تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 [68] 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
09-05-2024, 05:20 PM
أَبلَغُ ما يُطلَبُ النَجاحُ بِهِ الطَبعُ
وَعِندَ التَعَمُّقِ الزَلَلُ

اِرثِ لَها إِنَّها بِما مَلَكَت
وَبِالَّذي قَد أَسَلتَ تَنهَمِلُ

مِثلُكَ يا بَدرُ لا يَكونُ وَلا
تَصلُحُ إِلّا لِمِثلِكَ الدُوَلُ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:21 PM
وَنادى النَدى بِالنائِمينَ عَنِ السُرى
فَأَسمَعَهُم هُبّوا فَقَد هَلَكَ البُخلُ

وَحالَت عَطايا كَفِّهِ دونَ وَعدِهِ
فَلَيسَ لَهُ إِنجازُ وَعدٍ وَلا مَطلُ

فَأَقرَبُ مِن تَحديدِها رَدُّ فائِتٍ
وَأَيسَرُ مِن إِحصائِها القَطرُ وَالرَملُ

وَما تَنقِمُ الأَيّامُ مِمَّن وُجوهُها
لِأَخمَصِهِ في كُلِّ نائِبَةٍ نَعلُ

وَما عَزَّهُ فيها مُرادٌ أَرادَهُ
وَإِن عَزَّ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ مِثلُ

كَفى ثُعَلاً فَخراً بِأَنَّكَ مِنهُمُ
وَدَهرٌ لِأَن أَمسَيتَ مِن أَهلِهِ أَهلُ

وَوَيلٌ لِنَفسٍ حاوَلَت مِنكَ غِرَّةً
وَطوبى لِعَينٍ ساعَةً مِنكَ لا تَخلو

فَما بِفَقيرٍ شامَ بَرقَكَ فاقَةٌ
وَلا في بِلادٍ أَنتَ صَيِّبُها مَحلُ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:21 PM
يُخَيَّلُ لي أَنَّ البِلادَ مَسامِعي
وَأَنِّيَ فيها ما تَقولُ العَواذِلُ

وَمَن يَبغِ ما أَبغي مِنَ المَجدِ وَالعُلا
تَساوى المَحايِي عِندَهُ وَالمَقاتِلُ

أَلا لَيسَتِ الحاجاتُ إِلّا نُفوسَكُم
وَلَيسَ لَنا إِلّا السُيوفَ وَسائِلُ

فَما وَرَدَت روحَ اِمرِئٍ روحُهُ لَهُ
وَلا صَدَرَت عَن باخِلٍ وَهوَ باخِلُ

غَثاثَةُ عَيشي أَن تَغِثَّ كَرامَتي
وَلَيسَ بِغَثٍّ أَن تَغِثَّ المَآكِلُ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:21 PM
كَم مَهمَهٍ قَذَفٍ قَلبُ الدَليلِ بِهِ
قَلبُ المُحِبِّ قَضاني بَعدَما مَطَلا

عَقَدتُ بِالنَجمِ طَرفي في مَفاوِزِهِ
وَحُرَّ وَجهي بِحَرِّ الشَمسِ إِذ أَفَلا

أَنكَحتُ صُمَّ حَصاها خُفَّ يَعمَلَةٍ
تَغَشمَرَت بي إِلَيكَ السَهلَ وَالجَبَلا

لَو كُنتَ حَشوَ قَميصي فَوقَ نُمرُقِها
سَمِعتَ لِلجِنِّ في غيطانِها زَجَلا

حَتّى وَصَلتُ بِنَفسٍ ماتَ أَكثَرُها
وَلَيتَني عِشتُ مِنها بِالَّذي فَضَلا

أَرجو نَداكَ وَلا أَخشى المِطالَ بِهِ
يا مَن إِذا وَهَبَ الدُنيا فَقَد بَخِلا


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:22 PM
وَلا تَطْمَعَنْ من حاسِدٍ في مَوَدّةٍ
وَإنْ كُنْتَ تُبْديهَا لَهُ وَتُنيلُ

وَإنّا لَنَلْقَى الحادِثاتِ بأنْفُسٍ
كَثيرُ الرّزايا عندَهنّ قَليلُ

يَهُونُ عَلَيْنَا أنْ تُصابَ جُسُومُنَا
وَتَسْلَمَ أعْراضٌ لَنَا وَعُقُولُ

فَتيهاً وَفَخْراً تَغْلِبَ ابْنَةَ وَائِلٍ
فَأنْتِ لخَيرِ الفاخِرِينَ قَبيلُ

يَغُمُّ عَلِيّاً أنْ يَمُوتَ عَدُوُّهُ
إذا لم تَغُلْهُ بالأسِنّةِ غُولُ

شَريكُ المَنَايَا وَالنّفُوسُ غَنيمَةٌ
فَكُلُّ مَمَاتٍ لم يُمِتْهُ غُلُولُ

فإنْ تَكُنِ الدّوْلاتُ قِسْماً فإنّهَا
لِمَنْ وَرَدَ المَوْتَ الزّؤامَ تَدُولُ

لِمَنْ هَوّنَ الدّنْيا على النّفسِ ساعَةً
وَللبِيضِ في هامِ الكُماةِ صَليلُ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:23 PM
شَديدُ البُعدِ مِن شُربِ الشُمولِ
تُرُنجُ الهِندِ أَو طَلعُ النَخيلِ

وَلَكِن كُلُّ شَيءٍ فيهِ طيبٌ
لَدَيكَ مِنَ الدَقيقِ إِلى الجَليلِ

وَمَيدانُ الفَصاحَةِ وَالقَوافي
وَمُمتَحَنُ الفَوارِسِ وَالخُيولِ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:23 PM
وَما ثَناكَ كَلامُ الناسِ عَن كَرَمٍ
وَمَن يَسُدُّ طَريقَ العارِضِ الهَطِلِ

أَنتَ الجَوادُ بِلا مَنٍّ وَلا كَدَرٍ
وَلا مِطالٍ وَلا وَعدٍ وَلا مَذَلِ

أَنتَ الشُجاعُ إِذا ما لَم يَطَأ فَرَسٌ
غَيرَ السَنَوَّرِ وَالأَشلاءِ وَالقُلَلِ

وَرَدَّ بَعضُ القَنا بَعضاً مُقارَعَةً
كَأَنَّهُ مِن نُفوسِ القَومِ في جَدَلِ

لا زِلتَ تَضرِبُ مَن عاداكَ عَن عُرُضٍ
بِعاجِلِ النَصرِ في مُستَأخِرِ الأَجَلِ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:23 PM
خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ
في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ

وَقَد وَجَدتَ مَجالَ القَولِ ذا سَعَةٍ
فَإِن وَجَدتَ لِساناً قائِلاً فَقُلِ

إِنَّ الهُمامَ الَّذي فَخرُ الأَنامِ بِهِ
خَيرُ السُيوفِ بِكَفَّي خَيرَةِ الدُوَلِ

تُمسي الأَمانِيُّ صَرعى دونَ مَبلَغِهِ
فَما يَقولُ لِشَيءٍ لَيتَ ذَلِكَ لي

أُنظُر إِذا اِجتَمَعَ السَيفانِ في رَهَجٍ
إِلى اِختِلافِهِما في الخَلقِ وَالعَمَلِ

هَذا المُعَدُّ لِرَيبِ الدَهرِ مُنصَلِتاً
أَعَدَّ هَذا لِرَأسِ الفارِسِ البَطَلِ

فَالعُربُ مِنهُ مَعَ الكُدرِيِّ طائِرَةٌ
وَالرومُ طائِرَةٌ مِنهُ مَعَ الحَجَلِ

وَما الفِرارُ إِلى الأَجبالِ مِن أَسَدٍ
تَمشي النَعامُ بِهِ في مَعقِلِ الوَعَلِ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:24 PM
ما بالُ كُلِّ فُؤادٍ في عَشيرَتِها
بِهِ الَّذي بي وَما بي غَيرُ مُنتَقِلِ

مُطاعَةُ اللَحظِ في الأَلحاظِ مالِكَةٌ
لِمُقلَتَيها عَظيمُ المُلكِ في المُقَلِ

تَشَبَّهُ الخَفِراتُ الآنِساتُ بِها
في مَشيِها فَيَنَلنَ الحُسنَ بِالحِيَلِ

قَد ذُقتُ شِدَّةَ أَيّامي وَلَذَّتَها
فَما حَصَلتُ عَلى صابٍ وَلا عَسَلِ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:24 PM
فَما العانِدونَ وَما أَثَّلوا
وَما الحاسِدونَ وَما قَوَّلوا

هُم يَطلُبونَ فَمَن أَدرَكوا
وَهُم يَكذِبونَ فَمَن يَقبَلُ

وَهُم يَتَمَنَّونَ ما يَشتَهونَ
وَمِن دونِهِ جَدُّكَ المُقبِلُ

وَمَلمومَةٌ زَرَدٌ ثَوبُها
وَلَكِنَّهُ بِالقَنا مُخمَلُ

يُفاجِئُ جَيشاً بِها حَينُهُ
وَيُنذِرُ جَيشاً بِها القَسطَلُ

جَعَلتُكَ بِالقَلبِ لي عُدَّةً
لِأَنَّكَ بِاليَدِ لا تُجعَلُ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:24 PM
يُؤَمِّمُ ذا السَيفُ آمالَهُ
وَلا يَفعَلُ السَيفُ أَفعالَهُ

إِذا سارَ في مَهمَهٍ عَمَّهُ
وَإِن سارَ في جَبَلٍ طالَهُ

وَأَنتَ بِما نُلتَنا مالِكٌ
يُثَمِّرُ مِن مالِهِ مالَهُ

كَأَنَّكَ ما بَينَنا ضَيغَمٌ
يُرَشِّحُ لِلفَرسِ أَشبالَهُ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:25 PM
إِنّي لَأُبغِضُ طَيفَ مَن أَحبَبتُهُ
إِذ كانَ يَهجُرُنا زَمانَ وِصالِهِ

مِثلُ الصَبابَةِ وَالكَآبَةِ وَالأَسى
فارَقتُهُ فَحَدَثنَ مِن تَرحالِهِ

وَقَدِ اِستَقَدتُ مِنَ الهَوى وَأَذَقتُهُ
مِن عِفَّتي ما ذُقتُ مِن بَلبالِهِ

وَلَقَد ذَخَرتُ لِكُلِّ أَرضٍ ساعَةً
تَستَجفِلُ الضِرغامَ عَن أَشبالِهِ

تَلقى الوُجوهُ بِها الوُجوهَ وَبَينَها
ضَربٌ يَجولُ المَوتُ في أَجوالِهِ

المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:26 PM
وَلَقَد خَبَأتُ مِنَ الكَلامِ سُلافُهُ
وَسَقَيتُ مَن نادَمتُ مِن جِريالِهِ

وَإِذا تَعَثَّرَتِ الجِيادُ بِسَهلِهِ
بَرَّزتُ غَيرَ مُعَثَّرٍ بِحِبالِهِ

وَحَكَمتُ في البَلَدِ العَراءِ بِناعِجٍ
مُعتادِهِ مُجتابِهِ مُغتالِهِ

يَمشي كَما عَدَتِ المَطِيُّ وَرائَهُ
وَيَزيدُ وَقتَ جَمامِها وَكَلالِهِ

وَتُراعُ غَيرَ مُعَقَّلاتٍ حَولَهُ
فَيَفوتُها مُتَجَفِّلاً بِعِقالِهِ

المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:26 PM
إِذا ما تَأَمَّلتَ الزَمانَ وَصَرفَهُ
تَيَقَّنتَ أَنَّ المَوتَ ضَربٌ مِنَ القَتلِ

هَلِ الوَلَدُ المَحبوبُ إِلّا تَعِلَّةٌ
وَهَل خَلوَةُ الحَسناءِ إِلّا أَذى البَعلِ

وَقَد ذُقتُ حَلواءَ البَنينَ عَلى الصِبا
فَلا تَحسَبَنّي قُلتُ ما قُلتُ عَن جَهلِ

وَما تَسَعُ الأَزمانُ عِلمي بِأَمرِها
وَلا تُحسِنُ الأَيّامُ تَكتُبُ ما أُملي

وَما الدَهرُ أَهلٌ أَن تُؤَمَّلَ عِندَهُ
حَياةٌ وَأَن يُشتاقَ فيهِ إِلى النَسلِ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:27 PM
بِنا مِنكَ فَوقَ الرَملِ ما بِكَ في الرَملِ
وَهَذا الَّذي يُضني كَذاكَ الَّذي يُبلي

كَأَنَّكَ أَبصَرتَ الَّذي بي وَخِفتَهُ
إِذا عِشتَ فَاِختَرتَ الحِمامَ عَلى الثُكلِ

تَرَكتَ خُدودَ الغانِياتِ وَفَوقَها
دُموعٌ تُذيبُ الحُسنَ في الأَعيُنِ النُجلِ

تَبُلُّ الثَرى سوداً مِنَ المِسكِ وَحدَهُ
وَقَد قَطَرَت حُمراً عَلى الشَعَرِ الجَثلِ

فَإِن تَكُ في قَبرٍ فَإِنَّكَ في الحَشى
وَإِن تَكُ طِفلاً فَالأَسى لَيسَ بِالطِفلِ

وَمِثلُكَ لا يُبكي عَلى قَدرِ سِنِّهِ
وَلَكِن عَلى قَدرِ المَخيلَةِ وَالأَصلِ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:27 PM
قَد عَرَّضَ السَيفَ دونَ النازِلاتِ بِهِ
وَظاهَرَ الحَزمَ بَينَ النَفسِ وَالغِيَلِ

وَوَكَّلَ الظَنَّ بِالأَسرارِ فَاِنكَشَفَت
لَهُ ضَمائِرُ أَهلِ السَهلِ وَالجَبَلِ

هُوَ الشُجاعُ يَعُدُّ البُخلَ مِن جُبُنٍ
وَهوَ الجَوادُ يَعُدُّ الجُبنَ مِن بَخَلِ

يَعودُ مِن كُلِّ فَتحٍ غَيرَ مُفتَخِرٍ
وَقَد أَغَذَّ إِلَيهِ غَيرَ مُحتَفِلٍ

وَلا يُجيرُ عَلَيهِ الدَهرُ بُغيَتَهُ
وَلا تُحَصِّنُ دِرعٌ مُهجَةَ البَطَلِ

إِذا خَلَعتُ عَلى عِرضٍ لَهُ حُلَلاً
وَجَدتُها مِنهُ في أَبهى مِنَ الحلل


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:27 PM
أَسَيفَ الدَولَةِ اِستَنجِد
بِصَبرٍ
وَكَيفَ بِمِثلِ صَبرِكَ لِلجِبالِ

فَأَنتَ تُعَلِّمُ الناسَ التَعَزّي
وَخَوضَ المَوتِ في الحَربِ السِجالِ

وَحالاتُ الزَمانِ عَلَيكَ شَتّى
وَحالُكَ واحِدٌ في كُلِّ حالِ

فَلا غيضَت بِحارُكَ يا جَموماً
عَلى عَلَلِ الغَرائِبِ وَالدِخالِ

رَأَيتُكَ في الَّذينَ أَرى مُلوكاً
كَأَنَّكَ مُستَقيمٌ في مُحالِ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:28 PM
نُعِدُّ المَشرَفِيَّةَ وَالعَوالي
وَتَقتُلُنا المَنونُ بِلا قِتالِ

وَنَرتَبِطُ السَوابِقَ مُقرَباتٍ
وَما يُنجينَ مِن خَبَبِ اللَيالي

وَمَن لَم يَعشَقِ الدُنيا قَديماً
وَلَكِن لا سَبيلَ إِلى الوِصالِ

نَصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ
نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ

المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:28 PM
رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى
فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ

فَصِرتُ إِذا أَصابَتني سِهامٌ
تَكَسَّرَتِ النِصالُ عَلى النِصالِ

وَهانَ فَما أُبالي بِالرَزايا
لِأَنّي ما اِنتَفَعتُ بِأَن أُبالي


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:29 PM
وَإِنّي لَأَعجَبُ مِن آمِلٍ
قِتالاً بِكُم عَلى بازِلِ

أَقالَ لَهُ اللَهُ لا تَلقَهُم
بِماضٍ عَلى فَرَسٍ حائِلِ

إِذا ما ضَرَبتَ بِهِ هامَةً
بَراها وَغَنّاكَ في الكاهِلِ

وَلَيسَ بِأَوَّلِ ذي هِمَّةٍ
دَعَتهُ لِما لَيسَ بِالنائِلِ

يُشَمِّرُ لِلُّجِّ عَن ساقِهِ
وَيَغمُرُهُ المَوجُ في الساحِلِ

المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:29 PM
أَما لِلخِلافَةِ مِن مُشفِقٍ
عَلى سَيفِ دَولَتِها الفاصِلِ

يَقُدُّ عِداها بِلا ضارِبٍ
وَيَسري إِلَيهِم بِلا حامِلِ

تَرَكتَ جَماجِمُهُم في النَقا
وَما يَتَخَلَّصنَ لِلناخِلِ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:30 PM
إِذا ما نَظَرتَ إِلى فارِسٍ
تَحَيَّرَ عَن مَذهَبِ الراجِلِ

فَظَلَّ يُخَضِّبُ مِنهَ اللُحى
فَتىً لا يُعيدُ عَلى الناصِلِ

وَلا يَستَغيثُ إِلى ناصِرٍ
وَلا يَتَضَعضَعُ مِن خاذِلِ

وَلا يَزَعُ الطَرفَ عَن مُقدَمٍ
وَلا يَرجِعُ الطَرفَ عَن هائِلِ

إِذا طَلَبَ التَبلَ لَم يَشأَهُ
وَإِن كانَ ديناً عَلى ماطِلِ

خُذوا ما أَتاكُم بِهِ وَاِعذِروا
فَإِنَّ الغَنيمَةَ في العاجِلِ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:31 PM
إِلامَ طَماعِيَةُ العاذِلِ
وَلا رَأى في الحُبِّ لِلعاقِلِ

يُرادُ مِنَ القَلبِ نِسيانُكُم
وَتَأبى الطِباعُ عَلى الناقِلِ

وَإِنّي لَأَعشَقُ مِن عِشقِكُم
نُحولي وَكُلَّ اِمرِئٍ ناحِلِ

وَلَو زُلتُمُ ثُمَّ لَم أَبكِكُم
بَكَيتُ عَلى حُبِّيَ الزائِلِ

أَيُنكِرُ خَدّي دُموعي وَقَد
جَرَت مِنهُ في مَسلَكٍ سابِلِ

أَأَوَّلُ دَمعٍ جَرى فَوقَهُ
وَأَوَّلُ حُزنٍ عَلى راحِلِ


المتنبي

الحمدان
09-05-2024, 05:46 PM
‏أتَظن أنّك عندمَا أحرقتَنِي
ورقصتَ كالشيطانِ فوق رفَاتِي

وتركتني للذّاريات تذرّنِي
كُحلاً لعينِ الشّمسِ بالفلواتِ

أتظن أنّك قد طمَست هويّتي
ومحَوتَ تاريخي ومعتقداتِي

عبثاً تحاولُ لا فناءَ لثائرٍ
أنا كالقيامةِ ذاتَ يومٍ آتي

....

الحمدان
09-05-2024, 07:29 PM
شبِيهةُ البدرِ مُذْ بانت مَحاسنُها
تبدّد الوصفُ فيما قلتُ مِن غزلِ

يغارُ مِن ثغرها الريحانُ إن ضحكت
فيَرسُم الورد بين الثَّغْرِ و المُقَلِ

عِقدٌ مِنَ اللؤلؤ المفتون يَحرُسُه
ثغرٌ مِن الشَّهدِ والنّعناع والعسلِ

أناظرُ الوقت كي أحظى بطَلّتِها
فيقتل الصمتُ منها رقّةَ الجُمَلِ

....

الحمدان
09-05-2024, 07:40 PM
‏وَلَا عَيبَ فِيهِم غَيرَ أَنَّ قُلُوبَهُم
كَأَنسَامِ لَيلٍ بَل أَرَقُّ وَأَعذَبُ

وَلَا سَوءَ فِيهِم غَيرَ أَنَّ حُضُورَهَم
يَرِفُّ لَهُ قَلبِي وَلِلرُّوحِ يَسلُبُ

امرؤ القيس

الحمدان
09-05-2024, 07:41 PM
يا مدرك الثارات أَدرك ثارنا
واْحفظ على أَولادنا أَخبارنا

قَد اْعتبرنا المَوتَ ضيفاً زارنا
قمنا وقدمْنَا له أَعمارنا

وما اْستشرناه وَلا اْستشارنا
نختارهُ من قبل أَنْ يختارنا

تميم البرغوثي

الحمدان
09-05-2024, 07:43 PM
يا ليتَ أنّكَِ مِنْ عُمومِ قبيلتي
‏أو ليتَ أنَّكَِ من أخصِّ قرابتي

‏ ياليت أُمِّي في عيونك خالةٌ
‏أو ليت أُمَّكَ في القرابةِ عمّتي

‏أو ليت تجمعنا عروق عمومةٍ
‏أو ليت بيتك واقعٌ في حارتي

‏ياليت يجمعنا جوارٌ دائمًا
‏لو أنّ بلدتك الحبيبة بلدتي

....

الحمدان
09-05-2024, 07:44 PM
عندما احب امرؤ القيس
لم يقل احبها ولكن قال :


رجل وما استسلمْتُ قَبلُ لفارسٍ
مالي أمام عيونها مستسلِمُ

أأعودُ منتصِرا بكل معاركي
وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ

أنا شاعرٌ ما أسعفتْه حروفه
الحبُّ من لغة المشاعر أعظمُ

لي ألف بيتٍ بالفصيح أجدْتُها
لكنني في حبها أتلعثمُ

الحمدان
09-05-2024, 07:46 PM
أراكَ تَزيدُ في عَينِي جَمالا
‏وأَعشَقُ كُلَّ يَومٍ مِنكَ حَالا

‏تَزيدُ مَلاحةً وأَزيدُ عِشقًا
‏فَحالي فيكَ يَنتَقِلُ انتِقالا

البحتري

الحمدان
09-05-2024, 07:47 PM
يقولون لو يَهوى لسالتْ دموعُهُ
‏ولكنَّها بين الضلوعِ تَسيلُ

‏عشقتُكِ حتى لو ضلوعي تكسَّرَتْ
‏لظلَّ بعظمِ القَصِّ منكِ دليلُ

عبد الرازق عبد الواحد

الحمدان
09-05-2024, 07:48 PM
أقاويل أهل الحب يُفنى نشيُدها
وأما الذي تُملي الدموع فخالدُ

وما الشعر إلا ما يزان به الهوى
كما زَيّنت عطلّ النحور القلائدُ

الجواهري

الحمدان
09-05-2024, 07:49 PM
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت
إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها

لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها
إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها

فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها
وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها

أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً
حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها

أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها
وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها

كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت
أًمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها

لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ
مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها

فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها
وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها

علي بن أبي طالب

الحمدان
09-05-2024, 07:51 PM
‏جاءت مُعذّبتي في غَيهبِ الغَسَقِ
‏كَأنّها الكوكَبُ الدريُ في الأُفُقِ

‏فَقُلتُ نَورتِني يا خَيرَ زائِرَةٍ
‏أما خَشيتي مِنَ الحُراسِ في الطُرُقِ

‏فَجاوَبتني ودَمعُ العَينِ يَسبِقُها
‏مَن يَركبِ البَحرَ لا يخشى من الغَرَقِ

....

الحمدان
09-05-2024, 07:52 PM
وَإِنّي لَأَهوى النَومَ في غَيرِ حينِهِ
لَعَلَّ لِقاءً في المَنامِ يَكونُ

تُحَدِّثُني الأَحلامُ إِنّي أَراكُمُ
فَيا لَيتَ أَحلامَ المَنامِ يَقينُ

شَهِدتُ بِأَنّي لَم أُحِل عَن مَوَدَّةٍ
وَإِنّي بِكُم لَو تَعلَمينَ ضَنينُ

وَإِنَّ فُؤادي لا يَلينُ إِلى هَوى
سِواكِ وَإِن قالوا بَلى سَيَلينُ

قيس بن ذريح

الحمدان
09-05-2024, 08:22 PM
‏لَم أسلُ عنكَ ولم أخُنكَ ولَم يكن
‏في القلبِ عندي للسُّلوِّ مكان

‏لكنْ رأيتكَ قد مَلِلتَ زيارتي
‏فعَلمتُ أن دواءكَ الهجران


العباس بن الأحنف

الحمدان
09-05-2024, 08:26 PM
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ
وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ
هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ

هذا ابنُ فاطمَةٍ إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ
بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا

وَلَيْسَ قَوْلُكَ مَن هذا بضَائرِه
العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ

كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا
يُسْتَوْكَفانِ وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ

سَهْلُ الخَلِيقَةِ لا تُخشى بَوَادِرُهُ
يَزِينُهُ اثنانِ حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ

حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ إذا افتُدِحُوا
حُلوُ الشّمائلِ تَحلُو عندَهُ نَعَمُ

ما قال لا قطُّ إلاّ في تَشَهُّدِهِ
لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ

الفرزدق

الحمدان
09-05-2024, 08:27 PM
فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا تَعِيشُ بِذِكْرِهِ

‏فَالْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا حَدِيثٌ يُذْكَرُ

البارودي

الحمدان
09-05-2024, 08:27 PM
أَبيتُ أُمَنّي النَفسَ أَن سَوفَ نَلتَقي
وَهَل هُوَ مَقدورٌ لِنَفسٍ لِقاؤُها

وَإِن أَلقَها أَو يَجمَعِ اللَهُ بَينَنا
فَفيها شِفاءُ النَفسِ مِنّي وَداؤُها

الفرزدق

الحمدان
09-05-2024, 08:30 PM
وتعلمُ أنني أهواك جدًا
أذوبُ وأيّ قلبٍ لا يذوبُ

وتعلمُ أن هذا البُعدَ ذنبٌ
فما لك عن ذنوبك لا تتوبُ

هَواكَ وإن طواهُ السِّرُّ طَيًّا
يُخَبِّرُ عن تَمَكُّنِهُ السُّكُوتُ

سيَبقَى في حنايا القلبِ حَيًّا
أموتُ أنـا وحُبُّك لا يموتُ

الحارث الخراز

الحمدان
09-05-2024, 08:32 PM
مَا زِلتُ مِن خَوفِي عَلَيكِ أخَافُنِي
وَأخَافُ أن يَقسُو عَلَيكِ حَنَانِي

عَينَاكِ يَا قَمَري اعتِذَارَاتُ السَّمَا
عَن كُلِّ مَا عَانَيتُ أو سَأعَانِي

مَا كانَ مِنكِ وَمَا يَكُونُ غَفَرتُهُ
عَن أيِّ ذَنْبٍ بَعدُ يَعتَذِرَانِ

أحمد بخيت

الحمدان
09-05-2024, 08:34 PM
للخوف أسماء عديدة

من بينها ألّا نخاف

وأن نرى الصَيّاد

في ريش الطريدة


محمود درويش

الحمدان
09-05-2024, 08:52 PM
سحايب شوق يا مركب هوانا
على هام السحب تلقى فضانا

اذا ما جئتنا سلم برفق
وسبح للذي قدر وفانا

خلقنا من تراب وزاد فينا
سمو الحب يجري في دمانا

عشقنا من يجوز العشق فيه
وحب الله غاية منتهانا

نحلق في هوى الذات المقدس
ومن يبلغ في الحب مدانا

وان كنا بشر من غير وحي
كأن الله للحب أصطفانا

ولو نمشي على الأرض حفاة
نخـال الارض ترجف من خطانا

وقصرنا ولكن غصب عنا
وحاشا الله ان يخذل رجانا

وما تدروا بلطف الله فينا
فما يدري بما يعطي سوانا

....

الحمدان
09-05-2024, 08:54 PM
تَوَهَّمتُ خَيراً في الزَمانِ وَأَهلِهِ
وَكانَ خَيالاً لا يَصِحُّ التَوَهُّمُ

فَما النورُ نَوّارٌ وَلا الفَجرُ جَدوَلٌ
وَلا الشَمسُ دينارٌ وَلا البَدرُ دِرهِمُ

المعري

الحمدان
09-05-2024, 08:55 PM
‏وكم هاجتْ بحوركَ في التطامٍ
لتركنَ شاطئي حذرا أمانا

وإن قرّتْ عن الأهوالِ دهرا
جعلتَ الذكرياتِ لنا حزانا

كذا الدنيا ستجمعُ كل شيءٍ
لتتركهُ جزاءَ الخيرِ حانَ

....

الحمدان
09-05-2024, 08:59 PM
اليتم يتم الأدب والموت موت الضمير
والحب حب المعالي باختلافاتها

والجرح جرح المشاعر من لسان الحقير
والصوم صوم الجوارح عن شهواتها

والبخل بخل الغني والجود جود الفقير
والبعد بعد النظر ماهي مسافاتها

والعز عز التقى والصبر صبر الضرير
والذل ذل المعاصي واقترافاتها

والقتل قتل الأمل في نفس من هو جدير
آمال روحه خذوها عن طموحاتها

والنور نور القلوب اللي تعرف المصير
القايمة بالفروض الخمس فاوقاتها

والحكم حكم الإمام العادل المستنير

والظلم ظلم الفتى روحه بزلاتها

والمجد مجد الشجاع اللي يقود المسير
والجهل جهل الحياة ونبل غاياتها

والفخر فخر التقرب للعلي القدير
ماهوب فخر القبايل وانقساماتها

والشعر شعر الحكيم اشعور ماهو شعير
تعجبك فكرة بيوته وابتكاراتها

والغدر غدر الوطن لو ماعطاك الكثير
وشلون لا أكرمك في شتى مجالاتها

والعطف عطف الكبير ليا لقى له صغير
والضبط ضبط المشاعر وانفعالاتها

والحر حر المفارق خل حر الهجير
والضيق ضيق الصدور لقل طاعاتها

....

الحمدان
09-05-2024, 09:02 PM
إنّ الأمُور إذَا إلتَوت وتعقدت
‏نزلَ القضَاءُ مِنَ الفضاءِ وحلها

‏فاصبِر لها، فلعلهَا ولعلهَا
‏ولعلّ مَن خلقَ الفضاء يحُلّها

....

الحمدان
09-05-2024, 09:03 PM
‏قد نلتقي أَو لا نَعُودُ لِحُبنا
‏كُل النتائجِ فِي النهايةِ واردةْ

‏ أُولَى علاماتِ الرحِيلِ قطِيعَةٌ
‏ وَدَلِيلُهَا خُطُوَاتنا المُتباعدةْ

‏ لِلكِبرياءِ نتائجٌ مَذمُومَةٌ
‏بينَ الأَحبةِ لَا تَعُودُ بِفائِدةْ

....

الحمدان
09-05-2024, 09:16 PM
‏فاسْكن إلى سكنٍ تُسَرُّ به
‏ذهب الزمانُ وأنت منفردُ

‏ترجو غدًا وغَدٌ كحاملةٍ
‏في الحيِّ لايدرونَ ما تلدُ

بشار بن برد

الحمدان
09-05-2024, 09:18 PM
فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا
وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ

فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ
وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ

وَما الناسُ إِلّا كَالدِيارِ وَأَهلُها
بِها يَومَ حَلّوها وَغَدواً بَلاقِعُ

وَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ

لبيد بن ربيعة

الحمدان
09-05-2024, 09:19 PM
ما أحمقَ الإنسان يسكن للمنى
‏والموت يخطر حوله ويجولُ

‏يهوى الحياة كأنّما هو خالدٌ
‏أبدا ويعلم أنّه سيزولُ

‏ومن العجائب أن تحنّ إلى غدٍ
‏وغدٍ وما يأتي بهِ مجهولُ

إيليا أبو ماضي

الحمدان
09-05-2024, 09:21 PM
لَوْلاَ الحَيَاءُ وَأَنْ يُقَال صَبَا
لَصَرَخْتُ مِلْءَ السَّمْعِ وَاطرَبا

حَضَرَ الحَبيبُ وَغابَ حَاسِدُنا
مِنْ بَعْدِ طُولِ تَحَجُب وَخَبا

فَاليَوْمَ أخْلَعُ فِيكَ يا أَمَلي
ثَوْبَ الوَقارِ وَأطْرَحُ الرُّتَبا

العفيف التلمساني

الحمدان
09-05-2024, 09:23 PM
أَلا يا عَبلَ قَد زادَ التَصابي
وَلَجَّ اليَومَ قَومُكِ في عَذابي

وَظَلَّ هَواكِ يَنمو كُلَّ يَومٍ
كَما يَنمو مَشيبي في شَبابي

عنترة بن شداد

الحمدان
09-05-2024, 09:26 PM
يرى النَّاسُ ما بي مِن جَوى وصبابَةٍ
فيرجونَ لي السَّلوى وأنَّى ليَّ السَّلوى

ولا يعلمُ الصبُّ المصارِعُ للهوى
أيقوى عليهِ أمْ عليهِ الهَوى يَقوَى

وددتُ لو أنَّ الحُبَّ يُقسِّم مُنصفاً
فيسلبني عضواً ويتركُ لي عُضوا

جميل صدقي الزهاوي

الحمدان
09-05-2024, 09:28 PM
لا تطرُق ِالبابَ تَدري أنَّهُم رَحَلوا
خُذ ِالمَفاتيحَ وافتحْ أيُّها الرَّجلُ

أدري سَتذهَبُ تَستَقصي نَوافِذَهُم
كما دأبتَ وتسعى حَيثُما دَخلوا*

تُراقِبُ الزَّاد هَل نامُوا وَما أكلوا
وَتطُفيءُ النُّورَ لو لو مَرَّة ًفعَلوا

عبدالرزاق عبدالواحد

الحمدان
09-05-2024, 09:31 PM
روحي وَروحُكَ مَضمونانِ في جَسَدٍ
يامَن رَأى جَسَداً قَد ضَمَّ روحَينِ

ياباعِثَ السُكرِ مِن طَرفٍ يُقَلِّبُهُ
هاروتُ لا تَسقِني خَمراً بِكاسَينِ

وَيا مُحَرِّكَ عَينَيهِ لِيَقتُلَني
إِنّي أَخافُ عَلَيكَ العَينَ مِن عَيني

البحتري

الحمدان
09-05-2024, 09:32 PM
إذا جئتُها صدَّتْ حَياءً بوجهِها
فتهجرني هجراً أَلذَّ منَ الوصْل

وإنْ حكمتْ جارَتْ عليَّ بحُكمها
ولكنَّ ذاك الجورَ أشهى منَ العَدلِ

ابن عبدربه الاندلسي

الحمدان
09-05-2024, 09:34 PM
فَمَن ذا الَّذي تُدنيهِ مِنكَ وَتَصطَفي
‏فَيَكتُبُ ما يوحى إِلَيكَ وَيَكتُمُ

‏وَمَن ذا الَّذي يُرضيكَ مِنهُ فَطانَةٌ
‏تَقولُ فَيَدري أَو تُشيرُ فَيَفهَمُ

بهاء الدين زهير

الحمدان
09-05-2024, 09:35 PM
‏يَا مَن تَفَرَّدَ بالجمال فمَا تَرَى
عَينِي على أحدٍ سِواهُ جَمالا

أكثرتُ في قَولِي عليكَ مِنَ الرُّقَى
وضربتُ فِي شِعرِي لكَ الأمثَالا

باللهِ قُولِي إن سَألتُكِ وَاصدُقِي
أوجدتِ قتلِي فِي الكتابِ حَلالا

ابو العتاهية

الحمدان
09-05-2024, 09:36 PM
‏وملأت روحي منك حتى لم يَعد
مني لروحي موضعٌ ومكانُ

ما ذَابَ من فَرْطِ الهوى بك عاشقٌ
مثلي ولا عَرَفَ الأسى إنسانُ

قالوا هَجَرتَ فقُلتُ إنّا واحدٌ
وكَفى وِصالًا ذلكَ الهِجرانُ

هو موطني وله فؤادي موطِنٌ
أتَفرُّ من أوطانها الأوطانُ

احمد مطر

الحمدان
09-05-2024, 09:37 PM
‏ليت الذي أحسستُ فيه نباهةً
لمّا أَحَسَّ بما أُحِسُّ تألما

لكنه لما رآني باسماً
ظن ابتساماتي رضا فتبسما

وبكيتُ من شوقي إليهِ فظنني
أبكي الذين دفنتُهمْ فترحما

لو أستطيعُ كسرتُ قُفلَ فؤادهِ
وملأتُهُ بالشوقِ حتى يَفهما

فواز اللعبون

الحمدان
09-05-2024, 09:40 PM
تَعَوَّدتُ مَسَّ الضَرِّ حَتّى أَلِفتُهُ
‏وَأَسلَمَني طولُ البَلاءِ إِلى الصَبرِ

‏وَوَسَّع صَدري لِلأَذى كَثرَةُ الأَذى
‏وَكانَ قَديمًا قَد يَضيقُ بِهِ صَدري

أبو الأسود الدؤلي

الحمدان
09-05-2024, 09:41 PM
وتراهُ يصمِتُ كـي يُواريَ حُبَّهُ
وبقدر مـا تُخفَى المحبَّةُ تُعلَمُ

عبثاً يخبِّئُ سِرَّهُ في صَمتِهِ
من قالَ أن الصّمتَ لا يتكلّمُ ٰ

عبدالرزاق عبدالواحد

الحمدان
09-05-2024, 09:42 PM
ماذا أقولُ ودمعُ العين ذبّاحُ
‏وكأس قلبي يريق العشق إن راحوا

يا قاضي الشوق سجّل جُرم ما اقترفوا
‏ها أدلف الليل والأحباب ما لاحوا

‏يا قاضي الشوق لا تسمـع شكايتهم
‏إني القتيل ودمع القلب نضّاحُ

لا ترهقوا القلب فالأوجاع تسكنه
‏لا تظلموا الشوق جفنُ الشوق نوّاحُ

تالا الخطيب

الحمدان
09-05-2024, 09:44 PM
يا من كلفتُ به عشقاً ولم أرَهُ
ُوالعشقُ للقلبِ ليسَ العشقُ للبصرِ

سمعتُ أوْصافكَ الحُسنى فهِمتُ بهَا
فكيف إنْ نِلتُ ما أرْجو من النّظَرِ

إنّي لآمُلُ أنّ الله يَجْمَعُنَا
وَإنّ في الخُبرِ ما يُغني عَنِ الخَبرِ

بهاء الدين زهير

الحمدان
09-05-2024, 09:45 PM
هَذا هَواكَ وَهَذِهِ آثارُهُ
أَمّا الفُؤادُ فَلا يَقَرُّ قَرارُهُ

يَصِلُ الأَنينَ بِزَفرَةٍ مَوصولَةٍ
بِغَليلِ شَوقٍ لَيسَ تُطفَا نارُهُ

وَدَعا الدُمُوعَ فَأَقبَلَت مُنهَلَّةً
شَوقًا وَذاكَ قُصارُها وَقُصارُهُ

مِن طَرفِ مُمتَنِعِ الرُقادِ مُتَيَّمٍ
أَرِقٍ سَواءٌ لَيلُهُ وَنَهارُهُ

ابو تمام

الحمدان
09-05-2024, 09:46 PM
يا مَعشَرَ العُشّاقِ ما أَوجَعَ الهَوى
إِذا كانَ لا يَلقى المُحِبَّ حَبيبُ

أَموتُ لِحَيني وَالهَوى لي مُطاوِعٌ
كَذاكَ مَنايا العاشِقينَ ضُروبُ

عَدِمتُ فُؤادي كَيفَ عَذَّبَهُ الهَوى
أَما لِفُؤادي مِن هَواهُ نَصيبُ

العباس بن الأحنف

الحمدان
09-05-2024, 09:48 PM
سهرتُ فيكَ فلم أجحد يد السّهرِ
‏وطال فِكري ولا عتبٌ على الفكرِ

‏نادَمتُ ذكركَ والظّلماءُ عاكفة
‏فكان يا سيدي أحلى من السمرِ

أبو تمام

الحمدان
09-05-2024, 09:49 PM
ما كنتُ أحسَبُ قبل حُبّك أن أرى
في غيرِ دارِ الخلدِ حورَ العين

قَسَماً بحُسنكِ ما بَصُرتُ بمثلِهِ
في العالمينَ شهادةً بيمين

ابن سهل الأندلسي

الحمدان
09-05-2024, 09:50 PM
صَرِيْعٌ مِنَ الحُبِّ المُبَرِّحِ وَ الهَوَىٰ

وَ أَيُّ فَتًىٰ مِنْ عِلَّةِ الحُبِّ يَسْلَمُ

قيس بن الملوح

الحمدان
09-05-2024, 09:54 PM
أجمل ما قيل في مدح الحبيب المصطفى
صل الله عليه وسلم


اسم على فلك العلا يتردد
ان قيل من هذا يقال محمد

بنيت مآذنه على هام الربا
وبذكره يشدو الزمان وينشد

تفنى الليالي واسمه متألق
رغم على أنف الفناء مخلد

وترى العقائد والشرائع كلها
تفنى وشرع محمد يتجدد

قد جاء بالنور المبين فوجهه
نور يضيئ وجذوة تتوقد

أضفى على الفصحة جلالة قدسه
ويسمى بها لمكانة لاتجحد

لايقبل الله الصلاة بدونها
إياك ربي نستعين ونعبد

آياته قد بينت وبيانه
قد أعجز الدنيا فليس تقلد

والناس مهما أعرضو عن دينه
جهلا يظل هو السبيل الأوحد

ياكافل الأيتام ياطب النهى
يامنقذ الدنيا مقامك مفرد

ساد الظلام الكون واهتلك الدجى
حتى أتيت فكنت أنت الفرقد

عبدوا الحجارة غفلة فتمزقوا
وأتى الأمين فوحدوا وتوحدوا

كم فتاة غضة كالزهر
تدفن في التراب وتوؤد

قتلت بلا ذنب جنته بريئة
ماء الشباب بوجهها يتورد

فأتيت حررت العقول من العمى
ومن السخافات التي لاتحمد

عمر العظيم قبيل دينك فاتك
يأد ابنة تحنو عليه وتسعد

قد راح يحفر حفرة ليدسها
فأصاب لحيته التراب المصعد

فأتت تنفض وجهه بحنانها
وفؤاده كالصخر لايتردد

واذا به لما اهتدى بمحمد
يحنو على ضعف الصغار وينجد

ويعس بالليل المدينة باحثا
عن بائس أو جائع لايرقد

دين الهدى أعطاه إنسانية
فوق العقول منالها مستبعد

عطف وإشفاق على ضعف الملا
وعلى القوي المستبد مهند

لما أتى القبطي يشكو عنده
ضرب ابن عمر وبعدله يستنجد

قال اضرب ابن الأكرمين مؤنبا
ياعمر إن الحر لايستعبد

أمثال ذا خريج معهد أحمد
أكرم بمن رباه ذاك المعهد

بالله يا أبناء دين المصطفى
هذا الهدى فتمسكو وتقيدوا

عودوا إلى دين النبي محمد
فالعود أولى والتمسك أحمد

إن ردتم العز هنا وكرامة
بعد الفنى وتجارة لاتنفد

ذا حبل دين الله فاعتصموا به
واستكثروا فعساكم أن ترشدوا

وعليه صلوا كلما ذكر اسمه
واستكثروا من حبة وتزودوا

الحمدان
09-05-2024, 09:56 PM
وإذا التقت عين الخليل خليلها
وسط الحشود فليس للنطق ثمن

تكفي تعابير الوجوه كأنها
انهار شوقٍ فاض من فرط الشجن

علي محمود طه

الحمدان
09-05-2024, 09:57 PM
فَلَقَدْ هَجَرْتُ إِلَيْكِ جُلَّ عَشِيرَتِي
فَقُلُوبُهُمْ أَبَداً عَلَيَّ غِلاظُ

وَنَفَيْتِ عَنْ عَيْنِي الْمَنَامَ فَمَا لَهَا
غَيْرَ الْمَدَامِعِ وَالسُّهَادِ لَمَاظُ

البارودي

الحمدان
09-05-2024, 09:59 PM
فَلا تَحسِباني أَذرِفُ الدَمعَ عادَةً
وَلا تَحسِباني أُنشِدُ الشِعرَ لاهِيا

وَلَكِنَّها نَفسي إِذا جاشَ جَأشُها
وَفاضَ عَلَيها الهَمُّ فاضَت قَوافِيا

إيليا ابو ماضي

الحمدان
09-05-2024, 10:00 PM
إذا لم يَكُن للمرء عن عيشةٍ غِنًى
فلا بدّ من يُسرٍ ولا بدّ من عُسرِ

ومن يَخبرِ الدنيا ويشرب بكأسها
يجد مرّها في الحلوِ والحلوَ في المرِّ

أحمد شوقي

الحمدان
09-05-2024, 10:01 PM
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء

الروح والملأ الملائك حوله
للدين والدنيا به بشراء

أحمد شوقي

الحمدان
09-05-2024, 10:02 PM
وقاتلُ الجسم مقتولٌ بفعلته

وقاتل الروح لا تدري به البشرُ

جبران خليل جبران

الحمدان
09-05-2024, 10:03 PM
‏وَلَا عَيبَ فِيهِم غَيرَ أَنَّ قُلُوبَهُم
كَأَنسَامِ لَيلٍ بَل أَرَقُّ وَأَعذَبُ

وَلَا سَوءَ فِيهِم غَيرَ أَنَّ حُضُورَهَم
يَرِفُّ لَهُ قَلبِي وَلِلرُّوحِ يَسلُبُ

امرؤ القيس

الحمدان
09-05-2024, 10:05 PM
‏أحبُّك جدًا
وأحتاجُ عامًا لوصفِ اشتياقي

وعامينِ أشرحُ للناسِ كيفَ نعاني الفراقَ
وماذا نكابدُ عندَ التلاقي

وعشرينَ عامًا أقصُّ عليهم
حقيقةَ عشقي وسرَّ احتراقي

عبدالعزيز جويدة

الحمدان
09-05-2024, 10:06 PM
أراكَ تَزيدُ في عَينِي جَمالا
‏وأَعشَقُ كُلَّ يَومٍ مِنكَ حَالا

‏تَزيدُ مَلاحةً وأَزيدُ عِشقًا
‏فَحالي فيكَ يَنتَقِلُ انتِقالا

البحتري

الحمدان
09-05-2024, 10:56 PM
‏ يا ليلُ ما لَكَ لا تَرِقُ لِحالتي
أَتُرَاكَ وَالأَيَامُ مِنْ أَعدائي

‏يا ليلُ حسبِي مَا لَقِيتُ مِنَ‏ الْشَقا
رُحماك لَسْتُ بِصَخرَةٍ صَمَّاءِ

....

الحمدان
09-05-2024, 11:05 PM
‏رسالتي لك....
وتبقى ثقة الإنسان بالله تعالى
‏هي مفتاح كل شيء
عندها يدرك الإنسان أن تيسير
جميع أموره من الله
فتملأ قلبه السكينة والطمأنينة
ويصبح مقبلا على
الحياة بعين الرضا

الحمدان
09-05-2024, 11:16 PM
أحِنُّ إلى لقائكَ كُل صُبحٍ
وتبكي العينُ إنْ حلّ الغُروبُ

وما واللهِ دمعي باختياري
ولكنّ العيونَ لها نحيبُ

أكادُ أجنّ مما يعتريني
فعيْشي دونَ نبضكَ لا يطيبُ

قريبٌ أنتَ من روحي وقلبي
وحُبكَ لا تُورايهِ الخُطوبُ

فإنْ تكُ غائباً عني زماناً
فإنكَ عن خيالي لا تغيبُ

....

الحمدان
09-05-2024, 11:34 PM
قُلْ للصباح وقد تبَسَّمَ زاهيًا
بضيائهِ سُبحانَ من جَلَّاكا

سبِّح بحمد الله واشكر للَّذي
من فضلهِ الجَمِّ الجزيلِ حباكا

عبدالخالق الحفظي

الحمدان
09-05-2024, 11:36 PM
تبقى الأماني ما عشنا معلَّقةً

‏حتى وإن أبطأت يأتي بها الله

....

الحمدان
09-05-2024, 11:39 PM
ستمضي سقامٌ أثقلتك وترحلُ
ويُشرقُ بالبُشرى صباحٌ ويُقبلُ

ويأتيكَ من فيضِ الكريمِ وفضلِهِ
كثيرٌ وربُّ العرشِ يُعطِي فيُجزِلُ

وما ضرَّ أنْ تُبْلى بلاءً ثوابُهُ
عظيمٌ لهُ إنْ قُمتَ بالصًَبرِ منزلُ

كثيرٌ على الدُّنيا من الحُزنِ لحظةٌ
فلا يأسَ إنَّ البأسَ عنكَ سَيرحلُ

د. سعيد بن عطية الغامدي

الحمدان
09-05-2024, 11:41 PM
كأنها مِثلَ ما تهواهُ قد خُلقت
‏في رونق الحُسنِ لا طولٌ ولا قِصَرُ

‏الوردُ من خدِّها يَحمرُّ من خَجَلٍ
‏والغصنُ من خدِّها يزهو بهِ الثَّمَرُ

‏البدرُ طلعتها والمِسكُ نكهتها
‏والغُصنُ قامتها ما مثلها بَشَرُ

‏كأنها أُفرِغَت من ماء لؤلؤةٍ
‏في كلِّ جارِحةٍ من حُسنها قَمرُ

....

الحمدان
09-05-2024, 11:42 PM
رفيق العمرِ سافرْ حيثُ شئتَ
وجرّب في حياتك ما أردتَ

سترجعُ ذاتَ يومٍ حيثُ كنتَ
فعمرك في يدي والعمرُ أنتَ

....

الحمدان
09-05-2024, 11:45 PM
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ
‏وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا

وَلَستُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُني
‏ وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِيا

فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتى
‏وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيا

....

الحمدان
09-05-2024, 11:47 PM
تأتي الشَّدائدُ ساعةً وتغيبُ
‏وتلوعُك الأيَّامُ ثمَّ تطيبُ

‏هيَ هكذا الدُّنيا وهذا حالُها
‏ما كُلُّ شربٍ في الزمانِ عذيبُ

‏إنَّ الرِّضا عند النوائبِ سلوَةٌ
‏والصبرُ إن حلَّ الأسى تطبيبُ

‏ما طالَ ليلٌ أو تداعَت كربةٌ
‏إلا ولطفُ اللّٰه منك قريبُ

....

الحمدان
09-05-2024, 11:52 PM
‏ياربّ تعلمُ حاجتِي فامنُن بها

‏أنا لستُ أهلًا غيرَ أنكَ أكرمُ

بقلمي

الحمدان
09-06-2024, 01:35 AM
صوني جمالك عنا إننا بشر
من التراب وهذا الحسن روحاني

أو فابتغي فلكا تأوينه ملَكا
لم يتخذ شركا في العالم الفاني

السرّ يحرسه والذكر يؤنسه
والشهب حوليه بالمرصاد للجان

ينساب للنور مشغوفا بصورته
منعّما في بديعات الحلى هانى

إذا تبسم أبدى الكون زينته
وإن تنسم أهدى أي ريحان


احمد شوقي

الحمدان
09-06-2024, 01:13 PM
عَربية تَسقي الضَجيع إِذا دَنَت
بِمزرنب مثل السلاف القرقفِ

وَتَرى شَمائلها الشمول مَحاسِنا
أربت لطافتها عَلى السحر الخَفي

تبدي نِظام حَديثها لِنَديمها
بِفَواصل برزت بِغَير تكلفِ

لِلَّه كَم أَهدت جمان كلامها
لِمَسامع المُتَشوق المتشوفِ

لَم أَنس وَالأَيّام تغدر بِالفَتى
حَسدا وَما في الدَهر من خل يَفي


العشاري

الحمدان
09-06-2024, 01:14 PM
قوم أَبانوا للوَرى سَهل
الهُدى
وَغَدوا لِدين المُصطَفى كَمهندِ

سادوا عَلى الأَقران في أَفعالهم
إِن تَسأل الأَقوام عَنهم تشهدِ

كَم أطعموا مِن جائِعين وَكَم كسوا
مِن كُل عار في العِباد مُجردِ

طابَت أُصولهم فَطابَ فُروعها
عَجَباً لَها مِن فرعها المُتمددِ

جَمَعوا شَمايلهم وَغاية فَضلهم
في شَخص مَولانا الإمام الأَمجدِ


العشاري

الحمدان
09-06-2024, 01:15 PM
وَترنمت أَطيارها بلغاتها
فاعجب لَها مِن ساجع وَمغردِ

وَغَدت بِمقدمه كَأن بيوتها
وَرق يَصب عَلى سَبيكة عسجدِ

وَقصورها تَزهو بِهِ فَكَأنها
در يصب عَلى حَصير زبرجدِ

وَبَدت فَضائِله تشير لقدره
وَتَقول قوموا للإمام السيدِ
قَد قيدت أَفعاله بِطَلاقة

فاعجب لَهُ مِن مطلق وَمقيدِ
فَهوَ المُسربل بالوقارِ فيا لَه

من راقِد في علمه متوسدِ
وَهوَ المُتَوج بالفخار فَكَم لَه

العشاري

الحمدان
09-06-2024, 01:16 PM
يا لَهفي شَوقاً عَلى الطَلعة الَّتي
بِها طَلعت شَمس المَعارف وَالسرِ

وَلاحَت عَلى الأَكوان لَمعة نورها
فَفاقَت عَلى الشَمس المُنيرة وَالبَدرِ

حبى اللَه عثمان التَقي برحمة
مجللة تَهمو عَلى ذَلك القَبرِ


العُشاري

الحمدان
09-06-2024, 01:16 PM
سَقى اللَه تلك الدار هامية القطر
مَدى الدَهر ما ناحَ المطوق وَالقمري

وَعم دياراً قَد عَفى الآن رَسمها
عَلى أَنَّها في الناس طيبة الذكرِ

وَأحيا بِهِ رَوض العشارة كُلما
تَحدر دَمع مِن جُفون عَلى صَدرِ

عَلَيها سَلام اللَه ما اخضر مورق
وَفاحَ الشَذا مِن شعبِها الطَيب العطرِ

وَروح أَقواما هُناكَ قبابهم
لَقَد ضربت حَقاً عَلى المَجد وَالفَخرِ


العُشاري

الحمدان
09-06-2024, 01:16 PM
مَولايَ أَللَهمَّ عَفواً شامِلاً
وَكلاءَةً كَكلاءَةِ المَولود

مالي مقيل مِن هَجير إِساءَتي
إِلّا بِظلّ جَميلك المَمدود


باشا

الحمدان
09-06-2024, 01:17 PM
لِكُلِ كَريم في البِلاد أَخلة

وَما لِبِخيل في الأَنام خَليل


باشا

الحمدان
09-06-2024, 01:17 PM
نَظمتنا أَيدي المُنى فَكَأنا
لِنُحور الوِداد عقد نَظيمُ

ظَلت نَشوان إِذ تَنبهُ شَوقي
وَعَذولي وَإِن أَفاق نؤَمُّ

وَغَدير أَرق مِن زَمَن اللَه
و عَلَيهِ طَير الرَجاءِ يَحومُ

فَهُوَ كَالأَيم في إِنسياب تبدى
وَعَليهِ مِن الحباب رَقومُ

وَأخلّاء كَالنُجوم فَمنها
لي سُعود وَللأَعادي رجومُ

حازَ مِنّا وَصف أَيسَر مجد
قَد حَواهُ المَنطوق وَالمَفهومُ

قَلَدَتني يَداهُ نعماً فَدَهري
مَع بَنيهِ بشكرها لا يَقومُ


باشا

الحمدان
09-06-2024, 01:17 PM
متى أنا قائمٌ أعلى مقامٍ
ولاقٍ ضوءَ وجهكَ بالسلام

وقد نشرت لك الرايات تبدو
خوافقها بمكةَ فالمقام

هنالكَ يشتفي الصادي
ويحظى وليكم بإدراك المرام


ابو بحر

الحمدان
09-06-2024, 01:18 PM
لم أتخذ منك غير متّخَذِ
فما لِحَظِّي غدا بمنتبَذِ

ما إن أرى رقيةً تُقرُّبُني
منك ولا أُخذةً من الأُخذِ

محبةً لا قَرُبتُ منك متى
لم يُتمثَّل بها ولم يُشَذِ

لا تسْلمنِّي إلى الزمان وقد
أنقذتني منه أيّما نَقَذِ


ابو بحر

الحمدان
09-06-2024, 01:18 PM
يا من نأت بهمُ الديار فأصبحوا
مستوطنينُ على النوى الألبابا

إن تُكسِبِ الألقابَ من يُدعى بها
شرفاً فقد شّرفتمُ الألقابا

فارقتم فجعلت زقومَ الأسى
زاداً وغساق الدموع شرابا

أكذاك كل مفارق أم لم يكن
قبلي محب فارق الأحبابا

يامنتهى الآراب هذي مهجتي
قد قُطِّعت من بعدكم آرابا

وتأسفي أني غداةَ فراقكم
لم أقض من نوديعكم آرابا

اني لأعجَبُ من مراجعة النوى
عن ربعكم لي جيئة وذهابا

ماذقتُ عذبَ القرب الا ردَّهُ
وشكُ التفرّق والبعاد عذابا

قد جرّد التفريقُ سيفاً بيننا
أفما يتيح له اللقاء قرابا

ياهل ترون لنازحٍ قذفت به
أيدي البعاد لجدّ حفصَ ايابا



ابو بحر

الحمدان
09-06-2024, 01:18 PM
تِلكَ السَجايا الَّتي لَم تُبقِ مَكرُمةً
إِلّا وَقَد أَحرَزَت في شَأوِها قَصَبا

وَنَجلُكَ الملِكُ المَأمونُ مُنتَهِجٌ
آثارَ مَجدِكَ لَم يَعدِل بِها أَرَبا


فَهوَ الَّذي زانَ سِلكَ العِزِّ مُتَّسِقاً
وَهوَ الَّذي كانَ للعَلياءِ مُنتَخَبا

لا زالَ مُلكُكَ بِالتَخليدِ مُقتَرِناً
يَجُرُّ ذَيلاً عَلى الأَملاكِ مُنسَحِب


المسفيوي

الحمدان
09-06-2024, 01:19 PM
فَإنَّنِي عَنْ فَهْمِ ذا وَاقِفٌ
وإنَّني مِن أمْرِهِمْ أعْجَبُ

فَاثْبِتْ إذا مَا جِئْتَنَا كُلَّمَا
تُرِيد مِن حَضْرَتِنَا تَذهَبُ

عَلى الذي يَبغُونَه وَالذِي
تَبْغِي لِيَهْنَا لَكُمُ الْمَطْلَبُ

فَإنَّني أكْرَه تَشوِيشَكُمْ
فِي سَاعَةِ فِيهَا الصَّفا يُطْلَبُ



الورغي

الحمدان
09-06-2024, 01:19 PM
فَيَا أيُّها الْمَولى الذي طَارَ صِيتُهُ
فَزَاحَمَ أقْطَارَ السَّمَا بِالْمنَاكِبِ

غَدَتْ بِكَ أجنَاسُ الْفَجُورِ شَقِيةً
حَيَاةً وَفِي أجدْاثِها وَالتَّرائِبِ

وَدَوَّخْتَ أرضاً لَمْ يَطَأهَا بِجَيشِهِ
زَعيمٌ وَلاَ وَهْمُ الْمُلُوكِ الذَّوَهِبِ

وَشرَّدْتَ أحْلافَ الفَلاَ عَنْ دِيارِهِمْ
فَرَاحُوا عَلَى الْعَمْيَا بِشَرّ المَذاهِبِ

فَهَلْ بَاتَ جَفْنٌ مِنْهُمُ غَيْرَ سَاهِرِ
وَهَلْ صَارَ قَلْبٌ مِنْهُمُ غَيْرَ وَاجِبِ

وَغَيرُ عَجِيبٍ قَبضُكَ الأرْضَ كُلَّهَا
وَعِنْدَكَ سَيفُ السَّعدِ أوَّلُ ضَارِبِ


الورغي

الحمدان
09-06-2024, 01:19 PM
وإن جَلَوا الجِهادَ الأمنُ منبسِطٌ
أو يُدْبِروا فَبِسَاطُ العَفوِ منقَلِبُ

والرَّمحٌ مُرتَجِزٌ والطَّرفُ مُنْحَفِزٌ
وَالسَّيفُ منتَصِبٌ وَالبَطْلُ منْتَدِبُ

همُ رأوْا كَيْفَ دسْتَ الغَورَ منْتَقِماً
وَكَيفَ تَنْصَبُ مِن أنيَابِكَ النُّوب

عِنايَةٌ حزتَهَا دُونَ المْلوكِ وَقَد
أثْنَوا عَلَيْكَ وَمَا يَدرُونَ مَا السَّبَبُ

وَذاكَ صَادِقُ رؤيْاكَ التي سَلَفَتْ
فَإنَّ مَولاكَ لاَ يُكدِي إذا يَهَبُ

لاَزِلتَ حَيَّاً لِهَذا الملكِ تَنصُرُهُ
لِلهِ تَفعَلُ مَا يُرضِي وَتَجْتنِبُ

ولابِرحْتُم بِهَذا المُلكِ أنديِةً
تَحلو بِمدْحِكُم الأشعَارُ وَالخُطَبُ


الورغي

الحمدان
09-06-2024, 01:20 PM
فَيَا أيُّها الْمَولى الذي طَارَ صِيتُهُ
فَزَاحَمَ أقْطَارَ السَّمَا بِالْمنَاكِبِ

غَدَتْ بِكَ أجنَاسُ الْفَجُورِ شَقِيةً
حَيَاةً وَفِي أجدْاثِها وَالتَّرائِبِ

وَدَوَّخْتَ أرضاً لَمْ يَطَأهَا بِجَيشِهِ
زَعيمٌ وَلاَ وَهْمُ الْمُلُوكِ الذَّوَهِبِ

وَشرَّدْتَ أحْلافَ الفَلاَ عَنْ دِيارِهِمْ
فَرَاحُوا عَلَى الْعَمْيَا بِشَرّ المَذاهِبِ

فَهَلْ بَاتَ جَفْنٌ مِنْهُمُ غَيْرَ سَاهِرِ
وَهَلْ صَارَ قَلْبٌ مِنْهُمُ غَيْرَ وَاجِبِ

وَغَيرُ عَجِيبٍ قَبضُكَ الأرْضَ كُلَّهَا
وَعِنْدَكَ سَيفُ السَّعدِ أوَّلُ ضَارِبِ

كذَلِكَ يَعْلُو لِلمُحِيطِ وَيَرتَقي
عَنِ الدَّونَ مَن يَبغِي نَقِيَّ المَنَاقِبِ

فَلاَ زِلْتَ مَيمُوناً لَدَى كُلً وِجْهًةٍ
وَنَجْمُكَ مَقْرونٌ بِحسنِ العَوَاقِبِ


الورغي

الحمدان
09-06-2024, 01:20 PM
هُوَ الْعِز في سُمْرِ الْقَنَا والْقَواضِبِ
وَإلاَّ فَمَا تُغْنِي صدور الْمَرَاتِبِ

وَسِيَّانِ أغْمَار الرِّجَالِ وصِيدهَا
إذا لَمْ يُمَيَّزْ فَضْلُهَا بِالتَّجَارِبِ

وَمَنْ زَاحَمَ الأخْطَارَ أحْمَدَ غبَّهَا
فَإمّا لِظَفْرٍ أوْ لِدَفْعِ الْمعَاتِبِ

وَلَوْ كَانَ إحْرَاز الفْضَائلِ هَيِّناً
لَسَادَ بِمَحْضِ الْقَولِ مَنْ لَمْ يُضَارِبِ

وَمَنْ عَرَفَ الأيَّامَ قَصّ غرِيبَهَا
وَفِي قِصَصِ الْبَاشَا عُيُونُ الْغَرَائِبِ

هُوَ الْمَلِك الدَّاعِي إلىَ الْحَقُ وَحْدَه
وَإنْ كَثُرَتْ أهْل الدَّعَاوى الْكَوَاذِبِ

أخُو الْعَزَمَاتِ الغُر ّلَوْ قارع السُّهَا
لأصْمَى بِسَهْم ٍحيث يَمَّمَ صَائِبِ

جَرِيُّ جَنَانٍ ليس يَنْفَكُّ نَاهِضاً
إذَا هَمَّ أوْ يَبْتَز أسْنَى الْمَطَالِبِ

يَرَى فلتاتِ الدَّهْرِ قبل نُزُولِهَا
وَيَعْلَم ما فِي الصّدْرِ قبل التَّخَاطُبِ


الورغي

الحمدان
09-06-2024, 01:20 PM
صرفتُ عن الكيميا هِمّتي
وصرَّفتُها في اكتساب الأدبْ

فما قُلتُ للبدرِ أنت اللّجين
ولا قلتُ للشمس أنت الذهبْ


الهبل

الحمدان
09-06-2024, 01:21 PM
لا تعتبرْ ضعفَ حالي واعتبر أَدبي
وَغُضّ عَن رثَّ أطماري وأَسْمالي

فما طِلابيَ لِلّدنيا بممتنعٍ
لكنْ رأيتُ طِلابَ المجد أَسْمَالي


الهبل

الحمدان
09-06-2024, 01:21 PM
أخفِضُ للخلّ من جناحي
إن كان عند الخطوب خلا

وذاك مَعْ مَنْ أحبّ دأبي
أن يرع لي ذمّةً وإلاّ


الهبل

الحمدان
09-06-2024, 01:21 PM
قل للحواسد إن الله أكرمنا
بما ترون ومنه الفضل والمدَدُ

الحمد لله كم فينا لخَالقنا
مواهب ليس يحصي شكرها أحدُ

فإن قدرتم على تحويل أنعمه
عنّا فدونكمُ يا قوم فاجتهدوا

فلا أزالَ إلاه الخلق أنعمه
عنّا ولا زال عنكم ذلك الحسدً


الهبل

الحمدان
09-06-2024, 01:22 PM
أنا السيفُ لا تُختشى نبوتي
إذ أُحشيتْ نبوة القاضبِ

إلى ذي القفار اعتزائي كما
إلى حيدر يعتزي صاحبي


الهبل

الحمدان
09-06-2024, 01:22 PM
أحسودُ قُلْ ما شِئت فيَّ
لكَ البقاءُ من الملامَهْ

فخري كشمسٍ أشرقَتْ
لم تُخفِها أبداً غمامَهْ

أحسودُ يا تِربَ السَّفالَةِ
والجهَالةِ والّلآمَهْ

لِمَ لا يطول على الورى
من كان حيدرةٌ إمامه

من بالكِتاب وعُتُرة المخْتارِ
قد أضحَى اعْتِصَامَهْ

واختارَ دينَ أبي الحُسَين
لِحبّ حَيدرةٍ عَلامَهْ

مَن بالولاءِ لِحَيدَرٍ
يُنجوُ ويأمنُ في القِيامَهْ

ويَروحُ مسروراً غداً
يوم التّغابنِ والنّدامَهْ

ويحوز في جنّات عَدْنٍ
ما يحبُّ من الكرامَهْ

وتديرُ ولدانُ الجنانِ
عليه كاسات المدامَهْ

ولَرُبّ كأسٍ فضّ عن
مسكٍ بلا حرجٍ ختامَهْ


الهبل

الحمدان
09-06-2024, 01:23 PM
أبكي حياتك آسفا لذهابها
قبلي وأبكي من بقاء حياتي

قد سار قبلك حافظ فتبعته
وبقيت وحدي اليوم للنكبات

يا صاحبي قفا قليلا إنني
عما قليل فانظراني آت

إن مت تحزن في العراق أحبتي
حينا وتفرح في العراق عداتي

وأود إن راموا انتقادي ميتا
أن لا يكون من العداة قضاتي

لم يبق من جيل تقضى عهده
إلا بقايا أعظم نخرات

يا قبر شوقي إنني من أدمعي
مهد إليك قصائدا عطرات

من ذا يسد على الرياض أنيقة
عند الصباح منافذ النسمات


الزهاوي

الحمدان
09-06-2024, 01:24 PM
خرت لعزة شعرك الشعراءُ
فكأنهم أرض وأنت سماء

ما كنت إلا كوكبا متوقدا
قد خر منحدرا له ضوضاء

كنا نرى ما كان ضؤوك فاعلا
فلننتظر ما تفعل الظلماء

من بعد در كنت تنظم عقده
برزت تريد لتلمع الحصباء

لفظ جميل فيه معنى رائع
هو في المعاني وحده العذراء

اليوم باق للقريض بحوضه
ماء وأخشى أن يجف الماء

ولقد خفيت على ظهورك مدة
عن أعيني ومن الظهور خفاء

جل مصابك إنه اهتزت له
أعلام مصر وماجت الدأماء

عجلت في الترحال يا شوقي وقد
بقيت هنالك لم تقل أشياء

قالوا سينبغ عبقريّ مثله
قلنا بلى لو أنجب الآباء


الزهاوي

الحمدان
09-06-2024, 01:38 PM
يا عَبلَ قَد هامَ الفُؤادُ بِذِكرِكُم
وَأَرى دُيوني ما يَحُلُّ قَضاها

يا عَبلَ إِن تَبكي عَلَيَّ بِحُرقَةٍ
فَلَطالَما بَكَتِ الرِجالُ نِساها

عنترة بن شداد

الحمدان
09-06-2024, 01:39 PM
عَفا اللَهُ عَن لَيلى وَإِن سَفَكَت دَمي
فَإِنّي وَإِن لَم تَحزِني غَيرُ عاتِبِ

عَلَيها وَلا مُبدٍ لِلَيلى شِكايَةً
وَقَد يَشتَكي المُشكى إِلى كُلَّ صاحِبِ

يَقولونَ تُب عَن ذِكرِ لَيلى وَحُبِّها
وَما خَلِدي عَن حُبِّ لَيلى بِتائِبِ

قيس بن الملوح

الحمدان
09-06-2024, 01:40 PM
جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ
‏وَإنْ كانت تُغصّصُنِي بِرِيقِي

‏وَمَا شُكْرِي لهَا حمْداً وَلَكِن
‏عرفتُ بها عدوّي من صديقي

الشافعي

الحمدان
09-06-2024, 01:41 PM
وَتَزعُمُ لَيلى أَنَّني لا أُحِبُّها
بَلى وَاللَيالي العَشرِ وَالشَفعِ وَالوَترِ

بَلى واَلَّذي أَرسى بِمَكَّةَ بَيتَهُ
بَلى وَالمَثاني وَالطَواسينِ وَالحِجرِ

بَلى وَالَّذي ناجى مِنَ الطورِ عَبدَهُ
وَشَرَّفَ أَيّامَ الذَبيحَةِ وَالنَحرِ

بَلى وَالَّذي نَجّى مِنَ الجُبِّ يوسُفًا
وَأَرسَلَ داوُودًا وَأَوحى إِلى الخِضرِ

بَلى وَالَّذي لا يَعلَمُ الغَيبَ غَيرَهُ
بِقُدرَتِهِ تَجري المَراكِبُ في البَحرِ

سَأَصبِرُ حَتّى يَعلَمَ الناسُ أَنَّني
عَلى نائِباتِ الدَهرِ أَقوى مِنَ الصَخرِ

سَلامٌ عَلى مَن لا أَمَلُّ حَديثَها
وَلَو عاشَرَتها النَفسُ عَشرًا إِلى عَشرِ

قيس بن المُلوّح

الحمدان
09-06-2024, 01:42 PM
أنا عَالِمٌ بالحُزنِ مُنذُ طُفولَتي
رفيقي فما أُخطِيهِ حينَ أُقابلُه

وإنّ لَهُ كَفًّا إذا ما أراحَها
عَلىٰ جَبَلٍ ما قَامَ بالكَفِّ كَاهِلُه

يُقَلِّبُني رأسًا عَلىٰ عَقِبٍ بها
كما أمسَكَت سَاقَ الوَلِيدِ قَوَابِلُه

ويَحمِلُني كالصَّقرِ يَحمِلُ صَيدَهُ
ويَعلُو به فَوقَ السَّحابِ يُطَاوِلُه

فإن فَرّ مِن مِخلابِهِ طاحَ هَالِكًا
وإن ظَلَّ في مِخلابِهِ فهوَ آكِلُه

تميم البرغوثي

الحمدان
09-06-2024, 01:45 PM
اقولُ اَمامَ الناسِ لَستِ حَبيبَتي
واعرِفُ في الاَعماقِ كَمْ كُنتُ كاذِبا

وازعُمُ اَنَّ لا شَيءَ يَجمَعُ بَينَنا
لاَبعِدَ عَنْ نَفسي و عَنكِ المَتاعِبا

نزار قباني

الحمدان
09-06-2024, 01:47 PM
وإذا هَمَمتُ بوَصلِ غَيرِكِ رَدّني
وَلَهٌ إلَيكِ وشَافِعٌ لكِ أوّلُ

وأعِزُّ ثُمّ أذِلُّ ذِلّةَ عَاشِقٍ
والحُبّ فِيهِ تَعَزّزُ وتَذَلّلُ

البحتري

الحمدان
09-06-2024, 01:48 PM
إن أضمرَ الصبُّ في أعماقهِ ألما
فقد أبانَ وأفشىٰ الدمعُ ما كتما

تجمّعَ الشوقُ في أضلاعهِ فغدت
عيناهُ تغدِقُ من أشواقهِ حِمما

محمد عبدالعزيز

الحمدان
09-06-2024, 01:50 PM
مَا بَيْنَنَا الْعُذْرُ كَيْ تَأْتِي بِهِ خَجلًا
مَا بَيْنَنَا يَا صَدِيْقِي الْحُزْنُ وَالْأَسَفُ

هَاتِ الْهُمُوْمَ الَّتِي أشْقَتْكَ وارمِ بِهَا
وهَاتِ رَأسَكَ إنِّي هَا هُنَا كَتِفُ

....

الحمدان
09-06-2024, 02:59 PM
إذا مر في واد العفاة سحابه
سقاها من التبر المذاب فأحياها

إذا شاء أمراً كان غير مراقب
سوى اللَه فيه لا وزيراً ولا شاها

وثبعان موسى يوم ألقت حبالها
لإبطال دعواه فأبطل دعواها

ودانت له عبادة العجل صورة
نفاقاً ولولا الصفح عنها لأخزان

ويجزي بحسناء عن السوء آفةً
وهل فتيةٌ تجزي عن السوء حسناها


قفطان

الحمدان
09-06-2024, 02:59 PM
فقلت له من ذا قضى اليوم نحبه
فقال قضت في آخر الليل منور

رمت نفسها من قنة القصر فارتدت
لأن فراش القصر يا صاح مرمر

لقد كرهت أن تنظر الدهر عينها
ووجه أبيها في التراب معفر

مشينا ونعش البنت إذ ذاك بيننا
نحف به مثل العروس موقر

يكلله ثوب من الخز أخضر
يطرزه نقش من الدمع أحمر

وخلف رفيع النعش تهرع أمها
وتلقى أزاهيرا عليه وتنثر

تصعد من فرط الأسى زفراتها
وتخمش خدا ليس بالخمش يشعر

وتصرخ وابنتاه يا غاية المنى
بمن بعد ذا أسلو بمن اتصبر

تقوم أمام النعش توقف سيره
فتمنعنا عن نقله وتؤخر

إلى أن أتينا بعد بضع دقائق
إلى بئر ماء حولها القبر يحفر

فألقت بها الأم الحزينة نفسها
وفي قلبها نار الكآبة تسعر

وقد قبروا جنبا لجنب ثلاثة
بهم كان وجه القصر يزهو ويبشر

فقلت لذاك القصر والقصر أغبر
الا كل إقبال كذلك يدبر


الباجه جي

الحمدان
09-06-2024, 03:00 PM
تعاتب دهرا حيث كدر عيشها
وكانت تظن العيش لا يتكدر

تقول له يا دهر قد جئت منكرا
وهل كل فعل هكذا منك منكر

فما كان لو اخرت يا دهر نكبتي
إلى أن يقاوي الضيم جسمي ويكبر

بغدوك قد أطفأت مصباح قصرنا
فقل لي بمن من بعده نتنور


الباجه جي

الحمدان
09-06-2024, 03:00 PM
فتاة من الأعراب هيفاء معصر
يقال لها في سالف الدهر منور

من الخفرات البيض بكريزينها
حياء به من نفسها تتخفر

لها من عيون السحر عينان لم تزل
بسحرهما حتى السواحر تسحر

موردة الخدين مسكية الشذا
مهفهفة الاعطاف كالغصن تخطر

يكلل منها الرأس شعر مذهب
يحاكي شعاع الشمس ساعة تسفر

يرى وجهها الرائي فيمكث شاخصا
إليها بعين غيرها ليس تبصر

فإن طر صبح فهي كالشمس تزدهي
وإن جن ليل فهي كالبدر تبدر

لقد نشأت في قصر عز وحشمة
له السعد والاقبال يبني ويعمر

يرد على أعقابه الدهر ان سعى
ليهدم من ذاك البناء ويدحر

يحاميه من صرف الزمان أب لها
خبير بأحوال الزمان مدبر

حكيم ترى منه البصيرة ما اختفى
عن الناس فهو الحازم المتحذر


الباجه جي

الحمدان
09-06-2024, 03:00 PM
رعى الله ساعات تقضت من العمر
بدجلة والأرجاء تزهر بالبدر

وزورقنا إذ ذاك طيرا تخاله
يمد جناحيه من الشوق كالنسر

ودجلة تجري في مذاب مفضض
يمازجه ضوء المقاصير بالتبر

يلاعبه نفح النسيم فتنجلي
مويجاته عن نسج درع من الدر

ويطرب سمعي من بعيد خريره
إذا انحط من عالي إلى أسفل يجري

تعوم به من كل فجد زوارق
فمنهن ما يرسو ومنهن ما يسري

على نغم الأوتار من عود شان
بالحانة يسقي معتقة الخمر

كأنابها رحنا نزف عرائسا
من الأنس والأفراح بالعزف والزمر

لييلة أنس يا لها من لييلة
تقضت بأفراح إلى مطلع الفجر

لها عندي الترجيح ما دمت عائشا
على كل صبح قد تبلج بالبشر

ووالله لو ان تشترى لاشتريتها
بكل الليالي ما عدا ليلة القدر


الباجه جي

الحمدان
09-06-2024, 03:01 PM
عجبت لمن من دهره يتظلم
وأفعاله مما تظلم اظلم

بأسوائه للنفس يستجلب الأسى
ويرمي بهن الدهر ظلما وينقم

ولو أنصف الإنسان ما راح مسندا
إلى الدهر جرما وهو لا الدهر مجرم

ولو مثلما قد قيل للدهر سطوة
على المرء تقضي بالشقاء وتحكم

لما عاش إنسان بأرغد عيشة
على رغم دهر بالغنى يتنعم

ولو لم يقاو الدهر جزء اختيارنا
لما بعث الله رسولا يعلم

أرى المرء يشقيه قبيح فعاله
ويسعده حسن الفعال ويكرم

وما الدهر إلا مسرح وفعالنا
تمثل فيه ما نرى وتجسم

ولكن أبى الإنسان إلا تحاملا
على الدهر فيما قد جنى حين يندم

وذلك طبع راسخ في وجوده
مدى العمر لا يبلى ولا يتصرم


الباجه جي

الحمدان
09-06-2024, 03:01 PM
تجرد ما استطعت وعش وحيدا
إذا ما رمت أن تحيى سعيدا

أرى الإنسان في دنياه يشقى
إذا هو لم يعش فيها فريدا

فإن سدت الورى وافاك هم
لأنك قط لا ترضي العبيدا

وان تك بينهم عبدا ذليلا
تجد مولاك جبارا عنيدا

فإرضاء الخلائق ليس سهلا
وأن أفنيت دونهم الوجودا

لأن الخلق مختلفون طبعا
وطبعا أن ترى فيهم جحودا

محال أن ترى في الدهر خلا
وفيا عن ودادك لن يحيدا

فكم من صاحب لي بعد عهد الـ
ـمودة والاخا نكث العهودا

وصفو العيش تلقاه إذا ما
تركت الأهل والخل الودودا

وجبت الكائنات وأنت حر
إلى حين به تلقى اللحودا

وليس بضائر ان قيل هذا
إلى حين به تلقى اللحواد

وليس بضائر ان قيل هذا
غدا متوحشا عنا شرودا


الباجه جي

الحمدان
09-06-2024, 03:05 PM
لاح المشيب ولم تزهد ولم تتب
إلام هذا التصابي بآبنة العتب

أنستك نشوتها كأس الحمام وكم
من شارب مات بين الأنس والطرب

قد كفن الشيب منك الوجنتين متى
تتوب من معصيات اللهو واللعب

أراك تعتب ان نابتك نائبة
على الزمان وتشكوه من الوصب

ولست تذكر ما قد كنت مقترفا
من المعاصي في ماض من الحقب

ما نابك الدهر يا هذا بلا سبب
لكل نائبة لا بد من سبب

من يتق الله في كل الأمور يكن
محصنا آمنا من طارق النوب

ومن يكن بمعاصي الله منهمكا
فليرتقب منه يوما بطشة الغضب

فاختر لنفسك إحدى الحالتين ولا
تعاتب الدهر ان تختار ذا نصب

والنفس إياك لا تخضع لها ابدا
فتابع النفس لم يسلم من العطب

فإنها شرك الشيطان ينصبه
وللشياطين فينا أعظم الأرب

إني نصحتك فاختر ما تشاء وذا
مني اليك زكاة النصح في رجب


الباجه جي

الحمدان
09-06-2024, 03:06 PM
توسّل بالنبي فكل خطبٍ
يهون إذا توُسِّل بالنبيّ

ولا تجزع إذا ما ناب خطبٌ
فكم لله من لطفٍ خفيّ


السويدي

الحمدان
09-06-2024, 03:06 PM
ما بعد ربك من عظيم يرتجى
غير الرسول الصادق المأمون

نوِّه به في كل حُطبٍ لائذاً
بجنابه تلقى حمى الدارين

واستنزل البركات في ذكر اسمه
عند الصلاة عليه في العصرين

إن الصلاة عليه للدنيا لها
نفع فتنفع من عمى العينين

وبها تُردُّ الموبقات ويُدفعُ ال
مكروه من غرقٍ ومن طاعون

وبها من النار الحراق تحصُنٌ
وبها لدى عُسرٍ قضاء الدَّين

وبها منافع لا تُعد وإنها
ترقى بصاحبها لعِلّيين

فأدِم صلاتك ما استطعت مصلياً
فهي العبادة لا تُشان بشَين


السويدي

الحمدان
09-06-2024, 03:07 PM
من في العراق من الخطوب يقيني
من في العراق يزيد فيه يقيني

إني يئست من النصير وكيف لا
واليأس أصبح شعبة من ديني

يا لهف نفسي قد غُبِنت وأصعب ال
أرزاء رزء العالمِ المغبون

ضُيِّعت في بغداد بين مخرطمٍ
فدمٍ وبين مُعمَّمٍ مجنون

ذهبت أهاليها وإني منهمُ
لكنهم لشقاوتي أبقوني

إن حطّ منزلتي الزعانف ما دروا
ذكري غداً في قنّة الراهون

يا ليتهم لمّا أطاعوا غيّهم
وعَصَوا هداي عن الحمى طردوني


السويدي

الحمدان
09-06-2024, 03:08 PM
يا عين نلت المنى فاستبشري وسلي
هذا الحبيب وهذا سيد الرسل

هذا الرسول الذي كانت رسالته
مقرونة باسمه في سابق الأزل

هذا الذي قبل بعثٍ كان مشتهراً
بصيغة الصدقِ في قولٍ وفي عمل

هذا الذي دُعي المأمون من صغرٍ
إذ كان لا زال منحازاً عن الزلل

هذا الذي كان من نور تنقّله ال
أصلاب من رجلٍ زاكٍ إلى رجل

هذا الذي أخبر الكهّان من قدم
عنه وأنبأت التوراة في الأُول

هذا الذي صدع الديوان مولده
ونار فارس أطفأها على عجل

هذا الذي نكس الأصنام مولده
وكل مَلكٍ رُمي بالذلّ والخَبَل

هذا الذي شقّ عن صدرٍ له كرماً
وقد ملي من بحار العلم أيّ حلي

هذا الذي كان يُستسقى الغمام به
إذا تفاقم جيش الجدب والمَحَل

هذا الرسول الذي كانت تظلّله
غمامة من هجير الشمس لم تزل

هذا الذي كان محجوباً بغار حِرا
عن الورى يعبد الرحمن في وجل

هذا الذي جاءه جبريل فيه لدى
بداية الوحي باقرأ باسمه الأزلي

هذا الذي قد أتاه الروح ينبئه
أنهُ الرسولُ وأنهُ خاتم الرسل

هذا الذي جاء بالقرآن معجزة
ما بين أظهر أقوام ذوي جدل

هذا الذي نطق الضّبُّ الصموت له
مثل الغزالة والسرحان والحمَل

هذا الذي سبّحت في كفّه جُملٌ
من الحصى واعتراها خفّة الجذل

هذا الذي لان صخر تحت أخمصه
حقاً وحنّ إليه الجذع من نَخَل
هذا الذي قد أتت تسعى بلا قدم

إليه أشجار ذاك الربع والطلل
هذا الذي درّ ضرع الشاة بعد جفا

فِهِ له لبنأ أحلى من العسل
هذا الذي ردّ عيناً بعدما ذهبت

وقد شفى ريقُه عين الإمام علي
هذا الذي سال سيحاً من أصابعه

ماء كنهرٍ جرى في السهل والجبل
هذا الذي رحمة للعالمين أتى

دنياً وأخرى أمِنّا فيه من نكَل
هذا الشفيع الذي ترجى شفاعته

فينا لكل مهولٍ كان من زلل
هذا الهُدى كلُّه هذا البشير لنا

هذا النذير من العصيان في العمل
هذا الرؤوف بنا هذا الرفيق بنا

هذا الودود لنا مذ كان لم يزل
هذا الذي ما له ظِلٌّ يبين وهل

لخالص النور من ظل ومن مثل
هذا الذي كان طُهراً مذ ولادته

عن كل منقصة في العالمين خلي
هذا الذي انتصف البدر المنير له

فانشقّ منفعلاً نصفين من خجل
هذا الذي بالصبا والرعب نصرته

وبالملائكِ والإسلام والقَبَل
هذا الشجاع الذي ما ذلّ قط ولم

يهب لدى الحرب من سيفٍ ومن أسل
هذا الذي أظهر الإسلام منفرداً

حتى عدا غُرّةً في الأعصُرِ الأوَل
هذا الذي دلّ طود المشركين فلن

يبينَ مستنجد باللات والهُبَل
هذا الذي يوم بدرٍ فلّ جمعَهم

بقبضة التربِ لا بالخيل والرَجَل
هذا الذي ردع الكفار كلهم

من كلّ قسوَرَةٍ ذي لبدةٍ بطل
هذا قريشٌ له لانت وشدّتها

قبلاً تقاوم صعب الصخر في القلل
هذا أبو الحوض نُسقى من جوانبه

ماءً فراتاً فلم نظمأ إلى أجلِ
هذا رضا اللَه خير الرسل كلهم

والجوهر الفرد في افضاله الجزل
هذا الذي لم يدَع للرسل مكرمة

إلا وقد حازها حاشاه عن مثل
هذا الذي أمَّ كل الأنبياء لدى

عروجه فاقتدوا بالكامل الرجل
هذا الرسول الذي آياته ظهرت

هذا الذي خرق السَّبع الطِباق على
متن البُراق وكل الحُجب عنه جُلي

هذا الذي زُجّ في نور فكلّمه
الرحمن من غير خوف ولا وجل

هذا الذي ربُّنا صلى عليه ومن
صلّى الإله عليه سيد الرسل


السويدي

الحمدان
09-06-2024, 03:09 PM
ولا تظنّنّ أني غير منتبهٍ
ولست أعلم ما أُبقي وما أذرُ

ما فيَّ جبنٌ ولا بخلٌ ولا حسدٌ
ولا نفاقٌ ولا لؤمٌ ولا خَوَر

مجدي تليدٌ ونفسي حرةٌ ويدي
بسيطة وخصالي كلها غرر

وما اعتراضي على ربي ليقضي لي
ما لا يشاء ولي في العقل مزدَجَر


السويدي

الحمدان
09-06-2024, 03:09 PM
قالوا قعَدتَ فلم تخرج فقلت لهم
بعدي عن الناس في هذا الزمان حجا

إذا خروجك لم يخرجك عن كرب
حسَدت من كان وسط البيت ما خرجا


السويدي

الحمدان
09-06-2024, 03:10 PM
إنما النصر في شبا المشرفيّاتِ
وزُرقٍ من النصال حِداد

ورجال تلقاهم لجّة الهيجاء
فوق النسور كالأطواد

لكن اللَه حيث قدّر أمسوا
لم يكن غير ما قضى بمراد


السويدي

الحمدان
09-06-2024, 03:10 PM
حَنانَيكَ أنَّ الشيءَ بالشيء يُذكر
فلا تعجبي يا هنذ إذ صرتُ أضجر

رايت على العشّار بنتاً صغيرة
كزمزم بنتي وجهها متغيّر

فلما رأتني مقبلاً فوق حجرتي
بعِمَّتي الكبرى غدَت تتعثّر

من الخوف مني وهي في القلب حبّها
كرامة من في القلب لا زال يُذكر

فهاج غرام القلب غبّ سكونه
وسالت من العينين للوجه أبحر

أزمزمُ إني ما نسيتُك ساعةً
من الدهر هل إني بقلبك أخطر

أزمزم إن قد كنت أنت نسيتني
لِلَهو فإني بالجَفا لك أذكر

أزمزم إن أبصرت كل عشيرتي
فإني أبوهم لست أنسى وأحقر

وإن كان لعبُ الدرب أنساك والداً
فإني لا أنسى وإن كنت أُقبَر

أأنسى بُكاك إذ خرجتِ عشيةً
عليَ وهذا الذِّكر للقلب يفطر

كلانا سنسلو غير أنك خِلقةً
لك الضعف لا يأتيك منه تكدّر


السويدي

الحمدان
09-06-2024, 03:11 PM
لله منزلنا على الزوراء
درّت عليه هواطل الأنواءِ

وجرت عليه من الصَّبا أرواحها
تجري عليه ببكرة ومساء

يا راكب الوجناء وقّيتَ الردى
إن جئت كرخاً فارنُ في الأنواء

وانشد فؤاداً ضلَّ في عرصاته
قد كان عند الغادة الوطفاء

واخبر رجال الحيّ عنّي قائلاً
غادرته في البصرة الفيحاء

قد سوّدته يد الفراق لكونه
يبكيكم بالدمعة الحمراء

أمسى ضئيلاً لا يطيق تحرّكاً
مما به قد حل من برحاء


السويدي

الحمدان
09-06-2024, 03:11 PM
حزمتُ العلم من صِغَرٍ إلى أن
بلغت الخمس فوق الأربعينا

ودرّستُ العلوم وكم مُفادٍ
غريبٍ قد أوفدتُ الطالبينا

ولم يكُ مقصدي في ذا اشتهاراً
ولا رغماً لأنف الحاسدينا

ولكني خدمتُ به المرجّى
شفيع الخَلقِ خير المرسلينا

فكيف أُضام والمختار أضحى
عن الأنكاد لي حصناً حصينا

وكيف ينالني جور الأعادي
ومن حزبي رسول العالمينا

فكم جهِلت جبابرة علينا
فأمسى الكلُّ في جَدثٍ رهينا

ألا من يُخبر الأعداء عنا
بأنّا فوق جهل الجاهلينا

وأن اللَه دام لنا نصيراً
وأن اللَه مولى المسلمينا

وأن البغي مرتعه وخيم
وأن عدوَّنا لم يبق حينا

على أني وعمرك لست أخشى
على الأعداء أو أبدي حنينا

ولكني أخاف إذا عذابٌ
أتاهم أن ينال الصالحينا


السويدي

الحمدان
09-06-2024, 03:12 PM
وليلة زاد اشتياقي بها
فخلتُها من آخر العُمر

على لظى الوجد ونار الجوى
بقيتُ حتى مطلع الفجر


السويدي

الحمدان
09-06-2024, 03:14 PM
تجافَى النومُ بعدَكِ عن جُفوني
ولكِن ليسَ يَجفوها الدموعُ

يطيبُ ليَ السُّهادُ إذا افترقنا
وأنتِ بهِ يطيبُ لكِ الهجوعُ

يطيرُ إليكِ من شوقٍ فؤادي
ولكِن ليسَ تترُكهُ الضلوعُ

كأنَّ الشمسَ لمَّا غبتِ غابَت
فليسَ لها على الدنيا طلوعُ

....

الحمدان
09-06-2024, 03:15 PM
أصومُ عن الأشواقِ لكن خواطري
تُسافرُ في عينيكِ قسْرًا فأفطرُ

وأغمض جفني علّه يعرف الكرى
وتأتيه بعد الغمض طيفاً فيسهر

....

الحمدان
09-06-2024, 04:00 PM
رزئت أباً لو طالب الدهر نفسه
بمثل له ندب لما جاء بالمثل

ولكن كفتنا اليتم دولة أحمدٍ
بأن لنا فيها ولياً من الفضل


مطران

الحمدان
09-06-2024, 04:00 PM
ضحَّاكةً كالنور في الزهر
رقاصةً كالغصن في الوادي

كرارةً كنسيمة السحر
ثرثارةً كالطائر الشادي


مطران

الحمدان
09-06-2024, 04:01 PM
سما مرامي وشطت
آمالي الوثابه

فخانني بعد همي
والهمة الغلابه

من كل ذات غراس
فتانةٍ خلابه

عن كل بنت ربيع
بحسنها تنتابه

براقبة عن ذكاء
ضحاكة عن نجابه

فواحة عن خصال
ذكية مستطابه

نقية لم تطالع
بأعين مرتابه

للمجتلي هي روض
وللشجى صحابه


مطران

الحمدان
09-06-2024, 07:47 PM
وَدَّعْتُها ولَهِيبُ الشّوْقِ في كَبِدي
والبَيْنُ يُبْعِدُ بينَ الرُّوحِ والجسَدِ

وَدَاعَ صَبّيْنِ لَمْ يُمْكِنْ وَدَاعهما
إِلاَّ بلَحْظَةِ عَيْنٍ أَوْ بَنانِ يَدِ

وَدَّعْتُها لِفِراقٍ فاشْتَكَتْ كَبِدِي
إِذْ شَبّكَتْ يَدَها مِنْ لَوْعَةٍ بِيَدِي

وحاذَرَتْ أَعْيُنَ الواشِينَ فانْصَرَفَتْ
تَعَضُّ مِنْ غَيْظِها العُنّابَ بالبَرَدِ

فكانَ أَوَّلُ عَهْدِ العَيْنِ يومَ نَأَتْ
بالدَّمْعِ آخِرُ عَهْدِ القَلْبِ بالجَلَدِ

جَسَّ الطّبيبَ يَدي جَهْلاً فقلتُ لهُ
إِنَّ المَحَبّةَ في قَلْبي فَخَلِّ يَدي

ليسَ اصْفِراري لِحُمّى خامَرَت بَدَني
لكنَّ نارَ الهوى تَلْتَاحُ في كَبِدِي

فقال هذا سَقَامٌ لا دَواءَ لَهُ
إِلاَّ بِرُؤْيَةِ مَنْ تَهْواهُ يا سَنَدِي

....

الحمدان
09-06-2024, 07:50 PM
أمَا خَطَرَتْ ببالِكَ ذكرياتي
ألَمْ يَهزَزكَ شوقٌ أو هُيامُ

أمَا قاسَيتَ ظُلمَ الليلِ قل لي
أوَاعَجَبي لِجفنِكَ إذ يَنَامُ

ألَمْ تَعصِرْكَ لَحظاتُ اشتياقي
مَا جَافاكَ يا وَجَعي المَنامُ

أمَا تَمْتَمتَ لو هَمساً بِاسمي
وَخَانَ الكبريَاءُ بكَ الكلامُ

أمَا فَكّرتَ أن تُبدي اتصَالًا
يُطَمئنُ وَحشَتي فيهِ السلامُ

أوَاعَجبي لقلبكَ كيفَ يَقسو
على قَلبي وَ قدْ طالَ الخصامُ

رضوان ابو محمود

الحمدان
09-06-2024, 07:53 PM
ثِقْ بالحليم تهون كلُّ بليَّةٍ
‏فهو الذي يجلو البلاءَ ويبْتَلي

‏يا صاحبي اعقلها وقلبك مُوقنٌ
‏بالمُستعان وبالمُهيمن والوَلي

‏سيحلُّ صُبْحٌ بالبشائر مُشرقٌ
‏ويُزامن الإشْراق شدْو البُلبُلِ

....

الحمدان
09-06-2024, 07:55 PM
‏أما والذي لا يملِك الأمرَ غيرهُ
‏ومن هو بالسر المُكتّم أعلمُ

‏لئِن كان كِتمان المصائبِ مؤلمًِا
‏لإعلانُها عِندي أشدّ وآلمُ

‏صبرتُ عن الشكوى حياءً وعفّةً
‏وهل يشتكى لدغَ الأراقِم أرقَمُ

‏وبي كُلّ ما يبكي العيون أقلّهُ
‏وإن كنت منه دائمًا أتبسمُ

....

الحمدان
09-06-2024, 07:57 PM
من للطموح إذا فؤادك أعرضَ

....
‏من للحياة إذا قنعت بما مضى؟

‏لازال في الايام حلمًا مزهرًا
‏لايزهر الدربِ سوى أن تنهضَ

‏لاتنتظر من غير نفسك داعمًا
‏فالنفس أوفى من أعان

الحمدان
09-06-2024, 07:58 PM
من للطموح إذا فؤادك أعرضَ
‏من للحياة إذا قنعت بما مضى

‏لازال في الايام حلمًا مزهرًا
‏لايزهر الدربِ سوى أن تنهضَ

‏لاتنتظر من غير نفسك داعمًا
‏فالنفس أوفى من أعان وحرّضَ

....

الحمدان
09-06-2024, 08:01 PM
تَبَدَّلَ إِلاّ اللهُ والشِّعْرُ وَالهَوَى
بِقَلْبِي وَضَاقَتْ بِالوَفَاءِ صِحَابُ

وَهَلْ ضَرَّ قَلْبِي وَحْدةٌ وَتَغَرُّبٌ
أَنَا الشَّمْسُ لا يُفْنِي ضِيَايَ غِيابُ


....

الحمدان
09-07-2024, 09:10 AM
لي بالأَحبة ما لهم بي انما
شتان بين عقولهم وَجنوني

حَتّى إِذا ما ملت عنهم نَحوَ من
يُملي علي جنونه حسدوني

لبيك يا مَجنون يا هَذا الزَمي
ل وَمنصفي مِمّا به وَصموني

ما لِلخَلائق يَسخرون بنا وَهم
لَو انصفوا لثموك أَو لَثَموني

فاجابَني هم يَعمَلون بلا هُدى
وَيَرون لا بقلوبهم بعيون

وَيقدسون جسومهم ومذيقها
عيش الخَليع وَراحة المَفتون

وَيكللون رؤوسهم بالشوك وال
ازهار تحت نعالهم في الدون

وَيحاربون جسارة الافعى بِما
هُوَ الحَرير بلمسه وَاللون

هم يَضحَكون إِذا تَلاقوا بَينَما
احشاؤهم من بعضهم كاتون

صوت الغُراب شناعة وَتشاؤما
أَبهى لهم من نغمة الحسون

قل ما تَشاء كَما تَشاء فانهم
ظَلَموكَ ايضا مِثلَما ظَلَموني

هيَ ساعَة مرت عَلى نفرين
نونين بين دعابة وَمجون

واذا رايت سعادة لي بعدها
فأَنا السَعيد بساعة المَجنون


ابو بكر

الحمدان
09-07-2024, 09:11 AM
خرجت تفتش زوجها مدفوعة
بيد الخصامة وَيحها من ذي اليد

وَمَشى يفتش غيره عَن زوجة
خرجت لمعرض خدها المتورد

فَتَلاقيا وَتَكالما وَتصاحبا
وَتفارقا متواعدين إِلى الغد


ابو بكر

الحمدان
09-07-2024, 09:11 AM
نَرى نشاة لا تَستَقيم فَنَكتَفي
بسب اللَيالي أَو صروف الزَمان

وَنغمض عَن أَخلاقنا الطرف عندما
نَراها مصابا ظاهرا لعيان

أَينبت نشء صالح فوق تربة
بدار بها الزوجان يختصمان


ابو بكر

الحمدان
09-07-2024, 09:12 AM
وَلما تبسم في ناظِري
عروس الصباح عَلى المَنبَر

وَمالَت غصون الرَبيع له
وَقطر النَدى لاح كالجوهر

وَريح الخزامى وآراجها
تَروج وَتَهزأ بالعَنبر

وَزَقزَقَة الطير من طرب
كَوَلوَلة الأم للأَصغر

وَقَد قبلته بثغر صفا
عَلى الثغر وَالخد وَالمنحر

ولثغته وَهي صاغية
أَحب اليها من المزهر


ابو بكر

الحمدان
09-07-2024, 09:12 AM
دونك الصَحراء ان شئت وان
تقبل الصَحراء فيها مسكنك

أَين تلقى الصحب من شكلك من
كل من هيهات أَن لا يَلعنك
وَلتنم ما شئت فيها وَلتئن

جاعلا مأوى الأَفاعي مكمنك
وادع الأسفار أَولا فادع

أَنك المطرود من هَذا التراب
وانس ما أَبقيت في أَرجائها

من متاع ذبت في تحصيله
فَهو قَد أَمسى إِلى أَعدائها

مغنما لَم يتعبوا في نيله
حيث مد الذئب في أَنحائها

فَليَكن منتصرا في المصرع
وَلتكن بعض ضَحايا الانتداب


ابو بكر

الحمدان
09-07-2024, 09:12 AM
زفوا الفَتاة لمثر رغم رغبتها
فيمن تحب ومن آمالها سخروا

خطوا الصداق فكان الخط من ذهب
وَالطرس من فضة والبشر ينتشر

لكنهم بعد حين سطروا بدم
رسم الطلاق ألا يا ناس فاِعتبرو


ابو بكر

الحمدان
09-07-2024, 09:13 AM
لا تَلوموا الدهر في أَعماله
لَيسَ للدهر سوى تلك العبر

وافحصوا أَعمالكم كَي تبصروا
شؤمها يَبدو عيانا للبصر

كلما فكر فيكم مصلح
عاد تصلي رأسه بعض الفكر

رب ذي نصح رمى أَخلاقكم
فاِنثَنَيتُم عنه تَرمون الحجر

غير ان الخطب يَزداد إِذا
جال في نشاتنا منا النظر

حيث نَلقاهم كَما سوف تَرى
في حَياة هي أَسباب الخطر


ابو بكر

الحمدان
09-07-2024, 09:14 AM
كَفى الشرق اتعابا سهام توجع
غَوائلها تدمي الصَحيح وَتعطب

وَيَكفيه من تلك البَلايا شَديدها
وَقَد نسخت فيه الضياء غياهب

هُوَ اليَوم يَرمي للعلا مُتَسائِلا
عَلى طرق تهدي له وَتَقرب

فكن أَيُّها الغرب المُنير زَمامنا
لخير فللقطرين تلك العَواقب

وَيا شرق قف واتبع صديقك واعتبر
فحتام في فرش الشقا تتقلب

وَكبوتك افتحها فَما النوم نافع
وَما هُوَ إِلّا علة وَمَصائب


ابو بكر

الحمدان
09-07-2024, 09:19 AM
خَرَجتُ وَقَد لاحَ الصباح هرول
إِلى نسمات الروض وَالطل نازِل

فَيا له من روض بَديع تكللت
محاسنه بالدر وَالدر يجمل

وَزَقزقة الاطيار وَالديك صادح
يرددها فالكل في الزهر رافل

واغصان دوح كلما حط طائِر
تلقته بالتَصفيق اذ تَتَمايل

وَفي جيدها قطر كان بجيدها
عقودا كَما تَدري بها تتجمل

تَساقط مشغوفا بها فَتزاحَمَت
إِلى نيله الازهار وَالكل نائِل

طَبيعة ما أَبهى مناظرك الَّتي
بها لِبَقائي في الشَقا اتعلل


ابو بكر

الحمدان
09-07-2024, 09:19 AM
تعلق بأَسباب المَعالي فانما
اليك العلى تبدي الرضا لا إِلى الغير

وَقطع يدا أَمسَت تقطع بالمَدى
فؤادك يا لِلَّه من ذلك الأَمر

هي الغَفلة العظمى تفاقم خطبها
فَنابك منها الخسر أَعظَم بذا الخسر

هي الدهشة الكبرى فاما زوالها
واما زوال الشرق في غصنة الزهري

فقل أَيُّها الانسان هل انت ناقم
وَهَل أَنتَ راضي كيفما كنت في خسر

خذ الشعر واقرا ان في الشعر حكمة
وان أَنتَ لم تعمل فويلي عَلى شعري


ابو بكر

الحمدان
09-07-2024, 09:20 AM
سد ما اِستطعت عَلى ابن آدم يا أمل
أَنتَ الحَياة وَأَنتَ ما فيها أَجل

الياس يبعث في النُفوس عقاربا
تَقضي عليها بِما لديك من الحيل

كَم بائِساً انعشت فيه حَياته
وَجعلته يَرنو اليك بِلا مقل

وَمتيما أَنقذته من خطوة
كادَت تسير به إِلى الخَطبِ الجلل

ومعذبا خففت عَنه مصابه
وَقَد اغتدى يَشكو مَصائب ما حمل

وَمحاصرا في أَرضه لولاك ما اس
طاع الوقوف أَمام أَطماع الدول

كَم غاية كادَت تَكون مَنيعة
ذللتها للناس فاِختاروا العمل

كَم مسلكا وَعرا إِلى قصاده
كنت السَمير فذللوا فيه الوحل

كل المَحافِل قد حوتك كأَنَّما
فيها بما تملي علينا يحفل

كل المآتم أَنتَ فيها نازِل
ترمي إِلى تَبديد ما فيها نزل

خل المتيم والأَسيف وَخل من
قد ضاقَ ذَرعا أَو توجع واندمل

خل العروس بيتها خل الرضيع بمهده
خل اليتيم وحزنه خل المنعم والجذل

واحفل بمنكود السياسة انه
أَولى وَحاذر ان تَرى فيه الفشل

هوَ المكبل لا حديد بساقه ال
مشلول ليس بكفه بعض الشلل

هُوَ الذبيحة بالحَرير تقطعت
أَوداجه كي يستعد الى الأَجل

هي السياسة وهو تحت قيودها
فاجعله يَرنو للسعادة يا أَمل


ابو بكر

الحمدان
09-07-2024, 09:20 AM
تألقَ غربيا فذكرني الخضرا
وأذكى لنارِ الشوقِ في كبدي جمرا

إذا ما سلا قلبي بروضِ عُلومِكُم
أتتهُ جُنودُ العَهدِ تطلبُهُ قَسرا

تُثيرُ قتامَ النقعِ في رُحبِ صدرِهِ
فتملكُ منهُ القلبَ والسرَّ والجهرا

ويرتاحُ للغارات من عدوِ خَيلِها
فَيُوري لها جنباً لتأخذَهُ قَهرا

حنيناً إلى أُنسي ومعهدِ رفقتي
ومنشا شبابي لا عدمت بهِ فَخرا

بلادي التي ربَّت وحنّضت وهذبَت
فنائِسُها ما إن يَجُوعُ ولا يعرى

سَقى حَلقَ واديها وكُلَّ حُصونِها
من السحبَ غيثٌ يُمطِرُ العِزَّ والنَّصرا

بنفسي أفديها وأحمد حبَّها
وأقطعُ في مرضاتهِ البرَّ والبحرا

حماها وألقى نفسهُ دون نَيلِها
وقد جالتِ الأيدي بضرَّتِها الأخرى

وصَعَّبَ ملقاها وسهَّلَ عيشَها
وَزَيَّنَ مرآها فللَّهِ ما أدرى

فأضحتوعيناها من العشقِ ما ترى
سِواهُ وقد ضمَّتهُ في جيدِها صدرا

فلا زالَ منصُورَ اللواءِ مُؤَيَّداً
وفخرُ بني عُثمانَ يٌلبِسُهُ سِترا

هُمامَهُمُ عبدُ المجيدِ إمامُهُ
وقُدوَتُهُ في كُلِّ مُعضِلَةٍ كُبرى

يَدومُ لهُ التأييدُ والنصرُ والهنا
ليُبقي لدينِ اللَهِ من عِزِّهِ ذِكرا


الضياف

الحمدان
09-07-2024, 09:21 AM
عَيشُ ابنِ أآدَمَ لا يَدُومُ نَعِيمُهُ
سَيَّانِ فيهِ حَقيرُهُ وعظيمُهُ

بينَ المُؤَمَّلِ في مَسَرَّةِ عَيشِهِ
حَتَّى يَهُبَّ مِنَ المَمَاتِ نَسِيمُهُ

يا غافِلاً وإلى التُرابِ مَصيرُهُ
والمَوتُ مِن كُلّ الجِهَاتِ تَرُومُهُ

انظُر فَريدةَ دَهرِنا تحتَ الثَّرى
وازهِد فَنُزلُ العيشِ لَستَ تُقيمَهُ

هذا لفاطِمَةَ المآلُّ وَفضلُها
في كُلّ جِيدٍ لا يَضيعُ نَظيمُهُ

بَيتُ الديانةِ مُلكُ مَجدِهِ قائِمٌ
لا تضمحِلُّ عَلى الدَّوامِ رُسُومُه

وَلأصلِها عُثمان ضَمَّت فِعلَها
ولها الكمالُ جَديدهُ وقديمُهُ

زَوجُ الأميرِ الباشا حُسينَ الرضي
بحراً إذا أولى الجميلَ يُديِمُهُ

أمُّ المُلوكِ ولَن تَرَى أمثالهم
من كل حزمٍ والكمالُ نديمُهُ

هذي التي أضحت عُيونُ خِصالِها
تَبدُو كَبَدرٍ زَيَّنتهُ نُجُومُهُ

هذي التي رَبَّى اليتيمَ بُرُورَها
وبموتها كُلُّ الأنامِ فَطِيمُهُ

هذي التي من سيلِ غيثِ غمامِها
جادَ اللئيمُ وزالَ عنهُ لئيمُهُ

يَفنى الزمانُ وذكرُها مسترسِلٌ
والدهرُ حقا لا يموتُ كَريمُهُ

فاغفر لها ربِّي وأكرِم نزلَها
والعبدُ لا يخشى وأنتَ رحيمُهُ

وبفضلِكَ المشهودِ قال مؤرخٌ
نزلت فسيحاً لا يقلُّ نعيمُهُ


الضياف

الحمدان
09-07-2024, 09:21 AM
قَدِمتَ وتُفدى بالنفوسِ مع الأهلِ
كَمَا جاءَ دُرُّ الغيثِ في الزمَنِ المَحلِ

وإلاَّ كما جاءَ المُرادُ لِغالبِ
وإلا كَسيفِ الجِدّ في مَنهَجِ الهَزلِ

وإلاَّ كما باتَت وُجُوه بَشَائِرٍ
تُخَلِّصُ غَرقَى في بِحارٍ مِنَ الوصلِ

وإلاَّ كَصُبحِ الوَصلِ أشرقَ نُورُهُ
فأذهبَ ليلاً قد تَبَدَّى مِنَ العَذلِ

بَعُدنا على التشبيهِ جَهلاً وإنَّما
لرؤيةِ إبراهيمَ فَضلاً على الكُلّ

فكيفَ وَدُرُّ العِلمَ قَد جاءَ بَحرُهُ
وَهَل لِمَجيءِ البحرِ تُبصِرُ من مِثلِ

ففي حادثِ الأيام بُعداً وإنَّهُ
أرى حادثَ الأيامِ في غاية البُخلِ

وسارَ لبيتِ الله والعِزُّ مُنتَه
وادخَرَ بالتقوى شَديدَ ذُرى النُزلِ

فحصَّلَ من تلكَ البِقاعِ مَغانِماً
مغانم فتحٍ لا تُرامُ

وجادَ على الأقطار من وَبلِ عِلمهِ
فَأينَعَ غُصنُ العِلمِ من ذَلِكَ الوَبلِ

وقد شَرَّفَ الأمصارَ أخمَصُ رِجلِهِ
وللَّهِ من عزِّ حَوَتهُ مِنَ الرجلِ

وَخَلَّفِ من زَهرِ الثَناءِ مَناسِما
يَفُوحُ شَذاها في رياضٍ مِنَ القَولِ

وآبَ كَمَا أآبَ الزَّمَانُ لأهلهِ
وقد زادَ بالإظعان فَضلاً على فَضَّلِ

فكانَ لنا عيدانِ عيدُ قدومهِ
وعيدٌ لختمِ الصَّومِ فاعجب لذا الشملَ

فهذا إمامُ الدينِ أقبَلَ غانِماً
ليهتَزَّ بالأفراحِ من كان ذا عَقلَ

ولو نَظَرَت عيناكَ يومَ قُدُومِهِ
رأيتَ ثُغُورَ الأرضِ تَبسِمُ بالفِعلِ

ألا أيها المولى الذي حسناتُهُ
تَزيدُ على الأمواجِ والقطرِ والرَّملِ

هنيئاً بجُندِ العلمِ أقبَلَ نصرُهُ
وبشرى جُنودَ الجهلِ بالطعنِ والقتلِ

بقيتَ على رغمِ الحَسُودِ مُعظَّماً
وطيبُ شذا علياكَ أحلى من الوصلِ

ولا قاكَ كُلُّ اليُمنِ والخيرِ حينَ إذ
قدِمتَ وتُفدى بالنفُوسِ مع الأهلِ


الضياف

الحمدان
09-07-2024, 09:22 AM
أعدَّ لهُ منشآتِ الجبال
يُريدُ بها الحُسنَ في منظَرِه

عليها الصواعقُ منصوبةٌ
تُحاكي الخطيبَ على منبره

يَزيدُ بها العزَّ في ملكهِ
ويسطُو على البغي في مظهرهِ

ليقتاد قسراً نواصي المُنَى
فتأتي كما شاء في مضمره


الضياف

الحمدان
09-07-2024, 09:22 AM
يا قريباً في فُؤادي
يا بعيداً عن ودادي

قلت يا غاية مُرادي
واصلني يا مليح

قام يسقي الراح بَدري
وبغُصنِ البان يُزري

قلتُ يا روحي وعمري
واصلني يا مليح

يا مليحاً في عُلاه
يحسد البدر سناه

ليسَ في القلب سواه
واصلني يا مليح

إن بدري قد تجلى
سلبَ العقلَ ووَلَّى

هكذا الصبُّ يُخَلَّى
واصلني يا مليح

قدُّهُ لما تثني
سلبَ الأرواحَ مِنَّا

رُبَّ لحظٍ فوقَ وجنَه
واصلني يا مليح


الضياف

الحمدان
09-07-2024, 09:23 AM
عِشْ بالشُّعورِ وللشُّعورِ فإنَّما
دُنْياكَ كونُ عواطفٍ وشعورِ

شِيدَتْ على العَطْفِ العميقِ وإنَّها
لَتَجِفُّ لو شِيدَتْ على التَّفْكيرِ

وتَظَلُّ جامِدَةَ الجمالِ كئيبةً
كالهيكلِ المتهدِّم المهجورِ

وتَظَلُّ قاسيَةَ الملامِحِ جهْمةً
كالموتِ مُقْفِرَةً بغيرِ سُرورِ

لا الحُبُّ يرقُصُ فوقها متغنِّياً
للنَّاس بَيْنَ جداولٍ وزُهورِ

مُتَوَرِّدَ الوجناتِ سَكرانَ الخطى
يهتزُّ من مَرَحٍ وفَرْطِ حُبورِ

متكلِّلاً بالورْدِ ينثرُ للورى
أَوراقَ وردِ اللَّذّةِ المنضُورِ

كلاّ ولا الفنُّ الجميلُ بظاهرٍ
في الكونِ تحتَ غَمامةٍ من نُورِ

متَوشِّحاً بالسِّحْرِ ينفُخُ نايَهُ
المشبوبَ بَيْنَ خمائلٍ وغديرِ

أَو يلمسُ العودَ المقدَّسَ واصفاً
للموت للأَيَّامِ للدَّيجورِ

مَا في الحَيَاةِ من المسرَّةِ والأَسى
والسِّحْر واللَّذّاتِ والتغريرِ

أَبداً ولا الأَملُ المجنَّحُ منْشِداً
فيها بصوتِ الحالمِ المَحْبُورِ

تِلْكَ الأَناشيدَ التي تَهَبُ الوَرَى
عزْمَ الشَّبابِ وغِبْطَةَ العُصفورِ

واجعل شُعورَكَ في الطَّبيعَةِ قائداً
فهوَ الخبيرُ بتيهِهَا المَسْحُورِ

صَحِبَ الحياةَ صغيرةً ومشى بها
بَيْنَ الجماجمِ والدَّمِ المَهْدورِ

وعَدَا بها فوقَ الشَّواهِقِ باسماً
متغنِّياً مِنْ أَعْصُرِ ودُهورِ

والعقلُ رغْمَ مشيبهِ ووقَارِهِ
مَا زالَ في الأَيَّامِ جِدّ صغيرِ

يمشي فَتَضْرَعُهُ الرِّياحُ فيَنْثَني
متَوَجِّعاً كالطَّائرِ المكسورِ

ويظلُّ يسأَلُ نفسه متفلسفاً
متَنَطِّساً في خفَّةٍ وغُرورِ

عمَّا تحجِّبُهُ الكَواكبُ خلفَها
مِنْ سِرِّ هذا العالَم المستورِ

وهو المهشَّمُ بالعواصفِ يا لهُ
مِنْ ساذجٍ متفلسفٍ مغرورِ

وافتحْ فؤادكَ للوجودِ وخَلِّهِ
لليَمِّ للأَمواجِ للدَّيجورِ

للثَّلجِ تنثُرُهُ الزَّوابعُ للأسى
للهَوْلِ للآلامِ للمقدورِ

واتركْهُ يقتحِمُ العواصفَ هائماً
في أُفْقِها المتلبِّدِ المقرورِ

ويخوضُ أَحشاءَ الوُجُود مُغامِراً
في ليلها المتهيِّبِ المحذورِ

حتَّى تُعانِقَهُ الحَيَاةُ ويرتوي
من ثَغْرِها المتأجِّج المَسْجُورِ

فتعيشَ في الدُّنيا بقلبٍ زاخرٍ
يقظِ المشاعرِ حالمٍ مسحورِ

في نشوةٍ صوفيَّةٍ قُدُسيَّةٍ
هي خيرُ مَا في العالِمِ المنظورِ


الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:23 AM
يا أَيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههنا
ثَمِلاً بغبطة قَلْبِهِ المسرورِ

قبِّل أَزاهيرَ الرَّبيعِ وغنِّها
رَنَمَ الصَّباحِ الضَّاحِك المحبورِ

واشرب مِنَ النَّبْعِ الجميل الملتوي
مَا بَيْنَ دَوْحِ صَنَوبَرٍ وغَديرِ

واتْرُكْ دموعَ الفجرِ في أَوراقِها
حتَّى تُرشِّفَهَا عَرُوسُ النُّورِ

فَلَرُبَّما كانتْ أَنيناً صاعداً
في اللَّيلِ مِنْ متوجِّعٍ مَقْهُورِ

ذَرَفَتْهُ أَجفانُ الصَّباحِ مدامعاً
أَلاَّقَةً في دَوْحةٍ وزُهورِ


الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:24 AM
تَنَهَّدَ اللَّيْلُ حتَّى قلتُ قَدْ نُثِرَتْ
تِلكَ النُّجومُ وماتَ الجنُّ والبَشَرُ

وعادَ للصَّمتِ يُصغي في كآبته
كالفيلسوف إلى الدنيا ويفتكرُ

وقَهْقَهَ القَدَرُ الجبَّارُ سُخْريةً
بالكائناتِ تَضاحَكْ أَيُّها القَدَرُ

تمشي إلى العَدَمِ المحتومِ باكيةً
طوائفُ الخَلْقِ والأشكالُ والصُّوَرُ

وأنت فوقَ الأسى والموت مبتسمٌ
ترنو إلى الكون يُبْنَى ثمَّ يندَثِرُ


الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:25 AM
يا ليلُ مَا تصنعُ النَّفْسُ التي سَكَنتْ
هذا الوجودَ ومن أعدائها القَدَرُ

ترضى وتَسْكُتُ هذا غيرُ محتَمَلٍ
إِذاً فهل ترفُضُ الدُّنيا وتنتحرُ

وذا جنونٌ لَعَمْري كُلُّهُ جَزَعٌ
باكٍ ورأيٌ مريضٌ كُلُّه خَوَرُ

فإنّما الموت ضَرْبُ من حبائِلِهِ
لا يُفلتُ الخلقُ مَا عاشوا فما النَّظرُ

هذا هو اللغْزُ عَمَّاهُ وعَقَّدَهُ
على الخليقةِ وَحْشٌ فاتكٌ حَذِرُ

قَدْ كبَّلَ القَدَرُ الضَّاري فرائِسَهْ
فما استطاعوا له دفعاً ولا حزَروا

وخاطَ أعينَهم كي لا تُشاهِدَهُ
عينٌ فتعلمَ مَا يأتي وما يَذَرُ

وحاطَهُمْ بفنونٍ من حَبائِلِهِ
فما لَهُمْ أبداً من بطشِه وَزرُ

لا الموت يُنْقِذُهُمْ من هولِ صولَتِهِ
ولا الحياةُ تَساوى النّاسُ والحَجَرُ

حارَ المساكينُ وارتاعوا وأعْجَزَهم
أن يحذَروه وهلْ يُجديهمُ الحَذَرُ


الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:25 AM
كمْ مِنْ عُهودٍ عذبةٍ
في عَدْوَةِ الوادي النَّضيرِ

فِضِّيَّةِ الأَسْحارِ مُذْهبَةِ
الأَصائِلِ والبُكورْ

كانتْ أرقُّ من الزُّهورِ
ومِنْ أَغاريدِ الطُّيورْ

وأَلذَّ مِنْ سِحْرِ الصِّبا
في بَسْمَةِ الطِّفلِ الغَريرْ

قضَّيتُها ومعي الحبيبَةُ
لا رَقيبَ ولا نَذيرْ

إلاَّ الطُّفولَةَ حولنا
تلهو معَ الحُبِّ الصَّغيرْ

أَيَّامَ كانتْ للحياةِ
حلاوَةُ الرَّوضِ المَطيرْ

وطَهَارَةُ الموتِ الجميلِ
وسِحْرُ شَاطئهِ المُنيرْ


الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:25 AM
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ

ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ
تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ

فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ
من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ

كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ
وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ

ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ
وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ

إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ
رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ

ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ
ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ

ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ
يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ

فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ
وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ

وأطرقتُ أُصغي لقصفِ الرُّعودِ
وعزفِ الرّياحِ وَوَقْعِ المَطَرْ

وقالتْ ليَ الأَرضُ لما سألتُ
أيا أمُّ هل تكرهينَ البَشَرْ

أُباركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ
ومَن يَسْتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ

وأَلعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمانَ
ويقنعُ بالعيشِ عيشِ الحجرْ

هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ
ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ

فلا الأُفقُ يَحْضُنُ ميتَ الطُّيورِ
ولا النَّحْلُ يلثِمُ ميْتَ الزَّهَرْ

ولولا أُمومَةُ قلبي الرَّؤومُ لمَا
ضمَّتِ الميْتَ تِلْكَ الحُفَرْ

فويلٌ لمنْ لم تَشُقْهُ الحَيَاةُ
منْ لعنةِ العَدَمِ المنتصرْ

وفي ليلةٍ مِنْ ليالي الخريفِ
متقَّلةٍ بالأَسى والضَّجَرْ

سَكرتُ بها مِنْ ضياءِ النُّجومِ
وغنَّيْتُ للحُزْنِ حتَّى سَكِرْ

سألتُ الدُّجى هل تُعيدُ الحَيَاةُ
لما أذبلته ربيعَ العُمُرْ

فلم تَتَكَلَّمْ شِفاهُ الظَّلامِ ولمْ
تترنَّمْ عَذارَى السَّحَرْ

وقال ليَ الغابُ في رقَّةٍ
محبَّبَةٍ مثلَ خفْقِ الوترْ

يجيءُ الشِّتاءُ شتاءُ الضَّبابِ
شتاءُ الثّلوجِ شتاءُ المطرْ

فينطفئُ السِّحْرُ سحرُ الغُصونِ
وسحرُ الزُّهورِ وسحرُ الثَّمَرْ

وسحْرُ السَّماءِ الشَّجيّ الوديعُ
وسحْرُ المروجِ الشهيّ العَطِرْ

وتهوي الغُصونُ وأوراقُها
وأَزهارُ عهدٍ حبيبٍ نَضِرْ

وتلهو بها الرِّيحُ في كلِّ وادٍ
ويدفنها السَّيلُ أَنَّى عَبَرْ

ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ
تأَلَّقَ في مهجةٍ واندَثَرْ

وتبقَى البُذورُ التي حُمِّلَتْ
ذخيرَةَ عُمْرٍ جميلٍ غَبَرْ

وذكرى فصولٍ ورؤيا حَياةٍ
وأَشباحَ دنيا تلاشتْ زُمَرْ

معانِقَةً وهي تحتَ الضَّبابِ
وتحتَ الثُّلوجِ وتحتَ المَدَرْ

لِطَيْفِ الحَيَاة الَّذي لا يُملُّ
وقلبُ الرَّبيعِ الشذيِّ الخضِرْ

وحالِمةً بأغاني الطُّيورِ
وعِطْرِ الزُّهورِ وطَعْمِ الثَّمَرْ

ويمشي الزَّمانُ فتنمو صروفٌ
وتذوي صروفٌ وتحيا أُخَرْ

وتَصبِحُ أَحلامَها يقْظةً
موَشَّحةً بغموضِ السَّحَرْ

تُسائِلُ أَيْنَ ضَبابُ الصَّباحِ
وسِحْرُ المساءِ وضوءُ القَمَرْ

وأَسرابُ ذاكَ الفَراشِ الأَنيقِ
ونَحْلٌ يُغنِّي وغيمٌ يَمُرْ

وأَينَ الأَشعَّةُ والكائناتُ
وأَينَ الحَيَاةُ التي أَنْتَظِرْ

ظمِئْتُ إلى النُّورِ فوقَ الغصونِ
ظمِئْتُ إلى الظِّلِّ تحتَ الشَّجَرْ

ظمِئْتُ إلى النَّبْعِ بَيْنَ المروج
يغنِّي ويرقصُ فوقَ الزَّهَرْ

ظمِئْتُ إلى نَغَماتِ الطُّيورِ
وهَمْسِ النَّسيمِ ولحنِ المَطَرْ

ظمِئْتُ إلى الكونِ أَيْنَ الوجودُ
وأَنَّى أَرى العالَمَ المنتظَرْ

هُو الكونُ خلف سُبَاتِ الجُمودِ
وفي أُفقِ اليَقظاتِ الكُبَرْ

وما هو إلاَّ كَخَفْقِ الجناحِ
حتَّى نما شوقُها وانتصَرْ

فصدَّعَتِ الأَرضُ من فوقها
وأَبْصرتِ الكونَ عذبَ الصُّوَرْ

وجاءَ الرَّبيعُ بأَنغامهِ
وأَحلامِهِ وصِباهُ العَطِرْ

وقبَّلها قُبَلاً في الشِّفاهِ
تُعيدُ الشَّبابَ الَّذي قدْ غَبَرْ

وقال لها قدْ مُنِحْتِ الحَيَاةَ
وخُلِّدْتِ في نَسْلِكِ المدَّخَرْ

وباركَكِ النُّورُ فاستقبلي
شَبابَ الحَيَاةِ وخصْبَ العُمُرْ

ومن تَعْبُدُ النُّورَ أَحلامهُ
يُبارِكُهُ النُّورُ أَنَّى ظَهَرْ

إليكِ الفضاءَ إليكِ الضِّياءَ
إليكِ الثَّرى الحالمَ المزدهر

إليكِ الجمالُ الَّذي لا يَبيدُ
إليكِ الوُجُودَ الرَّحيبَ النَّضِرْ

فميدي كما شئتِ فوقَ الحقولِ
بحُلْوِ الثِّمارِ وغضِّ الزَّهَرْ

وناجي النَّسيمَ وناجي الغيومَ
وناجي النُّجومَ وناجي القَمَرْ

وناجي الحياة وأشواقها
وضنة هذا الوجود الأغر

وشفَّ الدُّجى عن جمالٍ عميقٍ
يُشِبُّ الخيالَ ويُذكي الفِكَرْ

ومُدَّ على الكونِ سحرٌ غريبٌ
يصرّفُهُ ساحرٌ مقتدِرْ

وضاءَتْ شموعُ النُّجُومِ الوِضَاءِ
وضاعَ البَخُورُ بَخُورُ الزَّهَرْ

ورَفْرَفَ روحٌ غريبُ الجمال
بأَجنحةٍ من ضياءِ القَمَرْ

وَرَنَّ نشيدُ الحَيَاةِ المقدَّس
في هيكلٍ حالِمٍ قدْ سُحِرْ

وأُعْلِنَ في الكونِ أنَّ الطّموحَ
لهيبُ الحَيَاةِ ورُوحُ الظَّفَرْ

إِذا طَمَحَتْ للحَياةِ النُّفوسُ
فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القَدَرْ



الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:26 AM
في جبالِ الهمومِ أنْبتُّ أغصاني
فَرَفّتْ بَيْنَ الصُّخورِ بِجُهْدِ

وتَغَشَّانيَ الضَّبابُ فأورقتُ
وأزْهَرتُ للعَواصفِ وَحْدي

وتمايلتُ في الظَّلامِ وعَطّرتُ
فَضاءَ الأسى بأنفاسِ وَردي

وبمجدِ الحياةِ والشوقِ غنَّيْتُ
فلم تفهمِ الأعاصيرُ قَصْدي

ورَمَتْ للوهادِ أفنانيَ الخضْرَ
وظلّتْ في الثَّلْجِ تحفر لَحْدي

ومَضتْ بالشَّذى فَقُلتُ ستبني
في مروجِ السَّماءِ بالعِطر مَجْدي

وتَغَزلْتُ بالرَّبيعِ وبالفجرِ
فماذا ستفعلُ الرّيحُ بعدي


الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:26 AM
أنتِ كالزهرةِ الجميلةِ في الغابِ
ولكنْ مَا بَيْنَ شَوكٍ ودودِ

والرياحينُ تَحْسَبُ الحسَكَ الشِّرِّيرَ
والدُّودَ من صُنوفِ الورودِ

فَافْهِمي النَّاسَ إنَّما النَّاسُ خَلْقٌ
مُفْسِدٌ في الوجودِ غيرُ رشيدِ

والسَّعيدُ السَّعيدُ من عاشَ كاللَّيل
غريباً في أهلِ هذا الوجودِ

ودَعيهِمْ يَحْيَوْنَ في ظُلْمةِ الإثْمِ
وعيشي في طُهْرِكِ المحمودِ

كالملاك البريءِ كالوردة البيضاءِ
كالموجِ في الخِضَمِّ البَعيدِ

كأغاني الطُّيور كالشَّفَقِ السَّاحِرِ
كالكوكبِ البعيدِ السَّعيدِ

كَثُلوجِ الجبال يغمرُها النُّورُ
وتَسمو على غُبارِ الصَّعيدِ

أنتِ تحتَ السَّماءِ روحٌ جميلٌ
صاغَهُ الله من عَبيرِ الوُرودِ

وبنو الأرضِ كالقُرودِ وما أضْيَ
عَ عِطرَ الورودِ بَيْنَ القرودِ

أنتِ من ريشة الإله فلا تُلْقي
بفنِّ السّما لِجَهْلِ العبيدِ

أنتِ لم تُخْلَقي ليقْرُبَكِ النَّاسُ
ولكنْ لتُعْبَدي من بعيدِ


الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:27 AM
ليتَ لي أنْ أعيشَ في هذه الدُّنيا
سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي

أصرِفُ العُمْرَ في الجبالِ وفي الغاباتِ
بَيْنَ الصّنوبرِ الميَّادِ

لَيْسَ لي من شواغلِ العيشِ مَا
يصرف نَفْسي عنِ استماع فؤادي

أرْقُبُ الموتَ والحياةَ وأصغي
لحديثِ الآزالِ والآبادِ

وأغنِّي مع البلابلِ في الغابِ
وأُصْغي إلى خريرِ الوادي

وأُناجي النُّجومَ والفجرَ والأطيارَ
والنَّهرَ والضّياءَ الهادي

عيشةً للجمال والفنّ أبغيها
بعيداً عنْ أمَّتي وبلادي

لا أُعَنِّي نفسي بأحْزانِ شعبي
فَهْوَ حيٌّ يعيش عيشَ الجمادِ

وبحسبي من الأسى مَا بنفسي
من طَريفٍ مسْتَحْدَثٍ وتَلاد

وبعيداً عن المَدينةِ والنّاسِ
بعيداً عن لَغْوِ تِلْكَ النّوادي

فهوَ من مَعْدَنِ السَّخافةِ والإفْكِ
ومن ذلك الهُراء العادي

أينَ هوَ من خريرِ ساقية الوادي
وخفْقِ الصَّدى وشدوِ الشَّادي

وحفيفِ الغصونِ نمَّقها الطَّلُّ
وهَمْسِ النَّسيمِ للأولادِ

هذه عيشةٌ تقدِّسُها نفسي
وأدعو لمجدها وأنادي



الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:28 AM
يا عَذارى الجمال والحُبِّ والأحلامِ
بَلْ يا بَهاءَ هذا الوُجودِ

قَدْ رأيْنا الشُّعورَ مُنْسَدِلاتٍ
كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ

ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ أو تَحْلُمُ
بالنُّورِ بالهوى بالنّشيدِ

ورَأينا الخُدودَ ضرّجَها السِّحْرُ
فآهاً من سِحْرِ تِلْكَ الخُدودِ

ورأينا الشِّفاهَ تَبْسِمُ عن دنْيا
من الوَردِ غَضّةٍ أُمْلودِ

ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ كالأزهارِ
في نَشْوَة الشَّبابِ السَّعيدِ

فتنةٌ توقِظُ الغَرامَ وتُذْكيهِ
ولكنْ ماذا وراءَ النُّهودِ

مَا الَّذي خَلْفَ سِحْرِها الحالمِ
السَّكرانِ في ذلك القرار البعيدِ

أنُفوسٌ جميلةٌ كطيورِ الغابِ
تَشْدو بِساحِرِ التَغْريدِ

طاهراتٌ كأنَّها أرَجُ الأزهارِ
في مَوْلدِ الرَّبيعِ الجَديدِ

وقلوبٌ مضيئةٌ كنُجومِ اللّيلِ
ضَوّاعَةٌ كَغَضِّ الوُرودِ

أو ظَلامٌ كأنَّهُ قِطَعُ اللّيلِ
وهَوْلٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِ

وخِضَمُّ يَموج بالإثمِ والنَّكْرِ
والشَّرِّ والظِّلالِ المَديدِ

لستُ أدري فرُبَّ زهرٍ شديِّ
قاتلٌ رُغْمَ حُسْنِهِ المَشْهودِ

صانَكُنَّ الإلهُ من ظُلْمةِ الرُّوحِ
ومن ضَلّة الضّميرِ المُريدِ

إنَّ لَيلَ النُّفوسِ ليلٌ مريعٌ
سَرْمَديُّ الأسى شنيعُ الخُلودِ

يرزَحُ القَلْبُ فيه بالألَم المرّ
ويَشقى بعيشِهِ المَنْكودِ

ورَبيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدّهْرُ
ويمضي بِحُسِنهِ المَعْبودِ

غيرُ باقٍ في الكونِ إلاَّ جمالُ
الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأبيدِ


الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:29 AM
وأُناجيه في المساءِ ليُلْهِيني
مَرْآهُ عن الصَّباحِ السَّعيدِ

أَنْتَ مَا نلتُ من كهوفِ اللَّيالي
وتصفَّحتُ مِنْ كتابِ الخلودِ

فيكَ مَا في الوُجُودِ مِنْ حَلَكٍ داجٍ
وما فيه مِنْ ضياءٍ بعيدِ

فيكَ مَا في الوُجُودِ مِنْ نَغَمٍ
حُلْوٍ وما فيه من ضجيجٍ شَديدِ

فيكَ مَا في الوُجُودِ مِنْ جَبَلٍ وَعْرٍ
وما فيه مِنْ حَضيضٍ وهِيدِ

فيكَ مَا في الوُجُودِ مِنْ حَسَكٍ يُدْمِي
وما فيه مِنْ غَضيضِ الوُرودِ

فيكَ مَا في الوُجُودِ حَبَّ بنو الأَرضِ
قصيدي أَمْ لَمْ يُحبُّوا قَصيدي

فسواءٌ على الطُّيورِ إِذا غنَّتْ
هُتافُ السَّؤُوم والمُسْتَعيدِ

وسواءٌ على النُّجومِ إِذا لاحتْ
سكونُ الدُّجى وقَصْفُ الرُّعودِ

وسواءٌ على النَّسيمِ أَفي القفرِ
تُغَنِّي أَمْ بَيْنَ غَضِّ الوُرودِ

وسواءٌ على الوُرودِ أَفي الغيرانِ
فاحَتْ أَمْ بَيْنَ نَهْدٍ وَجِيدِ


الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:29 AM
يَوَدُّ الفتى لوْ خاضَ عاصِفَةَ الرَّدَى
وصَدَّ الخميسَ المَجْرَ والأَسَدَ الوَرْدا

ليُدْرِكَ أَمجادَ الحُروبِ ولوْ دَرَى
حقيقَتَها مَا رامَ مِنْ بيْنها مَجْدا

فما المجدُ في أنْ تُسْكِرَ الأَرضَ بالدِّما
وتَرْكَبَ في هَيْجَائها فرساً نهْدا

ولكنَّهُ في أَنْ تَصُدَّ بِهمَّةٍ
عَن العالمِ المرْزُوءِ فيْضَ الأَسى صَدَّ


الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:30 AM
كلُّ مَا هبَّ وما دبَّ وما
نامَ أَو حامَ على هذا الوُجُودْ

مِنْ طيورٍ وزُهورٍ وشذًى
وينابيعَ وأَغصانٍ تميدْ

وبحار وكهوف وذرى
وبراكين ووديان وبيد

وضياءٍ وظلالٍ ودجًى
وفصولٍ وغيولٍ ورعودْ

وثلوجٍ وضبابٍ عَابرٍ
وأَعاصيرَ وأَمطارٍ تجودْ

وتَعاليمَ ودِينٍ ورؤًى
وأَحاسيسَ وصَمْتٍ ونشيدْ

كلُّها تحيا بقلبي حرَّةً
غَضَّةَ السّحْرِ كأَطفالِ الخُلُودْ

ههُنَا في قلبيَ الرَّحْبِ العميقْ
يرقُصُ الموتُ وأَطيافُ الوجودْ

ههُنَا تَعْصِفُ أَهوالُ الدُّجى
ههُنَا تخفُقُ أَحلامُ الورودْ

ههُنَا تهتُفُ أَصداءُ الفَنا
ههُنَا تُعزَفُ أَلحانُ الخلودْ

ههُنَا تَمْشي الأَماني والهوى
والأَسى في موكبٍ فخْمِ النَّشيدْ

ههُنَا الفجرُ الَّذي لا ينتهي
ههُنَا اللَّيلُ الَّذي لَيْسَ يَبيدْ

ههُنَا ألفُ خِضَمٍّ ثَائرٍ
خالدِ الثَّورَةِ مجهولِ الحُدودْ

ههُنَا في كلِّ آنٍ تَمَّحي
صُوَرُ الدُّنيا وتبدو مِنْ جديدْ


الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:30 AM
صَبِيَّ الحَيَاةِ الشَّقِيَّ العنيدْ
أَلا قدْ ضَلَلْتَ الضَّلالَ البعيدْ

أَتُنشدُ صوتَ الحَيَاةِ الرخيمَ
وأَنتَ سجينٌ بهذا الوجودْ

وتَطْلُبُ وَرْدَ الصَّبَاحِ المخ
ضَّبَ مِنْ كفِّ حَقْلٍ حَصِيدْ

إلى المَوْتِ إنْ شِئْتَ هَوْنَ الحي
اة فَخَلْفَ ظلامِ الرَّدى مَا تُرِيدْ

إلى المَوْتِ يا ابنَ الحَيَاةِ التعيسَ
ففي الموتِ صَوْتُ الحَيَاةِ الرخيمْ

إلى المَوْتِ إن عَذَّبَتْكَ الدُّهورُ
ففي الموتِ قَلْبُ الدُّهورِ الرَّحيمْ

إلى المَوْتِ فالموتُ رُوحٌ جميلٌ
يُرَفْرِفُ مِنْ فوقِ تِلْكَ الغُيومْ

فَرُوحاً بفَجْرِ الخُلُودِ البهيجِ
وما حَوْلَهُ مِنْ بَنَاتِ النُّجومْ

إلى المَوْتِ فالموتُ جامٌ رَوِيٌّ
لمنْ أَظْمَأَتْهُ سُمُومُ الفَلاةْ

ولَسْتَ براوٍ إِذا مَا ظَمِئْتَ
من المنبعِ العذْبِ قبلَ المَمَاتْ

فما الدَّمعُ إلاَّ شرابُ الدُّهورِ
وما الحزنُ إلاَّ غِذَاءُ الحَيَاةْ

إلى المَوْتِ فالموتُ مهدٌ وَثيرٌ
تَنَامُ بأَحضانهِ الكَائناتْ

إلى المَوْتِ إن حاصَرَتْكَ الخُطوبُ
وسَدَّتْ عليكَ سَبيلَ السَّلامْ

ففي عالمِ الموتِ تَنْضُو الحَيَاةُ
رِداءَ الأَسى وقِنَاعَ الظَّلامْ

وتبدو كما خُلِقَتْ غَضَّةً
يَفيضُ على وَجْهِها الإِبْتِسامْ

تُعيدُ عليها ظِلالَ الخُلودِ
وتهفو عليها قُلُوبُ الأَنامْ

إلى المَوْتِ لا تَخْشَ أعماقه
ففيها ضياءُ السَّماءِ الوَديعْ

وفيها تَمِيسُ عذارى السَّماءِ
عواريَ يُنْشِدْنَ لحناً بَديعْ

وفي رَاحِهنَّ غُصُونُ النَّخيلِ
يُحَرِّكْنَها في فَضَاءٍ يَضُوعْ

تضيءُ بهِ بَسَمَاتُ القُلُوبِ
وتخبو بهِ حَسَراتُ الدُّموعْ

هو الموتُ طيفُ الخلودِ الجميلُ
ونِصْفُ الحَيَاةِ الَّذي لا يَنُوحْ

هنالكَ خلفَ الفضاءِ البعيدِ
يَعيشُ المنونُ القَوِيُّ الصَّبُوحْ

يَضُمُّ القُلُوبَ إلى صَدْرِهِ
ليأسوَ مَا مَضَّها مِنْ جُروحْ

ويبعثَ فيها رَبيعَ الحَيَاةِ
ويُبْهِجُها بالصَّباحِ الفَرُوحْ


الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:30 AM
أتفنى ابتِساماتُ تِلْكََ الجفونِ
ويَخبو توهُّجُ تِلْكََ الخدودْ

وتذوي وُرَيْداتُ تِلْكَ الشِّفاهِ
وتهوي إلى التُّرْبِ تِلْكَ النَّهودْ

وينهدُّ ذاك القوامُ الرَّشيقُ
وينحلُّ صَدْرٌ بديعٌ وَجيدْ

وتربَدُّ تِلْكََ الوُجوهُ الصِّباحُ
وفتنةُ ذاكَ الجمال الفَريدْ

ويغبرُّ فرعٌ كجنْحِ الظَّلامِ
أنيقُ الغدائرِ جَعْدٌ مَديدْ

ويُصبحُ في ظُلُماتِ القبورِ
هباءً حقيراً وتُرْباً زهيدْ

وينجابُ سِحْرُ الغرامِ القويِّ
وسُكرُ الشَّبابِ الغريرِ السَّعيدْ

أتُطوَى سَمواتُ هذا الوجود
ويذهبُ هذا الفضاءُ البعيدْ

وتَهلِكُ تِلْكََ النُّجومُ القُدامى
ويهرمُ هذا الزَّمانُ العَهيدْ

ويقضي صَباحُ الحياةِ البديعُ
وليلُ الوجودِ الرهيبُ العتيدْ

وشمسٌ توشِّي رداءَ الغمامِ
وبدرٌ يضيءُ وغيمٌ يجودْ

وضوءٌ يُرَصِّع موجَ الغديرِ
وسِحْرٌ يطرِّزُ تِلْكَ البُرودْ

وبحرٌ فسيحٌ بعيدُ القرارِ
يَضُجُّ ويَدْوي دويَّ الوليدْ

وريحٌ تمرُّ مُرورَ الملاكِ
وتخطو إلى الغابِ خَطْوَ الرُّعودْ

وعاصفةٌ من نباتِ الجحيم
كأنَّ صَداها زَئيرُ الأسودْ

تَعجُّ فَتَدْوي حنايا الجبال
وتمشي فتهوي صُخورُ النُّجودْ

وطيرٌ تغنِّي خِلالَ الغُصونِ
وتَهْتِفُ للفجرِ بَيْنَ الورودْ

وزهرٌ ينمِّقُ تِلْكََ التِّلالَ
ويَنْهَلُ من كلِّ ضَوءٍ جَديدْ

ويعبَقُ منه أريجُ الغَرامِ
ونَفْحُ الشَّبابِ الحَيِيِّ السَّعيدْ

أيسطو على الكُلِّ ليلُ الفناء
ليلهو بها الموتُ خَلْفَ الوجود

ويَنْثُرَها في الفراغِ المُخيفِ
كما تنثرُ الوردَ ريحٌ شَرودْ

فينضُبُ يمُّ الحياةِ الخضمُّ
ويخمدُ روحُ الرَّبيعِ الوَلودْ

فلا يلثمُ النُّورُ سِحْرَ الخُدودِ
ولا تُنْبِتُ الأرضُ غضَّ الورودْ

كبيرٌ على النَّفسِ هذا العفاءُ
وصَعْبٌ على القلبِ هذا الهمودْ

وماذا على القَدَر المستَمرِّ
لوِ اسْتمرَأ النَّاسُ طعمَ الخلودْ

ولم يُخْفَروا بالخرابِ المحيط
ولم يُفْجَعوا في الحبيب الودودْ

ولم يسلكوا للخُلود المرجَّى
سبيلَ الرّدى وظَلامَ اللّحودْ

فَدامَ الشَّبابُ وسِحْرُ الغرامِ
وفنُّ الرَّبيعِ ولُطفُ الورودْ

وعاش الوَرَى في سلامٍ أمينٍ
وعيشٍ غضيرٍ رخيٍّ رغيدْ

ولكنْ هو القَدَرُ المستبدُّ
يَلذُّ له نوْحُنا كالنَّشيدْ

تَبَرَّمْتَ بالعيشِ خوفَ الفناءِ
ولو دُمْتُ حيًّا سَئمتَ الخلودْ

وعِشْتَ على الأَرضِ مثل الجبال
جليلاً رهيباً غريباً وَحيدْ

فَلَمْ تَرتشفْ من رُضابِ الحياة
ولم تصطَبحْ من رَحيق الوجودْ

وما نشوةُ الحبِّ عندَ المحبِّ
وما سِحْرُ ذاك الرَّبيعِ الوليدْ

ولم تدرِ مَا فتنةُ الكائناتِ
وما صرخَةُ القلبِ عندَ الصّدودْ

ولم تفتكر بالغَدِ المسترابِ
ولم تحتفل بالمرامِ البعيدْ

وماذا يُرجِّي ربيبُ الخلودِ
من الكونِ وهو المقيمُ العهيدْ

وماذا يودُّ وماذا يخافُ
من الكونِ وهو المقيمُ الأَبيدْ

تأمَّلْ فإنَّ نِظامَ الحياةِ
نِظامٌ دقيقٌ بديعٌ فريدْ

فما حبَّبَ العيشَ إلاَّ الفناءُ
ولا زانَه غيرُ خوفِ اللُّحودْ

ولولا شقاءُ الحياةِ الأليمِ
لما أَدركَ النَّاسُ معنى السُّعودْ

ومن لم يرُعْهُ قطوبُ الدّياجيرِ
لَمْ يغتبط بالصَّباحِ الجديدْ

إِذا لم يكن مِنْ لقاءِ المنايا
مَناصٌ لمَنْ حلَّ هذا الوجودْ

فأيّ غِنَاءٍ لهذي الحياة
وهذا الصِّراعِ العنيفِ الشَّديدْ

وذاك الجمالِ الَّذي لا يُملُّ
وتلكَ الأَغاني وذاك النَّشيدْ

وهذا الظَّلامِ وذاك الضِّياءِ
وتلكَ النُّجومِ وهذا الصَّعيدْ

لماذا نمرُّ بوادي الزَّمانِ
سِراعاً ولكنَّنا لا نَعودْ

فَنَشْرَبَ مِنْ كلِّ نبعٍ شراباً
ومنهُ الرَّفيعُ ومنه الزَّهيدْ

ومِنْهُ اللَّذيذُ ومِنْهُ الكَريهُ
ومِنْهُ المشِيدُ ومِنْهُ المبيدْ

ونَحْمِلُ عبْئاً من الذّكرياتِ
وتلكَ العهودِ الَّتي لا تعودْ

ونشهدُ أشكالَ هذي الوجوهِ
وفيها الشَّقيُّ وفيها السَّعيدْ

وفيها البَديعُ وفيها الشَّنيعُ
وفيها الوديعُ وفيها العنيدْ

فيُصبحُ منها الوليُّ الحميمُ
ويصبحُ منها العدوُّ الحقُودْ

وكلٌّ إِذا مَا سألنا الحَيَاةَ
غريبٌ لعَمْري بهذا الوجودْ

أتيناه من عالمٍ لا نراه
فُرادى فما شأْنُ هذي الحقُودْ

وما شأْنُ هذا العَدَاءِ العنيفِ
وما شأْنُ هذا الإِخاءِ الوَدودْ

خُلِقنا لنبلُغَ شأْوَ الكمالِ
وَنُصبح أهلاً لمجدِ الخُلُودْ

وتطهر أرواحنا في الحياة
بنار الأسى
ونَكْسَبَ مِنْ عَثَراتِ الطَّريقِ

قُوًى لا تُهدُّ بدأْبِ الصُّعودْ
ومجداً يكون لنا في الخلود

أَكاليلَ من رائعاتِ الوُرودْ
خُلِقنا لنبلُغَ شأْوَ الكمالِ

وَنُصبح أهلاً لمجدِ الخُلُودْ
ولكنْ إِذا مَا لبسنا الخلودَ

ونِلنا كمالَ النُّفوسِ البعيدْ
فهلْ لا نَمَلُّ دَوَامَ البقاءِ

وهلْ لا نَوَدُّ كمالاً جديدْ
وكيف يكوننَّ هذا الكمالُ

وماذا تُراهُ وكيفَ الحُدودْ
وإنَّ جمالَ الكمالِ الطُّموحُ

وما دامَ فكراً يُرَى من بعيدْ
فما سِحْرُهُ إنْ غدا واقعاً

يُحَسُّ وأَصبحَ شيئاً شهيدْ
وهلْ ينطفي في النُّفوسِ الحنينُ

وتُصبحُ أَشواقُنا في خُمودْ
فلا تطمحُ النَّفْسُ فوقَ الكمالِ

وفوقَ الخلودِ لبعضِ المزيدْ
إِذا لم يَزُل شوقُها في الخلودِ

فذلك لعَمْري شقاءُ الجُدودْ
وحربٌ ضروسٌ كما قَدْ عهدنُ

ونَصْرٌ وكسرٌ وهمٌّ مديدْ
وإنْ زالَ عنها فذاكَ الفناءُ
وإنْ كان في عَرَصَاتِ الخُلودْ


الشابي

الحمدان
09-07-2024, 09:31 AM
لِسانِيَ ماضٍ فَما يَنْثَني
وَوَجْهِيَ حَيٌّ فَما يَقْدُمُ

فأَصْبَحْتُ وَالشِّعْرَ مِثْلَ الْجَبانِ
يَفرُّ وَفي يَدِهِ مِخْذَمُ

وَكُنْتَ تَحَمَّلْتَ لي حاجَةً
وَقَدْرُك مِنْ قدْرِها أَعْظَمُ


ابن رشيق

الحمدان
09-07-2024, 09:31 AM
تَرَفَّقْ بي ولا تَسْتَقْص أَمْري
فَلَمْ يَسْتَقْصِ واجِبَهُ كَريمُ

إِذا بَلَغَ الْكَريمُ إِلى مَداهُ
مُطالَبَةً فَلا يُلَمِ اللَّئيمُ


ابن رشيق

الحمدان
09-07-2024, 09:32 AM
ما تَرى في مُتَيَّمٍ مُسْتَهامِ
حافظٍ لِلْهَوى قَليلِ الْكَلامِ

لَمْ يَبُحْ بالَّذي يَبُثْكَ إِلاَّ
لَكَ لا غَيْرَ مِنْ جَميعِ الأَنامِ


ابن رشيق

الحمدان
09-07-2024, 09:32 AM
أَرَغِبْتُمُ عَنِّي بِأُنْسِكُمُ
وَحَرَمْتُموني طِيبَ أَمْسِكُمُ

إِنْ كُنْتُ لَمْ أَحْضُرُ لِعُرسْكُمُ
فَلَقَدْ حَضَرْتُ طلاقَ عِرْسكُمُ


ابن رشيق

الحمدان
09-07-2024, 09:32 AM
رَماني فأَصْماني وَأَعْرَضَ كَيْ أَرى
بأَنَّ الفَتى لا يَسْتَحِلُّ دَمي ظُلْما

كَما أَقْصَدَ الرَّامي بسَهْمٍ رَميَّةً
فأَثْبَتَ فيها النَّصْلَ وَانْتَزَعَ السَّهْما


ابن رشيق

الحمدان
09-07-2024, 09:33 AM
وَطالِبٍ حاجَةً بَعيداً
مَنالُها مِنْ يَدي مُرامهْ

عَرَّضَ بالإِقْتِضاءِ فيها
وَما انْقَضى مُنْتَهى كلامِه

كَغارِسٍ في الثَّرى نَواةً
لِيَأْكُلَ التَّمْرَ في مُقامِهْ


ابن رشيق

الحمدان
09-07-2024, 09:33 AM
أَهْوَاكَ إِلاَّ أَنَّني أَكْتُمُ
وَقَلْبُ مَنْ يَهْوى كَما تَعْلَمُ

وَكَيْفَ أشْكُو حُرُقاتِ الْهَوى
وَأَنْتَ لا تَرْثي ولا تَرْحَمُ

كَذا بلا ذَنْبٍ وَلا زَلَّةٍ
يُقْتَلُ هذا الرَّجُلُ المُسْلِمُ

إِنْ كُنْتَ لا تَرْضى بِقَتْلِ امْريءٍ
مِنْ أَيْنَ في خَدِّكَ هذا الدَّمُ

لَيْسَ بِمأْمُونٍ عَلى مُهْجَةٍ
مَنْ كانَ في مُقْلَتِهِ مِخْذَمُ

حَسْبُ المُحِبيِّنَ الَّذينَ ابْتُلُوا
بِالْحُبِّ أَنِّي واحِدٌ مِنْهُمُ


ابن رشيق

الحمدان
09-07-2024, 09:33 AM
أَلا يا رُبَّ خَصْمٍ قَدْ تَعالَوا
وَلَجُّوا في الدَّعاوَى والْخِصَامِ

قَطَعْتُ بِلا كَلاَمهُم جَميعاً
مُبَرْهنَةً وَلا جَلَمُ الْكَلام


ابن رشيق

الحمدان
09-07-2024, 09:34 AM
قَسَماً بما لا قَيْتُ مِنْ مَضَضِ الْهوى
إِني لأَسْرارِ الْهَوى لَكَتُومُ

أَمَّا المَحَبَّةُ في الْمَذَاقِ فإِنَّها
كالشَّهْدِ إِلاَّ أَنَّهُ مَسْمُومُ


ابن رشيق

الحمدان
09-07-2024, 09:35 AM
الموتُ كَمْ فَجَع الورى وثباتُه
إن لم يَثِبْ فَبِمَرْصَدٍ سطواتُه

كيف اغترارُك بالحياةِ وحَبْلُهَا
بيد المنون مدى الدّهور بَتاتُه

أوَليس في درْج القرون مواعظٌ
وشتات شَمْلٍ ما يقرّ شتاته

وكفى بموت العالمين مُنَبِّهاً
ينهى فتى نبضت به عَزَماته

فَتَزَوَّدِ التّقوى وأيّة خلّة
يسعى لها مَنْ قد أريد نجاته

وتأمل الدّنيا بأكرمَ عُمِّرَا
عن أن تمرَّ بها سُدىً أوقاته

كالهيشريِّ المرتضى حمّودةٍ
ذاك الإمامِ المنتقاةِ صفاتُه

فخر المحابر والمحارب زينة الخُ
طباء كم صَدَع النهى زجراته

صدر المحافل حلية القرّاء كم
سطعت بجوّ فؤاده آياته

لم يَأْلُ في طلب الرّضى من ربّه
فَتَشَابَهَت في قصده حركاته

ثم استجاب لربّه لمّا دعا
ومراده من فضله مرضاته

فأَنالَهُ أَمَلاً وفي تاريخه
جادت عليه بوبلها رحماتُه


الرياحي

الحمدان
09-07-2024, 09:35 AM
شَرَفُ الورى يا دَهْرُ كيف هَدَمْتَهُ
وقصدتَ عَمْداً للهُدَى فردمتَه

يا لَيْتَ أنك والمُنى ممنوعةٌ
تَلْوِي على نَقْضِ الذي أبرمتَه

لم تَأْلُ في سَوْقِ الخِيَار إلى الرّدى
يا ليت شعري هل بذا أكرمتَه

أَفَلَمْ يَغِبْ بغروب شمسِ محمّدٍ
فَضلٌ سما عن أن تكونَ علمتَه

والعلم لو كانت لقلبك رقّة
لبكيتَه من بعده ورحمتَه


الرياحي

الحمدان
09-07-2024, 09:35 AM
جاء الشّيوخ مجلّياً ومصلّياً
ومسلّياً في حلبة الأثبات

وأتيتُ من بَعْدِ الثلاثة تالياً
مستغفراً من غافر الزلاّت


الرياحي

الحمدان
09-07-2024, 09:36 AM
يا رَوْضَةَ الرِّضْوَانِ والنَّفَحَاتِ
ومحلَّةَ الرَّحَمات والحُرُماتِ

شَوقي إلى مَرْآكِ شَقَّ جوانحي
فشقِيتُ بين تَصَعُّدِ الزّفَرَاتِ

حتَى ظللتُ من الصّبابة عِبْرَةً
لأولي البصائرِ سائِلَ العبراتِ

يَا مَنْزِلَ التنزيل هل أنا نَازِلٌ
بك مَنْزِلاً يَشْفي من الحسرات

وأُرَى لِقُرْبِكِ لاثما ومُقَبّلاً
ومُعَفِّرَ الوجنات في الجنّات

وَمُرَدِّداً ما بين دُورِك ناظري
في ناضر العَرَصات والحُجُرَات

وجميل ظنّي في قطينكِ قاطنٌ
عارٍ من الأَوْهام والشُّبُهات

يا مصطفى يَا خَيْرَ من وَطِئَ الثّرى
يا بَاهِيَ الحركات والسَّكَنَاتِ

وَحَيَاتِكَ العُظْمى لأَنْتَ مَؤَمّلي
يَا مَلْجَئِي في مِيتتي وحياتي

وصلاةُ ربّك والخلائقِ كلِّهِمْ
تغشاك في الخطَرَاتِ واللَّحَظات


الرياحي

الحمدان
09-07-2024, 09:36 AM
قَدِّمَ لأهوال المآب مَتَابَا
واعمَلْ فما التسويف منك صوابا

فإلى متى والعُمْرُ لَمْحَةُ بَارِقٍ
تلهو ويُوعِظُكَ النّصيحُ فتأبى

القَبرُ حَسْبُكَ لَوْ تُوَفَّقُ وَاعِظاً
والموتُ يكفي لَوْ عَلِمْتَ مُصَابَا

وإذا غفِلْتَ فإنّه لك مُوتِرٌ
قَوْساً متى تَدْعُ الفناءَ أجابا

عمَّ الخَلاَئِقَ حُكمُهُ يَا لَيْتَهُ
لو كان يَمْنَعُ بالبقاء جنابا

كجَنابِ أحمدٍ السُهَيْلِيِّ الذي
لَبِسَ المحامدَ في الورى أثوابا

وَهُوَ الذي إِذْ خافَ فتنةَ وجهِه
ضربَ الحياءَ على الجمال نِقابا

خَلْقٌ يَوَدّ البدرُ نَيْلَ تَمَامِهِ
وخَلاَئِقٌ تَسْبِي العقولَ عُجَابا

غَارَتْ من الدّنيا عليه مَنِيَّةٌ
شَوْقاً لهُ فاستعجَلَتْهُ شبابا

يا رَبِّ من وافاك أَحْوَجُ بائس
ولِغَيْرِ بَابِكَ لا يسوق رِكَابَا

فَاجْعَلْ له من فَيْضِ عَفْوِك مَوْرِداً
أشْهى من العَذْب الفُرَاتِ شرابا

واقْبَلْ مقالةَ من دعاك مُؤَرِّخا
نَوِّلْهُ في أعلى الفسيح ثوابا


الرياحي

الحمدان
09-07-2024, 09:36 AM
يَا مَنْ إذا عضّ الزّمان بِنَابِهِ
حُطَّت رِحال القصد في أَعْتَابِهِ

إنّ الذي حمل الكتاب إِلَيْكُمُ
مِمّن سقاه العَزْلُ مَطْعَمَ صَابِهِ

وبه تَعَذَّرَ قُوتُهُ إذا لم يكن
يدري سوى التبريز من أسبابِهِ

وله جِوَارٌ حَجَّني بحُقُوقه
وَلَكَمْ صَلَى الأَحْشَا بِنَارِ عِتَابِهِ

حتّى رسى هيجانُه في قدركم
وإليكمُ حسنُ الظّنون مشى بِهِ

فأتى وقال اكْتُبْ لمن عجز الورى
أن يظفروا لِعُلاَهُمُ بِمُشَابِهِ

فكَتَبْتُ مُلْتَذًّا بِشَهْدِ خطابكم
مَعْ أنّني راجٍ لِنَيْل ثَوَابِه

والله يُبْقِي مجدَكم حَرَماً له
عِزٌّ به يقف العُفَاةُ ببابه


الرياحي

الحمدان
09-07-2024, 09:37 AM
جاء الكتاب من الحبيب مُبَشِّراً
بقدومه يا مَرْحَباً يا مَرْحَبَا

قَدْ رَدَّ لي عَهْدَ المسرّةِ مِثْلَمَا
بقميص يُوسُفَ رُدَّ ما قَدْ أُذْهِبَا

أُهْدِي إليك تحيَّةً مِسْكِيَّةً
يا مصطفى يا منتقى يا مجتبى

مُسْتَدْعِيا منك الدّعاءَ وأنتَ في
حالٍ تراها للإجابة أَقْرَبا


الرياحي

الحمدان
09-07-2024, 09:37 AM
ومجلس رائق من فضله سقيت
أرواحنا برحيق العلم والأدب

والوُرقُ مفتَنَّةُ الألحان راقصة
والزّهرُ مبتسمٌ عن ثغره الشَّنِبِ

لاَ غَرْوَ إن رَقَصَتْ أشباحُنا طَرَباً
وجُرَّ أَذْيَالُنَا فَخْراً على الشُّهُبِ

فإنّما نحن عند الطّاهر النّسب ابنِ
الطّاهر النّسب ابنِ الطّاهر النّسب


الرياحي

الحمدان
09-07-2024, 09:38 AM
الحمد للّه وهو حسبي
وفاز مَنْ حَسْبُه الحسيبُ

يخصّ من شاء لا بشيء
إلاّ بجودٍ له صبيبُ

ثم الصّلاة على المنبّا
وآدم طينُه لَزِيبُ

والآل والصّحب والموالي
مِنْ كُلِّ مَنْ في الهدى نجيب

وبَعْدُ يا خالقي فإنّي
أدعو بكلّ الذي تجيب

أن تجمع الشملَ وهو فرق
يجمعه المصطفى الحبيب

الفاتح الخاتم المُرَجَّى
لِسَاعَةٍ هَوْلُها مُشيب

السيّد الكامل المُعَلّى
الطاهر الطّيّب المطيب

كنز الكمال الذي لِكُلٍّ
وإِن علا قدرهُم نصيب

مَنْ مدحه في الكتاب يُتْلَى
ماذا عسى يمدح الأديب

هو الرّؤوف الرحيم جاء
في توبة نصُّها عجيب

فيا رؤوف ويا رحيم
مَا غَيْرُ وَصْلِكَ لي طبيبُ

إن لم تَدَارَكْ حليفَ سقم
فَعَيْشُهُ بَعْدَ ذَا غريب

هذا بكائي بدا مديحا
وذا اشتياقي وذا النحيب

عليك من ذي العلا صلاةٌ
من عرفها مِسكُنا يطيبُ

كذاك يصحبُها سلامٌ
غُصنُ الدوام له رطيبُ


الرياحي

الحمدان
09-07-2024, 09:38 AM
ويَشْفِي شفاءٌ ثم فيه شِفَاءُ
وننزل يَشْفيني هُدىً وشِفَاءُ

فذي ستّ آيات إذا ما كتبتها
لذي مَرَض مُضْنًى فهنّ شِفَاءُ


الرياحي

الحمدان
09-07-2024, 09:38 AM
أقمت بالعدل من ترضى خلافته
وبات بالعدل من ناواك معزولا

دم في الملمات كشافا متى انسدلت
ما دام فوقك ستر الله مسدولا

أثنت عليك الليالي وهي خاجلة
ولست فيها وأيم الله مخجولا


الشاذلي

الحمدان
09-07-2024, 09:39 AM
ما كنت تجري به الأحكام عادلة
إليك يصبح أمر الكل موكولا

آباؤكم هم حماة الدين من قدم
به استعزوا ونالوا منه تفضيلا

آثارهم وهي في القارات شاهدة
تخول الحق للأبناء تخويلا

هم ان يزالوا ليوثا في مرابضهم
ولن يزال عرين الأسد مأهولا


الشاذلي

الحمدان
09-07-2024, 09:39 AM
اصدع بما سطر التاريخ تذكرة
واستقصه مجملا وافحصه تفصيلا

تجد به صورا شتى مغايرة
في الحكم فاعرضه معقولا ومنقولا

نوصيك بالدين ما اسطعت القيام به
إذ كنت عنه أمام الله مسؤولا

ما كنت تجري به الأحكام عادلة
إليك يصبح أمر الكل موكولا


الشاذلي

الحمدان
09-07-2024, 09:40 AM
تنسى الملمات إلا أزمة عرضت
للمسلمين وزادت منه تهويلا

شق العصا علنا في وجه دولتنا
ودنس البيت بالكفار تنكيلا

ما كان أمره مجهولا لديك ولا
زدناك علما بمن قد زاد تضليلا

هذا سميك يا خير الأنام أتى
للحاكم العدل بالآتي أباطيلا

مستصدرا حكمك الماضي لتجريه
وكان أمرك أمر الله مفعولا


الشاذلي

الحمدان
09-07-2024, 09:40 AM
ما كان قولك في لوزان مقبولاً
لو لم يك السيف في الميدان مسلولا

لولا الرقاب لقنا لا قراب له
ألف الفراع وإن ألفاه مفلولا

في يوم مسغبة أضحت مفككة
تلك الرقاب وأجرى تحتها النيلا

وطهر الأرض ممن بالفساد عثوا
وجاء غازيك بالصمصام مغسولا


الشاذلي

الحمدان
09-07-2024, 09:40 AM
لا يأس للحي والأشيا لها أمد
يا شعب يا من به الإسلام قد سعدوا

نلت الذي لم ينله بالقنا أحد
فاهتف لأنورها واشكر نيازيها

انظر لدولتك العظمى ومنصبها
واعمل لقومك يا تركي بموجبها

يا أيها الحريا من بت منتبها
ما بين آمالك اللائي ظفرت بها
وبين مصر معان أنت تدريها


الشاذلي

الحمدان
09-07-2024, 09:41 AM
حي الهلال وقل للغر تنبيها
فلتسعد الترك ولتكمد أعاديها

أضحى البشير ينادي في ضواحيها
بشرى البرية قاصيها ودانيها

حاط الخلافة بالدستور حاميها
قضت إرادته أن لا يشاركها

في الحكم ضد إذ القانون باركها
قد أصبح العدل بالتأييد مالكها

لما رآها بلا ركن تداركها
بعد الخليفة بالشورى وناديها


الشاذلي

الحمدان
09-07-2024, 09:41 AM
إن الحديد على صلابة متنه
بالكهرباء ملين مجلوب

حاشا لقلبك أن يشاب بغلظة
وعليه من تلك الخلال رقيب

دع عنك ما اعترض الصداقة برهة
متناسيا له فالحبيب حبيب

ما هي لو فكرت غير سحابة
وتقشعت فجلا بها المحجوب

وكفت محيا الود شر مشايه
وارتاح صدر في القلوب رحيب


الشاذلي

الحمدان
09-07-2024, 09:42 AM
هلا تصالحنا على رغم العدى
والصلح خير هل أراك تجيب

لمتى التغافل عن مطالبتي بما
أرجوه من عفو عساك تثوب

لم لا وأنت هو المطالب أولا
بحقوقكم وأنا هو المصلوب

ها قد أتيت لنحو بابك مذعنا
فاحكم علي وإنني المغلوب


الشاذلي

الحمدان
09-07-2024, 09:42 AM
عاقبتني بالصد وهو عصيب
وأطلت هجري وهو منك غريب

عاهدتني أن لا تصد وإن بدت
مني على عمد إليك ذنوب

فإذا بعهدك قد تصرم حبله
ما بيننا وإذا بي المغضوب

حاشاك من نقض العهود وإنما
ظن ابن آدم مخطىء ومصيب


الشاذلي

الحمدان
09-07-2024, 09:42 AM
لست الإله ولست بالشيطان
فعلى م تحرمني من الغفران

أبرمت حكمك بالصدود مصدقا
للظن يا عبد الحميد الثاني

لولا طلول من بقايا الود في
صدري لما خاطبتكم في شاني

فرطت فيمن كنت بدر سمائه
فمحوت نور ودادك الروحاني

ما ضر فضلك لو مننت بعودة
وطرحت جلباب الهوى النفساني

ما كان يخطر بالعقول جفاؤكم
أبدا ولم أعدده في حسباني


الشاذلي

الحمدان
09-07-2024, 09:43 AM
عَوى الضبعُ الملفلفُ في الثيابِ
ليصرفنا بفاتحة الكتابِ

وَقابلنا بِقهقهةٍ ووجهٍ
مُراق الماءِ مسودّ الإهابِ

وَكشّر عَن نيوبٍ قالحاتٍ
تراكم فوقَها خرء الذبابِ

وَفجّع جَمعنا بغراب بينٍ
لَحاه اللّه عنّا من غرابِ

يُقهقه حَولنا فيخال دبّاً
ويحكي هذوه هذو الكلابِ

وجاشَ بأخنسٍ جُعليّ شمٍّ
فَأنكر عرف وردٍ مستطابِ

يُعايننا أصيبَ بأخفشيهِ
فَوارى الشمس منّا بالحجابِ

كأسودَ بارحٍ لم يعن إلّا
بأكلِ الشرشمانة والضبابِ

لَقد ساء الأنام فسيء حتّى
دُعي ساسي لسوء الإكتسابِ


قابادو

الحمدان
09-07-2024, 09:43 AM
ما في أديمك من مصحٍّ يُدّرى
لكن أطيل لكَ الذماء شراجبا

وَهويت أسفل سافلين فَلَم تَكد
تهوي لمهواك الرجوم صوائبا

لا تحسب الإمهال عن بغيٍ فما
أمهلت إلّا كي تزيد مثالبا

وَلسوف توثبك الجراءةُ فينةً
وَثبَ الفراشِ لأن تصادف ثاقبا


قابادو

الحمدان
09-07-2024, 09:43 AM
يا غائباً لا زلت ذا غين بلا
عينٍ فكيف زعمت نفسك عائبا

لا تحسبنّ جميعَ ما تَأتي بهِ
إلّا سراباً في المجاهلِ ساربا

وهمٌ يخيّل ليس يشغل حيّزاً
أتراه يزحم ويك بحراً زاعبا

يا نابحاً بدر الجوائب إنّما
في نوره نكّست ظلّك ناحب


قابادو

الحمدان
09-07-2024, 09:44 AM
كَذَبتكَ نفسٌ غالَبت بك كاذبا
فَمتى تصيبُ وأصغراك تَكاذَبا

لا غروَ في قلبِ الحقائق منك إذ
سَبخيّ سنخكَ قَد يحيلُ الواجبا

أدَعيّ بُرجيس السماء تبيّناً
فاللّيث ضمّ ضراغماً وعناكبا

لا ينزلُ البرجيسُ إن تدعى به
كلّا ولا يُعلي شواك التاربا

يا مقحماً بمحاضر الآداب سخ
رِيةً لكيما يستدرّ مكاسبا

أتطفّلاً وتوغّلاً وتصدّراً
ثمَّ الرقيُّ لأن تُساجل آدبا

هَيهاتَ يصبحُ كاسياً بمروءةٍ
من بات من زيفِ السفاهةِ كاسبا

كَم ذا تراوغ يا ثُعالة فارساً
جابَت جَوائِبه السبيل اللّاحِبا

تُخفي هُراءك في مراءٍ ظاهرٍ
كالمُستقيء من الخمار تثاؤبا


قابادو

الحمدان
09-07-2024, 09:44 AM
لا تَلُمني بأن طَربت لشجوٍ
كاد من حرّه الفؤاد يذوبُ

واِنض عنّي ثوب الوقارِ بكأسٍ
يَبعث الأنس فالكريم طروبُ

لَيس شقّ الجيوبِ حقّاً علينا
أيّ شيء جنت علينا الجيوبُ

ما رَمَتنا بالشوقِ إلّا قلوبٌ
إنّما الحقّ أن تشقّ القلوبُ


قابادو

الحمدان
09-07-2024, 09:46 AM
يا أَكرمَ الناسِ أخلاقاً وأحسنهم
تَقاضياً وأداءً للأماناتِ

أهدي لِحَضرتك المحروس طارقها
من كلّ نائبةٍ أزكى التحيّاتِ

وبعدُ فالمُرتجى إعطاءُ حاملها
ديباجتي دون تسويفٍ وإعناتِ

وَهَكذا الوعد والظنّ الجميل بكم
لا زال مثلكم أهل المروءاتِ


قابادو

الحمدان
09-07-2024, 09:47 AM
مَولاي وافتني تحيّتك الّتي
ضاءَت بِطلعَتها جميعُ جهاتي

وَسَرى نسيمُ البرء في عللي بِها
وَأنارَتِ البشرى محيّا حياتي

وَأَرى ذُنوبي في الدُنوّ تزيدني
قُربى لديكَ كأنّها حَسَناتي

لا زلت تَلحَظُني بِكم عينُ الرضا
فَترى الرضى وتغضّ عن عثراتي

لَم يثنِ عَزمي عن طروقِ حماكمُ
لولا اِحتشام قَد ثَنى عَزماتي

أَكرم بمولى قد تفقّد عبدهُ
مَع طول غيبته عن الخدماتِ

أهدي إليهِ تحيّة نَفَحاتها
مسكيّة وافته من جنّاتِ


قابادو

الحمدان
09-07-2024, 09:47 AM
لكَ الحَمدُ يا من خصّ أهل الطريقةِ
بكشفِ خفيّات علومِ الحقيقةِ

وَروّحهم من رَوح كلّ مكوّنٍ
وَأَورثهم أسراره النبويّةِ

مُحمّد عينُ الحمدِ شمس جمالهِ
فمنه بدورُ الأنبياءِ اِستمدّتِ

فصلّى عليه اللّه قدماً منزّها
لِطلعته روحاً وجسماً برحمةِ


قابادو

الحمدان
09-07-2024, 09:48 AM
إِلَهي بِأربابِ النفوس الزكيّةِ
رِجالٌ سَمَوا بالحضرة الشاذليّةِ

رجالٌ لِمولاهم دُعوا فَتَسارعوا
وَما لِسواه فيهم من بقيّةِ

بِذكراهُ يَستشفون من كلّ علّةٍ
وَيَستأنسون الدهر من كلّ وحشةِ

تَوالى عليهم وارِدات كلامهِ
فَتُفهمهُم أَسراره في البريّةِ

وَتُصبحُ بالإمدادِ أرضُ قلوبهم
مفجّرةً مِن كلّ علم وحكمةِ

بِهم ينظرُ الرحمنُ للخلقِ كلّهم
بِهم تنزلُ الرحمات في كلّ أمّةِ

إِلهي بِهم قرّب عُبَيدك منهمُ
لِيَسعد مِن كأسِ الغرامِ بفضلةِ

وحقّق لذاكَ الغوث نسبةَ جَمعِنا
وَخُذ بنواصينا لأهدى طريقةِ

وَأظهِر مزايا الشيخ فينا فإنّنا
وَإن لم نَكن أهلاً لنا نوع نسبةِ

أُولئكَ قومٌ ليسَ يَشقى جليسُهم
فَكيفَ بِمن منهم له فضل ذمّةِ

مَننتَ عَلينا يا إلهي بحبّهم
فَذاك لدينا منك أوثق عهدةِ

لَك الحمدُ لا يُحصي ثناءك حامدٌ
لك الشكر مولانا على كلِّ نِعمةِ


قابادو

الحمدان
09-07-2024, 09:48 AM
قُل لِلفقيه علامَ تُمسي حائراً
في الحاءِ من حلّ الدخانِ وحرمَتِه

ما هو إلّا نفحة مَن شمّها
أَربى على المسكِ السحيق ونَفحتِه

لَكن دعَوهُ بنفَّةٍ لتجنّبٍ
من حائكم يا ذا الفقيه وَشُبهَتِه


قابادو

الحمدان
09-07-2024, 09:48 AM
أَأعسفُ في ظلماءِ ظُلمِ عَواذلي
وَبهجةِ وجهِ الحبّ وجهة مهجتي

يَملّون يُملونَ الملامَ وقَصدهم
ملالي وآمالي بها قد تحلّتِ

تَجلّت فَجلّت عَن جَناني جنونهم
وما جُنّتي مِن جِنّتي غَير جَنّتي

وَحيّت وَما في الحيّ حيٌّ فَما الحيا
بِأسرعَ مِن إحيائها كلَّ ميِّتِ


قابادو

الحمدان
09-07-2024, 09:49 AM
يا أيُّها المغبوطُ بالعيشِ الّذي
سَعدت مُقدّمةٌ له وَنَتيجه

نَم آمناً نومَ العروسِ قريرةً
عَيناكَ مُنشرحَ الفؤادِ ضؤوجه

حَتّى يُقدّر في القيامِ لقاؤنا
بكَ آمنينَ خطوبَه المَحضوجه


قابادو

الحمدان
09-07-2024, 09:53 AM
فاستبشروا خيراً وطيبوا انفساً
فالصبح بشرى صاغها الفتاحُ

ولتحمدوا الباري على نعمائهِ
فالحمد كنزٌ والرضى مفتاحُ

....

الحمدان
09-07-2024, 09:58 AM
قَلِيلٌ مَنْ يَدُومُ عَلَى الْوِدَادِ
‏فَلا تَحْفِلْ بِقُرْبٍ أَوْ بِعَادِ

‏إِذَا كَانَ التَّغَيُّرُ فِي اللَّيَالِي
‏فَكَيْفَ يَدُومُ وُدٌّ فِي فُؤَادِ

‏وَمَنْ لَكَ أَنْ تَرَى قَلْبَاً نَقِيَّاً
‏وَلَمَّا يَخْلُ قَلْبٌ مِنْ سَوَادِ

‏فَلا تَبْذُلْ هَوَاكَ إِلَى خَلِيلٍ
‏تَظُنُّ بِهِ الْوَفَاءَ وَلا تُعَادِ

‏وَكُنْ مُتَوَسِّطَاً فِي كُلِّ حَالٍ
‏لِتَأْمَنَ مَا تَخَافُ مِنَ الْعِنَادِ

....

الحمدان
09-07-2024, 11:28 AM
اللَهُ أَكبَرَ أَرضُ القُدسِ قَد صَفَرتَ
مِن آلِ الأَصفَرِ إِذ حينَ بِهِ حانوا

أَسباطُ يوسُفَ مِن مِصرَ أَتَو وَلَهُم
مِن غَيرِ تيهٍ بِها سَلوى وَأَمنانُ

لَهُم فَلَسطينُ أَن يَخرُجَ مُنفَرِجاً
عَنها وَإِلّا عَدَّت بيضٌ وَخَرصانُ

حَتّى بَنَيتَ رِتاجَ القُدسِ مُنفَرِجاً
وَيَصعَدُ الصَخرَ الغَرّاءَ عُثمانُ

وَاِستَقبَلَ الناصِرُ المِحرابُ يَعبُدُ مَن
قَد تَمَّ مِن وَعدِهِ فَتحٌ وَإِمكانُ

وَجازَ بَعضُ بَنيهِ البَحرُ تَجفَلُ مِن
غاراتِهِ الرومُ وَالصِقلابِ وَاللانُ

حَتّى يُوَحِّدُ أَهلُ الشِركِ قاطِبَةَ
وَيُرهِبُ القَولَ بِالثالوثِ رُهبانُ

وَلِاِبنِ أَيّوبَ في الإِفرِنجِ مَلحَمَةٌ
دَلَّت عَلَيها أَساطيرٌ وَحُسبانُ

وَمَن أَحَقُّ بِمُلكِ الأَرضِ مِن مَلِكٍ
كَأَنَّهُ مَلِكٌ في الخَلقِ حَنانُ


الجلياني

الحمدان
09-07-2024, 11:28 AM
فَيا مَلِكاً لَم يَبقَ لِلدَينِ غَيرَهُ
وَهَت عُمُدُ الإِسلامِ فَاِشدُد لَها دَعما

فَشُؤمُ فَرقِ الشِركِ في الشامِ طائِرُ
فَقُصَّ جَناحَيهِ بِأَقصى القُوى قَمصا

خُصِّصَت بِتَمكينِ فَعُمَّ العِدا رَدىً
فَإِنَّهُم يَأجوجٌ أَفرَغَ بِهِم رَدما

فَذا المَسجِدِ الأَقصى وَهَمتُكَ العُلى
وَعَزمتُكَ القُصوى وَرَمَيتُكَ الصَما

فَما هُوَ إِلّا أَن تَهَمَّ وَقَد أَتَت
فُتوحٌ كَما فاضَ الخِضَمُّ الَّذي طَمّا

وَإِن أَنتَ لَم تَرِدِ الفِرِنجَ بِوَقعَةٍ
فَمَن ذا الَّذي يَقوى لِبُنيانِها هَدَما

وَما كُلُّ حينٍ تُمكِنُ المَرءَ فُرصَةٌ
وَلا كُلُّ حالٍ أَمكَنَت تَقتَضي غَنما

وَلَيسَ كَفَتحِ القُدسِ مُنيَةَ قادِرٍ
وَما أَن تَلَقّاها سِوى يوسُفَ جَزَما


الجلياني

الحمدان
09-07-2024, 11:29 AM
يا زائِراً جَنَباتِ الشامِ مُعتَبِراً
أَحرِم فَأَنتَ بِحَجزٍ غَيرِ مَحجورِ

فَما بِها بَلَدٌ لَم يَغشَهُ بَدَلٌ
أَو مُرسَلٌ بِكِتابِ غَيرِ مَهجورِ

مَثوى النُبُوَّةِ وَالآياتِ مُعجِزَةٌ
وَالنورِ يُشرِقُ مِنهُ كَلُّ ديجورِ


الجلياني

الحمدان
09-07-2024, 11:29 AM
أَرى الرايِةَ الصَفراءَ يَريم اِصطِفاقُها
بَني أَصفَرٍ بِالرَعفاتِ اللَهاذِمِ

فَتَسبي فِلَسطيناً وَتَجبي جَزائِراً
وَتَملِكُ مِن يونانَ أَرضَ الأَساحِمِ

وَتَعنو لَها الأَملاكُ شَرقاً وَمَغرِباً
بِذا حَكَمَت حُذاقُ أَهلِ المَلاحِمِ


الجلياني

الحمدان
09-07-2024, 11:29 AM
العَزمُ يَنفُذُ لَيسَ البيضُ وَالسُمُرُ
تِلكَ العَزيمَةُ مِنها هَذِهِ الأَثَرُ

فَتحٌ يُضَيِّقُ صَدرَ الكُفرِ شارِحُهُ
صَدرَ الهُدى فَالتَقَت بُشراهُ وَالنُذُرُ

كَأَنَّهُ سُحُبٌ تَرمي صَواعِقُها
أَرضاً وَيَنزِلُ في أُخرى بِها المَطَرُ

كَأَنَّ مِصرَ وَصورَ السورِ باطِنُهُ
فينا وَظاهِرُهُ فيهِمُ بِما كَفَروا

لَولا المَليكُ صَلاحُ الدينِ ما لَبِثَت
في مِصرَ أَن تُعبَدُ الصُلبانُ وَالصورُ

فَسَدَّ ثُغرَتَها وَاِشتَدَّ مُعتَمِداً
أَرضَ العَدُوِّ فَلَم يَلبَث بِها الظَفَرُ

يُبكي الفِرِندَ سُرورُ المُسلِمينَ كَما
يَطيبُ ثَوبٌ بِوَردٍ وَهوَ مُعتَصِرُ

جاءَت أَكابِرُهُم تَلقى مُكابَرَةً
فَأَلبَسَ الصُغُرُ ذاكَ الكِبرُ وَالكِبَرُ


الجلياني

الحمدان
09-07-2024, 11:30 AM
في مَشرِقِ المَجدِ نَجمُ الدينِ مَطلَعُهُ
وَكُلُّ أَبنائِهِ شُهُبٌ فَلا أَفَلوا

جاءوا كَيَعقوبَ وَالأَسباطَ إِذ وَرَدوا
عَلى العَزيزِ مِن أَرضِ الشامِ وَاِشتَمَلوا

لَكِنَّ يوسُفَ هَذا جاءَ إِخوَتُهُ
وَلَم يَكُن بَينَهُم نَزعُ وَلا زَلَلُ

وَمَلكو أَرضَ مِصرَ في شَماخَتِهِ
وَمِثلَها لِرِجالٍ مِثلُهُم نَزَلوا

أَبو المُظَفَّرِ مَأوى كُلِّ مُضطَهِدٍ
بِحِلمِهِ وَنِداهُ يُضرَبُ المَثَلُ

مَهما يَمِل جائِرَ أَو عائِثٌ عَمَّهُ
فَعِندَ عَدلِ صَلاحِ الدينِ يَعتَدِلُ

أَحيا بِهِ اللَهُ مِصراً فَهيَ ناشِرَةٌ
وَاِفتَكَّها مِن عَدوٍ ما بِهِ قِبَلُ

كَم لِلفِرِنجِ بِها وِرداً وَمُنتَجَعاً
وَنارُهُم حَولَها تَذكو وَتَشتَعِلُ

فَأَطفَأَ الناصِرُ المَنصورُ جَذوَتَهُم
وَأَدبَروا بِقُلوبِ شَهمُها وَجِلُ

مَلكٌ تَقَلَّدَ سِلكُ المُلكِ مُنتَظِماً
وَقالَ لِلمالِ هَذا مِنكَ لي بُدلُ

فَفَرَّقَ المالَ جَمعاً لِلقُلوبِ بِهِ
وَحَسبُهُ فيهِمُ إِدراكُ ما سَأَلوا

إِنَّ المُلوكَ الَّذينَ اِمتَدَّ أَمرُهُم
لَم يَخزِنوا المالَ بَل مَهما حَوَوا بُذِلوا

كَذا السِياسَةُ فَالأَجنادُ لَو عَلِموا
بُخلَ المَليكِ وَجاءَت شِدَّةُ خُذِلوا

لَتَظفُرَنَّ بِما لَم يَحوهُ مَلِكٌ
أَبا المُظَفَّرِ حَقّاً حَظَّهُ الأَزَلُ

دَليلُ ذَلِكَ آراءُ اِقتَرَنَت
بِالحَزمِ وَالعَزمِ لَم يُخَصَّص بِها الأَوَّلُ

قَد سادَ اِسكَندَرَ أَهلَ الزَمانِ مَعاً
في سِنِّ عِشرينَ وَاِمتَدَّت لَهُ الحِيَلُ

وافى الثَلاثينَ وَالأَقطارُ أَجمَعُها
طَوعاً لَهُ وَمُلوكُ الأَرضِ وَالمِلَلُ


الجلياني

الحمدان
09-07-2024, 11:30 AM
الِلّه قل وذر الوجود وما حوى
إن كنتَ مرتاداً بلوغَ كمالِ

فالكلُّ دون اللَهِ إن حقّقتهُ
عدمٌ على التفصيل والإجمال

واعلَم بأنك والعوالم كلَّها
لولاهُ في محو وفي اضمحلال

من لا وجودَ لذاتهِ من ذاته
فوجودهُ لولاهُ عينُ محالِ

فالعارفونَ فنوا ولمّا يشهدوا
شيئاً سوى المتكبر المتعال

ورأوا سواهُ على الحقيقةِ هالكاً
في الحال والماضي والإستقبال

فالمح بعقلك أو بطرفك هل ترى
شيئاً سوى فعل منَ الأفعال

وانظُر إلى علو الوجود وسفلهِ
نظراً تؤيدهُ بالإستدلالِ

تجد الجميع يُشيرُ نحو جلالهِ
بلسان حالٍ أو لسان مقال

هو ممسك الأشياء من علوٍ إلى
سفلٍ ومُبدِعُها بغيرِ مثالِ


ابو مدين

الحمدان
09-07-2024, 11:30 AM
فإذا نظرَت بعين عقلكَ لم تجد
شيئاً سواه على الذواتِ مصوَّرا

وإذا طلَبت حقيقة من غيرهِ
فبذيلِ جهلِك لا تزالُ معثَّرا


ابو مدين

الحمدان
09-07-2024, 11:31 AM
الِلّه ربي لا أريدُ سواهُ
هل في الوجودِ الحي إلّا اللَه

ذاتُ الإلهِ بها قوام ذواتنا
هل كان يوجد غيره لولاهُ


ابو مدين

الحمدان
09-07-2024, 11:32 AM
ما لذَّةُ العيشِ إلّا صحبةُ الفقرا
هم السلاطينُ والساداتُ والأمرا

فاصحبهُم وتأدَّب في مجالسهِم
وخلِّ حظَّك مهما خلّفوكَ ورا

واستغنم الوقتَ واحضر دائماً معهم
واعلم بأن الرضى يختص من حضرا

ولازِم الصمتَ إن سُئِلت فقُل
لا علم عندي وكُن بالجهلِ مستتِرا

ولا تر العيب إلّا فيكَ معتقِداً
عيباً بدا بيناً لكنَّه استتَرا

وحُطّ رأسك واستغفر بلا سببٍ
وقُم على قدم الإنصافِ معتذِرا

وإن بدا منك عيبٌ فاعترف وأقم
وجه اعتذاركَ عمّا فيك منكَ جرا

وقُل عبيدُكُم أولى بصفحِكمُ
فامحوا وخُذوا بالرفقِ يا فقَرا

هم بالتفضُّلِ أولى وهوَ شيمتُهُم
فلا تخف دركاً منهُم ولا ضَرَرا


ابو مدين

الحمدان
09-07-2024, 11:32 AM
طال اشتياقي ولا خلّ يؤانسني
ولا الزمانُ بما نهوى يوافيني

قالوا جُنِنت بمن تهوى فقُلتُ لهُم
ما لذَّةُ العيشِ إلّا للمجانينِ


ابو مدين

الحمدان
09-07-2024, 11:33 AM
هذا الحبيبُ الذي في القلب مسكنهُ
عليه ذُقتُ كؤوسَ الذل والمحنِ

عليه أنكرني من كان يعرفُني
حتى بقيتُ بلا أهلٍ ولا وطَنِ


ابو مدين

الحمدان
09-07-2024, 11:33 AM
إذا اختصمَ الجمعانِ قيل لهم كُفُّوا
فمن شاء فيأخذ ومَنْ شاء فليعفُ

وكلُّ لبيبِ القلبِ في الأمرِ حازمٌ
إذا جاءه خير إليه به يهفو

فيأخذه علماً من الله زينة
ولو رواح عنه سار في أثره يقفو

فيظهر فينا ذا صنوفٍ كثيرةٍ
وفي عينه عندَ العليم به صنف

وحيدٌ بمعناه كثيرٌ بصورةٍ
وذلك في المقول والعادة العرف

ففي أذني قِراطٌ وفي الساقِ دُملجٌ
وفي مَفرِقي تاجٌ وفي ساعدي وقف

إذا حصل الإجماع ليس لصورةٍ
على صورةٍ أخرى افتخارٌ ولا شَفّ

تنوَّع عندي زينة الله أنها
عليّ بإنعامِ الكريم بها وقف

تنوّعت الأشكالُ والماء واحدٌ
نزيه عن الأوصافِ بل خالصٌ صِرف

تقنع بما قد جاء منه ولا تزد
مخافة أن يأتيك من بعده خلف

هو الحقُّ فاعلمه يقيناً محققاً
فليس لما قد قلت في ذلكم خلف


محيي الدين

الحمدان
09-07-2024, 11:34 AM
تتابعت الأرسال من كلِّ جانبٍ
فضاقت بما جاءت عليّ مذاهبي

سررتُ بها لما علمت وجودها
من الله ذي العَرشِ المجيد المطالبِ

بما كلف الإنسان مما أتت به
شرائعه والحقُّ عينُ المخاطب

سمعنا أجبنا طاعةً لإلهنا
وما الشان إلا في صَدوقٍ وكاذبِ

إذا جاءت الأملاك تحملُ عرشَه
وتعضدها أمثالها في السحائبِ

وتأتي بما يقضيه بين عباده
لينتصفَ المظلومُ من ظلم غاضبِ


محيي الدين

الحمدان
09-07-2024, 11:34 AM
لولا مطالبتي لم يثقل اليومَ
ولا أحسَّ به للخفة القومُ

يومُ الصيامِ له ثقلٌ يحسُّ به
من صامه والذي لربنا الصوم

لأنه نعتُ تنزيهٍ وليس لنا
نعم ويعضده في ذلك الشيم

وليس يدري بشيء من فضيلته
إلا إمامٌ له من دهرِه يومُ

وليس في حضراتِ الكون أكمل من
وجود حضرة ما يأتي به النوم


محيي الدين

الحمدان
09-07-2024, 11:35 AM
إن الظنونَ على الوجوهِ مُحالُ
أهل التفكير هكذا قد قالوا

والكشفُ يقضي أنها لحياتها
فيها لها عند الشهود مجالُ

شهدتْ بذلكم الجوارحُ عندنا
في النور إذ جاءت بها الأرسال


محيي الدين

الحمدان
09-07-2024, 11:35 AM
الكسب منه ما أنا كاسبٌ
فرهن نفسي ما الذي أوجبه

ما أعجب الأمر الذي قلته
على صحيح العلم ما أعجبه

وقد يقول الحقُّ من عنده
من أقدر الخلقِ ومن أكسبه

إلا أنا فالفعل مني به
فلا تقل في العبد ما أكذبه

يصدق في الفعل إذا قال لي
برهاننا الكاتب ما أكتبه


محيي الدين

الحمدان
09-07-2024, 11:35 AM
أنا صاحبُ الملك الذي قال إنني
أنا نائبٌ فيه بأصدقِ قيلِ

ولو لم يكن ملكي لما صح أن أرى
موكله والحقُّ فيه وكيلي

وعن أمرنا كانت وكالتنا له
وبرهان دعوايَ وعين دليلي

كتابٌ له حقٌ وفيه اعترافه
بما قلت فيه فالسبيلُ سبيلي

يقول بأضدادِ الأمورِ وجوده
فقد حرتُ فيه وهو خير خليل

عجبت له من غائب وهو حاضر
بتنغيذ أخبار وبعثِ رسول

إلى مَن وإنَّ العينَ عينُ وجودِه
وممن فقد حرنا فكيف وصولي

إلى منزلٍ ما فيه عينٌ غريبةٌ
ولا حيرةٌ فيها شفاءُ خليل


محيي الدين