المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 [55] 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
08-16-2024, 01:52 PM
منازل النفس لا تُدرى حقائقها
واخطأ الزعمَ منَ قد قالَ يُدريها

العين تُدرك إلا ذاتَها نظراً
والكف تقبض إلا معصماً فيها

يباعد النفس عن إدراكها مَلَقٌ
والنفس مغرورة ممن يداجيها

إن التملق للالباب يجبهها
مثل الغشاوة للأبصار يُعميها

قد أخلص الحب من أهداك عيبك لا
مُطرٍ مداج على العوراء تمويها

واعقل الناس من أبدى تواضعَه
من نفسه لانتقاد الخِل ما فيها

والحمق في سد باب الانتقاد بما
للنفس من عنفوان في دعاويها

رأيت ما لا ترى في النفس لو سمعَتْ
مغتابها وقَلَت خلاّ يدانيها

ورب رأي عدو فيك أجمل من
ذي خلة قارض للنفس يغريها

فغض طرفك اكباراً لو انكشفت
لك السرائر عن أشياء تطويها

ولتعذرنهمُ من حيث تُنصفهم
في رأيهم فيك من آراءَ تخفيها

وانبذ غرورك بالنفس التي عجبت
بغير شيء واقلع من تماديها

وأسعد الناس حظاً من فضيلته
ذو الانتقاد إلى التفضيل يهديها

ومن رأى نفسه مَرءىً رآه بهِ
سواه فالنفس في أسنى مقاليها


البهلاني

الحمدان
08-16-2024, 01:52 PM
استنبط العلم وزك العملا
ولا تعش بغرة سبهللا

لا تترك الأنفاس في الهزْل سدى
أدركَ من جد وفي الجد العُلى

جوهرة النفس إذا ضيعتها
في لعب لم تلق منها بدلا

رشحك الحق لأمر جلل
تدركه إذا ركبت الجللا

لو لم يرد قربك من جنابه
لم يهب العقل ويهد السبلا

فإن توجهت إلى حضرته
فرافق العلم يقود الجملا

فخير ما رافقت علماً نافعاً
وشافعاً مشفعاً في يوم لا

إن العلوم كالنجوم كثرة
فاعتنق الشمس وغادر زحلا

عليك بالشرع فلست عائذاً
بموئل أكنف منه موئلا

نور من الله إذا كساكه
أصبحت سلطاناً على من جهلا

أنت من الله على شأن إذا
خلفت بالعلم نبياً مرسلا

سدد وقارب واحتجز جوامعاً
منه فلن تحصره مفصلا

ودونك السفر الذي ترقى به
مدارج الكمال مرقى موصلا

سحابة وطفاء إلا أنه
يمطر نوراً ويمج عسلا

نقطة نور صبها الوهب على
امداده قلب من الله انجلا

تجسم النور على طباقه
فلاح فيها جوهراً مفصلا

ينفث روح العلم من ثغوره
كنفث روح القدس للوحي علا

كان نثاراً كالنجوم فانبرى
لصوغه عقداً جمال النبلا
موفق النزعة كشاف العمى
مستوعب عشر العقول ابن جلا

قدوتنا الممدود من مصادر
رقى إليها فتلقى واجتلى

خبيئة الله لنصر دينه
وحجة الله على من أبطلا

السالمي ابن حميد الذي
قام لقيوم السماء فيصلا

صار على البطل شهاباً قبساً
فأي شيطان به ما انجدلا

أيده الله وأبقاه لنا
موفقاً مسدداً مجللا

وحيث من الله بالطبع لما
أبرزه بنوره مكللا

بهمة السلطان ذي الهم الذي
تصاعقت له الملوك ذللا

مؤيد الدين الذي صفاته
وذكره المحمود سارت مثلا

أبى على مصدر الفضل فتى
محمد حمود قمقام العلا

ذي العزة القعساء في شئونه
لا ترتضي إلا النجوم خولا

أكرم من سارية غادية
صبت عزاليها فطمت الملا

تهلل الكون بما أسعده
من يمنه كما به تهللا

فقمت أشدو ثملاً بحمده
ولست وحدي بالحميا ثملا

أبشر الناس بسفر زاهر
كأنه بنوره تجللا

أرخته صدقاً هيا بشراكم
مدارج الكمال طبعاً كملا


البهلاني

الحمدان
08-16-2024, 01:53 PM
تقارنه في كل أمر فضيلة
ويلبس في أطواره ما يلائم

تمر القضايا طيبات بحمده
فكل مقام أو سلوك مكارم

كأن مياه البدر في ماء وجهه
يرقرقها من جوهر البشر ساجم

يحل وفي الآفاق رحلة عزمه
فإن سار فالأفلاك تلك العزائم

له الحكم بعد الله في أمر دهره
ولكن عليه مكسب الحمد حاكم

وما تكسب الأسباب محمود فعله
ولكن له خلق من الحمد لازم


البهلاني

الحمدان
08-16-2024, 01:53 PM
تيقظ والأيام في غير نعسة
فمنه على عين الزمان عيون

ففي كل غور من مشاكل دهره
له مرصد من رأيه وكمين

وفي كل أمر تقتضيه شؤونه
ظهور بحسب المقتضى وبطون

تسابق فعل الجد أفعال رأيه
فتحكم فيما كان أو سيكون

تراه غضيض الطرف وهو مراقب
ويرجف منه الدهر وهو سكون

له بصر في ملبس الأمر نافذ
فيدرك كنه الأمر وهو مصون

وتوحي له الحق المبين أصالة
من الرأي فيما لا يكاد يبين

يوافيه قبل الفكر حكم وحكمة
إذا شاجرته في الشؤون شؤون

تكهنت الأفكار في فهم رأيه
وأحكامها فيما استكن ظنون

بظاهر بين الحزم والرأي جيشه
يشن له الغارات وهو قطين

كأن غمار الدهر من حول حزمه
شكوك تجلى بينهن يقين


البهلاني

الحمدان
08-16-2024, 01:55 PM
عش ما تشاء وراقب فجعة الأجل
سينقضي العمر في بطء وفي عجل

تلهو بتصويرك الآمال مغتبطاً
وبين جنبيك ما يلهي عن الأمل

تناقلتك ليال غير راجعة
وما تجاهك يوم غير منتقل

ماذا يغرك من دنيا نضارتها
نهب المنون ومجراها إلى الزلل

قالوا دسائسها في طي زخرفها
وقلت قد صرحت بالسم في العسل

لم تخف عيباً ولم تأخذ مخالسة
ولا الهناء بها إلا على علل

هل في مصارع أجيال بهم فتكت
عذر المحيل عليها شنعة الأمل

فما التهافت منا في مهالكها
جهل بماض ولا علم بمقتبل

ما باينتك عواديها مصادقة
ولم تعاهدك أمناً غارة الغيل

رأي الركون إلى آفاتها سفه
وصفوها بين نابي مهلك جلل

ما شأن صولاتها البقيا على أحد
وإنما أجل يتلو خطى أجل

بئس القرارة أهنى عيشها رنق
ينتابه الحتف بالابكار والأصل

انجاز ايعاده بالموت منتظر
والقول عن مقتضاها غير مفتعل

ما أصدق العلم بالغدر المشوب بها
واكذب الظن في التغرير والأمل

خسيسة الطبع بالأكدار طافحة
ختالة تخلب الألباب بالحيل

لا تستقيم لريعان الشباب ولا
لرائع الشيب منها لحظة الجذل

تضيع عمر بنيها تحت غرتهم
بها وحاصلهم منها على دغل

تزال تنبت نفساً ثم تأكلها
وإنما يحرث الحراث للأكل

تسعى جنائزها بجرا حقائبها
مما انتهبن بحرب الصبح والطفل

ما بين صادرة في وجه واردة
ينتبن فل بقايا غارة الأجل

ما بالنا ومطايا الموت تنقلنا
نلهو بما قيل إن العز في النقل

إن الملاط الذي نبني البلاط به
رفات من نقلت بالأعصر الأول

لو كان تقديرنا تخليد قاطنها
لأوجب العقل أن تلقى على العلل

فكيف وهي حياة لا عتاد بها
مغمومة بالشقا والويل والهبل

أضحية الحتف لا ترجو مغادرة
والأرض تبلع والجزار في العمل

كم زفرة لنعي ما أذنت لها
ولا مشفعة من صارخ صحل

زمازم الموت في الأذان صادعة
لكن إلى فبب الألباب لن تصل

يا رب نادية ما جف مدمعها
وعينها في نظام الحلي والحلل

حتى متى نحن والآجال تحفزنا
والجد والهزل منا تابع الأمل

نرى مصارع قوم جل فقدهم
كفقدنا في الملاهي صالح العمل

نفني الدموع ونرثي من نظن به
ومالنا برثاء الرشد من شغل

كأننا في أمان من مصارعهم
أو المنايا عن الأحياء في كسل

كلا ولكنهم صاروا لنا فرطاً
والركب مرتحل في اثر مرتحل

ومن تكن هذه الساعات أنيقة
قضى المسافة لم يملل ولم تطل

فقدت نفسي فخلت الدمع سال بها
والعهد بالنفس قبل اليوم لم تسل

وليس بدعا إذا ذابت بفادحة
ذابت عليها صخور السهل والجبل

حمت لنا حزرة لم تبق من خلد
بغير خالدة الأحزان منفعل

ما كنت أحسب أن أحيا وأدركها
يداً تقلد جيد المجد بالعطل

أبكت سماء وأرضاً وهي ضاحكة
على السلامة إن طالت ولم تطل

وليتها حيث أبكت كل كائنة
رقت بقلب من التهويل منذهل

ماذا نحاول من ريب المنون إذا
قلنا حنانيك أو سيري على مهل

أبعد ما طحنت أجيال أولنا
يبقى الأواخر في البقيا على أمل

أم بعد اعجالها الأبرار تنسفهم
نسف الزعازع ننهاها عن العجل

هيهات يرقأ دمع من مصائبهم
أو يصبح الكون منهم مقفر الطلل

أما تراها سهاماً تنتحى كبداً
مقروحة وجراحاً غير مندمل

لا تترك الجرح الأريث تنكئه
ولا تسعر قلباً غير مشتعل

نقارع النفس والشيطان ينصرها
ومالنا بقراع الموت من حيل

في كل ناد نداء الموت مصطخب
وكل دار بها دور من الأجل

فلا تؤسس صبراً غير معتقر
ولا ندافع صبراً غير معتقل

لو دافع الصبر حزناً ثم اذهبه
لكنت بين رجال الصبر كالجبل

لكن من الخطب خطب لو يقاومه
صبر الجليد انثنى بالدحض والفشل

فقدت كفل اصطبار كان يكفلني
في النائبات فخان الآن مكتفلي

فليس بعد مصاب الدين من طمع
في الصبر أو جزع بالصبر منعزل

يا ناعي الدين هل أبصرت من بقيت
فيه بقية رشد غير منذهل

غادرت في أنفس الأكوان حشرجة
فإن قضى الكون فاستسلم ولا تسلم

لا غرو إن فاضت الأكوان آسفة
لفقد فرد على الأكوان مشتمل

يا ناعي الغوث هل لاقيت من خلف
ممن نعيت وهل قدرت من مثل

يا ناعياً سيد الأبرار هل تركت
باللّه فينا المنايا اليوم من بدل

يا ناعي القطب من ذا قام موقفه
فصار قطب مدار العلم والعمل

نعيت فرداً أم الدنيا بأجمعها
إني أحس بدهش شامل جلل

إني أحس بدهش غم كاربه
حتى الملائك حتى برزخ الرسل

تنعى ابن يوسف فتح السالكين وخ
تم الواصلين مربي الأنفس الكمل

محمداً مدد الأمداد روحهم
مروع النفس أن يعمل وإن يقل

مقدس الشرفين المطعم الجفلى
كافي الكفاة المرجى طاهر الخلل

مرزء الأرض خلاها وحل بها
لك السلامة لم تحلل ولم تحل

نعم حللت قلوباً لا تزال بها
فأين أنت وفي الألباب لم تزل

بل أنت في الرفرف الأعلى وغبطته
في البشر والروح والريحان والجذل

لقيت وعدك من حسنى مخلدة
ونحن للفقد في الأحزان والوجل

يا خير من حل في الدنيا ليصلحها
من ذا تركت لها يا خير منتقل

ناصحت ربك في تعزيز ملته
فلتنصح اليوم ندباً خيرة الملل

قد كنت رحمة هذا الكون تنفعه
خليفة قائماً عن خاتم الرسل

هلا رحمت قلوباً ذاب معظمها
حزناً عليك وقد سالت من المقل

فاجبر مصابك فينا إننا بشر
فينا افتقار إلى أنفاس كل ولي

جردت نفسك للاسلام تخدمه
في جد محتسب للهول محتمل

تقارع الزيغ والأنوار بارقة
وأنت في نجدة والخصم في فشل

كم حجة بسطت بالبطل أيديها
صدعت بالحق فيها فهي في شلل

كم مشكل أعجز الأفكار جئت به
صديعة الفجر نوراً واضح السبل

كم معضل كشفته منك معرفة
ذات انبساط بنور اللّه مشتعل

كم قاطع في سبيل اللّه يمنعها
رميته بشهاب منك مختزل

كم جاهل ملأت ضوءاً بصيرته
بصيرة لك تدعى الشمس بالحمل

شمس المعارف يا سلطانها كسفت
كسوف شمسك عن صبح وعن طفل

والاستقامة في كسر مزلزلة
يا جابر الكسر أدركها على الزلل

تمضي وتترك هذا الدين في جزع
والأرض مظلمة والدهر في خبل

من للحنيفة يا قيامها علم
يهدي إليها ومن يحمي من الغيل

من للشريعة قد قامت قيامتها
ومن يسدد منها موضع الخلل

قد كنت فيها مكان الروح في جسد
وقمت فيها مقام السيف في الخلل

من للطريقة من يصفي مشاربها
للسالكين كؤوس العل والنهل

قد كنت حاديها تحدو ركائبها
بنغمة لحنتها زمرة الرسل

رجعت صوتك فاشتقات معاهدها
فاليوم تصغي لمن يا حادي الابل

يا ذا العلوم اللدنيات موهبة
هل أنت في الرمس أم في حبرة النزل

خلفت علمك فينا أم رحلت به
إني أشاهد نوراً غير منتقل

نعم تعقب نور أنت مشعله
ونور وجهك في الفردوس كالشعل

تلك العلوم التي أوعيت جوهرها
فلبا بحب جمال اللّه في شغل

ما زلت تسبح في القرآن ملتقطاً
در المعارف لم تضجر ولم تحل

حتى ملأت مراد العقل معرفة
ممدودة الفيض حتى لحظة الأجل

وفزت بالسنة الزهراء محتوياً
على الاشارات والتفصيل والجمل

وجئت بالدين والأحكام مكتشفاً
للنقل والعقل كشفاً غير ذي دخل

مستنبطاً أوجه التأويل راسخة
على النصوص مصونات عن الزلل

من الكواكب في عد وفي شرف
وفي ارتفاع واشراق وفي مثل

ما فاتك العمر لكن نقلة حتمت
إلى مقر وعمر غير منتقل

ولا انفصلت عن الدنيا وقد وصلت
لك المعارف محيا غير منفصل

ولا اعتزلت عن الدنيا لضرتها
إلا وأنت عن الدنيا بمعتزل

تركت زخرفها للغافلين ولم
تحفل بها في مضيق العيش والغفل

عاملتها بمراد اللّه منحرفاً
إلى نصيبك من عقباك بالعمل

فما تقيلت منها قدر أنملة
ولا أدخرت سوى الحسنى لمقتبل

ولا نظرت إلى فتان رونقها
إلا بما تنظر المحتال في الحيل

ولم تصدك عن علم ولا عمل
ولا سرور ولا سم ولا عسل

يا طائراً طار ما أضفى قوادمه
نجوت من قفص في حكم محتبل

وقفت للّه من دنياك في عطل
فلتسرح الآن بين الحلي والحلل

أجهدت نفسك في مرضاة خالقها
يا مجهد النفس اربح رحمة الأزل

اربح فديتك ما قدمت موجبه
نعم البضاعة لم توزن ولم تكل

أحمد سراك فقد أصبحت أن يداً
قد باركت فيك لا تكدي ولم تزل

أحمد سراك فقد طالت متاعبه
وقد حللت خيام الحي فاعتقل

قمت خيراً فلم تعدم جوائزه
إن الجوائز عقبى صالح العمل

أوقدت نفسك في المحراب مشتعلاً
فأسرع الآن نحو الكوثر اغتسل

أوقدتها بالرجا والخوف معتجلاً
يا برد اللّه مثوى الواقد العجل

تنحو المقامات والزلفى بمسلكها
وقد وصلت ولولا الجد لم تصل

نلت الكرامات لم تصدعك منتها
عن الشهود ولم تعجب ولم تمل

إن الكرامات أوثان لمشتغل
بها عن اللّه أو مكر بمشتغل

ما فاتك الفهم من مولاك إذ سفرت
لك الدقائق أن يعمل وأن ينل

وكل موهبة قدرت موقعها
بالشكر للّه في حزن وفي جذل

وصبرك الصبر لا تنحل عروته
عند البلاء ولا يدنو من الفشل

هما مقامان كنت العدل بينهما
توفيهما الحق لم تبطر ولم تبل

حصرت ما عند أرباب القلوب فما
مقام حالك إلا دولة الدول

يا من أفات فؤادي الرشد من حزن
عليه أصلحه لي يا شافي العلل

لا غرو أن تشفي الألباب من مرض
بسر قلب بنور اللّه مشتعل

أعطيت قلباً بحب اللّه ممتزجاً
له التصرف في فعل ومنفعل

في قبضة الحب يطويه وينشره
فالسر في الحب لا في الشكل والعضل

أرسل فديتك روحاً شاملاً أملي
من سر روحك واجمع لي به شملي

فإن أرواح أهل اللّه فاعلة
بقوة الحق لا بالحل والنقل

لها الكرامة في الكونين موصلة
في القبض والبسط وصلاً غير منبتل

ما كان رأيك في الدنيا وقد فقدت
أسرار يمنك مثل العارض الهطل

رعيتها ووصايا اللّه آونة
فانظر رعاياك قد هامت مع الهمل

خلفتها ووصايا اللّه ثاكلة
والفضل والعلم والاسلام في وجل

متى أهديء قلبي من تسعره
ورنة الملأ الأعلى على زجل

يا حاملي نعشه مهلاً بمحملكم
كيف احتملتم رزايا الرحلة الجلل

تدرون من تحمل الأكتاف ما حملت
من بعده هذه الأكوان من ثقل

سيروا رويداً فكل العالمين به
دفن العوالم لا يقضى على عجل

ذروه للأمر بالمعروف محتسباً
للنهي عن منكر قد عم كالظلل

ذروه للعلم يجليه فقد سقطت
بنا الجهالة في الآبار والدغل

ذروه يقطع أعناق الشقاق فما
نحن البقية غير العصبة العزل

ذروه يرجم شيطان النفاق فما
أبقى مريداً رجيماً غير منجدل

ذروه تبكي عليه كل مكرمة
فإنها بعده تحيا على ثكل

ذروه أبكي عليه ما حييت فإن
أمت بكى في البلى عظمي بلا مقل

ليت البكاء أفاد الحي ما فقدت
عيناه لكنه فقد بلا أمل

يا راحلاً عن بني الاسلام تاركهم
وللكآبة فعل السيف والأسل

ودع معاهدك الزهراء إن بها
غماً لو احتل غمر البحر لم يسل

ودع رجالك قد بانت عقولهم
إن راجع العقل من توديع مرتحل

ودع تصانيفك الحق المبين فقد
صار المداد حداداً غير منفتل

فوامصاباه إن ودعت مرتحلاً
وما وراءك للاسلام من بدل

لفوك في كفن ماذا تريد به
وأنت من نور حب اللّه في حلل

وأودعوك تراباً لو تفوز به
حور الجنان لأفنته من القبل

ماذا الرثاء وفي القرآن صادعة
تثني على آخر الأبرار والأول

إلا شجياً عقيب الظعن يندبهم
ومقلة أوقفت دمعاً على الطلل

وما رثيتك تذكاراً لمحمدة
خلدت حمداً وإن كان الزمان بلي

سقى الاله ربوع الزاب ماطرة
من رحمة اللّه بالابكار والأصل

وباشرتك هبات اللّه دائبة
بعارض من عظيم الفضل منهطل

وروح اللّه بالرضوان روحك في
منازل القرب والاسعاد والنزل

وواصل الروح والريحان ذاتك في
أزكى سلام من الرحمن منهمل

ونسأل اللّه غفراناً ننال به
رضوانه في جوار اللّه والرسل

نشكو إليك ولي اللّه وحدتنا
وعيشنا بين غل الدهر والكبل

اللّه اللّه يا أهل القلوب ففي
قلوبكم نظر الرحمن في الأزل

لا تتركونا مع الأهوال إن لكم
نصراً من اللّه وحياً غير منخذل

خذوا بأيد قصار أنها بكمو
تطول وانتشلونا من هوى الفشل

توجهوا لجمال اللّه وانتدبوا
للغوث يا أولياء اللّه في عجل

أين انتصاركم والملة انطمست
والأمة التبطت في فخ مهتبل

صلى الاله على أرواحكم وسقى
أجدائكم رحمة بالرائث الهمل


البهلاني

الحمدان
08-16-2024, 02:04 PM
إنّي رحلتُ إلى عينيك أطلبها
‏إمّا الممات وإمّا العودُ منتصراً

‏كلُّ القصائدِ من عينيك أقبسها
‏ما كنتُ دونهما في الشعرِ مقتدراً

‏صارت عيونُك ألحاناً لأغنيتي
‏والقلبُ صار لألحانِ الهوى وتراً


......

الحمدان
08-16-2024, 02:05 PM
ذَكرتُكَ فانهَلَّت عَليَ مَدامِعي
‏وعادَت إلى قلبي الكَليمِ مَواجعِي

‏بَكيتُ ، وليتَ الدَمعَ يُرجِعُ مَا مَضى
‏وَلكِنَ يَومًا قد مَضى غيرُ راجِعٍ

......

الحمدان
08-16-2024, 02:10 PM
مَاذا جَنيت لكِي تملَ وِصَالي
إني سألتُكَ هَل تجيب سؤالي

حَاولت أن القى لِهَجرك حِجة
فوَقعتُ بَين حَقيقة وَخيال

كُنت القريب وَكُنت انتَ مُقربي
يَوم الوَفاق وَبُهجَة الأقبَال

فغدوتَ أشبَه بالخصِيم لِخصمهُ
عَجبًا إذًا لِتقلب الاحوَالِ

يَا صَاحِبًا سَكن المِلال فؤادهُ
أ سَمِعتَ مِني سِيء الأقوالِ

لِتميل عَنّي ثم تكرهُ رؤيتي
وَيكُون حُلمَك أن تَرى إذلالي

أنا مَا طَلبتُكَ أن تَعود لِصُحبَتي
بعَد القطِيعة أو تَرُقَ لحَالي

فأنا بغِيـرك كامِل مُتكمِّل
وَكذاك أنت عَلى أتم كمال

لا أنت لي نقصٌ وَلا أنا سالب
منك الكَمالُ فعِش عَزيز غالي

لَو أنَّ فِيكَ مِنْ الوَفاءِ بَقِيةً
لذَكرت ايَامً مَضتْ وَليَالي

ووهبتَني أسمَى خِصَالك مِثلمَا
أنا قَد وَهبتُك مِن جَمِيل خِصَالي

كم قُلتُ أَنكَ خِيرَ مَن عَاشَرتَهُم
فأتيتَ أنت مُخيبً أمَالي


......

الحمدان
08-16-2024, 03:26 PM
أرى جسمنا يحتاج قوتَ حياتِه
بقدْرٍ يقيه ضرَّ ضعفٍ وتُخمةِ

وأنفعُ صومٍ كان يوماً مقدّراً
على أن أوفاه يعود بقلَّةِ

فكن حذراً من تُخمةٍ وشراهةٍ
لكيلا يفاجيك الزنا ضمنَ شهوة

تمسك على ثبتٍ بحبل قناعةٍ
فكم ألمٍ وافى يشيدُ بِبطنة

دع الجسم محتاج الكفاف تعفُّفاً
وأحسنُ منه دَحضُ طعمٍ ولذة

لإن نقاء النفس من كدر العمى
يكونُ بإمساكٍ وصومٍ وصحة


فرحات

الحمدان
08-16-2024, 03:26 PM
يهون علينا مسُّ نارٍ ذكيةٍ
ونسلَمُ من داء الزناء المعذِّبِ

جهادٌ عظيمٌ لا يطاق احتمالُه
على كل وانٍ للزناء مسبِّب

فأوله فكرٌ يليه تصوُّرٌ
ولذته تأتي بميلٍ مرغِّب

فإن كنت ذا صبرٍ فضَعفُك بينٌ
وإن كنت ذا هونٍ فغير مؤنَّب

صن الآن قلباً من لصوص هواجسٍ
منجِّسةٍ والفكرُ غير مهذَّب

كذاك الحواس الخمس إن كنت طاهراً
ترى اللَه يغطوها بحفظٍ مرتَّب


فرحات

الحمدان
08-16-2024, 03:27 PM
محبة المال أشقى ما بليتَ به
إن كنت يا راهباً يلهو بك القلقُ

فمن تَريَّبَ يوماً في أمانته
يسجدْ لدى صنم المال الذي يَمِقُ

فكلٌّ شرٍّ تؤدّينا طبيعتُنا
إليه إلّا سرور المال يا حَذِق

فلا تغرَّنْك أعوامٌ بها مرضٌ
ولا تهولنْك أتعابٌ بها فَرَق

فهذه خدعةُ المَحَّال يُهْجِسُها
كيما تُصَرَّ مُسرّاً ما به السبق

تذكَّرِ الآن ما قد قيل ممتثلاً
أصل الشرور هو الأموال لو تثق


فرحات

الحمدان
08-16-2024, 03:27 PM
الحزن يُظلِمُ أنفساً فيُضلُّها
عن منظر اللَه العلي على الورى

فتظلُّ تخبط في قنوطٍ موبِقٍ
فتَعافُ أن تقرا وأن تتذكرا

فيَصُدُّ عنها كلُّ حُسنِ عبادةٍ
حتى تظن بأنها لن تَظفرا

فكأنها وكأنه في ضمنها
دودٌ يَشُدُّ بنابه أن يَنخَرا

حتى يراها لا تروم وداعةً
وكذاك لا ترضى الكلام الأطهرا

فارضَى بحزنٍ ترتجيه بتوبةٍ
تظفرْ بطيب النفس منه بلا مرا


فرحات

الحمدان
08-16-2024, 03:27 PM
إن الذي تخشاه أول وهلةٍ
يا راهباً بل هارباً دون الملا

أعني به الضجر الذي من شأنه
يوهي القوى كذباً عليك لتكسلا

ويريك موضعك الأنيس مروِّعاً
قصداً لأن تَلوي العنان وترحلا

وتظل تخبط شائداً ومقوِّضاً
ديراً فديراً كي تُصاد فتقتلا

ما بين صارمِ بؤس يأسٍ مرهفٍ
أو طعنِ عسّالِ التواني والقِلا

فدواؤه عمل اليدين مصلياً
تتلو أناجيل العليْ متبتّلا


فرحات

الحمدان
08-16-2024, 03:28 PM
تبّاً لمجدٍ باطلٍ
من أَمكَرِ الأوجاعِ خادعْ

ذو سطوةٍ مخبوءةٍ
عن ناظرٍ فيه وسامعْ

ينساب في طيِّ الفضا
ئل كلها من غير مانعْ

يضطرُّني في ثروتي
وكذاك في حسن الصنائعْ

يغتالني في فاقتي
وكذا في زهدي يصارعْ

فارمي به متنكّباً
أسبابَ مدحٍ ليس نافعْ


فرحات

الحمدان
08-16-2024, 03:28 PM
يا ذائباً من وجده
بالكبريا لا تنصدمْ

أمُّ الكبائر إنها
تُفني الأنام وتنتقمْ

كم فاضلٍ أضحى بسي
ف خبالها كالمنهدم

قد مزقت أحشاءه
بل نفسه كي ينعدم

أضحت فضائلُ نُسكه
مرذولةً كالمنسَقم

صن قلبنا مع عقلنا
مع وهمنا يا محتكم


فرحات

الحمدان
08-16-2024, 03:28 PM
منتهى الفخر بالشجاعة والاقدام والكرم:

طالوا وَصالوا بِأَيدٍ تَستَهِلُّ نَدىً
عَلى الوَرى وَسُيوفٍ تَستَهِلُّ دَما

فَتاهُمُ بِالتُقى وَالحِلمِ مُدَّرِعٌ
وَشَيخُهُم مِن لِبانِ الحَربِ ما فُطِما


النابغة العَمْري

الحمدان
08-16-2024, 03:29 PM
نأت مجافية نوارُ
دهتك لنَأيها أكدارُ

ساورته أغيار مُضنية
شطت بهِ بالبعد أسفارُ

تنوء بالبراح عبرتهُ
لحته بالعراء أقدارُ

تأوه بالهم صبابتهُ
نادمه بالحزن قيثارُ

جادت وجداً قريحتهُ
سلتهُ قواف وأشعارُ


النابغة العَمْري

الحمدان
08-16-2024, 03:29 PM
لحى الله ارضً لا اثر لك بها
فيافٍ قفار تُسامُ من شِقاقك الكمدُ

ما لي والاشجان بالنيران تضرمني
فالعين كابدت من فراقك السهدُ


النابغة العَمْري

الحمدان
08-16-2024, 03:29 PM
سباني بهاء حسنك وسطوتهُ
وطرفٌ كحيلٌ تحار به الغانيات

مولاي اغلال لحظك تصفدني
بسجن مُقلك قيود مدميات


النابغة العَمْري

الحمدان
08-16-2024, 03:29 PM
اقرأي
كيفما شئتِ أيتها الغاليَةْ

يجوزُ لنا لحظةَ الوجدِ

أن نكسرَ الوزنَ

أن نهملَ القافيَةْ

اقرأي

لا أريدُ نبيذاً

أنا الآنَ أعتصرُ الداليَةْ


الزيودي

الحمدان
08-16-2024, 03:30 PM
فيا ليتني يا صبيّةُ

مشطاً يُسَرِّحُ شعرَكِ

يا ليتني يا صبيةُ نايا
إذا غادرتنا الشلايا إلى

السفحِ عصراً

يفيضُ هوىً فيلمُّ الشلايا

ويا ليتنا ما نزال حبيبين

ليتَ الذي غابَ عنكِ سوايا


الزيودي

الحمدان
08-16-2024, 03:30 PM
من شهرٍ أرقبُ طلَّتَها
مزروعاً في باب الدكّانْ

ضيّعتُ المنزلَ من فرحي
لمّا ابتسمتْ
ودخلتُ على بيتِ الجيرانْ


الزيودي

الحمدان
08-16-2024, 03:31 PM
وأغمض للنوم العيون وإنني
أكابد صحواً في الضمير يدمّرُ

ويضغط كابوس الفجيعة أضلعي
فأمتصُّ حزني في هدوءٍ فيعبرُ

أحاور أشواقي إلى النور ساعةً
وأرجع مدحوراً لصمتي أثرثرُ

وأكره نفسي حين تخذل موقفي
وأعبس في المرآة ثم أُجرجرُ

بقايا حواري في سكونٍ وأمتطي
بقية أحلامي وليلي وأُدْبِرُ

نشرتُ شراعي فوق موج مواجعي
و أعملتُ مجذافي بموجي َ أمخرُ

اُقلّب ُ في أرجاء أفقيَ ناظري
فأسرح حيناً ثمّ أصحو فأنظرُ

لأبصر صعلوكاً تقطّع قلبُهُ
وذاب فلا يشكو ولا يتذمّرُ

وقد سئم التجوال بين حروفهِ
فمال على نزف الجراحات يسكرُ

وأغلق أبواب الحياة وراءهُ
ليطرق أبواباً تَعِلُّ وتقهرُ

أيا أنتَ عدَّتْكَ العيوبُ جميعُها
فما في ما فعلتَ اليومَ منْ ليس يعذرُ

طريقك خضراءٌ ودربك سالكٌ
فسرْ فيه لا تلوي ولا تتستّرُ

ودع عنك ما الأقلام فيك تقوله ُ
وما الصحب ُ عن بوح الجراح تُحبّرُ

وظلَّ معي فالشعر أقبل غيمُهُ
وأمطارهُ فوق السطور تُهَرْهِرُ

سأترك نفسي للتداعي هنيهةً
وأنفث ما بالبال لحظةَ يخطرُ

وأترك أسرار البلاغة جانباً
أجانب ما سحر البيان يصوِّرُ

أيا أنتَ ما جاوزتَ حدّكَ إنما
كسرتَ قيوداً لم تكن تتكسَّرُ

وأعلنتَ أن الشعر فيض مشاعر
وأن حدود الشعر للشكل منظرُ

وفلسفتَ أوجاعاً وأعولتَ باكياً
وما كنتَ إذ فجَّرْتَ صدرك تهذرُ

كأني بنيران اشتعالك ولولتْ
وأزّتْ وفزّتْ واستعزّتْ تزمجرُ

تريد لك استرداد مجد ٍ مؤثّلٍ
فتفتح أنت الصوت رعداً وتزأرُ

أمرتهمو أمري فجاوبني الصدى
فلم يستبينوا الأمر حتى تبعثروا

وهل أنا إلا من عروبة إن بكت ْ

بكيت ُ وإذ تزهو عروبة أُزهرُ

حرثتُ كثيراً في العقول مرجّياً
مواسم عزٍّ بالمآثر تثمرُ

فما راعني إلا انكفاءُ فوارسٍ
وإدبارُ مجدٍ بائسٍ يتعثرُ

فأعلن قلبي للحداد خُفُوقَهُ
وبات على نبض العروبة يحجرُ

وطاوعت قلبي في هواه فأقبلتْ
بقيةُ عقلٍ كان عندي تزمجرُ

تجاوزت َ حدَّ البوح قَدْكَ توجُّعاً
فمثلُكَ من يطوي الجراحَ ويصبرُ

فكم غار نصلٌ فيك أنت صقلتَهُ
وراشكَ سهمٌ كنت أنت تُوَتِّرُ

فضمّدتَ في صبرٍ جراحك صامتاً
وعُدْتَ كما دوماً جناحَكَ تنشرُ


اللبدي

الحمدان
08-16-2024, 03:31 PM
تذكّرتُ فانهلّت الأدمعُ
وما كنت من حادث أجزع

ذكرت الخدين وعهد الصفا
وقد شاقني سمر ممتع

فألفيت صحبي قد شتتوا
وقد راح بعض وما ودعوا

فوالهف نفسي على صاحب
كريم الطباع فما يخدع

طوته المنون طرير الشباب
وليس لموتورتها مفزع

سعيت إلى القبر دامي الفؤاد
اسائل عمن به أودعوا

فسلمت لما لمست الصفيح
وناديت أين الفتى الأروع

أحقاً ثوى بين هذي الرموس
وصار له بينها مضجع

توسد بعد الفراش الصفاة
وقد كان في الخز لا يهجع

وكان الجواب صموت القبور
وكان جوابي له الأدمع

يذكرني القبر خدن الصفا
فيشكو الأسى قلبي المولع

ولم أنس يوما فجعنا به
وفقد الشبيبة كم يفجع

شباب يطوفون حول السرير
وكلهم جازع موجع

فمن باذلٍ دمعَهُ مشفقٌ
ومن ذاهلٍ طرفُه يدمع

يحومون حولك والحتف دان
تقضقض من هوله الأضلع

يفديك صحبك والأقربون
ولكنه الموت لا يدفع

علت بسمة شفتيك العذاب
وقد هجم الموت لا يردع

وثار العراك وكان الردى
شديد المراس فما يرجع

فأنشب أظفاره في الحشى
وكان بأظفاره المصرع

ومتّ كريماً وكل امرء
سيمضي وغايته البلقع

فهذا الوجود قبور الأنام
فلم يخل من جدث موضع

تولى الأولى ولحقنا بهم
فهذا بطيء وذا مسرع

سنفنى ولم نبق من بعدنا
سوى الذكر والذكر قد ينفع

من الناس من مات موت السوام
وليس له خبر يسمَع

ومنهم يعيش بأخباره
فذكراه كالمسك يضوّع

وقد يخلد المرء بالذكريات
وذكراك كالشمس إذ تطلع


الصليبي

الحمدان
08-16-2024, 03:35 PM
وَمُلكُكِ فيهِمُ دُوَلٌ
بِها الأَقدارُ تَختَلِفُ

كَأَنَّكِ بَينَهُم كُرَةٌ
تَرامى ثُمَّ تُلتَقَفُ

تَرى الأَيّامَ لا يُنظِرنَ
وَالساعات لاتَقِفُ

وَلَن يَبقى لِأَهلِ الأَرضِ
لا عِزٌّ وَلا شَرَفُ

وَكُلٌّ دائِمُ الغَفَلاتِ
وَالأَنفاسُ تُختَطَفُ

وَأَيُّ الناسِ إِلّا موقِنٌ
بِالمَوتِ مُعتَرِفُ

وَخَلقُ اللَهِ مُشتَبِهٌ
وَسَعيُ الناسُ مُختَلِفُ

وَما الدُنيا بِباقِيَةٍ
سَتُنزَحُ ثُمَّ تُنتَسَفُ

وَقَولُ اللَهِ ذاكَ لَنا
وَلَيسَ لِقَولِهِ خَلَفُ


أبو العتاهية

الحمدان
08-16-2024, 03:36 PM
القائِلينَ إذا هم بالقنَا خَرَجوا
من غَمرةِ الموت في حَوماتِها عودوا

عادوا فعادوا كِرامًا لا تَنابِلَةٌ
عِندَ اللِّقَاءِ و لا رُعشٌ رَعَادِيدُ

لا قَومَ أكرَمُ مِنهُم يَومَ قَالَ لَهُم
مُحَرِّضُ الموتِ عن أحسابِكم ذُودوا


عمرو القنا

الحمدان
08-16-2024, 03:37 PM
إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَليمًا مِنَ الرَّدى
وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيِّنُ

فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ
فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ

وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِبًا
فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ

وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى
وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ


الشافعي

الحمدان
08-16-2024, 03:38 PM
ورأيتُ حلْمًا أنني ودّعتُهم
فبكيتُ من ألم الحنين وهم معي

مُرٌّ علي بأن أُودّعَ زائرًا
كيف الذين حملتُهم في أضلعي


محمد المقرن

الحمدان
08-16-2024, 03:39 PM
نَهاكَ عَنِ الغَوايَةَ ما نَهاكا
وَذُقتَ مِنَ الصَبابَةِ ما كَفاكا

وَطالَ سُراكَ في لَيلِ التَصابي
وَقَد أَصبَحتَ لَم تَحمَد سُراكا

فَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
وَقُل لي إِن جَزِعتَ فَما عَساكا

وَكَيفَ تَلومُ حادِثَةً وَفيها
تَبَيَّنَ مَن أَحَبَّكَ أَو قَلاكا

بِروحي مَن تَذوبُ عَلَيهِ روحي
وَذُق ياقَلبُ ما صَنَعَت يَداكا


بهاء الدين زهير

الحمدان
08-16-2024, 06:23 PM
إني لأحسدُ جارَكم لجواركم
‏طوبى لمن أمسى لبيتك جارا

‏ياليت جاركم باعني من دارهِ
‏شبراً، فأعطيته مقابل شبره دارا

......

الحمدان
08-16-2024, 06:25 PM
تَأَخَّرتَ عَنّي وَالغَرامُ غَريمُ
وَما ملَّ قربَ الأَكرَمين كَريمُ

وَأَوهَمتَني سَقمًا وَأَنتَ مصحَّح
بَلى لَكَ عَهدٌ كَيفَ شِئتَ سَقيمُ


الصاحب بن عباد

الحمدان
08-16-2024, 06:27 PM
فَدَارِ النَّاسَ عامِلهم بِحبٍّ
وَوَقِّرهم لتكتَسِبَ القلُوبا

ويُصلِح أنفُسَ الأشرارِ طِيبٌ
فَنَفسُ المرءِ أجدَرُ أن تَطِيبا

وَمَن أمسَى الجَمَالُ له سُلوكًا
فَفِي مسعَاهُ لا لا لن يخيبَا


د. عبد الكريم العبد القادر

الحمدان
08-16-2024, 06:28 PM
ابدأ بنفسِكَ فانهها عن غيّها
فإذا انتهت عنه فأنتَ حكيمُ

فهناك تُعْذرُ إنْ وعظتَ ويُقْتدى
بالقول منك ويُقبلُ التَّعليمُ

......

الحمدان
08-16-2024, 06:29 PM
وَرَمَوكَ بِالسَّلوَى وَلَو شَهِدُوا الَّذِي
تَطوِيهِ فِي تِلكَ الضُّلُوعِ لَأَشفَقُوا

أَخفَيتَ أَسرَارَ الفُؤَادِ وَإِنَّمَا
سِرُّ الفُؤَادِ مِنَ النَّوَاظِرِ يُسرَقُ

نَفِّس بِرَبِّكَ عَن فُؤَادِكَ كَربَهُ
وَارحَمْ حَشَاكَ فَإِنَّهَا تَتَمَزَّقُ


حافظ إبراهيم

الحمدان
08-16-2024, 06:30 PM
وما البطولاتُ إعجازٌ وإن قنعت
نفسُ الجَبان عن العلياء بالهُون

لا يُخلَق المرء لا هِرًّا ولا سبُعًا
لكنْ عُصارة تلقين وتمرين


الجواهري

الحمدان
08-16-2024, 06:30 PM
أأحبابنا منكم حياةٌ لنا الوصلُ
وساداتنا منكم ممات لنا المَطْلُ

شغلنا بذكراكُم وهِمْنَا بحبكمْ
وليس لنا في غير ذكركُمُ شُغْلُ

لئن جادتِ الأيامُ لي بوصالِكم
فكل مرورات الزمانِ لنا نَحْلُو

وإن بخلتْ يوماً علينا بقربكم
فكل حَلاَواتِ الزمان لنا مُهْلُ

فمن أين يلقى القلبُ راحاً وراحة
ولا ساعةً من دهرهِ عنكم يُسْلُو

ومن أين يَسْلُو القلب بعد فراقِكم
وليسَ فؤادِي من تدكركم يَخْلُو

بخلتمْ علينَا بالوصالِ وإنما
يزينكم في ناظرِي الشحُّ والبُخْلُ


المعولي

الحمدان
08-16-2024, 06:32 PM
مَاتَ الذَّي قَد كُنتُ أَرجُو حَيَاتَهُ
وَلَم يَبقَ إِلَّا مَن رَجوتُ لَهُ مَوتَا

فَحَسبُكَ داءً أَن تَحِنَّ لِمَيِّتٍ
وَتَصحَبَ حَيَّا قَد كَرِهتَ لَه صَوتَا


أبومالك العربي

الحمدان
08-16-2024, 09:46 PM
قضى حقوق اللَهِ في أعدائه
ثم انثنى والنصرُ تحت لوائهِ

بحر طمى والبأسُ من أمواجهِ
صبح بدا والحقُّ من أضوائه

عمدٌ أقام به المهيمنُ حقه
والحقُّ عمدةُ أرضهِ وسمائه

وأباحه مهج العدا فكأنما
قد نصلت أرماحه بقضائه

أغزى بهم جيشاً تضيق الأرضُ عن
أفواجه والوهمُ عن إحصائه

كالعارض الثجاج ملء هوائه
لكن دمُ الأبطالِ من أنوائه

لما رأى للشرك رسماً ماثلاً
أوهى قواه وجد في إقوائه

أنحى عليه بالصوارم والقنا
حتى إذا لم يبق غيرُ ذمائِهِ

أبقاه والذعرِ المخيفُ يبيدُه
فكأنه سبع على أشلائه

مستأصلاً شيئاً فشيئاً أمرهم
كر الزمان بصبحه ومسائه


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:46 PM
دعا الشوق قلبي والركائبَ والركبا
فلبوا جميعاً وهو أولُ من لبى

وظلنا نشاوى للذي بقلوبنا
نخالُ الهوى كأساً ويحسبنا شربا

إذا القضب هزتها الرياحُ تذكروا
قدودَ الحسانِ البيضِ فاعتنقوا القُضبا

يقولون داوِ القلبَ تسلُ عن الهوى
فقلت لنعم الرأي لو أن لي قلبا


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:47 PM
إذا ما الصديق نبا ودُّه
فلا يكُ ودُّك بالمنقلب

وعاتِبه لكن رويداً كما
تعضُّ على الطفلِ عند اللعب


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:47 PM
وقائلةٍ تقولُ وقد رأتني
أقاسي الجدبَ في المرعى الخصيبِ

أما عطفَ الفقيهُ وأنت تشكو
له شكوى العليلِ إلى الطبيب

وقد مر الثناءُ بمعطفَيه
كما مَرَّ النسيمُ على القضيبِ

فقلتُ عليَّ شكرٌ وامتداحٌ
وليس عليَّ تقليبُ القلوبِ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:48 PM
يا أيها المنصورُ بأسُك رحمةٌ
فينا وإن قال العِداةُ عذابُ

لم ليس يَغلِبُ كلُّ جيشٍ قدتَه
ونصيرُه وظهيرهُ الغلابُ

ولك الحسامانِ اللذان هما هما
السيفُ ماضٍ والدعاءُ مجابُ

هل دبّ منهم في حِماكم دارجٌ
إلا وصُبَّ عليه منك عِقابُ

أو جاء مُستَرِقَا إليكُم مارد
إلا وأحرَقَهُ هُناكَ شِهابُ

أو فارق المغرورُ منهم كهفَهُ
يوماً فكان له إليه إيابُ

أفكلّما طلبوا لعُقر دياركم
سلباً مضوا ونفوسُهم أسلابُ

جهِلوا وظنوا أنَّ علما عندهُم
ولربّما خَدع العيونَ سَرابُ

لم تغنِهِم تلكَ الدواوينُ التي
حضرت وَهُم عن فهمِها غِيّابُ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:48 PM
بِعُلاكم وَهوَ حسبُ المُطنِب
عَرَفَ المشرقُ فضلَ المغرِبِ

فسح الدهرُ له حتّى رأى
سِيرابن وأبٍ بعد أب

فرعاها بفؤادٍ فطِنِ
وتلاها بلسانٍ معربِ

قد لعمري أبصر النورَ الذي
مذ بدا أعشى عيونَ النوَبِ

ورأى ما لم يكن يعهدُه
فهوَ مشغولٌ بطولِ العَجَبِ

أيّها المنصورُ إنّ الدينَ قد
حَلَّ مِن عزكَ أعلى الرتبِ

هو أمرُ اللَهِ في أيديكمُ
فاجذبوا الأرضَ به تنجذِبِ

رُفِعَت قُبَّتُه مَضروبةً
ما لَها غيركُمُ مِن طَنَبٍ

عارضٌ أبدى بروقاً جمةً
وهو لم يأتِ ببرقٍ خُلَّبِ

يقتضونَ الوَعدَ بالنصرِ لكم
وهوَ قد خُطَّ لكُم في الكُتُبِ

غيرَ أن السعيَ محمودٌ ولا
يَقطَعُ السيفُ إذا لم يضرِبِ

من يكن مطلبُهُ نَصرَ الهُدى
نال عند اللَه نجحَ المَطلَبِ

قد تلافى اللَهُ أفريقيةً
وَهيَ نُهبٌ في يَدَي مُنتَهِبِ

أنتُم أحييتُمُ الدينَ وقد
مات فيها موت مَن لم يَعقِبِ

أحجَمَ الأعداءُ عنكُم رهبةً
من رأى الموت عياناً يَرهَبِ

اهنئي يا حضرةَ القُدسِ فَقَد
رُحتِ في ثوبِ البَهاءِ المُعجِبِ

يا لَها من أوبَةٍ مَحمُودةٍ
سَقَتِ الدهرَ حياةَ الطَرَبِ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:49 PM
مَن لَم يُؤدِّبهُ تأديبُ الكتابِ فَمَا
لَهُ بغيرِ ذُبابِ السيفِ تأديبُ

إنّ الخلافةَ لا تشكو بمعضلةٍ
والحافظُ اللَهُ والمنصورُ يعقوبُ

مشمِّر البُرد للحرب الزبونِ وقد
ضفت عليه من التقوى جلابيبُ

فالبيضُ منهنَّ مسلولٌ ومدخرُ
والخيلُ منهنَّ مركوبٌ ومجنوبُ

وليس يظفرُ بالغايات طالبُها
إلا إذا قُرِعَت فيها الطنابيبُ

للحرب جلُّ مساعيه وما تَرَكَت
منه الحروبُ تهادَتهُ المحاريبُ

إن كانَ عَربَدَ في الأعداءِ صارمُهُ
فإنَّهُ لرحيقِ الهامِ شِرِّيبُ

قد حَصحَصَ الحقُّ إنَّ النصرَ يَتبَعُهُ
فكان من أنفُسِ الكُفَّارِ تَكذيبُ

لَقَد عَدَتهُم عَنِ التَوفيقِ شقوتهم
إن الشقي على التوفيق مغلوبُ

ما غر قفصَةَ إلا أنها اجترمت
فلم يكن عندَ أهلِ الحُلمِ تَثريبُ

ما بالها زار أمر اللَه حوزتها
فلم يكن عندها أهل وترحيبُ

توهمت أن أهل البغي تمنعُها
وقلما حَمَتِ الشهدَ اليعاسيبُ

تلك البغي التي خانت فحاق بها
وبالزناة بها رجمٌ وتعذيبُ

قد فضَّ شملُهُم عنها وقد نعبت
فيها من الحين غربانٌ غرابيبُ

أبى يردُّ سليماً ما يباشرُهُ
وفيه للنفسِ ترغيبٌ وترهيبٌ

هذي أعاديه قد صارت مُقَسَّمَةً
على البلايا فمقتولٌ ومَسلوبُ

ترمي المجانيقُ بالأحجار فضلة من
رمتهمُ منهم الجردُ السراحيب

من كلِّ ملمومةٍ صَمَّاءَ حائمةٍ
على النفوس فتصعيدُ وتصويبُ

يقول مبصِرُها في الجوِّ صاعدةً
هذا بلاءٌ على الكُفَّارِ مَضبوبُ

تَمَهَّدَ الأَمرُ في أكنافِ دولتِهِ
حتّى تآلف فيها السَّخلُ والذيبُ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:49 PM
جاء وفي يساره
قوسٌ وفي اليمنى قدح

كأنه شمسٌ بدَت
وحولها قوسُ قُزح

يا لائمي في حبّه
ما كلُّ من لام نَصَح


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:49 PM
بنفسي الرايةُ البيضاءُ تهفو
بأنفاسي وأنفاس الرياحِ

تدلُّ عليه إذ يخفى ويَبدو
كخيطِ الفَجرِ دلَّ على الصَّباحِ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:49 PM
إن الشدائدَ قد تَغشى الكريمَ لأَن
تُبِينُ فَضلَ سجاياهُ وتُوضِحَهُ

كمبردِ القينِ إذ يعلو الحديدُ به
وليس يأكلُهُ إلا ليصلِحَهُ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:50 PM
بشرايَ هذا لِواءٌ قَلَّ ما عُقِدا
إلا ومد لَهُ الروحُ الأمينُ يدا

وأقبل النصرُ لا يعدو مناحيه
فحيث ما قصدت راياتُه قَصَدا

واستقبَلَتهُ تباشيرُ الفتوحِ فَقَد
كادت تكونُ على أكتافه لَبَدا

وقَرَّبَ الفَلَكُ الدّوَارُ بُغيَتَه
فَلَو تَنَاوَلَ بَعضَ الشُهبِ ما بَعُدا

إمام جيشٍ أراد اللَه نصرتَهُ
فأرسلَ المَلأ الأعلى لهُ مَددا

إني لأحكم بالنصرِ العزيز لَهُ
وإن سَكَت فإنَّ الوحيَ قد شهدا


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:50 PM
عدوكم بخطوبِ الدهرِ مقصودُ
وأمركُم باتصالِ النصرِ مَوعودُ

رأى الشقاءَ ابن إسحاقٍ أحقّ بهِ
من السعادة والمحدودُ محدودُ

وكيف يحظى بدنيا أو بآخرة
مخلافة عن طريق الحقِّ مطرودُ

أعمى ونورُ الهُدَى بادٍ له وكذا
من لم يساعِده توفيقٌ وتسديدُ

لم يُصغِ للوعظِ لا قلباً ولا أذناً
وكيف تُصغي إلى الوعظِ الجلاميدُ

لجّت ثَمُودٌ وعادٌ في ضَلالِهُم
ولم يدع صالحٌ نُصحاً ولا هودُ

والسيفُ أبلغُ فيمن ليس يردعُهُ
عن الغِوايةِ إبعادٌ وتهديدُ

أولى له لو تراخى ساعةً لغدا
وريدُهُ وَهُوَ بالخطيِّ مَورودُ

أما درى لا درى عقبى عداوتكم
كلٌّ بحدِّ حُسامِ الحقِّ محصُودُ

ألقى السلاحَ وولى يبتغي أمدا
يُنجيهِ وهوَ مَروُعُ القَلبِ مفؤود

ما مر يوماً ببابِ ظنِّهِ سبَباً
إلى التخلصِ إلا وهوَ مَسدودُ

وهبهُ عاش أليس الموتُ أهونَ من
عيشٍ يخالِطُه همُّ وتنكيدُ

أنحى الزمانُ على الأعداء واجتهدت
في قَطعِ خضرائِهِم أحداثُهُ السوُدُ

ونازَعَتهُم نُفُوسُ الهندِ أنفُسهُم
فلم يُفِدهِم على الهَيجاءِ تَعريدُ

فهم على الترب صرعى مثله عددا
إن كان يُقضَى بأنَّ التُرَبَ مَعدُودُ

وَلُّوا فلا صاحبٌ عن نَفس صاحِبِه
يُغنِي ولا والدٌ يَرجُوهُ مَولُودُ

يومٌ جديرٌ بتعظيمِ الأنامِ لَهُ
فَمَا يقاسُ بِهِ في حسنِهِ عِيدُ

أَضحَت على فضلِه الأيَّامُ تحسدُهُ
إن النبيهَ الرفيعَ القَدرِ مَحسودُ

أنتم سليمانُ في المُلكِ العظيم وفي
طولِ التَهَجُّدِ في المحرابِ داوودُ

قد أبهج الدينَ والدنيا مقامُكُمُ
وكُيفَ لا وَهوَ عند اللَهِ محمودُ

جارى مناقِبكُم شِعري فَقَصَّرَ عن
بلوغ أدنى مداها وَهوَ مجهودُ

مَن ليس مُعتَقِدا إيجابَ طاعَتكُمُ
فليسَ يُغنيهِ إيمانٌ وتوحيدُ

رضاكُمُ الدينُ والدنيا وعدلُكُمُ
ظلٌّ ظليلٌ على الأيامِ ممدودُ

دُمتُم حَيَاةً مدى الدُنيا ودامَ لَكُمُ
نَصرٌ وفتحٌ وتَمكينٌ وتَأييدُ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:50 PM
وُلِدَ العبدُ الذي إنعامكُم
طينةٌ أُنشِئَ منها جسدُه

وَهوَ دون اسمٍ لِعِلمِي أَنَّهُ
لا يُسَمِّي العَبدَ إلاّ سيدُه


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:51 PM
يا رشأ السدرِ ولو أنني
أنصفتُ ناديتُ رشا الصدرِ

يا قاسيَ القلب ألا عطفةٌ
تثني إليها رقةَ الخَصرِ

ما بالُ قلبي مثل عينيك لا
يفيقُ من همٍ ومن سُكرِ

ولو أراد اللَّهُ رفقاً به
لم يكحل الأجفانَ بالسحرِ

ملءُ فؤادي زفرةٌ تلتظي
وملء عيني عَبرَةٌ تجرِي

آياتُ داودٍ إذن في يدي
إن لان لي قلبُ أبي بكرِ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:51 PM
ثاب العزاءُ وحان الأخذُ بالثار
قد عاد في غابه الضّرغامةُ الضاري

إن كان أوردهُ البأساءُ مورِدَه
فقد تداركنا منه بإضرار

أتى ليمحو بالحسنى إساءته
كما أتى مذنبٌ يدلي بأعذرِ

وما حلا مِنهُ صابٌّ كانَ جرعه
وإنما شابَ إحلاءً بإمرارِ

لما رأيت انصرافَ القوم قلت لهم
يلقى الرزايا مَنِ استحيا منَ العارِ

ما مات مَن مات والإِقدامُ يُورِدُهُ
وإنما ماتَ حيا كُلُّ فَرارِ

قالوا ردوا باقتحام البحرِ عن غُرَرٍ
والموتُ يُدلي بأنيابٍ وأظفارِ

فقلتُ هيهاتِ مِقدارٌ جرى فَقضى
بما قَضَاهُ ولا رد لمقدارِ

إن الحمامَ الذي في البحر غالَهُم
قد غال عثمانَ ذا النورينِ في الغارِ

نيرانُ حربِ بموج البحر قد طفئت
وَهيَ الموائدُ بينَ الماءِ والنارِ

كانت رزايا أثارَت طِيبَ ذكرُهُم
كالنار تلفُحُ في الهندي والغارِ

ما عز عند امرئ مقدارُ ذي كرمٍ
إلا رأى فيه قنطاراً كدينارِ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:51 PM
دع العينَ تجني الحُبَّ من موقع النظر
وتغرسُ وَردَ الحُسنِ في رَوضَةِ الخَفَر

أمتعُها فيه فإن تَكُ لوعةٌ
صَبرتُ وما ذمّ العواقبَ مَن صَبَر

فَتورُ العيونِ النجلِ يُطلَبُ بالهوى
وإن غفَلَ التفتيرُ لم يغفَلِ الحَوَر

وزائرةٍ والليلُ مُلقٍ رواقَهُ
ومن أينَ للظلماءِ أن تكتُمَ القَمَر

حَدَرت نِقابَ الصَونِ عن صفح خدها
فيا حُسنَ ما انشقَّ الكِمامُ عن الزَهَر

وراودتُها عن لثمِهِ فَتَمَنَّعَت
وما عادةُ الأغصانِ أن تَمنَعَ الثَمَر

رَشَا كُلَّما أدمَت جُفُونِيَ خَدَّهُ
أشار إلى قلبي بعينيهِ فانتصَر

يطالبُني قلبي بتقبيلِ ثَغرِهِ
لقد غاصَ في بَحرِ الجَمالِ على الدُرَر


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:52 PM
سأستجدي صغيراً من كبيرِ
وأرغبُ في حصاةٍ من ثبيرِ

وأقنعُ بالقليل النزرِ ممّن
يجودُ وليس يقنَعُ بالكثيرِ

ألا إنَّ النفوسَ إذا أَحَبَّت
أَذَلَّت في الخَطيرِ وفي الحَقيرِ

ومن يرجو الملوك لكلِّ أمرِ
فلا يَذَرُ الحقيرَ مِنَ الأُمورِ

ووجهُ العذرِ في الأسفارِ بادٍ
فلا أحتاجُ فيهِ إلى سفورِ

رأيتُ الحبَّةَ البيضاءَ عزَّت
فكيفَ يسيرُ بِي طاوِي المَصيرِ

متى أصغى إلى تصهالِ طِرفٍ
يُجِبهُ بالعويلِ وبالزَفيرِ

وأورِدُه المناهل وَهيَ زرقٌ
فيصدُرُ بي عن الماءِ النميرِ

وإن أَصفِر ليشربَ قالَ مَهلاً
أصِفرُ الجوفِ يشرَبُ بالصَفيرِ

ورام يسيرُ من طَرَبٍ إليها
فقَيَّدَهُ الهُزالُ عنِ المَسيرِ

ورمتُ أخادِعُ الكَيَّالَ فيما
لديه فقال لي نَزرا بزورِ

وأُنشِدُهُ من المَروِيِّ طوراً
وطوراً من بُنَيّاتِ الضميرِ

وأذكرُ للفرزدقِ ألفَ بيتٍ
وأُكثِرُ في الروايةِ عن جريرِ

فقالَ لِيَ الذَميمُ إليكَ عَنِّي
فليسَ الشِّعرُ يُقبَلُ في الشَّعيرِ

فلا تُخبر عن الأمم المواضي
فإنَّكَ قد سقطتَ على الخبيرِ

أترجو فِطرَ أهل الصَّومِ عِندي
فأنت ترومُ تَيسيرَ العسيرِ

أراكَ شَمَمتَ رائحةَ الأماني
لذلك شِمتَ بارقةَ السُرورِ

أميرٌ قد محا ظلم الليالي
وأغرق جوده نوبَ الدهورِ

يملُّ الدهرُ من يأسٍ وبأسٍ
وليس يمَلُّ من خيرٍ وخيرِ

تلاعبُ في مواهبهِ الأماني
كأمثالِ السفائِنِ في البحورِ

لَهُ في شدةِ الأَزماتِ رَوحٌ
كَبَردِ الظلِّ في حرِّ الهَجيرِ

فأحسنُ منظَرٍ بِرٌّ جميلٌ
يُزَفُّ به إلى عبدٍ شكورِ

علمتُ وقد شكرتُ عُلاكَ أني
إلى التقصيرِ أُنسبَ والقصورِ

جناحي قُصَّ بالأزماتِ لكِن
بوفرك سَوف يُصبحُ ذا وُفُورِ

ولو قد رِشتهُ طارَ انتهاضا
فما هو بالمهيضِ ولا الكسيرِ

إذا عبرتُ عن تلك السجايا
فقد عبرتُ عن نَشرِ العبيرِ

بقيتَ لنا وسمعُك ليس يخلو
من استحسانِ مُثنٍ أو مُشِيرِ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:52 PM
هل زيدت الشمسُ للأنوار أنوارا
أم عادت الشُهبُ في الأفلاك أقمارا

أم أعطي الدهرُ نوراً غير نورِهما
فإنَّ للّهِ في المعهودِ أسرارا

ليس الضياءُ الذي قد كنتُ أعهدُهُ
بل زاد حتى وجدتُ الوهمَ قد حارا

ما ذاك إلا لأمرٍ كلُّه عجبٌ
قد أعطيَ الدينُ منه فوق ما اختارا

كرءُ الأميرِ أبي حفصٍ تداخلنا
سرورُه فرأينا النورَ أنوارا

تبثُّ يُمناه زهراً في الطروس ولا
نكرٌ على السحب أن ينبتن أزهارا

خطٌّ هو السحر لكنَّا ننزهه
ونجعلُ القلم النفاث سَحَّارا


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:52 PM
ركبٌ إلى نارِ الجحيم مسيرهُم
وركابهم لا تستطيعُ مسيرا

الحيُّ منهم لا يُرى مستوطِنا
والمَيتُ منهم لا يُرى مقبورا

مما يزيد الأرض طيباً أنها
لفظت عِداتك أبطُنا وظهورا


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:52 PM
ألا اصفح عن الطرفِ الذي زلَّ إذ جرى
أيثبتُ طرفٌ فوقَهُ الناسُ والدهرُ

تداخله كِبرٌ لئن كنتَ فوقه
فتلك لعمري زلةٌ جرها الكِبرُ

ثبت عليه حين زل رجاحةً
أيخرج عن أثناء هالته البَدرُ

ولم يدرِ هل أمسكتَهُ أو ركضتهُ
وللعجبِ سُكرٌ ليس يعدِلُهُ سُكرُ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:53 PM
أعلمتني ألقي عصا التسيار
في بلدةٍ ليسَت بذاتِ قرارِ

طوراً تكونُ بما حوته محيطةً
فكأنها سورٌ من الاسوارِ

وتكونُ طوراً عنهُم مخبوءةً
فكأنها سرٌّ من الأسرارِ

وكأنها علمت مقاديرَ الهوى
فتصرفت لَهُمُ على مقدارِ

فإذا أحسّت بالإمامِ يزورُها
في قومِه قامَت إلى الزّوارِ

يبدو فتبدو ثمَّ تخفى بعدَهُ
كتكونِ الهالاتِ للأقمارِ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:53 PM
قلائدُ فتح كان يذخرُها الدهرُ
فلما أردتَ الغزو أبرَزُها النَصرُ

فها هي مذ جدَّت ركابُك تنبري
سِراعاً فَمِن أفراحِها الشفعُ والوُترُ

فدونكها منسوقةً فلشد ما
تسابقَ فيها نحوك البرُّ والبحرُ

هو الفتحُ يا مولايَ ما فيهِ مريةٌ
ولا لليالي في تعذرِهِ عُذرُ

أفي الصبحِ شكٌّ أنه لمصبحٌ
وقد غاضتِ الظلماءُ وانفجرَ الفجرُ

أتتكَ أسارى الرومِ وَهيَ أقلُّها
فَمِن فَضَلاتِ القَتل ينتجِعُ الأسرُ

وما كان قبلَ اليوم سهلاً مرَامُها
ولكن علا الإسلام ما تضَع الكفرُ

وما زلتَ تدنو كلَّ يوم مسافة
إليهم ويهوِي في نفوسهمُ الذعرُ

لقد كانَ في الأحوال عسرٌ فكلّما
دنوتَ استمرَّ اليسرُ فارتفعَ العُسرُ

لَعمري لقد سنى بكَ اللَهُ غزوةً
قدِ افترَّ عن ثَغرِ السرورِ لها الثَغرُ

إلى غزواتٍ من قريبٍ تتابعت
ففي كُلِّ قُطرِ من سحائِبها قطرُ

لقد أيقنَت هذِي الجزيرةُ أنَّها
سيجبِرُها من لا يهاضُ له جَبرُ

لئن كان ماتَ الأمنُ في جنباتها
فقربُ أميرِ المؤمنينَ له نشرُ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:53 PM
ملِكٌ تُرويكَ مِنهُ شِيمَةٌ
أَنسَتِ الظَمآنَ زُرقَ النُطَفِ

جمعت من كلِّ مجدٍ فَحَكَت
لفظةً قد جُمِعَت من أَحرُفِ

يعجبُ السامِعُ من وصفي لها
ووراء العجزِ ما لَم أَصِفِ

لو أعارَ السهمَ ما في رأيِهِ
من سدادٍ وهُدى لم يَصِفِ

حِلمُهُ الراجحُ ميزانُ الهُدى
يزن الأشياءَ وزنَ المنصِفِ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:53 PM
له حلبةُ الخيلِ العتاقِ كأنّها
نشاوى تهادت تطلبُ العَزفَ والقَصفا

عرائسُ أغنتها الحجولٌ عن الحلى
فلم تبغ خلخالاً ولا التمَسَت وقفا

فَمِن يَقَقٍ كالطرسِ تحسَبُ أنَّهُ
وإن جرّدوه في مُلاءتِهِ التَفَّا

وأبلقَ أعطى الليلَ نصفَ إهابِهِ
وغارَ عليه الصبحُ فاتحبسَ النصفا

ووردٍ تغشى جلده شفقُ الدجى
فإذ حازَهُ دَلَّى له الذيلَ والعُرفا

وأشقرَ مجَّ الراحَ صرفاً أديمُهُ
وأصفرَ لم يمسح بها جلدَهُ صِرفا

وأشهبَ فضي الأديم مدنرٍ
عليه خطوطٌ غير مفهومةٍ حرفا

كما خطط الزاهي بمهرق كاتبٍ
فجرَّ عليه ذيلَهُ وهو ما جفا

تهبُّ على الأعداءِ منها عواصِفٌ
ستنسِفُ أرضَ المشركين بها نَسفا

ترى كلَّ طرفٍ كالغزال فتمتري
أظبياً ترى تحت العجاجة أم طرفا

وقد كان في البيداء يألفُ سِربهُ
فربتهُ مُهرا وهيَ تحسَبُهُ خِشفا

تناوله لفظُ الجوادِ لأنهُ
إذا ما أردت الجري أعطى له ضعفا


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:54 PM
لا تغبط المجدَب في علمه
وإن رأيتَ الخِصبَ في حالِه

إن الذي ضيّع من نفسه
فوق الذي ضمر من مالِه


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:54 PM
أتراهُ يتركُ الغَزَلا
وعليه شبَّ واكتهلا

كلفٌ بالغيد ما عقلت
نفسه السلوانَ مذ عقلا

غير راضٍ عن سجيّة من
ذاق طعمَ الحبِّ ثم سلا

أيها اللوام ويحكم
إن لي عن لومكم شغلا

ثقلت عنلومكم أذنٌ
لم يجد فيها الهوى ثقلا

تسمعُ النجوى وإن خفيت
وهي ليست تسمع العُذلا

نظرت عيني بشقوتها
نظراتٍ وافقت أجلا

غادةٌ لما مثلتُ لها
تركتني في الهوى مثلا

هي بزتني الشباب فقد
صارَ في أجفانِها كحلا

أبطل الحقَّ الذي يبدي
سحر عينيها وما بطلا

عرضت دلاً فإذ فطنت
بولوعي أعرضت خَجلا

وبدا لي أنها وجلت
من هناتٍ تبعثُ الوجَلا

حسبت اني سأحرِقُها
إذ رأت رأسي قد اشتعلا

يا سُراةَ الحي مثلكُمُ
يتلافى الحادث الجللا

قد نزلنا في جواركم
فشكرنا ذلك النُزُلا

ثم واجهنا ظباءكم
فلقينا الهولَ والوَهَلا

أضمنتم أمن جيرتِكُم
ثم ما آمنتُمُ السُبُلا

وأردتُم غصبَ أنفسهم
فبثثتُم بينها المُقلا

ليتنا خُضنا السيوفَ ولم
نلقَ تلك الأعيُنَ النُجَلا

عارضتنا منكمُ فئةٌ
أحدثت في عهدِنا دخلا

فعلياتٌ جفونهم
وهم لم يعرفوا ثُعلا

أشرعُوا الأعطافَ ناعمةً
حين أشرعنا القَنَا الذبَلا

واستفزتنا عيونهم
فخلعنا البيضَ والأسلا

ورمتنا بالسهام فَلَم
نر إلا الحليَ والحَلا

نُصِروا بالحسن فانتهبوا
كلَّ قلبٍ بالهوى جَذَلا

عطلتني الغيدُ عن جَلَدي
وأنا حليتُها الغَزَلا

حَمَلَت نفسي على فِتَنٍ
سُمتها صبراً فَمَا احتَمَلا

ثم قالت سوف نترُكها
سَلَباً للحُبِّ أو نَفَلا

قلتُ أَمَّا وَهيَ قد عَلِقَت
بأمير المؤمنين فلا

ما عدا تأميلها مَلِكاً
من رآهُ أدرَكَ الأَمَلا

أودع الإحسانُ صفحَتَهُ
ماء بشر ينقَعُ الغلَلا

فإذا ما الجُودُ حرّكَهُ
فاض من يمناه فانهَمَلا


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:54 PM
رحل الشبابُ وما سمعتُ بعبرَةٍ
تجري لمثل فراق ذاك الراحِلِ

قد كنتُ أُزهى بالشبابِ ولم أخَل
أن الشيبةَ كالخضابِ الناصلِ

ظِلٌّ ضَفا لي ثُمَّ زال بسرعةٍ
يا ويحَ مُغترٍّ بظلٍّ زائِلِ

إن شئتَ ظلا لا يزول بحالة
فاعمد إليه ذي الإمامِ العادلِ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:54 PM
سأشكو إلى الندمان خمرَ زجاجةٍ
تردّت بثوبٍ حالكِ اللونِ أسحَمِ

نُصُبُّ بها شَمسَ المُدامَةِ بَيننا
فتغرُبُ في جُنحِ من الليلِ مُظلِم

وتجحدُ أنوارَ الحُميا بلونها
كقلبِ حسودٍ جاحدٍ يد منعم


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:55 PM
رأى العُداةَ ومنهم من دنا ونأى
فاستعملَ الماضيين السيفَ والقلَما

فلا الذي فَرَّ منهُم في البلادِ نَجَا
ولا الذي جاء يبغي حربَهُ سَلما


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:55 PM
أسائِلُكُم لِمَن جيشٌ لَهَامُ
طلائِعُهُ الملائكةُ الكِرامُ

أتت كُتُبُ البشائرِ عَنهُ تَترى
كما يتحمَّلُ الزهرَ الكِمَامُ

تنمُّ ولم تفضّ ولا عجيبٌ
أيحجبُ نفحةَ البدرِ الخِتامُ

كأنَّ النصرَ أضحكَها ثُغورا
فللأيامِ عنهنَّ ابتسامُ

ويا للناسِ يرغبُ عن أُناس
لهم بالدين والدنيا قوامُ

أمامهُمُ إذا سلكوا سبيلا
كتابُ اللَهِ يتبعهُ الإمامُ

يصاحبهُ فيصحَبُهُ الأماني
ويتبَعُهُ فيتبَعُهُ الأنامُ

هو الملِكُ الكريم وما أصبنا
إذا قلنا هو الملكُ الهُمامُ

تجاذب خيلَهُ اليُمنُ اغتباطاً
بعصمته وتخطبُهُ الشآمُ

ويعطو المسجدُ الأقصى إليه
ويشرفُ نحوَهُ البيتُ الحَرامُ

مَضى متقلداً سيفي مضاءٍ
هما الإلهامُ والجيشُ اللهامُ

فسل ما حلَّ بالأعداءِ منهُ
وكيفَ استُؤصِلَ الداءُ العُقامُ

لقد برزت إلى هولِ المنايا
وجوهٌ كان يحجبُها اللثامُ

وما أغنت قِسِيِّ الغُرِّ عَنها
فليسَت تدفَعُ القدرَ السِّهامُ

غَدَوا فوق الجيادِ وَهُم شُخُوصٌ
وأمسوا بالصعيد وَهُم رِمامُ

كأنَّ الحربَ كانت ذاتَ عقلٍ
صحيح لَم يحلَّ بِهِ السِّقامُ

فأفنت كلَّ من دمُهُ حلالٌ
وأبقت كُلَّ من دمُهُ حرامُ

متى يكُ من ذوي الكفرِ اعتداءُ
يكن من فرقةِ التقوى انتِقامُ

هو الأمرُ الرضي طوبى لنفسٍ
يكون لها بعصمتهِ اعتصامُ

حياةُ الدين دولتُهُ فدامَت
لأمرٍ قد أتيحَ له الدوامُ

سلامُ اللَهِ من قرب وبعدٍ
عليهِ وحب من نزلَ السلامُ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:57 PM
أشكو لذي الإحسانِ عبد المحسِنِ
فلعلهُ يرثي لما قد مسني

إني شعفتُ بدله ودلاله
وبحسنِ منظره وإن لم يحسنِ

ظبيٌ غريرُ الحُسنِ طُرَّزَ خدَّهُ
بالجلنار وغضَّ نورَ السوسنِ

ريمٌ حوى ظرفاً وحُسناً جامِعاً
نطَقَت بما يَحوي جَميعُ الألسُنِ

فعساه يرحَمُ لوعتي وصبابتي
ويسيرُ بالإِحسانِ عبدُ المُحسِنِ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:57 PM
ليت الشبابَ الذي ولت نضارتُهُ
أعطانِي الحِلمَ فيما كان أعطاني

فلم تكن مِنةٌ للشيبِ أحملُها
ولم يكن من سروري بعضُ أحزاني


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:57 PM
وبكرٍ من بنات الدَوح حُبلى
ملأتُ يدي بها وملأتُ عيني

متى تفتضها ولدت ولكن
بكيِّ النارِ أو كدِّ اليدينِ

لها في كل جارحةٍ جنينٌ
وأكثرُ ما تجيءُ بتوأمين


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:58 PM
لا ذنب للطرفِ إن زلت قوائِمُهُ
وهضبَةُ الحُلم إبراهيمُ يُزجِيها

وكيف يحملُه طرفٌ وخردلةٌ
من حلمهِ تزِنُ الدنيا وما فيها


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:58 PM
ألا مقت اللَهُ سعى الحريص
فما جازه الذمُّ إلا إليه

يسر بما في يدي غيره
وينسى السرورَ بما في يديهِ


بن مجبر

الحمدان
08-16-2024, 09:58 PM
إِنَّ الَّتي هامَ الأَنامُ بِحُسنِها
وَلَها المَلاحَةُ وَالبَها وَجدي بِها

بِسُفورِها تُخفى وَفي أَستارِها
تَبدو فَمَشرِقُ شَمسِها في غَربِها


المكزون

الحمدان
08-16-2024, 09:58 PM
أَهلاً بِداعي إِلَهي
فَإِنَّهُ لَطَبيبي

وَإَنَّ مَوتي فيهِ
مُخَلِّصي مِن ذُنوبي


المكزون

الحمدان
08-16-2024, 09:59 PM
أَمَرتَني بِسَترِ كَشفِ غِطائي
إِذ أَرَتني صَباحَها في مَسائي

وَدَعَتني وَأَودَعَتني سِرّاً
في سُراها عَدَت بِهِ أَعدائي

وَنَهَتني إِذ نَبَّهَتني عَن بَثِّ
هَواها إِلى ذَوي الأَهواءِ

وَإِلى الفَجرِ أَوعَدتني وَفيهِ
وَعَدتني الإِبلالَ مِن بَلوائي

فَأَزاحَت خَوفَ الوَعيدِ بِوَعدٍ
قَبَضَ اليَأسَ مِنهُ بَسطُ رَجائي

وَعَلَيَّ المَوتُ بايَعَتني وَقالَت
مَن وَفى لي مَنَحتُهُ بِوَفائي

وَلِتَعليقِها المُنى بِالمَنايا
صِرتُ أَهوى مَنِيَّتي لِمُنائي

وَبِها إِذا قُضيتُ نَحبي قَضَت لي
بِمَقامِ الأَبرارِ وَالشُهَداءِ

وَمِنَ المَسجَدِ الحَرامِ إِلى
الأَقصى أَرَتني أَسِرَّةَ الإِسراءِ

وَأَقَرَّت بِنورِ نارِ قِراها
في قُراها بِناظِري أَحشائي

وَاِنثَنَت عِندَها اِنثَنَت لي إِماماً
سَدرَةُ المُنتَهى إِلَيها وَرائي

وَبِروباصِها تَهَيّا خَلاصي
مِن قَذى طينَتي فَراقَ صَفائي

وَوُرودُ السَرابِ مِنها ثَناني
مَورِداً لِلعِطاشِ بَعدَ ظَمائي

وَبِعَينِ الحَياةِ سِرتُ إِلى حَيٍّ
بِهِ المَوتُ مُنيَةَ الأَحياءِ

غَيَّبَتني مِن بَعدِما أَشهَدَتني
وَأَعادَت شَهادَتي بِنَداءِ

فَثَناني اِستِحياؤُها في اِنثِنائي
نَحوَها ماشِياً عَلى اِستِحياءِ

وَبِأَلطافِها إِلَيها دَعَتني
وَأَرَتني نُزولُها في سَمائي

بِكِتابٍ فيهِ شِفاءُ اِكتِئابي
مِن وَعيدِ القَلى بِوَعدِ اللِقاءِ

ناطِقٌ صامِتٌ مُبينٌ مُعمى
ساتِرٌ كاشِفٌ قَريبَ نائي

ظاهِرٌ باطِنٌ أَنيقٌ عَميقٌ
شاهِدٌ غائِبٌ عَنِ الأَغنياءِ

مُحكَمٌ ذو تَشابُهٍ وَاِئتِلافٍ
في اِختِلافِ الآياتِ وَالأَجزاءِ

فَعَلَيهِ جَعَلتُ وَقفاً فُؤادي
عِندَما جاءَ جامِعُ الأَشياءِ

وَإِلَيهِ عِندَ الخِصامِ اِحتِكامي
فَلِذا رُحتُ داحِضاً خُصَمائي

حَبَّذا ما بِهش حَبَّتني عَلى الهَجرِ
جَزاءً مِنها لِصِدقِ وَلائي

فَسَناها أَهدى لِعَيني ضِياها
وَهُداها أَسرى إِلَيَّ هُدائي

بِصَفاها مِمَنوعَةً أَن تَراها
عَينُ راءِ إِلّا بِوَصفِ الرائي

وَلِعجزي عَن أَن أَراها بِإِيّاها
بَدَت بِالصِفاتِ وَالأَسماءِ

فَعَلَيها ما دَلَّ قَلبي سِواها
وَإِلَيها لَم تَدَعُني بِسَوائي

وَلِهَذا شاهَدتُ آياتُ صَحبي
وَنَهاياتِ ما رَأَوا في اِبتِدائي


المكزون

الحمدان
08-16-2024, 09:59 PM
أُقِلُّ بِمالي وَرَوحي الفِداءَ
لِبَدرٍ لَهُ الشَمسُ أَضَحتُ ضِياءَ

عَزيزٌ لَهُ الذُلُّ عِزُّ النُفوسِ
وَفيهِ الفَناءُ يُنيلُ البَقاءَ

وَمِنهُ القَبولُ يُديمُ النَعيمَ
وَعَنهُ الخِلافُ يُزيدُ الشَقاءَ

يَجِنُّ الظَلامُ إِذا ما تَوارى
وَيُجلى النَهارُ إِذا ما تَرآى

فَمِن كُلِّ طَرفٍ لِوَهمٍ تَدانى
وَعِن كُلِّ قَلبٍ بَفَهمٍ تَنآى

بِهِ الأَرضُ صارَت سَماءُ العُقولِ
وَفيها النُفوسُ تَؤُمُّ السَماءَ

وَلَيسَ عَلى قُربِهِ بِالمَكانِ
بُعدٌ وَمَن حَلَّ فيهِ ثَواءَ

وَلَو لَم يَكُن حاضِراً لِلعَيانِ
نَراهُ بِهِ لَم نُسَرَّ الدُعاءَ

أُغالِطُ عَنهُ الرِجالِ
وَأَقصِدُ بَدراً وَأَدعو ذُكاءَ

وَلَولا التَقِيَّةُ في مَذهَبي
رَفَضتُ التُقى وَكَشَفتُ الغِطاءَ


المكزون

الحمدان
08-16-2024, 09:59 PM
لي في خَلوَتي بِجَلوَةِ مَحبوبي
مَغيبٌ عَن مَشهَدِ الرُقباءِ

وَاِنقِطاعي بِهِ إِلَيهِ ثَناني
بِفِناءٍ أَطالَ فيهِ بَقائي

وَوَراهُ مِن حَيثُ أَضحى أَماماً
لِوَرائي أَمسى أَمامي وَرائي

وَبِإِيّاهٍ إِذ بَدا لي كَإِيّايَ
إِلَيهِ عَرفَتُ مِنهُ دُعائي

وَاِستَوَت نِسبَةُ الجِهاتِ إِلَيهِ
مَع تَعاليهِ عَن حُدودِ الفَضاءِ

قَد أَراني السَماءَ قِبلَةَ أَرضي
وَثَنى الأَرضَ قِبلَةً لِلسَماءِ

فَلِهَذا لَدَيهِ أَضحَت صَلاتي
بِرُكوعي وَسَجدَتي وَاِستِوائي


المكزون

الحمدان
08-16-2024, 10:00 PM
بِالسَمعِ مِن بَصَرِ الفُؤادِ
عَرَفتُ أَرضي مِن سَمائي

وَبِيُمنِ عِرفانِ اليَمينِ
سَرَت إِلى اليُسرى خُطائي

وَوَرا أَمامي غادَرَ الأَشياخَ
مِن قَومي وَرائي


المكزون

الحمدان
08-16-2024, 10:00 PM
لَم تَبدُ لي مَن بِها وَجدي وَبِلِوائي
بِغَيرِ نَعتي وَأَوصافي وَأَسمائي

صَفاؤُها في تَجَلّيها يُقابِلُ را
ئيها فَتَظهَرُ فيها صورَةُ الرائي


المكزون

الحمدان
08-16-2024, 10:00 PM
ثار شَوقي إلى الحِمى
وَهوى الخُرَّد الدُمى

وتذكُري ما خَلا
مِن نَعيمٍ تَصرّما

طيبَ عيش فَقدتُ مَعـ
ـناهُ إلّا تَوهُّما

فَهَفت مُهجتي جوىً
وَبَكت مُقلَتي دَما

آهِ من حُمرة الخُدو
دِ ومن حُوّةِ اللَمى

وَقِوامٍ تخالُه
سَمهريّاً مُقَوَّما

ناعمٍ لم أزل به
في حياتي مُنَعَّما

وعذارٍ كأنَّما
مدَّ في الخَدِّ أرقَما

أيُّها المُبتَلى به
عِش كئيباً مُتَيَّما

والذي جاءَ لاحياً
فيه قد صار مُغرَما

قُل له دَع سَليمَهُ
وَانج عنه مُسَلَّما


القرطبي

الحمدان
08-16-2024, 10:00 PM
مِلتِ عنّي لِما حكاه العذولُ
أيُّ غُصن مع الصَبا لا يَميلُ

كلَّ حين تُصغي لما قال هلّا
بعضَ حين تُصغي إلى ما أَقول

هو حظّي أموتُ وجداً وشوقاً
وَحبيبي بِمُبغضي مَشغول

أَنا عبدٌ وكلُّ ما شِئتَ تُعطى
فَالتَجَنّي وَالعَتبُ لم ذا يَطول

رُضتَ فيه نَفساً عزيزاً عليها
ذُلُّها والمُحِبُّ عانٍ ذَليل

وَيقول النَصيحُ أرسل إليه
بِخُضوع لعلّ حالاً تحول

أنا أَرسلت لِلحَبيب ولكن
ليت شعري بما يَعود الرَسول


القرطبي

الحمدان
08-16-2024, 10:01 PM
وفي الوجنات مافي الرَوض لكن
لرائق زَهرها معنىً عَجيبُ

وأعجبُ ما التَعجُّبُ منه أنّي
أَرى البُستانَ يحمله قَضيب


القرطبي

الحمدان
08-16-2024, 10:01 PM
لاموا على صَبوتي والشَيبُ مُبتسمٌ
كالزَهر يُبدي ابتهاجاً في خمائِلهِ

فَقلتُ والوجدُ يطويني ويَنشُرني
أواخُر اليوم أحلى من أوائله

لم أترك الأُنس حيناً من أحاينه
فكيف أغفُل عنه في أصائله


القرطبي

الحمدان
08-16-2024, 10:01 PM
وقائلةٍ أراك على التَصابي
وغُصن العُمر دبَّ به الذُبولُ

وهذا الشَيبُ أنجمُه أنارت
وطالَعها لصاحبها أُفول

فقلتُ لها ودمعُ العَين منّي
على تلك النُجوم له مَسيل

أصيلُ العمر أتركه ضياعاً
إذ الأُوقات أَطيَبُها الأَصيل


القرطبي

الحمدان
08-16-2024, 10:01 PM
يا ظَبيَ سِنجار أما ترثى لمن
قد صار من أجلك في كفِّ الأَجَل

قد كان مَشغولاً بدرس عِلمه
فَاليومَ لا علمٌ بقى ولا عَمَل


القرطبي

الحمدان
08-16-2024, 10:02 PM
مَن عانَدَ الحَقَّ لَم يَعضُدهُ بُرهانُ
وَلِلهُدى حُجَّةٌ تَعلو وَسُلطانُ

ما يُظهِرُ اللَه مِن آياتِهِ فَعَلى
أَتَمِّ حالٍ وَصُنعُ اللَهِ إِتقانُ

مَن لَم يَرَ الشَمسَ لَم يَحصُل لِناظِرِهِ
بَينَ النَهارِ وَبَينَ اللَيلِ فُرقانُ

الحَمدُ لِلَّهِ حَمدَ العارِفينَ بِهِ
قَد نَوَّرَ القَلبَ إِسلامٌ وَإيمانُ

عَقلٌ وَثابِتُ حُسنٍ يَقضِيانِ مَعاً
لِلأَمرِ أَنَّ سِراجَ الأَمرِ عُثمانُ

السَيِّدُ المُتَعالي كُنهُ سُؤددهِ
عَمّا تَأَوَّلُ أَلبابٌ وَأَذهانُ

مَن راءَ حَضرَتَهُ العُليا رَأى عَجَباً
المُلكُ في الأَرضِ وَالإيوانُ كيوانُ

مَرأىً عَلَيهِ اِجتِماعٌ لِلنُّفوسِ كَما
تَشَبَّثَت بِلَذيذِ العَيشِ أَجفانُ

لِلعَينِ وَالقَلبِ في إِقبالِهِ أَمَلٌ
كَأَنَّهُ لِلشَّبابِ الغَضِّ رَيعانُ

كُنّا إِلى المَلَأِ الأَعلى بِنِسبَتِهِ
لَو ناسَبَ المَلَأ العُلوِيَّ إِنسانُ

كَأَنَّما يَتَعاطى فضلَ مَنطِقِهِ
عِندَ التَكَلُّمِ لُقمانٌ وَسَحبانُ

يُغضي عَنِ الذَنبِ عَفواً وَهوَ مُقتَدِرٌ
وَيَترُكُ البَطشَ حِلماً وَهوَ غَضبانُ

بِفِطنَةٍ مِن وَراءِ الغَيبِ صادِقَةٍ
مِنها عَلى فَضلِها في الحُكمِ عُنوانُ

مَزِيَّةٌ ما أراها قَبلَهُ حَصَلَت
لِواحِدٍ مِن مُلوكِ الأَرضِ مُذ كانوا

أَستَغفِرُ اللَهَ إِلا قصةً سَلَفَت
قَد كانَ فُهِّمها يَوماً سُلَيمانُ

سارٍ مِنَ النَقعِ في ظَلماءَ فاحِمَةٍ
وَالشُهبُ في أُفُقِ المرانِ خَرصانُ

وَمُغتَدٍ وَمِنَ الخَطِيِّ في يَدِهِ
عَصا تَلَقَّفَ مِنها الجَيشَ ثُعبانُ

غَرناطَةٌ شُغِفَت حُبّاً وَمِنكَ لَها
بِالحَلِّ وَصلٌ وَبِالتِرحالِ هِجرانُ

مَولايَ ماذا عَلَيها مُذ حَلَلَت بِها
أَن لا يُعاوِنُها ناسٌ وَبُلدانُ

إِذا تَذَكَّرتَ أَوطاناً سَكَنتَ بِها
فَلا يَكُن مِنكَ لِلأَضلاعِ نِسيانُ

مِمَّن لَهُ حَدُّ سَيفٍ أَو شَبا قَلَمٍ
شَرارُهُ في الوَغى وَالفَهمِ نيرانُ

يَسلُّ مِقوَلَهُ إِن شامَ مُنصُلَهُ
وَلِلخِطابِ كَما لِلحَربِ أَوطانُ

قَد يَسكُتُ السَيفُ وَالأَقلامُ ناطِقَةٌ
وَالسَيفُ في لُغَةِ الأَقلامِ لَحّانُ

عَدلاً مَلَأتَ بِهِ الدُنيا فَأَنتَ بِها
بَينَ العِبادِ وَبَينَ اللَهِ مِيزانُ

أَبياتُ مَعلُوَةٍ في كُلِّها لَكُمُ
أُسٌّ كَريمٌ عَلى التَقوى وَبُنيانُ

فَلَو لَحِقتُم زَمانَ الوَحيِ نُزِّلَ في
تِلكَ الصِفاتِ مَكانَ الشِعرِ قُرآنُ

مَن لَم يُصِخ نَحوَها وَالسَيفُ مُلتَحِفٌ
فَسَوفَ يَقرَؤُها وَالسَيفُ عُريانُ

مَوتُ العِدا بِالظُبا دَينٌ وَإِن مَطَلَت
بِهِ سُيوفُكَ فَالأَيّامُ ضُمّانُ

فَكُن مِن الظَفَرِ الأَعلى عَلى ثِقَةٍ
مِنكَ الظُبا وَمِنَ الأَعناقِ إِذعانُ

لا زالَ كُلُّ عَدُوٍّ في مَقاتِلِهِ
دَمٌ إِلى سَيفِكَ الريّانِ ظَمآنُ


البلنسي

الحمدان
08-16-2024, 10:02 PM
يا راكِباً وَاللِوى شَمالٌ
عَن قَصدِهِ وَالغَضا يَمينُ

نَجداً عَلى أَنَّهُ طَريقٌ
تَقطَعُهُ لِلصِّبا عُيونُ

وَحَيِّ عَنّي إِن جُزتَ حَيّاً
أَمضى مَواضيهُمُ الجُفونُ

وَقِل عَلى أَيكَةٍ بِوادٍ
لِلوُرقِ في قُضبِها حَنينُ

يا أَيكُ لا يَدَّعي حَمامٌ
ما يَجِدُ الشَيِّقُ الحَزينُ

لَو أَنَّ بِالوُرقِ ما بِقَلبي
لَاِحتَرَقَت تَحتَها الغُصونُ


البلنسي

الحمدان
08-16-2024, 10:02 PM
مَحَلُّ اِبنِ رِزقٍ جَرَّ فيهِ ذُيولَهُ
مِنَ المُزنِ ساقٍ يُحسِنُ الجَرَّ وَالسُقيا

ذَكَرتُ عَشِيّاً فيهِ لا ذُمَّ عَهدُهُ
وَإِن نَحنُ لَم نُمتَع بِبَهجَتِهِ لُقيا

وَلَم يَعتَلِق بي مِنكَ عِندَ اِفتِراقِنا
سِوى عَبَقٍ مِن مِسك قَينَتِكَ اللَميا

وَكُنتُ أراني في الكَرى وَكَأَنَّني
أُناوَلُ كَالدينارِ مِن ذَهَبِ الدُنيا

فَلَمّا اِنطَوى ذاكَ الأَصيلُ وَحُسنُهُ
عَلى ساعَةٍ مِن أُنسِنا صَحَّتِ الرُؤيا


البلنسي

الحمدان
08-16-2024, 10:03 PM
أَقوى مَحلٌ مِن شَبابِكَ آهِلٌ
فَأَقَمتُ أَندُبُ مِنهُ رَسماً عافِياً

مَثَلَ العِذارُ هُناكَ نُؤياً داثِراً
وَاِسوَدَّتِ الخيلانُ فيهِ أَثافِيا


البلنسي

الحمدان
08-16-2024, 10:03 PM
وَفَدَ الرَّشيدُ فَعَزَّ دينُ مُحَمَّدِ
وَتَقابَلَت مِنهُ نُجومُ الأَسعدِ

بِقُدومِهِ فَقَدَ النَّصارَى فُنشَهُم
وَأُذيلَ جاهُ بَني الغُرابِ الأَسوَدِ

فَتَرَى زَعيمَ القَومِ يَنظُرُ ذِلَّةً
نَظَرَ السَّقيمِ إِلى وُجوهِ العُوَّدِ


ابو حريز

الحمدان
08-16-2024, 10:03 PM
تَبَّت يَدا مَرجِ الكُحولِ فَإِنَّهُ
أَفنَى الأَنامَ بِشِعرِهِ المَشؤُومِ

قَد أَهلَكَ الإِسلامَ شُؤمُ مَديحِهِ
هَلا أَشارَ بِمَدحَةٍ لِلرُّومِ


ابو حريز

الحمدان
08-16-2024, 10:03 PM
عَجِبتُ لِلعاذِلِ المُغرِي بِفُرقَتِهِم
كَم ذا يُعَوِّضُ لي الأَفراحَ بِالتَّرَحِ

شُغِلتَ مِن عاذِلٍ عَنّا بِشاغِلَةٍ
وَسارَ نَحوَكَ مَرجُ الكُحلِ بِالمِدَحِ


ابو حريز

الحمدان
08-16-2024, 10:04 PM
أَمَرجَ الكُحلِ لا تَقرَب إِلَينا
حَوالَينا مَديحُكَ لا عَلَينا

عَلامَ تَقولُ فِينا المَدح ظُلماً
وَما جُرنا عَلَيكَ وَلا اِعتَدَينا

وَلا تَروِي مِنَ الأَشعارِ إِلا
وَكانَ المَوتُ لِلفِتيانِ زَينا


ابو حريز

الحمدان
08-16-2024, 10:04 PM
فَدا عُيونِ عَلى الزَوراءِ راقِدَةٍ
طَرفٌ عَلى بابِلٍ لا يَعرِفُ الوَسَنا

يَكادُ يُقضى وَما حانَت مَنِيَّتُهُ
شَوقاً إِذا ذَكَرَ الأَحبابَ وَالوَطَنا


سبط

الحمدان
08-16-2024, 10:04 PM
قُم فَاِغتَنِم غَفلَةَ الزَمانِ
ما دُمتَ مِنهُ عَلى أَمانِ

ما دامَ عودُ الشَبابِ غَضّا
تَرغَبُ في وَصلِكَ الغَواني

تَفتَضُّ عَذراءَ بِنتَ كَرَمٍ
أَنحَلَها المَكثُ في الدِنانِ

تَضحَكُ في كَأسِها سُروراً
إِذا بَكَت أَعيُنُ القَناني

ما رَقَصَت في الكُؤوسِ إِلّا
نَقَّطَها المَزجُ بِالجُمانِ

حَتّى تَراها مِنّا عِقالاً
لِليَدِ وَالرِجلِ وَاللِسانِ


سبط

الحمدان
08-16-2024, 10:04 PM
أُولِعَت بِالغَدرِ في أَيمانِها
وَوَفَت بِالوَعدِ في هِجرانِها

أَنجَزَت ما وَعَدَت مِن نَأيِها
لَيتَها دامَت عَلى لَيانِها

غادَةٌ في ثَغرِها مَشمولَةٌ
حُرِّمَ الرِيُّ عَلى ظَمآنِها

حَلّأَت عاشِقَها عَن وِردِها
وَحَمَتها بِظُبا أَجفانِها

لا تُحَدِّث قَلبَكَ العاني بِها
بِسُلُوٍّ فَهُوَ مِن أَعوانِها

حَمَلَت ريحُ الصِبى مِن أَرضِها
نَفحَةً تُسنِدُها عَن بانِها

فَتَعَرَّفنا بِرَيّا عَرفِها
أَنَّها مَرَّت عَلى أَردانِها

أَنتِ أَشجاني وَأَوطاري فَيا
شَجوَ نَفسٍ أَنتِ مِن أَشجانِها

يَئِسَ العائِدِ مِن إِبرائِها
وَسلا العاذِلِ عَنِ سُلوانِها

أَخلَقَت جِدَّةُ أَثوابِ الصِبى
فيكِ وَالصَبوَةُ في رَيعانِها

وَبِأَحناءِ ضُلوعي زَفرَةٌ
ضاقَ باعُ الصَبرِ عَن كِتمانِها

آهِ لي مِن كَبِدٍ مَقروحَةٍ
طُوِيَت فيكَ عَلى أَحزانِها

وَلِأَيّامِ شَبابٍ بِعتُها
مُرخِصاً بِالنَزرِ مِن أَثمانِها

وَبِجَرعاءِ الحِمى جارِيَةٌ
تَملِكُ الحُسنَ عَلى أَقرانِها

سُمتُها يَومَ التَنائي ضَمَّةً
فَأَحالَتني عَلى قُضبانِها

خَلِّها يا حادي العيسِ على
رِسلِها تَمرَحُ في أَرسانِها

تَحمِلُ الأَقمارَ في أَفلاكِها
وَغُصونَ البانِ في كُثبانِها

ظَعُناً أَستَودِعُ اللَهَ عَلى ال
نَأيِ قَلباً سارَ في أَظعانِها

وَعَلى وادي أُشيِّ سَرحَةٌ
تُجتَنى اللَوعَةُ مِن أَغصانِها

فَاحِبِسِ الرَكبَ عَليها سائِلاً
كُنُسَ الغِزلانِ عَن غِزلانِها

فَلَكَم أَجرَيتُ أَفراسَ الصِبى
وَخُيولَ اللَهوِ في مَيدانِها

وَتَقَنَّصتُ الدُمى في جَوِّها
وَجَنَيتُ العَيشَ مِن أَفنانِها

لا تَعِب فَرطَ حَنيني رُبَّما
حَنَّتِ النَيبُ إِلى أَعطانِها

أَنا مُحتاجٌ إِلى عَطفِكُمُ
حاجَةَ الدُنيا إِلى سُلطانِها

هُوَ ظِلُّ اللَهِ في الأَرضِ عَلى
أَهلِها وَالروحُ في جُثمانِها

بَثَّ في أَقطارِها مَعدِلَةً
تُؤمِنُ الظَبيَةَ مِن سِرحانِها

حُجَّةُ اللَهِ في الخَلقِ فَما
يُنكِرُ الجاهِلُ مِن بُرهانِها

جَمَعَت أَيّامُهُ ما أَثَّرَت
خُلَفاءُ اللَهِ في أَزمانِها

نَظَرَ الدُنيا بِعَيني مُشفِقٍ
أَن يَراهُ اللَهُ مِن أَخدانِها

فَأَهانَ الجودُ في راحَتِهِ
ما أَعَزَّ الناسُ مِن عِقيانِها

جَمَعَ السودَدَ في تَبديدِها
وَأَطاعَ اللَهَ في عِصيانِها

دَعوَةً أَعلَنَها اللَهُ فَما
يَنقَمُ الحُسّادُ مِن إِعلانِها

رَدَّها اللَهُ إِلى تَدبيرِهِ
فَاِستَقَرَّت مِنهُ في أَوطانِها

نالَ ما يَبغيهِ مِنها وادِعاً
وَسُيوفُ الهِند في أَجفانِها

أَسَدٌ أَخلى الشَرى مِن أُسدِها
وَحَمى الرَدهَةَ مِنُ ذُؤبانِها

فَمُلوكُ الأَرضِ تَنقادُ لَهُ
طاعَةً تَخضَعُ في تيجانِها

وَإِذا مَرَّت عَلى أَبوابِهِ
صيدُها خَرَّت عَلى أَذقانِها

يا إِمامَ العَصرِ هُنِّئتَ بِها
دَولَةً غَرّاءَ في إِبّانِها

شِدتَ مِنها مُعلِياً ما شادَهُ
جَدُّكَ المَنصورُ مِن بُنيانِها

لَكَ في المَحلِ يَدٌ هَطّالَةٌ
يَخجَلُ الأَنواءُ مِن تَهتانِها

سالَ وادي جودِها حَتّى لَقَد
غَرِقَ الإِعسارُ في طوفانِها

طُلتَ أَفلاكَ الدَرارِيِّ عُلاً
فَاِسمُ بِالفَخرِ عَلى كَيوانِها

فَرَسولُ اللَهِ مِن جُرثومَةٍ
عودُكَ الناضِرُ مِن عيدانِها

يابَني العَبّاسِ أَنتُم نَبعُها
وَقُرَيشٌ بَعدُ مِن شِريانِها

أَنتُمُ الذُروَةُ مِن غارِبِها
أَنتُمُ المُقلَةُ مِن إِنسانِها

أَنتُمُ الساداتُ مِن أَجوادِها
وَالكُماةُ الحُمسُ مِن فُرسانِها

أَنتُمُ لِلناسِ أَعلامُ هُدىً
يَلتَجي الساري إِلى نيرانِها

أَنتُمُ في الحَشرِ ذُخرٌ يَومَ لا
يَنفَعُ النَفسَ سِوى إيمانِها

يَومَ لا تَحبَطُ أَعمالُ فَتىً
حُبُّكُم في كَفَّتي ميزانِها

وَذُنوبٌ أَوبَقَتني كَثرَةً
بِكُمُ أَطمَعُ في غُفرانِها

كَعبَةُ اللَهِ الَّتي حَرَّمَها
أَنتُمُ الخيرَةُ مِن جيرانِها

يَنفَدُ الدَهرُ وَكَم مِن أَثَرٍ
لَكُمُ باقٍ عَلى أَركانِها

لَكُم الفَضلُ عَلى ساداتِها
شَيبِها وَالغُرِّ مِن شُبّانِها

أُنفِذَ المَبعوثُ مِنكُم هادِياً
عُربَها الضُلّالَ مِن طُغيانِها

ذادَها عَن مَوقِفِ الشِركِ وَقَد
عَكَفَت جَهلاً عَلى أَوثانِها

رَحَضَ اللَهُ بِكُم أَدناسَها
حَيثُ كانَ الكُفرُ مِن أَديانِها

أَنتُمُ زَحزَحتُمُ الأَذواءَ عَن
مُلكِها وَالفُرسَ عَن إيوانِها

يالَها مِن أَسَلٍ سالَت بِها
أَنفُسُ البَغي عَلى خِرصانِها

وَسَقَت مِن عَبدِ شَمسٍ سُمرُها
ما آثارَ الوِترُ مِن أَضغانِها

عُصبَةٌ مِن هاشِمٍ تَأييدُها
يوقِعُ الأَعداءَ في خِذلانِها

رَفَعَ اللَهُ لَها أَلوِيَةً
كُنِبَ النَصرُ عَلى عِقبانِها

تُؤمِنُ الأَبطالَ في الرَوعِ بِها
وَالسُرَيجيّاتُ في أَيمانِها

فَإِذا ما رَكِبَت في مَأزِقٍ
أُسدُها الغُلبُ عَلى عِقبانِها

تُسلَبُ الأَغمادُ عَن رَوضاتِها
وَعِيابُ السَردِ عَن غُدرانِها

وَغَدَت توطِىءُ أَعناقَ العِدى
فَضلَ ما تَسحَبُ مِن مُرّانِها

فَالكُماةُ الصِيِّدُ في يَومِ الوَغى
كومُها وَالوَحشُ مِن ضيفانِها

بِالإِمامِ المُستَضيءِ اِكتَسَبَت
شَرَفاً يُربي عَلى عَدنانِها

قَرمِها ماجِدِها سَيدِها
طَودِها مِطعامِها مِطعانِها

خَيرِ مَن داسَ الثَرى مِن رَجلِها
وَاِمتَطى الغارِبَ مِن رُكبانِها

يا أَميرَ المُؤمِنينَ اِجتَلِها
حُرَّةً بالَغتُ في إِحصانِها

غُرَراً تَبقى بَقاءَ الدَهرِ ما
سارَ في مَدحِكَ مِن ديوانِها

عُرُباً أَنسابُها تَعرِفُها
مِن قَوافيها وَمِن أَوزانِها

بَدَوِيّاتٍ إِذا حاضَرتَها
فاحَ عَرفُ الشيحِ مِن أَردانِها

رَعَتِ الآدابَ حيناً تَجتَني
مِن خُزاماها وَمِن سَعدانِها

طَلَبَ الناسُ لَها عَيباً فَما
عابَها شَيءٌ سِوى حِدثانِها

أَخرَسَت كُلَّ فَصيحٍ فَغَدا
يُفصِحُ الحاسِدُ بِاِستِحسانِها

نَشَأَت في ظِلِّكَ السابِغِ لا
في رُبى نَجدٍ وَلا غيطانِها

مَدحُها الوَحيُ إِذا ما اِستَملَتِ ال
شُعَراءُ الشِعرَ مِن شَيطانِها

تَخَذَتهُ قالَةُ الشِعرِ فَلَو
أَنصَفَتهُ كانَ مِن قُرآنِها

لَم تَزَل مُحسِنَةً في مَدحِها
فَأَجزِها الحُسنى على إِحسانِها

وَاِقتَنِع مِنها بِما في وُسعِها
لا تُكَلِّفها سِوى إِمكانِها

وَاِبقَ مَرهوبَ السَطا ما اِنتَسَبَت
أُسدُ خَفّانٍ إِلى خَفّانِها

وَسَطَت جائِزَةً في حُكمِها
سورَةُ الخَمرِ عَلى نَدمانِها


سبط

الحمدان
08-16-2024, 10:05 PM
تَفَكَّر في زَمانٍ نَحنُ فيهِ
تَجِدهُ لِما تَقَدَّمَهُ مُبايِن

أَلَيسَ مَثالِبُ الماضينَ فيها
صَلاحٌ أَن تَكونَ لَنا مَحاسِن


سبط

الحمدان
08-16-2024, 10:05 PM
قَد دَخلَنا حَمّامَكُم فَرَأَينا
عَجَباً مِن تَجَمُّعِ الضِدَّينِ

بارِدُ الماءِ وَالوَقودِ جَميعاً
فَهوَ لِلمُستَحِمِّ سُخنَةُ عَينِ

وَبِهِ قَيِّمٌ بَغيضٌ غَليظٌ
عابِسُ الوَجهِ قالِصُ المِنخَرَينِ

قَيِّمٌ غَيرُ قَيِّمٍ خَشُنَت مُد
يَتُهُ وَهوَ ناعِمُ الكَفَّينِ

بِيَدٍ كَالحَريرِ لا يَرفَعُ الأَو
ساخَ تَدليكُها عَنِ المَنكِبَينِ

وَيَدٍ كَرُّها يُغادِرُ في النا
سِ كُلوماً شَلَّت إِذا مِن يَدَينِ

فَخُذوا لي مِنهُ القَصاصَ فَقَد أَو
بَقَني بِالجِراحِ في الأَخدَعَينِ


سبط

الحمدان
08-16-2024, 10:05 PM
أَرِقتُ لِلَمعِ بَرقٍ حاجِرِيٍّ
تَأَلَّقَ كَاليَماني المُشرَفِيِّ

أَضاءَ لَنا الأَجارِعَ مُسبَطِرّاً
وَعادَ سَناهُ كَالبيضِ الخفي

كَأَنَّ وَميضَهُ لَمعُ الثَنايا
إِذا اِبتَسَمَت وَإِشراقُ الحَلِيِّ

فَأَذكَرَني وُجوهَ الغيدِ بيضاً
سَوالِفُها وَلَم أَكُ بِالنَسِيِّ

وَعَصرَ خَلاعَةٍ أَحمَدتُ فيهِ ال
شَبابَ وَصِحَّةَ العَهدِ الرَخِيِّ

وَلَيلى بَعدُ ما مَطَلَت دُيوني
وَلا حالَت عَنِ العَهدِ الوَفِيِّ

مُنَعَّمَةٌ شقيتُ بِها وَلَولا ال
هَوى ما كُنتُ ذا بالٍ شَقِيِّ

تَزيدُ القَلبَ بَلبالاً وَوَجداً
إِذا نَظَرَت بِطَرفٍ بابِليِّ

أَتيهُ صَبابَةً وَتَتيهُ حُسناً
فَوَيلٌ لِلشَجِيِّ مِنَ الخَلِيِّ

إِذا اِستَشفَيتُها وَجدي رَمَتني
بِداءٍ مِن لَواحِظِها دَوِيِّ

وَلَولا حُبُّها لَم يُصبِ قَلبي
سَنا بَرقٍ تَأَلَّقَ في حَبِيِّ

أَجابَ وَقَد دَعاني الشوقُ دَمعي
وَقِدَماً كُنتُ ذا دَمعٍ عَيِيِّ

وَقَفتُ عَلى الدِيارِ فَما أَصاخَت
مَعالِمُها لِمُحتَرِقٍ بَكِيِّ

أُرَوي تُربَها الصادي كَأَنّي
نَزَحتُ الدَمعَ فيها مِن رَكِيِّ

وَلَو أَكرَمتِ دَمعَكِ يا شُؤوني
بَكَيتِ عَلى الإِمامِ الفاطِمِيِّ

عَلى المَقتولِ ظَمآنا فَجودي
عَلى الظمآنِ بِالجَفنِ الرَويِّ

عَلى نَجمِ الهُدى الساري وَنَجمِ ال
عُلومِ وَذُروَةِ الشَرَفِ العَلِيِّ

عَلى الحامي بِأَطرافِ العَوالي
حِمى الإِسلامِ وَالبَطَلِ الكَمِيِّ

عَلى الباعِ الرَحيبِ إِذا أَلَمَّت
بِهِ الأَزماتُ وَالكَفِّ السَخِيِّ

عَلى أَندى الأَنامِ يَداً وَوَجهاً
وَأَرجَحِهِمِ وَقاراً في النَدِيِّ

وَخَيرِ العامَلينَ أَبا وَأَمّا
وَأَطهَرِهِم ثَرى عِرقٍ زَكيِّ

لَئِن دَفَعوهُ ظُلماً عَن حُقوقِ ال
خِلافَةِ بِالوَشيجِ السَمهَرِيِّ
فَما دَفَعوهُ عَن حَسَبٍ كَريمٍ

وَلا ذادوهُ عَن خُلقٍ رَضِيِّ
لَقَدَ قَصَموا عُرى الإِسلامِ عَوداً

وَبَدأً في الحُسَينِ وَفي عِلِّيِ
وَيَومُ الطَفِّ قامَ لِيَومِ بَدرٍ

بِأَخذِ الثَأرِ مِن آلِ النَبيِّ
فَثَنَّوا بِالإِمامِ أَما كَفاهُم

ضَلالاً ما جَنَوهُ عَلى الوَصِيِّ
رَمَوهُ عَن قُلوبٍ قاسِياتٍ

بِأَطرافِ الأَسِنّةِ وَالقِسِيِّ
وَأَسرى مُقدِماً عَمرو بنُ سَعدٍ

سبط

الحمدان
08-16-2024, 10:05 PM
حَلَفتُ بِمَسراها بِحَربَةَ بُزَّلا
سِراعاً تَعُدُّ الحَزنَ مِن مَرَحٍ سَهلا

نَواحِلَ أَمثالَ القِسِيِّ نَواجِياً
كَما فَوَّقَ الرامي إِلى غَرَضٍ نَصلا

حَوامِلَ شُعثاً في الرِحالِ سِواهُمُ
لِغَيرِ قِلاً ما فارَقوا الدارَ وَالأَهلا

أُذِلَّت لَهُم في طاعَةِ اللَهِ أَنفُسٌ
كَرائِمُ لا يَعرِفنَ بُؤساً وَلا ذُلا

يَؤُمّونَ في أَعلامِ مَكَّةَ مَوقِفاً
يَحُطّونَ مِن وَقرِ الذُنوبِ بِها ثِقَلا

يَسوقُهُمُ مِن نَحوِ طَيبَةَ تُربَةٌ
تُساقُ لَها الأَملاكُ في المَلَإِ الأَعلى

يَميناً لَقَد أَحيا بِجودِ يَمينِهِ
لَنا عَضُدُ الدينِ السَماحَةَ وَالبَذلا

وَما زالَتِ الأَيّامُ تَظلِمُ أَهلَها
فَعَلَّمَها مِن حُسنِ سيرَتِهِ العَدلا

فَأَمَّ نَداهُ الرَكبُ مِن كُلِّ وُجهَةٍ
فَيوضِحُ مِن أَنوارِهِ لَهُمُ السُبلا

وَفى لَهُمُ بِالخِصبِ قَبلَ لِقائِهِ
فَما وَطِئوا في وَطأَةٍ بَلَداً مَحلا

إِذا صافَحَت أَرضاً سَنابِكُ خَيلِهِ
تَمَنّى الأَعادي أَن يَكونَ لَهُم كُحلا

كَفاكَ العِدى نَصرٌ مِنَ اللَهِ عاجِلٌ
خَفِيٌّ وَما أَعمَلتَ رَأياً وَلا نَصلا

وَقَد كانَ حُلواً أَن يُذيقَهُمُ الرَدى
وَلَكِن مُفاجاةُ القَضاءِ لَهُم أَحلى

لِيَهنِ نِظامَ الدينِ سابِغُ نِعمَةٍ
رَآهُ أَميرُ المُؤمِنينَ لَها أَهلا

هَدايا أَتَت مِن خَيرِ خَلقٍ وَوَصلَةٌ
أُتيحَت وَلَم تَخطُب لَها بادِئاً وَصلاً

وَما كانَتِ الشَمسُ المُنيرَةُ تَرتَضي
سِوى البَدرِ في أُفقِ السَماءِ لَها بَعلا

تَخَيَّرَهُ لَدنَ المَعاطِفِ واضِحَ ال
أَسِرَّةِ مَعسولَ الشَمائِلِ مُستَحلى

حَباها بِهِ مِن أَكرَمِ الناسِ نَبعَةً
وَأَعلاهُمُ فَرعٌ وَأَزكاهُمُ أَصلا

بَهاليلُ مِن قَومٍ يُعَدُّ وَلَيدُهُم
إِذا اِستُصرِخوا يَوماً لِحادِثِةٍ كَهلا

لَهُم مُعجِزاتٌ في النَدى فَكَأَنَّهُم
إِذا دَرَسَت أَعلامُهُ بُعِثوا رُسلا

إِذا رَكِبوا في جَحفَلٍ بَدَّدوا العِدى
وَإِن جَلَسوا في مَحفِلٍ جَمَعوا الفَضلا

فَلا وَجَدَت أَيدي الحَوادِثِ وَالعِدى
لِما عَقَدَت نَعماؤُهُ بَينَهُم حَلّا

وَلا وَطِئَت غَيرُ الخُطوبِ لَكُم حِمىً
وَلا بَدَّدَت غَيرُ اللَيالي لَكُم شَملا

وَلا زِلتَ تُعطَ فيهِ قاصِيَةَ المُنى
إِلى أَن يُريكَ اللَهُ مِن نَجلِهِ نَجلا

وَحَتّى تَرى فِهِ النَجابَةَ يافِعاً
عَلى أَنَّهُ في المَهدِ قَد نالَهُ طِفلا

كَأَنَّ بِهِ عَمّا قَليلٍ وَقَد سَما
يَمُدُّ إِلى نَيلِ العُلى ساعِداً عَبلا

وَسارٍ أَمامَ الجَيشِ لَيثَ كَتيبَةٍ
يَرُدُّ عَلى أَعقابِها الخَيلَ وَالرَجلا

يَسودُ كَما سادَ الأَنامُ وَيُعطي
كَما أَعطى وَيُبلي كَما أَبلى


سبط

الحمدان
08-16-2024, 10:06 PM
أَماطَت لِثاماً وَأَبدَت هِلالاً
وَراشَت نِبالاً وَسَلَّت نِصالا

وَمَنَّت مُحالاً وَغَنَّت مِطالا
وَصَدَّت مَلالاً وَمَلَّت دِلالا

وَضَنَّت عَلى مُدنِفٍ لَم تَدَع
فُنونُ الأَسى مِنهُ إِلّا خَيالا

أَبا قَلبُهُ أَن يُطيقَ السُلُوَّ
وَعَثرَتُهُ في الهَوى أَن تُقالا

وَبِالجِزعِ مُنفَرِدٌ بِالجَمالِ
يَميسُ قَضيباً وَيَرنو غَزالا

تُغيرُ لَواحِظُهُ في القُلوبِ
فَتَرجِعُ بِالسَبيِ مِنهُ ثِقالا

كَثيرُ المَلالِ فَما بالُهُ
عَلى زَعمِهِ لا يَمَلُّ المَلالا

وَما شَغَفي بِرِمالِ العَقيقِ
وَلَكِن بِمَن حَلَّ تِلكَ الرِمالا

وَلا أَنَّ سُكّانَ ذاكَ الجَناب
أَسكَنَّ قَلبي داءً عُضالا

جَلَبنَ لِكُلِّ خَلِيٍّ هَوىً
وَأَورَثنَ كُلَّ فُؤادٍ خَبالا

وَقَلَّدنَ بِالدُرِّ تِلكَ اّلثُغورَ
وَحَمَّلنَ كُلَّ قَضيبٍ هِلالا

وَخِفنَ عَلى الحُسن أَن يَستَتيهَ
الحاظَنا فَاِتَّخَذنَ الهِجالا

دَنونَ فَلَمّا مَلَكنَ القُلوبَ
أَصبَحنَ فَوقَ الثُرَيّا مَنالا

عَلى أَنَّني ما خَلَعتُ العِذارَ
في الحُبِّ حَتّى لَبِسنَ الجَمالا


سبط

الحمدان
08-16-2024, 10:06 PM
أَتُنكِرُ قَتلي بِأَلحاظِها
وَهَذا دَمي في جَلابيبِها

فَلِلَّهِ ما اِرتَكَبَت مِن دَمي
وَباءَت عَلى ضَعفِ تَركيبِها

فَرِفقاً بِذي صَبوَةٍ في هَواكِ
ضَعيفِ العَزيمَةِ مَغلوبِها


سبط

الحمدان
08-16-2024, 10:06 PM
فَبِتُّ وَباتَت إِلى جانِبي
يَعُدُّ المَنازِلَ فيها كِلانا

تُريني البُطَينَ وَلَكِنَّني
أُقارِضُها فَأُريها الزُبانا


سبط

الحمدان
08-16-2024, 10:06 PM
أَرى في مَنامي كُلَّ شَيءٍ يَسُرُّني
وَرُؤيايَ بَعدَ النَومِ أَدهى وَأَقبَحُ

فَإِن كانَ خَيراً فَهُوَ أَضغاثُ حالِمٍ
وَإِن كانَ شَرّاً جاءَ مِن قَبلِ أُصبِحُ


سبط

الحمدان
08-16-2024, 11:24 PM
النفوس الطيبة يطيب وصالها
أسعدكم الله بكل أمل لم تبلغوه

و رضي عنكم رضاً لم تعلموه
ورزقكم رزقاً لم تحتسبوه

الحمدان
08-17-2024, 09:08 AM
قُلْ للذين عن الأنظارِ قد ذهبوا
لأنتم الدر والياقوت والذهبُ

لاتَحسبوا البعدَ ينسينا مودَّتَكم
إنْ يبعد الجسمُ فالأرواحُ تقتربُ

لكلِّ نارٍ إذا ماأُضرِمَتْ لَهبٌ
لكنما الشوقُ نارٌ مالها لَهَبُ


......

الحمدان
08-17-2024, 09:10 AM
لوَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِ
‏يَحورُ رمادًا بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ

‏وَما المالُ وَالأَهلونَ إِلّا وَديعَةٌ
‏وَلا بُدَّ يَومًا أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ


لبيد بن ربيعة

الحمدان
08-17-2024, 09:14 AM
قالت وَريدُك في قلبي فقلت لها
رُويدَكِ القلبُ لا يقوى على الغزلِ

قالت أحبُّكَ مثلَ الماءِ في كبدي
تجري على يبسٍ بالضمِّ والقُبَلِ

فقلت متُّ فهل تُحيينَ من هلكوا
هذا الكلامُ جرى كالسهم والأسلِ

حتى خلعت لها قلبي لتسكنهُ
إني خشيت على صدري من العسلِ

......

الحمدان
08-17-2024, 09:16 AM
يُؤتِيكَ مِن لُطفِهِ مَا لَستَ تَعرِفُهُ
لِيَمسَحَ الدَّمعَ مِن عَينَيكَ إنْ نَزَلَا

اللّهُ أكرَمُ مَن يُعطِي عَلَى قَدَرٍ
إيَّاكَ يَا صَاحِبي أنْ تَقتُلَ الأمَلَا


......

الحمدان
08-17-2024, 09:19 AM
‏يَبْدُو كمَن يحتسي في صمتِهِ قلقَهْ
‏هل يشتكي جُرحهُ أم يشتكي أرقَهْ

‏يَبْدُو سقيمًا ولا يبدو به أثرٌ
‏لسُقمِهِ غير أنّ الحُبّ قد سحقَهْ

‏صَلبًا كمَن ليس يخشى أيّ فاجعةٍ
‏كأنّ كل الذي يخشاهُ قد لحِقَهْ

‏وبائسًا ووحيدًا مثل مئذنةٍ
‏في دار كُفرٍ تُثيرُ الحُزنَ والشفقه


......

الحمدان
08-17-2024, 09:23 AM
قـــالت لـه :
أدعو عليكَ بأن تصاب بدائي
وتموت شوقًا ميتةَ الأحــــياءِ

وتسير بين العاشقينَ معــذبًا
ظمآن مثلي دون رشفـةِ مـاءِ

فرد عليها قائلاً :
أهلاً بداءٍ أنتيِ مــنه دوائــي
في عشقك ما أجمل بلوائي

يا معشر العشـــاقِ إني ميتٌ
فيها وفيها لا أريد عـــزائي

الحمدان
08-17-2024, 09:25 AM
وغابَ الصدقُ عنّا فانتهيْنا
كأنّ الصدقَ في الدُّنيا حرامُ

تناءينا فماتَ الوصلُ حُزناً
ويا قلبي على اللُقيا السلامُ

فوا أسفي على من كان يومًا
صديقًا، ثمّ ضيّعَهُ الزحامُ

كظِلٍ في النهارِ أراهُ قُربي
ويهجُرُني إذا حلّ الظلامُ


......

الحمدان
08-17-2024, 09:30 AM
خذوا همي وقلبي واهجروني
وإن غبتم خذوا معكم شجوني

دعوني في الصباح أرى ضياءً
حرمت بوصلكم منهُ دعوني

سلوا الأيام ما فعلت وكم ذا
بقربكم الأسى أسقيتموني

تلاقينا وما بقيَ التلاقي
فإن حل التلاقي أسعفوني

تلاقينا على مضضٍ خيالاً
فمن شوقي لكم أوهمتموني

......

الحمدان
08-17-2024, 09:32 AM
ولقد بكيتُ على الشباب ولمّتي
مسودّةٌ ولماء وجهي رونقُ

حذراً عليه قبل يومِ فراقه
حتى لكدتُ بماء جفني أشرقُ


......

الحمدان
08-17-2024, 09:33 AM
وَما أَنا في وَصلي لَها بِمُفَرِّطٍ
وَلَكِنَّني أَخشى الوُشاةَ فَأَصرِمُ

يُعاوِنُها قَلبي عَلى جَهالَةٍ
وَأُوشِكُ يُبلي حُبُّها ثُمَّ يَندَمُ

وَكُنتُ زَمانًا أَجحَدُ الناسَ ذِكرَها
فَكَذَّبَني دَمعٌ مِنَ الوَجدِ يَسجُمُ

فَأَصبَحتُ كَذّاباً لِكِتمانِيَ الهَوى
وَصارَ إِلى الإِعلانِ ما كُنتُ أَكتُمُ

تَوَسَّطتُ بَحرَ الحُبِّ حينَ رَكِبتُهُ
فَغَرَّقَني آذِيُّهُ المُتَلَطِّمُ

فَوَاللَهِ ما أَدري وَإِنّي لَهائِمٌ
أَأَرجِعُ خَلفي فيهِ أَم أَتَقَدَّمُ

إِذا شِئتُما أَن تَسقِياني مُدامَةً
فَلا تَقتُلاها كُلُّ مَيتٍ مُحَرَّمُ


صريع الغواني

الحمدان
08-17-2024, 09:36 AM
أَتاها كِتابي بَعدَ يَأسٍ وَتَرحَةٍ
فَماتَت سُروراً بي فَمُتُّ بِها غَمّا

حَرامٌ عَلى قَلبي السُرورُ فَإِنَّني
أَعُدُّ الَّذي ماتَت بِهِ بَعدَها سُمّا


المتنبي

الحمدان
08-17-2024, 09:37 AM
فاضَ الحنينُ ومَا لبُعدِك مَرجعُ
‏والشوقُ بين مشاعري مُتولعُ

‏وتغيبُ لا تدري بأنّكَ غصّتي
‏وبأنني في البُعد كم أتوَّجعُ


......

الحمدان
08-17-2024, 09:39 AM
خَلعتُ ثوبَ اصطِبارٍ كانَ يَستُرنُي
وبانَ كِذبُ ادِعائي أنَّني جَلِد

بكَيتُ حتَّى بكا من ليسَ يعرِفُني
ونُحتُ حتَّى حكاني طائرٌ غَرِد


الجواهري

الحمدان
08-17-2024, 09:40 AM
‏غدًا نَنسَى، ولا نَأسَى
‏برغمِ الحُزنِ والحَسرَة

‏غدًا نَرضَى بٍما صِرنَا
‏ونمسحُ مَاضِيَ الغُبرَة

‏ونفرحُ أن تَجاوَزنَا
‏سِنينَ الضِّيقِ وَالعُسرَة

‏غدًا يَأتِي نَسيمُ الحُبِّ
‏يُنسِي الفُرقةَ المُرَّة


......

الحمدان
08-17-2024, 09:42 AM
أعرضتُ عنكم يا حبيبُ تَكرُّمًا
وكذا الكريمُ إذا جَفاهُ حبيبُ

‏قد رابَكُم مِنّي عظيمُ تجلُّدي
‏حالُ الكريمِ إذا أحَبَّ مُريبُ

‏يُخفي الهَوَى والعينُ تَفضحُ أمرَهُ
‏أمري وأمْرُكَ يا حَبيبُ عَجيبُ

‏كُتِبَ الفِراقُ عَلَى المَحَبّةِ بينَنا
‏ولِكُلِّ حَيٍّ في الحياةِ نَصِيبُ

كُنتُم لنا بَدرًا أضاءَ بِنورِهِ
‏ظُلُماتِ نَفْسٍ ليلُهنَّ كئيبُ

‏غِبْتُمْ وَطَالَ الليْلُ بَعْدَ غِيَابِكُمْ
‏وَلِكُلِّ بَدْرٍ طَلْعَةٌ ومَغِيبُ

‏يا طِفلتي مالي أراكِ حَزينةً؟
‏أظَنَنْتِ عَيشي في البِعادِ يَطيبُ

أنتِ الأحِبّةُ والصِّحابُ جَميعهُمْ
‏فأنا وحيدٌ دونَكُمْ وغَريبُ

‏لكِ في الضُلوع مُتَيّمٌ وحَنانُهُ
‏تَحْنَانُ شَيخٍ قَدْ غَزَاهُ مَشيبُ

‏لا يَخدَعَنَّكِ في الحديثِ تَبَسُّمي
‏في القلبِ من ألمِ الفراقِ نحيبُ

‏فَلَكِ كَتَبْتُ من الخيالِ رَسَائِلاً
‏والحِبرُ دَمعٌ مُحرِقٌ وصَبيبُ

‏أخشى عليكِ من الوشاةِ وقولِهم
‏قولاً يُدنسُ عِرضَكُمْ ويُعيبُ

‏مازِلتُ رُغمَ البُعدِ أحفظُ ودَّكُمْ
‏إنّي وإنْ طالَ البعادُ قريبُ

‏حتى إذا قرعَ المسامعَ اسمُكُمْ
‏في الصَدْرِ تعلو خَفْقَةٌ ووَجيبُ

‏والعِشْقُ في كنَفِ الفؤادِ مُقَامُهُ
‏فِينا مُقيمٌ ما أقامَ عَسيبُ

‏لا تسألونا عن مَحَبّتنا لكُمْ
‏الدمعُ إن سَكَتَ اللِسانُ يُجيبُ

‏أرمي إليكِ من الغرامِ قصيدتي
‏عَلِّي وإن حِدْتُ الصوابَ أُصيبُ

‏مازلتُ رُغمَ البُعدِ أحفظُ وِدَّكم
‏إنّي وإنْ طالَ البِعادُ قريبُ


......

الحمدان
08-17-2024, 09:47 AM
‏هذي قبورُ أحبَّتي في مُلتقى
العينين كُلَّ عشيَّةٍ وصَباحِ

تجتاحُ أرضَ القلبِ جَنَّةُ ذكْرِهمْ
فأعودُ مُنكسِراً بغيرِ جَناحِ

ياقلبُ أيُّ عزيمةٍ تَلُفُّ أشجاني
وتطوي أدمُعي وجراحي

عبروا كأنَّهمو خيالٌ عابرٌ
لم يعبُروا إلّا إلى الأرواحِ

مرُّوا سريعاً مثلَ أيِّ سحابةٍ
ما أمطروا قلبي بغيرِ رماحِ

هذي قبورُهمو يَضُجُّ بها الأسى
فيَضُجُّ في جَنْبيَّ جُرحٌ صاحي

هذي قبورُهمو تُحدِّثُ عنهمو
ماأوجعَ الأرماسَ في الإيضاحِ


......

الحمدان
08-17-2024, 09:48 AM
يا من لهُ تهفو جميعُ الأفئدةْ
لا تجعل الأبوابَ عنّا مؤصدةْ

واجعلْ لنا من فيضِ عفوكَ رحمةً
تُصلحْ بها كلّ النّفوسِ المجهدةْ


......

الحمدان
08-17-2024, 09:50 AM
فتفائلي يا حلوةً أحببتها
إن التفاؤلَ للجَمال رَفيـقُ

عيناكِ لم تخلقْ ليسكنها الأسى
أبداً وليسَ بها البكاء يليقُ

فتبسمي إن الحياة جميلةٌ
كالورد من شفتيك حين يفيقُ

......

الحمدان
08-17-2024, 09:53 AM
قصيدة أطفال الحجارة

بهروا الدنيا

و ما في يدهم إلا الحجاره

و أضاؤوا كالقناديلِ و جاؤوا كالبشاره

قاوموا و انفجروا و استشهدوا

و بقينا دبباً قطبيةً

صُفّحت أجسادُها ضدَّ الحراره

قاتَلوا عنّا ، إلى أن قُتلوا

و جلسنا في مقاهينا ، كبصَّاق المحارة

واحدٌ ، يبحثُ منّا عن تجارة

واحدٌ ، يطلبُ ملياراً جديداً

و زواجاً رابعاً

و نهوداً صقلتهنَّ الحضارة

واحدٌ ، يبحثُ في لندنَ عن قصرٍ منيفٍ

واحدٌ ، يعملُ سمسارَ سلاح

واحدٌ ، يطلبُ في البارات ثاره

واحدٌ ، بيحثُ عن عرشٍ وجيشٍ و إمارة

آهِ ، يا جيلَ الخيانات

و يا جيلَ العمولات

و يا جيلَ النفاياتِ

و يا جيلَ الدعارة

سوفَ يجتاحُكَ ، مهما أبطأَ التاريخ


نزار قباني

الحمدان
08-17-2024, 09:55 AM
لو قرأنا التاريخ ما ضاعتْ القدسُ
و ضاعت من قبلها الحمراءُ

يا فلسـطينُ ، لا تزالينَ عطشى
و على النفط نامَتْ الصحراءُ

يا فلسـطينُ ، لا تنادي عليهم
قد تساوى الأمواتُ و الأحياءُ

قتلَ النفـطُ ما بهم مـن سـجايا
و لقد يقتلُ الثـريَّ الثراءُ

يا فلسـطينُ ، لا تنادي قريشـاً
فقريشٌ ماتت بها الخيلاءُ

لا تنادي الرجالَ من عبدِ شمسٍ
لا تنادي ، لم يبقَ إلا النساءُ


نزار قباني

الحمدان
08-17-2024, 09:58 AM
أنا منذ خمسين عاما
أراقب حال العرب

و هم يرعدون و لا يمطرون
و هم يدخلون الحروب و لا يخرجون

و هم يعلكون جلود البلاغة علكاً و لا يهضمون
و هم يستلمون البريد الثقافي كل صباح

و لكنهم لا يجيدون فك الحروف و لا يقرأون
أراهم أمامي و هم يجلسون على بحر نفط

فلا يحمدون الذي فجَّر النفط من تحتهم
و لا يشكرون

وهم يخزنون البلايين في بطنهم
ولكنهم،دائماً يشحذون


نزار قباني

الحمدان
08-17-2024, 10:00 AM
لا تَلتفت لترى الرماةَ فربما
فُجِعَ الفؤادُ لرؤيةِ الرامينا

فلربما أبصرتَ خِلًّا خادِعًا
قد بات يرمي في الخفاء سنينا

ولربما أبصرتَ قومًا صُنْتَهم
باتوا مع الرامين والمؤذينا

كم في الحياةِ مِن الفجائعِ فانطلق
لا تلتفت وذرِ البلاءَ دَفِينا


......

الحمدان
08-17-2024, 10:01 AM
يا من تُجيد عيونُها لغة الهوى
هلّ غاب عن تلك العيونِ مُرادي

إن المحاسن ابدعت تصويرها
في ناظريكِ وغصنكِ الميّاد


......

الحمدان
08-17-2024, 10:02 AM
ألزَمتُ نفسي بالتغافُلِ دائِمًا
‏ردّ الإساءة بالإساءةِ يهدِمُ

‏ما كان حبُّ الإنتقام طريقتي
‏كانت ردودي بالَّتي هِيَ أكرمُ


......

الحمدان
08-17-2024, 10:05 AM
من ذا هُنا؟ (صنعا) بلا
صنعا، وجوهٌ أجنبيَّة

متطوعون وطيّعاتٌ
أوصياء بلا وصيّة

حُزمٌ من الشَّعر المُسرّحِ
والعيون الفوضويّة

خبراء في عُقم الإدارةِ
وافدون بلا هويّة

ومسافرون بلا وداعٍ
واصلون بلا تحيّة

ومُؤَمركون إلى العظامِ
لهم وجوهٌ فارسيّة


البردوني

الحمدان
08-17-2024, 10:06 AM
‏وأهيمُ شوقًا إنْ مررت بخاطري
كهيَامِ أرضٍ للسحابِ الماطِري

ماذا سأكتبُ والقصيدُ بك اشتكى
وشُعاعك الوضاءُ أحرقَ ناظِري


......

الحمدان
08-17-2024, 10:10 AM
فارقت من اهوى وذبت لبعده
وظننت ان غيابه ينسيني

أوااااه لم ازدد سوى شوقآ له
زوروه عني بلغوه حنيني


......

الحمدان
08-17-2024, 10:11 AM
بِاللَهِ لا تَقطَعوا عَنّا رَسائِلَكُم
فَإِنَّ فيها شِفاءَ القَلبِ وَالبَصَرِ

وَآنَسونا بِها إِن عَزَّ قُربُكُمُ
فَالأُنسُ بِالسَمعِ مِثلُ الأُنسِ بِالنَظَرِ

......

الحمدان
08-17-2024, 10:13 AM
يا سارقًا قلبي أتَتْكَ جَوارِحي
طَوْعًا، بلا أمرٍ ولا استِئذانِ

فأنا الذي أهمَلْتَهُ وتركتَهُ
كنزًا لِلِصِّ هواكَ حين أتاني

فارفُقْ به ما دمتَ تملِكُ أمرَه
واحفَظْهُ حِفْظَ الصّدرِ لِلرّئتان

وإذا لقيتُك فأعطِنِيهِ دقائقًا
ليُجدِّدَ الحبَّ به شِرْياني


......

الحمدان
08-17-2024, 10:14 AM
‏ياغائبين وعرش القلب مسكنهُم
‏هذي المواجعُ رغم البعدِ هل تصلُ

‏وهل علمتُم بما ألقاهُ من ألمٍ
‏وما بقلبي من الأشواقِ يشتعلُ


......

الحمدان
08-17-2024, 10:16 AM
ولقد ذكرتُك والغيابُ كأنهُ
سهمٌ يُمزِقُ أضلُعَ المُشتاقِ

ولرُبَّما أرجُو اللِقاء ولم يكن
إلاّ البُكاء و كثرة الأشواقِ

أقبِل وزُرني في المنَامِ فإنَّما
يحتاجُ قلبي رؤية الإشراقِ


......

الحمدان
08-17-2024, 10:18 AM
في ذِمّة اللهِ قلبيْ والذي فيهِ
‏بادٍ على مدمَعِيْ ما كنْتُ أخْفِيْهِ

‏اليومَ تسمَعُنِي الدُّنيا بِرُمَّتِها
‏ولا حياةَ لِمَنْ صَوتِيْ يناديْهِ

‏يا راحلاً وسرورُ العُمْرِ يتبَعُهُ
‏خذنِيْ إليكَ فيَوْمِيْ لستُ أقضيهِ


......

الحمدان
08-17-2024, 10:19 AM
وَلَكَمْ شَكَوْتُ إِلَيْكَ مِنْكَ وَأَدْمُعِي
‏تَجْرِي وَلَكِنْ مَا اسْتَثَارَتْ أَدْمُعَكْ

‏خَاصَمْتُ كُلَّ النَّاسِ كَيْ تَرْضَى وَكَمْ
‏بَعْثَرْتُ عُمْرِي فِي هَوَاكَ لأَجْمَعَكْ

‏وَشَقِيْتُ فِي صَمْتٍ لأمْنَحَكَ الهَنَا
‏مِنْ غَيْرِ مَنٍّ وَانْخَفَضْتُ لأَرْفَعَكْ


......

الحمدان
08-17-2024, 10:21 AM
ورحتُ اسالُ مِنْ اوجاع قسوتِهِ
‏اَذاكَ مَنْ كنتُ للالامِ ارجوهُ

‏ماذا اقول لقلبٍ كان يسكنُه
‏ادعوه باسمي اذا ما جيتُ ادعوهُ

‏اهٍ على زمنٍ ودَّعْتُ اجملَهُ
‏بالامس اشكو له واليوم اشكوهُ


......

الحمدان
08-17-2024, 10:25 AM
ما كلُ نفسٍ نستطيعُ فراقها
‏ففراقُ من سكنَ الفؤادَ مماتُ

فإذا صمتنا والحبيبُ مهاجرٌ
بعضُ الشعورِ تخونهُ الكلماتُ

‏فالصمتُ لا يعني الرضا لكننا
‏موتى فهل يتحدثُ الأمواتُ


......

الحمدان
08-17-2024, 10:27 AM
ما زلتُ أعرف أن الشوق معصيتي

‏ والعشق والله ذنبٌ لستُ أخفيهِ

‏أشتاقُ ذنبي ففي عينيكِ مغفرتي

‏يا ذنبُ عمري ويا أنقى لياليهِ

‏ماذا يفيد الأسى أدمنتُ معصيتي

‏ إني أرى العمر في عينيكّ مغفرة

‏قد ضل قلبي فقُل لي كيف أهديه


......

الحمدان
08-17-2024, 10:29 AM
امّا يَكفيكَ ياقلبِي صُمُودَاً
الامَ تظلُّ جبّاراً عَنيداً

خُلِقتَ لِكي تلِين فكيفَ تقسُو
ولَم تُخلَق حِجاراً او حَديداً

الا لَيت القِلُوب تُباع حتى
ابيع واشتَري قَلباً جديداً


......

الحمدان
08-17-2024, 10:32 AM
كم رفّ قلبي حين كنتَ المتصّل
يا مَن بصوتكَ كُل همٍّ يرتحل

والسّعدُ في روحي أقامَ خيامه
فرحًا وقلبي قد تراقصَ في خجل

بالحبّ تسألُ كيف صارت حالتي ؟
وأراكَ بين القلبِ أغلى مَن سأل

حتّى إذا نمّقت شكل إجابتي
تتلعثمُ الكلماتُ منّي والجُمل


......

الحمدان
08-17-2024, 10:36 AM
‏أيْنَ الذينَ بَنَوْا بِقَلْبي مَنْزِلاً
وتَرَبَّعوا عَرشَ الفُؤادِ سِنينا

تَركوا الدِّيارَ فأرهَقوها غُربَةً
والرّيحُ تَعزِفُ وَحشَةً وأنينا

يامَنْ تَجاوَزْتُمُ مَحَطاتِ الجَوى
وتَرَكْتُمُ القَلْبَ اليَتيمَ حَزينا

لاتَتَركوا عَيْنَ المُحِبِّ رَهينَةً
لِلْحُزْنِ حيناً والمَدامِعِ حينا

رِفْقاََ بِروحِِ تَسْتَطيبُ بِقُربِكُمْ
وتَذوبُ شَوْقاً لَهْفَةً وحَنينا


......

الحمدان
08-17-2024, 10:38 AM
‏وَبي شَوقٌ إلَيْكَ أعَلَّ قَلبي
وَما لي غَيرَ قُربِك من طَبيبِ

أغارُ عليكَ من خلَواتِ غيري
كما غار المُحِبُّ على الحبيب

وما أحظى إذا ما غِبتَ عنّي
بحُسنٍ للزمانِ ولا بطيبِ


......

الحمدان
08-17-2024, 10:40 AM
‌‎من ذا يبلغها بكلِ بساطةً
إني بدون وجودها أتعذبُ

في موطني مابين أحبابي هنا
لكنني من دونها أتغربُ

بالرغم من بعد المسافة بيننا
فأنا اليها من يديها أقربُ

ياليتنا عن كل عينٍ نختفي
ويضمنا دون الخلائقِ كوكبُ

مالي بحبي غايةً مشبوهةً
سوى الوصال وقربها لا أطلبُ


......

الحمدان
08-17-2024, 10:41 AM
ما ضرّهُ حين احترقتُ لأجلهِ
‏ووهبتُهُ ما لم أكُن أُعطيهِ

‏قلبًا وذاكرةً ودمعَ وسادةٍ
‏سهرًا ترعرع في رُبى ماضيهِ

‏ما ضرّهُ، لو صان بعض وعودهِ
‏نحو الذي بحياتهِ يفديهِ

‏هيهات أن يلقى السؤالُ إجابةً
‏أو يفهم الأشواق مَن أعنيهِ

......

الحمدان
08-17-2024, 10:43 AM
للّٰــهِ أَشْكُـــــو غَـــــــادِراً عَلَّمْتُــــهُ
رَمْيَ السِّهَـامِ فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ رمَـىٰ

وَبَــــدَا لِقَلْبِـــي جَنَّــــةً حــتىٰ إِذَا
نَــالَ الَّـذِي يَرْجُـــوهُ عَـادَ جَـــهنّما‎

وَبَكَيْـتُ مِـنْ جُرْحٍ شَكَــاهُ وَحِـينَمَا
لَاحَــتْ جِرَاحِي النَّازفَـــاتُ تَبَسَّـمَا

وَشكَــــا إِلـيَّ عَـــذَابَهُ فَرَحِمْتُـــــهُ
وَشَكَــوْتُ مِثْـلَ شَكـــاتِهِ فتَهَكَّــمَا

وَكَسَـرْتُ خُبْزَتِـيَ الوَحِيــدَةَ بَيْنَنَّـا
وَسَطَا عَلَىٰ نِـصْفيْ فَلَمْ أَفْغَـرْ فَمَـا

وَسَقَيْتُـهُ كَـأْسَ اِبْتِهَـاجِي فارتــوَىٰ
وَمضىٰ وَهَـا أنَذا أمـوتُ من الظَّما


......

الحمدان
08-17-2024, 10:45 AM
إنّي أغارُ عليكِ من غسق الدُّجى
خوفًا عليك فلا يُجنّ ويتبعك

يا نجمةً ملأت فؤادي بالهوى
كوني بريقي إن لي قلبٌ معك

يا كم تمنّيتُ الفضاءَ لأضلُعي
كي لا أرى فُلكًا يناجي أضلُعك


......

الحمدان
08-17-2024, 10:46 AM
يا راحلين قد اشتقنا لرؤيتكم
وما لنا حيلةٌ في الوصلِ والنظرِ

عزاؤنا أنكم من بعد غيبتكم
في ذمة الله لا في ذمة البشرِ

......

الحمدان
08-17-2024, 10:51 AM
‏ما زلت أحلم أن أراك
أو أن أسير على ثراك

أبكي كطفل تائه
وجد الحنان إذا رآك

أتريد أن أنساك لا
بالله قل لي كيف ذاك

كلن يحن لخله
وأنا المتيم في هواك

‏داء الفراق يهدني
لا بلسم إلا سواك

تمضي وكلك آسري
قلبي وروحي كل ذاك

أهجرتني أنسيتني
بل أنت من نصب الشراك

إني صريع في الهوى
وبمقلتيك بلا حراك


......

الحمدان
08-17-2024, 10:53 AM
يا مَن ببُعدِكَ قد سلبتَ مشاعري
‏وحنونُ طيفكَ لا يغيبُ ويرحلُ

‏فالعينُ حنّت أنْ تراكَ أمامَها
‏والدّمعُ من حرِّ الصبابةِ مسبلُ

‏والروحُ من بعدِ الفراقِ عليلةٌ
‏والقلبُ في جبرِ اللقاءِ مُؤمّل

‏طالَ الغيابُ وما لوصلِكَ حيلةٌ
‏فمتى بربّكَ بالسعادةِ تُقبلُ؟.


......

الحمدان
08-17-2024, 10:55 AM
قُولِي لِقلبُكِ أننَي أَحبَبَتهُ
فَلعَل صَوتَ الحُبِ يَبلغ مَسمَعك

رِفقَاً بِحالِي أنَّ قَلبِي مُوجَع
وَشِفائَهُ فِي أنْ يَراك وَيَسمَعَك

مَهمَا أبْتَعدْتِ عَن الفُؤادِ فَأنَني
مُستَوطِن رَغمَ المَسافَة أظلعَك

إن كُنتِ قَررتِي الرَحيل تَذَكَري
أنِي تَرَكتُ النَّاسَ كَيّ أبقَى مَعَك


......

الحمدان
08-17-2024, 10:57 AM
‏أمَّا الفؤادُ ففيك يَحيا دائمًا
واللَّهِ ماكذبَ الشعورُ ولا افْتَرى

لو كنتَ أبصرْتَ الفؤادَ وشَوْقَهُ
ماذاقَ جفنكَ هانئًا طعمَ الكرى

ياغائبًا ملأ الحياة بطيفِهِ
أنتَ الوجودُ بكل عيني والرؤى


......

الحمدان
08-17-2024, 10:58 AM
‏ما زلت أشتاقُ الحَياة ‏وإنّني
سأموتُ والنّسيانُ يَقبر مَطلَعِي


‏سأموتُ لا ماضٍ يحنّ لرؤيتي
يوماً ‏ولا خلّ سيُدرِك ما أعي


......

الحمدان
08-17-2024, 11:00 AM
يعني هلكد صار وصلك مستحيل
وانت هيج براحتك ناسينه

البارحه تورطنه من سولفنه بيك
يشهد الله الكاع ضاكت بينه

شعر عراقي

الحمدان
08-17-2024, 11:04 AM
غَابُوا وَزَادُوا فِي الغِيَابِ سِنِينَا
غَابُوا لِيَزدَادَ الحَنِيـنُ حَنِينَا

غَابُوا وَمَا عَلِمُوا بأنَّ غِيَابَهُمْ
سَلبَ السَّعَادَةَ واسْتَحَالَ أنِينَا

هَذِي عُيُونِي قَدْ بَكتْ لِفِراقِهِمْ
دَمعًا مُذِيبًا لِلجُفُونِ سَخِينَا

أوَّاهُ لَو عَادُوا لَقَالُوا لَيتَنَا
لمْ نَترُكِ الصَّبَّ الكسِيرَ حَزِينَا



......

الحمدان
08-17-2024, 11:06 AM
‏يا راحلينَ عَنِ الأوطانِ أسْألُكُمْ
هل الرَّحيلُ عن الأوطانِ أحياكُمْ

هذي الديارُ بها أرواحُكمْ بَقِيَتْ
أجسادُكُم عجباً عاشَتْ بمنفاكُمْ

ما جفَّ دمعيَ مُذْ فارقتُمُ بَصَري
يا وَيْحَ قلبي أقَبْلَ الموتِ ألقاكُمْ

على النوافذِ بعْضٌ من طُيوفكُمُ
وفي المرايا سَرابٌ من بقاياكُمْ

......

الحمدان
08-17-2024, 11:08 AM
أَسْكَنْتُ فِي الرُّوحِ مَنْ فِي الرُّوحِ أَسْكَنَنِي
وَاخْتَرْتُ حُبًّا أَتَى بِالصِّدْقِ وَ الشَّرَفِ

لَا يَسْكُنِ الرُّوحَ إِلاَّ مَنْ يُشَابِهُهَا
فِي الفِكْرِ وَالطَّبْعِ وَالأَخْلَاقِ وَالشَّغَفِ

إِنَّ الهَوَى شُعْلَةٌ فِي نَارِهَا بَرَدٌ
وَالعِشْقُ فَنٌّ نَبِيلٌ فَائِقَ الرَّهَفِ

لَا تَنْتَهِي قِصَّةٌ بِالشَّوْقِ نَكْتُبُهَا
وَلَا يَمُوتُ حُبٌّ يَمْضِي إِلَى الهَدَفِ

......

الحمدان
08-17-2024, 11:10 AM
وإذا الهُمومُ على الفؤادِ تراكَمَتْ
وغَدَتْ بساتينُ البشائرِ قاحِلة

وتَوالت الأوجاعُ وانهَمَرَ الأسى
وبَدَتْ نُجومُ الروحِ يوماً آفِلة

فاعلَمْ بِأنّّكَ في ابتلاءٍ واستَعِنْ
بالصَّبْرِ.. إنَّ الصَّبْرَ يَجْبِرُ فاعِلَه

وارفَعْ يَدَيْكَ إلى الذي أحياكَ مِنْ
عَدَمٍ.. فَعَيْنُ اللهِ لَيسَتْ غافِلة

إنْ كُنتَ تَرجو مِن إلهِكَ رَحمَةً
فَلِمَ الخُطى نحوَ الدوا مُتَثاقِلة

بادِرْ بِخَيْرٍ فالحياةُ قَصيرةٌ
أفعالُنا تبقى.. بِدُنيا زائلة

واحفَظْ كرامةَ مَنْ أتاكَ لِحاجَةٍ
واشْعُرْ بِإحساسِ المَذَلَّةِ داخِلَه


......

الحمدان
08-17-2024, 11:12 AM
قل للحبيب الذي قد مَدَّ غربتَهُ
إنِّي وإن بالغ الهجران أهواهُ

وإن تمادى بِصَدٍّ فوقَ عُزلتهِ
ما غَيَّرَ الصَدُّ في الوجدان ذكراه

إنِّي وإن غابَ عنِّي العمر أكمله
عيني إليه وقلبي ليس ينساهُ

أنَّى لأنسى الذي في كل ناحيةٍ
إذا نَظرتُ تراءى لي مُحيَّاهُ

......

الحمدان
08-17-2024, 11:14 AM
‏ويحملني الحنين إليك طفلا
وقد سلب الزمانُ الصبر مني

وألقى فوق صدرك أمنياتي
وقد شقيَ الفؤادُ مع التمني

غرست الدرب أزهارا بعمري
فخيّبت السنون اليومَ ظني

وأسلمت الزمان زمام أمري
وعشتُ العمرَ بالشكوى أغني

وكان العمر في عينيك أمناً
وضاع الأمن حين رحلتِ عني

......

الحمدان
08-17-2024, 11:16 AM
عاهدتني بالصدقِ ثم جفوتني
و سرقتني من واقعي و رميتني

و ضممتنِي لصدرك ثم قتلتِني
جعلتنِي لـ ليل كم أسهرتني

يا ساعيًا لدربي كيف تركتني
و رميتَ أعذارًا لعلك تختفي

و ركضتَ خلف عواذلي و هجرتني
و سألتني بالله ثٌم كسرتني

......

الحمدان
08-17-2024, 11:19 AM
‌يا راحلين بعذب الذكريات قفوا
رُدوا عليّ بقايا الروح وانصرفوا

لا تتركوني على الأعتاب منتظرا
وأنصفوني من الأشواق وانتصفوا

لي فيكمُ قصة في الحب دامية
وكلما قلت تمت عادني الشغفُ

أحيا بها شوق يعقوبٍ ليوسفه
لكنني بقميص الوهم ألتحفُ


......

الحمدان
08-17-2024, 11:21 AM
‌‎ياصبرُ قل لي هل أنا أيوبُ
أم أنني في لوعتي يعقوبُ

أفنيتُ دهراً في انتظارأحبتي
فمتى الحبيبُ إلى الحبيبِ يؤوبُ

ما كنتُ أحسب أنْ تفِرَ بلابلي
أو أنّ شمسي في الصباح تغيبُ

فالشوكُ في درب الأحبةِ لينٌ
والمرُّ من أجل الحبيب ِيطيبُ

وهنَت عظامي في انتظار أحبتي
وعدا على كل السوادِ مشيبُ

......

الحمدان
08-17-2024, 11:23 AM
تملّكتِ الفؤادَ بدون ِعلمي
‏فما أزهى الفؤادَ وأنت فيه

‏وأحكمتِ القيودَ عليّ حبًّا
‏فلا حق لديَّ لأدَّعيه

‏وأعلنتُ الخضوع إليكِ طوعًا
‏فرفقًا بالمعذبِ واسعفيهِ

‏وإن شئت ِالعقوبةَ نفذيها
‏وإن شئت ِالمروءةَ فارحميهِ

‏فلا شكوى لدي وقد أُسِرتُ
‏فلُطفًا بالأسير أو اقتلوه

......

الحمدان
08-17-2024, 11:25 AM
هلا يل منحري سيوفك بجاهه
هلا يل تفتهم حجيي بجاهه

هلا يل هجرك عيوني بجاهه
هلا يل بسمك ينومون بيه

شعر عراقي

الحمدان
08-17-2024, 11:27 AM
شسويلك بعد وعيونك أمليها
انه سويت حتى الما مسويها

والله لخاطرك قررت احب أشياء
عشت طول عمري مامقتنع بيها

شعر عراقي

الحمدان
08-17-2024, 11:29 AM
يا من ببُعدكَ قد سلبتَ مشاعري
‏وحنونُ طيفكَ لا يغيبُ ويرحلُ

‏فالعينُ حنّت أن تراكَ أمامَها
‏والدّمعُ من حرّ الصبابةِ مُسبلُ

‏والروحُ من بعدِ الفراقِ عليلةٌ
‏والقلبُ في جبرِ اللقاءِ مُؤمّلُ

‏طالَ الغيابُ وما لوصلكَ حيلةٌ
‏فمتى بربّك بالسعـادةِ تُقبلُ

......

الحمدان
08-17-2024, 11:31 AM
ولأقعدن على الطريق فاشتكي
وأقول مظلوم وأنت ظلمتني

ولأشكينك عند سلطان الهوى
ليعذبنك مثل ما عذبتني

ولأدعين عليك في جنح الدجى
فعساك تبلى مثل ما أبليتني

......

الحمدان
08-17-2024, 11:32 AM
أراني الله وجهك كل يومٍ‏
لأسعد بالأمان وبالأماني‏

فوجهُك حين ألحظهُ بعيني‏
يُريني البِشر في وجهِ الزمانِ

......

الحمدان
08-17-2024, 11:33 AM
‏يا أيُّها الصوتُ الّذي أحببتهُ
ورأيتُ فيه هدايتي ورَشادي

لكَ في الحضورِ تلهُّفي وتودُّدي
لك في الغياب محبّتي وودادي

......

الحمدان
08-17-2024, 11:34 AM
وحَزِمتُ قلبي راحِلاً عن حُبِّكُم
فَإلى الوداعِ أَذيَّةَ الأحبابِ

أسبابُكُمْ بأَذيَّتِي طِيبي بِكُمْ
ولقد رحلتُ لكثرَةِ الأسبابِ

......

الحمدان
08-17-2024, 11:35 AM
لا توهموها بالوعودِ و ترحلوا
فلربّما كتبَ الرحيلُ شتاتها

بالله رفقـاً بالقلــوبِ فإنها
تبني على تلك الوعودِ حياتـها

......

الحمدان
08-17-2024, 11:36 AM
لا السيفُ يفعلُ بي ما أنت فاعلةٌ
ولا لقاءُ عدوَّي مثلَ لُقياك

لو باتَ سهمٌ من الأعداءِ في كَبدي
ما نالَ مِنَّيَ ما نالتْهُ عيناك

......

الحمدان
08-17-2024, 12:43 PM
رباهُ إنّي بالجَمالِ مُوَلَّعٌ
ما ذنبُ قلبٍ بالجَمالِ تَوَلَّعا

أنت الذي صُغْتَ الغواني فتنةً
وكَسَوْتَهُنَّ تَدَلُّلاً وتَدَلُّعا

ووهبتَني قلباً وحِسَّاً مُرْهَـفاً
وأمرتَ قلبي أن يَتوبَ ويَرْجِعا

ربّاهُ عفوَكَ إن زللتُ فإنَّ لي
قلباً بحبِّ الغانياتِ تَلوَّعا

......

الحمدان
08-17-2024, 12:45 PM
قُل للذي ملأَ التشاؤم قلبهُ
‏ومضى يضيقُ حولنا الآفاقا

‏سرُّ السعادةِ حُسن ظنِّك بالذي
‏خلق الحياةَ وقسَّم الأرزاقا

......

الحمدان
08-17-2024, 12:47 PM
‏أمَّا الفؤادُ ففيك يَحيا دائمًا
واللَّهِ ماكذبَ الشعورُ ولا افْتَرى

لو كنتَ أبصرْتَ الفؤادَ وشَوْقَهُ
ماذاقَ جفنكَ هانئًا طعمَ الكرى

ياغائبًا ملأ الحياة بطيفِهِ
أنتَ الوجودُ بكل عيني والرؤى

......

الحمدان
08-17-2024, 12:51 PM
كانَ بشّار أعمى ..
وعلى عُميهِ فقد كان والله مُبدعًا في الوصف دقيقا في التشبيه يزينُ وصفهُ الجمال والبهاء
وحسبك والله قوله:

وَدَعجاءِ المَحاجِرِ مِن مَعَدٍّ
كَأَنَّ حَديثَها ثَمرُ الجِنانِ

إِذا قامَت لِمَشيَتِها تَثَنَّت
كَأَنَّ عِظامَها مِن خَيزُرانِ

يُنَسّيكَ المُنى نَظَرٌ إِلَيها
وَيَصرِفُ وَجهُها وَجهَ الزَمانِ

الحمدان
08-17-2024, 02:00 PM
كئيب ما النسيم سرى عليلاً
لهُ إلّا اِنثنى دَنِفاً عليلا

يحنُّ حنينَ بنتِ العيسِ وجداً
إذا ما البرقُ لاحَ له كليلا

إذا سمع العذول بكى وأبكى
وأقلقَ من تولولِه العذولا

قليل الوجدِ صار له كثيراً
وصار كثيرُ سلوتِهِ قليلا

وشمس ما يعارضُها أفولٌ
إذا شمسُ الضُحى طلبت أفولا

لثمتُ الجلّنار بوجنتيها
ومن فيها رشفتُ السلسبيلا

إذا نأت الشُّمولُ وجدت منها
رضاباً بارداً يحكي الشمولا

لها طرفٌ كحيل كم فؤاد
تعلَّق ذلك الطَّرفَ الكحيلا

وتحتَ إزارها ردفٌ ثقيلٌ
وفي أردافِها خصراً نحيلا

أأجحدُ حبَّها وكفى بجسمي
لدقَّته على وجدي دليلا

فوا أسفي فهل من سبيلٍ
إلى صبرٍ فأرتكب السَّبيلا

ألا رعى الفريق غداةَ سارت
تحدِّيهم مطيّهم الذَّميلا

عنانات النفاق لهنّ أضحى
أبو العربِ بن سلطان مزيلا

فتى أفنى قبيل الجور حتَّى
أقامَ العدلَ في الدنيا قَبيلا

مَتى يُدعى لكلِّ فتىً خليلٌ
فإن له الثنا يُدعى خليلا

وبدرٌ في الأنام سليلُ شمسٍ
يكونُ لكلِّ مكرمةٍ سليلا

لجوهر عزمه عضبٌ صقيلٌ
يفلُّ عراره العضب الثقيلا

له من مجدِهِ عرضٌ وطولٌ
يزيدُ على السَّما عرضاً وطولا

ويفعلُ ما يقول وكلُّ قولٍ
يفوه به يكونُ له فَعولا

ولو من بعد أحمد من رسول
لخالقنا لكنتَ له رسولا


الكيذاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:01 PM
غاداك من ريم الحيا صحويها
متساجلاً في قطرهِ وعشيّها

وسقاك منبجسَ العزالي واكفاً
هطلاً وأولاك الملثّ وليّها

وَسحائب تَسقيكها من دمنة
يُشجي القلوب دنيّها وقصيّها

مَن لي بطاوية الحشا من بعدما
سارت تجوب بها القفار مطيّها

خودٌ مُحيَّاها حكَى شمسَ الضُّحى
وَحكى حنادس ليلها ليليّها

ورديَّةُ الخدِّ المورّد يستبي
بالحسنِ منه عقولَنا ورديّها

صفر الوشاحِ حوى الجمان دقيقها
وجليلها وضعيفها وقويّها

كم نلت منها ما اِشتهت نفسي ولم
لي طاب منها في الوصالِ شهيّها

أيّام لم تمطر سحائب صبوتي
إلّا اِنثنى بوليِّها وسميّها

وَشبيبتي عندَ الحسانِ شفيعتي
ومشاربي لا يستحيل مريّها

فالآنَ قَد ذهبت وولَّت واِنقضت
منها البشاشةُ واِضمحلَّ هنيّها

ما لي وللأحداث ليسَ بمنثني
عن قرعِ سنّي فحلُها وخصيُّها

تَمضي ويمضي عند ذاك غويُّها
ورشيدُها وسعيدُها وشقيُّها

وحوادثٌ ليس وصيُّها
منها قدماً وليس نبيّها

وبعيدة الأرجاءِ لا شرقيّها
تدري نهايته ولا غربيّها

يهدي العريف بكلِّ فجٍّ مجهل
منها إلى إنسيِّها وجنيها

أسري بها وأشيمُ برق مخايل
يهمي بيشبوبِ النوال حنيّها

برقٌ تألَّق من عرار فاِغتنت
منه العفاةُ فقيرها وغنيّها

ما في مبالغة العُلا عجميُّها
يوماً يطاولُه ولا عربيُّها

وإذا النفوسُ إلى المطامعِ قادَها
طبعٌ من الشهواتِ فهو أتيّها

وإليك محكمةً تبيتُ بحبِّه
لفتىً يبيت الليل وهو يحبُّها

ينحو بها جهة الحجا نحويُّها
وتفيد سامعَ لفظِها لغويُّها

لم يهدها غيلانه لبلاله
أبداً ولم يَسبق بها أمويُّها


الكيذاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:01 PM
ثِق في الحِجا دونَ الشقيق فربَّما
كانَ الحجا دونَ الشقيقِ شقيقا

كَم بالحجا ضيقٌ غدا سعةً وكم
سعة غدت عندَ الجهالةِ ضيقا

واِسمَح أخاك فأَنت إن كلَّفته
شططاً أحلتَ البِرَّ منه عقوقا

يا للرجالِ لحكمِ دهرٍ سيِّء
ظنَّ اللئيم به غدا تحقيقا

دهر غدا بينَ الأنامِ حليمُه
عيّاً وصار سفيهُه مِنطيقا

وكريمُه المحمودُ أخلق قدرُه
ولئيمه قد صار فيه خليقَا

والحرُّ عن نيلِ المطالب مُوثَقٌ
والنَّذل يسعى في هواهُ طليقا

وأولو النباهةِ والذكا والحِلمِ قد
نُبذوا مكاناً في المحلِّ سحيقا

وأرى لديهِ المترَفينَ بجهلهم
كفراً أضلُّوا قومَهم وفسوقا


الكيذاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:01 PM
عوجَا على طلل الخزاعا خلّان
عربي العبيلة شرقي رأس علانِ

وحيث مغنى اللوى والأبرقين لنا
معاهد لثمين الأثل والبانِ

ومن طويلع رقم السَّفح قد دثرت
طمساً معاهده من بعدِ قحطانِ

رسم تغيِّره الأرياحُ مذ همرت
به أصائل من غدقٍ وتهنانِ

تحسبه من خلال المزن صائبه
تطمي معالم أطلالٍ وغيطانِ

فاض المجلجل قد حاق الرسوم وقد
هاض الملثُّ على ربعٍ بمرنانِ

أقول ولم يبق لي من بعدِ ساكنِه
إلّا مراتعُ من وحش وصيرانِ

ربعٌ لجاريةٍ حوراءَ غانيةٍ
حوريّة جُعلت في خَلقِ إنسانِ

غيداءُ ساميةٌ ريداء ضاميةٌ
هيفاءُ ناميةٌ تسمو بأخدانِ

بيضاءُ عاليةٌ تزهو بغاليةٍ
بضَّاء طاليةٌ من عطرِها القانِ

غنجاً معطّفة روحا ملطَّفة
ظميا مهفهفة في عطفِ وهنانِ

حسناً عواجبُها حمرا رواجبُها
ترمي حواجبُها من سهم إنسانِ

وضَّاحُ مغرقُها من فوق مفرقِها
كالشمس مشرقُها ضوءٌ بلمعانِ

لعسا ملاثمها سلساً ملاهمها
مُلساً ملازمُها تاهت بإحسانِ

رخصاً حقائبها أعلى حزايقها
فاحت حدائقها من عترِ قُنوانِ

في فرعها غسقٌ في خدِّها فلقٌ
في ثغرها دلق تزهو بألحانِ

زانت سوالفها منها رفارفها
فعما روادفُها أحقاف كُثبانِ

وسناء مقلتها حسناء وجنتها
حببا برشفتها من كأس نشوانِ

ظنّت براقعها منها مقانعها
تخفو مصانعها جلباب صنعانِ

لفَّت مآزرها منها موازرها
هانت خواصرها من كشح ظمآنِ

دُهماً ذوائبها غنماً ترائبها
تهوى حبائبها عهدي برضوانِ

في خَطوِها رسل في مشيها كسلٌ
ألفاظها عسلٌ ريّا بألبانِ

في خدِّها لهبٌ في صدرها ذهبٌ
بخالها عجبٌ ينمو برفعانِ

في كشرِها ضمرٌ في قدِّها سمرٌ
أزهارها ثمرٌ يزهو برمَّانِ

في عينها وجلٌ في خدِّها خجلٌ
في جيدِها زجلٌ يسمو بأريانِ

في حليها سطر في جعدِها عطرٌ
أرضابُها مطرٌ بالغصنِ والبانِ

كافورُها عرقٌ منظومها ورقٌ
سربالها سرق في برد كتَّانِ

جلَّت مراتبها لمَّا أعاتبُها
قولي ترايبها جودي بلقيانِ

عهدي بها سمحت وصلي وقد منحت
ما خلتُها جنحت صدّاً بهجرانِ

أيَّام تسعدني منها وتوعدُني
فالآن تبعدني عنها وتنساني

قالت تنبّه لي إن كنت ذا مهلٍ
لا تغترر جهلي تغرو بنقصانِ

فاِعلَم ترى حَسبي يكفيك عن نسبي
هل تعرفنَّ أبي من زيدِ كهلانِ

فقلت اِسمعي ممّا أقول وعي
هل تعلمي فرعي من آل عدنانِ

وَمن كنانة لي أصلاً ومن مضر
وقُرب آل رسول اللَه قربانِ

محمَّد فصلاة اللَه تختمه
تُهدى رسالته للإنس والجانِ


الكيذاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:02 PM
لم أتخذ منك غير متّخَذِ
فما لِحَظِّي غدا بمنتبَذِ

ما إن أرى رقيةً تُقرُّبُني
منك ولا أُخذةً من الأُخذِ

يكفيك أني أراك تجتبذ ال
ناس وآتيك غير مجتبَذِ

محبةً لا قَرُبتُ منك متى
لم يُتمثَّل بها ولم يُشَذِ

لا تسْلمنِّي إلى الزمان وقد
أنقذتني منه أيّما نَقَذِ

إن كنتُ بعض الثقال فاحتمل ال
ثِقل تجدْني في السُّدِّ ذا نَفَذِ

لا تحقرنِّي فربما نفدتْ
في هَدْم يأجوجَ حيلةُ الجُرذِ

صُنّي أكن كالحسام أخلصه ال
قَينُ فأضحى من خير مُتَّخذِ

مُطَّردَ المتنِ كلَّ مطَّردٍ
منشحذ الحدّ كل مُنشَحَذِ

هبني بعضَ المُثَقَّلات حوا
ليك وهب خلقتي من العُوَذِ

بل كم ثقالٍ تَطبَّعوا بسجا
ياكَ فأضْحوا في خفّة القُذَذِ

يا آل وهبٍ عاذ من جفائكُم
بلين أعطافكم فلم يُعَذِ

أنا الذي حَجَّكم وكعبتُكم
لم يُتَطَوَّف بها ولم يُلَذِ

فلا يقطِّع جفاؤكم كبدي
فحبُّكم بين تلكُمُ الفِلَذِ


الخطي

الحمدان
08-17-2024, 02:02 PM
يا من نأت بهمُ الديار فأصبحوا
مستوطنينُ على النوى الألبابا

إن تُكسِبِ الألقابَ من يُدعى بها
شرفاً فقد شّرفتمُ الألقابا

فارقتم فجعلت زقومَ الأسى
زاداً وغساق الدموع شرابا

أكذاك كل مفارق أم لم يكن
قبلي محب فارق الأحبابا

يامنتهى الآراب هذي مهجتي
قد قُطِّعت من بعدكم آرابا

وتأسفي أني غداةَ فراقكم
لم أقض من نوديعكم آرابا

اني لأعجَبُ من مراجعة النوى
عن ربعكم لي جيئة وذهابا

ماذقتُ عذبَ القرب الا ردَّهُ
وشكُ التفرّق والبعاد عذابا

قد جرّد التفريقُ سيفاً بيننا
أفما يتيح له اللقاء قرابا

ياهل ترون لنازحٍ قذفت به
أيدي البعاد لجدّ حفصَ ايابا

لو أن ذا القرنين أصبح موقداً
زير الحديد بحرها لأذابا

لا تحسب البحرين أني بعدها
مستوطن داراً ولا أصحابا

ما أصبحت شيراز وهي حبيبة
عندي بأبهج من أوال جنابا

ماكنت بالمبتاع دارة سروها
يوما بفاران ولا بمقابا

فأما وجائلة النسوع تخالها
للضمر مما أهديت هدّابا


الخطي

الحمدان
08-17-2024, 02:02 PM
هبّ النسيمُ مع العشي عليلا
فارتد ثوب الروض منه بليلا

وسقت بنات المزن أخلاف الندا
ودعا لها سرح الرياض كفيلا

حتى إذا ما الطل جفّ تنفّضت
فترى لها من نضجها تعليلا

يا صاحبيّ وما دعوت مشقّلا
عوجا على تلك الربوع قليلا

تريا ابتزاز الأرض حلّة أختها
قبل الظلام وردّها مسدولا

والنهر من خلف اليفاع كمعصم
ضمّت به إحدى الحسان سليلا

والغصن يعطف من عليه كعاشق
أو ما إلى معشوقة تقبيلا

والورق في جلب الهوى بنعيرها
تحكي قساوسة تلت انجيلا

والشمس وجه في مؤخر هودج
يهوي به عبل السنام ثقيلا

والنور في فيء الأصيل كعوم
لم تبد إلا هامة وتليلا

زمن يرنّحه السرور إذا رأى
بسجية الباهي له تمثيلا

خلق يزيد الخبر في تسعيره
تسعا وتحسوه العقول شمولا

من ماجد تلقاه إن ذكر الوفا
فردا وإن كلح الزمان قبيلا

يرتاح للباغي السماح وربما
بدر السؤال ولا يمنّ منيلا

ويقوم في حفظ الإخاء بسنة
من محكم لا يقبل التأويلا

ويظل في صون الشريعة جادعا
أنف الوساوس بكرة وأصيلا

في منبت فصلانه كفحوله
طيبا كما نسل النخيل نخيلا

فإذا دعوت بأحمد في خطّة
فكأنّما ناديتَ إسماعيلا

ذاك ابنه يرضيك إن جربته
فتضمّه دون الرجال خليلا

سبق الذين تراهنوا فتسارعوا
قبل النزاهة واللطافة ميلا

تأبى المنابتأن تجور نباله
والأصل إلّا أن يكون نبيلا

كالسيف تحمله أخفّ مؤونة
ولدى المخاوف تنتضيه صقيلا

ناهيك من من ناس إذا شاهدتهم
ألفيت وقتك للنجاح سبيلا

حيّاهمُ البرق المبشّرُ بالحيا
وبقوا على رغم الحسود طويلا


الورغي

الحمدان
08-17-2024, 02:03 PM
يا أهل مصر جادكم
صوب النعيم الدائم

أنتم على علاتكم
نغبة صدر الحائم

لأنكم دون الورى
فزتم بذاك العالم

الحفنويّ الشافعي
محمد بن سالم


الورغي

الحمدان
08-17-2024, 02:03 PM
ومن قاس الملوك على ديوك
يُسَنّ لها الحديد فقد تجنّى

وما قلنا الملوك لكي نسوّي
بلفظ الملك بين الكل معنى

أولئكَ ما لقوا في الفضل ندا
كوالدهم به لم يلق قرنا

ولست بواجد أخرى الليالي
كذاك موفّقين أبا وإبنا

على أن العوارف من أبيهم
تعرفهم أوان الخوف أمنا

صلاة المرء تصلح من بنيه
وتدخلهم عن الأسواء حصنا

كذا فنّ القريض وإن ذكرنا
علي بن الحسين يزده فنا

همامٌ همه أقصى المعالي
وهمّ الناس منه ما تسنّى

أقلّ تكلفا وأجل حلما
وأضخم همّةً وأدقّ ذهنا

بظاهر برّه نفع البرايا
وأضعاف المشاهد قد أجنّا

يزيدك كلّما تلقاه أخرى
على الولى من ألإحسان لونا

ويحمي كل من وافى حماه
سوى من جاءه ليثير ضغنا

فكان له على الدنيا وداد
يقاوم ملأها سهلا وحزنا

ولما لم تقم بأداه فورا
وكان لمعسر الغرماء هينا

تقاضى بعض واجبه فأغضى
وقد أبقى على الأيّام دينا

لهذه والبشاشة في التلاقي
ومهما غبت عن مرآه حنا

تودّ لو أن تباع له حياة
ويأخذ سائر الأحياء رهنا

فيا ملكا يغار عليك شعري
فإن وافاك أحسن منه جنّا

بفضلك لا تلمه إذا رماه
بساحرة من الشعار غنا

تمُرّ به فتصرعه سريعا
إلى مثواك ما أرضاك حسنا

فإن فاقت فقد هذّبت قبلا
مهذّبها إلى أن صار شفنا

وإن ظفرت بعتب منك كانت
به أعنى لتفتح منه عينا

لبعدك أن تجيء به جزافا
وأبعد منك أن تبديه طعنا

فلا زالت سعودك في ازديادٍ
بها في كل آونةٍ تهنّا


الورغي

الحمدان
08-17-2024, 02:03 PM
طارت بعزٍّ للسماء الأرفع
ورقاء كانت فيكَ ذات تخضُّعِ

قد كان مسكنها بجسمك ضيقاً
واليومَ تسبح في مكان أوسع

اللَه أرسلها إليك وبعد أن
مكثت قليلاً فيك قال لها ارجعي


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:04 PM
ألا يا دمع إنك تَرجماني
فبيِّن للأحبة ما أُعاني

إليهم في فؤادي بعضُ شكوى
لسانك فيهِ أفصح من لساني


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:04 PM
يا نجمةَ الصبح ما أبهى محياكِ
روحي تُرفرف في جسمي لمرآكِ

يا نجمة الصبح ما أزهاك في نظري
يا نجمة الصبح ما أحلى مزاياك

يا نجمة الصبح ما إن أنت عالمة
أني على الأرض دون الناس أهواك

بلى أحبك من قلبي بأجمعهِ
ومن ضميري ومن روحي وأرعاك

إليك كلي من الأشواق منجذب
كأَنني بك مربوط بأسلاك

مسراك في أخريات الليل يبهجني
بمنظر فاتن أحسن بمسراك

لولاك يا نجمةً تزهو بطلعتها
ما طاب لي الأفق الشرقي لولاك


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:04 PM
تذكرت يا سلمى ليالينا التي
بحزوى سقى حزوى الغمام تولتِ

فأكرم بهاتيك الليالي لياليا
وأكرم بحزوى عندها من محلة

لقد مرضت نفسي لفرط اشتياقها
إليها وحتى يومنا ما ابلت

وحاولت يا سلمى بكل وسيلة
تسلِّيَها لكنها ما تسلت

أرجِّى لقاءَ الموت في كل ساعة
فقد سئمت نفسي الحياة وملت


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:05 PM
لكل طلوعٍ يا ذُكاء أفول
فنورك هذا في المساء يزولُ

ويرحل لألاء النهار وبعده
يخيِّم ليل يا ذكاء ثقيل

تصعَّدتِ في أوج تسامى مقامه
وكل صعودٍ يقتضيه نزول

إذا غبت عن أرض طلعت بغيرها
فأشرق آكام بها وسهول

لوجهك هذا ليته دام بازغاً
شعاعٌ يرد الطرف وهو كليل

نعم أنت عنا تغربين وإنما
فراقك رزءُ لو علمت جليل

فيخفى ضياء منك للعين باهرٌ
ويظهر نور للنجوم ضئيل

وينأى عن الروضِ الأنيق اخضراره
ويكتنف الأزهارَ فيه ذبول

هنالك تستولي على الأرض ظلمة
وتوحش فيها أرسم وطلول

ولكنّ قرص البدر في لمعانه
ببعض الليالي البيضِ منك بديل

ألا أيها البدر المنير لأنت لي
إذا الشمس غابت صاحب وخليل

تصبُّ بوجه الأرض نوراً كأنه
مذابُ لجينٍ في البطاح يسيل

يخصُّك قلبي أيها البدر بالهوى
لأنك بين الزاهرات جميل

فأقرب نجم أنت يا بدر طالعٍ
على الأرض يجرى حولها ويجول

كما الأرض تأتي كل عام بدورة
على الشمس في تَطوافها فيحول

جمعتَ جمالاً راع طرفي وبهجةً
فماذا عسى يا بدر فيك أَقولُ

لك اللَه ما أبهاك يا بدر طالعاً
فهل لك في باقي النجوم مثيل

تضجرت من أرض بها الفضل ضائعٌ
ومن زمن فيه الكرام قليل

وأكثرُ بخسا للفضيلة موقع
يجادل أهل العلم فيه جَهول

وإن امرءاً لم يحتفل قومه به
وجانَبه أصحابه لذليل

لنفسي مقام في السماء ستهتدي
إليه إذا بالنفس جدّ رحيل

أتخشى ضلالا في السرى وطريقها
عليه بياض الفرقدين دليل

مقامٌ بغير الموت لست أناله
فليس إليه ما حييت سبيل

وما زلت في ليلي أمتِّع ناظري
بمنظر بدرٍ حان منه أفول

وقد سطع الفجر المضيءُ حذاءه
ولاح بياض للصباح طويل

إذا صيحة من بيت جاري تعتلي
وأخرى وأخرى صوتهن يهول

نساء عراها حادث صرخت له
وأعقب صوت الصارخات عويل

حكين بترداد النواح حمائما
لهن بريعان الصباح هديل

لقد حلَّ مذ عامين في الدار هذه
فتى لنساء كالظباء يعول

فتى ما رأت عين امرئٍ مثل حسنه
بوجنته ماء الشباب يجول

فتى لم يجاوز بعد عشرين حجة
يقال له عند الدعاء نبيل

عراه سَقام قبل ستة أشهر
فعهدي به في الدارِ وهو عليل

أظن نبيلا مات من داء سُله
فقد قال بعض إنه لثقيل

نجوت وَربِّي يا نبيل من الأذى
فليس له بعدا إليك وصول

ولكنما خلَّفت بعدك نسوة
مرزأة أحزانهن تطول

مدلهة ما ان لهن مساعد
ومهملة ما ان لهن معيل

تسمَّعت إحداهن وهي حليلة
له تتلوى بالاسى وتقول

لأنت جميل في الحياة وبعدها
كذلك في عينيَّ أنت جميل

سيذبُل هذا الخد وهو مورَّدٌ
ويكمَد هذا الطرف وهو كحيل

لقد رمت عنا رحلة أبدية
أمالك عن هذا المرام عدول

ألا ثكلت أمُّ الذين أكُفهم
عليك بطوعٍ للتراب تهيل

إلى مَن إلى من بعد موتك نلتجي
إلى من إلى من والزمان بخيل

وليس لنا في هذه البلدة التي
نعيش بها إلا حماك مقيل

وليس لنا حامٍ يلم شتاتنا
وليس لنا أهل وليس قبيل

سأَلزم قبراً أنت تسكن جوفه
وللدمع مني في ثَراك أُذيل


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:05 PM
قد أسمعتكَ أنينها الأوطان
بضعيف صوت ملؤه الأشجانُ

مدَّت إليك يد الشكاة لأنها
قد عاث فيها الظلم والعدوان

أدرك بها الضعفاء واستعجل فقد
عزَّ النصير وقلَّت الأعوان

إن كنت تنصرها وتحمي حوضها
عن غاصبٍ فلقد أتى الإبَّانُ

أدرك بنصرك أمرَ قومِك إنهم
ظلموا فريع الشيب والشباب

وجرت دموع الحزن فوق خدودهم
وتقرحت منهم بها الأجفان

لا بدَّ من أن تستهل دموعهذ
من كان تضغط قلبه الأحزان

قد يُستدل على الحزين بدمعهِ
مثل الكتاب دليله العنوان

يا غيرةَ اللَه ابطشي بعصابة
الهاهمُ الجبروت والطغيان

فلقد أهين العدل في ديوانهِ
ولقد أهين العلم والعرفان

ولقد أهينت للمساجد حرمة
وأهين في محرابها القرآن

جعلوا الحكومة في البلاد ذريعة
للغدر حتى رجَّت البلدان

لا شيء يحظى من قلوب سراتهم
بالحب إلا الأصفر الرنان

قوم جفاة مالهم من رحمة
لو لان صخر جامدٌ ما لانوا

سلبوا القبائل مالها بوسائل
لا يستطيع كخلقها الشيطان

لم يرتضوا من بعد سلب ثرائها
إلَّا بأن تتهتك النسوان

حتى إذا وقفت عن استرضائهم
ظنوا بأن وقوفها عصيان

فتواثبوا يتصيدون رجالها
بقوى الرصاص كأنهم غزلان

وتهاربت منها البقية خشيةً
من أن تنال حياتها النيران

لم تبق في تلك الديار أمامهم
إلا نساء الحيِّ والولدان

فتفرَّق العادون بين بيوتها
وأتوا فظائع جمة وأهانوا

يا ويلها بالمال منهم ما نجت
هذا لعمر أبي هو الخسران

ويح المواطن إنها لبست بهم
ثوب الخراب فما بها عمران

محقورة في عينهم لا أهلها
أهل ولا إنسانها إنسان

تاللَه يا طمع الولاة عَرَقتنا
وأكلت ما لا يأكل الغرثان

يا عدل إنك أنت محبوب لنا
حتامَ هذا الصدُّ والهِجران

يا عدلُ ألقى الياس في أرواحنا
يا عدل منك المطلُ والليانُ

يا عدل منذ صددت عنا مالنا
يا عدل عنك بحالة سلوان

يا عدل إنا قد تفارقنا كما
تتفارق الأرواح والأبدان

يا ربّ قد شاع الفساد كما ترى
وتهدمت من دينك الأركان

يا رب قد بيعت حقوق ضعافنا
للأقوياء وحيزت الأثمان

يا ربّ ضاع الصدق بين سراتنا
يا رب عم الزُّور والبُهتان

حتامَ يختار الشقاقُ مقامه
في المسلمين وإنهم إخوان

حتام هذا الحقد بين رجالنا
حتام هذا البغض والخذلان

حتام لا تأتي النفوس صلاحها
حتام لا تتنبه الأذهان

قوم لعمري في الجهالة نوَّم
والشرُّ فيهم وحدَه يقظان

كل الأنام تقدموا في أمرهم
ونصيبنا من بينهم حرمان

انظر إلى إيران كيف تملصت
من خطة فيها أذى وهوان

جاءت بإصلاح يعلِّى شأنها
لِلّهِ ما جاءت به إيران

عمدت إلى الشورى فسنت مجلساً
فيهِ لرأي الأمة السلطان

رفعت لواء العدل فوق بلادها
حتى استوى المسكين والخاقان


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:05 PM
خدعوها بقولهم حسناء
شعرها الليل والجبين ذُكاء

غرّها ذلك الثناء فلانت
والغواني يغرهن الثناء

ما تراها تناست اسمي لما
ذكرت نسبتي لها العشراء

ما تناست لشيء اسمي ولكن
كثرت في غرامها الأسماء

إن رأتني تميل عني كأن لم
يجتذبها يوماً إليَّ الولاء

وكأن لم أوافها وكأن لم
تك بيني وبينها أشياءُ

نظرة فابتسامة فسلام
من بعيد يوحى بهِ فرجاء

فاقتراب فوقفة فاستلام
فكلام فموعد فلقاء

يوم كنا ولا تسل كيف كنا
نتلاقى والعيش رغد رخاء

نتلاقى وعند ما نتلاقى
نتهادى من الهوى ما نشاء

وعلينا من العفاف رقيب
دونه في التيقظ الرقباء

مارسته الأهواء منا إلى أن
تعبت في مراسهِ الأهواء

جاذبتني ثوبي العصى وقالت
ببكاء وهل يفيد البكاء

كيف ترضون بالخداع وأنتم
أنتم الناس أيها الشعراء

فاتقوا اللَه في خداع العذارى
فهو إثم تهتز منه السماء

لا تدسّوا الهوى لهن غرورا
فالعذارى قلوبهن هواء


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:05 PM
أحاطت بليل اليأس مني غياهب
تضيء من الآمال فيها كواكبُ

وجاءت أخيراً من همومي سحائب
فحجَّبت الآمالَ تلك السحائب

فما بان لي إلا شجاً متكاثف
ولا لاح لي إلا دجى متراكب

فيا لك من ليلٍ هنالك حالكٍ
بأهواله ضاقت عليَّ المذاهب

وطال إلى أن لاح لي في سمائه
على الأفق فجرٌ من رجائي كاذب

أقول لعيني حين جفَّت دموعها
أأمسكتِ لما أفجعتنا النوائب

لقد غاب من تهوين مرأى وجوهِهم
كأنهم زهر النجوم الغوارب

وما كان ظني أنه بعد ساعة
تجف كذا منك الدموع السواكب

جمودك يا عيني وقد وقع النوى
علىغير ما وعدٍ لهم لا يناسب

وإني على هذا الجمود وطوله
ألومك يا عيني وإني أعاتب

فلست براضٍ عنك يا عينُ بعدهم
لأنك ما أديت ما هو واجب

وللقلب مني بعد أن كرَّ راجعاً
وقد رحلت أظعانهم والركائب

عهدتكَ تمشي أيها القلب خلفهم
فقل لي لماذا أنت يا قلب آيب

سألتكيا قلبي عن السبب الذي
رجعت له إني لعودك عاجب

فما لك تجثو راجفاً متغيراً
وما لك ترنو ساكتاً لا تجاوب

أجئت تعزِّيني لأني آسف
وأني مفجوع وأني خائب

فقال بصوت هزَّ أوتاره الأسى
فرَّنت رنيناً أكبرته المصائب

تبعتهمُ حتى ثَوَوا في حفائرٍ
وحجَّبهم عني من الترب حاجب

وقفت على الأجداث حيث تغيبوا
أنادي فما ردَّ الجوابَ مجاوب

فجئتكَ كيما أخبر الحال إنها
شجتني فمرني بالذي أنت طالبُ

ورأييَ أن نسعى معاً لقبورهم
فقلت له يا قلب رأيُك صائب

أصبتَ نعم يا قلب فيما ارتأيتَه
فلي بين هاتيك القبور مآرب

تقدَّم أمامي ماشياً لتدلَّني
عليهم فسرنا والحنين مصاحب

فلما وصلنا ساء عينيَ أن ترى
هنالك أجداثاً عفاهن حاصب

سطور قبورٍ في العراء تناسقت
كما نمّق لعنوان في الطرس كاتب

قبورٌ بها نامت أَوانس خرّد
ونامت بها في جنبهن الذوائب

فجاشت هناك النفس من لاعج الجوى
وقلت لهاتيك القبور أخاطب

هنا فيك قد غابت حسان كواعب
فما فعلت تلك الحسان الكواعب

وما فعلت تلك السوالف في الثرى
وما فعلت في الترب تلك الترائب

إلى من تشيرُ اليوم فيك عيونها
وفق العيون النجل تلك الحواجب

وكانت مشيدات القصور بروجها
فمن أين جاءتها تصيب المعاطب

وفي كل يومٍ كان للزي مطلب
لهن تجلى منه فيما يناسب

ولكنما اليوم انتهت لتعاستي
بثوب من الأكفان تلك المطالب

وكن كأزهار الربيع مبادياً
أهذي لهاتيك المبادي عواقب

قد انتزعتها من حياتي يدُ الردى
كما ينهب العقد المفصل ناهب

هنالك جادت أعيني بدموعها
فهن على الخدين مني سوارب

هنالك من نفسي وصدق طويتي
تمنيتُ لو أن المنون تقاربُ

نظرت إلى قلبي وكان بجانبي
إذا هو من فرط الكآبة ذائبُ

فلعمت ذوب القلب ثم سكبته
على جدث فيهِ حبيبي غائب

وألفيت في نفسي العزاء كمعبدٍ
قد انهد منه جانب ثم جانب

وفارقتي لبى لهيبة مصرعي
فأبعد عني في الفلا وهو هارب

وَجِدتُ على الايام والطبِّ والغنى
وقلت لهم إني عليكم لعاتب

وأوحشت الدنيا كأن بيوتها
بعيني وإن كانت قصوراً خرائب

مكثت إلى أن أقبل الليل زاحفاً
وأظلم منه في عيوني الجوانب

فأبت إلى داري وفي باطن الحشا
لهيب من الحزن المبرح لاهب

وليس معي في لآوبتي لا نُهى ولا
عزاءٌ ولا قلب لشخصي يصاحب

سوى نَفسٍ في الصدر مني مردّد
فذلك طول الليل آت وذاهب

ستبسم في وجهي المنون كأنها
محب يُسلِي أو صديق يراقب

وتدركني قبل الصباح ونهضه
فأنجو من الهمِّ الذي هو ناصب


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:06 PM
كذب الرجاء فما نجيبٌ يرجع
وأقضّ يا سلمى عليك المضجعُ

يا حزن نب يا قلب ذب يا طرف صب
خاب الذي كنا له نتوقع

يا أم صدري والنون تذكى الهوى
يا أم كانونٌ لنارٍ تلذع

إن الفؤاد يصير فيهِ أدمعا
وتسيل فوق الخد مني الأدمع

أوجاع ما تبدي العيون شديدة
وأشد منها ما تجُنُّ الأضلع

قلت الإياس به لنفسي راحة
فإذا الإياس وما يولد أوجع

كانت بليل الهجر في قلبي المنى
مثل النجوم المستنيرة تطلع

فأتى سحاب اليأس يملأ جوه
فتغيبت تلك النجوم اللُّمَع

يا أم جربت البكاء وعكسَه
يا أم إن كليهما لا ينفع

قالوا تزوَّجَ في فروق غنية
أموالها تُعلى الرجال وترفع

هذا هو الخبر الذي لسماعه
أمسى رجائي حبله يتقطع

هذا هو الخبر الذي باتت له
في الليل نفسي والنهار تُروّع

ما إن أسيت لكونهِ متزوجاً
ليكن له ليكن حلائل أربع

لكن تَصَوُّرَ كونه يبقى كذا
متباعداً عني لقلبي يصدع

كيف الإقامة يا نجيب فدلني
بالدار بعدك وهي قفرٌ بلقع

حسبي من الآلام ما أشقى بهِ
حسبي من الأقوال ما أنا أسمع

كانت لعمري في بداية أمرها
سلمى وحيدة موسرٍ يتبرع

بنتٌ أبوها جدَّ في تهذيبها
وقضى فناهزت البلوغ ترعرع

عذراء بارعة الجمال فتيةٌ
في وجهها نور الشبيبة يلمع

خدٌّ كنُوار الربيع مورد
ونواظرٌ دعج وجيد أتلع

ربيت وشبَّت في حماية أمها
تلهو بموروث الثَراء وترتع

حيث الحنانُ ظلاله ممدودة
حيث الوداد غصونه تتفرع

كانت تحبُّ الزهر وهو يحبها
فكلاهما متوهج متضوع

يتبسمان بشاشة واليوم قد
ذهبت بشاشات الأحبة أجمع

أما نجيب فهو صادفها فتى
يزهو بحسنٍ للغواني يخدع

جازٌ لها لكنه متقلب
في الفقر إلا أنه يتصنع

يرنو إليها من نوافذ بيتهِ
وإليهِ من شباكها تتطلع

حتى تورَّط قلبها في حبهِ
وغدت بغير لقائهِ لا تقنع

وأبان يخدعها نجيب إنه
بجمالها الفتان صبٌّ مولع

مرت شهور في الغرام عليهما
هذا يغازلها وهذي تسجعُ

والأم لما شاهدت من بنتها
ذاك اللجاج وأنها لا تُقلع

رضيت أخيراً أن تزوِّجها بهِ
كرهاً وكانت قبل ذلك تمنع

مرَّت ثلاث سنين وهو خلالها
في القمرِ يصرف مالها ويُضيَّع

حتى إذا نفدت جميع نقودها
وغدا الأثاث يباع ثم يوزَّع

أنهى لسلمى قائلاً أحبيبتي
ليس الأمور هنا كما أتوقع

إني نويت إلى فروق رحلةً
على أنال بها مقاماً يرفع

فبكت لتمنَعه الرحيل وأعولت
لكن نجيبٌ بالقطيعة مزمع

هو جالس يبدي لسلمى عزمَه
وأمامه سلمى الحزينة تضرع

أحليلتي لا تجزعي من رحلتي
إني إليكم عن قريب أرجع

فمضى ومرَّت حجتان ولم يجئ
منه كتاب للكآبة يدفع

سلمى جثت يوماً بجانب أمها
تبكي كما يبكي الحزين المفجع

تشكو تباريح الفراقِ لها كما
قد كنت في صدر القصيدة تسمع

والهمُّ يضغط قلبها من داخل
حتى يكاد شغافه يتمزع

والأم جالسة تسليها إذا
بالباب من دون انتظار يقرع

فمشت لباب الدار سعياً أمها
ري
ريحانة وكذاك سلمى تهرع

وإذا بمأمور البريد يقل في ال
أَيدي كتاباً لم يكن يتوقع

سلمى تسلمت الكتاب وقلبها
فرقاً يكاد بصدرها يتفلَّع

فضَّته تاليةً له حتى إذا
فرغت من التلوِّ صاحت تجزع

يا أم طلَّقني فماذا حيلتي
يا أم سرَّحني فماذا أصنع

يا أم لا تنأين عني إنني
عما قليل للحياة أودعُ

يا أم في نفسي عذابٌ مؤلم
يا أم في قلبي اضطراب موجع

وأُحسُّ أن سراج روحي ينطفي
والقلب مني بالأسى يتصدَّع

وكان في لحمي وجلدي والحشا
والعظم يا أمي أراقمَ تلسع

ربَّيت مثلَ الزهر آمالاً بها
كان الفؤاد على النوى يتمتع

ويعيش مسروراً بها آهٍ فقد
هبت على الآمال ريحٌ زعزع

ويحي لممحوض العلاقة يزدري
ويحي لمعروض الوداد يضيَّع

لهفي على شرخ الشباب صرفته
في حب غدَّار يغرُّ ويخدع

لهفي على الأيام كيف تبدَّلت
والعيش كيف مضى فما أن يرجع

يا موت إنك أنت أنت الملتجى
وإليك من هول الحياة المفزع

يا موت زر يا موت زر يا موت زر
ليست حياتي بعد فيها أطمع

يا موت يا كلَّ النجاةِ يقول لي
قلبي فضاؤُك من فضائي أوسع


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:06 PM
إن فات أمرٌ وولَّى
فلا تفيد الندامه

والناس إلا قليلا
يرجون طول السلامه

وفي السلامة لو يع
لمون كل الندامه

هناك همّ وعجز
وخيبة وسآمه

إن البقاء طويلا
على الشقاء علامه

إن قلت كذبا فنفسي
تعضني بالملامه

وإن نطقت بصدق
قامت عليَّ القيامه


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:07 PM
ذريني ألاقي الموت يا نفس واذهبي
فما أنا من جدي أعز ومن أبي

ذريني بموتي وهو آخر ملجئ
أخفف من عبء المعيشة منكبي

ذريني أنجو من حياة عذابُها
شديد ومن لم يحىَ لم يتعذبِ

ذريني ذريني أستنيم إلى الردى
فإن الردى يا نفس سؤلي ومطلبي

لقد كبرت يا نفس أيام شقوتي
وطال على جمر الحياة تقلبي


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:07 PM
يا روح هذه الدنى
شرارة منك أنا

قد استطارت تبتغي
لنفسها أن تعلنا

إن بصيصي كله
من بعض ذلك السنى

إنك أنت الكون ورا
لذي له قد كونا

وإنك العقل الذي
قد بث فيه السننا

يا لك من مهندس
بنى الدنى وما ونى

بنى بحكمة لهذ
بالغة فأتقنا

ما أنا إلا أنت محسو
سا فهل أنت أنا

منك انبثقت بعدما
فيك كمنت ازمنا

فكنت طوراً خافياً
وكنت طوراً بينا

وسوف ابقى بك من
بعد الردى مرتهنا

وليس موتي غير تغييري
فيك السكنا

وليس فيه انتقالتي
منك اليك من عنا

فلا انفصال عنك لي
هناك كنت ام هنا

ان المكان بعض ما
وسعته والزمنا

ان الحياة ومضة
منك ابت ان تكمنا

كل الذي فيك اراه
بعيوني حسنا

لا غرو امّا عبد الا
نسان فيك الوثنا

الكون قد بنيته
وانت خير من بنى

بك الوجود واجب
فليس يقبل الفنا

وليس كون ماله
من اول مكونا

هو الذي اراد ان
نسيء اوان نحسنا

وهو الذي صير منا
ملحداً ومؤمنا

اذا جنيت مكرهاً
فهل انا الذي جنى

ألم نكن لما قضى
به مثالا حسنا

اللَه لا يجزي على
اتيان ما شاء لنا

ليس الخلود في غيا
بة الجحيم هينا

مخافتي من ناره
تثير فيّ الشجنا

والشك في رحمته
يجرح قلبي مثخنا


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:07 PM
نأى بي عن الأصحاب في سيره العمر
ويرجع أحياناً إليهم بي الذكر

يسر الفتى محياه ما كان راجياً
وتبقى له الاشياء ما بقي الفكر

اذا عاش عاشت ارضه وسماؤه
وان مات ماتت فيه دنياه والدهر

وليس بحر من تكلم هامساً
ولكن من نادى جهاراً هو الحر

الا انما الارض التي نحن فوقها
هي المهد للابناء ثم هي القبر

وان شئت فاحمدها وان شئت فاهجها
فليس بذي بال عقوقك والبر

وماذا تحس النفس منا لبقعة
تغور بها في الآخر الاوجه الغر

وما زلت من بعد الاحبة صامتا
كما يفعل الصداح ان صوح الزهر

لقد كان شكى في السلامة وافراً
فاني ركبت البحر يوم طغى البحر

يقولون في الايمان كل نجاتنا
ويا رب ايمان قويّ هو الكفر

وينتظرون الفجر في ليل قبرهم
ولكن ليالي القبر ليس لها فجر

ولما يزل نسر المجرة طائراً
اما في فضاء اللا تناهي له وكر


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:07 PM
إن الذين عن الأفراد قد بعدوا
لم يجحدوا انهم منهن قد ولدوا

اما الألى لم يزالوا في مداركهم
ادنى الى اصلهم منها فقد جحدوا


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:08 PM
أسائلكم ماذا على الشاعر الحر
إذا رام تصوير الحقيقة في الشعر

يريدون منه أن يظل محافظاً
على صمته حتى يغيب في القبر

ولكن نفس الشاعر الحر ملؤها
عواطف تدعوه الى الجهر او تغرى

ويرمونه بالكفر فيما يقوله
وايمانهم ان صح شر من الكفر

ما بال هذا الناس بي قد تبرموا
فهل آدهم فيما اخالفهم وزرى

شديد على حرية الفكر ضغطهم
كأنهم اعداء حرية الفكر

وقد لا ارى في القول لي من سلامة
فاسكت عنه وهو يقدح في صدري

واعلم اني ان تجاهرت مزقوا
اديمي بانياب التعصب والظفر

وكم امة في غفلة عن مصيرها
وقد عب سيل الحادثات بها يجري


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:08 PM
قد طغى يطفح الفرات وعبا
يملأ الانفس الجريئة رعبا

ساعة ثم طبق الارض ماءاً
فكأن الاتي قد جاء وثبا

ان ذاك الذي حسبناه نهراً ضيقاً
امسى اليوم كالبحر رحبا

غمر الجانبين منه وانحجى
يتسامى الى التلاع فاربى

اغرق الزرع والمساكن والشاء
مطافيل والبساتين غلبا

كذبتنا الحياة في كل شيء
ولعل الآمال اكثر كذبا


الزهاوي

الحمدان
08-17-2024, 02:32 PM
للقلبِ أعذارهُ في أن يكونَ هنا
وفي العيون ِسؤالٌ يطردُ الوسنا

وللدروبِ خطاً نَمشي لنقطعها
وتكنسُ الريح ُأحلاماً لنا ومنى

أعمارنُا بُعثرتْ في اللامكان سدىً
هذا لأنا مشيناها هُناك عنا

أحلامَنا شتتها الريحُ من زمن ٍ
وباتَ أكثرها للدربِ مُرتَهنا

منىً أردنا وما حقتْ إرادتنا
يموت بعض وبعض يستريحُ بنا

أسماؤَنا قد حملناها لنرسُمها
حتى استفقنا على الاحداثِ ترسمنا

كنا حلمنا بأوطان ٍتلملمنا
فكيفَ أصبحتْ الأوطان تقتلنا

خمسون عاماً وهذا الليل يصحبني
حتى كأن الذي ما فيه فيّ أنا

لاذكريات هنا حتى أعودَ لها
قد حطمَ الموتُ حتى الذكريات هنا

يا أيها الليل دعْ لي كوة لأرى
ففي الفؤاد مقيم لا يزال سنا


كريم السراي

الحمدان
08-17-2024, 02:34 PM
يا قـدسُ رُدّي أجـيـبي صوتَ من نـَزفـَا
ومـن يـئـنّ عـلى شكـوى هـواكِ غـَفـَا

فـأنــت ِ فـــيـــنــا دمٌ يــجـــــري وأوردة ٌ
وقـِـبـلة ٌ كـلـَّمـا اشـتـاقَ الـفــؤادُ هـَفـَــا

حـبـيـبـة عَـبَـقُ الـتـاريـخ ِ يـنـسـجـُهـَا
للـحـبّ ســجــّادة ً صـلـّى بـهـا كـَـلِـفـَـا

مـحـمــدٌ هـَا هـُنـَا حــط َّ الـــبـــراقُ بــه ِ
أســرى به اللهُ ليلاً عـندَها وَقـَفـَـــا

صــلـّـى بـكــلِّ نــبــيٍّ ثـُــمَّ غــــادرَهـَـــا
صوبَ السـمـاء ِ يجوبُ الفـلكَ والسُقـُفـَا

وراحَ يجـني قـطـوف َ الـنـور ِ منبهـراً
إذ قـاب َ قـوسين ِ أو أدنى بـهـا دَلـَـفـَـا

ضـاقـتْ بنا يا رسـولَ الله ِ ما اتسَعَـتْ
دنيا فـمـسـراكَ عـار ٍ يـرتـدي الـشَـظـَفـَا

القـدسُ مـذبــوحــة ٌ تـعــتــادُ آسِـرَِهـَا
تـُعـاقـــرُ الحـــزنَ حـتـّى أدْمـَنـَتْ دَنـَفـَـا

الأهـلُ فـيها يلوكُ الـقـهـرُ لحـظـَتـَهُـمْ
ودمـعُـهُـمْ يــرسـمُ الـبـلـوى إذا ذرِفـَـا

شــادَ الـيـهـودُ على أحــزانـِهــا وطــنــاً
للحـقـدِ واسـتـعــبـدوا أهـدابـَهـا صَـلـَفـَا

جاءتـْكِ يا قـدسُ من شـتى الدنـا زمــرٌ
مـلـعــونـة ٌ تحـمـلُ الأوهــامَ والـخــرَفـَـا

عاشـوا السـنـيـنَ بـحــاراتٍ مـغــلـّـقــةٍ
يجـنـونَ فيهـا الربا والسحــتَ والجـِيـَفـَا

جاؤوا لذبحـِكِ يا مسـرى الرسول ِ ولم
يَـزَلْ مـســيحـُك ِ يَروي ظـُلمَ ما اقـتـُرفـَا

أدمـتْ معـاولـُهـُـمْ أرضَ السـجـودِ ومـا
كـفـُّوا النجاسة َ حتى دنـَّسُـوا الـصـُحـُفـَا

حـاكـوا الأســاطــيــرَ والأحـلامَ ظـنـُّهـُمُ
بـأنـَّهــا كــذبــاً تــبــنـي لــهــمْ شَـــرَفـَــا

ويـبـحـثـونَ بقـلـب ِ الأرض ِ عـَنْ أثـَـر ٍ
صاغوا لـَهُ قـصصاً شتـّى ومـا انكـَشَـفـَا

يسـتـنـطـقـونَ ثـراهـا عَـنْ خـُرافــتـِهـِمْ
فـلـمْ يـكـنْ بـالـذي يـبـغـونَ مُـعْــتـَـرفـَـا

لـم تـعـلـن ِ الأرضُ إلاّ مـا يـُؤرّقـُهـُمْ
فحـيـثـُما نقـّبـوا لاكـوا الأسـى أسَفـَــا

الـظـلـمُ عـمّ الدنـا فالكونُ مـنـقــسـمٌ
فـبعـضُـهـم لاذ َ خلفَ الصمـتِ مُعـتـكِـفـَا

وبـعــضُـهـم راحَ يـدعــو أنـَّنـا خـَطـَرٌ
مـنـافــقٌ آثــرَ التـزيــيــفَ وانحـرَفـَــا

وبـعــضـُـهـم يخـلـط ُ الأوراقَ مـدّعــيـاً
بأنـَّـنـَـا نـصـنـعُ الإرهـــابَ مُـحـْـتـَـرَفـَــا

هل نحنُ من يصنعُ الإرهابَ إن صرخـتْ
جـراحـُنـا تـلـعــنُ الإجـرامَ والجَـنـَفـَا..؟

هـُمْ يـصــنـعــونَ لـنـا مــوتــاً بـأقــبــيــة ٍ
ويـحـرمـونَ الـضـحـايـا أن تـقـولَ كـَفـَى



محمد نصيف

الحمدان
08-17-2024, 02:35 PM
دمعةٌ أخرى ، وهل جفّت دموعي
مذ سكنت القلب محتلّاً ضلوعي

دمعةٌ أخرى ، وهل تخفي عيوني
دمعة الأشواق يا سرّ الولوعِ

دمعةٌ أخرى ، ولو جربت مثلي
تذرف الأحداقَ من قبل الدّموعِ

لم تسلني كلّما كفكفتُ عيني
دمعةً أخرى بمحراب الخشوعِ

دمعةً أخرى، لتلقاني أكفٌّ
أطعمت من لقمة الحرمان جوعي

يا أنا في الشّوق لو تغني دموعي
كنت أجريها سيولاً في ربوعي

يا ربيع العمر إنّي في اشْتياقٍ
مدمنٌ لقياكَ يا سحر السطوعِ

كم تهجّت لحظة اللقيا عيوني
في مرايا الشّوق يا وعد الرجوعِ

واستفاقت يا سراب الحلم ليلاً
حارماً فجري تباشير الطّلوعِ

موغلاً في أحلامي شغوفاً
باغتيال الدّفء في حضن الهجوعِ

واستحال البشر حزناً سرمديّاً
وانطفت في ظلمة الدّنيا شموعي

دمعةٌ أخرى وأقضي العمر فرداً
تائهاً تغشاهُ أحزانُ الجموعِ

مستلذاً بانحناءاتي شغوفاً
بانكساراتي محبّاً للخضوعِ

ليس عن ضعفٍ ولكن يا حبيبي
لذّة الإحساس في طول الركوعِ

دمعةٌ أخرى ، وهل في الأرض صبٌّ
مغرمٌ- يا خلُّ- ذو قلبٍ قنوعِ


جبر البعداني

الحمدان
08-17-2024, 02:36 PM
مضى ربيعك والأيام مترعة ٌ
بالحرّ والبرد .. فقر ِ الحال والترفِ

والليل يعبث بالذكرى ويكتبني
نوحَ الزمان كثيرَ الهمّ والشغفِ

في حبّ ليلى تعيش الروح متعبة ً
تمضي الفصول وفصلي غير مختلفِ

وحدي الخريف ونخلي صامتٌ أبداً
لــِــمَنْ تــُلوِّحُ بعد الآن .. يا سعفي

ليلى .. تعالي فأحلامي غدت مِزَقاً
على ثرى العمر تحدوني بلا هدفِ

فمذ رحلت رحيق العين مشتاقٌ
لأن يبوح بسرّ الآه والكلف

لأن يضمّكِ يادنيا الهوى فرحاً
كالطفل يبحث عن ملقاك في الصدفِ

ليلى .. أجيبي يكاد الصمت يقتلني
هيا أميطي لثام البوح واعترفي

قالت وأدمُعُ عينيها جرت حمماً
عذراً .. مللت حكايا العشق والشغفِ

فجادت الروح والنيران أضلعها
ياقلب لملم بقايا الحب وانصرفِ

علّ البقايا إذا ما اشتقتُ تسعفني
وليكتب الحب مأساةً لمحترفِ

كم عاش ليلى مدى الأيام يعشقها
فقابلته بقتل الحب وا أسفي


أحمد الحمود

الحمدان
08-17-2024, 02:36 PM
أسرج لظى الكلمات في لجج المدى
واضرب حصاتك فيك كي يتوقدا

وانسج خيوط رؤاك بين أصابع
المعنى ورتّق من قصائدك الندى

خبىء غيابك فيك واصنع من لظى
المسرى لقلبك في المجرّة مرصدا

وأدرْ جناح الريح كي يهمي السَنا
كسرا فيغدو الأفق أبيض أجردا

أسرج دموعك واجترح من حزنها
المغنى وسافر قبل صوتك منشدا

دُرْ دورة الأفلاك حولك وافتح
الباب الذي من خلف ظهرك أوصدا

فزّزْ جفون الشعر من غفواتها
ولتتركنَ بها المحاجر سهّدا

ليظل شانئُك الذي أنهكت كا
هله بمحنته كسيحا أرمدا

أطلق نهارك في أتون الّليل
ولـيغدو الظلام بمقلتيك زمرّدا

فالشعر يرشف من أصابعك الرَحيق
وتصطفي الأزهار نبعك موردا

من علَم الطَيف المسافر فيك أن
يغدو بغابات البنفسج هدْهدا

من علَم الأنهارحين تراك أن
تغدو فضاءً يفتديك تودّدا

والصُبح إذْ يلقاك من أوحى له
أن يلتظي لهفا وأن يتنهَدا

سرب من الملكات جئن إليك من
بحر القصيدة يلتقينك حشَدا

يطلقْن من ضحكاتهنَ حمائما
بيضا فينفرط الهديل منضَدا


عادل الشرقي

الحمدان
08-17-2024, 02:37 PM
يا مالك الروح هذا الحرف يسعدُني
فهـل لديـك سـوى الذكـرى تداوينـي

تركتنـي فــي ديــار الـغـرب ميـتـةً
أسعى إلى الماء كي أروي سناديني

إن الدمـوعَ مع العينـيـن تسألـنـي
والصبر عندي جبـال ليـس تكفينـي

يا منية الروح يـا قلبـي ويـا وطنـي
فحبـك اليـوم يجـري فـي شراييـنـي

أُسارعُ السيرَ خلف الريح راكضـةً
فـهــل أنـــادي علـيـهـا أم تنـاديـنـي

علـى رمـال بحـار الشـوق قافيـتـي
والموج يعزفُ بعضاً مـن تلاحينـي

أعــدْ لعيـنـي رقــاداً لــمْ يـمـرَّ بـهـا
لـعـلَّ يـومـاً سيـأتـي فـيـه تحيـيـنـي

أشبـاح بُعـديَ كـم راحــت تعذبـنـي
و الشوق عنـدَ ظـلام الليـل يكوينـي

شوقـي إلـى بلـدي كالنـار يحرقـنـي
وفي الليالي حنين الحرف يشجينـي

وكـل عـرق مـن الإهمـال يؤلمـنـي
والجسم من ألمي قـد بـات يضنينـي

ففي دياري طيـوف الشـوق تأكلنـي
ودعـوةٌ مـن فؤاد الحر تكفيـنـي

نـهـايـة الـعــام نـيــرانٌ ومـحـرقــة
فيـا بدايـات عامـي هــل ستُطفيـنـي

أقـول للـروح هـل تـأتـي فتفرحـنـي
مـن نهـر دجـلـة قـطـراتٌ سترويـنـي

يـا مالـك الكـون إنـي جئـت داعـيـةً
هــذا الـعـذابُ إذا مـــا دام ينهـيـنـي

وحـقـق الحـلـم إنَّ الـوجــد أرّقـنــي
ومـن عذابـات بُعـدي أنـت تشفينـي

وفـي ديـاري هنـاك الـيـوم تنزلـنـي
ومن دياري التـي احتُلُّـتْ ستدنينـي

لا الطائفيـةُ لا المحـتـلُّ فــي بـلـدي
ومن عـذاب النـوى يـارب تنجينـي


عواطف عبد اللطيف

الحمدان
08-17-2024, 02:46 PM
عجبت لقلبي كيف لا يتفطر
دهته جنود الحزن والله اكبر

فقدت احبائي الذين ألفتهم
وامسيت وحدي حائرا اتفكر

اراعي نجوم الليل في الروم والنوى
يصارع لي قلبا يغيب ويحضر

غدا هدفا للنائبات تنوشه
باسمهها فالنبل كالسحب يمطر

ولله مني مقلة طبعها البكا
ودمع لما قد ناب قلبيَ أحمر

إذا رامت الاحزان غيري بطارق
عذيرك منها بي لدى السير تعثر

وهل بعد فقد الناصرين مصيبة
وان هو لا خلق سوى الله ينصر

اكابد احزانا اذن لو تجسمت
جبال شرودا دونها وهي اكبر

وعصر اذا لامست اذيال طوره
ترى منه امواه العجائب تقطر

تقدم فيه من بني اللؤم امة
خسيسة اصل عيبها ليس ينكر

تدلت لاوشاج الزنوج عروقها
واخرى لعمري من بني الزنج احقر

تباع وتشرى والولاء زمامها
وسادت وان الدهر حينا يغبر

لان عرف الدهر اللئام فانهم
معرفهم عند الكرام منكر

انفسي اطرحي لوم الزمان واهله
ففاجرهم والبر يقلى ويعذر

تريدين من شين الخصال محامدا
وهل هو يبدي غير ما هو يضمر

خذي الصبر درعا والتوكل حارسا
وخل صنوف الزور بالزور تجأر

وحسبك جبار السموات كافيا
معينا وما المرئي لا المقدر

وكم غلب الايام يا نفس صابر
ولم ير صدع الخطب من هو يصبر

ولله جل الله في الصبر آية
لطائفها تملى وتتلى وتذكر

ويا رب آلام من الدهر ازعجت
فؤادي فاضحت ضمنه النار تسعر

صبرت لها صبر الكرام بهمة
سمت عن ذراها هامة البدر تقصر

وعن جلد اضحكت سني وعنوة
على القلب أوقات الاحبة تخطر

فلا جلدي مهما صبرت بنافع
ولا لهفتي في طي سري تضمر

أليلاي كم من ليلة طال ليلها
ينام الخلي البال فيها واسهر

وتنسى الليالي رونقي باحبتي
واجلس لا انسى ولا اتذكر

اقاتل حيرانا طلائع فكرتي
ومثلي وايم الله من يتحير

وهل خاطري يصفو وقلبي يرعوي
ولي لوعة عن طور يعقوب تسفر

ولي بعد من بعد الاحباء وارد
قريب بمحو الرأي والعزم يصدر

يسامرني بالماضيات التي جرت
ومنه لقلبي ماضيات تحدر

فانظم شعرا كله الدر مثلما
لئاليءُ دمعي فوق خدي تنثر

واروي اسانيد المحبة طاهرا
وخلفي كلاب الحقد بالسوء تجهر

مضى قبل حزب الخيرين وبعدهم
ارى الناس اخياراً ولا اتخير

ولست اذم الناس طرا وانما
قليل على النعماء من هو يشكر

واحسن ما يلفى من النعم امروءٌ
مع الامن والايمان خل مطهر

مضت وانقضت واحسرتي حفل الوفا
فلا الماء سيال ولا الربع مزهر

على الظن قد يجفو الصديق واين من
اذا اذنب الاخوان يعفو ويغفر

وكم قاطع حبل الوداد لدرهم
وراض له والعزم ادنى واصغر

خليلي كم ليل شققت ظلامه
بعزم وامواه المنية تهدر

ومزقت غلغال الغياهب ثابتاً
ولي همة عن ذي المجرة تكبر

وما خنت والله الصديق ولم امل
اذا لم يمل عنى الخلل ويغدر

ويا رب خداع دهاني بزعمه
ولي ناظر يطويه علما وينشر

واوهمته اني انخدت ليرتوي
بسيبي ولا يلفى الصغار فيحقر

وتؤثر نفسي برها عن خصاصة
ومثلي لعمر المجد من هو يؤثر

تروم كفافا همتي كل همها
غدا ولقاء الله يامي يذكر

مررت على الخمسين امضيت نصفها
غريبا ولي شأن من الفجر انور

فغار لمجدي حاسدوه واكثروا
عنادا وزورا والحواسد تكثر

وقد افرطوا جهلا بذمي واسرفوا
بسبي ومذموم الخصائل يفجر

فأعرضت عنهم لا لفقد عزيمة
وعزم ولكن المهيمن اغير

وما جهل الاخيار زهر مناقبي
ولي شرف في جبهة الفجر يزهر

بآل الرفاعي الحسيني مظهري
مضيء ومن شمس الظهيرة اظهر

وبين صدور الشم من آل فاطم
علي طراز من سنا المجد اخضر

لئن بت محجوبا وفزت سفاسف
فحينا جمال الشمس بالعتم يستر

ولست بالي انصف الدهر او جفا
فكل ابن انثى قد يموت ويقبر

وكل له رغم المحرف صبغة
حقيقتها الخلصاء لا تتغير

نعم جمع الاغيار مالا وليس لي
من المال ما يكفي لصاع فيحكر

ونامت لهم عين الزمان فشقشقوا
غرورا وعين الله بالعدل تنظر

ستأخذهم من جانب الغيب صيحة
لها يضحك الامهال والسر يظهر

وما ضرني اني من المال فارغ
ولي من جناب الله عز ومظهر

فهل كان عيسى نفحة الروح تاجرا
ويحيى وموسى والحبيب الموقر

مضى الانبياء الزهر والفقر درعهم
ومظهرهم ما زال يسمو ويكبر

اجل ولمثلى بالنيين اسوة
فخل فلانا بيت قارون يعمر

لعمر المعالي ذا الليالي رقيبة
ونكبر بالسر الخفي وتصغر

تمر بكر وهي في نول نسجها
تقدم في ادوارها وتؤخر

ولا بد من طي لنشر اتت به
ومن ذا الذي ياعز لا يتغير

دعيني من الاحلام والزعم فالذي
يرى المجد عن اسبابه ليس يفتر

ينازعني المجد الصميم سواقط
مع الغرض الادنى تقل ونكثر

دعيون لا ام حصان ولا اب
وللفلس منهم يسجد المنكبر

ثقيل اذ الاقي الكرام بمحفل
خفيف اذا ما قام كالقرد يسكر

وقائلة لي خل همك واسترح
فكم ليلة عنها الخوارق تصدر

فقلت نعم لله في كل لمحة
لطائف لا تحصى ولا هي تحصر

فيكفرها المفتون والحق ظاهر
ويشكرها العبد المنيب فينصر


الصيادي

الحمدان
08-17-2024, 02:51 PM
وتغيبُ عني ثُمَ تزعُم أنني
أنسى هواك ولستُ أُدرك ماجرى

أما الفؤاد ففٓيك يحيا دائما
واللهِ ما كذب الشعورُ ولا افترى

لوكنتَ أبصرتَ الفؤاد وشوقٓه
ماذاق جفنكَ هانئا طعم الكرى

ياغائبا ملأ الحياة بطيفه
أنتَ الوجود بكل عيني والورى


محمد الشيعاني

الحمدان
08-17-2024, 02:58 PM
غابوا وزادوا في الغيابِ سنينَا
غابوا ليزدادَ الحنينُ حنينَا

غابوا وما علموا بأن غيابهمْ
سلبَ السعادة واستحال أنينَا

هذي عيوني قد بكت لفراقهمْ
دمعاً مذيباً للجفون سخينَا

أواهُ لو عادوا لقالوا ليتنا
لمْ نتركِ الصبَّ الكسير حزينَا


عبدالله الخربوش


الحمدان
08-17-2024, 03:16 PM
للَّه خطب جلل من عظمه
قلوبنا باتت على جمر الغضا

ونكبة عم الأنام حزنها
إذ خص فيها آل بيت المرتضى

ويا له فرط جوىً أثر في
العين قذىً وفي الفؤاد مرضا

كم ذا يعاني في الزمان نوباً
وكم نقاسي للخطوب مضضا

كيف القرار لامرء مقتله
امسى لأسهم الرزايا غرضا

أنى لعين قد تغشاها القذى
إذ غاب عنها نورها إن تغمضا

وكيف بالصبر لمن غودر من
تراكم الهم عليه حرضا

أينقضي الوجد لمولىً رزؤه
كذكره الجميل ما له انقضا

ندب له أمسى مباح النوم مح
ظوراً ومكروه الأسى مفترضا

كلم سيف همه أكبادنا
إذ هو سيف للخطوب منتضى

أجرى عقيق دمع عيني ذكره
لا ذكر جيران العقيق فالغضا

للَه كم أوهن عظماً كربه
وكم قوىً هد وظهراً انقضا

صوح روض الأنس بعده وقد
كان بفيض جوده مروضا

واغبرت الغبراء والخضراء إذا
قضى وضاق بعده رحب الفضا

لا فض فوك لائمي إذ كنت لي
على البكاء والأسى محرضا

افتراك مذهلي عن ود من
قد كان أرعى من لودي محضا

من كان عن ذنب الصديق مغضياً
وعن أساءة الخليل مغمضا

ما خفر الإل على علاته
يوماً ولا ذمة عهد نقضا

لم أنس أياماً زهت بقربه
ومحفلاً بأنسه قد أروضا

أيام كنا معه في غبطةٍ
ودعةٍ وصفو عيشٍ خفضا

زال وزال الظل حتى خلتها
حلماً مضى ولمح برق أو مضا

لا قر عيش قر بعدها ولا
قرت عيون طمعت أن تغمضا

أعزز به من راحل لم يرتحل
عنا وإن قوض فيمن قوضا

قضى حميد الذكر مرتضى كما
قضى كذاك عمره الذي انقضى

قد كان في اللَه تعالى فانياً
وعن جميع ما سواه معرضا

وصابراً على البلاء شاكراً
مسلماً لأمره مفوضا

لولا بنوه الخازنوا علومه
لقرض العلم غداة قرضا

ما مات مولىً ناب عن معشر
قد خلفوه بجميل إذا مضى

وهل يموت من ولي عهده
من بالعلوم يافعاً قد نهضا

مهدي أهل الحق والقائم بالد
دين الذي له المهيمن ارتضى

ومن له مهابةق يغضى لها
لم يعطها الليث الذي قد غيضا

وعزمة ثاقبة يكاد لايجري
بغير ما جرت به القضا

أمضى من السيف ولو أعيرها
السيف لما احتيج إلى أن ينتضى

وحدس فهم كم به أوضح من
دقايق العلوم ما قد غمضا

وعصمة يوشك أن تقضي له
بأنه مهدي آل المرتضى

يا أيها المهدي يا بقية
الصفوة يا سلوة من منهم مضى

عليك بالصبر الجميل أنني
أخشى عليك أن تكون حرضا

تعز في اللَه فإن فيه عم
ما فات أو ما سيفوت عوضا

لا تبتئس بموته الذي قضى
اللَه فخير خلق اللَه قبله قضى

واعلم يقيناً أنه لم يرتحل
عن رحله كرهاً ولكن عن رضا

إذ كانت الدنيا على نضرتها
أكره شيء عنده وأبغضا

رأى لدى السياق ما أعده
اللَه له فسار يسعى موفضا

وحين حط بالحسين رحله
نال به شفاعةً لن تدحضا

وأعطي الفردوس منأى عن لظى
تأريخه نال النعيم المرتضى

وحيث لم يلق عذاباً أرخوا
جاور مولانا الحسين المرتضى

وحيث لم يلق أثاماً أرخوا
قل لك عند اللَه مأوى مرتضى

الوجد وافى والمسرة انتأت
إذ قال من أرخ مات المرتضى

فليغتبط وليهنه أن قد أتى
تأريخه حاز من اللَه الرضا


العطار

الحمدان
08-17-2024, 03:19 PM
لهفي على بدر علا
تحت التراب قد أفل

وبحر علم كل حبرٍ
عل منه ونهل

من قد حباه اللَه
علماً زانه حسن عمل

قد هد أركان التقى
والدين رزؤه جلل

وحين حل الترب وهو
والسيد السامي المحل

أرخت عام موته
في بيت شعر قد كمل

عز على الإسلام موت
الصادق المولى الأجل


العطار

الحمدان
08-17-2024, 03:20 PM
للَّه أي حشاً يبوخ ضرامها
أم أي قلبٍ عنهم يوماً سلا

أتقر منا العين كلا بعد من
قد كان قرة عين أحمد في الملا

أم أينا من بعد مهجة قلبه
لم يصم مهجة قلبه كرب البلا

أم أي وردٍ بعده يهنا وقد
منع الورود وكان غيثاً مسبلا

أم كيف نهج بعد من لم يهجعوا
من ليلهم إلا القليل تململا

أم كيف نبخل بالدموع لفقد من
غمروا بجودهم الأنام تطولا


العطار

الحمدان
08-17-2024, 03:20 PM
وأقسم لولا من بسرهما سما
لما سمكوا سمكاً ولا أصلوا أصلا

فيا عمر اللَه المهيمن عمر من
بناه واعلى قدره بالذي أعلا

بناه فسواه فأتقن صنعه
بأحسن إبداع به بهر العقلا

ففات الطباق السبع فخراً وكيف لا
وأنجمه ليل الضلال بها تجلى

فقلت وقد تم البناء مؤرخاً
سماء علاً فاقت على الفلك الأعلى


العطار

الحمدان
08-17-2024, 03:20 PM
ليهن المرتضى إن نال أعلى
مقام لم ينله الفرقدان

أناخ من الجنان غداة ألقى
عصاه فيه في أعلى مكان

وعند النزع شاهد ما أعد
الإله له مشاهدة العيان

وبشر بالجنان فقلت أرخ
لقد أوتيت سؤلك بالجنان


العطار

الحمدان
08-17-2024, 03:21 PM
إن فخر الأماثل المرتضى من
عترة المرتضى الرضي الخيما

قد ثوى في حمى الحسين العزيز ال
جار فاستوجب النعيم المقيما

دفنوه مضاجعاً شهداء
الطف أكرم بذاك مأوى كريما

وغداة اغتدى مع الشهداء
الغر أرخت فاز فوزاً عظيما


العطار

الحمدان
08-17-2024, 03:23 PM
يا مَنْ سَقانِي كأسَ حُبِّه هَا أنا
‏ما بينَ وجْدي واشتِياقي والعَنا

‏ذُقتُ الهَنَا حينَ التقيْنا لحظةً
‏ومُذ افترقنَا لا سُرورَ ولا هَنا

‏ماذا جَرى أيْنَ الوِصالُ وأيْنَ ما
‏قدْ قِيل فِي يَومِ التَّلاقِي بَيننا

‏فالبعدُ يَجرحُ كلَّ قلبٍ عَاشقٍ
‏جرْحاً كحَدِّ السَّيف أو حَدِّ القنَا

......

الحمدان
08-17-2024, 03:27 PM
اِصرِف فُؤادَكَ يا عَبّاسُ مُلتَفِتاً
عَنها وَإِلا فَمُت مِن حُبِّها كَمَدا

إِنّي لَأَمنَحُ وُدّي كُلَّ ذي ثِقَةٍ
صِرفاً وَأَحفَظُهُ إِن غابَ أَو شَهِدا

عَصَيتُ فيها عِباد اللَهُ كُلَّهُمُ
مَن لامَني سَفَهاً أَو لامَني رَشَدا


العباس بن الأحنف

الحمدان
08-17-2024, 03:28 PM
يا لَيتَ ذا القَلبَ لاقىٰ مَن يُعَلِّلُهُ
أَو ساقِيًا فَسَقاهُ اليَومَ سُلوانا

يا أُمَّ عُثمانَ إِنَّ الحُبَّ عَن عَرَضٍ
يُصْبِي الحَلِيمَ وَيُبكِي العَيْنَ أَحيانا


جرير

الحمدان
08-17-2024, 03:29 PM
فَأَبكي لِما بي مِن جَوىً وَصَبابَةٍ
وَأَبكي إِذا أَبصَرتُ في الأَرضِ باكِيا

فَلا تَحسِباني أَذرِفُ الدَمعَ عادَةً
وَلا تَحسِباني أُنشِدُ الشِعرَ لاهِيا

وَلَكِنَّها نَفسي إِذا جاشَ جَأشُها
وَفاضَ عَلَيها الهَمُّ فاضَت قَوافِيا

......

الحمدان
08-17-2024, 03:30 PM
هل البدر إلا ما حواه لثامها
أو الصبح إلا ما جلاه ابتسامها

أو النار إلا ما بدا فوق خدها
سناها وفي قلب المحب ضرامها

أقامت بقلبي إذ أقام بحبها
فدارتها قلبي وداري خيامها

مهاة نقاً لو يستطاع اقتناصها
وكعبة حسن لو يطاق استلامها


......

الحمدان
08-17-2024, 03:31 PM
يَا مُولعْاً بِالْغَضَبِ وَالهْجْرِ وَالتَّجَنُّبِ
هَجْرُكَ قَدْ بَرَّح بي في جِدِّه وَاللَّعِبِ

إِن دُمُوعِي غَمرُ وَلَيْس عِندي غِمرُ
فَقُلْتُ يَا ذَا الْغُمرُ أَقصرْ عَنِ التَّعَتُّبِ

بِالْفَتْحِ مَاءٌ كَثُرا وَالْكَسْرِ حِقْدٌ سَتَرا
وَالضَّمِ شَخْصٌ مَا دَرَى شَيئاً وَلمْ يجُرّبِ



مثلث قطرب

الحمدان
08-17-2024, 03:32 PM
تُعَدّ ذُنوبي عندَ قَوْمٍ كثيرَةً
ولا ذَنْبَ لي إلاّ العُلى والفواضِلُ

كأنّي إذا طُلْتُ الزّمانَ وأهْلَهُ
رَجَعْتُ وعِنْدي للأنامِ طَوائلُ


أبو العلاء المعري

الحمدان
08-17-2024, 03:34 PM
ولما بدا لي أنها لا تحبني
وأن هواها ليس عني بمنجلِ

تمنيت أن تُبلى بغيري لعلها
تذوق صبابات الهوى فترق لي

وما كان إلا عن قليلٍ وأشغفت
بحب غزال أدعج الطرف أكحلِ

فعذبها حتى أذاب فؤادها
وذوقها طعم الهوى والتذللِ

فقلت لها هذا بذاك فأطرقت
حياءً وقالت كل ظالم مبتلي


......

الحمدان
08-17-2024, 03:34 PM
إِلى مُحَيّاكَ ضَوءُ البَدرِ يَعتَذِرُ
وَفي مَحَبَّتِكَ العُشّاقُ قَد عُذِروا

وَجَنَّةُ الحُسنِ في خَدَّيكَ موثَقَةَ
وَنارُ حُبِّكَ لا تُبقي وَلا تَذَرُ

يا مَن يَهُزُّ دَلالاً غُصنَ قامَتِهِ
الغُصنُ هَذا فَأَينَ الظِلُّ وَالثَمَرُ


......

الحمدان
08-17-2024, 03:35 PM
إِنّي نَظَرتُ إِلى المِرآةِ إِذ جليت
فَأَنكَرَت مُقلَتايَ كُلَّ ما رَأَتا

رَأَيتُ فيها شُيَيخاً لَستُ أَعرِفُهُ
وَكُنتُ أَعرِفُ فيها قَبلَ ذاكَ فَتى

فَقُلتُ أَينَ الَّذي مَثواهُ كانَ هُنا
مَتى تَرحَلُ عَن هذا المَكانِ مَتى

فَاِستَجهَلَتني وَقالَت لي وَما نَطَقَت
قَد كانَ ذاكَ وَهذا بَعد ذاكَ أَتى

هَوِّن عَلَيكَ فَهذا لا بَقاءَ لَهُ
أَما تَرى العُشبَ يَفني بَعدَما نَبَتا

كانَ الغَواني يَقُلنَ يا أَخي فَقَد
صارَ الغَواني يَقُلنَ اليَومَ يا أَبَتا


......

الحمدان
08-17-2024, 03:36 PM
الدَهرُ ذو دُوَلٍ وَالمَوتُ ذو عِلَلٍ
وَالمَرءُ ذو أَمَلٍ وَالناسُ أَشباهُ

وَلَم تَزَل عِبَرٌ فيهِنَّ مُعتَبَرٌ
يَجري بِها قَدَرٌ وَاللَهُ أَجراهُ

يَبكي وَيَضحَكُ ذو نَفسٍ مُصَرَّفَةٍ
وَاللَهُ أَضحَكَهُ وَاللَهُ أَبكاهُ


أبو العتاهية

الحمدان
08-17-2024, 04:22 PM
سارٍ هَوَاك بِمُهجتي كعروبَتي
تجري بِدمّي و الدماءُ فِدَاكا

وأكادُ مِن شَغَفِي أموتُ توجدًّا
فالشوقُ فِي رُوحِي يُريدُ لقاكا

وإذا سرَى فِي الناسِ أنكَّ مُتلفي
إتلافُ قَلْبِي فِيك مثلُ هناكا

مهما رأيتُ مِن الأنامِ محاسنًا
في القلبِ عينٌ لَا تَرَى إلّاكا

......

الحمدان
08-17-2024, 04:24 PM
أينَ اللذانِ تعاهدا أن يَمضِيا
في دربِ حُبِّهما بغيرِ رُجوع؟

كانا إذا افترقا لطَرفةِ خاطِرٍ
سفحا على الخدَّينِ بحرَ دُموعِ

كيفَ استطعنا بعدَ كُلِّ الحُبِّ أنْ
ننأى بلا دمعٍ ولا توديع؟

كنَّا نموتُ إذا افترقنا ساعةً
واليومَ نُحصي الهجرَ بالأسبوعِ

......

الحمدان
08-17-2024, 04:24 PM
أواهُ ليت الصبح يجمعُ بيننا
فينيرُ قلبًا من سنا الإشراقِ

ويكون يومي بالجمالِ مكمّلاً
وتفيق روحي بعد طولِ فراقِ

......

الحمدان
08-17-2024, 04:25 PM
وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكِيكَ بَعدَهُ
فَلَستَ فُؤَادِي إن رَأَيتُكَ شَاكِيَا!

أَقَلَّ اشتِيَاقًا أَيُّهَا القَلبُ رُبَّمَا
رَأَيتُكَ تُصفِي الوُدَّ مَن لَيسَ صَافِيَا


المتنبّي

الحمدان
08-17-2024, 04:26 PM
فَيا نَفسُ مالاقَيتِ مِن لاعِجِ الهَوى
وَياقَلبُ ماجَرَّت عَلَيكَ النَواظِرُ

وَيا عِفَّتي مالي وَما لَكَ كُلَّما
هَمَمتُ بِأَمرٍ هَمَّ لي مِنكِ زاجِرُ

كَأَنَّ الحِجا وَالصَونَ وَالعَقلَ وَالتُقى
لَدَيَّ لِرَبّاتِ الخُدورِ ضَرائِرُ

وَهُنَّ وَإِن جانَبتُ ما يَشتَهينَهُ
حَبائِبُ عِندي مُنذُ كُنَّ أَثائِرُ

وَكَم لَيلَةٍ خُضتُ الأَسِنَّةَ نَحوَها
وَما هَدَأَت عَينٌ وَلا نامَ سامِرُ

فَلَمّا خَلَونا يَعلَمُ اللَهُ وَحدُهُ
لَقَد كَرُمَت نَجوى وَعَفَّت سَرائِرُ




أبو فراس الحمداني

الحمدان
08-17-2024, 04:27 PM
وعجبِ ان الصوارم والقنا
ما فعلن بي مافعلته عيناك

واعجب من عجبي هذا
ان القلب لا يهوى سواك


ابو الليل

الحمدان
08-17-2024, 04:28 PM
أشهی مِنَ النَّومِ يا أقسی من الأرَقِ
سهرتُ أقضي دُيونَ الشّوقِ في عُنُقي

كأنّني أمُّ هذا الليلِ أرضِعُهُ
سوادَ عينيَّ أو أغذوهُ مِن قَلَقي

......

الحمدان
08-17-2024, 04:29 PM
واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

مالي أكَتِّمُ حبّاً قَد بَرى جَسَدي
وَتَدَّعي حبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ

إِن كانَ يَجمَعنا حُبٌّ لِغرَّتِهِ
فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ

قَد زرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مغمَدَةٌ
وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ

فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمُ
وَكانَ أَحسَنَ ما في الأَحسَنِ الشِيَمُ

......

الحمدان
08-17-2024, 04:29 PM
العَينُ تُبصِرُ مَن تَهوي وَتَفقِدُهُ
وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو مِنَ النَظَرِ

إِن كانَ لَيسَ مِعي فَالذِكرُ مِنهُ مَعي
يَراهُ قَلبي وَإِن قَد غابَ عَن بَصَري


الحلاج

الحمدان
08-17-2024, 04:30 PM
وَكُنّا سَلَكنا في صَعودٍ مِنَ الهوى
فَلَمّا تَوَافَينا ثَبَت وَزَلَّتِ

وَكُنّا عَقَدنا عُقدَةَ الوَصلِ بَينَنا
فَلمّا تَواثَقنا شَدَدتُ وَحَلَّتِ



كُثيّر عزة

الحمدان
08-17-2024, 04:31 PM
وَقد أَحبته العُلى وأحبّها
كَبثينة فيما مَضى وَجَميل

وَالدينُ لاذَ بظل سُلطانِ الوَرى
فَغَدا بِظلٍ مِن حِماه ظَليل

......

الحمدان
08-17-2024, 04:31 PM
يا غائبين وفي سرّي مَحلُّهُمُ
دمُ الفؤاد بسهمِ البَيْنِ مسفوكُ

أشتاقكم ودموعُ العين جاريةٌ
والقلبُ في رِبْقَةِ الأشواقِ مملوكُ

......

الحمدان
08-17-2024, 04:32 PM
إِذا لَعِبَ الغَرامُ بِكُلِّ حُرٍّ
حَمِدتُ تَجَلُّدي وَشكَرتُ صَبري

وَفَضَّلتُ البِعادَ عَلى التَداني
وَأَخفَيتُ الهَوى وَكَتَمتُ سِرّي

وَلا أُبقي لِعُذّالي مَجالاً
وَلا أُشفي العَدُوَّ بِهَتكِ سِتري

عَرَكتُ نَوائِبَ الأَيّامِ حَتّى
عَرَفتُ خَيالَها مِن حَيثُ يَسري

عنترة بن شداد

الحمدان
08-17-2024, 04:33 PM
‏إلهي أدقُّ الباب حبًّا وخِيفةً
‏ وأسرد أحلامي وأحصي شواغلي

‏ وأنت الذي تقضي بما شئتَ
‏ كلما أردتُ كبيرًا عزّ عنه تضاؤلي

......

الحمدان
08-17-2024, 04:33 PM
زَها جِسمُ لَيلى في الثِيابِ تَنَعُّماً
فَيا لَيتَني لَو كُنتُ بَعضَ بُرودِها

أَفي النَومُ يا لَيلى رَأَيتُكِ أَم أَنا
رَأَيتُكِ يَقظاناً فَعِندي شُهودُها

ضَمَمتُكِ حَتّى قُلتُ ناري قَدِ اِنطَفَت
فَلَم تُطفَ نيراني وَزيدَ وَقودُها

مجنون ليلى

الحمدان
08-17-2024, 04:34 PM
‏وَأستَلذّ نَسيماً من دِيارِكُمُ
‏كأنّ أنفاسَهُ من نَشرِكُمْ قُبَلُ

وكم أحملُ قلبي في محبتكمْ
‏ما لَيسَ يَحمِلُهُ قلبٌ فَيحتَملُ

‏بهاء الدين زهير

الحمدان
08-17-2024, 04:35 PM
أرحم يديكَ فما في الدارِ من أحدٍ
لا ترجُ ردًا فأهلُ الوُدِّ قد راحوا

ولْترحمِ الدارَ.. لا توقِظ مواجعها
للدورِ روحٌ .. كما للنَّاسِ أرواحُ

......

الحمدان
08-17-2024, 04:36 PM
لا تَحْرَصَنَ فَالحِرْصُ ليسَ بِزَائدٍ
في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب

وَيَظَلُّ مَلْهُوفًا يَرُوْمُ تَحَيُّلاً
والرِّزْقُ ليس بحيلة يُسْتَجْلَبُ

كم عاجز في الناس يؤتى رزقهُ
رغدا و يحرم كيس ويخيب

أد الأمَانَة والخِيَانَة فَاجْتَنِبْ وَاعْدُلْ
ولا تَظْلِمْ ، يَطِبْ لك مَكْسَبُ

وإذا بُلِيْتَ بِنُكَبَة فَاصْبِرْ لها
من ذا رأيت مسلماً لا ينكب

و إذا أصابك في زمانك شدة
و أصابك الخطب الكريه الأصعب

فَادْعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنَى لِمَنْ
يدعوه من حبل الوريد وأقرب

......

الحمدان
08-17-2024, 04:37 PM
كلٌّ له ليلى ومن لم يَلقها
فحياته عبثٌ ومحضُ هباءِ

كلٌّ له ليلى يرى في حبِّها
سرّ الدُّنى وحقيقة الأشياءِ

ويرى الأماني في سعير غرامها
ويرى السَّعادة في أتمِّ شقاءِ

......

الحمدان
08-17-2024, 04:38 PM
وَلَقَدْ هَمَمْتُ بِقَتْلِهَا مِنْ حُبِّهَا
كَيْمَا تَكُونَ خَصِيمَتِي فِي الْمَحْشَرِ

حَتَّى يَطُولَ عَلَى الصراطِ وُقُوفُنَا
فَتَلَذَّ عَيْنِي مِنْ فُنُونِ الْمَنْظَرِ

ثُمَّ ارْتَجَعْتُ وَقُلْتُ رُوحِي رُوحُهَا
فَإِذَا هَمَمْتُ بِقَتْلِهَا لَمْ أَقْدِرِ


قيس بن الملوح