مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
10-27-2024, 05:50 PM
ماشِعرُهُ كُفأً لِشِعري فَليَمُت
غَيظاً وَلا الخُلُقِيُّ مِن أَكفائي
أَنّى يَفوتُ مَخالِبي في بَلدَةٍ
أَرضي بِها مَبسوطَةٌ وَسَمائي
وَكُهولُ كَهلانَ وَحَيّا حِميَرٍ
كَالسَيلِ قُدّامي مَعاً وَوَرائي
فَأُلاكَ أَعمامي الَّذينَ تَعَمَّموا
بِالمَكرُماتِ وَهَذِهِ آبائي
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 05:51 PM
تُحاوِلُ شَيئاً قَد تَوَلّى فَوَدَّعا
وَهَيهاتَ مِنهُ أَن يَعودَ فَيَرجِعا
خَشُنتَ عَلى التَأديبِ فَهماً وَمَنطِقاً
وَلِنتَ عَلى الأَيّامِ ليتاً وَأَخدَعا
وَأَقبَلَتِ الأَيّامُ تَرتادُ مَصرَعاً
لِجَنبِكَ فَاِرتَد إِذ تَيَقَّنتَ مَضجَعا
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 05:52 PM
أَلَم يَأنِ تَركي لا عَلَيَّ وَلا لِيا
وَعَزمي عَلى ما فيهِ إِصلاحُ حالِيا
وَقَد نالَ مِنّي الشَيبُ وَاِبيَضَّ مَفرِقي
وَغالَت سَوادي شُهبَةٌ في قَذالِيا
وَحالَت بِيَ الحالاتُ عَمّا عَهِدتُها
بِكَرِّ اللَيالي وَاللَيالي كَما هِيا
أُصَوِّتُ بِالدُنيا وَلَيسَت تُجيبُني
أُحاوِلُ أَن أَبقى وَكَيفَ بَقائِيا
وَما تَبرَحُ الأَيّامُ تَحذِفُ مُدَّتي
بِعَدِّ حِسابٍ لا كَعَدِّ حِسابِيا
لِتَمحُوَ آثاري وَتُخلِقَ جِدَّتي
وَتُخلِيَ مِن رَبعي بِكُرهٍ مَكانِيا
كَما فَعَلَت قَبلي بِطَسمٍ وَجُرهُمٍ
وَآلِ ثَمودٍ بَعدَ عادِ بنِ عادِيا
وَأَبقى صَريعاً بَينَ أَهلي جَنازَةً
وَيَحوي ذَوو الميراثِ خالِصَ مالِيا
أَقولُ لِنَفسي حينَ مالَت بِصَغوِها
إِلى خَطَراتٍ قَد نَتَجنَ أَمانِيا
هَبيني مِنَ الدُنيا ظَفِرتُ بِكُلِّ ما
تَمَنَّيتُ أَو أُعطيتُ فَوقَ أَمانِيا
أَلَيسَ اللَيالي غاصِباتي بِمُهجَتي
كَما غَصَبَت قَبلي القُرونَ الخَوالِيا
وَمُسكِنَتي لَحداً لَدى حُفرَةٍ بِها
يَطولُ إِلى أُخرى اللَيالي ثَوائِيا
كَما أَسكَنَت ساماً وَحاماً وَيافِثاً
وَنوحاً وَمَن أَضحى بِمَكَّةَ ثاوِيا
فَقَد أَنِسَت بِالمَوتِ نَفسي لِأَنَّني
رَأَيتُ المَنايا يَختَرِمنَ حَياتِيا
فَيا لَيتَني مِن بَعدِ مَوتي وَمَبعَثي
أَكونُ رُفاتاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا
أَخافُ إِلَهي ثُمَّ أَرجو نَوالَهُ
وَلَكِنَّ خَوفي قاهِرٌ لِرَجائِيا
وَلَولا رَجائي وَاِتِّكالي عَلى الَّذي
تَوَحَّدَ لي بِالصُنعِ كَهلاً وَناشِيا
لَما ساغَ لي عَذبٌ مِنَ الماءِ بارِدٌ
وَلا طابَ لي عَيشٌ وَلا زِلتُ باكِيا
عَلى إِثرِ ما قَد كانَ مِنّي صَبابَةً
لَيالِيَ فيها كُنتُ لِلَّهِ عاصِيا
فَإِنّي جَديرٌ أَن أَخافَ وَأَتَّقي
وَإِن كُنتُ لَم أُشرِك بِذي العَرشِ ثانِيا
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 05:53 PM
أَجَميلُ مالَكَ لاتُجيبُ أَخاكا
ماذا الَّذي بِاللَهِ أَنتَ دَهاكا
أَغِنىً ظَفِرتَ بِهِ فَإِنّي في غِنىً
مِن نِعمَةِ اللَهِ الَّتي أَعطاكا
بَل لانَسيتَ وَلا أَلومُكَ خُلَّتي
وَلَئِن فَعَلتَ لَحادِثٌ أَنساكا
سَتَلومُ يَوماً سوءَ رَأيِكَ إِنَّهُ
رَأيٌ غَوِيٌّ طالَما أَرداكا
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 05:53 PM
وَقاكَ الخَطبَ قَومٌ لَم يَمُدّوا
يَميناً لِلفَعالِ وَلا شِمالا
أَحينَ رَفَعتَ مِن نَظَري وَعادَت
حُوَيلي في ذَراكَ الرَحبِ حالا
وَحَفَّت بي العَشائِرُ وَالأَقاصي
عِيالاً لي وَكُنتُ لَهُم عِيالا
فَقَد أَصبَحتُ أَكثَرَهُم عَطاءً
وَقَبلَكَ كُنتُ أَكثَرَهُم سُؤالا
إِذا شَفَعوا إِلَيَّ فَلا خُدوداً
يَقونَ مِنَ الهَوانِ وَلا نِعالا
أُتَعتِعُ في الحَوائِجِ إِن خِفافاً
غَدَوتُ بِها عَلَيكَ وَإِن ثِقالا
إِذا ما الحاجَةُ اِنبَعَثَت يَداها
جَعَلتَ المَنعَ مِنكَ لَها عِقالا
فَأَينَ قَصائِدٌ لي فيكَ تَأبى
وَتَأنَفُ أَن أُهانَ وَأَن أُذالا
مِنَ السِحرِ الحَلالِ لِمُجتَنيهِ
وَلَم أَرَ قَبلَها سِحراً حَلالا
فَلا يَكدُر غَديرُكَ لي فَإِنّي
أَمُدُّ إِلَيكَ آمالاً طِوالا
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 05:54 PM
إِن تُعطِ وَجهاً كاسِفاً مِن تَحتِهِ
كَرَمٌ وَحِلمُ خَليقَةٍ لاتُجهَلُ
فَلَرُبَّ سارِيَةٍ عَلَيكَ مَطيرَةٍ
قَد جادَ عارِضُها وَما يَتَهَلَّلُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 05:54 PM
أَوَلا تَرى أَنَّ الطَلاقَةَ جُنَّةٌ
مِن سوءِ ماتَجني الظُنونُ وَمَعقِلُ
حَليُ الصَنيعَةِ أَن يَكونَ لِرَبِّها
لَفظٌ لَهُ زَجَلٌ وَطَرفٌ قُلقُلُ
وَمَوَدَّةٌ مَطوِيَّةٌ مَنشورَةٌ
فيها إِلى إِنجاحِها مَتَعَلَّلُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 05:55 PM
وَإِنّي لَأَستَحيي يَقينِيَ أَن يُرى
لِشَكِّيَ في شَيءٍ عَلَيهِ سَبيلُ
وَما زالَ لي عِلمٌ إِذا ما نَصَصتُهُ
كَثيرٌ بِأَنَّ الظَرفَ فيكَ قَليلُ
وَإِن يَكُ عَدّا عَن سِواكَ إِلَيكَ بي
رَحيلٌ فَلي في الأَرضِ عَنكَ رَحيلُ
أَبى الحَزمُ لي مَكثاً بِدارِ مَضيعَةٍ
وَعَنسٌ أَبوها شَدقَمٌ وَجَديلُ
أَبَعدَ الَّذي مابَعدَها مُتَلَوَّمٌ
عَلَيكَ لِحُرٍّ قُلتَ أَنتَ جَهولُ
سَأَقطَعُ أَرسانَ العِتابِ بِمَنطِقٍ
قَصيرُ عَناءِ الفِكرِ فيهِ طَويلُ
وَإِنَّ اِمرَأً ضَنَّت يَداهُ عَلى اِمرِئٍ
بِنَيلِ يَدٍ مِن غَيرِهِ لَبَخيلُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 05:56 PM
إِعلَم وَأَنتَ المَرءُ غَيرَ مُعَلَّمِ
وَاِفهَم جُعِلتُ فِداكَ غَيرَ مُفَهَّمِ
أَنَّ اِصطِناعَ العُرفِ ما لَم تولِهِ
مُستَكمَلاً كَالبُردِ ما لَم يُعلَمِ
وَالشُكرُ ما لَم تَستَتِر بِصَنيعِهِ
كَالخَطِّ تَقرَؤُهُ وَلَيسَ بِمُعجَمِ
وَتَفَنُّني في القَولِ إِكثارٌ وَقَد
أَسرَجتَ في كَرَمِ الفَعالِ فَأَلجِمِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 05:56 PM
أَحينَ قُمتَ مِنَ الأَيّامِ في كَبِدٍ
كَما أَنارَ بِنارِ الموقِدِ العَلَمُ
أَنشَبتَ نَفسَكَ في ظَلماءَ مُسدِفَةٍ
وَأَفسَدَتكَ عَلى إِخوانِكَ النِعَمُ
دُنيا وَلَكِنَّها دُنيا سَتَنصَرِمُ
وَآخِرُ الحَيَوانِ المَوتُ وَالهَرَمُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 05:57 PM
وَرُبَّ خَطبٍ رَمى إِلفَينِ فَاِنصَدَعا
عَنِ المَوَدَّةِ وَالأَسبابُ تَلتَئِمُ
يَصورُ قَلبَيهِما عَهدٌ يُجَدِّدُهُ
طولُ الزَمانِ وَلا يَغتالُهُ القِدَمُ
ذَمّا العُقوقَ وَرَدّا فَضلَ حِلمِهِما
وَراجَعا الوَصلَ وَاِستَثناهُما الكَرَمُ
كُنّا وَكُنتَ عَلى عَهدٍ مَضى سَلَفاً
وَفي عَواقِبِ حالِ القاطِعِ النَدَمُ
لَنا قَريبانِ في قَلبَينِ رَدَّهُما
إِلى الصَفاءِ هَوىً بادٍ وَمُكتَتَمُ
حَتّى إِذا لَم نَخَف نَقضَ الهَوى وَصَفَت
لَنا المَوَدَّةُ حَتّى ماؤُها سَجِمُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 05:58 PM
إِنَّ الزَمانَ اِنثَنى عَنّي بِغُمَّتِهِ
وَصَدرُ حَسرَتِهِ يَغلي وَيَضطَرِمُ
ما زالَ يَخضَعُ مُذ أَورَقتَ لي عِدَةً
فَكَيفَ يَصنَعُ لَو قَد أَثمَرَت نَعَمُ
فَأَيقِظِ الفِعلَ يَقضِ القَولُ نَومَتَهُ
وَقَد حَكى سوءُ ظَنٍّ أَنَّ ذا حُلُمُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 05:58 PM
صَمصامَتي اِتَّهَموني مِن صِيانَتِها
هَل كانَ عَمرٌو عَلى الصَمصامِ يُتَّهَمُ
سَيفي الَّذي حَدُّهُ مِن جانِبي أَبَداً
نابٍ وَمِن جانِبِ القَومِ العِدى خَذِمُ
ذُقنا الصُدودَ فَلَمّا اِقتادَ أَرسُنَنا
حَنَّت حَنينَ عَجولٍ بَينَنا الرَحِمُ
سَيَعلَمُ الهَجرُ أَنّا مِن إِساءَتِهِ
وَظُلمِهِ بِالوِصالِ العَذبِ نَنتَقِمُ
أَمّا الوُجوهُ فَكانَت وَهيَ عابِسَةٌ
أَمّا القُلوبُ فَكانَت وَهيَ تَبتَسِمُ
سَعايَةٌ مِن رِجالٍ لا طَباخَ بِهِم
قالوا بِما جَهِلوا فينا وَما عَلِموا
سَعَوا فَلَمّا تَلاقَت وُحشُنا زَعَمَت
أَخلاقُنا الغُرُّ فينا غَيرَ ما زَعَموا
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 05:59 PM
وَما خَيرُ حِلمٍ لَم تَشُبهُ شَراسَةٌ
وَما خَيرُ لَحمٍ لايَكونُ عَلى عَظمِ
وَهَل غَيرُ أَخلاقٍ كِرامٍ تَكافَأَت
فَمِن خُلُقٍ طَلقٍ وَمِن خُلُقٍ جَهمِ
نُجومٌ فَهَذا لِلضِياءِ إِذا بَدا
تَجَلّى الدُجى عَنهُ وَذَلِكَ لِلرَجمِ
فَإِن لَم تَطيبا لي جَميعاً فَإِنَّهُ
نَهى عُمَرٌ عَن أَكلِ أُدمَينِ في أَدمِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:00 PM
أَإِيّايَ جارى القَومُ في الشِعرِ ضَلَّةً
وَقَد عايَنوا تِلكَ القَلائِدَ مِن نَظمي
طَلَعتُ طُلوعَ الشَمسِ في كُلِّ تَلعَةٍ
وَأَشرَفتُ إِشرافَ السِماكِ عَلى الخَصمِ
وَما أَنا بِالغَيرانِ مِن دونِ جارِهِ
إِذا أَنا لَم أُصبِح غَيوراً عَلى العِلمِ
لَصيقُ فُؤادي مُذ ثَلاثونَ حِجَّةً
وَصَيقَلُ ذِهني وَالمُرَوِّحُ عَن هَمّي
أَبى ذاكَ صَبرٌ لايَقيلُ عَلى الأَذى
فُواقاً وَنَفسٌ لاتَمَرَّغُ في الظُل
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:00 PM
لَولا القَديمُ وَحُرمَةٌ مَرعِيَّةٌ
لَقَطَعتُ مابَيني وَبَينَ هِشامِ
لاحُرمَةَ الأَدَبِ القَديمِ يَحوطُها
وَأَراهُ يَجهَلُ حُرمَةَ الإِسلامِ
فَكَأَنَّما كانَت مَوَدَّتُنا لَهُ
وَإِخاؤُنا حُلماً مِنَ الأَحلامِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:01 PM
مَن نامَ عَن مَكرُمَةٍ عامِداً
فَلَستَ عَنها الدَهرَ بِالنائِمِ
لَم يُرَ في عِترَتِهِ مِثلُهُ
أَنصَفَ لِلمَظلومِ مِن ظالِمِ
لَكِنَّهُ يَمطُلُ حَقّاً مَضى
بِهِ لِيَ التَسجيلُ مِن حاكِمِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:01 PM
أَلا تَرى ما أَصدَقَ الأَنواءَ
قَد أَفنَتِ الحَجرَةَ وَاللَأواءَ
فَلَو عَصَرتَ الصَخرَ صارَ ماءَ
مِن لَيلَةٍ بِتنا بِها لَيلاءَ
إِن هِيَ عادَت لَيلَةً عِداءا
أَصبَحَتِ الأَرضُ إِذَن سَماءَ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:02 PM
تَبَدَّلَ الشَبابَ بِالمَشيبِ
كَم آنَسَت مِن جانِبٍ غَريبِ
وَفَتَّقَت مِن مِذنَبٍ يَعبوبِ
وَغَلَبَت مِن الثَرى المَغلوبِ
وَنَفَّسَت عَن بارِضٍ مَكروبِ
وَسَكَّنَت مِن نافِرِ الجَنوبِ
وَأَقنَعَت مِن بَلَدٍ رَغيبِ
يَحفَظُ عَهدَ الغَيثِ بِالمَغيبِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:04 PM
لَم أَرَ عيراً جَمَّةَ الدُؤوبِ
تُواصِلُ التَهجيرَ بِالتَأويبِ
أَبعَدَ مِن أَينٍ وَمِن لَغوبِ
مِنها غَداةَ الشارِقِ المَهضوبِ
نَجائِباً وَلَيسَ مِن نَجيبِ
شَبّابَةَ الأَعناقِ بِالعُجوبِ
كَاللَيلِ أَو كَاللوبِ أَو كَالنوبِ
مُنقادَةً لِعارِضٍ غِربيبِ
كَالشيعَةِ اِلتَفَّت عَلى النَقيبِ
آخِذَةً بِطاعَةِ الجَنوبِ
ناقِضَةً لِمَرَرِ الخُطوبِ
تَكُفُّ غَربَ الزَمَنِ العَصيبِ
مَحّاءَةً لِلأَزمَةِ اللَزوبِ
مَحوَ اِستِلامِ الرُكنِ لِلذُنوبِ
لَمّا بَدَت لِلأَرضِ مِن قَريبِ
تَشَوَّفَت لِوَبلِها السَكوبِ
تَشَوُّفَ المَريضِ لِلطَبيبِ
وَطَرَبَ المُحِبِّ لِلحَبيبِ
وَفَرحَةَ الأَديبِ بِالأَديبِ
وَخَيَّمَت صادِقَةَ الشُؤبوبِ
فَقامَ فيها الرَعدُ كَالخَطيبِ
وَحَنَّتِ الريحُ حَنينَ النيبِ
وَالشَمسُ ذاتُ حاجِبٍ مَحجوبِ
قَد غَرَّبَت مِن غَيرِ ما غُروبِ
وَالأَرضُ في رِدائِها القَشيبِ
في زاهِرٍ مِن نَبتِها رَطيبِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:05 PM
طَلَعَت شَمسٌ عَلَينا
مِن دِنانٍ تَتَوَجّا
لَذَّةُ الطَعمِ تَمُجُّ المِسكَ
في الأَقداحِ مَجّا
كَسَتِ الشَيخَ شَباباً
فَاِكتَسى شِكلاً وَغُنجا
فَقَضَينا مَنسِكَ اللَهِ
وَإِن لَم نَنوِ حَجّا
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:06 PM
الغَيمُ مِن بَينِ مَغبوقٍ وَمُصطَبَحِ
مِن ريقِ مُكتَفِلاتٍ بِالثَرى دُلُحِ
دُهمٍ إِذا ضَحِكَت في رَوضَةٍ طَفِقَت
عُيونُ نُوّارِها تَبكي مِنَ الفَرَحِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:07 PM
ما اِبيَضَّ وَجهُ المَرءِ في طَلَبِ العُلى
حَتّى يُسَوَّدَ وَجهُهُ في البيدِ
وَصَدَقتِ إِنَّ الرِزقَ يَطلُبُ أَهلَهُ
لَكِن بِحيلَةِ مُتعَبٍ مَكدودِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:07 PM
لاخَيرَ في قُربى بِغَيرِ مَوَدَّةٍ
وَلَرُبَّ مُنتَفِعٍ بِوُدِّ أَباعِدِ
وَإِذا القَرابَةُ أَقبَلَت بِمَوَدَّةٍ
فَاِشدُد لَها كَفَّ القَبولِ بِساعِدِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:08 PM
خَليلَيَّ ما أَرتَعتُ طَرفِيَ بَهجَةً
وَما اِنبَسَطَت مِنّي إِلى لَذَّةٍ يَدُ
وَلا اِستَحدَثَت نَفسي خَليلاً مُجَدَّداً
فَيُذهِلُني عَنهُ الخَليلُ المُجَدَّدُ
وَلا حُلتُ عَن عَهدي الَّذي قَد عَهِدتُما
فَدوما عَلى العَهدِ الَّذي كُنتُ أَعهَدُ
فَإِن تَختَلوا دوني بِأُنسٍ وَلَذَّةٍ
فَإِنّي بِطولِ البَثِّ وَالشَوقِ مُفرَدُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:08 PM
جَزى اللَهُ أَيّامَ الفِراقِ مَلامَةً
كَما لَيسَ يَومٌ في التَفَرُّقِ يُحمَدُ
إِذا ما اِنقَضى يَومٌ بِشَوقٍ مُبَرِّحٍ
أَتى بِاِشتِياقٍ فادِحٍ بَعدَهُ غَدُ
فَلَم يُبقِ مِنّي طولُ شَوقي إِلَيهِمُ
سِوى حَسَراتٍ في الحَشى تَتَرَدَّدُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:09 PM
حَمادِ مِن نَوءٍ لَهُ حَمادِ
في ناحِراتِ الشَهرِ لا الدَآدِ
أَطلَقَ مِن صَرٍّ وَمِن تَوادِ
فَجاءَ يَحدوها فَنِعمَ الحادي
سارِيَةً مُسمِحَةَ القِيادِ
مُسوَدَّةً مُبيَضَّةَ الأَيادي
سَهّادَةً نَوّامَةً بِالوادي
كَثيرَةَ التَعريسِ بِالوِهادِ
نَزّالَةً عِندَ رِضا العِبادِ
قَد جُعِلَت لِلمَحلِ بِالمِرصادِ
سيقَت بِبَرقٍ ضَرِمِ الزِنادِ
كَأَنَّهُ ضَمائِرُ الأَغمادِ
ثُمَّ بِرَعدٍ صَخِبِ الإِرعادِ
يَسلُقُها بِأَلسُنٍ حِدادِ
لَمّا سَرَت في حاجَةِ البِلادِ
وَلَحِقَ الأَعجازُ بِالهَوادي
فَاِختَلَطَ السَوادُ بِالسَوادِ
أَظفَرَتِ الثَرى بِما يُغادي
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:10 PM
إِنّي نَظَرتُ وَلا صَوابَ لِعاقِلٍ
فيما يَهُمُّ بِهِ إِذا لَم يَنظُرِ
فَإِذا كِتابُكَ قَد تُخِيِّرَ لَفظُهُ
وَإِذا كِتابي لَيسَ بِالمُتَخَيِّرِ
وَإِذا رُسومٌ في كِتابِكَ لَم تَدَع
شَكّاً لِنَظّارٍ وَلا مُتَفَكِّرِ
شَكلٌ وَنَقطٌ لا يُخيلُ كَأَنَّهُ ال
خيلانُ لاحَت بَينَ تِلكَ الأَسطُرِ
يُنبيكَ عَن رَفعِ الكَلامِ وَخَفضِهِ
وَالنَصبِ مِنهُ بِحالِهِ وَالمَصدَرِ
وَيُريكَ ما اِلتَبَسَت عَلَيكَ وُجوهُهُ
حَتّى تُعانِيَهُ بِأَحسَنِ مَنظَرِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:10 PM
كانَ لِنَفسي أَمَلٌ فَاِنقَضى
فَأَصبَحَ اليَأسُ لَها مَعرِضا
أَسخَطَني دَهرِيَ بَعدَ الرِضا
وَاِرتَجَعَ العُرفَ الَّذي قَد مَضى
لَم يَظلِمِ الدَهرُ وَلَكِنَّهُ
أَقرَضَني الإِحسانَ ثُمَّ اِقتَضى
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:11 PM
وَلَو أَنَّني أَعطَيتُ يَأسي نَصيبَهُ
إِذَن لَأَخَذتُ الحَزمَ مِن مَأخَذٍ سَهلِ
وَكانَ وَرائي مِن صَريمَةِ طَيِّئٍ
وَمَعنٍ وَوَهبٍ عَن أَمامِيَ ما يُسلي
فَلَم يَكُ ما جَرَّعتُ نَفسي مِنَ الأَسى
وَلَم يَكُ ما جَرَّعتُ قَومي مِنَ الثُكلِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:21 PM
عَصَيتُ شَبا عَزمي لِطاعَةِ حَيرَةٍ
دَعَتني إِلى أَن أَفتَحَ القُفلَ بِالقُفلِ
وَأَبسُطَ مِن وَجهي الَّذي لَو بَذَلتُهُ
إِلى الأَرضِ مِن نَعلي لَما نَقَبَت نَعلي
عِداتٌ كَرَيعانِ السَرابِ إِذا جَرى
تُنَشَّرُ عَن مَنعٍ وَتُطوى عَلى مَطلِ
لِئامٌ طَغامٌ أَو كِرامٌ بِزَعمِهِم
سَواسِيَةٌ ما أَشبَهَ الحولَ بِالقُبلِ
فَلَو شاءَ مَن لَو شاءَ لَم يَثنِ أَمرَهُ
لَصَيَّرَ فَضلَ المالِ عِندَ ذَوي الفَضلِ
وَلَو أَنَّني أَعطَيتُ يَأسي نَصيبَهُ
إِذَن لَأَخَذتُ الحَزمَ مِن مَأخَذٍ سَهلِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:21 PM
بِنَفسِيَ أَرضُ الشامِ لا أَيمَنُ الحِمى
وَلا أَيسَرُ الدَهنا وَلا وسَطُ الرَملِ
وَلَم أَرَ مِثلي مُستَهاماً بِمِثلِكُم
لَهُ مِثلُ قَلبي فيهِ ما فيهِ لا يَغلي
عَدَتنِيَ عَنكُم مُكرَهاً غُربَةُ النَوى
لَها طَربَةٌ في أَن تُمِرَّ وَلا تُحلي
إِذا لَحَظَت حَبلاً مِنَ الحَيِّ مُحصَداً
رَمَتهُ فَلَم يَسلَم بِناقِضَةِ الفَتلِ
أَتَت بَعدَ هَجرٍ مِن حَبيبٍ فَحَرَّكَت
صُبابَةَ ما أَبقى الصُدودُ مِنَ الوَصلِ
أَخَمسَةُ أَحوالٍ مَضَت لِمَغيبِهِ
وَشَهرانِ بَل يَومانِ نِكلٌ مِنَ النِكلِ
تَوانى وَشيكُ النُجعِ عَنهُ وَوُكِّلَت
بِهِ عَزَماتٌ أَوقَفَتهُ عَلى رِجلِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:22 PM
سَقى الرائِحُ الغادي المُهَجِّرُ بَلدَةً
سَقَتنِيَ أَنفاسَ الصَبابَةِ وَالخَبلِ
سَحاباً إِذا أَلقَت عَلى خِلفِهِ الصَبا
يَداً قالَتِ الدُنيا أَتى قاتِلُ المَحلِ
إِذا ما اِرتَدى بِالبَرقِ لَم يَزَلِ النَدى
لَهُ تَبَعاً أَو يَرتَدي الرَوضُ بِالبَقلِ
إِذا اِنتَشَرَت أَعلامُهُ حَولَهُ اِنطَوَت
بُطونُ الثَرى مِنهُ وَشيكاً عَلى حَملِ
تَرى الأَرضَ تَهتَزُّ اِرتِياحاً لِوَقعِهِ
كَما اِرتاحَتِ البِكرُ الهَدِيُّ إِلى البَعلِ
فَجادَ دِمَشقاً كُلَّها جودَ أَهلِها
بِأَنفُسِهِم عِندَ الكَريهَةِ وَالبَذلِ
سَقاهُم كَما أَسقاهُمُ في لَظى الوَغى
بِبيضِ صَفيحِ الهِندِ وَالسُمُرِ الذُبلِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:23 PM
إِن يَسَّرَ اللَهُ أَمراً أَثمَرَت مَعَهُ
مِن حَيثُ أَورَقَتِ الحاجاتُ وَالأَمَلُ
فَما صِلائِيَ إِن كانَ الصِلاءُ بِها
جَمرَ الغَضا الجَزلِ إِلّا السَيرُ وَالإِبلُ
المُرضِياتُكَ ما أَرغَمتَ آنُفَها
وَالهادِياتُكَ وَهيَ الشُرَّدُ الضُلُلُ
تُقَرِّبُ الشُقَّةَ القُصوى إِذا أَخَذت
سِلاحَها وَهُوَ الإِرقالُ وَالرَمَلُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:23 PM
ما لِلشِتاءِ وَما لِلصَيفِ مِن مَثَلٍ
يَرضى بِهِ السَمعُ إِلّا الجودُ وَالبَخَلُ
أَما تَرى الأَرضَ غَضبى وَالحَصى قَلِقٌ
وَالأُفقَ بِالحَرجَفِ النَكباءِ يَقتَتِلُ
مَن يَزعَمُ الصَيفَ لَم تَذهَب بَشاشَتُهُ
فَغَيرُ ذَلِكَ أَمسى يَزعُمُ الجَبَلُ
غَدا لَهُ مِغفَرٌ في رَأسِهِ يَقَقٌ
لاتَهتِكُ البيضُ فَودَيهِ وَلا الأَسَلُ
إِذا خُراسانُ عَن صِنِّبرِها كَشَرَت
كانَت قَتاداً لَنا أَنيابُها العُصُلُ
يُمسي وَيُضحي مُقيماً في مَبائَتِهِ
وَبَأسُهُ في كُلى الأَقوامِ مُرتَحلُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:24 PM
كَالصابِ مَن يَذُقهُ لا يَستَحلِهِ
إِلّا بِأَن يَسكُنَ تَحتَ ظِلِّهِ
مُفيدُ جَزلِ المالِ مُعطي جَزلِهِ
يَحويهِ مِن حَرامِهِ وَحِلِّهِ
وَيجعَلُ النائِلَ أَدنى سُبلِهِ
وَبَلَدٍ نائي المَحَلِّ مَحلِهِ
رَمَيتُهُ مِنَ السُرى بِنَبلِهِ
بِبازِلٍ مُقابَلٍ في بُزلِهِ
مِثلي سَرى في مِثلِهِ بِمِثلِهِ
وَمَلِكٌ في كِبرِهِ وَنُبلِهِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:25 PM
أَقولُ لَها وَقَد أَوحَت بِعَينٍ
إِلَيَّ تَشَكِّيَ الدَنِفِ السَقيمِ
بُكورُكِ أَشعَرُ الثَقلَينِ طُرّاً
وَأَوفى الناسِ في حَسَبٍ صَميمِ
فَمالَكِ تَشتَكينَ وَأَنتِ تَحتي
وَتَحتَ مُحَمَّدٍ بَدرِ النُجومِ
مَتى أَظمَتكِ هاجِرَةٌ فَشيمي
أَنامِلَهُ تُرَوِّكِ بِالنَسيمِ
وَإِن غَشِيَتكِ ظَلماءٌ تَجَلّى
بِغُرَّتِهِ دُجى اللَيلِ البَهيمِ
فَمَرَّت مِثلَما يَمشي شَهيدٌ
سَوِيّاً في صِراطٍ مُستَقيمِ
وَلَولا اللَهُ يَومَ مِنىً لَأَبدَت
هَواها كُلُّ ذاتِ حَشىً هَضيمِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:25 PM
أَتَيتُ القَادِسِيَّةَ وَهيَ تَرنو
إِلَيَّ بِعَينِ شَيطانٍ رَجيمِ
فَما بَلَغَت بِنا عُسفانَ حَتّى
رَنَت بِلِحاظِ لُقمانِ الحَكيمِ
وَبَدَّلَها السُرى بِالجَهلِ حِلماً
وَقَدَّ أَديمَها قَدَّ الأَديمِ
أَذابَ سَنامَها قَطعُ الفَيافي
وَمَزَّقَ جِلدَها نَضجُ العَصيمِ
طَواها طَيُّها الموماةَ وَخداً
إِلى أَجبالِ مَكَّةَ وَالحَطيمِ
رَمَت خُطُواتِها بِبَني خَطايا
مُواشِكَةً إِلى رَبٍّ كَريمِ
بِكُلِّ بَعيدَةِ الأَرجاءِ تيهٍ
كَأَنَّ أُوارَها وَهجُ الجَحيمِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:26 PM
فَلا عَجَبٌ وَإِن كَظَّت رِكابي
بِأَرضٍ طارَ طائِرُها المَشومُ
فَقَد فارَقتُ بِالغَربِيِّ داراً
بِأَرضِ الشامِ حَفَّ بِها النَعيمُ
هِيَ الوَطَنُ الَّذي فارَقتُ فيهِ
وَفارَقَني المُساعِدُ وَالنَديمُ
وَكُنتُ بِها المُمَنَّعُ غَيرَ وَغدٍ
وَلا نَكدٍ إِذا حَلَّ العَظيمُ
فَإِن أَكُ قَد حَلَلتُ بِدارِ هونِ
صَبَوتُ بِها فَقَد يَصبو الحَليمُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:26 PM
مالِلفِرَاقِ تَفَرَّقَت أَعضاؤُهُ
مازَالَ يَعصِفُ بِاللّقاءِ قَدِيما
مازِلتُ بعدَكَ يا أَخي في حَسرَةٍ
وَتَلَدُّدٍ حَتّى أَراكَ سَليما
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:27 PM
هَذا كِتابُ فَتىً لَهُ هِمَمٌ
ساقَت إِلَيكَ رَجاءَهُ هِمَمُه
غَلَّ الزَمانُ يَدَي عَزيمَتِهِ
وَهَوَت بِهِ مِن حالِقٍ قَدَمُه
وَتَواكَلَتهُ ذَوو قَرابَتِهِ
وَطَواهُ عَن أَكفائِهِ عَدَمُه
أَفضى إِلَيكَ بِسِرِّهِ قَلَمٌ
لَو كانَ يَعقِلُهُ بَكى قَلَمُه
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:28 PM
يامَوتَهُ لَم تَدَع ظَرفاً وَلا أَدَباً
إِلّا حَكَمتَ بِهِ لِلَّحدِ وَالكَفَنِ
لِلَّهِ أَلحاظُهُ وَالمَوتُ يَكسِرُها
كَأَنَّ أَجفانَهُ سَكرى مِنَ الوَسَنِ
يَرُدُّ أَنفاسَهُ كَرهاً وَتَعطِفُها
يَدُ المَنِيَّةِ عَطفَ الريحِ لِلغُصُنِ
ياهَولَ ما أَبصَرَت عَيني وَما سَمِعَت
أُذني فَلا بَقِيَت عَيني وَلا أُذُني
لَم يَبقَ مِن بَدَني جُزءٌ عَلِمتُ بِهِ
إِلّا وَقَد حَلَّهُ جُزءٌ مِنَ الحَزَنِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:29 PM
فَلا الأَحداثُ بِالأَحداثِ تُرجى
فَواضِلُهُم وَلا الشيخانُ شيبُ
كِلا طَعمَيهِمُ سَلَعٌ وَصابٌ
فَأَيُّ مَذاقَتَيهِم تَستَطيبُ
وَما فَضلُ العِتاقِ إِذا أَلَظَّت
بِها وَتَأَثَّلَت فيها العُيوبُ
أَتُمتَحَنُ القِسِيُّ بِغَيرِ نَبلٍ
أَيُخطِئُ مُبتَليها أَم يُصيبُ
أَلِلغِمدِ المَشوفِ عَلَيكَ رَدٌّ
وَلَيسَ لُبابَهُ ذَكَرٌ خَشيبُ
تَحَيَّفَتِ الأُمورُ أَبا سَعيدٍ
وَضاقَ بِأَهلِهِ اللَقمُ الرَكوبُ
وَأَمسى الناسُ في عَمياءَ أَلوى
بِأَنجُمِها وَأَشمُسِها الغُروبُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:29 PM
وَكَم عَدَوِيَّةٍ مِن سِرِّ عَمرٍو
لَها حَسَبٌ إِذا اِنتَسَبَت حَسيبُ
لَها مِن طَيِّئٍ أُمٌّ حَصانٌ
نَجيبَةُ مَعشَرٍ وَأَبٌ نَجيبُ
تَمَنّى أَن يَعودَ لَها حَبيبٌ
مُنىً شَطَطاً وَأَينَ لَها حَبيبُ
وَلَو بَصُرَت بِهِ لَرَأَت جَريضاً
بِماءِ الدَهرِ حِليَتُهُ الشُحوبُ
كَنَصلِ السَيفِ عُرِّيَ مِن كِساهُ
وَفَلَّت مِن مَضارِبِهِ الخُطوبُ
زَعيماً بِالغِنى أَو نَدبِ نَوحٍ
تُعَطَّطُ في مَآتِمِهِ الجُيوبُ
فَأَصبَحَ حَيثُ لا نَقعٌ لِصادٍ
وَلا نَشَبٌ يَلوذُ بِهِ حَريبُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:30 PM
سَقى اللَهُ البِقاعَ فَحَيثُ راقَت
جِبالُ الثَلجِ رَحباً وَالرَحيبُ
وَصابَ الغوطَةَ الخَضراءَ أَعدى
وَأَغزَرَ ما يَجودُ وَما يَصوبُ
مِنَ الأَنواءِ مُنهَمِرٌ مُلِتٌّ
لِفَودَيهِ الكَثافَةُ وَالهُدوبُ
إِذا اِلتَمَعَت صَواعِقُهُ وَطارَت
عَقائِقُهُ وَفَضَّتهُ الجَنوبُ
حَسِبتَ البيضَ فيهِ مُصلَتاتٍ
هَجيراً سَلَّها يَومٌ عَصيبُ
وَكانَ بِهِ سَواحينٌ تُهَمّي
عَزالَيهِ الظَواهِرُ وَالغُيوبُ
بِلادٌ أَفقَدَتنيها هَناتٌ
يُشَيِّبُ كَرُّها مَن لايَشيبُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:31 PM
خَطَبَت خُطوبَ الدَهرِ مِنهُ خُطَّةً
نَتَجَت عَلَيهِ تَجارِباً وَنُكوبا
صَرَمَت حِبالَ الدَهرِ مِنهُ صَرمَةً
تَرَكَت بِقَلبِ النائِباتِ وَجيبا
وَلَرُبَّما اِستَبكَتهُ نَكبَةُ حادِثٍ
نَكَأَت بِباطِنِ صَفحَتَيهِ نُدوبا
لا أَنَّهُ خَذَلَتهُ أَسبابُ الغِنى
أَو راحَ مِن سَلَبِ المُلوكِ سَليبا
لَكِنَّهُ عَجَبٌ وَلَيسَ بِمُعجِبٍ
أَن شامَ مِن حُكمِ الزَمانِ عَجيبا
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:31 PM
جَمَعنا العُلى بِالجودِ بَعدَ اِفتِراقِها
إِلَينا كَما الأَيّامُ يَجمَعُها الشَهرُ
بِنَجدَتِنا أَلقَت بِنَجدٍ بَعاعَها
سَحابُ المَنايا وَهيَ مُظلِمَةً كُدرُ
بِكُلِّ كَمِيٍّ نَحرُهُ غَرَضُ القَنا
إِذا اِضطَمَرَ الأَحشاءُ وَاِنتَفَخَ السَحرُ
فَأَعجِب بِهِ يَهدي إِلى المَوتِ نَحرَهُ
وَأَعجَبُ مِنهُ كَيفَ يَبقى لَهُ نَحرُ
يُشَيِّعُهُ أَبناءُ مَوتٍ إِلى الوَغى
يُشَيِّعُهُم صَبرٌ يُشَيِّعُهُ نَصرُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:32 PM
أَبى قَدرُنا في الجودِ إِلّا نَباهَةً
فَلَيسَ لِمالٍ عِندَنا أَبَداً قَدرُ
لِيُنجِح بِجودٍ مَن أَرادَ فَإِنَّهُ
عَوانٌ لِهَذا الناسِ وَهوَ لَنا بِكرُ
جَرى حاتِمٌ في حَلبَةٍ مِنهُ لَو جَرى
بِها القَطرُ شَأواً قيلَ أَيُّهُما القَطرُ
فَتىً دَخَرَ الدُنيا أُناسٌ وَلَم يَزَل
لَها باذِلاً فَاِنظُر لِمَن بَقِيَ الذُخرُ
فَمَن شاءَ فَليَفخَر بِما شاءَ مِن نَدىً
فَلَيسَ لِحَيٍّ غَيرَنا ذَلِكَ الفَخرُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:32 PM
لَنا جَوهَرٌ لَو خالَطَ الأَرضَ أَصبَحَت
وَبُطنانُها مِنهُ وَظُهرانُها تِبرُ
جَديلَةُ وَالغَوثُ اللَذَينِ إِلَيهِما
صَغَت أُذُنٌ لِلمَجدِ لَيسَ بِها وَقرُ
مَقاماتُنا وَقفٌ عَلى الحِلمِ وَالحِجى
فَأَمرَدُنا كَهلٌ وَأَشيَبُنا حَبرُ
أَلَنّا الأَكُفَّ بِالعَطاءِ فَجاوَزَت
مَدى اللينِ إِلّا أَنَّ أَعراضَنا الصَخرُ
كَأَنَّ عَطايانا يُناسِبنَ مَن أَتى
وَلا نَسَبٌ يُدنيهِ مِنّا وَلا صِهرُ
إِذا زينَةُ الدُنيا مِنَ المالِ أَعرَضَت
فَأَزيَنُ مِنها عِندَنا الحَمدُ وَالشُكرُ
وُكورُ اليَتامى في السِنينَ فَمَن نَبا
بِفَرخٍ لَهُ وَكرٌ فَنَحنُ لَهُ وَكرُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:33 PM
وَما القَفرُ بِالبيدِ القَواءِ بَل الَّتي
نَبَت بي وَفيها ساكِنوها هِيَ القَفرُ
وَمَن قامَرَ الأَيّامَ عَن ثَمراتِها
فَأَحجِ بِها أَن تَنجَلي وَلَها القَمرُ
فَإِن كانَ ذَنبي أَنَّ أَحسَنَ مَطلَبي
أَساءَ فَفي سوءِ القَضاءِ لِيَ العُذرُ
قَضاءِ الَّذي ما زالَ في يَدِهِ الغِنى
ثَنى غَربَ آمالي وَفي يَدِيَ الفَقرُ
رَضيتُ وَهَل أَرضى إِذا كانَ مُسخِطي
مِنَ الأَمرِ ما فيهِ رِضا مَن لَهُ الأَمرُ
وَأَشجَيتُ أَيّامي بِصَبرٍ جَلَونَ لي
عَواقِبَهُ وَالصَبرُ مِثلُ اِسمِهِ صَبرُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:33 PM
تَصَدَّت وَحَبلُ البَينِ مُستَحصِدٌ شَزرُ
وَقَد سَهَّلَ التَوديعُ ما وَعَّرَ الهَجرُ
بَكَتهُ بِما أَبكَتهُ أَيّامَ صَدرُها
خَلِيٌّ وَما يَخلو لَهُ مِن هَوىً صَدرُ
وَقالَت أَتَنسى البَدرَ قُلتُ تَجَلُّداً
إِذا الشَمسُ لَم تَغرُب فَلا طَلَعَ البَدرُ
فَأَذرَت جُماناً مِن دُموعٍ نِظامُها
عَلى الصَدرِ إِلّا أَنَّ صائِغَها الشَفرُ
وَما الدَمعُ ثانٍ عَزمَتي وَلَوَ اَنَّها
سَقى خَدَّها مِن كُلِّ عَينٍ لَها نَهرُ
جَمَعتُ شَعاعَ الرَأيِ ثُمَّ وَسَمتُهُ
بِحَزمٍ لَهُ في كُلِّ مُظلِمَةٍ فَجرُ
وَصارَعتُ عَن مِصرٍ رَجائي وَلَم يَكُن
لِيَصرَعَ عَزمي غَيرَ ماصَرَعَت مِصرُ
فَطَحطَحتُ سَدّاً سَدُّ ياجوجَ دونَهُ
مِنَ الهَمِّ لَم يُفرَغ عَلى زُبرِهِ قِطرُ
بِذِعلِبَةٍ أَلوى بِوافِرِ نَحضِها
فَتىً وافِرُ الأَخلاقِ لَيسَ لَهُ وَفرُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:34 PM
هَلِ اِجتَمَعَت عَليا مَعَدٍّ وَمَذحِجٍ
بِمُلتَحَمٍ إِلّا وَمِنّا أَميرُها
بَلِ اليَمَنُ اِستَعلَت لَدى كُلِّ مَوطِنٍ
وَصارَ لِطَيءٍ تاجُها وَسَريرُها
مُحَرَّمَةٌ أَكفالُ خَيلِيَ في الوَغى
وَمَكلومَةٌ لَبّاتُها وَنُحورُها
حَرامٌ عَلى أَرماحِنا طَعنُ مُدبِرٍ
وَتَندَقُّ بَأساً في الصُدورِ صُدورُها
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:35 PM
إِذا أَسَروا لَم يَأسِرِ البَأسُ عَفوَهُم
وَلَم يُمسِ عانٍ فيهِمُ وَهوَ كانِعُ
إِذا أَطلَقوا عَنهُ جَوامِعَ غُلِّهِ
تَيَقَّنَ أَنَّ المَنَّ أَيضاً جَوامِعُ
وَإِن صارَعوا في مَفخَرٍ قامَ دونَهُم
وَخَلفَهُمُ بِالجَدِّ جَدٌّ مُصارِعُ
عَلَوا بِجُنوبٍ موجِداتٍ كَأَنَّها
جُنوبُ فُيولٍ ما لَهُنَّ مَضاجِعُ
كَشَفتُ قِناعَ الشِعرِ عَن حُرِّ وَجهِهِ
وَطَيَّرتُهُ عَن وَكرِهِ وَهوَ واقِعُ
بِغُرٍّ يَراها مَن يَراها بِسَمعِهِ
فَيَدنو إِلَيها ذو الحِجى وَهوَ شاسِعُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:35 PM
إِذا طَيِّئٌ لَم تَطوِ مَنشورَ بَأسِها
فَأَنفُ الَّذي يُهدى لَها السُخطُ جادِعُ
هِيَ السُمُّ ما يَنفَكُّ في كُلِّ بَلدَةٍ
تَسيلُ بِهِ أَرماحُهُم وَهوَ ناقِعُ
أَصارَت لَهُم أَرضَ العَدُوِّ قَطائِعاً
نُفوسٌ لِحَدِّ المُرهَفاتِ قَطائِعُ
بِكُلِّ فَتىً ما شابَ مِن رَوعِ وَقعَةٍ
وَلَكِنَّهُ قَد شِبنَ مِنهُ الوَقائِعُ
إِذا ما أَغاروا فَاِحتَوَوا مالَ مَعشَرٍ
أَغارَت عَلَيهِم فَاِحتَوَتهُ الصَنائِعُ
فَتُعطي الَّذي تُعطيهِمُ الخَيلُ وَالقَنا
أَكُفٌّ لِإِرثِ المَكرُماتِ مَوانِعُ
هُمُ قَوَّموا دَرءَ الشَآمِ وَأَيقَظوا
بِنَجدٍ عُيونَ الحَربِ وَهيَ هَواجِعُ
يَمُدّونَ بِالبيضِ القَواطِعِ أَيدِياً
وَهُنَّ سَواءٌ وَالسُيوفُ القَواطِعُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:36 PM
أَنا اِبنُ الَّذينَ اِستُرضِعَ الجودُ فيهِمُ
وَسُمِّيَ فيهِم وَهوَ كَهلٌ وَيافِعُ
سَما بِيَ أَوسٌ في السَماءِ وَحاتِمٌ
وَزَيدُ القَنا وَالأَثرَمانِ وَرافِعُ
وَكانَ إِياسٌ ما إِياسٌ وَعارِقٌ
وَحارِثَةٌ أَوفى الوَرى وَالأَصامِعُ
نُجومٌ طَواليعٌ جِبالٌ فَوارِعُ
غُيوثٌ هَوامِيعٌ سُيولٌ دَوافِعُ
مَضَوا وَكَأَنَّ المَكرُماتِ لَدَيهِمُ
لِكَثرَةِ ما أَوصَوا بِهِنَّ شَرائِعُ
فَأَيُّ يَدٍ في المَجدِ مُدَّت فَلَم تَكُن
لَها راحَةٌ مِن جودِهِم وَأَصابِعُ
هُمُ اِستَودَعوا المَعروفَ مَحفوظَ مالِنا
فَضاعَ وَما ضاعَت لَدَينا الوَدائِعُ
بَهاليلُ لَو عايَنتَ فَضلَ أَكُفِّهِم
لَأَيقَنتَ أَنَّ الرِزقَ في الأَرضِ واسِعُ
إِذا خَفَقَت بالبَذلِ أَرواحُ جودِهِم
حَداها النَدى وَاِستَنشَقَتها المَطامِعُ
رِياحٌ كَريحِ العَنبَرِ المَحضِ في النَدى
وَلَكِنَّها يَومَ اللِقاءِ زَعازِعُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:36 PM
رُبىً شَفَعَت ريحُ الصَبا لِرِياضِها
إِلى الغَيثِ حَتّى جادَ وَهوَ هَوامِعُ
فَوَجهُ الضُحى غَدواً لَهُنَّ مُضاحِكٌ
وَجَنبُ النَدى لَيلاً لَهُنَّ مُضاجِعُ
كَساكِ مِنَ الأَنوارِ أَصفَرُ فاقِعٌ
وَأَبيَضُ ناصِعٌ وَأَحمَرُ ساطِعُ
لَئِن كانَ أَمسى شَملُ وَحشِكِ جامِعاً
لَقَد كانَ لي شَملٌ بِأُنسِكِ جامِعُ
أُسيءُ عَلى الدَهرِ الثَناءَ فَقَد قَضى
عَلَيَّ بِجَورٍ صَرفُهُ المُتَتابِعُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:37 PM
أَلا صَنَعَ البَينُ الَّذي هُوَ صانِعُ
فَإِن تَكُ مِجزاعاً فَما البَينُ جازِعُ
هُوَ الرَبعُ مِن أَسماءَ وَالعامُ رابِعٌ
لَهُ بِلِوى خَبتٍ فَهَل أَنتَ رابِعُ
أَلا إِنَّ صَبري مِن عَزائي بَلاقِعٌ
عَشِيَّةَ شاقَتني الدِيارُ البَلاقِعُ
كَأَنَّ السَحابَ الغُرَّ غَيَّبنَ تَحتَها
حَبيباً فَما تَرقا لَهُنَّ مَدامِعُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:37 PM
إِن كانَ غَيَّرَكَ الإِثراءُ وَالنِعَمُ
فَلَن يُغَيِّرَني عَن مَحتَدي العَدَمُ
إِذا أَناخَ عَلَيَّ الدَهرُ كَلكَلَهُ
قَراهُ صَبراً وَعَزماً مِنِّيَ الكَرَمُ
فَإِن عَلَتنِيَ مِن أَزمانِهِ ظُلَمٌ
صَبَرتُ نَفسِيَ حَتّى تُكشَفَ الظُلَمُ
فَكُلُّ هَذا مَنَحتُ الحادِثاتِ بِهِ
إِنّي اِمرُؤٌ لَيسَ تَرضى الضَيمَ لي الهِمَمُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:38 PM
إِذا ما شُبتَ حُسنَ الدينِ
مِنكَ بِصالِحِ الأَدَبِ
فَمِمَّن شِئتَ كُن فَلَقَد
فَلَحَت بِأَكرَمِ النَسَبِ
فَنَفسُكَ قَطُّ أَصلِحها
وَدَعني مِن قَديمِ أَبِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:38 PM
أَلِلعُمرِ في الدُنيا تُجِدُّ وَتَعمُرُ
وَأَنتَ غَداً فيها تَموتُ وَتُقبَرُ
تُلَقِّحُ آمالاً وَتَرجو نَتاجَها
وَعُمرُكَ مِمّا قَد تُرَجّيهِ أَقصَرُ
وَهَذا صَباحُ اليَومِ يَنعاكَ ضَوؤُهُ
وَلَيلَتُهُ تَنعاكَ إِن كُنتَ تَشعُرُ
تَحومُ عَلى إِدراكِ ما قَد كُفيتَهُ
وَتُقبِلُ بِالآمالِ فيهِ وَتُدبِرُ
وَرِزقُكَ لا يَعدوكَ إِمّا مُعَجَّلٌ
عَلى حالَةٍ يَوماً وَإِمّا مُؤَخَّرُ
وَلا حَولُ مَحتالٍ وَلا وَجهُ مَذهَبٍ
وَلا قَدَرٌ يُزجيهِ إِلّا المُقَدِّرُ
لَقَد قَدَّرَ الأَرزاقَ مَن لَيسَ عادِلاً
عَنِ العَدلِ بَينَ الناسِ فيما يُقَدِّرُ
فَلا تَأمَنِ الدُنيا إِذا هِيَ أَقبَلَت
عَلَيكَ فَما زالَت تَخونُ وَتُدبِرُ
فَما تَمَّ فيها الصَفوُ يَوماً لِأَهلِهِ
وَلا الرِفقُ إِلّا رَيثَما يَتَغَيَّرُ
وَما لاحَ نَجمٌ لا وَلا ذَرَّ شارِقٌ
عَلى الخَلقِ إِلّا حَبلُ عُمرِكَ يَقصُرُ
تَطَهَّر وَأَلحِق ذَنبَكَ اليَومَ تَوبَةً
لَعَلَّكَ مِنهُ إِن تَطَهَّرتَ تَطهُرُ
وَشَمِّر فَقَد أَبدى لَكَ المَوتُ وَجهَهُ
وَلَيسَ يَنالُ الفَوزَ إِلّا المُشَمِّرُ
فَهَذي اللَيالي مُؤذِناتُكَ بِالبِلى
تَروحُ وَأَيّامٌ بِذَلِكَ تَبكُرُ
وَأَخلِص بِذا لِلَّهِ صَدراً وَنِيَّةً
فَإِنَّ الَّذي تُخفيهِ يَوماً سَيَظهَرُ
وَقَد يَستُرُ الإِنسانُ بِاللَفظِ فِعلَهُ
فَيُظهِرُ مِنهُ الطَرفُ ما كانَ يَستُرُ
تَذَكَّر وَفَكِّر في الَّذي أَنتَ صائِرٌ
إِلَيهِ غَداً إِن كُنتَ مِمَّن يُفَكِّرُ
فَلا بُدَّ يَوماً أَن تَصيرَ لِحُفرَةٍ
بِأَثنائِها تُطوى إِلى يَومِ تُنشَرُ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:39 PM
أَرى أَلِفاتٍ قَد كُتِبنَ عَلى راسي
بِأَقلامِ شَيبٍ في مَهارِقِ أَنقاسِ
فَإِن تَسأَليني مَن يَخُطُّ حُروفَهُ
فَأَيدي اللَيالي تَستَمِدُّ بِأَنفاسي
جَرَت في قُلوبِ الغانِياتِ لِشَيبَتي
قُشَعريرَةٌ مِن بَعدِ لينٍ وَإِيناسِ
وَقَد كُنتُ أَجري في حَشاهُنَّ مَرَّةً
مَجارِيَ جاري الماءِ في قُضُبِ الآسِ
فَإِن أُمسِ مِن وَصلِ الكَواعِبِ آيِساً
فَآخِرُ آمالِ العِبادِ إِلى الياسِ
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:39 PM
تُحاوِلُ شَيئاً قَد تَوَلّى فَوَدَّعا
وَهَيهاتَ مِنهُ أَن يَعودَ فَيَرجِعا
خَشُنتَ عَلى التَأديبِ فَهماً وَمَنطِقاً
وَلِنتَ عَلى الأَيّامِ ليتاً وَأَخدَعا
وَأَقبَلَتِ الأَيّامُ تَرتادُ مَصرَعاً
لِجَنبِكَ فَاِرتَد إِذ تَيَقَّنتَ مَضجَعا
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 06:40 PM
أَلَم يَأنِ تَركي لاعَلَيَّ وَلا لِيا
وَعَزمي عَلى مافيهِ إِصلاحُ حالِيا
وَقَد نالَ مِنّي الشَيبُ وَاِبيَضَّ مَفرِقي
وَغالَت سَوادي شُهبَةٌ في قَذالِيا
وَحالَت بِيَ الحالاتُ عَمّا عَهِدتُها
بِكَرِّ اللَيالي وَاللَيالي كَما هِيا
أُصَوِّتُ بِالدُنيا وَلَيسَت تُجيبُني
أُحاوِلُ أَن أَبقى وَكَيفَ بَقائِيا
وَما تَبرَحُ الأَيّامُ تَحذِفُ مُدَّتي
بِعَدِّ حِسابٍ لا كَعَدِّ حِسابِيا
لِتَمحُوَ آثاري وَتُخلِقَ جِدَّتي
وَتُخلِيَ مِن رَبعي بِكُرهٍ مَكانِيا
كَما فَعَلَت قَبلي بِطَسمٍ وَجُرهُمٍ
وَآلِ ثَمودٍ بَعدَ عادِ بنِ عادِيا
وَأَبقى صَريعاً بَينَ أَهلي جَنازَةً
وَيَحوي ذَوو الميراثِ خالِصَ مالِيا
أَقولُ لِنَفسي حينَ مالَت بِصَغوِها
إِلى خَطَراتٍ قَد نَتَجنَ أَمانِيا
هَبيني مِنَ الدُنيا ظَفِرتُ بِكُلِّ ما
تَمَنَّيتُ أَو أُعطيتُ فَوقَ أَمانِيا
أَلَيسَ اللَيالي غاصِباتي بِمُهجَتي
كَما غَصَبَت قَبلي القُرونَ الخَوالِيا
وَمُسكِنَتي لَحداً لَدى حُفرَةٍ بِها
يَطولُ إِلى أُخرى اللَيالي ثَوائِيا
كَما أَسكَنَت ساماً وَحاماً وَيافِثاً
وَنوحاً وَمَن أَضحى بِمَكَّةَ ثاوِيا
فَقَد أَنِسَت بِالمَوتِ نَفسي لِأَنَّني
رَأَيتُ المَنايا يَختَرِمنَ حَياتِيا
فَيا لَيتَني مِن بَعدِ مَوتي وَمَبعَثي
أَكونُ رُفاتاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا
أَخافُ إِلَهي ثُمَّ أَرجو نَوالَهُ
وَلَكِنَّ خَوفي قاهِرٌ لِرَجائِيا
وَلَولا رَجائي وَاِتِّكالي عَلى الَّذي
تَوَحَّدَ لي بِالصُنعِ كَهلاً وَناشِيا
لَما ساغَ لي عَذبٌ مِنَ الماءِ بارِدٌ
وَلا طابَ لي عَيشٌ وَلا زِلتُ باكِيا
عَلى إِثرِ ما قَد كانَ مِنّي صَبابَةً
لَيالِيَ فيها كُنتُ لِلَّهِ عاصِيا
فَإِنّي جَديرٌ أَن أَخافَ وَأَتَّقي
وَإِن كُنتُ لَم أُشرِك بِذي العَرشِ ثانِيا
وَأَدَّخِرَ التَقوى بِمَجهودِ طاقَتي
وَأَركَبَ في رُشدي خِلافَ هَوائِيا
حبيب بن اوس
الحمدان
10-27-2024, 07:11 PM
أبلغ عزيزا فى ثنايا القلب منزله
أني وإن كنت لا ألقاه ألقاه
وإن طرفي موصول برؤيته
وإن تباعد عن سكناي سكناه
ياليته يعلم أني لست أذكره
وكيف أذكره إذ لست أنساهُ
يامن توهم أني لست أذكره
والله يعلم أني لست أنساه
إن غاب عني فالروح مسكنه
من يسكن الروح كيف القلب ينساه
....
الحمدان
10-27-2024, 07:13 PM
طَمئِن فُؤادَكَ فَالأقدَارُ حَانِيَةٌ
وَفِي الحَيَاةِ سُرُورٌ تعقُبُ الأَلَمَا
....
الحمدان
10-27-2024, 07:17 PM
دع الأيام تفعل ماتشاء
وطب نفسا اذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الاهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفاء
وان كثرت عيوبك في البرايا
وسرك ان يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب
يغطيه كما قيل السخاء
....
الحمدان
10-27-2024, 07:20 PM
إذا أخذنـيَ الموت ولم نَـلتقي،
فلا تنسى أنّي تَمنيتُ لقائك كثيرًا
محمود درويش
الحمدان
10-27-2024, 07:25 PM
لأنك ساكن فى كل كلي
أراك خيالى الأبهى وظلي
تجلى فيك طيف الأنس لحنا
فأوقعني بموسيقى التجلي
وتجذبنى جمالا يوسفيا
فتأسر مهجتي قلبى وعقلي
أنا لم أعتقد بالأنس يوما
فماذا لو غدوت الأنس قل لي
....
الحمدان
10-27-2024, 07:29 PM
هل حنَّ قلبُك مِثلما حنّينا
واشتاق كفّك للِسلام علينا
إن مرَّ في عينيك يومًا طيفُنا
واللهِ طيفك لم يغادرُ حِينا
....
الحمدان
10-27-2024, 07:32 PM
أتذكُرُ العهدَ الّذي لِي قُلتَهُ
الغدرُ بينَ قُلوبِنا لاعدمتك يُقبَلُ
ها أنتَ أهملتَ الفؤادَ وخُنتَهُ
للهِ ذنبُك أمثلُ قلبِي يُهمَلُ
....
الحمدان
10-27-2024, 07:35 PM
ياتاركًا روحي بِرغمِ تعلُّقي
رِفقًا بها فالبُعدُ ليسَ يُطاقُ
قد كُنتُ أحسبُ أنّ بُعدكَ هيّنٌ
فإذا بكُلّ الذكرياتِ وِثاقُ
....
الحمدان
10-27-2024, 07:36 PM
يُرَاقُبِني وَيَدرِي اَنَّ قَلبي
يَحسُ بِأنَّهُ منّي قَرِيبٌ
فَلَا هُوَ بِالذَّي أبدى هَوَاهُ
وَلَا هُوَ بِالذّي عَنِّي يَغَيبُ
....
الحمدان
10-27-2024, 07:39 PM
قتلتُ هواك بقلبي وروحي
وكم كان قتل هواك أليما
لقد كان موتًا على شكل حبٍّ
فكم ذقت منه عذابًا عظيما
وكم كنت أشكو إليك احتراقي
وأحسب قلبك قلبًا كريما
فما كان منك سوى أن ملكت
قيادي وكنت مَليكا ظلوما
سأختارُ بُعْدَكَ حتّى وإن
عاش قلبي بعد هواك يتيما
فقربك موت وبُعْدُكَ موتٌ
أشكرك ولكنّني اخترتُ موتًا
....
الحمدان
10-27-2024, 07:41 PM
سَتَذْكُرُنِي حِينَ الغِطَاءُ يَزُولُ
وتُنبِيكَ عَنِي الذِكْرَيَاتُ فُصُولُ
وَتُخْبِرُكَ الأَيَامُ أنَّكَ غَايَتِي
وأنَّكَ فِي كُلِ الصُرُوفِ جَمِيلُ
....
الحمدان
10-27-2024, 07:43 PM
وجاهدتُ ألا تسرقَ العينُ نظرةً
لوجهكِ عندَ البينِ كي لا أُفتَّتا
وسرتُ ورائي منكِ عُمرٌ مُضيَّعٌ
ولم ألتفتْ لكنَّ قلبي تلفَّتا
....
الحمدان
10-27-2024, 07:50 PM
عيناكِ قافيةٌ ووجهكِ مَطلعُ
والنارُ في شفتيكِ مالا يُشبَعُ
أنتِ القصيدةُ فاقبليني قارئاً
من حقّهِ أن يستريحَ المُبدعُ
تتمنعينَ عن الحديثِ تدللاً
وأنا لأحفظَ هيبَتي أتمنّعُ
اللهَ في القلب الذي أوقعتِهِ
من بسمةٍ وتركتِهِ يتقطَّعُ
خبأتِ أندلُساً بروحكِ كيفَ لا
أهواكِ لاأشتاقُ لاأتضعضعُ
وملكتِ مُلكاً في الهوى عن بعضِهِ
كسرى وقيصرُ عاجزانِ وتُبَّعُ
خلَعَت عليك الشمسُ من سُلطانها
حتى وددتُ لو انَّ قلبيَ يوشَعُ
أنا مركزُ التيهِ الكبير وليسَ لي
جهةٌ وأنتِ لكِ الجهاتُ الأربعُ
أنعمتِ حينَ مَنحتِ حُلمي واقعاً
وبفوق ذلكَ من نعيمِكِ أطمعُ
حقّي وقد بلغَ اشتياقي حدَّهُ
أنّي بجنَّاتِ الهوى أستمتعُ
صدري المليءُ بكلِّ مايُغريكِ أنْ
تتوسَّديهِ وتهجَعي لايَهجعُ
رقّي لهُ واستوعبيه إذا بدا
ضجِراً فما يُدريكِ مايتَجَرّعُ
كوني جناحيهِ لكلِّ عظيمَةٍ
يَرجو فبالمجدِ المؤثَّلِ يطمَعُ
ويضيعُ أحياناً فكوني دائماً
وطناً يحنُّ إلى ثراهُ ويرجعُ
وإذا حروفي أبهجتكِ تذكري
أنَّ الذي يَسقي رُباها المَدمَعُ
غيري يُمايلُ بالقصيدة رأسَهُ
طرباً بها وأنا الذي أتوجَّعُ
يافرصة العُمر الجميل وغايةً
عُليا على عرش الهوى تتربَّعُ
يارِقّةَ النَّهوَندِ من بعدِ الصَّبا
والقلبُ مُلتذٌّ بها يتَفَجَّعُ
أنا واقفٌ بالبابِ أحملُ وردةً
محظوظةً ومعي الهوى والأضلُعُ
ردّي عليَّ مهَابتي فأنا ومِن
تاريخِ أوَّل قُبلةٍ مُتزعزعُ
حذيفة العرجي
الحمدان
10-27-2024, 08:01 PM
ويأخذني إليك الشوقُ حتى
أراني في خيالاتي أذوبُ
فلا أنت القريبُ هنا أراهُ
ولا أنت البعيدُ فلا تجيبُ
عشقتكَ صادِقاً من كل قلبي
ومالي فيك ياقلبي نصيبُ
لقد فاضَ الهوى مني ولكن
إذا وُجدَ الهوى فُقد الحبيبُ
....
الحمدان
10-27-2024, 08:02 PM
وليسَ الهجرُ يؤلمني ولكن
جمالُ الذكريات يهزّ قلبي
أخادعُ حُزن روحي بالتمنيّ
فأينَ حنان ذاك القلب عني
....
الحمدان
10-27-2024, 08:04 PM
وإنْ هَزّت ريَاحُ اليَأسِ مَركبَنا
فَحُسنُ الظَّنِ باللهِ يُنجينا
....
الحمدان
10-27-2024, 08:05 PM
النَّفسُ تأنَسُ إن رَأتْ أحبَابَهَا
ورُتبَةُ الودِّ تَعلُو رُتبَةَ النَّسَبِ
....
الحمدان
10-27-2024, 08:21 PM
قال الفؤاد له حين ضممته
ياطبف بلّغ للحبيب هـيامي
أبلغه أنّ الـشّوق أرهق خافقي
بلّغ إليه مع الحنين سلامي
بلّغه كم أحتاجه في وحدتي
قد أرهقتني وحسة الأيام ام
....
الحمدان
10-27-2024, 08:26 PM
لاتعتذر من بعدِ كسرِكَ خاطري
فالروحُ ليست كالعظامِ لتُجبَرا
قد كان حظي من سهامِكَ وافرًا
وجعلتُ حظَّكَ من سماحي أوفرا
أوَ غرَّك الصفحُ الجميلُ فزدتَ بي
مكرًا وماكنتُ اللئيمَ لأغدُرا
اليومَ أشكو المكرَ منكَ لخالقي
(واللهُ خير الماكرينَ) غدًا ترى
....
الحمدان
10-27-2024, 08:27 PM
واموتُ مِن فرطِ اشتِياقي تارَةً
وأعيشُ لكنْ لستُ أعلمُ مابِيا
هل أنتَ مشتاقٌ إلي تُحِبُّني
أَم لستَ مشتاقا ولستَ مُباليا
....
الحمدان
10-27-2024, 08:37 PM
غَابُـوا وَزَادُوا فِي الغِيَابِ سِنِينَا
غَابُوا لِيَزدَادَ الحَنِينُ حَنِينَا
غَابُوا وَمَا عَلِمُوا بِأَنَّ غِيَابَهُم
سَلَبَ السَّعَادَةَ وَاستَحَالَ أًَنِينَا
هَذِهِ عُيُونِي قَد بَكَت لِفِرَاقِهِمُ
دَمعًَا مُذِيبًا لِلجُفُونِ سَخِينَا
....
الحمدان
10-27-2024, 08:46 PM
لي منك ذكرى في الفؤاد تذيبه
وعميق جُرحٍ لو تراه لأَوجعك
ودعت قلبي وَالسموم تلوكُه
وبعطرِ زهر الحب قلبي ودعك
وذرفتُ بعدك دمعَتَين مِن الدِّمَا
لاقَيتَ لَو عَانَيتَ مِثلِي مَصرَعَك
أَصلَيتَنِي فِي البُعدِ أَلفَ جَهَنَّمٍ
لَو ذُقتَ مَاقَد ذُقتُ مِنكَ لأَفجَعك
....
الحمدان
10-27-2024, 09:14 PM
وكلُّ الناسِ تُوْلَدُ ثم تفنى
ووحدَكَ أنتَ ميلادُ الحياةِ
وكلُّ الناسِ تُذكَرُ ثم تُنْسَى
وذِكْرُكَ أنتَ باقٍ في الصلاةِ
تردِّدهُ المآذنُ كلَّ وقتٍ
وينبضُ بالقلوب إلى المماتِ
يفوحُ المسكُ أنّى كنتَ تمشي
ووجهكَ نورُه عمَّ الجهاتِ
وقد تُعلي المكارمُ قدرَ قومٍ
ويعلو فيكَ قدرُ المَكرُماتِ
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد
الحمدان
10-27-2024, 09:17 PM
بالذُّل قد وافيتُ بابَك عالمًا
أنَّ التذلُّلَ عِند بابِكَ يَنفعُ
وجعلتُ معتمدِي عليكَ توكلًا
وبسطت كفِّي سَائلا أتضرعُ
....
الحمدان
10-27-2024, 09:20 PM
إيّاكَ أن تُعطي فؤادكَ للذي
ماإن تغيب إلى البديلِ يميلُ
واختر لقلبك مايليقُ بصدقهِ
ماكلّ من يأوي إليكَ خليلُ
إنّ المعادنَ إن صقلتَ عرفتها
فالماسُ فحمٌ والعقِيقُ نبيلُ
....
الحمدان
10-27-2024, 09:25 PM
وَدِدتُ مِنَ الشَوقِ الَّذي بِيَ أَنَّني
أُعارُ جَناحَي طائِرٍ فَأَطيرُ
فَما في نَعيمٍ بَعدَ فَقدِكِ لَذَّةٌ
وَلا في سُرورِ لَستِ فيهِ سُرورُ
وَإِنَّ اِمرَأً في بَلدَةٍ نِصفُ نَفسِهِ
وَنِصفٌ بِأُخرى إِنَّهُ لَصَبورُ
تَعَرَّفتُ جُثماني أَسيراً بِبَلدَةٍ
وَقَلبي بِأُخرى غَيرَ تِلكَ أَسيرُ
قيس بن ذريح
الحمدان
10-27-2024, 09:27 PM
يا أيُّها الصوتُ الّذي أحببتهُ
ورأيتُ فيه هدايتي ورَشادي
لكَ في الحضورِ تلهُّفي وتودُّدي
لك في الغياب محبّتي وودادي
احمد شوقي
الحمدان
10-27-2024, 09:28 PM
ولو أنّي تركتُ سراحَ قلبي
لطارَ إليك من قفص الضلوعِ
ولو أنّ الحنين لهُ جناحٌ
لحلَّقَ نحوكم دون الرجوعِ
وشوقكَ لايُقاس بحجم شوقي
ونار الشمس ليست كالشموعِ
حافظ ابراهيم
الحمدان
10-27-2024, 09:30 PM
أشارتْ بِطَرْفِ العَيْنِ خيفَةَ أَهْلِها
إشارةَ مَذْعورٍ وَلَمْ تَتَكلَّمِ
فَأَيْقَنْتُ أنَّ الطَّرْفَ قدْ قالَ مَرحبًا
وأهلًا وسهلًا بِالحبيبِ المُتيَّمِ
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
10-27-2024, 11:19 PM
المال مقسم والعِرْضُ منتهكٌ
والقَدْرُ محتقروالدم طوفان
لا راية لبني الإسلام ظاهرة
إذا تداعى خنازير وصُلبان
أين الجيوش التي تزهو بقوّتها
كأنها في نهار العرض بركان
أين الملايين من أموال أمتنا
فما لها في مجال الفصل برهان
هل عندكم نبأ مما يُعدُّ لكم
أم خدَّر القومَ لعَّابٌ وفنان
هل عندكم نبأ مما يُعدُّ لكم
فقد سرى بحديث القوم ركبان
واليوم مسرى نبي الله ضجَّ وقد
غشاه مرٌّ من التنكيل ألوان
ذل وضعف وتمثيل وملحمة
ما ذاقها في مدار الدهر إنسان
الخمر تشرب والأوتار صاخبة
وللرياضة فينا القدر والشان
أما لنا في كتاب الله من عِظةٍ
فقد دعانا لنصر الحق قرآن
أما لنا في طلوع الفجر من أملٍ
أما تبدد عنا الشك والرَّان
يا أمتي مزِّقي الأغلال وانتفضي
فالمجد لايمتطيه اليوم وسنان
عودي إلى الله فالأبواب مُشْرعة
وعِزةُ الله للأوَّاب عنوان
واستبشري فشعاع الفجر منتشر
وإن تجاهل نور الفجر عميان
وإن تراكم غيم الظلم واحتجبت
شمس النهار فللإشراق إبيان
....
الحمدان
10-27-2024, 11:23 PM
جبالِيا جباليا وينهضُ المعسكرُ
فكلُّ بيتٍ جمرةٌ وكلّ شبرٍ حجرُ
تقول يا أعداءنا جئناكمُ فانتظرو
هارون هاشم رشيد
الحمدان
10-27-2024, 11:25 PM
كلّ حِلمٍ أتى بغيرِ اقتدارٍ
حُجّةٌ لاجئٌ إليها اللئامُ
مَن يَهُنْ يسهُلِ الهوانُ عليهِ
ما لجرحٍ بميّتٍ إيلامُ
المتنبي
الحمدان
10-27-2024, 11:26 PM
وَأَتى العَذولُ وَقَد سَدَدتُ مَسامِعي
بِهَوىً يَرُدُّ مِنَ العَواذِلِ عَسكَرا
جَهِلَ العَذولُ بِأَنَّني في حُبِّكُم
سَهَرُ الدُجى عِندي أَلَذُّ مِنَ الكَرى
البهاء زهير
الحمدان
10-27-2024, 11:29 PM
لايكشفُ الغمَّاءَ إلا ابنُ حُرَّةٍ
يرى غمَراتِ الموتِ ثُمّ يزورها
نُقاسمهُمْ أسيافنا شرَّ قِسمةٍ
ففينا غواشيها وفيهم صُدورها
الغواشي: القوائم أو الأغماد
الحمدان
10-28-2024, 01:56 PM
قد عِيلَ صبرُك والظّلماءُ داجيةٌ
فاصـبـر قليلًا لعلّ الصُّبحَ ينبَلِجُ
....
الحمدان
10-28-2024, 02:01 PM
هو الرحمنُ جابِرُ كُل قلبٍ
لطيفٌ بِالمَسرَّةِ والبَلاءِ
فالحمدُ لله حمدًا دائمًا أبدًا
حمدَ امرئٍ لمزيدِ الله مُرتقبِ
بقلمي
الحمدان
10-28-2024, 02:03 PM
كالغَيثِ ذِكْرُكَ ياحَبيبي لمْ يَزَلْ
يَسْقي القلوبَ مَحَبَّةً ونَعِيمًا
ياسَيّدَ الثَّقلينِ حُزْتَ مَكانةً
ومقامَ عِزٍّ في النُّفوسِ عَظِيمًا
يامَنْ سَلَكْتُمْ نَهْجهُ وَسَبِيلهُ
صَلُّوا عَليهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا مُحمَّد
الحمدان
10-28-2024, 02:04 PM
اقنع بِحَظِك في دُنياكَ ما كانَا
وَعَزِّ نفسك إِن فارَقت أَوطانا
في اللَه مِن كُلِّ مَفقودٍ مَضى عِوَضٌ
فأشَعر القَلبَ سُلوانا وَإِيمانا
أَكُلَّما سنحت ذِكرى طَربتَ لَها
مَجَّت دُموعكَ في خدّيكَ طوفانا
....
الحمدان
10-28-2024, 02:06 PM
رسالتي لك....
لو تعلَّم نصف البشر
عدم التدخل فيما لايعنيهم
لعاش النصف الآخر بخير
بقلمي
الحمدان
10-28-2024, 02:24 PM
والعشقُ إنْ ملَكَ القلوبَ أذلّها
حتى يطولَ عناق ُ مَن تهواه
فوق الرموش ِ أراكَ طيفا ً ساكنا
لكنَّ حبَّكَ في الحشا سُكناه ُ
حبي لوجهك خالد ٌ ومخلد ٌ
أيموت ُ حبٌُّ في دمي مجراهُ
....
الحمدان
10-28-2024, 02:45 PM
صّلوا علىَ خير منْ وَطئ الثّرى
وسّلِمُوا حَتى تَنالوَا المُبتغى
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد
الحمدان
10-28-2024, 11:14 PM
متى تجمعِ القلبَ الذكيَّ وصارمًا
وأنفًا حميًّا تجتنبك المظالمُ
وكنت إذا قومٌ غزوني غزوتهم
فهل أنا في ذا يا لهمدان ظالمُ!
ولا صُلحَ حتى تعثرَ الخيلُ بالقنا
وتُضرب بالبيضِ الرّقاقِ الجماجمُ
عمرو بن براقة
الحمدان
10-28-2024, 11:17 PM
وإنْ كثُرتْ ذنوبِي يا إلظ°هي
أعودُ وأرتجي صفحًا وحبّا
وإنّي رغمَ ضعفي وافتقَاري
لغيركَ لا أمدُّ يدًا وقلبَا
عفاف عطاالله
الحمدان
10-28-2024, 11:18 PM
بالله هل كانَ قتلي في الهوى خطأً
أم جِئته عامدًا ظلمًا وعدوانا
عهدي كعهدك ما الدنيا تُغيّره
وإن تغيّر منك العهدُ ألوانا
ماصحَّ وُدي إلا اعتلَّ وُدك لي
ولا أطعتكَ إلا زدتَ عصيانا
ابن زيدون معاتبا
الحمدان
10-28-2024, 11:19 PM
إن قلتَ قال اللهُ قالَ رسولُهُ
همزوكَ همزَ المُنكرِ المُتَعَالي
ابن القيم
الحمدان
10-28-2024, 11:20 PM
لو كان لي بدلٌ ما اخترتُ غيرَكُمُ
فكيفَ ذاكَ وما لي غيرَكُمْ بدلُ
الشريف الرضي
الحمدان
10-28-2024, 11:21 PM
ومَن صَحِبَ الدُّنيا طوِيلًا تَقَلّبَت
عَلَى عَينِهِ حَتَّى يَرَى صِدقَهَا كِذْبَا
المتنبي
الحمدان
10-28-2024, 11:22 PM
إذا ماغبتَ كادَ إليْكَ قلبِي
فدتكَ النّفسُ مِن شوْقٍ يطيرُ
يطولُ اليوْمُ فيهِ لا أَرَاكُـم
ويومي عنْدَ رؤيتِكُم قصيرُ
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
10-28-2024, 11:23 PM
وَما صَبابَةُ مُشتاقٍ عَلى أَمَلٍ
مِنَ اللِقاءِ كَمُشتاقٍ بِلا أَمَلِ
مَتى تَزُر قَومَ مَن تَهوى زِيارَتَها
لا يُتحِفوكَ بِغَيرِ البيضِ وَالأَسَلِ
وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ
أَنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ
المتنبي
الحمدان
10-28-2024, 11:24 PM
شقَّت لها الشَّمسُ ثوبًا مِن مَحاسِنِها
فالوَجهُ لِلشَّمسِ والعَينانِ لِلرِّيمِ
ابن نباتة
الحمدان
10-28-2024, 11:24 PM
البَدرُ يَكمُلُ كُلَّ شَهرٍ مَرَّةً
وَهِلَالُ وَجهِكَ كُلَّ يَومٍ كَامِلُ
أبو ذؤيب الهذلي
الحمدان
10-28-2024, 11:25 PM
لعَينيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وما لَقي
ولِلحُبِّ ما لَم يبقَ مني وما بَقي
وما كنتُ مِمَن يدخلُ العِشقُ قَلبَهُ
ولكِنَّ مَن يُبصِرْ جُفُونَكِ يَعشَقِ
المتنبي
الحمدان
10-28-2024, 11:42 PM
قَالوا كَتَمتَ اسمَها فَانعَت مَحاسِنَها
وَذاكَ خَطبٌ جَليلٌ غَيرُ مَحقورِ
وَهَل يَقومُ بِوَصفِ الشَمسِ واصِفُها
وَالشَمسُ مِن جَوهَرٍ عالٍ وَمِن نورِ
العباس بن الأحنف
الحمدان
10-28-2024, 11:43 PM
بِاللَهِ يا ظَبَياتِ القاعِ قُلنَ لَنا
لَيلاي مِنكُنَّ أَم لَيلى مِنَ البَشَرِ
....
الحمدان
10-28-2024, 11:44 PM
مما قيل عن العيون :
إن العيون التي في طرفها حورٌ
قتلننا ثم لم يحيينَ قتلانا
جرير
عيون المها بين الرصافة والجسرِ
جلبنَ الهوى من حيثُ أدري ولا أدري
علي بن الجهم
كفي القتالَ وفكي قيدَ أسراكِ
يكفيك ما فعلت بالناسِ عيناكِ
صفي الدين الحلي
الحمدان
10-28-2024, 11:45 PM
أَنتِ النَعيمُ لِقَلبي وَالعَذابُ لَهُ
فَما أَمَرُّكِ في قَلبي وَأَحلاكِ
الشريف الرضي
الحمدان
10-28-2024, 11:48 PM
والعباس بن الأحنف
سمى محبوبته فوزا
وهو غير اسمها الحقيقي
وقد قال :
كتمت اسمها كتمان من صان عرضه
وحــاذر أن يفشــو قبيح التسـمعِ
فسميتها فوزا ولــو بحتُ باسمها
لسميتُ باسم هائل الذكرِ أشنــعِ
وقال:
مــــا زِلـــتُ أكذبهـُـم و أكتُمــهمْ
حتى شُهــــرتُ بغيرِ مــــن أهـــوى
الحمدان
10-28-2024, 11:48 PM
تُدافِعُني الأَيّامُ عَمّا أُريدُهُ
كَما دَفَعَ الدَينَ الغَريمُ المُماطِلُ.
أبو فراس الحمداني
الحمدان
10-28-2024, 11:49 PM
إبْلِيس وَالُدنيَا وَنَفسِي وَالهَوىٰ
كيفَ الخَلاصُ وَكُلهُم أعدائِي
ابنُ القَيِّم رحمه الله
الحمدان
10-28-2024, 11:51 PM
ليت شعري مالي إذا رمت شيئا
حـال بيني وبينه القفر واليم
كلّ شـيء أرومه لم أنله
ليتني لم أرد ولاكنت أفهمْ
عبدالله البردوني
الحمدان
10-28-2024, 11:52 PM
ولَيسَ أَخي منْ وَدَّني رَأْيَ عَينهِ
ولَكنْ أَخي منْ وَدَّني وَ هْوَ غائبُ
بشار بن برد
الحمدان
10-28-2024, 11:53 PM
كم نظرةٍ فتكتْ في قلب صاحبِها
فتْكَ السِّهامِ بلا قوسٍ ولا وتَرِ
التلمساني
الحمدان
10-28-2024, 11:59 PM
عَاهدتني بالصدق ثُم جفوتني
وسرقتِني من واقِعي ورميتِني
وضممتني لصَدرك ثم قتلتني
جعلتني ليّل كم أسهرتني
ياساعياً لدربي كيف تتركني
ورميت اعذاراً لعلك تختفي
وركضت خلفي عواذلي وهجرتني
وسألتني باللَّه ثم كسرتني
....
الحمدان
10-29-2024, 12:01 AM
سَمَّيتُ غَيرَكَ مَحبوبي مُغالَطَةً
لَمَعشَرٍ فيكَ قَد فاهوا بِما فاهوا
أَقولُ يوسفٌ وَيوسفٌ أَعرِفُهُ
لَكِنه هُوَ لَفظٌ أَنتَ مَعناهُ
وَكَم ذَكَرتُ مُسَمّىً لا اِكتِراثَ بِهِ
حَتّى يَجُرَّ إِلى ذِكراكَ ذِكراهُ
....
الحمدان
10-29-2024, 12:05 AM
شكاني الصّبرُ والآمالُ منّي
ونجمُ الليلِ حتّى غاب عنّي
وما جُرمي سوى بالحلمِ أنّي
صغيرُ العمرِ أرهقني التمنّي
ولكن لي بعونِ اللّٰه فــألٌ
غدًا بالسعدِ مسرورًا أغنّي
سيرزقنيُ العظيمُ بما رجوتُ
ويكرمني الكريمُ بحسنِ ظنّي
....
الحمدان
10-29-2024, 12:10 AM
وحَلمتُ انَّ الليلَ يَحْمُلني الى
عَينيكِ بينَ كوَاكِبِ الأفْلاكِ
ولَمَحْتُ في كبدِ السَّماءِ كواكِباً
فَإذَا ببَدْرٍ سَاحِرٍ بسَنَاكِ
فَسَألْتُهُ عِنوانَ وَصْلكِ قالَ لي
أمْراً يَفوقُ جَمالُهُ اسْتِدْرَاكي
إذْهَبْ الى تِلكَ النجوم أشارَ لي
مابَعْد آخرِ كوكبٍ بسَمَاكِ
سَافرتُ وَ الأشواقُ تَحملُ خَافقي
صَوبَ الجَمالِ وغَايَتي رُؤياكِ
فَوَجَدتُ نَهْرَاً قُرْبَ ثَغْركِ يَرْتَمي
وبِحَارَ خَمْرٍ تَخْتَفي بِشِفَاكِ
قَمَرٌ يَدورُ على الخدودِ مُسَبِّحَاً
واحَاتُ عِشْقٍ ما عَرِفْنَ سِوَاكِ
والشّمسُ تَجْري وَالعيونُ مدارها
وَغروبُها في رِمشِكِ الفتَّاكِ
مِنْ أيِّ آلاءِ الجَمالِ سَحَرْتِني
كُلُّ الجَمَالِ تَوَاضُعٌ إلَّاكِ
يَاشَمْسَ صُبْحي يابَهاءَ قَصَائِدي
يَالَيلَ عِشْقٍ يَشْتَفي بهَلاكي
كُلُّ النساءِ الى جَمَالكِ تَنْتَمي
سُبْحَانَهُ مِنْ بالجَمالِ حَباكِ
لَولاكِ مَاكانَ الجَمالُ وَلا بَدَا
وَ سِوَاكِ هُنَّ مَوَاضِعُ الإشْرَاكِ
....
الحمدان
10-29-2024, 12:11 AM
الشوقُ قنَّاصٌ وقلبي أعزَلُ
لكنه يَفنَى ولا يتوسَّلُ
وأنا يُذوِّبُني الحَنِينُ كشمعةٍ
لكن إذا حان الرحيلُ سأرحلُ
قلبي يعِزُّ علَيَّ لكِن عزَّتِي
فَوق اشْتياقي والمذلَّةُ تقتلُ
وأنا أصُونُ كَرامَتي قبلَ الهَوى
ولتفْعلِ الأشواقُ بِي ماتَفعلُ
....
الحمدان
10-29-2024, 12:15 AM
مقيمون في قلبي وطرفي ومسمعي
فمالي حتى أطلُبَ النوم في الهوى
أقول لعل الطيف يطرق مضجعي
ملأتم فؤادي في الهوى فهو مترع
وَلا كان قلب في الهوى غير مترع
ولم يبق فيه موضع لسواكم
ومن ذا الذي يأوي إلى غير موضع
لحى الله قلبي هكذا هو لم يزل
يحن ويصبو لايفيق ولايعي
....
الحمدان
10-29-2024, 12:19 AM
ياكوثر الروح إني عاشق وهبا
لك الفؤاد فهل يكفيك ماوهبا
ما إن رأيتك حتى ذبت من فرحي
فالسحر من عينيك فاض وانسكبا
ياكوثر الروح ياحلما يعذبني
القلب من سحرك الفتان قد تعبا
لاتسأليني فلا لست المسيح أنا
صب ويصلب في عينيك لو صلبا
يانفحة العطر اني حائر عجبا
فكيف أفصح عن حبي وياعجبا
لكم قضيت ليالي الحب في ألم
أعلل النفس بالظ±مال مرتقبا
وكم أعود إلى* وهم بلا أملا
يمزق القلب من خزن النوى إرباً
مازلت أعشق في عينيك أغينة
غنيتها فانتشى قلبي لها طربا
ياحلوة الروح ردي بعض امنيتي
لاتمنعي العاشق الولهان امنية
....
الحمدان
10-29-2024, 12:24 AM
غَرامكَ حينَ أشرَقَ في رِياضي
أزاحَ مِنَ المَشاعِرِ كلّ مَاضِ
وبَدّدَ كلّ أطيافي ولوني
وغَيّرَ بالسَوادِ وبالبياضِ
فَأخْمَدَ بالتَمدّدِ نَارَ نَبضي
وَأوقدَ في سكونِ الانقباضِ
تَحَكّمَ مُستَغِلاً فيهِ ضَعفي
عَلى كلِّ ارتفاعٍ وانخفاضِ
يُخاصمُني بِلا ذنبٍ وَيَقسو
وَأطلبُ مُرغَمَاً مِنهُ التَراضي
تَلاعبَ في دَسَاتيري وَحُكمي
وَدونَّ مَا يَشاءُ بلا اعتراضِ
أتيتُ لأشتكيهِ عَذابَ قلبي
فَأشهَرَ حكمَهُ مِنْ دونِ قاضِ
فَكنتُ مُسَلّماً لِقرارِ حُكمي
وَعدتُ بِحَرّتي خالي الوفاضِ
الحمدان
10-29-2024, 05:11 PM
خَليلَيَّ إِنَّ الهَمَّ قَد يَتَفَرَّجُ
وَمَن كانَ يَبغي الحَقَّ فَالحَقُّ أَبلَجُ
وَذو الغِشِّ مَرهوبٌ وَذو النُصحِ آمِنٌ
وَذو الطَيشِ مَدحوضٌ وَذو الحَقِّ يَفلُجُ
وَذو الصِدقِ لا يَرتابُ وَالعَدلُ قائِمٌ
عَلى طُرُقاتِ الحَقِّ وَالجَورُ أَعوَجُ
وَأَخلاقُ ذي التَقوى وَذي البِرِّ في الدُجى
لَهُنَّ سِراجٌ بَينَ عَينَيهِ يُسرَجُ
وَلَذّاتُ أَهلِ الفَضلِ بيضٌ نَقِيَّةٌ
وَأَلسُنُ أَهلِ الصِدقِ لا تَتَلَجلَجُ
وَلَيسَ بِمَخلوقٍ عَلى اللَهِ حُجَّةٌ
وَلَيسَ لَهُ مِن حُجَّةِ اللَهِ مَخرَجُ
أَلا دَحَرَت مِنّا قُرونٌ كَثيرَةٌ
وَنَحنُ سَنَمضي بَعدَهُنَّ وَنَدرُجُ
أَلا إِنَّ أَملاكاً سَمَت وَتَبَهَّجَت
وَلَكِنَّها بادَت وَبادَ التَبَهُّجُ
أَلا غَرَّتِ الدُنيا رِجالاً عَهِدتَهُم
أَلا رُبَّما راحوا عَلَيها وَأَدلَجوا
رُوَيدَكَ يا ذا القَصرِ في شُرُفاتِهِ
فَإِنَّكَ عَنهُ تُستَحَثُّ وَتُزعَجُ
وَإِنَّكَ عَمّا اختَرتَهُ لَمُزَحلَقٌ
وَإِنَّكَ عَمّا في يَدَيكَ مُخَرَّجُ
تَذَكَّر وَلا تَنسَ المَعادَ وَلا تَكُن
كَأَنَّكَ مُخلاً لِلمَلاعِبِ مُمرَجُ
وَلا تَنسَ إِذ أَنتَ المُوَلوَلُ حَولَهُ
وَنَفسُكَ مِن بَينِ الجَوانِحِ تَخرُجُ
وَلا تَنسَ إِذ أَنتَ المُسَجّى بِثَوبِهِ
وَإِذ أَنتَ في كَربِ السِياقِ تُحَشرِجُ
وَلا تَنسَ إِذ أَنتَ المُعَزّى قَريبُهُ
وَإِذ أَنتَ في بيضٍ مِنَ الرَيطِ مُدرَجُ
وَلا تَنسَ إِذ يَهديكَ قَومٌ إِلى الثَرى
إِذا ما هَدَوكاهُ انثَنَوا لَم يُعَرِّجوا
وَلا تَنسَ إِذ قَبرٌ وَإِذ مِن تُرابِهِ
عَلَيكَ بِهِ رَدمٌ وَلِبنٌ مُشَرَّجُ
وَلا تَنسَ إِذ بَينٌ بَعيدٌ وَإِذ أَدا
لَهُ سَبَبٌ لِلصَرمِ دونَكَ مُدمِجُ
وَلا تَنسَ إِذ تُكسى غَداً مِنكَ وَحشَةٌ
مَجالِسُ فيهِنَّ العَناكِبُ تَنسِجُ
لابُدَّ مِن بَيتِ انقِطاعٍ وَوَحدَةٍ
وَإِن سَرَّكَ البَيتُ العَتيقُ المُدَبَّجُ
وَلِلغِيِّ أَحياناً سَبيلٌ مُشَبَّهٌ
وَلَكِن سَبيلُ الرُشدِ أَهدى وَأَبهَجُ
وَإِنَّ القُلوبَ لَو تَوَخَّت يَقينَها
لَتَصفو عَلى روحِ الحَياةِ وَتَثلُجُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الجِدَّ يَبرُقُ صَفُّهُ
وَإِن كانَ أَحياناً بِهِ الهَزلُ يُمزَجُ
أَلا رُبَّ ذي طِمرٍ غَدا في كَرامَةٍ
وَمَلكٍ بِتيجانِ الهَوانِ مُتَوَّجُ
لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ إِقامَةٍ
وَإِن زَبَّرَ الغاوُونَ فيها وَزَبرَجوا
وَكَم خامِدٍ تُخفيهِ ضَغطَةُ حُفرَةٍ
وَقَد كانَ في الدُنيا يَصيحُ وَيُرهِجُ
إِذا ما قَضى لَهُ امرِئٍ فَكَأَنَّهُ
تَحَسُّفُ زَهرٍ أَو كِتابٌ يُمَجمَجُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:12 PM
وَلا زَوَردِيَّةٍ تَزهو بِزُرقَتِها
بَينَ الرِياضِ عَلى حُمرِ اليَواقيتِ
كَأَنَّها وَرِقاقُ القُضبِ تَحمِلُها
أَوائِلُ النارِ في أَطرافِ كِبريتِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:12 PM
لا بارَكَ اللَهُ فيمَن كانَ يُخبِرني
أَنَّ المُحِبّينَ في لَهوٍ وَلَذّاتِ
لَمَوتَةٌ تَأخُذُ الإِنسانَ واحِدَةٌ
خَيرٌ لَهُ مِن لِقاءِ المَوتِ مَرّاتِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:13 PM
غَنيتَ عَنِ الوِدِّ القَديمِ غَنيتا
وَضَيَّعتَ عَهداً كانَ لي وَنَسيتا
تَجاهَلتَ عَمّا كُنتَ تُحسِنُ وَصفَهُ
وَمُتَّ عَنِ الإِحسانِ حينَ حَيِيتا
وَقَد كُنتَ بي أَيامَ ضَعفٍ مِنَ القِوى
أَبَرَّ وَأَوفى مِنكَ حينَ قَويتا
عَهِدتُكَ في غَيرِ الوِلايَةِ حافِظاً
فَأَغلَقتَ بابَ الوِدِّ حينَ وَليتا
وَمِن عَجَبِ الأَيّامِ أَن بادَ مَن يَفي
وَمَن كُنتَ تَرعاني لَهُ وَبَقيتا
غِناكَ لِمَن يَرجوكَ فَقرٌ وَفاقَةٌ
وَذُلٌّ وَيَأسٌ مِنكَ يَومَ رُجيتا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:13 PM
يَقولُ أُناسٌ لَو نَعَتَّ لَنا الهَوى
وَوَاللَهِ ما أَدري لَهُم كَيفَ أَنعَتُ
سَقامٌ عَلى جِسمي كَثيرٌ مُوَسَّعٌ
وَنَومٌ عَلى عَيني قَليلٌ مُفَوَّتُ
إِذا اِشتَدَّ مابي كانَ أَفضَلُ حيلَتي
لَهُ وَضعَ كَفّي فَوقَ خَدّي وَأَسكُتُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:13 PM
وَلي فُؤادٌ إِذا طالَ العَذابُ بِهِ
هامَ اِشتِياقاً إِلى لُقيا مُعَذِّبِهِ
يَفديكَ بِالنَفسِ صَبٌّ لَو يَكونُ لَهُ
أَعَزُّ مِن نَفسِهِ شَيءٌ فَداكَ بِهِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:14 PM
قَد شابَ رَأسي وَرَأسُ الحِرصِ لَم يَشِبِ
إِنَّ الحَريصَ عَلى الدُنيا لَفي تَعَبِ
مالي أَراني إِذا حاوَلتُ مَنزِلَةً
فَنِلتُها طَمَحَت نَفسي إِلى رُتَبِ
لَو كانَ يَنفَعُني عِلمي وَتَجرِبَتي
لَم أَشفِ غَيظي مِنَ الدُنيا وَلا كَلَبي
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:14 PM
قُل لِأَهلِ القُبورِ كَيفَ وَجَدتُم
طَعمَ مُرِّ البِلى وَثِقلَ التُرابِ
في بُيوتٍ سُقوفُها اللَبنُ فيها
أَسكَنَ المَوتُ جَوفَها أَحبابي
وَأَتاها البِلى فَمَرَّ عَلَيها
فَأَبَت أَن تَسيغَ رَدَّ الجَوابِ
أَكَلَ الدودُ مِن وُجوهٍ حِسانٍ
لَم تَزَل في غَضارَةٍ وَشَبابِ
بَدَّدَ المَوتُ شَملَهُم فَتَنادَوا
بِنَزالٍ إِلى بُيوتٍ خَرابِ
فَلَهُ الحَمدُ إِذ قَضاهُ عَلَينا
مُنزِلِ القَطرِ مِن مُتونِ السَحابِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:14 PM
إِذا جازَيتَ بِالإِحسانِ قَوماً
زَجَرتَ المُذنِبينَ عَنِ الذُنوبِ
فَما لَكَ وَالتَناوُلَ مِن بَعيدٍ
وَيُمكِنُكَ التَناوُلُ مِن قَريبِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:14 PM
بَلَوتُ إِخاءَ الناسِ يا عَمرُ كُلِّهِم
وَجَرَّبتُ حَتّى أَحكَمَتني تَجارِبي
فَلَم أَرَ وُدَّ الناسِ إِلّا رِضاهُمُ
فَمَن يُزرِ أَو يَغضَب فَلَيسَ بِصاحِبِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:15 PM
أَوالِبُ أَنتَ في العَرَبِ
كَمِثلِ الشَيصِ في الرُطَبِ
هَلُمَّ إِلى المَوالي الصيدِ
في سَعَةٍ وَفي رَحَبِ
فَأَنتَ بِنا لَعَمرُ اللَهِ
أَشبَهُ مِنكَ بِالعَرَبِ
غَضِبتُ عَلَيكَ ثُمَّ رَأَيتُ
وَجهَكَ فَانجَلى غَضَبي
لِما ذَكَّرتَني مِن لَونِ
أَجدادي وَلَونِ أَبي
فَقُل ما شِئتَ أَقبَلهُ
وَإِن أَطنَبتَ في الكَذِبِ
لَقَد أَخبَرتُ عَنكَ وَعَن
أَبيكَ الخالِصِ العَرَبِ
فَقالَ العارِفونَ بِهِ
مُصاصٌ غَيرُ مُؤتَشِبِ
أَتانا مِن بِلادِ الرومِ
مُعتَجِراً عَلى قَتَبِ
خَفيفَ الحاذِ كَالصَمصامِ
أَطلَسَ غَيرَ ذي نَشَبِ
أَوالِبُ ما دَهاكَ وَأَنتَ
في الأَعرابِ ذو نَسَبِ
أَراكَ وُلِدتَ بِالمِرّيخِ
يا اِبنَ سَبائِكِ الذَهَبِ
فَجِئتَ أُقَيشِرَ الخَدَّينِ
أَزرَقَ عارِمَ الذَنَبِ
لَقَد أَخطَأتَ في شَتمي
فَخَبِّرني أَلَم أُصِب
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:15 PM
أَلا نادَت هِرَقلَةُ بِالخَرابِ
مِنَ المَلِكِ المُوَفَّقِ لِلصَوابِ
غَدا هارونَ يَرعُدُ بِالمَنايا
وَيَبرُقُ بِالمُذَكَّرَةِ القِضابِ
وَراياتٍ يَحُلُّ النَصرُ فيها
تَمُرُّ كَأَنَّها قِطَعُ السَحابِ
أَميرَ المُؤمِنينَ ظَفِرتَ فَاِسلَم
وَأَبشِر بِالغَنيمَةِ وَالإِيابِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:15 PM
أَما وَالَّذي لَو شاءَ لَم يَخلُقِ النَوى
لَئِن غِبتَ عَن عَيني لَما غِبتَ عَن قَلبي
يُوَهِّمُنيكَ الشَوقُ حَتّى كَأَنَّني
أُناجيكَ عَن قُربٍ وَما أَنتَ في قُربي
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:16 PM
الصِدقُ إيمانٌ وَرُبَّما
عِندَ الضَرورَةِ يَنفَعُ الكَذِبُ
وَالحِلمُ مِن خُلُقِ الكِرامِ وَكَم
نَزَقٍ بِهِ يَتَسَهَّلُ الصَعبُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:16 PM
عادَ لي مِن ذِكرِها نَصَبٌ
فَدُموعُ العَينِ تَنسَكِبُ
وَكَذاكَ الحُبُّ صاحِبُهُ
يَعتَريهِ الهَمُّ وَالوَصَبُ
خَيرُ مَن يُرجى وَمَن يَهَبُ
مَلِكٌ دانَت لَهُ العَرَبُ
وَحَقيقٌ أَن يُدانَ لَهُ
مَن أَبوهُ لِلنَبِيِّ أَبُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:54 PM
مَن كانَ يَزعُمُ أَن سَيَكتُمُ حُبَّهُ
أَو يَستَطيعُ السَترُ فَهوَ كَذوبُ
الحُبُّ أَغلَبُ لِلرِجالِ بِقَهرِهِ
مِن أَن يُرى لِلسِرِّ فيهِ نَصيبُ
وَإِذا بَدا سِرُّ اللَبيبِ فَإِنَّهُ
لَم يَبدُ إِلّا وَالفَتى مَغلوبُ
إِنّي لَأَحسُدُ ذا هَوىً مُستَحفِظاً
لَم تَتَّهِمهُ أَعيُنٌ وَقُلوبُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:55 PM
بَينا الفَتى مَرِحُ الخُطى فَرِحاً بِها
يُسقى لَهُ إِذ قيلَ قَد مَرِضَ الفَتى
إِذ قيلَ باتَ بِلَيلَةٍ ما باتَها
إِذ قيلَ أَصبَحَ مُثخَناً ما يُرتَجى
إِذ قيلَ أَمسى شاخِصاً وَمُوَجَّهاً
وَمُعَلَّلاً إِذ قيلَ حَلَّ بِهِ الرَدى
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:55 PM
نَموتُ وَنُنسى غَيرَ أَنَّ ذُنوبَنا
وَإِن نَحنُ مِتنا لاتَموتُ وَلا تُنسى
أَلا رُبَّ ذي عَينَينِ لاتَنفَعانِهِ
وَهَل تَنفَعُ العَينانِ مَن قَلبُهُ أَعمى
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:55 PM
وَكَلَّفتَني ما حُلتَ بَيني وَبَينَهُ
وَقُلتُ سَأَبغي ما تُريدُ وَما تَهوى
فَلَو كانَ لي قَلبانِ كَلَّفتُ واحِداً
هَواكَ وَكَلَّفتُ الخَلِيَّ لِما يَهوى
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:56 PM
وَما ذاكَ إِلّا أَنَّني واثِقٌ بِما
لَدَيكَ وَأَنّي عالِمٌ بِوَفائِكا
كَأَنَّكَ في صَدري إِذا جِئتَ زائِراً
تُقَدِّرُ فيهِ حاجَتي بِابتِدائِكا
وَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ وَغَيرَهُ
لَيَعلَمُ في الهَيجاءِ فَضلَ غِنائِكا
كَأَنَّكَ عِندَ الكَرِّ في الحَربِ إِنَّما
تَفِرُّ مِنَ السِلمِ الَّذي مِن وَرائِكا
كَأَنَّ المَنايا لَيسَ تَجري لَدى الوَغى
إِذا التَقَتِ الأَبطالُ إِلّا بِرائِكا
فَما آفَةُ الأَملاكِ غَيرَكَ في الوَغى
وَلا آفَةُ الأَموالِ غَيرُ حِبائِكا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:56 PM
مِنجابُ ماتَ بِدائِهِ
فَاعجَل لَهُ بِدَوائِهِ
إِنَّ الإِمامَ أَعَلَّهُ
ظُلماً بِحَدِّ شَقائِهِ
لاتُعنِفَنَّ سِياقَهُ
ماكُلُّ ذاكَ بِرائِهِ
ماشِمتُ هَذا في مَخايِلِ
بارِقاتِ سَمائِهِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:57 PM
جَزى اللَهُ عَنّي صالِحاً بِوَفائِهِن
وَأَضعَفَ أَضعافاً لَهُ في جَزائِهِ
بَلَوتُ رِجالاً بَعدَهُ في إِخائِهِم
فَما ازدَدتُ إِلّا رَغبَةً في إِخائِهِ
صَديقٌ إِذا ماجِئتُ أَبغيهِ حاجَةً
رَجَعتُ بِما أَبغي وَوَجهي بِمائِهِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 05:57 PM
ما أَغفَلَ الناسِ عَن بَلائي
وَعَن عَنائي وَعَن شَقائي
يَلومُني الناسُ في صَديقٍ
وَالناسُ لايَعرِفونَ دائي
يا لَهفَ نَفسي عَلى خَليلٍ
أَصبَحَ في بُعدِهِ شَقائي
صَيَّرَني نَأيُهُ غَريباً
في غَيرِ أَرضي وَلاسَمائي
قَد بَلَغَ الحُزنُ بي مَداهُ
فَما اصطِباري وَما عَزائي
أَنتَ بَلائي وَأَنتَ دائي
وَأَنتَ تَدري فَما دَوائي
وَأَنتُمُ الهَمُّ في صَباحي
وَأَنتُمُ الهَمُّ في مَسائي
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:02 PM
يا عُتبُ هَجرُكِ مورِثُ الأَدواءِ
وَالهَجرُ لَيسَ لِوُدِّنا بِجَزاءِ
يا صاحِبَيَّ لَقَد لَقيتُ مِنَ الهَوى
جُهداً وَكُلَّ مَذَلَّةٍ وَعَناءِ
عَلِقَ الفُؤادُ بِحُبِّها مِن شِقوَتي
وَالحُبُّ داعِيَةٌ لِكُلِّ بَلاءِ
إِنّي لَأَرجوها وَأَحذَرُها فَقَد
أَصبَحتُ بَينَ مَخافَةٍ وَرَجاءِ
بَخِلَت عَلَيَّ بِوُدِّها وَصَفائِها
وَمَنَحتُها وُدّي وَمَحضَ صَفائي
فَتَخالَفَ الأَهواءَ فيما بَينَنا
وَالمَوتُ عِندَ تَخالُفِ الأَهواءِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:02 PM
سُبحانَ جَبّارِ السَماءِ
إِنَّ المُحِبَّ لَفي عَناءِ
مَن لَم يَذُق حُرَقَ الهَوى
لَم يَدرِ ما جَهدُ البَلاءِ
لَو كُنتُ أَحسُبُ عَبرَتي
لَوَجَدتُها أَنهارَ ماءِ
كَم مِن صَديقٍ لي أُسا
رِقُهُ البُكاءَ مِنَ الحَياءِ
فَإِذا تَفَطَّنَ لامَني
فَأَقولُ ما بي مِن بُكاءِ
لَكِن ذَهَبتُ لِأَرتَدي
فَأَصَبتُ عَيني بِالرِداءِ
حَتّى أُشَكِّكَهُ فَيَس
كُتَ عَن مَلامي وَالمِراءِ
ياعُتبَ مَن لَم يَبكِ لي
مِمّا لَقيتُ مِنَ الشَقاءِ
بَكَتِ الوُحوشُ لِرَحمَتي
وَالطَيرُ في جَوِّ السَماءِ
وَالجِنُّ عُمّارُ البُيوتِ
بَكَوا وَسُكانُ الفَضاءِ
وَالناسُ فَضلاً عَنهُمُ
لَم تَبكِ إِلّا بِالدِماءِ
ياعُتبُ إِنَّكِ لَو شَهِدتِ
عَلَيَّ وَلوَلَةَ النِساءِ
وَمُوَجَّهاً مُستَرسِلاً
بَينَ الأَحِبَّةِ لِلقَضاءِ
لَجَزَيتَني غَيرَ الَّذي
قَد كانَ مِنكِ مِنَ الجَزاءِ
أَفَما شَبِعتِ وَلا رَوَيتِ
مِنَ القَطيعَةِ وَالجَفاءِ
لِم تَبخَلينَ عَلى فَتاً
مَحضَ المَوَدَّةِ وَالصَفاءِ
ياعُتبُ سَيِّدَتي أَعيني
حُسنَ وَجهَكِ بِالسَخاءِ
مَهلاً عَلَيكِ وَإِن بَخِلتِ
عَلَيَّ بِالحَسَنِ العَزاءِ
واكُثرَ أَكثَرِ مَن تَرى
وَأَقَلُهُم أَهلُ الوَفاءِ
وَاليَأسُ مَقطَعَةُ المُنى
وَالصَبرُ مِفتاحُ الرَجاءِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:03 PM
ما عَلى ذا كُنّا اِفتَرَقنا بِسَندانَ
وَما هَكَذا عَهِدنا الإِخاءَ
لَم أَكُن أَحسِبُ الخِلافَةَ يَزدادُ
بِها ذو الصَفاءِ إِلّا صَفاءَ
تَضرِبُ الناسَ بِالمُهَنَّدَةِ البي
ضِ عَلى غَدرِهِم وَتَنسى الوَفاءَ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:03 PM
كَأَنَّ الأَرضَ قَد طُوِيَت عَلَيّا
وَقَد أُخرِجتُ مِمّا في يَدَيّا
كَأَنّي يَومَ يُحثى التُربُ فَوقي
مَهيلاً لَم أَكُن في الناسِ حَيّا
كَأَنَّ القَومَ قَد دَفَنوا وَوَلَّوا
وَكُلٌّ غَيرُ مُلتَفِتٍ إِلَيّا
كَأَن قَد صِرتُ مُنفَرِداً وَحيداً
وَمُرتَهَناً هُناكَ بِما لَدَيّا
كَأَن بِالباكِياتِ عَلَيَّ يَوماً
وَما يُغني البُكاءُ عَلَيَّ شَيّا
ذَكَرتُ مَنِيَّتي فَبَكَيتُ نَفسي
أَلا أَسعِد أُخَيَّكَ يا أَخِيّا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:03 PM
أَلا مَن لي بِأُنسِكَ يا أُخَيّا
وَمَن لي أَن أَبُثَّكَ مالَدَيّا
طَوَتكَ خُطوبُ دَهرِكَ بَعدَ نَشرٍ
كَذاكَ خُطوبُهُ نَشراً وَطَيّا
فَلَو نَشَرَت قُواكَ لِيَ المَنايا
شَكَوتُ إِلَيكَ ما صَنَعَت إِلَيّا
بَكيتُكَ يا أُخَيَّ بَدَمعِ عَيني
فَلَم يُغنِ البُكاءُ عَلَيكَ شَيّا
وَكانَت في حَياتِكَ لي عِظاتٌ
وَأَنتَ اليَومَ أَوعَظُ مِنكَ حَيّا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:04 PM
لَأَبكِيَنَّ عَلى نَفسي وَحَقَّ لِيَه
ياعَينُ لاتَبخَلي عَنّي بِعِبرَتِيَه
لَأَبكِيَنَّ لِفِقدانِ الشَبابِ وَقَد
نادى المَشيبُ عَنِ الدُنيا بِرِحلَتِيَه
لَأَبكِيَنَّ عَلى نَفسي فَيُسعِدُني
عَينٌ مُؤَرَّقَةٌ تَبكي لِفُرقَتِيَه
لَأَبكِيَنَّ عَلى نَفسي فَيُسعِدُني
أَهلي وَمَن كانَ حَولي مِن أَحِبَّتِيَه
لَأَبكِيَنَّ وَيَبكيني ذَوّ ثِقَتي
حَتّى المَماتِ أَخِلّائي وَإِخوَتِيَه
لَأَبكِيَنَّ فَقَد جَدَّ الرَحيلُ إِلى
بَيتِ اِنقِطاعي عَنِ الدُنيا وَوَحدَتِيَه
يابَيتُ بَيتَ الرَدى يابَيتَ مُنقَطَعي
يابَيتُ بَيتَ الرَدى يابَيتَ غُربَتِيَه
يابَيتُ بَيتَ النَوى عَن كُلِّ ذي ثِقَةٍ
يابَيتُ بَيتَ الرَدى يابَيتَ وَحشَتِيَه
يا نَأيَ مُنتَجَعي ياهَولَ مُطَّلَعي
ياضيقَ مُضطَجَعي يابُعدَ شُقَّتِيَه
ياعَينُ كَم عِبرَةٍ لي غَيرِ مُشكِلَةٍ
إِن كُنتُ مُنتَفِعاً يَوماً بِعِبرَتِيَه
ياعَينُ فَاِنهَمِلي إِن شِئتِ أَو فَدَعي
أَمّا الزَمانُ فَقَد أَودى بِجِدَّتِيَه
ياكُربَتي يَومَ لاجارٌ يَبَرُّ وَلا
مَولى يُنَفِّسُ إِلّا اللَهُ كُربَتِيَه
يَوماً أُقَلِّبُ فيهِ شاخِصاً بَصَري
تَميدُ بي في حِياضِ المَوتِ سَكرَتِيَه
إِذا تَمَثَّلَ لي كَربُ السِياقِ وَقَد
قَلَّبتُ طَرفي وَقَد رَدَدتُ غُصَّتِيَه
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:05 PM
إِنَّ السَلامَةَ أَن تَرضى بِما قُضِيا
لَيَسلَمَنَّ بِإِذنِ اللَهِ مَن رَضِيا
المَرءُ يَأمُلُ وَالآمالُ كاذِبَةٌ
وَالمَرءُ تَصحَبُهُ الآمالُ ما بَقِيا
يارُبَّ باكٍ عَلى مَيتٍ وَباكِيَةٍ
لَم يَلبَثا بَعدَ ذاكَ المَيتِ أَن بُكِيا
وَرُبَّ ناعٍ نَعى حيناً أَحِبَّتَهُ
مازالَ يَنعى إِلى أَن قيلَ قَد نُعِيا
عِلمي بِأَنّي أَذوقُ المَوتَ نَغَّصَ لي
طيبَ الحَياةِ فَما تَصفو الحَياةُ لِيا
كَم مِن أَخٍ تَغتَذي دودُ التُرابِ بِهِ
وَكانَ حَيّاً بِحُلوِ العَيشِ مُغتَذِيا
يَبلى مَعَ المَيتِ ذِكرُ الذاكِرينَ لَهُ
مَن غابَ غَيبَةَ مَن لا يُرتَجى نُسِيا
مَن ماتَ ماتَ رَجاءُ الناسِ مِنهُ فَوَل
لَوهُ الجَفاءَ وَمَن لا يُرتَجى جُفِيا
إِنَّ الرَحيلَ عَنِ الدُنيا لَيُزعِجُني
إِن لَم يَكُن رائِحاً بي كانَ مُغتَدِيا
الحَمدُ لِلَّهِ طوبى لِلسَعيدِ وَمَن
لَم يُسعِدِ اللَهُ بِالتَقوى فَقَد شَقِيا
كَم غافِلٍ عَن حِياضِ المَوتِ في لَعِبٍ
يُمسي وَيُصبِحُ رَكّاباً لِما هَوِيا
وَمُنقَضٍ ماتَراهُ العَينُ مُنقَطِعٌ
ماكُلُّ شَيءٍ يُرى إِلّا لِيَنقَضِيا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:05 PM
أَيا عَجَباً لِلناسِ في طولِ ما سَهَوا
وَفي طولِ ما اغتَرّوا وَفي طولِ ما لَهَوا
يَقولونَ نَرجو اللَهَ دَعوى مَريضَةً
وَلَو أَنَّهُم يَرجونَ خافوا كَما رَجَوا
تَصابى رِجالٌ مِن كُهولٍ وَجِلَّةٍ
إِلى اللَهوِ حَتّى لا يُبالونَ ما أَتَوا
فَيا سَوءَتا لِلشَيبِ إِذ صارَ أَهلُهُ
إِذا هَيَّجَتهُم لِلصِبا صَبوَةٌ صَبَوا
أَكَبَّ بَنو الدُنيا عَلَيها وَإِنَّهُم
لَتَنهاهُمُ الأَيّامُ عَنها لَوِ انتَهَوا
مَضى قَبلَنا قَومٌ قُرونٌ نَعُدُّها
وَنَحنُ وَشيكاً سَوفَ نَمضي كَما مَضَوا
أَلا في سَبيلِ اللَهِ أَيُّ نَدامَةٍ
نَموتُ كَما ماتَ الأُلى كُلَّما خَلَوا
وَلَم نَتَزَوَّد لِلمَعادِ وَهَولِهِ
كَزادِ الَّذينَ استَعصَموا اللَهَ وَاتَّقَوا
أَلا أَينَ أَينَ الجامِعونَ لِغَيرِهِم
وَما غَلَبوا غَشماً عَلَيهِ وَما اِحتَوَوا
رَأَيتُ بَني الدُنيا إِذا ما سَمَوا بِها
هَوَت بِهِمِ الدُنيا عَلى قَدرِ ما سَمَوا
وَكُلُّ بَني الدُنيا وَلَو تاهَ تائِهٌ
قَدِ اعتَدَلوا في الضَعفِ وَالنَقصِ وَاستَوَوا
وَلَم أَرَ مِثلَ الصِدقِ أَجلى لِوَحشَةٍ
وَلا مِثلَ إِخوانِ الصَلاحِ إِذا اتَّقَوا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:06 PM
أَلَم يَأنِ لي يا نَفسُ أَن أَتَنَبَّها
وَأَن أَترُكَ اللَهوَ المُضِرَّ لِمَن لَها
أَرى عَمَلي لِلشَرِّ مِنّي بِشَهوَةٍ
وَلَستُ أَرومُ الخَيرَ إِلّا تَكَرُّها
كَفى بِامرِئٍ جَهلاً إِذا كانَ تابِعاً
هَواهُ مِنَ الدُنيا إِلى كُلِّ ما اشتَهى
وَفي كُلِّ يَومٍ عِبرَةٌ بَعدَ عِبرَةٍ
وَفي المَوتِ ناهٍ لِلفَتى لَو هُوَ انتَهى
وَكُلُّ بَني الدُنيا عَلى غَفَلاتِهِ
تُواجِهُهُ الأَقدارُ حَيثُ تَوَجَّها
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:09 PM
يا واعِظَ الناسِ قَد أَصبَحتَ مُهتَمّاً
إِذ عِبتَ مِنهُم أُموراً أَنتَ تاتيها
كَالمُلبِسِ الثَوبَ مِن عُريٍ وَعَورَتُهُ
لِلناسِ بادِيَةٌ ما إِن يُواريها
وَأَعظَمُ الإِثمِ بَعدَ الشِركِ نَعلَمُهُ
في كُلِّ نَفسٍ عَماها عَن مَساويها
وَشُغلُها بِعُيوبِ الناسِ تُبصِرُها
مِنهُم وَلا تُبصِرُ العَيبَ الَّذي فيها
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:09 PM
رُبَّ باكٍ لِلمَوتِ يُبكى عَلَيهِ
قَد حَوى مالَهُ بِكِلتا يَدَيهِ
إِنَّما هَمُّ وارِثي بَعدَ مَوتي
ما أُخَلّي لاما أَصيرُ إِلَيهِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:10 PM
أَلا يابَني آدَمَ اِستَنبِهوا
أَما قَد نُهيتُم فَلَم تَنتَهوا
أَيا عَجَباً مِن ذَوي الإِعتِبارِ
مامِنهُمُ اليَومَ مُستَنبِهُ
طَغى الناسُ حَتّى رَأَيتَ اللَبيبَ
في غِيِّ طُغيانِهِ يَعمَهُ
إسماعيل بن قاسم العيني
العنزي
الحمدان
10-29-2024, 06:10 PM
أَيا نَفسُ مَهما لَم يَدُم فَذَريهِ
وَلِلمَوتِ رَأيٌ فيكِ فَاِنتَظِريهِ
مَضى مَن مَضى مِنّا وَحيداً بِنَفسِهِ
وَنَحنُ وَشيكاً لانَشُكُّ نَليهِ
بَنو المَرءِ يُسليهِم عَنِ المَرءِ بَعدَهُ
إِذا ماتَ ما أَسلاهُ بَعدَ أَبيهِ
رَأَيتُ أَقَلَّ الناسِ هَمّاً أَشَدَّهُم
قُنوعاً وَأَرضاهُم بِما هُوَ فيهِ
فَطوبى لِمَن لَم يَلقَ أَمراً قَضى لَهُ
بِهِ اللَهُ إِلّا سَرَّهُ وَرَضيهِ
وَلا خَيرَ في مَن ظَلَّ يَبغي لِنَفسِهِ
مِنَ الخَيرِ مالا يَبتَغي لِأَخيهِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:11 PM
مَن أَحَبَّ الدُنيا تَحَيَّرَ فيها
وَاِكتَسى عَقلُهُ اِلتِباساً وَتيها
رُبَّما أَتعَبَت بَنيها عَلى ذاكَ
فَدعها وَخَلِّها لِبَنيها
قَنِّعِ النَفسَ بِالكِفافِ وَإِلّا
طَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها
إِنَّما أَنتَ طولَ عُمرِكَ ما عُمِّرتَ
في الساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها
وَدَعِ اللَيلَ وَالنَهارَ جَميعاً
يَنقُلانِ الدُنيا إِلى ساكِنيها
لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَم
يَأتِ مِن لَذَّةٍ لِمُستَحليها
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:11 PM
إِنَّما الذَنبُ عَلى مَن جَناهُ
لَم يَضُر قَبلُ جَهولاً سِواهُ
فَسَدَ الناسُ جَميعاً فَأَمسى
خَيرُهُم مَن كَفَّ عَنّا أَذاهُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:12 PM
نَغَّصَ المَوتُ كُلَّ لَذَّةِ عَيشٍ
يا لِقَومي لِلمَوتِ ما أَوحاهُ
عَجَباً إِنَّهُ إِذا ماتَ مَيتٌ
صَدَّ عَنهُ حَبيبُهُ وَجَفاهُ
حَيثُما وَجَّهَ اِمرُؤٌ لِيَفوتَ المَوتَ
فَالمَوتُ واقِفٌ بِحِذاهُ
إِنَّما الشَيبُ لِاِبنِ آدَمَ ناعٍ
قامَ في عارِضَيهِ ثُمَّ نَعاهُ
مَن تَمَنّى المُنى فَأَغرَقَ فيها
ماتَ مِن قَبلِ أَن يَنالَ مُناهُ
ما أَذَلَّ المُقِلَّ في أَعيُنِ الناسِ
لِإِقلالِهِ وَما أَقماهُ
إِنَّما تَنظُرُ العُيونُ مِنَ الناسِ
إِلى مَن تَرجوهُ أَو تَخشاهُ
إسماعيل بن قاسم العيني
من قبيله عنزه بالولاء
الحمدان
10-29-2024, 06:12 PM
حَتّى مَتى ذو التيهِ في تيهِهِ
أَصلَحَهُ اللَهُ وَعافاهُ
يَتيهُ أَهلُ التيهِ مِن جَهلِهِم
وَهُم يَموتونَ وَإِن تاهو
مَن طَلَبَ العِزَّ لَيَبقى بِهِ
فَإِنَّ عِزَّ المَرءِ تَقواهُ
لَم يَعتَصِم بِاللَهِ مِن خَلقِهِ
مَن لَيسَ يَرجوهُ وَيَخشاهُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:13 PM
أَغضِ عَنِ المَرءِ وَعَمّا لَدَيه
أَخوكَ مَن وَفَّرتَ ما في يَدَيه
وَقَلَّ مَن تَأتيهِ مِن حَيثُ لا
يَهواهُ إِلّا كُنتَ ثِقلاً عَلَيه
مَن ظَنَّ بي الرَغبَةَ في شَيإِهِ
باعَدَني مِنهُ دُنُوّي إِلَيه
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:13 PM
أَنَ بِاللَهِ وَحدَهُ وَإِلَيهِ
إِنَّما الخَيرُ كُلُّهُ في يَدَيهِ
أَحمَدُ اللَهَ وَهوَ أَلهَمَني الحَمدُ
عَلى المَنِّ وَالمَزيدُ لَدَيهِ
كَم زَمانٍ بَكَيتُ مِنهُ قَديماً
ثُمَّ لَمّا مَضى بَكَيتُ عَلَيهِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:14 PM
أَرى الدُنيا لِمَن هِيَ في يَدَيهِ
عَذاباً كُلَّما كَثُرَت لَدَيهِ
تُهينُ المُكرِمينَ لَها بِصُغرٍ
وَتُكرِمُ كُلَّ مَن هانَت عَلَيهِ
إِذا اِستَغنَيتَ عَن شَيءٍ فَدَعهُ
وَخُذ ما أَنتَ مُحتاجٌ إِلَيهِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:15 PM
تَصَبَّر عَنِ الدُنيا وَدَع كُلَّ تائِهِ
مُطيعِ هَواً يَهوي بِهِ في المَهامِهِ
دَعِ الناسَ وَالدُنيا فَبَينَ مُكالِبٍ
عَلَيها بِأَنيابٍ وَبَينَ مُشافِهِ
وَمَن لَم يُحاسِب نَفسَهُ في أُمورِهِ
يَقَع في عَظيمٍ مُشكِلٍ مُتَشابِهِ
وَما فازَ أَهلُ الفَضلِ إِلّا بِصَبرِهِم
عَنِ الشَهَواتِ وَاحتِمالِ المَكارِهِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:16 PM
أَيا جامِعي الدُنيا لِمَن تَجمَعونَها
وَتَبنونَ فيها الدورَ لا تَسكُنونَها
وَكَم مِن مُلوكٍ قَد رَأَينا تَحَصَّنَت
فَعَطَّلَتِ الأَيّامُ مِنها حُصونَها
وَكَم مِن ظُنونٍ لِلنُفوسِ كَثيرَةٍ
فَكَذَّبَتِ الأَحداثُ مِنها ظُنونَها
وَإِنَّ العُيونَ قَد تَرى غَيرَ أَنَّهُ
كَأَنَّ القُلوبَ لَم تُصَدِّق عُيونَها
أَلا رُبَّ آمالٍ إِذا قيلَ قَد دَنَت
رَأَيتَ صُروفَ الدَهرِ قَد حُلنَ دونَها
أَيا آمِنَ الأَيّامِ مُستَأنِساً بِها
كَأَنَّكَ قَد واجَهتَ مِنها خُؤونَها
لَعَمرُكَ ما تَنفَكُّ تَهدي جَنازَةً
إِلى عَسكَرِ الأَمواتِ حَتّى تَكونَها
ذَوي الوُدِّ مِن أَهلِ القُبورِ عَلَيكُم
سَلامٌ أَما مِن دَعوَةٍ تَسمَعونَها
سَكَنتُم ظُهورَ الأَرضِ حيناً بِنَضرَةٍ
فَما لَبِثَت حَتّى سَكَنتُم بُطونَها
وَكُنتُم أُناساً مِثلَنا في سَبيلِنا
تَضِنّونَ بِالدُنيا وَتَستَحسِنونَها
وَما زالَتِ الدُنيا مَحَلَّ تَرَحُّلٍ
تَجوسُ المَنايا سَهلَها وَحُزونَها
وَقَد كانَ لِلدُنيا قُرونٌ كَثيرَةٌ
وَلَكِنَّ رَيبَ الدَهرِ أَفنى قُرونَها
وَلِلناسِ آجالٌ قِصارٌ سَتَنقَضي
وَلِلناسِ أَرزاقٌ سَيَستَكمِلونَها
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:17 PM
إِذا ما الشَيءُ فاتَ فَخَلَّ عَنهُ
وَلا تَشهَد بِما لَم تَستَبِنهُ
تَوَسَّط كُلَّ رَأيٍ أَنتَ فيهِ
وَخُذ بِمَجامِعِ الطَرَفَينِ مِنهُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:18 PM
لا تُكذَبَنَّ فَإِنَّني
لَكَ ناصِحٌ لا تُكذَبَنَّه
وَانظُر لِنَفسِكَ ما استَطَعتَ
فَإِنَّها نارٌ وَجَنَّه
وَاعلَم بِأَنَّكَ في زَمانِ
مُشَبَّهاتٍ هُنَّ هُنَّه
صارَ التَواضُعُ بِدعَةً
فيهِ وَصارَ الكِبرُ سُنَّه
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:18 PM
ما خَيرُ دارٍ يَموتُ ساكِنُها
وَأَغفَلُ الغافِلينَ آمِنُها
أَلَم تَرَ القادَةَ الَّتي سَلَفَت
قَد خَرِبَت بَعدَها مَدائِنُها
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:20 PM
المَرءُ نَحوٌ مِن خَدينِه
فيما تَكَشَّفَ مِن دَفينِه
كُن في أُمورِكَ ساكِناً
فَالمَرءُ يُدرِكُ في سُكونِه
وَأَلِن جَناحَكَ تَعتَقِد
في الناسِ مَحمَدَةً بِلينِه
وَاعمِد إِلى صِدقِ الحَدي
ثِ فَإِنَّهُ أَزكى فُنونِه
وَالصَمتُ أَجمَلُ بِالفَتى
مِن مَنطِقٍ في غَيرِ حينِه
لا خَيرَ في حَشوِ الكَلا
مِ إِذا اهتَدَيتَ إِلى عُيونِه
وَلَرُبَّما احتَقَرَ الفَتى
مَن لَيسَ في شَرَفٍ بِدونِه
كُلُّ امرِئٍ في نَفسِهِ
أَعلى وَأَشرَفُ مِن قَرينِه
مَن ذا الَّذي يَخفى عَلَي
كَ إِذا نَظَرتَ إِلى خَدينِه
رُبَّ امرِئٍ مُتَيَقِّنٍ
غَلَبَ الشَقاءُ عَلى يَقينِه
فَأَزالَهُ عَن رُشدِهِ
فَابتاعَ دُنياهُ بِدينِه
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:21 PM
أَلا مَن لِمَهمومِ الفُؤادِ حَزينِهِ
إِذا ابتَزَّ مِنهُ العَزمَ ضَعفُ يَقينِهِ
وَإِذ هُوَ لا يَدري لَعَلَّ كِتابَهُ
سَيُعطاهُ مَنشوراً بِغَيرِ يَمينِهِ
وَيَلتَمِسُ الإِحسانَ بَعدَ إِساءَةٍ
فَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ غَيرَ مُعينِهِ
إِذا ما اتَّقى اللَهُ امرُؤٌ في أُمورِهِ
وَكانَ إِلى الفِردَوسِ جُلُّ حَنينِهِ
سَعى يَبتَغي عَوناً عَلى البِرِّ وَالتُقى
لِيَبتاعَهُ مِن مالِهِ بِثَمينِهِ
فَصَفَّ الخَدينَ ما استَطَعتَ مِنَ القَذى
أَلا إِنَّما كُلُّ امرِئٍ بِخَدينِهِ
وَخَيرُ قَرينٍ أَنتَ مُقتَرِنٌ بِهِ
قَرينٌ نَصيحٌ مُنصِفٌ لِقَرينِهِ
وَكُلُّ امرِئٍ فيهِ وَفيهِ فَدارِهِ
عَلى ذاكَ وَاحمِل غَثَّهُ لِسَمينِهِ
لِكُلِّ مَقامٌ قائِمٌ لا يَجوزُهُ
فَدَع غَيَّ قَلبٍ خائِضٍ في فُتونِهِ
وَأَفضَلُ هَديٍ هَديَ سَمتِ مُحَمَّدٍ
نَبِيٍّ تَنَقّاهُ الإِلَهُ لِدينِهِ
عَلَيهِ السَلامُ كانَ في النُصحِ رَحمَةً
وَفي بِرِّهِ بِالعالَمينَ وَلينِهِ
إِمامُ هُداً يَنجابُ عَن وَجهِهِ الدُجى
كَأَنَّ الثُرَيّا عُلِّقَت بِجَبينِهِ
بِحَبلِ رَسولِ اللَهِ أَوثَقتُ عِصمَتي
وَخيرَتِهِ في خَلقِهِ وَأَمينِهِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:22 PM
رَكَنتَ إِلى الدُنيا عَلى ما تَرى مِنها
وَأَنتَ مُذُ استَقبَلتَها مُدبِرٌ عَنها
وَلِلنَفسِ دونَ العارِفاتِ صُعوبَةٌ
فَإِن صَعُبَت يَوماً عَلَيكَ فَهَوِّنها
وَلِلنَفسِ طَيرٌ يَنتَفِضنَ إِلى الهَوى
بِأَجنِحَةٍ تَهوي إِلَيهِ فَسَكِّنها
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:23 PM
إِنَّ الزَمانَ يَغُرُّني بِأَمانِهِ
وَيُذيقُني المَكروهَ مِن حَدَثانِهِ
وَأَنا النَذيرُ مِنَ الزَمانِ لِكُلِّ مَن
أَمسى وَأَصبَحَ واثِقاً بِزَمانِهِ
ما الناسُ إِلّا لِلكَثيرِ المالِ أَو
لِمُسَلِّتٍ ما دامَ في سُلطانِهِ
فَإِذا الزَمانُ رَمى الفَتى بِمُلُمَّةٍ
كانَ الثِقاتُ عَلَيهِ مِن أَعوانِهِ
أَقلِل زِيارَتَكَ الصَديقَ وَلا تُطِل
هِجرانَهُ فَيَلِجَّ في هِجرانِهِ
وَاِعلَم بِأَنَّكَ لا تُلائِمُ كُلَّ مَن
أَلقى إِلَيكَ تَلَهُّفاً بِلِسانِهِ
إِنَّ الضَديقَ يَلِجُّ في غِشيانِهِ
لِصَديقِهِ فَيَمَلُّ مِن غِشيانِهِ
حَتّى تَراهُ بَعدَ طولِ مَسَرَّةٍ
بِمَكانِهِ مُستَثقِلاً لِمَكانِهِ
وَأَخَفُّ ما يُلفى الفَتى ثِقلاً عَلى
إِخوانِهِ ما كَفَّ عَن إِخوانِهِ
وَإِذا تَوانى عَن صِيانَةِ نَفسِهِ
رَجُلٌ تُنُقِّصَ وَاِستُخِفَّ بِشانِهِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:25 PM
أَغَرَّكَ أَنّي صِرتُ في زِيِّ مِسكينِ
وَصِرتَ إِذِ استَغنَيتَ عَنّي تُنَحّيني
تَباعَدتُ إِذ باعَدتَني وَاطَّرَحتَني
وَكُنتُ قَريبَ الدارِ إِذ كُنتَ تَبغيني
فَإِن كُنتَ لا تَصفو صَبَرتُ عَلى القَذى
وَغَمَّضتُ عَيني مِن قَذاكَ إِلى حينِ
وَحَسَّنتُ أَو قَبَّحتُ كَيما تَلينَ لي
فَحَسَّنتَ تَقبيحي وَقَبَّحتَ تَحسيني
رَضيتُ بِإِقلالي فَعِش أَنتَ موسِراً
فَإِنَّ قَليلي عَن كَثيرَكَ يَكفيني
وَبَعدُ فَلا يَذهَب بِكَ التيهُ في الغِنى
لَعَلَّ الَّذي أَغناكَ عَنّي سَيُغنيني
وَما العِزُّ إِلّا عِزُّ مَن عَزَّ بِالتُقى
وَما الفَضلُ إِلّا فَضلُ ذي الفَضلِ وَالدينِ
وَفي اللَهِ ما أَغنى وَفي اللَهِ ما كَفى
وَفي الصَبرِ عَمّا فاتَني ما يُسَلّيني
وَعِندي مِنَ التَسليمِ لِلَّهِ وَالرِضى
إِذا عَرَضَ المَكروهُ لي ما يُعَزّيني
وَحَسبي فَإِنّي لا أُريدُ لِصاحِبٍ
قَبيحاً وَلا أُعنى بِما لَيسَ يَعنيني
وَإِنّي أَرى أَن لا أُنافِسَ ظالِماً
وَأُرضي بِكُلِّ الحَقِّ مَن لَيسَ يُرضيني
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:25 PM
إِنّي أَرِقتُ وَذِكرُ المَوتِ أَرَّقَني
وَقُلتُ لِلدَمعِ أَسعِدني فَأَسعِدني
يا مَن يَموتُ فَلَم تُحزِنهُ ميتَتُهُ
وَمَن يَموتُ فَما أَولاهُ بِالحَزَنِ
تَبغي النَجاةَ مِنَ الأَجداثِ مُحتَرِساً
وَإِنَّما أَنتَ وَالعِلّاتُ في قَرَنِ
يا صاحِبَ الروحِ ذي الأَنفاسِ في بَدَنِ
بَينَ النَهارِ وَبَينَ اللَيلِ مُرتَهَنِ
لَقَلَّما يَتَخَطّاكَ اِختِلافُهُما
حَتّى يُفَرِّقَ بَينَ الروحِ وَالبَدَنِ
طيبُ الحَياةِ لِمَن خَفَّت مَؤونَتُهُ
وَلَم تَطِب لِذَوي الأَثقالِ وَالمُؤَنِ
لَم يَبقَ مِمّا مَضى إِلّا تَوَهُّمُهُ
كَأَنَّ مَن قَد مَضى بِالأَمسِ لَم يَكُنِ
وَإِنَّما المَرءُ في الدُنيا بِساعَتِهِ
سائِل بِذالِكَ أَهلَ العِلمِ بِالزَمَنِ
ما أَوضَحَ الأَمرَ لِلمُلقي بِعِبرَتِهِ
بَينَ التَفَكُّرِ وَالتَجريبِ وَالفِطَنِ
أَلَستَ يا ذا تَرى الدُنيا مُوَلِّيَةً
فَما يَغُرُّكَ فيها مِن هَنٍ وَهَنِ
لَأَعجَبَنَّ وَأَنّي يَنقَضي عَجَبي
الناسُ في غَفلَةٍ وَالمَوتُ في سَنَنِ
وَظاعِنٍ مِن بَياضِ الرَيطِ كُسوَتُهُ
مُطَيَّبٍ لِلمَنايا غَيرِ مُدَّهِنِ
غادَرتُهُ بَعدَ تَشيِيعَيهِ مُنجَدِلاً
في قُربِ دارٍ وَفي بُعدٍ مِنَ الوَطَنِ
لا يَستَطيعُ اِنتِقاصاً في مَحَلَّتِهِ
مِنَ القَبيحِ وَلا يَزدادُ في الحَسَنِ
الحَمدُ لِلَّهِ شُكراً ما أَرى سَكَناً
يَلوي بِبَحبوحَةِ المَوتى عَلى سَكَنِ
ما بالُ قَومٍ وَقَد صَحَّت عُقولُهُمُ
فيما اِدَّعوا يَشتَرونَ الغَيَّ بِالثَمَنِ
لِتَجذِبَنّي يَدُ الدُنيا بِقُوَّتِها
إِلى المَنايا وَإِن نازَعتُها رَسِيَ
وَأَيُّ يَومٍ لِمَن وافى مَنِيَّتَهُ
يَومٌ تَبَيَّنُ فيهِ صورَةُ الغَبَنِ
لِلَّهِ دُنيا أُناسٍ دائِنينَ لَها
قَدِ اِرتَعَوا في رِياضِ الغَيِّ وَالفِتَنِ
كَسائِماتٍ رَواعٍ تَبتَغي سِمناً
وَحَتفُها لَو دَرَت في ذَلِكَ السِمَنِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:27 PM
ما أَقرَبَ المَوتَ مِنّا
تَجاوَزَ اللَهُ عَنّا
كَأَنَّهُ قَد سَقانا
بِكَأسِهِ حَيثُ كُنّا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:28 PM
يانَفسُ إِنَّ الحَقَّ ديني
فَتَذَلَّلي ثُمَّ استَكيني
فَإِلى مَتى أَنا غافِلٌ
يانَفسُ وَيحَكِ خَبِّريني
وَإِلى مَتى أَنا مُمسِكٌ
بُخلاً بِما مَلَكَت يَميني
يانَفسُ لاتَتَضايَقي
وَثِقي بِرَبِّكِ وَاستَعيني
يانَفسُ أَنتِ شَحيحَةٌ
وَالشُحُّ مِن ضُعفِ اليَقينِ
يانَفسُ توبي مِن مُؤا
خاةِ الأَخِ البَطِرِ البَطينِ
وَتَعَلَّقي بِمَعالِقِ المَكروبِ
ذي القَلبِ الحَزينِ
وَتَفَكَّري في المَوتِ أَحياناً
لَعَلَّكِ أَن تَليني
فَلَتَغشَيَنّي غَشيَةٌ
يَندى لِسَكرَتِها جَبيني
وَلَتُعوِلَنَّ المُعوِلاتُ
هُناكَ حَولي بِالرَنينِ
وَلَتَجعَلَنّي بَعدَ خَل
قي طينَةً لَحِقَت بِطينِ
وَلَيَأتِيَنَّ عَلَيَّ تَحتَ
التُربِ حينٌ بَعدَ حينِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:28 PM
لَم يَكفِني جَمعي لِضَعفِ يَقيني
حَتّى اِستَطَلتُ بِهِ عَلى المِسكينِ
مَن كانَ فَوقي في اليَسارِ مَنَحتُهُ
التَعظيمَ وَاِستَصغَرتُ مَن هُوَ دوني
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:29 PM
غَلَبَ اليَقينَ عَليَّ شَكّي في الرَدى
حَتّى كَأَنّي لا أَراهُ عِيانا
فَعَميتُ حَتّى صِرتُ فيهِ كَأَنَّني
أُعطيتُ مِن رَيبِ المَنونِ أَمانا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:31 PM
ما كُلُّ ما تَشتَهي يَكونُ
وَالدَهرُ تَصريفُهُ فُنونُ
قَد يَعرِضُ الحَتفُ في حِلابٍ
دَرَّت بِهِ اللَقحَةُ اللَبونُ
الصَبرُ أَنجى مَطيِّ عَزمٍ
يُطوى بِهِ السَهلُ وَالحُزونُ
وَالسَعيُ شَيءٌ لَهُ انقِلابٌ
فَمِنهُ فَوقٌ وَمِنهُ دون
وَرُبَّما لانَ مَن تُعاصي
وَرُبَّما عَزَّ مَن يَهونُ
وَرُبَّ رَهنٍ بِبَيتِ هَجرٍ
فيمِثلِهِ تَغلَقُ الرُهونُ
لَم أَرَ شَيئاً جَرى بِبَينٍ
يَقطَعُ ما تَقطَعُ المَنونُ
ما أَيسَرَ المُكثَ في مَحَلٍّ
مالَ إِلَيهِ بِنا الرُكونُ
لا يَأمَنَنَّ اِمرُؤٌ هَواهُ
فَإِنَّ بَعضَ الهَوى جُنونُ
وَكُلُّ حينٍ يَخونُ قَوماً
أَيُّ الأَحايِينِ لا يَخونُ
إِذا اعتَرى الحَينُ أَهلَ مُلكٍ
خَلَت لَهُ مِنهُمُ الحُصونُ
كَرُّ الجَديدَينِ حَيثُ كانا
مِمّا تَفانَت بِهِ القُرونُ
وَلِلبِلى فيهِمُ دَبيبٌ
كَأَنَّ تَحريكَهُ سُكونُ
كَيفَ رَضينا بِضيقِ دارٍ
أَم كَيفَ قَرَّت بِها العُيونُ
تَكَنَّفَتنا الهُمومُ مِنها
فَهُنَّ فيهَ لَنا سُجونُ
وَلَيسَ يَجري بِنا زَمانٌ
إِلّا لَهُ كَلكَلٌ طَحونُ
وَالمَرءُ ما عاشا لَيسَ يَخلو
مِن حادِثٍ كانَ أَو يَكونُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:31 PM
لاعَيبَ في جَفوَةِ إِخواني
فَبارَكَ اللَهُ لِإِخواني
لَستُ بِذي مالٍ فَأُرعى عَلى
المالِ وَلاصاحِبَ سُلطانِ
ما يَرتَجي مِنّي أَخٌ شَأنُهُ
في نَفسِهِ أَرفَعُ مِن شاني
لارَهبَةٌ مِنّي وَلارَغبَةٌ
عِندي فَيَرجوني وَيَخشاني
وَقَلَّما يَصفو عَلى غَيرِ ذاتِ
اللَهِ إِنسانٌ لِإِنسانِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:34 PM
لَشَتّانَ ما بَينَ المَخافَةِ وَالأَمنِ
وَشَتّانَ ما بَينَ السُهولَةِ وَالحَزنِ
تَنَزَّه عَنِ الدُنيا وَإِلّا فَإِنَّها
سَتَأتيكَ يَوماً في خَطاطيفِها الحُجنِ
إِذا حُزتَ ما يَكفيكَ مِن سَدِّ خَلَّةٍ
فَصِرتَ إِلى ما فَوقَهُ صِرتَ في سِجنِ
أَيا جامِعَ الدُنيا سَتَكفيكَ جَمعَها
وَيا بانِيَ الدُنيا سَيَخرَبُ ما تَبني
أَلا إِنَّ مَن لا بُدَّ أَن يَطعَمَ الرَدى
وَشيكاً حَقيقٌ بِالبُكاءِ وَبِالحُزنِ
تَعَجَّبتُ إِذ أَلهو وَلَم أَرَ طَرفَةً
لِعَينِ امرِئٍ مِن سَكرَةِ المَوتِ لا تَدني
وَلِلدَهرِ أَيّامٌ عَلَينا مُلِحَّةٌ
تُصَرِّحُ لي بِالمَوتِ عَنهُنَّ لا تَكني
أَيا عَينُ كَم حَسَّنتِ لي مِن قَبيحَةٍ
وَما كُلُّ ما تَستَحسِنينَ بِذي حُسنِ
كَأَنَّ امرَأً لَم يَغنَ في الناسِ ساعَةً
إِذا نُفِضَت عَنهُ الأَكُفُّ مِنَ الدَفنِ
أَلا هَل إِلى الفِردَوسِ مِن مُتَشَوِّقٍ
تَحِنُّ إِلَيها نَفسُهُ وَإِلى عَدنِ
وَما يَنبَغي لي أَن أُسَرَّ بِلَيلَةٍ
أَبيتُ بِها مِن ظالِمٍ لي عَلى ضِغنِ
وَمَن طابَ لي نَفساً بِقُربٍ قَبِلتُهُ
وَمَن ضاقَ عَن قُربي فَفي أَوسَعِ الإِذنِ
لَعَمرُكَ ما ضاقَ امرُؤٌ بَرَّ وَاتَّقى
فَذو البِرِّ وَالتَقوى مِنَ اللَهِ في ضَمنِ
وَأَبعِد بِذي رَأيٍ مِنَ الحُبِّ لِلتُقى
إِذا كانَ لا يُقصي عَلَيها وَلا يُدني
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:36 PM
لَتَجدَعَنَّ المَنايا كُلَّ عِرنينِ
وَالسَلقُ يَفنى بِتَحريكٍ وَتَسكينِ
إِن كانَ عِلمُ اِمرِئٍ في طولِ تَجرِبَةٍ
فَإِنَّ دونَ الَّذي جَرَّبتُ يَكفيني
إِنّي لَأَقبَلُ مِن نَفسي المُنى طَمَعاً
وَالنَفسُ تَكذِبُني فيما تُمَنّيني
وَمِن عَلامَةِ تَضيِيعي لِآخِرَتي
أَن صِرتُ تُغضِبُني الدُنيا وَتُرضيني
يا مَن تَشَرَّفَ بِالدُنيا وَطينَتِها
لَيسَ التَشَرُّفُ رَفعَ الطينِ بِالطينِ
إِذا أَرَدتَ شَريفَ الناسِ كُلَّهُمُ
فَاِنظُر إِلى مَلِكٍ في زِيِّ مَسكينِ
ذاكَ الَّذي عَظُمَت في اللَهِ حُرمَتُهُ
وَذاكَ يَصلِحُ لِلدُنيا وَلِلدينِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:37 PM
عَجَباً ما يَنقَضي مِنّي لِمَن
مالَهُ إِن سيمَ مَعروفاً حَزِن
لَم يَضِر بُخلُ بَخيلٍ غَيرَهُ
فَهُوَ المَغبونُ لَو كانَ فَطِن
يَأَخا الدُنيا تَأَهَّب لِلبِلى
فَكَأَنَّ المَوتَ قَد حَلَّ كَأَن
كَم إِلى كَم أَنتَ في أُرجوحَةٍ
تَتَمَنّى زَمَناً بَعدَ زَمَن
وَمَتى ما تَتَرَجَّح في المُنى
تَتَعَرَّض لِمَضَلّاتِ الفِتَن
حَبَّذا الإِنسانُ ما أَكرَمَهُ
مَن يُسِئ يَخذَل وَمَن يُحسِن يُعَن
رُبَّ يَأسٍ قَد نَفى عَنكَ المُنى
فَاستَراحَ القَلبُ مِنها وَسَكَن
ساهِلِ الناسَ إِذا ما غَضِبوا
وَإِذا عَزَّ صَديقُكَ فَهُن
وَإِذا ما المَرءُ صَفّى صِدقَهُ
وافَقَ الظاهِرُ مِنهُ ما بَطَن
وَإِذا ما وَرَعُ المَرءِ صَفا
اِستَسَرَّ الخَيرُ مِنهُ وَعَلن
عَجَباً مِن مُطمَئِنٍّ آمِنٍ
أَوطَنَ الدُنيا وَلَيسَت بِوَطَن
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:38 PM
جَمَعوا فَما أَكَلوا الَّذي جَمَعوا
وَبَنوا مَساكِنَهُم فَما سَكَنوا
فَكَأَنَّهُم ظُعُنٌ بِها نَزَلوا
لَمّا اِستَراحوا ساعَةً ظَعَنوا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:39 PM
رَضيتُ بِبَعضِ الذُلِّ خَوفَ جَميعِهِ
وَلَيسَ لِمِثلي بِالمُلوكِ يَدانِ
وَكُنتُ امرَأً أَخشى العِقابَ وَأَتَّقي
مَغَبَّةَ ما تَجني يَدي وَلِساني
وَلَو أَنَّني عاتَبتُ صاحِبَ قُدرَةٍ
لَعَرَّضتُ نَفسي صَولَةَ الحَدَثانِ
فَهَل مِن شَفيعٍ مِنكَ يَضمَنُ تَوبَتي
فَإِنّي امرُؤٌ أوفي بِكُلِّ ضَمانِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:39 PM
هَوِّن عَلَيكَ العَيشَ صَفحاً يَهُن
لَقَلَّما سَكَّنتَ إِلّا سَكَن
إِقبَل مِنَ العَيشِ تَصاريفَهُ
وَارضَ بِهِ إِن لانَ أَو إِن خَشُن
كَم لَذَّةٍ في ساعَةٍ نِلتَها
كانَت فَوَلَّت فَكَأَن لَم تَكُن
صُن كُلَّ ما شِئتَ فَإِنَّ البِلى
يَمضي بِما صُنتَ وَما لَم تَصُن
تَأمَنُ وَالأَيّامُ خُوّانَةٌ
لَم نَرَ يَوماً واحِداً لَم يَخُن
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:41 PM
يا لِلمَنايا وَيا لِلبَينِ وَالحَينِ
كُلُّ اِجتِماعٍ مِنَ الدُنيا إِلى بَينِ
يُبلي الزَمانُ حَديثاً بَعدَ بَهجَتِهِ
وَالدَهرُ يَقطَعُ ما بَينَ القَريبَينِ
لَقَد رَأَيتَ يَدَ الدُنيا مُفَرَّقَةً
لا تَأمَنَنَّ يَدَ الدُنيا عَلى اِثنَينِ
الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً دائِماً أَبَداً
لَقَد تَزَيَّنَ أَهلُ الحِرصِ بِالشينِ
لا زَينَ إِلّا لِراضٍ عَن تَقَلُّلِهِ
إِنَّ القُنوعَ لَثَوبُ العِزِّ وَالزَينِ
الدارُ لَو كُنتَ تَدري يا أَخا مَرَحٍ
دارٌ أَمامَكَ فيها قُرَّةُ العَينِ
حَتّى مَتى نَحنُ في الأَيّامِ نَحسُبُها
وَإِنَّما نَحنُ فيها بَينَ يَومَينِ
يَومٌ تَوَلّى وَيَومٌ نَحنُ نَأمَلُهُ
لَعَلَّهُ أَجلَبُ اليَومَينِ لِلحَينِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:44 PM
عَجَباً عَجِبتُ لِغَفلَةِ الباقينا
إِذ لَيسَ يَعتَبِرونَ بِالماضينا
ما زِلتَ وَيحَكَ يا اِبنَ آدَمَ دائِباً
في هَدمِ عُمرِكَ مِنذُ كُنتَ جَنينا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:45 PM
تَزَوَّد مِنَ الدُنيا مُسِرّاً وَمُعلِنا
فَما هُوَ إِلّا أَن تُنادى فَتَظعَنا
يُريدُ امرُؤٌ أَلّا تُلَوَّنَ حالُهُ
وَتَأبى بِهِ الأَيّامُ إِلّا تَلَوَّنا
عَجِبتُ لِذي الدُنيا وَقَد حَطَّ رَحلَهُ
بِمُستَنِّ سَيلٍ فَابتَنى وَتَحَصَّنا
تَزَيَّن لِيَومِ العَرضِ ما دُمتَ مُطلَقاً
وَما دامَ دونَ المُنتَهى لَكَ مُمكِنا
وَلا تُمكِنَنَّ النَفسَ مِن شَهَواتِها
وَلا تَركَبَنَّ الشَكَّ حَتّى تَيَقَّنا
وَما الناسُ إِلّا مِن مُسيءٍ وَمُحسِنٍ
وَكَم مِن مُسيءٍ قَد تَلافى فَأَحسَنا
إِذا ما أَرادَ المَرءُ إِكرامَ نَفسِهِ
رَعاها وَوَقّاها القَبيحَ وَزَيَّنا
أَلَيسَ إِذا هانَت عَلى المَرءِ نَفسُهُ
وَلَم يَرعَها كانَت عَلى الناسِ أَهوَنا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:46 PM
ما أَنا إِلّا لِمَن بَغاني
أَرى خَليلي كَما يَراني
لَستُ أَرى ما مَلَكتُ طَرفي
مَكانَ مَن لا يَرى مَكاني
مَنِ الَّذي يَرتَجي الأَقاصي
إِن لَم يَنَل خَيرَهُ الأَداني
أَصبَحتُ عَمَّن بِها غَنِيّاً
بِخالِقي في جَميعِ شاني
وَلي إِلى أَن أَموتُ رِزقٌ
لَو جَهَدَ الخَلقُ ما عَداني
لا تَرتَجِ الخَيرَ عِندَ مَن لا
يَصلُحُ إِلّا عَلى الهَوانِ
فَاِستَغنِ بِاللَهِ عَن فُلانٍ
وَعَن فُلانٍ وَعَن فُلانِ
وَلا تَدَع مَكسَباً حَلالاً
تَكونُ مِنهُ عَلى بَيانِ
فَالمالُ مِن حِلِّهِ قِوامٌ
لِلعِرضِ وَالوَجهِ وَاللِسانِ
وَالفَقرُ ذُلٌّ عَلَيهِ بابٌ
مِفتاحُهُ العَجزُ وَالتَواني
وَرِزقُ رَبّي لَهُ وُجوهٌ
هُنَّ مِنَ اللَهِ في ضَمانِ
سُبحانَ مَن لَم يَزَل عَلِيّا
لَيسَ لَهُ في العُلُوِّ ثانِ
قَضى عَلى خَلقِهِ المَنايا
فَكُلُّ حَيٍّ سِواهُ فانِ
يارَبِّ لَم نَبكِ مِن زَمانٍ
إِلّا بَكَينا عَلى زَمانِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:47 PM
كُن عِندَ أَحسَنِ ظَنِّ مَن ظَنّا
وَإِذا ظَنَنتَ فَأَحسِنِ الظَنّا
لا تُتبِعَنَّ يَداً بَسَطتَ بِها ال
مَعروفَ مِنكَ أَذىً وَلا مَنّا
وَالعَتبُ يَنعَطِفُ الكَريمُ بِهِ
وَيُرى اللَئيمُ عَلَيهِ مُستَنّا
وَلَرُبَّ ذي إِلفٍ يُفارِقُهُ
فَإِذا تَذَكَّرَ إِلفَهُ حَنّا
وَلَقَلَّ ما اِعتَقَدَ اِمرُؤٌ هِبَةً
إِلّا رَأَيتَ لَهُ بِها ضَنّا
عَجَباً لَنا وَلِطولِ غَفلَتِنا
وَالمَوتُ لَيسَ بِغافِلٍ عَنّا
سَنَبينُ عَمّا نَحنُ فيهِ لِمَن
سَيَبينُ بَعدُ عَنِ الَّذي بِنّا
يا إِخوَةً خُنّا المُحيطَ بِنا
عِلماً وَأَنفُسَنا الَّتي خُنّا
إِنّا وَإِن طالَ الزَمانُ بِنا
غَرَضُ الحَوادِثِ حَيثُما كُنّا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:48 PM
أَرى المَوتَ لي حَيثُ اعتَمَدتُ كَمينا
فَأَصبَحتُ مَهموماً هُناكَ حَزينا
سَيُلحِقُني حادي المَنايا بِمَن مَضى
أَخَذتُ شِمالاً أَو أَخَذتُ يَمينا
يَقينُ الفَتى بِالمَوتِ شَكٌّ وَشَكُّهُ
يَقينٌ وَلَكِن لايَراهُ يَقينا
عَلَينا عُيونٌ لِلمُنونِ خَفِيَّةٌ
تَدِبُّ دَبيباً بِالمَنِيَّةِ فينا
وَما زالَتِ الدُنيا تُقَلِّبُ أَهلَها
فَتَجعَلُ ذا غَثّا وَذاكَ سَمينا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:50 PM
وَاللَهُ يا هَذا لِرِزقِكَ ضامِنُ
تُعنى بِمَ تُكفى وَتَترُكُ ما بِهِ
توصى كَأَنَّكَ لِلحَوادِثِ آمِنُ
أَو ما تَرى الدُنيا وَمَصدَرُ أَهلِها
ضَنكٌ وَمَورِدُها كَريهٌ آجِنُ
وَاللَهِ ما اِنتَفَعَ العَزيزُ بِعِزِّهِ
فيها وَلا سَلِمَ الصَحيحُ الآمِنُ
وَالمَرءُ يُطِنُها وَيَعلَمُ أَنَّهُ
عَنها إِلى وَطَنٍ سِواها ظاعِنُ
يا ساكِنَ الدُنيا أَتَعمُرُ مَسكِناً
لَم يَبقَ فيهِ مَعَ المَنِيَّةِ ساكِنُ
المَوتُ شَيءٌ أَنتَ تَعلَمُ أَنَّهُ
حَقٌّ وَأَنتَ بِذِكرِهِ مُتَهاوِنُ
إِنَّ المَنِيَّةَ لا تُؤامِرُ مَن أَتَت
في نَفسِهِ يَوماً وَلا تَستَأذِنُ
اِعلَم بِأَنَّكَ لا أَبا لَكَ في الَّذي
أَصبَحتَ تَجمَعُهُ لِغَيرِكَ خازِنُ
فَلَقَد رَأَيتَ مَعاشِراً وَعَهِدتَهُم
فَمَضَوا وَأَنتَ مُعايِنٌ ما عايَنوا
وَرَأَيتُ سُكّانَ القُصورِ وَما لَهُم
بَعدَ القُصورِ سِوى القُبورِ مَساكِنُ
جَمَعوا فَما اِنتَفَعوا بِذاكَ وَأَصبَحوا
وَهُم بِما اِكتَسَبوا هُناكَ رَهائِنُ
لَو قَد دُفِنتَ غَداً وَأَقبَلَ نافِضاً
كَفَّيهِ عَنكَ مِنَ التُرابِ الدافِنُ
لَتَشاغَلَ الوارِثُ بَعدَكَ بِالَّذي
وَرِثوا وَأَسلَمَكَ الوَلِيُّ الباطِنُ
قارِن قَرينَكَ وَاِستَعِدَّ لِبَينِهِ
إِنَّ القَرينَ مِنَ القَرينِ مُبايِنُ
وَاِلبَس أَخاكَ فَإِنَّ كُلَّ أَخٍ تَرى
فَلَهُ مَساوٍ مَرَّةً وَمَحاسِنُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:52 PM
يا أَيُّها المُتَسَمِّنُ
قُل لي لِمَن تَتَسَمَّنُ
سَمَّنتَ نَفسَكَ لِلبِلى
وَبَطِنتَ يا مُستَبطِنُ
وَأَسَأتَ كُلَّ إِساءَةٍ
وَظَنَنتَ أَنَّكَ تُحسِنُ
ما لي رَأَيتُكَ تَطمئِن
نُ إِلى الحَياةِ وَتَركَنُ
يا ساكِنَ الحُجُراتِ ما
لَكَ غَيرُ قَبرِكَ مَسكَنُ
اليَومَ أَنتَ مُكاثِرٌ
وَمُفاخِرٌ مُتَزَيِّنُ
وَغَداً تَصيرُ إِلى القُبو
رِ مُحَنَّطٌ وَمُكَفَّنُ
أَحدِث لِرَبِّكَ تَوبَةً
فَسَبيلُها لَكَ مُمكِنُ
وَاصرِف هَواكَ لِخَوفِهِ
فيما تُسِرُّ وَتُعلِنُ
فَكَأَنَّ شَخصَكَ لَم يَكُن
في الناسِ ساعَةَ تُدفَنُ
وَكَأَنَّ أَهلَكَ قَد بَكَوا
جَزَعاً عَلَيكَ وَرَنَّنوا
فَإِذا مَضَت لَكَ جُمعَةٌ
فَكَأَنَّهُم لَم يَحزَنوا
الناسُ في غَفَلاتِهِم
وَرَحى المَنِيَّةِ تَطحَنُ
ما دونَ دائِرَةِ الرَدى
حِصنٌ لِمَن يَتَحَصَّنُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 06:53 PM
مُؤاخاةُ الفَتى البَطَرِ البَطينِ
تُهَيِّجُ قَرحَةَ الداءِ الدَفينِ
وَتُدخِلُ في اليَقينِ عَلَيكَ شَكّاً
وَلا شَيءٌ أَعَزَّ مِنَ اليَقينِ
فَدَعهُ وَاِستَجِر بِاللَهِ مِنهُ
فَجارَ اللَهِ في حِصنٍ حَصينِ
أَأَغفُلُ وَالمَنايا مُقبِلاتٌ
عَلَيَّ وَأَشتَري الدُنيا بِديني
وَلَو أَنّي عَقَلتُ لَطالَ حُزني
وَرُمتُ إِخاءَ كُلِّ أَخٍ حَزينِ
وَأَظمَأتُ النَهارَ لِرَوحِ قَلبي
وَبِتُّ اللَيلَ مُفتَرِشاً جَبيني
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:26 PM
أَمِنتُ الزَمانَ وَالزَمانُ خَؤونُ
لَهُ حَرَكاتٌ بِالبِلى وَسُكونُ
رُوَيدَكَ لا تَستَبطِ ما هُوَ كائِنٌ
أَلا كُلُّ مَقدورٍ فَسَوفَ يَكونُ
سَتَذهَبُ أَيّامٌ سَتَخلُقُ جِدَّةٌ
سَتَمضي قُرونٌ بَعدَهُنَّ قُرونُ
سَتَدرُسُ آثارٌ وَتَعقِبُ حَسرَةٌ
سَتَخلو قُصورٌ شُيِّدَت وَحُصونُ
سَتُقطَعُ آمالٌ وَتَذهَبُ جِدَّةٌ
سَيَغلَقُ بِالمُستَكثِرينَ رُهونُ
سَتَنقَطِعُ الدُنيا جَميعاً بِأَهلِها
سَيَبدو مِنَ الشَأنِ الحَقيرِ شُؤونُ
وَما كُلُّ ذي ظَنٍّ يُصيبُ بِظَنِّهِ
وَقَد يُستَرابُ الظَنُّ وَهوَ يَقينُ
يَحولُ الفَتى كَالعودِ قَد كانَ مَرَّةً
لَهُ وَرَقٌ مُخضَرَّةٌ وَغُصونُ
نَصونُ فَلا نَبقى وَلا ما نَصونُهُ
أَلا إِنَّنا لِلحادِثاتِ نَصونُ
وَكَم عِبرَةٍ لِلناظِرينَ تَكَشَّفَت
فَخانَت عُيونَ الناظِرينَ جُفونُ
نَرى وَكَأَنّا لا نَرى كُلَّ ما نَرى
كَأَنَّ مُنانا لِلعُيونِ شُجونُ
وَكَم مِن عَزيزٍ هانَ مِن بَعدِ عِزَّةٍ
أَلا قَد يَعِزُّ المَرءُ ثُمَّ يَهونُ
أَلا رُبَّ أَسبابٍ إِلى الخَيرِ سَهلَةٌ
وَلِلشَرِّ أَسبابٌ وَهُنَّ حُزونُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:28 PM
الحَمدُ لِلَّهِ اللَطيفِ بِنا
سَتَرَ القَبيحَ وَأَظهَرَ الحَسَنا
ماتَنقَضي عَنّا لَهُ مِنَنٌ
حَتّى يُجَدِّدَ ضِعفَها مِنَنا
فَلَوِ اِهتَمَمتُ بِشُكرِ ذاكَ لَما
أَصبَحتُ بِاللَذاتِ مُفتَتِناً
أَوطَنتُ داراً لابَقاءَ لَها
تَعِدُ الغُرورَ وَتُنبِتُ الدَرَنا
مايَتَبينُ سُرورُ صاحِبَها
حَتّى يَعودُ سُرورُهُ حَزَنا
عَجَباً لَها لا بَل لِمَوطِنَها
المَغرورِ كَيفَ يَعُدُّها وَطَنا
بَينا المُقيمُ بِها عَلى ثِقَةٍ
في أَهلِهِ إِذ قيلَ قَد ظَعَنا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:30 PM
يانَفسُ أَنّى تُؤفَكينا
حَتّى مَتى لاتَرعَوينا
حَتّى مَتى لاتَعقِلينَ
وَتَسمَعينَ وَتُبصِرينا
أَصبَحتِ أَطوَلَ مَن مَضى
أَمَلاً وَأَضعَفَهُم يَقينا
وَلِيَأتِيَنَّ عَلَيكِ ما
أَفنى القُرونَ الأَوَّلينا
يانَفسُ طالَ تَمَسُّكي
بِعُرى المُنى حيناً فَحينا
يانَفسُ إِلّا تَصلُحي
فَتَشَبَّهي بِالصالِحينا
وَتَفَكَّري فيما أَقولُ
لَعَلَّ قَلبَكِ أَن يَلينا
أَينَ الأُلى جَمَعوا وَكانوا
لِلحَوادِثِ آمِنينا
أَفناهُمُ الأَجَلُ المُطِللُ
عَلى الخَلائِقِ أَجمَعينا
فَإِذا مَساكِنُهُم وَما
جَمَعوا لِقَومٍ آخَرينا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:31 PM
زَهوِ المُلوكِ وَأَخلاقِ المَساكينِ
أَما عَلِمتَ جَزاكَ اللَهُ صالِحَةً
وَزادَكَ اللَهُ خَيراً يا اِبنَ يَقطينِ
أَبي أُريدُكَ لِلدُنيا وَعاجِلِها
وَلا أُريدُكَ يَومَ الدينِ لِلدينِ
حَتّى مَتى لَيتَ شِعري يا اِبنَ يَقطينِ
أُثني عَلَيكَ بِشَيءٍ لَستَ توليني
إِنَّ السَلامَ وَإِنَّ البِشرَ مِن رَجُلٍ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:33 PM
إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي
مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي
وَما لي حيلَةٌ إِلّا رَجائي
وَعَفوُكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنّي
فَكَم مِن زِلَّةٍ لي في البَرايا
وَأَنتَ عَلَيَّ ذو فَضلٍ وَمَنِّ
إِذا فَكَّرتُ في نَدَمي عَلَيها
عَضَضتُ أَنامِلي وَقَرَعتُ سِنّي
يَظُنُّ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي
لَشَرُّ الناسِ إِن لَم تَعفُ عَنّي
أُجَنُّ بِزَهرَةِ الدُنيا جُنوناً
وَأُفني العُمرَ فيها بِالتَمَنّي
وَبَينَ يَدَيَّ مُحتَبَسٌ طَويلٌ
كَأَنّي قَد دُعيتُ لَهُ كَأَنّي
وَلَو أَنّي صَدَقتُ الزُهدَ فيها
قَلَبتُ لِأَهلِها ظَهرَ المِجَنِّ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:35 PM
طالَ شُغلي بِغَيرِ ما يَعنيني
وَطِلابي فَوقَ الَّذي يَكفيني
وَاِحتِيالي بِما عَلَيَّ وَلا لي
وَاِشتِغالي بِكُلِّ ما يُلهيني
وَأَرى ما قَضى عَلَيَّ إِلَهي
مِن قَضاءٍ فَإِنَّهُ يَأتيني
وَلَوَ اِنّي كَفَفتُ لَم أَبغِ رِزقي
كانَ رِزقي هُوَ الَّذي يَبغيني
أَحمَدُ اللَهَ ذا المَعارِجِ شُكراً
ما عَلَيها إِلّا ضَعيفُ اليَقينِ
وَلَعَمري إِنَّ الطَريقَ إِلى الحَققِ
مُبينٌ لِلناظِرِ المُستَبينِ
وَيحَ نَفسي إِنّي أَراني بِدُنيايَ
ضَنيناً وَلا أَضِنُّ بِديني
لَيتَ شِعري غَداً أَأُعطى كِتابي
بِشِمالي لِشَقوَتي أَم يَميني
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:36 PM
هَل عَلى نَفسِهِ اِمرُؤٌ مَحزونُ
موقِنٌ أَنَّهُ غَداً مَدفونُ
فَهوَ لِلمَوتِ مُستَعِدٌّ مُعَدٌّ
لايَصونُ الحُطامُ فيما يَصونُ
يا كَثيرَ الكُنوزِ إِنَّ الَّذي يَك
فيكَ مِمّا أَكثَرتَ مِنها لَدونُ
كُلُّنا يُكثِرُ المَذَمَّةَ لِلدُن
يا وَكُلٌّ بِحُبِّها مَفتونُ
لَتَنالَنَّكَ المَنايا وَلَو أَننَكَ
في شاهِقٍ عَلَيكَ الحُصونُ
وَتَرى مَن بِها جَميعاً كَأَن قَد
غَلِقَت مِنهُمُ وَمِنكَ الرُهونُ
أَيُّ حَيٍّ إِلّا سَيَصرَعُهُ المَوتُ
وَإِلّا سَتَستَبيهِ المَنونُ
أَينَ آباؤُنا وَآبائُهُم قَبلُ
وَأَينَ القُرونُ أَينَ القُرونُ
كَم أُناسٍ كانوا فَأَفنَتهُمُ الأَي
يامُ حَتّى كَأَنَّهُم لَم يَكونوا
لِلمَنايا وَلِاِبنِ آدَمَ أَيّام
وَيَومٌ لابُدَّ مِنهُ خَؤونُ
وَالتَصاريفُ جَمَّةٌ غادِياتٌ
رائِحاتٌ وَالحادِثاتُ فُنونُ
وَلِمَرِّ الفَناءِ في كُلِّ يَومٍ
حَرَكاتٌ كَأَنَّهُنَّ سُكونُ
وَالمَقاديرُ لاتَناوَلُها الأَوهامُ
لُطفاً وَلا تَراها العُيونُ
وَسَيَجري عَلَيكَ ما كَتَبَ اللَهُ
وَيَأتيكَ رِزقُكَ المَضمونُ
وَسَيَكفيكَ ذا التَعَزُّزِ وَالبَغيِ
مِنَ الدَهرِ حَدُّهُ المَسنونُ
وَاليَقينُ الشِفاءُ مِن كُلِ هَمٍّ
مايُثيرُ الهُمومَ إِلّا الظُنونُ
فازَ بِالروحِ وَالسَلامَةَ مَن كانَت
فُضولُ الدُنيا عَلَيهِ تَهونُ
وَالغِنى أَن تُحَسِّنَ الظَنَّ بِاللَهِ
وَتَرضى بِكُلِّ أَمرٍ يَكونُ
وَالَّذي يَملِكُ الأُمورَ جَميعاً
مَلِكٌ جَلَّ نورُهُ المَكنونُ
وَسِعَ الخَلقَ قُدرَةً فَجَميعُ الخَلقِ
فيها مُحَدَّدٌ مَوزونُ
كُلُّ شَيءٍ فَقَد أَحاطَ بِهِ اللَهُ
وَأَحصاهُ عِلمُهُ المَخزونُ
إِنَّ رَأياً دَعا إِلى طاعَةِ اللَهِ
لَرَأيٌ مُبارَكٌ مَيمونُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:37 PM
لِلَّهِ دَرُّ أَبيكَ أَيَّ زَمانِ
أَصبَحتَ فيهِ وَأَيَّ أَهلِ زَمانِ
كُلٌّ يُوازِنُكَ المَوَدَّةَ دائِباً
يُعطي وَيَأخُذُ مِنكَ بِالميزانِ
فَإِذا رَأى رُجحانَ حَبَّةِ خَردَلٍ
مالَت مَوَدَّتُهُ مَعَ الرُجحانِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:40 PM
كُلُّ اِمرِئٍ فَكَما يَدينُ يُدانُ
سُبحانَ مَن لَم يَخلُ مِنهُ مَكانُ
سُبحانَ مَن يُعطي المُنى بِخَواطِرٍ
في النَفسِ لَم يَنطِق بِهِنَّ لِسانُ
سُبحانُ مَن لاشَيءَ يَحجُبُ عِلمَهُ
فَالسِرُّ أَجمَعُ عِندَهُ إِعلانُ
سُبحانُ مَن هُوَ لايَزالُ مُسَبِّحاً
أَبَداً وَلَيسَ لِغَيرِهِ السُبحانُ
سُبحانُ مَن تَجري قَضاياهُ عَلى
ماشاءَ مِنها غائِبٌ وَعِيانُ
سُبحانَ مَن هُوَ لايَزالُ وَرِزقُهُ
لِلعالَمينَ بِهِ عَلَيهِ ضَمانُ
سُبحانَ مَن في ذِكرِهِ طُرُقُ الرِضى
مِنهُ وَفيهِ الرَوحُ وَالرَيحانُ
مَلِكٌ عَزيزٌ لايُفارِقُ عِزُّهُ
يُعصى وَيُرجى عِندَهُ الغُفرانُ
مَلِكٌ لَهُ ظَهرُ الفَضاءِ وَبَطنُهُ
لَم تُبلِ جِدَّةَ مُلكِهِ الأَزمانُ
مَلِكٌ هُوَ المَلِكُ الَّذي مِن حِلمِهِ
يُعصى بِحُسنِ بَلائِهِ وَيُخانُ
يَبلى لِكُلِّ مُسَلعَنٍ سُلطانُهُ
وَاللَهُ لايَبلى لَهُ سُلطانُ
كَم يَستَصِمُّ الغافِلونَ وَقَد دُعوا
وَغَدا وَراحَ عَلَيهِمُ الحَدَثانُ
أَبشِر بِعَونِ اللَهِ إِن تَكُ مُحسِناً
فَالمَرءُ يُحسِنُ طَرفَةً فَيُعانُ
فَنِيَ التَعَزُّزُ عَن مُلوكٍ أَصبَحَت
في ذِلَّةٍ وَهُمُ الأَعِزَّةَ كانوا
أَأُسَرُّ في الدُنيا بِكُلِّ زِيادَةٍ
وَزِيادَتي فيها هِيَ النُقصانُ
وَيحَ اِبنَ آدَمَ كَيفَ تَرقُدُ عَينُهُ
عَن رَبِّهِ وَلَعَلَّهُ غَضبانُ
وَيحَ اِبنِ آدَمَ كَيفَ تَغفُلُ نَفسُهُ
وَلَهُ بِيَومِ حِسابِهِ اِستيقانُ
يَومُ اِنشِقاقِ الأَرضِ عَن أَهلِ البِلى
فيها وَيَبدو الخُخطُ وَالرِضوانُ
يَومُ القِيامَةِ يَومَ يُظلِمُ فيهِ ظُلمُ
الظالِمينَ وَيُشرِقُ الإِحسانُ
ياعامِرَ الدُنيا لِيَسكُنَها وَلَي
سَت بِالَّتي يَبقى لَها سُكَّنُ
تَفنى وَتَفنى الأَرضُ بَعدَكَ مِثلَما
يَفنى المَناخُ وَيَرحَلُ الرُكبانُ
أَهلَ القُبورِ نَسيتُكُم وَكَذاكُمُ
الإِنسانُ مِنهُ السَهوُ وَالنِسيانُ
أَهلَ البِلى أَنتُم مُعَسكَرُ وَحشَةٍ
حَيثُ اِستَقَرَّ البُعدُ وَالهِجرانُ
الصِدقُ شَيءٌ لايَقومُ بِهِ اِمرُؤٌ
إِلّا وَحَشوُ فُؤادِهِ الإيمانُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:44 PM
ياخَليلَيَّ لا أَذُمُّ زَماني
غَيرَ أَنّي أَذُمُّ أَهلَ زَماني
لَستُ أُحصي كَم مِن أَخٍ كانَ لي مِن
هُم قَليلَ الوَفاءِ حُلوَ اللِسانِ
لَم أَجِدهُ مُؤاتِياً فَتَصَدَّقتُ
بِحَظّي مِنهُ عَلى الشَيطانِ
لَيتَ حَظِّيَ مِنهُ وَمِن مِثلِهِ أَن
لاتَراهُ عَيني وَأَن لايَراني
أَحمَدُ اللَهَ كَيفَ قَد فَسَدَ الناسُ
وَقَلَّ الوَفاءُ في الإِخوانِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:47 PM
عَجَباً عَجِبتُ لِغَفلَةِ الإِنسانِ
قَطَعَ الحَياةَ بِغِرَّةٍ وَأَمانِ
فَكَّرتُ في الدُنيا فَكانَت مَنزِلاً
عِندي كَبَعضِ مَنازِلِ الرُكبانِ
عِندي جَميعُ الناسِ فيها واحِدٌ
فَقَليلُها وَكَثيرُها سِيّانِ
فَإِلى مَتى كَلَفي بِما لَو كُنتُ تَحتَ د
الأَرضِ ثُمَّ رُزِقتُهُ لَأَتاني
أَبغي الكَثيرَ إِلى الكَثيرِ مُضاعَفاً
وَلَوِ اِقتَصَرتُ عَلى القَليلِ كَفاني
لِلَّهِ دَرُّ الوارِثينَ كَأَنَّني
بِأَخَصِّهِم مُتَبَرِّماً بِمَكاني
قَلِقاً يُجَهِّزُني إِلى دارِ البِلى
مُتَحَرِّياً لِكَرامَتي بِهَواني
مُتَبَرِّئًا مِني إِذا نُضِدَ الثَرى
فَوقي طَوى كَشحاً عَلى هِجراني
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:51 PM
أَينَ مَن كانَ قَبلَنا أَينَ أَينا
مِن أُناسٍ كانوا جَمالاً وَزَينا
إِنَّ دَهراً أَتى عَلَيهِم فَأَفنى
مِنهُمُ الجَمعَ سَوفَ يَأتي عَلَينا
خَدَعَتنا الآمالُ حَتّى طَلَبنا
وَجَمَعنا لِغَيرِنا وَسَعَينا
وَاِبتَنَينا وَما نُفَكِّرُ في الدَهرِ
وَفي صَرفِهِ غَداةَ اِبتَنَينا
وَاِبتَغَينا مِنَ المَعاشِ فُضولاً
لَو قَنِعنا بِدونِها لَاِكتَفَينا
وَلَعَمري لَنَمضِيَنَّ وَلا نَمضي
بِشَيءٍ مِنها اِذا ما مَضَينا
وَاِفتَرَقنا في المَقدُراتِ وَسَوّى اللَهُ
في المَوتِ بَينَنا فَاِستَوَينا
كَم رَأَينا مِن مَيِّتٍ كانَ حَيّاً
وَوَشيكاً يُرى بِنا ما رَأَينا
مالَنا نَأمَنُ المَنايا كَأَنّا
لانَراهُنَّ يَهتَدينَ إِلَينا
عَجَباً لِاِمرِئٍ تَيَقَّنَ أَنَّ المَوتَ
حَقٌّ فَقَرَّ بِالعَيشِ عَينا
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:52 PM
كَم مِن أَخٍ لَكَ نالَ سُلطانا
فَكَأَنَّهُ لَيسَ الَّذي كانا
ما أَسكَرَ الدُنيا لِصاحِبِها
وَأَضَرَّها لِلعَقلِ أَحيانا
دارٌ لَها شُبَهٌ مُلَبَّسَةٌ
تَدَعُ الصَحيحَ العَقلِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:54 PM
لَقَد طالَ يادُنيا إِلَيكِ رُكوني
وَدامَ لُزومي ضِلَّتي وَفُتوني
وَطالَ إِخائي فيكِ قَوماً أَراهُم
وَكُلُّهُمُ مُستَأثِرٌ بِكِ دوني
وَكُلُّهُمُ عَنّي قَليلٌ غِنائُهُ
إِذا غَلِقَت في الهالِكينَ رُهوني
فَيا رَبِّ إِنَّ الناسَ لايُنصِفونَني
وَكَيفَ وَلَو أَنصَفتُهُم ظَلَموني
وَإِن كانَ لي شَيءٌ تَصَدَّوا لِأَخذِهِ
وَإِن جِئتُ أَبغي شَيئَهُم مَنَعوني
وَإِن نالَهُم رِفدي فَلا شُكرَ عِندَهُم
وَإِن أَنا لَم أَبذُل لَهُم شَتَموني
وَإِن وَجَدوا عِندي رَخاءً تَقَرَّبوا
وَإِن نَزَلَت بي شِدَّةٌ خَذَلوني
وَإِن طَرَقَتني نَكبَةٌ فَكِهوا بِها
وَإِن صَحِبَتني نِعمَةٌ حَسَدوني
سَأَمنَعُ قَلبي أَن يَحِنَّ إِلَيهِمُ
وَأَحجُبُ عَنهُم ناظِري وَجُفوني
وَأَقطَعُ أَيّامي بِيَومِ سُهولَةٍ
أُزَجّي بِهِ عُمري وَيَومَ حُزونِ
أَلا إِنَّ أَصفى العَيشِ ماطابَ غِبُّهُ
وَما نِلتُهُ في عِفَّةٍ وَسُكونِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 07:58 PM
أَيا مَن بَينَ باطِيَةٍ وَدَنِّ
وَعودٍ في يَدي غاوٍ مُغَنِّ
إِذا لَم تَنهَ نَفسَكَ عَن هَواها
وَتُحسِن صَونَها فَإِلَيكَ عَنّي
فَإِنَّ اللَهوَ وَالمَلهى جُنونٌ
وَلَستُ مِنَ الجُنونِ وَلَيسَ مِنّي
وَأَيُّ قَبيحٍ اِقبَحُ مِن لَبيبٍ
يُرى مُتَطَرِّباً في مِثلِ سِنّي
إِذا مالَم يَتُب كَهلٌ لِشَيبٍ
فَلَيسَ بِتائِبٍ ماعاشَ ظَنّي
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:01 PM
نَهنِه دُموعَكَ كُلُّ حَيٍّ فانِ
وَاِصبِر لِقَرعِ نَوائِبِ الحَدَثانِ
يا دارِيَ الحَقَّ الَّتي لَم أَبنِها
فيما أُشَيِّدُهُ مِنَ البُنيانِ
كَيفَ العَزاءُ وَلا مَحالَةَ إِنَّني
يَوماً إِلَيكِ مُشَيِّعي إِخواني
نَعشاً يُكَفكِفُهُ الرِجالُ وَفَوقَهُ
جَسَدٌ يُباعُ بِأَوكَسِ الأَثمانِ
لَولا الإِلَهُ وَأَنَّ قَلبِيَ مُؤمِنٌ
وَاللَهُ غَيرُ مُضَيِّعٍ إيماني
لَظَنَنتُ أَو أَيقَنتُ عِندَ مَنِيَّتي
أَنَّ المَصيرَ إِلى مَحَلِّ هَوانِ
فَبِنورِ وَجهِكَ يا إِلَهَ مُحَمَّدٍ
زَحزِح إِلَيكَ عَنِ السَعيرِ مَكاني
وَاِمنُن عَلَيَّ بِتَوبَةٍ تَرضى بِها
يا ذا العُلى وَالمَنِّ وَالإِحسانِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:04 PM
سَكَنٌ يَبقى لَهُ سَكَنُ
مابِهَذا يُؤذِنُ الزَمَنُ
نَحنُ في دارٍ يُخَبِّرُنا
عَن بِلاها ناطِقٌ لَسِنُ
دارُ سَوءٍ لَم يَدُم فَرَحٌ
لِامرِئٍ فيها وَلا حَزَنُ
ماتَرى مِن أَهلِها أَحَداً
لَم تَمِل فيها بِهِ الفِتَنُ
عَجَباً مِن مَعشَرٍ سَلَفوا
أَيَّ غَبنٍ بَيِّنٍ غُبِنوا
وَفَّروا الدُنيا لِغَيرِهِمُ
وَابتَنَوا فيها وَما سَكَنوا
تَرَكوها بَعدَما اشتَبَكَت
بَينَهُم في حُبِّها الإِحَنُ
كُلُّ حَيٍّ عِندَ ميتَتِهِ
حَظُّهُ مِن مالِهِ الكَفَنُ
إِنَّ مالَ المَرءِ لَيسَ لَهُ
مِنهُ إِلّا ذِكرُهُ الحَسَنُ
مالَهُ مِمّا يُخَلِّفُهُ
بَعدُ إِلّا فِعلُهُ الحَسَنُ
في سَبيلِ اللَهِ أَنفُسُنا
كُلُّنا بِالمَوتِ مُرتَهَنُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:05 PM
نَعمُرُ الدُنيا وَما الدُنيا
لَنا دارُ إِقامَة
إِنَّما الغِبطَةُ وَالحَسرَةُ
في يَومِ القِيامَة
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:09 PM
الجودُ لايَنفَكُّ حامِدُهُ
وَالبُخلُ لايَنفَكُّ لائِمُهُ
وَالعِلمُ حَيثُ يَصِحُّ عالِمُهُ
وَالحِلمُ حَيثُ يَعِفُّ حالِمُهُ
وَإِذا اِمرُؤٌ كَمَلَت لَهُ شُعَبُ
التَقوى فَقَد كَمَلَت مَكارِمُهُ
وَالصِدقُ حِصنٌ دونَ صاحِبِهِ
بُنِيَت عَلى رُشدٍ دَعائِمُهُ
وَالمَرءُ لايَصفو هَواهُ وَلا
يَقوى عَلى خُلُقٍ يُداوِمُهُ
وَالنَفسُ ذاتُ تَخَلُّقٍ وَبِها
عَن نُصحِها داءٌ تُكاتِمُهُ
وَاِبنُ التَمائِمِ مِن حَوادِثِ رَيبِ
الدَهرِ لاتُغني تَمائِمُهُ
وَالدَهرُ يُسلِمُ مَن يَكونَ لَهُ
سَلِماً وَيُرغِمُ مَن يُراغِمُهُ
وَلَقَد بَليتُ وَكُنتُ مُطَّرِفاً
وَالشَيءُ يُخلِقُهُ تَقادُمُهُ
وَكَأَنَّ طَعمَ العَيشِ حينَ مَضى
حُلُمٌ يُحَدِّثُ عَنهُ حالِمُهُ
يارُبَّ جيلٍ قَد سَمِعتُ بِهِ
وَرَأَيتُ قَد هَمَدَت خَضارِمُهُ
وَجَميعُ ما نَلهو بِهِ مَرَحاً
مِن لَذَّةٍ فَالمَوتُ هادِمُهُ
وَالناسُ في رَتعِ الغُرورِ كَما
رَتَعَت حِمى المَرعى بَهائِمُهُ
كُلٌّ لَهُ أَجَلٌ يُراوِغُهُ
وَيَحيدُ عَنهُ وَهوَ لازِمُهُ
ياذا النَدامَةِ عِندَ ميتَتِهِ
وَالمَوتُ لَيسَ يُقالُ نادِمُهُ
أَمّا المُقِلُّ فَأَنتَ تَحقِرُهُ
فَإِذا اِستَراشَ فَأَنتَ خادِمُهُ
مابالُ يَومِكَ لاتُعِدُّ لَهُ
فَلَيَقدَمَنَّ عَلَيكَ قادِمُهُ
رَقَدَت عُيونُ الظالِمينَ وَلَم
تَرقُد لِمَظلومٍ مَظالِمُهُ
وَالصُبحُ يُغبَنُ فيهِ لاعِبُهُ
وَاللَيلُ يُغبَنُ فيهِ نائِمُهُ
وَمَنِ اِعتَدى فَاللَهُ خاذِلُهُ
وَمَنِ اِتَّقى فَاللَهُ عاصِمُهُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:10 PM
الخَيرُ خَيرٌ كَاسمِهِ
وَالشَرُّ شَرٌّ كَاسمِهِ
سُبحانَ مَن وَسِعَ العِبادَ
بِعَدلِهِ في حُكمِهِ
وَبِعَفوِهِ وَبِعَطفِهِ
وَبِلُطفِهِ وَبِحِلمِهِ
وَجَميعُ ما هُوَ كائِنٌ
يَجري بِسابِقِ عِلمِهِ
قَد أَسعَدَ اللَهُ امرَأً
أَرضاهُ مِنهُ بِقِسمِهِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:12 PM
كَأَنّي بِالتُرابِ عَلَيكَ رَدما
بِرَبعٍ لا أَرى لَكَ فيهِ رَسما
بِرَبعٍ لَو تَرى الأَحبابَ فيهِ
رَأَيتَ لَهُم مُباعَدَةً وَصَرما
أَلا ياذا الَّذي هُوَ كُلَّ يَومٍ
يُساقُ إِلى البِلى قِدماً فَقِدما
ضَرَبتَ عَنِ اِدِّكارِ المَوتِ صَفحاً
كَأَنَّكَ لاتَراهُ عَلَيكَ حَتما
أَلَم تَرَ أَنَّ أَقسامَ المَنايا
تُوَزَّعُ بَينَنا قِسماً فَقِسما
سَيُفنينا الَّذي أَفنى جَديساً
وَأَفنى قَبلَها إِرَماً وَطَسما
وَرُبَّ مُسَلَّطٍ قَد كانَ فينا
عَزيزاً مُنكَرَ السَطَواتِ ضَخما
وَلَو يَنشَقُّ وَجهُ الأَرضِ عَنهُ
عَدَدتَ عِظامَهُ عَظماً فَعَظما
وَكَم مِن خُطوَةٍ مَنَحَتهُ أَجراً
وَكَم مِن خُطوَةٍ مَنَحَتهُ إِثما
تَوَسَّع في حَلالِ اللَهِ أَكلاً
وَإِلّا لَم تَجِد لِلعَيشِ طَعما
فَإِنَّكَ لاتَرى ما أَنتَ فيهِ
وَأَنتَ بِغَيرِهِ أَعمى أَصَمّا
أَرى الإِنسانَ مَنقوصاً ضَعيفاً
وَما يَألو لِعِلمِ الغَيبِ رَجما
أَشَدُّ الناسِ لِلعِلمِ اِدِّعاءً
أَقَلُّهُمُ بِما هُوَ فيهِ عِلما
وَفي الصَمتِ المُبَلِّغِ عَنكَ حُكمٌ
كَما أَنَّ الكَلامَ يَكونُ حُكما
إِذا لَم تَحتَرِس مِن كُلِّ طَيشٍ
أَسَأتَ إِجابَةً وَأَسَأتَ فَهما
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:13 PM
شَحِطَت عَن ذَوي المَوَدّاتِ داري
وَالقَراباتِ مِن ذَوي الأَرحامِ
وَاِهتِمامي لَهُم مِنَ النَقصِ وَاللَهُ
لَهُم حافِظٌ فَفيمَ اِهتِمامي
إِن نَعِش نَجتَمِع وَإِلّا فَما أَش
غَلَ مَن ماتَ عَن جَميعِ الأَنامِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:15 PM
تَفَكَّر قَبلَ أَن تَندَم
فَإِنَّكَ مَيِّتٌ فَاعلَم
وَلا تَغتَرَّ بِالدُنيا
فَإِنَّ صَحيحَها يَسقَم
وَإِنَّ جَديدَها يَبلى
وَإِنَّ شَبابَها يَهرَم
وَإِنَّ نَعيمَها يَفنى
فَتَركُ نَعيمِها أَحزَم
وَمَن هَذا الَّذي يَبقى
عَلى الحَدَثانِ أَو يَسلَم
رَأَيتُ الناسَ أَتباعاً
لِذي الدينارِ وَالدِرهَم
وَما لِلمَرءِ إِلّا ما
نَوى في الخَيرِ أَو قَدَّم
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:18 PM
أَما وَاللَهِ إِنَّ الظُلمَ لومُ
وَما زالَ المُسيءُ هُوَ الظَلومُ
إِلى دَيّانِ يَومِ الدينِ نَمضي
وَعِندَ اللَهِ تَجتَمِعُ الخُصومُ
لِأَمرٍ ما تَصَرَّفَتِ اللَيالي
وَأَمرٍ ما تُوُلِّيَتِ النُجومُ
سَتَعلَمُ في الحِسابِ إِذا اِلتَقَينا
غَداً عِندَ الإِلَهَ مَنِ المَلومُ
سَيَنقَطِعُ التَرَوُّحُ عَن أُناسٍ
مِنَ الدُنيا وَتَنقَطِعُ الغُمومُ
تَلومُ عَلى السَفاهِ وَأَنتَ فيهِ
أَجَلُّ سَفاهَةً مِمَّن تَلومُ
وَتَلتَمِسُ الصَلاحَ بِغَيرِ حِلمٍ
وَإِنَّ الصالِحينَ لَهُم حُلومُ
تَنامُ وَلَم تَنَم عَنكَ المَنايا
تَنَبَّه لِلمَنِيَّةِ يا نَؤومُ
تَموتُ غَداً وَأَنتَ قَريرُ عَينٍ
مِنَ الغَفَلاتِ في لُجَجٍ تَعومُ
لَهَوتَ عَنِ الفَناءِ وَأَنتَ تَفنى
وَما حَيٌّ عَلى الدُنيا يَدومُ
تَرومُ الخُلدَ في دارِ المَنايا
وَكَم قَد رامَ غَيرُكَ ما تَرومُ
سَلِ الأَيّامَ عَن أُمَمٍ تَقَضَّت
سَتُخبِرُكَ المَعالِمُ وَالرُسومُ
وَما تَنفَكُّ مِن زَمَنٍ عَقورٍ
بِقَلبِكَ مِن مَخالِبِهِ كُلومُ
إِذا ماقُلتَ قَد زَجَّيتُ غَمّاً
فَمَرَّ تَشَعَّبَت مِنهُ غُمومُ
وَلَيسَ يَذُلُّ بِالإِنصافِ حَيٌّ
وَلَيسَ يَعِزُّ بِالغَشمِ الغَشومُ
وَلِلمُعتادِ ما يَجري عَلَيهِ
وَلِلعاداتِ يا هَذا لُزومُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:19 PM
اللَيلُ شَيَّبَ وَالنَهارُ كِلاهُما
رَأسي بِكَثرَةِ ما تَدورُ رَحاهُما
يَتَناهَبانِ لُحومَنا وَدِماءَنا
وَنُفوسَنا جَهراً وَنَحنُ نَراهُما
الشَيبُ إِحدى الميتَتَينِ تَقَدَّمَت
إِحداهُما وَتَأَخَّرَت إِحداهُما
فَكَأَنَّ مَن نَزَلَت بِهِ أولاهُما
يَوماً فَقَد نَزَلَت بِهِ أُخراهُما
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:20 PM
فَالحَمدُ لِلَّهِ الَّذي هُوَ دائِمٌ
أَبَداً وَلَيسَ لِما سِواهُ دَوامُ
وَالحَمدُ لِلَّهِ الَّذي لِجَلالِهِ
وَلِحِلمِهِ تَتَصاغَرُ الأَحلامُ
وَالحَمدُ لِلَّهِ الَّذي هُوَ لَم يَزَل
لاتَستَقِلُّ بِعِلمِهِ الأَوهامُ
سُبحانَهُ مَلِكٌ تَعالى جَدُّهُ
وَلِوَجهِهِ الإِجلالُ وَالإِكرامُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:25 PM
نادَت بِوَشكِ رَحيلِكَ الأَيّامُ
أَفَلَستَ تَسمَعُ أَم بِكَ اِستِصمامُ
وَمَضى أَمامَكَ مَن رَأَيتَ وَأَنتَ لِل
باقينَ حَتّى يَلحَقوكَ أَمامُ
ما لي أَراكَ كَأَنَّ عَينَكَ لا تَرى
عِبَراً تَمُرُّ كَأَنَّهُنَّ سِهامُ
تَأتي الخُطوبُ وَأَنتَ مُنتَبِهٌ لَهَا
فَإِذا مَضَت فَكَأَنَّها أَحلامُ
قَد وَدَّعَتكَ مِنَ الصِبا نَزَواتُهُ
فَاِحذَر فَما لَكَ بَعدَهُنَّ مُقامُ
عَرَضَ المَشيبُ مِنَ الشَبابِ خَليفَةً
وَكِلاهُما لَكَ حِليَةٌ وَنِظامُ
وَكِلاهُما حُجَجٌ عَلَيكَ قَوِيَّةٌ
وَكِلاهُما نِعَمٌ عَلَيكَ جِسامُ
أَهلاً وَسَهلاً بِالمَشيبِ مُؤَدَّباً
وَعَلى الشَبابِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ
وَلَقَد غَنيتَ مِنَ الشَبابِ بِغِبطَةٍ
وَلَقَد كَساكَ وَقارَهُ الإِسلامُ
لِلَّهِ أَزمِنَةٌ عَهِدتُ رِجالَها
في النائِباتِ وَإِنَّهُم لَكِرامُ
أَيّامَ أَعطِيَةُ الأَكُفِّ جَزيلَةٌ
إِذ لايَضيعُ لِذي الذِمامِ ذِمامُ
فَلِعِبرَةٍ أُخِّرتَ لِلزَمَنِ الَّذي
هَلَكَ الأَرامِلُ فيهِ وَالأَيتامُ
زَمَنٌ مَكاسِبُ أَهلِهِ مَدخولَةٌ
دَخَلاً فُروعُ أُصولِهِ الآثامُ
زَمَنٌ تَحامى المَكرُماتِ سَراتُهُ
حَتّى كَأَنَّ المَكرُماتِ حَرامُ
زَمَنٌ هَوَت أَعلامُهُ وَتَقَطَّعَت
قِطَعاً فَلَيسَ لِأَهلِهِ أَعلامُ
وَلَقَد رَأَيتُ الطاعِمينَ لِما اِشتَهَوا
وَهُمُ لِأَطباقِ التُرابِ طَعامُ
ما زُخرُفُ الدُنيا وَزِبرِجُ أَهلِها
إِلّا غُرورٌ كُلُّهُ وَحُطامُ
وَلَرُبَّ أَقوامٍ مَضَوا لِسَبيلِهِم
وَلَتَمضِيَنَّ كَما مَضى الأَقوامُ
وَلَرُبَّ ذي فُرُشٍ مُمَهَّدَةٍ لَهُ
أَمسى عَلَيهِ مِنَ التُرابِ رُكامُ
وَعَجِبتُ إِذ عِلَلُ الحُتوفِ كَثيرَةٌ
وَالناسُ عَن عِلَلِ الحُتوفِ نِيامُ
الغَيُّ مُزدَحَمٌ عَلَيهِ وُعورَةٌ
وَالرُشدُ سَهلٌ ماعَلَيهِ زِحامُ
وَالمَوتُ يَعمَلُ وَالعُيونُ قَريرَةٌ
تَلهو وَتَلعَبُ بِالمُنى وَتَنامُ
وَاللَهُ يَقضي في الأُمورِ بِعِلمِهِ
وَالمَرءُ يُحمَدُ مَرَّةً وَيُلامُ
وَالخَلقُ يَقدُمُ بَعضُهُ بَعضاً يَقودُ
الخَلفَ مِنهُ إِلى البِلى القُدّامُ
كُلٌّ يَدورُ عَلى البَقاءِ مُؤَمِّلاً
وَعَلى الفَناءِ تُديرُهُ الأَيّامُ
وَالدائِمُ المَلَكوتِ رَبٌّ لَم يَزَل
مَلِكاً تَقَطَّعُ دونَهُ الأَوهامُ
وَالناسُ يَبتَدِعونَ في أَهوائِهِم
بِدَعاً فَقَد قَعَدوا بِهِنَّ وَقاموا
وَتَخَيَّرَ الشُبَهاتِ مَن لَم يَنهَهُ
عَنهُنَّ تَسليمٌ وَلا اِستِسلامُ
وَمُحَمَّدٌ لَكَ إِن سَلَكتَ سَبيلَهُ
في كُلِّ خَيرٍ قائِدٌ وَإِمامُ
ما كُلُّ شَيءٍ كانَ أَو هُوَ كائِنٌ
إِلّا وَقَد جَفَّت بِهِ الأَقلامُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:27 PM
مَن سالَمَ الناسَ سَلِم
مَن شاتَمَ الناسَ شُتِم
مَن ظَلَمَ الناسَ أَسا
مَن رَحِمَ الناسَ رُحِم
مَن طَلَبَ الفَضلَ إِلى
غَيرِ ذَوي الفَضلِ حُرِم
مَن حَفِظَ العَهدَ وَفى
مَن أَحسَنَ السَمعَ فَهِم
مَن صَدَقَ اللَهَ عَلا
مَن طَلَبَ العِلمَ عَلِم
مَن خالَفَ الرُشدَ غَوى
مَن تَبِعَ الغَيَّ نَدِم
مَن لَزِمَ الصَمتَ نَجا
مَن قالَ بِالخَيرِ غَنِم
مَن عَفَّ وَاِكتَفَّ زَكا
مَن جَحَدَ الحَقَّ أَثِم
مَن مَسَّهُ الضُرُّ شَكا
مَن عَضَّهُ الدَهرُ أَلِم
لَم يَعدُ حَيٍّ رِزقُهُ
رِزقُ اِمرِئً حَيثُ قُسِم
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:28 PM
أَلا إِنَّما التَقوى هُوَ العِزُّ وَالكَرَم
وَحُبُّكَ لِلدُنيا هُوَ الذُلُّ وَالعَدَم
وَلَيسَ عَلى عَبدٍ تَقِيٍّ نَقيصَةٌ
إِذا صَحَّحَ التَقوى وَإِن حاكَ أَو حَجَم
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:31 PM
أَيا رَبِّ يا ذا العَرشِ أَنتَ رَحيمُ
وَأَنتَ بِما تُخفي الصُدورُ عَليمُ
فَيا رَبِّ هَب لي مِنكَ حِلماً فَإِنَّني
أَرى الحِلمَ لَم يَندَم عَلَيهِ حَليمُ
وَيا رَبِّ هَب لي مِنكَ عَزماً عَلى التُقى
أُقيمُ بِهِ ماعِشتُ حَيثُ أُقيمُ
أَلا إِنَّ تَقوى اللَهِ أَكرَمُ نِسبَةٍ
تَسامى بِها عِندَ الفَخارِ كَريمُ
إِذا ما اجتَنَبتَ الناسَ إِلّا عَلى التُقى
خَرَجتَ مِنَ الدُنيا وَأَنتَ سَليمُ
أَراكَ امرَأً تَرجو مِنَ اللَهِ عَفوَهُ
وَأَنتَ عَلى ما لايُحِبُّ مُقيمُ
فَحَتّى مَتى تَعصي وَيَعفو إِلى مَتى
تَبارَكَ رَبّي إِنَّهُ لَرَحيمُ
وَلَو قَد تَوَسَّدتَ الثَرى وَافتَرَشتَهُ
لَقَد صِرتَ لايَلوي عَلَيكَ حَميمُ
تَدُلُّ عَلى التَقوى وَأَنتَ مُقَصِّرٌ
أَيا مَن يُداوي الناسَ وَهوَ سَقيمُ
وَإِنَّ امرَأً لايَرتَجي الناسُ نَفعَهُ
وَلَم يَأمَنوا مِنهُ الأَذي لَلَئيمُ
وَإِنَّ امرَأً لَم يَجعَلِ البِرَّ كَنزَهُ
وَإِن كانَتِ الدُنيا لَهُ لَعَديمُ
وَإِنَّ امرَأً لَم يُلهِهِ اليَومَ عَن غَدٍ
تَخَوُّفُ ما يَأتي بِهِ لَحَكيمُ
وَمَن يَأمَنِ الأَيّامَ جَهلاً وَقَد رَأى
لَهُنَّ صُروفاً كَيدَهُنَّ عَظيمُ
فَإِنَّ مُنى الدُنيا غُرورٌ لِأَهلِها
أَبى اللَهُ أَن يَبقى عَلَيهِ نَعيمُ
وَأَذلَلتُ نَفسي اليَومَ كَيما أُعِزَّها
غَداً حَيثُ يَبقى العِزُّ لي وَيَدومُ
وَلِلحَقِّ بُرهانٌ وَلِلمَوتِ فِكرَةٌ
وَمُعتَبَرٌ لِلعالَمينَ قَديمُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:32 PM
أَلَستَ تَرى لِلدَهرِ نَقضاً وَإِبراما
فَهَل تَمَّ عَيشٌ لِامرِئٍ فيهِ أَو داما
لَقَد أَبَتِ الأَيّامُ إِلّا تَقَلُّباً
لِتَرفَعَ أَقواماً وَتَخفِضَ أَقواما
وَنَحنُ مَعَ الأَيّامِ حَيثُ تَقَلَّبَت
فَتَرفَعُ ذا عاماً وَتَخفِضُ ذا عاما
فَلا توطِنِ الدُنيا مَحَلّاً فَإِنَّما
مُقامُكَ فيها لا أَبا لَكَ أَيّاما
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:36 PM
يانَفسُ ماهُوَ إِلّا صَبرُ أَيّامِ
كَأَنَّ لَذَّتَها أَضغاثُ أَحلامِ
يانَفسُ مالِيَ لا أَنفَكُّ مِن طَمَعٍ
طَرفي إِلَيهِ سَريعٌ طامِحٌ سامِ
يانَفسُ كوني عَنِ الدُنيا مُباعِدَةً
وَخَلِّفيها فَإِنَّ الحَقَّ قُدّامي
يانَفسِ ما الذُخرُ إِلّا ما اِنتَفَعتُ بِهِ
في القَبرِ يَومَ يَكونُ الدَفنُ إِكرامي
وَلِلزَمانِ وَعيدٌ في تَصَرُّفِهِ
إِنَّ الزَمانَ لَذو نَقضٍ وَإِبرامِ
أَمّا المَشيبُ فَقَد أَدّى نَذارَتَهُ
وَقَد قَضى ماعَلَيهِ مُنذُ أَعوامِ
إِنّي لَأَستَكثِرُ الدُنيا وَأُعظِمُها
جَهلاً وَلَم أَرَها أَهلاً لِإِعظامِ
ياذا الَّذي يَومُهُ آتٍ بِساعَتِهِ
وَإِن تَأَخَّرَ عَن عامٍ إِلى عامِ
فَلَو عَلا بِكَ أَقوامٌ مَناكِبَهُم
حَثّوا بِنَعشِكَ إِسراعاً بِأَقدامِ
في يَومِ آخِرِ تَوديعٍ تُوَدَّعُهُ
تُهدى إِلى حَيثُ لافادٍ وَلا حامِ
ما الناسُ إِلّا كَنَفسٍ في تَقارُبِهِم
لَولا تَفاوُتُ أَرزاقٍ وَأَقسامِ
كَم لِاِبنِ آدَمَ مِن لَهوٍ وَمِن لَعِبٍ
وَلِلحَوادِثِ مِن شَدٍّ وَإِقدامِ
كَم قَد نَعَت لَهُمُ الدُنيا الحُلولَ بِها
لَو أَنَّهُم سَمِعوا مِنها بِأَفهامِ
وَكَم تَخَرَّمَتِ الأَيّامُ مِن بَشَرٍ
كانوا ذَوي قُوَّةٍ فيها وَأَجسامِ
ياساكِنَ الدارَ تَبنيها وَتَعمُرُها
وَالدارُ دارُ مَنِيّاتٍ وَأَسقامِ
لا تَلعَبَنَّ بِكَ الدُنيا وَخُدعَتُها
فَكَم تَلاعَبَتِ الدُنيا بِأَقوامِ
يارُبَّ مُقتَصِدٍ عَن غَيرِ تَجرِبَةٍ
وَمُعتَدٍ بَعدَ تَجريبٍ وَإِحكامِ
وَرُبَّ مُكتَسِبٍ بِالحِلمِ واقِيَةً
وَرُبَّ مُستَهدِفٍ بِالبَغيِ لِلرامي
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 08:38 PM
سَمَّيتَ نَفسَكَ بِالكَلامِ حَكيما
وَلقَد أَراكَ عَلى القَبيحِ مُقيما
وَلَقَد أَراكَ مِنَ الغَوايَةِ مُثرِياً
وَلَقَد أَراكَ مِنَ الرَشادِ عَديما
مَنَعَ الجَديدانِ البَقاءَ وَأَبلَيا
أُمَماً خَلَونَ مِنَ القُرونِ قَديما
أَغفَلتَ مِن دارِ البَقاءِ نَعيمَها
وَطَلَبتَ في دارِ الفَناءِ نَعيما
وَعَصَيتَ رَبَّكَ يا اِبنَ آدَمَ جاهِداً
فَوَجَدتَ رَبَّكَ إِذ عَصَيتَ حَليما
وَسَأَلتَ رَبَّكَ يا اِبنَ آدَمَ رَغبَةً
فَوَجَدتَ رَبَّكَ إِذ سَأَلتَ كَريما
وَدَعَوتَ رَبَّكَ يا اِبنَ آدَمَ رَهبَةً
فَوَجَدتَ رَبَّكَ إِذ دَعَوتَ رَحيما
فَلَئِن شَكَرتَ لَتَشكُرَنَّ لِمُنعِمٍ
وَلَئِن كَفَرتَ لَتَكفُرَنَّ عَظيما
فَتَبارَكَ اللَهُ الَّذي هُوَ لَم يَزَل
مَلِكاً بِما تُخفي الصُدورُ عَليما
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 09:11 PM
لِعَظيمٍ مِنَ الأُمورِ خُلِقنا
غَيرَ أَنّا مَعَ الشَقاءِ نِيامُ
كُلَّ يَومٍ يَحُطُّ آجالَنا الدَهرُ
وَيَدنو إِلى النُفوسِ الحِمامُ
لانُبالي وَلا نَراهُ غَراماً
ذا لَعَمري لَوِ اِتَّعَظنا الغَرامُ
مَن رَجَونا لَدَيهِ دُنيا وَصَلناهُ
وَقُلنا لَهُ عَلَيكَ السَلامُ
ما نُبالي أَمِن حَلالٍ جَمَعنا
أَم حَرامٍ وَلا يَحِلُّ الحَرامُ
هَمُّنا اللَهوُ وَالتَكاثُرُ في المالِ
وَهَذا البِناءُ وَالخُدّامُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 09:14 PM
عَلى رَسولِ اللَهِ مِنّي السَلام
ما كانَ إِلّا رَحمَةً لِلأَنام
أَحيا بِهِ اللَهُ قُلوباً كَما
أَحيا مَواتَ الأَرضِ صَوبُ الغَمام
أَكرِم بِهِ لِلخَلقِ مِن مُبلِغٍ
هادٍ وَلِلناسِ بِهِ مِن إِمام
وَأَصبَحَ الحَقُّ بِهِ قائِماً
وَأَصبَحَ الباطِلُ دَحضَ المَقام
كانَ رَسولُ اللَهِ يَدعو إِلى
مَدرَجَةِ الحَقِّ وَدارِ السَلام
ياعَينُ قَد نِمتِ فَاستَنبِهي
ما اجتَمَعَ الخَوفُ وَطيبُ المَنام
أَكرَهُ أَن أَلقى حِمامي وَلابُدَّ
لِحَيٍّ مِن لِقاءِ الحِمام
لابُدَّ مِن مَوتٍ بِدارِ البِلى
وَاللَهُ بَعدَ المَوتِ يُحيِ العِظَم
ياطالِبَ الدُنيا وَلَذّاتِها
هَل لَكَ في مُلكٍ طَويلِ المُقام
مَن جاوَرَ الرَحمَنَ فيدارِهِ
تَمَّت لَهُ النِعمَةُ كُلَّ التَمام
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 09:18 PM
أَهلَ القُبورِ عَلَيكُمُ مِنّي السَلام
إِنّي أُكَلِّمُكُم وَلَيسَ بِكُم كَلام
لاتَحسَبوا أَنَّ الأَحِبَّةَ لَم يَسُغ مِن
بَعدِكُم لَهُمُ الشَرابُ وَلا الطَعام
كَلّا لَقَد رَفَضوكُمُ وَاِستَبدَلوا
بِكُمُ وَفَرَّقَ ذاتَ بَينِكُمُ الحِمام
وَالخَلقُ كُلُّهُمُ كَذاكَ فَكُلُّ مَن
قَد ماتَ لَيسَ لَهُ عَلى حَيٍّ ذِمام
ساءَلتُ أَجداثَ المُلوكِ فَأَخبَرَت
ني أَنَّهُم فيهِنَّ أَعضاءٌ وَهام
لَم يَبقَ مِن أَجسادِهِم تِلكَ الَّتي
غُدِيَت بِأَنعَمِ عيشَةٍ إِلّا العِظام
لِلَّهِ ما وارى التُرابُ مِنَ الأُلى
كانوا الكِرامَ هُمُ إِذا ذُكِرَ الكِرام
لِلَّهِ ما وارى التُرابُ مِنَ الأُلى
كانوا وَجارُهُمُ مَنيعٌ لايُضام
أَفناهُمُ مَن لَم يَزَل يُفني المُلوكَ
وَلِلفَناءِ وَلِلبَلى خُلِقَ الأَنام
ياصاحِبَيَّ نَسيتُ دارَ إِقامَتي
وَعَمَرتُ داراً لَيسَ لي فيها مُقام
دارٌ يُريدُ الدَهرُ نُقلَةَ أَهلِها
وَكَأَنَّهُم عَمّا يُرادُ بِهِم نِيام
مانِلتُ مِنها لَذَّةً إِلّا وَقَد
أَبَتِ الحَوادِثُ أَن يَكونَ لَها دَوام
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 09:19 PM
هُوَ التَنَقُّلُ مِن يَومٍ إِلى يَومِ
كَأَنَّهُ ما تُريكَ العَينُ في النَومِ
إِنَّ المَنايا وَإِن أَصبَحتَ في لَعِبٍ
تَحومُ حَولَكَ حَوماً أَيَّما حَومِ
وَالدَهرُ ذو دُوَلٍ فيهِ لَنا عَجَبٌ
دُنيا تَنَقَّلُ مِن قَومٍ إِلى قَومِ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 09:20 PM
ماذا يَفوزُ الصالِحونَ بِهِ
سُقِيَت قُبورُ الصالِحينَ دِيَم
صَلّى الإِلَهُ عَلى النَبِيِّ لَقَد
مُحِيَت عُهودٌ بَعدَهُ وَذِمَم
لَولا بَقايا الصالِحينَ عَفا
ما كانَ أَثبَتَهُ لَنا وَرَسَم
سُبحانَ مَن سَبَقَت مَشيئَتُهُ
وَقَضى بِذاكَ لِنَفسِهِ وَحَكَم
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 09:22 PM
كُلُّ حَيٍّ كِتابُهُ مَعلومُ
لا شَقاءٌ وَلا نَعيمٌ يَدومُ
يُحسَدُ المَرءُ في النَعيمِ صَباحاً
ثُمَّ يُمسي وَعَيشُهُ مَذمومُ
وَإِذا ما الفَقيرُ قَنَّعَهُ اللَهُ
فَسِيّانِ بُؤسُهُ وَالنَعيمُ
مَن أَرادَ الغِنى فَلا يَسأَلِ النا
سَ فَإِنَّ السُؤالَ ذُلٌّ وَلومُ
إِنَّ في الصَبرِ وَالقُنوعِ غِنى الدَهرِ
فَإِنَّ السُؤالَ ذُلٌّ وَلومُ
إِنَّما الناسُ كَالبَهائِمِ في الرِزقِ
سَواءٌ جَهولُهُم وَالعَليمُ
لَيسَ حَزمُ الفَتى يَجُرُّ لَهُ الرِزقَ
وَلا عاجِزاً يُعَدُّ العَديمُ
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 09:23 PM
ما أَحسَنَ الدُنيا وَإِقبالَها
إِذا أَطاعَ اللَهَ مَن نالَها
مَن لَم يُؤاسِ الناسَ مِن فَضلِهِ
عَرَّضَ لِلإِدبارِ إِقبالَها
كَأَنَّنا لَم نَرَ أَيّامَها
تَلعَبُ بِالناسِ وَأَحوالَها
إِنّا لَنَزدادُ اغتِراراً بِها
وَاللَهُ قَد عَرَّفَنا حالَها
نَغضَبُ لِلدُنيا وَنَرضى لَها
كَأَنَّنا لَم نَرَ أَفعالَها
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 09:27 PM
لَن تَقومَ الدُنيا بِمَرِّ الأَهِلَّه
فَاِسلُ عَنها فَإِنَّها مُضمَحِلَّه
يابَني الدُنيا أَتُغرَونَ بِالدُنيا
وَلَيسَت لِأَهلِها بِمَحَلَّه
مِن أَبٍ واحِدٍ خُلِقنا وَأُمٍّ
غَيرَ أَنّا في المالِ أَولادُ عَلَّه
إِنَّ في صِحَّةِ الإِخاءِ مِنَ الناسِ
وَفي صِحَّةِ الوَفاءِ لَقَلَّه
فَاِلبَسِ الناسَ ماستَطَعتَ عَلى الصَبرِ
وَإِلّا لَم تَستَقِم لَكَ خُلَّه
ما بَقاءُ الإِخاءِ مِن مُتَجَنٍّ
يَبتَغي مِنكَ عَلَّةً بَعدَ عِلَّه
عِش وَحيداً إِن كُنتَ لا تَقبَلُ العُذرَ
وَإِن كُنتَ لا تُجاوِزُ زَلَّه
إسماعيل بن قاسم العيني
الحمدان
10-29-2024, 09:33 PM
سَلِ القَصرَ أَودى أَهلُهُ أَينَ أَهلُهُ
أَكُلُّهُمُ عَنهُ تَبَدَّدَ شَملُهُ
أَكُلُّهُمُ حالَت بِهِ الحالُ وَانقَضَت
وَزَلَّت بِهِ عَن حَومَةِ العِزِّ نَعلُهُ
أَكُلُّهُمُ فَضَّت يَدُ الدَهرِ جَمعَهُ
وَأَفناهُ نَقضُ الدَهرِ يَوماً وَفَتلُهُ
أَكُلُّهُمُ مُستَبدَلٌ بَعدَهُ بِهِ
سِواهُ وَمَبتوتٌ مِنَ الناسِ حَبلُهُ
أَكُلُّهُمُ لا وَصلَ بَيني وَبَينَهُ
إِذا ماتَ أَو وَلّى امرُؤٌ بانَ وَصلُهُ
خَليلَيَّ ما الدُنيا بِدارِ فُكاهَةٍ
وَلا دارِ لَذّاتٍ لِمَن صَحَّ عَقلُهُ
تَزَوَّدتُ تَشميرَ المَشيبِ وَجِدَّهُ
وَفارَقَني زَهوُ الشَبابِ وَهَزلُهُ
وَكَم مِن هَواً لي طالَ ما قَد رَكِبتُهُ
وَمِن عاذِلٍ لي رُبَّما طالَ عَذلُهُ
وَعَذلُ الفَتى ما فيهِ فَضلٌ لِغَيرِهِ
إِذا ما الفَتى عَن نَفسِهِ ضاقَ عَذلُهُ
لَعَمرُكَ إِنَّ الحَقَّ لِلناسِ واسِعٌ
وَلَكِن رَأَيتُ الحَقَّ يُكرَهُ ثِقلُهُ
وَلِلحَقِّ أَهلٌ لَيسَ تَخفى وُجوهُهُم
يَخِفُّ عَلَيهِم حَيثُ ماكانَ حَملُهُ
وَما صَحَّ فَرعٌ أَصلُهُ الدَهرَ فاسِدٌ
وَلَكِن يَصِحُّ الفَرعُ ماصَحَّ أَصلُهُ
وَما لِامرِئٍ مِن نَفسِهِ وَتَليدِهِ
وَطارِفِهِ إِلّا تُقاهُ وَبَذلُهُ
وَما نالَ عَبدٌ قَطُّ فَضلاً بِقُوَّةٍ
وَلَكِنَّهُ مَنُّ الإِلَهُ وَفَضلُهُ
لَنا خالِقٌ يُعطي الَّذي هُوَ أَهلُهُ
وَيَعفو وَلا يَجزي بِما نَحنُ أَهلُهُ
أَلا كُلُّ شَيءٍ زالَ فَاللَهُ بَعدَهُ
كَما كُلُّ شَيءٍ كانَ فَاللَهُ قَبلُهُ
أَلا كُلُّ شَيءٍ ما سِوى اللَهِ زائِلٌ
أَلا كُلُّ ذي نَسلٍ يَموتُ وَنَسلُهُ
أَلا كُلُّ مَخلوقٍ يَصيرُ إِلى البِلى
أَلا إِنَّ يَومَ المَيتِ لِلحَيِّ مِثلُهُ
أَلا ما عَلاماتُ البِلى بِخَفِيَّةٍ
وَلَكِنَّما غَرَّ ابنَ آدَمَ جَهلُهُ
أُخَيَّ أَرى لِلدَهرِ نَبلاً مُصيبَةً
إِذا ما رَمانا الدَهرُ لَم تَخطُ نَبلُهُ
فَلَم أَرَ مِثلَ المَرءِ في طولِ سَهوِهِ
وَلا مِثلَ رَيبِ الدَهرِ يُؤمَنُ خَتلُهُ
وَحَسبُكَ مِمَّن إِن نَوى الخَيرَ قالَهُ
وَإِن قالَ خَيراً لَم يُكَذِّبهُ فِعلُهُ
إسماعيل بن قاسم العيني
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond