالخِدَعِ
دَعَوتُكَ يا رِحمَنَ في بَعضَ مَكرِهِم
وَعِلمُكَ فيهِم فَوقَ ما نالَهُ وَسَعي
فَشَرِّدهُم عَنّي بِكَيدِكَ إِنَّهُم
قَد اِنخَلَعوا مِن رَبقَةِ العَقلِ وَالشَرعِ
وَفي المَلَأِ الأَعلى فَحَقَّقَ تَأَلُّفي
بِخَيرِ رَفيقٍ وَلِلجَمعِ
مُقيماً بِضاحي رُبعِ قُدسِكَ عاكِفاً
عُكوفَ تَجافٍ عَن سِوى ذَلِكَ الرَبعِ
أُراقِبُ مِن آفاقِ جودِكَ نَفحَةً
تُثبِتُ ما يُلقي عَلى القَلبِ وَالسَمعِ
عبدالمنعم الجلياني
الحمدان
06-27-2024, 01:57 AM
هِيَ العَزائِمُ لا بَيضٌ وَخَرصانُ
بِها اِستَباحَ العُلى الأَيقاظُ أَو صانوا
المَلِكُ دَعوى إِذا ما العَزمُ صَدَّقَها
أَتَت فُتوحٌ لَها في الخَلقِ بُرهانُ
فَالصِدقُ في القَولِ وَالأَفعالِ قاعِدَةً
لِكُلِّ أَمرٍ لَهُ في الناسِ بُنيانُ
يا اِبنَ الَّذي طَهَّرَ البَيتَ المُقَدَّسِ مِن
جيلٍ تَعبُدُهُم رَجسٌ وَأَوثانُ
أَنتَ المُرادُ لِطَهرِ الساحِلَينِ مَعاً
سارَعَ إِلَيهِ تُطِعكَ الرومُ وَاللانُ
عبدالمنعم الجلياني
الحمدان
06-27-2024, 01:57 AM
قَديمُ هَواكُم في الفُؤادِ قَرارُهُ
فَكَيفَ بِهِ مُذ شَطَّ عَنكُم مَزارُهُ
يَرى حُسنَكُم وَالصَدُّ أَظلَمَ لَيلُهُ
فَهَل لِوِصالِ أَن يُضيءَ نَهارُهُ
تَرَكتُم حَشاهُ مِن أَسىً وَتَذَبذُبٍ
جَناحَ قَطاً خَفَقاً فَبانَ اِصطِبارُهُ
وَما لِبِلى ذا الجِسمِ وَجدي وَإِنَّما
يُباحُ حِمى راجٍ لَكُم وَجُوارُهُ
وَحالي عَلى ما سَرَّ أَو ساءَ مِنكُمُ
كَحالَةِ مُخمورٍ زَهاهُ خُمارُهُ
أَلَذُّ اِهتِياجِ الشَوقِ بي سَحَراً إِذا
تَفاقَمَ ما أَلقى وَثارَ أُوارُهُ
أَما وَالَّذي أَعلى بِيوسُفَ دينَنا
بِرُغمٍ لِشانيهِ المَلومِ اِزوِرارُهُ
لَقَد قَدَحَت آرلاؤُهُ زَندَ خاطِري
بِنَظمٍ سَما وَصَفا جَلِيّاً كُبارُهُ
لِمَلِكٍ مُريدٍ لِلعَويصِ بِفَهمِهِ
فَيَعبُرُهُ وَعرَ المَساقِ اِعتِبارُهُ
رَأَيتُ جَلِيّاً مِن مَعونَةِ رَبِّنا
لَهُ دائِماً يَزهو البِلادَ اِفتِرارُهُ
فَلِلَّهِ دَهرٌ قَد أَمِنّا شُرورَهُ
وَقَد ذَبَّ عَن نَهجِ العُلُوِّ شِرارُهُ
وَقامَ صَلاحُ الدينِ بِالشِركِ فاتِكاً
وَأَطواقُ أَعناقِ المُلوكِ شِفارُهُ
مُديرُ رَحىً لِلحَربِ صادٍ حُسامُهُ
إِلى مُهجُ يُلقى الشَرارَ غِرارُهُ
غَداةَ طَحا بِالمُشرِكينَ اِقتِحامُهُ
أَخو دُلجٍ مُستَنقِذُ القُدسِ ثارُهُ
حَبا مِنحاً وَاِستَشعَرَ الأَمنَ شامُهُ
بِلا حَرَجٍ مُستَنقِذُ القُدسَ ثارُهُ
سَطا مَرَحاً صَولاً تَلاهُ اِبتسامُهُ
عَلى فَرجٍ أَبدى فَأَحيا اِنتِشارُهُ
أَعَزَّ مَكاني إِذ أَزالَ ضَرورَتي
وَما ذِلَّةُ الإِنسانِ إِلّا اِضطِرارُهُ
وَلا عَزِّةٌ إِلّا وَلاءٌ وَقُربَةٌ
تَحَلّى بِه شَخصٌ موفى فَخارُهُ
وَما الإِفكُ مِن ناسٍ عَموا بِمُعَجَّزٍ
لِشَهمٍ فَلَيسَ الوَهمُ يَعلو مُثارُهُ
وَمَن أَبدَأَ النُعمى عَساهُ يُتِمُّها
بِأَلطافِ ذي جَدى مُفاضٍ سِتارُهُ
يَجودُ فَلَيسَ الأَعظَمُ الثائِرُ الثُبا
لِيوفي عَلى مُعطىً أُمِدَّ اِحتِقارُهُ
لَقَد مُدَّ لِلإِسلامِ أَقوى عُرى الهُدى
وَتَمَّ اِقتِداءُ ثُمَّ عَمَّ اِشتِهارُهُ
بِما خَصَّ مَلكاً ذادَ جَيشَ فَرَنجَةٍ
وَفاجَأَهُ يُلمي عَلَيهِم إِسارُهُ
عَطاءٌ قَضاهُ رَبُّنا بِتَكافُوءٍ
وَأَودَعَهُ خَلقاً تَساوى اِفتِقارُهُ
فَلا قَتَدٌ إِلّا شَواهُم سُتورُهُ
وَلا مَسدٌ إِلّا طُلاهُم شِعارُهُ
وَسيقوا فَما تَدري الفَتاةُ بِإِلفِها
قَريباً وَلا يَدري الفَتى ما اِنتِظارُهُ
سَرى قَدَرٌ فَاِغتالَ إِفرِنجَ ساحِلٍ
بِما لَم يَغُل طاغي ثَمودَ قُدارُهُ
فَقَد عَلِموا تَحقيقَ ما جَهَلوهُ مِن
نَكيرٍ قَديرٍ لا يُطاقُ حِذارُهُ
وَعَزمُ صَلاحُ الدينِ إِذ جَهَلوهُ قَد
تَسَلَّطَ فيهِم صَوتُهُ وَاِنتِصارُهُ
بَني أَصفَرٍ أَلقوا السِلاحَ وَوَحِدّوا
وَإِلّا دَهاكُم مَن سَباكُم بِدارُهُ
فَيوسُفَ أَجلاكُم مِنَ الأَرضِ عَنوَةً
وَيُجلى فَما يُبقي عَلَيكُم نِفارُهُ
وَكَم رامَ صَعباً جاءَ فيهِ بِمُعجِزٍ
يَقومُ لِثاءٍ في الشُؤونِ اِنتِشارُهُ
وَكَم واجِمٍ مِن رَوعِهِ في مُلوكِكُم
عَسى الفَتحُ إِبداءً بِهِم مُستثارُهُ
فَأَشبانُ مَن إِثخانِهِ في تَنافُرٍ
تَرى جُندُهُ داهٍ لَها مُستَطارُهُ
وَرايَتُهُ الصَفراءُ زاهٍ زِفافُها
إِلَيها اِبتِكاراً حَيثُ رادَ اِزدِيارُهُ
وَأَبناؤُهُ أَهلُ المَعالي تُنَوَّروا
هُداهُ فُروعاً راقَ فيها ثِمارُهُ
الأَفضَلُ في الأَملاكِ شَخصُ فَضائِلٍ
إِذا عُدَّ ما قَد خُصَّ عَزَّ اِنحِصارُهُ
تَجَلّى بِنورِ الدينِ ما تاهَ عَصرُنا
بِهِ نامِياً كَهلُ التَمامِ وَقارُهُ
يَلوحُ بِدارِ العَدلِ ذا أَريحِيَّةٍ
بِرَأيٍ رَواهُ عَبرَةً مُستَشارُهُ
دِمَشقُ لَها مِنهُ شَمائِلُ يوسُفَ
سَماحاً وَإِقداماً حَمى مُستَجارُهُ
عَلى سُرحاً جَلّا مُنيراً مَقامُهُ
سَنى لَهَجٍ أَزهى مَداهُ اِبتِدارُهُ
حُلىً مِدحاً يُسَمّى فَينَمى اِعتِيامُهُ
شَذا أَرِجٍ بِالمَكرُماتِ اِفتِخارُهُ
فَرى نُدحاً إِشراقُهُ وَاِنتِسامُهُ
لِمُبتَهِجٍ يَومَ الهِياجِ خِطارُهُ
يَرى وَضَحاً وَالنَقعُ داجٍ ظَلامُهُ
لَدى لَجُجٍ يُزجي الكُماةَ شِعارُهُ
مُداعِسُ أَبطالٍ تَنازَت فِقادُها
مَطايا أَبِيٍّ لا يُرامُ قِطارُهُ
لِعُلُوِّ المَقاماتِ اِستطالَ بِفَمِهِ
فَتىً هُوَيدِري أَينَ يَسمو اِختِيارُهُ
فَيوسُفَ بَينَ المُلكِ وَالدينِ واقِفٌ
بِسَيفٍ وَشَرعٍ دائِرٍ حَيثُ دارُهُ
مُحَيّاهُ نورُ المُعتَفى مُطلِعٌ مُنىً
وَأَمناً وَلِلعادي عَلى الرُعبِ نارُهُ
وَكَم صادَ ذا مُلكٍ يُباهي بِجَيشِهِ
فَأَسحَرَ حَتّى اِرفَضَّ عَنهُ اِعتِكارُهُ
وَأَمَّ دِيارَ الشائِدينَ ضَلالَةً
فَبادوا وَشيدَت بِالأَمانِ دِيارُهُ
أُفاتِحُ دارَ القُدسِ قُم لِمُعانِدي
هُدىً وَآلَسَ الحاكي ذَوِيَّهُ خَيارُهُ
أَرِق دَمَ أَعداءٍ مِنَ العِلمِ وَالتُقى
وَقَد لَبِسوا ما آبَ وَصَماً عَوارُهُ
وَجالَسَ عُداةً مِن سَما وَضعَت لَهُ
خِيانَةَ عَهدٍ بَيِّنٍ فيهِ عارُهُ
وَمانَت فَبانَت أَقطارُها دَنَت
وَدانَ لَكَ الأَطغي مُبيناً صِغارُهُ
وَأَيسوفِيّاً تَرجوكَ مِثلَ قِيامَةٍ
فَذا الفَتحُ يَعلو العالَمينَ جِهارُهُ
عَدُوُّكَ واهٍ حَيثُ تَمَّ سُفورُهُ
وَأَمرُكَ زاهٍ حَيثُ أَمَّ سِفارُهُ
وَديباجُ سِحرٍ رَقمُ أَندَلُسٍ سِما
وَجَليانَةٌ بَينَ البِلادِ مَنارُهُ
فَما لِشَآمَ أَو عِراقٍ بِفَهمِهِ
يَدٌ فَبِأَقطابِ العُلومِ مَدارُهُ
وَقَد جَهَلوهُ صورَةً وَقِراءَةً
فَماذا عَسى إِبداعُهُ وَاِبتِكارُهُ
إِذا خُصَّ شَخصٌ في الأَنامِ بِمُعجِزٍ
فَلَيسَ لِثانٍ في مَداهُ اِقتِدارُهُ
عبدالمنعم الجلياني
الحمدان
06-27-2024, 01:57 AM
يا مُنقَذَ القُدسِ مِن أَيدي جَبابِرَةٍ
قَد أَقسَموا بِذِراعِ الرَبِّ تَدخُلُهُ
فَأَكذَبوا كِذبَهُم في وَصفِ رَبِّهِم
وَصَدَقَ الوَعدُ مَأموناً مُحَوَّلُهُ
أَما رَأَيتَ اِبنَ أَيّوبَ اِستَقَلَّ بِما
يَعيي الزَمانُ وَأَهليهِ تَحَمَّلُهُ
هاجَ الفِرَنجُ وَقَد خاروا لِفَتكَتِهِ
فَاشستَنفَروا كُلَّ مَرهوبٍ تُغَلغِلُهُ
لَمّا سَبى القُدسُ قالوا كَيفَ نَترُكُها
وَالرَبُّ في حَفرَةٍ مِنها تُمَثِّلُهُ
فَكَم مَليكٍ لَهُم شَقَّ البِحارَ سَرىً
لِيَنصُروا القَبرَ وَالأَقدارُ تَخذِلُهُ
وَكَم تَرَحَّلَ مِنهُم فَيلَقٌ بِفَلاً
إِلى الخَوامِعِ أَلقاهُ تَرحَلُهُ
اِستَصرَخوا الأَهلَ وَالعَدوى تُمَزِّقُهُم
وَاِستَكثَروا المالَ وَالهَيجا تُنفِلُهُ
هُم الفَراشُ لَهيبُ الحَربِ تَصرَعُهُ
وَكُلَّما لَجَّ صَدماً جَلَّ مَقتَلُهُ
سَيفٌ أَمامَ فِلَسطنٍ بَرى أُمَماً
خَلفَ البِحارِ لَقَد أَمهاهُ صَيقَلُهُ
كَم قَد أَعدوا وَكَم فَلَّ جَمعُهُم
مِن غَيرِ ضَربٍ وَلا طَعنٍ يُزَيِّلُهُ
وَإِنَّما اِسمُ صَلاحُ الدينِ يَذكُرُ في
جَيشِ العَدُوِّ فَيَسبيهِم تَخَيُّلُهُ
عبدالمنعم الجلياني
الحمدان
06-27-2024, 01:58 AM
فَيا مَلِكاً لَم يَبقَ لِلدَينِ غَيرَهُ
وَهَت عُمُدُ الإِسلامِ فَاِشدُد لَها دَعما
فَشُؤمُ فَرقِ الشِركِ في الشامِ طائِرُ
فَقُصَّ جَناحَيهِ بِأَقصى القُوى قَمصا
خُصِّصَت بِتَمكينِ فَعُمَّ العِدا رَدىً
فَإِنَّهُم يَأجوجٌ أَفرَغَ بِهِم رَدما
إِذا صَفَرَت مِن آلِ الأَصفَرَ ساحَةَ ال
مُقَدَّسِ ضاهَت فَتحَ أُمُّ القُرى قِدما
فَذا المَسجِدِ الأَقصى وَهَمتُكَ العُلى
وَعَزمتُكَ القُصوى وَرَمَيتُكَ الصَما
فَما هُوَ إِلّا أَن تَهَمَّ وَقَد أَتَت
فُتوحٌ كَما فاضَ الخِضَمُّ الَّذي طَمّا
وَإِن أَنتَ لَم تَرِدِ الفِرِنجَ بِوَقعَةٍ
فَمَن ذا الَّذي يَقوى لِبُنيانِها هَدَما
وَما كُلُّ حينٍ تُمكِنُ المَرءَ فُرصَةٌ
وَلا كُلُّ حالٍ أَمكَنَت تَقتَضي غَنما
وَلَيسَ كَفَتحِ القُدسِ مُنيَةَ قادِرٍ
وَما أَن تَلَقّاها سِوى يوسُفَ جَزَما
عبدالمنعم الجلياني
الحمدان
06-27-2024, 01:58 AM
يا زائِراً جَنَباتِ الشامِ مُعتَبِراً
أَحرِم فَأَنتَ بِحَجزٍ غَيرِ مَحجورِ
فَما بِها بَلَدٌ لَم يَغشَهُ بَدَلٌ
أَو مُرسَلٌ بِكِتابِ غَيرِ مَهجورِ
مَثوى النُبُوَّةِ وَالآياتِ مُعجِزَةٌ
وَالنورِ يُشرِقُ مِنهُ كَلُّ ديجورِ
عبدالمنعم الجلياني
الحمدان
06-27-2024, 01:58 AM
أَرى الرايِةَ الصَفراءَ يَريم اِصطِفاقُها
بَني أَصفَرٍ بِالرَعفاتِ اللَهاذِمِ
فَتَسبي فِلَسطيناً وَتَجبي جَزائِراً
وَتَملِكُ مِن يونانَ أَرضَ الأَساحِمِ
وَتَعنو لَها الأَملاكُ شَرقاً وَمَغرِباً
بِذا حَكَمَت حُذاقُ أَهلِ المَلاحِمِ
عبدالمنعم الجلياني
الحمدان
06-27-2024, 01:59 AM
العَزمُ يَنفُذُ لَيسَ البيضُ وَالسُمُرُ
تِلكَ العَزيمَةُ مِنها هَذِهِ الأَثَرُ
فَتحٌ يُضَيِّقُ صَدرَ الكُفرِ شارِحُهُ
صَدرَ الهُدى فَالتَقَت بُشراهُ وَالنُذُرُ
كَأَنَّهُ سُحُبٌ تَرمي صَواعِقُها
أَرضاً وَيَنزِلُ في أُخرى بِها المَطَرُ
كَأَنَّ مِصرَ وَصورَ السورِ باطِنُهُ
فينا وَظاهِرُهُ فيهِمُ بِما كَفَروا
لَولا المَليكُ صَلاحُ الدينِ ما لَبِثَت
في مِصرَ أَن تُعبَدُ الصُلبانُ وَالصورُ
فَسَدَّ ثُغرَتَها وَاِشتَدَّ مُعتَمِداً
أَرضَ العَدُوِّ فَلَم يَلبَث بِها الظَفَرُ
يُبكي الفِرِندَ سُرورُ المُسلِمينَ كَما
يَطيبُ ثَوبٌ بِوَردٍ وَهوَ مُعتَصِرُ
جاءَت أَكابِرُهُم تَلقى مُكابَرَةً
فَأَلبَسَ الصُغُرُ ذاكَ الكِبرُ وَالكِبَرُ
وَاِستَلأَموا لتَرُدَّ البَأسَ لامَتهُم
وَلا يَرُدُّ مِجَنٌّ ما رَمى القَدَرُ
وَجهُ اللِعَينِ إِلى الدَوارومِ مُنضَغِطاً
وَلِلبَواتِرِ مِنهُ وَالقَنا الدُبُرُ
كَأَنَّ مُرّي يُبَكّي مُرَّ نَكبَتِهِ
عودٌ يُقَطِّرُ ماءً وَهوَ يَستعِرُ
ما كانَ يَحسَبُ أَنَّ اللَهُ يَقهَرُهُ
مِن مِصرَ إِذ هِيَ أُنثاهُ وَلا ذَكَرُ
قَد كانَ ذا طَمَعٍ فيها وَذا طُعَمٍ
فَعادَ يَأساً وَبَأَساً صَوبُهُ دِرَرُ
فَلَيسَ يَدري أَيَبكي شَجوَ مَملَكَةٍ
فاتَتهُ أَم خَوفَ ما يَخشى وَيَنتَظِرُ
وَغَزَّةٌ غَرَّةٌ الكُفرِ الَّذي وَطِئتُ
جَبينَهُ الغُزُّ لَم يَترُك لَها أَثَرُ
سالَ الحَرَمانِ فيها مائِرَينَ مَعاً
دَمٌ وَخَمرٌ وَلا كُفرٌ وَلا سَكَرُ
وَأُضرِمَت لَهَباً فيهِ العِدى جُثَثاً
كَأَنَّها وَهُم يَصِلونَها سَقَرُ
فَالحَمدُ لِلَّهِ هَذيِ نَعمَةً شَمَلَت
ديناً وَدُنيا فَلا عُذرٌ وَلا ذُعُرُ
أَبا المُظَفَّرِ فَاِهنَأ حَظَّ مُنتَخِبٍ
أُخرى الزَمانِ لِدينٍ كادَ يَنبَتِرُ
زَهِدتَ فيما سَبى الأَملاكُ مُنكَدِراً
عِلماً بِمُلكِ نَعيمٍ ما بِهِ كَدَرُ
وَطِبتَ نَفساً عَنِ الدُنيا وَزُخرُفَها
وَجِئتُ تُقَدِّمُ حَيثُ الهَولُ وَالخَطَرُ
فَأَنتَ لِلعُمَرَينِ ثالِثٌ وَرَعاً
وَعَزمَةً شَبَّ مِنها لِلهُدى عُمُرُ
عبدالمنعم الجلياني
الحمدان
06-27-2024, 01:59 AM
في مَشرِقِ المَجدِ نَجمُ الدينِ مَطلَعُهُ
وَكُلُّ أَبنائِهِ شُهُبٌ فَلا أَفَلوا
جاءوا كَيَعقوبَ وَالأَسباطَ إِذ وَرَدوا
عَلى العَزيزِ مِن أَرضِ الشامِ وَاِشتَمَلوا
لَكِنَّ يوسُفَ هَذا جاءَ إِخوَتُهُ
وَلَم يَكُن بَينَهُم نَزعُ وَلا زَلَلُ
وَمَلكو أَرضَ مِصرَ في شَماخَتِهِ
وَمِثلَها لِرِجالٍ مِثلُهُم نَزَلوا
أَبو المُظَفَّرِ مَأوى كُلِّ مُضطَهِدٍ
بِحِلمِهِ وَنِداهُ يُضرَبُ المَثَلُ
مَهما يَمِل جائِرَ أَو عائِثٌ عَمَّهُ
فَعِندَ عَدلِ صَلاحِ الدينِ يَعتَدِلُ
أَحيا بِهِ اللَهُ مِصراً فَهيَ ناشِرَةٌ
وَاِفتَكَّها مِن عَدوٍ ما بِهِ قِبَلُ
كَم لِلفِرِنجِ بِها وِرداً وَمُنتَجَعاً
وَنارُهُم حَولَها تَذكو وَتَشتَعِلُ
فَأَطفَأَ الناصِرُ المَنصورُ جَذوَتَهُم
وَأَدبَروا بِقُلوبِ شَهمُها وَجِلُ
مَلكٌ تَقَلَّدَ سِلكُ المُلكِ مُنتَظِماً
وَقالَ لِلمالِ هَذا مِنكَ لي بُدلُ
فَفَرَّقَ المالَ جَمعاً لِلقُلوبِ بِهِ
وَحَسبُهُ فيهِمُ إِدراكُ ما سَأَلوا
إِنَّ المُلوكَ الَّذينَ اِمتَدَّ أَمرُهُم
لَم يَخزِنوا المالَ بَل مَهما حَوَوا بُذِلوا
كَذا السِياسَةُ فَالأَجنادُ لَو عَلِموا
بُخلَ المَليكِ وَجاءَت شِدَّةُ خُذِلوا
لَتَظفُرَنَّ بِما لَم يَحوهُ مَلِكٌ
أَبا المُظَفَّرِ حَقّاً حَظَّهُ الأَزَلُ
دَليلُ ذَلِكَ آراءُ اِقتَرَنَت
بِالحَزمِ وَالعَزمِ لَم يُخَصَّص بِها الأَوَّلُ
قَد سادَ اِسكَندَرَ أَهلَ الزَمانِ مَعاً
في سِنِّ عِشرينَ وَاِمتَدَّت لَهُ الحِيَلُ
وافى الثَلاثينَ وَالأَقطارُ أَجمَعُها
طَوعاً لَهُ وَمُلوكُ الأَرضِ وَالمِلَلُ
عبدالمنعم الجلياني
العصر الايوبي
الحمدان
06-27-2024, 02:02 AM
يَمُــون الحُـب وتْمُـون المــوَدّه
في السبع السمان وفي العجافي
إذا ما صار لك صاحـب تعــده
فلا يخفى على المحبوب خـافي
وصديق الصدق ما يحتاج شده
ولا يقسى على الصاحب سنافي
يــرد الشـوف .. ولا مـا يـــرده
على وضح النقا .. مرجل وحافي
بنينـا في الصحب قـامة ومدة
ونصمـد وآخر الحرب العـوافي
علوي الباشا
الحمدان
06-27-2024, 02:08 AM
مما قيل في الليل :
أراعي نجوم الليل أرقب طيفهم
وكيف يزور الطيف من ليس يهجعُ
- شيخ المعرة
أراعي نجوم الليل لا آنف الكرى
كأنّي على رعي النجوم رقيب
- الحسن بن محمد
أُرَاعِي نُجومَ الليلِ سهرَانَ بَاكيًا
قَرِيحَ الحَشَا، مِنّي الفُؤادُ فَرِيدُ
- قيس بن الملوح
أُراعي نُجومَ اللَيلِ حُبّاً لِبَدرِهِ
وَلَستُ كَما ظَنّ الخَلِيُّ مُنَجِّما
- ابن خفاجة
كِليني لهمٍّ يا أميمةُ ناصبِ
وليلٍ أقاسيهِ بطيء الكواكبِ
- النابغة الذبياني
فيا لكَ مِن ليلٍ تَقاصرَ طُولُهُ
وما كانَ ليلي قبلَ ذلكَ يَقصُرُ
- عمر بن أبي ربيعة
وبالله سَلْها هل تَطاولَ ليلُها
كما الليلُ مُذ غابَتْ عليَّ طويلُ
- خليفة الأسدي
لياليَّ بعد الظاعنينَ شُكولُ
طِوالٌ وليلُ العاشقينَ طويلُ
- المتنبي
ولا استَطلتُ ذماءَ الليلِ مِن أسَفٍ
إلَّا على ليلةٍ سرَّتْ مع القِصَرِ
- ابن زيدون
يا ليلُ الصبُّ متى غدُهُ؟
أقيامُ الساعةِ موعدُهُ؟
- القيرواني
مَنْ نامَ لَمْ يَدْرِ طال اللَّيْلُ أَمْ قَصُرا
لا يعرفُ الليلَ إلاّ عاشقٌ سهرا
- ديك الجن
ألا أيّها الليلُ الطّويلُ ألا انجَلي
بصُبحٍ وما الإصباحُ منك بأمثلِ
- امرؤ القيس
إن يطل بعدك ليلي فلكم
بـت أشكو قصر الليل معكْ
- ابن زيدون
ما بالُ ليلي لا يسيرُ كأنما
وقفتْ كواكبه من الإعياءِ؟
- ابن نباتة
فكم غُلّةٍ للشوق أطفأتُ حَرَّها
بطيف متى يطرقْ دُجَى الليلِ يَطْرُقِظ°
- البحتري
يقولونَ طالَ الليلُ والليلُ لم يَطُلْ
ولكنّ من يَهوى من الشّوقِ يَسْهَرُ!
- الفرزدق
الحمدان
06-27-2024, 03:04 AM
ما أَنْتِ مِنِّي ولاَ رَبْعَاكِ لي وَطَرُ
الهَمُّ أَمْلَكُ بِي والشّوْقُ والفِكَرُ
وَرَاعَها أَنَّ دَمْعاً فاضَ مُنْتَشِراً
لا أَوْ تَرَى كَبِدي للحُزْنِ تَنْتَثِرُ
أينَ الحُسَيْنُ وقَتْلَى مِنْ بني حَسَنٍ
وجَعْفَرٍ وعَقيلٍ غالَهم غَمِرُ
قَتْلَى يَحِنُّ إليها البيتُ والحَجَرُ
شَوْقاً وتبكيهُمُ الآياتُ والسُّوَرُ
ماتَ الحُسَيْنُ بأيدٍ في مَغَائِظِها
طُولٌ عليه وفي إِشْفاقِها قِصَرُ
لا دَرَّ دَرُّ الأَعادي عندما وَتَروا
ودَرَّ دَرُّكِ مَا تَحوينَ يا حُفَرُ
لَمّا رَأَوْا طُرُقَاتِ الصَّبرِ مُعْرِضَةً
إلى لِقَاءٍ ولُقْيا رَحْمَةٍ صَبَرُوا
قالوا لأَنْفُسِهِمْ يا حَبّذَا نَهَلٌ
مُحَمّدٌ وعليٌّ بعدَهُ صَدَرُ
رِدُوا هَنيئاً مَرِيئاً آلَ فاطِمَةٍ
حَوضَ الرَّدَى فارْتَضُوا بالقَتْلِ واصْطَبِرُوا
الحوضُ حَوْضُهُمُ والجَدُّ جَدُّهُمُ
وعندَ رَبِّهِمُ في خَلْقِهِ غِيَرُ
أبكيكُمُ يا بَني التّقْوَى وأُعوْلكُمْ
وأَشْرَبُ الصَّبْرَ وهوَ الصَّابُ والصَّبرُ
أبكيكُمُ يا ابني بِنْتِ الرَّسُولِ ولا
عَفَتْ مَحَلّكُمُ الأَنْواءُ والمَطَرُ
مالي فَراغٌ إلى عُثْمانَ أَنْدُبُهُ
ولا شَجاني أَبو بَكْرٍ ولا عُمَرُ
لَكُمْ عَدِيٌّ وتَيْمٌ بَلْ أَزيدُكُمُ
أُمَيّةً ولنا الأَعْلامُ والغُرَرُ
في كُلِّ يَومٍ لقَلْبِي مِنْ تَذكُّرِهِمْ
تَغْرِيبَةٌ ولدَمْعِي مِنْهُمُ سَفَرُ
مَوْتاً وقَتْلاً بهاماتٍ مُفَلَّقَةٍ
مِنْ هاشِمٍ غابَ عنها النّصرُ والظّفَرُ
كَفَى بأَنَّ أَنَاةَ اللّهِ واقعةٌ
يوماًن وللّهِ في هذا الوَرى نَظَرُ
أَنْسَى عَليّاً وتَفْنيد الغُواةِ لَهُ
وفي غَدٍ يُعْرَفُ الأفّاكُ والأَشِرُ
مَنْ ذا الذي كَلّمَتْهُ البيدُ والشّجَرُ
وسَلّمَ التُّرْبُ إذْ ناداهُ والحَجَرُ
حتى إذا أَبْصَرَ الأَحياءُ مِنْ يَمَنٍ
بُرهانَهُ آمنوا مِنْ بَعدِ ما كَفَروا
أَمْ مَنْ حَوى قَصَباتِ السّبْقِ دوَنهُمُ
يومَ القَليبِ وفي أَعْناقِهِمْ زَوَرُ
أَمْ مَنْ رَسَا يومَ أُحْدٍ ثابتاً قَدَماً
وفي حُنَينٍ وسَلْعٍ بَعْدَمَا عَثَرُوا
أَمْ مَنْ غَدا داحِياً بابَ القُمُوصِ لَهُمْ
وفاتحاً خَيْبراً مِنْ بَعْدِما كُسِرُوا
أَلَيْسَ قامَ رسولُ اللّهِ يَخْطُبُهُمْ
وقالَ مولاكُمُ ذَا أَيُّها البَشَرُ
أَضَبْعَ غَيرِ عليٍّ كانَ رَافِعَهُ
محمّدُ الخيرِ أَمْ لا تَعْقِلُ الحُمُرُ
دَعُوا التّخَبُّطَ في عَشْواءَ مُظْلِمَةٍ
لَمْ يَبْدُ لا كَوْكَبٌ فيها ولا قَمَرُ
الحقُّ أَبْلَجُ والأَعْلامُ واضِحَةٌ
لَوْ آمنَتْ أَنْفُسُ الشّانينَ أَوْ نَظَرُوا
ديك الجن
الحمدان
06-27-2024, 03:05 AM
دَعِ الْبَدْرَ فَلْيَغْرُبُ فأنتَ لَنَا بَدْرُ
إذا ما تَجَلّى مِنْ مَحاسِنِكَ الفَجْرُ
إذا مَا انْقَضَى سِحْرُ الذينَ ببَابِلٍ
فَطَرْفُكَ ليْ سِحْرٌ وَرِيقُكَ لي خَمْرُ
ولَوْ قِيلَ لي قُمْ فادْعُ أَحْسَنَ مَنْ تَرى
لَصِحْتُ بَأعلى الصَّوْتِ يا بَكْرُ يا بَكْرُ
ديك الجن
الحمدان
06-27-2024, 03:05 AM
وَقَهْوَةٍ كَوْكَبُها يُزْهِرُ
يَنْفَحُ مِنْها المِسْكُ والعَنْبَرُ
وَرْدِيّةٌ يَحملُها مِثْلُها
كأنّما مِنْ خَدِّهِ تُعْصَرُ
مُهَفْهَفٌ لَمْ يَبْتَسِمْ ضَاحِكاً
مُذْ كانَ إِلاَّ كَسَدَ الجَوْهَرُ
ديك الجن
الحمدان
06-27-2024, 03:05 AM
وَدَّعْتُها ولَهِيبُ الشّوْقِ في كَبِدي
والبَيْنُ يُبْعِدُ بينَ الرُّوحِ والجسَدِ
وَدَاعَ صَبّيْنِ لَمْ يُمْكِنْ وَدَاعهما
إِلاَّ بلَحْظَةِ عَيْنٍ أَوْ بَنانِ يَدِ
وَدَّعْتُها لِفِراقٍ فاشْتَكَتْ كَبِدِي
إِذْ شَبّكَتْ يَدَها مِنْ لَوْعَةٍ بِيَدِي
وحاذَرَتْ أَعْيُنَ الواشِينَ فانْصَرَفَتْ
تَعَضُّ مِنْ غَيْظِها العُنّابَ بالبَرَدِ
فكانَ أَوَّلُ عَهْدِ العَيْنِ يومَ نَأَتْ
بالدَّمْعِ آخِرُ عَهْدِ القَلْبِ بالجَلَدِ
جَسَّ الطّبيبَ يَدي جَهْلاً فقلتُ لهُ
إِنَّ المَحَبّةَ في قَلْبي فَخَلِّ يَدي
ليسَ اصْفِراري لِحُمّى خامَرَتْ بَدَني
لكنَّ نارَ الهوى تَلْتَاحُ في كَبِدِي
فقال هذا سَقَامٌ لا دَواءَ لَهُ
إِلاَّ بِرُؤْيَةِ مَنْ تَهْواهُ يا سَنَدِي
ديك الجن
الحمدان
06-27-2024, 03:06 AM
اشْرَبْ هَنِيّاً على وردٍ وتَوْرِيدِ
ولا تَبِعْ طِيبَ مَوجُودٍ بِمَفْقُودِ
نَحنُ الشُّهودُ وخَفْقُ العُودِ خاطِبُنَا
نُزَوِّجُ ابنَ سَحَابٍ بِنْتَ عُنْقودِ
كَأْسٌ إذا أَبْصَرَتْ في القومِ مُحْتَشِماً
قال السُّرورُ له قُمْ غيرَ مَطْرودِ
أَمَا تَرَى الحُسْنَ والإِحْسانَ قَدْ جُمِعَا
فاشْرَبْ فإنّكَ في عُرْسٍ وفي عِيدِ
ديك الجن
الحمدان
06-27-2024, 03:06 AM
أَساكِنَ حُفْرَةٍ وقَرارِ لَحْدِ
مُفَارِقَ خُلّةٍ مِنْ بعدِ عَهْدِ
أَجبني إِنْ قدرتَ على جَوابي
بحَقِّ الوُدِّ كَيفَ ظَلِلْتَ بَعْدي
وأَينَ حَلَلْتَ بعدَ حُلولِ قَلْبي
وأَحْشائي وأَضْلاعي وكِبْدِي
أَمَا واللّهِ لو عايَنْتَ وَجْدِي
إذا اسْتَعْبَرْتُ في الظّلْماءِ وَحْدِي
وَجَدَّ تَنَفُّسِي وعَلا زَفيري
وفَاضَتْ عَبْرَتِي في صَحْنِ خَدِّي
إِذَنْ لَعَلِمْتَ أَنِّي عَنْ قَرِيبٍ
سَتُحْفَرُ حُفْرَتي ويُشَقُّ لَحْدِي
ويَعْذِلُني السّفِيهُ على بُكائي
كأَنِّي مُبْتَلىً بالحزنِ وَحدِيْ
يقولُ قَتَلْتَها سَفَهاً وجهلاً
وتَبْكيها بكاءً ليسَ يُجْدِي
كَصَيّادِ الطُّيورِ لهُ انْتِحابٌ
عليها وهوَ يَذْبَحُها بِحَد
ديك الجن
الحمدان
06-27-2024, 03:06 AM
دَعانا أبو عَمرٍو عُمَيْرُ بنُ جَعْفَرٍ
على لَحْمِ دِيكٍ دَعْوةً بعدَ مَوْعِدِ
فَقَدَّمَ ديكاً عُدْمُلِيّاً مُلَدَّحاً
مُبَرْنَسَ أَثيابٍ مُؤَذِّنَ مَسْجِدِ
يُحدِّثُنا عنْ قَوْمِ هُودٍ وصالحٍ
وأغربِ مَنْ لاقاهُ عَمْرُو بنُ مرثدِ
وقال لقد سَبّحْتُ دهراً مُهَلِّلاً
وأَسْهَرْتُ بالتّأْذينِ أَعْيُنَ هُجّدِ
أَيُذْبَحُ بين المسلمينَ مُؤَذِّنٌ
مُقيمٌ على دِينِ النّبِيِّ مُحَمّدِ
فقلتُ لَهُ يا ديكُ إِنّكَ صادقٌ
وإِنّكَ فيما قُلْتَ غَيْرُ مُفَنّدِ
ولا ذَنْبَ للأَضْيافِ إِنْ نالَكَ الرَّدَى
فإنَّ المنايا للدُّيُوكِ بِمَرْصَدِ
ديك الجن
الحمدان
06-27-2024, 03:07 AM
جاءَتْ تَزُورُ فِراشي بَعْدَمَا قُبِرَتْ
فَظَلْتُ أَلْثُمُ نَحْراً زَانَهُ الجِيدُ
وقُلْتُ قُرَّةَ عيني قدْ بُعِثْتِ لَنَا
فكيفَ ذَا وطَريقُ القَبْرِ مَسْدُودُ
قالتْ هناكَ عِظَامِي فيهِ مُودَعَةٌ
تَعِيثُ فيها بَنَاتُ الأرضِ والدُّودُ
وهذِهِ الرُّوحُ قدْ جَاءَتْكَ زائرةً
هذي زِيارَةُ مَنْ في القَبْرِ مَلْحُودُ
ديك الجن
الحمدان
06-27-2024, 03:07 AM
يا مَنْ حَلاَ ثُمَّ طابَ رِيحاً
فَفِيهِ شَهْدٌ وفيهِ وَرْدُ
لَوْ لَم تَكُنْ للسّماءِ شَمْسٌ
لَكُنْتَ تَبدو مِنْ حَيْثُ تَبْدو
ما إِنْ أَظُنُّ الهلالَ إلاَّ
مِنْ نُورِ خَدَّيْكَ يُسْتَمَدُ
ناجَيْتُ فيكَ الصِّفَاتِ حَتى
ناجَيْتَني ما لِذَاكَ نِدُّ
ديك الجن
الحمدان
06-27-2024, 03:07 AM
ومَعْدولَةٍ مَهْما أَمالَتْ إِزَارَها
فَغُصْنٌ وأَمّا قَدُّا فَقَضِيبُ
لَها القَمَرُ السّارِي شَقِيقٌ وإنّها
لَتَطْلُعُ أَحْياناً لَهُ فَيَغِيبُ
أَقولُ لَها واللّيلُ مُرْخٍ سُدُولَهُ
وَغُصْنُ الهَوى غَضُّ النّباتِ رَطيبُ
ونحنُ بِهِ فَرْدانِ في ثِنْيِ مِئْزَرٍ
بِكِ العَيْشُ يا زَيْنَ النِّساءِ يَطيبُ
لأَنْتِ المُنَى يا زَيْنَ كُلِّ مَليحَةٍ
وأَنْتِ الهَوى أُدْعَى لَهُ فَأُجِيبُ
فقالَتْ نَعَمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ غَيرَنا
بِبَغْدادَ مِنْ أَهْلِ القُصُورِ حَبيبُ
ديك الجن
الحمدان
06-27-2024, 03:10 AM
على هذهِ كانتْ تَدورُ النّوائِّبُ
وفي كُلِّ جَمْعٍ للذَّهَابِ مَذَاهِبُ
نَزَلْنَا على حُكْمِ الزَّمانِ وأَمرِهِ
وهل يَقْبَلُ النَّصْفَ الألَدُّ المُشَاغِبُ
وتَضحكُ سِنُّ المرْءِ والقلبُ مُوجَعٌ
ويرضى الفَتَى عن دَهْرِهِ وهوَ عاتِبُ
أَلاَ أَيُّها الرُّكْبانُ والرَّدُ واجبٌ
قِفُوا حَدِّثُونا ما تَقُولُ النّوادِبُ
إلى أَيِّ فِتْيانِ النّدى قَصَدَ الرَّدى
وأَيُّهُمُ نابَتْ حِمَاهُ النّوائِبُ
فيَا لأَبي العَبّاسِ كَمْ رُدَّ راغبٌ
لِفَقْدِكَ مَلهوفاً وكَمْ جُبَّ غَارِبُ
ويا لأَبي العَبّاسِ إِنَّ مَنَاكِباً
تَنُوءُ بِمَا حَمّلْتَها لَنَواكِبُ
فَيَا قَبْرَهُ جُدْ كُلَّ قَبْرٍ بِجُودِهِ
فَفيكَ سَمَاءٌ ثَرَّةٌ وسَحَائِبُ
فإنّكَ لَوْ تَدْرِي بِما فِيكَ مِنْ عُلاً
عَلَوْتَ وباتَتْ في ذُرَاكَ الكَواكِبُ
أَخاً كُنتُ أَبكيهِ دَماً وهوَ نائمٌ
حَذَاراً وتَعْمَى مُقْلَتي وهوَ غائِبُ
فَماتَ ولا صَبْري على الأَجْرِ واقِفٌ
ولا أنا في عُمْرٍ إلى اللّهِ راغِبُ
أَأَسعى لأَحْظَى فيكَ بالأَجْرِ إنّهُ
لَسَعْيٌ إِذَنْ مِنِّيْ لَدَى اللّهِ خَائِبُ
ومَا الإِثْمُ إِلاَّ الصَّبْرُ عَنْكَ وإنّما
عَواقِبُ حَمْدٍ أَنْ تُذَمَّ العَواقِبُ
يقولونَ مِقْدَارٌ على المَرْءِ وَاجِبٌ
فقلتُ وإِعْوالٌ على المرءِ واجِبُ
هُوَ القَلْبُ لَمّا حُمَّ يَوْمُ ابنِ أُمِّهِ
وَهَى جانِبٌ مِنْهُ وأُسْقِمَ جانِبُ
تَرَشّفْتُ أَيّامِيْ وَهُنَّ كَوالِحٌ
عليك وغَالبْتُ الرَّدى وهوَ غالِب
ودَافَعْتُ في صَدْرِ الزَّمَانِ ونَحْرِهِ
وأَيُّ يَدٍ لي والزَّمانُ مُحَارِبُ
وقلتُ لهُ خَلِّ الجَوادَ لِقَومِهِ
وهَا أَنَذا فَازْدَدْ فإنّا عَصَائِبُ
فَوَاللّهِ إِخْلاصاً مِنَ القَولِ صَادقاً
وإلاَّ فَحُبِّي آلَ أَحْمَدَ كاذِبُ
لَوَ انَّ يَدِي كانَتْ شِفَاءَكَ أَوْ دَمِي
دَمَ القَلْبِ حتى يَقْضِبَ القَلْبَ قاضِبُ
لَسَلّمْتُ تَسْليمَ الرِّضَا وتَخِذْتُها
يَداً للرَّدَى ما حَجَّ لِلّهِ راكِبُ
فَتىً كانَ مِثْلَ السّيْفِ مِنْ حَيْثُ جئتَهُ
لنائبةٍ نابَتْكَ فهوَ مُضَارِبُ
فَتىً هَمُّهُ حَمْدٌ على الدَّهْرِ رابِحٌ
وإِنْ غابَ عنهُ مالُهُ فهَوَ عازِبُ
شَمَائِلُ إِنْ يَشْهَدْ فَهُنَّ مَشَاهِدٌ
عِظَامٌ وإِنْ يَرْحَلْ فَهُنَّ كَتَائِبُ
بَكَاكَ أَخٌ لَمْ تَحْوِهِ بَقَرابَةٍ
بَلى إِنَّ إِخْوانَ الصَّفاءِ أَقاربُ
وأَظْلَمَتِ الدُّنْيا التي كُنْتَ جَارَهَا
كَأنّكَ للِدُّنْيا أَخٌ ومُنَاسِبُ
يُبَرِّدُ نِيرانَ المَصَائِبِ أَنّني
أَرى زَمَناً لَمْ تَبْقَ فيهِ مَصَائِبُ
ديك الجن
العصر العباسي
الحمدان
06-27-2024, 03:14 AM
يا من يُعذِّبُ من يشاء بِعَدلِه
لا تجعلني في الذين تعذب
إِني أبـوءُ بِعثرتي وخطِيئتِي
هربا إِليك وليس دُونكَ مَهربُ
علي بن أبي طالب
الحمدان
06-27-2024, 03:15 AM
فَزِعتُ إِلى الخَلائِقِ مُستَغيثاً
فَلَم أَرَ في الخَلائِقِ مِن مُجيبِ
وَأَنتَ تُجيبُ مَن يَدعوكَ رَبّي
وَتَكشِفُ ضُرَّ عَبدِكَ يا حَبيبي
وَدائي باطِنٌ وَلَدَيكَ طِبُّ
وَمِن لي مِثلَ طِبِّكَ يا طَبيبي
علي إبن أبي طالب
الحمدان
06-27-2024, 06:38 PM
لايدّعي الحب من له قلب مايرحم
وكيف يعشق وقلبه ماملك رحمه
من كان عاشق يمازج دمعته بالدم
وان خط فالحبرمن دمعه ومن دمّه
يالهف قلبي عليهاعذبة المبسم
من يوم بانت نسيت الفرح والبسمه
اسائل البيت عنها ريت يتكلم
والبيت اخرص ولابيّن ولاكلمه
سقاني المر..من اسقيه من زمزم
امسيت مسقوم من ازمه الى ازمه
......
الحمدان
06-27-2024, 06:42 PM
هل ضرَّ هذا الكونَ نبضُ لقائنا
أم أنَّ هذا الحزنَ أدمنَ أضلعي
قُل للمسافاتِ البعيدةِ بيننا
أرجو بحقِ اللهِ أن تتواضعيْ
وللهفةِ اللقيا وروحِ وصالنا
وقصيدتِي الأولى وذكرانا ارجعِيْ
قُل لي متى ألقاكَ يا سعدي هُنا
حولي وقربي بين أحضاني معيْ
......
الحمدان
06-27-2024, 06:44 PM
سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياةٌ تسر الصديق
وإما ممات يغيظ العدى
ونفس الشـريف لها غـايتان
ورود المنـايا ونيـلُ المنى
لَعَمْرُكَ هذا ممـات الرجـال
ومن رَامَ موتـًا شـريفًا فَذَا
......
الحمدان
06-27-2024, 06:53 PM
لهفي على غُصن النّقا المتمايلِ
يهتزُّ معتدلاً وليس بعادلِ
لا يستفيقُ مُنازلاً عشّاقهُ
بفتور لحظٍ كالقضاءِ النازل
فعشارهُ من فارس ونجارهُ
من عامرٍ ولحاظهُ من بابل
يا قلبَ عاشقهِ وسهمَ جفونهِ
مَن الزمَ المقتولَ حبَّ القاتل
أسطا بلحظٍ أم بأبيضَ صارمٍ
وخطا بقدٍّ أم بأسمرَ ذابل
ابن الساعاتي
الحمدان
06-27-2024, 06:54 PM
رَأَيتُ عَرابَةَ الأَوسِيَّ يَسمو
إِلى الخَيراتِ مُنقَطِعَ القَرينِ
أَفادَ مَحامِداً وَأَفادَ مَجداً
فَلَيسَ كَجامِدٍ لَحِزٍ ضَنينِ
إِذا ما رايَةٌ رُفِعَت لِمَجدٍ
تَلَقّاها عَرابَةُ بِاليَمينِ
الشمّاخ
الحمدان
06-27-2024, 07:01 PM
سَأُضمِرُ وَجدي في فُؤادي وَأَكتُمُ
وَأَسهَرُ لَيلي وَالعَواذِلُ نُوَّمُ
وَأَطمَعُ مِن دَهري بِما لا أَنالُهُ
وَأَلزَمُ مِنهُ ذُلَّ مَن لَيسَ يَرحُمُ
وَأَرجو التَداني مِنكِ يا اِبنَةَ مالِكٍ
وَدونَ التَداني نارُ حَربٍ تَضَرَّمُ
فَمُنّي بِطَيفٍ مِن خَيالِكِ وَاِسأَلي
إِذا عادَ عَنّي كَيفَ باتَ المُتَيَّمُ
وَلا تَجزَعي إِن لَجَّ قَومُكِ في دَمي
فَما لِيَ بَعدَ الهَجرِ لَحمٌ وَلا دَمُ
أَلَم تَسمَعي نَوحَ الحَمائِمِ في الدُجى
فَمِن بَعضِ أَشجاني وَنَوحي تَعَلَّموا
وَلَم يَبقَ لي يا عَبلَ شَخصٌ مُعَرَّفٌ
سِوى كَبِدٍ حَرّى تَذوبُ فَأَسقَمُ
وَتِلكَ عِظامٌ بالِياتٌ وَأَضلُعٌ
عَلى جِلدِها جَيشُ الصُدودِ مُخَيِّمُ
وَإِن عُشتُ مِن بَعدِ الفُراقِ فَما أَنا
كَما أَدَّعي أَنّي بِعَبلَةَ مُغرَمُ
وَإِن نامَ جَفني كانَ نَومي عُلالَةً
أَقولُ لَعَلَّ الطَيفَ يَأتي يُسَلِّمُ
أَحِنُّ إِلى تِلكَ المَنازِلِ كُلَّما
غَدا طائِرٌ في أَيكَةٍ يَتَرَنَّمُ
بَكَيتُ مِنَ البَينِ المُشِتِّ وَإِنَّني
صَبورٌ عَلى طَعنِ القَنا لَو عَلِمتُم
عنترة بن شداد
الحمدان
06-27-2024, 08:16 PM
أَديرا عَليَّ الراحَ لا تَشرَبا قَبلي
وَلا تَطلُبا مِن عِندِ قاتِلَتي ذَحلي
فَما حَزَني أَنّي أَموتُ صَبابَةً
وَلَكِن عَلى مَن لا يَحِلُّ لَهُ قَتلي
أُحِبُّ الَّتي صَدَّت وَقالَت لِتُربِها
دَعيهِ الثُرَيّا مِنهُ أَقرَبُ مِن وَصلي
أَماتَت وَأَحيَت مُهجَتي فَهيَ عِندَها
مُعَلَّقَةٌ بَينَ المَواعيدِ وَالمُطلِ
وَما نِلتُ مِنها نائِلاً غَيرَ أَنَّني
بِشَجوِ المُحِبّينَ الأُلى سَلَفوا قَبلي
بَلى رُبَّما وَكَّلتُ عَيني بِنَظرَةٍ
إِلَيها تَزيدُ القَلبَ خَبلاً عَلى خَبلِ
صريع الغواني
الحمدان
06-27-2024, 09:48 PM
ليتَ الذين تحبُّ العينُ رؤيتهم
أدنى إليَّ من الأجفانِ والحدقِ
وليتني يوم أني قد نظرتُ لهم
تبدد البعدُ ويح البعد فاحترقِ
فليتها ثم ليتًا ثم ليتَ ولن
يكف سيلُ أمانٍ يبتغي غرقي
......
الحمدان
06-27-2024, 09:55 PM
أيقنت أن الله ياقلبي معك
لا ما قلاك ولا حبيبك ودعك
هوَ لَمْ يُضَيّقها عليكَ بلُطفه
إلا لتنطقَ اسمه كي يسمعك
أوليس من يعطي ويمنعُ رحمة
لو لم يكُنْ شرا أكان ليمنعَكْ
أولم يُذِقْكَ الدفْءَ حينَ فقدته
وحنا عليك.وحط عنك ومتعك
الآن تأسى إذ وقعت مجددا
والله يحنو بالسقوط ليرفعك
......
الحمدان
06-27-2024, 09:58 PM
رحلُوا وما أبقى الرَّحيلُ متاعا
تركُوا الحنينَ معَ الأنينِ مشاعا
يا ليتهم قبل الرَّحيلِ تريَّثوا
حتَّى نُعانِقَ أو نقولَ وداعا
الحمدان
06-27-2024, 10:13 PM
وكمْ تغافلتُ عن أشياء أعرفُها
وكمْ تجاهلتُ قولاً كان يُؤذيني
وكمْ أقابلُ شخصاً من ملامحهِ
أدري يقيناً وحقّاً لا يُدانيني
وكمْ تغاضيتُ لا جُبناً ولا خوراً
هي المروءةُ من طبعي ومن ديني
جازيتُ بالطيبِ كلّ الناسِ مجتهداً
لعلَّ ربّي عن طيبي سيجزيني
......
الحمدان
06-27-2024, 10:24 PM
أحد مشاهير العرب اعجبته
بنت عمه فخطبها من عمّه
ودفع له مائة ناقة مع راعيها
مهرا لها
فقال له عمه :
أنت أحـقُّ بها من غيرك ولكن
لا أريدُ مهْرها إلا جـوادك
فتوقف عن الجـواب لمكانة
جواده في قلبه فنظرت إليه
ابنة عمّـه وغمزت له بعينها
من اجل ان يوافق
فتنهد مخاطبا لها على
مسمع من ابيها
لصلصلةُ اللجام برأسِ طرْفٍ
أحبُّ إليّ من أن تنكحيني
وقعقعة اللجام برأس مهري
أحب إليّ مما تغمزيني
وما هانَ الجوادُ عليّ حتّى
أجود به ورمحى فى يمينى
أخافُ إذا حللْنا في مضِيقٍ
وجـدَّ الركض أن لا تحمليني
جيادُ الخيل إن أركبها تُنجي
وإني إن صحبتك توقعيني
دعيني واذهبي يا بنت عمّي
أفي غمز الجُفُون تراوديني
فمهما كنتُ في نِعَمٍ وعِزٍّ
متى جار الزّمانُ ستزدريني
وأخشى إن مرضتُ على فراشٍ
وطالتْ عِلّتي لا ترحميني
فلما سمعت كلامه
اغرورقت عيناها بالدموع
وأنشدت تقول:
معاذ اللهِ أفعلُ ما تقول
ولو قُطعتْ شمالي عن يميني
متى عاشرتني وعلمت طبعي
ستعلم أنني خير القرينِ
وتحمد صحبتي وتقول كانت
لهذا البيت كالحصن الحصينِ
فظُنَّ الخير واترك سوء فكرٍ
وميّز ذاك بالعقل الرزين
فحاشا من فعال النقص مثلي
وحاشاها الخيانة للأمين
فلما سمع أبوها منهما ذلك
علم أنه كفؤٌ لها وقال له
احتفظ بإبلك وجوادك
وبنت عمك
فقد علمت
مدى تمسكك بمن تحب
الحمدان
06-27-2024, 10:40 PM
وأراكَ مَهمَا غِبتَ طيفًا حاضرًا
وسواكَ لستُ أراهُ حتى لو حَضَر
باقٍ على عهدي أَصُونُ أحبتي
لا كانَ مَن نَسِيَ الأحبةَ أو هَجَر
......
الحمدان
06-28-2024, 12:25 AM
قصص نوادر العرب:
رُوِي أن الملك/ عمرو بن المنذر بن امرئ القيس الشهير بـ(عمرو بن هند) بعد أن سمع قصيدة الشاعر/ عمرو بن كلثوم التي مطلعها:
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا
وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
أضمر للشاعر/ عمرو بن كلثوم الحقد لِمَا رأى عنده من شدة فخر، وتباهٍ، وتشامخ، فأراد أن يذله بإذلال أمه، فرُوي أنه قال ذات يوم لندمائه: هل تعلمون أحدًا من العرب تأنف أمُّه من خدمة أمي؟ فقالوا: نعم! أم عمرو بن كلثوم. قال: ولِمَ؟ قالوا: لأن أباها مهلهل بن ربيعة، (فهي بنت الزير سالم بن أبي ليلى المهلهل)، وعمها كليب بن وائل أعز العرب وملكهم، وبعلُها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو شاعر العرب، وهو سيد قومه. فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره، ويسأله أن يُزِيْرَ أمَّه أمَّه، فأقبل عمرو من الجزيرة إلى الحِيرة في جماعة بني تغلب، وأقبلت ليلى بنت المهلهل في ظعن من بني تغلب. وأمر عمرو بن هند برواقه، فضرب فيما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته، فحضروا في وجوه بني تغلب. فدخل عمرو بن كلثوم على عمرو بن هند في رواقه، ودخلت ليلى وهند في قبة من جانب الرواق، وكانت هند عمة امرئ القيس بن حجر الشاعر، وكانت أم ليلى بنت مهلهل بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي أم امرئ القيس، وبينهما هذا النسب، وقد كان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا دعا بالطُّرَف، وتستخدم ليلى. فدعا عمرو بمائدة، ثم دعا بالطرف فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق. فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها. فأعادت عليها، وألحت، فصاحت ليلى: وأذلاه! يا لتغلب! فسمعها عمرو بن كلثوم، فثار الدم في وجهه، ونظر إليه عمرو بن هند، فعرف الشر في وجهه، فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالراق ليس هناك سيف غيره، فضرب به رأس عمرو بن هند، ونادى في بني تغلب، فانتهبوا ما في الرواق، وساقوا نجائبه، وساروا نحو الجزيرة.
أين عمرو بن كلثوم الآن مما يحدث من ك لا ب ال ي هو د ..
ومعلقة عمرو بن كلثوم تحتوي في آخر بيت لها على أروع (بيت فخر) قالته العرب، فهي في مجموعها تقول:
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا
وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا
إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا
تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ
إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ
عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا
صَدَدْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو
وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا
وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو
بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا
وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ
وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا
وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا
مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا
قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا
نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً
لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا
بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعنـاً
أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا
وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ
وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَـا
تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ
وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا
ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ
هِجَـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَـا
وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً
حَصَـاناً مِنْ أُكُفِّ اللاَمِسِيْنَـا
ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ
رَوَادِفُهَـا تَنـوءُ بِمَا وَلِيْنَـا
وَمأْكَمَةً يَضِيـقُ البَابُ عَنْهَـا
وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا
وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ
يَرِنُّ خَشَـاشُ حَلِيهِمَا رَنِيْنَـا
فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ
أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْنَـا
ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا
لَهـا مِن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا
تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا
رَأَيْتُ حُمُـوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَـا
فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ
كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا
أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا
وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً
وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا
وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ
عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا
وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ
بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا
تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ
مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا
وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ
إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا
وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا
وَشَـذَّبْنَا قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا
مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا
يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا
يَكُـوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ
وَلُهْـوَتُهَا قُضَـاعَةَ أَجْمَعِيْنَـا
نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا
فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا
قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ
قُبَيْـلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا
نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ
وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا
نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا
وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا
بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ
ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا
كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا
وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا
نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا
وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا
وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو
عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا
وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ
نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا
وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ
عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا
نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ
فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا
كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم
مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا
كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ
خُضِبْـنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا
إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ
مِنَ الهَـوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا
نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ
مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا
بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً
وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا
حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً
مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا
فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ
فَتُصْبِـحُ خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا
وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ
فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا
بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ
نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا
أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا
تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ
نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا
بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ
تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا
تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً
مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا
فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ
عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا
إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ
وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا
عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـت
تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا
فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ
بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا
وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ
أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا
وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ
زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا
وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً
بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا
وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ
بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا
وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ
فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا
مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ
تَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا
وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً
وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا
وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى
رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى
تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا
وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا
وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا
وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا
فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ
وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا
فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا
وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا
إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ
أَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا
أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ
كَتَـائِبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا
عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي
وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا
عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ
تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَـا
إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاً
رَأَيْـتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا
كَأَنَّ غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍ
تُصَفِّقُهَـا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَـا
وَتَحْمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ
عُـرِفْنَ لَنَا نَقَـائِذَ وَافْتُلِيْنَـا
وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً
كَأَمْثَـالِ الرِّصَائِـعِ قَدْ بَلَيْنَـا
وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ
وَنُـوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا
عَلَـى آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌ
نُحَـاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَـا
أَخَـذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداً
إِذَا لاَقَـوْا كَتَـائِبَ مُعْلِمِيْنَـا
لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاً
وَأَسْـرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا
تَـرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ
قَـدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْنـاً
إِذَا مَا رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا
كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَـا
يَقُتْـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ
بُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا
ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍ
خَلَطْـنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَـا
وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍ
تَـرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَـا
كَـأَنَّا وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ
وَلَـدْنَا النَّـاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَـا
يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي
حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا
وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ
إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا
بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا
وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا
وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا
وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا
وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا
وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا
وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً
وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا
وَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا
إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً
أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا
مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ
تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا
الحمدان
06-28-2024, 01:11 AM
اذْهَبْ إلى اللهِ يا قلبي إذا كَثُرتْ
بكَ الهمومُ وضاقت بالحلولِ يدُ
وطالبُ الله ما خابتْ مطالبهُ
وذاكرُ الله لا يأتي لهُ النكدُ
فنمْ على ثقةٍ ياقلبُ مُنتظراً
بُشرى من اللهِ لا يدري بها أحدُ
......
الحمدان
06-28-2024, 01:13 AM
ياربّ لا نَشْقَى وأنتَ حسِيبُنا
والظنُّ في لُطْفِ الكريمِ كريمُ
أمّا خطايانا فأنتَ حَسيبُها
وبِكُلّ ما نُخْفيهِ أنتَ عليمُ
ويهونُ ما نلقاهُ من أوجاعِنا
ربّي كريمٌ .. والكريمُ رحيمُ
......
الحمدان
06-28-2024, 04:06 PM
مابالُ قلبيَ يشتكي متألِّماً
والدمعُ من عيني يبثُّ شعوري
إنّي أحسُّ بغصَّةٍ لكنّني
متفائلٌ أنّ السرورَ مصيري
فاللّهُ ربّي والحياةُ قصيرةٌ
والعمرُ ماضٍ دونما تأخيرِ
هذي الحياة سجنٌ وفيها غُربتي
سَلَّمتُ للّهِ العظيمِ أمُورِي
إنّ الأفاعيَ قد بدت مِن بيننا
لَدغت بِسُمِّ المكرِ دونَ ضميرِ
لكنّني حصَّنتُ نفسيَ بالّذي
يقتصُّ ممّن حاولوا تدميري
سيردُّ كيدَهمُ وينهي غَدرَهم
فاللّهُ حسبي خالقي ومجيري
اللّهُ يا غوثاهُ فاجبر خاطري
واجعل بقهرِ الظالمينَ سروري
......
الحمدان
06-28-2024, 04:14 PM
إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها
فَعُقبى كُلُّ خافِقَةٍ سُكونُ
وَلا تَغفَل عَنِ الإِحسانِ فيها
فَما تَدري السُكونُ مَتى يَكونُ
وَإِن دَرَّت نِياقُكَ فَاِحتَلِبها
فَما تَدري الفَصيلُ لِمَن يَكونُ
علي بن أبي طالب
الحمدان
06-28-2024, 04:50 PM
أنتَ الكريم فما في الكون من أحدٍ
يهفو الفؤاد لنيْـلٍ من عطاياهُ
أنت السميع لما أشكوه من كُرَبٍ
أنت المجيب إذا ما قلتُ رباهُ
......
الحمدان
06-28-2024, 04:51 PM
و أشدُّ ما يكوي فؤادكَ و الدِّما
و يحيلُ دنياكَ السعيدةِ مأْتما
أن يُطعنَ القلبُ الحزينُ بخنجرٍ
مِمن ظننتَ بأن يكونَ البلسَما
......
الحمدان
06-28-2024, 04:52 PM
إنَّ الصَّلَاةَ عَلَىظ° النَّبِي عِبَادةٌ
أمرٌ عَظِيمٌ جاءَ فِي الآيَـاتِ
صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا حُبًا لَهُ
وَزِيَادَةً فِي الأجرِ وَالحَسَنَاتِ
الحمدان
06-28-2024, 04:53 PM
ربَّاهُ فِي رجـوَاكَ مـا كَلَّت يَدي
تـدعُوكَ تَطلُبُ جـنَّةَ الـرِّضوَانِ
إنِّي لأرجو رَحمةً تَجلُو الأسَى
وتُقـابِلُ التَّقصِيرَ بـِالغُفرَانِ
......
الحمدان
06-28-2024, 04:54 PM
في ذمة الله ما ألقى وما أجدُ
أهذه صخرة أم هذه كبدُ
قد يقتلُ الحزن مَن أحبابه بعدوا
عنه فكيف بمن أحبابه فقدوا
الجواهري
الحمدان
06-28-2024, 05:52 PM
إذا رأيت دموع العين هامية
فلا تشكنّ أن القلب مجروحُ
وإن أغرب شيء أنت سامعهُ
جسم ينعّم في تعذيبه الروحُ
أبو زيد الفازازي
الحمدان
06-28-2024, 05:52 PM
وإنَّ بِى وجَعًا شبَّهتُهُ بصَدىً
إنْ رنَّ رانَ وعُشبٍ حينَ نمَّ نما
كأننِى علَمٌ لا ريحَ تَنشُرُهُ
أو ريحُ أخبارِ نصرٍ لم تَجِد عَلما
يا من حَسَدتُم صبِيًّا بالهوَى فَرِحًا
رِفقًا بهِ فَهْوَ مقتولٌ وما علِما
تميم البرغوثى
الحمدان
06-28-2024, 05:53 PM
أَضحى التَنائي بَديلاً مِن تَدانينا
وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا
وَقَد نَكونُ وَما يُخشى تَفَرُّقُنا
فَاليَومَ نَحنُ وَما يُرجى تَلاقينا
إِن كانَ قَد عَزَّ في الدُنيا اللِقاءُ بِكُم
في مَوقِفِ الحَشرِ نَلقاكُم وَتَلقونا
ابن زيدون
الحمدان
06-28-2024, 05:53 PM
عَهِدتُكَ لاتُطيقُ الصَبرَ عَنّي
وَتَعصي في وَدادي مَن نَهاكا
فَكَيفَ تَغَيَّرَت تِلكَ السَجايا
وَمَن هَذا الَّذي عَنّي ثَناكا
فَلا وَاللَهِ ماحاوَلتَ عُذراً
فَكُلُّ الناسِ يُعذَرُ ما خَلاكا
بهاء الدين زهير
الحمدان
06-28-2024, 05:53 PM
لِيْ مِنْ هَوَاكَ بَعيدُهُ وَقَريبُهُ
ولَكَ الجَمالُ بَديعُهُ وَغَرِيبُهُ
يا مَنْ أُعِيذُ جَمالَهُ بِجلاَلِهِ
حَذَرًا عَلَيْهِ مِنَ العُيونِ تُصِيبُهُ
إِنْ لَمْ تَكُنْ عَيْني فَإِنَّكَ نُورُهَا
أَوْ لَمْ تَكُنْ قَلْبي فأَنْتَ حَبيبُهُ
الشاب الظريف
الحمدان
06-28-2024, 05:54 PM
ستُشرق الشمس هذا دأبُها أبدا
ما أبطأت سيرَها أو أخلفت وعدا
من سالِف الدهر والأيام شاهِدةٌ
ما أطبَقَ الليل إلا خَرَّ مُنهدّا
ما خيّم الهمُّ في روحٍ مُحطمّة
وشمسُ آمالها قد أشرقت سعدا
......
الحمدان
06-28-2024, 05:54 PM
صباحٌ بذكر اللهِ قد شعَّ نورُهُ
على الرُّوح وانهلَّت عليها سحائبُهْ
وهل تُشرقُ الأرواحُ إلا بذكرهِ
فطوبى لمن بالذّكر سارت مراكبُهْ
إلى اللهِ فوّضنا مع الصبح أمرَنا
ومن فوّضَ الرحمنَ ما ضلَّ قاربُهْ
فيـا ربّ يسـر كـل أمـر نَـرومهُ
فأنت الذي يا ربّ تُرجى مواهبُه
......
الحمدان
06-28-2024, 05:55 PM
عيناهُ قالت كلامًا لِي ولم يَحِنِ
أذاب قلبي وأفنى وقعه بَدَنِي
وحين أيقنتُ أنَّ الحُبّ مندثرٌ
ولم يُعد لِلهوى إلَّا عَنَا المحنِ
كظمتُ غَيظِي أمام الخلّ يحسبني
سالٍ وفي كبِدي يُذكى لظى الشجنِ
ومذ تَولّيت عنهُ قُلتُ و آسفي
وكادت العَين أَن تَبيَض مِن حزَنِي
......
الحمدان
06-28-2024, 05:55 PM
يا بهجةَ القلب يا كُلَّ الجَمال
يا نورَ الفؤادِ ويا خِلّي ونبرَاسي
يا قرَّة العين يا عِطري ويا نغمي
يا فخرَ عُمري ويا فِكري وإيناسِي
يا سَلوة الرُّوح يا حُبًا جرى بدَمي
يا حِرزي الأبدي من كلّ وسواسِ
......
الحمدان
06-28-2024, 05:55 PM
عينايَ من فيض المدامع تشرقُ
والقلب من نأي الأحبة يخفقُ
وعليَّ من جور الصبابة لهفةٌ
كادت بها النفس الأبية تزهقُ
أيلام قلبي لو أحبك وانثنى
ولهًا على نارِ اشتياقٍ تحرقُ
فكأنني هدفٌ لأسباب النوى
فمتى فؤادك بي يلين ويرفقُ
أنا عائذ بك منك فاحكم إنني
راضٍ بما يرضيك فيمن تعشقُ
......
الحمدان
06-28-2024, 05:55 PM
رَدكَ اللهُ سَالِمًا لِفُؤادي
وطوى بيننا بِساطَ البُعادِ
كيف يهنأ لي المنام وعيني
ملؤها في نواك طيف السواد
كنت لي مؤنسا وكنت سميرا
فاذا بي في وحشة وانفراد
اقطع الليل ساهرا وحراما
أن يذوق المحب طعم الرقاد
......
الحمدان
06-28-2024, 05:56 PM
وأبحثُ عنّي رويدًا رويدًا
ويغلقُ دوني سبيلُ التمنّي
ولازلتُ جلدًا أخوضُ الحياةَ
وكم كان سهلًا سبيلُ التجنّي
فأُجرحُ يومًا وأفرحُ يومًا
وأكسر يومًا ويومًا أغنّي
وكانت أغانيّ لحنًا خفيفًا
رسائلُ حبٍّ إليّ .. ومنّي
......
الحمدان
06-28-2024, 05:56 PM
يا ما أُمَيلحهُ وَأَعذَبَ ريقَهُ
وَأَعزَّهُ وَأَذَلَّني في حُبِّهِ
أَو ما أُلَيطف وَرده في خَدِّهِ
وَأَرَقّها وَأَشدَّ قَسوَة قَلبِهِ
كَم مِن خِمارٍ دونَ خَمرَةِ ريقِهِ
وَعَذابُ قَلبٍ دونَ رائِقِ عَذبِهِ
نادى بِنَفسِجِ عارِضَيهِ تَعَمُّداً
يا عاشِقينَ تَمَتَّعوا مِن قُربِهِ
......
الحمدان
06-28-2024, 05:56 PM
جاءَت بِكَأسِ المَاء تَحسَبُ أَنَّني
لِلمَاءِ - حِينَ طَلَبتُهُ - ظَمآنُ
ولَمَحتُها.. فَشَرِبتُ أَعذَبَ بَسمةٍ
مِنها، ومَاجَتْ دَاخِلِي شطآنُ
وشَكَرتُها، ويَدَايَ فَارِغَتَانِ مِن
يَدِهَا، وقَلبي كَأسُهُ مَلْآنُ
ولَقَد تَرَكتُ المَاءَ يَشرَبُ نَفسَهُ
كَالمَسِّ يُقرَأُ حَولَهُ قُرآن
......
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond