تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 [19] 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
04-16-2024, 03:08 AM
عوجا خَليلَيَّ لَقينا حَسبا
مِن زَمَنٍ أَلقى عَلَينا شَغبا

ما إِن يَرى الناسُ لِقَلبي قَلبا
كَلَّفَني سَلمى غَداةَ أنبا

وَقَد أَجازَت عيرُها الأَجَبّا
أَصبَحتُ بَصريّاً وَحَلَّت غَرباً

فَالعَينُ لا تُغفي وَفاضَت سَكبا
أَمَّلتُ ما مَنَّيتُماني عُجبا

بِالخِصبِ لَو وافَقتُ مِنهُ خِصبا
فَلا تَغُرّاني وَغُرّا الوَطبا

إِنّي وَحَملي حُبَّ سَلمى تَبّا
كَحامِلِ العِبءِ يُرَجّي كَسبا

فَخابَ مِن ذاكَ وَلاقى تَعبا
وَقَد أَراني أَريَحِيّاً نَدبا

أَروي النَدامى وَأَجُرُّ العَصبا
أَزمانَ أَغدو غَزِلاً أَقَبّا

لا أَتَّقي دونَ سُلَيمى خَطبا
وَما أُبالي الدَهَيانَ الصَقبا

يا سَلمَ يا سَلمَ دَعي لي لُبّا
أَو ساعِفينا قَد لَقينا حَسبا

ما هَكَذا يَجزي المُحِبُّ الحِبّا
وَصاحِبٍ أَغلَقَ دوني دَربا

قُلتُ لَهُ وَلَم أُحَمحِم رُعبا
إِنَّ لَنا عَنكِ مِساحاً رَحبا

فَأَحمِ جَنباً سَوفَ نَرعى جَنبا
وَفِتيَةٍ مِثلِ السَعالي شُبّا

مِنَ الحُماةِ المانِعينَ السَربا
تَلقى شَبا الكَأسِ بِهِم وَالحَربا

كَلَّفتُهُم ذا حاجَةٍ وَإِربا
عِندِيَ يُسرٌ فَعَبَبنا عَبّا

مِن مَقَدِيٍّ يُرهِقُ الأَطِبّا
أَصفَرَ مِثلِ الزَعفَرانِ ضَربا

كَأسِ اِمرِىءٍ يَسمو وَيَأبى جُدبا
مالَ عَلَينا بِالغَريضِ ضَهبا

وَالراحِ وَالرَيحانِ غَضّاً رَطبا
وَالقَينَةِ البِكرِ تُغَنّي الشَربا

وَالعِرقُ لا نَدري إِذا ما جَبّى
أَضاحِكاً يَحكي لَنا أَم كَلبا

يَسجُدُ لِلكَأسِ إِذا ما صُبّا
كَقارِىءِ السَجدَةِ حينَ اِنكَبّا

حَتّى إِذا الدِرياقُ فينا دَبّا
وَجَنَّ لَيلٌ وَقَضَينا نَحبا

رُحنا مَعَ اللَيلِ مُلوكاً غُلبا
مِن ذا وَمِن ذاكَ أَصَبنا نَهبا

وَحَلَبَت كَفّي لِقَومٍ حَلبا
فَلَم أُرَشِّح لِعَشيرٍ ضَبّا

وَرُبَّما قُلتُ لِعَمري نَسبا
العَضبُ أَشهى فَأَذِقني القَضبا

فَالآنَ وَدَّعتُ الفُتُوَّ الحُزبا
أَعتَبتُ مَن عاتَبَني أَو سَبّا

وَراجَعَت نَفسي حِجاها عُقبا
فَالحَمدُ لِلَّهِ الَّذي أَهَبّا
مِن فُرقَةٍ كانَت عَلَينا قَضباً

أَتى بِها الغِيُّ فَأَغضى الرَبّا
وَمَلِكٍ يَجبي القُرى لا يُجبى

نَزورُهُ غِبّاً وَنُؤتي رَهبا
ضَخمِ الرَواقَينِ إِذا اِجلَعَبّا

يَخافُهُ الناسُ عِدىً وَصَحبا
كَما يَخافُ الصَيدَنُ الأَزَبّا

صَبَّ لَنا مِن وُدِّهِ وَاِصطَبّا
وُدّاً فَما خُنتُ وَلا أَسَبّا

ثَبَّتَ عَهداً بَينَنا وَثَبّا
حَتّى اِفتَرَقنا لَم نُفَرِّق شَعبا

كَذاكَ مَن رَبَّ كَريماً رَبّا
وَالناسُ أَخيافٌ نَدىً وَزَبّا

فَصافِ ذا وُدٍّ وَجانِب خِبّا
يا صاحِ قَد كُنتَ زُلالاً عَذبا

ثُمَّ اِنقَلَبتَ بَعدَ لينٍ صَعبا
مالي وَقَد كُنتُ لَكُم مُحِبّاً

أُقصى وَما جاوَزتُ نُصحاً قَصبا
يا صاحِ هَل بُلِّغتَ عَنّي ذَنبا

وَهَل عَلِمتَ خُلُقي مُنكَبّا
وَهَل رَأَيتَ في خِلاطي عَتبا

أَلَم أُزَيِّن تاجَكَ الذَهَبّا
بِالباقِياتِ الصالِحاتِ تُحبى

أَضَأنَ في الحُبِّ وَجُزنَ الحُبّا
مِثلَ نُجومِ اللَيلِ شُبَّت شَبّا

أَحينَ شاعَ الشِعرُ وَاِتلَأَبّا
وَنَظَرَ الناسُ إِلَيَّ أَلبا

أَبدَلتَني مِن بَعدِ إِذنٍ حَجبا
بِئسَ جَزاءُ المَرءِ يَأتي رَغبا

لَمّا رَأَيتَ زائِراً مُرِبّا
باعَدتَّهُ وَكانَ يَرجو القُربا

فَزارَ غِبّاً كَي يُزادَ حُبّا
كَذَلِكَ المَحفوظُ يَطوي سَربا


بشار بن برد

الحمدان
04-16-2024, 03:09 AM
إِنَّ الطَبيبَ بِطِبِّهِ وَدَوائِهِ
لا يَستَطيعُ دِفاعَ مَقدورٍ أَتى

ما لِلطَبيبِ يَموتُ بِالداءِ الَّذي
قَد كانَ يُبري مِثلَهُ فيما مَضى

إِلّا لِأَنَّ الخَلقَ يَحكُمُ فيهُمُ
مَن لا يُرَدُّ وَلا يُجاوَزُ ما قَضى



بشار بن برد

الحمدان
04-16-2024, 03:09 AM
ذَهَبَ الدَهرُ بِسِمطٍ وَبَرا
وَجَرى دَمعِيَ سَحّاً في الرِدا

وَتَأَيَّيتُ لِيَومٍ لاحِقٍ
وَمَضى في المَوتِ إِخوانُ الصَفا

فَفُؤادي كَجَناحَي طائِرٍ
مِن غَدٍ لا بُدَّ مِن مُرِّ القَضا

وَمِنَ القَومِ إِذا ناسَمتُهُم
مَلِكٌ في الأَخذِ عَبدٌ في العَطا

يَسأَلُ الناسَ وَلا يُعطيهُمُ
هَمُّهُ هاتِ وَلَم يَشعُر بِها

وَأَخٍ ذي نيقَةٍ يَسأَلُني
عَن خَليطَيَّ وَلَيسا بِسَوا

قُلتُ خِنزيرٌ وَكَلبٌ حارِسٌ
ذاكَ كَالناسِ وَهَذا ذو نِدا

فَخُذِ الكَلبَ عَلى ما عِندَهُ
يُرعِبُ اللِصَّ وَيُقعي بِالفِنا

قَلَّ مَن طابَ لَهُ آباؤُهُ
وَعَلى أُمّاتِهِ حُسنُ الثَنا

اِدنُ مِنّي تَلقَني ذا مِرَّةٍ
ناصِحَ الجَيبِ كَريماً في الإِخا

ما أَراكَ الدَهرَ إِلّا شاخِصاً
دائِبَ الرِحلَةِ في غَيرِ غَنا

فَدَعِ الدُنيا وَعِش في ظِلِّها
طَلَبُ الدُنيا مِنَ الداءِ العَيا

رُبَّما جاءَ مُقيماً رِزقُهُ
وَسَعى ساعٍ وَأَخطا في الرَجا

وَفَناءُ المَرءِ مِن آفاتِهِ
قَلَّ مَن يَسلَمُ مِن عِيِّ الفَنا

وَأَرى الناسَ يَرَوني أَسَداً
فَيَقولونَ بِقَصدٍ وَهُدى

فَاِرضَ بِالقِسمَةِ مِن قَسّامِها
يُعدِمُ المَرءُ وَيَغدو ذا ثَرا

أَيُّها العاني لِيُكفى رِزقَهُ
هانَ ما يَكفيكَ مِن طولِ العَنا

تَرجِعُ النَفسُ إِذا وَقَّرتَها
وَدَواءُ الهَمِّ مِن خَمرٍ وَما

وَالدَعيُّ اِبنُ خُلَيقٍ عَجَبٌ
حُرِمَ المِسواكَ إِلّا مِن وَرا


بشار بن برد

الحمدان
04-16-2024, 03:09 AM
يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ
وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ

إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي
وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ


بشار بن برد

الحمدان
04-16-2024, 09:50 PM
أَلا هُبّي بِصَحنِكِ فَاَصبَحينا
وَلا تُبقي خُمورَ الأَندَرينا

مُشَعشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فيها
إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخينا

تَجورُ بِذي اللُبانَةِ عَن هَواهُ
إِذا ما ذاقَها حَتّى يَلينا

تَرى اللَحِزَ الشَحيحَ إِذا أُمِرَّت
عَلَيهِ لِمالِهِ فيها مُهينا

صَبَنتِ الكَأسَ عَنّا أُمَّ عَمرٍو
وَكانَ الكَأَسُ مَجراها اليَمينا

وَما شَرُّ الثَلاثَةِ أُمَّ عَمرٍو
بِصاحِبِكِ الَّذي لا تَصبَحينا

وَكَأسٍ قَد شَرِبتُ بِبَعلَبَكٍّ
وَأُخرى في دِمَشقَ وَقاصِرينا

وَإِنّا سَوفَ تُدرِكُنا المَناياَ
مُقَدَّرَةً لَنا وَمُقَدَّرينا

قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ظَعيناَ
نُخَبِّركِ اليَقينا وَتُخبِرينا

قِفي نَسأَلكِ هَل أَحدَثتِ صَرماً
لِوَشكِ البَينِ أَم خُنتِ الأَمينا

بِيَومِ كَريهَةٍ ضَرباً وَطَعناً
أَقَرَّ بِهِ مَواليكِ العُيونا

وَإنَّ غَداً وَإِنَّ اليَومَ رَهنٌ
وَبَعدَ غَدٍ بِما لا تَعلَمينا

تُريكَ إِذا دَخَلتَ عَلى خَلاءٍ
وَقَد أَمِنَت عُيونَ الكاشِحينا

ذِراعَي عَيطَلٍ أَدماءَ بِكرٍ
هِجانِ اللَونِ لَم تَقرَأ جَنينا

وَثَدياً مِثلَ حُقِّ العاجِ رَخصاً
حَصاناً مِن أَكُفِّ اللامِسينا

وَمَتنَي لَدنَةٍ سَمَقَت وَطالَت
رَوادِفُها تَنوءُ بِما وَلينا

وَمَأكَمَةً يَضيقُ البابُ عَنها
وَكَشحاً قَد جُنِنتُ بِهِ جُنونا

وَساريَتَي بَلَنطٍ أَو رُخامٍ
يَرِنُّ خُشاشُ حَليِهِما رَنينا

فَما وَجَدَت كَوَجدي أُمُّ سَقبٍ
أَضَلَّتهُ فَرَجَّعَتِ الحَنينا

وَلا شَمطاءُ لَم يَترُك شَقاها
لَها مِن تِسعَةٍ إَلّا جَنينا

تَذَكَّرتُ الصِبا وَاِشتَقتُ لَمّا
رَأَيتُ حُمولَها أُصُلاً حُدينا

فَأَعرَضَتِ اليَمامَةُ وَاِشمَخَرَّت
كَأَسيافٍ بِأَيدي مُصلِتينا

أَبا هِندٍ فَلا تَعَجَل عَلَينا
وَأَنظِرنا نُخَبِّركَ اليَقينا

بِأَنّا نورِدُ الراياتِ بيضاً
وَنُصدِرُهُنَّ حُمراً قَد رَوينا

وَأَيّامٍ لَنا غُرٍّ طِوالٍ
عَصَينا المَلكَ فيها أَن نَدينا

وَسَيِّدِ مَعشَرٍ قَد تَوَّجوهُ
بِتاجِ المُلكِ يَحمي المُحجَرينا

تَرَكنا الخَيلَ عاكِفَةً عَلَيهِ
مُقَلَّدَةً أَعِنَّتَها صُفونا

وَأَنزَلنا البُيوتَ بِذي طُلوحٍ
إِلى الشاماتِ تَنفي الموعِدينا

وَقَد هَرَّت كِلابُ الحَيِّ مِنّا
وَشذَّبنا قَتادَةَ مَن يَلينا

مَتى نَنقُل إِلى قَومٍ رَحانا
يَكونوا في اللِقاءِ لَها طَحينا

يَكونُ ثِفالُها شَرقِيَّ نَجدٍ
وَلُهوَتُها قُضاعَةَ أَجمَعينا

نَزَلتُم مَنزِلَ الأَضيافِ مِنّا
فَأَعجَلنا القِرى أَن تَشتُمونا

قَرَيناكُم فَعَجَّلنا قِراكُم
قُبَيلَ الصُبحِ مِرداةً طَحونا

نَعُمُّ أُناسَنا وَنَعِفُّ عَنهُم
وَنَحمِلُ عَنهُمُ ما حَمَّلونا

نُطاعِنُ ما تَراخى الناسُ عَنّا
وَنَضرِبُ بِالسُيوفِ إِذا غُشينا

بِسُمرٍ مِن قَنا الخَطِّيِّ لُدنٍ
ذَوابِلَ أَو بِبيضٍ يَختَلينا

كَأَنَّ جَماجِمَ الأَبطالِ فيها
وُسوقٌ بِالأَماعِزِ يَرتَمينا

نَشُقُّ بِها رُؤوسَ القَومِ شَقّا
وَنُخليها الرِقابَ فَتَختَلينا

وَإِنَّ الضِغنَ بَعدَ الضِغنِ يَبدو
عَلَيكَ وَيَخرِجُ الداءَ الدَفينا

وَرِثنا المَجدَ قَد عَلِمَت مَعَدٌّ
نُطاعِنُ دونَهُ حَتّى يَبينا

وَنَحنُ إِذا عَمادُ الحَيّ خَرَّت
عَنِ الأَحفاضِ نَمنَعُ مَن يَلينا

نَجُذُّ رُؤوسَهُم في غَيرِ بِرٍّ
فَما يَدرونَ ماذا يَتَّقونا

كَأَنَّ سُيوفَنا فينا وَفيهِم
مَخاريقٌ بِأَيدي لاعِبينا

كَأَنَّ ثيابَنا مِنّا وَمِنهُم
خُضِبنَ بِأَرجوانٍ أَو طُلينا

إِذا ما عَيَّ بِالإِسنافِ حَيٌّ
مِنَ الهَولِ المُشَبَّهِ أَن يَكونا

نَصَبنَا مِثلَ رَهوَةَ ذاتَ حَدٍّ
مُحافَظَةً وَكُنّا السابِقينا

بِشُبّانٍ يَرَونَ القَتلَ مَجداً
وَشيبٍ في الحُروبِ مُجَرَّبينَا

حُدَيّا الناسِ كُلِّهِمُ جَميعاً
مُقارَعَةً بَنيهِم عَن بَنينا

فَأَمّا يَومَ خَشيَتِنا عَلَيهِم
فَتُصبِحُ خَيلُنا عُصَباً ثُبينا

وَأَمّا يَومَ لا نَخشى عَلَيهِم
فَنُمعِنُ غارَةً مُتَلَبِّبينا

بِرَأسٍ مِن بَني جُشَمِ بنِ بَكرٍ
نَدُقُّ بِهِ السُهولَةُ وَالحُزونا

أَلا لا يَعلَمُ الأَقوامُ أَنّا
تَضَعضَعنا وَأَنّا قَد وَنينا

أَلا لا يَجهَلَن أَحَدٌ عَلَينا
فَنَجهَلَ فَوقَ جَهلِ الجاهِلينا

بِأَيِّ مَشيئَةٍ عَمرُو بنَ هِندٍ
نَكونُ لِقَيلِكُم فيها قَطينا

بِأَيِّ مَشيئَةٍ عَمرُو بنَ هِندٍ
تُطيعُ بِنا الوُشاةَ وَتَزدَرينا

تَهَدَّدنا وَأَوعِدنا رُوَيداً
مَتى كُنَّا لِأُمِّكَ مَقتَوينا

فَإِنَّ قَناتَنا يا عَمرُو أَعيَت
عَلى الأَعداءِ قَبلَكَ أَن تَلينا

إِذا عَضَّ الثِقافُ بِها اِشمَأَزَّت
وَوَلَّتهُم عَشَوزَنَةَ زَبونا

عَشَوزَنَةً إِذا اِنقَلَبَت أَرَنَّت
تَشُجُّ قَفا المُثَقَّفِ وَالجَبينا

فَهَل حُدِّثتَ في جُشَمَ بنِ بَكرٍ
بِنَقصٍ في خُطوبِ الأَوَّلينا

وَرِثنا مَجدَ عَلقَمَةَ بنِ سَيفٍ
أَبَاحَ لَنا حُصونَ المَجدِ دينا

وَرِثتُ مُهَلهِلاً وَالخَيرَ مِنهُ
زُهَيراً نِعمَ ذُخرُ الذاخِرينا

وَعَتّاباً وَكُلثوماً جَميعاً
بِهِم نِلنا تُراثَ الأَكرَمينا

وَذا البُرَةِ الَّذي حُدِّثتَ عَنهُ
بِهِ نُحمى وَنَحمي المُحجَرينا

وَمِنّا قَبلَهُ الساعي كُلَيبٌ
فَأَيُّ المَجدِ إِلّا قَد وَلينا

مَتى نَعقِد قَرينَتَنا بِحَبلٍ
تَجُزُّ الحَبلَ أَو تَقُصُّ القَرينا

وَنوجَدُ نَحنُ أَمنَعُهُم ذِماراً
وَأَوفاهُم إِذا عَقَدوا يَميناً

ونَحنُ غَداةَ أُوقِدَ في خَزازى
رَفَدنا فَوقَ رِفدِ الرافِدينا

وَنَحنُ الحابِسونَ بِذي أُراطى
تَسُفُّ الجِلَّةُ الخورُ الدَرينا

ونَحنُ الحاكِمونَ إَذا أُطِعنا
وَنَحنُ العازِمونَ إَذا عُصينا

وَنَحنُ التارِكونَ لِما سَخِطنا
وَنَحنُ الآخِذونَ لِما رَضينا

وَكُنّا الأَيمَنينَ إذا اِلتَقَينَا
وَكانَ الأَيسَرين بَنو أَبينا

فَصالوا صَولَةً فيمَن يَليهِم
وَصُلنا صَولَةً فيمَن يَلينا

فَآبوا بِالنِهابِ وَبِالسَبايا
وَأُبنا بِالمُلوكِ مُصَفَّدينا

إِلَيكُم يا بَني بَكرٍ إِلَيكُم
أَلَمّا تَعرِفوا مِنّا اليَقينا

أَلَمّا تَعرِفوا مِنّا وَمِنكُم
كَتائِبَ يَطَّعِنَّ وَيَرتَمينا

عَلَينا البَيضُ واليَلَبُ اليَماني
وَأَسيافٌ يَقُمنَ وَيَنحَنينا

عَلَينا كُلُّ سابِغَةٍ دِلاصٍ
تَرى فَوقَ النِطاقِ لَها غُضونا

إِذا وُضِعَت عَلى الأَبطالِ يَوماً
رَأَيتَ لَها جُلودَ القَومِ جونا

كَأَنَّ غُضونَهُنَّ مُتونُ غُدرٍ
تُصَفِّقُها الرِياحُ إِذا جَرَينا

وَتَحمِلُنا غَداةَ الرَوعِ جُردٌ
عُرِفنَ لَنا نَقائِذَ وَاَفتُلينا

وَرَدنَ دَوارِعاً وَخَرَجنَ شُعثاً
كَأَمثالِ الرَصائِعِ قَد بَلينا

وَرِثناهُنَّ عَن آباءِ صِدقٍ
وَنُورِثُها إِذا مُتنا بَنينا

عَلى آثارِنا بيضٌ حِسانٌ
نُحاذِرُ أَن تُقَسَّمَ أَو تَهونا

أَخَذنَ عَلى بُعولَتِهِنَّ عَهداً
إِذا لاقَوا كَتائِبَ مُعلَمينا

لَيَستَلِبُنَّ أَفراساً وَبيضاً
وَأَسرى في الحَديدِ مُقَرَّنينا

تَرانا بارِزينَ وَكُلُّ حَيٍّ
قَدِ اِتَّخَذوا مَخافَتَنا قَرينا

إِذا ما رُحنَ يَمشينَ الهُوَينى
كَما اِضطَرَبَت مُتون الشارِبينا

يَقُتنَ جِيادَنا وَيَقُلنَ لَستُم
بُعولَتَنا إِذا لَم تَمنَعونا

ظَعائِنَ مِن بَني جُشَمَ بنِ بَكرٍ
خَلَطنَ بِمَيسَمٍ حَسَباً وَديناً

وَما مَنَعَ الظَعائِنَ مِثلُ ضَربٍ
تَرى مِنهُ السَواعِدَ كَالقُلينا

كَأَنّا وَالسُيوفُ مُسَلَّلاتٌ
وَلَدنا الناسَ طُرّاً أَجمَعينا

يُدَهدونَ الرُؤوسَ كَما تُدَهدي
حَزاوِرَةٌ بِأَبطَحِها الكُرينا

وَقَد عَلِمَ القَبائِلُ مِن مَعَدٍّ
إِذا قُبَبٌ بِأَبطَحِها بُنينا

بِأَنا المُطعِمونَ إِذا قَدَرنا
وَأَنّا المُهلِكونَ إِذا اِبتُلينا

وَأَنّا المانِعونَ لِما أَرَدنا
وَأَنّا النازِلونَ بِحَيثُ شينا

وَأَنّا التارِكونَ إِذا سَخِطنا
وَأَنّا الآخِذونَ إَذا رَضينا

وَأَنّا العاصِمونَ إِذا أُطِعنا
وَأَنّا العازِمونَ إِذا عُصينا

وَنَشرَبُ إِن وَرَدنا الماءَ صَفواً
وَيَشرَبُ غَيرُنا كَدَراً وَطينا

أَلا أَبلِغ بَني الطَمّاحِ عَنّا
وَدُعمِيّاً فَكَيفَ وَجَدتُمونا

إِذا ما المَلكُ سامَ الناسَ خَسفاً
أَبَينا أَن نُقِرَّ الذُلَّ فينا

مَلَأنا البَرَّ حَتّى ضاقَ عَنّا
وَنَحنُ البَحرُ نَملأُهُ سَفينا

إَذا بَلَغَ الفِطامَ لَنا وَليدٌ
تَخِرُّ لَهُ الجَبابِرُ ساجِدينا

عُقاراً عُتِّقَت مِن عَهدِ نوحٍ
بِبَطنِ الدَنِّ تَبتَذِلُ السِنينا

كَأَنَّ الشُهبَ في الأَذانِ مِنها
إِذا قَرَعوا بحافَتِها الجَبينا

إِذا صَمَدَت حُمَيّاها أَريب
مِنَ الفِتيانِ خِلتَ بِهِ جُنونا

فَما بَرِحَت مَجالَ الشِربِ حَتّى
تَغالوها وَقالوا قَد رَوينا

أَفي لَيلى يُعاتِبُني أَبوه
وَإِخوَتُها وَهُم لي ظالِمونا

وَنَحراً مِثلَ ضَوءِ البَدرِ وافي
بِإِتمامٍ أُناساً مُدجِنينا

بِأَيِّ مَشيئَةٍ عَمرُو بنَ هِندٍ
تَرى أَنّا نَكونُ الأَرذَلينا

بِأَيِّ مَشيئَةٍ عَمرُو بنَ هِندٍ
تَقَدَّمُنا وَنَحنُ السابِقونا

بِنا اِهتَدَتِ القَبائِلُ مَن مَعَدٍّ
بِنارَينا وِكُنّا الموقِدينا

وَكانَ القَلبُ مِن عَكٍّ وَكانو
كَميناً حينَ أَن جُعِلوا كَمينا

وَأَسلَمنا الرِياسَةَ في نِزارٍ
وَكانَت مِنهُمُ في الأَحوَصينا

نَقودُ الخَيلَ دامِيَةً كُلاه
إِلى الأَعداءِ لاحِقَةً بُطونا

وَأَنّا المانِعُون لما يَلين
إَذا ما البيضُ فارَقَتِ الجُفونا

وَأَنّا الطالِبونَ إِذا اِنتَقَمنا
وَأَنّا الضارِبون إِذا اُبتُلينا

وَأَنّا النازِلون بِكُلِّ ثَغرٍ
يَخافُ النازِلونَ بِهِ المَنونا

إِذا لَم نَحمِهِنَّ فَلا بَقينا
لِشَيءٍ بَعدَهُنَّ وَلا حَيينا

لَنا الدُنيا وَمَن أَمسى عَلَيها
وَنَبطِشُ حينَ نَبطِشُ قادِرينا

نُسَمّى ظالِمينَ وَما ظُلِمنا
وَلكِنا سَنَبدَأُ ظالِمينا

سَقَيناهُم بِكَأسِ المَوتِ صِرف
وَلاقوا في الوَقائِعِ أَقوَرينا

وَنَعدو حينَ لا يُعدى عَلَينا
وَنَضرِبُ بِالمَواسي مَن يَلينا

تَنادى المُصعَبانِ وَآلُ بَكرٍ
وَنادوا يا لَكِندَةَ أَجمَعينا

فَإِن نَغلِب فَغَلّابونَ قِدماً
وَإِن نُغلَب فَغَيرُ مُغَلَّبينا

مَلأْنا الَبرَّ حتّى ضاقَ عَنَّا
وَنَحْنُ البَحْرُ نَمْلأُه سَفِينا

إذا بَلَغَ الفطامَ لَنا ولِيْدٌ
تَخِرُّ له الجَبَابِرُ سَاجِدِينا



عمرو بن كلثوم

الحمدان
04-16-2024, 09:50 PM
أيْ حَصِيفًا بِنَصِيحِي رُمْتُكَا
اِصْطَبِرْ فَالنُّصحُ بَادِيهِ شَدِيدُ

اِنَّمَا الدَّهْرُ جَوَادٌ إنْ حَلَى
أوْ حِمَارٌ مَشْيُهُ فِعْلٌ جَهِيدُ

وَ المَنَايَا لَبِسَتْ ثَوْبَ الوَفَا
كَعَدُوٍّ هُوَ إيَّاكَ يَكِيدُ

بَغْتَةً سَلَّ حُسَامَ النَّيْطَلِي
بَيْنَمَا أنْتَ عَن البِرِّ بَعِيدُ

لَا يَغُرَّنَّكَ رَيْعَانُ الفَتَى
خَابَ مَسْعَاكَ فَقَدْ مَاتَ الوَلِيدُ

لَيْسَتِ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ مَا عَدَا
مَكْرَ شَيْطَانٍ لَكَ النَّارَ يُرِيدُ

يَلْزَمُ الإنْسَانَ حَتَّى يَهْلَكَا
بِئْسَ لِصُّ المُنْتَهَى رِجْسٌ مَرِيدُ


الاصبحي

الحمدان
04-16-2024, 09:50 PM
وَمَولىً كَمَولى الزِبرِقان دَمَلتُه
كما دُمِلَت ساقٌ تُهاضُ بِها وَقرُ

إِذا ما أَحالَت وَالجَبائِرُ فَوقَها
أَتى الحَولُ لا بُرءٌ جُبَيرٌ وَلا كَسرُ

تَراهُ كَأَنَّ اللَهَ يَجدَعُ أَنفَهُ
وَعَينَيهِ إِن مَولاهُ ثابَ لَهُ وَفرُ

تَرى الشَرَّ قَد أَفنى دَوائِرَ وَجهِهِ
كَضَبِّ الكُدى أَفنى أَنامِلَهُ الحَفرُ


علقمه الفحل

الحمدان
04-16-2024, 09:51 PM
وَأَخي مُحافَظَةٍ طَليقٍ وَجهُهُ
هَشٍ جَرَرتُ لَهُ الشِواءَ بمِسعَرِ

مِن بازِلٍ ضُرِبَت بِأَبيَضَ باتِرٍ
بِيَدَي أَغَرَّ يَجُرُّ فَضلَ المِئزَرِ

وَرَفَعتُ راحِلَةً كَأَنَّ ضُلوعَها
مِن نَصِّ راكِبِها سَقائِفُ عَرعرِ

حَرَجاً إِذا هاجَ السَرابُ عَلى الصُوى
وَاِستَنَّ في أُفُقِ السَماءِ الأَغبَرِ



علقمه الفحل

الحمدان
04-16-2024, 09:51 PM
وَدَّ نُفَيرٌ لِلمَكاوِرِ أَنَّهُم
بِنَجرانَ في شاءِ الحِجازِ المُوَقَّرِ

أَسَعياً إِلى نَجرانَ في شَهرِ ناجِرٍ
حُفاةً وَأَعيا كُلُّ أَعيَسَ مِسفَرِ

وَقَرَّت لَهُم عَيني بِيَومِ حُذُنَّةٍ
كَأَنَّهُمُ تَذبيحُ شاءٍ مُعتَّرِ

عَمَدتُم إِلى شِلوٍ تُنوذِرَ قَبلَكم
كَثيرِ عِظامَ الرَأسِ ضَخمُ المُذَمَّرِ



علقمه الفحل

الحمدان
04-16-2024, 09:51 PM
تَراءَت وَأَستارٌ مِنَ البَيتِ دونَها
إِلَينا وَحانَت غَفلَةُ المُتَفَقِّدِ

بِعَينَي مَهاةٍ يَحدُرُ الدَمعُ مِنهُما
بَريمَينِ شَتّى مِن دُموعٍ وَإِثمِدِ

وَجيدِ غَزالٍ شادِنٍ فَرَدَت لَهُ
مِنَ الحَلي سَمطَي لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ



علقمه الفحل

الحمدان
04-16-2024, 09:51 PM
دافَعتُ عَنهُ بِشِعرِيَ إذ
كانَ لِقَومي في الفِداءِ جَحَد

فَكانَ فيهِ ما أَتاكَ وَفي
تِسعينَ أَسرى مُقرَنينَ صَفَد

دافَعَ قَومي في الكَتيبَةِ إذ
طارَ لِأَطرافِ الظُباتِ وَقَد

فَأَصبَحوا عِندَ اِبنِ جَفنَةَ في ال
أَغلالِ مِنهم وَالحَديدِ عُقَد

إِذ مُخنَبٌ في المُخنَبينَ وَفي
النَهكَةِ غَيٌّ بادِئٌ وَرَشَد



علقمه الفحل

الحمدان
04-16-2024, 09:52 PM
ذَهَبتَ مِنَ الهِجرانِ في غَيرِ مَذهَبٍ
وَلَم يَكُ حَقّاً كُلُّ هَذا التَجَنُّبُ

لَيالِيَ لا تَبلى نَصيحَةُ بَينِنا
لَيالِيَ حَلّوا بِالسِتارِ فَغُرَّبِ

مُبَتَّلَةٌ كَأَنَّ أَنضاءَ حَليِها
عَلى شادِنٍ مِن صاحَةٍ مُتَرَبَّبِ

مَحالٌ كَأَجوازِ الجَرادِ وَلُؤلُؤٌ
مِنَ القَلَقِيِّ وَالكَبيسِ المُلَوَّبِ

إِذا أَلحَمَ الواشونَ لِلشَرِّ بَينَنا
تَبَلَّغَ رَسُّ الحُبِّ غَيرُ المُكَذَّبِ

وَما أَنتَ أَم ما ذِكرُها رَبَعِيَّةً
تَحُلُّ بِإيرٍ أَو بِأَكنافِ شُربُبِ

أَطَعتَ الوُشاةَ وَالمُشاةَ بِصُرمِها
فَقَد أَنهَجَت حِبالُها لِلتَقَضُّبِ

وَقَد وَعَدَتكَ مَوعِداً لَو وَفَت بِهِ
كَمَوعودِ عُرقوبٍ أَخاهُ بِيَثرِبِ

وَقالَت وَإِن يُبخَل عَلَيكَ وَيُعتَلَل
تَشَكَّ وَإِن يَكشِف غَرامَكَ تَدرِبِ

فَقُلتُ لَها فيئي فَما تَستَفِزُّني
ذو فَيئَةٍ مِن نَوى قُرّانَ مَعجومُ

فَفاءَت كَما فاءَت مِنَ الأُدمِ مُغزِلٌ
بِبيشَةَ تَرعى في أَراكٍ وَحُلَّبِ

فَعِشنا بِها مِنَ الشَبابِ مُلاوَةً
فَأَنجَحَ آياتُ الرَسولِ المُخَبِّبِ

فَإِنَّكَ لَم تَقطَع لُبانَةَ عاشِقٍ
بِمِثلِ بُكورٍ أَو رَواحٍ مُؤَوِّبِ

بِمُجفَرةِ الجَنبَينِ حَرفٍ شِمِلَّةٍ
كَهَمِّكَ مِرقالٍ عَلى الأَينِ ذِعلِبِ

إِذا ما ضَرَبتُ الدَفَّ أَو صُلتُ صَولَةً
تَرَقَّبُ مِنّي غَيرَ أَدنى تَرَقُّبِ

بِعَينٍ كَمِرآةِ الصَناعِ تُديرُها
لِمَحجَرِها مِنَ النَصيفِ المُنَقَّبِ

كَأَنَّ بِحاذَيها إِذا ما تَشَذَّرَت
عَثاكيلَ عِذقٍ مِن سُمَيحَةَ مُرطِبِ

تَذُبُّ بِهِ طَوراً وَطَوراً تُمِرُّهُ
كَذَبِّ البَشيرِ بِالرِداءِ المُهَدَّبِ

وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها
وَماءُ النَدى يَجري عَلى كُلِّ مِذنَبِ

بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ لاحَهُ
طِرادُ الهَوادي كُلَّ شَأوٍ مُغَرِّبِ

بغَوجٍ لَبانُهُ يُتَمُّ بَريمُهُ
عَلى نَفثِ راقٍ خَشيَةَ العَينِ مُجلِبِ

كُمَيتٍ كَلَونِ الأُرجُوان نَشَرتَهُ
لِبَيع الرِداءِ في الصُوانِ المُكَعَّبِ

مُمَرٍّ كَعَقدِ الأَندَرِيِّ يَزينُهُ
مَعَ العِتقِ خَلقٌ مُفعَمٌ غَيرُ جَأنَبِ

لَهُ حُرَّتانِ تَعرِفُ العِتقَ فيهِما
كَسامِعَتي مَذعورَةٍ وَسطَ رَبربِ

وَجَوفٌ هَواءٌ تَحتَ مَتنٍ كَأَنَّهُ
مِنَ الهَضَبَةِ الخَلقاءِ زُحلوقُ مَلعَبِ

قَطاةٌ كَكُردوسِ المَحالَةِ أَشرَفَت
إلى سَنَدٍ مِثلِ الغَبيطِ المُذَأَّبِ

وَغُلبٌ كَأَعناقِ الضِباعِ مَضيغُها
سِلامُ الشَظى يَغشى بِها كُل مَركَبِ

وَسُمرٌ يُفَلِّقنَ الظِراب كَأَنَّها
حِجارَةُ غَيلٍ وارِساتٌ بِطُحلُبِ

إِذا ما اِقتَنَصنا لَم نُخاتِل بِجُنَّةٍ
وَلَكِن نُنادي مِن بَعيدٍ أَلا اِركَبِ

أَخا ثِقَةٍ لا يَلعَنُ الحَيُّ شَخصَهُ
صَبوراً عَلى العِلّاتِ غَيرَ مُسَبَّبِ

إِذا أَنفَدوا زاداً فَإِنَّ عِنانَهُ
وَأَكرُعَهُ مُستَعمَلاً خَيرُ مَكسَبِ

رَأَينا شِياهاً يَرتَعينَ خَميلَةً
كَمَشيِ العَذارى في المُلاءِ المُهَدِّبِ

فَبَينا تَمارينا وَعَقدُ عِذارهِ
خَرَجنَ عَلَينا كَالجُمانِ المُثَقَّبِ

فَأَتبِع آثارَ الشِياهِ بِصادِقٍ
حَثيثٍ كَغَيثِ الرائِحِ المُتَحَلِّبِ

تَرى الفَأرَ عَن مُستَرغَبِ القِدرِ لائِحاً
عَلى جَدَدِ الصَحراءِ مِن شَدِّ مُلهَبِ

خَفى الفَأرَ مِن أَنفاقِهِ فَكَأَنَّما
تَخَلَّلَهُ شُؤبوبُ غَيثٍ مُنقِّبِ

فَظَلَّ لِثيرانِ الصَريمِ غَماغِمٌ
يُداعِسُهُنَّ بِالنَضِيِّ المُعَلَّبِ

فَهاوٍ عَلى حُرِّ الجَبينِ وَمُتَّقٍ
بِمِدراتِهِ كَأَنَّها ذَلقُ مِشعَبِ

وَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ
وَتَيسٍ شَبوبٍ كَالهَشيمَةِ قَرهَبِ

فَقُلنا أَلا قَد كانَ صَيدٌ لِقانِصٍ
فَخَبّوا عَلَينا فَضلَ بُردٍ مُطَنَّبِ

فَظَلَّ الأَكُفُّ يَختَلِفنَ بِحانِذٍ
إِلى جُؤجُؤٍ مِثلِ المَداكِ المُخَضَّبِ

كَأَنَّ عُيوبَ الوَحشِ حَولِ خِبائِنا
وَأَرحُلِنا الجَزعُ الَّذي لَم يُثَقَّبِ

وَرُحنا كَأَنّا مِن جُواثى عَشِيَّةً
نُعالي النِعاج بَينَ عِدلٍ وَمُحقَبِ

وَراحَ كَشاةِ الرَبل يَنفُضُ رَأسَهُ
أَذاةً بِهِ مِن صائِكٍ مُتَحَلِّبِ

وَراحَ يُباري في الجِنابِ قَلوصَنا
عَزيزاً عَلَينا كَالحُبابِ المُسَيَّبِ


علقمه الفحل

الحمدان
04-16-2024, 09:52 PM
طَحا بِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَروبُ
بُعَيدَ الشَبابِ عَصرَ حانَ مَشيبُ

تُكَّلِفُني لَيلى وَقَد شَطَّ وَلْيُها
وَعادَت عَوادٍ بَينَنا وَخُطوبُ

مُنَعَّمَةٌ لا يُستَطاعُ كَلامُها
عَلى بابِها مِن أَن تُزارَ رَقيبُ

إِذا غابَ عَنها البَعلُ لَم تُفشِ سِرَّهُ
وَتُرضي إِيابَ البَعلِ حينَ يَؤوبُ

فَلا تَعدِلي بَيني وَبَينَ مُغَمَّرٍ
سَقَتكِ رَوايا المُزنِ حَيثُ تَصوبُ

سَقاكِ يَمانٍ ذو حَبِيٍّ وَعارِضٍ
تَروحُ بِهِ جُنحَ العَشِيِّ جَنوبُ

وَما أَنتَ أَم ما ذِكرُها رَبَعِيَّةً
يُخَطُّ لَها مِن ثَرمَداءَ قَليبُ

فَإِن تَسأَلوني بِالنِساءِ فَإِنَّني
بَصيرٌ بِأَدواءِ النِساءِ طَبيبُ

إِذا شابَ رَأسُ المَرءِ أَو قَلَّ مالُهُ
فَلَيسَ لَهُ مِن وُدِّهِنَّ نَصيبُ

يُرِدنَ ثَراءَ المالِ حَيثُ عَلِمنَهُ
وَشَرخُ الشَبابِ عِندَهُنَّ عَجيبُ

فَدَعها وَسَلِّ الهَمَّ عَنكَ بِجَسرَةٍ
كَهَمِّكَ فيها بِالرِدافِ خَبيبُ

وَناجِيَةٍ أَفنى رَكيبَ ضُلوعِها
وَحارِكَها تَهَجَّرٌ فَدُؤوبُ

وَتُصبِحُ عَن غِبِّ السُرى وَكَأَنَّها
مُوَلَّعَةً تَخشى القَنيصَ شَبوبُ

تَعَفَّقَ بِالأَرطى لَها وَأَرادَها
رِجالٌ فَبَذَّت نَبلَهُم وَكَليبُ

إِلى الحارِثِ الوَهّابِ أَعمَلتُ ناقَتي
لِكَلكَلِها وَالقُصرَيَينَ وَجيبُ

لِتُبلِغَني دارَ اِمرِئٍ كانَ نائِياً
فَقَد قَرَّبَتني مِن نَداكَ قَروبُ

إِلَيكَ أَبَيتَ اللَعنَ كانَ وَجيفُها
بِمُشتَبِهاتٍ هَولُهُنَّ مَهيبُ

تَتَبَّعُ أَفياءَ الظِلالِ عَشِيَّةً
عَلى طُرُقٍ كَأَنَّهُنَّ سُبوبُ

هَداني إِلَيكَ الفَرقَدانِ وَلاحِبٌ
لَهُ فَوقَ أَصواءِ المِتانِ عُلوبُ

بِها جِيَفُ الحَسرى فَأَمّا عِظامُها
فَبيضٌ وَأَمّا جِلدُها فَصَليبُ

فَأَورَدتُها ماءً كَأَنَّ جِمامَهُ
مِنَ الأَجنِ حِنّاءٌ مَعاً وَصَبيبُ

تُرادَ عَلى دِمنِ الحِياضِ فَإِن تَعُفُّ
فَإِنَّ المُنَدّى رِحلَةٌ فَرُكوبُ

وَأَنتَ اِمرُؤٌ أَفضَت إِلَيكَ أَمانَتي
وَقَبلَكَ رَبَّتني فَضِعتُ رُبوبُ

فَأَدَّت بَنو عَوفِ بنِ كَعبٍ رَبيبَها
وَغودِرَ في بَعضِ الجُنودِ رَبيبُ

فَوَاللَهِ لَولا فارِسُ الجَونِ مِنهُمُ
لَآبوا خَزايا وَالإِيابُ حَبيبُ

تُقَدِّمُهُ حَتّى تَغيبَ حُجولُهُ
وَأَنتَ لِبَيضِ الدارِعينَ ضَروبُ

مُظاهِرُ سِربَالي حَديدٌ عَلَيهِما
عَقيلاً سُيوفٍ مِخذَمٌ وَرُسوبُ

فَجالَدتَهُم حَتّى اِتَّقوكَ بِكَبشِهِم
وَقَد حانَ مِن شَمسِ النَهارِ غُروبُ

وَقاتَلَ مِن غَسّانَ أَهلُ حِفاظِها
وَهِنبٌ وَقاسٌ جالَدَت وَشَبيبُ

تَخَشخَشُ أَبدانُ الحَديدِ عَلَيهِمُ
كَما خَشخَشَت يَبسَ الحَصادِ جَنوبُ

تَجودُ بِنَفسٍ لا يُجادُ بِمِثلِها
وَأَنتَ بِها يَومَ اللِقاءِ تَطيبُ

كَأَنَّ رِجالَ الأَوسِ تَحتَ لَبانِهِ
وَما جَمَعَت جَلٌّ مَعاً وَعَتيبُ

رَغا فَوقَهُم سَقبُ السَماءِ فَداحِصٌ
بِشَكَّتِهِ لَم يُستَلَب وَسَليبُ

كَأَنَّهُمُ صابَت عَلَيهِم سَحابَةٌ
صَواعِقُها لِطَيرِهُنَّ دَبيبُ

فَلَم تَنجُ إِلّا شَطبُةٌ بِلِجامِها
وَإِلّا طِمِرٌّ كَالقَناةِ نَجيبُ

وَإِلّا كَمِيٌّ ذو حِفاظٍ كَأَنَّهُ
بِما اِبتَلَّ مِن حَدِّ الظُباتِ خَصيبُ

وَفي كُلِّ حَيٍّ قَد خَبَطتَ بِنِعمَةٍ
فَحُقَّ لِشَأسٍ مِن نَداكَ ذَنوبُ

وَما مِثلُهُ في الناسِ إِلّا قَبيلُهُ
مُساوٍ وَلا دانٍ لَذاكَ قَريبُ

فلَا تُحرِمَنّي نائِلاً عَن جَنابَةٍ
فَإِنّي اِمرُؤٌ وَسطَ القِبابِ غَريبُ


علقمه الفحل

الحمدان
04-16-2024, 10:17 PM
ما تَنظُرونَ بِحَقِّ وَردَةَ فيكُمُ
صَغُرَ البَنونَ وَرَهطُ وَردَةَ غُيَّبُ

قَد يَبعَثُ الأَمرَ العَظيمَ صَغيرُهُ
حَتّى تَظَلَّ لَهُ الدِماءُ تَصَبَّبُ

وَالظُلمُ فَرَّقَ بَينَ حَيَّي وائِلٍ
بَكرٌ تُساقيها المَنايا تَغلِبُ

قَد يورِدُ الظُلمُ المُبَيَّنُ آجِناً
مِلحاً يُخالَطُ بِالذُعافِ وَيُقشَبُ

وَقِرافُ مَن لا يَستَفيقُ دَعارَةً
يُعدي كَما يُعدي الصَحيحَ الأَجرَبُ

وَالإِثمُ داءٌ لَيسَ يُرجى بُرؤُهُ
وَالبِرُّ بُرءٌ لَيسَ فيهِ مَعطَبُ

وَالصِدقُ يَألَفُهُ الكَريمُ المُرتَجى
وَالكِذبُ يَألَفَهُ الدَنيءُ الأَخيَبُ

وَلَقَد بَدا لِيَ أَنَّهُ سَيَغولُني
ما غالَ عاداً وَالقُرونَ فَأَشعَبوا

أَدّوا الحُقوقَ تَفِر لَكُم أَعراضُكُم
إِنَّ الكَريمَ إِذا يُحَرَّبُ يَغضَبُ



طرفه ابن العبد

الحمدان
04-16-2024, 10:18 PM
فَكَيفَ يُرَجّي المَرءُ دَهراً مُخَلَّداً
وَأَعمالُهُ عَمّا قَليلٍ تُحاسِبُه

أَلَم تَرَ لُقمانَ بنَ عادٍ تَتابَعَت
عَلَيهِ النُسورُ ثُمَّ غابَت كَواكِبُه

وَلِلصَعبِ أَسبابٌ تَجُلُّ خُطوبُها
أَقامَ زَماناً ثُمَّ بانَت مَطالِبُه

إِذا الصَعبُ ذو القَرنَينِ أَرخى لِوائَهُ
إِلى مالِكٍ ساماهُ قامَت نَوادِبُه

يَسيرُ بِوَجهِ الحَتفِ وَالعَيشُ جَمعُهُ
وَتَمضي عَلى وَجهِ البِلادِ كَتائِبُه



طرفه ابن العبد

الحمدان
04-16-2024, 10:18 PM
وَلَقَد شَهِدتُ الخَيلَ وَهيَ مُغيرَةٌ
وَلَقَد طَعَنتُ مَجامِعَ الرَبِلاتِ

رَبِلاتِ جودٍ تَحتَ قَدٍّ بارِعٍ
حُلوِ الشَمائِلِ خيرَةِ الهَلَكاتِ

رَبِلاتِ خَيلٍ ما تَزالُ مُغيرَةً
يُقطِرنَ مِن عَلَقٍ عَلى الثُنّاتِ



طرفه ابن العبد

الحمدان
04-16-2024, 10:19 PM
أَسلَمَني قَومي وَلَم يَغضَبوا
لِسَوأَةٍ حَلَّت بِهِم فادِحَه

كُلُّ خَليلٍ كُنتُ خالَلتُهُ
لا تَرَكَ اللَهُ لَهُ واضِحَه

كُلُّهُمُ أَروَغُ مِن ثَعلَبٍ
ما أَشبَهَ اللَيلَةَ بِالبارِحَه



طرفه ابن العبد

الحمدان
04-16-2024, 10:19 PM
مَن عائِدي اللَيلَةَ أَم مَن نَصيح
بِتُّ بِنَصبٍ فَفُؤادي قَريح

في سَلَفٍ أَرعَنَ مُنفَجِرٍ
يُقدِمُ أولى ظُعُنٍ كَالطُلوح

عالَينَ رَقماً فاخِراً لَونُهُ
مِن عَبقَرِيٍّ كَنَجيعِ الذَبيح

وَجامِلٍ خَوَّعَ مِن نيبِهِ
زَجرُ المُعَلّى أُصُلاً وَالسَفيح

مَوضوعُها زَولٌ وَمَرفوعُها
كَمَرِّ صَوبٍ لَجِبٍ وَسطَ ريح



طرفه ابن العبد

الحمدان
04-16-2024, 10:20 PM
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ ما القَلبُ سالِمٌ
وَإِن ظَهَرَت مِنّي شَمائِلُ صاحِ

وَإِلّا فَما بالي وَلَم أَشهَدِ الوَغى
أَبيتُ كَأَنّي مُثقَلٌ بِجِراحِ



طرفه ابن العبد

الحمدان
04-16-2024, 10:20 PM
لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ
تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ

وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ

كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً
خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ

عَدَوليَّةٌ أَو مِن سَفينِ اِبنِ يامِنٍ
يَجورُ بِها المَلّاحُ طَوراً وَيَهتَدي

يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيزومُها بِها
كَما قَسَمَ التُربَ المُفايِلُ بِاليَدِ

وَفي الحَيِّ أَحوى يَنفُضُ المَردَ شادِنٌ
مُظاهِرُ سِمطَي لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ

خَذولٌ تُراعي رَبرَباً بِخَميلَةٍ
تَناوَلُ أَطرافَ البَريرِ وَتَرتَدي

وَتَبسِمُ عَن أَلمى كَأَنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَملِ دِعصٌ لَهُ نَدي

سَقَتهُ إِياةُ الشَمسِ إِلّا لِثاتِهِ
أُسِفَّ وَلَم تَكدِم عَلَيهِ بِإِثمِدِ

وَوَجهٌ كَأَنَّ الشَمسَ حَلَّت رِدائَها
عَلَيهِ نَقِيُّ اللَونِ لَم يَتَخَدَّدِ

وَإِنّي لَأَمضي الهَمَّ عِندَ اِحتِضارِهِ
بِعَوجاءَ مِرقالٍ تَروحُ وَتَغتَدي

أَمونٍ كَأَلواحِ الأَرانِ نَصَأتُها
عَلى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهرُ بُرجُدِ

جَماليَّةٍ وَجناءَ تَردي كَأَنَّها
سَفَنَّجَةٌ تَبري لِأَزعَرَ أَربَدِ

تُباري عِتاقاً ناجِياتٍ وَأَتبَعَت
وَظيفاً وَظيفاً فَوقَ مَورٍ مُعَبَّدِ

تَرَبَّعَتِ القُفَّينِ في الشَولِ تَرتَعي
حَدائِقَ مَوليِّ الأَسِرَّةِ أَغيَدِ

تَريعُ إِلى صَوتِ المُهيبِ وَتَتَّقي
بِذي خُصَلٍ رَوعاتِ أَكلَفَ مُلبِدِ

كَأَنَّ جَناحَي مَضرَحيٍّ تَكَنَّفا
حِفافَيهِ شُكّا في العَسيبِ بِمَسرَدِ

فَطَوراً بِهِ خَلفَ الزَميلِ وَتارَةً
عَلى حَشَفٍ كَالشَنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ

لَها فَخِذانِ أُكمِلَ النَحضُ فيهِما
كَأَنَّهُما بابا مُنيفٍ مُمَرَّدِ

وَطَيُّ مَحالٍ كَالحَنيِّ خُلوفُهُ
وَأَجرِنَةٌ لُزَّت بِدَأيٍ مُنَضَّدِ

كَأَنَّ كِناسَي ضالَةٍ يُكنِفانِها
وَأَطرَ قِسيٍّ تَحتَ صُلبٍ مُؤَيَّدِ

لَها مِرفَقانِ أَفتَلانِ كَأَنَّها
تَمُرُّ بِسَلمَي دالِجٍ مُتَشَدَّدِ

كَقَنطَرَةِ الروميِّ أَقسَمَ رَبُّها
لَتُكتَنَفَن حَتّى تُشادَ بِقَرمَدِ

صُهابيَّةُ العُثنونِ موجَدَةُ القَرا
بَعيدَةُ وَخدِ الرِجلِ مَوّارَةُ اليَدِ

أُمِرَّت يَداها فَتلَ شَزرٍ وَأُجنِحَت
لَها عَضُداها في سَقيفٍ مُسَنَّدِ

جُنوحٌ دِفاقٌ عَندَلٌ ثُمَّ أُفرِعَت
لَها كَتِفاها في مُعالىً مُصَعَّدِ

كَأَنَّ عُلوبَ النِسعِ في دَأَياتِها
مَوارِدُ مِن خَلقاءَ في ظَهرِ قَردَدِ

تَلاقى وَأَحياناً تَبينُ كَأَنَّها
بَنائِقُ غُرٌّ في قَميصٍ مُقَدَّدِ

وَأَتلَعُ نَهّاضٌ إِذا صَعَّدَت بِهِ
كَسُكّانِ بوصيٍّ بِدِجلَةَ مُصعِدِ

وَجُمجُمَةٌ مِثلُ العَلاةِ كَأَنَّما
وَعى المُلتَقى مِنها إِلى حَرفِ مِبرَدِ

وَخَدٌّ كَقِرطاسِ الشَآمي وَمِشفَرٌ
كَسِبتِ اليَماني قَدُّهُ لَم يُجَرَّدِ

وَعَينانِ كَالماوَيَّتَينِ اِستَكَنَّتا
بِكَهفَي حِجاجَي صَخرَةٍ قَلتِ مَورِدِ

طَحورانِ عُوّارَ القَذى فَتَراهُما
كَمَكحولَتَي مَذعورَةٍ أُمِّ فَرقَد

وَصادِقَتا سَمعِ التَوَجُّسِ لِلسُرى
لِهَجسٍ خَفِيٍّ أَو لِصَوتٍ مُنَدَّدِ

مُؤَلَّلَتانِ تَعرِفُ العِتقَ فيهِما
كَسامِعَتَي شاةٍ بِحَومَلَ مُفرَدِ

وَأَروَعُ نَبّاضٌ أَحَذُّ مُلَملَمٌ
كَمِرداةِ صَخرٍ في صَفيحٍ مُصَمَّدِ

وَأَعلَمُ مَخروتٌ مِنَ الأَنفِ مارِنٌ
عَتيقٌ مَتى تَرجُم بِهِ الأَرضَ تَزدَدِ

وَإِن شِئتُ لَم تُرقِل وَإِن شِئتُ أَرقَلَت
مَخافَةَ مَلويٍّ مِنَ القَدِّ مُحصَدِ

وَإِن شِئتُ سامى واسِطَ الكورِ رَأسُها
وَعامَت بِضَبعَيها نَجاءَ الخَفَيدَدِ

عَلى مِثلِها أَمضي إِذا قالَ صاحِبي
أَلا لَيتَني أَفديكَ مِنها وَأَفتَدي

وَجاشَت إِلَيهِ النَفسُ خَوفاً وَخالَهُ
مُصاباً وَلَو أَمسى عَلى غَيرِ مَرصَدِ

إِذا القَومُ قالوا مَن فَتىً خِلتُ أَنَّني
عُنيتُ فَلَم أَكسَل وَلَم أَتَبَلَّدِ

أَحَلتُ عَلَيها بِالقَطيعِ فَأَجذَمَت
وَقَد خَبَّ آلُ الأَمعَزِ المُتَوَقِّدِ

فَذالَت كَما ذالَت وَليدَةُ مَجلِسٍ
تُري رَبَّها أَذيالَ سَحلٍ مُمَدَّدِ

وَلَستُ بِحَلّالِ التِلاعِ مَخافَةً
وَلَكِن مَتى يَستَرفِدِ القَومُ أَرفِدِ

فَإِن تَبغِني في حَلقَةِ القَومِ تَلقَني
وَإِن تَقتَنِصني في الحَوانيتِ تَصطَدِ

مَتى تَأتِني أُصبِحكَ كَأساً رَويَّةً
وَإِن كُنتَ عَنها ذا غِنىً فَاِغنَ وَاِزدَدِ

وَإِن يَلتَقِ الحَيُّ الجَميعُ تُلاقِني
إِلى ذِروَةِ البَيتِ الرَفيعِ المُصَمَّدِ

نَدامايَ بيضٌ كَالنُجومِ وَقَينَةٌ
تَروحُ عَلَينا بَينَ بُردٍ وَمَجسَدِ

رَحيبٌ قِطابُ الجَيبِ مِنها رَقيقَةٌ
بِجَسِّ النَدامى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ

إِذا نَحنُ قُلنا أَسمِعينا اِنبَرَت لَنا
عَلى رِسلِها مَطروقَةً لَم تَشَدَّدِ

إِذا رَجَّعَت في صَوتِها خِلتَ صَوتَها
تَجاوُبَ أَظآرٍ عَلى رُبَعٍ رَدي

وَما زالَ تَشرابي الخُمورَ وَلَذَّتي
وَبَيعي وَإِنفاقي طَريفي وَمُتلَدي

إِلى أَن تَحامَتني العَشيرَةُ كُلُّها
وَأُفرِدتُ إِفرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ

رَأَيتُ بَني غَبراءَ لا يُنكِرونَني
وَلا أَهلُ هَذاكَ الطِرافِ المُمَدَّدِ

أَلا أَيُّهَذا اللائِمي أَحضُرَ الوَغى
وَأَن أَشهَدَ اللَذّاتِ هَل أَنتَ مُخلِدي

فَإِن كُنتَ لا تَسطيعُ دَفعَ مَنيَّتي
فَدَعني أُبادِرها بِما مَلَكَت يَدي

وَلَولا ثَلاثٌ هُنَّ مِن عيشَةِ الفَتى
وَجَدِّكَ لَم أَحفِل مَتى قامَ عُوَّدي

فَمِنهُنَّ سَبقي العاذِلاتِ بِشَربَةٍ
كُمَيتٍ مَتى ما تُعلَ بِالماءِ تُزبِدِ

وَكَرّي إِذا نادى المُضافُ مُحَنَّباً
كَسيدِ الغَضا نَبَّهتَهُ المُتَوَرِّدِ

وَتَقصيرُ يَومَ الدَجنِ وَالدَجنُ مُعجِبٌ
بِبَهكَنَةٍ تَحتَ الطِرافِ المُعَمَّدِ

كَأَنَّ البُرينَ وَالدَماليجَ عُلِّقَت
عَلى عُشَرٍ أَو خِروَعٍ لَم يُخَضَّدِ

كَريمٌ يُرَوّي نَفسَهُ في حَياتِهِ
سَتَعلَمُ إِن مُتنا غَداً أَيُّنا الصَدي

أَرى قَبرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بِمالِهِ
كَقَبرِ غَويٍّ في البَطالَةِ مُفسِدِ

تَرى جُثوَتَينِ مِن تُرابٍ عَلَيهِما
صَفائِحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ

أَرى المَوتَ يَعتامُ الكِرامَ وَيَصطَفي
عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ

أَرى العَيشَ كَنزاً ناقِصاً كُلَّ لَيلَةٍ
وَما تَنقُصِ الأَيّامُ وَالدَهرُ يَنفَدِ

لَعَمرُكَ إِنَّ المَوتَ ما أَخطَأَ الفَتى
لَكَالطِوَلِ المُرخى وَثِنياهُ بِاليَدِ

فَما لي أَراني وَاِبنَ عَمِّيَ مالِكاً
مَتى أَدنُ مِنهُ يَنأَ عَنّي وَيَبعُدِ

يَلومُ وَما أَدري عَلامَ يَلومُني
كَما لامَني في الحَيِّ قُرطُ بنُ مَعبَدِ

وَأَيأَسَني مِن كُلِّ خَيرٍ طَلَبتُهُ
كَأَنّا وَضَعناهُ إِلى رَمسِ مُلحَدِ

عَلى غَيرِ ذَنبٍ قُلتُهُ غَيرَ أَنَّني
نَشَدتُ فَلَم أُغفِل حَمولَةَ مَعبَدِ

وَقَرَّبتُ بِالقُربى وَجَدِّكَ إِنَّني
مَتى يَكُ أَمرٌ لِلنَكيثَةِ أَشهَدِ

وَإِن أُدعَ لِلجُلّى أَكُن مِن حُماتِها
وَإِن يَأتِكَ الأَعداءُ بِالجَهدِ أَجهَدِ

وَإِن يَقذِفوا بِالقَذعِ عِرضَكَ أَسقِهِم
بِكَأسِ حِياضِ المَوتِ قَبلَ التَهَدُّدِ

بِلا حَدَثٍ أَحدَثتُهُ وَكَمُحدِثٍ
هِجائي وَقَذفي بِالشَكاةِ وَمُطرَدي

فَلَو كانَ مَولايَ اِمرَأً هُوَ غَيرَهُ
لَفَرَّجَ كَربي أَو لَأَنظَرَني غَدي

وَلَكِنَّ مَولايَ اِمرُؤٌ هُوَ خانِقي
عَلى الشُكرِ وَالتَسآلِ أَو أَنا مُفتَدِ

وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً
عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ

فَذَرني وَخُلقي إِنَّني لَكَ شاكِرٌ
وَلَو حَلَّ بَيتي نائِياً عِندَ ضَرغَدِ

فَلَو شاءَ رَبّي كُنتُ قَيسَ بنَ خالِدٍ
وَلَو شاءَ رَبّي كُنتُ عَمروَ بنَ مَرثَدِ

فَأَصبَحتُ ذا مالٍ كَثيرٍ وَزارَني
بَنونَ كِرامٌ سادَةٌ لِمُسَوَّدِ

أَنا الرَجُلُ الضَربُ الَّذي تَعرِفونَهُ
خَشاشٌ كَرَأسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ

فَآلَيتُ لا يَنفَكُّ كَشحي بِطانَةً
لِعَضبٍ رَقيقِ الشَفرَتَينِ مُهَنَّدِ

حُسامٍ إِذا ما قُمتُ مُنتَصِراً بِهِ
كَفى العَودَ مِنهُ البَدءُ لَيسَ بِمِعضَدِ

أَخي ثِقَةٍ لا يَنثَني عَن ضَريبَةٍ
إِذا قيلَ مَهلاً قالَ حاجِزُهُ قَدّي

إِذا اِبتَدَرَ القَومُ السِلاحَ وَجَدتَني
مَنيعاً إِذا بَلَّت بِقائِمِهِ يَدي

وَبَركٍ هُجودٍ قَد أَثارَت مَخافَتي
بَوادِيَها أَمشي بِعَضبٍ مُجَرَّدِ

فَمَرَّت كَهاةٌ ذاتُ خَيفٍ جُلالَةٌ
عَقيلَةُ شَيخٍ كَالوَبيلِ يَلَندَدِ

يَقولُ وَقَد تَرَّ الوَظيفُ وَساقُها
أَلَستَ تَرى أَن قَد أَتَيتَ بِمُؤيِدِ

وَقالَ أَلا ماذا تَرَونَ بِشارِبٍ
شَديدٍ عَلَينا بَغيُهُ مُتَعَمِّدِ

وَقالَ ذَروهُ إِنَّما نَفعُها لَهُ
وَإِلّا تَكُفّوا قاصِيَ البَركِ يَزدَدِ

فَظَلَّ الإِماءُ يَمتَلِلنَ حُوارَها
وَيُسعى عَلَينا بِالسَديفِ المُسَرهَدِ

فَإِن مُتُّ فَاِنعيني بِما أَنا أَهلُهُ
وَشُقّي عَلَيَّ الجَيبَ يا اِبنَةَ مَعبَدِ

وَلا تَجعَليني كَاِمرِئٍ لَيسَ هَمُّهُ
كَهَمّي وَلا يُغني غَنائي وَمَشهَدي

بَطيءٍ عَنِ الجُلّى سَريعٍ إِلى الخَنى
ذَلولٍ بِأَجماعِ الرِجالِ مُلَهَّدِ

فَلَو كُنتُ وَغلاً في الرِجالِ لَضَرَّني
عَداوَةُ ذي الأَصحابِ وَالمُتَوَحِّدِ

وَلَكِن نَفى عَنّي الرِجالَ جَراءَتي
عَلَيهِم وَإِقدامي وَصِدقي وَمَحتِدي

لَعَمرُكَ ما أَمري عَلَيَّ بِغُمَّةٍ
نَهاري وَلا لَيلي عَلَيَّ بِسَرمَدِ

وَيَومٍ حَبَستُ النَفسَ عِندَ عِراكِهِ
حِفاظاً عَلى عَوراتِهِ وَالتَهَدُّدِ

عَلى مَوطِنٍ يَخشى الفَتى عِندَهُ الرَدى
مَتى تَعتَرِك فيهِ الفَرائِصُ تُرعَدِ

وَأَصفَرَ مَضبوحٍ نَظَرتُ حِوارَهُ
عَلى النارِ وَاِستَودَعتُهُ كَفَّ مُجمِدِ

سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً
وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ

وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تَبِع لَهُ
بَتاتاً وَلَم تَضرِب لَهُ وَقتَ مَوعِدِ



طرفه ابن العبد

الحمدان
04-16-2024, 10:20 PM
وَرَكوبٍ تَعزِفُ الجِنُّ بِهِ
قَبلَ هَذا الجيلِ مِن عَهدٍ أَبَد

وَضِبابٍ سَفَرَ الماءُ بِها
غَرِقَت أَولاجُها غَيرَ السُدَد

فَهيَ مَوتى لَعِبَ الماءُ بِها
في غُثاءٍ ساقَهُ السَيلُ عُدَد

قَد تَبَطَّنتُ بِطِرفٍ هَيكَلٍ
غَيرِ مَرباءٍ وَلا جَأبٍ مُكَد

قائِداً قُدّامَ حَيٍّ سَلَفوا
غَيرِ أَنكاسٍ وَلا وُغلٍ رُفُد

نُبَلاءِ السَعيِ مِن جُرثومَةٍ
تَترُكُ الدُنيا وَتَنمي لِلبَعَد

يَزَعونَ الجَهلَ في مَجلِسِهِم
وَهُمُ أَنصارُ ذي الحِلمِ الصَمَد

حُبُسٌ في المَحلِ حَتّى يُفسِحوا
لِاِبتِغاءِ المَجدِ أَو تَركِ الفَنَد

سُمَحاءُ الفَقرِ أَجوادُ الغِنى
سادَةُ الشَيبِ مَخاريقُ المُرُد



طرفه ابن العبد

الحمدان
04-16-2024, 10:21 PM
إِذا شاءَ يَوماً قادَهُ بِزِمامِهِ
وَمَن يَكُ في حَبلِ المَنيَّةِ يَنقَدِ

إِذا أَنتَ لَم تَنفَع بِوِدِّكَ قُربَةً
وَلَم تَنكِ بِالبُؤسى عَدوَّكَ فَاِبعَدِ

أَرى المَوتَ لا يُرعي عَلى ذي قَرابَةٍ
وَإِن كانَ في الدُنيا عَزيزاً بِمَقعَدِ

وَلا خَيرَ في خَيرٍ تَرى الشَرَّ دونَهُ
وَلا قائِلٍ يَأتيكَ بَعدَ التَلَدُّدِ

لَعَمرُكَ ما الأَيامُ إِلّا مُعارَةٌ
فَما اِسطَعتَ مِن مَعروفِها فَتَزَوَّدِ

عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينَهُ
فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي


طرفه ابن العبد

الحمدان
04-16-2024, 10:21 PM
الخَيرُ خَيرٌ وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ

وَالشَرُّ أَخبَثُ ما أَوعَيتَ مِن زادِ


طرفه ابن العبد

الحمدان
04-16-2024, 10:23 PM
أَلا هُبّي بِصَحنِكِ فَاَصبَحينا
وَلا تُبقي خُمورَ الأَندَرينا

مُشَعشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فيها
إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخينا

تَجورُ بِذي اللُبانَةِ عَن هَواهُ
إِذا ما ذاقَها حَتّى يَلينا

تَرى اللَحِزَ الشَحيحَ إِذا أُمِرَّت
عَلَيهِ لِمالِهِ فيها مُهينا

صَبَنتِ الكَأسَ عَنّا أُمَّ عَمرٍو
وَكانَ الكَأَسُ مَجراها اليَمينا

وَما شَرُّ الثَلاثَةِ أُمَّ عَمرٍو
بِصاحِبِكِ الَّذي لا تَصبَحينا

وَكَأسٍ قَد شَرِبتُ بِبَعلَبَكٍّ
وَأُخرى في دِمَشقَ وَقاصِرينا

وَإِنّا سَوفَ تُدرِكُنا المَناياَ
مُقَدَّرَةً لَنا وَمُقَدَّرينا

قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ظَعيناَ
نُخَبِّركِ اليَقينا وَتُخبِرينا

قِفي نَسأَلكِ هَل أَحدَثتِ صَرماً
لِوَشكِ البَينِ أَم خُنتِ الأَمينا

بِيَومِ كَريهَةٍ ضَرباً وَطَعناً
أَقَرَّ بِهِ مَواليكِ العُيونا

وَإنَّ غَداً وَإِنَّ اليَومَ رَهنٌ
وَبَعدَ غَدٍ بِما لا تَعلَمينا

تُريكَ إِذا دَخَلتَ عَلى خَلاءٍ
وَقَد أَمِنَت عُيونَ الكاشِحينا

ذِراعَي عَيطَلٍ أَدماءَ بِكرٍ
هِجانِ اللَونِ لَم تَقرَأ جَنينا

وَثَدياً مِثلَ حُقِّ العاجِ رَخصاً
حَصاناً مِن أَكُفِّ اللامِسينا

وَمَتنَي لَدنَةٍ سَمَقَت وَطالَت
رَوادِفُها تَنوءُ بِما وَلينا

وَمَأكَمَةً يَضيقُ البابُ عَنها
وَكَشحاً قَد جُنِنتُ بِهِ جُنونا

وَساريَتَي بَلَنطٍ أَو رُخامٍ
يَرِنُّ خُشاشُ حَليِهِما رَنينا

فَما وَجَدَت كَوَجدي أُمُّ سَقبٍ
أَضَلَّتهُ فَرَجَّعَتِ الحَنينا

وَلا شَمطاءُ لَم يَترُك شَقاها
لَها مِن تِسعَةٍ إَلّا جَنينا

تَذَكَّرتُ الصِبا وَاِشتَقتُ لَمّا
رَأَيتُ حُمولَها أُصُلاً حُدينا

فَأَعرَضَتِ اليَمامَةُ وَاِشمَخَرَّت
كَأَسيافٍ بِأَيدي مُصلِتينا

أَبا هِندٍ فَلا تَعَجَل عَلَينا
وَأَنظِرنا نُخَبِّركَ اليَقينا

بِأَنّا نورِدُ الراياتِ بيضاً
وَنُصدِرُهُنَّ حُمراً قَد رَوينا

وَأَيّامٍ لَنا غُرٍّ طِوالٍ
عَصَينا المَلكَ فيها أَن نَدينا

وَسَيِّدِ مَعشَرٍ قَد تَوَّجوهُ
بِتاجِ المُلكِ يَحمي المُحجَرينا

تَرَكنا الخَيلَ عاكِفَةً عَلَيهِ
مُقَلَّدَةً أَعِنَّتَها صُفونا

وَأَنزَلنا البُيوتَ بِذي طُلوحٍ
إِلى الشاماتِ تَنفي الموعِدينا

وَقَد هَرَّت كِلابُ الحَيِّ مِنّا
وَشذَّبنا قَتادَةَ مَن يَلينا

مَتى نَنقُل إِلى قَومٍ رَحانا
يَكونوا في اللِقاءِ لَها طَحينا

يَكونُ ثِفالُها شَرقِيَّ نَجدٍ
وَلُهوَتُها قُضاعَةَ أَجمَعينا

نَزَلتُم مَنزِلَ الأَضيافِ مِنّا
فَأَعجَلنا القِرى أَن تَشتُمونا

قَرَيناكُم فَعَجَّلنا قِراكُم
قُبَيلَ الصُبحِ مِرداةً طَحونا

نَعُمُّ أُناسَنا وَنَعِفُّ عَنهُم
وَنَحمِلُ عَنهُمُ ما حَمَّلونا

نُطاعِنُ ما تَراخى الناسُ عَنّا
وَنَضرِبُ بِالسُيوفِ إِذا غُشينا

بِسُمرٍ مِن قَنا الخَطِّيِّ لُدنٍ
ذَوابِلَ أَو بِبيضٍ يَختَلينا

كَأَنَّ جَماجِمَ الأَبطالِ فيها
وُسوقٌ بِالأَماعِزِ يَرتَمينا

نَشُقُّ بِها رُؤوسَ القَومِ شَقّا
وَنُخليها الرِقابَ فَتَختَلينا

وَإِنَّ الضِغنَ بَعدَ الضِغنِ يَبدو
عَلَيكَ وَيَخرِجُ الداءَ الدَفينا

وَرِثنا المَجدَ قَد عَلِمَت مَعَدٌّ
نُطاعِنُ دونَهُ حَتّى يَبينا

وَنَحنُ إِذا عَمادُ الحَيّ خَرَّت
عَنِ الأَحفاضِ نَمنَعُ مَن يَلينا

نَجُذُّ رُؤوسَهُم في غَيرِ بِرٍّ
فَما يَدرونَ ماذا يَتَّقونا

كَأَنَّ سُيوفَنا فينا وَفيهِم
مَخاريقٌ بِأَيدي لاعِبينا

كَأَنَّ ثيابَنا مِنّا وَمِنهُم
خُضِبنَ بِأَرجوانٍ أَو طُلينا

إِذا ما عَيَّ بِالإِسنافِ حَيٌّ
مِنَ الهَولِ المُشَبَّهِ أَن يَكونا

نَصَبنَا مِثلَ رَهوَةَ ذاتَ حَدٍّ
مُحافَظَةً وَكُنّا السابِقينا

بِشُبّانٍ يَرَونَ القَتلَ مَجداً
وَشيبٍ في الحُروبِ مُجَرَّبينَا

حُدَيّا الناسِ كُلِّهِمُ جَميعاً
مُقارَعَةً بَنيهِم عَن بَنينا

فَأَمّا يَومَ خَشيَتِنا عَلَيهِم
فَتُصبِحُ خَيلُنا عُصَباً ثُبينا

وَأَمّا يَومَ لا نَخشى عَلَيهِم
فَنُمعِنُ غارَةً مُتَلَبِّبينا

بِرَأسٍ مِن بَني جُشَمِ بنِ بَكرٍ
نَدُقُّ بِهِ السُهولَةُ وَالحُزونا

أَلا لا يَعلَمُ الأَقوامُ أَنّا
تَضَعضَعنا وَأَنّا قَد وَنينا

أَلا لا يَجهَلَن أَحَدٌ عَلَينا
فَنَجهَلَ فَوقَ جَهلِ الجاهِلينا

بِأَيِّ مَشيئَةٍ عَمرُو بنَ هِندٍ
نَكونُ لِقَيلِكُم فيها قَطينا

بِأَيِّ مَشيئَةٍ عَمرُو بنَ هِندٍ
تُطيعُ بِنا الوُشاةَ وَتَزدَرينا

تَهَدَّدنا وَأَوعِدنا رُوَيداً
مَتى كُنَّا لِأُمِّكَ مَقتَوينا

فَإِنَّ قَناتَنا يا عَمرُو أَعيَت
عَلى الأَعداءِ قَبلَكَ أَن تَلينا

إِذا عَضَّ الثِقافُ بِها اِشمَأَزَّت
وَوَلَّتهُم عَشَوزَنَةَ زَبونا

عَشَوزَنَةً إِذا اِنقَلَبَت أَرَنَّت
تَشُجُّ قَفا المُثَقَّفِ وَالجَبينا

فَهَل حُدِّثتَ في جُشَمَ بنِ بَكرٍ
بِنَقصٍ في خُطوبِ الأَوَّلينا

وَرِثنا مَجدَ عَلقَمَةَ بنِ سَيفٍ
أَبَاحَ لَنا حُصونَ المَجدِ دينا

وَرِثتُ مُهَلهِلاً وَالخَيرَ مِنهُ
زُهَيراً نِعمَ ذُخرُ الذاخِرينا

وَعَتّاباً وَكُلثوماً جَميعاً
بِهِم نِلنا تُراثَ الأَكرَمينا

وَذا البُرَةِ الَّذي حُدِّثتَ عَنهُ
بِهِ نُحمى وَنَحمي المُحجَرينا

وَمِنّا قَبلَهُ الساعي كُلَيبٌ
فَأَيُّ المَجدِ إِلّا قَد وَلينا

مَتى نَعقِد قَرينَتَنا بِحَبلٍ
تَجُزُّ الحَبلَ أَو تَقُصُّ القَرينا

وَنوجَدُ نَحنُ أَمنَعُهُم ذِماراً
وَأَوفاهُم إِذا عَقَدوا يَميناً

ونَحنُ غَداةَ أُوقِدَ في خَزازى
رَفَدنا فَوقَ رِفدِ الرافِدينا

وَنَحنُ الحابِسونَ بِذي أُراطى
تَسُفُّ الجِلَّةُ الخورُ الدَرينا

ونَحنُ الحاكِمونَ إَذا أُطِعنا
وَنَحنُ العازِمونَ إَذا عُصينا

وَنَحنُ التارِكونَ لِما سَخِطنا
وَنَحنُ الآخِذونَ لِما رَضينا

وَكُنّا الأَيمَنينَ إذا اِلتَقَينَا
وَكانَ الأَيسَرين بَنو أَبينا

فَصالوا صَولَةً فيمَن يَليهِم
وَصُلنا صَولَةً فيمَن يَلينا

فَآبوا بِالنِهابِ وَبِالسَبايا
وَأُبنا بِالمُلوكِ مُصَفَّدينا

إِلَيكُم يا بَني بَكرٍ إِلَيكُم
أَلَمّا تَعرِفوا مِنّا اليَقينا

أَلَمّا تَعرِفوا مِنّا وَمِنكُم
كَتائِبَ يَطَّعِنَّ وَيَرتَمينا

عَلَينا البَيضُ واليَلَبُ اليَماني
وَأَسيافٌ يَقُمنَ وَيَنحَنينا

عَلَينا كُلُّ سابِغَةٍ دِلاصٍ
تَرى فَوقَ النِطاقِ لَها غُضونا

إِذا وُضِعَت عَلى الأَبطالِ يَوماً
رَأَيتَ لَها جُلودَ القَومِ جونا

كَأَنَّ غُضونَهُنَّ مُتونُ غُدرٍ
تُصَفِّقُها الرِياحُ إِذا جَرَينا

وَتَحمِلُنا غَداةَ الرَوعِ جُردٌ
عُرِفنَ لَنا نَقائِذَ وَاَفتُلينا

وَرَدنَ دَوارِعاً وَخَرَجنَ شُعثاً
كَأَمثالِ الرَصائِعِ قَد بَلينا

وَرِثناهُنَّ عَن آباءِ صِدقٍ
وَنُورِثُها إِذا مُتنا بَنينا

عَلى آثارِنا بيضٌ حِسانٌ
نُحاذِرُ أَن تُقَسَّمَ أَو تَهونا

أَخَذنَ عَلى بُعولَتِهِنَّ عَهداً
إِذا لاقَوا كَتائِبَ مُعلَمينا

لَيَستَلِبُنَّ أَفراساً وَبيضاً
وَأَسرى في الحَديدِ مُقَرَّنينا

تَرانا بارِزينَ وَكُلُّ حَيٍّ
قَدِ اِتَّخَذوا مَخافَتَنا قَرينا

إِذا ما رُحنَ يَمشينَ الهُوَينى
كَما اِضطَرَبَت مُتون الشارِبينا

يَقُتنَ جِيادَنا وَيَقُلنَ لَستُم
بُعولَتَنا إِذا لَم تَمنَعونا

ظَعائِنَ مِن بَني جُشَمَ بنِ بَكرٍ
خَلَطنَ بِمَيسَمٍ حَسَباً وَديناً

وَما مَنَعَ الظَعائِنَ مِثلُ ضَربٍ
تَرى مِنهُ السَواعِدَ كَالقُلينا

كَأَنّا وَالسُيوفُ مُسَلَّلاتٌ
وَلَدنا الناسَ طُرّاً أَجمَعينا

يُدَهدونَ الرُؤوسَ كَما تُدَهدي
حَزاوِرَةٌ بِأَبطَحِها الكُرينا

وَقَد عَلِمَ القَبائِلُ مِن مَعَدٍّ
إِذا قُبَبٌ بِأَبطَحِها بُنينا

بِأَنا المُطعِمونَ إِذا قَدَرنا
وَأَنّا المُهلِكونَ إِذا اِبتُلينا

وَأَنّا المانِعونَ لِما أَرَدنا
وَأَنّا النازِلونَ بِحَيثُ شينا

وَأَنّا التارِكونَ إِذا سَخِطنا
وَأَنّا الآخِذونَ إَذا رَضينا

وَأَنّا العاصِمونَ إِذا أُطِعنا
وَأَنّا العازِمونَ إِذا عُصينا

وَنَشرَبُ إِن وَرَدنا الماءَ صَفواً
وَيَشرَبُ غَيرُنا كَدَراً وَطينا

أَلا أَبلِغ بَني الطَمّاحِ عَنّا
وَدُعمِيّاً فَكَيفَ وَجَدتُمونا

إِذا ما المَلكُ سامَ الناسَ خَسفاً
أَبَينا أَن نُقِرَّ الذُلَّ فينا

مَلَأنا البَرَّ حَتّى ضاقَ عَنّا
وَنَحنُ البَحرُ نَملأُهُ سَفينا

إَذا بَلَغَ الفِطامَ لَنا وَليدٌ
تَخِرُّ لَهُ الجَبابِرُ ساجِدينا

عُقاراً عُتِّقَت مِن عَهدِ نوحٍ
بِبَطنِ الدَنِّ تَبتَذِلُ السِنينا

كَأَنَّ الشُهبَ في الأَذانِ مِنها
إِذا قَرَعوا بحافَتِها الجَبينا

إِذا صَمَدَت حُمَيّاها أَريب
مِنَ الفِتيانِ خِلتَ بِهِ جُنونا

فَما بَرِحَت مَجالَ الشِربِ حَتّى
تَغالوها وَقالوا قَد رَوينا

أَفي لَيلى يُعاتِبُني أَبوه
وَإِخوَتُها وَهُم لي ظالِمونا

وَنَحراً مِثلَ ضَوءِ البَدرِ وافي
بِإِتمامٍ أُناساً مُدجِنينا

بِأَيِّ مَشيئَةٍ عَمرُو بنَ هِندٍ
تَرى أَنّا نَكونُ الأَرذَلينا

بِأَيِّ مَشيئَةٍ عَمرُو بنَ هِندٍ
تَقَدَّمُنا وَنَحنُ السابِقونا

بِنا اِهتَدَتِ القَبائِلُ مَن مَعَدٍّ
بِنارَينا وِكُنّا الموقِدينا

وَكانَ القَلبُ مِن عَكٍّ وَكانو
كَميناً حينَ أَن جُعِلوا كَمينا

وَأَسلَمنا الرِياسَةَ في نِزارٍ
وَكانَت مِنهُمُ في الأَحوَصينا

نَقودُ الخَيلَ دامِيَةً كُلاه
إِلى الأَعداءِ لاحِقَةً بُطونا

وَأَنّا المانِعُون لما يَلين
إَذا ما البيضُ فارَقَتِ الجُفونا

وَأَنّا الطالِبونَ إِذا اِنتَقَمنا
وَأَنّا الضارِبون إِذا اُبتُلينا

وَأَنّا النازِلون بِكُلِّ ثَغرٍ
يَخافُ النازِلونَ بِهِ المَنونا

إِذا لَم نَحمِهِنَّ فَلا بَقينا
لِشَيءٍ بَعدَهُنَّ وَلا حَيينا

لَنا الدُنيا وَمَن أَمسى عَلَيها
وَنَبطِشُ حينَ نَبطِشُ قادِرينا

نُسَمّى ظالِمينَ وَما ظُلِمنا
وَلكِنا سَنَبدَأُ ظالِمينا

سَقَيناهُم بِكَأسِ المَوتِ صِرف
وَلاقوا في الوَقائِعِ أَقوَرينا

وَنَعدو حينَ لا يُعدى عَلَينا
وَنَضرِبُ بِالمَواسي مَن يَلينا

تَنادى المُصعَبانِ وَآلُ بَكرٍ
وَنادوا يا لَكِندَةَ أَجمَعينا

فَإِن نَغلِب فَغَلّابونَ قِدماً
وَإِن نُغلَب فَغَيرُ مُغَلَّبينا

مَلأْنا الَبرَّ حتّى ضاقَ عَنَّا
وَنَحْنُ البَحْرُ نَمْلأُه سَفِينا

إذا بَلَغَ الفطامَ لَنا ولِيْدٌ
تَخِرُّ له الجَبَابِرُ سَاجِدِينا



عمر بن كلثوم

الحمدان
04-16-2024, 11:08 PM
يا أَهلَنا, يا ربَعنا يا كل شيخٍ أو أميرْ
يا كُلّ ذي عقلٍ وإحساسٍ وذي نظرٍ بصيرْ

يا كُلّ ذي علمٍ ومعرفةٍ ومقدارٍ كبيرْ
يا كلّ من قرأ الكتاب وسنّة الهادي البشيرْ


يا أهل مكّة, مبهط القرآنِ, ناشرة العبيرْ
يا أهل طَيْبَة والرياض وأهل تاريخٍ قديرْ

يا أهل دينٍ كاملٍ بِهُداهُ تنّشرح الصدورْ
ما بالكم تتعاركون على الصريح من الأمورْ

هي في شريعتنا كضوء الشمس والفجر المنيرْ
عجباً لمن شُغلوا عن القولِ المسدَّد بالصّفِيرْ

وعن العظيم من المواقف والمبادئ بالحقيرْ
وعن الزّرابيّ الجميلةِ والمفارش بالحصيرْ

إني لأسال منْ ينادي بالتبرُّج والسُّفورْ
أَعلى اختلاط نسائنا ورجالنا يُبْنَى المصيرْ

يا أهلنا, يا ربعنا يا كلّ ذي نظرٍ بصير
أهل الشهامةِ والكرامةِ من إناثٍ أو ذكورْ

يا من سكنتم في الخيام ومن سكنتم في القصورْ
يا مَنْ أراكم كالنّخيل الباسقاتِ وكالزهورْ

هذي تجود بعطرها والنّخل يمنحنا التُّمورْ
يا كلّ ذي قلبٍ يحبُّ الرّفق والأمر اليسيرْ

ويحبُّ مصلحة البلاد يَصُدُّ عنها من يُغيرْ
يا كلّ صقرٍ لم يزل في أُفْقه العالي يطيرْ

ما بَالنُا في غفلةٍ عن حال عاَلـَمِنَا الخطيرْ ؟
الغرب في دوّامة الأحداث يبحثُ عن مُجيرْ

ما زال يشرب عَلْقماً ويعيشُ في لهب السّعيرْ

تتساقط الأخلاق فيه إلى الحضيضِ بلا نكيرْ
وقوارعُ الأحداثِ تُشعِرُنا بدائرةٍ تدورْ

والقدس في خطرٍ وغزةُّ تشتكي حَـرُّ الهجيرْ
وعراقنا في ضنْكِه وسجون حسرتِه أسيرْ

ومذابح الأفغان تعصفُ بالكبير وبالصغيرْ
وفُؤادُ باكستانَ أصبح يستغيث ويستجيرْ

وعقولُنا مشغولةٌ برضاعة الرّجلِ الكبيرْ ؟؟
عيبٌ ورب البيتِ ما يجري وشـرٌ مستطيرْ

يا أهَلْنَاَ يا كلّ ذي حظًّ من التقوى وفيرْ
إني لأخشى أيها الأحبابُ من موتِ الضميرْ


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
04-16-2024, 11:08 PM
أيُّها العالمُ جارَ الظالمون
وتمادى في التجنِّ الحاقدون

وأصابَ العدلَ في مقتلهِ
ظالمٌ باغٍ تولاهُ الجنون

أيها العالمُ جاوزتْ المدى
وترفقت بمن لايرحمون

خُذ مدى الصرخةِ واسأل بشر
شرِبوا الغفلةَ فيما يشربون

هل رأيتم سُفُنَ الخيرِ التي
نالها البغيُ وأنتم تنظرون؟

هاجمتها قوةٌ وحشيةٌ
ورماها بالرصاصِ الغادرون

أهدروا فيها دماءً حرةً
واستباحوها وأنتم صامتون

لم يعد واللهِ من عذرٍ لكم
قامت الحُجَّةُ مهما تدَّعون

دولةُ الإرهابِ ساقتكم إلى
خندق الظلمِ على ماتكرهون

صمتكُم ظُلمٌ كظلم المعتدي
كلكم في إثمهِ تشتركون

كلكم واللهِ في مستنقعٍ
من تداعيكم علينا تغرقون

أيُّها العالمُ لا قانونُكم
يردعُ الباغي,ولا هم يحزنون

لَمْلِموا أوراقَكم وارتحلو
عن حمى الإسلامِ يامستخربون

أغلقوا هيئتتكم فهي لكم
ملعبٌ,أنت عليهِ اللاعبون

لاتقولوا مجلسُ الأمنِ فم
وجدَ الأمنَ لديهِ الخائفون

دولٌ كبرى وصغرى قاده
بالأباطيلِ اليهودُ المرجفون

ماكذبنا في الذي قلنا لكم
إنما أنتم علينا تكذبون

كم بعثنا من نداءٍ صادقٍ
فوجدنا أنكم لاتسمعون

هذهِ غزَّةُ قد حاصرَه
صمتُكُم عمَّا جناهُ الغاصبون

كُلُّكُم حاصرها في سجنِه
كلكم في ظلمها تجتمعون

أيُّها الحكامُ في أوطانِن
ليتَ شعري,مالذي تنتظرون

أُكِلَ الأسودُ والأبيضُ في
جولةِ البغي وأنتم سامدون

دولةُ الإرهابِ لن يردعه
من على أوراقها يجتمعون

إنَّما يردعها عن ظلمه
وتماديها الرِّجالُ الصابرون


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
04-16-2024, 11:09 PM
أنتِ علَّمتني الغُرورَ الجميلا
منذ أسْرجْتِ للهوى القنْدِيلا

أنتِ غذَّيتني منَ الحبِّ شهْداً
أنتِ أسقيتني بهِ السَّلْسَبيلا

أنتِ علَّمتني جنونَ القَوافي
أنتِ صيرتِها لعشْقي حُقُولا

أنتِ سلوايَ كلَّما رُمْتُ بُعْدا
كان ما رُمْتُ نَيْلَهُ المُسْتَحيلا

أنتِ علَّمْتِنِي غرُورَ مُحِبٍّ
ذاقَ طعمَ الهوى ، فَصَبراً جميلا

لا تقولي : إنِّي أحبُّك ، إنِّي
كُلَّما قُلْتها أزيدُ فُضولا

هيَ لو تعلمينَ شُعْلةٌ نارٍ
أحْدَثتْ في الفؤادِ لذْعاً جميلا

لا تقولي : إنِّي أُحبُّكَ ، إنِّي
لأرى وقعُها عليَّ ثقيلا

ألْزمي ثغركِ الجميلَ بصمْتٍ
قبلَ أنْ يُصبِحَ العنَاءُ طويلا

قبلَ أنْ يُصْبحَ الهدوءُ ضجِيجاً
ويهُزَّ الجريحُ سيفاً صَقِيلا

قبلَ أنْ تُصبِحَ الحروفُ سيوفاً
ضارِباتٍ وَوَقْعُهُنَّ صَلِيلا

قبلَ أنْ تُصبِحَ القوافي خيولاً
جامحاتٍ ولَحنُهُنَّ صَهِيلا

أنا لولا همومُ قومي لأضحى
لكِ شعري دوحاً ، وظِلاًّ ظليلا

وغدتْ أحرفُ القوافي زهوراً
ولأضْحَى مِزَاجُها زنجَبيلا



عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
04-16-2024, 11:09 PM
أعرِفُ المرجَانَ أقفو نَسَبَهْ
حين أدنو من خليجِ العَقَبهْ

مثْلَما أعرفُ أقصانا ، تَرَى
عينُ قلبي من بعيدٍ قُبَبَهْ

مثْلَما أعرِفُ ليلي ، حينم
يضحك البَدْرُ ويُغري شُهَبهْ

أعرفُ المُرجانَ ، ما أبصَرَه
غائصٌ في العُمقِ إلاَّ جَذَبهْ

حِقبٌ مرَّتْ بهِ في بحرهِ
ليتَ شعري،كيف أُحصي حِقَبَهْ ؟

ليتَ شعري ، أَهْوَ في لُجَّتِهِ
يعشق الموجَ ، ويهْوى صَخَبهْ ؟

ليتَ شعري ، أَهْوَ يدْري بالذي
سلبَ القُدسَ ، ومَاذا ارتَكَبهْ ؟

لو رأى المَرْجَانُ ما أحْدَثَهُ
غاصِبُ الأقصى ، لأبْدى غَضَبَهْ

هوَ خيرٌ من رجالٍ باركو
لعَدوِّ الله فِيمَا اغْتَصَبهْ

أيُّها المُرْجانُ ، هَذي أحْرُفي
أقْبلَتْ باكيَةً مُنْتَحِبهْ

أنتَ في بحرِكَ أصفى مَشْرب
منْ طرِيْدٍ لا يُلاقي مَشْرَبهْ

كُلَّما سار إلى مَنْبَعِهِ
صدَّهُ الباغي ، وأدْمى عَقِبهْ

أيُّها المرجانُ ، هلاَّ كُنتَ لي
صاحِباً يحْمَدُهُ منْ صَحِبَهْ

في فمي ملْحٌ ، و في قلبي أسىً
وأنا أبصِرُ زيفَ الكَتَبَهْ

وأنا أُبصِرُ في إعلامِن
جَوْقَةً يَصْطَنِعونَ الجَلَبهْ

جعلوا سيفَ البطولاتِ عَصَ
وحِصانَ الحقِّ خَلَفَ العَرَبهْ

في فؤادي المسجد الأقصى وم
لامَسَتْ رِجْلايَ منه العَتَبَهْ

دونهُ اللِّصُّ الذي يسْرِقُهُ
كُلَّما جاءَ مُحِبٌّ ضرَبهْ

وإذا أبصرَ شيخاً قاصد
ساحَةَ الأقصى ، بعنفٍ سَحَبَهْ

دونَ أحبابي جدارٌ فاصِلٌ
وعميلٌ يدُهُ مُضْطَرِبَهْ

و عُقُولٌ وَعْيُها مُسْتَلَبٌ
وقلوبٌ رُوحُها مُسْتَلَبَهْ

وقراراتٌ إذا ما صَدَرَتْ
حرَّكَ ( الفيتو ) عليْها ذَنَبَهْ

وبقايا دولٍ غافلةٍ
لا ترى اللِّصَّ و لا ما سَلَبهْ

أيُّها المَرْجَانُ يا خِدْنَ المَدَى
يا حَلِيفاً للبِحارِ اللَّجِبَهْ

ستراني ضَاحِكاً مُسْتَبْشِر
ألْثُمُ الأُفقَ وأَطْوي سُحُبَهْ

سَتَرى فرْحَةَ شعري حينم
يَمْلِكُ الحالِبُ ما قدْ حَلَبهْ

حينما أُبصِرُ أقصانا لن
و خَليلَ الدَّمْعَةِ المُنْسكِبهْ

وأرى غزَّةَ في عافيةٍ
بعدَ جُرْحِ الحَمْلَةِ المُلْتَهِبَهْ

وأرى القُدْسَ لنا خالِصةً
وأرى عِزَّتَنا و الغَلَبهْ

حينها سوفَ تراني مُبْحِر
بنشيدي في خليجِ العقَبَهْ



عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
04-16-2024, 11:09 PM
بسلامَة الصَّدر الحياةُ تطيبُ
وتفيضُ بالحبِّ الكبيرِ قلوبُ

كالشمس يعصف بالظلام شُرُوقه
وتُعتِمُ الآفاقَ حينَ تغيبُ

في القلبِ ميزانُ العبادِ ، فإنْ صف
فالعيشُ صافٍ ، و البعيدُ قريبُ

وإذا تخثَّر بالضَّغائنِ و الهوى
فالقلبُ " كوزٌ " فارغٌ مقلوبُ

إنِّي أقول لكلِّ من في نفسِهِ
" شيءٌ " يعكِّرُ صفوها ويشوبُ

ما هذه الدُّنيا سوى أُرجوحةٍ
للناسِ فيها عثرةٌ ووثُوبُ

مقياسُنا فيها شريعتُنا التي
فيها لسُؤْلِ السائلينَ مُجِيبُ

و الصبرُ فيها زورقٌ ، مهما عل
موجٌ ، يظلُّ يخوضُهُ ويَجُوبُ

إنْ قالَ فيكَ النَّاسُ قولَةَ ظالمٍ
فالقولُ عندَ إلهنا مكتوبُ

لا تبْتَئسْ منْ شاتمٍ مُتطاولٍ
أبداً ، فإنَّ الشاتِمَ المغلوبُ

دعْ عنكَ منْ يُبدي ابتسامَتَهُ على
دَخنٍ ، وسُمُّ لسانِهِ مسكوبُ

وانظر إلى خير العبادِ "مُحمَّدٍ "
كم نالَهُ من قومِهِ التَّثْريبُ

شتموهُ حتَّى في طهارةِ عرْضِهِ
ورموهُ ، وهوَ مُكرَّمٌ محبوبُ

صنفانِ يصعُبُ أن تنالَ رضاهُم
مهما تُحاوِلُ ، حاسِدٌ وكذوبُ

إنِّي أقولُ ، وفي عروق قصيدتي
أملٌ ، وصوتٌ للوفاءِ حبيبُ

يا كُلَّ من يلوي عِمامةَ عالِمٍ
تلكَ الأمانةُ ، والإلهُ رقيبُ

لُمُّوا الشتاتَ ، فإنَّنا في عالَمٍ
قد فرقتهُ عن الصراطِ دُرُوبُ

من حولكم يا قوم ألفُ قذيفةٍ
يرمي بها التفسيق و التغريبُ

ومن التَّنطُّعِ و التَّطرُّفِ حولكم
نارٌ لها بينَ العقولِ لَهيبُ

فإلى متى يبقى التناحر بينكم
وإلى متى يتأوَّهُ المكروبُ ؟!

العلمُ ميراثُ النُّبوَّةِ و الهُدى
ولأهلهِ الأخلاقُ و التَّهذيبُ

همْ قُدوةُ الأجيالِ ، أنَّى يقتدي
جيلٌ بمن هو في الخلافِ يلوبُ

لا خيرَ في علمٍ إذا لمْ يَرْعَهُ
عقلٌ ، ولمْ يحدِبْ عليهِ لبيبُ

كم في الحياة قديمها وحديثه
من عالِمٍ ، وضميرُهُ مثقوبُ

أنَّى تُفيدُ غزارةُ العلم الفتى
وفؤادُهُ عن حلمِهِ ، محجوبُ ؟!

في منهج الإسلام صقْلُ نفوسن
وإليهِ عند الحادثاتِ نثوبُ

فإذا أصبنا ، فالإصابةُ غايةٌ
ما أسعدَ الإنسانَ حينَ يُصيبُ

وإذا تعثَّرنا بحبلِ خطيئةٍ
يوماً ، فإنَّا للإلهِ نتوبُ

نستغفرُ الله العظيمَ ، فإنَّهُ
سبحانهُ الغفَّارُ حينَ نُنِيبُ

وبعفوهِ ترقى النفوسُ ويزدهي
وجهُ الحياةِ ، و يُحسنُ التَّصْويبُ

يا كُلَّ من يلوي عمامةَ عالمٍ
لا تجعلوا ظنَّ العبادِ يخيبُ

تبدو لنا قِمَمُ الجليدِ شوامخ
لكنها تحتَ الشُّعاعِ تذوبُ



عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
04-16-2024, 11:10 PM
مَنْ أنتِ، والتفتَتْ إليَّ، وصَمْتُها
مني برغم جفافها يُدْنيها

مَنْ أنتِ، واشتعلتْ على أَهدابها
نظراتُ حُزنِ كاللَّظى تُصْليها

من أنت؟، وانطفأت شموعُ حديثها
مثلَ انطفاء اللّحن من شاديها

أنا وجهُ أرملةِ، وعينُ يتيمةٍ
وفؤادُ ثَكْلَى، بُؤسُها يطويها

أنا مَنْ أُسَمَّى “القدس” كيف نسيَتني
أنسيتَ أرملة شكا شاكيها؟!

أنسيت مَن ترنو إليكم، مثلما
ترنو مشرَّدةٌ إلى واديها؟!

“القدسُ” من معنى القداسةِ أحرفي
معنى يَزيدُ مكانتي تَنْزيها

بالمسجد الأقصى شَرُفْتُ، وإنما
تُعلي الكريمةُ قَدْرَ مَن يُغليها

أنا من أُسمَّي “القدس” يَلْفُحُها الأَسى
والمعتدي بسهامه يرميها

أنظرْ إليَّ بعين مَن لا يرتضي
ذُلاّ، ولا يتقبَّل التَّشويها

وانقلْ لأمتك الحديثَ فربَّما
فَطِنَتْ إلى أهدافِ مَنْ يُغويها



عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
04-16-2024, 11:10 PM
رحلت؟كلا، ولكن قلبي ارتحلا
فمن يقول إذا أقبلت حيهلا؟

ومن يسافر في قلبي يرى أملا
عذبا" ويبصر في أطرافه وجلا؟

ومن يصفف شعر الليل،لا رقصت
نجومه بعد أن غبنا ولا احتفلا؟

ومن يلقن ضوء البدر أغنية
كنا نكتمها عن غيره خجلا؟

ومن يطمئن نفسي بعد وحشتها
ومن يجفف دمعي بعد ما انهملا؟

ومن يرد إلى صبري كرامته
من بعد ماضاق عن جرحي وما احتملا؟

رحلت؟كلا، ولكن بسمتي رحلت
وكل مايجلب الأفراح لي رحلا

هذا هو الفجر قد جفت منابعه
كأنه شفة لم تعرف القبلا

وسافرت في مداها الشمس واجمة
وجوم فاتنة تستعطف الأملا

باتت وفي أذنيها صوت فارسها
وأصبحت تتلقى خطبها الجللا

يامن تسطر في سفر الفؤاد هوى
قد صار للسحر من تأثيره مثلا

أقفلت باب الرضا بعد الرحيل فهل
علمت أن حصان الشوق قد جفلا

وأن أرضي التي غادرتها لبست
ثوب الجفاف وصارت بعدكم طللا

وأن ذاكرتي صارت مغلقة
عن غير ذكراك لم تحفل بما حصلا

وأن طعم حياتي صار بعدكموا
مرا،وكان بكم فيما مضى عسلا

ماذا دعاك إلى بعد جعلت به
قلبي الحزين لأصناف الأسى نزلا؟

أما علمت بأني يامعذبتي
حملت قلبا" بحبل الرقة اتصلا؟

أبيت أحمل هم الناس أحسبني
من أجلهم شاعرا" عن نفسه شغلا

ماحيلتي في فؤاد لست أملكه
كم سار في طرقات الهم وانتقلا

إني أقول ونفسي عنك راضية
والصبر فتح في قلبي له سبلا:

لا تسأليني عن الحزن الذي قطفت
يداه جذع ابتساماتي بما حملا

لا تسأليني فلي رب ألوذ به
ولست أبغي به من خلقه بدلا

كم حاسد همه استعباد موهبتي
لو صح للسهل أن يستعبد الجبلا

يامن إذا أقبلت جاء الربيع على
آثارها وإذا ماغادرت نكلا

عرفت إحساس قلبي فارحميه وإن
قتلت حبي،فكوني خير من قتلا!!



عبدالرحمن العشماوي
السعودية

الحمدان
04-16-2024, 11:11 PM
عصى الدمع عيني فلم يهطل
وقلبي بنار الأسى يصطلي

أيا مقلتي أنا في حاجة
إلى دمع عيني فلا تبخلي

فما يغسل الحزن عن خاطري
سوى الدمع همي به ينجلي

أيا ساكنا" في فؤادي متى
تريح وترتاح يامشغلي

وأين أراك على دربنا
تسير على عهدك الأول

حملتك في القلب ريحانة"
فكيف تحولت كالمنجل

حصدت السعادة في خاطري
ولم تتمهل ولم تمهل

لقد كنت كالشهد في طعمه
فصرت أمر من الحنظل

أيا راحلا" خلف أهوائه
تأمل حنيني ولا ترحل

نزلت إلى السفح مستسلما"
فياليت أنك لم تنزل

وياليت أنك أدركت ما
وراء السراب ولم تغفل

وسالمتني ثم حاربتني
فهل كنت تبحث عن مقتلي؟

وكيف جعلت ربيع المنى
خريفا" وقد كنت كالجدول؟

لقد ذبل الزرع في روضتي
ولولا جفاؤك لم يذبل

فكيف أمد إليك يدا"
وسهمك مازال في المفصل؟

أيا صاحبي لا تدعني على
طريق الظنون بلا موئل

إذا صدق الناس في سعيهم
فسوف يسيرون للأفضل



عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
04-16-2024, 11:11 PM
غابةُ الظُّلم سَرَتْ منها الضَّواري
حين لا يقوى على الإدلاج ساري

غابةٌ ما أخرجتْ إلا وحوشاً
تتشهّى مَضْغَ أكباد الصِّغار

خرجت من غابة الظُّلم نهاراً
كمساءٍ، ومساءً كنهارِ

لبست ثوبين ثوباً من بريقٍ
يخدع الناس، وثوباً من سُعار

كشفت أنيابُها عن خلجاتٍ
تعشق الظلمَ وتهفو للدَّمار

تأكل الأخضرَ واليابسَ، ترمي
كلَّ من تلقاه في الدَّرْب بنار

ما لها حِسٌّ ولا عَقْلٌ يُريها
سوءَ ما يَجْلِبُه هَدْمُ الدِّيار

كلَّما لاحت لها أشجارُ روضٍ
يانعاتٌ، طَوَّقَتْها بحصار

ومضت تقتلع الأشجارَ حتى
تَبْلُغَ الغايةَ من جَنْي الثِّمار

تُشعل الحقل الذي ترتع فيه
ثم تمضي عنه من غير اعتذار

تعشق الإفسادَ في الأرض وتأبى
أن ترى أرض سواها في ازدهار

تَرِدُ النَّبْعَ، فما ترحل إلاّ
وهو يشكو من فسادٍ وانحسار

ربَّما ترحم بالقتل صغيراً
وبثوب الموت تكسو جسمَ عاري

ربَّما تحنو على الناس ولكنْ
بالصَّواريخ وآلاتِ انشطارِ

وإذا ما أسرفتْ في العطف ألْقَتْ
بعناقيدِ الرَّدى في كلِّ دار

ربَّما تُحْسِنُ للجارِ، ولكن
بالذي تُحْسِنُ من سوء الجوار

يا وحوشَ الغابةِ السوداءَ، إنَّا
لم نعد في سوءِ مَسْراكِ نُماري

بين أنيابكِ أشلاءُ الضحايا
وعلى شِدْقَيْكِ آثارُ احمرارِ

كُلُّ مَنْ في هذه الأرض يراها
رَأْيَ عينٍ، بعد تمزيقِ السِّتارِ

افرحي بالوهم، تيهي في غرورٍ
عَرْبدي في الجوِّ، غُوصي في البحارِ

سوف تلقيْن من الله جزاءً
عاجلاً، يُلْقيكِ في نار البَوَار

أبْشري يا غابةَ الظُّلْمِ بخوفٍ
وارتكاسٍ في الرّزايَا وانكسار

سَطْوَةُ الظالم، دَرْبٌ للمآسي
ينتهي فيه إلى ذُلّ وعارِ

إنَّما الظُّلْمُ طريق الموتِ، مهما
حَقَّق الظالمُ من وَهْمِ انتصارِ


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
04-16-2024, 11:11 PM
ما تَنظُرونَ بِحَقِّ وَردَةَ فيكُمُ
صَغُرَ البَنونَ وَرَهطُ وَردَةَ غُيَّبُ

قَد يَبعَثُ الأَمرَ العَظيمَ صَغيرُهُ
حَتّى تَظَلَّ لَهُ الدِماءُ تَصَبَّبُ

وَالظُلمُ فَرَّقَ بَينَ حَيَّي وائِلٍ
بَكرٌ تُساقيها المَنايا تَغلِبُ

قَد يورِدُ الظُلمُ المُبَيَّنُ آجِناً
مِلحاً يُخالَطُ بِالذُعافِ وَيُقشَبُ

وَقِرافُ مَن لا يَستَفيقُ دَعارَةً
يُعدي كَما يُعدي الصَحيحَ الأَجرَبُ

وَالإِثمُ داءٌ لَيسَ يُرجى بُرؤُهُ
وَالبِرُّ بُرءٌ لَيسَ فيهِ مَعطَبُ

وَالصِدقُ يَألَفُهُ الكَريمُ المُرتَجى
وَالكِذبُ يَألَفَهُ الدَنيءُ الأَخيَبُ

وَلَقَد بَدا لِيَ أَنَّهُ سَيَغولُني
ما غالَ عاداً وَالقُرونَ فَأَشعَبوا

أَدّوا الحُقوقَ تَفِر لَكُم أَعراضُكُم
إِنَّ الكَريمَ إِذا يُحَرَّبُ يَغضَبُ



طرفه ابن العبد

الحمدان
04-17-2024, 01:15 AM
إِذا خَصمي تَقاضاني بِدَينِ
قَضَيتُ الدَينَ بِالرُمحِ الرُدَيني

وَحَدُّ السَيفِ يُرضينا جَميعاً
وَيَحكُمُ بَينَكُم عَدلاً وَبَيني

جَهِلتُم يا بَني الأَنذالِ قَدري
وَقَد عَرَفَتهُ أَهلُ الخافِقينَ

وَما هَدَمَت يَدُ الحِدثانِ رُكني
وَلا اِمتَدَّت إِلَيَّ بَنانُ حَيني

عَلَوتُ بِصارِمي وَسِنانِ رُمحي
عَلى أُفقِ السُها وَالفَرقَدَينِ

وَغادَرتُ المُبارِزَ وَسطَ قَفرٍ
يُعَفِّرُ خَدَّهُ وَالعارِضينَ

وَكَم مِن فارِسٍ أَضحى بِسَيفي
هَشيمَ الرَأسِ مَخضوبَ اليَدَينِ

يَحومُ عَلَيهِ عِقبانُ المَنايا
وَتَحجُلُ حَولَهُ غِربانُ بَينِ

وَآخَرُ هارِبٌ مِن هَولِ شَخصي
وَقَد أَجرى دُموعَ المُقلَتَينِ

وَسَوفَ أُبيدُ جَمعَكُمُ بِصَبري
وَيَطفا لاعِجي وَتَقَرُّ عَيني



عنتره بن شداد

الحمدان
04-17-2024, 01:16 AM
أُحِبُّكِ يا ظَلومُ فَأَنتِ عِندي
مَكانَ الروحِ مِن جَسَدِ الجَبانِ

وَلَو أَنّي أَقولُ مَكانَ روحي
خَشيتُ عَلَيكِ بادِرَةَ الطِعانِ



عنتره بن شداد

الحمدان
04-17-2024, 01:16 AM
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي راحاتُهُ
قامَت مَقامَ الغَيثِ في أَزمانِهِ

يا قِبلَةَ القُصّادِ يا تاجَ العُلا
يا بَدرَ هَذا العَصرِ في كيوانِهِ

يا مُخجِلاً نَوءَ السَماءِ بِجودِهِ
يا مُنقِذَ المَحزونِ مِن أَحزانِهِ

يا ساكِنينَ دِيارَ عَبسٍ إِنَّني
لاقَيتُ مِن كِسرى وَمِن إِحسانِهِ

ما لَيسَ يوصَفُ أَو يُقَدَّرُ أَو يَفي
أَوصافَهُ أَحَدٌ بِوَصفِ لِسانِهِ

مَلِكٌ حَوى رُتَبَ المَعالي كُلَّها
بِسُمُوِّ مَجدٍ حَلَّ في إيوانِهِ

مَولىً بِهِ شَرُفَ الزَمانُ وَأَهلُهُ
وَالدَهرُ نالَ الفَخرَ مِن تيجانِهِ

وَإِذا سَطا خافَ الأَنامَ جَميعُهُم
مِن بَأسِهِ وَاللَيثُ عِندَ عِيانِهِ

المُظهِرُ الإِنصافَ في أَيّامِهِ
بِخِصالِهِ وَالعَدلَ في بُلدانِهِ

أَمسَيتُ في رَبعٍ خَصيبٍ عِندَهُ
مُتَنَزِّهاً فيهِ وَفي بُستانِهِ

وَنَظَرتُ بِركَتَهُ تَفيضُ وَماؤُه
يَحكي مَواهِبَهُ وَجودَ بَنانِهِ

في مَربَعٍ جَمَعَ الرَبيعَ بِرَبعِهِ
مِن كُلِّ فَنٍّ لاحَ في أَفنانِهِ

وَطُيورُهُ مِن كُلِّ نَوعٍ أَنشَدَت
جَهراً بِأَنَّ الدَهرَ طَوعُ عِنانِهِ

مَلِكٌ إِذا ما جالَ في يَومِ اللِقا
وَقَفَ العَدُوُّ مُحَيَّراً في شانِهِ

وَالنَصرُ مِن جُلَسائِهِ دونَ الوَرى
وَالسَعدُ وَالإِقبالُ مِن أَعوانِهِ

فَلَأَشكُرَنَّ صَنيعَهُ بَينَ المَلا
وَأُطاعِنُ الفُرسانَ في مَيدانِهِ



عنتره بن شداد

الحمدان
04-17-2024, 01:17 AM
أَنا في الحَربِ العَوانِ
غَيرُ مَجهولِ المَكانِ

أَينَما نادى المُنادي
في دُجى النَقعِ يَراني

وَحُسامي مَع قَناتي
لِفِعالي شاهِدانِ

أَنَّني أَطعَنُ خَصمي
وَهوَ يَقظانُ الجَنانِ

أَسقِهِ كَأسَ المَنايا
وَقِراها مِنهُ داني

أُشعِلُ النارَ بِبَأسي
وَأَطاها بِجِناني

إِنَّني لَيثٌ عَبوسٌ
لَيسَ لي في الخَلقِ ثاني

خُلِقَ الرُمحُ لِكَفّي
وَالحُسامُ الهِندُواني

وَمَعي في المَهدِ كان
فَوقَ صَدري يُؤنِساني

فَإِذا ما الأَرضُ صارَت
وَردَةً مِثلَ الدُهانِ

وَالدِما تَجري عَلَيها
لَونُها أَحمَرُ قاني

وَرَأَيتُ الخَيلَ تَهوي
في نَواحي الصَحصَحانِ

فَاِسقِياني لا بِكَأسٍ
مِن دَمٍ كَالأُرجُوانِ

أَسمِعاني نَغمَةَ الأَس
يافِ حَتّى تُطرِباني

أَطيَبُ الأَصواتِ عِندي
حُسنُ صَوتِ الهِندُواني

وَصَريرُ الرُمحِ جَهراً
في الوَغى يَومَ الطِعانِ

وَصِياحُ القَومِ فيهِ
وَهوَ لِلأَبطالِ داني



عنتره بن شداد

الحمدان
04-17-2024, 01:17 AM
قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي
روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ

لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي
لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي

ما لي سِوَى روحي وباذِلُ نفسِهِ
في حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ بِمُسرِف

فلَئِنْ رَضِيتَ بها فقد أسعَفْتَني
يا خَيبَة المَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ

يا مانِعي طيبَ المَنامِ ومانِحي
ثوبَ السّقامِ بِهِ ووَجْدِي المُتْلِفِ

عَطفاً على رَمقي وما أبقَيتَ لي
منْ جسميَ المُضْنى وقلبي المُدَنَفِ

فالوَجْدُ باقٍ والوِصَالُ مُماطلي
والصّبْرُ فانٍ واللّقاء مُسَوّفي

لم أَخلُ من حَسَدٍ عليك فلا تُضِعْ
سَهَري بتَشْنِيع الخَيالِ المُرجِفِ

واسأَلْ نجومَ اللّيلِ هل زارَ الكَرَى
جَفني وكيف يزورُ مَن لم يَعْرِفِ

لا غَرْوَ إن شَحّتْ بغُمْضِ جُفُونها
عيني وسَحّتْ بالدّموعِ الذّرّفِ

وبما جرَى في موقفِ التوديعِ مِنْ
ألمِ النّوَى شاهدتُ هَولَ الموقفِ

إن لم يكن وْصلٌ لدَيْكَ فعِدْ به
أَمَلي وَمَاطِلْ إنْ وَعَدْتَ ولا تفي

فالمَطْلُ منكَ لدَيّ إنْ عزّ الوفا
يحلو كوَصَلٍ من حبيبٍ مُسْعِفِ

أهْفُو لأنفاسِ النّسِيمِ تَعِلّةً
ولوَجْه مَن نقَلَتْ شَذَاهُ تشوّفي

فلَعَلّ نارَ جوانحي بهُبُوبِها
أن تنطَفي وأوَدّ أن لا تنطَفي

يا أهلَ وُدّي أنتم أَمَلي ومَن
نَادَاكُمُ يا أَهْلَ وُدّي قد كُفي

عُودوا لِما كُنْتُم عليه من الوفا
كَرَماً فإنّي ذَلِكَ الخِلّ الوَفي

وحياتِكُمْ وحياتِكُمْ قَسَماً وفي
عُمري بغيرِ حياتِكُمْ لم أحْلِف

لو أَنّ رُوحي في يدي وَوَهَبْتُها
لمُبَشّري بِقُدُومكمْ لم أُنْصِف

لا تحسَبُوني في الهوى مُتَصَنّعاً
كَلَفي بِكُمْ خُلُقٌ بغيرِ تكلُّف

أخفَيتُ حُبّكُمُ فأخفاني أسىً
حتى لعَمري كِدْتُ عني أختفي

وكتمْتُهُ عنّي فلو أبدَيْتُهُ
لوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْف الخَفي

ولقد أَقولُ لِمَنْ تحَرّشَ بالهوى
عرّضْتَ نفسَكَ للبَلا فاستهدف

أنتَ القَتِيْلُ بأيّ مَنْ أحبَبْتَهُ
فاختر لنَفْسِكَ في الهوى من تصطفي

قُلْ للعذولِ أطلْتَ لومي طامعاً
إنَّ الملامَ عن الهوى مُستوقِفي

دَعْ عنكَ تَعنيفي وذُقْ طعم الهَوَى
فإذا عشِقْتَ فبعدَ ذلكَ عَنّف

بَرَحَ الخَفاء بحُبّ مَنْ لَوْ في الدّجى
سَفَرَ اللّثامَ لقُلْتُ يا بدرُ اختَفِ

وإن اكتفى غَيري بطَيفِ خيالِهِ
فأنا الّذي بوِصالِهِ لا أكتَفي

وَقْفَاً عليِه مَحَبتِّي ولِمِحنتي
بأَقَلّ مِن تَلَفي به لا أشتَفي

وهَواهُ وهْوَ أليّتي وكَفَى بِه
قَسَماً أكادُ أُجِلّهُ كالمُصْحَفِ

لَوْ قالَ تِيهاً قِفْ على جَمْر الغَضا
لَوَقَفْتُ مُمْتَثِلاً ولم أتوَقّف

أوْ كان مَنْ يرضى بخدّي موْطِئاً
لَوَضَعْتُهُ أرْضاً ولم أستنكِف

لا تُنْكِروا شغَفِي بما يرضَى وإن
هو بالوِصَالِ عليّ لم يتعطّف

غَلَبَ الهَوَى فأطَعْتُ أمْرَ صَبابتي
من حيثُ فيه عصَيتُ نهْيَ مُعنّفي

مني لَهُ ذُلّ الخَضُوعِ ومنهُ لي
عِزّ المَنوعِ وقوّة المستضْعِف

ألِفَ الصّدُودَ ولي فؤادٌ لم يزَلْ
مُذْ كُنتُ غيرَ وِدَادِهِ لم يألَف

يا ما أُمَيْلَحَ كُلَّ ما يرْضَى بِهِ
ورُضابُهُ يا ما أحَيْلاَهُ بفي

لو أسمَعوا يَعقُوبَ ذِكْرَ مَلاحَةٍ
في وجهِهِ نَسِيَ الجَمالَ اليوسُفي

أو لو رأهُ عائِداً أيّوبُ في
سِنَةِ الكَرَى قدماً من البلوى شُفي

كُلُّ البُدُورِ إذا تَجَلّى مُقْبِلاً
تصبُو إليه وكُلُّ قَدٍ أهيَف

إن قُلْتُ عندي فيكَ كُلُّ صَبَابَةٍ
قالَ المَلاحةُ لي وكُلُّ الحُسْنِ في

كَمَلَتْ مَحاسنُهُ فلو أَهدى السّنا
للبَدْرِ عند تَمامِهِ لم يُخْسَف

وعلى تَفَنّنِ واصِفيهِ بِحُسْنِهِ
يَفنى الزّمانُ وفيه ما لم يُوصف

ولقد صَرَفْتُ لحُبّه كُلّي على
يَدِ حُسْنِهِ فحمِدْتُ حُسْنَ تصرّفي

فالعينُ تهوى صورةَ الحُسْنِ التي
روحي بها تَصبو إلى مَغْنىً خَفي

أسْعِدْ أُخَيَّ وغَنني بحديثه
وانْثُر على سَمْعي حِلاهُ وشَنِّف

لأرى بعينِ السّمعِ شاهِدَ حُسْنِهِ
معنىً فأتحِفْني بذاكَ وشَرّف

يا أخْتَ سعْدٍ مِن حَبيبي جئتِني
بِرِسالةٍ أدّيتِها بِتَلَطّف

فسَمِعْتُ ما لم تسمَعِي ونَظَرْتُ ما
لم تنظُري وعَرَفْتُ ما لم تعرِفي

إنْ زارَ يوماً يا حشايَ تَقَطَّعِي
كَلَفاً بِه أو سارَ يا عينُ اذرِفي

ما للنّوَى ذنْبٌ ومَنْ أهوَى مَعي
إن غابَ عن إنسانِ عيني فهْوَ في



ابن الفارض

الحمدان
04-17-2024, 01:17 AM
ما جِئْتُ مِني أَبْغِي قرى كالضّيفِ
عندي بك شغلٌ عن نزولِ الخَيفِ

والوَصْلُ يَقيناً فيكَ ما يقنِعُني
هيهاتِ فَدَعْني من مُحَالِ الطّيفِ



ابن الفارض

الحمدان
04-17-2024, 01:17 AM
يا مُحبِيَ مُهجَتي ويا مُتْلِفَهَا
شكوى كَلَفِي عَساكَ أن تَكْشِفَها

عَيْنٌ نَظَرتْ إليكَ ما أَشْرَفَهَا
روحٌ عَرَفَتْ هَواكَ ما أَلْطَفَهَا



ابن الفارض

الحمدان
04-17-2024, 01:18 AM
يا راحِلاً وَجَميلُ الصَّبْرِ يَتْبَعُهُ
هَلْ من سبيلٍ إلى لُقْياكَ يَتَّفِقُ

ما أنصَفَتْكَ جُفوني وهيَ دامِيَةٌ
ولا وَفى لكَ قلبي وهو يحترِقُ



ابن الفارض

الحمدان
04-17-2024, 01:18 AM
تِهْ دَلاَلاً فأَنْتَ أهْلٌ لِذَاكا
وتحَكّمْ فالحُسْنُ قد أعطاكا

ولكَ الأمرُ فاقضِ ما أنتَ قاض
فَعَلَيَّ الجَمَالُ قد وَلاّكَا

وتَلافي إن كان فه ائتلافي
بكَ عَجّلْ به جُعِلْتُ فِداكا

وبِمَا شِئْتَ في هَواكَ اختَبِرْنِي
فاختياري ما كان فيِه رِضَاكَا

فعلى كُلّ حالَةٍ أنتَ مِنّي
بيَ أَوْلى إذ لم أَكنْ لولالكا

وكَفَاني عِزّاً بحُبّكَ ذُلّي
وخُضوعي ولستُ من أكْفاكا

وإذا ما إليكَ بالوَصْلِ عَزّتْ
نِسْبَتِي عِزّةً وصَحّ وَلاكا

فاتّهامي بالحبّ حَسْبي وأنّي
بَيْنَ قومي أُعَدّ مِنْ قَتْلاَكَا

لكَ في الحيّ هالِكٌ بِكَ حيٌّ
في سبيلِ الهَوَى اسْتَلَذّ الهَلاَكَا

عَبْدُ رِقّ ما رَقّ يوماً لعَتْقٍ
لَوْ تَخَلّيْتَ عنهُ ماخَلاّكا

بِجَمَالٍ حَجَبْتَهُ بجَلاَلٍ
هامَ واستَعْذَبَ العذابَ هُناكا

وإذا ما أَمْنُ الرّجا منهُ أدْنا
كَ فعَنْهُ خَوْفُ الحِجى أَقصاكا

فبِإقْدَام رَغْبَةٍ حينَ يَغْشا
كَ بإحجامِ رَهبْةٍ يخشاكا

ذابَ فلبي فَأْذَنْ لَهْ يَتَمَنّا
كَ وفيِه بَقِيّةٌ لِرَجَاكَا

أو مُرِ الغُمْضَ أَنْ يَمُرّ بجَفْنِي
فكأني بِهِ مُطِيعاً عَصَاكا

فعسى في المَنام يَعْرِضُ لي الوَهْمُ
فيوحي سِرّاً إليّ سُراكا

وإذا لم تُنْعِشْ بِرَوْحِ التّمَنّي
رَمَقِي واقتضى فنائي بَقاكا

وحَمَتْ سُنّةُ الهوَى سِنَةَ الغُمْضِ
جُفُونِي وحَرّمَتْ لُقْياكا

أبْقِ لي مقْلَةً لَعَلّيَ يوماً
قبل مَوتي أَرَى بها مَنْ رآكا

أينَ مِنّي ما رُمْتُ هيهات بل أينَ
لعَيْنِي بالجَفْنِ لثمُ ثَراكا

فبَشيري لو جاء منكَ بعَطْفٍ
وَوُجُودي في قَبْضَتِي قلتُ هاكا

قد كفى ما جرَى دماً من جُفُونٍ
بك قرحَي فهل جرى ما كفاكا

فأَجِرْ من قِلاَكَ فيك مُعَنّىً
قبلَ أَن يعرفَ الهَوَى يَهواكا

هَبْكَ أنَ اللاّحي نَهاهُ بِجَهْلٍ
عنك قل لي عن وَصْلِهِ من نَهاكا

وإلى عِشْقِكَ الجَمالُ دعاهُ
فإلى هجَرِهِ تُرى من دعاكا

أتُرى من أفتَاكَ بالصّدّ عنّي
ولغَيري بالوُدّ مَن أفتاكا

بانْكِسَاري بِذِلّتي بخُضوعي
بافْتِقَاري بفَاقَتي بغِناكا

لا تَكِلْنِي إلى قُوَى جَلَدٍ خانَ
فإنّي أَصْبَحْتُ من ضُعَفَاكَا

كُنْتَ تجْفُو وكان لي بعضُ صَبْرٍ
أحسَنَ اللهُ في اصطباري عَزاكا

كم صُدوداً عساكَ ترْحَمُ شكْوايَ
ولو باسْتِمَاعِ قولي عساكا

شَنّعَ المُرْجِفونَ عنكَ بِهَجري
وأشاعُوا أنّي سَلَوْتُ هَواكا

ما بأحشائهِمْ عشِقْتُ فأسلُو
عنك يوماً دعْ يهجُروا حاشاكا

كيفَ أسلو ومُقْلَتي كلّما لاحَ
بُرَيْقٌ تلَفّتَتَ لِلِقاكا

إنْ تَبَسّمتَ تحتَ ضوءِ لِثَامٍ
أو تَنَسّمْتُ الرّيحَ من أنْباكا

طِبْتُ نفْساً إذ لاحَ صُبْحُ ثنايا
كَ لِعَيْنِي وفاحَ طيبُ شذاكا

كُلُّ مَنْ في حِمَاكَ يَهْوَاكَ لكِن
أنا وحدي بكُلّ من في حِماكا

فيكَ معنىً حَلاّكَ في عينِ عقلي
وبه ناظري مُعَنّى حِلاكا

فُقْتَ أهْلَ الجمال حُسْناً وحُسْنى
فَبِهِمْ فاقةٌ إلى معناكا

يُحْشَرُ العاشقونَ تحتَ لِوائي
وجميعُ المِلاحِ تحتَ لِواكا

ما ثناني عنكَ الضّنَى فبماذا
يا مَلِيحُ الدّلالُ عني ثناكا

لكَ قُرْبٌ منّي بِبُعْدِكَ عنّي
وحُنُوٌّ وجَدْتُه في جَفاكا

عَلّمَ الشّوقُ مُقلتي سَهَر اللَّيْ
لِ فصارت من غيرِ نوْم تراكا

حبّذا ليلَةٌ بها صِدْتُ إسْرا
كَ وكان السّهادُ لي أشْراكا

نابَ بدرُ التّمامِ طَيْفَ مُحَيّا
كَ لطَرْفي بيَقْظَتي إذ حكاكا

فتراءيتَ في سِواكَ لِعَيْنٍ
بكَ قَرّتْ وما رأيتُ سِواكا

وكذاكَ الخليلُ قَلّبَ قبلي
طَرْفَهُ حين راقبَ الأفلاكا

فالدّياجي لنا بكَ الآن غُرٌّ
حيثُ أهديتَ لي هُدىً من سَناكا

ومتى غِبْتَ ظاهِراً من عياني
أُلفِهِ نحوَ باطني ألقاكا

أهلُ بَدْرٍ رَكْبٌ سَرَيْتَ بلَيْلٍ
فيه بل سار في نَهار ضياكا

واقتباسُ الأنوارِ من ظاهري
غيرُ عجيبٍ وباطني مأواكا

يعبَقُ المسْكُ حيثُما ذُكر اسمي
مُنْذُ نادَيْتَني أُقَبّلُ فاكا

ويَضُوعُ العبيرُ في كلّ نادٍ
وهْوَ ذِكْرٌ معَبِّرٌ عن شذاكا

قال لي حُسنُ كلّ شيءٍ تجلّى
بي تَمَلّى فقلتُ قَصدي وراكا

لي حبيب أراكَ فيه مُعَنّىً
غُرّ غَيري وفيه مَعنىً أراكا

إن توَلّى على النّفوس تَوَلّى
أو تجَلّى يستعبِدُ النُّساكا

فيه عوّضتُ عن هُداي ضلالاً
ورَشادي غَيّاً وسِتري انهتاكا

وحّدَ القلبُ حُبّهُ فالتِفاتي
لكَ شِرْكٌ ولا أرى الإِشراكا

يا أخا العّذلِ فيمن الحُسْنُ مثلي
هامَ وجْداً به عَدِمْتُ أخاكا

لو رأيتَ الذي سَبَانيَ فيه
مِنْ جَمالٍ ولن تراهُ سبَاكا

ومتى لاحَ لي اغتَفَرْتُ سُهادي
ولعَيْنَيّ قُلْتُ هذا بِذاكا



ابن الفارض

الحمدان
04-17-2024, 02:26 AM
| في قرب الديار |

- قال عمر بن أبي ربيعة:
أليسَ كثيرًا أن نكونَ ببَلدةٍ
كِلانا بها ثاوٍ ولا نَتكلَّمُ؟!

وقال ابن الدمينة:
على أنَّ قُربَ الدَّارِ ليسَ بنَافعٍ
إذا كانَ مَن تَهواهُ ليسَ بذي وُدِّ

- قال الشاعر:
ما أقربَ الدارَ والجوارَ وما
أقلَّ معْ قُربِنا تَلاقيَنا!

- قال بشار بن برد:
قُربُ دارِ الحَبيبِ قُرَّةُ عينٍ
وكأنَّ البعادَ في القلبِ ثُكلُ

- وقال أيضا:
أرانا قريبًا في الجِوارِ ونَلتقي
مِرَارًا ولا نَخلُو، وذاكَ عَجيبُ!

- قال أبو نواس:
رأيتُ تَداني الدَّارِ ليسَ بنَافعٍ
إذا كانَ ما بينَ القُلوبِ بَعيدُ

- قال ابن الأحنف:
أرى البينَ يَشكوهُ المُحِبونَ كلُّهم
فيا ربِّ قرِّبْ دارَ كلِّ حبيبِ.
ٖ

الحمدان
04-17-2024, 02:27 AM
‏من علّم الإكليلَ أنكِ وَردتي؟
يا وردَتِي من علّم الإكليلا؟

قنديلُ وجهُكِ ضاحكا متبسما
لا تُطفئي مِن أجْلِنا القنْدِيلا
ظ–

الحمدان
04-17-2024, 02:28 AM
‏"يا صديقًا كُلّما خارت قواي
‏قال للأحزانِ كُفّي لا أُطيق

‏ينسِجُ الحُبَّ لكي يجني رِضَاي
‏هل تُرى يكفِيكَ قلبي يا صديق؟"
ظ–

الحمدان
04-17-2024, 02:28 AM
زِد في غيابكَ.. أغلق الأبوابا
‏وعلى الرسائل لا ترُد جوابا

‏لكن إذا يومًا طمعتَ لعودةٍ
‏وظننتَ أن يُهدِي الحنينُ إيابا

‏سيكون أسوأ ما ظننتَ لأنني
‏سأقولُ لا أهلًا .. ولا تِرحابا.
ظ–

الحمدان
04-17-2024, 02:29 AM
صلاةُ اللهِ عدّ الهاطلاتِ
‏وعدّ النّجمِ فوق الكائناتِ

‏وكالبحرِ الخِضمّ بلا حدودٍ
‏وكالشمِّ الجبالِ الراسياتِ

‏ومثل الذّر والأطيار جمًّا
‏و عدّ الرملِ في كُل الجهاتِ

‏وتسليماتُ ربي كلّ حينٍ
‏على خيرِ البرايا* دائماتِ.

الحمدان
04-17-2024, 02:32 AM
‏أَتَدْري مَن أخوكَ أخوكَ حقّاً؟
أخوكَ بصبرِه لكَ واحتِمالِهْ

أخوكَ الـمُبتغي لكَ كلَّ خيرٍ
وصاحبُكَ الـمُداوِمُ في وِصالِهْ

أبو العتاهية

الحمدان
04-17-2024, 02:43 AM
‏️حُبُّ النبيِّ على الأنامِ فريضةٌ
لا تنسَ ذكرَ الهاشميِّ الأكرَمِ

إنَّ الصَّلاةَ على النبيِّ وسيلةٌ
فيها النَّجاةُ لكلِّ عَبدٍ مُسلِمِ

صَلُّوا على القمرِ المُنيرِ فإنهُ
نُورٌ تبدَّى في الغمامِ المُظلمِ.


ابن الجوزي

الحمدان
04-17-2024, 03:08 AM
إن شئتَ أن يغدو حديثك سُكرا
وشذى حروفك كالعبير معطرا

ويزول عنك دجى الهموم وحزنها
ويصير قلبُك مرجَ حب أخضرا

فاملأ حديثك بالصلاة على الذي
أهداه ربك للوجود مبشرا

يافوز من باعوا بحب محمدٍ
أغلى النفوس ومالكُ الملك اشترى

الحمدان
04-17-2024, 03:08 AM
‏عليكَ صلاةُ الله يا خير مُرسلٍ
أتانا بأمرِ الله بالخيرِ والهُدى

وكانَ لأهلِ الأرض نُورًا وقدوةً
وكان لأهل الحقِّ أمْنًا مِن الرّدى

فطُوبى لِمنْ أحيا الليالي بِذكْرِه
وسَار على دربٍ المُحبين واهْتدى

الحمدان
04-17-2024, 03:10 AM
‏يا ليل، من جيران كوخي؟ من همُ
مرعى الشقا وفريسة الأرزاء

الجائعون الصابرون على الطوى
صبر الربا للريح والأنواء

الآكلون قلوبهم حقدا على
ترف القصور وثروة البخلاء

الصامتون وفي معاني صمتهم
دنيا من الضجّات والضوضاء

ويلي على جيران كوخي إنّهم
ألعوبة الإفلاس و الإعياء

‎البردوني

الحمدان
04-17-2024, 03:13 AM
من طرائف الشعراء ..

زار أبو نواس رجلاً بخيلاً يُسمَى " أبو هند "
في وقت الغداء
فتركه جائعًا دون أن يُضيفه .. ! من شدة بخله
جاع... وجاع.....الشاعر
ولكن ابا هند لم يكترث لذلك
فأنشد أبو نواس قائلاً :

أبو هند نزلت عليه يوماً
فغداني برائحةِ الطعام

وقدم بيننا لحمًا سميناً
أكلناه على طبقِ الكلام

فكان كمن سقى الظمآن ظلاً
وكُنت كمن تغدى في المنام.!

الحمدان
04-17-2024, 03:16 AM
‏يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري

وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
علي.. ما خدشته كل أوزاري

أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي
أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟

الحمدان
04-17-2024, 03:30 AM
لا تَعتَبَنَّ عَلى العِبادِ فَإِنَّما
يَأتيكَ رِزقُكَ حينَ يُؤذَنُ فيهِ

سَبَقَ القَضاءُ لِوَقتِهِ فَكَأَنَّهُ
يَأتيكَ حينَ الوَقتِ أَو تَأتيهِ

فَثِق بِمَولاكَ الكَريمِ فَإِنَّهُ
بِالعَبدِ أَرأَفَ من أَبٍ بِبَنيهِ

أوسع غِناكَ وَكن لِفَقرِكَ صائِناً
يَضني حَشاكَ وَأَنتَ لا تُشفيهِ

فَالحُرُّ يَنحَلُ جِسمُهُ إِعدامهُ
وَكَأَنَّهُ مِن جِسمِهِ يُخفيهِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-17-2024, 03:30 AM
لَو كانَ في صَخرَةٍ في البَحرِ راسيَة
صَمّاءَ مَلمومَةٍ مُلسٍ نَواحيها

رِزقٌ لِعَبدٍ يَراهُ اللَهُ لانغَلَقَت
حَتّى يَؤدّى إِلَيهِ كُلُّ ما فيها

أَو كانَ تَحتَ طِباقِ السَبعِ مَطلَبُها
كَسَهَّلِ اللَهِ في المَرقى مَراقيها

حَتّى تُودّي الَّذي في اللَوحِ خُطَّ لَهُ
إِن هِي أَتَتهُ وَإِلّا سَوفَ يَأتيها



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-17-2024, 03:30 AM
أَرى حُمُراً تَرعى وَتَأكُلُ ما تَهوى
وَأُسداً جِياعاً تَظمَأُ الدَهرَ ما تَروى

وَأَشرافُ قَومٍ ما يَنالونَ قُوَتَهُم
وَقَوماً لِئاماً تَأكُلُ المَنَّ وَالسَلوى

قَضاءُ لِخلّاقِ الخَلائِقِ سابِقٌ
وَلَيسَ عَلى رَدِّ القَضا أَحَدٌ يَقوى

وَمَن عَرَفَ الدَهرَ الخَؤونَ وَصَرفَهُ
تَصبَّر لِلبَلوى وَلَم يُظهِر الشَكوى



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-17-2024, 03:31 AM
أَلا طَرَقَ الناعي بِلَيلٍ فَراعَني
وَأَرَّقني لَمّا اِستَهَلَّ مُناديا

فَقُلتُ لَهُ لَمّا رَأَيتُ الَّذي أَتى
أَغيرَ رَسولَ اللَهِ أَصبَحتَ ناعيا

فَحَقِق ما أَشفَيتَ مِنهُ وَلَم يبل
وَكان خَلِيلَي عِدَّتي وَجَماليا

فَوَاللَهِ لا أَنساكَ أَحمَدُ ما مَشَت
بِيَ العِيسُ في أَرضٍ وَجاوَزَت واديا

وَكُنتُ مَتى أَهبِط مِنَ الأَرضِ تلعَةً
أَجِد أَثَراً مِنهُ جَديداً وَعافيا

جَوادٌ تَشَظَّى الخَيلُ عَنهُ كَأَنَّما
يَرينَ بِهِ لَيثاً عَلَيهِنَّ ضاريا

مِن الأَسدِ قَد أَحمى العَرينِ مَهابَةً
تفادى سِباعَ الأَرضِ مِنهُ تَفاديا

شَديدٌ جَريءُ النَفسِ نَهدٌ مُصدّرٌ
هُوَ المَوتُ مَغدُوٌّ عَلَيهِ وَغاديا

أَتَتك رَسولَ اللَهِ خَيلٌ مُغيرَةٌ
تَثيرُ غُباراً كَالضَبابَةِ كابيا

إِلَيكَ رَسولُ اللَهِ صَفٌّ مُقَدَمٌ
اِذا كانَ ضَربُ الهامِ نَفقاً تَفانيا



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-17-2024, 03:31 AM
إِذا أَظمَأتَكَ أَكُفُّ الرِجالِ
كَفَتكَ القَناعَةُ شبعاً وَريّا

فَكُن رَجُلاً رِجلُهُ في الثَرى
وَهامَةُ هِمَّتِهِ في الثُرَيّا

أَبِيّاً لِنائِلِ ذي ثَروَةٍ
تَراهُ لِما في يِدَيهِ أَبيّا

فَإِنَّ إِراقَةَ ماءَ الحَياةِ
دونَ إِراقَةِ ماءِ المُحَيّا



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-17-2024, 03:31 AM
وَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيٍّ
يَدِقُّ خَفاهُ عَن فَهمِ الذَكيِّ

وَكَم يُسرٍ أَتى مِن بَعدِ عُسرٍ
فَفَرَّجَ كُرْبَة القَلْبِ الشَجيِّ

وَكَم أَمرٍ تُساءُ بِهِ صَباحاً
وَتَأتيكَ المَسَرَّةُ بِالعَشيِّ

إِذا ضاقَت بِكَ الأَحوالُ يَوماً
فَثِق بِالواحِدِ الفَردِ العَلِيِّ

وَلا تَجزَع إِذا ما نابَ خَطبٌ
فَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيِّ



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-17-2024, 03:32 AM
اِذا ما شئتَ أَن تَحيا
حياةً حُلوَةَ المَحيا

فَلا تَحسِد وَلا تَبخَل
وَلا تَحرِص عَلى الدُنيا



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-17-2024, 03:32 AM
وَمُحتَرِسٍ مِن نَفسِهِ خَوف ذِلَّةٍ
تَكونُ عَلَيهِ حُجَّةٌ هِيَ ماهِيَا

فَقَلَّصَ بَردَيهِ وَأَفضى بِقلبِهِ
إِلى البِرِّ وَالتَقوى فَنالَ الأَمانيا

وَجانِبَ أَسبابَ السَفاهَةِ وَالخَنا
عَفافاً وَتَنزيهاً فَأَصبِح عاليا

وَصانَ عِن الفَحشاءِ نَفساً كَريمَةً
أَبَت هِمَّةً إِلا العُلى وَالمَعالِيَا

تَراهُ إِذا ما طاشَ ذو الجَهلِ وَالصِبى
حَليماً وَقوراً صائِنَ النَفسِ هاديا

لَهُ حِلمُ كَهلٍ في صَرامَةِ حازِمٍ
وَفي العَينِ إِن أَبصَرَت أَبصَرَت ساهيا

يَروقُ صَفاءَ الماءِ مِنهُ بِوَجهِهِ
فَأَصبَحَ مِنهُ الماءُ في الوَجهِ صافيا

وَمِن فَضلِهِ يَرعى ذِماماً لِجارِهِ
وَيَحفَظُ مِنهُ العَهدَ إِذ ظَلَّ راعيا

صَبوراً عَلى صَرفِ اللَيالي وَرُزئِها
كَتوماً لِأَسرارِ الضَميرِ مُداريا

لَهُ هِمَّةٌ تَعلو عَلى كُلِّ هِمَّةٍ
كَما قَد عَلا البَدرَ النُجومُ الدَراريا


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-17-2024, 03:32 AM
وَلَو أَنّا إِذا مُتنا تُرِكنا
لَكانَ المَوتُ راحَةَ كُلِّ حَيِّ

وَلَكِنّا إِذا مُتنا بُعثِنا
وَنُسأَلُ بَعدَ ذا عَن كُلِ شَيءِّ


علي بن أبي طالب
رضي الله عنه

الحمدان
04-17-2024, 03:33 AM
أَلا يا رَسولَ اللَهِ كُنتَ رَجائيا
وَكُنتَ بِنا بَرّاً وَلَم تَكُ جافيا

كَأَنَّ عَلى قَلبي لِذِكرِ مُحَمَّدٍ
وَما جاءَ مِن بَعدِ النَبِيِّ المَكاويا

أَفاطِمَ صَلَّى اللَهُ رَبُّ مُحَمَّدٍ
عَلى جَدَثٍ أَمسى بِيَثرِبَ ثاويا

فَدىً لِرَسولِ اللَهِ أُمي وَخالَتي
وَعَمّي وَزَوجي ثُمَّ نَفسي وَخاليا

فَلَو أَنَّ رَبَّ العَرشِ أَبقاكَ بَينَنا
سَعِدنا وَلَكِن أَمرُهُ كانَ ماضيا

عَلَيكَ مِنَ اللَهِ السَلامَ تَحيَةً
وَأُدخِلتَ جَناتٍ مِنَ العَدنِ راضيا


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-17-2024, 09:09 PM
قَدْ عَلَا النُّورُ بِمَدْحِ الطَّيِّبِ
النَّبِيِّ الهَاشِمِيِّ العَرَبِي

صَلِّ يَا رَبِّي وَزِدْ لِأَحْمَدَا
رِفْعَةً تَعْلُو بِنُورِ القُبَبِ

أَبْيَضُ اللَّونِ مُنِيْرَاً أَزْهَرَا
جَاءَ وَصْفٌ فِي صَحِيحِ الكُتُبِ

أَسْوَدُ الشَّعْرِ فَعَينٌ لَنْ تَرَى
مَثْلَ هَادِينَا أَصِيلَ النَّسَبِ

رَبِّ أَكْرِمْنَا بِرُؤْيَا وَجْهِهِ
فِي المَنَامِ إِنَّ ذَاكَ مَطْلَبِي


عمر غصاب راشد

الحمدان
04-17-2024, 09:10 PM
تحـــرّكيــــن بأفكـــــاري عـواطــــفـها
إذا أتـــيـــتِ .. و تحــتــليــن أشـعاري

و تقــلبــيــن مفــاهيمــي و منطلقي
و تملكـــين مقاييـــدي.. و أقــــــداري

و ترســـمين مصــــيـري من بدايــتــهِ
و تســـبرين تراكيـــبــي و أغــــــواري

فلا الشـعـور .. إذا أقـبــلْتِ .. مـتَّـــزنٌ
و لســت أمـلك إحســاسي و أطـواري

و لســت أذكر أيامـي التي ذهـــبَــتْ
و لا أتابــع أحـــــداثي .. وأخبــــــاري

أتـيْـتِ فـاشـتـعلتْ ناري التي خـمدتْ
و نار شــوقـكِ من شـوقي.. ومن ناري

وقـد سـبـقـتِ إلى ما كنت أقـصـــدهُ
فهـل قـرأتِ من العـيـنـين أفـكــاري

و تلـك كفــك في كفـــي تعـــانقـــها
و قـد تفجَّــر نبــــعٌ منــهما.. جـــاري

من الأصـــابع نهــر الحبّ مصـــــدره
فإن شـــــربت .. لديَّ الآن أعــذاري

بـكـل حـسـنـكِ ألـهبـْتِ الخـيال وقد
أُخـذتُ فيكِ .. كـما يبـدو لأنظـــاري

وصــار يفصـل شـبـرٌ بـيـن قلـبـيـنا
و لا أقـــلَّ .. و حـيـناً بـضـــع أشـبارِ

لدى شفاهيَ ســرٌ سـوف أهمـسه
إلى شـفاهـكِ .. فاسـتمعي لأسراري

إذا الريــاح تـمـادتْ .. لا نـجـابـهــها
و قـد تلاحـق إعصــــارٌ .. بإعصــــــارِ

و لا نـناقـش فـي التـيَّار وجـهـتـه
فلا مـبـرّر .. أو جـدوى لتــخـتــاري

وحيـن يفـعـل فيـنا الشـوق غـايتـه
سـنسـتجيب .. وردّ الفـعـل إجـباري

و حـين تأمــر أو تملــي عواطـــفــنا
سنستكين .. فلا وقـــتـاً لتـحــتـاري

أهـيم فيكِ .. وأشـواقـي تـسابـقـني
إلى اللـقـاء .. و تـقـديري وإكـبـــاري

و أسـتـعيد حـضــاراتي التي اندثـرت
إذا أتيــــتِ .. و تاريخــــي و آثـــاري

فإن تباعـــدني الأيــام يُرجــعـــنـي
إليك ســــحركِ أو يسعى لإحضـاري

إلى عيونك مشـــواري بدأتُ بــــــهِ
و فوق صــــدرك أُنهي الآن


رغيده شخشير

الحمدان
04-17-2024, 09:11 PM
لولا المَعادُ وربٌّ كنتُ أرقبُهُ
لما أقمتُ بذي الدنيا على الوصَبِ

ما نَوَّلَت سَبَبًا للخير تأملُهُ
إلا ترى الشرَّ مختومًا بذا السَبَبِ

عجبتُ منكِ وكم أَمَّلتِ عن خَتَلٍ
ومن يصدِّقُها أولى به عجبي

عُدمتَ يا ناظرَ الدنيا التي جُبلت
على التلوُّنِ _منذُ البدء_ والكذِبِ



المعتصم بالله

الحمدان
04-17-2024, 09:12 PM
كل ما أقول أكتب ألقى العقل مجبـــــور
مــا يخــط مــداده فـي يــوم إلا على وصفك

و ألقى الفؤاد مكسور مـــا يرضى يجبره شـي
و يسـرح بعيـــــد هيمان أملــه يعيش وصلك

ثوابه ينهل يوم من نهرك المعسـول ويقطـف
ثمار أشجار كل الفروع فيها مأخوذة من أصلك

روعة و جمال فتان يسحر بنوره العين يرعى
الفواد و الروح والعقل يهتف يقول ياريتني من ملكك


ابراهيم الخطيب

الحمدان
04-17-2024, 09:14 PM
لولا المَعادُ وربٌّ كنتُ أرقبُهُ
لما أقمتُ بذي الدنيا على الوصَبِ

ما نَوَّلَت سَبَبًا للخير تأملُهُ
إلا ترى الشرَّ مختومًا بذا السَبَبِ

عجبتُ منكِ وكم أَمَّلتِ عن خَتَلٍ
ومن يصدِّقُها أولى به عجبي

عُدمتَ يا ناظرَ الدنيا التي جُبلت
على التلوُّنِ منذُ البدء والكذِبِ


المعتصم بالله

الحمدان
04-17-2024, 09:36 PM
يا ربُّ بلِّغنا.. ففيكَ رجاؤنا
أصلِح قلوبًا تشتهي الجنَاتِ

فالعِتقُ مطمعُنا، وأنتَ إلاهنا
حقِّق دُعانا.. يسِّر الغايات

الحمدان
04-17-2024, 09:40 PM
يا للصباحِ الذي فاضت مشارقُه
‏بالحسنِ و البرّ تسبيحًا و توحيدًا

‏سبحان من فلقَ الإصباحَ فاندفقت
‏قوافلُ النور إحياءً.. و تجديدًا

الحمدان
04-17-2024, 11:12 PM
العيدُ يعني أن أراكَ ونلتقي
‏ حتّى نجدّدَ فرحةَ الحبّ النّقي

‏ واللهُ أسألُ أن يتمّم جمعنا
‏ في الظلّ من ظلّ الودادِ الصادقِ

الحمدان
04-17-2024, 11:13 PM
‏من قبلُ أنتِ وأنتِ من بَعْدُ
‏فتمرّدي.. ما للهوى حدُّ

‏في كلِّ جزءٍ منكِ معجزةٌ
‏وكأنّ فيكِ الكون.. يمتدُّ

‏هذا الجمالُ الصعبُ أنهكني
‏فالقربُ وجْدٌ.. والنوى وجْدُ

‏لا تخجلي لا تجبني، طبعي
‏إنْ تسرفي بالخوفِ، يـحتدُّ

الحمدان
04-17-2024, 11:13 PM
‏جمالُ عينيكِ وهَّاجٌ كأن بهِ
‏شمساً تدورُ وأفلاكٌ وأقمارُ

‏كأنها كعبةٌ جفْنَاكِ كِسْوَتُها
‏وأنجمُ الليلِ حُجَّاجٌ وعُمَّارُ

الحمدان
04-17-2024, 11:14 PM
لِي في مَحَبَّتِكم شُهودٌ أربَعٌ
‏وشُهودُ كُلِّ قَضِيَّةٍ إثنَانِ
‏خَفَقانُ قلبي، واضطِرابُ جَوانِحي
‏ونُحولُ جِسمي، وانعِقادُ لِسانِي

قيس بن الملوح

الحمدان
04-17-2024, 11:15 PM
‏ماذا تُريدينَ.. قلبي؟ أنتِ زهرتُهُ
‏ماذا تُريدينَ.. عُمري؟ أنتِ أعماري

‏لو تطلبينَ عيني لستُ أمنعُها
‏يا غيمةً حملت في الصيفِ أمطاري

الحمدان
04-17-2024, 11:16 PM
وإذا استفزك من تُحب بفعل
فاسكت.. كأنك ما رأيت وما دريت

بعض الوداد نصونه بسكوتنا
من ذا يُطيقك إن شكوت وإن حكيت

والبعض حين يراك تبكي لا يرى
قُل لي بربك ما استفدت إذا بكيت

من لان ، لانَ لنفسه ولوحدهِ
دع عنك قولك قد يلين إذا حنوت

ما دمت تركض خلفهم ولأجلهم
فسيركضون وراء غيرك لو وعيت

والناس إن بينت حبك أرخصوا
ويطالبونك بالمجيء إذا اختفيت

الحمدان
04-17-2024, 11:18 PM
لم أنتبه كيف مرَّ الوقتُ في عَجَلٍ
‏فحسنُ وجهِكِ ألهاني عن النَظَرِ

‏وخيَّمَ الليلُ لم أشعُر بمقدَمِهِ
‏تدرينَ؟لم أنتبِه حتى إلى القَمَرِ

الحمدان
04-17-2024, 11:19 PM
سُدَّتْ بوجه الأمنياتِ دروبُ
‏فطرقتُ بابكَ إنني مكروبُ

‏ما حيلتي واليأسُ يجري في دمي
‏إن كانَ منكَ العونُ كيفَ أخيبُ

الحمدان
04-17-2024, 11:19 PM
أبحرتُ نحوكِ ليس لي من عودةٍ
وحرقتُ أشرعةَ السفينِ ورائي

إما بناري قد أموتُ صبابةً
أو جَنّتي بعيونكِ الكحلاءِ

الحمدان
04-17-2024, 11:20 PM
‏إنّي بوجهكِ أستردُّ طفولتي
‏وبهِ أعيشُ أنا الزمانَ الباقي

‏يوماً ستنكمشُ المسافةُ بيننا
‏مثل الجفونِ بغفوةِ الإرهــاقِ

الحمدان
04-17-2024, 11:21 PM
فأنَا الَّذِي بِهُيَامِهِ وَغَرَامِهِ
‏أهوَاكَ يَا قَمَراً عَلى رَأسِ المَلاَ

‏لَمَّا رَآنِي فِي هَوَاهُ مُتَيَّماً
‏عَرفَ الحَبِيبُ مَقَامَهُ فَتَدَلَّلاَ

‏فَلَكَ الدَّلاَلُ وَأنتَ بَدرٌ كَامِلٌ
‏وَيَحِقُّ لِلمَحبُوبِ أن يَتَدَلَّلاَ



‏ابن سهل الأندلسي

الحمدان
04-17-2024, 11:22 PM
لساني يقول ولا يفعلُ
وقلبي يريد ولا يعملُ

وأعرفُ رُشدي ولا أهتدي
وأعلمُ لكنني أجهلُ



ابن القارح

الحمدان
04-17-2024, 11:22 PM
حَوراءُ واضِحَةٌ تَزالُ صَبابَةً
ما عِشتَ تَذكُرُ حُسنَها وَجَمالَها

‏وَحَديثَها الحَسَنُ الجَميلُ وَعَقلَها
‏ ذاكَ الأَصيلُ إِذا أَرَدتَ مِحالَها

الحمدان
04-17-2024, 11:23 PM
تَتدلَّلين لأنِي أهوَاك
‏فَتدللِي فَالدلُّ كم حلَّاك

‏و لتسلُكي دربَ الفُؤَاد وحيدةً
‏فلقد خلَا من سَالِكٍ إلَّاك

الحمدان
04-17-2024, 11:24 PM
إني وإياكَ كالمنفيِّ عن وطنٍ
‏أيُّ البلادِ رأى لم ينسهِ الوطنا

‏وما أطافَ بقلبي في الهوى أملٌ
‏إلا بعثتَ عليهِ الهمَّ والحزنا

‏ليهنكَ اليومَ أني ممسكٌ كبدي
‏وإنها قطعٌ تجري هنا وهنا

‏وفي الجوانحِ شيءٌ لستُ أعرفهُ
‏لكن أهل الهوى يدعونهُ شجنا

الحمدان
04-17-2024, 11:24 PM
يا محرقا بالنار وجه محبه
مهلا فإنّ مدامعي تطفيهِ

أحرق بها جسدي و كل جوارحي
واحرص على قلبي فإنك فيهِ

الحمدان
04-17-2024, 11:26 PM
تَختالُ مِثلُ الرَّشا مِن حُسنِ مَشيَتِها
خَلخالُها الوَردُ والسّاقانِ مِن لَبَنِ

بَيضاءُ كَالُّلؤلؤِ المَكنونِ طَلعتُها
وَالعَينُ عَينُ المَها، وَالصَّدرُ كَالوَطَنِ

تُخفي الطّفولةَ في أعماقِ مُقلتِها
وَالوَجهُ بَدرٌ بَدا مِن عَتمةِ الزّمَنِ

تُبدي التَّبَسُّمَ وَالأَحداقُ دامِعَةٌ
وَالشَّعرُ نَسجُ المَسا المَصبوغِ بِالحَزَنِ



وسام عمارة

الحمدان
04-17-2024, 11:36 PM
•••

إنّا لنشهد ما نطقت عن الهوى
ما ضرّ أهل الشام خذلُ الخذّلِ

فعليك صلّى الله ما حربٌ أتت
لغشاوة الأبصار حتّى تنجلي

الحمدان
04-17-2024, 11:37 PM
‏ما كُنتِ لي هدفًا أسعى لأبلغهُ
بل كنتِ لي وطنًا يا كّل أهدافي

نما هواكِ بقَلبي قَمحَ سُنبلةٍ
وَصارَ يَكثرُ حتّىظ° صارَ أضعافِي

الحمدان
04-17-2024, 11:50 PM
أَمنْ هَجرِ لَيْلى أَنتَ يا قلبُ خائِفُ
تَخافُ عليها أَمْ عَلَيكَ المَخاوِفُ

وَليْلى كَأَنسامِ الصَّبا بِقدومِها
وَفي إِثرِها تَهويْ عَليكَ العَواصِفُ


محمد المجالي

الحمدان
04-17-2024, 11:50 PM
ما ضَرَّ قَلبي سِوى مَنْ كُنتُ أعشَقُهُمْ
يا لَيتَــهُ حَجَــرٌ أَو قُــدَّ مِـنْ حَجَــرِ

ولَيتَهُم عَبروا مِثلَ النّسيمِ مَضى
وما أحسّ بِهِ فَـردٌ مِن البَشرِ


محمد المجالي

الحمدان
04-17-2024, 11:51 PM
حَسِبَ القَضاءَ وَظيْفَةً وَمُرَتَّبـاً
وَوَجاهَــةً تُعطيْـهِ خَيرَ وَقـارِ

مِيزانُـهُ لا يَستَقيْــمُ عَدالَـةً
مُتأَرْجِحُ الكَفَّاتِ دونَ قَـرارِ

إِنَّ القُضاةَ كَما يَقولُ نَبيُّنـا
ِثُلْثاهُـمُ حَطَبٌ بِجوْفِ النَّار



محمد المجالي

الحمدان
04-17-2024, 11:51 PM
‏سُبْحانكَ اللْهُ كُلٌّ من سريرتهِ
في أَعْيُنِ الخلْقِ مفضوحٌ على حَالِ

حتّى لتنْظرُ في وجه الورى فترى
أنّ الحقيقةَ تَرمي كُلّ ختّالِ

والْحُرّ تعْرفهُ من نور صفحتهِ
وأظلمُ النّاس وجهًا عابدُ المالِ


ابو السمح الخولاني

الحمدان
04-17-2024, 11:51 PM
أَلَا رُبَّ يُأْتَىظ° كُلُّ شَخْصٍ نَصِيبَهُ
وَلَا يَسْتَفِيضُ بَعْدَهَا فِي المَطَامِعِ

فَرَبُّكَ أَدْرَىظ° بِالَّذِي قَدْ يُصِيبُهُ
وَمَا اللّظ°ـهُ عَنْ عَبْدٍ لِرِزْقٍ بِمَانِعِ

فَكُنْ قَانِعَاً دَوْمَاً وَلَا تَكُ قَانِطَاً
وَكُنْ رَاضِيَاً بِاللّظ°هِ لَسْتَ بِجَاذِعِ

وَكُنْ صَابِرَاً للّظ°هِ إِنَّكَ رَابِحٌ
فَتَأْتِي لَكَ الخَيْرَاتُ مِن غَيرِ مَانِعِ

وَمَا خَيْرُ مَنْ أَدْرِي سِوَىظ° الصَّبرُ مُلْكَهُ
وَمَا خَيْرُ إِنسَانٍ عَنِ الصَّبرِ وَاقِعِ!*

وَمَا دَامَتِ الأَحْوَالُ للّظ°هِ أَمرُهَا
فَبِاللّظ°هِ نَرضَىظ° فِي جَمِيعِ الوَقَائِعِ


محمد بخيت

الحمدان
04-17-2024, 11:51 PM
لَا تَضحَكُ الأيَّامُ فِي وَجهِ امرِئٍ
إلَّا وَقَدْ أبكَتهُ طُولَ زَمَانِ

وَلَقَدْ يَوَدُّ المَرءُ أحيَانَاً لِمَا
يُشقِيهِ، دُونَ العِلمِ وَالحُسبَانِ

وَلَقَدْ يَفِرُّ المَرءُ مِنْ شَرٍّ يَرَىظ°
فِيهِ المَهَالِكَ، وَهْوَ خَيرٌ دَانِ


محمد بخيت

الحمدان
04-18-2024, 03:03 AM
وعذرته لما تساقط دمعهُ
ونسيت أياماً بها أبكاني

وأخذته في الحضن أهمس راجيًا
جمرات دمعك أيقظت نيراني

أتريد قتلي مرتين ألا كفى
فامنع دموعك واحترم أحزاني

لا صبر لي وأنا أراك محطمًا
يا من يجرح دمعه أجفاني

الحمدان
04-18-2024, 03:05 AM
إن قيلَ إنكِ ياحّواءَ نَاقصةٌ
فاللهُ أكبرُ من أن يخلفَ النّقصا

يابِدعةَ الخلقِ ياعَين الكمالِ
أما ترينَ أنكِ من إبداعهِ الأقصى

الحمدان
04-18-2024, 03:06 AM
وإذا إلتَقت عينُ الخَليلِ خَليلُها
وَسَطَ الحُشودِ فليسَ للنُطـقِ ثمَنُ

تَكفي تعابيرُ الوجُوهِ كَأنها
أنهارُ شَوقٍ فَاضَ من كُثرِ الشَجنِ

الحمدان
04-18-2024, 03:07 AM
مَا عاد غيرُكِ للإعجاب يُغريني
‏فأنتِ عن كُل مَن فِي الكُون تَكفِيني

‏كيف امتلكتِ فُؤادًا كان مُمتنِعًا
‏وسِرتَّ منِي إلى أقصى شراييني

‏إني أُحبكِ حُبًا لستُ أكتمهُ
‏حتّى جرحتُ يدي سهوًا بسكينِ

‏أريدُ مِنك عهُودًا لستَ تخلِفُها
‏بِأن تظلَّ طوال العُمر ترويني

الحمدان
04-18-2024, 03:08 AM
كَم قَد كَتَمتُ هَواكُم لا أَبوحُ بِهِ
‏وَالأَمرُ يَظهَرُ وَالأَخبارُ تَنتَقِلُ

‏كَيفَ السَبيلُ إِلى إِخفاءِ حُبِّكُمُ
‏وَالقَلبُ مُنقَلِبٌ وَالعَقلُ مُعتَقَلُ

الحمدان
04-18-2024, 03:09 AM
لها في لحظها لحظاتُ حَتفٍ
تُميتُ بها وتُحيي مَن تُريدُ

فإن غضبت رأيتَ الناس قتلى
وإن ضحكت فأرواحٌ تعودُ

وتَسبي العالمينَ بمُقلَتَيها
كأنَّ العالَمين لها عبيد

الحمدان
04-18-2024, 03:10 AM
يا آخرَ المَلكاتِ.. كيفَ أخذتِني
منّي، بلا إذنٍ ولا استئذانِ

من أيِّ نافذةٍ دخلتِ عواطفي
ونشرتِ هذا العِطر في بُستاني

إني عرفتُ من النساءِ قبائلاً
لكن كرسمكِ لم تجد ألواني

أرجوكِ باسمِ الحبِّ لا تتغيَّري
إنّي عشِقتُ نقاءكِ الربّاني

الحمدان
04-18-2024, 03:11 AM
‏لا تَطلُبي شِعرًا فأنْتِ قَصيدَتي
‏ما إنْ نظرتُ إلى عيونكِ أُبْدِعُ

‏كوني*بِقُربي فالحَياةُ قَصيرَةٌ
‏إنَّ*الفُؤادَ*بِقُربِكُمْ يَسْـتَمْتِعُ

‏قولي*أُحِبُّكَ*قَد أكونُ مُودِّعًا
‏مَنْ للفِراقِ*اذا أتانا يَمْنَعُ

الحمدان
04-18-2024, 03:14 AM
لملم بقاياكَ ‏يكفي منكَ ما وقعا
‏خُدِعتَ؟ لابأسَ من في الناسِ ماخُدِعا

‏إلزم مكانك واهْدَأ حين تُبصِرها
‏لبابِ غيركَ تَعْدُو كُلَّما قُرِعا

‏لَملِم شتاتكَ ‏فالأمطـار يَعقُبها
‏صحوٌ سيطردُ من أجوائك القَزعا

الحمدان
04-18-2024, 03:15 AM
ولمّا ألتقينا والعيون نواظرٌ
سكت اللسان وعينها تتكلمُ

تشكو فأفهم ماتقول بعينها
وتردُ عيني مثل ذاك فتفهم

الحمدان
04-18-2024, 03:15 AM
ستذكُرُني إذا جرَّبتَ غيري
‏وتعلَمُ أنَّنِي لكَ كنتُ كنزًا

‏ستندمُ إن هلكتُ وعشتَ بعدي
‏وتعلمُ أنَّ رأيَكَ كانَ عجزًا

الحمدان
04-18-2024, 03:17 AM
‏لماذا نَحْنُ لانهوى الصراحةْ
ولانصغي لمن يشكوجراحهْ ؟!

لماذا لم يعد فـينا صبورٌ
له في قلب صاحبه مساحةْ ؟!

لماذا كل هذا الضيقُ فينا
ونحن بنعمةٍ وأتم راحةْ ؟!

لماذا؟!قلتها من قلب صدقٍ
تؤرقهُ معاناة الصراحةْ

أرى السبب الرئيس لكل سوءٍ
نكابدهُ مجانبةُ السماحةْ

الحمدان
04-18-2024, 03:17 AM
تخبو المشاعرُ بالتَّمَلُّكِ، بينما
يُذكي شعورَ الحبّ أن نَتَمَلَّكَهْ

لا عِشتُ شِركًا في هواكِ، فإنَّما
بالشرك يبتدئُ الغرامُ تَـهَتُّكَهُ

قد تغفر الأنثى الذنوبَ جميعها
لفتًى (يُوَحِّدُ) في الغرام تَنَسُّكَهْ

لكنَّها عَهِدَتْ كـعُهدَةِ رَبِّها
أن ليس تغفر للقلوب المُشرِكَةْ

الحمدان
04-18-2024, 03:17 AM
اعطيتـهُ القـلب شريانـاً واوردة
ما ضـر قلبه لو اعطى كما اخـذا

وقد فتحـت بقلبي الف نـافذة
وما سواه بهـذي الالف قد نفـذا

لم يلقَ مني سوى اهـلاً .. نعـم .. تأمر
وما سمعـت سوى ليت وان واذا

الحمدان
04-18-2024, 03:19 AM
فلا تحسب الشكوى الدليل على الهوى
فكم صامت والدمع عن فيه ناطقُ

لقد منع النطق اللسان وعاقه
عن البث والشكوى من البين عائقُ

ومن أين لي قلب يؤدي عبارة
إلى منطقي والبين بالقلب آبقُ

الحمدان
04-18-2024, 03:19 AM
أســـتخبرُ البدرَ عنكم كُلما طلعا
وأســــــألُ البرقَ عنكم كلما لمَعـا

أبيتُ والشوقُ يطويني وينشرني
براحتيهِ ولم أشــــــــكو لـهُ وَجـعـا

أحباب قلبي وإن طال المدىظ° فلكم
قد قطع الشوقُ قلبي بعدكم قِطعا

فـلو مَنَنتُم علــى طرفي برؤيـتكم
لكان أحسَــــنَ شـئ ٍ منكم ُوَقـعا

لاتحســـبوا أنني بالغيرِ منشغلٌ
إن الفــؤاد لحبِّ الغير مـا وسِـعا

الحمدان
04-18-2024, 03:20 AM
لا تحسبوا اني نسيت ودادكم
وإني وإن طال المدى لست أنساكم

ولست بناس ٍ عهدكم بعد بعدكم
مادام قلبي عندكم كيف ينساكم

حفظنا لكم عهدا ً قديما ً وحرمة ً
ونحن على العهد الذي قد عهدناكم

ونحن على ما تعهدون من الوفا
يودكم قلبي وبالغيب يرعاكم

الحمدان
04-18-2024, 03:20 AM
تذكرَ منها القلبُ، ما ليسَ ناسياً
ملاحة َ قولٍ، يومَ قالتْ، ومعهدا

فإن كنتَ تهوى أوْ تريدُ لقاءنا
على خلوة ٍ، فاضربْ، لنا منكَ، موعدا

فقلتُ، ولم أملِكْ سوابِقَ عَبْرة ٍ:
أأحسنُ من هذي العيشة ِ مقعدا

فقالت: أخافُ الكاشِحِينَ، وأتّقي
عيوناً، من الواشينَ، حولي شهدا

الحمدان
04-18-2024, 03:20 AM
ثقي بي يا معذبتي فإني
سأحفظ فيك ما ضيعت مني

وإن أصبحت قد أرضيت قوما
بسخطي لم يكن ذا فيك ظني

وهل قلب كقلبك في ضلوعي
فأسلو عنك حين سلوت عني

تمنت أن تنال رضاك نفسي
فكان منية ذاك التمني

ولم أجن الذنوب فتحقديها
ولكن عادة منك التجني

الحمدان
04-18-2024, 03:21 AM
تمادى بهِ الهجرانُ واستحسنَ الهجرا
وآلى يميناً لا يكلِّمني الدهرا

فوالله ما استسننتُ بعدَ مودَّة ٍ
صديقاً ولا أرهقتُ ذا زلَّة ٍ عسرا

فإنْ عادَ في ودَّي رجعتُ لودَّهِ
وإلاَّ فإنِّي لا أحمّلهُ إصرا

وإنْ مالَ عنَّي خائباً نحوَ عذرهِ
تسلَّيتُ عنهُ واستعرتُ لهُ صبرا

الحمدان
04-18-2024, 03:22 AM
لا ﻳﻌﺮﻑ اﻟﺤﺰﻥ ﺇﻻ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﻘﺎ
ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻲ ﻋﺎﺷﻖ ﺻﺪﻗﺎ

ﻟﻠﻌﺎﺷﻘﻴﻦ ﻧﺤﻮﻝ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺑﻪ
ﻣﻦ ﻃﻮﻝ ﻣﺎ ﺣﺎﻟﻔﻮا اﻷﺣﺰاﻥ ﻭاﻷﺭﻗﺎ

الحمدان
04-18-2024, 03:22 AM
يا هاجري ظلما بغير خطيئة
هل لي إلى الصفح الجميل سبيل

ماذا يضرك لو سمحت بنظرة
تحيا بها نفس عليك تسيل

الحمدان
04-18-2024, 03:23 AM
سأُعطيكِ الرّضا، وأموتُ غَمّاً،
و أسكتُ لا أغمّكِ بالعتابِ

عهِدْتُكِ مرّة ً تَنْوينَ وَصْلي،
وأنْتِ اليَوْمَ تهْوينَ اجْتنابي

وغَيّرَكِ الزّمانُ، وكلُّ شيءٍ
يصيرُ إلى التّغيرِ والذهابِ

فإنْ كانَ الصّوابُ لدَيْكِ هجْري،
فَعَمّاكِ الإلهُ عَنِ الصّوابِ

الحمدان
04-18-2024, 03:23 AM
فلو كانَ لي قلبان عشت بواحدٍ
وأبقيت قلباً في هواك يعذبُ
ُ
ولكنَّ لي قلباً تّملكَهُ الهَوى
فلا العَيشُ يصفو ليُ ولا الموت يقربُ

كعصفورة في كف طفلٍ يهينها
تُقَاسي عَذابَ المَوتِ والطِفلُ يلعبُ

فلا الطفل ذو عقل يرق لحالها
ولا الطيرُ مطلوقُ الجناحِ فيذهبُ

الحمدان
04-18-2024, 09:00 PM
أخي يا ابن الفدى فيم التمادي
وفلسطين تنادي وتنادي؟

ضجت المعركة الحمرا..فقم
نلتهب..فالنور من نار الجهادِ

ودعا داعي الفدى فلنحترق
في الوغى أو يحترق فيها الأعادي

يا أخي يا ابن فلسطين التي
لم تزل تدعوك من خلف الحدادِ

عد إليها لاتقل لم يقترب يوم عودي
قل:أنا يوم المعاد


عبدالله البَرَدُّوْنِي

الحمدان
04-18-2024, 09:16 PM
هيَ الدُّنيا همومٌ وانكسارُ
وأهوالٌ معَ الأيّامِ تَجري

ولَيسَ يضيرُ ما نَلقَاهُ دَومًا
لأنّ اللهَ يجبرُ كلَّ كَسرِ

تُقارِعُنا النّوازلُ كُلَّ حينٍ
فنَغلبها بدعواتٍ وذكرِ

ونصبرُ كي ننالَ الأجرَ يومًا
سيأتي اليُسرُ حتمًا بعدَ عُسرِ

الحمدان
04-18-2024, 09:36 PM
طافَ الخَيالُ عَلَينا لَيلَةَ الوادي
لِآلِ أَسماءَ لَم يُلمِم لِميعادِ

أَنّى اِهتَدَيتَ لِرَكبٍ طالَ سَيرُهُمُ
في سَبسَبٍ بَينَ دَكداكٍ وَأَعقادِ

يُكَلِّفونَ سُراها كُلَّ يَعمَلَةٍ
مِثلَ المَهاةِ إِذا ما اِحتَثَّها الحادي

أَبلِغ أَبا كَرِبٍ عَنّي وَأُسرَتَهُ
قَولاً سَيَذهَبُ غَوراً بَعدَ إِنجادِ

يا عَمروُ ما راحَ مِن قَومٍ وَلا اِبتَكَروا
إِلّا وَلِلمَوتِ في آثارِهِم حادي

فَإِن رَأَيتَ بِوادٍ حَيَّةً ذَكَراً
فَاِمضِ وَدَعني أُمارِس حَيَّةَ الوادي

لَأَعرِفَنَّكَ بَعدَ المَوتِ تَندُبُني
وَفي حَياتِيَ ما زَوَّدتَني زادي

إِنَّ أَمامَكَ يَوماً أَنتَ مُدرِكُهُ
لا حاضِرٌ مُفلِتٌ مِنهُ وَلا بادي

فَاِنظُر إِلى فيءِ مُلكٍ أَنتَ تارِكُهُ
هَل تُرسَيَنَّ أَواخيهِ بِأَوتادِ

إِذهَب إِلَيكَ فَإِنّي مِن بَني أَسَدٍ
أَهلِ القِبابِ وَأَهلِ الجُردِ وَالنادي

قَد أَترُكُ القِرنَ مُصفَرّاً أَنامِلُهُ
كَأَنَّ أَثوابَهُ مُجَّت بِفِرصادِ

أَوجَرتُهُ وَنَواصي الخَيلِ شاحِبَةٌ
سَمراءَ عامِلُها مِن خَلفِهِ بادي



عبيد بن الابرص

الحمدان
04-18-2024, 09:37 PM
لِمَن دِمنَةٌ أَقوَت بِحَرَّةِ ضَرغَدِ
تَلوحُ كَعُنوانِ الكِتابِ المُجَدَّدِ

لِسَعدَةَ إِذ كانَت تُثيبُ بِوُدِّها
وَإِذ هِيَ لا تَلقاكَ إِلّا بِأَسعُدِ

وَإِذ هِيَ حَوراءُ المَدامِعِ طَفلَةٌ
كَمِثلِ مَهاةٍ حُرَّةٍ أُمِّ فَرقَدِ

تُراعي بِهِ نَبتَ الخَمائِلِ بِالضُحى
وَتَأوي بِهِ إِلى أَراكٍ وَغَرقَدِ

وَتَجعَلُهُ في سِربِها نُصبَ عَينِها
وَتَثني عَلَيهِ الجيدَ في كُلِّ مَرقَدِ

فَقَد أَورَثَت في القَلبِ سُقماً يَعودُهُ
عِياداً كَسُمِّ الحَيَّةِ المُتَرَدِّدِ

غَداةَ بَدَت مِن سِترِها وَكَأَنَّما
تُحَفُّ ثَناياها بِحالِكِ إِثمِدِ

وَتَبسِمُ عَن عَذبِ اللِثاتِ كَأَنَّهُ
أَقاحي الرُبى أَضحى وَظاهِرُهُ نَدِ

فَإِنّي إِلى سُعدى وَإِن طالَ نَأيُها
إِلى نَيلِها ما عِشتُ كَالحائِمِ الصَدي

إِذا كُنتَ لَم تَعبَء بِرَأيٍ وَلَم تُطِع
لِنُصحٍ وَلا تُصغي إِلى قَولِ مُرشِدِ

فَلا تَتَّقي ذَمَّ العَشيرَةِ كُلَّها
وَتَدفَعُ عَنها بِاللِسانِ وَبِاليَدِ

وَتَصفَحُ عَن ذي جَهلِها وَتَحوطُها
وَتَقمَعُ عَنها نَخوَةَ المُتَهَدِّدِ

وَتَنزِلُ مِنها بِالمَكانِ الَّذي بِهِ
يُرى الفَضلُ في الدُنيا عَلى المُتَحَمِّدِ

فَلَستَ وَإِن عَلَّلتَ نَفسَكَ بِالمُنى
بِذي سودَدٍ بادٍ وَلا كَربِ سَيِّدِ

لَعَمرُكَ ما يَخشى الخَليطُ تَفَحُّشي
عَلَيهِ وَلا أَنأى عَلى المُتَوَدِّدِ

وَلا أَبتَغي وُدَّ اِمرِئٍ قَلَّ خَيرُهُ
وَلا أَنا عَن وَصلِ الصَديقِ بِأَصيَدِ

وَإِنّي لَأُطفي الحَربَ بَعدَ شُبوبِها
وَقَد أُقِدَت لِلغَيِّ في كُلِّ مَوقِدِ

فَأَوقَدتُها لِلظالِمِ المُصطَلي بِها
إِذا لَم يَزَعهُ رَأيُهُ عَن تَرَدُّدِ

وَأَغفِرُ لِلمَولى هَناةً تُريبُني
فَأَظلِمُهُ ما لَم يَنَلني بِمَحقِدي

وَمَن رامَ ظُلمي مِنهُمُ فَكَأَنَّما
تَوَقَّصَ حيناً مِن شَواهِقِ صِندِدِ

وَإِنّي لَذو رَأيٍ يُعاشُ بِفَضلِهِ
وَما أَنا مِن عِلمِ الأُمورِ بِمُبتَدي

إِذا أَنتَ حَمَّلتَ الخَؤونَ أَمانَةً
فَإِنَّكَ قَد أَسنَدتَها شَرَّ مُسنَدِ

وَجَدتُ خَؤونَ القَومِ كَالعُرِّ يُتَّقى
وَما خِلتُ غَمَّ الجارِ إِلّا بِمَعهَدي

وَلا تُظهِرَن حُبَّ اِمرِئٍ قَبلَ خُبرِهِ
وَبَعدَ بَلاءِ المَرءِ فَاِذمُم أَوِ اِحمَدِ

وَلا تَتبَعَنَّ رَأيَ مَن لَم تَقُصُّهُ
وَلَكِن بِرَأيِ المَرءِ ذي اللُبِّ فَاِقتَدِ

وَلا تَزهَدَن في وَصلِ أَهلِ قَرابَةٍ
لِذُخرٍ وَفي وَصلِ الأَباعِدِ فَاِزهَدِ

وَإِن أَنتَ في مَجدٍ أَصَبتَ غَنيمَةً
فَعُد لِلَّذي صادَفتَ مِن ذاكَ وَاِزدَدِ

تَزَوَّد مِنَ الدُنيا مَتاعاً فَإِنَّهُ
عَلى كُلِّ حالٍ خَيرُ زادِ المُزَوِّدِ

تَمَنّى مُرَيءُ القَيسِ مَوتي وَإِن أَمُت
فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بِأَوحَدِ

لَعَلَّ الَّذي يَرجو رَدايَ وَميتَتي
سَفاهاً وَجُبناً أَن يَكونَ هُوَ الرَدي

فَما عَيشُ مَن يَرجو هَلاكي بِضائِري
وَلا مَوتُ مَن قَد ماتَ قَبلي بِمُخلِدي

وَلِلمَرءِ أَيّامٌ تُعَدُّ وَقَد رَعَت
حِبالُ المَنايا لِلفَتى كُلَّ مَرصَدِ

مَنِيَّتُهُ تَجري لِوَقتٍ وَقَصرُهُ
مُلاقاتُها يَوماً عَلى غَيرِ مَوعِدِ

فَمَن لَم يَمُت في اليَومِ لا بُدَّ أَنَّهُ
سَيَعلَقُهُ حَبلُ المَنِيَّةِ في غَدِ

فَقُل لِلَّذي يَبغي خِلافَ الَّذي مَضى
تَهَيَّء لِأُخرى مِثلِها فَكَأَن قَدِ

فَإِنّا وَمَن قَد بادَ مِنّا فَكَالَّذي
يَروحُ وَكَالقاضي البَتاتِ لِيَغتَدي



عبيد بن الأبرص

الحمدان
04-18-2024, 09:40 PM
بيضاءُ في حُمرِ الثِّيابِ كوردةٍ
‏بيضاءَ بينَ شقائقِ النُّعمانِ

تهتزُّ في غَيدِ الشبابِ إذا مشَت
مِثلَ اهتزازِ نواعمِ الأغصانِ



العباس بن الأحنف

الحمدان
04-18-2024, 09:47 PM
وَحُقَّةِ مِسكٍ مِن نِسَاءٍ لبستُهَا
شَبَابي وَكأسٍ بَاكَرَتني شَمُولُهَا

جَدِيدَةُ سِربَالِ الشَّبَابِ كَأنِّهَا
سَقِيَّةُ بَردِيٍّ نَمَتهَا غيُوُلُها

ومُخمَلَةٍ بِاللَّحمِ مِن دُونِ ثَوبِها
تَطُولُ القِصَارَ وَالطِّوَالُ تَطُولُها

كأنَّ دِمَقساً أو فُروعَ غَمامَةٍ
عَلَى متَنها حَيثُ استَقَرَّ جَدِيلُهَا

وأبيَضَ منقُوفٍ وَزِقٍ وقَينَةٍ
وَصَهبَاءَ في بَيضَاءَ بَادٍ حُجُولُها

إِذَا صبَّ في الراوُوقِ مِنهَا تَضَوَّعَت
كُمَيتُّ يُلِذُّ الشَّارِبِينَ قَلِيلُها



ابن العجلان النهدي

الحمدان
04-18-2024, 09:48 PM
بَدا مِن أَبي الفَضلِ الهَوى المُتَقادِمُ
وَكُلُّ مَحِبٍّ داؤُهُ مُتَفاقِمُ

بَكى الأَشقَرُ الشِهرِيُّ لَمّا بَدَت لَهُ
سَرائِرُ تُبديها الهُمومُ اللَوازِمُ

وَلَمّا رَآني طالَ بِالبابِ مَوقِفي
أُسائِلُ عَن شَجوي مَتى هُوَ قادِمُ

وَكُنتُ إِذا ما جِئتُ مَسَّحَ عُرفَهُ
وَصائِفُ أَمثالُ الظِباءِ نَواعِمُ

تَنَفَّسَ تَحتي وَاِستَهَلَّت دُموعُهُ
وَحمحَمَ لَو تُغني هُناكَ حَماحِمُ

فَوا كَبِدي مِن فَوزَ تَبكي صَبابَةً
وَتَشكو إِلى أَترابِها ما نُكاتِمُ

وَقَد كُنتُ لَمّا آذَنَتني بِبَينِها
وَمَرَّت بِذاكَ البارِحاتُ الأَشائِمُ

تَزَوَّدتُ مِنها بَعضَ ما فيهِ ريحُها
وَزَوَّدتُها وَالقَلبُ حَرّانُ هائِمُ

فَلي عِندَها بُردٌ تُسَكِّنُ قَلبَها
بِهِ وَلَها عِندي حِقابٌ وَخاتَمُ

مِنَ القاصِراتِ الطَرفِ أَمّا وِشاحُها
فَيَبكي وَأَمّا الحِجلُ مِنها فَصائِمُ

إِذا ما اِستَقَلَّت لِلقِيامِ تَكَفَّأَت
وَأَسعَدَها حَتّى تَقومَ الخَوادِمُ

وَوَاللَهِ ما شَبَّهتُ بِالوَردِ عَهدَها
إِذا ما اِنقَضى فيما تَقومُ الأَعاجِمُ

وَلَكِنَّني شَبَّهتُهُ الآسَ وَإِنَمّا
يُلائِمُ وُدّي شَكلُها المُتَلائِمُ

وَإِنّي لَذو عَينَينِ عَينٍ شَجِيَّةٍ
وَعَينٍ تَراها دَمعُها الدَهرَ ساجِمُ

أُعَذِّبُ عَيني بِالبُكاءِ كَأَنَّني
عَدُوٌّ لَعَيني جاهِداً لا أُسالِمُ

فَطوبى لِمَن أَغفى مِنَ اللَيلِ ساعَةً
وَذاقَ اِغتِماضاً إِنَّ ذاكَ لَناعِمُ

عَجِبتُ لِطَرفي خاصَمَ القَلبَ في الهَوى
وَذو العَرشِ بَينَ القَلبِ وَالطَرفِ حاكِمُ

إِذا اِختَصَما كانَ الرَسولَ إِلَيهِما
لِسانٌ عَنِ الجِسمِ النَحيفِ مُراجِمُ

وَلَو نَطَقَت شَكوى الهَوى كُلُّ شَعرَةٍ
عَلى جَسَدي مِمّا تُجِنُّ الحَيازِمُ

لَظَلَّت تَشَكّى البَثَّ لَم تُخطِ كُنهَهُ
فَقَد مَلَأَت صَدري البَلايا العَظائِمُ

يَبيتُ ضَجيعي في المَنامِ خَيالُها
وَمِن دونِها غُبرُ الصُوى وَالمَخارِمُ

تَجَهَّمتُ فَوزاً في المَنامِ فَأَعرَضَت
وَإِنّي عَلى ما كانَ مِنّي لَنادِمُ

إِذا كانَ في الأَحلامِ ما يَشتَهي الفَتى
فَوَاللَهِ ما الأَحلامُ إِلّا غَنائِمُ

إِذا اِستَقبَلَتني الريحُ مِن نَحوِ أَرضِها
تَنَشَّقتُها حَتّى تَرِقَّ الخَياشِمُ

فَإِنَّكِ لَو جَرَّبتِ تَسهيدَ لَيلَةٍ
لَقُلتِ أَلا طوبى لِمَن هُوَ نائِمُ

وَلَولاكِ لَم آتِ الحِجازَ وَأَهلَها
وَلَم تَزوِ عَنّي بِالعِراقِ الكَرائِمُ

يَطولُ عَلَينا عَدُّ ما كانَ مِنكُمُ
لَعَمرُ أَبي إِنّي بِذاكَ لَعالِمُ

تَحَمَّل عَظيمَ الذَنبِ مِمَّن تَحِبُّهُ
وَإِن كُنتَ مَظلوماً فَقُل أَنا ظالِمُ

فَإِنَّكَ إِلّا تَغفِرِ الذَنبَ في الهَوى
يُفارِقكَ مَن تَهوى وَأَنفُكَ راغِمُ



العباس بن الأحنف

الحمدان
04-18-2024, 09:48 PM
بَكيتُ الدُموعَ حِذارَ الفِراقِ
وَقَبلَ الفِراقِ وَلا أَعلَمُ

فَلَو قَد تَوَلّى وَسارَ الحَبيبُ
لَكانَ مَكانَ دُموعي دَمُ

وَفي العِشقِ كَأسانِ مَسمومَتا
نِ طَعمُهُما الصابُ وَالعَلقَمُ

فَإِحداهُما كَأسُ هَجرِ الحَبيبِ
وَكَأسُ الفِراقِ هيَ الصَيلَمُ



العباس بن الأحنف

الحمدان
04-18-2024, 11:06 PM
سَأَلْتُهَا عَنْ فُؤَادِي أَيْنَ مَوْضِعُهُ؟
فَإِنَّهُ ضَلَّ مِنِّي عِنْدَ مَسْرَاهَا

قَالَتْ لَدَيْنَا قُلُوبٌ جَمَّةٌ جُمِعَتْ
فأَيُّهَا أَنْتَ تَعْنِي؟ قُلْتُ أَشْقَاهَا!.

الحمدان
04-18-2024, 11:06 PM
‏حديثها السحر إلا أنه نغم
‏جرت على فم داود فغنّاها

‏حمامةُ الأيك من بالشجو طارحها
‏ومَن وراءَ الدجى بالشوق ناجاها

‏ألقت إلى الليل جيدا نافرا ورمت
‏إليه أذنا وحارت فيه عيناها

‏وعادها الشوق للأَحباب فانبعثت
‏تبكي وتهتف أحيانا بشكواها

...

الحمدان
04-18-2024, 11:08 PM
يـا ربُ مـا خـابَ الـذي يدعـوكَ
مِن بابِ فضلِكَ خاضِعًا يرجوكَ

فاغفِـر لموتَى المسلمينَ فإنَّهم
لكَ أسلموا واستغفروا وخَشوكَ

وشِـفـاؤكَ اللـهـم للـمرضـبِـه
نــورٌ ورغـمَ أنِـيـنِـهـم شـكـروكَ

يا مَـن خـزائـنُ مُلكِـه مَـمـلـوءةٌ
أرضِ العِـبادَ بكـلِّ ما سألوكَ

الحمدان
04-18-2024, 11:10 PM
وإذا فَترتُم أو ضعفتم مَـــــــــرَّةً
فتذكروا يا إخوتي: ﴿وَقُلِ اعمَلوا﴾
جُدوا المسيــــرَ فلا وقوفَ أحبَّتي
إلا لجنــــاتٍ إذا قيلَ: ادخُـلُوا

الحمدان
04-19-2024, 02:25 AM
لِلَيلى بِأَعلى ذي مَعارِكَ مَنزِلُ
خَلاءٌ تَنادى أَهلُهُ فَتَحَمَّلوا

تَبَدَّلَ حالاً بَعدَ حالٍ عَهِدتُهُ
تَناوَحَ جِنّانٌ بِهِنَّ وَخُبَّلُ

عَلى العُمرِ وَاِصطادَت فُؤاداً كَأَنَّهُ
أَبو غَلِقٍ في لَيلَتَينِ مُؤَجَّلُ

أَلَم تَرَيا إِذ جِئتُما أَنَّ لَحمَها
بِهِ طَعمُ شَريٍ لَم يُهَذَّب وَحَنظَلُ

وَما أَنا مِمَّن يَستَنيحُ بِشَجوِهِ
يُمَدُّ لَهُ غَربا جَزورٍ وَجَدوَلُ

وَلَمّا رَأَيتُ العُدمَ قَيَّدَ نائِلي
وَأَملَقَ ما عِندي خُطوبٌ تَنَبَّلُ

فَقَرَّبتُ حُرجوجاً وَمَجَّدتُ مَعشَراً
تَخَيَّرتُهُم فيما أَطوفُ وَأَسأَلُ

بَني مالِكٍ أَعني بِسَعدِ بنِ مالِكٍ
أَعُمُّ بِخَيرٍ صالِحٍ وَأُخَلِّلُ

إِذا أَبرَزَ الرَوعُ الكَعابَ فَإِنَّهُم
مَصادٌ لِمَن يَأوي إِلَيهِم وَمَعقِلُ

وَأَنتَ الَّذي أَوفَيتَ فَاليَومَ بَعدَهُ
أَغَرُّ مُمَسٌّ بِاليَدَينِ مُحَجَّلُ

تَخَيَّرتُ أَمراً ذا سَواعِدَ إِنَّهُ
أَعَفُّ وَأَدنى لِلرَشادِ وَأَجمَلُ

وَذا شُطُباتٍ قَدَّهُ اِبنُ مُجَدَّعٍ
لَهُ رَونَقٌ ذِرِّيُّهُ يَتَأَكَّلُ

وَأَخرَجَ مِنهُ القَينَ أَثراً كَأَنَّهُ
مَدَبٌّ دَباً سودٍ سَرى وَهوَ مُسهِلُ

وَبَيضاءَ زَغفٍ نَثلَةٍ سُلَمِيَّةٍ
لَها رَفرَفٌ فَوقَ الأَنامِلِ مُرسَلُ

وَأَشبَرَنيهِ الهالِكِيُّ كَأَنَّهُ
غَديرٌ جَرَت في مَتنِهِ الريحُ سَلسَلُ

مَعي مارِنٌ لَدنٌ يُخَلّي طَريقَهُ
سِنانٌ كَنِبراسِ النِهامِيِّ مِنجَلُ

تَقاكَ بِكَعبٍ واحِدٍ وَتَلَذُّهُ
يَداكَ إِذا ما هُزَّ بِالكَفِّ يَعسِلُ

وَصَفراءَ مِن نَبعٍ كَأَنَّ نَذيرَها
إِذا لَم تُخَفِّضهُ عَنِ الوَحشِ أَفكَلُ

تَعَلَّمَها في غيلِها وَهيَ حَظوَةٌ
بِوادٍ بِهِ نَبعٌ طِوالٌ وَحِثيَلُ

وَبانٌ وَظَيّانٌ وَرَنفٌ وَشَوحَطٌ
أَلُفُّ أَثيثٌ ناعِمٌ مُتَغَيِّلُ

فَمَظَّعَها حَولَينِ ماءَ لِحائِها
تُعالى عَلى ظَهرِ العَريشِ وَتُنزَلُ

فَمَلَّكَ بِاللَيطِ الَّذي تَحتَ قِشرِها
كَغِرقيءِ بَيضٍ كَنَّهُ القَيضُ مِن عَلُ

وَأَزعَجَهُ أَن قيلَ شَتّانَ ما تَرى
إِلَيكَ وَعودٌ مِن سَراءٍ مُعَطَّلُ

ثَلاثَةُ أَبرادٍ جِيادٍ وَجُرجَةٌ
وَأَدكَنُ مِن أَريِ الدَبورِ مُعَسَّلُ

فَجِئتُ بِبَيعي مولِياً لا أَزيدُهُ
عَلَيهِ بِها حَتّى يَؤوبَ المُنَخَّلُ

وَذاكَ سِلاحي قَد رَضيتُ كَمالَهُ
فَيَصدُفُ عَنّي ذو الجُناحِ المُعَبَّلُ

يَدُبُّ إِلَيهِ خاتِياً يَدَّري لَهُ
لِيَفقُرَهُ في رَميِهِ وَهوَ يُرسِلُ

رَأَيتُ بُرَيداً يَزدَريني بِعَينِهِ
تَأَمَّل رُوَيداً إِنَّني مَن تَأَمَّلُ

وَإِنَّكُما يا اِبنَي جَنابٍ وُجِدتُما
كَمَن دَبَّ يَستَخفي وَفي الحَلقِ جَلجَلُ



اوس بن ججر

الحمدان
04-19-2024, 02:25 AM
صَحا قَلبُهُ عَن سُكرِهِ فَتَأَمَّلا
وَكانَ بِذِكرى أُمِّ عَمروٍ مُوَكَّلا

وَكانَ لَهُ الحَينُ المُتاحُ حَمولَةً
وَكُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِما قَد تَحَمَّلا

أَلا أَعتِبُ اِبنَ العَمِّ إِن كانَ ظالِماً
وَأَغفِرُ عَنهُ الجَهلَ إِن كانَ أَجهَلا

وَإِن قالَ لي ماذا تَرى يَستَشيرُني
يَجِدني اِبنَ عَمٍّ مِخلَطَ الأَمرِ مِزيَلا

أُقيمُ بِدارِ الحَزمِ ما دامَ حَزمُها
وَأَحرِ إِذا حالَت بِأَن أَتَحَوَّلا

وَأَستَبدِلُ الأَمرَ القَوِيَّ بِغَيرِهِ
إِذا عَقدُ مَأفونِ الرِجالِ تَحَلَّلا

وَإِنّي اِمرُؤٌ أَعدَدتُ لِلحَربِ بَعدَما
رَأَيتُ لَها ناباً مِنَ الشَرِّ أَعصَلا

أَصَمَّ رُدَينِيّاً كَأَنَّ كُعوبَهُ
نَوى القَسبِ عَرّاصاً مُزَجّاً مُنَصَّلا

عَلَيهِ كَمِصباحِ العَزيزِ يَشُبَّهُ
لِفِصحٍ وَيَحشوهُ الذُبالَ المُفَتَّلا

وَأَملَسَ صولِيّاً كَنَهيِ قَرارَةٍ
أَحَسَّ بِقاعٍ نَفحَ ريحٍ فَأَجفَلا

كَأَنَّ قُرونَ الشَمسِ عِندَ اِرتِفاعِها
وَقَد صادَفَت طَلقاً مِنَ النَجمِ أَعزَلا

تَرَدَّدَ فيهِ ضَوءُها وَشُعاعُها
فَأَحسِن وَأَزيِن بِاِمرِئٍ أَن تَسَربَلا

وَأَبيَضَ هِندِياً كَأَنَّ غِرارَهُ
تَلَألُؤُ بَرقٍ في حَبِيٍّ تَكَلَّلا

إِذا سُلَّ مِن جَفنٍ تَأَكَّلَ أَثرُهُ
عَلى مِثلِ مِصحاةِ اللُجَينِ تَأَكُّلا

كَأَنَّ مَدَبَّ النَملِ يَتَّبِعُ الرُبى
وَمَدرَجَ ذَرٍّ خافَ بَرداً فَأَسهَلا

عَلى صَفحَتَيهِ مِن مُتونِ جِلائِهِ
كَفى بِالَّذي أُبلي وَأَنعَتُ مُنصُلا

وَمَبضوعَةً مِن رَأسِ فَرعٍ شَظِيَّةٍ
بِطَودٍ تَراهُ بِالسَحابِ مُجَلَّلا

عَلى ظَهرِ صَفوانٍ كَأَنَّ مُتونَهُ
عُلِلنَ بِدُهنٍ يُزلِقُ المُتَنَزِّلا

يُطيفُ بِها راعٍ يُجَشِّمُ نَفسَهُ
لِيُكلِئَ فيها طَرفَهُ مُتَأَمِّلا

فَلاقى اِمرَأً مِن مَيدَعانَ وَأَسمَحَت
قَرونَتُهُ بِاليَأسِ مِنها فَعَجَّلا

فَقالَ لَهُ هَل تَذكُرَنَّ مُخَبِّراً
يَدُلُّ عَلى غُنمٍ وَيُقصِرُ مُعمِلا

عَلى خَيرِ ما أَبصَرتَها مِن بِضاعَةٍ
لِمُلتَمِسٍ بَيعاً بِها أَو تَبَكُّلا

فُوَيقَ جُبَيلٍ شامِخِ الرَأسِ لَم تَكُن
لِتَبلُغَهُ حَتّى تَكِلَّ وَتَعمَلا

فَأَبصَرَ أَلهاباً مِنَ الطَودِ دونَها
تَرى بَينَ رَأسَي كُلِّ نيقَينِ مَهبِلا

فَأَشرَطَ فيها نَفسَهُ وَهوَ مُعصِمٌ
وَأَلقى بِأَسبابٍ لَهُ وَتَوَكَّلا

وَقَد أَكَلَت أَظفارَهُ الصَخرُ كُلَّما
تَعايا عَلَيهِ طولُ مَرقى تَوَصَّلا

فَما زالَ حَتّى نالَها وَهوَ مُعصِمٌ
عَلى مَوطِنٍ لَو زَلَّ عَنهُ تَفَصَّلا

فَأَقبَلَ لا يَرجو الَّتي صَعَدَت بِهِ
وَلا نَفسَهُ إِلّا رَجاءً مُؤَمَّلا

فَلَمّا نَجا مِن ذَلِكَ الكَربِ لَم يَزَل
يُمَظِّعُها ماءَ اللِحاءِ لِتَذبُلا

فَأَنحى عَلَيها ذاتَ حَدٍّ دَعا لَها
رَفيقاً بِأَخذٍ بِالمَداوِسِ صَيقَلا

عَلى فَخِذَيهِ مِن بُرايَةِ عودِها
شَبيهُ سَفى البُهمى إِذا ما تَفَتَّلا

فَجَرَّدَها صَفراءَ لا الطولُ عابَها
وَلا قِصَرٌ أَزرى بِها فَتَعَطَّلا

كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دونَ مَلَئِها
وَلا عَجسُها عَن مَوضِعِ الكَفِّ أَفضَلا

إِذا ما تَعاطَوها سَمِعتَ لِصَوتِها
إِذا أَنبَضوا عَنها نَئيماً وَأَزمَلا

وَإِن شَدَّ فيها النَزعُ أَدبَرَ سَهمُها
إِلى مُنتَهىً مِن عَجسِها ثُمَّ أَقبَلا

فَلَمّا قَضى مِمّا يُريدُ قَضاءَهُ
وَصَلَّبَها حِرصاً عَلَيها فَأَطوَلا

وَحَشوَ جَفيرٍ مِن فُروعٍ غَرائِبٍ
تَنَطَّعَ فيها صانِعٌ وَتَنَبَّلا

تُخُيِّرنَ أَنضاءً وَرُكِّبنَ أَنصُلاً
كَجَمرِ الغَضا في يَومِ ريحٍ تَزَيَّلا

فَلَمّا قَضى في الصُنعِ مِنهِنَّ فَهمَهُ
فَلَم يَبقَ إِلّا أَن تُسَنَّ وَتُصقَلا

كَساهُنَّ مِن ريشٍ يَمانٍ ظَواهِراً
سُخاماً لُؤاماً لَيِّنَ المَسِّ أَطحَلا

يَخُرنَ إِذا أُنفِزنَ في ساقِطِ النَدى
وَإِن كانَ يَوماً ذا أَهاضيبَ مُخضِلا

خُوارَ المَطافيلِ المُلَمَّعَةِ الشَوى
وَأَطلائِها صادَفنَ عِرنانَ مُبقِلا

فَذاكَ عَتادي في الحُروبِ إِذا اِلتَظَت
وَأَردَفَ بَأسٌ مِن حُروبٍ وَأَعجَلا

وَذَلِكَ مِن جَمعي وَبِاللَهِ نِلتُهُ
وَإِن تَلقَني الأَعداءُ لا أُلقَ أَعزَلا

وَقَومي خِيارٌ مِن أُسَيِّدَ شِجعَةٌ
كِرامٌ إِذا ما المَوتُ خَبَّ وَهَروَلا

تَرى الناشِئَ المَجهولَ مِنّا كَسَيِّدٍ
تَبَحبَحَ في أَعراضِهِ وَتَأَثَّلا

وَقَد عَلِموا أَن مَن يُرِد ذاكَ مِنهُمُ
مِنَ الأَمرِ يَركَب مِن عِنانِيَ مِسحَلا

فَإِنّي رَأَيتُ الناسَ إِلّا أَقَلَّهُم
خِفافُ العُهودِ يُكثِرونَ التَنَقُّلا

بَني أُمِّ ذي المالِ الكَثيرِ يَرَونَهُ
وَإِن كانَ عَبداً سَيِّدَ الأَمرِ جَحفَلا

وَهُم لِمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ
وَإِن كانَ مَحضاً في العُمومَةِ مُخوَلا

وَلَيسَ أَخوكَ الدائِمُ العَهدِ بِالَّذي
يَذُمُّكَ إِن وَلّى وَيُرضيكَ مُقبِلا

وَلَكِن أَخوكَ النائي ما دُمتَ آمِناً
وَصاحِبُكَ الأَدنى إِذا الأَمرُ أَعضَلا


اوس بن ججر

الحمدان
04-19-2024, 02:32 AM
أَطَعنا رَبَّنا وَعَصاهُ قَومٌ
فَذُقنا طَعمَ طاعَتِنا وَذاقوا

فَمالَ بِنا الغَبيطُ بِجانِبَيهِ
عَلى أَرَكٍ وَمالَ بِنا أُفاقُ

كَأَنَّ جِيادَنا في رَعنِ زُمٍّ
جَرادٌ قَد أَطاعَ لَهُ الوَراقُ



اوس بن ججر

الحمدان
04-19-2024, 02:33 AM
أَضَرَّت بِها الحاجاتُ حَتّى كَأَنَّها
أَكَبَّ عَلَيها جازِرٌ مُتَعَرِّقُ

تَضَمَّنَها وَهمٌ رَكوبٌ كَأَنَّهُ
إِذا ضَمَّ جَنبَيهِ المَخارِمُ رَزدَقُ

عَلى جازِعٍ جَوزِ الفَلاةِ كَأَنَّهُ
إِذا ما عَلا نَشزاً مِنَ الأَرضِ مُهرِقُ

يُوازي مِنَ القَعقاعِ مَوراً كَأَنَّهُ
إِذا ما اِنتَحى لِلقَصدِ سَيحٌ مُشَقَّقُ

كِلا طَرَفَيهِ يَنتَهي عِندَ مَنهَلٍ
رَواءٍ فَعُلوِيٌّ وَآخَرُ مُعرِقُ

يَدُفُّ فُوَيقَ الأَرضِ فَوتاً كَأَنَّهُ
بِإِعجالِهِ الطَرفُ الحَديدُ مُعَلَّقُ

وَتَبري لَهُ زَعراءُ أَمّا اِنتِهارُها
فَفَوتٌ وَأَمّا حينَ يَعيى فَتَلحَقُ

كَأَنَّ جِهازاً ما تَميلُ عَلَيهِما
مُقارِبَةٌ أَخصامُهُ فَهوَ مُشنَقُ

إِذا اِجتَهَدا شَدّاً حَسِبتَ عَلَيهِما
عَريشاً عَلَتهُ النارُ فَهوَ يُحَرَّقُ

عَسَلَّقَةٌ رَبداءُ وَهوَ عَسَلَّقُ



اوس بن ججر

الحمدان
04-19-2024, 02:33 AM
لِلَيلى بِأَعلى ذي مَعارِكَ مَنزِلُ
خَلاءٌ تَنادى أَهلُهُ فَتَحَمَّلوا

تَبَدَّلَ حالاً بَعدَ حالٍ عَهِدتُهُ
تَناوَحَ جِنّانٌ بِهِنَّ وَخُبَّلُ

عَلى العُمرِ وَاِصطادَت فُؤاداً كَأَنَّهُ
أَبو غَلِقٍ في لَيلَتَينِ مُؤَجَّلُ

أَلَم تَرَيا إِذ جِئتُما أَنَّ لَحمَها
بِهِ طَعمُ شَريٍ لَم يُهَذَّب وَحَنظَلُ

وَما أَنا مِمَّن يَستَنيحُ بِشَجوِهِ
يُمَدُّ لَهُ غَربا جَزورٍ وَجَدوَلُ

وَلَمّا رَأَيتُ العُدمَ قَيَّدَ نائِلي
وَأَملَقَ ما عِندي خُطوبٌ تَنَبَّلُ

فَقَرَّبتُ حُرجوجاً وَمَجَّدتُ مَعشَراً
تَخَيَّرتُهُم فيما أَطوفُ وَأَسأَلُ

بَني مالِكٍ أَعني بِسَعدِ بنِ مالِكٍ
أَعُمُّ بِخَيرٍ صالِحٍ وَأُخَلِّلُ

إِذا أَبرَزَ الرَوعُ الكَعابَ فَإِنَّهُم
مَصادٌ لِمَن يَأوي إِلَيهِم وَمَعقِلُ

وَأَنتَ الَّذي أَوفَيتَ فَاليَومَ بَعدَهُ
أَغَرُّ مُمَسٌّ بِاليَدَينِ مُحَجَّلُ

تَخَيَّرتُ أَمراً ذا سَواعِدَ إِنَّهُ
أَعَفُّ وَأَدنى لِلرَشادِ وَأَجمَلُ

وَذا شُطُباتٍ قَدَّهُ اِبنُ مُجَدَّعٍ
لَهُ رَونَقٌ ذِرِّيُّهُ يَتَأَكَّلُ

وَأَخرَجَ مِنهُ القَينَ أَثراً كَأَنَّهُ
مَدَبٌّ دَباً سودٍ سَرى وَهوَ مُسهِلُ

وَبَيضاءَ زَغفٍ نَثلَةٍ سُلَمِيَّةٍ
لَها رَفرَفٌ فَوقَ الأَنامِلِ مُرسَلُ

وَأَشبَرَنيهِ الهالِكِيُّ كَأَنَّهُ
غَديرٌ جَرَت في مَتنِهِ الريحُ سَلسَلُ

مَعي مارِنٌ لَدنٌ يُخَلّي طَريقَهُ
سِنانٌ كَنِبراسِ النِهامِيِّ مِنجَلُ

تَقاكَ بِكَعبٍ واحِدٍ وَتَلَذُّهُ
يَداكَ إِذا ما هُزَّ بِالكَفِّ يَعسِلُ

وَصَفراءَ مِن نَبعٍ كَأَنَّ نَذيرَها
إِذا لَم تُخَفِّضهُ عَنِ الوَحشِ أَفكَلُ

تَعَلَّمَها في غيلِها وَهيَ حَظوَةٌ
بِوادٍ بِهِ نَبعٌ طِوالٌ وَحِثيَلُ

وَبانٌ وَظَيّانٌ وَرَنفٌ وَشَوحَطٌ
أَلُفُّ أَثيثٌ ناعِمٌ مُتَغَيِّلُ

فَمَظَّعَها حَولَينِ ماءَ لِحائِها
تُعالى عَلى ظَهرِ العَريشِ وَتُنزَلُ

فَمَلَّكَ بِاللَيطِ الَّذي تَحتَ قِشرِها
كَغِرقيءِ بَيضٍ كَنَّهُ القَيضُ مِن عَلُ

وَأَزعَجَهُ أَن قيلَ شَتّانَ ما تَرى
إِلَيكَ وَعودٌ مِن سَراءٍ مُعَطَّلُ

ثَلاثَةُ أَبرادٍ جِيادٍ وَجُرجَةٌ
وَأَدكَنُ مِن أَريِ الدَبورِ مُعَسَّلُ

فَجِئتُ بِبَيعي مولِياً لا أَزيدُهُ
عَلَيهِ بِها حَتّى يَؤوبَ المُنَخَّلُ

وَذاكَ سِلاحي قَد رَضيتُ كَمالَهُ
فَيَصدُفُ عَنّي ذو الجُناحِ المُعَبَّلُ

يَدُبُّ إِلَيهِ خاتِياً يَدَّري لَهُ
لِيَفقُرَهُ في رَميِهِ وَهوَ يُرسِلُ

رَأَيتُ بُرَيداً يَزدَريني بِعَينِهِ
تَأَمَّل رُوَيداً إِنَّني مَن تَأَمَّلُ

وَإِنَّكُما يا اِبنَي جَنابٍ وُجِدتُما
كَمَن دَبَّ يَستَخفي وَفي الحَلقِ جَلجَلُ



اوس بن ججر

الحمدان
04-21-2024, 07:38 PM
سيأتي من الرحمنِ نورٌ ويُبلِجُ

ولو أطبقت بالهمِّ مليونُ صخرةٍ

على الغارِ، بالإيمانِ باللهِ تُفرجُ

فهذا خليلُ اللهِ ألقاهُ قومُهُ

بنارٍ إذا تهوي بها الشُّمُّ تنضجُ

فأنجاهُ ربي حيث يدري بأنَّهُ

يقينٌ وإخلاصٌ وبالذِّكرِ يلهَجُ

وأيّوبُ لم ييأسْ وما زالَ صابرًا

ويدري بأنّ الصبرَ يوما سيُنتِجُ

وذو النّونِ في حوتٍ وبحرٍ وظُلمةٍ

وبالصدقِ والتسبيحِ لافاهُ مخرجُ

وموسى كليمُ اللهِ أعطاهُ ربُّهُ

عصا لم تدَعْ إفكا ويمناه
تُسرجُ

كذا المصطفى لما تحدّاهُ قومُهُ

فيُسرَى بهِ نحو الكريمِ ويُعرَجُ

فثِقْ بالذي سوّاكَ واصبر محبةً

فنحنُ لمولانا عن الناسِ أحوجُ

فكم من ضريرٍ سارَ قومٌ بنورِهِ

وكم فاز في سبْقِ الأصحّاءِ أعرجُ

سيجني حلا الأيامِ مَن ذاقَ مُرَّها

ويحمدُ مسرى الليلِ مَن فيهِ أدلَجُوا



غازي الفزي

الحمدان
04-21-2024, 07:38 PM
وإن ضاقت بكَ الأيامُ صبراً
ستولدُ بعدَ صبركَ ألفُ بشرى

وتنهلُ مِن سرورِ العُمرِ حتى
كأنكَ لم تذق بالأمسِ مُرّا.

الحمدان
04-21-2024, 07:55 PM
اخترتُ نفسي و النفوسُ عزيزةٌ
‏أنا لا أعيشُ العمرَ دون خيارِ

‏لك أن تغيب لن أموت بغربةٍ
‏فالأرض أرضي والمدارُ مداري

‏لك أن تجفّ لن أموت من الظما
‏انامن جرت فوق الثرى أنهاري

‏لك أن تهبّ لن أطيح فداخلي
‏جبلٌ وريحُ الحبِ محض غبارِ


...

الحمدان
04-21-2024, 07:57 PM
ومكثت حين لقائها مُتسائلًا
‏هل يقدر الشعراء وصف كمالها؟

‏فَتَبَسّمَتْ بخجلةٍ من نظرتي
‏فكانت البسمات لي كجوابها

‏ببسمة قد أثبتت ليَ عجزهم
‏فكيف باستحضار كلّ خصالها

‏سبحان من سوّى الجَمال بوجهها
‏وتقاسم الباقون ثلث جمالها


...

الحمدان
04-21-2024, 08:05 PM
أَوَلَسْتَ أَنْتَ وَعَدْتَنِي مَهْمَا حَصَلْ
‏سَتَكُونُ أنْتَ كَمَا وَثِقْتُ وَأَعْرِفكْ؟

‏يَا أيَّهَا الوَعْدُ الذي قَدْ ضَرَّنِي
‏لا أنْتَ أَنْتَ وَلَسْتَ حَتَّى تُشْبِهُكْ

الحمدان
04-21-2024, 08:06 PM
لملم بقاياكَ ‏يكفي منكَ ما وقعا
‏خُدِعتَ؟ لابأسَ من في الناسِ ماخُدِعا

‏إلزم مكانك واهْدَأ .. حين تُبصِرها
‏لبابِ غيركَ .. تَعْدُو كُلَّما قُرِعا

‏لَملِم شتاتكَ ‏فالأمطـار يَعقُبها
‏صحوٌ سيطردُ من أجوائك القَزعا

الحمدان
04-21-2024, 08:06 PM
كأنها مِثلَ ما تهواهُ قد خُلقت
‏في رونق الحُسنِ لا طولٌ ولا قِصَرُ

‏الوردُ من خدِّها يَحمرُّ من خَجَلٍ
‏والغصنُ من خدِّها يزهو بهِ الثَّمَرُ

‏البدرُ طلعتها والمِسكُ نكهتها
‏والغُصنُ قامتها ما مثلها بَشَرُ

‏كأنها أُفرِغَت من ماء لؤلؤةٍ
‏في كلِّ جارِحةٍ من حُسنها قَمرُ

...

الحمدان
04-21-2024, 08:07 PM
‏أنا لستُ أدري أي دربٍ أسلُكُ
كُل الدُروبِ إلى لقائِكَ تُهلِكُ

مالي سواكَ فلا تُغادر عالمي
أتظنُ أني في هواكَ سأُشركُ ؟

لا والذي أجراك بين نسائمي
إني أُحبك ليتَ قلبكَ يُدرِكُ

...

الحمدان
04-21-2024, 08:08 PM
اللهُ يَعلَمُ لم تَغِبْ عن خاطري
كيف الغيابُ وأنتَ ممتزِجٌ معي؟!

أينَ الْتفَتُّ رأيتُ طَيْفَكَ مالئاً
عينَيَّ يا كلَّ الجهاتِ الأَربَعِ

ومِنَ العجائبِ أن أُسائلَ عنكَ مَن
ألقاهُ في دربي وأنتَ بأضلُعي!

...

الحمدان
04-21-2024, 09:06 PM
أَعاذِلُ إِنَّ الرُزءَ مِثلُ اِبنِ مالِكٍ
زُهَيرٍ وَأَمثالُ اِبنِ نَضلَةَ واقِدِ

وَمِثلُ السَدوسِيَّينِ سادا وَذَبذَبا
رِجالَ الحِجازِ مِن مَسودٍ وَسائِدِ

أَقَبّا الكُشوحِ أَبيَضانِ كِلاهُما
كَعالِيَةِ الخَطِّيِّ وارى الأَزانِدِ

أُعاذِلُ أَبقي لِلمَلامَةِ حَظَّها
إِذا راحَ عَنّي بِالجَلِيَّةِ عائِدي

فَقالوا تَرَكناهُ تَزَلزَلُ نَفسُهُ
إِذا أَسنَدوني أَو كَذا غَيرَ سانِدِ

وَقامَ بَناتي بِالنِعالِ حَواسِراً
وَأَلصَقنَ ضَربَ السِبتِ تَحتَ القَلائِدِ

يَوَدّونَ لَو يَفدونَني بِنُفوسِهِم
وَمَثنى الأَواقي وَالقِيانِ النَواهِدِ

وَقَد أَرسَلوا فُرّاطَهُم فَتَأَثَّلوا
قَليباً سَفاها كَالإِماءِ القَواعِدِ

مُطَأطَأَةً لَم يُنبِطوها وَإِنَّها
لَيَرضى بِها فُرّاطُها أُمَّ واحِدِ

قَضَوا ما قَضَوا مِن رَمِّها ثُمَّ أَقبَلوا
إِلَيَّ بِطاءَ المَشيِ غُبرَ السَواعِدِ

يَقولونَ لَمّا جُشَّتِ البِئرُ أَورِدوا
وَلَيسَ بِها أَدنى ذُفافٍ لِوارِدِ

فَكُنتُ ذَنوبَ البِئرِ لَمّا تَبَسَّلَت
وَسُربِلتُ أَكفاني وَوُسِّدتُ ساعِدي

أَعاذِلَ لا إِهلاكُ مالِيَ ضَرَّني
وَلا وَارِثي إِن ثُمَّرَ المالُ حامِدي


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان
04-21-2024, 09:06 PM
لَعَمرُكَ وَالمَنايا غالِباتٌ
لِكُلِّ بَني أَبٍ مِنها ذَنوبُ

لَقَد لاقى المَطِيَّ بِجَنبِ عُفرٍ
حَديثٌ لَو عَجِبتَ لَهُ عَجيبُ

أَرِقتُ لِذِكرِهِ مِن غَيرِ نَوبٍ
كَما يَهتاجُ مَوشِيٌّ ثَقيبُ

سَبِيٌّ مِن يَراعَتِهِ نَفاهُ
أَتِيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ وَلوبُ

إِذا نَزَلَت سَراةُ بَني عَدِيٍّ
فَسَلهُم كَيفَ ما صَعَهُم حَبيبُ

يَقولوا قَد وَجَدنا خَيرَ طِرفٍ
بِرُقيَةَ لا يُهَدُّ وَلا يَخيبُ

دَعاهُ صاحِباهُ حينَ خَفَّت
نَعامَتُهُم وَقَد حُفِزَ القُلوبُ

مَرَدٌّ قَد يَرى ما كانَ فيهِ
وَلكِن إِنَّما يُدعى النَجيبُ

فَأَلقى غِمدَهُ وَهَوى إِلَيهِم
كَما تَنقَضُّ خائِتَةٌ طَلوبُ

مُوَقَّفَةُ القَوادِمِ وَالذُنابى
كَأَنَّ سَراتَها اللَبَنُ الحَليبُ

نَهاهُم ثابِتٌ عَنهُ فَقالوا
تُعَيِّبُنا العَشائِرُ لَو يَؤوبُ

عَلى أَنَّ الفَتى الخُثَمِيَّ سَلّى
بِنَصلِ السَيفِ حاجَةَ مَن يَغيبُ

وَقالَ تَعَلَّموا أَن لا صَريخٌ
فَأُسمِعَهُ وَلا مَنجىً قَريبُ

وَأَن لا غَوثَ إِلّا مُرهَفاتٌ
مُسالاتٌ وَذو رُبَدٍ خَشيبُ

فَإِنَّكَ إِن تُنازِلُني تُنازَل
فَلا تَكذِبكَ بِالمَوتِ الكَذوبُ

كَأَنَّ مُحَرَّباً مِن أُسدِ تَرجٍ
يُنازِلُهُم لِنابَيهِ قَبيبُ

وَلكِن خَبِّروا قَومي بَلائي
إِذا ما اِسّاءَلَت عَنّي الشُعوبُ

وَلا تُخنوا عَلَيَّ وَلا تَشِطّوا
بِقَولِ الفَخرِ إِنَّ الفَخرَ حوبُ


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان
04-21-2024, 09:06 PM
ما بالُ عَيني لا تَجِفُّ دُموعُها
كَثيرٌ تَشَكّيها قَليلٌ هُجوعُها

أُصيبَت بِقَتلى آلِ عَمرٍ وَنَوفَلٍ
وَبَعجَةَ فَاِختَلَّت وَراثَ رُجوعُها

إِذا ذَكَرَت قَتلى بِكَوساءَ أَشعَلَت
كَواهِيَةِ الأَخراتِ رَثٍّ صُنوعُها

وَكانوا السَنامَ اِجتُثَّ أَمسِ فَقَومُهُم
كَعَرّاءَ بَعدَ النَيِّ راثَ رَبيعُها


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان
04-21-2024, 09:06 PM
وَقائِلَةٍ ما كانَ حِذوَةُ بَعلِها
غَداتَئِذٍ مِن شاءِ قِردٍ وَكاهِلِ

تَوَقّى بِأَطرافِ القِرانِ وَعَينُها
كَعَينِ الحُبارى أَخطَأَتها الأَجادِلُ

رَدَدنا إِلى مَولىً بَنيها فَأَصبَحَت
تُعَدُّ بِها وَسطَ النِساءِ الأَرامِلِ

وَأَشعَثَ بَوشِىٍّ شَفَينا أُحاحَهُ
غَداتَئِذٍ ذي جَردَةٍ مُتَماحِلِ

أَهَمَّ بِنَيهِ صَيفُهُم وَشِتاؤُهُم
فَقالوا تَعَدَّ وَاِغزُ وَسطَ الأَراجِلِ

تَأَبَّطَ نَعلَيهِ وَشِقَّ فَريرِهِ
وَقالَ أَلَيسَ الناسُ دونَ حَفائِلِ

دَلَفتُ لَهُ تَحتَ الوَغى بِمُرِشَّةٍ
مُسَحسِحَةٍ تَعلو ظُهورَ الأَنامِلِ

كَأَنَّ اِرتِجازَ الجُعثُمِيّاتِ وَسطَهُم
نَوائِحُ يَجمَعنَ البُكا بِالأَزامِلِ

غَداةَ المُلَيحِ نَحنُ كَأَنَّنا
غَواشي مُضِرٍّ تَحتَ ريحٍ وَوابِلِ

رَمَيناهُمُ حَتّى إِذا اِربَثَّ أَمرُهُم
وَعادَ الرَصيعُ نُهيَةً لِلحَمائِلِ

عَلَوناهُمُ بِالمَشرَفِيِّ وَعُرِّيَت
نِصالُ السُيوفِ تَعتَلي بِالأَماثِلِ


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان
04-21-2024, 09:07 PM
عَرَفتُ الدِيارَ كَرَقمِ الدَواةِ
يَزبِرُها الكاتِبُ الحِميَرِيُّ

بِرَقمٍ وَوَشىٍ كَما زُخرِفَت
بِميشَمِها المُزدَهاةُ الهَدِيُّ

أَدانَ وَأَنبَأَهُ الأَوَّلونَ
أَنَّ المُدانَ المَلِيُّ الوَفِيُّ

فَيَنظُرُ في صُحُفٍ كَالرِيا
طِ فيهِنَّ إِرثُ كِتابٍ مَحِيُّ

عَلَى أَطرِقا بالِياتُ الخِيا
مِ إِلّا الثُمامُ وَإِلّا العِصِيُّ

فَلَم يَبقَ مِنها سِوى هامِدٍ
وَسُفعُ الخُدودِ مَعاً وَالنُؤِيُّ

وَأَشعَثَ في الدارِ ذي لِمَّةٍ
لَدى إِرِثِ حَوضٍ نَفاهُ الأَتِيُّ

كَعوذِ المُعَطِّفِ أَحزى لَها
بِمَصدَرَةِ الماءِ رَأمٌ رَذِيُّ

فَهُنَّ عُكوفٌ كَنَوحِ الكَري
مِ قَد لاحَ أَكبادَهُنَّ الهَوِيُّ

وَأَنسى نُشَيبَةَ وَالجاهِلُ ال
مُغَمَّرُ يَحِسَبُ أَنّي نَسِيُّ

يَسُرُّ الصَديقَ وَيَنكي العَدُوَّ
وَمِردى حُروبٍ رَضِيٌّ نَدِيُّ

عَلى حينِ أَن تَمَّ فيهِ الثَلا
ثُ حَدٌّ وَجودٌ وَلُبٌّ رَخِيُّ

وَمِن خَيرِ ما عَمِلَ الناشِىءُ
ال مُعَمَّمُ خَيرٌ وَزَندٌ وَرِيُّ

وَصَبرٌ عَلى حَدَثِ النائِباتِ
وَحِلمٌ رَزينٌ وَقَلبٌ ذَكِيُّ


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان
04-21-2024, 09:07 PM
صَبا صَبوَةً بَل لَجَّ وَهُوَ لَجوجُ
وَزالَت لَها بِالأَنعَمَينِ حُدوجُ

كَما زالَ نَخلٌ بِالعِراقِ مُكَمَّمٌ
أُمِرَّ لَهُ مِن ذي الفُراتِ خَليجُ

فَإِنَّكَ عَمري أَيَّ نَظرَةِ عاشِقٍ
نَظَرتَ وَقُدسٌ دونَنا وَدَجوجُ

إِلى ظُعُنٍ كَالدَومِ فيها تَزايُلٌ
وَهِزَّةُ أَجمالٍ لَهُنَّ وَسيجُ

غَدَونَ عَجالى وَاِنتَحَتهُنَّ خَزرَجٌ
مُعَفِّيَةٌ آثارَهُنَّ هَدوجُ

سَقى أُمَّ عَمروٍ كُلَّ آخِرِ لَيلَةٍ
حَناتِمُ سودٌ ماؤُهُنَّ ثَجيجُ

تَرَوَّت بِماءِ البَحرِ ثُمَّ تَنَصَّبَت
عَلى حَبَشِيّاتٍ لَهُنَّ نَئيجُ

إِذا هَمَّ بِالإِقلاعِ هَبَّت لَهُ الصَبا
فَأَعقَبَ نَشءٌ بَعدَها وَخُروجُ

يُضىءُ سَناهُ راتِقاً مُتَكَشِّفاً
أَغَرَّ كَمِصباحِ اليَهودِ دَلوجُ

كَما نَوَّرَ المِصباحُ لِلعُجمِ أَمرَهُم
بُعَيدَ رُقادِ النائِمينَ عَريجُ

أَرِقتُ لَهُ ذاتَ العِشاءِ كَأَنَّهُ
مَخاريقُ يُدعى وَسطَهُنَّ خَريجُ

تُكَركِرُهُ نَجدِيَّةٌ وَتَمُدُّهُ
يَمانِيَةٌ فَوقَ البِحارِ مَعوجُ

لَهُ هَيدَبٌ يَعلو الشِراجَ وَهَيدَبٌ
مُسِفٌّ بِأَذنابِ التِلاعِ خَلوجُ

ضَفادِعُهُ غَرقى رِواءٌ كَأَنَّها
قِيانُ شُروبٍ رَجعُهُنَّ نَشيجُ

لِكُلِّ مَسيلٍ مِن تِهامَةَ بَعدَما
تَقَطَّعَ أَقرانُ السَحابِ عَجيجُ

كَأَنَّ ثِقالَ المُزنِ بَينَ تُضارِعٍ
وَشامَةَ بَركٌ مِن جُذامَ لَبيجُ

فَذلِكَ سُقيا أُمُّ عَمرٍ وَإِنَّني
لِما بَذَلَت مِن سَيبِها لَبَهيجُ

كَأَنَّ اِبنَةَ السَهمِيِّ دُرَّةُ قامِسٍ
لَها بَعدَ تَقطيعُ النُبوحِ وَهيجُ

بِكَفَّي رَقاحِيٍّ يُحِبُّ نَماءَها
فَيُبرِزُها لِلبَيعِ فَهِيَ فَريجُ

أَجازَ إِلَيها لُجَّةً بَعدَ لُجَّةٍ
أَزَلُّ كَغُرنوقِ الضُحولِ عَموجُ

فَجاءَ بِها ما شِئتَ مِن لَطَمِيَّةٍ
يَدومُ الفُراتُ فَوقَها وَيَموجُ

فَجاءَ بِها بَعدَ الكَلالِ كَأَنَّهُ
مِنَ الأَينِ مِحراسُ أَقَذُّ سَحيجُ

عَشِيِّةَ قامَت بِالفَناءِ كَأَنَّها
عَقيلَةُ نَهبٍ تُصطَفى وَتَغوجُ

وَصُبَّ عَلَيها الطيبُ حَتّى كَأَنَّها
أَسِيٌّ عَلى أُمِّ الدِماغِ حَجيجُ

كَأَنَّ عَلَيها بالَةً لَطَمِيَّةً
لَها مِن خِلالِ الدَأيَتَينِ أَريجُ

كَأَنَّ اِبنَةَ السَهمِيِّ يَومَ لَقيتُها
مُوَشَّحَةٌ بِالطُرَّتَينِ هَميجُ

بِأَسفَلِ ذاتِ الدَبرِ أُفرِدَ خَشفُها
فَقَد وَلِهَت يَومَينِ فَهيَ خَلوجُ

فَإِن تَصرِمي حَبلي وَإِن تَتَبَدَّلي
خَليلاً وَمِنهُم صالِحٌ وَسَميجُ

فَإِنّي صَبَرتُ النَفسَ بَعدَ اِبنِ عَنبَسٍ
وَقَد لَجَّ مِن ماءِ الشُؤونِ لَجوجُ

لِأُحسَبَ جَلداً أَو لِيُنبَأَ شامِتٌ
وَلِلشَّرِّ بَعدَ القارِعاتِ فُروجُ

فَذلِكَ أَعلى مِنكِ فَقداً لِأَنَّهُ
كَريمٌ وَبَطني بِالكِرامِ بَعيجُ

وَذلِكَ مَشبوحُ الذِراعَينِ خَلجَمٌ
خَشوفٌ بِأَعراضِ الدِيارِ دَلوجُ

ضَروبٌ لِهاماتِ الرِجالِ بِسَيفِهِ
إِذا حَنَّ نَبعٌ بَينَهُم وَشَريجُ

يُقَرِّبُهُ لِلمُستِضيفِ إِذا أَتى
جِراءٌ وَشَدٌّ كَالحَريقِ ضَريحُ



ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان
04-21-2024, 09:07 PM
يَقولونَ لي لَو كانَ بِالرَملِ لَم يَمُت
نُشَيبَةُ وَالطُرّاقُ يَكذِبُ قيلُها

وَلَو أَنَّني اِستَودَعتُهُ الشَمسَ لَاِرتَقَت
إِلَيهِ المَنايا عَينُها وَرَسولُها

وَكُنتُ كَعَظمِ العاجِماتِ اِكتَنَفنَهُ
بِأَطرافِهِ حَتّى اِستَدَقَّ نُحولُها

عَلى حينَ ساواهُ الشَبابُ وَقارَبَت
خُطايَ وَخِلتُ الأَرضَ وَعثاً سُهولُها

حَدَرناهُ بِالأَثوابِ في قَعرِ هُوَّةٍ
شَديدٍ عَلى ما ضَمَّ في اللَحدِ جولُها


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان
04-21-2024, 09:08 PM
هَلِ الدَهرُ إِلّا لَيلَةٌ وَنَهارُها
وَإِلّا طُلوعُ الشَمسِ ثُمَّ غِيارُها

أَبى القَلبُ إِلّا أُمَّ عَمروٍ وَأَصبَحَت
تُحَرَّقُ ناري بِالشَكاةِ وَنارُها

وَعَيَّرَها الواشونَ أَنّي أُحِبُّها
وَتِلكَ شَكاةُ ظاهِرٌ عَنكَ عارُها

فَلا يَهنَأ الواشينَ أَنّي هَجَرتُها
وَأَظلَمَ دوني لَيلُها وَنَهارُها

فَإِن أَعتَذِر مِنها فَإِنّي مُكَذَّبٌ
وَإِن تَعتَذِر يُردَد عَلَيها اِعتِذارُها

فَما أُمُّ خِشفٍ بِالعَلايَةِ شادِنٍ
تَنوشُ البَريرَ حَيثُ نالَ اِهتِصارُها

مُوَلَّعَةٌ بِالطُرَّتَينِ دَنا لَها
جَنى أَيكَةٍ يَضفو عَلَيها قِصارُها

بِهِ أَبَلَت شَهرَي رَبيعٍ كِلَيهِما
فَقَد مارَ فيها نَسؤُها وَاِقتِرارُها

وَسَوَّدَ ماءُ المَردِ فاها فَلَونُهُ
كَلَونِ النَوورِ فَهيَ أَدماءُ سارُها

بِأَحسَنَ مِنها يَومَ قامَت فَأَعرَضَت
تُواري الدُموعَ حينَ جَدّا اِنحِدارُها

كَأَنَّ عَلى فيها عُقاراً مُدامَةً
سُلافَةَ راحٍ عَتَّقَتها تِجارُها

مُعَتَّقَةً مِن أَذرِعاتٍ هَوَت بِها الر
رِكابُ وَعَنَّتها الزِقاقُ وَقارُها

فَلا تُشتَرى إِلّا بِرِنجٍ سِباؤُها
بَناتُ المَخاضِ شومُها وَحِضارُها

تَرى شَربَها حُمرَ الحِداقِ كَأَنَّهُم
أَساوى إِذا ما سارَ فيهِم سُوارُها

فَإِنَّكَ مِنها وَالتَعَذُّرَ بَعدَما
لَجِجَت وَشَطَّت مِن فُطَيمَةَ دارُها

كَنَعتِ الَّتي ظَلَّت تُسَبِّعُ سُؤرَها
وَقالَت حَرامٌ أَن يُرَجَّلَ جارُها

تَبَرَّأُ مِن دَمِّ القَتيلِ وَبَزِّهِ
وَقَد عَلِقَت دَمَّ القَتيلِ إِزارُها

فَإِنَّكِ لَو ساءَلتِ عَنّا فَتُخبَري
إِذا البُزلُ راحَت لا تُدِرُّ عِشارُها

لَأُنبِئتِ أَنّا نَجتَدي الفَضلَ إِنَّما
نُكَلَّفُهُ مِنَ النُفوسِ خَيارُها

لَنا صِرَمٌ يُنحَرنَ في كُلِّ شَتوَةٍ
إِذا ما سَماءُ الناسِ قَلَّ قِطارُها

وَسودٌ مِنَ الصيدانِ فيها مَذانِبٌ
نُضارٌ إِذا لَم نَستَفِدها نُعارُها

لَهُنَّ نَشيجٌ بِالنَشيلِ كَأَنَّها
ضَرائِرُ حِرمِيٍّ تَفاحَشَ غارُها

إِذا اِستُعجِلَت بَعدَ الخُبُوِّ تَرازَمَت
كَهَزمِ الظُؤارِ جُرَّ عَنها حُوارُها

إِذا حُبَّ تَرويجُ القُدورِ فَإِنَّنا
نُرَوِّحُها سُفعاً حَميداً قُتارُها

فَإِن تَصرِمي حَبلي وَإِن تَتَبَدَّلي
خَليلاً وَإِحداكُنَّ سوءٌ قُصارُها

فَإِنّي إِذا ما خُلَّةٌ رَثَّ وَصلُها
وَجَدَّت بِصُرمٍ وَاِستَمَرَّ عِذارُها

وَحالَت كَحَولِ القَوسِ طُلَّت وَعُطِّلَت
ثَلاثاً فَزاغَ عَجسُها وَظُهارُها

فَإِنّي جَديرٌ أضن أُوَدِّعَ عَهدَها
بِحَمدٍ وَلَم يُرفَع لَدَينا شَنارُها

وَإِنّي صَبَرتُ النَفسَ بَعدَ اِبنِ عَنبَسٍ
نُشَيبَةٌ وَالهَلكى يَهيجُ اِدِّكارُها

وَذلِكَ مَشبوحُ الذِراعَينِ خَلجَمٌ
خَشوفٌ إِذا ما الحَربُ طالَ مِرارُها

ضَروبٌ لِهاماتِ الرِجالِ بِسَيفِهِ
إِذا عُجِمَت وَسطَ الشُؤونِ شِفارُها

بِضَربٍ يَقُضُّ البَيضَ شِدَّةُ وَقعِهِ
وَطَعنٍ كَرَكضِ الخَيلِ تُفلى مِهارُها

وَطَعنَةِ خَلسٍ قَد طَعَنتَ مُرِشَّةٍ
كَعَطِّ الرِداءِ لا يُشَكُّ طَوارُها

مُسَحسِحَةٍ تَنفي الحَصى عَن طَريقِها
يُطَيِّرُ أَحشاءَ الرَعيبِ اِنثِرارُها

وَمُدَّعَسٍ فيهِ الأَنيضُ اِختَفَيتَهُ
بِجَرداءَ يَنتابُ الثَميلَ حِمارُها

وَعادِيَةٍ تُلقي الثِيابَ كَأَنَّها
تُيوسُ ظِباءٍ مَحصُها وَاِنبِتارُها

سَبَقتَ إِذا ما الشَمسُ كانَت كَأَنَّها
صَلاءَةُ طيبٍ لِيطُها وَاِصفِرارُها

إِذا ما سِراعُ القَومِ كانوا كَأَنَّهُم
قَوافِلُ خَيلٍ جَريُها وَاِقوِرارُها

إِذا ما الخَلاجيمُ العَلاجيمُ نَكَّلوا
وَطالَ عَلَيهِم حَميُها وَسُعارُها


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان
04-21-2024, 09:08 PM
أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ
وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ

قالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِباً
مُنذُ اِبتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ

أَم ما لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعاً
إِلّا أَقَضَّ عَلَيكَ ذاكَ المَضجَعُ

فَأَجَبتُها أَن ما لِجِسمِيَ أَنَّهُ
أَودى بَنِيَّ مِنَ البِلادِ فَوَدَّعوا

أَودى بَنِيَّ وَأَعقَبوني غُصَّةً
بَعدَ الرُقادِ وَعَبرَةً لا تُقلِعُ

سَبَقوا هَوَىَّ وَأَعنَقوا لِهَواهُمُ
فَتُخُرِّموا وَلِكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ

فَغَبَرتُ بَعدَهُمُ بِعَيشٍ ناصِبٍ
وَإَخالُ أَنّي لاحِقٌ مُستَتبَعُ

وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُمُ
فَإِذا المَنِيِّةُ أَقبَلَت لا تُدفَعُ

وَإِذا المَنِيَّةُ أَنشَبَت أَظفارَها
أَلفَيتَ كُلَّ تَميمَةٍ لا تَنفَعُ

فَالعَينُ بَعدَهُمُ كَأَنَّ حِداقَها
سُمِلَت بشَوكٍ فَهِيَ عورٌ تَدمَعُ

حَتّى كَأَنّي لِلحَوادِثِ مَروَةٌ
بِصَفا المُشَرَّقِ كُلَّ يَومٍ تُقرَعُ

لا بُدَّ مِن تَلَفٍ مُقيمٍ فَاِنتَظِر
أَبِأَرضِ قَومِكَ أَم بِأُخرى المَصرَعُ

وَلَقَد أَرى أَنَّ البُكاءَ سَفاهَةٌ
وَلَسَوفَ يولَعُ بِالبُكا مِن يَفجَعُ

وَليَأتِيَنَّ عَلَيكَ يَومٌ مَرَّةً
يُبكى عَلَيكَ مُقَنَّعاً لا تَسمَعُ

وَتَجَلُّدي لِلشامِتينَ أُريهِمُ
أَنّي لَرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ

وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها
فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ

كَم مِن جَميعِ الشَملِ مُلتَئِمُ الهَوى
باتوا بِعَيشٍ ناعِمٍ فَتَصَدَّعوا

فَلَئِن بِهِم فَجَعَ الزَمانُ وَرَيبُهُ
إِنّي بِأَهلِ مَوَدَّتي لَمُفَجَّعُ

وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
في رَأسِ شاهِقَةٍ أَعَزُّ مُمَنَّعُ

وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
جَونُ السَراةِ لَهُ جَدائِدُ أَربَعُ

صَخِبُ الشَوارِبِ لا يَزالُ كَأَنَّهُ
عَبدٌ لِآلِ أَبي رَبيعَةَ مُسبَعُ

أَكَلَ الجَميمَ وَطاوَعَتهُ سَمحَجٌ
مِثلُ القَناةِ وَأَزعَلَتهُ الأَمرُعُُ

بِقَرارِ قيعانٍ سَقاها وابِلٌ
واهٍ فَأَثجَمَ بُرهَةً لا يُقلِعُ

فَلَبِثنَ حيناً يَعتَلِجنَ بِرَوضَةٍ
فَيَجِدُّ حيناً في العِلاجِ وَيَشمَعُ

حَتّى إِذا جَزَرَت مِياهُ رُزونِهِ
وَبِأَيِّ حينِ مِلاوَةٍ تَتَقَطَّعُ

ذَكَرَ الوُرودَ بِها وَشاقى أَمرَهُ
شُؤمٌ وَأَقبَلَ حَينُهُ يَتَتَبَّعُ

فَاِفتَنَّهُنَّ مِن السَواءِ وَماؤُهُ
بِثرٌ وَعانَدَهُ طَريقٌ مَهيَعُ

فَكَأَنَّها بِالجِزعِ بَينَ يُنابِعٍ
وَأولاتِ ذي العَرجاءِ نَهبٌ مُجمَعُ

وَكَأَنَّهُنَّ رَبابَةٌ وَكَأَنَّهُ
يَسَرٌ يُفيضُ عَلى القِداحِ وَيَصدَعُ

وَكَأَنَّما هُوَ مِدوَسٌ مُتَقَلِّبٌ
في الكَفِّ إِلّا أَنَّهُ هُوَ أَضلَعُ

فَوَرَدنَ وَالعَيّوقُ مَقعَدَ رابِىءِ الض
ضُرَباءِ فَوقَ النَظمِ لا يَتَتَلَّعُ

فَشَرَعنَ في حَجَراتِ عَذبٍ بارِدٍ
حَصِبِ البِطاحِ تَغيبُ فيهِ الأَكرُعُ

فَشَرِبنَ ثُمَّ سَمِعنَ حِسّاً دونَهُ
شَرَفُ الحِجابِ وَرَيبَ قَرعٍ يُقرَعُ

وَنَميمَةً مِن قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ
في كَفِّهِ جَشءٌ أَجَشُّ وَأَقطُعُ

فَنَكِرنَهُ فَنَفَرنَ وَاِمتَرَسَت بِهِ
سَطعاءُ هادِيَةٌ وَهادٍ جُرشُعُ

فَرَمى فَأَنفَذَ مِن نَجودٍ عائِطٍ
سَهماً فَخَرَّ وَريشُهُ مُتَصَمِّعُ

فَبَدا لَهُ أَقرابُ هذا رائِغاً
عَجِلاً فَعَيَّثَ في الكِنانَةِ يُرجِعُ

فَرَمى فَأَلحَقَ صاعِدِيّاً مِطحَراً
بِالكَشحِ فَاِشتَمَّلَت عَلَيهِ الأَضلُعُ

فَأَبَدَّهُنَّ حُتوفَهُنَّ فَهارِبٌ
بِذَمائِهِ أَو بارِكٌ مُتَجَعجِعُ

يَعثُرنَ في حَدِّ الظُباتِ كَأَنَّما
كُسِيَت بُرودَ بَني يَزيدَ الأَذرُعُ

وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
شَبَبٌ أَفَزَّتهُ الكِلابُ مُرَوَّعُ

شَعَفَ الكِلابُ الضارِياتُ فُؤادَهُ
فَإِذا يَرى الصُبحَ المُصَدَّقَ يَفزَعُ

وَيَعوذُ بِالأَرطى إِذا ما شَفَّهُ
قَطرٌ وَراحَتهُ بَلِيلٌ زَعزَعُ

يَرمي بِعَينَيهِ الغُيوبَ وَطَرفُهُ
مُغضٍ يُصَدِّقُ طَرفُهُ ما يَسمَعُ

فَغَدا يُشَرِّقُ مَتنَهُ فَبَدا لَهُ
أَولى سَوابِقَها قَريباً توزَعُ

فَاِهتاجَ مِن فَزَعٍ وَسَدَّ فُروجَهُ
غُبرٌ ضَوارٍ وافِيانِ وَأَجدَعُ

يَنهَشنَهُ وَيَذُبُّهُنَّ وَيَحتَمي
عَبلُ الشَوى بِالطُرَّتَينِ مُوَلَّعُ

فَنَحا لَها بِمُذَلَّقَينِ كَأَنَّما
بِهِما مِنَ النَضحِ المُجَدَّحِ أَيدَعُ

فَكَأَنَّ سَفّودَينِ لَمّا يُقتَرا
عَجِلا لَهُ بِشَواءِ شَربٍ يُنزَعُ

فَصَرَعنَهُ تَحتَ الغُبارِ وَجَنبُهُ
مُتَتَرِّبٌ وَلِكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ

حَتّى إِذا اِرتَدَّت وَأَقصَدَ عُصبَةً
مِنها وَقامَ شَريدُها يَتَضَرَّعُ

فَبَدا لَهُ رَبُّ الكِلابِ بِكَفِّهِ
بيضٌ رِهافٌ ريشُهُنَّ مُقَزَّعُ

فَرَمى لِيُنقِذَ فَرَّها فَهَوى لَهُ
سَهمٌ فَأَنفَذَ طُرَّتَيهِ المِنزَعُ

فَكَبا كَما يَكبو فِنيقٌ تارِزٌ
بِالخُبتِ إِلّا أَنَّهُ هُوَ أَبرَعُ

وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
مُستَشعِرٌ حَلَقَ الحَديدِ مُقَنَّعُ

حَمِيَت عَلَيهِ الدِرعُ حَتّى وَجهُهُ
مِن حَرِّها يَومَ الكَريهَةِ أَسفَعُ

تَعدو بِهِ خَوصاءُ يَفصِمُ جَريُها
حَلَقَ الرِحالَةِ فَهِيَ رِخوٌ تَمزَعُ

قَصَرَ الصَبوحَ لَها فَشَرَّجَ لَحمَها
بِالنَيِّ فَهِيَ تَثوخُ فيها الإِصبَعُ

مُتَفَلِّقٌ أَنساؤُها عَن قانِيٍ
كَالقُرطِ صاوٍ غُبرُهُ لا يُرضَعُ

تَأبى بِدُرَّتِها إِذا ما اِستُكرِهَت
إِلّا الحَميمَ فَإِنَّهُ يَتَبَضَّعُ

بَينَنا تَعَنُّقِهِ الكُماةَ وَرَوغِهِ
يَوماً أُتيحَ لَهُ جَرىءٌ سَلفَعُ

يَعدو بِهِ نَهِشُ المُشاشِ كَأَنّهُ
صَدَعٌ سَليمٌ رَجعُهُ لا يَظلَعُ

فَتَنادَيا وَتَواقَفَت خَيلاهُما
وَكِلاهُما بَطَلُ اللِقاءِ مُخَدَّعُ

مُتَحامِيَينِ المَجدَ كُلٌّ واثِقٌ
بِبَلائِهِ وَاليَومُ يَومٌ أَشنَعُ

وَعَلَيهِما مَسرودَتانِ قَضاهُما
داودٌ أَو صَنَعُ السَوابِغِ تُبَّعُ

وَكِلاهُما في كَفِّهِ يَزَنِيَّةٌ
فيها سِنانٌ كَالمَنارَةِ أَصلَعُ

وَكِلاهُما مُتَوَشِّحٌ ذا رَونَقٍ
عَضباً إِذا مَسَّ الضَريبَةَ يَقطَعُ

فَتَخالَسا نَفسَيهِما بِنَوافِذٍ
كَنَوافِذِ العُبُطِ الَّتي لا تُرقَعُ

وَكِلاهُما قَد عاشَ عيشَةَ ماجِدٍ
وَجَنى العَلاءَ لَو أَنَّ شَيئاً يَنفَعُ


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان
04-21-2024, 09:09 PM
إذا تقاعَسَ صَعبٌ في حَزامَتِهِ
وإن تعرَّضَ في خيشومِهِ صَيَدُ

رُضناهُ حتَّى يُذِلَّ القَسرُ هامَتَهُ
كَما استَمَرَّ بكفِّ الفَاتِلِ المَسَدُ

فلا تَكُونُوا كَمَن تَغذُو بِدِرَّتِها
أولادَ أُخرى ولا يُغذى لَها ولَدُ

إِن تُصلِحوا أَمرَكُم تَصلُح جَماعَتُكُم
وفي الجَماعةِ ما يَستَمسِكُ العَمَدُ


معن المزني

الحمدان
04-21-2024, 09:09 PM
فَهُم مُشيحونَ لا يَألونَ ما طَرَدوا
أُخرى الرِكابِ إِذا لَم يَضرِبوا حَجَنُوا

إِذا ما بَحرُ خِندِفَ جاشَ يَوماً
يُغَطمِطُ مَوجُهُ المُتَعَرِضينا

فمَهما كانَ مِن خَيرٍ فَاِنّا
وَرثناها أَوائِلُ أَوَّلينا

وَإِنّا مَورِثونَ كَما وَرِثنا
عَن الآباءِ إِن مُتنا بَنينا


معن المزني

الحمدان
04-21-2024, 09:09 PM
وَلَيلى حَبيب في بَغيضٍ مُجاذِبٍ
فَلا أَنتَ نائِيَهُ وَلا أَنتَ نائِلُه

فَدَع عَنكَ لَيلى قَد تَوَّلَت بِنَفعِها
وَمِن أَينَ مَعروفٌ لِمَن أَنتَ قائِلُه

لِآَلِ الشَريدِ إِذ اَصابوا لِقاحَنا
بِبَيضانَ وَالمَعروف يحمَدُ فاعِلُه

تَجُرُّ بِرَوضاتٍ الاشاءَةِ أَرحُلاً
رَمَتها أَنابيشُ السَفا وَنُواصِلُه

أَبَت إِبلي ماءَ الحِياضِ بِأَرضِها
وَما شَنَّها مِن جارِ سَوءٍ تُزايلُه

لَها مَورِدٌ بِالقَريَتَينِ وَمَصدَرٌ
لِفَوتِ فَلاةٍ لا تَزالُ تَنازلُه

عَلَيهِ شَريبٌ ليِّنٌ وَادِعُ العَصا
يُساجِلُها جُمّاتِهِ وَتُساجِلُه


معن المزني

الحمدان
04-21-2024, 09:10 PM
وَرِثنا المَجدَ عَن آباءِ صِدقِ
أَسَأنا في دِيارِهُمُ الصَنيعا

إِذا الحَسَبُ الرَفيعَ تَواكَلَتهُ
بُناةُ السوءِ أَوشَكَ أَن يَضيعا


معن المزني

الحمدان
04-21-2024, 09:10 PM
كَأَن لَم يَكُن يا أُمَّ حِقَةَ قَبلَ ذا
بِمَيطانَ مُصطافٌ لَنا وَمرابِعُ

وَإِذ نَحنُ في غُصنِ الشَبابِ وَقَد عَسا
بِنا الآنَ إِلّا أَن يُعَوَّضَ جازِعُ

فَقَد أَنكَرتَهُ أمُّ حِقّةِ حادِثاً
وَأَنكَرَها ما شِئتَ وَالوُدُّ خادِعُ

وَلَو آذَنتَنا أُمُّ حِقّةَ إِذ بِنا
شَبابٌ وَإِذ لَم تَرُعنا الرَوائِعُ

لَقُلنا لَها بَيني بِلَيلٍ حَميدَةً
كَذاكَ بلا ذَمٍّ تُؤَدّى الوَدائِعُ


معن المزني

الحمدان
04-21-2024, 09:10 PM
رَأَيتُ رِجالاً يَكرَهونَ بَناتِهِم
وَفيهِنَّ لا تُكذَب نِساءٌ صَوالِحُ

وَفيهِنَّ وَالأَيامُ تَعثُرُ بِالفَتى
عَوائِدُ لا يَملَلنَهُ وَنَوائِحُ


معن المزني

الحمدان
04-21-2024, 09:11 PM
قِفا يا خَليلَيَّ المَطِيَّ المُقَرَّدا
عَلى الطَلَلِ البالي الَّذي قَد تَأَبَّدا

قِفا نَبكِ في أَطلالِ دارٍ تَنَكَّرَت
لَنا بَعدَ عِرفانٍ تُثابا وَتُحمَدا

قِفا إِنَّها أَمسَت قِفاراً وَمَن بِها
وَإِن كانَ مِن ذي وُدِّنا قَد تَمَعدَدا

وَلَم يَغن مِن حَيّى وِمِن حَيِّ خُلَّتي
بِها مَن يُناصي الشَمسَ عِزّاً وَسُؤدَدا

فَلِي أَشهُرٌ حَتّى إِذا اِنشَقَّتِ العَصا
وَطارَ شعاعاً أَمرُهُم فَتَبَدَّدا

فَساروا فَأَمّا جُلُّ حَيّى فَفَرَّعُوا
جَميعاً وَأَمّا حَيُّ دَعدٍ فَصَعَّدا

فَهَيهاتَ مِمَّن بِالخَوَرْنَقِِ دارُهُ
مُقيمٌ وَحَيٌّ سائِرٌ قَد تَنَجَّدا

أُولائِكَ فَاِتوني غَداةَ تَحَمَّلُوا
فَحُقَّ لِقَلبي أَن يُراعَ وَيُعمَدا

بِأَحسَنِ أَهلِ الأَرضِ جِسماً وَمَبسِماً
إِذا ما اِجتَلى في شارَةٍ أَو تَجَرَّدا

وَقَد قُمتُ إِذ قامَت وَقالَت وَأَعرَضَت
تَجُرُّ قَشِيباً مِن حَريرٍ وَمُجسَدا

جَفَت عَينُ ذاتِ الخالِ لَمّا تَنَكَّرَت
وَقالَت أَرى هَذا الفَتى قَد تَخَدَّدا

فَوَاللهِ ما أَدري أَأَلحُبُّ شَفَّهُ
فَسُلَّ عَلَيهِ جِسمُهُ أَم تَعَبَّدا

فَتِلكَ الَّتي ما إِن تَذَكَّرتُ دَيدَني
وَدَيدَنَها في الدَهرِ إِلّا لِأَكمَدا

تَعَلَّلتُ إِذ دَهري فَتىً بِوصالِها
وَقَد عَصِلَت أَنيابُ دَهري وَعَرَّدا

وَباعَ الغَواني بِالَّتي رَثَّ وَصلُها
وَإِن كانَ ما أَعطى قَليلاً مُصَرَّدا

بِدَعدٍ وَلَن تَلقى لَها ذا مَوَدَّةٍ
وَلا قَيِّماً في الحَيِّ إِلّا مُحَسَّدا

أَبى لِمُحِبيِّها النَقيصَةَ أَنَّما
أَخو الحِلمِ عَن أَمثالِها من تَجَلَّدا

أَرى ما تَرى دَعدٌ غَمامَةَ صَيِّفٍ
مِنَ الغُرِّ تُكسى الشَرعَبِيَّ المُعَضَّدا

تُضِيءُ وَأَستارٌ مِنَ البَيتِ دونَها
إِذا حَسَرَت عَنها الطَرافَ المُمَدَّدا

وَإِن هِيَ قامَت في نِساءٍ حَسِبتُها
قَناةً أُقيمَت في قَناً قَد تَأَوَّدا

وَقالَت لِتَثني لِي الهَوى وتَشوقَني
أَرى عَنكَ سِربالَ الصِبا قَد تَقَدَّدا

عَلى أَنَّني وَاللَهُ يُؤمَلُ حارِسٌ
مِنَ الخَبلِ نَفسي أَن تَموتَ وَتَكمَدا

وَعاذِلَةٍ هَبَّت بِلَيلٍ تَلومُني
وَقَد غابَ عَيُّوقُ الثُرَيّا فَعَرَّدا

تَأَوَّبَني هَمٌّ فَبِتُّ مُسَهَّدا
وَباتَ الخَلِيُّ الناعِمُ البالِ أَرقَدا

تَأَوَّبَهُ مَكذوبَةٌ شُبِّهَت لَهُ
وَطافَ خَيالٌ طافَ مِن أُمِّ أَسوَدا

تَلومُ عَلى إِعطائيَ المالَ ضِلَّةً
إِذا جَمَعَ المالَ البَخيلُ وَعدَدا

أَعاذِلَ بِاللَهِ الَّذي عِندَ بَيتِهِ
مُصَلّى لِمَن وافى مُهِلّاً وَلَبَّدا

أَريني جَواداً ماتَ هُزلاً لَعَلَّني
أَرى ما تَرينَ أَو بَخيلاً تَخَلَّدا

تَكونينَ أَهدى لِلسَبيلِ الَّذي بِهِ
يُوافَقُ أَهلُ الحَقِّ مِنّي وَأَقصَدا

وَإِلّا فَغُضِّي بَعضَ لَومِكِ وَاِجعَلي
إِلى رأيِ مِن عاتَبتِ رَأيَكِ مُسنَدا


معن المزني

الحمدان
04-21-2024, 09:11 PM
أَلا مَن مُبلِغٌ عَنّي رَسولاً
عُبَيدَ اللَهِ إِذ عَجِلَ الرِسالا

تَعاقَلَ دونَنا أَبناءُ ثَورٍ
وَنَحنُ الأَكثَرونَ حَصى وَمالا

إِذا اِجتَمَعوا حَضَرتَ فَجِئتَ رِدفاً
وَراءَ الماسِحينَ لَكَ السِبالا

فَلا تُعطى عَصا الخَطباءِ فيهِم
وَقَد نَكفي المقادَةَ وَالمَقالا

فَاِنَكُم وَتَركَ بَني أَبِيكُم
وَأُسرَتَكُمُ تَجُرُّونَ الحِبالا

وَودُّكُمُ العِدى مِمَّن سِواكُم
لكالحَيرانِ يَتَّبِعُ الظَلالا

فَاِنّا بِالسُروجِ وَجانِبَيها
نَشُكُّ خِلالَها حَلَقاً حِلالا

نَحُفُّ المُترَعاتِ إِذا شَتَونا
إِذا النَكباءُ عاقَبَتِ الشَمالا

نُدِرُّ الحَربَ ما دَرَّت عَصُوبا
وَنَحلُبُها وَنَمريها عِلالا



معن المزني

الحمدان
04-21-2024, 09:11 PM
أَلَم تَعلَمي مَن قَد صَبَرتُ خِلافَهُ
فَتَعتَبِري لَو أَنَّ لُبَّكِ نافِعُ

أَلَم تَعلَمي عَمراً وَسُفيانَ قَبلَهُ
وَضَمرةُ أَمسى فاتَني وَمَسافِعُ

أَفاضِلُ مِن وَهبٍ وَأَبناءِ عائِدٍ
وَمِن آلِ نَصرٍ صارِخٌ مُتَتابَعُ

أولَئِكَ لا أَنتُنَّ كانوا فَوارِسي
بِهُم كُنتُ اِستَخسي العِدى وَأَدافعُ

وَقارَبتُ في أِشياءَ لَو أَنَّهُم مَعي
لِباعَدتُ حَتّى تَستَقيمَ التَوابِعُ

فَلَيَّنَ مِنى الكاشِحونَ خلافَهُم
فَأصبَحتُ لا أُعطي وَلا أَنا مانِعُ

وأَصبَحتُ أَرفي الشانئينَ رُفاهُمُ
لِيَربُوَ طِفلٌ أَو لِيُجبَرَ ظالِعُ

وَهَمَّ بِنا لَولا إِباءٌ عَلَيهُمُ
بَنو عَمِّنا إِذ زَعزَعَتنا الزَعازِعُ


معن المزني

الحمدان
04-21-2024, 09:11 PM
وإِنَّكَ فَرعٌ مِن قُرَيشٍ وَإِنَّما
تَمُجُّ النَدى مِنها البُحورُ الفَوارِعُ

ثَوَوا قادَةً لِلناسِ بَطحاءُ مَكَّةٍ
لَهُم وَسِقاياتُ الحَجيجِ الدَوافِعُ

فَلَمّا دُعوا لِلمَوتِ لَم تَبكِ مِنهُمُ
عَلى حادِثِ الدَهرِ العُيونُ الدَوامِعُ



معن المزني

الحمدان
04-21-2024, 09:12 PM
لَعَمرُكَ ما أَهوَيتُ كَفّي لِرِيبَةٍ
وَلا حَمَلَتني نَحوَ فاحِشَةٍ رِجلي

وَلا قادَني سَمعي وَلا بَصَري لَها
وَلا دَلَّني رَأيي عَلَيها وَلا عَقلي

وَإِنّيَ حَقا لم تُصِبني مُصيبَةٌ
مِنَ الدَهرِ إِلّا قَد أَصابَت فَتىً قَبلي

وَلَستُ بِماشٍ ما حَيِيت لِمُنكَرٍ
مِنَ الأَمرِ لا يَمشي إِلى مِثلِهِ مِثلي

وَلا مُؤَثِراً نَفسي عَلى ذي قرابَةٍ
وَأَوثِرُ ضَيفي ما أَقامَ عَلى أَهلي


معن المزني

الحمدان
04-21-2024, 09:12 PM
لَعَمرُ أَبي رَبيعَةَ ما نَفاهُ
مِن اَرضِ بَني رَبيعَةَ مِن هَوانِ

لَكانَ هَوى الغَنِيِّ اِلى غِناهُ
وَكانَ مِنَ العَشيرَةِ في مَكانِ

تَكَنَّفَهُ الوُشاةُ فَأَزعَجوهُ
وَدَسٌّ مِن فَضالَةَ غَيرُ واني

فَلَولا أَنَّ أُمَّ أَبيهِ أُمّي
وَأَن مَن قَد هَجاهُ فَقَد هَجاني

وَأَنَّ أَبي أَبوهُ لَذاقَ مِني
مَرارَةَ مِبرَدي وَلَكانَ شاني

إِذا لأَصابَهُ مِني هِجاءٌ
يَذِلُّ بِهِ الرَوِيُّ عَلى لِساني

أَعَلِّمُهُ الرِمايَةَ كُلُّ يَومٍ
فَلَمّا اِستَدَّ ساعِدُهُ رَماني

وَكَم عَلَّمتُهُ نَظمَ القَوافي
فَلَمّا قالَ قافِيَةً هَجاني


معن المزني

الحمدان
04-21-2024, 09:14 PM
من ما جادت به ألسنة العرب:

يقول الرامي :

أعلمه الرماية كل يوم فلما
اشتد ساعده رماني

ويقول الشاعر :

وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافيته هجاني

ويقول المعلم :

تعلم الأبجديه والأرقام مني
فلما أصبح عالماً نفاني

ويقول الأب :

سعيت في الأرض من أجل
راحته
فلما أصبح عاقلاً عصاني

ويقول الجزار :

وكم أطعمته لحم الخراف
فلما صار ذا كرش جفاني

ويقول الراعي :

وكم رعيت العنز بعد شرائه
فلما أعلن الشبع شراني

تعددت الأقوال والمعنى واحد نكران الجميل من شيم اللئام

الحمدان
04-21-2024, 10:07 PM
تَقولُ نِساءٌ شِبتِ مِن غَيرِ كَبرَةٍ
وَأَيسَرُ مِمّا قَد لَقيتُ يُشيبُ

أَقولُ أَبا حَسّانَ لا العَيشُ طَيِّبٌ
وَكَيفَ وَقَد أُفرِدتُ مِنكَ يَطيبُ

فَتى السِنِّ كَهلُ الحِلمِ لا مُتَسَرِّعٌ
وَلا جامِدٌ جَعدُ اليَدَينِ جَديبُ

أَخو الفَضلِ لا باغٍ عَلَيهِ لِفَضلِهِ
وَلا هُوَ خَرقٌ في الوُجوهِ قَطوبُ

إِذا ذَكَرَ الناسُ السَماحَ مِنِ اِمرِئٍ
وَأَكرَمَ أَو قالَ الصَوابَ خَطيبُ

ذَكَرتُكَ فَاِستَعبَرتُ وَالصَدرُ كاظِمٌ
عَلى غُصَّةٍ مِنها الفُؤادُ يَذوبُ

لَعَمري لَقَد أَوهَيتَ قَلبي عَنِ العَزا
وَطَأطَأتَ رَأسي وَالفُؤادُ كَئيبُ

لَقَد قُصِمَت مِنّي قَناةٌ صَليبَةٌ
وَيُقصَمُ عودُ النَبعِ وَهُوَ صَليبُ


الخنساء

الحمدان
04-21-2024, 10:08 PM
أَعَينِ أَلا فَاِبكي لِصَخرٍ بِدَرَّةٍ
إِذا الخَيلُ مِن طولِ الوَجيفِ اِقشَعَرَّتِ

إِذا زَجَروها في الصَريخِ وَطابَقَت
طِباقَ كِلابٍ في الهِراشِ وَهَرَّتِ

شَدَدتَ عِصابَ الحَربِ إِذ هِيَ مانِعٌ
فَأَلقَت بِرِجلَيها مَرِيّاً فَدَرَّتِ

وَكانَت إِذا ما رامَها قَبلُ حالِبٌ
تَقَتهُ بِإيزاغٍ دَماً وَاِقمَطَرَّتِ

وَكانَ أَبو حَسّانَ صَخرٌ أَصابَها
فَأَرغَثَها بِالرُمحِ حَتّى أَقَرَّتِ

كَراهِيَّةٌ وَالصَبرُ مِنكَ سَجِيَّةٌ
إِذا ما رَحى الحَربِ العَوانِ اِستَدَرَّتِ

أَقاموا جَنابَي رَأسِها وَتَرافَدوا
عَلى صَعبِها يَومَ الوَغى فَاِسبَطَرَّتِ

عَوانٌ ضَروسٌ ما يُنادى وَليدُها
تَلَقَّحُ بِالمُرّانِ حَتّى اِستَمَرَّتِ

حَلَفتَ عَلى أَهلِ اللِواءِ لَيوضَعَن
فَما أَحنَثَتكَ الخَيلُ حَتّى أَبَرَّتِ

وَخَيلٌ تُنادى لا هَوادَةَ بَينَها
مَرَرتَ لَها دونَ السَوامِ وَمُرَّتِ

كَأَنَّ مُدِلّاً مِن أُسودٍ تَبالَةٍ
يَكونُ لَها حَيثُ اِستَدارَت وَكَرَّتِ


الخنساء

الحمدان
04-21-2024, 10:08 PM
عَفا اللَهُ عَن أَحباب قَلبي فَإِنَّني
لبعدهُم قَد عفت ما ذقت مِن صبرِ

أَنا المفردُ المَهجور لما تَخلَّقوا
خَلائِقَ أَهلِ الكسر للقلب لا الجبرِ

هَنيئاً لَهُم قَتلي وصفوُ مودّتي
فَإِنَّهم الأَحبابُ في العسر واليسرِ

وَإِن كنتُ ممّن لا تضيعُ دماؤهم
فَوَ الشَفعِ إِنّي قَد عفوت عَن الوترِ

وَقالوا تبدَّل من هواهم بغيرهم
فَقلت لَهُم هَل ينطفي الجمرُ بِالجَمرِ

لئن مالَ إِنساني لرؤية غيرهم
فَوَالعصر إِنّي بَعدَ ذا الصبر في خسرِ

وَإِنّي لأَرجو أَن تسامحني النوى
بِوَصلهمُ من قبل أَن يَنقَضي عمري

وَأَغيد من إِشراق خدّيه قَد بَدا
دَليلٌ بأنّ الخدّ يَروي عَن الزهري

وَمذ لاح في الخدّ اِخَضرارُ عذاره
تواتر عِندي ما رَواه عَن الخضرِ

وَيا طال ما أَغنى محيّاهُ عَن شَذا
رياض وَأَلوان من الراح والزهرِ

فخدّاه تفاحي وَعَيناه نرجسي
وعارضُه مسكي وريقتُه خمري

وَليلةَ بتنا وَالرَقيب بمعزلٍ
وَلَم أَرَ مِن ناهٍ يُحاول عن أَمري

فَما زلت أُسقى راحَهُ ورضابه
إِلى أَن عقلتُ العقلَ في مربط السكرِ

وخرّ صَريعاً لا حِراكَ به فَما
تعفّفتُ عَن إِثم وَلَم أخلُ عَن وزرِ

عَفا اللَهُ عَنّي هَل أَقول قصيدة
وَلا أَشتَكي فيها من الصدّ والهجرِ

وَهَل لي يا بَدر الدُجى أَن أَراكَ قَد
وَصلتَ فأَحيا باللقا ليلةَ البدرِ

وَهَل تَنطَوي أَيّامُ بعدك باللّقا
وَأَحيا إِذا حيَّيتَ قَلبي بالنشرِ

فَما لَكَ عذرٌ في جَفاء متيّمٍ
أَقامَ عَلى ما سنّ شرع الهَوى العذري

فَساعَةُ وَصلٍ منك بَل بَعضُ ساعةً
أَودُّ شِراها لَو تيسّر بالعمرِ



ابن حجر العسقلاني

الحمدان
04-21-2024, 11:58 PM
دَعا مَعاشِرَ فَاِستَكَّت مَسامِعُهُم
يا لَهفَ نَفسِيَ لَو تَدعو بَني أَسَدِ

تَدعو إِذاً حامِيَ الكُماةِ لا كَسِلاً
إِذا السُيوفُ بِأَيدي القَومِ كَالوَقَدِ

لَو هُم حُماتُكَ بِالمَحمى حَمَوكَ وَلَم
تُترَك لِيَومٍ أَقامَ الناسَ في كَبَدِ

كَما حَمَيناكَ يَومَ النَعفِ مِن شَطِبٍ
وَالفَضلُ لِلقَومِ مِن ريحٍ وَمِن عَدَدِ

أَو لَأَتَوكَ بِجَمعٍ لا كِفاءَ لَهُ
قَومٍ هُمُ القَومُ في الأَنأى وَفي البُعُدِ

بِجَحفَلٍ كَبَهيمِ اللَيلِ مُنتَجِعٍ
أَرضَ العَدوِّ لُهامٍ وافِرِ العَدَدِ

القائِدُ الخَيلَ تَردي في أَعِنَّتِها
وِردَ القَطا هَجَّرَت ظِمأً إِلى الثَمَدِ

مِن كُلِّ عِجلِزَةٍ بادٍ نَواجِذُها
عَلى اللِجامِ تُباري الرَكبَ في عَنَدِ

وَكُلِّ أَجرَدَ قَد مالَت رِحالَتُهُ
نَهدِ المَراكِلِ فَعمٍ ناتِئِ الكَتَدِ

حَتّى تَعاطَينَ غَسّاناً فَحَربَهُمُ
يَومَ المُرارِ وَلَم يَلوُوا عَلى أَحَدِ

لَمّا رَأوكَ وَبُلجُ البيضِ وَسطَهُمُ
وَكُلُّ مُطَّرِدِ الأُنبوبِ كَالمَسَدِ

غَوَّت بَنو أَسَدٍ غَسّانَ أَمرَهُمُ
وَقَلَّ ما وَقَفَت غَسّانُ لِلرَشدِ


عبيد بن الابرص

الحمدان
04-21-2024, 11:58 PM
إِنَّ الحَوادِثَ قَد يَجيءُ بِها الغَدُ
وَالصُبحُ وَالإِمساءُ مِنها مَوعِدُ

وَالناسُ يَلحَونَ الأَميرَ إِذا غَوى
خَطبَ الصَوابِ وَلا يُلامُ المُرشَدُ

وَالمَرءُ مِن رَيبِ المَنونِ بِغِرَّةٍ
وَعَدا العَداءُ وَلا تُوَدَّعُ مَهدَدُ

أُدمانَةٌ تَرِدُ البَريرَ بِغيلِها
تَقرو مَسارِبَ أَيكَةٍ وَتَرَدَّدُ

وَخَلا عَلَيها ما يُفَزِّعُ وِردَها
إِلّا الحَمامُ دَعا بِهِ وَالهُدهُدُ

فَدَعا هَديلاً ساقُ حُرٍّ ضَحوَةً
فَدَنا الهَديلُ لَهُ يَصُبُّ وَيَصعَدُ

زَعَمَ الأَحِبَّةُ أَنَّ رِحلَتَنا غَداً
وَبِذاكَ خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسوَدُ

فَاِقطَع لُبانَتَهُم بِذاتِ بُرايَةٍ
أُجُدٍ إِذا وَنَتِ الرِكابُ تَزَيَّدُ

وَكَأَنَّ أَقتادي تَضَمَّنَ نِسعَها
مِن وَحشِ أورالٍ هَبيطٌ مُفرَدُ

باتَت عَلَيهِ لَيلَةٌ رَجَبِيَّةٌ
نَصباً تَسُحُّ الماءَ أَو هِيَ أَسوَدُ

يَنفي بِأَطرافِ الأَلاءِ شَفيفَها
فَغَدا وَكُلُّ خَصيلِ عُضوٍ يُرعَدُ

كَالكَوكَبِ الدِرّيءِ يَشرَقُ مَتنُهُ
خَرِصاً خَميصاً صُلبُهُ يَتَأَوَّدُ

في رَوضَةٍ ثَلَجَ الرَبيعُ قَرارَها
مَولِيَّةٍ لَم يَستَطِعها الرُوَّدُ

وَبَدا لِكَوكَبِها صَعيدٌ مِثلَ ما
ريحَ العَبيرُ عَلى المَلابِ الأَصفَدُ

وَإِذا سَرَيتَ سَرَت أَموناً رَسلَةً
وَإِذا تُكَلِّفُها الهَواجِرَ تُصخِدُ

وَإِلى شَراحيلَ الهُمامِ بِنَصرِهِ
نَصرَ الأَشاءَ سَرِيُّهُ مُستَرغَدُ

مَن سَيبُهُ سَحُّ الفُراتِ وَحَملُهُ
يَزِنُ الجِبالَ وَنَيلُهُ لا يَنفَدُ


عبيد بن الابرص

الحمدان
04-21-2024, 11:58 PM
طافَ الخَيالُ عَلَينا لَيلَةَ الوادي
لِآلِ أَسماءَ لَم يُلمِم لِميعادِ

أَنّى اِهتَدَيتَ لِرَكبٍ طالَ سَيرُهُمُ
في سَبسَبٍ بَينَ دَكداكٍ وَأَعقادِ

يُكَلِّفونَ سُراها كُلَّ يَعمَلَةٍ
مِثلَ المَهاةِ إِذا ما اِحتَثَّها الحادي

أَبلِغ أَبا كَرِبٍ عَنّي وَأُسرَتَهُ
قَولاً سَيَذهَبُ غَوراً بَعدَ إِنجادِ

يا عَمروُ ما راحَ مِن قَومٍ وَلا اِبتَكَروا
إِلّا وَلِلمَوتِ في آثارِهِم حادي

فَإِن رَأَيتَ بِوادٍ حَيَّةً ذَكَراً
فَاِمضِ وَدَعني أُمارِس حَيَّةَ الوادي

لَأَعرِفَنَّكَ بَعدَ المَوتِ تَندُبُني
وَفي حَياتِيَ ما زَوَّدتَني زادي

إِنَّ أَمامَكَ يَوماً أَنتَ مُدرِكُهُ
لا حاضِرٌ مُفلِتٌ مِنهُ وَلا بادي

فَاِنظُر إِلى فيءِ مُلكٍ أَنتَ تارِكُهُ
هَل تُرسَيَنَّ أَواخيهِ بِأَوتادِ

إِذهَب إِلَيكَ فَإِنّي مِن بَني أَسَدٍ
أَهلِ القِبابِ وَأَهلِ الجُردِ وَالنادي

قَد أَترُكُ القِرنَ مُصفَرّاً أَنامِلُهُ
كَأَنَّ أَثوابَهُ مُجَّت بِفِرصادِ

أَوجَرتُهُ وَنَواصي الخَيلِ شاحِبَةٌ
سَمراءَ عامِلُها مِن خَلفِهِ بادي


عبيد بن الابرص

الحمدان
04-21-2024, 11:59 PM
لِمَن دِمنَةٌ أَقوَت بِحَرَّةِ ضَرغَدِ
تَلوحُ كَعُنوانِ الكِتابِ المُجَدَّدِ

لِسَعدَةَ إِذ كانَت تُثيبُ بِوُدِّها
وَإِذ هِيَ لا تَلقاكَ إِلّا بِأَسعُدِ

وَإِذ هِيَ حَوراءُ المَدامِعِ طَفلَةٌ
كَمِثلِ مَهاةٍ حُرَّةٍ أُمِّ فَرقَدِ

تُراعي بِهِ نَبتَ الخَمائِلِ بِالضُحى
وَتَأوي بِهِ إِلى أَراكٍ وَغَرقَدِ

وَتَجعَلُهُ في سِربِها نُصبَ عَينِها
وَتَثني عَلَيهِ الجيدَ في كُلِّ مَرقَدِ

فَقَد أَورَثَت في القَلبِ سُقماً يَعودُهُ
عِياداً كَسُمِّ الحَيَّةِ المُتَرَدِّدِ

غَداةَ بَدَت مِن سِترِها وَكَأَنَّما
تُحَفُّ ثَناياها بِحالِكِ إِثمِدِ

وَتَبسِمُ عَن عَذبِ اللِثاتِ كَأَنَّهُ
أَقاحي الرُبى أَضحى وَظاهِرُهُ نَدِ

فَإِنّي إِلى سُعدى وَإِن طالَ نَأيُها
إِلى نَيلِها ما عِشتُ كَالحائِمِ الصَدي

إِذا كُنتَ لَم تَعبَء بِرَأيٍ وَلَم تُطِع
لِنُصحٍ وَلا تُصغي إِلى قَولِ مُرشِدِ

فَلا تَتَّقي ذَمَّ العَشيرَةِ كُلَّها
وَتَدفَعُ عَنها بِاللِسانِ وَبِاليَدِ

وَتَصفَحُ عَن ذي جَهلِها وَتَحوطُها
وَتَقمَعُ عَنها نَخوَةَ المُتَهَدِّدِ

وَتَنزِلُ مِنها بِالمَكانِ الَّذي بِهِ
يُرى الفَضلُ في الدُنيا عَلى المُتَحَمِّدِ

فَلَستَ وَإِن عَلَّلتَ نَفسَكَ بِالمُنى
بِذي سودَدٍ بادٍ وَلا كَربِ سَيِّدِ

لَعَمرُكَ ما يَخشى الخَليطُ تَفَحُّشي
عَلَيهِ وَلا أَنأى عَلى المُتَوَدِّدِ

وَلا أَبتَغي وُدَّ اِمرِئٍ قَلَّ خَيرُهُ
وَلا أَنا عَن وَصلِ الصَديقِ بِأَصيَدِ

وَإِنّي لَأُطفي الحَربَ بَعدَ شُبوبِها
وَقَد أُقِدَت لِلغَيِّ في كُلِّ مَوقِدِ

فَأَوقَدتُها لِلظالِمِ المُصطَلي بِها
إِذا لَم يَزَعهُ رَأيُهُ عَن تَرَدُّدِ

وَأَغفِرُ لِلمَولى هَناةً تُريبُني
فَأَظلِمُهُ ما لَم يَنَلني بِمَحقِدي

وَمَن رامَ ظُلمي مِنهُمُ فَكَأَنَّما
تَوَقَّصَ حيناً مِن شَواهِقِ صِندِدِ

وَإِنّي لَذو رَأيٍ يُعاشُ بِفَضلِهِ
وَما أَنا مِن عِلمِ الأُمورِ بِمُبتَدي

إِذا أَنتَ حَمَّلتَ الخَؤونَ أَمانَةً
فَإِنَّكَ قَد أَسنَدتَها شَرَّ مُسنَدِ

وَجَدتُ خَؤونَ القَومِ كَالعُرِّ يُتَّقى
وَما خِلتُ غَمَّ الجارِ إِلّا بِمَعهَدي

وَلا تُظهِرَن حُبَّ اِمرِئٍ قَبلَ خُبرِهِ
وَبَعدَ بَلاءِ المَرءِ فَاِذمُم أَوِ اِحمَدِ

وَلا تَتبَعَنَّ رَأيَ مَن لَم تَقُصُّهُ
وَلَكِن بِرَأيِ المَرءِ ذي اللُبِّ فَاِقتَدِ

وَلا تَزهَدَن في وَصلِ أَهلِ قَرابَةٍ
لِذُخرٍ وَفي وَصلِ الأَباعِدِ فَاِزهَدِ

وَإِن أَنتَ في مَجدٍ أَصَبتَ غَنيمَةً
فَعُد لِلَّذي صادَفتَ مِن ذاكَ وَاِزدَدِ

تَزَوَّد مِنَ الدُنيا مَتاعاً فَإِنَّهُ
عَلى كُلِّ حالٍ خَيرُ زادِ المُزَوِّدِ

تَمَنّى مُرَيءُ القَيسِ مَوتي وَإِن أَمُت
فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بِأَوحَدِ

لَعَلَّ الَّذي يَرجو رَدايَ وَميتَتي
سَفاهاً وَجُبناً أَن يَكونَ هُوَ الرَدي

فَما عَيشُ مَن يَرجو هَلاكي بِضائِري
وَلا مَوتُ مَن قَد ماتَ قَبلي بِمُخلِدي

وَلِلمَرءِ أَيّامٌ تُعَدُّ وَقَد رَعَت
حِبالُ المَنايا لِلفَتى كُلَّ مَرصَدِ

مَنِيَّتُهُ تَجري لِوَقتٍ وَقَصرُهُ
مُلاقاتُها يَوماً عَلى غَيرِ مَوعِدِ

فَمَن لَم يَمُت في اليَومِ لا بُدَّ أَنَّهُ
سَيَعلَقُهُ حَبلُ المَنِيَّةِ في غَدِ

فَقُل لِلَّذي يَبغي خِلافَ الَّذي مَضى
تَهَيَّء لِأُخرى مِثلِها فَكَأَن قَدِ

فَإِنّا وَمَن قَد بادَ مِنّا فَكَالَّذي
يَروحُ وَكَالقاضي البَتاتِ لِيَغتَدي


عبيد بن الابرص

الحمدان
04-22-2024, 12:02 AM
نظرتُ لليلى والسواك قد ارتوى
بريق عليه الطرف مني باكي

تمرِّرُه من فوق درِّ منضد
سناهُ لأنوار البروق يُحاكي

فقلت وقلبي قد تفطر غيرة
أيا ليتني قد كنتُ عود أراك

....

الحمدان
04-22-2024, 01:35 AM
وزارَني طيفُ من أهوى على حَذَرٍ
من الوشاةِ وداعي الصُبح قد هَتَفا

فكدتُ أوقظُ مَن حولي به فرِحًا
وكاد يهتكُ ستر الحبّ بي شغفا

ثم انتبهتُ وآمالي تُخيّبُني
نيلَ المنى فاستحالتْ غبطتي أسَفا

....

الحمدان
04-22-2024, 07:29 PM
ريحَ الحِجازِ بِحَقِّ مَن أَنشاكِ
رُدّي السَلامَ وَحَيِّ مَن حَيّاكِ

هُبّي عَسى وَجدي يَخِفُّ وَتَنطَفي
نيرانُ أَشواقي بِبَردِ هَواكِ

يا ريحُ لَولا أَنَّ فيكِ بَقِيَّةً
مِن طيبِ عَبلَةَ مُتُّ قَبلَ لِقاكِ


عنترة

الحمدان
04-22-2024, 07:29 PM
الهوى معروف شي لا ايرادي
‏و النتيجة موسفة محد حمدها

‏لو صبر راع الهوى صبر المهادي
‏الجروح تبين لو انه جحدها

الحمدان
04-22-2024, 07:30 PM
أعرني فؤادًا غير هذا الذي غدا

‏هشيماً ذرتهُ الريح كي أكمل الدربا

‏أبى الدهرُ ألاّ سِلمَ بيني وبَينهُ

‏فأشبعني لطماً وأشبعتهُ شَجبا!

الحمدان
04-22-2024, 07:31 PM
لحنُ يموت بقلبي كيف أنقذهُ ؟
وكيف يُسمع لحنُ ماله وترُ

وكيف اهرب من حزن السماءِ وانا
مثل البحيرة يحيي حزني المطر

الحمدان
04-22-2024, 07:33 PM
في الليلة التي مات فيها والد أحمد شوقي وُلِدت فيها ابنته أمينة فقال شوقي :

‏يا ليلةً سمّيتها ليلتي
‏لأنها بالناس ما مَرَّتِ

‏نبّهني المقدور في جُنْحها
‏وكُنتُ بين النومِ واليقظةِ

‏الموتُ عجلان إلى والدي
‏والوضع مُستعصٍ على زوجتي

‏حتى بدا الصُبح فولّى أبي
‏وأقبلتْ بعدَ العناءِ ابنتي

الحمدان
04-22-2024, 07:34 PM
كُلٌّ لديهِ مِن الغَرامِ نَصِيبُهُ
‏وأنا مِنَ الظَّمَأِ الرهيبِ نَصِيبي!

‏ظَمْآنُ! هل تَدرونَ كم مِن شَربةٍ
‏تَكْفي لأُطفِئَ لَوْعَتي بِحَبِيبي؟

‏لو هذهِ الأنهارُ تَجري في فمي
‏ما أَطفَأَتْ حتى أَقَلَّ لَهِيبي!

الحمدان
04-22-2024, 07:35 PM
وَأَنتِ هَمِّيَ في أَهلي وَفي سَفَري
‏وَفي الجُلوسِ وَفي الرُكبانِ إِن رَكِبوا

‏وَأَنتِ قُرَّةُ عَيني إِن نَوىً نَزَحَت
‏وَمُنيَتي وَإِلَيكِ الشَوقُ وَالطَرَبُ

الحمدان
04-22-2024, 07:36 PM
قالت يُراودُني الحنينُ
‏وليسَ عندي حيلةٌ حتى أصُدَّهْ

‏أنا كلَّما أغلقتُ بابًا للهوى
‏فتحَ الهوى بابًا جديدًا
‏مستحيلٌ أن أرُدَّهْ

‏يا حيرةً لا تنتهي
‏كبُرَ الهوى
‏يا ويلَ من بلغَ الحنينُ بقلبهِ
‏يومًا أشُدَّهْ !

عبدالعزيز جويدة

الحمدان
04-22-2024, 07:37 PM
‏لا تنجرفْ للخوفِ.. واملأ واقعي
ولربما.. سأجيء دون تراجعِ

قد يهرب الزمن الجميل صراحةً
قد تعلق الأحزان بين أصابعي

وأنا.. أحب طريقنا.. لكنّه
يحتاجُ أحياناً لضوءٍ ساطعِ

أحتاج.. أنوار المدينة.. كلها..
كي تطفئ* الأرق القديم بشارعي

الحمدان
04-22-2024, 07:39 PM
للداخلين عليَّ مِنْ باب النوى
‏لا شيء غير الموتِ بالمجانِ

‏في ما عدا جرح الخيانةِ أيّما
‏جرحٍ سُينسى لحظة الغُفرانِ

‏سأقومُ في الثلثِ الأخير من الجوى
‏والدمعُ مسحوباً من الشريانِ

‏وأحكّمُ الرحمنَ في أمر الذي
‏أكرمتُهُ فأهانني ووصلتُهُ فقلاني

‏‌
وداد العاقل

الحمدان
04-23-2024, 05:01 PM
مَدى زَمَنٌ كانَ فيهِ الفَتى
يُباهي بِما قَومُهُ أَثَّلوا

وَيَرفَعُهُ في عُيونِ الأَنامِ
وَيَخفِضُ مِن قَدرِهِ المَنزِلُ

فَلا تَقعُدَن عَن طِلابِ العُلى
وَتعذِل بِلادَكَ إِذ تَعذِلُ

فَإِنَّ الخَلائِقَ حَتّى عِداكِ
مَتى ما سَبَقتُهُمُ هَلَّلوا

فَزابِر بِجِدٍّ عَلى نَيلِها
فَلَيسَ يَخيبُ الَّذي يَعمَلُ

وَكُن رَجُلاً ناهِضاً يَنتَمي
إِلى نَفسِهِ عِندَما يُسأَلُ

فَلَستَ الثِيابَ الَّتي تَرتَدي
وَلَستَ الأَسامي الَّتي تَحمِلُ

وَلَستَ البِلادَ الَّتي أَنبَتَتكَ
وَلَكِنَّما أَنتَ ما تَفعَلُ

إِذا كُنتَ مِن وَطَنٍ خامِلٍ
وَفُزتَ فَأَنتَ الفَتى الأَفضَلُ


اياليا معوض

الحمدان
04-23-2024, 05:26 PM
لِمَنِ الدِيارُ تَنوحُ فيها الشَمأَلُ
ما ماتَ أَهلوها وَلَم يَتَرَحَّلوا

ماذا عَراها ما دَها سُكّانَها
يا لَيتَ شِعري كُبِّلوا أَم قُتِّلوا

مَثَّلتُها فَتَمَثَّلَت في خاطِري
دِمَناً لِغَيرِ الفِكرِ لا تَتَمَثَّلُ

تَمشي الصَبا مِنها بِرَسمٍ دارِسٍ
لا رِكزَ فيهِ كَأَنَّما هِيَ هَوجَلُ

وَإِذا تَأَمَّلَ زائِرٌ آثارَها
شَخَصَت إِلَيهِ كَأَنَّها تَتَأَمَّلُ

أَصبَحتُ أَندُبُ أُسدَها وَظِبائَها
وَلَطالَما أَبصَرتَني أَتَغَزَّلُ

أَيّامَ أَنظُرُ في الحِمى مُتَهَلِّلاً
وَأَرى الدِيارَ كَأَنَّها تَتَهَلَّلُ

وَأَروحُ في ظِلِّ الشَبابِ وَأَغتَدي
جَذلانَ لا أَشكو وَلا أَتَعَلَّلُ

إِذ كُلُّ طَيرٍ صادِحٌ مُتَرَنِّمٌ
إِذ كُلُّ غُصنٍ يانِعٌ مُتَهَدِّل
وَالأَرضُ كاسِيَةٌ رِداءً أَخضَراً
فَكَأَنَّها ديباجَةٌ أَو مَخمَلُ

يَجري بِها فَوقَ الجُمانِ مِنَ الحَصى
بَينَ الزَبَرجَدِ وَالعَقيقِ الجَدوَلُ

وَالزَهرُ في الجَنّاتِ فَيّاحُ الشَذا
بِنَدَى الصَباحِ مُتَوَّجٌ وَمُكَلَّلُ

وَالشَمسُ مُشرِقَةٌ يَلوحُ شُعاعُها
خَلَلَ الغُضونِ كَما تَلوحُ الأَنصُلُ

وَالظِلُّ مَمدودٌ عَلى جَنَباتِها
وَالماءُ مَغمورٌ بِهِ المُخضَوضِلُ

لِلَّهِ كَيفَ تَبَذَّلَت آياتُها
مَن كانَ يَحسَبُ أَنَّها تَتَبَذَّلُ

زَحَفَ الجَرادُ بِقَضِّهِ وَقَضيضِهِ
سَيرَ الغَمامِ إِذا زَفَتهُ الشَمأَلُ

حَجَبَ السَماءَ عَنِ النَواظِرِ وَالثَرى
فَكَأَنَّهُ اللَيلُ البَهيمُ الأَليَلُ

مِن كُلِّ طَيّارٍ أَرَقَّ جَناحَهُ
لَفحُ الحَرورِ وَطولُ ما يَتَنَقَّلُ

عَجِلٍ إِلى غاياتِهِ مُستَوفِزٌ
أَبَداً يَشُدّدُ العَجزَ مِنهُ الكَلكَلُ

خَشِنِ الإِهابِ كَأَنَّهُ في جَوشَنٍ
وَكَأَنَّما في كُلِّ عُضوٍ مِنجَلُ

وَكَأَنَّما حَلَقُ الدُروعِ عُيونُهُ
وَكَأَنَّهُنَّ شَواخِصاً تَتَخَيَّلُ

مَصقولَةٌ صَقلَ الزُجاجِ يَخالُها
في مَعزِلٍ عَن جِسمِهِ المُستَقبِلُ

وَمِنَ العَجائِبِ مَع صَفاءِ أَديمِها
ما إِن تَرِفُّ كَأَنَّما هِيَ جَندَلُ

ضَيفٌ أَخَفَّ عَلى الهَواءِ مِنَ الهَوا
لَكِنَّهُ في الأَرضِ مِنها أَثقَلُ

مَلَأَ المَسارِحَ وَالمَطارِحَ وَالرُبى
فَإِذا خَطَت فَعَلَيهِ تَخطو الأَرجُلُ

حَصَدَ الَّذي زَرَعَ الشُيوخَ لِنَسلِهِم
وَقَضى عَلى القُطّانِ أَن يَتَحَوَّلوا

ما ثَمَّ مِن فَنَنٍ إِلى أَوراقِهِ
يَأوي إِذا اِشتَدَّ الهَجيرُ البُلبُلُ

وَإِذا القَضاءُ رَمى البِلادَ بِبُؤسِهِ
جَفَّ السَحابُ بِها وَجَفَّ المَهَلُ

وَقَعَ الَّذي كُنّا نَخافُ وُقوعَهُ
فَعَلى المَنازِلِ وَحشَةٌ لا تَرحَلُ

أَشتاقُ لَو أَدري بِحالَةِ أَهلِها
فَإِذا عَرَفتُ وَدِدتُ أَنّي أَجهَلُ

لَم تُبقِ أَرجالُ الدَبى في أَرضِهِم
ما يُستَظَلُّ بِهِ وَلا ما يُؤكَلُ

أَمسَت سَمائُهُمُ بِغَيرِ كَواكِبٍ
وَلَقَد تَكونُ كَأَنَّها لا تَأفَلُ

يَمشونَ في نورِ الضُحى وَكَأَنَّهُم
في جُنحِ لَيلٍ حالِكٍ لا يَنصُلُ

فَإِذا اِضمَحَلَّ النورُ وَاِعتَكَرَ الدُجى
فَالخَوفُ يَعلو بِالصُدورِ وَيَسفَلُ

يَتَوَسَّلونَ إِلى الظَلومِ وَطالَما
كانَ الظَلومُ إِلَيهِم يَتَوَسَّلُ

أَمسى الدَخيلُ كَأَنَّهُ رَبُّ الحِمى
وَاِبنُ البِلادِ كَأَنَّهُ مُتَطَفِّلُ

يَقضي فَهَذا في السُجونِ مُغَيَّبٌ
رَهنٌ وَهَذا بِالحَديدِ مُكَبَّلُ

وَيَرى الجَمالَ كَأَنَّما هُوَ لا يُرى
وَيَرى العُيوبَ كَأَنَّما هُوَ أَحوَلُ

حالٌ أَشَدُّ عَلى النُفوسِ مِنَ الرَدى
الصابُ شَهدٌ عِندَها وَالحَنظَلُ

مالي أَنوحو عَلى البِلادِ كَأَنَّما
في كُلِّ أَرضٍ لي أَخٌ أَو مَنزِلُ

يا لَيتَ كَفّاً أَضرَمَت هَذي الوَغى
يَبِسَت أَنامِلُها وَشُلَّ المِفصَلُ

تَتَحَوَّلُ الأَفلاكُ عَن دَوَرانِها
وَالشَرُّ في الإِنسانِ لا يَتَحَوَّلُ

ما زالَ حَتّى هاجَها مَن هاجَها
حَرباً يَشيبُ لَها الرَضيعُ المُحوِلُ

فَالشَرقُ مُرتَعِدُ الفَرائِصِ جازِعٌ
وَالغَربُ مِن وَقَعاتِها مُتَزَلزِلُ

وَالأَرضُ بِالجُردِ الصَواهِلِ وَالقَنا
مَلأى تَجيشُ كَما تَجيشُ المِرجَلُ

وَالطَودُ آفاتٌ تَلوحُ وَتَختَفي
وَالسَهلُ أَرصادٌ تَجيءُ وَتَقفُلُ

وَالجَوُّ بِالنَقعِ المُثارِ مُلَثَّمٌ
وَالبَحرُ بِالسُفُنِ الدَوارِعِ مُثقَلُ

في كُلِّ مُنفَرِجِ الجَوانِبِ جَحفَلٌ
لَجِبٌ يُنازِعُهُ عَلَيهِ جَحفَلُ

ماتَ الحَنانُ فَكُلُّ شَيءٍ قاتِلٌ
وَقَسا القَضاءُ فَكُلُّ عُضوٍ مَقتَلُ

فَمُعَقَّرٌ بِثِيابِهِ مُتَكَفِّنٌ
وَمُجَرَّحٌ بِدِمائِهِ مُتَسَربِلُ

كَم ناكِصٍ عَن مَأزَقٍ خَوفَ الرَدى
طَلَعَ الرَدى مِنَ خَلفِهِ يَتَصَلصَلُ

شَقِيَ الجَميعُ بِها وَعَزَّ ثَلاثَةٌ
ذِئبُ الفَلاةِ وَنَسرُها وَالأَجدَلُ

حامَت عَلى الأَشلاءِ في ساحاتِها
فَرَقاً تَعِلُّ مِنَ الدِماءِ وَتَنهَلُ

لَهَفي عَلى الآباءِ كَيفَ تَطَوَّحوا
لَهَفي عَلى الشُبّانِ كَيفَ تَجَندَلوا

حَربٌ جَناها كُلُّ عاتٍ غاشِمٍ
وَجَنى مَرارَتَها الضَعيفُ الأَعزَلُ

ما لّضَعيفِ مَعَ القَوِيِّ مَكانَةٌ
إِنَّ القَوِيَّ هُوَ الأَحَبُّ الأَفضَلُ

تَتَنَصَّلُ السُوّاسُ مِن تَبِعاتِها
إِنَّ البَريءَ الذَيلِ لا يَتَنَصَّلُ

قَد كانَ قَتلُ النَفسِ شَرَّ جَريمَةٍ
وَاليَومَ يُقتَلُ كُلُّ مَن لا يُقتَلُ

وَالمالِكونَ عَلى الخَلائِقِ عَدلُهُم
جَورٌ فَكَيفَ إِذا هُم لَم يَعدِلوا

كَتَبوا بِمَسفوكِ النَجيعِ نُعوتَهُم
وَبَنوا عَلى الجُثَثِ العُروشَ وَأَثَّلوا

صَرَفَ الجُنودَ عَنِ المُلوكِ وَظُلمِهِم
قَولُ المُلوكِ لَهُم جُنودٌ بُسَّلُ

يا شَرَّ آفاتِ الزَمانِ المُنقَضي
لا جاءَنا فيكِ الزَمانُ المُقبِلُ

إِن أَبكِ سورِيّا فَقَبلِيَ كَم بَكى
أَعشى مَنازِلَ قَومِهِ وَالأَخطَلُ

ما بي الدِيارُ وَإِنَّما قُطّانُها
إِنَّ النُفوسَ لَها المَقامُ الأَوَّلُ

يا قَومُ إِن تَنسو فَلا تَنسوهُمُ
أَو تَبخَلوا فَعَلَيهِمُ لا تَبخَلوا

لَبّوا نِداءَ ذَوي المُروأَةِ وَالنَدى
لِيُقالَ أُمُّ الشَأمِ أُمٌّ مُشبِلُ

لا تَبتَغوا شُكرَ الأَنامِ وَأَجرَهُم
عَفوُ الإِلَهِ هُوَ الثَناءُ الأَجزَلُ

في كُلِّ يَومٍ بَينَكُم مُستَرفِدٌ
أَو طالِبٌ أَو راهِبٌ مُتَجَوِّلُ

يائتيكُمُ بادي الوِفاضِ فَيَنثَني
وَكَأَنَّما في بُردِهِ المُتَوَكِّلُ

يَبني بِمالِكُمُ القُصورَ لِأَهلِهِ
وَقُصورُكُم أَثوابُكُم وَالمَعمَل

قَد حانَ أَن تَستَيقِظوا فَاِستَيقِظوا
كَم تَخجَلونَ وَكُلُّهُم لا يَخجَلُ

يا لَيتَ مَن بَذَلوا نُضارَهُم لِمَن
خَبَأوهُ في أَكياسِهِم لَم يَبذُلوا

بَل لَيتَهُم جادوا عَلى ذي فاقَةٍ
فَحَرىً بِعَطفِ المُحسِنينَ المُرمِلُ

يا مَن نُريدُ صَلاحَهُ وَصَلاحَنا
إِنَّ العُدولَ عَنِ الهَوى بِكَ أَجمَلُ

أَيَبيتُ قَومُكَ فَوقَ أَشواكِ الغَضى
وَتَبيتُ تَخطُرُ بِالحَريرِ وَتَرفُلُ

أَينَ الهُدى يا مَن يُبَشِّرُ بِالهُدى
أَينَ التُقى يا أَيُّها المُزَّمِّل

ظَنَّت بِكَ الناسُ الظُنونَ وَإِنَّني
لَأَخافُ بَعدَ الظَنِّ أَن يَتَقَوَّلوا

لَكَ مُقلَةٌ فَاِنظُر بِها مُتَأَمِّلاً
قَد يَستَفيدُ الناظِرُ المُتَأَمِّلُ

لا قَدرَ لِلجُهَلاءِ حَتّى يَعمَلوا
لافَضلَ لِلعُلَماءِ حَتّى يَعمَلوا

سُكّانَ لُبنانَ العَزيزَ وَجِلَّقٍ
حَيّاكُمُ عَنّا النَسيمُ المُرسَلُ

لا نابَ غَيرَ عَدُوِّكُم ما نابَكُم
وَبَلَغتُمُ ما تَأمَلونَ وَنَأمَلُ

كَم تَتَّقونَ الطارِئاتِ وَنَتَّقي
كَم تَحمِلونَ الكارِثاتِ وَنَحمِلُ

لَو يَعقِلُ القَدَرُ الخَأونُ عَزَلتُهُ
وَعَذَلتُهُ لَكِنَّهُ لا يَعقِلُ

أَبكي وَأَستَبكي العُيونَ عَلَيكُمُ
أَيُّ الدُموعِ عَليكُمُ لا تَهطِلُ

إِن تَغفَلِ الدُنيا وَيَغفَل أَهلُها
عَنكُم فَخالِقُ أَهلِها لا يَغفَلُ



إيليا معوض

الحمدان
04-23-2024, 05:26 PM
يالَيتَما رَجَعَ الزَمانُ الأَوَّلُ
زَمَنُ الشَبابِ الضاحِكُ المُتَهَلِّلُ

عَهدٌ تَرَحَّلَتِ البَشاشَةُ إِذ مَضى
وَأَتى الأَسى فَآقامَ لا يَتَرَحَّلُ

وَلّى الصِبا وَتَبَدَّدَت أَحلاُهُ
أَودى بِهِ وَبِها قَضاءٌ حَوَّلُ

حَصَدَت أَنامُلُهُ المُنى فَتَساقَطَت
صَرعى كَما حَصَدَ السَنابِلَ مِنجَلُ

فَالروحُ قيثارٌ وَهَت وَتَقَطَّعَت
أَوتارُهُ وَالقَلبُ قَفرٌ مُمحِلُ

وَالشيبُ يَضحَكُ بَرقُهُ في لِمَتي
هَذي الضَواحِكُ يا فُؤادي أَنصَلُ

أَشتاقُ عَصرُكِ يا شَبيبَةُ مِثلَما
يَشتاقُ لِلماءِ النُمَيرِ الأَيِّلُ

إِذا كانَتِ الدُنيا بَِعَيني هَيكَلاً
فيهِ الإِهاتُ الجَمالِ تَرتُلُ

مِن كُلِّ حَسناءَ كَأَنَّ حَديثَها
السَلوى أَوِ الوَحيُ الطَهورُ المُنزَلُ

وَأَنا وَصَحبِيَ لا نُفَكِّرُ في غَدٍ
فَكَأَنَّ لَيسَ غَدٌ وَلا مُستَقبَلُ

نَلهو وَنَلعَبُ لا نُبالي ضَمَّنا
كوخٌ حَقيرٌ أَم حَوانا مَنزِلُ

نَتَوَهَّمُ الدُنيا لِفَرطِغُرورِنا
كَمُلَت بِنا وَلِغَيرِنا لا تَكمُلُ

وَنَخالُ أَنَّ البَدرَ يَطلِعُ في الدُجى
كَيما يُسامِرُنا فَلا نَتَمَلمَلُ

وَنَظُنُّ أَنَّ الرَوضَ يَنشُرُ عِطرَهُ
مِن أَجلِنا وَلَنا يُغَنّي البُلبُلُ

فَكَأَنَّما الأَزهارُ سِربَ كَواعِبٍ
وَكَأَنَّما هُوَ شاعِرٌ يَتَغَزَّلُ

في كُلِّ مَنظورٍ نَراهُ مَلاحَةً
وَسَعادَةً في كُلِّ ما نَتَخَيَّلُ

لا شَيءَ يُزعِجُ في الحَياةِ نُفوسَنا
لا طارِئٌ لا عارِضٌ لا مُشكِلُ

فَكَأَنَّنا في عالَمٍ غَيرِ الَّذي
تَتَزاحَمُ الأَيدي بِهِ وَالأَرجُلُ

وَكَأَنَّنا رَهَطُ الكَواكِبِ في الفَضا
مَهما جَرى في الأَرضِ لا تَتَزَلزَلُ

الناسُ في طَلَبِ المَعاشِ وَهَمُّنا
كَأسٌ مُشَعشَعَةٌ وَطَرفٌ أَكحَلُ

كَم عَنَّفونا في الهَوى وَاِستَرسَلوا
لَو أَنَّهُم عَزَفوا الهَوى لَم يَعذِلوا

وَلَوَ اِنَّهُم ذاقوا كَما ذُقن الرُأى
شَبِعَت نُفوسُهُم وَإِن لَم يَأكُلوا

زَعَموا تَبَذَّلنا وَلَم يَتَبذَّلوا
إِنَّ الحَقيقَةَ كُلُّنا مُتَبَذِّلُ

حُرِموا لَذاذاتِ الهُيامِ وَفاتَنا
دَرَكُ الحُطامِ فَأَيُّنا هُوَ أَجهَلُ

إِنّي تَأَمَّلتُ الأَنامَ فَراعَني
كَيفَ الحَياةُ بِهِم تَجُدُّ وَتَهزُلُ

لا يَضبُطونَ مَعَ الصُروفِ قَيادَهُم
إِلّا كَما ضَبَطَ المِياهَ المِنخَلُ

بَينا الفَتى مِلءَ النَواظِرِ وَالنُهى
فَإِذا بِهِ رَقمٌ خَفِيٌّ مُهمَلُ

يا صاحِبي وَالعُمرُ ظَلَّ زائِلٌ
إِن كُنتَ تَأمَلُ فيهِ أَو لا تَأمَلُ

الذِكرُ أَثمَنُ ما اِقتَنَيتَ وَتَقتَني
وَالحُبُّ أَنفَسُ ما بَذَلتَ وَتَبذُلُ

قيلَ اِغتَنى زَيدٌ فَلَيتَكَ مِثلَهُ
أَنا مِثلُهُ إِن لَم أَقُل أَنا أَفضَلُ

الشَمسُ لي وَلَهُ وَلَألاءُ الضُحى
وَالنَيِّراتُ وَمِثلُنا المُتَسَوِّلُ

أَمّا النُضارُ فَإِنَّهُ يا صاحِبي
عَرَضٌ يَزولُ وَسِعَةٌ تَتَنَقَّلُ

ما دُمتُ في صَحبي وَدامَ وَفائُهُم
فَأَنا الغَنِيُّ الحَقُّ لا المُتَمَوِّلُ

أَنا لَستُ أَعدَلُ بِالمَناجِمِ واحِداً
وَأَبيعُ مَن عَقَلوا بِما لا يُعقَلُ



إيليا معوض

الحمدان
04-23-2024, 05:26 PM
أَقامَت لَدى مَرآتِها تَتَأَمَّلُ
عَلى غَفلَةٍ مِمَّن يَلومُ وَيَعذِلُ

وَبَينَ يَدَيها كُلَّما يَنبَغي لِمَن
يُصَوِّرُ أَشباحَ الوَرى وَيُمَثِّلُ

مِنَ الغيدِ تَقلي كُلَّ ذاتِ مَلاحَةٍ
كَما باتَ يَقلي صاحِبَ المنالِ مُرمِلُ

تَغارُ إِذا ما قيلَ تِلكَ مَليحَةٌ
يَطيبُ بِها لِلعاشِقينَ التَغَزُّلُ

فَتَحمَرُّ غَيظاً ثُمَّ تَحمَرِّ غَيرَةً
كَأَنَّ بِها حُمّى تَجيءُ وَتُقفِلُ

وَتُضمِرُ حِقداً لِلمُحَدِّثِ لَو دَرى
بِهِ ذَلِكَ المِسكينُ ما كادَ يَهزُلُ

أَثارَ عَلَيهِ حِقدَها غَيرَ عامِدٍ
وَحِقدُ الغَواني صارِمٌ لا يَفلُلُ

فَلَو وَجَدَت يَوماً عَلى الدَهرِ غادَةً
لَأَوشَكَ مِن غَلَوائِهِ يَتَحَوَّلُ

فَتاةٌ هِيَ الطاوُوُسُ عُجباً وَذَيلُها
وَلَم يَكُ ذَيلاً شَعرُها المُتَهَدِّلُ

سَعَت لِاِحتِكارِ الحُسنِ الحُسنِ فيها بِأَسرِهِ
وَكَم حاوَلَت حَسناءُ ما لا يُؤَمَّلُ

وَتَجهَلُ أَنَّ الحُسنَ لَيسَ بِدائِمٍ
وَإِن هُوَ إِلّا زَهرَةٌ سَوفَ تَذبُلُ

وَأَنَّ حَكيمَ القَومِ يَأنَفُ أَن يَرى
أَسيرَ طِلاءٍ بَعدَ حينٍ سَيَنصُلُ

وَكُلُّ فَتىً يَرضى بِوَجهِ مُنَمِّقٍ
مِنَ الناعِماتِ البيضِ فَهوَ مُغَفَّلُ

إِذا كانَ حُسنُ الوَجهِ يُدعى فَضيلَةً
فَإِنَّ جَمالَ النَفسِ أَسمى وَأَفضَلُ

وَلَكِنَّما أَسماءُ بِالغيدِ تَقتَدي
وَكُلُّ الغَواني فِعلُ أَسماءَ تَفعَلُ

فَلَو أَمِنَت سُخطَ الرِجالِ وَأَيقَنَت
بِسُخطِ الغَواني أَوشَكَت تَتَرَجَّلُ

قَدِ اِتَّخَذَت مَرآتَها مُرشِداً لَها
إِذا عَنَّ أَمرٌ أَو تَعَرَّضَ مُشكِلُ

وَما ثَمَّ مِن أَمرٍ عَويصٍ وَإِنَّما
ضَعيفُ النُهى في وَهمِهِ السَهلِ مُعضِلُ

تُكَتِّمُ عَمَّن يَعقِلُ الأَمرَ سِرَّها
وَلَكِنَّها تَفشيهِ ما لَيسَ يَعقِلُ

فَلَو كانَتِ المِرآةُ تَحفَظُ ظِلَّها
رَأَيتَ بِعَينَيكَ الَّذي كُنتَ تَجهَلُ

وَزادَ بِها حُبُّ التَبَرُّجِ أَنَّهُ
حَبيبٌ إِلى فِتيانِ ذا العَصرِ أَوَّلُ

أَلَمّوا بِهِ حَتّى لَقَد أَشبَهوا الدُمى
فَما فاتَهُم وَاللَهِ إِلّا التَكَحُّلُ

فَتى العَصرِ أَضحى في تَطَّريهِ حُجَّةً
تُقاتِلُنا فيها النِساءُ فَتَقتُلُ

إِذا اِبتَذَلَت حَسناءُ ثُمَّ عَذَلَتها
تَوَلَّت وَقالَت كُلُّكُم مُتَبَذِّلُ



إيليا معوض

الحمدان
04-23-2024, 05:27 PM
جَلَستُ أُناجي روحَ أَحمَدَ في الدُجى
وَلِلهَمِّ حَولي كَالظَلامِ سُدولُ

أُفَكِّرُ في الدُنيا وَأَبحَثُ في الوَرى
وَعَينِيَ ما بَينَ النُجومِ تَجولُ

طَويلاً إِلى أَن نالَ مِن خاطِري الوَنى
وَرانَ عَلى طَرفي الكَليلِ ذُبولُ

فَأَطرَقتُ أَمشي في سُطورِ كِتابِهِ
بِطَرفي فَأَلفَيتُ السُطورَ تَقولُ

سِوى وَجَعِ الحُسّادِ دَوِ فَإِنَّهُ
إِذا حَلَّ في قَلبٍ فَلَيسَ يَحولُ

فَلا تَطمَعنَ مِن حاسِدٍ في مَوَدَّةٍ
وَإِن كُنتَ تُبديها لَهُ وَتُنيلُ



إيليا معوض

الحمدان
04-23-2024, 05:27 PM
بِعَيشِكَ هَل جُزيتَ عَنِ القَوافي
بِغَيرِ أَجَدتَ أَو لا فُضَّ فوكَ

جَزاأُكَ مِن كَريمٍ أَو بَخيلٍ
رَقيقاً كانَ شِعرُكَ أَو رَكيكا

كَلامٌ لَيسَ يُغني عَنكَ شَيئاً
إِذا لَم يَقتُلِ الآمالَ فيكا

وَرُبَّتَما يَمُنُّ عَلَيكَ قَومٌ
كَأَنَّكَ قَد غَدَوتَ بِهِم مَليكا

إِذا أَرسَلتَ قافِيَةً شَروداً
فَقَد أَيقَظتَ في الناسِ الشُكوكا

وَقَد تُبلى بِأَحمَقَ يَدعيها
فَإِن تَغضَب لِذَلِكَ يَدعيكا


إيليا معوض
لبنان

الحمدان
04-23-2024, 05:27 PM
أَيُّ شَيءٍ في العيدِ أُهدي إِلَيكِ
يا مَلاكي وَكُلُّ شَيءٍ لَدَيكِ

أَسِواراً أَم دُمُلجاً مِن نُضارٍ
لا أُحِبُّ القُيودَ في مِعصَمَيكِ

أَمخُموراً وَلَيسَ في الأَرضِ خَمرٌ
كَالَّتي تَسكُبينَ مِن لَحظَيكِ

أَم وُروداً وَالوَردُ أَجمَلُهُ عِندي
الَّذي قَد نَشَقتُ مِن خَدَّيكِ

أَم عَقيقاً كَمُهجَتي يَتَلَظّى
وَالعَقيقُ الثَمينُ في شَفَتَيكِ

لَيسَ عِندي شَيءٌ أَعَزُّ مِنَ الروحِ
وَروحي مَرحونَةٌ في يَدَيكِ


إيليا معوض

الحمدان
04-23-2024, 05:27 PM
لَمَّا رَأَيْتُ الْوَرْدَ فِي خَدَّيْكِ
وَشَقَائِقَ النُّعْمَانِ فِي شَفَتَيْكِ

وَعَلَى جَبِينِكِ مِثْلَ قَطْرَاتِ النَّدَى
وَالنَّرْجِسَ الْوَسْنَانَ فِي عَيْنَيْكِ

وَنَشَقْتُ مِنْ فَوْدَيْكِ نَدًّا عَاطِرًا
لَمَّا مَشَتْ كَفَّاكِ فِي فَوْدَيْكِ

وَرَأَيْتُ رَأْسَكِ بِالْأَقَاحِ مُتَوَّجًا
وَالْفُلَّ طَاقَاتٍ عَلَى نَهْدَيْكِ

وَسَمِعْتُ حَوْلَكِ هَمْسَ نَسْمَاتِ الصَّبَا
عِنْدَ الصَّبَاحِ تَهُزُّ مِنْ عِطْفَيْكِ

أَيْقَنْتُ أَنَّكِ جَنَّةٌ خَلَّابَةٌ
فَحَنَنْتُ مِنْ بَعْدِ الْمَشِيبِ إِلَيْكِ

وَلِذَاكَ قَدْ صَيَّرْتُ قَلْبِي نَحْلَةً
يَا جَنَّتِي حَتَّى يَحُومَ عَلَيْكِ

رُوحِي فِدَاؤُكِ إِنَّهَا لَوْ لَمْ تَكُنْ
فِي رَاحَتَيْكِ هَوَتْ عَلَى قَدَمَيْكِ


إيليا معوض

الحمدان
04-23-2024, 05:43 PM
قد حاولت حجب الملاحة عنّنا
فتحصّنت في برقعٍ وحجابِ

لكنّما حسن المليحة واضحٌ
كالشمس تضوي من وراء سحابِ

الحمدان
04-23-2024, 05:52 PM
أَلَمَّت وَهَل إِلمامُها لَكَ نافيعُ
وَزارَت خَيالاً وَالعُيونُ هَواجِعُ

بِنَفسِيَ مَن تَنأى وَيَدنو اِدِّكارُها
وَيَبذُلُ عَنها طَيفُها وَتُمانِعُ

خَليلَيَّ أَبلاني هَوى مُتَلَوِّنٍ
لَهُ شيمَةٌ تَأبى وَأُخرى تُطاوِعُ

وَحَرَّضَ شَوقي خاطِرُ الريحِ إِذ سَرى
وَبَرقٌ بَدا مِن جانِبِ الغَربِ لامِعُ

وَما ذاكَ أَنَّ الشَوقَ يَدنو بِنازِحٍ
وَلا أَنَّني في وَصلِ عَلوَةَ طامِعُ

خَلا أَنَّ شَوقاً ما يُغِبُّ وَلَوعَةً
إِذا اِضطَرَمَت فاضَت عَلَيها المَدامِعُ

عَلاقَةُ حُبٍّ كُنتُ أَكتُمُ بَثَّها
إِلى أَن أَذاعَتها الدُموعُ الهَوامِعُ

إِذا العَينُ راحَت وَهيَ عَينٌ عَلى الجَوى
فَلَيسَ بِسِرٍّ ما تُسِرُّ الأَضالِعُ

فَلا تَحسِبا أَنّي نَزَعتُ وَلَم أَكُن
لِأَنزِعَ عَن إِلفٍ إِلَيهِ أُنازِعُ

وَإِنَّ شِفاءَ النَفسِ لَو تَستَطيعُهُ
حَبيبٌ مَواتٍ أَو شَبابٌ مُراجِعُ

ثَنى أَمَلي فَاِحتازَهُ مِن مَعاشِرٍ
يَبيتونَ وَالآمالُ فيهِم مَطامِعُ

جَنابٌ مِنَ الفَتحِ بنِ خاقانَ مُمرِعٌ
وَفَضلٌ مِنَ الفَتحِ بنِ خاقانَ واسِعُ

أَغَرُّ لَهُ مِن جودِهِ وَسَماحِهِ
ظَهيرٌ عَلَيهِ مايَخيبُ وَشافِعُ

وَلَمّا جَرى لِلمَجدِ وَالقَومُ خَلفَهُ
تَغَوَّلَ أَقصى جُهدِهِم وَهوَ وادِعُ

وَهَل يَتَكافا الناسُ شَتّى خِلالُهُم
وَما تَتَكافا في اليَدَينِ الأَصابِعُ

يُبَخِّلُ إِجلالاً وَيُكبَرُ هَيبَةً
أَصيلُ الحِجى فيهِ تُقىً وَتَواضُعُ

إِذا اِرتَدَّ صَمتاً فَالرُؤوسُ نَواكِسٌ
وَإِن قالَ فَالأَعناقُ صورٌ خَواضِعُ

وَتَسوَدُّ مِن حَملِ السِلاحِ وَلُبسِهِ
سَرابيلُ وَضّاحٍ بِهِ المِسكُ رادِعُ

مُنيفٌ عَلى هامِ الرِجالِ إِذا مَشى
أَطالَ الخُطى بادي البَسالَةِ رائِعُ

وَأَغلَبُ ماتَنفَكُّ مِن يَقَظاتِهِ
رَبايا عَلى أَعدائِهِ وَطَلائِعُ

جَنانٌ عَلى ما جَرَّتِ الحَربُ جامِعٌ
وَصَدرٌ لِما يَأتي بِهِ الدَهرُ واسِعُ

يَدٌ لِأَميرِ المُؤمِنينَ وَعُدَّةٌ
إِذا اِلتاثَ خَطبٌ أَو تَغَلَّبَ خالِعُ

مُغامِسُ حَربٍ ماتَزالُ جِيادُهُ
مُطَلَّحَةً مِنها حَسيرٌ وَظالِعُ

جَديرٌ بِأَن تَنشَقَّ عَن ضَوءِ وَجهِهِ
ضَبابَةُ نَقعٍ تَحتَهُ المَوتُ ناقِعُ

وَأَن يَهزِمَ الصَفَّ الكَثيفَ بِطَعنَةٍ
لَهُ عامِلٌ في إِثرِها مُتَتابِعُ

تَذودُ الدَنايا عَنهُ نَفسٌ أَبِيَّةٌ
وَعَزمٌ كَحَدِّ الهِندُوانِيِّ قاطِعُ

بَعيدُ مَقيلِ السِرِّ لايَقبَلُ الَّتي
يُحاوِلُها مِنهُ الأَريبُ المُخادِعُ

وَمُكتَتِمُ التَدبيرِ لَيسَ بِظاهِرٍ
عَلى سِرِّهِ الرَأيُ الَّذي هُوَ تابِعُ

وَلا يَعلَمُ الأَعداءُ مِن فَرطِ عَزمِهِ
مَتى هُوَ مَصبوبٌ عَلَيهِم فَواقِعُ

خَلائِقُ ما تَنفَكُّ توقِفُ حاسِداً
لَهُ نَفَسٌ في إِثرِها مُتَراجِعُ

وَلَن يَنقُلَ الحُسّادُ مَجدَكَ بَعدَ ما
تَمَكَّنَ رَضوى وَاِطمَأَنَّ مُتالِعُ

أَأَكفُرُكَ النَعماءَ عِندي وَقَد نَمَت
عَلَيَّ نُمُوَّ الفَجرِ وَالفَجرُ ساطِعُ

وَأَنتَ الَّذي أَعزَزتَني بَعدَ ذِلَّتي
فَلا القَولُ مَخفوضٌ وَلا الطَرفُ خاشِعُ

وَأَغنَيتَني عَن مَعشَرٍ كُنتُ بُرهَةً
أُكافِحُمُ عَن نَيلِهِم وَأُقارِعُ

فَلَستُ أُبالي جادَ بِالعُرفِ باذِلٌ
عَلى راغِبٍ أَو ضَنَّ بِالخَيرِ مانِعُ

وَأَقصَرتُ عَن حَمدِ الرِجالِ وَذَمِّهِم
وَفيهِم وُصولٌ لِلإِخاءِ وَقاطِعُ

أَرى الشُكرَ في بَعضِ الرِجالِ أَمانَةً
تَفاضَلُ وَالمَعروفُ فيهِم وَدائِعُ

وَلَم أَرَ مِثلِ أَتبَعَ الحَمدَ أَهلَهُ
وَجازى أَخا النُعمى بِما هُوَ صانِعُ

قَصائِدُ ماتَنفَكُّ فيها غَرائِبٌ
تَأَلَّقُ في أَضعافِها وَبَدائِعُ

مُكَرَّمَةُ الأَنسابِ فيها وَسائِلٌ
إِلى غَيرِ مَن يُحبى بِها وَذَرائِعُ

تَنالُ مَنالَ اللَيلِ في كُلِّ وِجهَةٍ
وَتَبقى كَما تَبقى النُجومُ الطَوالِعُ

إِذا ذَهَبَت شَرقاً وَغَرباً فَأَمعَنَت
تَبَيَّنتَ مَن تَزكو لَدَيهِ الصَنائِعُ



البحتري

الحمدان
04-23-2024, 05:52 PM
يا واحِدَ الخُلَفاءِ غَيرَ مُدافَعٍ
كَرَماً وَأَحسَنَهُم نَداً وَصَنيعا

أَنتَ المُطاعُ فَإِن سُئِلتَ رَغيبَةً
أَلفَيتَ لِلراجي نَداكَ مُطيعا

إِنّي أُريدُكَ أَن تَكونُ ذَريعَةً
في حاجَتي وَوَسيلَةً وَشَفيعا

ما سالَها أَحَدٌ سِوايَ خَليفَةً
في الناسِ مَرئِيّاً وَلا مَسموعا

لَو لَم أَمُتَّ بِها إِلَيكَ بَديعَةً
ما كُنتَ في كَرَمِ الفَعالِ بَديعا


البحتري

الحمدان
04-23-2024, 05:53 PM
شَوقٌ إِلَيكَ تَفيضُ مِنهُ الأَدمُعُ
وَجَوىً عَلَيكَ تَضيقُ مِنهُ الأَضلُعُ

وَهَوىً تُجَدِّدُهُ اللَيالي كُلَّما
قَدُمَت وَتَرجِعُهُ السِنونَ فَيَرجَعُ

إِنّي وَما قَصَدَ الحَجيجُ وَدونَهُم
خَرقٌ تَخُبُّ بِهِ الرِكابُ وَتوضِعُ

أُصفيكَ أَقصى الوِدِّ غَيرَ مُقَلَّلِ
إِن كانَ أَقصى الوِدِّ عِندَكِ يَنفَعُ

وَأَراكِ أَحسَنَ مَن أَراهُ وَإِن بَدا
مِنكِ الصُدودُ وَبانَ وَصلُكِ أَجمَعُ

يَعتادُني طَربي إِلَيكِ فَيَغتَلي
وَجدي وَيَدعوني هَواكِ فَأَتبَعُ

كَلِفٌ بِحُبِّكِ مولَعٌ وَيَسُرُّني
أَنّي امرُؤٌ كَلِفٌ بِحُبِّكِ مولَعُ

شَرَفاً بَني العَبّاسِ إِنَّ أَباكُمُ
عَمُّ النَبِيِّ وَعيصُهُ المُتَفَزِّعُ

إِنَّ الفَضيلَةَ لِلَّذي اِستَسقى بِهِ
عُمَرٌ وَشُفِّعَ إِذ غَدا يَستَشفِعُ

وَأَرى الخِلافَةَ وَهيَ أَعظَمُ رُثبَةٍ
حَقّاً لَكُم وَوِراثَةً ما تُنزَعُ

أَعطاكُموها اللَهُ عَن عِلمٍ بِكُم
وَاللَهُ يُعطي مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ

مَن ذا يُساجِلُكُم وَحَوضُ مُحَمَّدٍ
بِسِقايَةِ العَبّاسِ فيكُم يُشفَعُ

مَلِكٌ رِضاهُ رِضا المَليكِ وَسُخطُهُ
حَتفُ العِدى وَرَداهُمُ المُتَوَقَّعُ

مُتَكَرِّمٌ مُتَوَرِّعٌ عَن كُلِّ ما
يَتَجَنَّبُ المُتَكَرِّمُ المُتَوَرِّعُ

يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي سَقَتِ الوَرى
مِن راحَتَيهِ غَمامَةٌ ما تُقلِعُ

يُهنيكَ في المُتَوَكِّلِيَّةِ أَنَّها
حَسُنَ المَصيفُ بِها وَطابَ المَربَعُ

فَيحاءُ مُشرِقَةٌ يَرِقُّ نَسيمُها
ميثٌ تُدَرِّجُهُ الرِياحُ وَأَجزَعُ

وَفَسيحَةُ الأَكنافِ ضاعَفَ حُسنَها
بَرٌّ لَها مُفضاً وَبَحرٌ مُترَعُ

قَد سُرَّ فيها الأَولِياءُ إِذِ التَقَوا
بِفِناءِ مِنبَرِها الجَديدَ فَجَمَّعوا

فَارفَع بِدارِ الضَربِ باقي ذِكرِها
إِنَّ الرَفيعَ مَحَلَّةً مَن تَرفَعُ

هَل يَجلُبَنَّ إِلَيَّ عَطفَكَ مَوقِفٌ
ثَبتٌ لَدَيكَ أَقولُ فيهِ وَتَسمَعُ

مازالَ لي مِن حُسنِ رَأيِكِ مَوئِلٌ
آوي إِلَيهِ مِنَ الخُطوبِ وَمَفزَعُ

فَعَلامَ أَنكَرتَ الصَديقَ وَأَقبَلَت
نَحوي رِكابُ الكاشِحينَ تَطَلَّعُ

وَأَقامَ يَطمَعُ في تَهَضُّمِ جانِبي
مَن لَم يَكُن مِن قَبلُ فيهِ يَطمَعُ

إِلّا يَكُن ذَنبٌ فَعَدلُكَ واسِعٌ
أَو كانَ لي ذَنبٌ فَعَفوُكَ أَوسَعُ



البحتري

الحمدان
04-23-2024, 09:44 PM
أعوامُ تمضي و في الأعوامِ أَصْداءُ
صوتٍ ينادي أما في الأذْنِ إصغاء؟

منادياً إسْمَ من تسكن في ذهني
غابت و ما بقيَتْ للغير أسماءُ

فإن تكلمتُ كنتُ الإسمَ أخفيهِ
أخاف أن تعتري قولِيَ اخطاءُ*

أُخبىء السر في قلبي و في جسدي
و أَتعَبَ الروحَ لِيْ للسرِّ إخفاءُ

أُهدي إلى قلبكِ الأشواقَ حانِيةً
و صورةٌ منكِ في الوجدان إهداءُ

أعوامُ تمضي و في آذانِيَ اللَّجَبُ
و يَقتلُ السعيَ إبطاءٌ و إرخاءُ

صبراً جميلاً فيا من أنتِ أُمنيتي
يومٌ سيأتي .. فهل للوصلِ إيفاءُ ؟


شادي الحسن

الحمدان
04-23-2024, 09:44 PM
إلهي هَبْ لنا للرزقِ باباً
لِيَحلو العيشُ لو كَثُرَ المريرُ

و يسّر أمرنا في كل وقتٍ
إلى أنْ يَنجلي عنّا العسيرُ

دعاءُ المرءِ في كربٍ عظيمٍ
بِعَيْن الخالقِ الكربُ صغيرُ

فإن يَعْظُمْ بعيْنَيْكَ الخلاصُ
بِحَوْلِ القادر المَنجى يسيرُ

يُلبي للدعاء بِكُنْ يَكونُ
بحال العبد من خلْقٍ بصيرُ

و لا تَقْنَعْ بأنكَ خيرُ علماً
إذا ما كان ما شئتَ المصيرُ

فمَنْ غيرُ الإلهِ بنا عليمٌ
يُحيط بعلمه الدنيا قديرُ

بأقدارٍ مقسّمةٍ و أنتَ
بعلمِ الغيبِ إنْ تُبْصرْ


شادي الحسن

الحمدان
04-23-2024, 09:44 PM
تَعَيَّن فِي الرَّعَاعِ، تَرَ الشَّبَابَا
وَعَيْنِيَ لَا تَرَى إِلَّا ذُبَابَا

مَكَاثِيرَ اللَّحَاقِ بِمَن سِوَاهُمْ
وَعِندَ الْخَوْفِ يَرْتَعِبُواْ ارْتِعَابَا

تَوَابِعَ كُلِّ مَن مَّرْآهُ نُورٌ
وَلَظ°كِن نُّورُهُ غ¥ يُخْفِي السَّحَابَا

فَفِي أَثَرِ الْكَرِيمِ رَأَوْا مِيَاهًا
وَفِي أَثَرِ الْحَقِيرِ رَأَوْا سَرَابَا

وَمَا يَدْرُونَ أَيُّهَمَا صَدِيقٌ
وَمَن مِّن مَّكْرِهِغ¦ خَدَعَ الْحُبَابَا

قِصَارَ الْعَزْمِ؛ إِن وَقَعَتْ عَلَيْهِمْ
وِرَاقُ الْغُصْنِ، حَسُّوهَا عَذَابَا

وَيُزْعِجُهُمْ هُبُوبُ الرِّيحِ فِيهِمْ
كَأَنَّ هُبُوبَهُ غ¥ نَسَفَ الْهِضَابَا

ذَوِي وَجْهَيْنِ لَا يَسْعَوْا لِخَيْرٍ
وَإِن تُبْصِرْهُمُ غ¥، تُبْصِرْ ذِئَابَا

وَإِن وَقَعَ الذُّبَابُ عَلَى إِنَاءٍ
لَّيُعْطِ الدَّاءَ أَوْ يُعْطِ الرُّهَابَا

وَإِنْ عَلِقُواْ بِخَيْطَةِ عَنكَبُوتٍ
تَنَادَوْا: أَيُّنَا أَوْلَى تَبَابَا؟

وَإِنْ غَدَرَ الصَّدِيقُ أَخَاهُ خَوْفًا
فَأَوَّلُ غَدْرِهِغ¦ وَجْهٌ تَغَابَى

وَإِنْ غَدَرَ الصَّدِيقُ أَخَاهُ كَسْبًا
لَّكَالضَّوْطَارِ يَحْتَالُ اكْتِسَابَا

وَكَانَ الْغَدْرُ فِي الْأَعْرَابِ قِدْمًا
لِّذَظ°لِكَ أَتْبَعُواْ الْعَجَبَ الْعُجَابَا

لَوِ اجْتَمَعُواْ عَلَى الْغَدَّارِ فِيهِمْ
لَمَا لِقُبُورِهِمْ وَجَدُواْ تُرَابَا

وَقَد تَّعْتَادُ نَفْسُكَ فِعْلَ سُوءٍ
وَفِعْلُ السُّوءِ يَعْتَادُ الْعِتَابَا

وَمَن يَرْضَ الْعِتَابَ، يُهِنْهُ عَبْدٌ
لَّهُ غ¥ مِنْهُ غ¥ عَلَيْهِ فَقَطْ سِبَابَا

وَمَن يَرْضَ ابْنَ مَصَّانٍ رَّفِيقًا
يُرَافِقْ طُولَ عِيشَتِهِغ¦ ضَبَابَا

يُعَثِّرُهُ غ¥ وَلَا يُغْنِيهِ شَيْئًا
وَحُسْنُ الظَّنِّ يَبْتَدِئُ الْخَرَابَا

وَلَمَّا ابْيَضَّ مُسْوَدٌّ جَلِيفٌ
تَطَايَبَ بَعْدَمَا كَانَ الْمُعَابَا

وَلَمَّا اسْوَدَّ مُبْيَضٌّ رَّفِيعٌ
تُطُيِّرَ مِنْهُ بَلْ كَانَ الْغُرَابَا

أَمَن يَرْجُو الْجَمِيلَ مِنَ الرَّزَايَا
وَلَيْسَ يُرِيدُ إِلَّا الْمُسْتَطَابَا

تَعَيَّن فِي الْجَمِيلِ، يُرِيدُ سُكْنًا
وَلَمْ تَفْتَحْ لَهُ غ¥ دُنيَاكَ بَابَا

وَمَن يَرْجُو مُصَادَقَةَ الْأَعَادِي
كَمَن بَعْدَ الْعَذَابِ رَجَا عَذَابَا

قَلِيلُو الْعِلْمِ فِي زَمَنِي كَثِيرٌ
وَإِنْ أَرْشَدتُّهُمْ، زَادُواْ ارْتِكَابَا

فَمَا يَدْرِي جَدِيدُهُمُ الْقُدَامَى
وَمَا قَرَؤُواْ عَنِ الْمَاضِي كِتَابَا

لِعَارِ بَنَاتِهِمْ؛ وَأَدُواْ قَدِيمًا
وَلَيْتَ لِعَارِنَا نَئِدُ الشَّبَابَا

وَنَطْرُدُ كُلَّ طَنَّانٍ رَّدِيدٍ
وَلَا نُبْقِي بِدُنيَانَا كِلَابَا

أَرَى الشُّعَرَاءَ مَكْرُوهِينَ دَوْمًا
وَمَن لَّزِمَ الْخَطَا، كَرِهَ الصَّوَابَا

وَلَظ°كِنِّي مُعِيدُ الشِّعْرَ حَقًّا
مُّرِيدُ الْحَقِّ لَا يَخْشَى ضِرَابَا

أَحِنُّ إِلَى الَّذِي طَلَبَ الْمَعَالِي
وَلَمْ يَخَفِ الْعَدُوَّ الْمُسْتَهَابَا

أَلَا فَاحْمَدْ إِلَظ°هَكَ كُلَّ حِينٍ
لَّعَلَّكَ مِنْهُ لَمْ تُخْلَقْ ذُبَابَا


محمد العيسي

الحمدان
04-23-2024, 09:45 PM
لا شَيءَ أقبَحُ مِن قَولٍ بِلا عَمَلِ
أَو مِن صَديقٍ يَدُسُّ السُّمَّ في العَسَلِ

إنّي أُفَكِّرُ في دَهري وَعِلّتِهِ
ولا يُفَكِّرُ دَهري فيَّ، أَو عِلَلِي

ماذا جَنَيتُ مِنَ التَّفكيرِ في سَبَبٍ
يُعِيبُني بَعدَهُ التَّفكيرُ بِالفَشَلِ؟

سُبحانَ مَن جَعَلَ الضِّدَّينِ في هَدَفٍ
فَاليَأسُ واجِبُ مَن يَسعى إلى الأَمَلِ


محمد العيسي

الحمدان
04-23-2024, 09:45 PM
لَا تَضحَكُ الأيَّامُ فِي وَجهِ امرِئٍ
إلَّا وَقَدْ أبكَتهُ طُولَ زَمَانِ

وَلَقَدْ يَوَدُّ المَرءُ أحيَانَاً لِمَا
يُشقِيهِ، دُونَ العِلمِ وَالحُسبَانِ

وَلَقَدْ يَفِرُّ المَرءُ مِنْ شَرٍّ يَرَىظ°
فِيهِ المَهَالِكَ، وَهْوَ خَيرٌ دَانِ


محمد سيد بخيت

الحمدان
04-24-2024, 12:23 AM
كانَت خُزاعَةُ مِلءَ الأَرضِ ما اِتَّسَعَت
فَقَصَّ مَرُّ اللَيالي مِن حَواشيها

هَذا أَبو القاسِمِ الثاوي بِبَلقَعَةٍ
تَسفي الرِياحُ عَلَيهِ مِن سَوافيها

هَبَّت وَقَد عَلِمَت أَن لا هُبوبَ بِهِ
وَقَد تَكونُ حَسيراً إِذ يُباريها

أَضحى قِرىً لِلمَنايا إِذ نَزَلنَ بِهِ
وَكانَ في سالِفِ الأَيّامِ يَقريها

رَمَت خُزاعَةُ عَنها قَوسَ نَجدَتِها
لَمّا أَماطَ الرَدى السَهمَ الَّذي فيها



زعبل الخزاعي

الحمدان
04-24-2024, 12:23 AM
أَبا جَعفَرٍ وَأُصولُ الفَتى
تَدُلُّ عَلَيهِ بِأَغصانِهِ

أَفي الحَقِّ أَنَّ صَديقاً أَتاكَ
لِتَكفِيَهُ بَعضَ أَشجانِهِ

فَتَأمُرُ أَنتَ بِإِعطائِهِ
وَيَأمُرُ سَعدٌ بِحِرمانِهِ

وَلَستُ أَعيَبُ الشَريفَ الظَري
فَ يَكونُ غُلاماً لِغِلمانِهِ



دعبل الخزاعي

الحمدان
04-24-2024, 12:24 AM
وَأَهدَيتَهُ زَمِناً فانِياً
فَلا لِلرُكوبِ وَلا لِلثَمَن

حَمَلتَ عَلى زَمَنٍ شاعِراً
فَسَوفَ تُكافا بِشِعرٍ زَمِن

أَبا الفَضلِ ذَمّاً وَغُرماً مَعاً
فَما كُنتَ تَرجو بِهَذا الغَبَن



دعبل الخزاعي

الحمدان
04-24-2024, 12:24 AM
عَلى الكُرهِ ما فارَقتُ أَحمَدَ وَاِنطَوى
عَلَيهِ بِناءٌ جَندَلٌ وَرَزينُ

وَأَسكَنتُهُ بَيتاً خَسيساً مَتاعُهُ
وَإِنّي عَلى رُغمي بِهِ لَضَنينُ

وَلَولا التَأَسّي بِالنَبِيِّ وَأَهلِهِ
لَأَسبَلَ مِن عَيني عَلَيهِ شُؤونُ

هُوَ النَفسُ إِلّا أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ
لَهُم دونَ نَفسي في الفُؤادِ كَمينُ

أَضَرَّ بِهِم إِرثُ النَبِيِّ فَأَصبَحوا
يُساهِمُ فيهِم ميتَةٌ وَمَنونُ

دَعَتهُم ذِئابٌ مِن أُمَيَّةَ وَاِنتَحَت
عَلَيهِم دِراكاً أَزمَةٌ وَسِنونُ

وَعاثَت بَنو العَبّاسِ في الدينِ عيثَةً
تَحَكَّمَ فيها ظالِمٌ وَظَنينُ

وَسَمَّوا رَشيداً لَيسَ فيهِم لِرُشدِهِ
وَها ذاكَ مَأمونٌ وَذاكَ أَمينُ

فَما قُبِلَت بِالرُشدِ مِنهُم رِعايَةٌ
وَلا لِوَلِيٍّ بِالأَمانَةِ دينُ

رَشيدُهُم غاوٍ وَطِفلاهُ بَعدَهُ
لِهَذا رَزايا دونَ ذاكَ مُجونُ

أَلا أَيُّها القَبرُ الغَريبُ مَحَلُّهُ
بِطوسٍ عَلَيكَ السارِياتُ هُتونُ

شَكَكتُ فَما أَدري أَمَسقِيُّ شَربَةٍ
فَأَبكيكَ أَم رَيبُ الرَدى فَيَهونُ

وَأَيُّهُما ما قُلتُ إِن قُلتَ شَربَةٌ
وَإِن قُلتَ مَوتٌ إِنَّهُ لَقَمينُ

أَيا عَجَباً مِنهُم يُسَمّونَكَ الرِضا
وَتَلقاكَ مِنهُم كَلحَةٌ وَغُضونُ

أَتَعجَبُ لِلأَجلافِ أَن يَتَخَيَّفوا
مَعالِمَ دينِ اللَهِ وَهوَ مُبينُ

لَقَد سَبَقَت فيهِم بِفَضلِكَ آيَةٌ
لَدَيَّ وَلَكِن ما هُناكَ يَقينُ



دعبل الخزاعي

الحمدان
04-24-2024, 12:28 AM
قال لي المحبوب لما زرتة
من ببابي قلت بالباب انا

قال لي أخطأت تعريف الهوى
حينما فرقت فية بينـــنا

ومضى عـــــام فلما جئته
أطرق الباب علية موهــنا

قال لي من انت قلت أنظر فما
ثم الا انت بالبـــاب هنا

قال لي أحسنت تعريف الهوى
وعرفت الحب فأدخل يا انا



الشاعر السعدي الشيرازي

الحمدان
04-24-2024, 01:07 AM
خَليليَّ هَل لي لَو ظَفِرتُ بِنِيَّةٍ
إِلى الجِزعِ مِن وادي الأَراكِ سَبيلُ

وَهَل أَنا في الرَكبِ اليَمانيِّ دالِجٌ
وَأَيدي المَطايا بِالرِجالِ تَميلُ

وَفي سَرَعانِ الريحِ لي لَو عَلِمتُما
شِفاءٌ وَلَو أَنَّ النَسيمَ عَليلُ

وَفي ذَلِكَ السَربِ الَّذي تَرَيانِهِ
أَحَمُّ غَضيضُ الناظِرَينِ كَحيلُ

شَهيُّ اللَمى عاطٍ إِلى الرَكبِ جيدَهُ
خَتولٌ لِأَيدي القانِصينَ مَطولُ

وَكَم فيهِ مِن خَوِّ اللَثاثِ كَأَنَّما
جَرى ضَرَبٌ ما بَينَها وَشَمولُ

تَجَلَّلنَ بِالرَيطِ اليَماني كَأَنَّما
ضَمَمنَ غُصوناً مَسَّهُنَّ ذُبولُ

عَلِقناكَ يا ظَبيَ الصَريمِ طَماعَةً
أَعِندَكَ مِن نَيلٍ لَنا فَتُنيلُ

أَنِل نائِلاً أَو لا تُثَنِّ بِنَظرَةٍ
فَإِنِّيَ بِالأولى الغَداةَ قَتيلُ

وَإِنّي إِذا اِصطَكَّت رِقابُ مَطيُّكُم
وَثَوَّرَ حادٍ بِالرِفاقِ عَجولُ

أُخالِفُ بَينَ الراحَتَينِ عَلى الحَشا
وَأَنظُرُ أَنّي مُلتَمٍ فَأَميلُ

أَحِنُّ وَتُجريني عَلى الشوقِ قَسوَةٌ
أَلا غالَ ما بَيني وَبَينَكَ غولُ

وَما ذادَني ذِكرُ الأَحِبَّةِ عَن كَرىً
وَلَكِنَّ لَيلي بِالعِراقِ طَويلُ



الشريف الرضي

الحمدان
04-24-2024, 01:08 AM
إِن أَشِرَ الخَطبُ فَلا رَوعَةٌ
أَو عَظُمَ الأَمرُ فَصَبرٌ جَميل

لِيُهوِنِ المَرءُ بِأَيّامِهِ
إِنَّ مُقامَ المَرءِ فيها قَليل

هَل نافِعٌ نَفسَكَ أَذلَلتَها
كَرامَةُ البَيتِ وَعِزُّ القَبيل

إِنّا إِلى اللَهِ وَإِنّا لَهُ
وَحَسبُنا اللَهُ وَنِعمَ الوَكيل



الشريف الرضي

الحمدان
04-24-2024, 01:08 AM
ما اِلتامَتِ الأَرضُ الفَضاءُ عَلى فَتىً
كَمُحَمَّدٍ مِن بَعدِهِ أَو قَبلِهِ

عُمري لَقَد فَنِيَت مَحاسِنُ وَجهِهِ
فيها وَقَد بَقِيَت مَحاسِنُ فِعلِهِ

زادَت مَناقِبُهُ اِنتِشاراً بَعدَهُ
وَحَديثُهُ فَكَأَنَّهُ في أَهلِهِ



الشريف الرضي

الحمدان
04-24-2024, 01:09 AM
ما اِلتامَتِ الأَرضُ الفَضاءُ عَلى فَتىً
كَمُحَمَّدٍ مِن بَعدِهِ أَو قَبلِهِ

عُمري لَقَد فَنِيَت مَحاسِنُ وَجهِهِ
فيها وَقَد بَقِيَت مَحاسِنُ فِعلِهِ

زادَت مَناقِبُهُ اِنتِشاراً بَعدَهُ
وَحَديثُهُ فَكَأَنَّهُ في أَهلِهِ



الشريف الرضي

الحمدان
04-24-2024, 01:09 AM
رَفَعت ناري عَلى عَلياءَ مُشرِفَةٍ
مِنَ المَعالي وَأَخضَعتَ النَوائِبَ لي

فَهَل تَرَكت لِذي الأَوطارِ مِن وَطرٍ
يَسعى لَهُ وَلِذي الآمالِ مِن أَمَلِ


الشريف الرضي

الحمدان
04-24-2024, 03:40 AM
يقول الزير ابو ليلى المهلهل
وقلب الزير قاسي لايلينا

وان لان الحديد ما لان قلبي
وقلبي من حديدالقاسيينا

تريد أميه ان اصالح
وما تدري بما فعلوه فينا

فسبع سنين قد مرت علي
أبيت الليل مغموما حزينا

أبيت الليل أنعي كليب
أقول لعله يأتي الينا

أتتني بناته تبكي وتنعي
تقول اليوم صرنا حائرينا

فقد غابت عيون أخيك عنا
وخلانا يتامى قاصرينا

وأنت اليوم يا عمي مكانه
وليس لنا بغيرك من معينا

سللت السيف في وجه اليمامه
وقلت لها أمام الحاضرينا

وقلت لهاماتقولي
أنا عمك حماة الخائفينا

كمثل السبع في صدمات قوم
اقلبهم شمالا مع يمينا

فدوسي يايمامة فوق رأسي
على شاشي إذا كنا نسينا

فأن دارت رحانا مع رحاهم
طحناهم وكنا الطاحنينا

أقاتلهم على ظهر مهر
ابو حجلان مطلق اليدينا

فشدي يايمامة المهر شدي
وأكسي ظهره السرج المتينا


عدي بن ربيعة المهلهل

الحمدان
04-24-2024, 03:51 AM
لَمّا نَعى الناعي كُلَيباً أَظلَمَت
شَمسُ النَهارِ فَما تُريدُ طُلوعا

قَتَلوا كُلَيباً ثُمَّ قالوا أَرتِعوا
كَذَبوا لَقَد مَنَعوا الجِيادَ رُتوعا

كَلّا وَأَنصابٍ لَنا عادِيَّةٍ
مَعبودَةٍ قَد قُطِّقَت تَقطيعا

حَتّى أُبيدَ قَبيلَةً وَقَبيلَةً
وَقَبيلَةً وَقَبيلَتَينِ جَميعا

وَتَذوقَ حَتفاً آلُ بَكرٍ كُلُّها
وَنَهُدَّ مِنها سَمكَها المَرفوعا

حَتّى نَرى أَوصالَهُم وَنجَماجِماً
مِنهُم عَلَيها الخامِعاتُ وُقوقا

وَنَرى سِباعَ الطَيرِ تَنقُرُ أَعيُناً
وَتَجُرُّ أَعضاءً لَهُم وَضُلوعا

وَالمَشرَفِيَّةَ لا تُعَرِّجُ عَنهُمُ
ضَرباً يُقُدُّ مَغافِراً وَدُروعا

وَالخَيلُ تَقتَحِمُ الغُبارَ عَوابِساً
يَومَ الكَريهَةِ ما يُرِدنَ رُجوعا



عدي بن ربيعة

الحمدان
04-24-2024, 03:51 AM
جارَت بَنو بَكرٍ وَلَم يَعدِلوا
وَالمَرءُ قَد يَعرِفُ قَصدَ الطَريق

حَلَّت رِكابُ البَغيِ مِن وائِلٍ
في رَهطِ جَسّاسٍ ثِقالِ الوُسوق

يا أَيُّها الجاني عَلى قَومِهِ
ما لَم يَكُن كانَ لَهُ بِالخَليق

جِنايَةً لَم يَدرِ ما كُنهُها
جانٍ وَلَم يُضحِ لَها بِالمُطيق

كَقاذِفَ يَوماً بِأَجرامِهِ
في هُوَّةٍ لَيسَ لَها مِن طَريق

مَن شاءَ وَلّى النَفسَ في مَهمَةٍ
ضَنكٍ وَلَكِن مَن لَهُ بِالمَضيق

إِنَّ رُكوبَ البَحرِ ما لَم يَكُن
ذا مَصدَرٍ مِن تَهلِكاتِ الغَريق

لَيسَ لِمَن لَم يَعدُ في بَغيِهِ
عِدايَةَ تَخريقُ ريحٍ خَريق

كَمَن تَعَدَّى بَغيُهُ قَومَهُ
طارَ إِلى رَبِّ اللِواءِ الخَفوق

إِلى رَئيسِ الناسِ وَالمُرتَجى
لِعُقدَةَ الشَدِّ وَرَتقِ الفُتوق

مَن عَرَفَت يَومَ خَزازى لَهُ
عُلَيّا مَعَدٍّ عِندَ جَبذِ الوُثوق

إِذا أَقبَلَت حِميَرُ في جَمعِها
وَمَذحِجٌ كَالعارِضِ المُستَحيق

وَجَمعُ هَمدانَ لَهُم لَجبَةٌ
وَرايَةٌ تَهوي هُوِيَّ الأَنوق

فَقَلَّدَ الأَمرَ بَنو لَجبَةٌ
مِنهُم رَئيساً كَالحُسامَ العَتيق

مُضطَلِعاً بِالأَمرِ يَسمو لَهُ
في يَومِ لا يَستاغُ حَلقٌ بَريق

ذاكَ وَقَد عَنَّ لَهُم عارِضٌ
كَجِنحِ لَيلٍ في سَماءِ البَروق

تَلمَعُ لَمعَ الطَيرِ راياتُهُ
عَلى أَواذي لُجٍّ بَحرٍ عَميق

فَاِحتَلَّ أَوزارَهُمُ إِزرُهُ
بِرَأيِ مَحمودٍ عَلَيهِم شَفيق

وَقَد عَلَتهُم هَفوَةً هَبوَةٌ
ذاتُ هَياجٍ كَلَهيبِ الحَريق

فَاِنفَرَجَت عَن وَجهِهِ مُسفِراً
مُنبَلِجاً مِثلِ اِنبِلاجِ الشُروق

فَذاكَ لا يوفي بِهِ مِثلُهُ
وَلَستَ تَلقى مِثلَهُ في فَريق

قُل لِبَني ذُهلٍ يَرُدَّنَهُ
أَو يَصبِروا لِلصَّيلَمِ الخَنفَقيق

فَقَد تَرَوَّيتُم وَما ذُقتُم
تَوبيلَهُ فَاِعتَرِفوا بِالمَذوق

أَبلِغ بَني شَيبانَ عَنّا فَقَد
أَضرَمتُم نيرانَ حَربٍ عَقوق

لا يُرقَأُ الدَهرَ لَها عاتِكٌ
إِلّا عَلى أَنفاسِ نَجلا تَفوق

سَتَحمِلُ الراكِبَ مِنها عَلى
سيساءِ حِدبيرٍ مِنَ الشَرِّنوق

أَيُّ اِمرِئٍ ضَرَّجتُمُ ثَوبَهُ
بِعاتِكٍ مِن دَمِهِ كَالخَلوق

سَيِّدُ ساداتٍ إِذا ضَمَّهُم
مُعظَمُ أَمرٍ يَومَ بُؤسٍ وَضيق

لَم يَكُ كَالسَيِّدِ في قَومِهِ
بَل مَلِكٌ دينَ لَهُ بِالحُقوق

تَنفَرِجُ الضَلماءُ عَن وَجهِهِ
كَاللَيلِ وَلّى عَن صَديحٍ أَنيق

إِن نَحنُ لَم نَثأَر بِهِ فَاِشحَذوا
شِفارَكُم مِنّا لَحِزِّ الحُلوق

ذَبحاً كَذَبحِ الشاةِ لا تَتَّقي
ذابِحُها إِلّا بِشَخبِ العُروق

أَصبَحَ ما بَينَ بَني وائِلٍ
مُنقَطِعَ الحَبلِ بَعيدَ الصَديق

غَداً نُساقي فَاِعلَموا بَينَناً
أَرماحَنا مِن عاتِكٍ كَالرَحيق

مِن كُلِّ مَغوارِ الضُحى بُهمَةٍ
شَمَردَلٍ مِن فَوقِ طِرفٍ عَتيق

سَعالِيا تَحمِلَ مِن تَغلِبٍ
أَشباهَ جِنٍّ كَلُيوثِ الطَريق

لَيسَ أَخوكُم تارِكاً وِترَهُ
دونَ تَقَضّي وِترُهُ بِالمُفيق



عدي بن ربيعة

الحمدان
04-24-2024, 03:52 AM
يقول الزير ابو ليلى المهلهل
وقلب الزير قاسي لايلينا

وان لان الحديد ما لان قلبي
وقلبي من حديدالقاسيينا

تريد أميه ان اصالح
وما تدري بما فعلوه فينا

فسبع سنين قد مرت علي
أبيت الليل مغموما حزينا

أبيت الليل أنعي كليب
أقول لعله يأتي الينا

أتتني بناته تبكي وتنعي
تقول اليوم صرنا حائرينا

فقد غابت عيون أخيك عنا
وخلانا يتامى قاصرينا

وأنت اليوم يا عمي مكانه
وليس لنا بغيرك من معينا

سللت السيف في وجه اليمامه
وقلت لها أمام الحاضرينا

وقلت لهاماتقولي
أنا عمك حماة الخائفينا

كمثل السبع في صدمات قوم
اقلبهم شمالا مع يمينا

فدوسي يايمامة فوق رأسي
على شاشي إذا كنا نسينا

فأن دارت رحانا مع رحاهم
طحناهم وكنا الطاحنينا

أقاتلهم على ظهر مهر
ابو حجلان مطلق اليدينا

فشدي يايمامة المهر شدي
وأكسي ظهره السرج المتينا


عدي بن ربيعة

الحمدان
04-24-2024, 04:02 PM
أَلَم تَرَ أَنّي يَومَ جَوَّ سُوَيقَةٍ
بَكَيتُ فَنادَتني هُنَيدَةُ مالِيا

فَقُلتُ لَها إِنَّ البُكاءَ لَراحَةٌ
بِهِ يَشتَفي مَن ظَنَّ أَن لا تَلاقِيا

قِفي وَدِّعينا يا هُنَيدُ فَإِنَّني
أَرى الحَيَّ قَد شاموا العَقيقَ اليَمانِيا

قَعيدَكُما اللَهَ الَّذي أَنتُما لَهُ
أَلَم تَسمَعا بِالبَيضَتَينِ المُنادِيا

حَبيباً دَعا وَالرَملُ بَيني وَبَينَهُ
فَأَسمَعَني سَقياً لِذَلِكَ داعِيا

فَكانَ جَوابي أَن بَكَيتُ صَبابَةً
وَفَدَّيتُ مَن لَو يَستَطيعُ فَدانِيا

إِذا اِغرَورَقَت عَينايَ أَسبَلَ مِنهُما
إِلى أَن تَغيبَ الشِعرَيانِ بُكائِيا

لِذِكرى حَبيبٍ لَم أَزَل مُذ هَجَرتُهُ
أَعُدُّ لَهُ بَعدَ اللَيالي لَيالِيا

أَراني إِذا فارَقتُ هِنداً كَأَنَّني
دَوى سَنَةٍ مِمّا اِلتَقى في فُؤادِيا

فَإِن يَدعُني بِاِسمي البَعيثُ فَلَم يَجِد
لَئيماً كَفى في الحَربِ ما كانَ جانِيا

وَما أَنتَ مِنّا غَيرَ أَنَّكَ تَدَّعي
إِلى آلِ قُرطٍ بَعدَما شِبتَ عانِيا

تَكونُ مَعَ الأَدنى إِذا كُنتَ آمِناً
وَأُدعى إِذا غَمَّ الغُثاءُ التَراقِيا

عَجِبتُ لِحَينِ اِبنِ المَراغَةِ أَن رَأى
لَهُ غَنَماً أَهدى إِلَيَّ القَوافِيا

وَهَل كانَ فيما قَد مَضى مِن شَبيبَتي
لَهُ رُخصَةٌ عِندي فَيَرجو ذَكائِيا

أَلَم أَكُ قَد راهَنتُ حَتّى عَلِمتُمُ
رِهاني وَخَلَّت لي مَعَدٌّ عَنانِيا

وَما حَمَلَت أُمُّ اِمرِئٍ في ضُلوعِها
أَعَقَّ مِنَ الجاني عَلَيها هِجائِيا

وَأَنتَ بِوادي الكَلبِ لا أَنتَ ظاعِنٌ
وَلا واجِدٌ يا اِبنَ المَراغَةِ بانِيا

إِذا العَنزُ بالَت فيهِ كادَت تُسيلُهُ
عَلَيكَ وَتَنفي أَن تَحُلَّ الرَوابِيا

عَلَيكُم بِتَربيقِ البِهامِ فَإِنَّكُم
بِأَحسابِكُم لَن تَستَطيعوا رِهانِيا

بِأَيِّ أَبٍ يا اِبنَ المَراغَةِ تَبتَغي
رِهاني إِلى غاياتِ عَمّي وَخالِيا

هَلِمَّ أَباً كَاِبنَي عِقالٍ تَعُدُّهُ
وَواديهِما يا اِبنَ المَراغَةِ وادِيا

تَجِد فَرعَهُ عِندَ السَماءِ وَدارِمٌ
مِنَ المَجدِ مِنهُ أَترَعَت لي الجَوابِيا

بَنى لي بِهِ الشَيخانِ مِن آلِ دارِمٍ
بِناءً يُرى عِندَ المَجَرَّةِ عالِيا


الفرزدق

الحمدان
04-24-2024, 04:03 PM
يَا سَـائِلِي‌ أَيْنَ حَـلَّ الجُـودُ وَالكَـرَمُ
عِنْـدِي‌ بَـيَـانٌ إذَا طُـلاَّبُـهُ قَـدِمُـوا

هَذَا الذي‌ تَعْـرِفُ البَطْـحَاءُ وَطْـأَتَـهُ
وَالبَـيْـتُ يَعْـرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ

هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِمُ
هَذَا التَّقِي‌ُّ النَّقِي‌ُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ

هَذَا الذي‌ أحْمَدُ المُخْتَارُ وَالِدُهُ
صَلَّي‌ عَلَغŒهِ إلَهِي‌ مَا جَرَي‌ القَلَمُ

لَوْ يَعْلَمُ الرُّكْنُ مَنْ قَدْ جَاءَ يَلْثِمُهُ
لَخَرَّ يَلْثِمُ مِنْهُ مَا وَطَي‌ القَدَمُ

هَذَا علغŒ رَسُولُ اللَهِ وَالِدُهُ
أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِي‌ الاُمَمُ

هَذَا الَّذِي‌ عَمُّهُ الطَّيَّارُ جَعْفَرٌ
وَالمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَيْثٌ حُبُّهُ قَسَمُ

هَذَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسْوَانِ فَاطِمَةٍ
وَابْنُ الوَصِيِّ الَّذِي‌ في‌ سَيْفِهِ نِقَمُ

إذَا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا
إلَغŒ‌ مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي‌ الكَرَمُ

يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ راحته
رُكْنُ الحَطِيمِ إذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ

وَلَيْسَ قُولُكَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَائِرِهِ
العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَالعَجَمُ

يُنْمَي‌ إلَغŒ‌ ذَرْوَةِ العِزِّ الَّتِي‌ قَصُرَتْ
عَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الإسْلاَمِ وَالعَجَمُ

يُغْضِي‌ حَيَاءً وَيُغْضَي‌ مِنْ مَهَابَتِهِ
فَمَا يُكَلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ

يَنْجَابُ نُورُ الدُّجَي‌ عَنْ نُورِ غُرِّتِهِ
كَالشَّمْسِ يَنْجَابُ عَنْ إشْرَاقِهَا الظُّلَمُ

بِكَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ
مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي‌ عِرْنِينِهِ شَمَمُ

مَا قَالَ: لاَ قَطُّ، إلاَّ فِي‌ تَشَهُّدِهِ
لَوْلاَ التَّشَهُّدُ كَانَتْ لاَؤهُ نَعَمُ

مُشتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَهِ نَبْعَتُهُ
طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالخِيمُ وَالشِّيَمُ

حَمَّالُ أثْقَالِ أَقْوَامٍ إذَا فُدِحُوا
حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُ

إنْ قَالَ قَالَ بمِا يَهْوَي‌ جَمِيعُهُمُ
وَإنْ تَكَلَّمَ يَوْماً زَانَهُ الكَلِمُ

هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ
بِجَدِّهِ أنبِيَاءُ اللَهِ قَدْ خُتِمُوا

اللهُ فَضَّلَهُ قِدْماً وَشَرَّفَهُ
جَرَي‌ بِذَاكَ لَهُ فِي‌ لَوْحِهِ القَلَمُ

مَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الآنْبِيَاءِ لَهُ
وَفَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهَا الاُمَمُ

عَمَّ البَرِيَّةَ بِالإحْسَانِ وَانْقَشَعَتْ
عَنْهَا العِمَأيَةُ وَالإمْلاَقُ وَالظُّلَمُ

كِلْتَا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا
يُسْتَوْكَفَانِ وَلاَ يَعْرُوهُمَا عَدَمُ

سَهْلُ الخَلِيقَةِ لاَ تُخْشَي‌ بَوَادِرُهُ
يَزِينُهُ خَصْلَتَانِ: الحِلْمُ وَالكَرَمُ

لاَ يُخْلِفُ الوَعْدَ مَيْمُوناً نَقِيبَتُهُ
رَحْبُ الفِنَاءِ أَرِيبٌ حِينَ يُعْتَرَمُ

مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وَبُغْضُهُمُ
كُفْرٌ وَقُرْبُهُمُ مَنْجيً وَمُعْتَصَمُ

يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَالبَلْوَي‌ بِحُبِّهِمُ
وَيُسْتَزَادُ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ

مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَهِ ذِكْرُهُمْ
فِي‌ كُلِّ فَرْضٍ وَمَخْتُومٌ بِهِ الكَلِمُ

إنْ عُدَّ أهْلُ التُّقَي‌ كَانُوا أئمَّتَهُمْ
أوْ قِيلَ: مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الارْضِ قِيلَ: هُمُ

لاَ يَسْتَطِيعُ جَوَادٌ بُعْدَ غَأيَتِهِمْ
وَلاَ يُدَانِيهِمُ قَوْمٌ وَإنْ كَرُمُوا

هُمُ الغُيُوثُ إذَا مَا أزْمَةٌ أزَمَتْ
وَالاُسْدُ أُسْدُ الشَّرَي‌ وَالبَأْسُ مُحْتَدِمُ

يَأبَي‌ لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَّمُّ سَاحَتَهُمْ
خِيمٌ كَرِيمٌ وَأيْدٍ بِالنَّدَي‌ هُضُمُ

لاَ يَقْبِضُ العُسْرُ بَسْطاً مِنْ أكُفِّهِمُ
سِيَّانِ ذَلِكَ إنْ أثْرَوْا وَإنْ عَدِمُوا

أيٌّ القَبَائِلِ لَيْسَتْ فِي‌ رَقَابِهِمُ
لاِوَّلِيَّةِ هَذَا أوْ لَهُ نِعَمُ

مَنْ يَعْرِفِ اللَهَ يَعْرِفْ أوَّلِيَّةَ ذَا
فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هَذَا نَالَهُ الاُمَمُ

بُيُوتُهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ يُسْتَضَاءُ بِهَا
فِي‌ النَّائِبَاتِ وَعِنْدَ الحُكْمِ إنْ حَكَمُوا

فَجَدُّهُ مِنْ قُرَيْشٍ فِي‌ أُرُومَتِهَا
مُحَمَّدٌ وَعليّ بَعْدَهُ عَلَمُ

بَدرٌ له‌ شَاهِدٌ وَالشِّعْبُ مِنْ أُحُدٍ
والخَنْدَقَانِ وَيَومُ الفَتْحِ قَدْ عَلِمُوا

وَخَيْبَرٌ وَحُنَيْنٌ يَشْهَدَانِ لَهُ
وَفِي‌ قُرَيْضَةَ يَوْمٌ صَيْلَمٌ قَتَمُ

مَوَاطِنٌ قَدْ عَلَتْ فِي‌ كُلِّ نائِبَةٍ
علغŒ‌ الصَّحَابَةِ لَمْ أَكْتُمْ كَمَا كَتَمُو



الفرزدق

الحمدان
04-24-2024, 04:03 PM
يا مَن يُسَرُّ بِنَفسِهِ وَشَبابِهِ
أَنّى سُرِرتَ وَأَنتَ في خُلَسِ الرَدى

أَهلَ القُبورِ لا تَواصُلَ بَينَكُم
مَن ماتَ أَصبَحَ هَبلُهُ رَثَّ القُوى

يا مَن أَقامَ وَقَد مَضى إِخوانُهُ
ما أَنتَ إِلّا واحِدٌ مِمَّن مَضى

أَنَسيتَ أَن تُدعى وَأَنتَ مُحَشرِج
ما إِن تَفيقُ وَلا تُجيبُ لِمَن دَعا

أَمّا خُطاكَ إِلى العَمى فَسَريعَةٌ
وَإِلى الهُدى فَأَراكَ مُنقَبِضَ الخُطا

الحمدان
04-24-2024, 04:04 PM
الحَمدُ لِلَّهِ عَلى ما نَرى
كُلُّ مَنِ احتيجَ إِلَيهِ زَها

يا أَيُّها المُبتَكِرُ الرائِحُ الـ
ـمُشتَغِلُ القَلبِ الطَويلُ العَنا

نِعمَ الفِراشُ الأَرضُ فَاقنَع بِهِ
وَكُن عَنِ الشَرِّ قَصيرَ الخُطا

ما أَكرَمَ الصَبرَ وَما أَحسَنَ الـ
ـصِدقَ وَما أَزيَنَهُ بِالفَتى

الخُرقُ شُؤمٌ وَالتُقى جُنَّةٌ
وَالرِفقُ يُمنٌ وَالقُنوعُ الغِنى

نافِس إِذا نافَستَ في حِكمَةٍ
آخِ إِذا آخَيتَ أَهلُ التُقى

ما خَيرُ مَن لايُرتَجى نَفعُهُ
يَوماً وَلا يُؤمَنُ مِنهُ الأَذى

وَاللَهُ لِلناسِ بِأَعمالِهِم
وَكُلُّ ناوٍ فَلَهُ ما نَوى

وَطالِبَ الدُنيا المُسامي بِها
في فاقَةٍ لَيسَ لَها مُنتَهى

الحمدان
04-24-2024, 04:04 PM
حَنَنْتُ إليهم والدِّيــارُ قريبــة
فكيف إذا ســار المَطِيُّ مَرَاحلا؟

وقد كنتُ قبل البَيْن، لا كان بَيْنُهُمْ
أُعَـايِنُ للهِجْــرَانِ فيهم دلائــلا

وتحت سُجُوف الرقم أغْيَدُ ناعِمٌ
يَمِيسُ كخـوطِ الخيزرانة مائلا

ويَنْضُو علينا السيف من جَفْن مقلة
تريق دَمَ الأبطال في الحب باطلا

ويسكرنا لَحْظــاً ولفظــًا، كأنما
بِفــِيه وعَـيْنَيْهِ سُـــلاَفَــةُ بَابِـلاَ

الحمدان
04-24-2024, 04:56 PM
لَيلَتِي زَانَتْ بِمَولَانَا الحَبِيبْ
شَيخُنَا العَالِي لَهُ جَاهٌ عَجِيبْ

هُوَ عَبدُ الوَاحِدُ الشَّيخُ الوَلِي
جَدُّهُ الأَخضَرُ شَمسٌ لَا تَغِيبْ

جَدُّهُم غَوثُ البَرَايَا قَادِرِي
نَسلُهُم مِن آلِ هَادِينِا الحَبِيبْ

لِعُبَيدِ اللَّهِ قَد نِلنَا الطَّرِيق
شَيخُنَا المَرضِيُّ قُطبٌ وَطَبِيبْ

نَسأَلُ اللَّهَ بِحُسنٍ وَ القَبُول
وَذَهَابَ الهَمِّ وَالحُزنِ الكَئِيبْ

وَاحفَظَنَّ سَادَتِي أَهلَ الطَّرِيقْ
مَا حَدَا حَادٍ أَغِثنَا يَا مُجِيبْ

وَصَلَاةُ اللَّهِ أَلفٌ وَسَلَامْ
لِخِتَامِ الرُّسلِ أَسعِفْ يَا طَبِيبْ


عمر غصاب راشد

الحمدان
04-24-2024, 04:58 PM
وَتَسأَلُ هَل أنتَ مِن بَدوِهِم
أَجَبتُ بِلَا وَالكَرَم زَانَهُم

إِذَا جِئتَهُم جَائِعَاً أطعَمُوك
ثَلَاثَ لَيَالٍ وَلَن يَكرَهُوك

أَنَا ابنُ الحُسَينِ وَأُمِّي البَتُول
عَلَيهَا السَّلَامُ وَجَدِّي الرَّسُول

صَلَاتِي عَلَيهِ رَؤُوفٌ رَحِيم
سَلَامِي عَلَيهِ جَوَادٌ حَلِيم

الحمدان
04-24-2024, 04:59 PM
لَيتَنِي يَا بَدرُ عَنَّي لَا تَغَيبْ
قَد كَوَانِي الشَّوقُ يَا طَهَ الحَيِيبْ

خِلتُ نَفسِي زَائِرَاً تُربَ البَقِيعْ
وَأَرَى الأَصْحَابَ قَلبِي سَيَطِيبْ

عِندَ قَبرِ المُصطَفَى أُلقِي السَّلَامْ
وَأَشُمُّ العِطرَ يَا خَيرَ طَبِيبْ

وَأَرَى أَنوَارَكَم يَا سَيِّدِي
فِي رُبَى طَيبَةَ شَمسٌ لَا تَغِيبْ

وَاقبَلُونِي خَادِمَاً لِتُربِهَا
أَسعِفُونِي إِنَّ شَوقِي فِي لَهِيبْ



عمر غصاب راشد

الحمدان
04-24-2024, 04:59 PM
كل ما ابتعد عن واهج النار للفي

‏يقربني الحظ الردي من لهبها

‏حُمرة سناها لاارتخت عني شوي

‏تنخى الزمن يهْجم عليها حطبها

‏اقلب كفوفي واحمي الوجه بيدّي

‏فزّ وغدرني والنوايا قلبها

‏كتّف يديني عالظهر شدّ معي

‏حبله متين وكل عُقدة كربها

يومين عني مانع الزاد والمي

‏صابر ويدّي تصطفق من غضبها

‏واطلع محاور خيط الضلع بالكي

‏ودّه يقط اوتارها من عصبها

‏ما اجظ وارضخ دامني بالنفس حي

‏حتى ولو روحي بيدّه سلبها


حمدان اليحيوي

الحمدان
04-24-2024, 05:00 PM
تملّكتِ يا ليلى فؤادي مُطاعةً
وأعقبتِني بعد الوصالِ انقطاعةً

ونفسًا أبت لي عن سواكِ قناعةً
فَإِمّا تَريني لا أُغَمِّضُ ساعَةً

مِنَ اللَيلِ إِلّا أَن أَكُبَّ فَأَنعَسا
وكنتُ أرى صبري على الدهر مُؤيسا

فؤادي عن الحب الذي قد تلبّسا
فها أنا من بعد التصبر والأسى

تَأَوَّبَني دائي القَديمُ فَغَلَّسا
أُحاذِرُ أَن يَرتَدَّ دائي فَأُنكَسا
**
أفي الحق أن الدهر يرجو قطيعةً
*وباتت عقابيلُ الفؤاد طبيعةً

ونفسي إذا تحيا تعيش صريعةً
فلو أنها نَفسٌ تَموتُ جَميعَةً

وَلَكِنَّها نَفسٌ تُساقِطُ أَنفُسا


المعتصم بالله احمد

الحمدان
04-24-2024, 05:00 PM
أَنَارَ بِعِلمِهِ عَتْمَ اللَّيَالِي
فَسِرْنَا بِالهُدَى نَحْوَ المَعَالِي

وَقَدْ أَلقَيتُ حِمْلِي عِنْدَ بَابِكْ
وَجِئْتُكَ بِالذُّنُوبِ فَجُدْ لِحَالِي

سَأَلتُكَ بِالَّذِي أَعْلَاكَ قَدْرَاً
فَلَاحُظْنِي بِنَظْرَةْ يَا مُهَالِ

تَكَرَّمْ يَا كَشِيفَ القَومِ جُدْ لِي
وَأَسْعِفْنِي أَيَا عَالِي الفِعَالِ

أَرَى البَدْرَ فَأَذْكُرُكُمْ وَأَبْكِي
وَأُنْسِي قُرْبَكُمْ أَهْلَ الكَمَالِ



عمر غصاب راشد

الحمدان
04-24-2024, 05:01 PM
الناسُ مِن جِهَةِ التِمثالِ اَكفاءُ
أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ

نَفسٌ كَنَفسٍ وَأَرواحٌ مُشاكَلَةٌ
وَأَعظُمٍ خُلِقَت فيها وَأَعضاءُ

وَإِنَّما أُمَّهاتُ الناسِ أَوعِيَةٌ
مُستَودِعاتٌ وَلِلأَحسابِ آباءُ

فَإِن يَكُن لَهُمُ مِن أَصلِهِم شَرَفٌ
يُفاخِرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ

ما الفَضلُ إِلا لِأَهلِ العِلمِ إِنَّهُمُ
عَلى الهُدى لِمَنِ اِستَهدى أَدِلّاءُ

وَقَدرُ كُلِّ اِمرِئٍ ما كاَن يُحسِنُهُ
وَلِلرِجالِ عَلى الأَفعالِ اسماءُ

وَضِدُّ كُلِّ اِمرِئٍ ما كانَ يَجهَلُهُ
وَالجاهِلونَ لِأَهلِ العِلمِ أَعداءُ

وَإِن أَتَيتَ بِجودٍ مِن ذَوي نَسَبٍ
فَإِنَّ نِسبَتَنا جودٌ وَعَلياءُ

فَفُز بِعِلمٍ وَلا تَطلُب بِهِ بَدَلاً
فَالناسُ مَوتى وَأهُلُ العِلمِ أَحياءُ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-24-2024, 05:01 PM
تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ
وَقَلَّ الصِدقُ وَاِنقَطَعَ الرَجاءُ

وأَسلَمَني الزَمانُ إِلى صَديقٍ
كَثيرِ الغَدرِ لَيسَ لَهُ رَعاءُ

وَرُبَّ أَخٍ وَفَيتَ لَهُ بِحَقٍّ
وَلَكِن لا يُدومُ لَهُ وَفاءُ

أَخِلّاءٌ إِذا اِستَغنَيتُ عَنهُم
وَأَعداءٌ إِذا نَزَلَ البَلاءُ

يُديمونَ المَوَدَّةَ ما رَأوني
وَيَبقى الوُدُّ ما بَقِيَ اللِقاءُ

وَإِن غُنّيتُ عَن أَحَدٍ قَلاني
وَعاقَبَني بِما فيهِ اِكتِفاءُ

سَيُغنيني الَّذي أَغناهُ عَنّي
فَلا فَقرٌ يَدومُ وَلا ثَراءُ

وَكُلُّ مَوَدَّةٍ لِلّهِ تَصفو
وَلا يَصفو مَعَ الفِسقِ الاِخاءُ

وَكُلُّ جِراحَةٍ فَلَها دَواءٌ
وَسوءُ الخُلقِ لَيسَ لَهُ دَواءُ

وَلَيسَ بِدائِمٍ أَبَداً نَعيمٌ
كَذاكَ البُؤسُ لَيسَ لَهُ بَقاءُ

إِذا أَنكَرتُ عَهداً مِن حَميمٍ
فَفي نَفسي التَكَرُّمُ وَالحَياءُ

إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى
بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-24-2024, 05:01 PM
دَع ذِكرَهُنَّ فَما لَهُنَّ وَفاءُ
ريحُ الصَبا وَعُهودُهُنَّ سَواءُ

يَكسِرنَ قَلبَكَ ثُمَّ لا يَجبُرنَهُ
وَقُلوبُهُنَّ مِنَ الوَفاءِ خَلاءُ

الحمدان
04-24-2024, 05:01 PM
وَكَم ساعٍ لِيُثري لَم يَنَلهُ
وَآخِرُ ما سَعى الخُلُقُ الثَراءَ

وَساعٍ يِجمَعُ الأَموالَ جَمعاً
لِيورِثَها أَعادِيَهُ شَقاءَ

وَما سِيّانِ ذو خُبرٍ بَصيرٌ
وَآخَرُ جاهِلٌ لَيسا سَواءَ

وَمَن يَستَعتِبِ الحَدَثانِ يَوماً
يَكُن ذاكَ العِتابُ لَهُ عَناءَ

وَيُزري بالفَتى الإِعدامَ حَتّى
مَتى يُصِبِ المَقالَ يُقَل أَساءَ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-24-2024, 05:02 PM
تَحَرَّز مِن الدُنيا فَإِنَّ فَناءَها
مَحَلُّ فَناءٍ لا مَحَلُّ بَقاءِ

فَصَفوَتُها مَمزوجَةٌ بِكُدورَةٍ
وَراحَتُها مَقرونَةٌ بِعَناءِ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-24-2024, 05:02 PM
هِيَ حالانِ شِدَّةٌ وَرَخاءُ
وَسِجالانِ نِعمَةٌ وَبلاءُ

وَالفَتى الحاذِقُ الأَريبُ إِذا ما
خانَهُ الدَهرُ لَم يَخُنهُ عَزاءُ

إِن أَلَمَّت مُلِمَّةٌ بي فَإِنّي
في المُلِمّاتِ صَخرَةٌ صَمّاءُ

عالِمٌ بِالبَلاءِ عِلماً بَأَن لَي
سَ يَدومُ النَعيمُ وَالرَخاءُ



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-24-2024, 05:02 PM
إِذا عَقَدَ القَضاءُ عَلَيكَ أَمراً
فَلَيسَ يَحُلُّهُ إِلّا القَضاءُ

فَما لَكَ قَد أَقَمتَ بِدارِ ذُلٍّ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ فَضاءُ

تَبَلَّغ بِاليَسيرِ فَكُلُّ شَيءٍ
مِنَ الدُنيا يَكونُ لَهُ اِنتِهاءُ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-24-2024, 05:02 PM
أَمِن بَعدِ تَكفينِ النَبِيِّ وَدَفنِهِ
نَعيشُ بِآلاءٍ وَنَجنَحُ لِلسَلوى

رُزِئنا رَسولَ اللَهِ حَقّاً فَلَن نَرى
بِذاكَ عَديلاً ما حَيينا مِنَ الرَدى

وُكُنتَ لَنا كَالحُصنِ مِن دونِ أَهلِهِ
لَهُ مَعقَلٌ حِرزٌ حَريزٌ مِن العِدى

وَكُنا بِهِ شُمُّ الأُنوفِ بِنَحوِهِ
عَلى مَوضِعٍ لا يُستطاعُ وَلا يُرى

وَكُنّا بِمَرآكُم نَرى النورَ وَالهُدى
صَباحَ مَساءَ راحَ فينا أَو اِغتَدى

لَقَد غَشِيَتنا ظُلمَةٌ بِعدَ فَقدِكُم
نَهاراً وَقَد زادَت عَلى ظُلمَةِ الدُجى

فَيا خَيرَ مَن ضَمَّ الجَوانِحَ وَالحَشا
وَيا خَيرَ مَيتٍ ضَمّهُ التُربُ وَالثَرى

كَأَنَّ أُمورَ الناسِ بَعدَكَ ضُمِّنَت
سَفينَةُ مَوجٍ حينَ في البَحرِ قَد سَما

وَضاقَ فَضاءُ الأَرضِ عَنّا بِرَحبِهِ
لَفَقدِ رَسولِ اللَهِ إِذ قيلَ قَد مَضى

فَقَد نَزَلَت بِالمُسلِمينَ مُصيبَةٌ
كَصَدعِ الصَفا لا صَدعٍ لِلشَعبِ في الصَفا

فَلَن يَستَقِلَّ الناسُ ما حَلَّ فيهُمُ
وَلَن يُجبِرَ العَظمُ الَّذي مِنهُمُ وَهَى

وَفي كُلِّ وَقتٍ لِلصَلاةِ يَهيجُها
بِلالٌ وَيَدعو بِاِسمِهِ كُلَّما دَعا

وَيَطلُبُ أَقوامٌ مَواريثَ هالِكٍ
وَفينا مَواريثُ النُبُوَّةِ وَالهُدى

فَيا حُزناً إِنّا رَأَينا نَبِيَّنا
عَلى حينِ تَمَّ الدينُ وَاِشتَدَّتِ القُوى

وَكانَ الأُلى شُبهَتَهُ سَفرُ لَيلَةٍ
أَضَلُّ الهُدى لا نَجمَ فيها وَلا ضَوى


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-24-2024, 05:03 PM
نَصَرنا رَسولَ اللَهِ لَمَّا تَدابَروا
وَثابَ إِلَيهِ المُسلِمونَ ذَوو الحِجى

ضَرَبنا غُواةَ الناسِ عَنهُ تَكَرُّماً
وَلَمّا يَرَوا قَصدَ السَبيلِ وَلا الهُدى

وَلَما أَتانا بِالهُدى كانَ كُلُّنا
عَلى طاعَةِ الرَحمَنِ وَالحَقِّ وَالتُقى


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-24-2024, 05:03 PM
حَياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ فَكُلَّما
مَضى نَفَسٌ أَنقَصتَ بِهِ جُزءاً

وَيُحييكَ ما يُفنيكَ في كُلِّ حالَةٍ
وَيَحدوكَ حادٍ ما يُريدُ بِكَ الهَزءا

فَتُصبِحَ في نَفسٍ وَتَمشي بِغَيرِها
وَمالَكَ مِن عَقلٍ تُحِسُّ بِهِ رُزءا


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-24-2024, 05:03 PM
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي
وَلَكِن أَلقِ دَلوَكَ في الدَلاءِ

تَجِئكَ بِمِلئِها يَوماً وَيَوماً
تَجِئكَ بِحَمأَةٍ وَقَليلِ ماءِ

وَلا تَقعُد عَلى كُلِّ التَمَنّي
تَحيلُ عَلى المَقدَّرِ وَالقَضاءِ

فَإِنَّ مَقادِرَ الرَحمَنِ تَجري
بَأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ

مَقدَّرَةً بِقَبضٍ أَو بِبَسطٍ
وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ البَلاءِ

لَنِعمَ اليَومُ يَومُ السَبتِ حَقّاً
لِصَيدٍ إِن أَرَدتَ بَلا اِمتِراءِ

وَفي الأَحَدِ البِناءِ لِأَنَّ فيهِ
تَبَدّى اللَهُ في خَلقِ السَماءِ

وَفي الإِثنَينِ إِن سافَرتَ فيهِ
سَتَظفَرُ بِالنَجاحِ وَِبالثَراءِ

وَمِن يُردِ الحِجامَةَ فَالثُلاثا
فَفي ساعَتِهِ سَفكُ الدِماءِ

وَإِن شَرِبَ اِمرِؤٌ يَوماً دَواءً
فَنِعمَ اليَومَ يَومَ الأَربِعاءِ

وَفي يَومِ الخَميسِ قَضاءُ حاجٍ
فَفيهِ اللَهُ يَأذَنُ بِالدُعاءِ

وَفي الجُمُعاتِ تَزويجٌ وَعُرسٌ
وَلذَّاتُ الرِجالِ مَعَ النِساءِ

وَهَذا العِلمُ لا يَعلَمهُ إِلّا
نَبِيٌّ أَو وَصِيُّ الأَنبِياءِ

فَكَيفَ بِهِ أَنّي أُداوي جِراحَهُ
فَيَدوى فَلا مُلَّ الدَواءُ



علي بن أبي طالب

الحمدان
04-24-2024, 05:05 PM
فَإِن كُنتَ بِالشورى مَلَكتَ أُمورَهُم
فَكَيفَ بِهَذا وَالمُشيرونَ غُيَّبُ

وَإِن كُنتَ بِالقُربى حَجَجتَ خَصيمَهُم
فَغَيرُكَ أَولى بِالنَبِيِّ وَأَقرَبُ


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-24-2024, 05:05 PM
أَلَم تَرَ قَومي إِذ دَعاهُم أَخوهُمُ
أَجابوا وَإِن يَغضَب عَلى القَومِ يَغضَبوا

هُمُ حَفَظوا غَيبي كَما كُنتُ حافِظاً
لِقَومِيَ أُخرى مِثلَها إِذ تَغَيَّبوا

بَنو الحَربِ لَم تَقعُد بِهِم أُمَهاتُهُم
وَآباؤُهُم آباءُ صِدقٍ فَأَنجَبوا


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-24-2024, 05:06 PM
أَنا عَلِيٌّ وَاِبنُ عَبدِ المُطَّلِب

نَحنُ لَعَمرُ اللِهِ أَولى بِالكُتُب

مِنّا النَبِيُّ المُصطَفى غَيرَ كَذِب

أَهلُ اللِواءِ وَالمَقامِ وَالحُجُب

نَحنُ نَصَرناهُ عَلى جُلِّ العَرَب

يا أَيُّها العَبدُ الغَريرُ المُنتَدَب

أُثبُت لَنا يا أَيُّها الكَلبُ الكَلِب

الحمدان
04-24-2024, 05:06 PM
أَنا الغُلامُ العَرَبِيُّ المَنتَسِب
مِن خَيرِ عودٍ في مُصاصِ المطَّلِب

يا أَيُّها العَبدُ اللَئيمَ المُنتَدَب
إِن كُنتَ لِلمَوتِ مُحِبّاً فَاِقتَرِب

وَاُثبُت رُوَيداً أَيُّها الكَلبُ الكَلِب
أُو لا فَوَلِّ هارِباً ثُمَّ اِنقَلِب


علي بن أبي طالب
رضي الله عنه

الحمدان
04-24-2024, 05:07 PM
لَعَمرُكَ ما الإِنسانُ إِلّا بِدينِهِ
فَلا تَترُكِ التَقوى اِتِّكالاً عَلى النَسَب

فَقَد رَفَعَ الإِسلامُ سَلمانَ فارِسٍ
وَقَد وَضَعَ الشِركُ الشَريفَ أَبا لَهَب


علي بن أبي طالب

الحمدان
04-24-2024, 05:29 PM
عَجَبًا لأَمْنِكَ وَالْحَيَاةُ قَصِيرَةٌ
وَلِفَقْدِ إِلْفٍ لا تَزَالُ تَرَوَّعُ

أَفَقَدْ رَضِيتَ بِأَنْ تُعَلَّلَ بِالْمُنَى
وَإِلَى الْمَنِيَّةِ كُلُّ يَوْمٍ تُدْفَعُ

لا تَخْدَعَنَّكَ بَعْدَ طُولِ تَجَارِبٍ
دُنْيَا تَكَشَّفُ لِلْبَلاءِ وَتَصْرَعُ

أَحْلامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ
إِنَّ اللَّبِيبَ بِمِثْلِهَا لا يُخْدَعُ

وَتَزَوَّدَنَّ لِيَوْمِ فَقْرِكَ دَائِبًا
أَلِغَيْرِ نَفْسِكَ لا أَبَا لَكَ تَجْمَعُ

الحمدان
04-24-2024, 06:53 PM
لَمّا نُسِبتَ فَكُنتَ اِبناً لِغَيرِ أَبٍ
ثُمَّ اِمتُحِنتَ فَلَم تَرجِع إِلى أَدَبِ

سُمِّيتَ بِالذَهَبِيِّ اليَومَ تَسمِيَةً
مُشتَقَّةً مِن ذَهابِ العَقلِ لا الذَهَبِ

مُلَقَّبٌ بِكَ ما لُقِّبتَ وَيكَ بِهِ
يا أَيُّها اللَقَبُ المُلقى عَلى اللَقَبِ


المتنبي
هجاء

الحمدان
04-24-2024, 06:53 PM
قِفا تَرَيا وَدقي فَهاتا المَخايِلُ
وَلا تَخشَيا خُلفاً لِما أَنا قائِلُ

رَماني خِساسُ الناسِ مِن صائِبِ اِستِهِ
وَآخَرُ قُطنٌ مِن يَدَيهِ الجَنادِلُ

وَمِن جاهِلٍ بي وَهوَ يَجهَلُ جَهلَهُ
وَيَجهَلُ عِلمي أَنَّهُ بِيَ جاهِلُ

وَيَجهَلُ أَنّي مالِكَ الأَرضِ مُعسِرٌ
وَأَنّي عَلى ظَهرِ السَماكَينِ راجِلُ

تُحَقِّرُ عِندي هِمَّتي كُلَّ مَطلَبٍ
وَيَقصُرُ في عَيني المَدى المُتَطاوِلُ

وَما زِلتُ طَوداً لا تَزولُ مَناكِبي
إِلى أَن بَدَت لِلضَيمِ فيَّ زَلازِلُ

فَقَلقَلتُ بِالهَمِّ الَّذي قَلقَلَ الحَشا
قَلاقِلَ عيسٍ كُلُّهُنَّ قَلاقِلُ

إِذا اللَيلُ وارانا أَرَتنا خِفافُها
بِقَدحِ الحَصى مالا تُرينا المَشاعِلُ

كَأَنّي مِنَ الوَجناءِ في ظَهرِ مَوجَةٍ
رَمَت بي بِحاراً ما لَهُنَّ سَواحِلُ

يُخَيَّلُ لي أَنَّ البِلادَ مَسامِعي
وَأَنِّيَ فيها ما تَقولُ العَواذِلُ

وَمَن يَبغِ ما أَبغي مِنَ المَجدِ وَالعُلا
تَساوى المَحايِي عِندَهُ وَالمَقاتِلُ

أَلا لَيسَتِ الحاجاتُ إِلّا نُفوسَكُم
وَلَيسَ لَنا إِلّا السُيوفَ وَسائِلُ

فَما وَرَدَت روحَ اِمرِئٍ روحُهُ لَهُ
وَلا صَدَرَت عَن باخِلٍ وَهوَ باخِلُ

غَثاثَةُ عَيشي أَن تَغِثَّ كَرامَتي
وَلَيسَ بِغَثٍّ أَن تَغِثَّ المَآكِلُ


المتنبي
هجاء

الحمدان
04-24-2024, 06:54 PM
أَماتَكُمُ مِن قَبلِ مَوتِكُمُ الجَهلُ
وَجَرَّكُمُ مِن خِفَّةٍ بِكُمُ النَملُ

وُلَيدَ أُبَيِّ الطَيِّبِ الكَلبِ ما لَكُم
فَطِنتُم إِلى الدَعوى وَمالَكُمُ عَقلُ

وَلَو ضَرَبَتكُم مَنجَنِيقي وَأَصلُكُم
قَوِيٌّ لَهَدَّتكُم فَكَيفَ وَلا أَصلُ

وَلَو كُنتُمُ مِمَّن يُدَبِّرُ أَمرَهُ
لَما كُنتُمُ نَسلَ الَّذي ما لَهُ نَسلُ


المتنبي
هجاء