هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

يا تاركَ النفسِ والأيــامَ لاهيَـةً
تُمارسُ الذنبَ في جهرٍ وإسرارِ

تَعصي الإلهَ بما قد مَنَّ مِن نِعَمٍ
بهــا عليـــــكَ بإدلاجٍ وإبكــــارِ

جدِّد متابًا إلـى مولاكَ في نَدَمٍ
واستغفرِ اللــهَ من ذنبٍ وأوزارِ

ولا تُصِـرَّ علــــى ذنبٍ تُقارفُـــهُ
بئسَ المبيتُ على ذنبٍ وإصرارِ

لا تَركنَنَّ إلـــى التسويفِ إنَّ بهِ
لأهلِهِ محضَ خُسرانٍ وإضـــرارِ

مثلُ السرابِ بقاعٍ ظنَّ ذو ظَمـأٍ
بأنّهُ الماءُ يجــري بينَ أشجــــارِ

آمـالُنــا مُشمَخِــرَّاتٌ بلا عَمَــــلٍ
هل نافَ قصرٌ بلا طينٍ وأحجارِ

لم تُشرِقِ الشمسُ إلا حانَ مغرِبُها
يَدنُو بها أجَلٌ من نقصِ أعمــــارِ

والنفسُ بينَ سهامِ الموتِ وادعةٌ
يغتالُها إنْ دنا من غيــــرِ إنظـــارِ

ونحنُ في سَفَـــرٍ والـزادُ ينقُصُنا
يا وحشةَ الدربِ من فقرٍ وأخطارِ

والنفسُ إنْ لم تُروَضْ بالتُّقى جمحت
تُتابعُ الركضَ في مُستنقعِ العــارِ

وكيف يرضــى لبيبٌ أنْ يُغذّيَهَـا
بشهـوةٍ مُنتهاهـا لفحـــــةُ النـــارِ

والقابضونَ علــى دِينِ الإلهِ لَهُم
جنَّاتُ عدنٍ وفيهــا عَذبُ أنهــارِ

ثُمَّ الصلاةُ على المختارِ خاتمةٌ
حُسنَى لمنثورِ أقــوالٍ وأشعارِ

زياد المنيفي

[الحمدان]

"تملَّكتموا عقلي وطرفي ومسمَعي
وروحي وأحشائي وكلي بأجمعي

وتيّمتُموني في بديع جمالِكُم
ولم أدر في بحر الهوى أينَ موضعي

....

[الحمدان]

اللهُ أكبرُ غافرُ الزلاَّتِ
داعِي الحَجيج إلى ثَرى عرفاتِ

اللهُ أكبرُ ملءَ ما بين السما
والأرضِ عدَّ الرملِ والذرَّاتِ

والحمدُ للهِ العليِّ فنورُه
في الذكرِ كالمِصباحِ في المِشكاةِ

د. سعود الشريم

[الحمدان]

يا بَسمتي إن كان وجهي عابسًا
ورواءُ قلبي حين يذبلُ يابسًا

....

[الحمدان]

الله أكبر غافرُ الزلاَّتِ
داعِي الحَجيج إلى ثَرى عرفاتِ

الله أكبر ملءَ ما بين السما
والأرضِ عدَّ الرملِ والذرَّاتِ

والحمدُ لله العليِّ فنورُه
في الذكرِ كالمِصباحِ في المِشكاةِ

الله أكبر بُكرةً وعشيَّةً
الله أكبرُ سامعُ الأصواتِ

الله أكبر عالمًا ومُهيمِنًا
مُحصِي الحَجيج وجامع الأشتاتِ

سبحانه

[الحمدان]

قد مات قومٌ وما ماتت مكارمُهُم
وعاشَ قومٌ وهم في النّاس أموات

....

[الحمدان]

يا راحلينَ إلى منىً بقيادي
هيجتُمو يومَ الرحيل فؤادي

سرتم وسار دليلكم يا وحشتي
والعيس أطربني وصوت الحادي

حرمتمُو جفني المنام لبعدكم
يا ساكنين المنحنى والوادي

فإذا وصلتُم سالمينَ فبلّغوا
منّي السلام أُهيلَ ذاك الوادي

وتذكّروا عند الطواف متيمًا
صَبًّا بَراهُ الشوق والإبعادِ

لي من ربا أطلال مكّة مرهمٌ
فعسى الإلهُ يجودُ لي بمرادي

ويلوحُ لي ما بين زمزم والصفا
عند المقام سمعت صوت منادي

ويقول لي يا نائمًا جدَّ السُّرى
عرفاتُ تجلو كلَّ قلبٍ صادي

تاللَه ما أحلى المبيت على منى
في يوم عيدٍ أشرفِ الأعيادِ

الناسُ قد حجّوا وقد بلغوا المنى
وأنا حججتُ فما بلغتُ مرادي

حجوا وقد غفر الإلهُ ذنوبَهُم
باتوا بِمُزدَلَفَة بغيرِ تمادِ

ذبحوا ضحاياهُم وسال دماؤُها
وأنا المتَيَّمُ قد نحرتُ فؤادي

حلقوا رؤوسَهمو وقصّوا ظُفرَهُم
قَبِلَ المُهَيمنُ توبةَ الأسيادِ

لبسوا ثياب البيض منشور الرّضا
وأنا المتيم قد لبست سوادي

يا ربِّ أنت وصلتَهُم وقطَعتني
فبحقِّهِم يا ربّ حل قيادي

باللَه يا زوّارَ قبرِ محمّدٍ
من كان منكُم رائحٌ أو غادِي

فَلْيُبْلِغِ المُختارَ ألفَ تحيَّةٍ
من عاشقٍ متقطِّع الأكبادِ

قولوا له عبدُ الرحيم متيِّمٌ
ومفارقُ الأحبابِ والأولادِ



البرعي

[الحمدان]

أخذتَ قلبي وهو بَعضي دونَ علمي
فما ينفَعني كلَ ما قد بَقي مني

بأمواجِ حبكَ سوفَ أفنى فيكَ أنتَ
فخُذني إليكَ عاشقاً كُلي بكُلي

وعلى أعتابِ بابكَ سَأبكي وأسجد
وبمحرابِ غرامكَ أنوح وأصَّلي

حتى وإن أدركني المَوت ذاتَ يومٍ
بنفحاتكَ أحيا من جَديد لعَلي

خاسرٌ مَنْ لم يَذق طعمَ عذاب حبكَ
وجعٌ حلو كالشهدِ حينَ التَجلي

.....

[الحمدان]

‏إن كنت الـعـيد فأين الـعيد
الـيـوم الـمـبـتـكـر الـغـرِّيـد

وصـبـايا اللـحـظات الـمـلأى
كـربــيـعٍ كـحَّـلـهُ الـتسـهــيـد

الـشـمـس الـثانـيـة الأصـبـى
الـلـيـل الـجـعـد بلا تـجـعـيد

الأفـــراح الــعــلـيـا الــلاتــي
أعطت ثديـيها كاس هَبِيد

‎البردوني

[الحمدان]

إِلَهَنا ما أَعدَلَك
مَليكَ كُلِّ مَن مَلَك

لَبَّيكَ قَد لَبَّيتُ لَك
لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك

وَالمُلكَ لا شَريكَ لَك
ما خابَ عَبدٌ سَأَلَك

أَنتَ لَهُ حَيثُ سَلَك
لَولاكَ يا رَبُّ هَلَك

لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك
وَالمُلكَ لا شَريكَ لَك

كُلُّ نَبِيٍّ وَمَلَك
وَكُلُّ مَن أَهَلَّ لَك

وَكُلُّ عَبدٍ سَأَلَك
سَبَّحَ أَو لَبّى فَلَك

لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك
وَالمُلكَ لا شَريكَ لَـــك

ابو نواس

[الحمدان]

‏أظننت اني حين بعت الهوى
‏سأطوف حولك راجياً اتوسلُ
‏
لا والذي جعل القصايد في دمي
‏ماكنت ممن بالمذلةِ يقبلُ

....

[الحمدان]

مازلت عند رصيف وعدك أحلمُ
فمتى أراك ونلتقي؟ لا أعلـمُ

عدني بشيء من وصالك ربما
بالوصل من بعد الغياب سننعمُ

فالناس تحسب أنني لا قلب لي
وأنا بحبك مغرمٌ ومتيمُ

دعني أطبب في لقاك مواجعي
فالبعد جرح والتواصل مرهمُ

يا من أقمت قيامتي وتركتني
قل للمسافة بيننا تتقدمُ

أوجعت روحي بالجفا وكسرتني
فدنت لظى من خافقي وجهنمُ

يومان مرّا دون أي رسالة
وأنا وقلبي في وصالك نحلمُ

من بعد أن أبكيت عين قصيدتي
ماذا سأكتب يا ترى وأترجمُ

يبدو تأبرهت الرؤى في خافقي
وأظنني بجنونها أتأقلمُ

هذي الأبابيل التي أطلقتها
ما عاد فيها يا منى عيني دمُ

من ينصف العشاق من أوجاعهم
ومن الذي للمتعبين سيحكم

يا ليتني عُلّمتُ من غصص الهوى
شيئًا وليت العاشقين تعلموا

منصر السلامي

[الحمدان]

إذا غضبت رأيت الناس قتلى
وإن ضحكت فأرواحٌ تعود

لها في عينيها لحظاتُ سحرٍ
تُميت بها وتُحيي من تُريدُ

وتسبي العالمين بمُقلتيها
فكُلّ العالمين لها عبيدُ

....

[الحمدان]

وكم من حبيب شبيه القمر
ويحمل قلباً كمثل الحجر

فإنَ الجمالَ جمالُ الشعور
وليس الجمالُ جمالَ الصور

....

[الحمدان]

ضحكتْ عبيلةُ إذ رأتني عارياً
خلقَ القميصِ وساعدي مخدوشُ

لا تضحكي مني عبيلةُ واعجبي
مني إذا التفت عليّ جيوشُ

ورأيتِ رمحي في القلوبِ محكماً
وعليه من فيض الدماء نقوشُ

ألقى صدورَ الخيلِ وهي عوابسٌ
وأنا ضحوكٌ نحوها وبشوشُ

إني أنا ليثُ العرينِ ومن له
قلبُ الجبانِ محيرٌ مدهوشُ

إني لأعجبُ كيف ينظرُ صورتي
يوم القتالِ مبارزٌ ويعيشُ

عنترة بن شداد

[الحمدان]

‏أمِن المواجع والأسى تتهربُ
وقضاء ربكَ ليس منه مهربُ

يا أيها الشاكي وما بك علةٌ
إلا الجوى ومشاعرٌ تتقلبُ

ما بين شوق للوصال وأدمعٍ
حزنًا على هجر الأحبة تُسكَبُ

بالأمس تحيا في جنان محبةٍ
واليوم في سقر الهوى تتعذبُ

....

[الحمدان]

وما رُمتُ الدخولَ عليه حتى
حللتُ مَحلةَ العبدِ الذليلِ

وذُلُّ العبد للمولى غِناءٌ
وغايتُهُ إلى العزِّ الطويلِ


ابن عَبّاد النَّفزي

[الحمدان]

فيا ليتَ كلَّ اثنين بينهما هوى
من الناسِ والأنعامِ يلتقيانِ

عروة بن حزام

[الحمدان]

‏قيل لأعرابي مَن أبلغ الناس قال:
أسهلُهم لفظًا وأحسنُهم بديهة

قال أبو الفتح البُستي:

‏تكلمْ وسدِّدْ ما استطعتَ فإنّما
‏كَلاَمُكَ حَيٌّ والسُّكوتُ جَمَادُ

‏فإن لم تجد قولًا سَديدًا تقولُهُ
‏فَصَمْتُكَ عن غير السَّدادِ سَدَادُ

[الحمدان]

على مثلِ هذا فاحسدِ الطيرَ إنَّهُ
أرادَ من العيش النعيمَ فنالَهُ

أصابَ من الدُّنيا الجِنانَ فإن قضى
يصيرُ ترابًا لا عليهِ ولا لهُ

.....

[الحمدان]

‏الحب قربُ القلب رغمَ بِعَادِنا
الحب معنى لا يُقالُ ويُشرَحُ

كم من ودادٍ في الفؤادِ سترتَهُ
والعينُ تُبدي ما سترتَ وتَفضحُ

فاحفظ ودادَ القلبِ لا تَعبأ بمن
عاش الحياةَ بكل سوءٍ يجرح

وانثر على الأحبابِ زهْرَ ودادِكمْ
‏كمْ مِنْ فؤادٍ بالمحبةِ يَفْرَحُ

.....

[الحمدان]

مَا ضيع الله قـلـبًا صادقًـا أبـدًا
‏حتى ولو عاش دهرًا بين أوهام

.....

[الحمدان]

رويدكَ من كسبِ الذنوبِ فأنتَ لا
‏ تطيقْ على نارِ الجحيمِ ولا تقوى

‏أترضى بأن تلقى المهيمنَ في غدٍ
‏وأنت بلا علمٍ لديكَ ولا تقوى

.....

[الحمدان]

واسترْ هواكَ بمرأى الشامتين تُقىً
فالحبُّ عونُ العِدى في النفسِ إن كَمُلا

واكتمْ حنينَك إنّ البَوحَ يَفضَحُهُ
دَمعٌ يُضيءُ لظى الأشواقِ إن هَطَلا

واجعلْ هواكَ دُعاءً في دُجى أملٍ
ترجى الإجابة إن خالط المُقَلا

فكمْ غريقٍ تَوارى في تأجُّجِهِ
وأخفى لظى الوجدِ كي لا يُرهِقَ الأمَلا

فالعشقُ عهدٌ وإنْ أخفَيتَ مَذهَبَهُ
فالقلبُ يحفظُهُ سرًّا كما حُمِلا

.....

[الحمدان]

رَأَيْتُ هَوَاهُــمْ نَائِيًـا عَـنْ دِيَارِنَـا
فَقُلْـــتُ لَعَلِّـي بِالسُّـــؤَالِ أُطِيــلُ

فَمَا كُلُّ مَنْ نَهْوَى يَكُونُ كَمَا نَرَى
وَلَا كُــلُّ قَلْبٍ فِي الوَفَاءِ أَصِـيلُ

.....

[الحمدان]

إِن كان ذَنبي أَنَّ حُبَّكِ شاغِلي
عَمَّن سِواه فَلَستُ عَنهُ بِتائِبِ

لَو رامَ قَلبي عَن هَواكِ تَصَبُّرًا
ما كانَ لي طولَ الحَياةِ بِصاحِبِ

صَبرًا عَلَيكِ فَما أَرى لي حيلَةً
إِلّا التَمسُّكَ بِالرَجاءِ الخائِبِ

.....

[الحمدان]

‏يا أيُّها الصوتُ الّذي أحببتهُ
ورأيتُ فيه هدايتي ورَشادي

لكَ في الحضورِ تلهُّفي وتودُّدي
لك في الغياب محبّتي وودادي

.....

[الحمدان]

‏أحْنُو عَلَيـك وفي فُؤادي لَوْعَةٌ
وأصُدُّ عَنكَ وَوَجهُ وِدِّي مُقبِلُ

وإذا هَمَمْتُ بوَصْلِ غَيرِك رَدَّني
وَلَهٌ إلَـيـك وَشَـافِـعٌ لـك أوَّلُ

وأعِـزُّ ثُـمّ أذِلُّ ذِلَّـةَ عَاشِـقٍ
والحُـبُّ فِـيهِ تَعَـزّزٌ وَتَـذَلُّلُ

البُحتُري

[الحمدان]

‏وإذا تَخَلّىظ° الناسُ عنكَ جَميعُهم
ورأيتَ ظِلاً قد أتاكَ فَذا أنا

.....

[الحمدان]

شَوقٌ إِلَيكَ تَفيضُ مِنهُ الأَدمُعُ
وَجَوىً عَلَيكَ تَضيقُ مِنهُ الأَضلُعُ

وَهَوىً تُجَدِّدُهُ اللَيالي كُلَّما
قَدُمَت وَتَرجِعُهُ السِنونَ فَيَرجَعُ

أُصفيكَ أَقصى الوِدِّ غَيرَ مُقَلَّلِ
إِن كانَ أَقصى الوِدِّ عِندَكِ يَنفَعُ

وَأَراكِ أَحسَنَ مَن أَراهُ وَإِن بَدا
مِنكِ الصُدودُ وَبانَ وَصلُكِ أَجمَعُ

يَعتادُني طَربي إِلَيكِ فَيَغتَلي
وَجدي وَيَدعوني هَواكِ فَأَتبَعُ

كَلِفٌ بِحُبِّكِ مولَعٌ وَيَسُرُّني
أَنّي امرُؤٌ كَلِفٌ بِحُبِّكِ مولَعُ

.....

[الحمدان]

‏مــن ذا يـسمي نـفسه سـيداً
هـذي الـعصا لا غيرها السيدة

الـجـوع والـكِـرباج تـاريـخكم
هل غير هذين سوى المفسدة

لـكم غـدٌ يـأتي ويمضي غدٌ
ومـــا تـكُـفُون عــن الـغـدغدة

‎البردوني

[الحمدان]

‏كان المتنبي يهوى خولة أخت سيف الدَّولة
وكان يذكرها في شِعره تلميحاً لا تصريحاً
ومن بديع ذلك قوله:

لِهَوى النُّفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ
عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنَّي أَسلَمُ

يا أُختَ مُعتَنِقِ الفَوارِسِ في الوَغى
لَأَخوكِ ثَمَّ أَرَقُّ مِنكِ وَأَرحَمُ

[الحمدان]

قُل للذي أضْناهُ للمجدِ السهَرْ‎
يومُ السعادةِ عندَما تَجني الثمَرْ

أرأيتَ عُزلتَكَ التي تُمسي بِها
كَي تحفَظَ الآياتِ تَتبعُها السوَرْ

أرأيتَ إحساسَ المشقّةِ عندَما
تَمضي معَ القرآنِ كَي تُجْلي الضجَرْ

أرأيتَ كيفَ هزمْتَ إبليسَ الهوى
إذ تستعينُ اللهَ حتى يندحِرْ

أرأيتَ أوقاتًا تُكرّرُ آيَةً
بالصوتِ ثمّ الشرحِ يصحبُها النظَرْ

أرأيتَ إذ تَتلُو بأعذبِ نغمة
حتى تُلين بها قلوبًا كالحجَرْ

أرأيتَ حينَ تُرتِّلُ الآياتِ في
خَلَواتِكَ الظلماءِ في وقتِ السحَرْ

أم هل رأيتَ الآيَ تُحيي أنفُسًا
مثلَ اليَبابِ القَفْرِ يُحْييهِ المطَرْ‎

أرأيتَ بُستانًا بقلبِ معلِّمٍ
في لجنةِ التسميعِ إذ لكَ يختبِر

.....

[الحمدان]

إلـهي رجعتُ بذلِّ افتقاري
بخوفي بضعفي بدمع انكساري

رجعـتُ أبوء إليك بسرّي
وأنـت العليمُ بكل السِّرارِ

أحـثّ خطايَ فرارًا وخوفًا
ومنك ولكنْ إليـك فراري

أنا من عثـرتُ مرارًا بدربي
ومَن لي سواك يُقيلُ عِثاري

ومَن لي سـواك ليغفرَ ذنبي
ويقبلَ يارب مني اعتذاري

ومَن لي سـواك يُفـرّجُ كربي
ويشفي فؤادي ويُطفىءُ ناري

ومَن لي سـواك يُقـوّمُ دربي
يُسدّد خلف الرسول مَساري

فأنت الرحيـمُُ وأنت الكريمُُ
وحُكمك يارب في الكون جارِ

أخافك ربـي وأرجوك ربي
أحبك ربـي وهذا شعاري

.....

[الحمدان]

أنا المشتاق يا أقصى
وشوقي بات يقتلني

أحن وكيف لي أنسى
وكم أشكو من الحزن

تفرقنا فلا لقيا
وأضحى البعد يؤلمني

وكم ذكرى مؤرقة
لأرض القدس تأخذني

أنا المطرود من بلدي
أنا المنفي في مدني

ولكني على أمل
بنصر الله يا وطني

[الحمدان]

وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت
إِلّا وَحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي

وَلا جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُم
إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي

وَلا ذَكَرتُكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاً
إِلّا وَأَنت بِقَلبي بَينَ وِسواسي

وَلا هَمَمتُ بِشُربِ الماءِ مِن عَطَشٍ
إِلّا رَأَيتُ خَيالاً مِنكَ في الكَأسِ

وَلَو قَدَرتُ عَلى الإِتيانِ جِئتُكُم
سَعياً عَلى الوَجهِ أَو مَشياً عَلى الرَأسِ

وَيا فَتى الحَيِّ إِن غَنّيتَ لي طَرَباً
فَغَنّنّي واسِفاً مِن قَلبِكَ القاسي

مالي وَلَلناسِ كَم يَلحونَني سَفَهاً
ديني لِنَفسي وَدينُ الناسِ لِلناسِ

الحسين بن منصور الحلاج

[الحمدان]

‏لها وجهٌ تحاسدُهُ المِلاحُ
‏تذوبُ به القلوبُ و تُستباحُ

‏إذا جَنَّ المساءُ يصيرُ بدراً
‏وشمساً كُلَّما حلَّ الصَّباحُ

.....

[الحمدان]

لولا التَّغافلُ عن أشياء نعرفها
ما طاب عيشٌ ولا دامت مودَّاتُ

.....

[الحمدان]

خَدَعوا فُؤادي بِالوِصالِ وَعِندَما
شَبّوا الهَوى في أَضلُعي هَجَروني

.....

[الحمدان]

يا هاجري قد كان بعدك قاتلا
والدمع سيلا من عيوني قد جرى

وإذا غفوت فلا سواك يزورني
وسوى خيالك يا حبيبي لا أرى

يا ناسيا وعدا على ابوابنا
قد بات نبضي متعبا فقد الكرى

لا تجمعن عتاب قلبك والنوى
بات الفؤاد كما الطيور مسافرا

منذ الفراق وطيفك الغالي هنا
هذا الشعور لحس قلبي استعمرا

نفسي الى طيف الاحبة ساري
يا هاجري هل آن لي ان تغفرا

وحرمتني من وصلكم يا ظالما
وهواك في قلبي دواما مزهرا

.....

[الحمدان]

المرءُ يُعرفُ في الانام بفعلهِ
وخصالُ الحرّ الكريمِ كأصلهِ

فأصبرْ على حلوِ الزمانِ ومُرّهِ
وأعلم بأنَ اللهَ نافذا أمرهِ

وإذا الصديقُ أسى عليكِ بجهلهِ
فأصفحْ لأجل الودِّ ليس لأجلهِ

كمْ سيدٍ متفضلٍ قدْ سبهُ
من لا يساوي غرزةٍ في نعلهِ

البحرُ تعلو فوقهُ جيف الفلا
والدّرُ مدفونٌ بأسفلَ رملهِ

.....

[الحمدان]

‏وهَممْتُ أنْ أشْكو الهُمومَ لصَاحبِي
فذكرتُ أنَّك مِن وَريدِي أقربُ

عَبدٌ أنا والحُزن يَعصِرُ خَافقِي
ضمِّد جِراحِي إنَّني لكَ أهربُ

آمين

[الحمدان]

عسليةُ العينينِ نوركِ منقذي
مِن دون نوركِ لا طريق ولا هدى

شدي وثاقي في سجونكِ إنني
طوعًا رضيتُ الحكمَ فيكِ مؤبدا

.....

[الحمدان]

ما بال عقلي لا يفارق غائباً
اضحى فؤادي من رحيله خائباً

ذكراه ملح والجروح مرارةً
ي ليت قلبي عن وداده تائباً

.....

[الحمدان]

بالطائرات المرسلات عويلا
ترمي بأطنان الردى تنكيلا

بالراجمات القاذفات قنابلا
فوق الرؤوس تدفقا موصولا

بقذائف (النابالم) تحرق أرضنا
و تحيل أرض الرافدين طلولا

(بأبي رغال) اليعربي أمامهم
مستوجب اللعنات سار دليلا

بالكاذبين المفترين بأنهم
قد طبقوا (التوراة) و (الإنجيلا)

بالمجهزين على الجراح بخسة
إذ يمعنون بشعبنا تقتيلا

بالمانعين من الإغاثة أهلها
و دماؤهم تجري هناك سيولا

بالجاعلين من المساجد ويحهم
سقفا يهد على الرؤوس مهيلا

ما فت في عضد الفلوجة كيدهم
وارتد جيش الأصغرين ذليلا

فالله أقوى من هدير سلاحهم
أنعم برب العالمين وكيلا

وسيعلم الباغي مغبة مكره
ولسوف يعلم من أضل سبيلا

يا ابن الفلوجة يا بقية عزنا
يا من رأوا بك صارما مسلولا

قف شامخا مثل المآذن طولا
و إبعث رصاصك وابلا سجّيلا

مزّق به زمر الغزاة أذقهم
طعم المنون على يدي عزريلا

جاءوا على قدر يسوق لحتفهم
من بعد نأي عن مداك طويلا

أحرق جثامين البغاة و رجسها
و أنثر على أشلائهم (بترولا)

طهر به ماء المحيط منظّفا
خطراً على ماء المحيط وبيلا

سطر على هام الزمان بأننا
أهل الكرامة و الأعز قبيلا

فليحرقوا كل النخيل بساحنا
سنطلّ من فوق النخيل نخيلا

فليهدموا كل المآذن فوقنا
نحن المآذن فإسمع التهليلا

إن يبتروا الأطراف تسعى قبلنا
قدماً لجنات النعيم وصولا

نحن الذين إذا ولدنا بكرة
كنّا على ظهر الخيول أصيلا

نحن الشهادة و الشهيد و شاهد
و لأسدنا قد فصلت تفصيلا

في عالم الصمت المهيمن حولنا
حتى غدا مستبكماً مشلولا

نطقت فصاحتنا بلحن كفاحنا
أعلى البيان صواعقاً و قتيلا

صوت الرصاص أبو البيان بلاغة
و أشد إفصاحاً و أقوم قيلا

سندك جيش البغي من عزماتنا
و نرده خلف الحدود ذليلا

فالعيش تحت الإحتلال جهنم
زقومها غسلينها المرذولا

و العز جنتنا و روح حياتنا
من دونه أضحى العراق قتيلا

أهل الفلوجة يا طلائع زحفنا
يا من رضيتم بالإله وكيلا

و رفعتم القرآن فوق جباهكم
ورضيتم الهادي الحبيب رسولا

سرتم على درب الجهاد بعزة
سعياً لجنات الخلود مقيلا

يا من صبرتم للحصار طويلاً
في عزة تعلو المجرة طولا

تحت القذائف و الحريق جهنم
لم تقطعوا التكبير و التهليلا

لقنتم الدنيا الدروس صريحة
لا تقبل التزييف و التدجيلا

أن الأعز محمد و جنوده
و الله أكبر ناصراً و وكيلا

غازي الجمل

[الحمدان]

قصيدة | الأمَـل الباقـي
للشاعر الكبير | أحمد مطر

غاصَ فينا السيفُ
حتّى غصَّ فينـا المِقبَضُ
غصّ فينا المِقبَضُ
غصَّ فينا .
يُولَـدُ النّاسُ
فيبكونَ لدى الميـلادِ حينا
ثُمّ يَحْبـونَ على الأطـرافِ حينا
ثُمَّ يَمشـونَ
وَيمشـونَ ..
إلى أنْ يَنقَضـوا .
غيرَ أنّـا مُنـذُ أن نُولَـدَ
نأتـي نَركُضُ
وإلى المَدْفَـنِ نبقى نَركُضُ
وخُطـى الشُّرطَـةِ
مِـنْ خَلْفِ خُطانا تَركُضُ !
يُعْـدَمُ المُنتَفِضُ
يُعـدمُ المُعتَرِضُ
يُعـدمُ المُمتَعِضُ
يُعـدَمُ الكاتِبُ والقارئُ
والنّاطِـقُ والسّامِـعُ
والواعظُ والمُتَّعِظُ !
حسَناً يا أيُّها الحُكّامُ
لا تَمتعِضـوا .
حَسَناً .. أنتُـم ضحايانا
وَنحـنُ المُجْـرِمُ المُفتَرَضُ !
حسَناً ..
ها قـدْ جَلَستُمْ فوقَنا
عِشريـنَ عامـاً
وَبَلعتُم نِفطَنا حتّى انفَتقتُمْ
وَشَرِبتُـمْ دَمَنـا حتى سكِرتُمْ
وأَخذتُم ثأرَكُـمْ حتى شَبِعتُمْ
أَفَما آنَ لكُمْ أنْ تنهَضـوا ؟!
قد دَعَوْنـا ربَّنـا أنْ تَمرُضـوا
فَتشا فيتُمْ
ومِـنْ رؤيا كُـم اعتـلَّ وماتَ المَرضُ !
ودعَونـا أن تموتوا
فإذا بالموتِ من رؤيتِكم مَيْـتٌ
وحتّى قابِضُ الأرواحِ
مِنْ أرواحِكُـمْ مُنقَبِضُ !
وهَرَبْنا نحـوَ بيتِ اللهِ منكُمْ
فإذا في البيتِ .. بيتٌ أبيضُ !
وإذا آخِـرُ دعوانـا ..سِلاحٌ أبيضُ !
هَـدّنا اليأسُ،
وفاتَ الغَرَضُ
لمْ يَعُـدْ مِن أمَـلٍ يُرجى سِواكُـمْ !
أيُّهـا الحُكـامُ باللهِ عليكُـمْ
أقرِضـوا اللهَ لوجـهِ اللهِ
قرضـاً حسَناً
وانقَرِضـوا

[الحمدان]

‏يا ربّ تعلمُ مافي القلبِ من أملٍ
‏لا تحرم القلبَ من حُلْمٍ يُناجيه

.....

[الحمدان]

‏إذا حَلّ الصَّباحُ فكُنْ صَبُوحًا
‏ جميلَ الرّوحِ بَرَّاقَ الثَّنايا

‏ولا تُبْد التَّجهُّمَ مِنْ عُيُونٍ
‏ كأنّك في مَحاجرِها المَنايَا

‏فإنَّ الصُّبْحَ ما حيَّاكَ إلَّا
‏ ليُبْصِرَ في ابتسامتك التّحايَا

.....

[الحمدان]

ياربّ هذي يدي مبسوطة طمعــًا
‏إذا وصلتُك من في الكون يقطعني

‏لا يسمعُ الناس حولي ما أبوحُ بِــهِ
‏وأنتَ ياربّ فوقَ العرش تسمعـني

سبحانه

[الحمدان]

‏تعــــال نكتب في المحبه روايه
باسمك وباسمي واسمهــا قلب يهواك

انا هويتك عشق ماهي حكايه
تنقال في هذا وتنقال في ذاك

جيت وتركت الناس كلهــا ورايه
شلتك هنا بالقلب والعالم هناك

.....

[الحمدان]

لليُسرِ شكرٌ وللأوصابِ مصطبرٌ
‏والأجرُ منتظرٌ في العُسرِ والرَّغدِ

.....

[الحمدان]

لاشئَ أسمى في الحياة من امرئٍ
كسب الجـميـع بمستـواه الراقي

متبسّمٌ في وجــه من يلقـاهــمُ
مـتـوسّــــمٌ بالصــدق والاخــــلاقِ

.....

[الحمدان]

وأخبر أن الصبر خير لأهله
مؤكدا باليمين فقال تعالى

.....

[الحمدان]

‏ياربِ رُحماكَ إنّي قد مَددّتُ يَدي
‏أرجو نداكَ وأرجو غيمةَ المَددِ

آمين

[الحمدان]

وأصدق الحبِّ شوقٌ لا نبوح بهِ
‏لكنّ وطْأَتَهُ تغزو ملامحَنا

.....

[الحمدان]

يَشْكُو الْفُؤَادُ إِلَى الرَّحْمَنِ وَحْشَتَهُ
وَالنَّفْسُ تَرْجُو خَلَاصَاً مِنْ مَسَاوِيهَا

وَمَا لِلْفُؤَادِ إِلَّا اللهُ يُؤْنِسُهُ
وَغَيْرُ اللهِ مَنْ لِلنَّفْسِ يَشْفِيهَا

.....

[الحمدان]

وتشاءُ أنت من البشائر قطرةً
ويشاء ربُك أن يُغيثك بالمطر

وتشاء أنت من الأماني نجمةً
ويشاء ربُك أن يناولك القمر

وتشاءُ أنت من الحياة غنيمةً
ويشاء ربك أن يسوق لك الدُرر

وتظل تسعى جاهدا في همةٍ
والله يعطي من يشاءُ إذا شكر

والله يمنع إن أراد بحكمةٍ
لابد أن ترضى بما حكم القدر

.....

[الحمدان]

عَانِق أمانيكَ مهـمَا ذُقتَ مِن تعبٍ
مَن ذَا الذي نَالَ مَا يهوَى بِلا تعبِ

.....

[الحمدان]

مَا عَادَ قَلبِي فِي هَوَاكَ يَذُوبُ
بَينِي وَبينَ الحُبِّ خَمسُ حُرُوبُ

هَجرٌ وَفُرقَى وَاشتِيَاقٌ وَغِيرَةٌ
وَالخَامِسَةُ كَيفَ مِنكَ أَتُوبُ

.....

[الحمدان]

في بحرَ عيّنيكِ هامت كُلُّ أشواقي
يارّبة الحُسن هل تنوينَ إغراقِي

ما كنت أؤمن بالعيون وفعلها
حتى دهتني في الهوى عيناكِ

.....

[الحمدان]

مهلاً نوار أقلي اللوم والعذلا
ولا تقولي لشيء فات ما فعلا

ولا تقولي لمالٍ كنتُ مُهلكهُ مهلاً
وإن كنتُ أعطي الجن والخبلا

يرى البخيلُ سبيل المالِ واحدةً
إن الجوادَ يرى في مالهِ سُبُلا

إن البخيلُ إذا ما ماتَ يتبعهُ
سوءُ الثناءِ ويحوي الوارثُ الإبلا

فاصدُق حديثك إن المرء يَتبَعُهُ
ما كان يبني إذا ما نعشه حملا

ليت البخيل يراهُ الناسُ كُلهمُ
كما يراهم فلا يقرى إذا نزلا

لا تعذليني على مالٍ وصلتُ بهِ
رحماً وخيرُ سبيلِ المالِ ما وصلا

حاتم الطائي

[الحمدان]

فيّ صوتهِ ذابَ الجمالُ عذوبةً
لله درُّ الصوتِ ما أحلاهُ ؟

لولا مخافة أن يُقال بأنني
بالغتُ في وصفِ الذي أهواهُ

لحلفتُ قد خُلقَ الكلامُ لأجلهِ
والصمتُ حكمٌ واجبٌ لسواهُ

.....

[الحمدان]

نظَرَتْ فأقصدتْ الفؤاد بطرفـهـا
ثم انثنت عني فكدتُ أهيمُ

ويلاه إن نظرتْ وإن هي أعرضت
وقع السهام ونزعهنّ أليمُ

ابن الرّومي

[الحمدان]

إنّ العيونَ الّتي في طرفها حَوَرٌ
قتلننا ثمّ لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللّبِّ حتّى لاحراكَ به
وهنّ أضعفُ خلقِ الله أركانا

جرير

[الحمدان]

كفي القتال وفكي قيـد أسـراكِ
يكفيك مافعلتْ بالناس عيناكِ

كلت لحاظـك مماقـد فتكت بنا
فمن ترى في دمِ العشاق أفتاكِ

كملتْ أوصاف حسنٍ غير ناقصةٍ
لو أن حسنكِ مقرونٌ بحُسناكِ

صفي الدين الحلّي

[الحمدان]

وتعطّلت لغةُ الكلامِ وخاطَبَت
عينيَّ في لغة الهوى عيناكِ

أحمد شوقي

[الحمدان]

وإذا العيونُ تحدّثت بلغاتها
قالت مقالا لم يقلهُ خطيبُ

.....

[الحمدان]

والسّيفُ في الغمد لا تُخشى مضاربهُ
وسيف عينيكِ في الحالينِ بتّارُ

دريس جمّاع

[الحمدان]

الصُّبحُ فيكِ بِدايَتي وتفاؤلي
والليلُ سُكنى مُهجَتي وهُدُوئي

مخضرم

[الحمدان]

‏سأكتبُ عنكِ الكثيرَ الكثيرْ
ليملأَ نورُكِ هَذا الأثيرْ

فأنتِ ابتدائي وفيكِ انتهائي
بنانُ فؤادي إليكِ يُشير

وأنتِ الربيعُ وزهرُ الحقول
وحبُّكِ عطرٌ شهيٌّ مثير

سأكتبُ عنكِ اليسيرَ اليسير
فحرفي ينوءُ بحبّي الكبير

فبعضُكِ سحرٌ وكيفَ يُحيط
بهذا الجمالُ بياني الفقير

وائل ميَّا

[الحمدان]

وَعدٌ لِعَينَيكِ عِندي ما وَفَيتِ بِهِ
يا قُربَ ما كَذَبَت عَينيَّ عَيناكِ

حَكَت لِحاظُكِ ما في الريمِ مِن مُلَحٍ
يَومَ اللِقاءِ فَكانَ الفَضلُ لِلحاكي

كَأَنَّ طَرفَكِ يَومَ الجِزعِ يُخبِرُنا
بِما طَوى عَنكِ مِن أَسماءِ قَتلاكِ

أَنتِ النَعيمُ لِقَلبي وَالعَذابُ لَهُ
فَما أَمَرُّكِ في قَلبي وَأَحلاكِ

عِندي رَسائِلُ شَوقٍ لَستُ أَذكُرُها
لَولا الرَقيبُ لَقَد بَلَّغتُها فاكِ

الشريف الرضيّ

[الحمدان]

لستُ أنساكِ وقد ناديتِني
‏بفمٍ عَذْبِ المُناداةِ رقيقْ

‏ويدٌ تمتدّ نحوي كَيَدٍ
‏مِن خلال الموجِ مُدَّتْ لِغَريقْ

‏آه يا قِبلةَ أقدامي إذا شَكَتِ
‏الأقدامُ أشواكَ الطّريقْ

‏وبريقًا يظمأُ السّاري لهُ
‏أينَ في عينيكِ ذَيَّاكَ البَرِيقْ

‏إبراهيم ناجي

[الحمدان]

أَخْفي الجَمالَ عن العيُونِ وجَلِّـلي
نوراً بدا من وَجْهِكِ المُتَهَلِّـلِ

أَخْشى عليكِ الضُّرَّ من عَيْني فما
زالت تُغالِبُ لَهْفتي وَتـأَمُّـلي

أبو علي النجدي

[الحمدان]

في وجنتيكِ حديثُ براءةٍ ونقا
قد جمَّل الله هذا الحسُنَ والأَلَقا

هذا المكان فسيحٌ جدُّ متسعٍ
إذا أنا أنتِ كنَّا في الهوى رُفَقَا

أقمتُ عينيَّ في عينيك مبتغيًا
أجر الثواب لمن بالحبِّ قد صدقا

لقد شُدِهتُ وإنَّي قد ثويتُ هنا
هل تسمحين أضمُّ النهد والعُنُقَا

هذا الدلال وشيءٌ منكِ في غنجٍ
باللهِ زيدي فؤادي في الحشى رَهَقا

أسلمتُكِ القلبَ غضًّا غير مهترئٍ
فعانقيهِ جزاءُ البينِ ما سَبَقا

أنَّي أنا أنتِ يا روحي ويا أملي
ويا عبيرًا بذاتِ الروضِ قد عَبَقا

قُصِّي عليَّ حديثَ الشوقِ يا لُغتي
وجمِّلي حرفَكِ الملثوغِ ما نَطَقا

وأودعي في فؤادي ألفَ أغنيةٍ
وأسمعيهِ نشيدًا يعبرُ الأُفُقَا

هنا الدروب وعينُ اللهِ تحرسُنا
هنا حبيبانِ ايمُ اللهِ ما افترقا

هنا الحكاياتُ قلبٌ دافئٌ ثَمِلٌ
في ساحتَيهِ قطارُ الوصل منطلقا

هنا حروفُك خجلا ترتمي وَلَهاً
ورمشُ عينيكِ لم يُبقِ لنا رمقا

جميلةٌ أنتِ! لحنٌ قصَّةٌ نغمٌ
فكم تروِّينَ في جنبيَّ ما عَلِقا

وكم ينوء بأثقال الهوى كَتِفي
وعند وصلكِ يبقى منطقي لَبِقا

فجاوزي حرفي المشبوه واتَئدي
وناظري في شحوب الوجهِ ما خَلِقا

وبابُ حبِّي مفتوحٌ وها أنا ذا
أدخلتُكِ الدارَ ممتنًّا ومرتفقا

عاهدتُكِ اللهَ أيمانًا مغلَّظةً
أن نسقيَ الحبَّ دومًا كلَّما بَسَقا

ماهر فيروز

[الحمدان]

أُحِبكِ ما حييتُ ولستُ أدري
لماذا دائمًا يزدادُ حُبّي

فأنتِ إليّ أقربُ من وريدي
وحُبكِ دونَ كُل الناسِ حَسبي

وحولي ألفُ أُمنيةٍ وأحلى
أماني الروحِ أن تبقَيْ بقُربي

فقُربكِ راحتي وأمانُ روحي
من الأيامِ فليحفظكِ ربي

د. ماجد عبدالله

[الحمدان]

قولي أحُبكَ كي تزيدَ وسامتي
فبغيرِ حبّكِ لا أكـونُ جميـلا

قولي أحبكَ كي تصيرَ أصابعي
ذهباً وتصبحَ جبهتي قنـديلا

قـولي أحبكَ كي يتمَّ تحـولي
فأصيرُ قمحاً أو أصيرُ نخيـلا

الآنَ قوليهـا ولا تتـردّدي
بعضُ الهوى لا يقبلُ التأجيـلا

قولي أحبكَ كي تزيدَ قداستي
ويصيـرَ شعري في الهوى إنجيلا

سأغيّرُ التقويمَ لـو أحببتـني
أمحو فصولاً أو أضيفُ فصولا

وسينتهي العصرُ القديمُ على يدي
وأقيـمُ مملكـةَ النسـاءِ بديـلا

قولي أحبكَ كي تصيرَ قصائدي
مـائيـةً وكتابتي تنـزيـلا

مـلكٌ أنا لو تصبحينَ حبيبتي
أغزو الشموسَ مراكباً وخيولا

نزار قباني

[الحمدان]

لماذا الصدُّ عني يا حبيبُ
وأسألكَ اللِّقاءَ فلا تُجيبُ

تُعلِّلُ بالغدِ اللُّقيا وإنِّي
أرى عَيْشًا بدونكَ لا يطيبُ

أيا شمسًا تخلّتْ عن سَمائي
أليسَ الكونُ يوحشُهُ مغيبُ

سَأنتظرُ اللِّقاءَ بكلِّ شَوقٍ
وإن غدًا لناظرِهِ قريبُ

أنس نوفل

[الحمدان]

يا ناعِسَ الطَّرفِ إِلى كَمْ تَنَامْ
‏أَسهَرتَنِي فيكَ ونامَ الأَنَامْ

‏أَوشَكَ هذا اللَّيلُ أَن يَنقضي
والعَينُ لا تَعرِفُ طِيبَ المَنَامْ

اللَّهُ في عَينٍ جَفَاهَا الكرى
فِيكُمْ وَقَلبٍ قَد بَرَاهُ الغَرَامْ

البارودي

[الحمدان]

حقيقيان نقتسمُ الغيابا
ونحفظُ للأسى ألمًا مُهابا

ونجنحُ للسكوتِ فكلُّ نُطقٍ
على الإطلاقِ نبصرهُ عذابا

نخافُ من الدموعِ نفرُ منها
بحجمِ البُعدِ نزدادُ اقترابا

وموعدنا شتاءٌ عادَ كيما
نصوغُ بصمتنا شِعرًا مُذابا

عامر بن فهد

[الحمدان]

يا ليتني كنتُ تُفَّاحًا مُفلَّجَةً
أو كنتُ مِن قُضُبِ الرَّيحانِ رَيحانَا

‏حتَّى إذا استَنْشَقَتْ رِيحي وأعجَبَها
وكنتُ في خَلوةٍ مُثِّلتُ إنسانَا

بشّار بن برد

[الحمدان]

تَختالُ مِثلُ الرَّشا مِن حُسنِ مَشيَتِها
خَلخالُها الوَردُ والسّاقانِ مِن لَبَنِ

بَيضاءُ كَالُّلؤلؤِ المَكنونِ طَلعتُها
وَالعَينُ عَينُ المَها وَالصَّدرُ كَالوَطَنِ

تُخفي الطّفولةَ في أعماقِ مُقلتِها
وَالوَجهُ بَدرٌ بَدا مِن عَتمةِ الزّمَنِ

تُبدي التَّبَسُّمَ وَالأَحداقُ دامِعَةٌ
وَالشَّعرُ نَسجُ المَسا المَصبوغِ بِالحَزَنِ

وسام عمارة

[الحمدان]

وما نلتُ منها نائلاً غير أنني
أُعللُ نفسي بالأماني الكواذبِ

البهاء زهير

[الحمدان]

‏ما زلت مجهولاً وحُبُّكَ يَكبُرُ
وأجوبُ هذا الليلَ فيك أفكِّرُ

مُتسائلاً عنِّي ولستُ أدلَّني
وأعودُ مجهولَ الخُطى أتعثَّرُ

يا شاغلَ العينينِ كيفَ سلبتني
ووقعتُ في محظورِ ما أتحذَّرُ

يا سارقَ الأنفاسِ كيفَ عبثتَ بي
وأنا الكتومُ الحاذِقُ المُتحذِّرُ

جِدْ لي جواباً للسؤالِ لكي ترى
إنّي أحبَُكَ فوق مَا تتصوَّرُ

آمَنتُ أنَّ الحُبَّ فيك نُبوءتي
وهواكَ شبهُ الموتِ لا يتكرَّرُ

فَفَديتُ فيك الأصغرينِ ولم أزلْ
أخشى بأنِّي بالوفاءِ مُقصِّرُ

هذي معاذيري أتَتْك فعُدْ لها
وارحَمْ عليلاً بالهَوى يتعذَّرُ

منفَايَ أنتَ ومنْ سِواك يُعيدُ لي
روحي ومنْ ذا عَن جفاكَ يُصَبِّرُ

جعفر الخطاط

[الحمدان]

‏أحيا وأحلمُ بالصباحِ الآتي
شوقًا إلى لُقياكِ بعدَ شتاتي

أنا مُذ عرفتُكِ والحياةُ بناظري
كحديقةٍ غنّاءَ في الجنّاتِ

كالليلِ يمنحُني هدوؤكِ راحةً
وسكينةً حتى أُطيلَ صلاتي

كالسحرِ يأسرُني جمالُكِ عندما
ألقاكِ طيفًا في جميعِ جهاتي

لو تكشفينَ عن الذي في داخلي
لعرَفتِ أنكِ قِطعةٌ مِن ذاتي

أوَمَا سمِعتِ النبضَ يرقصُ داخلي
هاتي يدَيكِ تحسّسي نبَضاتي

تلقَيْنَها نغَمًا يُراقِصُ أضلُعي
فرحًا وينثُرُ أعذبَ القُبُلاتِ

إنّ الجنونَ بأن نذوبَ محبّةً
هاتي مزيداً مِن جنونكِ هاتي

لا عُمرَ عندي كي يُقسّمَ في الهوى
فالحُبُّ أنتِ وأنتِ كُلّ حياتي

د. ماجد عبدالله

[الحمدان]

‏أَبُثُّ إلَى قُضَاةِ الْحُبِّ شَكْوَى
وَأعْلَمُ أنَّهَا مِنْ دُونِ جَدْوَى

وحَسبيْ أنْ أبُوحَ بِبَعضِ جُرْحِيْ
فقدْ صَارَ الْهَوَى ضُرَّاً وَبَلْوَى

فَمَاليْ غيرُ مَحكَمَةِ الْقَوَافيْ
وَمَاليْ دُونَها في الْبَوحِ مَأْوَى

فقدْ لاقَيتُ مِمَّنْ بِتُّ أهْوَى
هُمُومَاً مِنْ جَفَاوَتِهِ وَشَجْوَا

وكَمْ أخْلَصْتُهُ أَحْلَى شُعُوريْ
بِحِسٍّ طَاوَلَ الْغَيْماتِ صَفْوَا

وَعِشْقٍ لَيسَ يُعلَمُ مُنْتَهَاهُ
وحُبٍّ لاَ يَهِيْ نَشْوَاً وَزَهْوَا

فأُسْكِنُهُ بأعْمَاقِ الْحَنَايَا
إذا مَا مَدَّ ليْ في الْوَصْلِ دَلْوَا

وَيُسْرِعُ مِنهُ في التِّذْكَارِ نَبْضِيْ
كَعِيْسٍ حَثَّها الْغَادُونَ حَدْوَا

أَحِنُّ لَهُ وَأَطْرَبُ في هَوَاهُ
فُكُنَّا الْعَاشِقَينِ حَيَاً وَبَدْوَا

تَمَكَّنَ ذِكْرُهُ في الرُّوْحِ حَتَّى
تَرَسَّخَ جَذْرُهُ كَرُسُوْخِ رَضْوَى

فَكَيفَ يُزِيْحُهُ عنِّيْ زَمَانٌ
وهَلْ يَقْوَى لَهُ هَدْمَاً وَمَحْوَا

تَمْوجُ بِبُعْدِهِ نَفْسِيْ وَرُوْحِيْ
مَتى كَانَتْ بِحَارُ الْحُبِّ رَهْوَا

فَمِنْ أطْيَافِهِ أسْهُوْ بِفَرْضِيْ
فكَمْ آنَسْتُهَا وَسَجَدْتُ سَهْوَا

وَأدْرِيْ أَنَّهُ في الْعُمْرِ صُبْحِيْ
فلَسْتُ أُلَامُ لوْ آتيهِ حَبْوَا

وَلَسْتُ أَرَى لَهُ في النَّاسِ شِبْهَاً
وَلا نِدَّاً وَلا بَدَلاً وَكُفْوَا

إذَا قَالُوا بَأنَّ الْحُبَّ أَعْمَى
أقُولُ نَعَمْ وَلكِنْ كَانَ حُلْوَا

فَيَا لَيْتَ الْمُنَى صَارَتْ وَكُنَّا
أنَا واللَّيلُ والْفِنْجَانُ وَهْوَ

همسُ اللآلئ

[الحمدان]

تبدِينَ فِي هذا المَساءِ جَميلةً
جِـدَّاً وإن كُـنتِ الجَمِيلةَ دَائِـما

وتَزيدُ بَسمَتُكِ الخَجُولَةُ رِقَّـةً
ويَـزيدُ خَـدُّكِ حُـمْرةً وَتَـناغُـما

ويَشعُّ وَجهُكِ بِالنَّضارةِ مُترَفَاً
تَرَفاً يَطالُ سَناهُ جِسماً ناعِما

مَا سِـرُّ طَــلَّـتِكِ البَــهِيِّةِ إنَّـني
فِي كُلِّ يَومٍ أرتَقِي بِكِ هَائِما

إبراهيم حمدان

[الحمدان]

قسا هذا الشتاءُ عليَّ حتى
غَدَوتُ مُجَمَّدًا فوقَ الأرِيكَة

وناديتُ الطبيبَ وقلتُ صِف لي
علاجًا نافعًا قال العرِيكَة

فقلت له علاجكَ لم يُفِدْني
طبيبٌ أنتَ قل لي أم سَبِيكَة

فقال إذَن عِلاجكَ حِضنُ أنثى
فقم جَرِب معانَقَةَ الشرِيكَة

د. فواز اللعبون

[الحمدان]

أُحِبُّكِ يا لَيلى مَحَبَّةَ عاشِقٍ
عَلَيهِ جَميعُ المُصعِباتِ تَهونُ

أُحِبُّكِ حُبّاً لَو تُحِبّينَ مِثلَه
أَصابَكِ مِن وَجدٍ عَلَيَّ جُنونُ

أَلا فَاِرحَمي صَبّاً كَئيباً مُعَذَّباً
حَريقُ الحَشا مُضنى الفُؤادِ حَزينُ

قَتيلٌ مِنَ الأَشواقِ أَمّا نَهارُهُ
فَباكٍ وَأَمّا لَيلُهُ فَأَنينُ

لَهُ عَبرَةٌ تَهمي وَنيرانُ قَلبُهُ
وَأَجفانُهُ تُذري الدُموعَ عُيونُ

فَيالَيتَ أَنَّ المَوتَ يَأتي مُعَجِّلاً
عَلى أَنَّ عِشقِ الغانِياتِ فُتونُ

قيس بن الملوح

[الحمدان]

تزيدني حرجًا عند الحديث إذا
قالت مرحبةً أهلا بأستاذي

حديثُها نَغمٌ حُلوٌ يُؤَانِسُني
تَفوحُ منهُ عُطورُ الفُلّ والكاذي

بنظرةٍ أسَرَتْ قلبي فقلتُ لها
لن تستطيعَ سوى عينيكِ إنقاذي

قلبي رَقيقٌ رَقيقٌ ذابَ فيك هوىً
أحتاجُ قلبًا لكي ألقاكِ فُولاذي

دَعِي العواذلَ كي يَقضُوا بِحَسرَتِهم
لا تَـنقُلِي القَولَ عن هذا وعن هذِي

وسامحيني إذا أسرَفتُ في وَلهي
فقد جُنِنْتُ بحُسنٍ مِنكِ أَخَّاذِ

أَذَلَّكَ الحُبُّ يا قلبي ولَسْتَ سِوىْ
لِوَصلِـهِـمْ كُلَّما غابوا بِشَحَّاذِ

زِيدي جُنوني وقولي كُلَّما جَمعتْ
أرواحَنا صُدفَةٌ أهلًا بأستاذي

أسامة الغبان

[الحمدان]

ا‌ليوم العالمي للغة العربية...

رَمَتِ الفؤادَ فصِرتُ فيهَا أُبحِرُ
والرُوحُ فيها بالقَصِيدةِ تَشْعُرُ

و فَمْي تورّدَ حينَما أحْببتُها
وردًا يَكَادُ ببحْرِها يَتفطّرُ

أحْببتُهَا والحُّبُ فِيهَا يعْتَلِي
أفْلاكَ ليلي والهَوى يتعثَّرُ

مِنْ أجْلِها ذابَ اليَراعُ بوصْفِهَا
والحِبْرُ أصْبَحَ مِنْ سَمَاهَا يُمْطِرُ

لُغَتي إذا نَطَقَ اللِّسَانُ حُرُوفَهَا
في خَافِقِي سِربُ الحَمَائمِ يظْهَرُ

أدبٌ و فنٌ و البَدِيعُ سِراجُها
شَرَحَتْ أحَاسِيسِي قَصِيدًا يُزْهِرُ

لُغَتِي هَواهَا نفْحَةٌ مِنْ نرْجِسٍ
عَبَرَتْ فُؤادِي والعَبِيرُ يُعَطِّرُ

لُغَتِي كَسَاهَا اللهُ أجْمَلَ صورةٍ
لِتَهِيمَ فيِها عَيْنُ مَنْ لا يُبْصِرُ

وحيٌ و قُرْآنٌ تَعَلّى مَجْدُها
فبها نُبَاهِي العَالمِينَ ونَفْخَرُ

يا كُلَّ قَافِيَتِي و إِحْسَاسًا جَرَى
بِمَشَاعِرِي لُغَتِي هَواهَا يَسْحَرُ

رجاء سالم

[الحمدان]

إلَيكِ رُوحِي بَعيداً تَقطَعُ المُدُنا
أما شَعَرْتِ بِها يا مَنْ أراكِ أنا

فشِدّةُ الحُبِّ تَطوي الأَرضَ لِي وَإذا
بِكِ التَقَيتُ أراها تُوقِفُ الزَمَنا

قَلبِي سَماءُ شِتاءٍ أمْطَرَتْ قَلَقاً
بِها صَواعِقُ شَوقٍ تَبعَثُ الشَجَنا

فَما سِوى اللهِ يَدري ما أُكابِدُهُ
منَ الغَزالِ الذِي كُلّي بِهِ افتُتِنا

إنّي لأعْذُرُ عَينِي مِن أسَى سَهَري
فهلْ تَنامُ عُيونٌ أصبَحَتْ مُزُنا

فَلَو تسَنَّتْ سُوَيعاتٌ أراكِ بِها
لكُنتُ أدْفَعُ عُمْري دُونَها ثَمَنا

عدنان الجميلي

[الحمدان]

إنِّي أحِبُّكِّ قَبلَ مِيلَادِ الهَوَى
هَل ضَلَّ قَلبِي إذ أحَبَّكِّ أم غَوَى

يَا غَادَةَ الحُسنِ البَهِيِّ تَرَفَّقِي
بفُؤَادِ صَبٍّ فِي هَوَاكِ قَدِ اكتَوَى

يُخفِي وَيَكتُمُ مِن بِعَادِكِ لَوعَةً
نَزَّاعَةً لَيلَ التَّنَائِي لِلشَّوَى

وَأذَابَ تَبرَ دُمُوعِهِ طَيفٌ لَكُم
فَأعَادَ مِن فَرطِ الصَّبَابَةِ مَا انطَوَى

رَاجِح عَبدُ الله

[الحمدان]

‏صباحُ الحُبِّ أشْرَقَ من سَناكِ
على قلبٍ أحبَّكِ واصطفاكِ

كأنَّكِ والصَّبَا فرَسَا رهانٍ
إذا هبَّتْ يـُسابِقُهَـا شذاكِ

عبد الخالق الحفظي

[الحمدان]

عليكِ سَلامٌ لا سَلامَ مُوَدِّعٍ
وأنتِ مُنى نَفسِي وأنتِ سُرورُها

فَحُبُّكِ فِي قَلبِي مُقيمٌ مُصَوَّرٌ
وحُبُّكِ فِي الأحشاءِ وَسطَ ضَمِيرهَا

فَأنتُم مُنى قَلبِي وسُؤلِي وبُغيَتِي
وَأَنتُم ضِيا عَينِي اليَمِين ونُورُها

قيس بن الملوح

[الحمدان]

شوقي إليكَ كما علِمْتَ طويلُ
ولَعلَّ صبري في هواكِ جميلُ

يا غائباً في القلبِ يحضُرُ شخصُهُ
فكأنَّهُ لي منكَ عنكَ بديلُ

بَعُدَ المزارُ على ضعيفٍ قاصرٍ
هذا الكتابُ إليكَ عنهُ وكيلُ

إن كُنتَ تُنكِرُ لوعةً بفُؤادهِ
فلهُ شُهودٌ من ضَناهُ عُدولُ

حالت موامي الأرضِ دُونكَ بالنَّوَى
ولطَالما دُونَ البُدورِ تَحُولُ

ورأيتُ شخصَكَ في البِعادِ فإنَّهُ
قَمَرٌ نراهُ وما إليهِ وُصولُ

ناصيف اليازجي

[الحمدان]

حديثُهُ أو حَديثٌ عنهُ يُطرِبُنِي
هذا إذا غابَ أو هذا إذا حَضَرَا

كِلاَهُمَا حَسَنٌ عندي أُسَرُّ به
لكنَّ أحلاهُما ما وافَقَ النّظرا

ابن الفارض

[الحمدان]

فديتُ صباها كيفَ أحكمتٍ الهوى
بطرفةِ جفنِ في فؤادٍ معذبِ

لقد أشعلتْ في القلبِ ناراً كأنها
جحيمُ حروبٍ بين بكرٍ وتغلبِ

سواها بعيني كالغرابيبِ في الدجى
وكانتْ بحسنٍ كالحمامِ المهذَّبِ

وإن أدمنَ العشاق شيئاً فإنَّني
لأدمنُ درباً بينَ داري وإدلبِ

يوسف فتح الله

[الحمدان]

يا قاتلَ اللهُ سلمى كيفَ تُعْجبُني
‏وأُخبرُ الناسَ أنِّي لا أُباليها

‏إنِّي لَيأخذُني من حبِّها عَرَضٌ
‏عندَ الصلاةِ فأنسى أن أُصلِّيها

‏لَنظرةٌ من سُلَيمى اليومَ واحدةٌ
‏أشهى إليَّ من الدُّنيا بما فيها

ابن الدمينة

[الحمدان]

ما استضحكَ الحُسْنُ إلا مِن نواحيكِ
‏ولا اغتذي الطيبُ إلا مِن تراقيكِ

عن مقلتيكِ رأينا الحُسنَ مُبتَسِمًا
‏زهرًا كما ابتسمَ المرجانُ مِن فَيكِ

يا بهجةَ الشَّمسِ رُدِّي غيرَ صاغِرَةٍ
‏علَيَّ قلبًا ثَوَى رَهْنًا بِحُبِّيكِ

محمد بن الحسن العقيلي

[الحمدان]

إذا خطبتُكِ يا أغلى منَ المهرِ
هل تقبلينَ بديوانٍ منَ الشِعرِ

نكونُ فيهِ حكاياتٍ مؤرّخةً
من أوَّلِ الحُبِّ حتّى آخرِ العُمرِ

إنَّ القصيدةَ بنتي بنتُ تجرِبتي
وبنتُ قلبي ومفتاحي إلى الصبرِ

ولا أُفرّطُ في بنتٍ حملتُ بها
ذاتَ احتراقٍ وقد ألقمتُها صدري

هذي الصبايا قصيداتي أتينَ معي
وكلُّهنَّ فدا عينيكِ يا عُمري

أغلى المهور أنا قدمتُها لُغتي
فليسَ عِندي أنا أغلى منَ الشِعرِ

ليهنَكِ المهرُ إن وافقتِ سيدتي
فقد أخذتِ بُنيَّاتي بلا مَهرِ

حذيفة العرجي

[الحمدان]

عيناكِ قصْديَ لا خصرٌ ولا نهدُ
هذا الحنينُ معَ الأيّامِ يَـشْتَـدُّ

وقد أذوبُ إذا عيناكِ أَشَرَقَتا
ولا أذوبُ إذا ما أَشْرَقَ الـقَـدُّ

وتَبخلينَ وقدْ أجملتُ في طلَبي
كأنّني عنْ سبيلِ الحُبِّ مُـرْتَـدُّ

ما لِي أضيّعُ جهْدي في هواكِ سُدَى
أخطُو إليكِ فيُردِي خُطوتِي صَـدُّ

مَعْنَى المَذلّةِ أنّي يا مُـعَـذِّبَـتِي
أخطُو إليكِ وما مِنْ خُطوتِي بُـدُّ

إنّي أُحبُّكِ حَدَّ الموتِ يا امرأةً
قدِ اسْتوَى في هَواها اللهوُ والجِـدُّ

الشوكُ في الوَردِ كالأشواقِ في كَبِدي
لكنْ شكوتُ وما يومًا شَكَا الـوَردُ

لمُ يكفِ ذا اللومِ أنَّ الضلعَ مُنكسِرٌ
والقلبَ مُختطَفٌ والجُرحَ مُـمْـتَـدُّ

وكلّما متُّ بؤسًا قلتُ لي فَرِحًا
أنا الذي عندَ نوباتِ الأسى أشْدو

محمود حسان

[الحمدان]

لامَني فيكِ يا بُثَينَةُ صَحبي
‏لا تَلوموا قَد أَقرَحَ الحُبُّ قَلبي

‏زَعَمَ الناسُ أَنَّ دائيَ طِبِّي
‏أَنتِ وَاللهِ يا بُثَينَةُ طِبِّي

جميل بثينة

[الحمدان]

سبتني شمس يخجل البدر نورها
ويكسف ضوء البرق وهو بروق

غُرابِيَّة الْفرْعَيْنِ بَدرِيَّة ُ السَنا
وَمَنظَرُها بَادِي الْجَمَال أنِيقُ

وَقد صِرْتُ مَجْنُوناً مِنَ الْحُبِّ هَائِماً
كأنِّيَ عانٍ في القُيُودِ وَثِيقُ

أظلّ رَزيحَ الْعَقْل مَا أُطْعَمُ الكرَى
وللقلب منّي أنّة وخفوق

بَرى حُبُّها جِسْمِي وَقلبِي وَمُهْجَتِي
فلم يبق إلا أعظم وعروق

فلاَ تعْذلُونِي إنْ هَلَكْتُ تَرَحَّمُوا
عَليَّ فَفَقْدُ الرُّوحِ ليْسَ يعوق

قيس بن الملوح

[الحمدان]

وأراك في كلِّ النساءِ توهمًا
حتى إذا أبصرتُ وجهَك ما اقتنعتُ

عيناك قدسٌ والبعادُ احتلها
وأنا صلاحٌ كي أحررَها خرجتُ

لولا عيونُ الظبي حين رميتني
بالسهمِ سهم قاتل ما قد عرفتُ

الحبَّ كيفَ يكونُ أو كيفَاه عنتر
عاشقََا أو شاعرََا وأتيتُ

شفتاك تاجٌ في العلاءِ رأيتُهُ
والعرشُ دونَ التاجِ يومََا ما رأيتُ

الضمُّ في حقي قتيلُك جائزٌ
واستفت أهلَ الذكرِ إني ما كذبتُ

هات الأَكُفَّ إلى الأَكُفِّ وسلَّمي
من شبهِ عامٍ مرَّ ما سلَّمتُ

وأنا الوزيرُ إذا ألفُّ برقعتي
سأعود حيثُك كي أقولَ رجعتُ

عبدالله توبة

[الحمدان]

والرمش زان عيونها متكحِّلا
من غير كُحلِ فيه كان كحيلا

والخد لانَ كقطنة مندوفةٍ
وبقدرة الرحمن صار أسيلا

والشعرُ ماج على المتون تموّجا
وبطوله ليلي أراه طويلا

والقدّ ماد به الهواء ليونةً
أفٍٍ لقلبٍ بات فيه عليلا

وأحبها ولقلب يطلب قربها
ياليته يُهدى إليه سبيلا

فمتى يُحلُّ لنا الزمان لقاءنا
ونصير فيه حليلة وحليلا

خالد ال عويدان

[الحمدان]

أهديتُها شِعرًا فقالتْ سَرَّني
زدني بربك سيدي تكرارا

أرضى بشعرك والقصيد يهزّني
لكنْ أرِيدُ قِلادَةً وسِوَارا

فضحِكتُ من حظِّي وقلتُ لعلها
قد أسرفت فمنحتها تذكارا

فالمرأة الحسناء دون هديّةٍ
أُمِّيَّةٌ لا تقرأُ الأشعَارا

عبدالله الخضيري

[الحمدان]

لِعَيْنَيْهـا جـيوشٌ لا تُجَــارَى
وأسيـافٌ حِــدادٌ لا تُبَــارَى

بِلَحظِ الطَرفِ تَهزمُ ألفَ جَيْشٍ
وتَجعلُهُـم بِنَظـرَتِهـا أُســارَى

لهـا سِحــرٌ خُـرَافِـيٌّ فَـريـدٌ
تُحِيلُ النـاظـرين بهِ سُكـارَى

هِيَ الحـوراءُ تُبْهِـرُ أهَـلَ لُـبٍّ
وتتركُهُـم بروعَـتِهـا حَـيَـارَى

هِيَ العذراءُ والقلبُ اْصطفاها
مَلاكاً للجمـالِ على العَـذارَى

هِيَ القمـراءُ لو طَلَعَت وبانَتْ
فَـلا قَمَـرٌ يَبِينُ ولا قَمَــارَى

أيا أَلَـقَـاً إذا مـا غـابَ عَــنِّـي
يُعَانِقُني الخيـالُ وقـد تَـوَارَى

.....

[الحمدان]

يا مَن يُذَكِّرُني بِعَهدِ أَحِبَّتي
طابَ الحَديثُ بِذِكرِهِم وَيَطيبُ

أَعِدِ الحَديثَ عَليَّ مِن جَنَباتِهِ
إِنَّ الحَديثَ عَنِ الحَبيبِ حَبيبُ

ابن زهر الحفيد

[الحمدان]

إذا كانَ الصَباحُ شُروقَ شَمسٍ
فإنّ شُروقَ وَجهِكِ لي صَــباحُ

وإنْ كانَ الصَباحُ صَباحَ خَيرٍ
فَـأنتِ الخَــيرُ يَـتبَعُهُ انْــشِراحُ

صَباحُ الخَيرِ يا سِـرّاً بقَـلبِي
تُــباحُ له القُلوبُ ولا يُــباحُ

صَــباحُ النــورِ قُولِيها بلَحنٍ
وصَــوتٍ للفُـؤادِ بِــهِ ارتِـياحُ

وهذا الصُبحُ منكِ يَفوحُ عِطراً
كَمـا فَــاحَ البَـــنفسَجُ والأقَــاحُ

لؤي

[الحمدان]

أمي هيَ الشمس تحويني أشعتُها
ودفءُ قلبيَ في ماضيّ والآتي

وزوجتي القمرُ انزاحت به ظلَمي
وأنسُ روحيَ في ليل المعاناةِ

وأختيَ النجمة الزاهي تألقُها
وبنتيَ الكوكبُ الدوارُ في ذاتي

وكل أنثى تحب الله سيدتي
وتاج رأسي وإشراق ابتساماتي

جميعُهنّ كراماتٌ مقدسةٌ
لولا سناهنّ ما ازدانت سماواتي

د. فواز اللعبون

[الحمدان]

سَقَمُ الجُفُونِ ولَثْغَةٌ في الرَّاءِ
تُعييْ وتُبْكِمُ أشْعَرَ الشُّعَراءِ

فإذا تَجَمَّعتا بشَخصٍ واحدٍ
قد كانَتا كالسيفِ في الأحشاءِ

بادأتُها غَزَلاً وذاكَ مُخالِفٌ
للدينِ لكنْ حَلَّ للحَسناءِ

فكأنَّ حَتفي جاءَ في خُطواتها
إذْ أقبَلَت تَمشي على اسْتِحياءِ

إنْ أقبَلَت أحيَت وإنْ هي أدبَرَت
شِعري يَفُوق مَرَاثيَ الخَنْساءِ

ما عُدتُ أعرفُ فيكِ وصفَ مَشاعِري
أنتِ الدواءُ وأنتِ كُلُّ الداءِ

راحت تُحَمْلِقُ بعدَ أنْ أسمَعتُها
نفسي فِداءُ الأعيُنِ النَّجْلاءِ

محمد حمزة

[الحمدان]

وكنتُ أحكي لها ما كان يُفزعني
فيصبح الخوفُ في أحضانها سكنا

وإن ضللتُ طريقا عدتُ أتبعها
وأن أردتُ مقاما كانتِ الوطنا

من عاش ليس له أنثى تظلّله
حبا فما ذاق في تلك الحياة هنا

د. محمد المقرن

[الحمدان]

مساءُ النّورِ يا نورَ المساءِ
مساءُ الخيرِ يا خيرَ النِّساءِ

مساءٌ لا يليقُ بكُلِّ أُنثى
وإلّا كانَ مِن بابِ الرّياءِ

أردِّدُه وفي قلبي حنينٌ
وبي شوقٌ يُسافِرُ في دِمائي

إلى مَنْ علّمتنِي أنّ قولي
أُحِبّكِ لا يُحطِّمُ كِبريائِيْ

وأنِّي حينما أُمسِيْ غريبَاً
سألقى في ملامِحِهَا انتمائِي

ومَنْ أروَتْ ضمايَ وكانَ حالِيْ
كساعٍ في الفلاةِ بغيرِ ماءِ

هيثم الرصاص

[الحمدان]

قَبَّلتُها مِن بَعيدٍ فَاِنثَنَت غَضَبًا
وَقَد تَبَيَّنَ فيها التيهُ وَالخَجَلُ

وَمَسَّحَت خَدَّها مِن قُبلَتي وَمَشَت
كَأَنَّها ثَمِلٌ أَو مَسَّها خَبَلُ

البحتري

[الحمدان]

‏تعالي واجلسي قربي نغنّي
جمعتُ لقلبكِ الضّحكاتِ منّي

بسِاطُ الأرضِ أجمل ما تجلّى
أمانًا في عيونِ المطمئنِّ

وكأسُ الشاي خمرُ العشقِ فينا
وربّي لا أقايضه ببُنِّ

كما البسطاء كوني دون قيدٍ
وضمّيني فدهري لم يُعنّي

لقلبكِ ما تَبقّى من جنوني
فجُنّي يا ابنة الأحلام جُنّي

سارة الزين

[الحمدان]

أَسَأْتُ إلى الحَبِيبَةِ دُونَ قَصْدٍ
وقُلْتُ لها فُؤادي كالحَدِيقَةْ

تَمُرُّ بهِ كَحِيلاتُ العَذَارَى
وكُلُّ مَلِيحَةٍ تَجْني رَحِيقَهْ

وإنْ هِيَ لحظةٌ إلا وثارَتْ
كما ثارَتْ منَ الزَّيْتِ الحَرِيقَةْ

وحَاوَلْتُ التأنُّقَ باعتِذارٍ
فمَا أَجْدَتْ عِبَارَاتي الأَنِيقَةْ

غَرِيبٌ حالُ حَسْنائي غَرِيبٌ
أنَا في حَيْرَةٍ منها وضِيقَةْ

سَهِرْنَا الليلَ ساعاتٍ طِوَالاً
وصَكَّتْني بحَظْرٍ في دَقِيقَةْ

فَدَيْتُ أنَا الحَبِيبَةَ وهْيَ تَقْسو
عَلَيَّ بِصَدِّها وهْيَ الرَّقِيقَةْ

غَداً تَأْتي إلى حِضْني وتَغْفو
على صَدري وتَكْتَشِفُ الحَقِيقَةْ

د. فواز اللعبون

[الحمدان]

قالت له صِفني ببيتٍ فقال لها :

يحتاجُ وصفُكِ ألف ألف قصيدةٍ
لا ينفعُ التشبيهُ في شطرينِ

عبدالله زمزم

[الحمدان]

عيناكِ أُحْجيةٌ مُثيرٌ حلّها
بحرٌ من الأسرارِ والألغازِ

في منطقِ العشّاقِ كانت حُجّةً
لتكونَ كالآياتِ في الإعجازِ

عبدالناصر عليوي

[الحمدان]

إذا قرّبتُها منّي
تجافيني تُعاديني

أغازُلها بأشعاري
فتمحوها وتهجوني

أسايرُها إلى قلبي
فتهجرُهُ وترميني

وأحملُها على ظهري
فتطعنُهُ بسكّينِ

أداعبُها لأضحكَها
وتجرحُني لتُبكيني

وأهدي قلبَها وردًا
وبالأشواكِ ترميني

معقّدةٌ مسائلُها
ولا حلٌّ يُوافيني

عبدالله زمزم

[الحمدان]

جَاءَتْ تودِّعنِي عِندَ الرّحيلِ وَلَمْ
تَفطَن لِدمعَتهَا حتَّى توارِيهَا

روحِي فِداءٌ لدمعاتٍ تَسحُّ على
تِلكَ الخدودِ التي تَزهو لرائِيهَا

فَقلتُ: ما بالُ هذا الدَّمعُ منهمرٌ
قَالتْ ومَن قَال وانكَفَّت تدَارِيهَا

بَكت فأبكَت فؤادِي بعدَ ضمّتِهَا
فاستَرسَلَ الشَّوقُ مِن ثغرِي إلى فِيهَا

وَفوقَ وجنَتِهَا خدي وفي يَدهَا
كَفِّي ويمنَايَ لا تخطِي مرامِيهَا

ثمَّ افتَرقنَا فلا واللهِ ما هَجعتْ
مواجِعُ الوجدِ والتِّحنانُ حادِيهَا

أسائِلُ النّجمَ عنهَا فِي تألقِهِ
بليلَةٍ لا يذُوقُ النّومَ سارِيهَا

وأرقُبُ الفَجرَ في شوقٍ لعلّ بهِ
أن تَنجَلي مِن همومِ القلبِ داجِيهَا

راجح عبدالله

[الحمدان]

جفاني الغَمْضُ يا ليلى العِراقِ
وأرَّقني التلهفُ للعِناقِ

وحمّلني الحنينُ إليكِ مالا
أُطِيقُ وشفّني لومُ الرِّفاقِ

إذا ما مرّ مِن ذِكراكِ طيفٌ
أكادُ أموتُ مِن هول الفراقِ

وإن ضحك الصباحُ رأيتُ ثغْراً
تلألأ فيكِ مِن فرط اشتياقي

أتوقُ إليكِ من أعماقِ وُدِّي
وأسألني متى يوم التلاقي

وكيف ! ودون وصْلكِ ألْف هجْرٍ
وأشواقي على قدمٍ وساقِ

عبدالله السعيدي

[الحمدان]

غازَلْتُها فتَبَسَّمَتْ لِي ضَاحِكَةْ
ورَمَتْ فُؤادِي بِالعُيونِ الفاتِكَةْ

قالتْ أها يعنِي تغازلنِي كذا
أتحِبُّ أُنثَى دائمًا هِيَ ضانِكَةْ

فأجَبْتُها إنّي أُحِبُّكِ مُدرِكًا
أنَّ الطّريقَ إلَيْكِ ليسَت سالِكَةْ

لكِنّنِي أهواكِ دُونَ مُبَرِّرٍ
مهما تَكُنْ أسلاكُ قلبكِ شائكَةْ

قالَتْ أكُنْتَ تُحِبُّني أمْ لم تَكُنْ
فأنَا فتاةٌ صلبَةٌ مُتماسِكَةْ

فأجَبتُ للإنْسَانِ قسطٌ مِن هوًى
لَسْنَا لعلمِكِ يا فتاةُ ملائكَةْ

قالَتْ ولكِنْ أنْتَ تعشَقُ غيرَنا
بلقيس أروى ريم حفصة عاتِكَةْ

فأجَبتُ أعشَقهُنّ طبعًا إنّما
دَومًا أقولُ لِكُلِّ حُبٍّ مارِكَةْ

ولِكُلِّ أُنثى لَوْنُها ومَذاقُها
أحببتُ حتّى في اللّيالي الحالِكَةْ

قالَتْ ألَستَ تخافُ ربَّكَ قُلتُ بل
لا تأمَنِي في الحُبِّ أكبرَ نَاسِكَةْ

ضَحِكَتْ وقالَتْ وَيْكَأنّ نُفوسَنا
كانَتْ لزَيغِ نُفوسِنا مُتمالِكَةْ

واليومَ ما عادَتْ كما كانَتْ لنَا
ما للنّفوسِ على الهوى مُتَهالِكَةْ

قُلْتُ: اسمعيني لَنْ نُكابِرَ مُطْلَقًا
اللهُ شاءَ لنَا الهوى لِيُبارِكَه

قالَتْ: فَسُبحانَ الّذي خلقَ الهوى
سُبحانَ مَنْ خلقَ الهوى وممالِكَه

فلتأخُذِينِي يا فتاةُ إلَيْكِ أو
فلتترُكي ما أنتِ مِنّي تارِكَةْ

ضَحِكَتْ وَصَكَّتْ وَجْهَها واستَغْفَرَتْ
وعُيُونُنَا في بَعضِها مُتَشَابِكَةْ

إبراهيم طلحة

[الحمدان]

طافَ الخيالُ وعن ذكراكِ ما طافا
فكان أكرمَ طيفٍ طارقٍ ضافا

طيفٌ عَراني فحيَّاني وأتحفني
بالنَّرجسِ الغضِّ والتُّفَّاحِ إتحافا

عينانِ جاورتا خدَّينِ ما خُلِقا
إلا شقــاءً يـراهُ الغِــرُّ إترافا

ابن الرومي

[الحمدان]

فداكِ الرُّوحُ لو تُرضِيكِ رُوحِي
فِداؤُكِ كلّ شَاديةٍ صَدوحِ

فِدا عَينَيكِ كلّ ضِيَاءِ عَينِي
وكلّ نسَائمِ الصُّبحِ الصَّبُوحِ

دمُوعُكِ مِن دمِي لو تسْكبِيهَا
وجُرحُكِ يَا حَبيبةُ مِن جُروحِي

وحزنُكِ كلّ حُزنِي فَاقذفِيهِ
ببَحرِي ثمَّ نَامِي واستَريحِي

ولا تثرِيبَ إنْ أرِقَتْ عُيونِي
ونامَتْ عَينُ حِبِّي فِي صُروحِي

لكِ القَلبُ المُعَنَّى روضُ فُلٍّ
فَبُوحي بالذِي يُضنيكِ بُوحِي

جمال مرسي

[الحمدان]

يا ساحِرَ الطَّرْفِ لَيلى ما لهُ سَحَرُ
‏وَقد أضَرَّ بِجَفني بعدكَ السَّهَرُ

‏ولستُ أدري وَقَد صَوَّرتُ شَخصكَ في
‏قَلبي المَشوقِ أَشَمسٌ أنتَ أَم قَمَرُ

ما صوَّرَ الله هذا الحُسن في بَشَر
‏وكان يُمكنُ ألّا تُعبَدَ الصُّوَرُ

أنتَ الذي نَعِمَت عيني برُؤيتهِ
‏لأنَّها شقيت مِن بَعدها الفكرُ

أموتُ وجدًا وما لي منكَ مرحمةٌ
‏وكَم حَذِرتُ ولَم ينفعني الحذَرُ

‏أستَغفرُ اللهَ لا وَاللهِ ما خُلِقَتْ
‏عَيناكَ إلّا لِكَي يَفنَى بها البَشَرُ

ابن النطروني

[الحمدان]

ودّعتُهُ عِنْدَ الغروبِ مُلوِّحًا
‏ من يومِها كلّ الزمانِ غروبُ

‏من يومِها كفَّي تلوّح وحدَها
‏تاب الغروبُ وما لكَفِّيَ تَوْبُ

‏لو آبَ كلّ الراحلين لِحبّهم
‏خلّي لغير حبيبهِ سيئوبُ

‏فيما تبقّى من حبيبٍ أرتجي
‏بعضُ البقايا للقلوبِ قلوبُ

.....

[الحمدان]

وَقائِلَةٍ لَمّا أَرَدتُ وَداعَها
حَبيبي أَحَقّاً أَنتَ بِالبَينِ فاجِعي

فَيا رَبَّ لا يَصدُق حَديثٌ سَمِعتُهُ
لَقَد راعَ قَلبي ماجَرى في مَسامِعي

وَقامَت وَراءَ السَترِ تَبكي حَزينَةً
وَقَد نَقَبَتهُ بَينَنا بِالأَصابِعِ

بَكَت فَأَرَتني لُؤلُؤاً مُتَناثِراً
هَوى فَالتَقَتهُ في فُضولِ المَقانِعِ

فَلَمّا رَأَت أَنّ الفِراقَ حَقيقَةٌ
وَأَنّي عَلَيهِ مُكرَهٌ غَيرُ طائِعِ

تَبَدَّت فَلا وَاللَهِ ما الشَمسُ مِثلَها
إِذا أَشرَقَت أَنوارُها في المَطالِعِ

تُسَلِّمُ بِاليُمنى عَلَيَّ إِشارَةً
وَتَمسَحُ بِاليُسرى مَجاري المَدامِعِ

وَما بَرِحَت تَبكي وَأَبكي صَبابَةً
إِلى أَن تَرَكنا الأَرضَ ذاتَ نَقائِعِ

سَتُصبِحُ تِلكَ الأَرضُ مِن عَبَراتِنا
كَثيرَةَ خِصبٍ رائِقِ النَبتِ رائِعِ

بهاء الدين زهير

[الحمدان]

‏أشتاقُ أشتاقُ لا أهلاً بأشواقي
ولا هواهُ ولا شعري وأوراقي

الحبُّ كالحربِ مقتولٌ وقاتلهُ
فاخترْ لقتليَ سيفاً واتركِ الباقي

قتلنَ عيناكَ أرواحاً وأفئدةً
كم في المحبة من قتلٍ واحراقِ

ذكرته في دجىً يطوي ملامحهُ
متى نسيت أنا الضمآن والساقي

غانم الديحاني

[الحمدان]

أ‌‎ما عَلِمَت عَيناكَ إِنّي أُحِبُّها
كَما كُلُّ مَعشوقٍ عَليمٌ بِعاشِقِ

أَلَم تَرَ عَيني وَهيَ تَسرُقُ نَظرَةً
إِلَيها عَلى خَوفٍ بِعَبرَةِ وامِقِ

أَراني سَأُبدي حُبَّهُ مُتَعَرِّضاً
وَإِن لَم أَكُن في الحُبِّ مِنهُ بِواثِقِ

ابن المعتز

[الحمدان]

فكلُّ أرضٍ وطِئْتُم تُرْبَها فلكٌ
‏وكلُّ وادٍ حَلَلْتُم رَبْعَهُ حَرَمُ

الشاب الظريف

[الحمدان]

إِنَّ الجَمالَ كَساكَ مِن
‏وَرَقِ المَحاسِنِ ما كَساكْ

‏ونَبَتَّ بَينَ جَوانِحي
والقَلبُ مِن دَمِهِ سَقاكْ

أحمد شوقي

[الحمدان]

أزهُو إذَا لَمَحَت عَينَايَ عَينَاكِ
وَتُزهِرُ الرُّوحُ إن فَازَت بلُقيَاكِ

يَا كَوثَرَ الحُبٍِ تَروِي القَلبَ مِن ظَمَأ
يَا جَوهَرَ العِشقِ مَا أرقَى وَأحلَاكِ

كَالوَردِ كَالشَّهدِ كَالبَدرِ المُنِيرِ بَدَا
وَكَالنَّسِيمِ بلَيلٍ هَادِئٍ زَاكِي

.....

[الحمدان]

‏ما بينَ مُعْتَرَكِ الأحداقِ والمُهَجِ
أنا القَتيلُ بلا إثْمٍ ولا حَرَجِ

عذِّبْ بما شئتَ غيرَ البعدِ عنكَ تجدْ
أوفى مُحِبٍ، بما يُرْضيكَ مُبْتَهِجِ

وخذْ بقيَّة َ ما أبقيتَ منْ رمقٍ
لا خيرَ في الحبِّ إنْ أبقى على المهجِ

‎
عمر بن الفارض

[الحمدان]

بيضاءُ تسري في الظَّلامِ فيكتسي
‏نورًا وتمشي في الضياءِ فَيُظلِمُ

‏ مقسومةٌ بالحسنِ بل هيَ غايةٌ
فالحسنُ فيها والجمال مُقسَّمُ

ملطومةٌ بالوردِ أُطلقَ طرفها
في الخلقِ فهو معَ المنونِ مُحكَّمُ

أبو تمّام

[الحمدان]

سمراءُ حبكِ يجري في شراييني
ونور وجهكِ أغرا بي ويُغريني

غرقتُ في البحرِ بحر الحب لا أملٌ
ولا شراعٌ إليكِ اليوم يؤويني

مُدّي يديكِ إلى قلبي فإن بهِ
لواعجٌ من جحيم الشوق تكويني

ضُمّي عيوني إلى عينيكِ واستمعي
ألحان عزفي وناجيْني وناغيْني

وفتّشي في فؤادي هل ترينَ بهِ
إلا هواكِ به تسمو مضاميني

أهواكِ أهواكِ لا صرحٌ ولا أملٌ
إلّا هواكِ يُمنّيني ويهديْني

يا فتنةَ الورد إن الورد ذو خجلٍ
يُداعب الحُسْن في همسٍ فيسبيني

أهواكِ يا قبلتي يا نور أفئدتي
في بحرِ حُبّكِ ألقيني وشدّيني

وأنثري كل أشلائي وأوردتي
وقطّعي قلبيَ المُضْنى وشرياني

وبعد ذلكَ عودي كي تضمّيني
ولملمي كل آهاتي وداويني


نايف الدحاحي

[الحمدان]

وربَّ سمْراءَ كالسَّمراءِ قامتُها
‏ما أَخطأتْ شبهاً في اللوْنِ واللينِ

‏لقد سبى حسنُها عقلي ولي كبدٌ
‏أُعِيذُ فاطرَها منها بِياسِينِ

الوراق

[الحمدان]

كم ليلةٍ نُخفي بها أشواقنا
وتظلُ تُظهرُ مابنا الأعماقُ

أشتاقُهم طالَ النوى ياليتني
علَّمتُ قلبيَ كيفَ لا يشتاقُ

محمد الدامغ

[الحمدان]

‏قولي بأنك لا تحبين الغزلْ
أو لا تحبين المحلّى والعسلْ

قولي فغيرك كم يحب مذاقهُ
ويحب شعري والرصين من الجملْ

هذا فؤادي قد قطعت وأبلغت
أبيات شعري عن أحاسيس القبلْ

إن ملّت الأشعار من نسج الهوى
وتراجع الشعراء عنه لم أمَلّْ

أحمد السعدي

[الحمدان]

أَلَيْلَى مَا لِقَلْبِكِ لَيْسَ يَرْثِي
لِمَا أَلْقَاهُ مِنْ أَلَمِ الْفِرَاقِ

كَتَمْتُ هَوَاكِ حَتَّى نَمَّ دَمْعِي
وَذَابَتْ مُهْجَتِي مِمَّا أُلاقِي

وَرَقَّتْ لِي قُلوُبُ النَّاسِ حَتَّى
بَكَى لِي كُلُّ سَاقٍ فَوْقَ سَاقِ

تَلُومِيني عَلَى عَبَراتِ عَيْنِي
وَلَوْلا الْحُبُّ لَمْ تَجْرِ الْمَآقِي

وَمِنْ عَجَبِ الْهَوَى يَا لَيْلُ أَنِّي
فَنِيتُ صَبابَةً وَهَوَاكِ بَاقي

وَمَا إِنْ عِشْتُ بَعْدَ الْبَيْنِ إِلَّا
لِمَا أَرْجُوهُ مِنْ وَشْكِ التَّلاقِي

وَلَوْلا أَنَّنِي فِي قَيْدِ سُقْمٍ
لَطِرتُ إِلَيْكِ مِنْ فَرْطِ اشْتِيَاقِي

البارودي

[الحمدان]

ويَمُرُّ صَوْتُك فِي شِتاءٍ باردٍ
فِيهِ حَنانٌ فِيهِ دِفْءٌ كافِ

والآنَ لا أَحْتاجُ أيَّ مَعاطِفي
فَأَنا بِصَوْتك كُلَّ ما بِي دافِ

رجاء سالم

[الحمدان]

هَذا الشتاء حكاية عن قلبها
‏وقصاصة من ذكريات زمانها

‏فِإذا همى مطر ذكرت حنينها
‏وإذا دفئتُ ذكرت دفء حنانها

د. محمد المقرن

[الحمدان]

بردُ الشتاء شديدٌ لا يخففهُ
إلا أحاديثُ عشاقٍ لعشاقِ

فإنْ أدرتَ كؤوساً من مواجعِنا
فأكثرِ الدمعَ فيها أيها الساقي

فالح بن طفلة

[الحمدان]

أَلْقَيتُ بينَ يديكَ كُلَّ عِتَادِي
وأَرَحْتُ مِنْ هَمِّ الطَّريقِ جَوادِي

وفَرَرْتُ مِنْ لَفْحِ العَواصفِ حِينمَا
طَالَ الرَّحيلُ وماتَ صَوتُ الحَادِي

وتَجَاوبَتْ أَصْداءُ صَمْتِي في الرُّبَى
وعَلَى السُّهولِ وعِنْدَ مَجْرَى الوادِي

ولَمَحْتُ أَوراقَ الخريفِ يَجُرُّهَا
مِن خلفهِ ذيلُ النسيمِ الهَادِي

فتركْتُ فِي الصحراءِ كُلَّ قصائِدِي
ودَفَنْتُ بينَ رمالِهَا إنْشَادِي

وعلَى شواطئِ نَاظِرَيكَ تَقَطَّعَتْ
أسبابُ سَعْيِي وانْطَوتْ أَبْعادِي

فَارْمِي قيودي باللهيبِ وحَطِّمي
أسوارَ رُوحِي واقلعِي أَوتادِي

كالنارِ كالأعصارِ قُودِينِي إلَى
قدَرِي ولا تَسْتَسْلِمِي لِعِنَادي

يا نَجم إنْ سألَ الشعاعُ فَإنَّني
سافرتُ في ركبِ الزهورِ الغَادِي

صَحبِي هناكَ على السفوحِ تركْتُهُم
ينعونَ جهلي وانْقِيَادَ فُؤادِي

وملاعبَ الأنسِ الرضيعِ هَجرْتُهَا
وهجرتُ فيهَا مَضجعِي ووِسَادي

عجباً أَتَذْبُلُ في الربيعِ خَمائِلي
ويضيعُ في ليلِ الشتاءِ جِهَادي

محمد الثبيتي رحمه الله

[الحمدان]

أسرفْ بحبكَ وأَنتِ أيضًا أسرِفيْ
كوني لهُ دِفأً كَدفءِ المعطفِ

الليلُ ليلُ الروح أنتِ لهُ سَنا
مُدِّي إليهِ يديكِ دونَ تَخَوُّفِ

مِيْلي عليه وحاولي إنقاذَهُ
واسعي كما يسعى له الخلُّ الوفي

الحبُّ أنْ تأتي كسَيلٍ جارفٍ
مُتلهفٌ يَسعى إلى متلهفِ

عبداللطيف الرويشد

[الحمدان]

حكمُ المنيَّة في البريَّة جاري
ما هذه الدنيا بدار قرارِ

بينا يُرى الإنسانُ فيها مخبرًا
حتى يُرى خبرًا من الاخبارِ

طُبعَت على كدرٍ وأنت تريدُها
صفوًا من الأقذاءِ والأكدارِ

ومكلّف الأيَّامٍ ضدَّ طباعها
متطلّبٌ في الماءِ جذوة نارِ

وإذا رجوتَ المستحيل فإنما
تبني الرَّجاء على شفيرٍ هارِ

فالعيشُ نومٌ والمنيّة يقظةٌ
والمرءُ بينهما خيالٌ سار

والنفسُ إن رضيت بذلك أو أبت
منقادةٌ بأزمّة المقدارِ

فاقضُوا مآربكم عجالاً إنما
أعماركم سفرٌ من الأسفارِ

وتراكضوا خيل الشباب وبادروا
أن تُستردَّ فإنّهنّ عوارِ

فالدّهر يخدعُ بالمنى ويغصّ إن
هنّا ويهدمُ ما بنى ببوارِ

ليس الزمانُ وإن حرصتَ مسالمًا
خُلُقُ الزمانِ عداوةُ الأحرارِ

علي بن محمد التهامي

[الحمدان]

سألتك والمَشيبُ له دبيبُ
علامَ الحبُّ فينا لا يشيبُ

لماذا لا يجِفُّ الشوقُ فينا
لماذا لا نكفُّ ولا نتوبُ

لماذا نبصرُ الدنيا دُخَاناً
وفي أعماقنا عطرٌ وطِيبُ

لماذا يكفهِرُّ الكونُ لمّا
يخيِّمُ بيننا يومٌ عصيبُ

يقولُ الناسُ إنَّ الحبَّ وهْمٌ
ويوما سوف يدركه الغروبُ

فقلتُ وقد سموتُ بلا جناحٍ
بدون الحبِّ لا تحيا القلوبُ

لهيبُ الشمسِ يخبو كلَّ يومٍ
وفي أعماقِنا يعلو اللهيبُ

وكم من نجمةٍ ضاءت وغابتْ
ولكنْ نجمُ حبك لا يغيبُ

لنا قلبان ذابا ثم صارا
فؤاداً من خلودٍ لا يذوبُ

ومن يُرزَق من الرحمنِ حباً
طهورا لا تكون له ذنوبُ

ولو تابت قلوبٌ عن هواها
فلا واللهِ قلبي لا يتوبُ

ولو شابتْ نواصي الليلِ يوماُ
ستبقى أنت في قلبي الحبيبُ

صبحي ياسين

[الحمدان]

قولي بربكِ كيف أنسى مهجتي
بل كيف أنسى منبع الإحساس

ما لاح برقٌ أو ترنم طائرٌ
إلا ذكرتكِ دون كل الناس

راضي الدوسري

[الحمدان]

و‌‎أرَى جَمَالِكِ فَوْقَ كُلُّ جَمِيلَةٍ
وجَمَالَ وَجْهِكِ يَخْطِفُ الأَبْصارَا

عمر بن أبي ربيعة

[الحمدان]

تعالي نلتقي يا كلَّ همسي
ويا راحي وريحاني وحِسّي

كتبتُ إلى وصالِك ألفَ بيتٍ
من الشعرِ الذي كم هزَّ نفسي

ألا يكفي بأنكِ نبضُ قلبي
وأنكِ حاضري وغدي وأمسي

وأنكِ في المحبةِ ألف ليلى
وأنِّي في الهوى مليون قيسِ

على شطآن حبكِ سوف أحيا
كريماً في الهوى من دون بخسِ

منصر السلامي

[الحمدان]

كالغَيثِ أنت قليلٌ منْك يكفينِي
هواك يَسكنُ في جَنبَيَّ يحييني

وأنت وَحدك منْ أرضاهُ لي وطنًا
وأنت وحدَك دونَ الناسِ تكفينِي

وأنت وحدك في ليلي أسامِرهُ
وأنت وحدَك تجري في شراييني

لَقد عَشقتُك لا عَن نَزوَةٍ عَرَضتْ
فأنت وحدَك مَن بالفَرحِ تُروينِي

يحيى برو

[الحمدان]

‏كَلامُكِ يا سَلمى وَإِن قلَّ نَافعِي‏
فَلا تَحسَبِي أَنِّي وَإِن قلَّ حَاقِرُهْ

بن مُطير الأسدي

[الحمدان]

يا أيُّها النَّائِي المُقِيمُ بخافقي
‏أو ما علمتَ بسطوةِ الأشواقِ

عبدالله الخربوش

[الحمدان]

هل تشتَفِي منكَ عينٌ أَنت نَاظِرُهَا
قد نالَ مِنهَا سوادُ اللَّيلِ مَا طَلَبَا

ماذا تَرى في مُحِبٍّ مَا ذُكِرتَ لَهُ
إِلَّا بَكى أو شَكَا أو حنَّ أَو طَرِبَا

يرى خَيَالَكَ فِي المَاءِ الزُّلَالِ إذَا
رامَ الشَّراب فَيُروى وهوَ مَا شَرِبَا

ابنُ سَهلِ الأندَلُسي

[الحمدان]

وَأنتِ يَا مِلحَ زَادِي يَا رَفِيفَ دَمِي
يَا دِفءَ وَحشَةِ رُوحِي فِي لَيَالِيهَا

عَبدُ الوَاحِد

[الحمدان]

نامي هنيئاً لعينيكِ الرقادُ فما
‏أمسيتُ أعلم إلا الهمّ والأرقا‏

إن فَرّق الدهرُ شخصَينا مراغمةً‏
فثمّ قلبانِ لا والله ما افترقا

ابن الحجاج

[الحمدان]

‏لم يَهْوَ قلبي رياضاتٍ وأنديَةً
لَمّا تَعَلّقَ في ليلى وفي نُورَةْ

أُشَجِّعُ الحُسنَ في حسناءَ فاتنةٍ
والكأسَ أَمنحُهُ حسناءَ مغرورَةْ

هذا هو الهدفُ المأمولُ لا هدفٌ
في تصفياتٍ بها الأقوامُ موتورَةْ

حقيقةٌ هي في الدنيا مُجَرَّبةٌ
لا يَجمعُ اللهُ بين الحُبِّ والكُورَةْ

د. فواز اللعبون

[الحمدان]

عودي سريعاً وأعفيني منَ الصبرِ
ومن حنينٍ يدقُّ النعشَ في صدري

كما ترينَ فؤادي ليسَ مَرحَلةً
حتّى يُبعثرَ بينَ البرِّ والبحرِ

تدرينَ أنّي إلى عينيكِ قافلتي
تسيرُ حتى وإن سارت على الجمرِ

أمّا المسافاتُ فالآمالُ تقتُلُها
وما تبقّى فمن أجفاننا يجري

ما زلتِ تعتَبرينَ الحُبّ معركةً
ولم أزلْ أرتجي من خوضها أسْري

ألقيتِ شتلةَ نارنجٍ بنهرِ دَمي
ثمّ انسحبتِ فيا للموتِ بالعِطرِ

أنتِ القصيدُ ولا شيءٌ يُفتّتُني
مثلُ انتظاري لأبياتٍ منَ الشّعرِ

ما تملكينَ منَ الهجرانِ أملكهُ
شوقاً وناراً فلطفاً عذّبي غيري

الثلجُ والنارُ يختالانِ في كبدي
على حسابِ الهوى والشوقِ والصبرِ

الآنَ عودي ولا تستسخفي قلقي
أنتِ انتصرتِ وهذا عينُهُ نصري

كما تُريدينَ لا تُبقي ولا تَذَريْ
منّي سواكِ إذا يُرضيكِ يا عمري

إن كنتُ أغلِبُ أحبابي وآسُرُهُم
فإنني فيكِ مغلوبٌ على أمري

حذيفة العرجي

[الحمدان]

‏صَبْرُها مِثْل وجْنَتَيْهَا جَمِيلُ
‏لَيلُها كَالسُّكوتِ فيها طَوِيلُ

‏لْم يَنَلْ مِنْ جمَالِها أيُّ حزْنٍ
‏رغمَ أنَّ الدُّمُوعَ فِيْهَا تَسِيْلُ

‏كَبَّدَّتْهَا الحَيَاةُ جُرْحاً عَمِيقاً
‏وَالْجَمِيْلاتُ حَظُّهُنُّ قَلِيْلُ

إبراهيم حمدان

[الحمدان]

خَلِيليَّ الهوى بِـدَمِــي
فقولا كَيفَ أنسَاهَا

سرورُ الكونِ فِي قَلبِي
غَدَا مُذ أنْ تمنّـاها

سِوَاهَا لا تَـرَى عيني
أما فِي الكَونِ إلَّاهَا

وَهَلْ مثلي تَرانِي في
وجوهِ النَّـاسِ عيناها

فَـتَــاةٌ جَـلَّ خَـالقُها
صَبـوحَ الوجـهِ سَوَّاهَا

بأَعينِ ظبيةٍ سَحَــرَت
فتَـاها عندما جَاهـا

وأعجَبُ كَيفَ يَثبتُ مَنْ
يُقـابـلُـهُ مُحَيّـاهــا

وَكَيفَ الزَّهرُ لا ينمو
على آثــارِ مَمْشَاها

سُلَيمى دونَ أجمَعِهمْ
يزيلُ الهَمَّ ذِكــرَاها

ومَاذا نافــعٌ عُمــرِي
إذا أحيـــاهُ لولاها

سعد علي

[الحمدان]

لم أنتبه كيف مرَّ الوقتُ في عَجَلٍ
‏فحسنُ وجهِكِ ألهاني عن النَظَرِ

‏وخيَّمَ الليلُ لم أشعُر بمقدَمِهِ
‏تدرينَ لم أنتبِه حتى إلى القَمَرِ

عامر أبو عمر

[الحمدان]

‏وأطيبُ الشّاي ما تأتيك تحملُهُ
بنتُ الكرام على مرّ السّويعاتِ

تقول يا نور عيني قمْ لنشربها
شاياً من الحبّ تحلو بالموداتِ

جلوسنا قرب بعضٍ جنّتي وأنا
والله أعشق تقصير المسافاتِ

ماهمّني الشّاي إنْ في الكيس مسكنه
أو كان غُلّف في بعض العلاماتِ

فاروق النمر

[الحمدان]

يا أيها البدرُ المسافرُ في الفلكْ
هل لي بأن أرقى إليك لأسألَكْ

من ذا الذي أهداكَ أجملَ صورةٍ
وحباكَ نوراً في الفضاءِ وجمّلكْ

سعود الشمري ‎

[الحمدان]

أَلا يا هِندُ قَد زَوَّدتِ قَلبي
جَوى حُزنٍ تَضَمَّنَهُ الضَميرُ

إِذا ما غِبتِ كادَ إِلَيكِ قَلبي
فَدَتكِ النَفسُ مِن شَوقٍ يَطيرُ

يَطولُ اليَومُ فيهِ لا أَراكُم
وَيَومي عِندَ رُؤيَتِكُم قَصيرُ

وَقَد أَقرَحتِ بِالهِجرانِ قَلبي
وَهَجرُكِ فَاِعلَمي أَمرٌ كَبيرُ

فَدَيتُكِ أَطلِقي حَبلي وَجودي
فَإِنَّ اللَهَ ذو عَفوٍ غَفورُ

عمر بن أبي ربيعة

[الحمدان]

جاءَت لِتَنظُرَ ما أَبقَت مِنَ المُهَجِ
فَعَطَّرَت سائِرَ الأَرجاءِ بِالأَرَجِ

جَلَت عَلينا مُحَيّاً لَو جَلَتهُ لَنا
في ظُلمَةِ اللَيلِ أَغنانا عَنِ السُرجِ

جَميلَةُ الوَجهِ لَو أَنَّ الجَمالَ بِها
يولي الجَميلَ لَأَشجَت فَودَ كُلِّ شَجِ

جورِيَّةُ الخَدِّ يُحمى وَردُ وَجنَتِها
بِحارِسٍ مِن نِبالِ الغُنجِ وَالدُعَجِ

صفي الدين الحلي

.....

[الحمدان]

فِدا عَينَيكِ كلُّ ضِيَاءِ عَينِي
وكلّ نسَائمِ الصُّبحِ الصَّبُوحِ

جمال مرسي

[الحمدان]

‏عَيناك مَملَكةٌ مَا نَــالهَا مَلِكٌ
وَجَيش رِمشكِ بِالعُشّاق قَد فتَكوا

طَغى الجَمالُ مِن الأجفَانِ مسرفةٌ
فَكلّ قلبٍ لدَى عَينَيكِ مُنتَهكُ

.....