المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 [25] 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
05-27-2024, 09:20 PM
ظَبْيُكَ يا ذا حَسَنٌ وجهُهُ
وما سِوى ذاك جميعاً يُعابْ

فافهمْ كلامي يا أبا مالكٍ
لا يُشبهُ العنوانَ ما في الكتابْ

الحمدان
05-27-2024, 09:20 PM
طرِبتُ إلى المِرَاةِ فروَّعتْني
طوالعُ شَيبتينِ ألمَّتا بي

فأمّا شيبةٌ ففزِعت منها
إلى المِقراض حُبّاً للتصابي

وأما شَيبةٌ فصفحتُ عنها
لتشهَدَ بالبراءَة من خضابي

فأعجِبْ بالدليلِ على مَشيبي
أقمتُ به الدليلَ على شبابي


ابن الرومي

الحمدان
05-27-2024, 09:20 PM
وقد كنت ذا حالٍ أطيلُ ادِّكارها
وإرعاءَها قلبي لأهتزَّ مُعْجبا

فُبدِّلتُ حالاً غير هاتيك غايتي
تناسِيَّ ذكراها لتغرُبَ مغربا

وكنت أُدير الكأس ملأى رَويّةً
لأجذْلَ مسروراً بها ولأَطربا

وكانت مزيداً في سروري ومُتعتي
فأضحتْ مفرّاً من همومي ومَهربا


ابن الرومي

الحمدان
05-28-2024, 10:55 AM
يقول عبدالله بن زويبن

زبون السمان اللي رفع حدّها الجلّاب

لها عام كامل والمربي يضرمها

ويقول

محرق عراقيب الدلال البغاديد

وعوق الخروف اللي مع امه طريده

كذلك يقول

ناحر اللي تأكل الحشو سِكّينه

يوم بعض الناس يبخل على شاته

الحمدان
05-28-2024, 10:57 AM
أفرُّ من وجَعي دوماً إلى وجَعي
والصمتُ يدفنُ في أحشائهِ جزَعي

وأعبرُ الدهرَ يا أمَّاهُ مبتسماً
والضيقُ يقهرُ آفاقي ومتَّسعي

وفي دمي ألمُ الدنيا بأجمعها
كأنها وُلدت يا حسرتاهُ معي

لمن أبوحُ ومن يهتمُّ يا قدَري
مادامَ لم يبقَ لي خلٌ سوى وجعي


.......

الحمدان
05-28-2024, 11:05 AM
وإذا الصَباحُ على الحَياةِ تَنَفّسَا
وكَسَا الطَبيعَة بالنَضَارَة واكتَسَى

فافرَح بآلاءِ المُهَيمِن و ابتَسِم
واطرَح تَكالِيف الكَـآبَة والأسَى

.......

الحمدان
05-28-2024, 11:10 AM
ما كـانَ ذنبُ الصبحِ أنك نائـمٌ
هـذا الـطـريقُ وتـلكـمُ الآمـال

أتبـيتُ سـهـرانًا وتُصـبحُ نـائمًا
وتريـد نيلَ المجـد ذاك محالُ

.......

الحمدان
05-28-2024, 11:11 AM
اكتم جراحَكَ لا تُخبر بها أحداً
ما كان بالبوح تطبيبُ الجراحاتِ

لا شيءَ يُبرِئُ هذي الروحَ إن تعِبتْ
إلا تراتيلُ أذكارٍ وآياتِ


.......

الحمدان
05-28-2024, 11:14 AM
إن مسَّنا الضرُّ أو ضاقت بنا الحِيَلُ
فلنْ يخيبَ لنا في ربِّنا أملُ

وإن أناخت بنا البلوى فإن لنا
ربًّا يُحَوِّلُها عنّا فتنتقلُ

اللهُ في كلِّ خَطبٍ حسبنا وكفى
إليه نرفعُ شكوانا ونبتهلُ

من ذا نلوذُ به في كشف كربتنا؟
ومن عليه سوى الرحمن نتكلُ

.......

الحمدان
05-28-2024, 11:16 AM
كن بلسما فالجارحون كثيرُ
ومواسيا إنّ الزمانَ مريرُ

كن طيِّبَ الآثارِ إنك راحلٌ
فلعلّها يومَ النشور تُجيرُ

.......

الحمدان
05-28-2024, 02:09 PM
حمدنا اللَه شكراً اذ حبانا
بنصرك يا أمير المؤمنينا

فأنت خليفةُ الرحمن حقاً
جمعت سماحةً وجمعت دينا

الحمدان
05-28-2024, 02:09 PM
إذا ذكر الأمير نعى الأمينا
وان رقد الخلي حمى الجفونا

وما برحت منازل بين بُصرى
وكلواذا تهيج لي الشجونا

عراصُ الملكِ خاويةٌ تهادى
بها الأرواحُ تنسجها فنونا

تخونَ عزَّ ساكنها زمانٌ
تلعبَ بالقرون الأولينا

فشتت شملهم بعد اجتماعٍ
وكنت بحسنِ ألفتهم ضنينا

فلم أر بعدهم حسناً سواهم
ولم ترهم عيونُ الناظرينا

فوا أسفا وان شمت الأعادي
وآه على أمير المؤمنينا

أضل العرفَ بعدك متبعوه
ورفِّهَ عن مطايا الراغبينا

وكن الى جنابك كل يومٍ
يرحنَ على السعودِ ويغتدينا

هو الجبلُ الذي هوت المعالي
لهدته وريع الصالحونا

ستندب بعدك الدنيا جواراً
وتندبُ بعدك الدين المصونا

فقد ذهبت بشاشة كل شيءٍ
وعادَ الدينُ مطروحاً مهينا

تعقد عز متصلٍ بكسرى
وملته وذل المسلمونا


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:09 PM
على سر من را والمصيف تحيةٌ
مجللةٌ من مغرمٍ بهواهُما

ألا هل لمشتاقٍ ببغدادَ رجعةٌ
تُقَرِّب من ظليهما وذراهما

محلان لقى اللَه خيرَ عباده
عزيمةَ رُشدٍ فيهما فاصطفاهما

وقولا لبغدادٍ إذا ما تنسمت
على أهل بغدادٍ جُعلتِ فداهُما

أفي بعض يومٍ شفَّ عيني بالقذا
حروركِ حتى رابني ناظراهُما


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:10 PM
فديتك ما لوجهك صد عني
وأبديت التندمَ بالسلام

أحين خلبتني وقرنت قلبي
بطرفك والصبابةَ في نظام

تنكر ما عهدت لغب يومٍ
فيا قربَ الرضاع من الفطام

لأسرع ما نهيت الى همومي
مروري بالزيارة واللمامِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:10 PM
أثبت المعصومُ عزاً لأبي
حسنٍ أثبت من ركن إضم

كل مجدٍ دون ما أثلهُ
لبني كاوس أملاك العجَم

إنما الأفشين سيفٌ سله
قدرُ اللَه بكفِّ المُعتصم

لم يدَع بالبَذِّ من ساكنه
غيرَ أمثالٍ كأمثالِ إرَم

ثم أهدى سلماً بابكه
رهن حجلين نجياً للندم

وقرا تُوفيلَ طعناً صادقاً
فض جميعه جميعاً وهزَم

قتل الأكثر منهم ونجا
من نجا لحماً على ظهر وضم


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:10 PM
إن من أطولِ ليلٍ أمداً
ليلَ مشتاقٍ تصابى فكتم

رُبَّ فظِّ القلبِ لا لينَ له
لو رأى ما بك منه لرَحِم

الحمدان
05-28-2024, 02:10 PM
بنفسي حبيبٌ أم مكةَ مكرها
يعالج مستوراً من الحُزنِ والألم

كلانا وحيدٌ لا يُسَرُّ بمؤنسٍ
من الناس حتى تنقضي الأشهر الحرم

أحن الى شهر المحرَّم ليته
غداةَ غدٍ قد كان أو بان وانصرم

ألام على شغلي بمن أنا شغله
إذا طاف أو أفضى الى الركن فاستلم

سترنا بظهر الغيب ما كان بيننا
ونحفظ عهدينا على رغم من كتم


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:11 PM
إلى خازن اللَه في خلقه
سراجِ النهارِ وبدرِ الظلَم

ركبنا غرابيبَ زفافةً
بدجلةَ في موجها الملتظم

اذا ما قصدنا لقا طولها
ودهم قراقيرها تصطدم

سكنا الى خير مسكونةٍ
تيممها راغبٌ من أمم

مباركةٍ شادَ بُنيانها
بخير المواطنِ خيرُ الأمم

كأنَّ بها نشرَ كافورةٍ
لبردٍ نداها وطيب النسَم

كظهر الأديم اذا ما السحا
بُ صابَ على متنها وانسجم

مبرأة من وحول الشتاءِ
اذا ما طمى وحلُه وارتكم

فما ان يزال بها راجلٌ
يمر الهوينى ولا يلتطم

ويمشي على رسله آمناً
سليمَ الشراكِ نقيَّ القدم

وللنونِ والضبِّ في بطنها
مراتعُ مسكونةٌ والنعم

غدوت على الوحش مغترةً
رواتع في نورها المنتظم

ورحتُ عليها وأسرابها
تحومُ بأكنافها تبتسم

يضيق الفضاءُ به إن غدا
بطودي أعاريبه والعجم

ترى النصر يقدم راياته
إذا ما خفقن أمامَ العلم

وفي اللَه دوخَ أعداءَهُ
وجرَّد فيهم سيوفَ النقَم

وفي اللَه يكظمُ من غيظه
وفي اللَه يصفحُ عمن جرم

رأى شيمَ الجودِ محمودةً
وما شيمُ الجُودِ إلا قسم

فراحَ على نعمٍ واغتدى
كأن ليس يُحسِن إلا نعم


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:11 PM
أُكاتمُ وجدي فما ينكتِم
بمن لو شكوتُ إليه رحِم

وإني على حُسنِ ظنِّي به
لأحذرُ إن بُحتُ أن يحتشم

ولي عند لحظته روعَةٌ
تُحقِّق ما ظنَّه المتهم

وقد علم الناسُ أني له
محبٌّ وأحسبه قد علم

وإني لمغضٍ على لوعةٍ
من الشوق في كبدي تضطرم

عشيةَ ودعتُ عن مقلةٍ
سفوحٍ وزفرةِ قلبٍ سدم

فما كان عند النوى مسعدٌ
سوى الدمع يغسلُ طرفاً كلم

سيذكرُ من بانَ أوطانه
ويبكي المقيمين من لم يُقم


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:11 PM
تألفت طيفَ غزالِ الحرَم
فواصلني بعد ما قد صرَم

وما زلتُ أقنعُ من يله
بما تجتنيه بنانُ الحلم

بنفسي خيالٌ على رقبةٍ
ألم به الشوقُ فيما زعم

أتاني يُجاذبُ أردافَه
من البُهرِ تحت كُسوفِ الظُلَم

تَمجُّ سوالِفُه مسكةً
وعنبرة رِيقُه والنسم

تضمَّخَ من بعدِ تجميرهِ
فطابَ من القرنِ حتى القدم

يقول ونازعته ثوبه
على أن يقول لشيء نعم

فغضَّ الجفونَ على خجلةٍ
وأعرض إعراضةَ المُحتشِم

فشبَّكت كفي على خجلةٍ
وأعرض أعراضةَ المُحتشِم

فشبَّكت كفي على كفه
وأصغيتُ ألثم دُراً بفَم

فنهنهني دفعَ لا مُؤيسٍ
بجدٍّ ولا مُطمعٍ معتزمٍ

إذا ما هممتُ فأدنيتهُ
تثنى وقال لي الويلُ لم

فما زلتُ أبسُطُه مازحاً
وأُفرطُ في اللهو حتى ابتسم

وحكمني الريمُ في نفسه
بشيءٍ ولكنه مكتتَم

فواهاً لذلك من طارقٍ
على أنَّ ما كان أبقى سَقَم


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:12 PM
يا بنَ الإمام تركتني هملا
أبكي الحياةَ وأندُبُ الأملا

ما بالُ عينك حين تلحظني
ما إن تُقِلُّ جفونها ثِقلا

لو كان لي ذنبٌ لبحتُ به
كي لا يقال هجرتني مللا

إن كنت أعرف زلةً سلفَت
فرأيت ميتة واحدي عجلا


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:12 PM
أرى الآمالَ غير معرجاتٍ
على أحدٍ سوى الحسن بن سهلِ

يُباري يومه غده سماحاً
كلا اليومين بان بكلِّ فضلِ

أرى حَسناً تقدمَ مُستبداً
بِبَعدٍ من رياسته وقبلِ

فإن حضرتك مشكلةٌ بشكٍّ
شفاك بحكمةٍ وخطابِ فصلِ

سليل مرازبٍ برعوا حلوماً
وراعَ صغيرهم بسدادِ كهلِ

مُلوك إن جريت بهم أبروا
وعزوا أن توازِنَهم بعدلِ

ليهنك أنَّ ما أرجأت رُشدٌ
وما أمضيتَ من قولٍ وفعل

وأنَّك مُؤثرٌ للحقِّ فيما
أراك اللَه من قطعٍ ووصلِ

وأنك للجميع حيا ربيعٍ
يصوبُ على قرارةِ كلِّ محلِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:12 PM
ألستَ ترى ديمةً تهطِلُ
وهذا صباحك مستقبلُ

فإني رأيت له نظرةً
تخبرني أنه يفعلُ

وقد أشكل العيشُ في يومنا
فيا حبذا عيشنا المُشكِلُ

ألا أيها الشادن الأكحلُ
إلى كم تقول ولا تفعلُ

إلى كم تجودُ بما لا نُريد
منك وتمنع ما نسألُ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:12 PM
ومسترقٍ للحظ لم يظهر الجوى
يُريدُ يناجيني فيمنعه الخجل

شكوت بطرفي ما أقاسي من الهوى
اليه فأوما بالسلام على وجل

تُخبِّرني عيناه عمَّا بقلبه
وقد مات من وجدٍ وليس له حيل

فعينٌ إلى وجهِ الرقيبِ لخوفه
وعينٌ الى وجه الحبيب إذا غفل


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:13 PM
سقى اللَه بالقاطول مسرح طرفِكا
وخص بسقياه مناكبَ قصرِكا

تحينَ للدراج في جنباته
وللغر آجالٌ قدرنَ بكفكا

حتوفاً اذا وجهتهن قواضباً
عجالاً اذا أغريتهن بزجركما

أبحت حماماً مصعداً ومصوباً
وما رمت في حاليك مجلس لهوكا

تصرف فيه بين نايٍ ومسمعٍ
ومشمولةٍ من كف ظبيٍ لسقيكا

قضيت لُباناتٍ وأنت مخيمٌ
مريحٌ وإن شطت مسافةُ عزمكا

وما نال طيب العيش إلا مودعٌ
وما طاب عيشٌ نال مجهود كدِّكا


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:13 PM
وجدت ألذ العيشِ فيما بلوته

ترقُّبَ مشتاقٍ زيارةَ شائقِ

الحمدان
05-28-2024, 02:13 PM
وأبيضَ في حُمرِ الثياب كأنه
إذا ما بدا نسرينه في شقائقِ

سقاني بكفيه رحيقاً وسامني
فسوقا بعينيه ولستُ بفاسقِ

وأُقسم لولا خشيةُ اللَهِ وحدَه
ومن لا أسمِّي كنتُ أوّلَ عاشقِ

واني لمعذورٌ على شَغفي به
وان وسمتني شيبةٌ في المفارق

ولا عشقَ لي أو يُحدِثَ الدهرُ شِرَّةً
تعود بعاداتِ الشباب المُفارقِ

ولو كنت شكلاً للصبا لا تبعته
ولكن سني بالصبا غيرُ لائقِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:13 PM
هلا رحمتَ تلددَ المشتاقِ
ومننتَ قبل فراقه بتلاقِ

إن الرقيب ليستريب تنفُّسي الصُّعدا
اليك وظاهر الإقلاقِ

ولئن أربتُ لقد نظرتُ بمقلةٍ
عبرى عليك سخينةِ الآماقِ

نفسي الفداءُ لخائفٍ مترقِّب
جعلَ الوداعَ إشارةً بعناقِ

إذ لا جوابَ لمعجَمٍ متحيِّرٍ
الا الدموع تُصان بالإطراق

خير الوفود مبشِّر بخلافةٍ
خصَّت ببهجتها أبا إسحقِ

وافته في الشهر الحرام سليمةً
من كلِّ مشكلة وكلِّ شقاق

أعطته صفقتها الضمائر طاعةً
قبل الأكفِّ بأوكدِ الميثاق

سكن الأنامُ إلى إمامِ سلامةٍ
عفِّ الضميرِ مُهذَّب الأخلاقِ

فحمى رعيته ودافع دونها
وأجار مملقها من الإملاقِ

قل للألى صرفوا الوجوه عن الهدى
متعسفين تعسُّف المُراق

اني أحذركم بوادِرَ ضَيغمٍ
دَرِبٍ بحطمِ موائل الأعناقِ

متأهِّب لا يستفزُّ جنانه
زَجِلُ الرُّعودِ ولامعُ الإبراقِ

لم يُبقِ من متعرمين توثبوا
بالشام غيرَ جماجمٍ أفلاقٍ

من بين مُنجدِلٍ تمجُّ عروقُه
عَلَقَ الأخادع أو أسير وَثاق

وثنى الخيولَ إلى معاقلِ قَيصَرٍ
تختال بين أحزَّةٍ ورقاق

يحملن كلَّ مشمِّرِ متغشمٍ
ليثٍ هزبرٍ أهرتِ الأشداقِ

حتى اذا أم الحصونَ مُنازِلاً
والموتُ بين ترائبٍ وتراقي

هرَّت بطارقُها هريرَ ثعالبٍ
بُدِهَت بزأرِ قساورٍ طُراقِ

ثم استكانت للحصار ملوكُهم
ذُلاً وناطَ حُلوقَهم بخناقِ

هَرَبت وأسلمت الصليب عشيَّةً
لم يبق غير حشاشة الأرماق


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:14 PM
أُحِبُّك حبّاً شابه بنصيحةٍ
أبٌ لك مأمونٌ عليك شفيقُ

وأُقسم ما بيني وبينك قُربَةٌ
ولكنَّ قلبي بالحسانِ عَلُوقُ

الحمدان
05-28-2024, 02:14 PM
يا مستعير سوالف الخشفِ
اسمع لحلفةِ صادق الحلفِ

إن لم أصح ليلي ويا حربي
من وجنتيك وفترة الطرفِ

فجحدت ربي فضل نعمته
وعبدته أبداً على حرفِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:14 PM
يا خير أُسرته وإن رغموا
إني عليك لمثبت أسف

الله يعلم أن لي كبدا
حرى عليك ومقلةً تكف

ولئن شجيت لما رزئت به
إني لأضمر فوق ما أصف

هلا بقيت لسد فاقتنا
أبداً وكان لغيرك التلف

قد كان فيك لمن مضى خلفٌ
ولسوف يعوزُ بعدك الخلف

لا بات رهطك بعد هفوتهم
إني لرهطك بعدها شنف

هتكوا لحرمتك التي هتكت
حرم الرسول ودونها السجفُ

ونبت أقاربك التي خذلت
وجميعها بالذل معترف

لم يفعلوا بالشط إذ حضروا
ما تفعل الغيرانةُ الأنفُ

تركوا حريمَ أبيهمُ نفلاً
والمحصناتُ صوارخٌ هتف

أبدت مخلخلها على دهشٍ
أبكارهن ورنت النصفًُ

سلبت معاجرهن واجتليت
ذات النقابِ ونوزع الشنف

فكأنهن خلالَ منتهبٍ
دُرٌّ تكشفَ دونه الصدفُ

ملكٌ تخونَ ملكه قدرٌ
فوهى وصرفُ الدهر مختلفُ

هيهات بعدك أن يدوم لنا
عزٌّ وأن يبقى لنا شرفُ

لا هيبوا صحفاً مشرفةً
للغادرين تحثها الجدفُ

أفبعد عهد اللَه نقلته
والقتلُ بعد أمانهِ سر
فُ
فستعرفون غداً بعاقبةٍ
عز الإله فأوردوا وقفوا

يا من تخون نومه أرقٌ
هدت الشجون وقلبه لهفُ

قد كنت لي أملاً غنيتُ به
فمضى وحلَّ محلَّه الأسفُ

مرج النظام وعاد منكرنا
عرفاً وأنكر بعده العرفُ

والشملُ منتشرٌ لفقدك والدنيا
سُدى والبابُ منكسِفُ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:14 PM
بأبي من وددته فافترقنا
وقضى اللَه بعد ذاك اجتماعا

فافترقنا حولاً فلما اجتمعنا
كان تسليمهُ عليَّ وداعا

الحمدان
05-28-2024, 02:15 PM
خلِّ الذي عنك لا تسطيعُ تدفَعُهُ
يا من يُصارع من لا شكَّ يصرعُهُ

جاءت طرائقُ شعرٍ أنت تنتفها
فكيف تصنع لو قد جاء أجمعُهُ

اللَه أكبر لا أنفكُّ من عجبٍ
أأنت تحصُدُ ما ذوالعرش يزرعُهُ

تباً لسعيك بل تبا لأمك إذ
ترعى حمىً خالقُ الأحماءِ يمنعُهُ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:15 PM
يا أمين اللَه لا خطّةَ لي
ولقد أفردت صحبي بخطط

أنا في دهياءَ من مظلمةٍ
تحمل الشيخ على كل غلط

صعبة المسلك يرتاع لها
كلُّ من أصعدَ فيها وهبط

بوني منك ما بوأتهم
عرصةً تبسط طرفي ما انبسط

أبتني فيها لنفسي موطنا
ولعقبي فرطاً بعد فرط

لم يزل منك قريباً مسكني
فأعد لي عادةَ القُربِ فقط

كل من قربته مغتبطٌ
ولمن أبعدت خزيٌ وسخط


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:15 PM
وا بأبي أبيض في صفرةٍ
كأنه تبرٌ على فضَّه

جرَّدَهُ الحمامُ عن دُرَّةٍ
تلوحُ فيها عُكَنٌ بضَّه

غُصنٌ تبدى يتثنى على
مأكمةٍ مثقلةِ النهضه

كأنما الرش على خدِّهِ
طلٌّ على تفاحةٍ غضَّه

صفاتُه فاتنةٌ كلها
فبعضُه يُذكرني بعضَه

يا ليتني زوَّدني قُبلةً
أولا فمن وجنتهِ عَضَّه


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:16 PM
غضبت أن زُرت أخرى خلسةً
فلها العتبى لدينا والرضايا

فدتك النفسُ كانت هفوة
فاغفريها واصفحي عما مضى

واترُكي العذل على من قاله
وانسبي جوري إلى حكم القضا

فلقد نبهتني من رقدتي
وعلى قلبي كنيرانِ الغضا


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:16 PM
نُصيرُ ليس المُردُ من شأنه
نُصيرُ طَبٌّ بالنكاريشِ

يقول للنكريش في خَلوةٍ
مقالَ ذي لُطفٍ وتجميشِ

هل لك أن نلعب في فَرشِنا
تقلبَ الطيرِ المراعيشِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:16 PM
يا خيرُ مستخلفٍ من آل عباس
إسلم وليس على الأيام من باسِ

أحييت من أملي نضواً تعاورهُ
تعاقُبُ الياسِ حتى مات بالياسِ

الحمدان
05-28-2024, 02:16 PM
رمتك غداة السبتِ شمسٌ من الخلدِ
بسهمِ الهوى عمداً وموتكَ في العمد

مؤزرةُ السربال مهضومةُ الحشى
غلامية التقطيعِ شاطرةُ القدِّ

محنأة الأطراف رُؤدٌ شبابها
معقربة الصدغين كاذبة الوعد

أقول ونفسي بين شوقٍ وزفرةٍ
وقد شخصت عيني ودمعي على الخد

أجيزي على من قد تركت فؤاده
بلحظته بين التأسف والجهدِ

عذابٌ بالهوى مع قربكم
وموتٌ إذا أقرحت قلبك بالبعد

لقد فطنت للجود فطنة عاصمٍ
لصنع الأيادي الغر في طلب الحمدِ

سأشكوكِ في الأشعار غير مقصرٍ
إلى عاصمٍ ذي المكرمات وذي المجد

لعلَّ فتى غسانَ يجمع بيننا
فيأمن قلبي منكم روعة الصدِّ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:17 PM
وكالدرةِ البيضاءِ حيا بعنبرٍ
وكالورد يسعى في قراطق كالورد

له عبثاتٌ عند كلِّ تحيةٍ
بعينيه تستدعي الخلي إلى الوجد

تمنيت أن أُسقى بكفيه شربةً
تذكرني ما قد نسيت من العهد

سقى اللَه عيشاً لم ابت فيه ليلةً
من الدهر إلا من حبيبٍ على وعدِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:17 PM
لشتان إشفاقي عليك وقسوةٌ
أطلت بها شجو الفؤاد على العمدِ

وما حلت للهجرانِ عن حال صبوةٍ
إليك ولكن حال جسمي عن العهدِ

الحمدان
05-28-2024, 02:17 PM
يا مَن شَغلتُ بهجره ووصاله
هِمَمَ المُنَى ونسيت يوم مَعادي

واللَه ما التقت الجفونُ بِطرفةٍ
إلا وذكرك خاطِرٌ بفؤادي

الحمدان
05-28-2024, 02:17 PM
زائرةٌ زارت على غفلةٍ
يا حبَّذا الزورَةُ والزائِرَه

فلم أزل أخدعُها ليلتي
خديعةَ الساحرِ للساحرَه

حتى إذا ما أذعنت بالرِّضا
وأنعمت دارت بها الدائره

بتُّ الى الصبحِ بها ساهراً
وباتت الجوزاء بي ساهرَه

أفعل ما شئت بها ليلتي
وملءُ عيني نعمَةٌ ظاهرَه

فلم نَنَم إلا على تسعةٍ
من غُلمةٍ بي وبها ثائرَه

سقياً لها لا لأخي شِعرَةٍ
شِعرَته كالشِّعرة الوافره

وبين رجليه له حربةٌ
مشهورةٌ في حقوِهِ شاهرَه

وفي غدٍ تتبعها لحيةٌ
تلحقه بالكرةِ الخاسره


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:18 PM
سُرَّ من را أسرُّ من بغدادِ
فالهُ عن بعض ذكرها المُعتادِ

حبَّذا مسرحٌ لها ليس يخلو
أبدا من طريدةٍ وطرادِ

ورياضٌ كأنما نشر الزهرُ
عليها محبرَ الأبرادِ

واذكر المشرفَ المطلَّ من التلِّ
على الصادرين والورادِ

واذا روح الرعاءُ فلا تنسى
رواعي فراقدِ الأولاد


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:18 PM
أمينَ اللَه ثِق باللَه
تُعطَ العِزَّ والنُّصرَه

كِل الأمرَ الى اللَه
كلاكَ اللَه ذو القُدره

لنا النصرُ بإذن اللَه
والكرةُ لا الفَرَّه

وللمراق أعدائك
يوم السوءِ والدبرَه

وكأسٌ تُورِدُ الموتَ
كريهٌ طعمُها مُرَّه

سقونا وسقيناهم
فكانت بهم الحرَّه

كذاك الحربُ أحياناً
علينا ولنا مَرَّه


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:18 PM
سقياً لزَورٍ من طيفٍ مُحتَجِبِ
عاتبته في المنامِ فاعتذَرا

فزالَ حِقدُ الضميرِ عن سَكَنٍ
يُسخطُني رائحاً ومبتَكرا

رضيتُ من عُذرِ من أقام
على الذنبِ بطيفٍ ألَمَّ مُعتَذِرا


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:19 PM
ألست ترى الصبحَ قد أسفرا
ومبتكرَ الغيثِ قد أمطرا

وأسفرت الأرضُ عن حُلَّةٍ
تُضاحكُ بالأحمرِ الأصفرا

ووافاك نيسانُ في وَردِه
وحثَّك في الشرب كي تَسكرا

وتعملَ كأسين في فِتيَةٍ
تُطارد بالأصغر الأكبرا

يحثُّ كئوسهم مُخطَفٌ
تُجاذِبُ أردافُه المِئزَرا

ترجل بالبانِ حتى إذا
أدارَ غدائرَه وفَّرا

وفضَّضَ في الجلّنارِ البها
رَ والآبنوسةَ والعَبهَرا

فلما تمازجَ ما شذَّرَت
مقاريضُ أطرافِه شذَّرا

فكلٌّ ينافس في بِرِّه
ليفعلَ في ذاته المُنكَرا


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:19 PM
تذكرَ من عاداته ما تذكرا
وأعولَ أيامَ الشباب فأكثرا

وما برحت عاداته مستقرةً
ولكن أجل الشيب عنها ووقرا

يهم ويستحي تقارب خطوهِ
فيترك هم النفسِ في الصدرُ مضمرا

ولم يبقَ فيه إذ تأملَ شخصه
شفيعٌ الى الحسناءِ الا تنكرا

ألا لا أرى في العيش للمرء مِتعةً
إذا ما شباب المرءِ ولى وأدبرا


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:20 PM
جَمَّشتُ يُسراً على تسكُّرِهِ
وقد دهاني بحُسنِ منظرِهِ

فهَمَّ بالفتكِ بي فناشدَهُ
فيَّ كريمٌ من خيرِ معشرِهِ

يا من رأى مثل شادنٍ خَنِثٍ
يصولُ في خدرِه بزُوَّرهِ

يسحبُ ذيلَ القميصِ صعترَه
ووارداتٍ من هُدبِ مئزرهِ

ولا يُعاطي نديمَه قدحاً
إلا بإبهامه وخنصرِهِ

أخافُ من كبرِهِ بوادِرَهُ
أدالني اللَهُ من تكبُّرِه

قد قلت للشَّربِ إذ بدا فُضُلاً
في ريطَتَيهِ وفي مُمَصَّرِهِ

ويلي على شادنٍ توعَّدني
بسلِّ سكينه وخنجرِه

أما كفاه ما حزَّ في كبدي
بسحر أجفانه ومحجرِهِ

إذا نسيمُ الرياحِ قابلَنا
بالطيبِ من مسكه وعنبرِهِ

هز قواماً كأنه غُصُنٌ
وارتَجَّ ما انحطَّ من مُخَصَّرِه


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:20 PM
أخوَّي حي على الصبوح صباحا
هُبَّا ولا تعدا الصباح رواحا

هذا الشميط كأنه متحيرٌ
في الأفقِ سد طريقه فألاحا

ما تأمران بقهوةٍ قرويةٍ
قرنت إلى دركِ النجاح نجاحا

مهما أقام على الصبوحِ مُساعدٌ
وعلىالغبوقِ فلن أريدَ براحا

هل تعذران بديرِ سرجس صاحباً
بالصحو أو تريان ذاك جُناحا

إني أعيذكما بألفةِ بيننا
أن تشربا بقرى الفراتِ قراحا

عجت قواقزنا وقدس قسنا
هزجاً وأصخبنا الدجاج صياحا

للجاشرية فضلها فتعجلا
إن كنتما تريان ذاك صلاحا

يا ربَّ مُلتبسِ الجفونِ بنومةٍ
نبهته بالراحِ حين أراحا

فكأن ريا الكأس حين ندبته
للكأس أنهض في حشاه جناحا

فأجابَ يعثرُ في فضولِ ردائه
عجلان يخلطُ بالعثارِ مراحا

ما زال يضحك بي ويضحكني به
ما يستفيق دعابةً ومزاحا

فهتكت ستر مجونه بتهتكي
في كل ملهيةٍ وبحت وباحا


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:20 PM
فديتُ من قال لي على خَفَره
وغضَّ من جفنِه على حورِه

سمَّعَ بي شعرُك المليحُ فما
ينفكُّ شادٍ به على وتَره

حسبُكَ بعضَ الذي أذعت ولا
حسب لِصَبٍّ لم يقضِ من وَطرِه

فقلت يا مستعيرَ سالفةِ ال
خشفِ وحُسنَ الفتورِ من نظره

لا تُنكِرَنَّ الحنين من طربٍ
عاوَدَ فيك الصبا على كِبَرِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:21 PM
وعواتقٍ باشرتُ بين حدائقٍ
ففضضتهن وقد غنين صحاحا

أتبعت وخزة تلك وخزة هذه
حتى شربت دماءهن جراحا

أبرزتهن من الخدور حواسراً
وتركت صون حريمهن مباح

في دير سابر والصباح يلوح لي
فجمعت بدراً والصباح وراحا

ومنعمٍ نازعت فضل وشاحه
وكسوته من ساعدي وشاحا

ترك الغيور يعض جلدةَ زندهِ
وأمال أعطافاً عليَّ ملاحا
ففعلتُ ما فعل المشوقُ بليلةٍ
عادت لذاذتها عليَّ صباحا

فاذهب بظنك كيف شئت وكله
مما اقترفت لذاذة وجماحا


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:21 PM
سائِل بطيفك عن لَيلي وعن سهري
وعن تتابُعِ أنفاسي وعن فكري

لم يخل قلبي من ذكراك اذ نظرت
عيني اليك على صحوي ولا سكري

سقياً ليوم سروري إذا تنازعني
صفو المدامة بين الأنس والخفر

وفضلُ كأسك يأتيني فأشربه
جهراً وتشرب كأسي غير مستترِ

وكيف أشمِلُه لثمي وألُزِمُه
نحري وترفعه كفِّي الى بصري

فيت مُدَّة يومي إذ مضى سلفاً
كانت ومدَّة أيامي على قدري

حتى إذا ما انطوت عنا بشاشته
صرنا جميعاً كذا جارين في الحفرِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:21 PM
أمَا ناجاك بالنَّظرِ الصحيحِ
وأنَّ إليك من قلبٍ قَريحِ

فليتكَ حين تهجرُهُ ضِراراً
تَمُنَّ عليه بالقَتلِ المُريحِ

بحُسنك كان أوَّلُ حُسنِ ظنَّي
أما ينهاك حُسنُك عن قبيحِ

وما تنفكُّ مُتَّهِماً لنُصحي
بنفسي نفس مُتَّهمِ النَّصيحِ

أُحبُّ الفيءَ من نَخَلات باري
وجَوسقها المُشيَّد بالصفيحِ

ويُعجبني تناوُحُ أيكتيها
إليَّ برِيح حَوذانٍ وشيح

ولن أنسى مصارعَ للسكارى
ونادبةَ الحمام على الطُّلوح

وكأساً في يمين عقيدِ مَلكٍ
تزين صِفاته غُرَرُ المديح

صريحُ مدامةٍ هَوِيَت صريحاً
وهل تُزري الصريحةُ بالصريح

ألا يا عمرو هل لك في الصبوح
هلم إلى صفية كل روح

فقام على تخاذل مقلتيه
وسلسلها كأوداج الذبيح

وأتبع سكرةً سلفت بأخرى
وخلى الصحو للكز الشحيح


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:21 PM
أصبحتُ من أُسراءِ اللَه مُحتسباً
في الأرض نحو قضاءِ اللَه والقَدَرِ

إن الثمانين إذ وفَّيت عدتها
لم تُبقِ باقيةً مني ولم تَذَرِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:22 PM
آذنك الناقوسُ بالفجرِ
وغرَّدَ الراهِبُ في العَمرِ

واطَّردت عيناك في روضةٍ
تضحك عن حُمرٍ وعن صُفرِ

وحَنَّ مخمورٌ الى خمرهِ
وجاءت الكأسُ على قدرِ

فارغب عن النومِ الى شُربِها
تَرغَب عن الموت الى النَّشرِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:22 PM
سقى اللَه بطنَ الديرِ من مُستوى السَّفحِ
إلى مُلتقى النهرَينِ فالأثلِ فالطلحِ

ملاعبُ قُدنَ القلبَ قَسراً الى الهوى
ويَسَّرن ما أمَّلتُ من دَرَك النُّجحِ

أتنسى فلا أنسى عتابَك بينها
حَبيبَك حتى انقاد عَفواً الى الصُّلحِ

سَمَحت لمن أهوى بصفوِ مودَّتي
ولكنَّ من أهواهِ صِيغَ على الشُّحِّ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:22 PM
تجاسرتَ على الغدرِ
كعاداتك في الهجرِ

فأخلفت وما استخلف
تُ من إخوانك الزُهرِ

لئن خست لما ذل
كَ من فعلك بالنكرِ

وما أقنعني فِعل
كَ يا مُختلق العُذرِ

بنفسي أنت إن سؤتَ
فلا بدّ من الصبرِ

وإن جرعني الغيظُ
وإن خشَّنَ بالصدرِ

ولولا فرقي منك
لسميتك في الشعرِ

وعنفتك لا آلو
وإن جزت مدى العذر

أما تخرجُ من إخلا
ف ميعادك في العشرِ

غداً يفطمنا الصوم
عن الراح الى الفطر


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:23 PM
وأحورَ محسودٍ على حسنِ وجهِه
يزيد تماماً حين يبدو على البدرِ

دعاني بعينيه فلمَّا أجبته
رماني بأسباب القطيعة والهَجرِ

وكلفني صبراً عليه فلم أطق
كما لم يُطِق موسى اصطباراً على الخضر

شكوت الهوى يوماً إليه فقال لي
مسيلمة الكذاب جاء من القبرِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:23 PM
وبديعِ الدلِّ قصريَّ الغنج
مَرِهِ العينِ كحيلٍ بالدعَج

سمتُه شيئاً واصغيتُ له
بعد ما صرف كأساً ومزَج

واستخفَّته على نشوته
نبراتٌ من خفيف وهزَج

فتأبى وتثنَّى خجلاً
وذرا الدمعَ فُنونا ونشج

لج في لولا وفي سوف ترى
وكذا كفكف عني وخلَج

ذهبَ الليلُ وما نوَّلني
دون أن أسفر صبحٌ وانبلج

هوَّنَ الأمرَ عليه فَرَجٌ
بتأتِّيه فسقياً لفرج

خَمِرُ النكهةِ لا من قهوةٍ
أرَّج الأصداغَ بالمسكِ الأرِج

وبنفسي نفس من قال وقد
كان ما كان حرامٌ وحَرَج


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:23 PM
يا عُمرَ نصرٍ لقد هيجتَ ساكنةً
هاجت بلابِلَ صَبٍّ بعد إقصارِ

للّه هاتفةٌ هبَّت مرجعةً
زبورَ داودَ طوراً بعد أطوار

يحثها دالقٌ بالقدس محتنكٌ
من الأساقف مزموراً بمزمار

عجت أساقفها في بيت مذبحها
وعج رهبانها في عرصةِ الدارِ

خمارُ حانتها إن زرت حانته
أذكى مجامرَها بالعُودِ والغَارِ

يهتزُّ كالغصنِ في سُلبٍ مُسوَّدةٍ
كأنَّ دارِسَها جسمٌ من القارِ

تُلهيك رِيقتُه عن طيب خمرته
سقيا لذاك جنى من ريقِ خَمَّارِ

أغرى القلوبَ به ألحاظُ ساجيةٍ
مرهاءَ تطرِف عن أجفانِ سحَّار


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:23 PM
لما اصطبحت وعينُ اللهوِ ترمقي
قد لاح لي باكراً في ثوبِ بذلتهِ

ناديتُ فتحاً وبشرتُ المدامَ به
لما تخلص من مكروهِ علتهِ

ذبُّ الفتى عن حريمِ الراح مكرمةٌ
إذا رآه امرؤٌ ضداً لنحلته

فاعجل إلينا وعجِّل بالسرور لنا
وخالس الدهر في أوقات غفلتهِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:24 PM
ألم يرعِ الإسلام موتُ نصيره
بلى حقَّ أن يرتاعَ من مات ناصِرُه

سيُسليك عما فات دولةُ مُفضِلٍ
أوائلُه محمودةٌ وأواخرُه

ثنى اللَه عطفيه وألفَ شخصه
على البر مذ شدَّت عليه مآزره

يصبُّ ببذلِ المال حتى كأنما
يرى بذله للمالِ نهباً يُبادِرُه

وما قدم الرحمن إلا مقدماً
موارِدُه محمودةٌ ومصادِرُه


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:24 PM
ما زلت أشربُها والليلُ مُعتكرٌ
حتى تضاحكَ في أعجازه القَمَرُ

ثم انثنيت على كفي وقد أخذت
مني مآخذ ما في دونها وطَرُ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:24 PM
ومما شجا قلبي ويسكب عبرتي
محارمُ من آل الرسول استحلتِ

ومهتوكة بالخلدِ عنها سجوفها
كعابٌ كقرن الشمس حين تبدَّتِ

إذا خفرتها روعةٌ من منازعٍ
لها المرط عادت بالخشوع ورنَّتِ

وسرب ظباءٍ من ذؤابةِ هاشمٍ
هتفن بدعوى خير حيٍّ وميتِ

أردُّ يداً مني إذا ما ذكرته
على كبدٍ حرى وقلبٍ مفتَّتِ

فلا باتَ ليلُ الشامتين بغبطةٍ
ولا بلغت آمالُهم ما تمنتِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:25 PM
هَبُوني أغضُّ اذا ما بدت
وأملِك طَرفي فلا أنظُرُ

فكيف استتاري اذا ما الدموعُ
نطقنَ فبحنَ بما أُضمِرُ

ولو لم يكن في بقايا عليك
نظرتُ لروحي كما تنظر

الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:25 PM
أيا من سروري به شقوةٌ
ومن صفوُ عيشي به أكدرُ

تجنيت تطلبُ لما ملل
تَ علي الذنوب ولا تقدرُ

وماذا يضركَ من شهرتي
إذا كان سرك لا يشهرُ

أمني تخافُ انتشارَ الحديثِ
وحظيَ في ستره أوفرُ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:25 PM
بنفسي حبيبٌ لا يملّ التعتُّبا
إذا زِدتُه في العُذر زاد تَغضُّبا

يُطيل ضراري بامتحان صبابتي
وقد علمَ المكنونَ منها المُغيَّبا

فلستُ أناجي غيرَهُ مذ عرفتُه
وأنظر إلا خائفاً مترقِّبا

أيا من تجنى الذنبَ أعلمُ أنه
على ثقةٍ أن لستُ بالغيب مُذنبا

أما لخُضوعي من ضميرك شافعٌ
من السقم قد يشفي المُلح المعذبا


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:25 PM
تتيهُ علينا أن رزقت ملاحةً
فمهلاً علينا بعض تيهك يا بدرُ

لقد طالما كُنَّا مِلاحاً وربما
صددنا وتهنا ثم غيرنا الدهرُ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:26 PM
أما في ثمانين وفيتها
عذيرٌ وإن لم اعتذر

فكيف وقد جزتها صاعداً
مع الصاعدين بتسعٍ أخر

وقد رفع اللَه أقلامه
عن ابن ثمانين دون البشر

سوى من أصر على فتنةٍ
وألحد في دينه أو كفر

وإني لمن أسراء الإله في
الأرض نصب صروفِ القدر

فان يقض لي عملاً صالحاً
أثاب وإن يقض شراً غفر

فلا تلح في كبرٍ هدني
فلا ذنب لي أن بلغت الكبر

هو الشيب حل بعقبِ الشباب
فأعقبني خوراً من أشر

وقد بسط اللَه لي عذره
فمن ذا يلوم اذا ما عذر

وإني لفي كنفٍ مغدقٍ
وعز بنصرِ أبي المنتصر

يُباري الرياحَ بفضل السماحِ
حتى تبلَّد أو تنحسر

له أكد الوحيُ ميراثَه
ومن ذا يُخالِفُ وحيَ السُّوَر

وما للحسودِ وأشياعه
ومن كذَّب الحقَّ الا الحجر


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:26 PM
ألا ليت شعري أبدرٌ بدا
نهاراً أم الملك المنتصر

إمامٌ تضمن أثوابه
على سرجه قمراً من بشر

حمى اللَه دولةَ سلطانه
بجندِ القضاءِ وجند القدر

فلا زال ما بقيت مدةٌ
يروحُ بها الدهر أو يبتكر


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:26 PM
غضبُ الإمام أشدُّ من أدبه
وقد استجرتُ وعذتُ من غضبه

أصبحتُ معتصماً بمعتصمٍ
أثنى الإله عليه في كُتبه

لا والذي لم يُبقِ لي سبباً
أرجو النجاةَ به سوى سَببه

ما لي شفيعٌ غير حُرمته
ولكلِّ من أشفى على عَطَبه


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:26 PM
أتسرع الرحلةَ إغذاذا
عن جانبي بغداد أم ماذا

أما ترى الفتنة قد ألفت
الى أولي الفتنة شذاذا

وانتقضت بغدادُ عُمرانها
عن رأي لا ذاك ولا هذا

هدماً وحرقاً قد أبادَ اهلها
عقوبةٌ لاذت بمن لاذا

ما أخشن الحالات إن لم تعد
بغداذ في القلة بغداذا


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:27 PM
إذا كنتُ في عُصبةِ
من المعشر الأخيبِ

ولم يكُ لي مُسعدٌ
نديمٌ سوى جُعدُب

فأشربُ من رَملةٍ
وأَسهرُ من قُطرُبِ

ولمّا حباني الزما
نُ من حيثُ لم أحسبِ

ونادمتُ بدر السما
ءِ في فَلَك الكوكبِ

أبَت لي غُضُوضيَّتي
ولُؤمٌ من المَنصبِ

فأسكَرَني مُسرعاً
قويٌّ من المشربِ

كذا النذلُ ينبو به
مُنادَمَةُ المُنجِبِ

إذا ما الماءُ أمكنني
وصفوُ سُلافةِ العِنَبِ

صَبَبتُ الفضَّةَ البيضا
ءَ فوقَ قُراضةِ الذهبِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:27 PM
ليت عين الدهر عنا غفلت
ورقيب الليل عنا رقدا

وأقام النوم في مدته
كالذي كان وكنا أبد

ابأبي زورٌ تلفت له
فتنفست عليه الصعدا

بينما أضحك مسروراً به
إذ تقطعت عليه كَمَدا


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:27 PM
أطل حزناً وابك الإمام محمدا
بحزنٍ وان خفت الحسام المُهندا

فلا تمت الأشياء بعد محمدٍ
ولا زال شملُ الملك فيها مبددا

ولا فرح المأمونُ بعده
ولا زال في الدنيا طريداً مشردا


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:27 PM
تراك على الايام تنجو مسلماً
ولست ترى من غدرةٍ أبداً بدا

ألست الذي آليت باللَه جاهداً يميناً
وخنت اللَه موثقه عمدا

ألا في سبيل اللَه ودٌّ بذلته
لمن خانني ودي ولم يرع لي عهدا

أباحَ حمى الميثاق واللَه بيننا
فلم يُبقِ للميثاقِ قبلاً ولا بعدا

فليتك لا تجزى بما أنت أهله
وإن كنت قد أشرقتني بدمي حقدا

عدمتك من قلبٍ أقام لغادرٍ
على العهد حتى كاد يقتلني وجدا


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:28 PM
علينا جميعاً من خُزيمةَ مِنّةٌ
بها أخمدَ الرحمنُ ثائرةَ الحربِ

تولّ ى أمورَ المسلمين بنفسه
فذب وحامى عنهم أشرفَ الذبِّ

ولولا ابو العباس ما انفكَّ دهرنا
يبيتُ على عتبٍ ويغدو على عتبِ

خزيمةُ لم يُنكر له مثل هؤه
اذا اضطربت شرقُ البلاد مع الغربِ

أناخ بجسري دجلة القطعُ والقنا
تفجّضعُ عن خطبٍ وتضحك عن خطبِ

فكانت كنارٍ باكرتها سحابةٌ
فأطفأتِ اللهبَ اللفَّف باللهبِ

وما قتل نفسٍ في نفوسٍ كثيرةٍ
إذا صارت الدنيا إلى الأمن والخصبِ

بلاءُ أبي العباس غيرُ مُكَفَّرٍ
إذا فَزِع الكربُ المقيمُ إلى الكربِ

ألا إنما الدنيا وصالُ حبيبِ
وأخذُك من مشمولةٍ بنصيبِ

وعيشك بين المُسمِعات مُمتَّعاً
بفنَّين من عَزفٍ وشدوِ مصيبِ

ولم أر في الدنيا كخلوةِ عاشقٍ
وبذلة معشوقٍ ونوم رقيبِ

وعَدِّيَ ساعاتِ النهار ورِقبتي
الى الشمس لمّا آذنت بمغيبِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:28 PM
يا صائدَ الطير كم ذا
باللحظِ تُضني وتُصبي

نصبتَ نُقطةَ خالٍ
فصِدتَ طائرَ قلبي


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:28 PM
أيها النفاث في العقدِ
أنا مطويٌّ على الكمدِ

إنما زخرفتَ لي خدعاً
قدحت في الروح والجسدِ

هاتِ يا خداعُ واحدةً
من كثيرٍ قلته وقدي

ليت شعري بعد حلفك لي
بوفاءِ العهد بعد غدِ

ما الذي باللَه صيرَهُ
بعد قُربٍ في مدى الأبدِ

ما لأنسٍ كان مبتذلاً
منك لي بالأمس لم يعدِ

إيه قل لي غير محتشمٍ
هل دهاني فيك من أحدِ

حبذا والكأس دائرةٌ
لهونا والصيدُ بالطردِ

وحديثٌ في القلوب له
أخذٌ يصدعن في الكبدِ

يوم تعطيني وتأخذها
دون ندماني يداً بيدِ

فإذا ألويت هيجني
تلعٌ من ظبية البلدِ

واذا أصغيت ذكرني
نشرُ كافورٍ على بردِ

ذاك يومٌ كان حاسدنا
فيه معذوراً على الحسدِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:29 PM
نشبي وما جمعت من صفدِ
وحويت من سبدٍ ومن لبدِ

هِمَمٌ تقاذفت الهمومُ بها
فنزعتُ من بلدٍ إلى بلدِ

يا روح من حسمت قناعته
سبب المطامع من غدٍ وغدِ

من لم يكن للّهِ متهماً
لم يُمسِ محتاجاً الى أحد


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:29 PM
تجددت الدنيا بملك محمد
فأهلاً وسهلاً بالزمان المجدد

هي الدولة الغراءُ راحت وبكرت
مشهرة بالرشد في كل مشهدِ

لعمري لقد شدت عرا الدين بيعةٌ
أعز بها الرحمن كل موحدِ

هنتك أمير المؤمنين خلافةٌ
جمعتَ بها أهواءَ أُمَّةِ أحمدِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:29 PM
أجرني فإني قد ظمئت إلى الوعد
متى تنجز الوعد المؤكد بالعهد

أعيذك من صد الملوك وقد ترى
تقطع أنفاسي عليك من الوجد

فما لي شفيعٌ عند حُسنِك غيره
ولا سببٌ إلا التمسك بالودِّ

أيبخل فرد الحسنِ فردُ صفاته
عليَّ وقد أفردته بهوى فردِ

رأى اللَه عبد اللَه خير عبادِه
فملَّكه واللَه أعلمُ بالعبدِ

ألا إنما المأمون للناس عصمةٌ
مميزة بين الضلالة والرشدِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:29 PM
هويتكم جهدي وزدت على الجهد
ولم أر فيكم من ييم على العهدِ

فإن أمسِ فيكم زاهداً بعد رغبةٍ
فبعد اختيارٍ كان في وصلكم زهدي

لعمري لقد أغضيت فيكم على التي
تجرعني المكروه من غصص الحقدِ

تأنيتكم بقيا الصديق لتقصدوا
وتأبون إلا أن تجوروا عن القصد

تعزوا بيأسٍ عن هواي فإنني
إذا انصرفت نفسي فهيهات من ردي

أبى القلب إلا نبوةً عن جميعكم
كنبوتكم عني ففي السحقِ والبعدِ

أرى الغدر ضداً للوفاء وإنني
لأعلم أن الضد ينبو عن الضدِّ

اذا خنتم بالغيب عهدي فمالكم
تدلون إدلال المقيمِ على العهدِ

صلوا وافعلوا فعل المدلِّ بوصله
وإلا فصدوا وافعلوا فعل ذي الصدِّ

ولي منكَ بُدٌّ فاجتنبني مذمماً
وان خلت أني ليس لي منك من بد

فكم من نذيرٍ كان لي قبلُ فيكمُ
وها أنذا فيكم نذيرٌ لمن بعدي

فوا أسفا من صبوةٍ ضاع شُكرُها
مضت سلفاً في غير أجرٍ ولا حمدِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:30 PM
أنت طَودي من بين هذي الهضابِ
وشهابي من دون كلِّ شِهابِ

أنت يا عمرو قوَّتي وحياتي
ولساني وأنت ظُفري ونابي

أتُراني أنسى أياديك البيضَ
إذ اسودَّ نائلُ الأصحاب

أين عطفُ الكرام في مأقِط الحا
جة يحمون حوزَة الآدابِ

أين أخلاقُك الرضيَّةُ حالت
فيَّ أم أين رِقّةُ الكتابِ

ان عطف الاديب في بلد الغُر
بةِ جُودٌ على ذوي الألبابِ

أنا في ذِمّة السحاب وأظما
إن هذا لو صمةٌ في السحابِ

قم الى سيِّد البرية عني
قومةً تستجر حسنَ خطابِ

فلعلّ الإله يُطفئ عني
بك ناراً عليَّ ذاتَ التهابِ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:30 PM
أأن دَبَّ حُسَّادٌ ومل حبيبُ
وأورق عودُ الهجر أنت جنيبُ

ليبلُغ بنا هجرُ الحبيب مَرامَهُ
هلِ الحبُّ الا عبرةٌ ونحيبُ

كأنك لم تسمع بفُرقة ألفةٍ
وغيبةِ وصلٍ لا تراه يؤوبُ

كأني اذا فارقت شخصك ساعةً
لفقدك بين العالمين غريبُ

وقد رُمتُ أسباب السلُو فخانني
ضميرٌ عليه من هواك رقيبُ

فمالي الى ما تشتهين مُسارعٌ
وفعلُكِ مما لا أُحبُّ قريبُ

أغرَّك صفحي عن ذنوبٍ كثيرة
وغضَّي على أشياءَ منك تُريبُ

كأن لم يكن في الناس قبلي متيّمٌ
ولم يكُ في الدنيا سواك حبيبُ

الى اللَه أشكو إذ ذكرت فلم يكن
لشكواي من عطف الحبيب نصيبُ


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:30 PM
خلِّ اللعينَ وما اكتسب
لا زال منقطعَ السبب

يا عُرَّةَ الثقلينِ لا
دِيناً رعيتَ ولا حسب

حسدُ الإمام مكانه
جهلاً حذاك على العطب

وأبوك قدَّمه لها
لما تخير وانتخب

ما تستطيعُ سوى
التنفسِ والتجرعِ للكرب

ما زلت عند أبيك منتقصَ
المروءةِ والأدب


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:31 PM
وماذا يفيدك طيفُ الخيال
والهجرُ حظك ممن تحب

غناء قليل ولكنني
تمنيته بقنوع المُحب


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:31 PM
أدرِ الكأسَ علينا
أيها الساقي لنطرب

ما ترى الليل تولى
وضياءَ الشمس يقرب

والثريا شبه كأسٍ
حين تبدو ثم تغرب

وكأن الشرق يسقي
وكأنَّ الغربَ يشرَب

الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:31 PM
لم تبقِ من أنقرةٍ نقرةً
واجتحت عمورية الكبرى

إن يشك توفيلُ بتاريخه
فحقَّ أن يعذر بالشكوى

تفنى بنو العيص وايامهم
وذكر أيامك لا يفنى

يا رب قد أملكت من بابك
فاجعل لتوفيلهم العقبى


الضحاك

الحمدان
05-28-2024, 02:32 PM
بدلتَ من نفحات الورد بالآءِ
ومن صبوحك در الإبلِ والشاءِ

ما بين بطن بثيران حللت به
إلى الفراديس إلا شوبلإ أقذاءِ

فعد همك عن طرفٍ يمارسه
جلفٌ تلفعَ طمراً بين أحناءِ

ففي غد لك من زهراءَ صافيةٍ
بطيرنا باذ ماء ليس كالماء

مما تخير أولاها وأودعها
رب الخورنق في جوفاءَ ميثاءِ

راح الفُراتُ عليها في جداوله
وباكرتها سحاباتٌ بأنواءِ

فاستنفض القطر ما وشى المصيف لها
واستبدلت جدداً من بعد أنضاء

تنشي فواصل كالآذان منشأة
مثل الجمان عقوداً أي إنشاء

حتى إذا حكت الحبشان شائلةً
دهم العناقيد في لفاءَ خضراء

راحت لها عصبٌ شعثٌ ملوحةٌ
دكن التباين من كوثى وسوراء

تجني على العين ما أنت مقاطفه
حتى إذا هيل في كلفاء جوفاءِ

واستخلص العفو من ذوبٍ مسلسلةٍ
من قبل جائلةٍ فيها بإبطاء

صارت إلى وطنٍ أرسى بمعتركٍ
ما بين عقبة إبرادِ ورمضاء

حتى إذا أنضج الوسمي صفحته
قطراً واعقبه قرا بأنداء

صينت عن الشمس في قيطونِ محتنكٍ
من اليهود لأمِّ الراحِ غداء

ما زال يُهمِلها كالمستخف بها
عصر الشباب كناسٍ غير نساءِ

يُطري سواها إذا سيمت مدافعةً
عنها ويوسعها من كل إزراء

يسومها البيع أحياناً فيمنعه
أن قد يؤملها يوماً لإثراء

حتى إذا الدهر أبقى من سلالتها
جزءَ الحياةِ وقد ألوى بأجزاء

دبت اليه من الأحداثِ باسلةٌ
أبكت عوابدَ من أحبارِ تيماء

فمات والقلب مشغولٌ بحظوتها
لم يشف من شجنيه علة الداء

حتى اذا أُسندت للشرب واحترضت
عند الشروق ببسامين أكفاء

فضت خواتمها في نعت واصفها
عن مثل رقراقةٍ في جفنِ مرهاء

لم يبق من شخصها إلا توهمه
فالشيء منها اذا استثبت كاللاء

تمازج الروح في أخفى مداخله
كما تمازج أنوارٌ بأضواء

لا يدرك الحس منها حين تبعثها
إلا التنسم أو لذعاً بأحشاء

ريحانةُ النفس تهوى عند شمتها
جاءت بذاك روايات ابن ديحاء

جاش المزاجُ لها رقصاً على طربٍ
فاهتاج في قعرها رقمٌ بشدراء

يحكي تطوقها بالكأس من ذهبٍ
طوقاً أطافت به واوات عسراء

ثم استحال لها درٌّ فعرشه
حتى استقل لها عرشٌ على الماء

عرشٌ بلا طنبٍ من فوقه زبدٌ
قد جل عن صفةٍ في حسن لألاء

لا يستطيع سنا نورٍ لها نظرٌ
حتى تعود له لحظات حولاء

كأن تأليفَ ما حاك المزاجُ لها
سلخٌ تجللها عن ظهر رقشاء

لا شيء أحسن منها في تصرفها
من كف منتطق الأعطاف وشاء

اذا جرت لك تحت الليل سانحةً
مدت خلالك أطناباً بلألاء

تلك التي وسمتني غير محتشم
وسم المجونِ وسمتني بأسماء

لا أتبع اللهو فيها غير مترعةٍ
منها تفنن لي في كل سراء

ما أطيبَ العيش لولا ذكرُ واحدةٍ
فيها مفارقةٌ بين الأحباء

هذا النعيم ولا عيشٌ تكونُ به
هندٌ برابيةٍ من بعد أسماء


الحسين بن الضحاك
العصر العباسي

الحمدان
05-28-2024, 02:47 PM
‌‎تنفّسَ الصبحُ والأزهارُ مشرقةٌ
وغرّدَ الطيرُ ترحيباً وتبجيلا

وساجعتها على الألحانِ قافيتي
تُؤَوّلُ الشوقَ والإشراقَ تأويلا

فيا صباحاً شبيهاً لابتسامتها
أبلغْ صباحي إليها .. مثلما قيلا


.......

الحمدان
05-28-2024, 03:08 PM
وقلتُ لقلبي حين لَجَّ به الهوى
وكلَّفَني ما لا أُطِيقُ من الحُبِّ:

ألا أيها القلبُ الذي قَادَهُ الهوى:
أَفِقْ، لا أَقَرَّ الله عينَكَ منْ قلبِ!


قيس بن ذُرَيح

الحمدان
05-28-2024, 04:29 PM
أَضَوءُ سَنا بَرقٍ بَدا لَكَ لَمعُهُ
بِذي الأَثلِ مِن أَجراعِ بيشَةَ تَرقَبُ

نَعَم إِنَّني صَبٌّ هُناكَ مُوَكَّلٌ
بِمَن لَيسَ يُدنيني وَلا يَتَقَرَّبُ

وَمَن أَشتَكي مِنهُ الجَفاءُ وَحُبُّهُ
طَرائِفُ كانَت زَوَّ مَن يَتَحَبَّبُ

عَفا اللَهُ عَن أُمِّ الوَليدِ أَما تَرى
مَساقِطَ حُبّي كَيفَ بي تَتَلَعَّبُ

فَتَأوى لِمَن كادَت تَفيظُ حَياتُهُ
غَداةَ سَمَت نَحوي سَوائِرَ تَنعَبُ

وَمِن سَقَمي مِن نِيَّةِ الحِبِّ كُلَّما
أَتى راكِبٌ مِن نَحوِ أَرضَكِ يَضرِبُ

مَرِضتُ فَجاؤوا بِالمُعالِجِ وَالرُقى
وَقالوا بَصيرٌ بِالدَوَا مُتَطَبِّبُ

أَتاني فَداواني وَطالَ اِختِلافُهُ
إِلَيَّ فَأَعياهُ الرُقى وَالتَطَبُّبُ

وَلَم يُغنِ عَنّي ما يُعَقِّدُ طائِلاً
وَلا ما يُمَنّيني الطَبيبُ المُجَرِّبُ

وَلا نُشُراتٌ باتَ يَغسِلُني بِها
إِذا ما بَدا لي الكَوكَبُ المُتَصَوِّبُ

وَبانوا وَقَد زالَت بِلُبناكَ جَسرَةٌ
سَبوحٌ وَمَوّارُ المَلاطَينِ أَصهَبُ

تَظُنُّ مِنَ الظَنِّ المُكَذَّبِ أَنَّهُ
وَراكِبُهُ دارا بِمَكَّةَ يَطلِبُ

فَلا وَالَّذي مَسَّحتُ أَركانَ بَيتِهِ
أَطوفُ بِهِ فيمَن يَطوفُ وَيَحصِبُ

نَسيتُكَ ما أَرسى ثَبيرٌ مَكانَهُ
وَما دامَ جارا لِلحَجونِ المُحَصَّبُ


قيس بن ذُرَيح

الحمدان
05-28-2024, 04:29 PM
وَما كُلُّ ما مَنَّتكَ نَفسُكَ خالِياً
تُلاقى وَلا كُلُّ الهَوى أَنتَ تابِعُ

تَداعَت لَهُ الأَحزانُ مِن كُلِّ وَجهَةٍ
فَحَنَّ كَما حَنَّ الظُؤارُ السَواجِعُ

وَجانِبَ قَربَ الناسِ يَخلو بِهَمِّهِ
وَعاوَدَهُ فيها هُيامٌ مُراجِعُ

أَراكَ اِجتَنَبتَ الحَيَّ مِن غَيرِ بِغضَةٍ
وَلَو شِئتَ لَم تَجنَح إِلَيكَ الأَصابِعُ

كَأَنَّ بِلادَ اللَهِ ما لَم تَكُن بِها
وَإِن كانَ فيها الخَلقُ قَفرٌ بَلاقِعُ

أَلا إِنَّما أَبكي لِما هُوَ واقِعٌ
وَهَل جَزَعٌ مِن وَشكِ بَينِكَ نافِعُ

أَحالَ عَليَّ الدَهرُ مِن كُلِّ جانِبٍ
وَدامَت وَلَم تُقلِع عَلَيَّ الفَجائِعُ

فَمَن كانَ مَحزوناً غَدا لِفُراقِنا
فَمِلآنَ فَليَبكِ لِما هُوَ واقِعُ


قيس بن ذُرَيح

الحمدان
05-28-2024, 04:29 PM
إِذا طَلَعَت شَمسُ النَهارِ فَسَلِّمي
فَآيَةُ تَسليمي عَلَيكِ طُلوعُها

بِعَشرِ تَحِيّاتٍ إِذا الشَمسُ أَشرَقَت
وَعَشرٍ إِذا اِصفَرَّت وَحانَ رُجوعُها

وَلَو أَبلَغَتها جارَةٌ قَولِيَ اِسلَمي
بَكَت جَزَعاً وَاِرفَضَّ مِنها دُموعُها

وَبانَ الَّذي تَخفي مِنَ الوَجدِ في الحَشا
إِذا جائَها عَنّي هَديثٌ بَرَوعَها


قيس بن ذُرَيح

الحمدان
05-28-2024, 04:29 PM
حَنَنتَ إِلى رَيّا وَنَفسُكَ باعَدَت
مَزارَكَ مِن رَيّا وَشِعبا كَما مَعا

فَما حَسَنٌ أَن تَأتِيَ الأَمرَ طائِعاً
وَتَجزَعَ أَن داعي الصَبابَةِ أَسمَعا

بَكَت عَينِيَ اليُمنى فَلَمّا زَجَرتُها
عَنِ الجَهلِ بَعدَ الحِلمِ أَسبَلَتا مَعا

وَأَذكُرُ أَيّامَ الحِمى ثُمَّ أَنثَني
عَلى كَبِدي مِن خَشيَةٍ أَن تَصَدَّعا

فَلَيسَت عَشِيّاتُ الحِمى بِرَواجِعٍ
عَلَيكَ وَلَكِن خَلِّ عَينَيكَ تَدمَعا


قيس بن ذُرَيح

الحمدان
05-28-2024, 04:30 PM
جَزى الرَحمَنُ أَفضَلَ ما يُجازى
عَلى الإِحسانِ خَيراً مِن صَديقِ

فَقَد جَرَّبتُ إِخواني جَميعاً
فَما أَلفَيتُ كَاِبنَ أَبي عَتيقِ

سَعى في جَمعِ شَملي بَعدَ صَدعٍ
وَرَأيٍ هِدتُ فيهِ عَنِ الطَريقِ

وَأَطفَءُ لَوعَةً كانَت بِقَلبي
أَغَصَّتني حَرارَتُها بَريقي


قيس بن ذُرَيح

الحمدان
05-28-2024, 04:30 PM
إِلى اللَهِ أَشكو فَقدَ لُبنى كَما شَكا
إِلى اللَهِ فَقدَ الوالِدَينِ يَتيمُ

يَتيمٌ جَفاهُ الأَقرَبونَ فَجِسمُهُ
نَحيلٌ وَعَهدُ الوالِدَينِ قَديمُ

بَكَت دارُهُم مِن نَأيِهِم فَتَهَلَّلَت
دُموعِ فَأَيُّ الجازِعينَ أَلومُ

أَمُستَعبِراً يَبكي مِنَ الشَوقِ وَالهَوى
أَما خَرَ يَبكي شَجوَهُ وَيَهيمُ

تَهَيَّضَني مِن حُبِّ لُبنى عَلائِقٌ
وَأَصنافُ حُبٍّ هَولُهُنَّ عَظيمُ

وَمَن يَتَعَلَّق حُبَّ لُبنى فُؤادُهُ
يَمُت أَو يَعِش ما عاشَ وَهوَ كَليمُ

فَإِنّي وَإِن أَجمَعتُ عَنكِ تَجَلُّداً
عَلى العَهدِ فيما بَينَنا لَمُقيمُ

وَإِنَّ زَمانا شَتَّتَ الشَملَ بَينَنا
وَبَينَكُمُ فيهِ العِدى لَمَشومُ

أَفي الحَقِّ هَذا أَنَّ قَلبَكِ فارِغٌ
صَحيحٌ وَقَلبي في هَواكِ سَقيمُ


قيس بن ذُرَيح

الحمدان
05-28-2024, 04:30 PM
وَإِنّي لَأَهوى النَومَ في غَيرِ حينِهِ
لَعَلَّ لِقاءً في المَنامِ يَكونُ

تُحَدِّثُني الأَحلامُ إِنّي أَراكُمُ
فَيا لَيتَ أَحلامَ المَنامِ يَقينُ

شَهِدتُ بِأَنّي لَم أُحِل عَن مَوَدَّةٍ
وَإِنّي بِكُم لَو تَعلَمينَ ضَنينُ

وَإِنَّ فُؤادي لا يَلينُ إِلى هَوى
سِواكِ وَإِن قالوا بَلى سَيَلينُ


قيس بن ذُرَيح

الحمدان
05-28-2024, 04:31 PM
أَقولُ لِخُلَّتي في غَيرِ جَرمٍ
أَلا بِيني بِنَفسي أَنتِ بِيني

فَوَاللَهِ العَظيمِ لَنَزعُ نَفسي
وَقَطعُ الرِجلِ مِنّي وَاليَمينِ

أَحَبُّ إِلَيَّ يا لُبنى فُراقاً
فَبَكّي لِلفُراقِ وَأَسعِديني

ظَلَمتُكِ بِالطَلاقِ بِغَيرِ جُرمٍ
فَقَد أَذهَبتِ آخِرَتي وَديني

رَحَلتُ إِلَيهِ مِن بَلَدي وَأَهلي
فَجازاني جَزاءَ الخائِنينا

فَمَن راني فَلا يَفتَرَّ بَعدي
بِحُلوِ القَولِ أَو يَبلو الدَفينا


قيس بن ذُرَيح

الحمدان
05-28-2024, 04:31 PM
بَكَيتُ نَعَم بَكَيتُ وَكُلُّ إِلفٍ
إِذا بانَت قَرينَتُهُ بَكاها

وَما فارَقتُ لُبنى عَن تَقالٍ
وَلَكِن شِقوَةٌ بَلَغَت مَداها

الحمدان
05-28-2024, 04:31 PM
أَلا حَيِّ لُبنى اليَومَ إِن كُنتَ غادِياً
وَأَلمِم بِها مِن قَبلِ أَن لا تَلاقِيا

وَأَهدي لَها مِنكَ النَصيحَةَ إِنَّها
قَليلٌ وَلا تَخشَ الوُشاةَ الأَدانِيا

وَقُل إِنَّني الراقِصاتِ إِلى مِناً
بِأَجبُلِ جَمعٍ يَنتَظِرنَ المُنادِيا

أَصونُكِ عَن بَعضِ الأُمورِ مَضَنَّةً
وَأَخشى عَلَيكِ الكاشِحينَ الأَعادِيا

تَساقَطُ نَفسي حينَ أَلقاكِ أَنفُساً
يَرِدنَ فَما يَصدُرنَ إِلّا صَوادِيا

فَإِن أَحيَ أَو أَهلِك فَلَستُ بِزائِلٍ
لَكَم حافِظاً ما بَلَّ ريقٌ لِسانِيا

أَقولُ إِذا نَفسي مِنَ الوَجدِ أَصعَدَت
بِها زَفرَةٌ تَعتادُني هِيَ ما هِيا

وَبَينَ الحَشا وَالنَحرِ مِنّي حَرارَةٌ
وَلَوعَةُ وَجدٍ تَترُكُ القَلبَ ساهِيا

أَلا لَيتَ لُبنى لَم تَكُن لِيَ خُلَّةً
وَلَم تَرَني لُبنى وَلَم أَدرِ ما هِيا

سَلي الناسَ هَل خَبَّرتُ سِرَّكِ مِنهُمُ
أَخا ثِقَةٍ أَو ظاهِرَ الغِشِّ بادِيا

وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني
أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ في السِرِّ خالِيا

وَإِنّي لَأَستَغشي وَما بِيَ نَعسَةٌ
لَعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلقى خَيالِيا

يَقولُ لِيَ الواشونَ لَمّا تَظاهَروا
عَلَيكِ وَأَضحى الحَبلُ لِلبَينِ واهِيا

لَعَمري لَقَبلَ اليَومِ حُمِّلتَ ما تَرى
وَأُنذِرتَ مِن لُبنى الَّذي كُنتَ لاقِيا

قيس بن ذُرَيح

الحمدان
05-28-2024, 04:32 PM
وَخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ
لِلَيلى إِذا ما الصَيفُ أَلقى المَراسِيا

فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت
فَما لِلنَوى تَرمي بَليلي المَرامِيا

أَعُدُّ اللَيالي وَالشُهورُ وَلا أَرى
غَرامي بِكُم يَزدادُ إِلّا تَمادِيا

فَيا جَبَلَي نَعمانَ إِن آنَ بُعدُهُم
فَإِنّي سَأَكسوكَ دُموعَ الجَوارِيا

فَلَو كانَ واشٍ بِاليَمامَةِ دارُهُ
وَداري بِأَعلى حَضرَمَوتَ اِهتَدى لِيا


قيس بن ذُرَيح

الحمدان
05-28-2024, 04:32 PM
بَكَيتُ نَعَم بَكَيتُ وَكُلُّ إِلفٍ
إِذا بانَت قَرينَتُهُ بَكاها

وَما فارَقتُ لُبنى عَن تَقالٍ
وَلَكِن شِقوَةٌ بَلَغَت مَداها

الحمدان
05-28-2024, 04:32 PM
بانَت لُبَينى فَهاجَ القَلبُ مَن بانا
وَكانَ ما وَعَدَت مَطلاً وَليّانا

وَأَخلَفَتكَ مُنىً قَد كُنتَ تَأمُلُها
فَأَصبَحَ القَلبُ بَعدَ البَينِ حَيرانا

اللَهُ يَدري وَما يَدري بِهِ أَحَدٌ
ماذا أَجَمجَمُ مِن ذِكراكِ أَحيانا

يا أَكمَلَ الناسِ مِن قَرنٍ إِلى قَدَمٍ
وَأَحسَنَ الناسِ ذا ثَوبٍ وَعُريانا

نِعمَ الضَجيعُ بُعَيدَ النومُ تَجلُبُهُ
إِلَيكَ مُمتَلِئً نَوماً وَيَقظانا

لا بارَكَ اللَهُ فيمَن كانَ يَحسَبُكُم
إِلّا عَلى العَهدِ حَتّى كانَ ما كانا

حَتّى اِستَفَقتُ أَخيراً بَعدَما نُكِحَت
كَأَنَّما كانَ ذاكَ القَلبُ حَيرانا

قَد زارَني طَيفَكُم لَيلاً فَأَرَّقَني
فَبُتُّ لِلشَوقِ أُذري الدَمعَ تَهتانا

إِن تَصرِمِ الحَبلَ أَو تُمسي مُفارِقَةً
فَالدَهرُ يُحدِثُ لِلإِنسانِ أَلوانا

وَما أَرى مِثلَكُم في الناسِ مِن بَشَرٍ
فَقَد رَأَيتُ بِهِ حَيّاً وَنِسوانا


قيس بن ذُرَيح
العصر الاموي

الحمدان
05-28-2024, 05:32 PM
‏إِنِّي مَلَلْتُ مِنَ لْحَيَاةِ ومَنْ بِهَا
وَسُؤَالِ مَنْ يَلْقَاكَ كَيفَ الْحَالُ

وَالْحَالُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ حَالُهَا
فَلِمَ التَّكَلُّفُ أَيُّهَا السُّؤَّالُ

إِنَّا بِحَمْدِ اللهِ مَا زِلْنَا عَلَى
قَيْدِ الْحَيَاةِ لِقُوتِنَا نَحْتَالُ


.......

الحمدان
05-28-2024, 05:34 PM
‏ما طالَ بي حُزنٌ واللهُ يسمعني
واللهُ يرحمني إن نالنِي عُسري

لجئتُ حُـبًّا إلى نجواهُ مُشتكيًا
فجائني غوثهُ برداً على صدري


......

الحمدان
05-28-2024, 05:36 PM
وأراكَ حيث أدرتُ عيني ماثلاً
طيفاً يراود صحوتي ومنامي

فتجود من فرط الحنين مدامعي
ويضيق في وصف الشعور كلامي

.......

الحمدان
05-28-2024, 05:36 PM
ماكل من نطق الحقيقة صائبٌ
هذا زمانٌ فاقد الإحساس

نصف السلامة في بقائك صامتاً
والنصف أيضاً في اعتزال الناس

.......

الحمدان
05-28-2024, 05:37 PM
إنَّ الهُمُومَ تَعَاظَمَت ، هَل تُفرَجُ؟
والقَلبُ مُنطَفِئٌ فَأنَّى يُسرَجُ ..

حَتَّى الحُرُوفَ تَمَنَّعَت لا تُلهِجُ ،
رَبَّاهُ غَوثَك ، هَل لِهَذَا مَخرَجُ

.......

الحمدان
05-28-2024, 05:38 PM
‏ما كلُّ مَنْ ذَرَفَ الدموعَ مُعذَّبٌ
أو كلُّ من تلقاهُ يضحكُ يصدقُ

هي قصّةٌ أدرى بها أصحابُها
والله أعلمُ بالقلَـــوب وأرْفَــقُ

.......

الحمدان
05-28-2024, 05:40 PM
بخيرٍ من عظيم المنّ صدقًا
ولو أنّ الضلوع غدت هشيمَا.

بخير، فوق همّي وإنكساري
و أحلامي التي أضحت رميما.

بخير حين يجرحني التمنّي
فأصبُح من ترقّبه سقيمَا.

بخيرٍ من إلهي، أنتَ تدري
عن الإيمان ينسينا الأليما


.......

الحمدان
05-28-2024, 05:41 PM
‏ما اخترتُ سكبَ الدمعِ لكني إذا
ضاقت عليَّ بكى الفؤادُ بأضلعي

و الحزنُ في عيني و لو خبأتهُ
بادٍ و لو لم يعلموا بتوجعي

.......

الحمدان
05-28-2024, 05:42 PM
‏أيها الحزنُ ارتحلْ عن أضلعي
طال منكَ اللبث والعمرُ انقضَى

اتقِ الرّحمـن وارحمْ أدمعــي
وامضِ عنـي مثلما أُنْسـي مضى !

.......

الحمدان
05-28-2024, 05:43 PM
‏اكتم جراحَكَ لا تُخبر بها أحداً
ما كان بالبوح تطبيبُ الجراحاتِ

لا شيءَ يُبرِئُ هذي الروحَ إن تعِبتْ
إلا تراتيلُ أذكارٍ وآياتِ

.......

الحمدان
05-28-2024, 05:44 PM
‏لَـقِـيـتُ مِـنَ الـمَظالـمِ ما لقيتُ
فما أجدى الكلامُ ولا السُّكوتُ

متَى ضاقَتْ عَلَيَّ أقولُ صبراً
فـعِنْـدَ الله .. ما شَيءٌ يَـفـوتُ

......

الحمدان
05-28-2024, 05:52 PM
لي غائبٌ قطع الرسائل بيننا
وأراح مـن وجـع الـمحبة بالَهُ

حـاولتُ أن أنساه لكن خـانني
صبري وجرّعني الهوى أهوالَهُ

إن كـنتُ منتبهاً ذكـرتُ زمانَـهُ
وإذا غَـفت عينِي لمحتُ خيالَهُ

.......
*****

الحمدان
05-28-2024, 05:57 PM
أشمُّ عطرك ِ بين الحبر والورق ِ
وهل أشم سوىخديك يا عبقي

هي اللآلئ طولَ العمر ِ أنظمُها
لأجمل ِ الحور في عين ٍ وفي عنق ِ

سألتُ عنك ِ عقودَ الفلِّ فارتعشتْ
بلابلُ العشق ِ في صدري وفي طرقي

لمّا عشقتك ِ ماجَ الكونُ مِن طرب ٍ
وزغردُ الغيمُ فوق البحر ِ في الأفق ِ

أنا أحبك ِ دونَ الخلق ِفاقتربي
حتى أراكٍ على صدري وفي حَدَقي

وأسدليها على عمري ستائرَنا
وأفرغي العشقَ في جنبيَّ والتصقي

أموتُ فيك ِ- وفي عينيك ِ لي أملٌ
بأن يكون بها يا مهجتي غرقي

قبَّلتُ أنفك ِ حين اشتدَّ بي وجعي
فأمعنَ الشوق في سهدي وفي أرقي

لمَسْتُ ثغرَك ِ عن بُعْد ٍ فعاتبني
فكِدْتُ أغرقُ في بحر ٍ من العرق ِ

أنا أحبك ِفوق الشمس ِ أكتبها
وفوق ثغرك ِ أتلو سورة َ الفلق


.......

الحمدان
05-28-2024, 06:04 PM
وعذرته لما تساقط دمعهُ
ونسيت أياماً بها أبكاني

وأخذته في الحضن أهمس راجياً
جمرات دمعك أيقظت نيراني

أتريد قتلي مرتين ألا كفا
فامنع دموعك واحترم أحزاني

لا صبر لي وأنا أراك محطماً
يا من يُجِّرحُ دمعهُ أجفاني

تُغريك فيّ يا مشاكس طيبتي
فأنا سريع العفو والغفرانِ

بيديكَ تحمل وردةً مُبتلةً
دعني أكفكف دمعها بحناني

ولك السماح وحيد عمري وابتسم
وأقسم بأنك لن تكون أناني

وبأن تعود كما عرفتك أولاً
قلباً بريئاً طاهر الوجداني

.......

الحمدان
05-28-2024, 06:17 PM
‏يَا رَاحِلينَ قَدِ اشتقنا لِرُؤيَتِكُم
وَما لَنا حِيلَةٌ فِي الوَصلِ والنَّظَرِ

عَزَاؤُنَا أَنَّكُم مِن بَعدِ غَيبَتكُم
في ذِمَّةِ اللهِ.. لا في ذِمَّةِ البَشَرِ

.......

الحمدان
05-29-2024, 09:06 AM
كانت على ضفة الوادي الكبير لهم
مجالس من رؤاها يرتوي الصادي

في ظلها يقـف التاريـخ منبهـرا
لرائـح مـن مغانيهـا وللغـادي

حين الرميكية الحسنـاء ابطرهـا
مشي على المسك والكافور والكادي

وهل تعـود الاغصـان نضرتهـا
حتى يغني عليها طيرنـا الشـادي

وقفت فيها وكان الصمـت يلبسهـا
كأننـي بيـن نـسـاك وعـبـادِ

فما رأيت ابـا الحجـاج يعمرهـا
وما رأيـت بهـا بهـوا لمرتـادِ

ناديتـه وعيـون القـوم ترمقنـي
انهض فقد عاث فينا الغاشم العادي

وقفت فيهـا بدمـع كـاد يخنقنـي
لغربتـي بيـن أبنائـي واحفـادي

فلا اللسان لساني حيـن اسمعهـم
يروون عني ولا الاسياد اسيـادي

قوم حيارى فما يدرون هل غضبي
من عجمة القول او من متعة الضادِ

شاركتهم بهجـة الاعيـاد متشحـا
ثوب الحداد فما الاعيـاد اعيـادي


مطلق الثبيتي

الحمدان
05-29-2024, 10:08 AM
‏عَلَى ثِقَةٍ بِوَعدِ اللَّـه عِشْنَا
بِلَا يَأْسٍ وَمَا زِلنَا نَعِيشُ

تَجِيشُ قُلُوبُنَا حُزنًا وَلَكِن
بِذِكرِ اللَّـه يَهدَأ مَا يَجِيشُ

وَمَا غَيرُ الدُّعَاءِ إذَا عَجَزنَا
فَإِنَّ سِهَامَهُ لَيسَتْ تَطِيشُ


.......

الحمدان
05-29-2024, 10:09 AM
وقل للنفسِ إنْ فقدَتْ رجاها
وصارَ اليأسُ يوهِنُها قواها

ثقي باللهِ، كم خافتْ نفوسٌ
مِن الدنيا وخالقُها كفاها

وكم باتتْ قلوبٌ ترتجيهِ
يُخفّف ما تُلاقي مِن أساها

فجاءَ الغيثُ من ربٍ كريمٍ
بإحسانٍ وجودٍ لا يُضاهى

وألبسها لباسًا من سرورٍ
كأنّ السّعد لم يعرف سواها

ستغمُرُنا السحائِب عن قريبٍ
بِبُشرى لا يُحاطُ بمنتهاها

فعاقبةُ البلاءِ إلى زوالٍ
عن الدنيا، إذا بلغت مداها


.......

الحمدان
05-29-2024, 10:11 AM
إن الأمور إذا اشتدت مسالكها
فالصبر يفتح منها كل مرتجا

لا تيأسن وإن طالت مطالبة
إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا


.......

الحمدان
05-29-2024, 10:13 AM
‏وكُلُّ بابٍ وإنْ طالتْ مَـغالِقُهُ
يومًا لهُ من جميلِ الصَّبرِ مفتاحُ

كم مِن كروبٍ ظنَنّا لا انفراجَ لها
حتّى رأينا جليلَ الهمِّ ينزاحُ

فاصبر لربِّكَ لا تيأس فرحمتُهُ
للخلقِ ظلٌّ وللأيّام إصباح


.......

الحمدان
05-29-2024, 10:15 AM
يا شاكيا ﻫﻢ اﻟﺤﻴﺎة وﺿﻴﻘﻬﺎ
أﺑﺸﺮ .. ﻓﺮبك ﻗﺪ أﺑﺎن اﻟﻤﻨﻬﺠﺎ

ﻣﻦ يتق الرحمن جل ﺟﻼله
يجعل ﻟﻪ ﻣﻦ كل ضيق مخرجا

.......

الحمدان
05-29-2024, 10:16 AM
حتى و إن بدَت السماءُ بعيدةً
‏إنّ الذي فـوق الـسـماءِ قريبُ

‏فـارفع يديك إلى الإلهِ مُناجيًا
إنّ الجروح مـع الدعاءِ تطيبُ

.......

الحمدان
05-29-2024, 10:20 AM
وَمَا اسْتَقَامَ عَلَى دَرْبِ الْهُدَى أحَدٌ
إِلَّا وَأَجْرُكَ مَكْتُوْبٌ بِصَفْحَتِهِ

يَا أَفْضَلَ الْخَلْقِ يَا مَن ذِكْرُهُ شَرَفٌ
إِنَّ الْفُؤَادَ لَيَسْلُوْ فِي مَعِيَّتِهِ

مَتَى ذَكَرْتُكَ حَنَّ القَلْبُ فِي وَلَهٍ
مَن يَعْذِلِ الْقَلْبَ إِذْ يَهْفُوْ لِرُؤْيَتِه

صَلَّى عَلَيْكَ إِلَهِي كُلَّ آوِنَةٍ
إِنَّ الصَّلَاةَ لَجُزْءٌ مِن مَحَبَّتِهِ

.......

الحمدان
05-29-2024, 10:22 AM
صبحُ الرضا يُهدي إليكَ رسائلا
عـنـوانها الشّفافُ كن متفائلا

فـالـفـأل مفتاحُ الحياة وسـرُّها
لـيُـحيلَ صحراء القلوب خمائلا

.......

الحمدان
05-29-2024, 11:19 AM
إلهي إنّ لي حلماً ثميناً
يعزُ على فؤاديَ أن يضيعا

وبضع حوائجٍ وعجزت عنها
وأنتَ اللّه فأتِ بها جميعاً

.......

الحمدان
05-29-2024, 11:21 AM
بنى السَماواتِ سَبعاً، كُنَّ من عدمٍ
‏أليسَ يَقدرُ أنْ يبني .. أمانينا؟!

‏وكمْ أُمور وأحلامٍ وأدعيـة
‏تحقَّقت بين يا ربِّي وآمينا

.......

الحمدان
05-29-2024, 01:08 PM
إن البدايات غدت مجلات
من النهايات لمرئيات

من صلحت له البداية صلحت
وأفلحت له النهاية أفلحت

ومن تكن بربّه بدايته
تكن إليه مجتلى نهايته

فداخل الأشياء بالله بدت
فيها نهاية له وأيدت

ومن له بداية التفويض
لله ما انتهى إلى النقيض

وهكذا بدابة التوكل
تتبعها نهاية المكمّل

فكل من أحبّه به اشتغل
مسارعاً نافة تخلّط العمل

آثر مولاه أمرٌ به اعتنى
على السوى والعكس مجلّى لنا

ومؤثر عليه من عنه اشتغل
فانظر لحمق من عن الحق عدل

وأفرد القلب له تعال
واجعل سواه جملة وبالاً

ومن يكن يوقن أنّ الله
يطلبه طالبه انتباها

بصدق طلب إليه فإذا
سارع لله بجهدٍ نفذ

وعلمه أنّ الامور في يده
يجمعه إليه من تجلّده

منجمعاً إليه بالتوكُّل
مفوّضاًُ إلهي بالتوسّل

وإنّه لا بدّ من بناء ذا
أعنى الوجود أن يكون نافذا

وأن ترى منهدماً دعامه
وأن ترى منسلباً كرامه


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:08 PM
حَكِيمٌ حِكَمٍ وتُرجُمانُ
أعجُوبَةٌ أتى به الزمانُ

إمامُ دَهرِه الهُمَامُ العارفُ
مُحَقِقُ العصرِ لَهُ مصارِفُ

قُلُوبِ كلّ عارفٍ وسالِكِ
قُدوَةُ كلِّ سالِكٍ وناسِكِ

ذلك تاجُ الدينِ والإسلامِ
أحمَدُ بنُ محمّدِ الهُمامِ

عبدُ الكريمِ جَدُّهُ وبَعدَهُ
عبدُ الرحمنِ صارَ بَعدُ جَدُّهُ

وبَعدَهُ قد كانَ عبدُ اللهِ
هو إبنُ أحمَدَ مِن الأشباهِ

هو ابنُ عيسى بنُ الحسينِ بنِ عطاءِ
اللهِ قِسطاسُ الطريقِ مُقسِطاً

هو الجذامى نَسَباً ومالِكى
بِمَذهَبِ أسكَندَرِىٌ مَسلَكى

أى سَكنَ وماتَ فى قاهِرَةِ
فى سَبعمائِةٍ وتسعِ سَنَةِ

جمادى الآخرَ زادَ فَضلاً
مِن رَبَهِ سبحانَهُ وجَلَّ

وشيخةُ قطبُ الإمامُ المرسّى
ذاك أبو العباس يا مُلتَمِس

وشيخُهُ هو الامامُ الشاذلى
أبُو الحَسَنِ ذوُ الطريقِ الأكملِ

حَفَّهُم الرحمنُ بالإجلالِ
أجَلَّهُم برحمَةِ الإفضالِ

ولم يَزَل إليهُم التدلّى
منه إلِيهِم ولَهُم تَرَقّى


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:09 PM
أسألُهُ سبحانَهُ أن يَجمَعَ
بِهِم فقيراً يومَ يَرفَعُ الدُعا

يَمنَحنى بِمَحُضِ رحمانَيَّتِهِ
مَهبَطَ نظرٍ لمنّانِيتِهِ

فى عِزِّهِ لازلتُ مُتَبِوَّءاً
بعبىء العِرفانِ مُتَنَوِءاً

أسكَنَ فى بُحبُوةِ التقريبِ
منجمعاً عليه بالتَخبِيبِ

تألِفُنى للهِ بركاتٌ
وصلواتُ اللهِ وهِبَاتُ

وسائلُ الإمدادِ والبَواعِثِ
لازالَ مولاىَ علىَّ باعثُ

عن كُلِّ كُربَةٍ يمنُّ بالفَرَجِ
يَسلَكُ بى إلى مَعَارِيجِ النَهَجِ

يُسامِحُ بينى والمناهى بَرزَخَا
عَن كُلِّ شىء لم أزَل مُنسَلِخاً

وفى مواهبش الكريمِ أرقُدُ
مُنفَرِداً هناكَ إذ لا أحَدُ

بربِّ نورِ فَلَقٍ أعُوذُ
مُلتَجِياً بِمالِكى ألُوذُ

بقهرِهِ على عِداىَ أقهَرُ
فَمَن قَلا أو إعتَدَى يَنكَسِرُ

فى حِرزِهِ المَنِيعِ أتَحَرَّزُ
بِعِزِّهِ العَزيزِ أتعَزَّزُ

وكلُّ مَن عانَدَنى يَنتَكِسُ
وأمرُهُ بين الأنامِ يُعكَسُ

ياربّ هذا غايةُ التَعطُّشِ
فى حضرةِ القُدسِ أبِن لى مَعَشش

لشكرَكّ اللهمَّ لست أغمِصُ
بِك العياذُ إذ يَغُصُّ الغَصَصُ

وأجرِ لى مِيزَابَ فَيضٍ فاِئضِ
ونافِلاتى أقبِل كذا فَرَائِضى

وإجعَل فُؤادى بالنَعِيمِ يَنبَسطُ
فكلُّ فردٍ لِمَقَامى يَغتَبِطُ

أعوذُ باللهِ مِن الغَلِيظِ
فُؤادٍ متكبّرٍ فَظِيظٍ

بَوارِقُ شوارِقِ لَوامِعُ
طوالعُ العِرفانِ والهَوامِعُ

غاشِيَةٌ باللهِ وَسَوَابِغُ
بها لنَشَاطَات لنا سوائِغُ

فلا أكون شاهِداً للأسِفِ
أنجِح بالحَسَنَةَ أعلى الغُرَفِ

قرِّب إلهى مَقعَدى مُحَقّقاً
مَهبَطُ أنوارِ الجَلاَلِ مُطلَقاً

كما يُجِيرُنى مِن المَهالِكِ
فآتَنِى ممَالِكَ المَمَالِكِ

لأن أرى مَظَاهِرَ الجَلالِ
مُبَشّراً بِخَلقِهِ الجَمَالِ

مِن غيرِ نُقصَانٍ ولا تَبَرُّمِ
ولا إنقطِاعٍ لِخَفِيفِ النِعَمِ

نفسى مِن الإبعادِ ربِّ تَخزَنُ
أينَ أنا المَعُدُومُ إذ امتَحَنُ

هذا إفتِقارُ العبد للالهِ
يَسألُهُ فَوائدَ انتِباهِ

ولات حينَ يَأسِهِ منك ولَو
أقعَدَهُ الهَمُّ بِلَيتَ وبِلَو

لا تَكِل المَلهُوفَ للغيرِ ولا
تُسَلّمهُ للمنقذاتِ الأمَلاَ

يا مَن لَدَيهِ مأمَلىِ ومَلجئى
كذا مُرادِى وكذاك مَنجئى

الحمد لله الذى بالحُسنى
خَتَم لى وَسوفَ لى بالأسنى

يَختِمُ بالإيمانِ والإسلام
عند إنقِطَاعِ العُمرِ والأيّامِ

فإغفِر لنورِ الدينش ذا الأيتُوتى
وَالِدَيهِ بإسمِكَ اللاهُوتِ

من بعدِ ألفِ وثلاثين أتَت
ومائَتَينِ ثمّ تِسعِ قَد مَضت

ألّفَ ذا الكتابَ يومَ إثنينِ
عزُّةض ذى الحِجَةِ نورَ العَينِ

نَسألُهُ اليُمنَ وبركاتِهِ
وقِسمَةَ الدُعا بِعَرَفَاتِهِ

يا ربِّ بالجِدِّ فكُن غَفُوراً
وكُن لدا تأليفنا شَكُوراً

أنا الحسينىُّ البريفكى أصلاً
والقادِرىّ والعجمىّ قَولاً

والشافعىّ مَذهَباً أجدادِى
أقطَابُ هذا الدين بالإرشادِ

لكنّهم أكرادٌ فى الجِبالِ
فإنقَطَعُوا عن شُهرَةِ الرجالِ

وآثروا الخُمُولَ والتَخَلىّ
وإتَّصَفُوا بِحُليَةِ التَسَلىّ

طَرِيقُهُم سُمَّى بالخِّلواتِ
وكُلُّهُم أقطابُ تكرمات

لو شَمَّ ذو شَمّ لَهُم أجداثاً
لإستَنشَقَ الذى غدا مِيراثاً

من حالِهِم نَفحَةُ مِسكِ عابق
مَزَارُهُم مزارُ كلِّ عاشِقِ

فأنعِش أولادَهُم بِنُورِهِم
وطَهَّر القَريَة مِن طَهُورِهِم

وأسلُك بأولادِهِم مَسلَكَهُم
وإجعَل لَهُم أئِمّةَ تَسلَكُهُم

وسَنَداً ومُرشِداً يُرشِدُهُم
بنورِ قلبِهِ لكى يَعضُدَهُم

وأنشُر بِهِ نَشَائِرَ الأسحارِ
على وُجُوهِ كلِّ فردٍ سارى

وحَسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيل
والحمدُ للهِ العظيمِ الجليل

حمداً كثيراً دائماً لا يَنفُدُ
إلى إنقِضَاءِ دَهرِنا يُجَدَّدُ

ثمّ الصلاةُ والسلامُ أبدأ
على بنىٍّ إسمُهُ محمّداً

وأفضلُ التسليمِ والتعظيمِ
وأجزَلُ الإجلالِ مِن عَظِيمِ

مع التحيّاتِ على كلِّ نبّى
وآلِهِم بَعدَ النبّى العَرَبِى

ثمّ الرِضا على خَلِيفَةِ الهُدى
أعنى أبا بكر إمامِ الشُهَدا

وبعدَهُ الفارقُ للحقِّ عُمَر
ومَن بِهِ الدينُ الحَنِيفِىّ ظَهَرَ

ثمّ عن الهُّمامِ ذى النُورَينِ
عُثمَانَ ذى الوِقارِ فى الدارَينِ

والمُرتَضى سَيّدِنا علِىّ
زَوجِ البَتُولِ قَّمرِ جَلىّ

والحَسَنَينِ ثمّ عن عَمَّيهِما
وبُضعَةِ النبىّ أمِّهِما

وسائرِ الآلِ وأصحابِ النبىِّ
وزوجِهِ مُعَظَماتِ الرُّتَبِ

وعن جميعِ الصحبِ والأتباعِ
وكلِّ مَن قَفَاهُ بإتباع

ثم الإمامِ الشيخِ عبدالقادِرِ
بَحرِ العُلومِ ذى المقام الفاخِرِ

وعن شُيُوخِ نَهجِهِ القَويمِ
ومَن على قِسطَاسِ مُستَقِيمِ

يا ربَّ أدبِ هُنَا خَتِم
كما لنا المَنطُوقُ ههنا إختَتَم

قد رَجَعَ الأوَلُ للاخِرِ فى
عَينِ ظُهُورِ كلَ سرِّ مختفِى

مع إختصاص بالمُلكِ مع الشهادَةِ
والملكوتِ خارقاً وعادةَ

والحمدُ للهِ هو إختِتَامُ
وهَهُنَا قَد خَتَمَ الكَلاَمُ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:09 PM
ربِّ بذا التأليفِ والمكتوبِ
فإغفر لهذا الكاتب المَعيُوبِ

كاتِبُهُ الهَجرِىُّ للأحبابِ
بَحرُ الذُنُوبِ خَادِمُ الطلابِ

الحمدان
05-29-2024, 01:09 PM
ألَ حُبّي إلى انتِهاءِ انتِهاء
لمُحَيَّاكَ فى ابتِداءٍ ابتِداء

أسَّسَ الحُبَّ فوقَ عُنصُرِ بُغضٍ
أو تُحالُ الأعداءُ بالأولياء

آه فَكَّ الحَبيبُ عَقدِ وِصالِ
وانطفت نارُ زَفرَتى بالهواءِ

أنتَ أولَى بأن أُبثَّ إليهِ
عِظَم هَمِّى وَلهفّتِى وإشتِكائى

إخوَةُ الأنسِ أنَسُوا نارَ موسى
من لنا مِنهم بعُودٍ إخاءِ

آنَ وَعدِى وَلاتِ حينَ وَفائِى
طالَ أُفِّى ولاتَ وقتُ صَفاءِ

إنَّنى بَعدَ بُعدِ كلِّ المَرامِ
جئتُ أسلُو بقصّةِ الأصفِياءِ

أرخوا عن أيّامِ هَجرِى تروها
ألفَ عامٍ بفُرقةٍ وإبتِلاءِ

أمَّ صَحبِى بقُدوَةٍ قُطبَ وَقتى
مَهبَطَ السِّرّ برزَخَ الإقتداءِ

أنبِئ القومَ عن علومِكَ نُورِى
يا نَبِيياً للأكرَمِ المِعطاءِ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:10 PM
بي أبا هي أم ذا بِحُسنِ الحبَائبِ
أهى مِنَّى أم تِلكَ منهم عَجائِبِ

بِتُّ أملِى على رُقُومى وُجودِى
بالذى أنشَأ الخُطوطَ العرائِبِ

بِعتُ كُلّي بكُلّهم فاتَّحَدنا
بعدَ ذا صِرتُ نائباً أىَّ نائِبِ

بانَ عنّى وُجُودُ فِعلٍ وعَنهم
كلُّ فِعلى الخبَائِثُ والأطائِبُ

بَرُّهُمُ حَلَّ فى مَوقِعِ جَورِى
فأبَرَتُ بِرُؤبةٍ وهى رائِبُ

بالقُوى الطاهراتِ أصرِفُ عَنّى
لا بشذاتى صُرُوفَ دَهرِ النَوائِبِ

بأطرابٍ صَرَفتُ عُمرِى وغَيى
وإكتسابِ وكيفَ تَعبُرُ شائِبُ

بِن عن الحاضرِينَ عند نُفوسٍ
حاضِرِ الشَّرِّ جاهِلِ الخيرِ غائِبُ

بذُنُوبٍ حِسابُه وعُيُوبٍ
وهو يَعسُوبُ أمَّهاتِ المعائِبِ

بايَعَ اللهَ مِن يُبائِعُ نُورِى
سُورَةُ الفتحِ بابُهُ وهو تائبُ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:10 PM
تُبتُ للهِ عن دَعاوى الثُبُوتِ
بعد ذُلّي وذاك قُطبُ نُعُوتِ

تَحتَ أثوابنا من النُور جِرمٌ
جَوهَرُ الرُوحِ فيهِ من لاهُوتِ

تَرتضِى مُنكِرِى تَسوّءَ فؤادى
بافتراءٍ أوَّه لذا المَمقُوتِ

تاهَ فِكرُ العَنِيدِ فيما حَبَانَا
جَهلُهُ من تَغَلُّظِ الناسُوتِ

تَنسِبُ الفضلَ للإله مُصِيباً
كانَ مِنّا بمَنزِلِ فى البُيُوتِ

تَفلَةُ العارِفينَ خُذها شِفاءاً
كُن سَميعاً لَهُم بِخَرسِ سُكُوتِ

تِلكَ أوصافُ شِقوَةٍ ونفاقٍ
فإجتَنِبها أذِيّةَ المبهُوتِ

تَبَصَّر الحقَّ تَفتَح العينَ ما هى
زَهوُ دُنياكَ يا أخا هَارُوتِ

تَل فَوزٍ هُنَا ودُونَكَ بَحرٌ
لا تكُن فيه لُقمَةً للحُوتِ

تابَ من أربعينَ عاماً فَما نَالَ
بِمَقصُودِ قَلبِهِ الأيتُوتِى


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:10 PM
ثُبتُ إليه ألا هُنَاكَ التراثُ
سُؤرُ أهلِ التمكين وهو الأثاثُ

ثارَ للقَومِ شَوقُ صَبٌّ ولكن
شَطَ عندَ المُخَبَّطِ الميراثُ

ثَمَّ نُورٌ بالعهدِ فاضَ علينا
لم يشاهِد مَن عَهدُهُ أنكاثُ

ثُمَّ بتنا فى حُلمِ نورٍ إنتبِاهٍ
لا كَقَومِ أحلامُهُم أضغاثُ

ثِق بعلمى حَاوَلتُهُ من رجالٍ
إبراءُ الكُمهِ منهم النَفّاثُ

ثَروةَ الشَملِ آثُروها بِسَهرِ
كلُّ شَملٍ فى جنبهم أشعاثُ

ثَمَنُ الملتقى بهم حُورُ خُلدٍ
ما لها فَضُّ مُلتَقٍِ والطِماثُ

ثَوبُهُم رثُّ وإرتَدَوا بخضوعٍ
ميِّتُوا الذِكَر بينكم يا رثاثُ

ثمدَ الحوضُ شَفَت العينُ دهراً
من نفوسٍ محبوبُها الأرفاثُ

ثَنَيتُ كعبةَ الصلاةِ عليهم
نُبتَ عنهم نُورى فَجَلَّ أنبِعاثُ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:11 PM
جَذَّ قلبى إلى تَلَقِى الحَجِجِ
فالفَيَافى ضاقَت لهذا الوَهِيجِ

جُنَّ عقلي عَقيبَهُم إذ بَدا لي
بُعدُهم حَسرَةُ بأمرٍ مَرِيجِ

جَمعُ شملي مِن فَقدِهم ليس يُرجَى
آلَ أمرى مِن بعدهم للنَضِيجِ

جاءنى ذاك من رحيلِ الرِّفاعِى
والبَقا والعَقِيلِ قُطبِ المنِيج

جَفَّ جَبِينى وسالَ دمعى بِقَطعٍ
فَرَّ صَبرِى وزالَ نورُ البَهِيج

جَمَعَ اللهُ بيننا بعدَ بَونٍ
ذا تَمَنٍّ لو أنَّهُ ذُو نَتِيجِ

جُز بِأطلالِهم نَسيم وقُل لى
ما الذى أتحَفُوا لهذا البَهيجِ

جَبرُ كَسري من كلِّ أمرٍ إذا فاجَ
إلينا الصَبَا بمِسكٍ أرِيجٍ

جَهبَذِياً مُت فى هَوَى القَومِ شَوقاً
واسعٌ فى السيرِ راكبُ المستَيهِجِ

جُد بوَصلٍ يا غافِرَ الذّنبش وارحم
صل ب نُورِى الصَبِّ ركبَ الحجِيجِ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:11 PM
حادِيَ العيسِ ليتنى أسترِيحُ
قف رويداً فقد يضامُ النَجِيحُ

حُكمُ لَيلَى علىَّ صَعبٌ شديدٌ
بِفِراقٍ ذابَ الفؤادُ الجريحُ

حَلَّ عن وجهِهِا الخِمَارَ فهذا
لِضياءِ النَّهارِ وَجهٌ مَزِيحُ

حُسنُها لا بأعيُنِ الخلقِ يُدرَى
ولغير الشَهيدِ ليست تَبِيحُ

حارَ فيهِ الكَلِيمُ فى طُورِ سِينَا
كما هام فى سَنَاهُ المسيح

حَرقَةٌ تُولِجُ القلبَ ونارٌ
مِن لَظَاها هذا الكئيبُ فَرِيحُ

حِسبَةً للإلهِ سَلمَى فَجُودى
بإلتفاتٍ فذا قَتيلُ طَرِيحُ

حُبِّبَت للقلوبِ سَلمَى ومالَت
إذا تَجَلَّى منها المُحَيَّا المَليحُ

حيثُ أسَفَت كُؤُسَها سَنقتَنَا
كُلُّ يومٍ لنا الشَرابُ سَمِيحُ

حَسَراتٌ قد بُدِّلَت بسُرُورٍ
ولنُورِيها حَبُورٌ صرَيحُ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:11 PM
خابَ بالخمرِ حيثُ لم يَتلطَّخ
ذُو الرُعوًناتِ فهو طِفلٌ تَشيَّخ

خِلّةٌ يَعبدُ الدَراهمَ وأهجُر
جِيفَ القلبِ بالعبيرِ تَضمَّخ

خُذ إليلكَ العيدانَ واطرَب وقُم فى
فُرصةِ العُمرِ سامعَ العودَ وإسلَخ

خُبثُ تلك الأظلافِ من قومٍ سُوءٍ
رأسُ كِبرٍ لهم فما أن تَشدَّخ

خَطَفَ الطيرُ طَيرَ عُجبِ حَجاهُم
كلُّ فردٍ فِرعونُ فخرِ وأشمَخ

خَطَ خطُ الحِجابِ عنَّا وعنهم
وإتِ بالوَترِ والغِنا تترسَّخ

خَبِّر القومَ حيثُ عابُوا علينا
أهوَ صَوتُ العيدانِ أم كان بَرزَخ

خاطِب الروحَ عَن تنزل سِر
يَجلبُ السرَّ للخطابِ المؤرّخ

خَيمةُ القدسِ لى أريكةُ سرَى
ليس بازِيِّنا بِهَيكَكِنِا الفخُّ

خَطرَةٌ ثمّ خَطوةٌ سَيرُ نورِى
ثمّ سَعىٌ طَوافُنا إذا تَكَرَّخ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:11 PM
دُم على بابِهِ بِذُلِّ العبيدِ
لا بِوَعدٍ تلهُو ولا بالوَعيدِ

دَحضَةُ هذه المسالِكِ فإحذر
لا تُمَثِّى إلاّ بجُهدٍ جَهيدِ

دَيرُ سَمعانَ نشاةُ الصبِّ فيه
نشوةٌ للمُرادِ خمرُ المُريدِ

دَمَّرَ اللهُ مَن لّحانا بعذلٍ
هُم به فى لهيبٍ هل مِن مَزيدِ

دَمدَمَ الدهرُ بينهم فاستجالت
باصِراتُ عَيانِها كالقعيدِ

دَرَّ فيهم لبانُ ضِرعٍ إذا هُم
عامَلونا أطفالَ أمِ الوليد

داءُ قومِ دَواءُ قَوم فاصغُوا
لإقتِباسٍ من الكلامِ المَجيدِ

رَفعةً بَعدَ دَفعةٍ للأعادِى
من صرُوفِ الدنيا ومكرِ المُريدِ

دامَ فينا جِبريلُ نَصرٍ وجَبرٍ
فهو فى كلِّ لحظةِ كالبَريدِ

دِجلَةُ الفَيضِ علمُ نورِى بِبَحرِ
قد أسلَناهُ للفَتى المُستَجيتدُ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:12 PM
ذاك صبٌّ بالأولياء يَلوذُ
من هَوَى النفسِ بالإلَهِ يعوذُ

ذَبّ عنِّى الشيطان فى كلِّ يومٍ
أنت ربِّى لا مُستَجِيرَ ملوذُ

ذلَّ من غِلظِ طبعهِ فيه سَهمٌ
من قِسِىِّ الألطافِ سهمُ نُفوذُ

ذابَ يوماً وأصدى القلبَ يوماً
عندَ أهلِ السماحِ ذاك الشُّذُوذُ

ذَاقَ طعمَ الوِصالِ مِرآتُ كُلِّى
بالمُحَيَّا الجميلِ مَهما تَحُوذُ

ذاعَ بالخيرِ بينَ قومٍ كرامٍ
حسنُ ذِكرٍ فى لوحِهِ مَنبُوذُ

ذَمُّ الناسِ لهُ ومَدح لناس
فهو عِجل فى عِيدِكم مَحنُوذُ

ذَنبُنا طاعةٌ وطاعةُ قومٍ
عانَدُونا هى العِمامُ المبشوذُ

ذُو المَواجيدِ لَيلُهُ كنهارٍ
بالعصا فاقِدُ الهوى مَوقُوذُ

ذاتُ نُورِيِّكُم عناصر نورى
فهى فرعٌ بكلِّ أصلٍ يَلُوذُ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:12 PM
رَحمَةُ اللهِ حظُ أهل انكِسارِ
خَصَّهُ الله فى النّعيمِ بدارِ

رتبَةُ المجدِ يَسبِقونَ إليها
عِزَّةٌ بعدَ رِفعَةٍ وإقتِدارِ

رُض باللهِ مَنَ قَلانا وكُنّا
إخوَةَ الصِدقِ مُختفِينَ بِغارِ

رَبَضَت أسدٌ نِقمَةٍ فَرَسَتهُ
بالنصٍ لنا بنورٍ ونارِ

راقَ راحُ المضيفِ والعكسُ منه
كان من قُرطِ حُسنِهِ والسِوارِ

رَجِّ عَرشُ المَجدِ والنارُ فَرّت
من حَنينِ الفقيرِ عند إضطرارٍ

رأفةً بعدَ رحمةٍ وإنتصَارٍ
مِحنَةً بعدَ منحَةٍ وإفتقارِ

راجعاتٌ مؤيَّداتُ فأبشِِر
أنت مِنّا فى أعيُّنِ وإنتصارِ

رُم داراً وإعتَزَّ جاراً لدينا
قَلَّ مالاً مُستغنِياً بالجوارِ

رَبِّ إنَّ الذى يَبُثَكَ نُوِى
فقرُهُ بعدَ ذِلَّةٍ وإنكسارِ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:12 PM
زهرةُ المَجدِ عندنا واعتزازُ
نحن قومٌ آياتُهُم إعجازُ

زُفَّت الخُلدُ للذين لدينا
وإبتهاجٌ بفرصةِ وإنتهازِ

زِينةُ الكَونِ فى صُحون حِمَانا
رُكنُ عِزًّ فيه يُتَى الرِّكازُ

زَلّ مُخَطِى دِيارِنا لعراقٍ
نَوبةُ الكُردِىّ أرسلَتها الحِجازُ

زُج ربَى قَفَو كلَّ سعيدٍ
عندنا مَعلَمٌ عليه الطِرازُ

زُهدُ قومٍ فينا دليلُ جُمودٍ
وجُحُودٍ وعندنا الخَرّازُ

زَاجِى أيُّها المُريدُ مَطِياً
قبلَ مًَوتِى وقد دَنَى لى جَوازُ

زادَكم فى زَوِّيَتِى فأطلبوها
أنتُمو عالَةٌ بهم أعوازُ

زُر إمامَ الهُدَى وقُطبَ زمانٍ
فالصِراطُ السَوِىُّ هذا المُجَازُ

زَرعُ قَومِى مستغلظ وبازُر
بَعدَ شَطءٍ أولئك القومُ فازُوا


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:13 PM
سَيِّدي أنتَ مُؤنِسي والأنيسُ
كيفَ لِي وَحشَةٌ وأنتَ الجَليسُ

سَمعُ كلِّى منبأ عنكَ مِنِّى
فيك من بعدِ ذُلِّى التًقدِيسُ

سُدتُ دهرى لما صحبتُكَ عمرى
فالرئيسُ الحَقِيقُ هذا الرئيسُ

سَوفَ يأتى علىَّ وقتٌ بِرَبَّى
شاهِدِى فازّ والعَنِيدُ بَئيسُ

سَامِياً ذا عِنايَةٍ أهلُ وُدّى
مَن رآلى ومَن قَلابى خَسِيسُ

سَبّح إسمَ الجليلِ عند التحَامى
مِن كِيادٍ يُطغِى بها الإبليسُ

سَعدُ رَبّى بِحَقّ طَهَ ومُوسَى
مُتحِفٌ لِى وساعِدى إدريسُ

سُق إلينا منادلات صفات
فوقَ ما سِيقَ لى بما لا أقِيسُ

سَعَرَت نارُ بُعدِ أهلِ نُفُوسٍ
فإحذَريها يا نفسُ بئسَ الحَسيسُ

سَجعُنا بعدَ رِحلَةِ الموتِ نُورِى
عِندَ أهلِ القُلُوبِ سَجعٌ نَفيسُ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:13 PM
شَبِعنا وإرتوأنا والمُعَشَّش
عندَ جَنبش الحبِيبِ والليلُ أغطَش

شَهوَةُ القلبِ فيهِ والنَفسُ غابَت
مِن وَراءِ الحجابِ والرُوحُ أجهَش

شوَطُ رَمى الحِجَارش قَطَعَ سِواهُ
إذ رَمَينا الشَيطانَ حتى تَشَوَّشِ

شَمَّ هذا العَبيرِ فى كُمّ خِلِّى
كى على شِقّ كُمّهِ تَتَحَرَّش

شامَة النَحرِ مُذ تجلَّت أذاعت
رِيحَ مسكٍ شَفافةُ القلبِ أدهَشَ

شَامُ غَربِ ومَشرِقِ قَرَّبَتنى
كأس خمرٍ باسمِ الحبيبِ مُنَقَّش

شَمَعَةُ الرَكبِ فى الظلامِ أضاءَت
فهو بالشَوقِ سائرٌ يَتَهَيَّش

شَوقُ قلبى أنارَنى خَلفَ ركبٍ
وافَرِيداً فى ظُلمَةِ الليلِ مُدهِش

شَقُّ جَيبى عَقِيبَهُم حقٌّ لى إن
كان حَظّى يومًَ اللِقاءِ بالنَواغِش

شَيخُنا بالبَرِيقِ سَقياً فمِنَّا
غابَ صبرٌ والكَبَدُ منَّا تَعَطَّش


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:13 PM
صادِقُ العزمِ بالثِيابِ تَرَبّص
إذ بالصَبرِ ذا سُلُوكٌ تَخَلَّص

صفُّ بَيتِ الرحمن وإلبَس حُلاَهُ
من صِفاتٍ تَقَدَّسَت كى تَقَمَّص

صَرفُ عَبدٍ لا يلتهى بِمُرادٍ
بالعناياتِ والدُنُوّ تَخَصَّص

صبرهُ فى قرارةِ الحُكمِ صَبرٌ
قلبُه من مَعارِفِ اللهِ كالفَصّ

صَدُّهُ عن بابهِ إمرَؤُ مُيمَّنٌ
وهو بالنفسِ سائِرٌ فهو أنقَصّ

صَفوَةُ القلبِ من صَداهُ بما فى
سُورَةِ العصرِ آية النَصرِ فى النَص

صِدقُنا فى الهوَى أحالَ قُوَانا
مُذ غَدَونا لِحُبّه نَتَحَرَّص

صاحت النَفسُ حينَ قُدَّت قَمِيصُ
حيثُ ولَت قالت الحقَّ حَصجَص

صَرتُ صَدِيقَ مِصرَ والنفسُ جاءَت
طَوعَ أمرِى كالكَلبِ حيثُ تَبَصبّص

صَومُ قومٍ صِيانةٌ وصِيامِى
أكلُ قلبِى عن شُربِه لستُ أنكَص


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:14 PM
صَمُنَّا يالمكَوِّنِ المقرُوضِ
حَلفنَا بالحكيمِ لا مَنقُوضُ

ضَع تَلقَ فى الرَشادِ طَرِيقاً
كَيِّساُ فهو جادَّهُ النُهُوضِ

ضَربُ أمثالَنا بفَردٍ ولكن
فَرقُ جَمعٍ إبداؤه مَحضُوضُ

ضِلعُ ذِى الإفكِ مُمتلٌ بِلَظَاهُ فى
إعتِزالٍ ورأسُهُ مَرضُوضُ

ضَلَّ قَلبى عندَ اللِقا فهى أُسدٌ
فوقَ أنعَالنا لَهُنَّ رُبُوضُ

ضِمنَ أقوالِنا حَلاوَةُ مُرِّ
أيُّها السَمعُ ليسَ فيها حُمُوضُ

ضَبٌّ كَسرِى بِجَبرِ ضَبّةِ رَبّى
إذ كَلامِى من لَفظشهِ مَفرُوضُ

ضَبعُ عَفرِى مُستَبدَلٌ بِغًزال
حَشوُهُ مَلاؤهُ إلهُدى والفُيُوضُ

ضاقَ عَنّى بما إحتَوَيتُ عليه
بَحرُ عَدنٍ انا العَمِيقُ الغُمُوضُ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:14 PM
ضِفدَعُ القلبِ صائِحٌ بِبِحَارٍ
من علومِ نورِيِّنا قد يخُوضُ

طافَ بالسَرمَدِىِّ قلبى مُحِيطاً
غَيرُ قلبى بِرَبِّهِ لن تَحِيطا

طابِعاً فيهِ عِلمُ أوَّلِ خَلقِى
مُفرِطاً فيهِ لا أرَى تَفرِيطاً

طالَ بَحثِى وما بَثَثتُ صِفاتِى
لو بَثَثنَا رَأيتَ بَحاً بَسِطاً

طابَ سِرِّى فَواسِعٌ كلَّ شيءٍ
إنَّ فيهِ الوُجُودُشيئاً لَقِيطاً

طارَ بازىُّ هَيكَلِى وتَسَامى
لا ورَبِّى مَحَوَّطٌ تَحوِيطاً

طاهِرُ الماءِ من فُيُوضِ عُلُومى
مَشَّطُونِى بِفَيضَةِ تَمشِطاً

طالِعاً فوقَ أوجِ كلِّ مَقَامى
راحَ فيهِ المغبُوطُ فيهِ غَبِيطاً

طامِعاً فى مُنَاىَ لستُ بِكُفوِى
نِلتُهُ الخلقَ ملكَةً تَسلِيطاً

طاعِنُ الحالِ هل تّرىَ لِكلامِى
شاهِداً لحالٍ مُوجَزاً أم وسيطاً

طاوِياً للمَقَامِ مَسلَكُ نُورِى
سِلكُ دُرٍّ مُنَظَّمُ تَسمِيطاً


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:14 PM
ظَبيَةٌ من سِهَامِها بِلِحَاظٍ
فى سُهَادٍ بنارِها وشُواظٍ

ظهرت فوقَ اكُمَّةٍ ثمّ غابَت
خَلّفَتنِى فى أسرِ أُسدٍ غِلاظً

ظَمأتُ للرُبُوعِ شَفَت ضُلُوعِى
أوجَبَت لى فَزاعَةُ الإيقَاظِ

ظُلُماتٌ بِنُورِها هاجَرَتنِى
فهى تَعدُو خَلفى بعَزمِ اللِماظِ

ظاعِنُ الخيرِ لم يَنَلها بِعَزمٍ
هارِبُ القَهرِ لم يَفز بإحتفَاظِ

ظالِمٌ لإلتِفاتَتِهِ لِسِواها
وَيحَ قَومٍ صَدُّوا لذا الإتِّعاظِ

ظَفَرَت مُقلَةٌ رأتها فَهَامَت
أمُّ ثَكلَى لِفاقِدِ الألحاظِ

ظَنُّنا واثِقٌ وإن بانَ عَنَّا
حُسنُ لَيلَى شُهُودُ تلك الجِحَاظِ

ظاهِرٌ قبلَ موتِنا بِنَهارٍ
عَودُ سَلمَى للسِلّمِ بَعدَ إغتِياظِ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:14 PM
غَرَّ نُورِى فى مِسكِهَا الاصداغُ
لا وهيهاتَ منه فيها الفَراغُ

غارَ فِيها ولاتَ حِينَ سَلوِ
أو شَرابٍ من بَعدِها أوُمَسَاغِ

غَنّنِى يا نَدِيمَ رَوضٍ حَفِيفٍ
فيها بانَ تَلوِينُهُا والصّبَّاغُ

غافِلُ الحُبِّ والنَوَى ليس يَدرِى
ما لدينا وإن أجازَ البَلاَغُ

غَيدُ تلكَ الظِبا سَبَتنا وَما إِن
كانَ إِلا لِرَسمِنا الإدماغُ

غِبطَتِى أن يَبَدَّلَ الخيرُ شَرّاً
بعد ان كان حُكمُهُها الإسبَاغُ

غَشِيَتها نُورُ الجَلالَةِ ياوَيحَ
عُيُونٍ عن دركِها قد زاغُوا

غَفَرَ اللهُ ذنبنا بإختتام
شَفَعَت نَحوًَهُ لنا الأصداغُ

غَطَفَانُ الحَرباءِ حولَ حِمَاهَا
أنشَدَت فى جَمَالِها حين زاغُوا

غِبتَ نُورى فى حُسنِ هَيكَلِ نَحرٍ
أحكَمَت فى تَنقِيشِهِ الصُوّاغُ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:15 PM
فُقتُ أرقى بالسَيرِ سَيرَ خَفِيفٍ
فوقَ جِرمِ الكثيف بعدَ اللَّطِيفِ

فَتحُ بابِ الغُيُوب سَهلٌ لدينا
أكرمَ اللهُ بالقَرِيبِ الشًَريفِ

فَيضُهَ لى والرُوحُ يختلفانِ
فى التَيَاسِيرِ للمَقَامِ المَنِيفِ

فَاهَ إلينا فما تركنا عُلُوماً
وإستَبَنَّا بِهِ عُلُومَ الصَحِيفِ

فإقتَطَفنَا الثِمَارَ منهُ وقد كانت
أيادٍ طالت بِنا للقَطِيفِ

فاقِدِينَ الوُجُودَ مِنّا فألقى
من قُواهُ القَوّى لجِرمٍ كَثِيفِ

فازَمِنَّا ذُو الوُدِّ حقّاً وخابت
بالقَلى ذُو تَكَبّرٍ وحَلِيفِ

فة تَوَارِيخِنَا مَكَارِمُ خُلُقِ
فإقبِسُوها من ذا الكتابِ الخَفِيفِ

فَوجُ فَجِّ الحَبِبِ مَهَلاً فنُورِي
بعدُ سالِكٌ بقَلبٍ وَجِيفٍ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:15 PM
قَرَّبَ اللهُ قَصدَكُم فَوقَ صِدقٍ
كَم بلُطفِ ظَفَرتُم وبرفقِ

قامَ فيكم حَبيبُنا بإنتصارٍ
فى الأعَادِى وفى الذُنُوبِ بِعِتقِ

قِيمَةُ العُمرِ غيرُكم ما دَرَوها
حَبَّذا سَيرُكُم وأنَعِم بِسَبقِ

قَرَّت العَينُ بالمُنَاجِى بِلَيلٍ
إذ تُنَاجُونَهُ بأشواقِ مَلقِ

قومُ سَبقٍ وعَزمَة وفلاح
بِجمَالِ المَحبُوبِ من عِظَمِ سَبقِ

قَعَدُوا واستراحت النفس منهم
فى جِوارِ الحبيبِ ذَوقاً بِذَوقٍ

قَطَعُوا لَيلَةَ الوِصَات وإن طا
لَ مَداهَا لم يَعرَفُوها لِشَوقِ

قِسطُهُم فى قُلُوبهم نُورُ بَدرٍ
كلُّ حينِ بها لَوامعُ بَرقِ

قَبرُ مَيّتٍ لو يَعبُرُونَ عليه
أنعَشُوهُ وأتحضوه برِقِ

قُم بأعتابهم فإنَّك نُورِى
نادِمُ القَومِ بل ومنهم بصِدقِ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:15 PM
كُلٌّ مَعَالى حَظُّ هذا السَالِكَ
نوّرَ لهُ ليلُ الظَلامِ الحالِكِ

كَشفٌ عَظِيمِ فى شُهُودٍ دائمٍ
مُلكٌ جسيمٌ فى جوارِ المالِكِ

كانت لَهُ الدنيا وما فيها وما
بالى بَذا الجيفِ القَبيحِ الهالِكِ

كَفَرَت بها ناسٌ وناس آمَنَت
تَبَّاً لقَومٍ آمنوا بمَهَالِكِ

كَشَرَت لدىَّ بثغرها فَنَهرتُها
زُهدا فقلت تَبَاعَدِى بجَمَالِكِ

كَذَبَتِ بوَعدٍ أخلَفَتِ غيرى بهِ
أفَمَا عَرِفتِ بعَقلكِ وببَالِكِ

كَيفَ المَغَرَّةُ بالعَرِيفِ الماهرِ
رَكَبَ الخُيُولَ فلم يَقَع بِحبَالِك

كَم مرةً سحرت بزَهرَةِ حُسنها
شىءٌ عليمٌ واقعٌ بخَيالِكِ

كُوعى بسلسلَةِ المكيكِ مُعَلَّقٌ
فَيَجُرُّنى عن ساحرٍ كمثَالِكِ

كِيسى مَلىٌّ بالقَنَاعَةِ ليس لل
نُورِى ثَمَّةَ حاجةٌ بمَنَالِك


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:16 PM
لوامِعُ وَجهِ الحقِّ فى القلبِ نازِلٌ
وأُنسِى بذا الوَجهِ المقدَّسِ كامِلُ

لواعج شوقي في مُحرِقَاتِ شَغَافِهِ
دُمُوعى على صحنِ الخُدودِ سوائِلُ

لِذَلِكَ فى قلبى مَواطِنَ دائماً
وليس له غيرُ القلوبِ مَنَازِلُ

لنا عِندَ شُربِ الصَبُوحِ وفى المسا
غَبُوقٌ من الساقى فهل أنتَ سائلُ

لَوامِسُ غِيدانِ الغَزَالِ تَعَشَّقتُ
لصَوتِ حَمَامٍ غَرَّدَتهَ الحواصِلَ

لأنِّى إذا صَوَّرتُ قُمرِىَّ أرضِيها
تَخَيَّلَ لى فى شَجوِهِنَّ البَلابِلُ

لَزِقتُ بِمَحبُوبى وإن حالَ بيننا
مراتِبُ شَتَّى والنَوا والفَواصِلُ

لحِقتُ بِلَيلَى فى ليالٍ طَوِيلة
وعَانَقتَها والقَلبُ بالحالِ غافِلُ

لأقمَارِ بحَيَى نشتكى بَثَّ بُعدِنا
ألا هَل إلى رَبعِ البُدُورِ دَلائِلُ

لآمِ العَمَى إن لم تروها فتعذلوا
رأتهُ عُيُونى فهى عنكم ذَواهِلُ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:16 PM
ما نَفَانا الغَيمُ عن بَدرِ التمامِ
فهو شَمسُ ما عليها من غَمامِ

مالَ فى لَيلَى وسَلمَى مُفرِداً
فى مُحَيَّاهُ الفُؤادُ المُستَهامُ

ماتَ فى أبوَابِهِم قلبى فَعا
شَ ومَوتٌ ليس فيهنَّ الحمام

ما أجَلَّ الصَبَّ لو أصبَرَهُ
تحت سطواتِ الصَبَاباتِ المقام

ما حَلَّ القَهرُ إذا حلَّ بِهِ
بَدَّلُوا فَضلاً وخَلَّوهُ الإمام

ما لَكَ فى مُصِرٍّ مُنقَادٍ لَهُ
أهلُها يأمرهم هذا الهُمَامُ

مانِعى من جَعلِهِ رَبَّ الوَرى
قِلَّةُ الأفهامِ أسرارَ الكَلامِ

ماكِثٌ فى وَصفِ ذُلِّ بعد أن
كانَ فى إظهارِ أوصَافٍ عِظَام

ما إسمه إن قيلَ لى تَجرِبَةً
قلت غوثُ الخَلقِ أو قُطبُ الأنامِ

ما سِوى نورى بكم فى حالِهِ
فاسلكوا الآدابَ عنه بإحترام


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:16 PM
نَعُوذُ باللهِ ذى الألطَافِ والمِنَنِ
من كل سوءٍ من الآفاتِ والمِحَنِ

نمسِى ونُضحِى بذَنبٍ وهو يَستُرُنا
بِعِظَمِ رأفَتِهش فى السرِّ والعَلَنِ

نِهايةُ الجُودِ مِمَّا فيه خَوَّلَنَا
يخفَى عن الخطش والإملاءِ واللُسُنِ

نبيت فى سَعَة الأرزاقِ من رَغَدٍ
من النَعيمِ ومن تَقسِيمِه الحَسِن

نُعَاملُ اللهَ سوءاً وهو يَغفِرُهُ
يُعطِى الجِنانَ بلا بَيعٍ ولا ثَمَنٍ

نَشَابُ أقدارِهِ بالهَدَفِ إن نَشِبَت
فقد يُداوى بِرَفقٍ جرحَ مُمتَحَنِ

نيابَةَّ فى محاويجِ الوَرى كرماً
على سَوِىِّ الصراطِ أكرمنى

نُؤمِّنُ اللهَ فى تصريفِ حكمتِهِ
بما نُحِبُّ وهذا شأنُ مُؤتَمَنِ

نصائحُ العبدِ راجت للبيتِ إذا
كانت بمولاَىَ كانت غايةُ اللُسنِ

نورى من اللهِ بلاّغٌ لمَأمَلِهِ
لأنَّهُ دائماً بالله فى المِنَنِ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:17 PM
وامَبِيتِى فى مَسَاءٍ وغُدُو
بإنخِفَاضٍ وإرتقاءِ فى عُلو

واسِعَا لمّا أحاطَ الروحُ مِنّى
لم تكن فَوقى سماءٌ فى سُمُوا

والعاتٌ صارِخَاتٌ آسِفاتِ
هذه الأركانُ حَنَّت فى شُجُو

واجِعَاتٌ فى فُخُوخٍ عاجِزات
تلك قُمرِيّاتُ إلفٍ عن حُنُو

وامِعاتٌ هاطِلاَتٌ من صُدود
أدمعى مذ شاهدت عَينى سلو

واقِفاتٌ وجِفاتٌ خائِفاتُ
ليّها فازت بِقُرتٍ أو دُنَو

وادِى الأحبابِ لمّا أن سلكنا
فيه شاهَدنا به سُكنى عَدوّ

وابِلُ الفَيضِ اللَدُنىّ تدانى
فَوقَ أحوالى فقاست فى نموّ

واثِق الوَعدِ الذى واعد تمونى
ليس كالمغرور فى لَيتَ ولَو

والهيفانَ الهَوىَ نورى تَذكَرَّ
ما جَرى مِنّى ومنهم فى غُدُوّ


نور الدين البريفكاني
العراق

الحمدان
05-29-2024, 01:17 PM
هاكَ بيتاً عَمَّرتَهُ يا إلَه
فيك هنا اعدّه الانتباه

هامَ فى نفسهِ بحسنِ بناءٍ
من جليلٍ سُبحانَهُ إذا حَواهُ

هاجَ كالخيلِ فى مَيَادِينِ أُنسٍ
رهو بالله سائرٌ فإجتَبَاهُ

هالِكُ الكونِ ساحت سِرتُ فيه
أتَّكِى فى مَزالِقَ بعصَاهُ

هابَنى هَيبَةَ الأُسُودِ لأنّى
لاحَظتنِى عُيُونُهُ فى قواه

هاطِلُ الدَمعِ حَسبُنَا من سُكُوبِ
ليسَ بالخَوفِ والبُكَا مُصطَفَاهُ

هادِياً فى الشُؤُونِ منه إليه
حيث ما كان فى الوُجُودِ سِواهِ

هالعُ قَلبُكَ المُقَرَّبُ نورى
فى صفاءِ الأعمالِ أم فى ضَفَاهُ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:17 PM
لا مِنَ الماءِ كنتُ يا أُنسُ لا لا
سوفَ أدنى إليك حالا فحالا

لا من النارِ والعَنَاصِرُ مِنِّى
لَستُ منها سُبحَانَ أمرى جَلاَلا

لا ترابُ ورُوحُ آدمَ أمرى
جَلَّ أمرى وعَزَّ شَأنى تعالى

لا هَواءُ ونارُ إبليسَ عَنِّى
وهو يُغوِى العبادَ ضَلاَلاَ

لا ضعيفٌ ولا قوِىٌّ وحاشا
أن ألاقِى سِوَى التَقَدُّسِ حالاَ

لا لطيفٌ وكلُّ لطيفٍ مِنِّى
لا خفيفاً إذا مَشَيتُم ثِقَالاً
لا من الأرض نلشأتِى إذ دَحاها
وإنتِشَائِى من الوُجُودِ إستَحَالاَ

لا بَسِيطٌ ولا طَوِيلٌ عَمِيقٌ
بل صِفاتى وَجَدتُهُنَّ طِوالا

لا يمينٌ ولا شمالٌ أمامِى
مثلُ خَلفِى والفَوقُ تحت كَمالاَ

لا قَرِيبٌ من الوُجُودِ العديمِ
لا بَعِيدٌ كما نَفَيتُ إتِّصَالاَ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:17 PM
يومُ وصلى بالواحدِ السَرمَدِي
ليلُ فَصلِى إلى المقامِ العَلِي

يُسمِعُ السَع صَوتُهُ فوقَ طورِ
ذاك سَمعُ المُكَلَمِ المُوسَوِى

يألَفُ الوحشَ من أرادَ نَجَاةً
زاهداً فى الطريقةِ العِيسَوى

يا عبادَ البُطُونِ أنتمُ كُسَالَى
كلُّ شرٍّ يأوِى لِبَطنٍ مَلِى

يَهجُرُ الصَبُّ أهلَهُ وكَرَاهُ
يذكُرُ اللهَ بالفؤادِ الخَلِى

يُوجِعُ النَفسَ بالمجاعَةِ دَهراً
والظَمَا ساكنُ المَقامش القصَى

يَحيَوِىٌّ وإنَّهُ لَحَصُورٌ
يَتَقوى على الصِراطِ السَوِىِّ

يَومُهُ صَائِمٌ وقائِمٌ بليلٍ
يَتَّقِى رَبَّهُ بِقَلبٍ شَجِى

يا عَظِيمَ النَوالِ مَن لِى بهذا
حُبُّ هذا بذا الفُؤادِ الغَوِىِّ

يا إلهَى بأحمدَ كُن ل نورِى
قد وَصَفنَاكَ بالبَرَ الحَيُىَ



نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:18 PM
أُقسِمُ باللهِ إلهاً صَمَداً
إنّكَ موجودٌ وحيدٌ أحدا

أحمدُ بالحقُّ أتانا وبما
جاءَ بِهِ يَصدُقُ ما كان سُدا

آدمُ والولدَ إلى مرشدنا
كلٌّ أتَوا ليس بهم مَن وُلِدا

أكملُ أو بِعِدلِهِ فى خُلقٍ
كان بمعنى أو بخلقٍ جَسَدا

أوَّلُهُم جاءَ بِروحٍ وأتى
آخرَهُم يَرعَى جميعاً إذ هَدى

أوّلُ قُرآنٍ كلامٌ أزَلِىّ
بِسمِ ألم إلى الناس مَدا

إنّ لموتاً لَقِياماً ولنا
بعد قيامٍ لَحِسَاباً وجدا

أفلَحَ مَن مَرَّ إلَى الخُلدِ وقد
خابَ على النّارِ لعبدٍ قعدا

أخلَدَنَا اللهُ بخلدٍ كَرَماً
نَحنُ قَعدنَا فى مَخُوفٍ جَلَدا

أنت إلهِى ولنوريّك فى
لطفكَ حَظٌ وخِتَامُ السَعَدَا



نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 01:18 PM
إن ضَامَنِي دَهرِي لِبَابِك أقَرعُ
وألوذُ بعفوك والرجا منك أطمَعُ

وأنادى مِن حُزنِىِ بعينٍ تَدمَعُ
يا مَن يرِى ما فى الضَميرِ ويَسمَعُ

أنتَ المعدُّ لكلّ ما يُتَوَقَعُ
قد أثقَلَت ظهرىِ الذُنُوب بِحملِها

ما لىِ قوى أسعى لشدّةِ ثِقلِها
كم صِحتُ من لَهَفى عليكَ لَحِلّهَا

يا من يُرَجَّى للشدائدِ كُلِها
يا مَن إليهِ المُشُتكَى والمَفزَعُ

مستنجداً بك يا إلهى أن تَكُن
عَونُى فَمَن يُجبُر لكسرىِ ولم يَصُن

إنّى رجوتك يا إلهى أن تَمُن
يا مَن خُزائنُ رِزقِهِ في قولِ كُن

أمنُن فإنّ الخيرَ عندكَ أجمَعُ
إنّىِ دعوتُك والدعاءُ فرِيضةٌ

ولك الإجابةُ فى الميعادِ ذَخِيرَةٌ
فأنا المسيء وقد وقَعتُ بِحِيرَة

ما لىِ سوَى فَقرِىٍ إليك وسِيلَةٌ
وبالإفتقارِ إليك فَقرى أدفَعُ

وبمنِ ألوُذُ ومضن يكن لِى عُدَّةُ
إن ساءَ حالىِ أو وقعتُ بِشِدَّةِ

فلقد وَهى جلدى ورُوحِى عَلِيلَةُ
مالى سوى قرَعىٍ لبَانكَ حِيلَةُ

ولئن طُرِدتُ فأىّ بابٍ أقرَعُ
يا من تَفَرَّدَ فى الوُجُودِ بِعِلمِهِ

وأعمّ فى تلك البريَّة حِلمِهِ
فَقَد إنسَلى كَبَدى وعَمَّ بسُقمِهِ

ومن الذى أدعُو وأهتفُ باسمِهِ
إن كان فَضلُكَ عن فَقِيرِكَ يُمنَعُ

أنت الغَفُورُ لكّلِ عبدٍ جَائياً
ندماُ على ذلاته مُتّباكِياً

تَعفُو وتصفَحُ عن ذُنُوبٍ ماضِياً
حاشا لمجد أن تَقنُطَ عاصياً

الفضلُ أجزَلُ والمواهبُ أوسعُ
فأنا المسيءُ وأنت فتى عَالِماً

وعلى ذُنُوبى قد غَدَوتُ نادِماً
ولقد رَجَوتُك أن تكُن لِى راحِماً

بالذُلّ قد واقيبُ بابَكَ عالماً
إن التَذَلُلَ عندَ بابِكض يَنفَعا

ارحم عبيداً قد أتى مُتَوَسّلاً
يبكى بِدَمعٍ كالسحابِ المُرسِلا

فلن تَصُدَّهُ وزِدهُ فيك تَوَسُّلاً
وجعلتُ مُعَتَمدىِ عليكَ تَوَكُّلاً

وبسطتُ كفّى سائِلاً أتَضَرَعُ
بجاهِ مَن بِسَفِينَةٍ أنجَيتَهُ

وبجاهِ مَن للنّارِ قد بَرَدتَهُ
وبِفَضُلِ مَن للطورِ قَد كَلَّمتَهُ

وبحقّ مَن أحبَبتَهُ وبَعَثتَهُ
وأجبتَ دعوةَ من بِهِ نَتَشَفَّعُ

فألطف بحالِى ليسَ لىِ مُلتَجَاً
إلاَّ إليكَ وأنت يا نِعمض الرجَا

قد عمّنا عظيماً مُزعِجاً
واجعل لنا مِن كلِّ ضِيقِ مَحرَجاً

والطُف بنا يا مَن إليه المَرجِعُ
وأرض عن الصدِيقِّ الكبيرِ وبَعدَهُ

وأرض عن الفارُوق ثمّ لصِهرهِ
وكذا على المرتضى ونَسلِهِ

ثمّ الصلاة على النّبىِ وآلِهِ
خيرِ الخَلائِقِ شافع ومُشَفعِ


نور الدين البريفكاني
العراق

الحمدان
05-29-2024, 03:12 PM
‏ياربّ أبوابٌ إليكَ كثيرةٌ
‏وكثيرةٌ في داخلي الأشياءُ

‏حمَّلتُ -هل مِنْ سائلٍ- أُمنيَّةً
‏وجميعُ نفسي.. ذِلّةٌ ورجاءُ

‏فقري إليكَ وسيلتي وإجابتي
‏أغنى الخلائقِ عندكَ الفُقراءُ


.......

الحمدان
05-29-2024, 04:46 PM
إِرفَع ضَعيفَكَ لا يُحِر بِكَ ضَعفُه
يَوماً فَتُدرِكَهُ العَواقِبُ قَد نَما

يَجزيكَ أَو يُثني عَلَيكَ وَإِنَّ مَن
أَثنى عَلَيكَ بِما فَعَلتَ فَقَد جَزى

الحمدان
05-29-2024, 04:47 PM
لَم يَقضِ مِن حاجَةِ الصِبا أَرَبا
وَقَد شَآكَ الشَبابُ إِذ ذَهَبا

وَعاوَدَ القَلبَ بَعدَ صِحَّتِهِ
سُقمٌ فَلاقى مِنَ الهَوى تَعَبا

إِنَّ لَنا فَخمَةً مُلَملَمَةً
تَقري العَدوَّ السِمامَ وَاللَهَبا

رَجراجَةً عَضَّلَ الفَضاءُ بِها
خَيلاً وَرَجلاً وَمَنصِباً عَجَباً

أَكنافُها كُلُّ فارِسٍ بَطَلٍ
أَغلَبَ كَاللَيثِ عادِياً حَرِبا

في كَفِّهِ مُرهَفُ الغِرارِ إِذا
أَهوى بِهِ مِن كَريهَةٍ رَسَبا

أَعِدَّ لِلحَربِ كُلَّ سابِغَةٍ
فَضفاضَةٍ كَالغَديرِ وَاليَلَبا

وَالسُمرَ مَطرورَةً مُثَقَّفَةً
وَالبيضَ تُزهي تَخالُها شُهُبا

يا قَيسُ إِنَّ الأَحسابَ أَحرَزَها
مَن كانَ يَغشى الذَوائِبَ القُضُبا

مَن غادَرَ السَيِّدَ السِبَطرَ لَدى ال
مَعرَكِ عَمراً مُخَضَّباً تَرِبا

جاشَ مِنَ الكاهِنَينِ إِذ بَرَزوا
أَمواجَ بَحرٍ تُقَمِّصُ الحَدَبا

لِنَصرِكُم وَالسُيوفُ تَطلُبُهُم
حَتّى تَوَلَّوا وَأَمعَنوا هَرَبا

وَأَنتَ في البَيتِ إِذ يُحَمُّ لَكَ ال
ماءُ وَتَدعو قِتالَنا لَعِبا


السموأل

الحمدان
05-29-2024, 04:47 PM
رَأَيتُ اليَتامى لا يَسُدُّ فُقورَهُم
قِرانا لَهُم في كُلِّ قَعبٍ مُشَعَّبِ

فَقُلتُ لِعَبدَينا أَريحا عَلَيهِمِ
سَأَجعَلُ بَيتي مِثلَ آخَرَ مُعزَبِ

الحمدان
05-29-2024, 04:47 PM
وَلَسنا بِأَوَّلِ مَن فاتَهُ
عَلى رِفقِهِ بَعضُ ما يُطلَبُ

وَقَد يُدرِكُ الأَمرَ غَيرُ الأَريبِ
وَقَد يُصرَعُ الحُوَّلُ القُلَّبُ

وَلَكِن لَها آمِرٌ قادِرٌ
إِذا حاوَلَ الأَمرَ لا يُغلَبُ

الحمدان
05-29-2024, 04:48 PM
عَفا مِن آلِ فاطِمَةَ الخُبَيتُ
إِلى الإِحرامِ لَيسَ بِهِنَّ بَيتُ

أَعاذِلَتَيَّ قَولَكُما عَصَيتُ
لِنَفسي إِن رَشِدتُ وَإِن غَويتُ

بَنى لي عادِيا حِصناً حَصيناً
وَعَيناً كُلَّما شِئتُ اِستَقَيتُ

طِمِرّاً تَزلَقُ العِقبانُ عَنهُ
إِذا ما نابَني ضَيمٌ أَبَيتُ

وَأَوصى عادِيا قِدماً بِأَن لا
تُهَدِّم يا سَمَوأَلُ ما بَنَيتُ

وَبَيتٍ قَد بَنَيتُ بِغَيرِ طينٍ
وَلا خَشَبٍ وَمَجدٍ قَد أَتَيتُ

وَجَيشٍ في دُجى الظَلماءِ مَجرٍ
يَؤُمُّ بِلادَ مَلكٍ قَد هَدَيت

وَذَنبٍ قَد عَفَوتُ لِغَيرِ باعٍ
وَلا واعٍ وَعَنهُ قَد عَفَوتُ

فَإِن أَهلِك فَقَد أَبلَيتُ عُذراً
وَقَضَّيتُ اللُبانَةَ وَاِشتَفَيتُ

وَأَصرِفُ عَن قَوارِصَ تَجتَديني
وَلَو أَنّي أَشاءُ بِها جَزَيتُ

فَأَحمي الجارَ في الجُلّى فَيُمسي
عَزيزاً لا يُرامُ إِذا حَمَيتُ

وَفَيتُ بِأَدرُعِ الكِندِيِّ إِنّي
إِذا ما خانَ أَقوامٌ وَفَيتُ

وَقالوا إِنَّهُ كَنزٌ رَغيبٌ
فَلا وَاللَهِ أَغدِرُ ما مَشَيتُ

وَلَولا أَن يُقالَ حَبا عُنَيسٌ
إِلى بَعضِ البُيوتِ لَقَد حَبَوتُ

وَقُبَّةِ حاصِنٍ أَدخَلتُ رَأسي
وَمِعصَمَها المُوَشَّمَ قَد لَوَيتُ

وَداهِيَةٍ يَظَلُّ الناسُ مِنها
قِياماً بِالمَحارِفِ قَد كَفيتُ


السموأل

الحمدان
05-29-2024, 04:48 PM
نُطفَةٌ ما مُنيتُ يَومَ مُنيتُ
أُمِرَت أَمرَها وَفيها بُريتُ

كَنَّها اللَهُ في مَكانٍ خَفِيٍّ
وَخَفيٍ مَكانُها لَو خَفيتُ

مَيتَ دَهرٍ قَد كُنتُ ثُمَّ حَيِيتُ
وَحَياتي رَهنٌ بِأَن سَأَموتُ

إِنَّ حِلمي إِذا تَغَيَّبَ عَنّي
فَاِعلَمي أَنَّني كَبيراً رُزيت

ضَيِّقُ الصَدرِ بِالأَمانَةِ لايُفـ
ـجِعُ فَقري أَمانَتي ما بَقيتُ

رُبَّ شَتمٍ سَمِعتُهُ فَتَصامَمـ
ـتُ وَغَيٍّ تَرَكتُهُ فَكُفيتُ

لَيتَ شِعري وَأَشعُرَنَّ إِذا ما
قَرَّبوها مَنشورَةً وَدُعيتُ

أَلِيَ الفَضلُ أَم عَلَيَّ إِذا حو
سِبتُ أَنّي عَلى الحِسابِ مُقيتُ

وَأَتاني اليَقينُ أَنّي إِذا مُت
تُ وَإِن رَمَّ أَعظُمي مَبعوتُ

هَل أَقولَنَّ إِذ تَدارَكَ ذَنبي
وَتَذَكّى عَلَيَّ إِنّي نُهيتُ

أَبِفَضلٍ مِنَ المَليكِ وَنُعمى
أَم بِذَنبٍ قَدَّمتُهُ فَجُزيتُ

يَنفَعُ الطَيِّبُ القَليلُ مِنَ الرِز
قِ وَلا يَنفَعُ الكَثيرُ الخَبيتُ

فَاِجعَلِ الرِزقَ في الحَلالِ مِنَ الكَسـبِ
وَبَرّاً سَريرَتي ما حَيِيتُ

وَأَتَتني الأَنباءُ عَن مُلكِ داؤُدَ
فَقَرَّت عَيني بِهِ وَرَضيتُ

وَسُلَيمانَ وَالحَوارِيُّ يَحيى
وَمَنَسّى يوسُف كَأَنّي وَليتُ

وَبَقايا الأَسباطِ أَسباطِ يَعقو
بَ دارِسِ التَوراةِ وَالتابوت

وَاِنفِلاقُ الأَمواجِ طَورَينِ عَن موسى وَبَعدُ المُمَلَّكُ الطالوتُ

وَمُصابُ الإِفريسِ حينَ عَصى اللَــهَ
وَإِذ صابَ حَينَهُ الجالوتُ

لَيسَ يُعطى القَوِيُّ فَضلاً مِنَ الرِزقِ
وَلا يُحرَمُ الضَعيفُ الشَخيتُ

بَل لِكُلٍّ مِن رِزقِهِ ما قَضى اللَـهُ
وَإِن حَزَّ أَنفَهُ المُستَميتُ


السموأل

الحمدان
05-29-2024, 04:48 PM
اِسلَم سَلِمتَ وَلا سَليمَ عَلى البِلى
فَنِيَ الرِجالُ ذَوُو القُوى فَفَنيتُ

كَيفَ السَلامَةُ إِن أَرَدتُ سَلامَةً
وَالمَوتُ يَطلُبُني وَلَستُ أَفوتُ

وَأُقيلُ حَيثُ أَرى فَلا أَخفى لَهُ
وَيَرى فَلا يَعيا بِحَيثُ أَبيتُ

مَيتاً خُلِقتُ وَلَم أَكُن مِن قَبلِها
شَيئاً يَموتُ فَمُتُّ حَيثُ حَيِيتُ

وَأَموتُ أُخرى بَعدَها وَلَأَعلَمَن
إِن كانَ يَنفَعُ أَنَّني سَأَموتُ


السموأل

الحمدان
05-29-2024, 04:48 PM
أَصبَحتُ أَفني عادِيا وَبَقيتُ
لَم يَبقَ غَيرُ حُشاشَتي وَأَموتُ

وَلَقَد لَبِستُ عَلى الزَمانِ جَديدَهُ
وَلَبِستُ إِخوانَ الصَبى فَبَليتُ

غَلَبَ العَزى عَمَّن أَرى فَتَبِعتُهُ
وَخُدِعتُ عَمّا في يَدي فَأَسيتُ

وَمَسالِكٍ يَسَّرتُها فَتَرَكتُها
وَمَواعِظٍ عَلِّمتُها فَنَسيتُ


السموأل

الحمدان
05-29-2024, 04:49 PM
أَعاذِلَتي أَلا لا تَعذِليني
فَكَم مِن أَمرِ عاذِلَةٍ عَصَيتُ

دَعيني وَاِرشُدي إِن كُنتُ أَغوى
وَلا تَغوَي زَعَمتِ كَما غَوَيتُ

أَعاذِلَ قَد أَطَلتِ اللَومَ حَتّى
لَوَ أَنّي مُنتَهٍ لَقَدِ اِنتَهَيتُ

وَصَفراءِ المَعاصِمِ قَد دَعَتني
إِلى وَصلٍ فَقُلتُ لَها أَبَيتُ

وَزِقٍّ قَد جَرَرتُ إِلى النَدامى
وَزِقٍّ قَد شَرِبتُ وَقَد سَقَيتُ

وَحَتّى لَو يَكونُ فَتى أُناسٍ
بَكى مِن عَذلِ عاذِلَةٍ بَكيتُ

أَلا يا بَيتُ بِالعَلياءِ بَيتُ
وَلَولا حُبُّ أَهلِكَ ما أَتَيتُ

أَلا يا بَيتُ أَهلُكَ أَوعَدوني
كَأَنّي كُلَّ ذَنبِهِمِ جَنَيتُ

إِذا ما فاتَني لَحمٌ غَريضٌ
ضَرَبتُ ذِراعَ بَكري فَاِشتَوَيتُ


السموأل

الحمدان
05-29-2024, 04:49 PM
إِنَّ اِمرَأً أَمِنَ الحَوادِثَ جاهِلٌ
يَرجو الخُلودَ كَضارِبٍ بِقِداحِ

مِن بَعدِ عادِيِّ الدُهورِ وَمَأرَبٍ
وَمُقاوِلٍ بيضِ الوُجوهِ صِباحِ

مَرَّت عَلَيهِم آفَةٌ فَكَأَنَّها
عَفَّت عَلى آثارِهِم بِمَتاحِ

يا لَيتَ شِعري حينَ أُندَبُ هالِكاً
ماذا تُؤُبِّنُني بِهِ أَنواحي

أَيَقُلنَ لا تَبعَد فَرُبَّ كَريهَةٍ
فَرَّجتُها بِشَجاعَةٍ وَسَماحِ

وَمُغيرَةٍ شَعواءَ يُخشى دَرؤُها
يَوماً رَدَدتُ سِلاحَها بِسِلاحي

وَلَرُبَّ مُشعَلَةٍ يَشُبُّ وَقودُها
أَطفَأتُ حَرَّ رِماحِها بِرِماحي

وَكَتيبَةٍ أَدنَيتُها لِكَتيبَةٍ
وَمُضاغِنٍ صَبَّحتُ شَرَّ صَباحِ

وَإِذا عَمَدتُ لِصَخرَةٍ أَسهَلتُها
أَدعو بِأَفلِح مَرَّةً وَرَباحِ

لا تَبعَدَنَّ فَكُلُّ حَيٍّ هالِكٌ
لا بُدَّ مِن تَلَفٍ فَبِن بِفَلاحِ

إِنَّ اِمرِأً أَمِنَ الحَوادِثَ جاهِلاً
وَرَجا الخُلودَ كَضارِبٍ بِقِداحِ

وَلَقَد أَخَذتُ الحَقَّ غَيرَ مُخاصِمٍ
وَلَقَد بَذَلتُ الحَقَّ غَيرَ مُلاحِ

وَلَقَد ضَرَبتُ بِفَضلِ مالِيَ حَقَّهُ
عِندَ الشِتاءِ وَهَبَّةِ الأَرواحِ


السموأل

الحمدان
05-29-2024, 04:49 PM
بِالأَبلَقِ الفَردِ بَيتي بِهِ
وَبَيتُ المَصيرِ سِوى الأَبلَقِ

بِبَلقَعَةٍ أَثبَتَت حُفرَةً
ذِراعَينِ في أَربَعٍ خَيسَقِ

فَلا أَدفَعُ الضَيفَ عَن رِزقِهِ
لَدَيَّ إِذا قيلَ لَم يُرزَقِ

وَفي البَيتِ ضَخماءُ مَملوأَةٌ
وَجَفنٌ عَلى هَمِعٍ مُدهَقِ

أُبيتُ الَّذي قَد أَتى عادِياً
وَحَيّاً مِنَ الحَلَقِ الأَورَقِ


السموأل

الحمدان
05-29-2024, 04:49 PM
إِن كانَ ما بُلِّغتَ عَنّي فَلامَني
صَديقي وَحُزَّت مِن يَدَيَّ الأَنامِلُ

وَكَفَّنتُ وَحدي مُنذِراً في ثِيابِهِ
وَصادَفَ حَوطاً مِن عَدُوِّيَ قاتِلُ

الحمدان
05-29-2024, 04:50 PM
إِنّي إِذا ما المَرءُ بَيَّنَ شَكَّهُ
وَبَدَت عَواقِبُهُ لِمَن يَتَأَمَّلُ

وَتَبَرَّأَ الضُعَفاءُ مِن إِخوانِهِم
وَأَلَحَّ مِن حَرِّ الصَميمِ الكَلكَلُ

أَدعُ الَّتي هِيَ أَرمَقُ الحالاتِ بي
عِندَ الحَفيظَةِ لِلَّتي هِيَ أَجمَلُ


السموأل

الحمدان
05-29-2024, 04:50 PM
أَلا أَيُّها الضَيفُ الَّذي عابَ سادَتي
أَلا اِسمَع جَوابي لَستُ عَنكَ بِغافِلِ

أَلا اِسمَع لِفَخرٍ يَترُكُ القَلبَ مولِهاً
وَيُنشِبُ ناراً في الضُلوعِ الدَواخِلِ

فَأُحصي مَزايا سادَةٍ بِشَواهِدٍ
قَدِ اِختارَهُم رَحمانُهُم لِلدَلائِلِ

قَدِ اِختارَهُم عُقماً عَواقِرَ لِلوَرى
وَمِن ثَمَّ وَلّاهُم سَنامَ القَبائِلِ

مِنَ النارِ وَالقُربانِ وَالمِحَنِ الَّتي
لَها اِستَسلَموا حُبَّ العُلى المُتَكامِلِ

فَهَذا خَليلٌ صَيَّرَ الناسَ حَولَهُ
رَياحينَ جَنّاتِ الغُصونِ الذَوابِلِ

وَهَذا ذَبيحٌ قَد فَداهُ بِكَبشِهِ
بَراهُ بَديهاً لا نِتاجَ الثَياتِلِ

وَهَذا رَئيسٌ مُجتَبىً ثَمَّ صَفوُهُ
وَسَمّاهُ إِسرائيلَ بَكرَ الأَوائِلِ

وَمِن نَسلِهِ السامي أَبوالفَضلِ يوسُفُ الـ
ـلَذي أَشبَعَ الأَسباطَ قَمحَ السَنابِلِ

وَصارَ بِمِصرٍ بَعدَ فِرعَونَ أَمرُهُ
بِتَعبيرِ أَحلامٍ لِحَلِّ المَشاكِلِ

وَمِن بَعدِ أَحقابٍ نَسوا ما أَتى لَهُم
مِنَ الخَيرِ وَالنَصرِ العَظيمِ الفَواضِلِ

أَلَسنا بَني مِصرَ المُنَكَّلَةِ الَّتي
لَنا ضُرِبَت مِصرٌ بِعَشرِ مَناكِلِ

أَلَسنا بَني البَحرِ المُغَرِّقِ وَالَّذي
لَنا غُرِّقَ الفِرعَونُ يَومَ التَحامُلِ

وَأَخرَجَهُ الباري إِلى الشَعبِ كَي يَرى
أَعاجيبَهُ مَع جودِهِ المُتَواصِلِ

وَكيما يَفوزوا بِالغَنيمَةِ أَهلُها
مِنَ الذَهَبِ الإِبريزِ فَوقَ الحَمائِلِ

أَلَسنا بَني القُدسِ الَّذي نُصِبَت لَهُم
غَمامٌ تَقيهِم في جَميعِ المَراحِلِ

مِنَ الشَمسِ وَالأَمطارِ كانَت صِيانَةً
تَجيرُ نَواديهِم نُزولَ الغَوائِلِ

أَلَسنا بَني السَلوى مَعَ المَنِّ وَالَّذي
لَهُم فَجَّرَ الصَوّانُ عَذبَ المَناهِلِ

عَلى عَدَدِ الأَسباطِ تَجري عُيونُها
فُراتاً زُلالاً طَعمُهُ غَيرُ حائِلِ

وَقَد مَكَثوا في البَرِّ عُمراً مُجَدَّداً
يُغَذِّيهِمِ العالي بِخَيرِ المَآكِلِ

فَلَم يَبلَ ثَوبٌ مِن لِباسٍ عَلَيهِمِ
وَلَم يُحوَجوا لِلنَعلِ كُلَّ المَنازِلِ

وَأَرسَلَ نوراً كَالعَمودِ أَمامَهُم
يُنيرُ الدُجى كَالصُبحِ غَيرَ مُزايلِ

أَلَسنا بَني الطورِ المُقَدَّسِ وَالَّذي
تَدَخدَخَ لِلجَبّارِ يَومَ الزَلازِلِ

وَمِن هَيبَةِ الرَحمانِ دُكَّ تَذَلُّلاً
فَشَرَّفَهُ الباري عَلى كُلِّ طائِلِ

وَناجى عَلَيهِ عَبدَهُ وَكَليمَهُ
فَقَدَّسَنا لِلرَبِّ يَومَ التَباهُل

وَفي آخِرِ الأَيّامِ جاءَ مَسيحُنا
فَأَهدى بَني الدُنيا سَلامَ التَكامُلِ


السموأل

الحمدان
05-29-2024, 04:50 PM
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ

وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ

تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا
فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ

وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا
شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ

وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا
عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ

لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ
مَنيعٌ يَرُدُّ الطَرفَ وَهُوَ كَليلُ

رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَما بِهِ
إِلى النَجمِ فَرعٌ لا يُنالُ طَويلُ

هُوَ الأَبلَقُ الفَردُ الَّذي شاعَ ذِكرُهُ
يَعِزُّ عَلى مَن رامَهُ وَيَطولُ

وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً
إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ

يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا
وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ

وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ
وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ

تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا
وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ

صَفَونا فَلَم نَكدُر وَأَخلَصَ سِرَّنا
إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ

فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا
كَهامٌ وَلا فينا يُعَدُّ بَخيلُ

وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم
وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ

إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ
قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ

وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ
وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ

وَأَيّامُنا مَشهورَةٌ في عَدُوِّنا
لَها غُرَرٌ مَعلومَةٌ وَحُجولُ

وَأَسيافُنا في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ
بِها مِن قِراعِ الدارِعينَ فُلول

مُعَوَّدَةٌ أَلّا تُسَلَّ نِصالُها
فَتُغمَدَ حَتّى يُستَباحَ قَبيل

سَلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ
فَلَيسَ سَواءً عالِمٌ وَجَهولُ


السموأل

الحمدان
05-29-2024, 07:47 PM
جاءتنِى آياتُ الفَرَجِ
لِنزُولى عن كَبَدِ الوَهَجِ

فالصَبرُ مَطِيَّةُ القلبِ الشَجِى
إشتَدِى أزمَةٌ تَنفَرِجِى

قد آذَنَ لَيلُكَ بالبَلَجِ
فالصُبحُ بنصرى مُنبَلجُ

والطَرفُ بِقُرَّتَهِ دَعَجُ
والقلبُ بذلك مُبتَهِجُ

وظلامُ الليلِ له سُرُجُ
حتى يَغشَاهُ أبو السُرُجِ

هى بُشرى يتلوها قَمَرُ
ولشَرحِ الصدرِ لها أثَرُ

ولبَهجَةِ قلبى تَنتَصِرُ
وسحابُ الخير لها مَطَرُ

فاذا جاءَ الأيّان تَجَ
ولَّت منها أزمٌ ذُلُلُ

وحُبُورى عنها مُتَّصِلُ
وبها فَرَّت مِنّا مُقَلُ

وفوائدُ مولانا جمل
لسروحِ الانفس والمُهَجِ

بِحَلاَلَتَِها تُرجى صَمَداً
هو مَنجَانَا صمداً سندا

فَلَكَم أسدى نَعَماً جُدُدا
ولها أدج محيى أبداً

فاقصد محيّا ذاك الأدج
كم مِن مَدَدٍ فينا أحيى

مُهَجاً عَيِيَت همّاً شَجياً
فلربّمَأ سَقِيَت سَقياً

ولربّما فاضَ المحيا
بحور الموج من الجج

إذ أنعَشَ مَن فى مَرقَدِهِ
عن مرقد حضرةِ مرصدِهِ

فأدّاه مَعِيشَة أو غَدِهِ
والخلقُ جميعا في يده

فذو سعةٍ وذ وحرجٍ
فَصَبُورُهُم وجَزُعُهُم

وسُلُوكُهم ورُجُوعُهُم
وقَنُوعُهُم وهَلُوعُهُم

ونزُولُهُم وطُلُوعُهم
فَعَلى دَرَكِ وعلى دَرَجِ

ومَواهِبُهُم ونَوائبهُ
ومُسَاغِبُهُم ومُشَاغِبُهُم

ومَنَاصِبُهُم ومّصَائِبُهُم
ومَعَائِشُهُم وعَواقِبُهُم

ليست فى المشى على عِوَجِ
من فوقِ الانسان إرتَكَمَت

وخِيامٌ أطانِبُهَأ إحتَكَمَت
ألُبَابٌ قل مما ابتكمت

حِكّمٌ نسجت بيد حكمت
ثم أنتسجت بالمُنتَسَجِ

حِكَمٌ نُسِجَت لمّأ أنتسجت
فى مَنهَجهِ كأسُها أنتهِجت

فَمَتى دخلت ومتى خرجت
فاذا اقتصدت ثم إنعَرَجَت

فبمقتصد وبمنعرج
فاضَت فى حِكمتها لُجَجُ

زَحَمَت من سالِكِها فُجَجُ
صحَت فى أعجِبِها حجَج

شهدت بِعَجَائِبِها حجج
قامت بالأمر على الحُجَج

ما أحمَدَ عبدٌ مُبتَهِجاً
لا يَسلُكُهَا إلا بَهَجاً

وتَلَقَى مِن طَرفِ دَعجاً
ورَضا بقضاءِ اللهِ حجىَّ

فَعَلى مَركُوزَتَهِ فَعّجِ
ولِعليَاهَا كُن م مجتهداً

فإحذر إعراضاً عنه سُدىً
سُبُلٌ فمتى اتّضحَت رُشداً

وإذا إنفَتَحَت أبواب هُدَى
فأجعل لَخَزانَتِها ولج

أحسِن فى الفتحِ رِعَايَتَها
وأدخُل إن تشهد غايَتَها

وإذا أحكَمتَ بِدايَتَهَا
وإذا حاولتَ نِهايَتَهَا

فاحذر إذ ذاك من العَرَجِ
قَدم أدباً فيها أخذاً

كن سهماً منك لها نَبذاً
وأسلَك فيها قلباً جَبَذاَ

لتكونَ من السَبَاقِ إذا
ما جئتَ إلى تلك الفَرَجِ

فالسابقُ ضاءت حُجَتُهُ
حيرت للأعراج عَرجَتُهُ

فهناك النورُ ومُهجَتُ
فهناكَ العيشُ وبَهجَتُهُ

فلمبتهجٍ ولِمُنتهِجِ
فالنفسُ إذا تُرِكَت رَقَدَت

فمن الأعمالِ إذا كَسَدَت
وإذا هاجت لِمنى سَعَدَت

فَهَجِ الأعمالَ اذا رَكَدَت
فاذا ما هَجَّت إذاً تَهَجِ

عَظُمَت للأنفسِ حاجَتُهَا
لِتُقَى تَزُدانُ بَلاَجَتُهَا

والناجحُ منها هاجَتهَا
ومعاصى اللهِ سَمَاجَتُها

تزدانُ لذى الخُلُقِ السَمِجِ
أوّه مِن شَينِ قَبَاحَتِها

لا تَفضَحُنَا يفضاحتِها
فاللهُ لنا عن ساحتِها

ولطاعتهِ وصباحتِها
أنوارُ صباحٍ مَبَتَلِجِ

من يطلبُ طورَ المجدِ بها
من يكسبُ نورَ الوُجدِ بها

من يَبغِ حُورَ الخُلد بها
من يخطبُ حُورَ الخُلدِ بها

يظفرُ بالحُورِ وبالفَنّجِ
فأسُلُك فى الشوقِ لها طُرُقاً

وتَجَلَّ بمحمودٍ وَنقَآ
وإذا ما سِرتَ لها نَسقاً

فكن المرضّى لها بِتُقىً
ترضاهُ غداً وتكونُ نَجِ

فإنشَق من غِيدِ المِسُكِ شَذَى
وتَنَاوَل كَوبتها وخُذِى

فإنشق من رُرحٍ مُنحَنِذِى
وأتلُ القرآنَ بقلبٍ ذى

حزنٍ وبصوتٍ فيه شجِى
آياتُ اللهِ ضِيافَتُها

ومعارفُها وظَرَافتُها
وِتلاوَتُها ولَطافَتُها

وصلاةُ الليلِ مسافُتها
فاذهب فيها بالفَهمِ وَجِى

وتَذَّكُرِها وَبيانِيها
وإنشِط ما جئتَ مَثانِيها

وقواصِيها ودَوانِيها
وتأمُّلِها ومَعانِيها

تأتِ الفِردَوسَ تفتَرِجِ
وَتَمَزَّج بعدُ بجوهرِها

وأدخُل ميدان مُعَسكَرِها
وإكشِف لِقِناعِ مَخدَرِها

وإشرب تَسنِيمَ مفجّرها
وإرسَخ فى الفهم لها جَلَداً

كم تَحوى لذّاتِ جُدُداً
فإذا ما العَقلُ لذاك هَدَى

مدحُ العقلِ آيتُهُ هُدَى
وهوىً متولٍّ عنه هَجِ

لِمِياهِ النورِ إفاضَتُهُ
وصلاةُ الوَصلِ رَضَاضتُهُ

فَطَراوَةُ ذاك غَضَاضَتُهُ
وكتابُ اللهِ رِياضَتُهُ

لعقولِ الخَلق بِمُندَرَجِ
فِيهِ للخلَقِ نَجاتُهُم

وبه تَنمُو درجاتُهُمُ
والبيتُ فيه صِفاتُهُم

وخِيارُ الخلقَ هُداتُهُمُ
وسِواهُم من هَمَجِ الهَمَجِ

فإحرِص فى العلمِ تكُن رَجًلاً
وأقرِن للعلم به عَمَلاً

فمتى ما كنتَ فَتًى فِعلاً
وإذا كنتَ المِقدام فلا

تجزَع فى الحربِ من الرَّهَجِ
وإذا أصبحتَ فتًى أسَداً

وإذا ما كُنتَ فَتىً رَشَداً
وإذا ملكت يدُكَ المددا

وإذا أبصرتَ مَنارَ هُدا
فإظهر فَرداً فوقَ الشَبجِ

وإذا كَمُلَت نَفسٌ شَهِدَت
وإذا شَهِدَت مالت وفَدَت

وإذا فُدِيَت شَاقت وعَدَت
وإذا إشتاقَت نفسُ وَجَدَت

ألَماً بالشوقِ المُعتَلِجَ
منها فى الأوسطِ سانِكَةٌ

وعلى المركُوزَةِ بارِكَةٌ
ولعلمِ دلائِلِهِ نُكَةُ

وثَنايَا الحُسنَى ضاحِكةُ
وتمامُ الضحكِ على الفَلَجِ

وإذا ما سَمعُكَها سَمِعَت
ولأبحُرِ ما أملِيَت وَعَت
فلأسرارِ النَجدَينِ دَعَت

وغيابُ الأسرار إجتَمَعت
بأمانتها تَحتَ الشُّرُجِ

وبعيبة بعضِ عَجَائِبِهِ
ما أخفا اللهُ لطالِبِهِ

من ذا خَرقُ ما لاقَ بِهِ
والرِّفقُ يَدُومُ لِصاحبه

والخَرقُ يصير إلى الهَرَجِ
فإصرف فى ذا كلَّ الجُهدِ

كَى تَغلظ يا طِفلَ المَهدى
وكما أهدى الرِّفقُ المهدى

صلواتُ اللهِ على المَهدِ
ىّ الهادى الناسَ إلى النَهَجِ

عَدَدُ العِرفان لِخِيرَتِهِ
وكذا أنوارَ سَرِيرَتِهِ

وشُهُودُ عُلُومِ َصِيرتِهِ
وأبى بكرٍ فى سِيرَتِه

ولِسانُ مَقَالَتِهِ اللهَجِ
مُجلِى الظَلما بإمامَتِهَ

شمسُ الدنيا بِشَهَامَتِهِ
والرِفعَةُ نِسبَةُ هامَتِهِ

وأبى حَفصٍ وكرامَتِهِ
في قِصَّةِ ساريَةَ الخَلَجِ

قِسطاسُ الحّقِ عليه جَبُل
وسَنَامُ الدينِ إليه وَصَل

فَبِعَدلٍ منه الشركُ عُدِل
وأبى عمرو وذى النُورَين

مُستحِى المُستَحى البَهَجِ
بَحرٌ أغَضَّ عن كلّ إذا

ويأخلاقِ المولى آخِذاً
وكمالُ الحِلم له نبذا

وأبى حسنِ في العلم إذا
وَفَّى بعَسَحَائِبِهِ الخَلَجِ

يا ليثَ الحّقِ بِغَابَتِه
ولأحمدَ صِنوُنِيَابَتِهَ

فَتَعَلىَّ عندَ نَجَابَتِهِ
وصحابَتِهَ وقُرَبَتِهِ

وقُفاةُ إثرِهِ على النَهَجِ
فَبِجاهِهِم يا خالِقَ كل

مهما عبدٌ بالأزمة مل
فَبِفَضلِك بينَ الكُربَةِ حَل

وإذا بكَ ضاقَ الذرعُ فَقُل
إشتدّى أزمةٌ تَنفَرِجِ

يا ربِّ عَبِيدُكَ ذا النورى
يرجوكَ بِمَكَّةَ والطُورى

إذ تَنفِخهُ نَفخَ الصُورى
لِيَرَى تَفرِيجَ المُرُرِى
وزَوال الأزمةِ بالفَرَجِ


نور الدين البريفكاني

الحمدان
05-29-2024, 09:04 PM
‌‎فَاضَ الصَّبَاحُ عَلَى الوُجُودِ جَمالَا
مِثلَ العُيُونِ إذَا تُجِيلَ دَلالَا

فَاستَقبلِي فَوحَ الشروقِ تَحِيَّةً
وَلتَملَئِي رُوحَ المُحِبِّ وِصَالَا

قُولِي صباح الخير، لَا تترددي
جُودِي وَإن شَحَّ الزَّمَانُ مَقَالَا


......

الحمدان
05-29-2024, 09:37 PM
وقرأتُ في عَيْنِ المَلِيحَةِ جُملةً
‏إعرابُها -يا أنتَ- إنَّكَ موطني

‏لا تُفصِحِي بالقولِ إنَّ عُيُونَنا
‏في البَوحِ أفصحُ من كلامِ الألْسُنِ

.......

الحمدان
05-29-2024, 09:38 PM
الكُون عِيناكِ لا شمسٌ ولا قمرُ
‏والروض خدّاكِ لاغُصنٌ ولا ثمرُ

‏وأنتِ في دوحة الأحلامِ أغنيةً
‏يشدو بِها الحُب لا نايّ ولا وتَرُ

.......

الحمدان
05-29-2024, 09:39 PM
‏عَبَثًا أُحَاوِلُ أَنْ أَراكِ وَنَلْتَقِي
‏حُبَّاً فَأُظْهِرُ لِلِّقَاءِ تَشَوُّقِي

‏فَلَعَلَّنِي أَلْقَى سَنَاءَكِ صُدْفَةً
‏مِنْ دُونِ تَخْطِيطٍ وَوَعْدٍ مُرْهقِ

‏يَامَنْ أُحِبُّ لِقَاءَهُ وَيُحِبُّنِي
‏قولي مَتَى بِاللهِ فِيكِ سَأَلْتَقِي

.......

الحمدان
05-29-2024, 10:15 PM
لَمْ يَعلَمُوا أنِّي أُكَابِدُ لَوْعَتِي
‏بِـتَبَسُّمِي وَ مَـدَامِعِي أنَهَـارُ

‏حَسَدُوا البَشَاشَةَ غَفلَةً لَمْ يُدرِكُوا
‏كَمْ شَوكَةً تَحَيَا بِهَا الأزهَارُ

.......

الحمدان
05-30-2024, 12:51 PM
المَرءُ إِن كانَ عاقِلاً وَرِعاً
أَشغَلَهُ عَن عُيوبِ غَيرِهِ وَرَعُه

كَما العَليلُ السَقيمُ أَشغَلَهُ
عَن وَجَعِ الناسِ كُلِّهِم وَجَعُه

الحمدان
05-30-2024, 12:52 PM
تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي
وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه

فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ
مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه

وَإِن خالَفتَني وَعَصِيتَ قَولي
فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَه

الحمدان
05-30-2024, 12:52 PM
أُحِبُّ الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم
لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شَفاعَه

وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي
وَلَو كُنّا سَواءً في البِضاعَه

الحمدان
05-30-2024, 12:52 PM
يا راكِباً قِف بِالمُحَصَّبِ مِن مِنىً
وَاِهتِف بِقاعِدِ خَيفِها وَالناهِضِ

سَحَراً إِذا فاضَ الحَجيجُ إِلى مِنىً
فَيضاً كَمُلتَطِمِ الفُراتِ الفائِضِ

إِن كانَ رَفضاً حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ
فَليَشهَدِ الثَقَلانِ أَنّي رافِضي

الحمدان
05-30-2024, 12:53 PM
إِذا لَم تَجودوا وَالأُمورُ بِكُم تَمضي
وَقَد مَلَكَت أَيديكُمُ البَسطَ وَالقَبضا

فَماذا يُرَجَّى مِنكُمُ إِن عَزَلتُمُ
وَعَضَّتكُمُ الدُنيا بِأَنيابِها عَضّا

وتَستَرجِعُ الأَيّامُ ما وَهَبَتكُمُ
وَمِن عادَةِ الأَيّامِ تَستَرجِعُ القَرضا

الحمدان
05-30-2024, 12:53 PM
شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي
فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي

وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ
وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي

الحمدان
05-30-2024, 12:53 PM
شَهِدتُ بِأَنَّ اللَهَ لا رَبَّ غَيرَهُ
وَأَشهَدُ أَنَّ البَعثَ حَقٌّ وَأَخلَصُ

وَأَنَّ عُرى الإيمانِ قَولٌ مُبَيَّنٌ
وَفِعلٌ زَكِيٌّ قَد يَزيدُ وَينقُصُ

وَإِنَّ أَبا بَكرٍ خَليفَةُ رَبِّهِ
وَكانَ أَبو حَفصٍ عَلى الخَيرِ يَحرِصُ

وَأَشهَدُ رَبّي أَنَّ عُثمانَ فاضِلٌ
وَأَنَّ عَلِيّاً فَضلُهُ مُتَخَصِّصُ

أَئِمَّةُ قَومٍ يُهتَدى بِهُداهُم
لَحى اللَهُ مَن إِيّاهُمُ يَتَنَقَّصُ


الشافعي

الحمدان
05-30-2024, 12:54 PM
العِلمُ مَغرَسُ كُلِّ فَخرٍ فَاِفتَخِر
وَاِحذَر يَفوتُكَ فَخرُ ذاكَ المَغرَسِ

وَاِعلَم بِأَنَّ العِلمَ لَيسَ يَنالُهُ
مَن هَمُّهُ في مَطعَمٍ أَو مَلبَسِ

لا أَخو العِلمِ الَذي يُعنى بِهِ
في حالَتَيهِ عارِيا أَو مُكتَسي

فَاِجعَل لِنَفسِكَ مِنهُ حَظّاً وافِراً
وَاِهجُر لَهُ طيبَ الرُقادِ وَعَبسِ

فَلَعَلَّ يَوماً حَضَرتَ بِمَجلِسٍ
كُنتَ الرَئيسَ وَفَخرَ ذاكَ المَجلِسِ


الشافعي

الحمدان
05-30-2024, 12:54 PM
لِقَلعُ ضِرسٍ وَضَربُ حَبسِ
وَنَزعُ نَفسٍ وَرَدُّ أَمسِ

وَقَرُّ بَردٍ وَقَودُ فَردِ
وَدَبغُ جِلدٍ بِغَيرِ شَمسِ

وَأَكلُ ضَبٍّ وَصَيدُ دُبٍّ
وَصَرفُ حَبٍّ بِأَرضِ خَرسِ

وَنَفخُ نارٍ وَحَملُ عارٍ
وَبَيعُ دارٍ بِرُبعِ فِلسِ

وَبَيعُ خُفٍّ وَعَدمُ إِلفٍ
وَضَربُ إِلفٍ بِحَبلِ قَلسِ

أَهوَنُ مِن وَقفَةِ الحُرِّ
يَرجو نَوالاً بِبابِ نَحسِ


الشافعي

الحمدان
05-30-2024, 12:54 PM
يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ
يا مَن يُعَدُّ عَلَيهِ العُمرُ بِالنَفَسِ

اِحفَظ لِشَيبِكَ مِن عَيبٍ يُدَنِّسُهُ
إِنَّ البَياضَ قَليلُ الحَملِ لِلدَنَسِ

كَحامِلٍ لِثِيابِ الناسِ يَغسِلُها
وَثَوبُهُ غارِقٌ في الرِجسِ وَالنَجَسِ

تَبغي النَجاةَ وَلَم تَسلُك طَريقَتَها
إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ

رُكوبُكَ النَعشَ يُنسيكَ الرُكوبَ عَلى
ما كُنتَ تَركَبُ مِن بَغلٍ وَمِن فَرَسِ

يَومَ القِيامَةِ لا مالٌ وَلا وَلَدٌ
وَضَمَّةُ القَبرِ تُنسي لَيلَةَ العُرسِ


الشافعي

الحمدان
05-30-2024, 12:55 PM
قَلبي بِرَحمَتِكَ اللَهُمَّ ذو أُنُسِ
في السِرِّ وَالجَهرِ وَالإِصباحِ وَالغَلَسِ

ماتَقَلَّبتُ مِن نَومي وَفي سِنَتي
إِلّا وَذِكرُكَ بَينَ النَفسِ وَالنَفَسِ

لَقَد مَنَنتَ عَلى قَلبي بِمَعرِفَةٍ
بِأَنَّكَ اللَهُ ذو الآلاءِ وَالقُدسِ

وَقَد أَتَيتُ ذُنوباً أَنتَ تَعلَمُها
وَلَم تَكُن فاضِحي فيها بِفِعلِ مَسي

فَاِمنُن عَلَيَّ بِذِكرِ الصالِحينَ وَلا
تَجعَل عَلَيَّ إِذاً في الدينِ مِن لَبَسِ

وَكُن مَعي طولَ دُنيايَ وَآخِرَتي
وَيَومَ حَشري بِما أَنزَلتَ في عَبَسِ


الشافعي

الحمدان
05-30-2024, 12:55 PM
صَديقٌ لَيسَ يَنفَعُ يَومَ بُؤسِ
قَريبٌ مِن عَدوٍّ في القِياسِ

وَما يَبقى الصَديقُ بِكلِّ عَصرٍ
وَلا الإِخوانُ إِلّا لِلتَآسي

عَمَرتُ الدَهرَ مُلتَمِساً بِجُهدي
أَخا ثِقَةٍ فَأَلهاني اِلتِماسي

تَنَكَّرَتِ البِلادُ وَمَن عَلَيها
كَأَنَّ أُناسَها لَيسوا بِناسي


الشافعي

الحمدان
05-30-2024, 12:56 PM
إِذا المُشكِلاتُ تَصَدَّينَ لي
كَشَفتُ حَقائِقَها لِلنَظَر

لِسانٌ كَشَقشَقَةِ الأَرحَبيي
وَكالحُسامِ اليَمانِيّ الذَكَر

وَلَستُ بِإِمَّعَةٍ في الرِجا
لِ أُسائِلُ هَذا وَذا ما الخَبَر

وَلَكِنَّني مُدرَهُ الأَصغَرَينِ
جَلّابُ خَيرٍ وَفَرّاجُ شَرّ


الشافعي

الحمدان
05-30-2024, 12:56 PM
كُن ساكِناً في ذا الزَمانِ بِسَيرِهِ
وَعَنِ الوَرى كُن راهِباً في دَيرِهِ

وَاِغسِل يَدَيكَ مِنَ الزَمانِ وَأَهلِهِ
وَاِحذَر مَوَدَّتَهُم تَنَل مِن خَيرِهِ

إِنّي اِطَّلَعتُ فَلَم أَجِد لي صاحِباً
أَصحَبُهُ في الدَهرِ وَلا في غَيرِهِ

فَتَرَكتُ أَسفَلَهُم لَكَثرَةِ شَرِّهِ
وَتَرَكتُ أَعلاهُم لِقِلَّةِ خَيرِهِ


الشافعي

الحمدان
05-30-2024, 12:56 PM
كُن ساكِناً في ذا الزَمانِ بِسَيرِهِ
وَعَنِ الوَرى كُن راهِباً في دَيرِهِ

وَاِغسِل يَدَيكَ مِنَ الزَمانِ وَأَهلِهِ
وَاِحذَر مَوَدَّتَهُم تَنَل مِن خَيرِهِ

إِنّي اِطَّلَعتُ فَلَم أَجِد لي صاحِباً
أَصحَبُهُ في الدَهرِ وَلا في غَيرِهِ

فَتَرَكتُ أَسفَلَهُم لَكَثرَةِ شَرِّهِ
وَتَرَكتُ أَعلاهُم لِقِلَّةِ خَيرِهِ


الشافعي

الحمدان
05-30-2024, 12:57 PM
وَأَكثِر مِنَ الإِخوانِ ما اِسطَعتَ إِنَهُمُ
بُطونٌ إِذا اِستَنجَدتَهُم وَظُهورُ

وَلَيسَ كَثيرٌ أَلفُ خِلٍّ لِعاقِلٍ
وَإِنَّ عَدوّاً واحِداً لَكَثيرُ

الحمدان
05-30-2024, 12:58 PM
وَأَكثِر مِنَ الإِخوانِ ما اِسطَعتَ إِنَهُمُ
بُطونٌ إِذا اِستَنجَدتَهُم وَظُهورُ

وَلَيسَ كَثيرٌ أَلفُ خِلٍّ لِعاقِلٍ
وَإِنَّ عَدوّاً واحِداً لَكَثيرُ

الحمدان
05-30-2024, 02:05 PM
طافَت أُسَيماءُ بِالرِحالِ فَقَد
هَيَّجَ مِنّي خَيالُها طَرَبا

إِحدى بَني جَعفَرٍ بِأَرضِهِم
لَم تُمسِ مِنّي نَوباً وَلا قُرُبا

لَم أَخشَ عُلوِيَّةً يَمانِيَّةً
وَكَم قَطَعنا مِن عَرعَرٍ شُعَبا

جاوَزنَ فَلجاً فَالحَزنَ يُدلِج
نَ بِاللَيلِ وَمِن رَملِ عالِجٍ كُثُبا

مِن بَعدِ ما جاوَزَت شَقائِقَ فَالدَه
نا وَغُلبَ الصُمّانِ وَالخُشُبا

فَصَدَّهُم مَنطِقُ الدَجاجِ عَنِ العَه
دِ وَضَربُ الناقوسِ فَاِجتُنِبا

هَل يُبلِغَنّي دِيارَها حَرَجٌ
وَجناءُ تَفري النَجاءَ وَالخَبَبا

كَأَنَّها بِالغُمَيرِ مُمرِيَّةٌ
تَبعي بِكُثمانَ جُؤذَراً عَطِبا

قَد آثَرَت فِرقَةَ البُغاءِ وَقَد
كانَت تُراعي مُلَمَّعاً شَبَبا

أَتيكَ أَم سَمحَجٌ تَخَيَّرَها
عِلجٌ تَسَرّى نَحائِصاً شُسُبا

فَاِختارَ مِنها مِثلَ الخَريدَةِ لا
تَأمَنُ مِنهُ الحِذارَ وَالعَطَبا

فَلا تَؤولُ إِذا يَؤولُ وَلا
تَقرُبُ مِنهُ إِذا هُوَ اِقتَرَبا

فَهُوَ كَدَلوِ البَحريِّ أَسلَمَها ال
عَقدُ وَخانَت آذانُها الكَرَبا

فَهُوَ كَقَدحِ المَنيحِ أَحوَذَهُ القا
نِصُ يَنفي عَن مَتنِهِ العَقَبا

يا هَل تَرى البَرقُ بِتُّ أَرقُبُهُ
يُزجي حَبِيّاً إِذا خَبا ثَقَبا

قَعَدتُ وَحدي لَهُ وَقالَ أَبو
لَيلى مَتى يَغتَمِن فَقَد دَأَبا

كَأَنَّ فيهِ لَمّا اِرتَفَقتُ لَهُ
رَيطاً وَمِرباعَ غانِمٍ لَجِبا

فَجادَ رَهواً إِلى مَداخِلَ فَالصُح
رَةِ أَمسَت نِعاجُهُ عُصَبا

فَحَدَّرَ العُصمَ مِن عَمايَةَ لِلسَه
لِ وَقَضّى بِصاحَةَ الأَرَبا

فَالماءُ يَجلو مُتونَهُنَّ كَما
يَجلو التَلاميذُ لُؤلُؤاً قَشِبا

لاقى البَدِيُّ الكِلابَ فَاِعتَلَجا
مَوجُ أَتِيَّيهِما لِمَن غَلَبا

فَدَعدَعا سُرَّةَ الرَكاءِ كَما
دَعدَعَ ساقي الأَعاجِمِ الغَرَبا

فَكُلُّ وادٍ هَدَّت حَوالِبُهُ
يَقذِفُ خُضرَ الدَباءِ فَالخُشُبا

مالَت بِهِ نَحوَها الجَنوبُ مَعاً
ثُمَّ اِزدَهَتهُ الشَمالُ فَاِنقَلَبا

فَقُلتُ صابَ الأَعراضَ رَيَّقُهُ
يَسقي بِلاداً قَد أَمحَلَت حِقَبا

لِتَرعَ مِن نَبتِهِ أُسَيمُ إِذا
أَنبَتَ حُرَّ البُقولِ وَالعُشُبا

وَليَرعَهُ قَومُها فَإِنَّهُمُ
مِن خَيرِ حَيٍّ عَلِمتُهُم حَسَبا

قَومي بَنو عامِرٍ وَإِن نَطَقَ ال
أَعداءُ فيهِم مَناطِقاً كَذِبا

بِمِثلِهِم يُجبَهُ المُناطِحُ ذو العِززِ
وَيُعطي المُحافِظُ الجَنَبا


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:06 PM
أَصبَحتُ أَمشي بَعدَ سَلمى بنِ مالِكٍ
وَبَعدَ أَبي قَيسٍ وَعُروَةَ كَالأَجَب

يَضِجُّ إِذا ظِلُّ الغُرابِ دَنا لَهُ
حِذاراً عَلى باقي السَناسِنِ وَالعَصَب

وَبَعدَ أَبي عَمرٍ وَذي الفَضلِ عامِرٍ
وَبَعدَ المُرَجّى عُروَةَ الخَيرِ لِلكُرَب

وَبَعدَ طُفَيلٍ ذي الفِعالِ تَعَلَّقَت
بِهِ ذاتُ ظُفرٍ لا تُوَرَّعُ بِاللَجَب

وَبَعدَ أَبي حَيّانَ يَومَ حَمومَةٍ
أُتيحَ لَهُ زَأوٌ فَأُزلِقَ عَن رَتَب

أَلَم تَرَ فيما يَذكُرُ الناسُ أَنَّني
ذَكَرتُ أَبا لَيلى فَأَصبَحتُ ذا أَرَب

فَهَوَّنَ ما أَلقى وَإِن كُنتُ مُثبِتاً
يَقيني بِأَن لا حَيَّ يَنجو مِنَ العَطَب


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:06 PM
أَرى النَفسَ لَجَّت في رَجاءٍ مُكَذِّبِ
وَقَد جَرَّبَت لَو تَقتَدي بِالمُجَرَّبِ

وَكائِن رَأَيتُ مِن مُلوكٍ وَسوقَةٍ
وَصاحَبتُ مِن وَفدٍ كِرامٍ وَمَوكِبِ

وَسانَيتُ مِن ذي بَهجَةٍ وَرَقَيتُهُ
عَلَيهِ السُموطُ عابِسٍ مُتَغَضِّبِ

وَفارَقتُهُ وَالوُدُّ بَيني وَبَينَهُ
بِحُسنِ الثَناءِ مِن وَراءِ المُغَيَّبِ

وَأَبَّنتُ مِن فَقدِ اِبنِ عَمٍّ وَخُلَّةٍ
وَفارَقتُ مِن عَمٍّ كَريمٍ وَمِن أَبِ

فَبانوا وَلَم يُحدِث عَلَيَّ سَبيلُهُم
سِوى أَمَلي فيما أَمامي وَمَرغَبي

فَأَيَّ أَوانٍ لا تَجِئني مَنِيَّتي
بِقَصدٍ مِنَ المَعروفِ لا أَتَعَجَّبِ

فَلَستُ بِرُكنٍ مِن أَبانٍ وَصاحَةٍ
وَلا الخالِداتِ مِن سُواجٍ وَغُرَّبِ

قَضَيتُ لُباناتٍ وَسَلَّيتُ حاجَةٍ
وَنَفسُ الفَتى رَهنٌ بِقَمرَةِ مُؤرِبِ

وَفِتيانِ صِدقٍ قَد غَدَوتُ عَلَيهِمُ
بِلا دَخِنٍ وَلا رَجيعٍ مُجَنَّبِ

بِمُجتَزَفٍ جَونٍ كَأَنَّ خَفائَهُ
قَرا حَبَشِيٍّ في السَرَومَطِ مُحقَبِ

إِذا أَرسَلَت كَفُّ الوَليدِ كِعامَهُ
يَمُجُّ سُلافاً مِن رَحيقٍ مُعَطَّبِ

فَمَهما نَغِض مِنهُ فَإِنَّ ضَمانَهُ
عَلى طَيِّبِ الأَردانِ غَيرِ مُسَبَّبِ

جَميلِ الأُسى فيما أَتى الدَهرُ دونَهُ
كَريمِ الثَنا حُلوِ الشَمائِلِ مُعجِبِ

تَراهُ رَخيَّ البالِ إِن تَلقَ تَلقَهُ
كَريماً وَما يَذهَب بِهِ الدَهرُ يَذهَبِ

يُثَبّي ثَناءً مِن كَريمٍ وَقَولُهُ
أَلا اِنعَم عَلى حُسنِ التَحِيَّةِ وَاِشرَبِ

لَدُن أَن دَعا ديكُ الصَباحِ بِسُحرَةٍ
إِلى قَدرِ وِردِ الخامِسِ المُتَأَوِّبِ

مِنَ المُسبِلينَ الرَيطَ لَذٍّ كَأَنَّما
تَشَرَّبَ ضاحي جِلدِهِ لَونَ مُذهَبِ

وَعانٍ فَكَكتُ الكَبلَ عَنهُ وَسُدفَةٍ
سَرَيتُ وَأَصحابي هَدَيتُ بِكَوكَبِ

سَرَيتُ بِهِم حَتّى تَغَيَّبَ نَجمُهُم
وَقالَ النَعوسُ نَوَّرَ الصُبحُ فَاِذهَبِ

فَلَم أُسدِ ما أَرعى وَتَبلٍ رَدَدتُهُ
وَأَنجَحتُ بَعدَ اللَهِ مِن خَيرِ مَطلَبِ

وَدَعوَةِ مَرهوبٍ أَجَبتُ وَطَعنَةٍ
رَفَعتُ بِها أَصواتَ نَوحٍ مُسَلَّبِ

وَغَيثٍ بِدَكداكٍ يَزينُ وَهادَهُ
نَباتٌ كَوَشيِ العَبقَرِيِّ المُخَلَّبِ

أَرَبَّت عَلَيهِ كُلُّ وَطفاءَ جَونَةٍ
هَتوفٍ مَتى يُنزِف لَها الوَبلُ تَسكُبِ

بِذي بَهجَةٍ كَنَّ المَقانِبُ صَوبَهُ
وَزَيَّنَهُ أَطرافُ نَبتٍ مُشَرَّبِ

جَلاهُ طُلوعُ الشَمسِ لَمّا هَبَطتُهُ
وَأَشرَفتُ مِن قُضفانِهِ فَوقَ مَرقَبِ

وَصُحمٍ صِيامٍ بَينَ صَمدٍ وَرَجلَةٍ
وَبَيضٍ تُؤامٍ بَينَ مَيثٍ وَمِذنَبِ

بَسَرتُ نَداهُ لَم تَسَرَّب وُحوشُهُ
بِغَربٍ كَجِذعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ

بِمُطَّرِدٍ جَلسٍ عَلَتهُ طَريقَةٌ
لِسَمكِ عِظامٍ عُرِّضَت لَم تُنَصَّبِ

إِذا ما نَأى مِنّي بَراحٌ نَفَضتُهُ
وَإِن يَدنُ مِنّي الغَيبُ أُلجِم فَأَركَبِ

رَفيعَ اللَبانِ مُطمَئِنّاً عِذارُهُ
عَلى خَدِّ مَنخوضِ الغَرارَينِ صُلَّبِ

فَلَمّا تَغَشّى كُلَّ ثَغرٍ ظَلامُهُ
وَأَلقَت يَداً في كافِرٍ مُسيَ مَغرِبِ

تَجافَيتُ عَنهُ وَاِتَّقاني عِنانُهُ
بِشَدٍّ مِنَ التَقريبِ عَجلانَ مُلهَبِ

رِضاكَ فَإِن تَضرِب إِذا مارَ عِطفُهُ
يَزِدكَ وَإِن تَقنَع بِذَلِكَ يَدأَبِ

هَوِيَّ غُدافٍ هَيَّجَتهُ جَنوبُهُ
حَثيثٍ إِلى أَذراءِ طَلحٍ وَتَنضُبِ

فَأَصبَحَ يُذريني إِذا ما اِحتَثَثتُهُ
بِأَزواجِ مَعلولٍ مِنَ الدَلوِ مُعشِبِ

وَيَومٍ هَوادي أَمرِهِ لِشَمالِهِ
يُهَتِّكُ أَخطالَ الطِرافِ المُطَنَّبِ

يُنيخُ المَخاضَ البُركَ وَالشَمسُ حَيَّةٌ
إِذا ذُكِّيَت نيرانُها لَم تَلَهَّبِ

ذَعَرتُ قِلاصَ الثَلجِ تَحتَ ظِلالِهِ
بِمَثنى الأَيادي وَالمَنيحِ المُعَقَّبِ

وَناجِيَةٍ أَنعَلتُها وَاِبتَذَلتُها
إِذا ما اِسجَهَرَّ الآلُ في كُلِّ سَبسَبِ

فَكَلَّفتُها وَهماً فَآبَت رَكِيَّةً
طَليحاً كَأَلواحِ الغَبيطِ المُذَأَأَبِ

مَتى ما أَشَأ أَسمَع عِراراً بِقَفرَةٍ
تُجيبُ زِماراً كَاليَراعِ المُثَقَّبِ

وَخَصمٍ قِيامٍ بِالعَراءِ كَأَنَّهُم
قُرومٌ غَيارى كُلَّ أَزهَرَ مُصعَبِ

عَلا المِسكَ وَالديباجَ فَوقَ نُحورِهِم
فَراشُ المَسيحِ كَالجُمانِ المُثَقَّبِ

نَشينُ صِحاحَ البيدِ كُلَّ عَشِيَّةٍ
بِعوجِ السَراءِ عِندَ بابٍ مُحَجَّبِ

شَهِدتُ فَلَم تَنجَح كَواذِبُ قَولُهُم
لَدَيَّ وَلَم أَحفِل ثَنا كُلِّ مِشغَبِ

أَصدَرتُهُم شَتّى كَأَنَّ قِسِيَّهُم
قُرونُ صِوارٍ ساقِطٍ مُتَلَغِّبِ

فَإِن يُسهِلوا فَالسَهلُ حَظّي وَطُرقَتي
وَإِن يُحزِنوا أَركَب بِهِم كُلَّ مَركَبِ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:06 PM
طَرِبَ الفُؤادُ وَلَيتَهُ لَم يَطرَبِ
وَعَناهُ ذِكرى خُلَّةٍ لَم تَصقَبِ

سَفهاً وَلَو أَنّي أَطَعتُ عَواذِلي
فيما يُشِرنَ بِهِ بِسَفحِ المِذنَبِ

لَزَجَرتُ قَلباً لا يَريعُ لِزاجِرٍ
إِنَّ الغَويَّ إِذا نُهي لَم يُعتِبِ

فَتَعَزَّ عَن هَذا وَقُل في غَيرِهِ
وَاِذكُر شَمائِلَ مِن أَخيكَ المُنجِبِ

يا أَربَدَ الخَيرِ الكَريمَ جُدودُهُ
أَفرَدتَني أَمشي بِقَرنٍ أَعضَبِ

إِنَّ الرَزِيَّةَ لا رَزِيَّةَ مِثلُها
فِقدانُ كُلِّ أَخٍ كَضَوءِ الكَوكَبِ

ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم
وَبَقيتُ في خَلفٍ كَجِلدِ الأَجرَبِ

يَتَأَكَّلونَ مَغالَةً وَخِيانَةً
وَيُعابُ قائِلُهُم وَإِن لَم يَشغَبِ

وَلَقَد أَراني تارَةً مِن جَعفَرٍ
في مِثلِ غَيثِ الوابِلِ المُتَحَلَّبِ

مِن كُلِّ كَهلٍ كَالسِنانِ وَسَيِّدٍ
صَعبِ المَقادَةِ كَالفَنيقِ المُصعَبِ

مِن مَعشَرٍ سَنَّت لَهُم آباؤُهُم
وَالعِزُّ قَد يَأتي بِغَيرِ تَطَلُّبِ

فَبَرى عِظامي بَعدَ لَحمِيَ فَقدُهُم
وَالدَهرُ إِن عاتَبتُ لَيسَ بِمُعتِبِ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:07 PM
طَرِبَ الفُؤادُ وَلَيتَهُ لَم يَطرَبِ
وَعَناهُ ذِكرى خُلَّةٍ لَم تَصقَبِ

سَفهاً وَلَو أَنّي أَطَعتُ عَواذِلي
فيما يُشِرنَ بِهِ بِسَفحِ المِذنَبِ

لَزَجَرتُ قَلباً لا يَريعُ لِزاجِرٍ
إِنَّ الغَويَّ إِذا نُهي لَم يُعتِبِ

فَتَعَزَّ عَن هَذا وَقُل في غَيرِهِ
وَاِذكُر شَمائِلَ مِن أَخيكَ المُنجِبِ

يا أَربَدَ الخَيرِ الكَريمَ جُدودُهُ
أَفرَدتَني أَمشي بِقَرنٍ أَعضَبِ

إِنَّ الرَزِيَّةَ لا رَزِيَّةَ مِثلُها
فِقدانُ كُلِّ أَخٍ كَضَوءِ الكَوكَبِ

ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم
وَبَقيتُ في خَلفٍ كَجِلدِ الأَجرَبِ

يَتَأَكَّلونَ مَغالَةً وَخِيانَةً
وَيُعابُ قائِلُهُم وَإِن لَم يَشغَبِ

وَلَقَد أَراني تارَةً مِن جَعفَرٍ
في مِثلِ غَيثِ الوابِلِ المُتَحَلَّبِ

مِن كُلِّ كَهلٍ كَالسِنانِ وَسَيِّدٍ
صَعبِ المَقادَةِ كَالفَنيقِ المُصعَبِ

مِن مَعشَرٍ سَنَّت لَهُم آباؤُهُم
وَالعِزُّ قَد يَأتي بِغَيرِ تَطَلُّبِ

فَبَرى عِظامي بَعدَ لَحمِيَ فَقدُهُم
وَالدَهرُ إِن عاتَبتُ لَيسَ بِمُعتِبِ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:07 PM
يا هَرِمَ اِبنَ الأَكرَمينَ مَنصِبا

إِنَّكَ قَد وَليتَ حُكماً مُعجِبا

فَاِحكُم وَصَوِّب رَأيَ مَن تَصَوَّبا

إِنَّ الَّذي يَعلو عَلَيها تُرتُبا

لَخَيرُنا عَمّاً وَأُمّاً وَأَبا

وَعامِرٌ خَيرُهُما مُرَكَّبا

وَعامِرٌ أَدنى لَقَيسٍ نَسَبا


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:07 PM
هَل تَعرِفُ الدارَ بِسَفحِ الشَربَبَه

مِن قُلَلِ الشِحرِ فَذاتِ العُنظُبَه

جَرَّت عَلَيها أَن خَوَت مِن أَهلِها

أَذيالَها كُلُّ عَصوفٍ حَصِبَه

يَمَّمنَ أَعداداً بِلُبنى أَو أَجا

مُضَفدَعاتٌ كُلُّها مُطَحلَبَه

أَروى الأَناويضَ وَأَروى مِذنَبَه


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:08 PM
فَبِتنا حَيثُ أَمسَينا قَريباً
عَلى جَسداءَ تَنبَحُنا الكَليبُ

نَقَلنا سَبيَهُم صِرماً فَصِرماً
إِلى صِرمٍ كَما نُقِلَ النَصيبُ

غَضِبنا لِلَذي لاقَت نُفَيلٌ
وَخَيرُ الطالِبي التَرَةِ الغَضوبُ

جَلَبنا الخَيلَ سائِلَةً عِجافاً
مِنَ الضُمرَينِ يَخبِطُها الضَريبُ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:08 PM
قوما تَجوبانِ مَعَ الأَنواحِ
في مَأتَمٍ مُهَجِّرِ الرَواحِ

يَخمِشنَ حُرَّ أَوجُهٍ صِحاحِ
في السُلُبِ السودِ وَفي الأَمساحِ

وَأَبِّنا مُلاعِبَ الرِماحِ
أَبا بَراءٍ مِدرَهَ الشِياحِ

يا عامِرا يا عامِرَ الصَباحِ
وَمِدرَهَ الكَتيبَةِ الرَداحِ

وَفِتيَةٍ كَالرَسَلِ القِماحِ
باكَرتَهُم بِحُلَلٍ وَراحِ

وَزَعفَرانٍ كَدَمِ الأَذباحِ
وَقَينَةٍ وَمِزهَرٍ صَدّاحِ

لَو أَنَّ حَيّاً مُدرِكِ الفَلاح
أَدرَكَهُ مُلاعِبُ الرِماحِ

كانَ غِياثَ المُرمِلِ المُمتاحِ
وَعِصمَةً في الزَمَنِ الكَلاحِ

حينَ تَهُبُّ شَمأَلُ الرِياحِ
كَأساً مِنَ الذيفانِ وَالذُباحِ

تَرَكتَهُ لِلقَدَرِ المُتاحِ
مُجَدَّلاً بِالصَفصَفِ الصَحاحِ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:08 PM
حَمِدتُ اللَهَ وَاللَهُ الحَميدُ
وَلِلَّهِ المُؤَثَّلُ وَالعَديدُ

فَإِنَّ اللَهَ نافِلَةٌ تُقاهُ
وَلا يَقتالُها إِلّا سَعيدُ

وَلَستُ كَما يَقولُ أَبو حُفَيدٍ
وَلا نَدمانُهُ الرِخوُ البَليدُ

فَعَمّي اِبنُ الحَيا وَأَبو شُرَيحٍ
وَعَمّي خالِدٌ حَزمٌ وَجودُ

وَجَدّي فارِسُ الرَعشاءِ مِنهُم
رَئيسٌ لا أَسَرُّ وَلا سَنيدُ

وَشارَفَ في قُرى الأَريافِ خالي
وَأُعطِيَ فَوقَ ما يُعطى الوُفودُ

وَجَدتُ أَبي رَبيعاً لِليَتامى
وَلِلأَضيافِ إِذ حُبَّ الفَئيدُ

وَخالي خِديَمٌ وَأَبو زُهَيرٍ
وَزِنباعٌ وَمَولاهُم أَسيدُ

وَقَيسٌ رَهطُ آلَ أَبي أُسَيمٍ
فَإِن قايَستَ فَاِنظُر ما تُفيدُ

أولَئِكَ أُسرَتي فَاِجمَع إِلَيهِم
فَما في شُعبَتَيكَ لَهُم نَديدُ


لبيد بن ربيعة
المخضرمون

الحمدان
05-30-2024, 02:09 PM
قُضِيَ الأُمورُ وَأُنجِزَ المَوعودُ
وَاللَهُ رَبّي ماجِدٌ مَحمودُ

وَلَهُ الفَواضِلُ وَالنَوافِلُ وَالعُلا
وَلَهُ أَثيثُ الخَيرِ وَالمَعدودُ

وَلَقَد بَلَت إِرَمٌ وَعادٌ كَيدَهُ
وَلَقَد بَلَتهُ بَعدَ ذاكَ ثَمودُ

خَلّوا ثِيابَهُمُ عَلى عَوراتِهِ
فَهُمُ بِأَفنِيَةِ البُيوتِ هُمودُ

وَلَقَد سَئِمتُ مِنَ الحَياةِ وَطولِها
وَسُؤالِ هَذا الناسِ كَيفَ لَبيدُ

وَغَنَيتُ سَبتاً قَبلَ مُجرى داحِسٍ
لَو كانَ لِلنَفسِ اللَجوجِ خُلودُ

وَشَهِدتُ أَنجِيَةَ الأَفاقَةِ عالِياً
كَعبي وَأَردافُ المُلوكِ شُهودُ

وَأَبوكِ بُسرٌ لا يُفَنَّدُ عَمرَهُ
وَإِلى بِلىً ما يُرجَعَنَّ جَديدُ

غَلَبَ العَزاءَ وَكُنتُ غَيرَ مُغَلَّبٍ
دَهرٌ طَويلٌ دائِمٌ مَمدودُ

يَومٌ إِذا يَأتي عَلَيَّ وَلَيلَةٌ
وَكِلاهُما بَعدَ المَضاءِ يَعودُ

وَأَراهُ يَأتي مِثلَ يَومِ لَقيتُهُ
لَم يَنصَرِم وَضَعُفتُ وَهوَ شَديدُ

وَحَمَيتُ قَومي إِذ دَعَتني عامِرٌ
وَتَقَدَّمَت يَومَ الغَبيطِ وُفودُ

وَتَداكَأَت أَركانُ كُلِّ قَبيلَةٍ
وَفَوارِسُ المَلِكِ الهُمامِ تَذودُ

أَكرَمتُ عِرضي أَن يُنالَ بِنَجوَةٍ
إِنَّ البَريءَ مِنَ الهَناتِ سَعيدُ

ما إِن أَهابُ إِذا السُرادِقُ غَمَّهُ
قَرعُ القِسيِّ وَأُرعِشَ الرِعديدُ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:09 PM
ما إِن تُعَرّي المَنونُ مِن أَحَدِ
لا والِدٍ مُشفِقٍ وَلا وَلَدِ

أَخشى عَلى أَربَدَ الحُتوفَ وَلا
أَرهَبُ نَوءَ السِماكِ وَالأَسَدِ

فَجَّعَني الرَعدُ وَالصَواعِقُ بِال
فارِسِ يَومَ الكَريهَةِ النَجُدِ

الحارِبِ الجابِرِ الحَريبَ إِذا
جاءَ نَكيباً وَإِن يَعُد يَعُدِ

يَعفو عَلى الجَهدِ وَالسُؤالِ كَما
أُنزِلَ صَوبُ الرَبيعِ ذي الرَصَدِ

لَم يُبلِغِ العَينَ كُلَّ نَهمَتِها
لَيلَةَ تُمسي الجِيادُ كَالقِدَدِ

كُلُّ بَني حُرَّةٍ مَصيرُهُمُ
قُلٌّ وَإِن أَكثَرَت مِنَ العَدَدِ

إِن يُغبَطوا يُهبَطوا وَإِن أَمِروا
يَوماً يَصيروا لِلهُلكِ وَالنَكَدِ

يا عَينُ هَلّا بَكَيتِ أَربَدَ إِذ
قُمنا وَقامَ الخُصومُ في كَبَدِ

وَعَينِ هَلّا بَكَيتِ أَربَدَ إِذ
أَلوَت رِياحُ الشِتاءِ بِالعَضَدِ

فَأَصبَحَت لاقِحاً مُصَرَّمَةٍ
حينَ تَقَضَّت غَوابِرُ المُدَدِ

إِن يَشغَبوا لا يُبالِ شَغبَهُمُ
أَو يَقصِدوا في الحُكومِ يَقتَصِدِ

حُلوٌ كَريمٌ وَفي حَلاوَتِهِ
مُرٌّ لَطيفُ الأَحشاءِ وَالكَبَدِ

الباعِثُ النَوحَ في مَآتِمِهِ
مِثلَ الظِباءِ الأَبكارِ بِالجَرَدِ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:09 PM
ما إِن تُعَرّي المَنونُ مِن أَحَدِ
لا والِدٍ مُشفِقٍ وَلا وَلَدِ

أَخشى عَلى أَربَدَ الحُتوفَ وَلا
أَرهَبُ نَوءَ السِماكِ وَالأَسَدِ

فَجَّعَني الرَعدُ وَالصَواعِقُ بِال
فارِسِ يَومَ الكَريهَةِ النَجُدِ

الحارِبِ الجابِرِ الحَريبَ إِذا
جاءَ نَكيباً وَإِن يَعُد يَعُدِ

يَعفو عَلى الجَهدِ وَالسُؤالِ كَما
أُنزِلَ صَوبُ الرَبيعِ ذي الرَصَدِ

لَم يُبلِغِ العَينَ كُلَّ نَهمَتِها
لَيلَةَ تُمسي الجِيادُ كَالقِدَدِ

كُلُّ بَني حُرَّةٍ مَصيرُهُمُ
قُلٌّ وَإِن أَكثَرَت مِنَ العَدَدِ

إِن يُغبَطوا يُهبَطوا وَإِن أَمِروا
يَوماً يَصيروا لِلهُلكِ وَالنَكَدِ

يا عَينُ هَلّا بَكَيتِ أَربَدَ إِذ
قُمنا وَقامَ الخُصومُ في كَبَدِ

وَعَينِ هَلّا بَكَيتِ أَربَدَ إِذ
أَلوَت رِياحُ الشِتاءِ بِالعَضَدِ

فَأَصبَحَت لاقِحاً مُصَرَّمَةٍ
حينَ تَقَضَّت غَوابِرُ المُدَدِ

إِن يَشغَبوا لا يُبالِ شَغبَهُمُ
أَو يَقصِدوا في الحُكومِ يَقتَصِدِ

حُلوٌ كَريمٌ وَفي حَلاوَتِهِ
مُرٌّ لَطيفُ الأَحشاءِ وَالكَبَدِ

الباعِثُ النَوحَ في مَآتِمِهِ
مِثلَ الظِباءِ الأَبكارِ بِالجَرَدِ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:10 PM
لَن تُفنِيا خَيراتِ أَربَدَ
فَاِبكِيا حَتّى يَعودا

قولا هُوَ البَطَلُ المُحامي
حينَ يُكسَونَ الحَديدا

وَيَصُدُّ عَنّا الظالِمينَ
إِذا لَقينا القَومَ صيدا

فَاِعتاقَهُ رَيبُ البَريَّ
ةِ إِذ رَأى أَن لا خُلودا

فَثَوى وَلَم يوجَع وَلَم
يوصَب وَكانَ هُوَ الفَقيدا


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:11 PM
اِنعَ الكَريمَ لِلكَريمِ أَربَدا
اِنعَ الرَئيسَ وَاللَطيفَ كَبِدا

يُحذي وَيُعطي مالَهُ لِيُحمَدا
أُدماً يُشَبَّهنَ صُواراً أُبَّدا

السابِلُ الفَضلِ إِذا ما عُدِّدا
وَيَملَأُ الجَفنَةَ مَلأً مَدَدا

رِفهاً إِذا يَأتي ضَريكٌ وَرَدا
مِثلُ الَّذي في الغَيلِ يَقرو جُمُدا

يَزدادُ قُرباً مِنهُمُ أَن يوعَدا
أَورَثتَنا تُراثَ غَيرِ أَنكَدا

غِنىً وَمالاً طارِفاً وَأَتلَدا
شَرخاً صُقوراً يافِعاً وَأَمرَدا


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:11 PM
راحَ القَطينُ بِهَجرٍ بَعدَما اِبتَكَروا
فَما تُواصِلُهُ سَلمى وَما تَذَرُ

مَنأى الفَرورِ فَما يَأتي المُريدَ وَما
يَسلو الصُدودَ إِذا ما كانَ يَقتَدِرُ

كَأَنَّ أَظعانَهُم في الصُبحِ غادِيَةً
طَلحُ السَلائِلِ وَسطَ الرَوضِ أَو عُشَرُ

أَو بارِدُ الصَيفِ مَسجورٌ مَزارِعُهُ
سودُ الذَوائِبِ مِمّا مَتَّعَت هَجَرُ

جَعلٌ قِصارٌ وَعَيدانٌ يَنوءُ بِهِ
مِنَ الكَوافِرِ مَكمومٌ وَمُهتَصِرُ

يَشرَبنَ رَفهاً عِراكاً غَيرَ صادِرَةٍ
فَكُلُّها كارِعٌ في الماءِ مُغتَمِرُ

بَينَ الصَفا وَخَليجِ العَينِ ساكِنَةٌ
غُلبٌ سَواجِدُ لَم يَدخُل بِها الحَصَرُ

وَفي الحُدوجِ عَروبٌ غَيرُ فاحِشَةٍ
رَيّا الرَوادِفِ يَعشى دونَها البَصَرُ

كَأَنَّ فاها إِذا ما اللَيلُ أَلبَسَها
سَيابَةٌ ما بِها عَيبٌ وَلا أَثَرُ

قالَت غَداةَ اِنتَجَينا عِندَ جارَتِها
أَنتَ الَّذي كُنتُ لَولا الشَيبُ وَالكِبَرُ

فَقُلتُ لَيسَ بَياضُ الرَأسِ مِن كِبرٍ
لَو تَعلَمينَ وَعِندَ العالِمِ الخَبَرُ

لَو كانَ غَيري سُلَيمى اليَومَ غَيَّرَهُ
وَقعُ الحَوادِثِ إِلّا الصارِمُ الذَكَرُ

ما يَمنَعُ اللَيلُ مِنّي ما هَمَمتُ بِهِ
وَلا أَحارُ إِذا ما اِعتادَني السَفَرُ

إِنّي أُقاسي خُطوباً ما يَقومُ لَها
إِلّا الكِرامُ عَلى أَمثالِها الصُبُرُ

مِن فَقدِ مَولىً تَصورُ الحَيَّ جَفنَتُهُ
أَو رُزءُ مالٍ وَرُزءُ المالِ يُجتَبَرُ

وَالنيبُ إِن تَعرُ مِنّي رَمَّةً خَلَقاً
بَعدَ المَماتِ فَإِنّي كُنتُ أَثَّئِرُ

وَلا أَضِنُّ بِمَعروفِ السَنامِ إِذا
كانَ القُتارُ كَما يُستَروَحُ القُطُرُ

وَلا أَقولُ إِذا ما أَزمَةٌ أَزَمَت
يا وَيحَ نَفسِيَ مِمّا أَحدَثَ القَدَرُ

وَلا أُضِلُّ بِأَصحابٍ هَدَيتُهُمُ
إِذا المُعَبَّدُ في الظَلماءِ يَنتَشِرُ

وَأُربِحُ التَجرَ إِن عَزَّت فِضالُهُمُ
حَتّى يَعودَ سُلَيمى حَولَهُ نَفَرُ

غَربُ المَصَبَّةِ مَحمودٌ مَصارِعُهُ
لاهي النَهارِ لِسَيرِ اللَيلِ مُحتَقِرُ

يُروي قَوامِحَ قَبلَ اللَيلِ صادِقَةً
أَشباهَ جِنٍّ عَلَيها الرَيطُ وَالأُزُرُ

إِن يُتلِفوا يُخلِفوا في كُلِّ مَنقَصَةٍ
ما أَتلَفوا لِاِبتِغاءِ الحَمدِ أَو عَقَروا

نُعطي حُقوقاً عَلى الأَحسابِ ضامِنَةً
حَتّى يُنَوِّرَ في قُريانِهِ الزَهَرُ

وَأَقطَعُ الخَرقَ قَد بادَت مَعالِمُهُ
فَما يُحَسُّ بِهِ عَينٌ وَلا أَثَرُ

بِجَسرَةٍ تَنجُلُ الظُرّانَ ناجِيَةَ
إِذا تَوَقَّدَ في الدَيمومَةِ الظُرَرُ

كَأَنَّها بَعدَما أَفنَيتُ جُبلَتَها
خَنساءُ مَسبوعَةٌ قَد فاتَها بَقَرُ

تَنجو نَجاءَ ظَليمِ الجَوِّ أَفزَعَهُ
ريحُ الشَمالِ وَشَفّانٌ لَها دِرَرُ

باتَت إِلى دَفِّ أَرطاةٍ تُحَفِّرُهُ
في نَفسِها مِن حَبيبٍ فاقِدٍ ذِكَرُ

إِذا اِطمَأَنَّت قَليلاً بَعدَما حَفَرَت
لا تَطمَئِنُّ إِلى أَرطاتِها الحُفَرُ

تَبني بُيوتاً عَلى قَفرٍ يُهَدِّمُها
جَعدُ الثَرى مُصعَبٌ في دَفِّهِ زَوَرُ

لَيلَتَها كُلَّها حَتّى إِذا حَسَرَت
عَنها النُجومُ وَكادَ الصُبحُ يَنسَفِرُ

غَدَت عَلى عَجَلٍ وَالنَفسُ خائِفَةٌ
وَآيَةٌ مِن غُدُوِّ الخائِفِ البُكَرُ

لاقَت أَخا قَنَصٍ يَسعى بِأَكلُبِهِ
شَأنَ البَنانِ لَدَيهِ أَكلُبٌ جُسُرُ

وَلَّت فَأَدرَكَها أولى سَوابِقِها
فَأَقبَلَت ما بِها رَوعٌ وَلا بَهَرُ

فَقاتَلَت في ظِلالِ الرَوعِ وَاِعتَكَرَت
إِنَّ المُحامِيَ بَعدَ الرَوعِ يَعتَكِرُ



لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:11 PM
وَلَم تَحمَ عَبدُ اللَهِ لا دَرَّ دَرُّها
عَلى خَيرِ قَتلاها وَلَم تَحمَ جَعفَرُ

وَلَم تَحمَ أَولادُ الضَبابِ كَأَنَّما
تُساقُ بِهِم وَسطَ الصَريمَةِ أَبكُرُ

وَدَوكُم غَضا الوادي فَلَم تَكُ دِمنَةٌ
وَلا تِرَةٌ يَسعى بِها المُتَذَكِّرُ

أَجِدَّكُمُ لَم تَمنَعوا الدَهرَ تَلعَةً
كَما مَنَعَت عُرضَ الحِجازِ مُبَشِّرُ

لَوَشكانَ ما أَعطَيتَني القَومَ عَنوَةً
هِيَ السُنَّةُ الشَنعاءُ وَالطَعنُ يَظأَرُ

لَشَتّانَ حَربٌ أَو تَبوءوا بِخِزيَةٍ
وَقَد يَقبَلُ الضَيمَ الذَليلُ المُسَيَّرُ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:12 PM
وَلَم تَحمَ عَبدُ اللَهِ لا دَرَّ دَرُّها
عَلى خَيرِ قَتلاها وَلَم تَحمَ جَعفَرُ

وَلَم تَحمَ أَولادُ الضَبابِ كَأَنَّما
تُساقُ بِهِم وَسطَ الصَريمَةِ أَبكُرُ

وَدَوكُم غَضا الوادي فَلَم تَكُ دِمنَةٌ
وَلا تِرَةٌ يَسعى بِها المُتَذَكِّرُ

أَجِدَّكُمُ لَم تَمنَعوا الدَهرَ تَلعَةً
كَما مَنَعَت عُرضَ الحِجازِ مُبَشِّرُ

لَوَشكانَ ما أَعطَيتَني القَومَ عَنوَةً
هِيَ السُنَّةُ الشَنعاءُ وَالطَعنُ يَظأَرُ

لَشَتّانَ حَربٌ أَو تَبوءوا بِخِزيَةٍ
وَقَد يَقبَلُ الضَيمَ الذَليلُ المُسَيَّرُ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:17 PM
يا بِشرُ بِشرَ إِيادٍ أَيُّكُم
أَدّى أُرَيكَةَ يَومَ هَضبِ الأَجشُرِ

يَتَرادَفُ الوِلدانُ فَوقَ فَقارِها
بِنِها الرَدافِ إِلى أَسِنَّةِ مَحضَرِ

جاءَت عَلى قَتَبٍ وَعِدلِ مَزادَةٍ
وَأَرَحتُموها مِن عِلاجِ الأَيصَرِ

الحمدان
05-30-2024, 02:18 PM
مَن كانَ مِنّي جاهِلاً أَو مُغَمَّراً
فَما كانَ بِدعاً مِن بَلائِيَ عامِرُ

أَلِفتُكَ حَتّى أَخمَرَ القَومُ ظِنَّةً
عَلَيَّ بَنو أُمِّ البَنينَ الأَكابِرُ

وَدافَعتُ عَنكَ الصيدَ مِن آلِ دارِمٍ
وَمِنهُم قَبيلٌ في السُرادِقِ فاخِرُ

فُقَيمٌ وَعَبدُ اللَهِ في عِزِّ نَهشَلٍ
بِثَيتَلَ كُلٌّ حاضِرٌ مُتَناصِرُ

فَذُدتُ مَعَدّاً وَالعِبادَ وَطَيِّئاً
وَكَلباً كَما ذيدَ الخِماسُ البَواكِرُ

عَلى حينَ مَن تَلبَث عَلَيهِ ذَنوبُهُ
يَجِد فَقدَها وَفي الذِنابِ تَداثُرُ

وَسُقتُ رَبيعاً بِالفَناءِ كَأَنَّهُ
قَريعُ هِجانٍ يَبتَغي مَن يُخاطِرُ

فَأَفحَمتُهُ حَتّى اِستَكانَ كَأَنَّهُ
قَريحُ سُلالٍ يَكتَفُ المَشيَ فاتِرُ

وَيَومَ ظَعَنتُم فَاِصمَعَدَّت وُفودُكُم
بِأَجمادِ فاثورٍ كَريمٌ مُصابِرُ

وَيَومَ مَنَعتُ الحَيَّ أَن يَتَفَرَّقوا
بِنَجرانَ فَقري ذَلِكَ اليَومَ فاقِرُ

وَيَوماً بِصَحراءِ الغَبيطِ وَشاهِدي ال
مُلوكُ وَأَردافُ المُلوكِ العَراعِرُ

وَفي كُلِّ يَومٍ ذي حِفاظٍ بَلَوتَني
فَقُمتُ مَقاماً لَم تَقُمهُ العَواوِرُ

لِيَ النَصرُ مِنهُم وَالوَلاءُ عَلَيكُمُ
وَما كُنتُ فَقعاً أَنبَتَتهُ القَراقِرُ

وَأَنتَ فَقيرٌ لَم تُبَدَّل خَليفَةً
سِوايَ وَلَم يَلحَق بَنوكَ الأَصاغِرُ

فَقُلتُ اِزدَجِر أَحناءَ طَيرِكَ وَاِعلَمَن
بِأَنَّكَ إِن قَدَّمتَ رِجلَكَ عاثِرُ

وَإِنَّ هَوانَ الجارِ لِلجارِ مُؤلِمٌ
وَفاقِرَةٌ تَأوي إِلَيها الفَواقِرُ

فَأَصبَحتَ أَنّى تَأتِها تَبتَئِس بِها
كِلا مَركَبَيها تَحتَ رِجلَيكَ شاجِرُ

فَإِن تَتَقَدَّم تَغشَ مِنها مُقَدَّماً
عَظيماً وَإِن أَخَّرتَ فَالكِفلُ فاجِرُ

وَما يَكُ مِن شَيءٍ فَقَد رُعتَ رَوعَةً
أَبا مالِكٍ تَبيَضُّ مِنها الغَدائِرُ

فَلَو كانَ مَولايَ اِمرَأً ذا حَفيظَةٍ
إِذاً زَفَّ راعي البَهمِ وَالبَهمُ نافِرُ

فَلا تَبغِيَنّي إِن أَخَذتَ وَسيقَةً
مِنَ الأَرضِ إِلّا حَيثُ تُبغى الجَعافِرُ

أولَئِكَ أَدنى لي وَلاءً وَنَصرُهُم
قَريبٌ إِذا ما صَدَّ عَنّي المَعاشِرُ

مَتى تَعدُ أَفراسي وَراءَ وَسيقَتي
يَصِر مَعقِلَ الحَقِّ الَّذي هُوَ صائِرُ

فَجَمَّعتُها بَعدَ الشَتاتِ فَأَصبَحَت
لَدى اِبنِ أَسيدٍ مُؤنِقاتٌ خَناجِرُ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:19 PM
مَن كانَ مِنّي جاهِلاً أَو مُغَمَّراً
فَما كانَ بِدعاً مِن بَلائِيَ عامِرُ

أَلِفتُكَ حَتّى أَخمَرَ القَومُ ظِنَّةً
عَلَيَّ بَنو أُمِّ البَنينَ الأَكابِرُ

وَدافَعتُ عَنكَ الصيدَ مِن آلِ دارِمٍ
وَمِنهُم قَبيلٌ في السُرادِقِ فاخِرُ

فُقَيمٌ وَعَبدُ اللَهِ في عِزِّ نَهشَلٍ
بِثَيتَلَ كُلٌّ حاضِرٌ مُتَناصِرُ

فَذُدتُ مَعَدّاً وَالعِبادَ وَطَيِّئاً
وَكَلباً كَما ذيدَ الخِماسُ البَواكِرُ

عَلى حينَ مَن تَلبَث عَلَيهِ ذَنوبُهُ
يَجِد فَقدَها وَفي الذِنابِ تَداثُرُ

وَسُقتُ رَبيعاً بِالفَناءِ كَأَنَّهُ
قَريعُ هِجانٍ يَبتَغي مَن يُخاطِرُ

فَأَفحَمتُهُ حَتّى اِستَكانَ كَأَنَّهُ
قَريحُ سُلالٍ يَكتَفُ المَشيَ فاتِرُ

وَيَومَ ظَعَنتُم فَاِصمَعَدَّت وُفودُكُم
بِأَجمادِ فاثورٍ كَريمٌ مُصابِرُ

وَيَومَ مَنَعتُ الحَيَّ أَن يَتَفَرَّقوا
بِنَجرانَ فَقري ذَلِكَ اليَومَ فاقِرُ

وَيَوماً بِصَحراءِ الغَبيطِ وَشاهِدي ال
مُلوكُ وَأَردافُ المُلوكِ العَراعِرُ

وَفي كُلِّ يَومٍ ذي حِفاظٍ بَلَوتَني
فَقُمتُ مَقاماً لَم تَقُمهُ العَواوِرُ

لِيَ النَصرُ مِنهُم وَالوَلاءُ عَلَيكُمُ
وَما كُنتُ فَقعاً أَنبَتَتهُ القَراقِرُ

وَأَنتَ فَقيرٌ لَم تُبَدَّل خَليفَةً
سِوايَ وَلَم يَلحَق بَنوكَ الأَصاغِرُ

فَقُلتُ اِزدَجِر أَحناءَ طَيرِكَ وَاِعلَمَن
بِأَنَّكَ إِن قَدَّمتَ رِجلَكَ عاثِرُ

وَإِنَّ هَوانَ الجارِ لِلجارِ مُؤلِمٌ
وَفاقِرَةٌ تَأوي إِلَيها الفَواقِرُ

فَأَصبَحتَ أَنّى تَأتِها تَبتَئِس بِها
كِلا مَركَبَيها تَحتَ رِجلَيكَ شاجِرُ

فَإِن تَتَقَدَّم تَغشَ مِنها مُقَدَّماً
عَظيماً وَإِن أَخَّرتَ فَالكِفلُ فاجِرُ

وَما يَكُ مِن شَيءٍ فَقَد رُعتَ رَوعَةً
أَبا مالِكٍ تَبيَضُّ مِنها الغَدائِرُ

فَلَو كانَ مَولايَ اِمرَأً ذا حَفيظَةٍ
إِذاً زَفَّ راعي البَهمِ وَالبَهمُ نافِرُ

فَلا تَبغِيَنّي إِن أَخَذتَ وَسيقَةً
مِنَ الأَرضِ إِلّا حَيثُ تُبغى الجَعافِرُ

أولَئِكَ أَدنى لي وَلاءً وَنَصرُهُم
قَريبٌ إِذا ما صَدَّ عَنّي المَعاشِرُ

مَتى تَعدُ أَفراسي وَراءَ وَسيقَتي
يَصِر مَعقِلَ الحَقِّ الَّذي هُوَ صائِرُ

فَجَمَّعتُها بَعدَ الشَتاتِ فَأَصبَحَت
لَدى اِبنِ أَسيدٍ مُؤنِقاتٌ خَناجِرُ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:19 PM
أُعاذِلَ قَومي فَاِعذُلي الآنَ أَو ذَري
فَلَستُ وَإِن أَقصَرتِ عَنّي بِمُقصِرِ

أُعاذِلَ لا وَاللَهِ ما مِن سَلامَةٍ
وَلَو أَشفَقَت نَفسُ الشَحيحِ المُثَمِّرِ

أَقي العِرضَ بِالمالِ التِلادِ وَأَشتَري
بِهِ الحَمدَ إِنَّ الطالِبَ الحَمدَ مُشتَري

وَكَم مُشتَرٍ مِن مالِهِ حُسنَ صيتِهِ
لِأَيّامِهِ في كُلِّ مَبدىً وَمَحضَرِ

أُباهي بِهِ الأَكفاءَ في كُلِّ مَوطِنٍ
وَأَقضي فُروضَ الصالِحينَ وَأَقتَري

فَإِمّا تَرَيني اليَومَ عِندَكِ سالِماً
فَلَستُ بِأَحيا مِن كِلابٍ وَجَعفَرِ

وَلا مِن أَبي جَزءٍ وَجاري حَمومَةٍ
قَتيلِهِما وَالشارِبِ المُتَقَطِّرِ

وَلا الأَحوَصَينِ في لَيالٍ تَتابَعا
وَلا صاحِبِ البَرّاضِ غَيرِ المُغَمَّرِ

وَلا مِن رَبيعِ المُقتِرينَ رُزِئتُهُ
بِذي عَلَقٍ فَاِقنَي حَياءَكِ وَاِصبِري

وَقَيسِ بنِ جَزءٍ يَومَ نادى صِحابَهُ
فَعاجوا عَلَيهِ مِن سَواهِمُ ضُمَّرِ

طَوَتهُ المَنايا فَوقَ جَرداءَ شَطبَةٍ
تَدِفُّ دَفيفَ الرائِحِ المُتَمَطِّرِ

فَباتَ وَأَسرى القَومُ آخِرَ لَيلِهِم
وَما كانَ وَقّافاً بِدارِ مُعَصَّرِ

وَبِالفورَةِ الحَرّابُ ذو الفَضلِ عامِرٌ
فَنِعمَ ضِياءُ الطارِقِ المُتَنَوِّرِ

وَنِعمَ مُناخُ الجارِ حَلَّ بِبَيتِهِ
إِذا ما الكَعابُ أَصبَحَت لَم تَسَتَّرِ

وَمَن كانَ أَهلَ الجودِ وَالحَزمِ وَالنَدى
عُبَيدَةُ وَالحامي لَدى كُلِّ مَحجَرِ

وَسَلمى وَسَلمى أَهلُ جودٍ وَنائِلٍ
مَتى يَدعُ مَولاهُ إِلى النَصرِ يُنصَرِ

وَبَيتُ طُفَيلٍ بِالجُنَينَةِ ثاوِياً
وَبَيتُ سُهَيلٍ قَد عَلِمتِ بِصَوءَرِ

فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَكثَرَ باكِياً
وَحَسناءَ قامَت عَن طِرافٍ مُجَوَّرِ

تَبُلُّ خُموشَ الوَجهِ كُلُّ كَريمَةٍ
عَوانٍ وَبِكرٍ تَحتَ قَرٍّ مُخَدَّرِ

وَبِالجَرِّ مِن شَرقِيِّ حَرسٍ مُحارِبٌ
شُجاعٌ وَذو عَقدٍ مِنَ القَومِ مُحتَرِ

شِهابُ حُروبٍ لا تَزالُ جِيادُهُ
عَصائِبَ رَهواً كَالقَطا المُتَبَكِّرِ

وَصاحِبُ مَلحوبٍ فُجِعنا بِيَومِهِ
وَعِندَ الرِداعِ بَيتُ آخَرَ كَوثَرِ

أولَئِكَ فَاِبكي لا أَبا لَكِ وَاِندُبي
أَبا حازِمٍ في كُلِّ يَومٍ مُذَكَّرِ

فَشَيَّعَهُم حَمدٌ وَزانَت قُبورَهُم
سَرارَةُ رَيحانٍ بِقاعٍ مُنَوِّرِ

وَشُمطَ بَني ماءِ السَماءِ وَمُردَهُم
فَهَل بَعدَهُم مِن خالِدٍ أَو مُعَمَّرِ

وَمَن فادَ مِن إِخوانِهِم وَبَنيهِم
كُهولٌ وَشُبّانٌ كَجِنَّةِ عَبقَرِ

مَضَوا سَلَفاً قَصدُ السَبيلِ عَلَيهِمِ
بَهِيٌّ مِنَ السُلّافِ لَيسَ بِحَيدَرِ

فَكائِن رَأَيتُ مِن بَهاءٍ وَمَنظَرٍ
وَمِفتَحِ قَيدٍ لِلأَسيرِ المُكَفَّرِ

وَكائِن رَأَيتُ مِن مُلوكٍ وَسوقَةٍ
وَراحِلَةٍ شُدَّت بِرَحلٍ مُحَبَّرِ

وَأَفنى بَناتُ الدَهرِ أَربابَ ناعِطٍ
بِمُستَمَعٍ دونَ السَماءِ وَمَنظَرِ

وَبِالحارِثِ الحَرّابِ فَجَّعنَ قَومَهُ
وَلَو هاجَهُم جاءوا بِنَصرٍ مُؤَزَّرِ

وَأَهلَكنَ يَوماً رَبَّ كِندَةَ وَاِبنَهُ
وَرُبَّ مَعَدٍّ بَينَ خَبتٍ وَعَرعَرِ

وَأَعوَصنَ بِالدومِيِّ مِن رَأسِ حِصنِهِ
وَأَنزَلنَ بِالأَسبابِ رَبَّ المُشَقَّرِ

وَأَخلَفنَ قُسّاً لَيتَني وَلَوَ أَنَّني
وَأَعيا عَلى لُقمانَ حُكمُ التَدَبُّرِ

فَإِن تَسأَلينا فيمَ نَحنُ فَإِنَّنا
عَصافيرُ مِن هَذا الأَنامِ المُسَحَّرِ

عَبيدٌ لِحَيِّ حِميَرٍ إِن تَمَلَّكوا
وَتَظلِمُنا عُمّالُ كِسرى وَقَيصَرِ

وَنَحنُ وَهُم مُلكٌ لِحِميَرَ عَنوَةً
وَما إِن لَنا مِن سادَةٍ غَيرَ حِميَرِ

تَبابِعَةٌ سَبعونَ مِن قَبلِ تُبَّعٍ
تَوَلّوا جَميعاً أَزهَراً بَعدَ أَزهَرِ

نَحُلُّ بِلاداً كُلُّها حُلَّ قَبلَنا
وَنَرجو الفَلاحَ بَعدَ عادٍ وَحِميَرِ

وَإِنّا وَإِخواناً لَنا قَد تَتابَعوا
لَكَالمُغتَدي وَالرائِحِ المُتَهَجِّرِ

هَلِ النَفسُ إِلّا مُتعَةٌ مُستَعارَةٌ
تُعارُ فَتَأتي رَبَّها فَرطَ أَشهُرِ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:20 PM
لَعَمري لَئِن كانَ المُخَبِّرُ صادِقاً
لَقَد رُزِئَت في سالِفِ الدَهرِ جَعفَرُ

فَتىً كانَ أَمّا كُلَّ شَيءٍ سَأَلتَهُ
فَيُعطي وَأَمّا كُلَّ ذَنبٍ فَيَغفِرُ

فَإِن يَكُ نَوءٌ مِن سَحابٍ أَصابَهُ
فَقَد كانَ يَعلو في اللِقاءِ وَيَظفَرُ

الحمدان
05-30-2024, 02:20 PM
يُذَكِّرُني بِأَربَدَ كُلُّ خَصمٍ
أَلَدَّ تَخالُ خُطَّتَهُ ضِرارا

إِذا اِقتَصَدوا فَمُقتَصِدٌ أَريبٌ
وَإِن جاروا سَواءَ الحَقِّ جارا

وَيَهدي القَومَ مُضطَلِعاً إِذا ما
رَئيسُ القَومِ بِالمَوماةِ حارا

الحمدان
05-30-2024, 02:20 PM
أَبكي أَبا الحَزّازِ يَومَ مَقامَةٍ
لِمُناخِ أَضيافٍ وَمَأوى مُقتِرِ

وَالحَيِّ إِذ بَكَرَ الشِتاءُ عَلَيهِمُ
وَعَدَت شَآمِيَةٌ بِيَومٍ مُقمِرِ

وَتَقَنَّعَ الأَبرامُ في حُجُراتِهِم
وَتَجَزَّأَ الأَيسارُ كُلَّ مُشَهَّرِ

أَلفَيتَ أَربَدَ يُستَضاءُ بِوَجهِهِ
كَالبَدرِ غَيرَ مُقَتِّرٍ مُستَأثِرِ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:20 PM
إِنَّما يَحفَظُ التُقى الأَبرارُ
وَإِلى اللَهِ يَستَقِرُّ القَرارُ

وَإِلى اللَهِ تُرجَعونَ وَعِندَ
اللَهِ وِردُ الأُمورِ وَالإِصدارُ

كُلَّ شَيءٍ أَحصى كِتاباً وَعِلماً
وَلَدَيهِ تَجَلَّتِ الأَسرارُ

يَومَ أَرزاقُ مَن يُفَضِّلُ عُمٌّ
موسَقاتٌ وَحُفَّلٌ أَبكارُ

فاخِراتٌ ضُروعُها في ذُراها
وَأَناضَ العَيدانُ وَالجَبّارُ

يَومَ لا يُدخِلُ المُدارِسَ في الرَح
مَةِ إِلّا بَراءَةٌ وَاِعتِذارُ

وَحِسانٌ أَعَدَّهُنَّ لِأَشها
دٍ وَغَفرُ الَّذي هُوَ الغَفّارُ

وَمَقامٌ أَكرِم بِهِ مِن مَقامٍ
وَهَوادٍ وَسُنَّةٌ وَمَشارُ

إِن يَكُن في الحَياةِ خَيرٌ فَقَد أُن
ظِرتُ لَو كانَ يَنفَعُ الإِنظارُ

عِشتُ دَهراً وَلا يَدومُ عَلى ال
أَيّامِ إِلّا يَرَمرَمٌ وَتِعارُ

وَكُلافٌ وَضَلفَعٌ وَبَضيعٌ
وَالَّذي فَوقَ خُبَّةٍ تيمارُ

وَالنُجومُ الَّتي تَتابَعُ بِاللَي
لِ وَفيها ذاتَ اليَمينِ اِزوِرارُ

دائِبٌ مَورُها وَيَصرِفُها الغَو
رُ كَما تَعطِفُ الهِجانُ الظُؤارُ

ثُمَّ يَعمى إِذا خَفينَ عَلَينا
أَطِوالٌ أَمراسُها أَم قِصارُ

هَلَكَت عامِرٌ فَلَم يَبقَ مِنها
بِرِياضِ الأَعرافِ إِلّا الدِيارُ

غَيرُ آلٍ وَعُنَّةٍ وَعَريشٍ
ذَعذَعَتها الرِياحُ وَالأَمطارُ

وَأَرى آلَ عامِرٍ وَدَّعوني
غَيرَ قَومٍ أَفراسُهُم أَمهارُ

واقِفيها بِكُلِّ ثَغرٍ مَخوفٍ
هُم عَلَيها لَعَمرُ جَدّي نُضارُ

لَم يُهينوا المَولى عَلى حَدَثِ الدَه
رِ وَلا تَجتَويهِمُ الأَصهارُ

فَعَلى عامِرٍ سَلامٌ وَحَمدٌ
حَيثُ حَلّوا مِنَ البِلادِ وَساروا


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:21 PM
تَمَنّى اِبنَتايَ أَن يَعيشَ أَبوهُما
وَهَل أَنا إِلّا مِن رَبيعَةَ أَو مُضَر

وَنائِحَتانِ تَندُبانِ بِعاقِلٍ
أَخا ثِقَةٍ لا عَينَ مِنهُ وَلا أَثَر

وَفي اِبنَي نِزارٍ أُسوَةٌ إِن جَزِعتُما
وَإِن تَسأَلاهُم تُخبَرا فيهِمُ الخَبَر

وَفيمَن سِواهُم مِن مُلوكٍ وَسوقَةٍ
دَعائِمُ عَرشٍ خانَهُ الدَهرُ فَاِنقَعَر

فَقوما فَقولا بِالَّذي قَد عَلِمتُما
وَلا تَخمِشا وَجهاً وَلا تَحلِقا شَعَر

وَقولا هُوَ المَرءُ الَّذي لا خَليلَهُ
أَضاعَ وَلا خانَ الصَديقَ وَلا غَدَر

إِلى الحَولِ ثُمَّ اِسمُ السَلامِ عَلَيكُما
وَمَن يَبكِ حَولاً كامِلاً فَقَدِ اِعتَذَر

حَشودٌ عَلى المِقرى إِذا البُزلُ حارَدَت
سَريعٌ إِلى الداعي مُطاعٌ إِذا أَمَر

وَقَد كُنتُ جَلداً في الحَياةِ مُرَزَّءً
وَقَد كُنتُ أَنوي الخَيرَ وَالفَضلَ وَالذُخَر


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:21 PM
إِنَّ أَبانَ كانَ حُلواً بَسرا
مُلِّئَ عَمراً وَأُرِبَّ عَمرا

وَنالَ مِن يَكسومَ يَوماً صِهرا
وَردٌ إِذا كانَ النَواصي غُبرا

وَعَقَّتِ الخَيلُ عَجاجاً كَدرا
أَقامَ مِن بَعدِ الثَلاثِ عَشرا

وَإِنَّ بِالقَصيمِ مِنهُ ذِكرا
إِذ لَو يُطيعُ الرُؤَساءَ فَرّا

لَكِن عَصاهُم ذِمَّةً وَقَدرا
باتَ وَباتَت لَيلَها مُقوَرّا

تَوَجَّسُ النُبوحَ شُعثاً غُبرا
كَالناسِكاتِ يَنتَظِرنَ النَذرا

حَتّى إِذا شَقَّ الصَباحُ الفَجرا
أَلقى سَرابيلاً شَليلاً غَمرا

فَنُثِرَت فَوقَ السَوامِ نَثرا
فَلَم تُغادِر لِكِلابٍ وِترا


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:21 PM
فاخَرَتني بِيَشكُرَ بنِ بَكرِ
وَأَهلِ قُرّانَ وَأَهلِ حَجرِ

وَالزُنمَتَينِ عِندَ سَيفِ البَحرِ
ذاكَ أَوانَ اِفتَقَرَت لِلنَصرِ

الحمدان
05-30-2024, 02:21 PM
يا قَومُ هَل أَحسَستُمُ جَسّاسا
جاوَرَكُم يَحسَبُكُم أُناسا

وَلَم يَكُن يَحسَبُكُم أَتياسا
رُبداً يَبُلُّ مَذيُها الأَضراسا

الحمدان
05-30-2024, 02:22 PM
دَعي اللَومَ أَو بيني كَشِقِّ صَديعِ
فَقَد لُمتِ قَبلَ اليَومِ غَيرَ مُطيعِ

وَإِن كُنتِ تَهوَينَ الفِراقَ فَفارِقي
لِأَمرِ شَتاتٍ أَو لِأَمرِ جَميعِ

فَلَو أَنَّني ثَمَّرتُ مالي وَنَسلَهُ
وَأَمسَكتُ إِمساكاً كَبُخلِ مَنيعِ

رَضيتِ بِأَدنى عَيشِنا وَحَمِدتِنا
إِذا صَدَرَت عَن قارِصٍ وَنَقيعِ

وَلَكِنَّ مالي غالَهُ كُلُّ جَفنَةٍ
إِذا حانَ وِردٌ أَسبَلَت بِدُموعِ

وَإِعطائِيَ المَولى عَلى حينِ فَقرِهِ
إِذا قالَ أَبصِر خَلَّتي وَخُشوعي

وَخَصمٍ كَنادي الجِنِّ أَسقَطتُ شَأوَهُم
بِمُستَحصِدٍ ذي مِرَّةٍ وَصُروعِ

كَخَصمِ بَني بَدرٍ غَداةَ لَقيتُهُم
وَمِن قَبلُ قَد قَوَّمتُ دَرءَ رَبيعِ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:22 PM
بَلينا وَما تَبلى النُجومُ الطَوالِعُ
وَتَبقى الجِبالُ بَعدَنا وَالمَصانِعُ

وَقَد كُنتُ في أَكنافِ جارِ مَضِنَّةٍ
فَفارَقَني جارٌ بِأَربَدَ نافِعُ

فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا
وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ

فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ
وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ

وَما الناسُ إِلّا كَالدِيارِ وَأَهلُها
بِها يَومَ حَلّوها وَغَدواً بَلاقِعُ

وَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ

وَما البِرُّ إِلّا مُضمَراتٌ مِنَ التُقى
وَما المالُ إِلّا مُعمَراتٌ وَدائِعُ

وَما المالُ وَالأَهلونَ إِلّا وَديعَةٌ
وَلا بُدَّ يَوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ

وَيَمضونَ أَرسالاً وَنَخلُفُ بَعدَهُم
كَما ضَمَّ أُخرى التالِياتِ المُشايِعُ

وَما الناسُ إِلّا عامِلانِ فَعامِلٌ
يُتَبِّرُ ما يَبني وَآخَرَ رافِعُ

فَمِنهُم سَعيدٌ آخِذٌ لِنَصيبِهِ
وَمِنهُم شَقِيٌّ بِالمَعيشَةِ قانِعُ

أَلَيسَ وَرائي إِن تَراخَت مَنِيَّتي
لُزومُ العَصا تُحنى عَلَيها الأَصابِعُ

أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت
أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ

فَأَصبَحتُ مِثلَ السَيفِ غَيَّرَ جَفنَهُ
تَقادُمُ عَهدَ القَينِ وَالنَصلُ قاطِعُ

فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ مَوعِدٌ
عَلَيكَ فَدانٍ لِلطُلوعِ وَطالِعُ

أَعاذِلَ ما يُدريكَ إِلّا تَظَنِّيّاً
إِذا اِرتَحَلَ الفِتيانُ مَن هُوَ راجِعُ

تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى
أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ

أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتى
وَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ

لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى
وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ

سَلوهُنَّ إِن كَذَّبتُموني مَتى الفَتى
يَذوقُ المَنايا أَو مَتى الغَيثُ واقِعُ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:22 PM
بَلينا وَما تَبلى النُجومُ الطَوالِعُ
وَتَبقى الجِبالُ بَعدَنا وَالمَصانِعُ

وَقَد كُنتُ في أَكنافِ جارِ مَضِنَّةٍ
فَفارَقَني جارٌ بِأَربَدَ نافِعُ

فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا
وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ

فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ
وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ

وَما الناسُ إِلّا كَالدِيارِ وَأَهلُها
بِها يَومَ حَلّوها وَغَدواً بَلاقِعُ

وَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ

وَما البِرُّ إِلّا مُضمَراتٌ مِنَ التُقى
وَما المالُ إِلّا مُعمَراتٌ وَدائِعُ

وَما المالُ وَالأَهلونَ إِلّا وَديعَةٌ
وَلا بُدَّ يَوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ

وَيَمضونَ أَرسالاً وَنَخلُفُ بَعدَهُم
كَما ضَمَّ أُخرى التالِياتِ المُشايِعُ

وَما الناسُ إِلّا عامِلانِ فَعامِلٌ
يُتَبِّرُ ما يَبني وَآخَرَ رافِعُ

فَمِنهُم سَعيدٌ آخِذٌ لِنَصيبِهِ
وَمِنهُم شَقِيٌّ بِالمَعيشَةِ قانِعُ

أَلَيسَ وَرائي إِن تَراخَت مَنِيَّتي
لُزومُ العَصا تُحنى عَلَيها الأَصابِعُ

أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت
أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ

فَأَصبَحتُ مِثلَ السَيفِ غَيَّرَ جَفنَهُ
تَقادُمُ عَهدَ القَينِ وَالنَصلُ قاطِعُ

فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ مَوعِدٌ
عَلَيكَ فَدانٍ لِلطُلوعِ وَطالِعُ

أَعاذِلَ ما يُدريكَ إِلّا تَظَنِّيّاً
إِذا اِرتَحَلَ الفِتيانُ مَن هُوَ راجِعُ

تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى
أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ

أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتى
وَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ

لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى
وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ

سَلوهُنَّ إِن كَذَّبتُموني مَتى الفَتى
يَذوقُ المَنايا أَو مَتى الغَيثُ واقِعُ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
05-30-2024, 02:26 PM
قيلَ لي قَد أَسى عَلَيكَ فُلانٌ
وَمُقامُ الفَتى عَلى الذُلِّ عارُ

قُلتُ قَد جاءَني وَأَحدَثَ عُذراً
دِيَةُ الذَنبِ عِندَنا الاِعتِذارُ

الحمدان
05-30-2024, 02:26 PM
وَما كُنتُ راضٍ مِن زَماني بِما تَرى
وَلَكِنَّني راضٍ بِما حَكَمَ الدَهرُ

فَإِن كانَت الأَيّامُ خانَت عُهودَنا
فَإِنّي بِها راضٍ وَلَكِنَّها قَهرُ

الحمدان
05-30-2024, 02:27 PM
وَجَدتُ سُكوتي مَتجَراً فَلَزِمتُهُ
إِذا لَم أَجِد رِبحاً فَلَستُ بِخاسِرِ

وَما الصَمتُ إِلّا في الرِجالِ مُتَاجِرٌ
وَتاجِرُهُ يَعلو عَلى كُلِّ تاجِرِ

الحمدان
05-30-2024, 02:27 PM
الدَهرُ يَومانِ ذا أَمنٌ وَذا خَطَرُ
وَالعَيشُ عَيشانِ ذا صَفوٌ وذا كَدَرُ

أَما تَرى البَحرَ تَعلو فَوقَهُ جِيَفٌ
وَتَستَقِرُّ بِأَقصى قاعِهِ الدُرَرُ

وَفي السَماءِ نُجومٌ لا عِدادَ لَها
وَلَيسَ يُكسَفُ إِلّا الشَمسُ وَالقَمَرُ

الحمدان
05-30-2024, 02:27 PM
إِذا ما كُنتَ ذا فَضلٍ وَعِلمِ
بِما اِختَلَفَ الأَوائِلُ وَالأَواخِر

فَناظِر مَن تُناظِرُ في سُكونٍ
حَليماً لا تَلِحُّ وَلا تُكابِر

يُفيدُكَ ما اِستَفادَ بِلا اِمتِنانٍ
مِنَ النُكَتِ اللَطيفَةِ وَالنَوادِر

وَإِيّاكَ اللَجوجَ وَمَن يُرائي
بِأَنّي قَد غَلَبتُ وَمَن يُفاخِر

فَإِنَّ الشَرَّ في جَنَباتِ هَذا
يُمَنِّيَ بِالتَقاطُعِ وَالتَدابِر


الشافعي

الحمدان
05-30-2024, 02:28 PM
اقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً
إِن بَرَّ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا

لَقَد أَطاعَكَ مَن يُرضيكَ ظاهِرُهُ
وَقَد أَجَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا

الحمدان
05-30-2024, 02:28 PM
تاهَ الأُعَيرِجُ وَاِستَعلى بِهِ الخَطَرُ
فَقُل لَهُ خَيرُ ما اِستَعمَلتَهُ الحَذَرُ

أَحسَنتَ ظَنَّكَ بِالأَيّامِ إِذ حَسُنَت
وَلَم تَخَف سوءَ ما يَأتي بِهِ القَدَرُ

وَسالَمَتكَ اللَيالي فَاِغتَرَرتَ بِها
وَعِندَ صَفوِ اللَيالي يَحدُثُ الكَدَرُ

الحمدان
05-30-2024, 02:28 PM
عَلَيَّ ثِيابٌ لَو تُباعُ جَميعُها
بِفَلسٍ لَكانَ الفَلسُ مِنهُنَّ أَكثَرا

فيهِنَّ نَفسٌ لَو تُقاسُ بِبَعضِها
نُفوسُ الوَرى كانَت أَجَلَّ وَأَكبَرا

ما ضَرَّ نَصلَ السَيفِ إِخلاقُ غِمدِهِ
إِذا كانَ عَضباً حَيثُ وَجَّهتَهُ فَرى

الحمدان
05-30-2024, 02:28 PM
إِذا لَم أَجِد خِلّاً تَقِيّاً فَوِحدَتي
أَلَذُّ وَأَشهى مِن غَوِيٍّ أُعاشِرُه

وَأَجلِسُ وَحدي لِلعِبادَةِ آمِناً
أَقَرُّ لِعَيني مِن جَليسٍ أُحاذِرُه

الحمدان
05-30-2024, 02:29 PM
أَمطِري لُؤلُؤاً جِبالَ سَرَنديــبَ
وَفيضي آبارُ تَكرورَ تِبرا

أَنا إِن عِشتُ لَستُ أَعدَمُ قوتاً
وَإِذا مُتُّ لَستُ أَعدَمُ قَبرا

هِمَّتي هِمَّةُ المُلوكِ وَنَفسي
نَفسُ حُرٍّ تَرى المَذَلَّةَ كُفرا

وَإِذا ما قَنِعتُ بِالقوتِ عُمري
فَلِماذا أَزورُ زَيداً وَعَمرا


الشافعي

الحمدان
05-30-2024, 02:29 PM
يا مَن يُعانِقُ دُنيا لا بَقاءَ لَها
يُمسي وَيُصبِحُ في دُنياهُ سَفّارا

هَلّا تَرَكتَ لِذي الدُنيا مُعانَقَةً
حَتّى تُعانِقَ في الفِردَوسِ أَبكارا

إِن كُنتَ تَبغي جِنانَ الخُلدِ تَسكُنُها
فَيَنبَغي لَكَ أَن لا تَأمَنَ النارا

الحمدان
05-30-2024, 02:29 PM
يُريدُ المَرءُ أَن يُعطى مُناهُ
وَيَأبى اللَهُ إِلّا ما أَرادَ

يَقولُ المَرءُ فائِدَتي وَمالي
وَتَقوى اللَهِ أَفضَلُ ما اِستَفادَ