المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 [130] 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
02-16-2025, 01:48 PM
‏وَمَا فِي الأَرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ
وَإِنْ وَجَدَ الهَوَى حُلْوَ المَذَاقِ

تراهُ باكياً في كلِّ وقتٍ
مخافةَ فُرقةٍ أوْ لاشتياقِ

فيبكي إنْ نأى شوقاً إليهمْ
ويبكي إنْ دنوا خوفَ الفِراقِ

فتسخنُ عينهُ عندَ التنائي
وتسخنُ عينهُ عندَ التلاقي

.....

الحمدان
02-16-2025, 01:58 PM
مَن ذا الّذي أغواكَ حتّى تركتَني
ونبذت عهدي بعدما قاسَمتني

أنتَ الّذي حلّفتني وحلفتَ لي
أغلظت بالأقسامِ حين عرفتَني

أخلفت عهدك والعهودُ غليظةٌ
وحلفتَ أنّك لا تخون وخُنتَني

عاهدتني ألّا تميل عنِ الهوى
وحلفت لي يا غُصن ألا تنثني

هبَّ النسيم ومال غُصنك وانثنى
يا باخلًا بالوصل أنت قتلتَني

البوح سعيدي

الحمدان
02-16-2025, 01:59 PM
عاهدتني بالصّدق ثمّ جفوتني
وسرقتني من واقعي ورميتني

وضممتني لصدرك ثمّ قتلتني
جعلتني للّيل كم أسهرتني

.....

الحمدان
02-16-2025, 01:59 PM
يا ساعيًا لدربي كيف تركتني
ورميتَ أعذارًا لعلّك تختفي

وركضتَ خلف عواذلي وهجرتَني
وسألتني بالله ثمّ كسرتني

.....

الحمدان
02-16-2025, 02:08 PM
حتى وإن بدت السماءُ بعيدةً
أن الذي فوقَ السماءِ قريبُ

فأرفع يديكَ إلى الاله مناجياً
إن الجروحَ مع الدعاءِ تطيبُ

ما ضرنا بعد السماءِ وإن علت
ما دمت يارب السمــاءِ قريبُ

.....

الحمدان
02-16-2025, 02:10 PM
يا مَن يَلومُ عَلى هَواهُ جَهالَةً
اِنظُر إِلى تِلكَ السَّوالِفِ وَاِعذُرِ

حَسُنَت وَطابَ نَسيمُها فَكَأَنَّها
مِسكٌ تَساقَطَ فَوقَ وَردٍ أَحمَرِ

.....

الحمدان
02-16-2025, 02:12 PM
‏مَضَى عُمري ورونَقُهُ توَارَى
ولَيلُ مَوَاجِعي خَطَفَ النَهَارَا

أعَانَ اللهُ قَلبي كيفَ أخفَى
ظلامتَهُ وأضمَرَهَا ودَارى

يَلوكُ بنَبضِهِ وَجَعٌ عَصِيٌ
على الكِتمانِ مَا خَفَقَ استَثارا

.....

الحمدان
02-16-2025, 02:15 PM
كبريَائي كرَامَتي عانداني
أنْ أسمّي الشعورَ فيَّ اشتِيَاقَا

أوصدي البابَ أرحمٌ أن تَنوئي
فَالمَسافاتُ تقتلُ الأشوَاقَا

بينَ مُرّينِ كمْ أراهُ رَحيماً
أن يكونَ الخلاصُ فينا افتِرَاقَا

اكرَهيني بقَدرَ مَا كُنتِ حُلمَاً
طافَ ليلاً بأنجُمي وتَلاقى

مَزّقيهَا رَسائلي واحرقيهَا
مُستَحيلٌ بَقاؤنَا عُشَّاقَا

.....

الحمدان
02-16-2025, 02:26 PM
‏تـراكَ بـملئ عـيـنيها مـلاكا
وتعمى أن ترى أحداً سواكا

تقول وأنتَ لا تدري حبيبي
بعين القلب أنظرُ كي أراكا

فسبحان الذي أعطاكَ روحي
وللحبّ اصطفانيَ واصطفاكا

وإنّـي يـا أَحـبَّ إلـيّ مـنّـي
رضيتُ بأن أموتَ هوىً فداكا

وقـلبي يا لقلبي كـيف عـنّي
تـخلّى يـوم عـن طوعٍ أتاكا

.....

الحمدان
02-16-2025, 04:10 PM
قُل للمليحةِ في الخِمار الأسودِ
ماذا فعلتِ بناسِكٍ مُتعبّدِ

.....

الحمدان
02-16-2025, 04:11 PM
‏وقرأتُ في عيْنِ المليحةِ جُملةً
إِعرابُها يا أنت إنّكَ مَوطني

لا تُفصحِي بالقولِ إنّ عيُونَنَا
في البَوحِ أَفصحُ من كلامِ الألسُنِ

.....

الحمدان
02-16-2025, 04:15 PM
وقَد تبدو سعيدًا كلَّ يومٍ
وفي أعماقِكَ الشيءُ النقيضُ

يَلُفُّ الليلُ دربَكَ أينَ تَمضي
ولا نورٌ يَشُعُّ ولا وَمِيضُ

عليلُ الجِسمِ لا يُدعَى مَريضًا
عليلُ الرُّوحِ بَينَهُما المَريضُ

.....

الحمدان
02-16-2025, 04:16 PM
وها أنا ألقى في التغافُلِ راحتي
بهِ طابَ لي عَيشي وطابت لياليا

أُداري وأنسى ما يُكدُّر خاطري
وأُغمِضُ جَفني لا عليّ ولا لِيا

فما كان من قَولٍ جميلٍ حفظتهُ
وألقَيتُ ما يُدمي الشعورَ ورائيا

تئِنُّ قلوبٌ خالطَ الغيظُ نبضَها
وتهنأُ ما دامَ التغافلُ باقيا

.....

الحمدان
02-16-2025, 04:17 PM
أقرَّت نجومُ الحسن أنك بدرُها
وأنك في روض المحاسن زهرُها

ووجه لو اَنَّ الأعين العور كُحِّلت
ببهجته يوماً لراجَعَ بصرُها

فتسعة أعشار الملاحة قُسِّمَت
عليك وفي كلِّ الخلائق عُشرُها

لذكرك طِيبٌ في النفوس لو اَنَّه
لجسمك لم يُجلَب من الهند عطرُها

فصارت بك الأيامُ أعيادَ لذَّةٍ
فما كاد أضحاها يبين وفِطرُها

تقلِّبُ طرفاً لو تقلَّبَ سحرُهُ
على الأرض لم يظهر ببابل سِحرُها

فلو كنتَ في سوق الجواهر ضاحكاً
إذا عُرِضَت لم يغلُ في السوق قَدرُها

أرى لك قبل الأُنس مزح تَظرُّفٍ
كذلك قبل الشمس يطلع فجرُها

وطبعاً وأخلاقاً إذا بانَ كشفُها
تبيَّن من تحت التكشُّف سترُها

تخلَّقتَ أخلاقاً هي الخمر لذَّةً
وطيباً ولكن في التظرُّفِ سكرُها

خلائق يُرضي اللهَ في السرِّ صونُها
ويرضي عباد اللَه في الجهر نشرُها

فيكثر عند الناس في ذاك حمدُها
ويكثر عند الله في ذاك أجرُها

.....

الحمدان
02-16-2025, 04:19 PM
خانوا وإني على العهدِ الذي عهدوا
يا ليتهم وجدوا بعضَ الذي أجِدُ

ما كان أسرع ما خانوا وما نكثوا
عن الوفاءِ ولم يوفوا بما وعدوا

أبالخيانةِ جازوني وقد علموا
أني لقيتُ الذي لم يلقه أحدُ

لهفي عليهم فإني من تذكُّرهم
ما تنقضي حسرتي أو ينقضي الأبدُ

تمكَّن الوجد من قلبي ومن كبدي
فليس لي معه قلب ولا كبدُ

من ذا يسدُّ طريق الحزن عن كلِفٍ
طرائقُ الشوق في أحشائه تقدُ

كأنَّ قلبي أسيرٌ قد أحاط به
جيش من الكربِ لا يحصى له عَدَدُ

سلَّ الغرام سيوف الموت يبرقها
على الحياةِ فعزَّ الصبر والجَلَدُ

تُغشي على القلب ذكراكم إذا خطرت
بالقلبِ مما على قلبي لكم يَردُ

كأنما الدهر أغرى بيننا حسداً
ونعمةُ اللَه مقرونٌ بها الحسدُ

اللَه يحكم ما بيني وبينكُمُ
بِكم شقيتُ وأعدائي بِكم سعدوا

.....

الحمدان
02-16-2025, 04:21 PM
قالَت مَرِضتُ فَعُدتُها فَتَبَرَّمَت
وَهِيَ الصَحيحَةُ وَالمَريضُ العائِدُ

وَاللَهِ لَو أَنَّ القُلوبَ كَقلبِها
ما رَقَّ لِلوَلَدِ الصَغيرِ الوالِدُ

كَتَبَت بِأَن لا تَأتِني فَهَجَرتُها
لِتَذوقَ طَعمَ الهَجرِ ثُمَّ أُعاوِدُ

ماذا عَلَيها أَن يُلِمَّ بِبابِها
ذو حاجَةٍ بِسَلامِهِ مُتَعاهِدُ

إِن كانَ ذَنبي في الزيارَةِ فَاِعلَمي
أَنّي عَلى كَسبِ الذُنوبِ لَجاهِدُ

سَمّاكِ لي قَومٌ وَقالوا إِنَّها
لَهيَ الَّتي تَشقى بِها وَتُكابِدُ

فَجَحَدتُهُم ليَكونَ غَيرَكِ ظَنُّهُم
إِنّي لَيُعجِبُني المُحِبُّ الجاحِدُ

إِنَّ النِساءَ حَسَدنَ وَجهَكِ حُسنَهُ
حُسنُ الوجوهِ لِحُسنِ وَجهِكِ ساجِدُ

يا ذا الَّذي صَدَعَ الفُؤادَ بِصَدِّهِ
أَنتَ البَلاءُ طَريفُهُ وَالتالِدُ

أَلقَيتَ بَينَ جُفونِ عَيني فُرقَةً
فَإِلى مَتى أَنا ساهِرٌ يا راقِدُ

وَإِلى مَتى أَبكي وَتَضحَكُ لاهياً
عَنّي وَأُدني في الهَوى وَتُباعِدُ

وَإِلى مَتى أَنا هاتِفٌ بِكَ في دُجّىً
أَبكي إِلَيكَ وَأَشتَكي وَأُناشِدُ

أُردُد رُقادي ثُمَّ نَم في غِبطَةٍ
إِنّي اُمرُؤٌ سَهَري لِنَومِكَ حاسِدُ

يَقَعُ البَلاءُ وَيَنقَضي عَن أَهلِهِ
وَبَلاءُ حُبِّكَ كُلَّ يَومٍ زائِدُ

أَنّى أَصيدُ وَما لِمِثلي قُوَّةٌ
ظَبياً يَموتُ إِذا رآهُ الصائِدُ

.....

الحمدان
02-16-2025, 04:22 PM
يا من أضأت الليل بنور المحبة
أحلام قلبي فيكم دوماً تسير

ياما تجلت في عيونكم أسرار
وكل لحظة معكم فيها نذير

أشتاق لكم في كل لحظة
فأنتم في عروقي شعاعٌ ينير

.....

الحمدان
02-16-2025, 04:33 PM
شعبانُ أطلقَ للفؤادِ عنانا
‏متشوِّقاً حتى يرى رمضَانا

‏ربَّاهُ أكرِمنا بتوبةِ نادمٍ
‏حتى ننالَ الفضلَ والإِحْسَانا

‏ونصافحَ النَّفحاتِ في شَهرِ العَطا
‏ونَرى السُّرورَ يحفُّنا ألوانا

‏وارفعْ مقاماً في المعالي دائِماً
‏حتى نلاقي الفوزَ والرِّضْوانا


اللهم بلغنا رمضان وتقبل منا

الحمدان
02-16-2025, 04:36 PM
‏عِشْ لحظةَ اليومِ إنَّ الأمسَ قدْ أفَلا
فالعُمرُ يحمِلُ في طيَّاتهِ الأمَلا

هيَ الحياةُ بقَدرِ الحُزنِ تَمنحُنا
حُبًّا وتفتحُ إنْ ضاقَ المَدى سُبُلا

.....

الحمدان
02-16-2025, 04:43 PM
وتشرق في فؤادي مثل شمسٍ
تـشـع الـنـور مخـتلـطًـا وصـافِ

صـبـاحكِ بـيـن أضلاعـي حنون ٌ
كوقعِ الغيث في فصلِ الجفـافِ

صـبـاح الـخـيـرِ لـلـدنـيـا جميعًا
وصباحكَ عن جميع الناسِ كافِ

.....

الحمدان
02-16-2025, 04:59 PM
تَغَيَّرَ عن مَوَدَّتِهِ وحالا
وأَظْهَرَ بَعْدَ رغبتِهِ ملالا

فما يَنْفَكُ يَظلِمُني اعْتِدَاءً
وما أَنْفَكُّ أُنْصِفُهُ اعتدالا

وقد نُزِّهْتُ عن هَجْرٍ وهُجْرٍ
وإنْ أَبْدَى الخليلُ لِيَ اخْتِلالا

أُقيلُ ولا أَقُولُ وأَيُّ ذَنْبٍ
لِمَنْ مالَ الزمانُ به فمالا

ومن طَلَبَ الوفاءَ مِنَ الليالي
على عِلاَّتِها طَلَبَ المُحَالا

لذلك لم أَزَلْ طَلْقَ المُحَيَّا
وإنْ عَبَسَ الصديقُ وإن أَذَالا

وعندي والغرامُ له صُروفٌ
بَلَوْتُ صُنوفَها حالاً فحالا

ضلوعٌ لستُ آلوها اشتعالا
وقلبٌ لستُ آلوهُ اشتغالا

وكنتُ متى عَلِقْتُ حبالَ قومٍ
وصلتُ بها وإن صَرَمُوا حبالا

وتلك شمائلي راقَتْ وَرَقَّتْ وَرَقَّتْ
فما أَدرِي شَمولاً أو شمالا

بَقِيتَ وإنْ لَقِيتُ بك السَّقَاما
ودُمْتَ وإنْ أَدَمْتَ لِيَ انْتِقالا

فَمَنْ يخشاكَ لا يَخْشَى صُدوداً
ومن يرجوكَ لا يرجو وِصالا

جَرَتْ بالجَوْرِ أَحكامُ الليالي
تَعالَى اللُّه عَنْ هذا تعالى

لَعَلَّكَ لاَئِمِي وَخَلاَكَ لَوْمٌ
فَمِثْلُكَ مَنْ تَخَيَّلَ ثُمَّ خَالا

أتُرْشِدُني ولستَ تَرَى سفاهاً
وتَهْدِينِي ولستَ ترَى ضلالا

دعِ الأيامَ تنقُلُني يداها
وتَلْعَبُ بي يميناً أو شِمالا

فكم صَرْفٍ صَرَفْتُ الفِكْرَ عنه
فما أدْرِي تَوَلَّى أَم توالَى

وكيف يكونُ بي أَبداً مَصُوناً
وَيَرْضَى أَنْ أَكونَ به مُذالا

أَيَأْنَفُ أَنْ يُقَلِّدَنِي جَميلاً
فَيَغْدو وقد تَقَلَّدَنِي جَمَالا

تراهُ يَظُنُّنِي أَنْ زِدتُ نقصاً
تزيد به معالِيهِ كمالا

عَذَرْتُكَ لَو منعتَ شفاءَ سُقْمِي
ولم تَمْنَحْنِيَ الداءَ العُضالا

ابن قلاقس

الحمدان
02-16-2025, 05:01 PM
لك منزلٌ في القلب لا يتغيرُ
وصفاءُ وُدٍّ قط لا يتكدرُ

ومودةٌ منا تقادمَ عهدُها
وودادُ صدق باللقاءِ يفسرُ

ما جئتُ أطلبُ منك يوماً حاجة
أبداً وظنِّي أنها تتعسّرُ

عَهدِى بقلبك لِي ودادٌ باطنٌ
لكن بحسن خلائقٍ لك يظهرُ

وإذا أتيتُك قبلَ ذا في حاجةٍ
لا يعتريك تلكؤٌ وتعسرُ

أنا مُذْ عرفتُك ما تكدَّر خاطرى
أبدا وقد مرت سنونَ وأعصرُ

أنا لستُ أنسى ما حييتُ وِدادَكم
لو مر ألفٌ في السنينَ وأكثرُ

محمد المعولي

الحمدان
02-16-2025, 05:04 PM
سهرتُ الليلِ في أرقٍ وشوقٍ
فصار الليلُ لونًا في جفوني

وإنّي مولعٌ بالنـومِ لكن
لذيذُ النومِ لا يهوى عيوني

.....

الحمدان
02-16-2025, 05:05 PM
أشكُو إلَيكَ أمُورًا أنتَ تَعلَمُهَا
‏فَأنتَ يَارَبُّ عَلَّامُ الخَفِيَّاتِ

‏لَو كانَ غَيرُكَ يَكفِينِي عَظَائِمَهَا
‏أنبَأتُهُ مَا بِقَلبِي مِن خَبِيَّاتِ

‏هَيهَاتَ مَالِي عِندَ الخَلقِ مِن فَرَجٍ
‏فَأنتَ أنتَ الَّذي أرجُو لِحَاجَاتِي


ابن الفارض

الحمدان
02-16-2025, 05:07 PM
قالوا الرَحيلُ فَما شَكَكتُ بِأَنَّها
نَفسي عَنِ الدُنيا تُريدُ رَحيلا

الصَبرُ أَجمَلُ غَيرَ أَن تَلَدُّداً
في الحُبِّ أَحرى أَن يَكونَ جَميلا

أَتَظُنُّني أَجِدُ السَبيلَ إِلى العَزا
وَجَدَ الحِمامُ إِذاً إِلَيَّ سَبيلا

رَدُّ الجَموحِ الصَعبِ أَسهَلُ مَطلَباً
مِن رَدِّ دَمعٍ قَد أَصابَ مَسيلا


أَبُو تَمَام

الحمدان
02-16-2025, 05:11 PM
يُرِيني اللَّيْلُ عِندَ البَدْرِ صُورَتَها
كَأَنَّهَا وَضِياءُ اللَّيْلِ إِخْوَانُ

.....

الحمدان
02-16-2025, 05:13 PM
أرقٌ على أرقٍ فما هذا الأرقْ
والنبضُ في قلبي يدندنُ بالقلقْ

النومُ جافاني وأغلقَ بابهُ
لم يرحمِ الجفنَ المقرَّحَ إذ طرقْ

وإذا بإحساسٍ يريحُ مشاعري
وكأنِّما صوتٌ من الروحِ انطلقْ

هيَّا استعذ باللهِ واهدأ يافتى
واقرأ من القرآنِ آياتِ الفلقْ

بالذكر يحتضن الفؤادُ أمانَه
لا لن تخيبَ وأنت ترجو مَن خلقْ

.....

الحمدان
02-16-2025, 05:18 PM
نروي لكم قصه الشاعر العراقي الكبير
حسن المرواني
حيث اعجب بزميلة له في الجامعة جامعة بغداد فذهب واخبرها بمشاعره فردته ردا قاسياً فذهب يلح عليها بين الحين والحين وكل مره كان الرد يكون اقسا فذات يوم تفاجأ بها ممسكه بيد زميل لها فسال فقالو له خطيبها الجديد فكتم الغصه عامين فلما جاء تخرجهم عام 1971 كتب قصيدته والقاها في المسرح امامها وخطيبها موجود

ماتت بمحراب عينك ابتهالاتي
واستسلمت لرياح اليأس راياتي

جفّت على بابك الموصود أزمنتي
ليلى وما أثمرت شيئا نداءاتي

لو كنتُ ذا ترفٍ ما كنتِ رافضةً
حبي ولكنّ عسرَ الحالِ مأساتي

فلتمضغِ اليأسَ آمالي التي يبستْ
وليغرقِ الموجُ يا ليلى بضاعاتي

أمشي وأضحكُ يا ليلى مكابرةً
علّي أخبي عن الناسِ احتضاراتيْ

لا الناسُ تعرفُ ما خطبي فتعذرني
وطلا سبيلَ لديهم في مواساتيْ

لاموا أفتتاني بزرقاءِ العيونِ ولو
رأوا جمال عينيكِ ما لاموا افتتاناتي

.....

الحمدان
02-16-2025, 05:23 PM
أَدهَى الْمَصَائِبِ غَدرٌ قَبْلَهُ ثِقَةٌ
‏وَأَقبَحُ الظُّلمِ صَدٌّ بَعدَ إِقْبَالِ

‏قَلْبِي سَلِيمٌ وَنَفْسِي حُرَّةٌ وَيَدِي
‏مَأْمُونَةٌ وَلِسَانِي غَيْرُ خَتَّالِ

‏لَكِنَّنِي فِي زَمَانٍ عِشْتُ مُغْتَرِبَاً
‏فِي أَهْلِهِ حِينَ قَلَّتْ فِيهِ أَمْثَالِي

‏البارودي

الحمدان
02-16-2025, 05:24 PM
أدِرْ ذِكْرَ مَن أهْوى ولو بمَلامِ
فإنّ أحاديثَ الحَبيبِ مُدامي

ليَشْهَدَ سَمْعِي مَن أُحبُّ وإن نأى
بطَيفِ مَلامٍ لا بطَيفِ مَنام

فلي ذِكْرُها يَحلو على كلّ صيغةٍ
وإنْ مَزَجوهُ عُذِّلي بخِصام

كأنّ عَذولي بالوِصالِ مُبَشّرِي
وإن كنتُ لم أطمَعْ بِرَدّ سلام

بِرُوحيَ مَن أتلفْتُ روحي بحُبّها
فحانَ حِمامي قبلَ يومِ حِمامِي

ابن الفارض

الحمدان
02-16-2025, 05:26 PM
يُريدُ الفَتى أَن لا يَدومَ خَليلُهُ
وَلَيسَ لَهُ إِلّا المَماتِ سَبيلُ

فَلا بُدَّ مِن مَوتٍ وَلا بُدَّ مِن بَلىً
وَإِنَّ بَقائي بَعدَكُم لَقَليلُ

لِكُلِّ اِجتماعٍ مِن خَليلَينِ فِرقَةٌ
وَكُلُّ الَّذي دونَ المَماتِ قلَيلُ

وَإِن اِفتِقادي واحِداً بَعدَ واحِدٍ
دَليلٌ عَلى أَن لا يَدومَ خَليلُ

إِذا اِنقَطَعتَ يَوماً عَنِ العَيشِ مُدَّتي
فَإِنَّ غِناءَ الباكياتِ قَليلُ

سَيُعرَضُ عَن ذِكري وَتُنسى مَوَدَّتي
وَيَحدُثُ بَعدي لِلخَليلِ خَليلُ

رثاء علي أبن إبي طالب لفاطمة

الحمدان
02-16-2025, 05:30 PM
‏بغداد أهلك رغم الجرح صبرهمو
صبر الكريم وإن جاعوا وإن ثكلوا

قد يأكلون لفرط الجوع أنفسهم
لكنهم من قدور الغير ما أكلوا


من ديوان صبر أيوب
للشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد

الحمدان
02-16-2025, 05:34 PM
ومُدَّت أكفٌّ للوداعِ تَصافحَت
وكادَت عيونٌ للفراقِ تَسيلُ

ولا بُدَّ للإلفَينِ مِن ذمَّ لَوعةٍ
إذا ما خليلٌ بانَ عنهُ خليلُ

.....

الحمدان
02-16-2025, 05:37 PM
‏يا أيها القَمَرُ المُنِيرُ السّاحِرُ
‏الأمْلَحُ العَالي الرّفِيعُ البَاهرُ

‏بَلّغْ شَبيهتَكَ السّلامَ وَهَنِّها
‏بالنّومِ واشْهَدْ لي بأني ساهرُ

.....

الحمدان
02-16-2025, 05:45 PM
‏وَمَـنْ كـَانَتِ الدُّنْيَا هَـوَاهُ وَهَمَّهُ
سَبَتْهُ المُنَى وَاستَعبَدَتْهُ المَطَامِعُ

وَمَنْ عَقَلَ استَحيَا وَأَكرَمَ نَفسَهُ
وَمَنْ قَنِعَ استَغْنَى فَهَلْ أَنْتَ قَانِعُ

أبو العتاهية

الحمدان
02-16-2025, 08:35 PM
كمَرّ السحابِ يمرّ البشر
‏فناسٌ كغيمٍ وناسٌ مطر

.....

الحمدان
02-17-2025, 01:57 PM
ولها في القلب ما لا يجوز لغيرها
وفي النبض نبضٌ على سواها محرّمُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 02:11 PM
ازرعْ جميلاً ولو فِي غَيرِ مَوضِعهِ
فَلا يَضيعُ جَميلٌ أينَما زُرِعا

إنَّ الجَميلَ وإنْ طالَ الزَّمانُ بِهِ
فليسَ يَحصدُهُ إلَّا الَّذي زَرَعا

.....

الحمدان
02-17-2025, 02:36 PM
وإذا إلتَقت عينُ الخَليلِ خَليلُها
وَسَطَ الحُشودِ فليسَ للنُطـقِ ثمَنُ

تَكفي تعابيرُ الوجُوهِ كَأنها
أنهارُ شَوقٍ فَاضَ من كُثرِ الشَجن

.....

الحمدان
02-17-2025, 02:50 PM
أحَبُّ ما تُولين مِنۡ عطايا
يا هذه الأيامُ أن تُوَلِّي

البردوني

الحمدان
02-17-2025, 02:56 PM
تكلمْ وسدِّدْ ما استطعتَ فإنّما
‏كَلاَمُكَ حَيٌّ والسُّكوتُ جَمَادُ

‏فإن لم تجد قولًا سَديدًا تقولُهُ
‏فَصَمْتُكَ عن غير السَّدادِ سَدَادُ

أبو الفتح البُستي

الحمدان
02-17-2025, 02:59 PM
‏فإنّكَ⁩ ‌كالليل⁩ِ الذي⁩ ‌هو⁩ ‌مُدركي⁩
‏وإنْ خِلْتُ أنَّ المُنْتَأى عَنْكَ واسِعُ

النابغة الذبياني

الحمدان
02-17-2025, 03:15 PM
فيا رب قد عوَّدت وجهي صِيانةً
وأهلي غنًى والقلب منك تعفُّفا

فزدني وأهلي مِن صنيعك نعمة
تدوم، وصُنِّي واكْفِ يا خير من كفى

وصِلني ولا تقطع بلطفٍ ورحمةٍ
فلستُ أبالي إنْ وَصلت بمن جفا

الصرصري

الحمدان
02-17-2025, 03:17 PM
وكيف آمَنُ غيرِي عند نائبةٍ
يوماً إِذا كنتُ من نفسي على حذرِ

المهذَّب بن الزُّبير

الحمدان
02-17-2025, 03:18 PM
يَجُرُّ الخَناذيدَ الجِيادَ عَلى الوَجا
تُواعِسُ في ظَلمائِها ما تُواعِسُ

يُطالِبنَ دَينًا في قُضاعَةَ لَم يَكُن
ليَمعَكَهُ الأَلوى وَلا المُتَشاوِسُ

تَرَكنَ عُبيدَ اللهِ يَومَ لَقينَهُ
وَفي النَّفسِ مِن أَرماحِ تَغلِبَ هاجِسُ

القُطامي التغلبي

الحمدان
02-17-2025, 03:21 PM
وَإِذا عَزَمتَ فَكُن بِنَفسِكَ وَاثِقًا
فَالمُستَعِزُّ بِغَيرِهِ لا يَظفَرُ

البارودي

الحمدان
02-17-2025, 03:22 PM
قالوا صَبَرتَ وما صَبَرتُ جلادةً
لكن لِقلَّةِ حِيلتي أتصبَّرُ

لا تنهني عنهم فتُغرِيَني بهم
فلرُبَّما ينهى العذولُ فيامُرُ

أنا عبدُ مَن أهوى ومملوكُ الهوى
ولو أنني سابورُ أو إسكندرُ

ليسَ التكبرُ شيمةً لأخي الهوى
ومن العجائبِ عاشقٌ متكبِّرُ

أبو هلال العسكري

الحمدان
02-17-2025, 03:23 PM
‏وإن كبُرَتْ همومكَ لا تُبالِ
‏فلُطفُ اللهِ في الآفاقِ أكبرْ

‏ومن غيرُ الإلهِ يُريحُ قلباً
‏تخطّفَهُ الأسى حتى تكدّر

‏سيأتيكَ الذي ترجوهُ يوماً
‏فلا تعجَل عليهِ وإنْ تأخّرْ

.....

الحمدان
02-17-2025, 03:25 PM
مِن أجل ِعينيكَ عَشِقتُ الهوى
بَعدَ زَمان ٍكُنتُ فِيهِ الخَلي

وأصبَحَت عَينيَ بَعد الكَرَى
تقولُ للتسهيدِ لا ترحل ِ

يا فاتنا ًلولاهُ ما هزَّني وَجدٌ
ولا طعمُ الهوى طابَ لي

هذا فؤادي فامتلك أمرَهُ
واظلمه إن أحببت أو فاعدل

الامير عبدالله الفيصل

الحمدان
02-17-2025, 03:27 PM
أُعلِّلُ النفسَ علّ العينَ تلمَحُهُم
‏والنفسُ تدري يقيناً أنهم رحلوا

‏اللهُ يعلمُ أني ما ذكرتُهُمُ
‏إلا رأيتُ سحابَ العَينِ ينهمِلُ

‏لا تعذلوا العينَ إن فاضتْ مدامِعُها
‏إنّ الفراقَ على مَن ذاقَهُ جَلَلُ

‏كُل البلايا على الإنسانِ هيّنةٌ
‏إلا فراقَ عزيزٍ ضمّهُ الأجلُ

د. ماجد عبدالله

الحمدان
02-17-2025, 03:30 PM
سأعودُ مُعتَذِراً لأنّيَ طيّبُ
‏وتضمُّنِي فرحاً لأنّك أطيَبُ

‏ونعودُ نهزم بالوصالِ عناءَنَا
‏من ذا يطيقُ الدَّهرَ وهْوَ مُقَطِّبُ

‏أَرَأيتَ كيف الحُزنُ أرهَقَ روحنا
‏والبعدُ أرَّقَنَا بليلٍ يُسهِبُ

‏إنّا سنرجِعُ بالوِصالِ أحبةً
‏وقلوبنا بعد التباعُدِ أقرَبُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 03:56 PM
رَمَضَانُ يَدنو والقلوبُ تَشَوَّقت
ونَسَائِمُ الذِّكرىظ° يَفيضُ حَنينُها


اللهم بلغنا رمضان وأعنا على
صيامه وقيامه وتقبله منا

الحمدان
02-17-2025, 03:57 PM
كُلُّ الصِّعَابِ بِلُطفِ اللّٰهِ هَيِّنَةٌ
طَمْئِن فُؤادَكَ لَا حزنٌ ولَا قَلَقُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 04:02 PM
برغم برغم خلافاتنا

برغم جميع قراراتنا

بأنْ لا نعودْ

برغم العداء برغم الجفاء

برغم البرودْ

برغم انطفاء ابتساماتنا

برغم انقطاع خطاباتنا
فثمة سرٌ خفي

يوحدُ ما بين أقدارنا

ويدني مواطئ أقدامنا

ويفنيكِ فيَّ

ويصهرُ نار يديكِ بنار يديَّ

برغم جميع خلافاتنا

برغم اختلاف مناخاتنا

برغم سقوط المطرْ

برغم استعادة كل الهدايا وكل الصورْ

برغم الإناء الجميل

الذي قلتِ عنهُ انكسرْ

برغم رتابة ساعاتنا

برغم الضجرْ

فلا زلت أومنُ أنَّ القدرْ

يصر على جمع أجزائنا

ويرفضُ كل اتهاماتنا

برغم خريف علاقاتنا

برغم النزيف بأعماقنا

وإصرارنا

على وضع حدٍ لمأساتنا

بأي ثمن

برغم جميع ادعاءاتنا

بأنيَّ لن وأنكِ لن

فإني أشك بإمكاننا

فنحن برغم خلافاتنا

ضعيفان في وجه أقدارنا

شبيهان في كل أطوارنا

دفاترنا لون أوراقنا

وشكل يدينا وأفكارنا

فحتّى نقوشُ ستاراتنا

وحتى اختيار اسطواناتنا

دليل عميقٌ على أننا

رفيقا مصيرٍ رفيقا طريقْ

برغم جميع حماقاتنا


نزار قباني

الحمدان
02-17-2025, 04:07 PM
مِنْ آسيا...

عليكِ يا صديقتي السلام

فبعد عينيكِ أنا

لا أعرف السلام

قطعت في تشردي الطويل

يا قمري يا أرنبي الجميل

يا رغوة الحليب والرخام

قطعت ألفَ عام

بدون عينيكِ بلا خبزٌ ولا طعام

تصوري

أتي بلا عينيكِ ألفُ عام

بدون مصباحين أخضرين

بدون شمعتين

بينهما أنام

فيروزتي ما زلت في سفينتي

أصارع الشموس واللصوص والدوارة

نزلتُ في مرافئٍ موبوءة المياه

صليت في معابدٍ ليس لها إله

وأرخص الخمور ذقت

أرخص الشفاه

قُتلتُ ألفَ مرة

غرقتُ ألفَ مرةْ

صلبتُ فوق حائط النهار

وسبعة قطعتها من أوسعَ البحار

من أخطر البحار

لمست سقف الشمس

كانت رحلتي انتحار

تصوري

أتي بلا عينيكِ يا حبيبتي قرون

لا كوكب في الأفق لا منار

بحارتي في السطح ميّتونْ

وخبزي الإسفنجَ والمحار

تصوري الأرض وما تكون

يا أرنبي الحنون

بدون عينيكِ بلا فسقيه اخضرارْ

بدون شاطئين مقمرين

بدون غابتين

أنشد في حمامها القرار

نزار قباني

الحمدان
02-17-2025, 04:10 PM
قَد طالَ في الوَعدِ الأَمَد
وَالحُرُّ يُنجِزُ ماوَعَد

وَوَعَدتَني يَومَ الخَميسِ
فَلا الخَميسُ وَلا الأَحَد

وَإِذا اِقتَضَيتُكَ لَم تَزِد
عَن قَولِ إي وَاللَهِ غَد

فَأَعُدُّ أَيّامًا تَمُرُّ
وَقَد ضَجِرتُ مِنَ العَدَد

وَتَقولُ أَوصَيتَ الخَطيب
فَهَل نَفَوهُ مِنَ البَلَد

وَإِذا اِتَّكَلتَ عَلى الخَطيبِ
فَما اِتَّكَلتَ عَلى أَحَد

بهاء الدين زهير

الحمدان
02-17-2025, 04:12 PM
يا غائباً ذكرُهُ في القلب محتَضَرُ
صبرتَ عنّي وما لي عنك مصطبَرُ

قد يحسن العذر ممن كان مجترِماً
وما اجتَرَمتُ فصِف لي كيف أعتذرُ

بل يُغفَر الذنب من قبل العقاب به
وأيُّ شَيءٍ إذا عاقبتَ يُغتَفَرُ

وأيّ شيء أقود القلب عنك به
وقائداه إليك السمع والبصرُ

كن حيث ما شئتَ من قربٍ ومن بَعَدٍ
فالقلب يرعاك إن لم يرعك النظرُ

غَنَّى بذكرك قلبي حين بان له
لكنَّ طرفي إلى رؤياك مفتقرُ

الخبز أرزي

الحمدان
02-17-2025, 04:13 PM
سَرَيْتَ الصَّبَى وَالْجَهْلَ بِالْحِلْمِ وَالتُّقَى
وَرَاجَعْتُ عَقْلِي وَالْحَلِيمُ الْمُرَاجِعُ

أَبَى الشَّيْبُ وَالْإِسْلَامُ أَنْ أَتْبَعَ الْهَوَى
وَفِي الشَّيْبِ وَالْإِسْلَام لِلْمَرْءِ وَازِعُ

وَإِنِّي امْرُؤٌ لَا أَزْعُمُ الْبُخْلَ قُوَّةً
وَلَكِنَّنِي لِلْمَالِ بِالْحَمْدِ بَائِعُ

وأَعْلَمُ أَنَّ الْجُودَ مَجْدٌ لِأَهْلِهِ
وَأَنَّ الَّذِي لَا يَتَّقِي الذَّمَّ وَاضِعُ


يَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ الثَّقَفِي

الحمدان
02-17-2025, 04:14 PM
أرى الوجدَ أقوى ما يكونُ وأغلبا
إذا لم أجد عن مذهب الحبِّ مَذْهبا

فَمَنْ مُنقذي من نار صَدّكَ والهوى
يُضَرِّمُها بينَ الضُّلوع تَلَهُّبا

أبى القلبُ أن يسلو هواكَ وأنه
لأغدرُ قَلبٍ في سلوككَ إنْ أبى

ألم تَرهُ يَسْتَعذبُ الوجدَ كُلّما
تَحَمّلَ وجدًا في الغرامِ وعذّبا


ابن دانيال الموصلي

الحمدان
02-17-2025, 04:16 PM
وَكَلْبٍ مَلَا فَاهُ مِنْ مِئْزَرِي
فَلَمْ أَرْفَعِ الذَّيْلَ مِنْ عَضِّهِ

لِأَنَّ اللَّئِيمَ إِذَا هِجْتَهُ
سَيَرْضَى بِعِرْضِكَ مِنْ عِرْضِهِ


الْعَلَاءُ بْنُ الْمِنْهَالِ الْغَنَوِيُّ

الحمدان
02-17-2025, 04:17 PM
هلِ الدُّنيا وَما فيها جَميعًا
سِوى ظِلٍّ يَزولُ مَعَ النَّهارِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 04:18 PM
إن أرَ الليلَ البَهيما
أفتَحِ الجرحَ القديما

وأُناجي كلَّ روحٍ
خَطبُها كان عظيما

صارخًا في عمقِ صَدري
جاءَني الذّكرُ أليما

أيُّها الليلُ أعِد لي
ذلكَ الصَّوتَ الرخيما

أبو الفضل الوليد

الحمدان
02-17-2025, 04:19 PM
‏إذا بلغ الرأيُ المشورةَ فاستعِن
برأيِ نصيحٍ أو نصيحة حازمِ

ولَا تجعل الشّورىٰ عليك غضاضةً
فإن الخوافي قوة للقوادمِ

بشار بن برد

الحمدان
02-17-2025, 04:21 PM
وشادنٍ ذي لِحيَةٍ قد غَدتْ
مِنْ وجههِ الأقَمرِ في حَيِّزِ

فَقُلْ لذي العَذْل الَّذي عابَهُ
بِها مَقالَ عاشِقٍ مُوجِزِ

أضْحَى مِنَ الأفلاك بَدْريَّها
لا بدَّ للأفلاك من مركزِ

ابن خاتمة الأندلسي

الحمدان
02-17-2025, 04:21 PM
لا قُوَةٌ لِيَ يا رَبّي فَأَنتَصِرُ
وَلا بَراءَةَ مِن ذَنبي فَأَعتَذِرُ

فَإِن تُعاقِب فَأَهلٌ لِلعِقابِ وَإِن
تَغفِر فَعَفوُكَ مَأمولٌ وَمُنتَظَرُ

إِنَّ العَظيمَ إِذا لَم يَعفُ مُقتَدِرًا
عَنِ العَظيمِ فَمَن يَعفو وَيَقتَدِرُ

أبو إسحاق الألبيري

الحمدان
02-17-2025, 04:23 PM
أَلا فِي سَبِيلِ اللهِ عُمْرٌ رَزَيْتُهُ
وَطُولُ لَيَالٍ فَاتَ مِنْهَا نَعِيمُهَا

أَأَعْبُرُ أَيَّامِي فَمَا أَسْتَطِيعُهَا
وَتَذْهَبُ عَيْنِي لَيْلَةً لا أَقُومُهَا

وَتَنْقَطِعُ الدُّنْيَا وَيَذْهَبُ عَيْشُهَا
وَيَغْتَنِمُ الْخَيْرَاتِ مِنْهَا حَكِيمُهَا

أُعَاوِدُ جَهْلا بَعْدَ خَيْرٍ وَصَبْوَةٍ
تَمُرُّ بِأَيَّامِي فَتَبْقَى رُسُومُهَا

سعيد بن يزيد

الحمدان
02-17-2025, 04:25 PM
إنْ كانَ قد عَزَّ بالدنيا اللقاءُ ففي
مواقفِ الحَشرِ نلقاكُم ويكفينا

ابن زيدون

الحمدان
02-17-2025, 04:25 PM
وما صبابةُ مشتاقٍ عَلَى أملٍ
مِنَ اللقاءِ كمشتاقٍ بلا أَمَلِ

المتنبي

الحمدان
02-17-2025, 04:28 PM
‏كأنَّ سهاد الليل يعشق مقلتي
‏فبينهما في كلِّ هجرٍ لنا وصلُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 04:29 PM
‏تَعالوا أَعينوني على اللَّيلِ إِنَّهُ
‏على كُلِّ عَينٍ لا تَنامُ طَويلُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 04:30 PM
‏كم ليلة ٍ أسهرتُ أحداقي بِهَا
‏مُلقىً وللأفْكَارِ بي إحدَاقُ

‏يارَبّ قَد بَعُدَ الذين أُحِبُّهُمْْ
‏عَنِّي وَقَدْ ألِفَ الرّفاقَ فِراقُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 04:32 PM
‏فَيَا قَلبُ صَبرًا إِنْ أَلَمَّ بِكَ النَّوَى
‏فَكُلُّ فِراقٍ أَو تَلاقٍ لَهُ حَدُّ

.....

الحمدان
02-17-2025, 04:33 PM
لا بُدَّ مِن حُلمٍ نُناضِلُ دونهُ
‏مَا شكلُ دُنيانَا بِلا أَحلامِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 04:34 PM
‏قَدْ يُصبِْحُ العُمْرُ أَحْلاَمًا نُطَارِدَهَا
‏تَجْرِي وَنَجْرِي وَتُدْمِينَا وَلاَ نَصِلُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 04:35 PM
قَلبٌ أُسَكِّنُهُ إِذَا جَمَحَ الهَوَى
فَيَطِيرُ نَحوَك أو يَكَادُ يَطِيرُ

بشار بن برد

الحمدان
02-17-2025, 04:38 PM
أُحِبُّ فاها وَعَينَيها وَما عَهِدَت
إِلَيَّ مِن عَجَبٍ وَيلي مِنَ العَجَبِ

داءُ المُحِبِّ وَلَو يُشفى بِريقَتِها
كانَت لِأَدوائِهِ كَالنارِ لِلحَطَبِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 04:40 PM
قَد غِبتُ عَنها فَما رَقَّت لِغَيبَتِنا
وَقَد شَهِدتُ فَلَم تَشهَد وَلَم تَغِبِ

أُمسي حَزيناً وَتُمسي في مَجاسِدِها
لا تَشتَكي الحُبَّ في عَظمٍ وَلا عَصَبِ

بشار بن برد

الحمدان
02-17-2025, 04:43 PM
فَاِذكُريني ذُكِرتِ في ظُلَّةِ العَرشِ
بِخَيرٍ تُفَرِّجي بَعضَ كَربي

ما دَعاني هَواكِ مُنذُ اِفتَرَقنا
بِاِشتِياقٍ إِلّا نَهَضتُ أُلَبّي

أَشتَهي قُربَكِ المُؤَمَّلَ وَالله
قَريباً فَهَل تَشَهَّيتِ قُربي

سَوفَ أُصفي لَكِ المَوَدَّةَ مِنّي
ثُمَّ أُعفيكِ أَن تُراعي بِذَنبِ

فَصِليني وِصالَ مِثلي وَدومي
لا تَكوني ذَوّاقَةً كُلَّ ضَربِ

بشار بن برد

الحمدان
02-17-2025, 04:44 PM
أرانا قريبًا في الجِوارِ ونَلتقي
مِرَارًا ولا نَخلُو وذاكَ عَجيبُ

ألا ليتَ شِعري هل أزُورُكِ مرَّةً
وليسَ عليْنا يا عُبيْدَ رقيبُ

فنَشفِي فُؤادَيْنا مِن الشَّوقِ والهوَى
فإنَّ الَّذي يَشفي المُحِبَّ حَبيبُ

بشار بن برد

الحمدان
02-17-2025, 04:45 PM
إِذا كانَ ذَوّاقاً أَخوكَ مِنَ الهَوى
مُوَجَّهَةً في كُلِّ أَوبٍ رَكائِبُه

فَخَلِّ لَهُ وَجهَ الفِراقِ وَلا تَكُن
مَطِيَّةَ رَحّالٍ كَثيرٍ مَذاهِبُه

.....

الحمدان
02-17-2025, 04:46 PM
فَلَمّا تَدَلّى في السَرِيِّ وَغَرَّهُ
غَليلُ الحَشا مِن قانِصٍ لا يُواثِبُه

رَمى فَأَمَرَّ السَهمُ يَمسَحُ بَطنَهُ
وَلَبّاتِهُ فَاِنصاعَ وَالمَوتُ كارِبُه

بشار بن برد

الحمدان
02-17-2025, 04:47 PM
وَجَيشٍ كَجُنحِ اللَيلِ يَرجُفُ بِالحَصى
وَبِالشَولِ وَالخَطِّيِّ حُمرُ ثَعالِبُه

غَدَونا لَهُ وَالشَمسُ في خِدرِ أُمِّها
تُطالِعُنا وَالطَلُّ لَم يَجرِ ذائِبُه

بِضَربٍ يَذوقُ المَوتَ مَن ذاقَ طَعمَهُ
وَتُدرِكُ مَن نَجّى الفِرارُ مَثالِبُه

كَأَنَّ مُثارَ النَقعِ فَوقَ رُؤُسِهِم
وَأَسيافَنا لَيلٌ تَهاوى كَواكِبُه

بَعَثنا لَهُم مَوتَ الفُجاءَةِ إِنَّنا
بَنو المُلكِ خَفّاقٌ عَلَينا سَبائِبُه

فَراحوا فَريقاً في الإِسارِ وَمِثلُهُ
قَتيلٌ وَمِثلٌ لاذَ بِالبَحرِ هارِبُه

بشار بن برد

الحمدان
02-17-2025, 04:50 PM
سلامٌ على جاعلين الحُتوف
جسراً إلى الموكبِ العابرِ

سلامٌ على نبعةِ الصامدين
تعاصَتْ على مِعْول الكاسرِ

سلامٌ على مُثقلٍ بالحديدِ
ويشمخ كالقائدِ الظافرِ

كأنَّ القيودَ على معصميه
مفاتيحُ مُستقبل زاهرِ


محمد مهدي الجواهري

الحمدان
02-17-2025, 04:51 PM
ما زلتُ أزهَدُ في مَودَّةِ راغبٍ
‏حتى ابْتُلِيْتُ برغبةٍ في زاهدِ

الطغرائي

الحمدان
02-17-2025, 04:52 PM
يا بُعدَ غايَةِ دَمعِ العَينِ إِن بَعُدوا
هِيَ الصَبابَةُ طولَ الدَهرِ وَالسهدُ

قالوا الرَحيلُ غَداً لا شَكَّ قُلتُ لَهُم
اليَومَ أَيقَنتُ أَنَّ اسم الحِمامِ غَدُ

كَأَنَّما البَينُ مِن إِلحاحِهِ أَبَداً
عَلى النُفوسِ أَخٌ لِلمَوتِ أَو وَلَدُ

أبو تمام

الحمدان
02-17-2025, 04:53 PM
يَمُدُّ الدُجى في لَوعَتي وَيَزيدُ
وَيُبدِئُ بَثّي في الهَوى وَيُعيدُ

إِذا طالَ وَاِستَعصى فَما هِيَ لَيلَةٌ
وَلَكِن لَيالٍ ما لَهُنَّ عَديدُ

أَرِقتُ وَعادَتني لِذِكرى أَحِبَّتي
شُجونٌ قِيامٌ بِالضُلوعِ قُعودُ

وَمَن يَحمِلِ الأَشواقَ يَتعَب وَيَختَلِف
عَلَيهِ قَديمٌ في الهَوى وَجَديدُ

لَقيتَ الَّذي لَم يَلقَ قَلبٌ مِنَ الهَوى
لَكَ اللَهُ يا قَلبي أَأَنتَ حَديدُ

أحمد شوقي

الحمدان
02-17-2025, 04:54 PM
لَها وَجَناتٌ يَضحَكُ الوَردُ فَوقَها
وَطَرفٌ مَريضٌ حَشوُ أَجفانِهِ السِحرُ

ابن المعتز

الحمدان
02-17-2025, 04:55 PM
لَئِن ساءَني أَن نِلتِني بِمَسَاءِةٍ
لَقَد سَرَّني أَنّي خَطَرتُ ببالِكِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 04:56 PM
سُبْحَانَ مَن رَزَقَ الْمَلِيحَ حَلَاوَةً
وَظَرَافَةً فِي الْخَدِّ كَالْوَسَنَانِي

.....

الحمدان
02-17-2025, 04:57 PM
‏ما يَرجِعُ الطَرفُ عَنها حينَ أُبصِرُها
حَـتّى يَـعودَ إِلَـيها الـطَرفُ مُـشتاقا

.....

الحمدان
02-17-2025, 04:57 PM
‏ما سِرتُ في أرضٍ مَشيناها معًا
إلا رَأيتُك فِي مدى خطواتي

وماغِبت عَن عيني وربك ساعةً
رُوحِي ورُوحَك ساكِنان بذاتي

.....

الحمدان
02-17-2025, 04:59 PM
‌‎جاءتْ إليَ بزينة تتبخترُ
الوجه بدر والجبين معطرُ

والعين فاتنة كأن جفونها
صدَفٌ به درُّ اللآلئ جوهرُ

قالت سلاما ثم مدت لي يدا
فمدَدْتُ كفي والخطى تتعثَّرُ

ونسيتُ أنواع التحايا كلها
وأنا البليغ وبالفصاحة أخْبَرُ

قالت لعلك من لقائي واجِلٌ
فأجبتها إن الجمال يوَقَّرُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 05:00 PM
وَسُوءُ الظَّنّ يَقْتُلُ كُلّ حُسْنٍ
‏وَحُسْنُ الظنِّ مِنْ شِيَمِ الكرامِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 05:01 PM
وَأُحِبُّ كُلَّ مُهَذَّبٍ وَلَو اَنَّهُ
‏خَصمي وَأَرحَمُ كُلَّ غَيرِ مُهَذَّبِ

‏يَأبى فُؤادي أَن يَميلَ إِلى الأَذى
‏حُبُّ الأَذِيَّةِ مِن طِباعِ العَقرَبِ

إيليا أبو ماضي

الحمدان
02-17-2025, 05:02 PM
‏ما حِيلة المُشتَاق إن طَال النّوى
‏وتَقَطّعَت سُبل الوصَالِ أجِيبُوا

.....

الحمدان
02-17-2025, 05:03 PM
مَن يُقنِعُ الآمالَ أنَّكَ لستَ لي
‏أو يُقنِعُ الآلامَ أنِّي لستُ لَكْ

.....

الحمدان
02-17-2025, 05:04 PM
‏أمّا الفؤادُ فصادقٌ في أمرِهِ
وهو الفصيحُ إذا اللسانُ تلعثَمَا

.....

الحمدان
02-17-2025, 05:05 PM
‌‎أحبّك في القنوط وفي التمنّي
كأنّي منك صرت وأنت منّي

أحبّك فوق ما وسعت ضلوعي
وفوق مدى يدي وبلوغ ظنّي

.....

الحمدان
02-17-2025, 05:06 PM
‏كأنما السعدُ مرهونٌ بضحكته
تُشِعُ في الروحِ أنوارٌ إذا ابتسمَ

.....

الحمدان
02-17-2025, 05:07 PM
‌‎أبليتني بالعشقِ ثم تركتني
وأذقتني حلو الهوى فقتلتني

ووهبتني قلبًا يفيضُ تعطّفًا
بضعًا من الأيام ثم قهرتني

تقسو عليّ ولستُ أعلمُ غلطتي
أو غلطتي أنّي بِذُلي أنحني

إنّي رميت القلب صبًا مذعنًا
بل خاضعًا يرجو الرضا لا ينثَني

وحفرت في الأحشاء حرفك غائرًا
وجعلت حرفك في الصبابة موطني

.....

الحمدان
02-17-2025, 05:08 PM
‌‎لأقعدن على الطريق وأشتكي
وأقول مظلوم وأنت ظلمتني

لأدعون عليك في غسق الدجى
يبليك ربي مثلما أبليتني

.....

الحمدان
02-17-2025, 05:09 PM
‏وَقُلْتُ لَهَا: تَرَكْتُ النَّوْمَ لَيْلًا
وَعِشْقِي قَدْ غَزَانِي فِي مَنَامِي

فَقَالَتْ لِي لِأَنَّكَ نِمْتَ عَصْرًا
فَدَعْ عَنْكَ التَّلاعُبَ بِالكَلَامِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 05:11 PM
وأكْذِبِ النَّفْسَ إذا حَدَّثَتَهَا
إنَّ صِدْقَ النَّفْسِ يُزْرِى بِالأَمَلْ

لبيد بن ربيعه

الحمدان
02-17-2025, 06:31 PM
إذا يوماً سئمتُكِ فاطمئنِّي
مُجردُ وعكةٍ وتزولُ عنِّي

شحوبٌ عاطفيٌ ليس إلا
أراهُ عليكِ أيضاً أو كأني

فإني عاشقٌ لكنَّ قلبي
يشقُّ قميصهُ إن لم تحنِّي

يَنوحُ على بُعادكِ مثل طفلٍ
يتيمٍ صار طفلكِ بالتبني

فأنتِ من اعتنقتِ الحبَّ حتى
تنالي الأجرَ في جنَّات حُضني

وعقلكِ راجحٌ لكنَّ عقلي
يُجنُّ معَ الهوى فمتى تُجنِّي

فحبُّكِ لي لطيفٌ لا يُوازي
تلهُّفَ عاشقٍ سَئمَ التمنِّي

سئمتُ من انتظاريَ فاستعدِّي
لعشقٍ لا يُهدهِدهُ التأنِّي

أضيفي للهوى مرحاً صبياً
يشبُّ الروحَ في قلبي المُسنِّ

فظنِّي فيكِ مُنتعِشٌ ولكن
سأسأمُ كُلَّما خيَّبتِ ظنِّي


......

الحمدان
02-17-2025, 06:32 PM
‏كم أظهرَ العشق من سرٍ وكم كتَما
‏وكم أمات وأحيا قبلنا أمما

‏قالت غلبتك يا هذا فقلت لها
‏لم تغلبيني ولكن زدتني كرما

‏بعض المعارك في خسرانها شرفٌ
‏من عاد منتصراً من مثلها انهزما

‏ما كنت أترك ثأري قطُّ قبلَهم
‏لكنّهم دخلوا من حُسنهم حرما

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:34 PM
ما زلتُ في شرفةِ الايّام مرتقبًا
حُلمًا فرشتُ له قلبي رياحينا

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:35 PM
‏أُحاربُ الناسَ بالأشعارِ أهزِمهم
‏وعندَ عينيكِ لاشعرٌ سيُنجيني

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:37 PM
‏ويا لَيتَهُ بَعدَ الفِراقِ يَعودُني
‏يُسائِلُني عَمّا جَرى وأُسائِلُه

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:38 PM
يا لَيتَ مَن نَتَمَنّى عِندَ خَلوَتِنا
‏إِذا خَلا خَلوَةً يَوماً تَمنّانا

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:39 PM
يا من يهزّ جدار قلبيَ ذكره
وأودُّ رؤيته بكل مساعي

وتصدني حُجُب النوى عن وصله
وأضيع بين صراعها وصراعي

إن أكتب الأشعار فيك تنفساً
فالشوق يلهب جذوةِ بيراعي

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:40 PM
‏أيامُ عُمركَ لَن يطولَ بلاؤها
‏وغدًا سَتنسى كُلّ همٍّ أوجعَك

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:41 PM
يا من ببُعدكَ قد سلبتَ مشاعري
‏وحنونُ طيفكَ لا يغيبُ ويرحلُ

‏فالعينُ حنّت أن تراكَ أمامَها
‏والدّمعُ من حرّ الصبابةِ مُسبلُ

‏والروحُ من بعدِ الفراقِ عليلةٌ
‏والقلبُ في جبرِ اللقاءِ مُؤمّلُ

‏طالَ الغيابُ وما لوصلكَ حيلةٌ
‏فمتى بربّك بالسعادةِ تُقبلُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:43 PM
‏كانت حبالُ الوصلِ بينَ صُدورنا
‏باللهِ كيفَ قَطعتها ما أحمقك

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:44 PM
خذني إليك فكل شيء موحش
حتى المسير بلا يديك كئيب

كل الدروب إلى لقائك أغلقت
يا بؤس قلب لا يراك تجيب

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:47 PM
‏وما أدراكَ أني لا أحنُّ
‏وأني من لظى شوقي أُجَنُّ

‏وأني ليسَ يُضنيني حنيني
‏وطيفُكَ في خيالي لا يَعِنُّ

‏تمنيتُ اللقاء وكان ظني
‏بأن تأتي الحياةُ بما أظنُّ

‏فخانتني الحياةُ وتاهَ دربي
‏وظلَّ القلبُ في صدري يئنُّ

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:48 PM
‏مازالَ صوتُك في ثنايا مَسمعي
‏ والشُوق في صدري يُفتت أَضلُعي

‏والله إنَّ الشُّوق فاق تحمُّلي
‏يا شوق رِفقًا بالفؤادِ ألا تَعي

‏حاولتُ أن أُخفي هواكَ وكُلَّما
‏أَخفيتُه في القلبِ فاضت أَدمُعي

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:49 PM
‏في قمةِ الأشغالِ ذكرك حاضرٌ
‏في القلبِ أنتَ فهل تُراك تغيبُ

‏ما أنت إلاّ قطعةٌ من خافقي
‏تتباعدُ الدُّنيا وأنتَ قريبُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:50 PM
سمراء تسكنُ شامةٌ في خدِّها
‏وعيونُها فصلُ الربيعِ الأخضرُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:51 PM
قد كنتُ أحسب أن الشمس واحدة
‏والبدر في منظرٍ بالحسن موصوفُ

‏حتى رأيتُكِ في أثواب ثاكلةٍ
‏ سُودٍ وصدغُك فوق الخد معطوف

‏فرُحتُ والقلبُ مني هائم دَنِفٌ
‏والكبد حرّي ودمع العين مذروف

‏رُدّي الجواب ففيه الشكر واغتنمي
‏وصل المحب الذي بالحب مشغوف

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:54 PM
فيا ربِّ إن صدُّوا فبابُكَ واسعٌ
‏ويا ربِّ إن ضاقت ففي وَعْدِك السّعَةْ

‏أعِدْني إلى روحي القديمة واحدًا
‏فقد جئتك مكسورًا وروحيْ موزَّعةْ

‏أعِذني من الحرمان ياربِّ فالفتى
‏عزيزٌ إذا ما كنتَ في دربه مَعَهْ

‏ويا ربِّ لاحت من عطاياكَ غيمةٌ
‏فمُرْها فأضلاعيْ من الشوقِ مُشْرَعةْ

.....

الحمدان
02-17-2025, 06:57 PM
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها
من الحرام ويبقى الوزر والعارُ

تبقى عواقب سوء في مغبتها
لا خير في لذة من بعدها النارُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 07:00 PM
وشكيّتي فَقدُ السقام لأنّه
قد كان لما كان لي أعضاءُ

المتنبي

الحمدان
02-17-2025, 07:16 PM
أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيِّكُم
فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لَأَمَيلُ

فَقَد حُمَّت الحاجاتُ واللَيلُ مُقمِرٌ
وَشُدَّت لِطِيّاتٍ مَطايا وَأَرحُلُ

وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى
وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ

لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ
سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ

وَلي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ
وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ

الشنفرى

الحمدان
02-17-2025, 07:54 PM
وهوَتْ مجازاتُ القصيدةِ كلُّها
وتهاوتِ الأوصافُ والكافاتُ

فحروفُنا إن سافرتْ من عُمقِنا
تسبيحَةٌ ودموعنا صلواتُ

وإذا انتمينا لِلّياليْ لمْ تجدْ
تفسيرَ شهْقَةِ ليلِنا الأوقاتُ

فمتى تُعَرِّفُ حُزنَنا تنهيدةٌ
وعلى الـجِـراحِ تُعَرِّشُ الناياتُ

ومتى يُوَحِّدُنا هوىً إنْ أُترِعَتْ
بدمِ الخيانَةِ وحْدَها الكاساتُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 07:57 PM
طَوى الجَزيرَةَ حَتّى جاءَني خَبَرٌ
فَزِعتُ فيهِ بِآمالي إِلى الكَذِبِ

تَعَثَّرَت بِهِ في الأَفواهِ أَلسُنُها
وَالبُردُ في الطُرقِ وَالأَقلامُ في الكُتُبِ


المتنبي

الحمدان
02-17-2025, 07:58 PM
في إثرِهِ صار دمعُ العينِ مُنهمِلا
والقلبُ مُنصدُعا والبالُ مُنشغِلا

لا غرو لا غرو كانت صدمةً جلَلا
حَتّى إِذا لَم يَدَع لي صِدقُهُ أَمَلاً

.....

الحمدان
02-17-2025, 08:00 PM
النَّفسُ تأنَسُ إن رَأتْ أحبَابَهَا
ورُتبَةُ الودِّ تَعلُو رُتبَةَ النَّسَبِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 08:02 PM
يَقولونَ لي وَالبَدرُ في الأُفقِ مُشرِقٌ
بَذا أَنتَ صَبٌّ قُلتُ بَل بِشَقيقِهِ

صفي الدين الحلي

الحمدان
02-17-2025, 08:03 PM
إذا كلمتني بالعيون الفواتر
رددت عليها بالدموع البوادر

فلا يعلم الواشون ما دار بيننا
وقد قضيت حاجاتنا بالضمائر

.....

الحمدان
02-17-2025, 08:04 PM
لا خَـيرَ في قُربى بِغَيرِ مَوَدَّةٍ
وَلَـــرُبَّ مُـنـتَـفِعٍ بِــوُدِّ أَبـاعِـدِ

وَإِذا الـقَـرابَةُ أَقـبَـلَت بِـمَـوَدَّةٍ
فَاِشدُد لَها كَفَّ القَبولِ بِساعِدِ

أبو تمام

الحمدان
02-17-2025, 08:05 PM
كُلُّ حَيٍّ إِلى المَماتِ يَصيرُ
كُلُّ حَيٍّ مِن عَيشِهِ مَغرورُ

لا صَغيرٌ يَبقى عَلى حادِثِ الدَهرِ
أَلا لا وَلَيسَ يَنجو الكَبيرُ

كَيفَ نَرجو الخُلودَ أَو نَطمَعُ
العَيشَ وَأَبياتُ سالِفينا القُبورُ

رُبَّ يَومٍ يَمُرُّ قَصداً عَلَينا
تَسفي الريحُ تُربَها وَتَمورُ

أبو العتاهية

الحمدان
02-17-2025, 08:07 PM
بِاللَّهِ يُدْرَكُ كُلُّ خَيرٍ
والقولُ في بَعضِهِ تَلْغِيبُ

واللَّهُ ليسَ لهُ شَريكٌ
عَلَّامُ ما أخْفَتِ القُلوبُ

وَالْمَرْءُ مَا عَاشَ فِي تَكْذِيبٍ
طُولُ الْحَيَاةِ لَهُ تَعْذِيـــبُ

عَبيد بن الأبرص

الحمدان
02-17-2025, 08:09 PM
مُهَفهَفَةٌ وَالسِحرُ مِن لَحَظاتِها
إِذا كَلَّمَت مَيتاً يَقومُ مِنَ اللَحدِ

أَشارَت إِلَيها الشَمسُ عِندَ غُروبِها
تَقولُ إِذا اسوَدَّ الدُّجى فَاطلِعي بَعْدِي

وَقالَ لَها البَدرُ المُنيرُ أَلا اسْفِرِي
فَإِنَّكِ مِثلي في الكَمالِ وَفي السَعْدِ

فَوَلَّت حَياءً ثُمَّ أَرخَت لِثامَها
وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِبَ الوَرْدِ

وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجي جُفُونِها
كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَفِ الحَدِّ

تُقاتِلُ عَيناها بِهِ وَهوَ مُغمَدٌ
وَمِن عَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيفُ في الغِمدِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 08:12 PM
ديارَ التي قالت غداةَ لقيتُها
صبوتَ أبا ذئبٍ وأنتَ كبيرُ

أبو ذؤيب الهذلي

الحمدان
02-17-2025, 08:14 PM
أُقضِّي نهاري بالحديثِ وبالمُنى
ويجمعني والهمَّ بالليلِ جامعُ

ابن الدمينة

الحمدان
02-17-2025, 08:18 PM
عيناكِ في عَيني ووَجهك موطِنِي
وملامحُك سحرٌ تفجَّرَ في سَنِي

إن قلتُ أحبكِ لا تُحيطُ عبارتي
فالحبُّ أعمقُ من حروفي واللُّغَنِ

أنتِ ابتداءُ النور في أفقِ المُنى
وأنا المسافرُ في دروبكِ مُقتَنِي

.....

الحمدان
02-17-2025, 08:19 PM
أَتاني هَواها قَبلَ أَن أَعرِفَ الهَوى
‏فَصـادَفَ قَلـبًا خالِـيًا فَتَمَكَّـنَا

.....

الحمدان
02-17-2025, 08:21 PM
‏لا تَرحلِي
أحتاجُ عمراً كاملاً
حتى أُصدِّقَ أنَّ كوناً عاشقاً
هجرَ الضلوعَ بداخلِي
أيَضجُّ محبوبٌ
على محبوبهِ
ويظلُّ كُلًّا واحداً
لا تسألِي
أنا مَنْ ذُهِلْتُ
ومَنْ بكيتُ
ومَنْ دُعِيتُ لمقتلِي

لا تَرحلِي
الدارُ موحشةٌ هُنا
والطائرُ المحزونُ
غادرَ بالرعيلِ الأوَّلِ
وأنا وأنتِ كغايةٍ لمُؤمِّلٍ ومُؤمَّلِ
والذاريات تهزُّ موقدنا القديمَ وتعتلِي
أمضتْ بها ذات الملامحِ
ساعةً أو ساعتينِ
وإنْ يكنْ
فالوقت يخفقُ دائماً
إثْرَ اليقينِ المُرسَلِ

لا تَرحلِي
سَلْواي أنتِ ومهجتي
وطني وكُلّ حكايتي
حُلْمي إذا الاحلامُ
تُسْكَبُ مِنْ عَلِ
يا مَنْ سَمَتْ
فَتَخايلَ القمرُ
المُنِيرُ على
الجمالِ المُذهلِ

لا تَرحلِي
مَنْ يوقظُ الأيامَ
في عيني ويَملأُ منزلِي
أوَلستِ مَنْ غنَّى لها
طيرُ الظهيرةِ
واستراحَ الغيمُ في يدها
ففاضتْ بالحنينِ المُثقَلِ

لا تَرحلِي
كل الذين تَرحَّلوا
عادوا على أنقاضهمْ
يَتلمَّسونَ حُشاشةَ الوطنِ الخَلِي
وأنا على طَلَلِ المنازلِ أقتفِيكِ
وما اقتفيتُ سوى الظلامِ المُسْدَلِ
لا تَرحلِي

.....

الحمدان
02-17-2025, 08:24 PM
أُحِبُّ لِحُبِّ العاصِمِيَّةِ مَعشَرًا
مِنَ الناسِ ما كانوا صَديقاً وَلا أَهلا

وَأَرعاهُمُ بِالغَيبِ مِن أَجلِ حُبِّها
وَأوليهِمُ مِنّي الكَرامَةَ وَالبَذلا

جرير

الحمدان
02-17-2025, 08:25 PM
هذا أنا لي قصّةٌ وحكايتي
مَحصورةٌ بالشَّوقِ بينَ ضلوعي

تَروي حَنينًا لا يَزولُ ضرامه
وتَزيدُ نارَ الوَجدِ بينَ دُموعي

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:04 PM
فيا رب قد عوَّدت وجهي صِيانةً
وأهلي غنًى والقلب منك تعفُّفا

فزدني وأهلي مِن صنيعك نعمة
تدوم وصُنِّي واكْفِ يا خير من كفى

وصِلني ولا تقطع بلطفٍ ورحمةٍ
فلستُ أبالي إنْ وَصلت بمن جفا

الصرصري

الحمدان
02-17-2025, 09:05 PM
وهب لي منك أُنسًا يُذهبُ وحشتي
ويبسُطُ قلبًا ذا انقباض ويشرحُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:05 PM
هوِّن عليك الأمر لا تعبأ بهِ
إنّ الصعاب تهون بالتهوين

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:07 PM
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ
وَالمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:07 PM
يا ربّ مكّة والفؤادُ يؤزّني
شوقًا إليها والمحاجرُ تدمعُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:13 PM
فَدَيتُكَ قَد جُبِلتُ عَلى هَواكا
فَنَفسي لا تُنازِعُني سِواكا

فَلَيتَ الناسَ أُعموا عَنكَ غَيري
فَآمَنَ أَن يَرَوكَ كَما أَراكا

وَلَيتَكَ كُلَّما كَلَّمتَ غَيري
رُميتَ بِخَرسِهِ وَمَنَعتَ فاكا

أُحِبُّكَ لا بِبَعضي بَل بِكُلّي
وَإِن لَم يُبقِ حُبُّكَ بي حَراكا

وَيَسمَجُ مَن سِواكَ الشَيءُ عِندي
فَتَفعَلُهُ فَيَحسُنُ مِنكَ ذاكا

أبو نواس

الحمدان
02-17-2025, 09:14 PM
عَهِدْتُكَ لا تُطيقُ الصَّبرَ عنِّي
‏وَتَعصي في وَدادِي مَن نَهاكَا

‏فكَيفَ تَغَيّرَت تِلكَ السّجايَا
‏وَمَن هذا الذي عني ثَنَاكَا

زهير بن أبي سلمى

الحمدان
02-17-2025, 09:16 PM
وقد ألقاكِ في سفرٍ
وقد ألقاكِ في غُربة

كلانا عاش مُشتاقًا
وعَاند في الهوَى قَلبَه

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:18 PM
تَعبيرُ أَوْجُهِنَا ما عادَ يُشبِهُنا
‏نواجِهُ الفَرْحَ دمعًا والأسى ضِحْكا

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:19 PM
ستألفُ فقدان الذي قد فقدتَهُ
كإلفك وجدان الذي أنت واجدُ

على أنه لا بدَّ من لذعِ لوعةٍ
تهبُّ أحايينًا كما هبَّ راقدُ

ابن الرومي

الحمدان
02-17-2025, 09:20 PM
ألِفتُهُ طول عمري وهو يألفُني
‏هل يشرُد الطير عن عُشٍّ يُداريهِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:21 PM
أُسَالِمُ حِينَ أُبْصِرُك الليَالي
وَأصْفَحُ للزّمَانِ عَنِ الذُّنُوبِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:22 PM
هل ضَرَّ هذا الكونَ نبْضُ لِقائِنا
أم أن هذا الحزن أدمن أضلُعي

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:23 PM
ينال المرء مقصَدهُ بِسَعيٍ
وَليّس ينَالُ شيئًا إِنّ تَمنَى

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:25 PM
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى
وجمالُ العلمِ إصلاحُ العملْ

ابن الوردي

الحمدان
02-17-2025, 09:25 PM
‏رَعى اللَهُ أَيّاماً تَقَضَّت بِقُربِكُم
كَأَنّي بِها قَد كُنتُ في جَنَّةِ الخُلدِ

بهاء الدين زهير

الحمدان
02-17-2025, 09:27 PM
ما كان البعد زهداً بيننا
وكيف أزهد فيك وأنت أنا

ولكنها الأقدار خطت أمرنا
فضاق على وسع الزمان لقاؤنا

جلال الدين الرومي

الحمدان
02-17-2025, 09:29 PM
كم مِن صديقٍ باللسانِ وحينما
تحتاجهُ قد لا يقوم بواجب

إن جئت تطلب منه عوناً لم تجد
إلا اعتذار بعد رفع الحاجب

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:30 PM
إني اغار عليه من كفِّ الهَوى
‏لما يصافح عطرهُ فيسيلُُ

‏قَلبي قتيلٌ في هواه وليتهُ
‏يدري بأنَّ القلب فيهِ قتيلُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:31 PM
‏فَكَمْ ضَحِكْنَا وكَمْ دَامَتْ مَوَدَّتُنَا
‏وَالْيَومَ نَبْكِي عَلَى الذِّكْرَى وَتُبْكِينَا

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:35 PM
إنَّ الهوى حسَنٌ حتَّى تُدنِّسَهُ
فاطلبْ هواكَ سَتيرًا وارعَ أحبابا

لا تُفْشِ سرَّ فتاةٍ كنتَ تألَفُها
إنَّ الكريمَ لها راعٍ وإنْ تابا

بشار بن برد

الحمدان
02-17-2025, 09:36 PM
ومن يرضَ الهوانَ يعيشُ ذليلاً
ولو يَمشيِ على ريشِ النَّعامِ

ومن يأْباهُ مثلَ النسرِ يبقى
عزيزاً شامِخاً بينَ الأَنامِ

فَكُن كَالنَّسرِ في دُنياكَ حراً
ولاَ تَخْشىَ السِّهامَ مِن اللِّئامِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:37 PM
وإذَا تمكَّنَتِ الهُمُومُ مِنَ الفَتَىٰ
وتَنَاوَشَتْهُ مخالِبُ الأحزَانِ

فَعِلاجُهُ مِن دُونِ شكٍّ إخوَتِي
أن يَرتَوِي مِن مَنبَعِ القُرآنِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:38 PM
وَمَا كُنْتُ أَعْلَمُ كَيْفَ الحُبّ نُدْرِكُه
حَتَّىٰ اِلتَقَيتكِ فَجَاءَ الحُبُّ يُدْرِكُنِي

حَمْدِي الأمين

الحمدان
02-17-2025, 09:39 PM
‏قُلْ لِلْحَيَاةِ إِنِ إِسْتَطَعَتَ وَدَاعًا
نِصْفُ الشَجَاعَةِ أَنْ تَمُوتَ شُجَاعًا

عِشْ مِثْلَمَا وَلَدَتْكَ أمُّكَ بَاسِلًا
إِنَّ الحَرَّائِرَ ﻻَ يَلِدْنَ ضِبَاعَا

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:41 PM
فَانْظُرْ إِلَى عَقْلِ الفَتَى لا جِسْمِهِ
فَالْمَرْءُ يَكْبُرُ بِالْفِعَالِ وَيَصْغُرُ

وَاحْذَرْ مُقَارَنَةَ اللَّئِيمِ وَإِنْ عَلا
فَالْمَرْءُ يُفْسِدُهُ الْقَرِينُ الأَحْقَرُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:42 PM
وَضَمَمتُهُ ضَمَّ البَخيلِ لِمالِهِ
‏يَحنو عَلَيهِ مِن جَميعِ جِهاتِهِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:43 PM
فلا تَجزَع إذا أعسَرتَ يومًا
فَكَم أرضاكَ باليُسرِ الطّويلِ

ولا تظْنُنْ بِرَبِّكَ غيرَ خَيرٍ
فإنَّ اللهَ أَوْلى بالجميلِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:44 PM
مَا المَجدُ إلَّا بِالعَزيمةِ فاعزِمِ
مَن لَم يُغامِر لَمْ يَفُز بِالمَغنمِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:46 PM
وكنتَ مع الصِّبا أَهدى سبيلاً
فما لكَ بعدَ شَيبِكَ قد نُكِستا

الألبيري

الحمدان
02-17-2025, 09:48 PM
‏وبعضُ النَّاسِ قد غابوا سِنينًا
‏وما هزَّت بنا الأشواقُ شَعرة

‏وبعضُ النَّاسِ إن غابوا ليومٍ
‏نحسُّ الشَّوقَ في الأعماقِ جَمرة

‏نُفارقهم ولكن بَعد هذا
‏تُفارقنا السَّعادةُ والمسَرَّة

‏فجمِّعنا بِلطفكَ يا إلهي
‏فَهُمْ واللهِ للعينينِ قرَّة

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:49 PM
هَذِي جُمُوعُ النَاسِ لا نفعٌ لَهُم
‏أنتَ الأَنيسُ وأنتَ كُلُّ النَاسِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:50 PM
‏إذا عزَّ اللقاءُ كتبتُ شِعراً
‏بهِ ألقاك تجسيداً ومعنى

‏فأُوقِف واقعي وأعيد أمسي
‏فأبكي حينَ أذكر كيف كنّا

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:51 PM
لا وقتَ عندي كي أجادلَ جاهلاً
‏أو أن أعرِّضَ بالحسود وألْمِزَهْ

‏روحي أعزُّ علي من أشيائهمْ
‏ولديّ ما أسعَى إليهِ لأُنجِزَهْ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:52 PM
وإذا تفاخرتِ الشُّعوب بما أتى
بلغاتِها وبمنطِق الأفـواهِ

فلنَا الّذي لايبلغُون جمَاله
لغةٌ بها يُتلى كلامُ اللهِ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:53 PM
وَمَا تَحْسُنُ الأَيَّامُ إِلا بِأَهْلِهَا
وَلا الدَّارُ إِلا بِالصَّدِيقِ الْمُلائِم

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:54 PM
تصبَّر إن دهاك الهمُّ واذكر
إمامَ الصَّبرِ قدوتك الرَّسولا

صَلَّى الله عليه وسلم

الحمدان
02-17-2025, 09:55 PM
رَجَوتُ كَريمًا قَد وَثِقتُ بِصُنعِهِ
وما كانَ مَن يٙرْجو الكريمَ يَخيبُ

فيا مٙن يُحبُّ العفوَ إنِّيَ مُذنِبٌ
ولا عفوَ إلّا أَن تَكُونَ ذُنوبُ

البهاء زهير

الحمدان
02-17-2025, 09:56 PM
وأسوأُ الناسِ تدبيرًا لعاقبةٍ‏
مَن أنفقَ العُمرَ في ما ليسَ ينفعُهُ

.....

الحمدان
02-17-2025, 09:57 PM
‏خَلَعتُ ثوبَ اصطِبارٍ كانَ يَستُرنُي
‏وبانَ كِذبُ ادِّعائي أنَّني جَلِدُ

‏الجواهري

الحمدان
02-17-2025, 09:58 PM
عيناكِ في الكون أحلامي وآياتي
‏فكيف أكتمُ ياحسناءُ آهاتي

‏لقد رأيت جمالا ً بات يأسرني
‏فاختاركِ القلبُ ياأحلى الجميلاتِ

.....

الحمدان
02-18-2025, 11:55 AM
إنّ النِساءَ جَواهِرٌ في شَرعِنا
مَنْ صانَهُنَّ فذاكَ نُبْلٌ بَيّنُ

.....

الحمدان
02-18-2025, 12:08 PM
‏أتدري كم ذكرتُك في دعائي
‏وما بينَ الصلاةِ إلى الصلاةِ

وفي صُلبِ الحديثِ حديثُ نفسِي
‏وما بينَ الغداةِ إلى الغداةِ

.....

الحمدان
02-18-2025, 01:08 PM
يَا أيّها الصُّبحُ قل للشَّمسِ معذِرةً
فمَا ضياؤكِ أبهَى من مُحيَّـاهَا

.....

الحمدان
02-18-2025, 01:12 PM
‏البَدرُ يكمُل كلّ شهرٍ مرةً
وهِلالُ وجهِكَ كلّ يومٌ كاملُ

.....

الحمدان
02-18-2025, 01:13 PM
لايسهر الليل إلا نائم العصرِ
وليس للشوقِ ذنبٌ في الذي يجري

فنم بليلك إن الليل مرحمةٌ
وإن سهرت فلا تسحب على الفجرِ

.....

الحمدان
02-18-2025, 02:09 PM
مَدَحتُكَ مَدحَ بَشّارِ بنِ بُردٍ
رَبابَةَ إِذ دَعاهُ لَها اِضطِرارُ

أَرادَ قَضاءَ حاجَتِهِ لَدَيها
فَجاءَ بِما لَها فيهِ اِختِيارُ

إِذا اِضطُرَّ الشَريفُ إِلى كَنيفٍ
فَلَيسَ عَلَيهِ إِذ يَأتيهِ عارُ

صفي الدين الحلي

الحمدان
02-18-2025, 02:30 PM
قَلَّ الثُقاتُ فَلا تَرَكن إِلى أَحَدٍ
فَأَسعَدُ الناسِ مَن لا يَعرِفُ الناسا

لَم أَلقَ لي صاحِبًا في اللَهِ أَصحَبُهُ
وَقَد رَأَيتُ وَقَد جَرَّبتُ أَجناسا

بهاء الدين زهير

الحمدان
02-18-2025, 02:50 PM
بلى انا مشتاقٌ وعندي لوعةٌ
لكن مثلي لا يذاع لهُ سِرُ

ابو فراس الحمداني

الحمدان
02-18-2025, 02:50 PM
قد ذاع سري للخلائقِ كُلها
أنا المشتاقُ ومثلكَ لا يبالي

.....

الحمدان
02-18-2025, 03:10 PM
رَمَضَانُ يَدْنُو يَاسَعَادَة خَافِقِي
يَدْنُو لَنَا الْقُرْآنُ وَالْإِيمَانُ

بقلمي

الحمدان
02-18-2025, 03:15 PM
أنا فيكِ منكِ إليكِ أشكُو
كَيفَ أفهَمُ مَا حصَل

مَاذا فَعلنَا بالهَوَى
مَاذا الهَوى فينَا فَعَل

مَا زَال يَسألُ عَنكِ قَلبِـي
مَاذَا أقُولُ إذَا سَأل

.....

الحمدان
02-18-2025, 03:19 PM
وما نورُ البيوتِ سوى البناتِ
بهنَّ الأنسُ من بعد الشتاتِ

.....

الحمدان
02-18-2025, 05:39 PM
يا رَائِدَ البَرقِ يَمّمِ دارَةَ العَلَمِ
وَاحدُ الغَمامَ إِلى حَيٍّ بِذِي سَلَمِ

وَإِن مَرَرتَ عَلى الرَّوحاءِ فَامرِ لَها
أَخلافَ سارِيَةٍ هَتّانَةِ الدِّيَمِ

مِنَ الغِزارِ الَّلواتي في حَوالِبِها
رِيُّ النَّواهِلِ مِن زَرعٍ وَمِن نَعَمِ

إِذا اِستَهَلَّت بِأَرضٍ نَمنَمَت يَدُها
بُرداً مِنَ النَّورِ يَكسُو عارِيَ الأَكَمِ

تَرى النَّباتَ بِها خُضراً سَنابِلُهُ
يَختالُ في حُلَّةٍ مَوشِيَّةِ العَلَمِ

أَدعُو إِلى الدَّارِ بِالسُّقيا وَبِي ظَمَأٌ
أَحَقُّ بِالريِّ لَكِنّي أَخُو كَرَمِ

مَنازِلٌ لِهَواها بَينَ جانِحَتي
وَدِيعَةٌ سِرُّها لَم يَتَّصِل بِفَمي

إِذا تَنَسَّمتُ مِنها نَفحَةً لَعِبَت
بِيَ الصَبابَةُ لِعبَ الريحِ بِالعَلَمِ

أَدِر عَلى السَّمعِ ذِكراها فَإِنَّ لَها
في القَلبِ مَنزِلَةً مَرعِيَّةَ الذِمَمِ

عَهدٌ تَوَلّى وَأَبقى في الفُؤادِ لَهُ
شَوقاً يَفُلُّ شَباةَ الرَأيِ وَالهِمَمِ

إِذا تَذَكَّرتُهُ لاحَت مَخائِلُهُ
لِلعَينِ حَتّى كَأَنّي مِنهُ في حُلُمِ

فَما عَلى الدَهرِ لَو رَقَّت شَمائِلُهُ
فَعادَ بِالوَصل أَو أَلقى يَدَ السَلَمِ

تَكاءَدَتني خُطُوبٌ لَو رَمَيتُ بِها
مَناكِبَ الأَرض لَم تَثبُت عَلى قَدَمِ

في بَلدَةٍ مِثلِ جَوفِ العَير لَستُ أَرى
فيها سِوى أُمَمٍ تَحنُو عَلى صَنَمِ

لا أَستَقِرُّ بِها إِلّا عَلى قَلَقٍ
وَلا أَلَذُّ بِها إِلّا عَلَى أَلَمِ

إِذا تَلَفَّتُّ حَولي لَم أَجد أَثَراً
إِلا خَيالي وَلَم أَسمَع سِوى كَلِمي

فَمَن يَرُدُّ عَلى نَفسي لُبانَتَها
أَو مَن يُجيرُ فُؤادِي مِن يَدِ السَّقَم

لَيتَ القَطا حِينَ سارَت غُدوَةً حَمَلَت
عَنّي رَسائِلَ أَشواقي إِلى إِضَمِ

مَرَّت عَلَينا خِماصاً وَهيَ قارِبَةٌ
مَرَّ العَواصِفِ لا تَلوي عَلى إِرَمِ

لا تُدركُ العَينُ مِنها حينَ تَلمَحُها
إِلا مِثالاً كَلَمعِ البَرقِ في الظُّلَمِ

كَأَنَّها أَحرُفٌ بَرقِيَّةٌ نَبَضَت
بِالسِّلكِ فَانتَشَرَت فِي السَّهل وَالعَلَمِ

لا شَيءَ يَسبِقُها إِلّا إِذا اِعتَقَلَت
بَنانَتي في مَديحِ المُصطَفى قَلَمِي

مُحَمَّدٌ خاتَمُ الرُسلِ الَّذي خَضَعَت
لَهُ البَرِيَّةُ مِن عُربٍ وَمِن عَجَمِ

سَميرُ وَحيٍ وَمَجنى حِكمَةٍ وَنَدى
سَماحَةٍ وَقِرى عافٍ وَرِيُّ ظَمِ

قَد أَبلَغَ الوَحيُ عَنهُ قَبلَ بِعثَتِهِ
مَسامِعَ الرُسلِ قَولاً غَيرَ مُنكَتِمِ

فَذاكَ دَعوَةُ إِبراهيمَ خالِقَهُ
وَسِرُّ ما قالَهُ عِيسى مِنَ القِدَمِ

أَكرِم بِهِ وَبِآباءٍ مُحَجَّلَةٍ
جاءَت بِهِ غُرَّةً في الأَعصُرِ الدُّهُمِ

قَد كانَ في مَلَكوتِ اللَهِ مُدَّخراً
لِدَعوَةٍ كانَ فيها صاحِبَ العَلَمِ

نُورٌ تَنَقَّلَ في الأَكوانِ ساطِعُهُ
تَنَقُّلَ البَدرِ مِن صُلبٍ إِلى رَحِمِ

حَتّى اِستَقَرَّ بِعَبدِ اللَهِ فَاِنبَلَجَت
أَنوارُ غُرَّتِهِ كَالبَدرِ في البُهُمِ

وَاِختارَ آمِنَةَ العَذراءَ صاحِبَةً
لِفَضلِها بَينَ أَهلِ الحِلِّ وَالحَرَمِ

كِلاهُما فِي العُلا كُفءٌ لِصاحِبِهِ
وَالكُفءُ في المَجدِ لا يُستامُ بِالقِيَمِ

فَأَصبَحَت عِندَهُ في بَيتِ مَكرُمَةٍ
شِيدَت دَعائِمُهُ في مَنصِبٍ سِنمِ

وَحِينما حَمَلَت بِالمُصطَفى وَضَعَت
يَدُ المَشيئَةِ عَنها كُلفَةَ الوَجَمِ

وَلاحَ مِن جِسمِها نُورٌ أَضاءَ لَها
قُصُورَ بُصرى بِأَرضِ الشَّأمِ مِن أمَمِ

وَمُذ أَنى الوَضعُ وَهوَ الرَّفعُ مَنزِلَةً
جاءَت بِرُوحٍ بِنُورِ اللَهِ مُتَّسِمِ

ضاءَت بِهِ غُرَّةُ الإِثنَينِ وَاِبتَسَمَت
عَن حُسنِهِ في رَبيعٍ رَوضَةُ الحَرَمِ

وَأَرضَعَتهُ وَلَم تَيأَس حَليمَةُ مِن
قَولِ المَراضِعِ إِنَّ البُؤسَ في اليَتَمِ

فَفاضَ بِالدرِّ ثَدياها وَقَد غَنِيَت
لَيالياً وَهيَ لَم تطعَم وَلَم تَنَمِ

وَاِنهَلَّ بَعدَ اِنقِطاعٍ رِسلُ شارِفِها
حَتّى غَدَت مِن رَفِيهِ العَيشِ في طُعَمِ

فَيَمَّمَت أَهلَها مَملُؤَةً فَرَحاً
بِما أُتيحَ لَها مِن أَوفَرِ النِّعَمِ

وَقَلَّصَ الجَدبُ عَنها فَهيَ طاعِمَةٌ
مِن خَيرِ ما رَفَدَتها ثَلَّةُ الغَنَمِ

وَكَيفَ تَمحَلُ أَرضٌ حَلَّ ساحَتَها
مُحَمَّدٌ وَهوَ غَيثُ الجُودِ وَالكَرَمِ

فَلَم يَزَل عِندَها يَنمُو وَتَكلَؤُهُ
رِعايَةُ اللَهِ مِن سُوءٍ وَمِن وَصَمِ

حَتّى إِذا تَمَّ مِيقاتُ الرَّضاعِ لَهُ
حَولَينِ أَصبَحَ ذا أَيدٍ عَلَى الفُطُمِ

وَجاءَ كَالغُصنِ مَجدُولاً تَرِفُّ عَلى
جَبِينِهِ لَمحاتُ المَجدِ وَالفَهَمِ

قَد تَمَّ عَقلاً وَما تَمَّت رَضاعَتُهُ
وَفاضَ حِلماً وَلَم يَبلُغ مَدى الحُلُمِ

فَبَينَما هُوَ يَرعى البَهمَ طافَ بِهِ
شَخصانِ مِن مَلَكوتِ اللَهِ ذي العِظَمِ

فَأَضجَعاهُ وَشَقّا صَدرَهُ بِيَدٍ
رَفِيقَةٍ لَم يَبِت مِنها عَلى أَلَمِ

وَبَعدَ ما قَضَيا مِن قَلبِهِ وَطَراً
تَوَلَّيا غَسلَهُ بِالسَّلسَلِ الشَّبِمِ

ما عالَجا قَلبَهُ إِلّا لِيَخلُصَ مِن
شَوبِ الهَوى وَيَعِي قُدسِيَّةَ الحِكَمِ

فَيا لَها نِعمَةً لِلّهِ خَصَّ بِها
حَبيبَهُ وَهوَ طِفلٌ غَيرُ مُحتَلِمِ

وَقالَ عَنهُ بُحَيرا حِينَ أَبصَرَهُ
بَأَرضِ بُصرى مَقالاً غَيرَ مُتَّهَمِ

إِذ ظَلَّلَتهُ الغَمامُ الغُرُّ وَانهَصَرَت
عَطفاً عَلَيهِ فُروعُ الضَّالِ وَالسَّلَمِ

بِأَنَّهُ خاتَمُ الرُّسلِ الكِرامِ وَمَن
بِهِ تَزُولُ صُرُوفُ البُؤسِ وَالنِّقَمِ

هَذا وَكَم آيَةٍ سارَت لَهُ فَمَحَت
بِنُورِها ظُلمَةَ الأَهوالِ وَالقُحَمِ

ما مَرَّ يَومٌ لَهُ إِلّا وَقَلَّدَهُ
صَنائِعاً لَم تَزَل فِي الدَّهرِ كَالعَلَمِ

حَتّى اِستَتَمَّ وَلا نُقصانَ يَلحَقُهُ
خَمساً وَعِشرِينَ سِنُّ البارِعِ الفَهِمِ

وَلَقَّبَتهُ قُرَيشٌ بِالأَمينِ عَلى
صِدقِ الأَمانَةِ وَالإِيفاءِ بِالذِّمَمِ

وَدَّت خَديجَةُ أَن يَرعى تِجارَتَها
وِدادَ مُنتَهِزٍ لِلخَيرِ مُغتَنِمِ

فَشَدَّ عَزمَتَها مِنهُ بِمُقتَدِرٍ
ماضِي الجِنانِ إِذا ما هَمَّ لَم يخمِ

وَسارَ مُعتَزِماً لِلشَّأمِ يَصحَبُهُ
في السَّيرِ مَيسُرَةُ المَرضِيُّ فِي الحَشَمِ

فَما أَناخَ بِها حَتّى قَضى وَطَراً
مِن كُلِّ ما رَامَهُ في البَيعِ وَالسَّلَمِ

وَكَيفَ يَخسَرُ مَن لَولاهُ ما رَبِحَت
تِجارَةُ الدِّينِ في سَهلٍ وَفِي عَلَمِ

فَقَصَّ مَيسُرَةُ المَأمونُ قِصَّتَهُ
عَلَى خَديجَةَ سَرداً غَيرَ مُنعَجِمِ

وَما رَواهُ لَهُ كَهلٌ بِصَومَعَةٍ
مِنَ الرَّهابينِ عَن أَسلافِهِ القُدُمِ

في دَوحَةٍ عاجَ خَيرُ المُرسَلينَ بِها
مِن قَبل بعثَتِهِ لِلعُربِ وَالعَجَمِ

هَذا نَبِيٌّ وَلَم يَنزِل بِساحَتِها
إِلّا نَبيٌّ كَريمُ النَّفسِ وَالشِّيَمِ

وَسِيرَةَ المَلَكَينِ الحائِمَينِ عَلى
جَبِينِهِ لِيُظِلّاهُ مِنَ التّهَمِ

فَكانَ ما قَصَّهُ أَصلاً لِما وَصَلَت
بِهِ إِلى الخَيرِ مِن قَصدٍ وَمُعتَزَمِ

أَحسِن بِها وصلَةً في اللَّهِ قَد أَخَذَت
بِها عَلى الدَّهرِ عَقداً غَيرَ مُنفَصِمِ

فَأَصبَحا في صَفاءٍ غَير مُنقَطِعٍ
عَلى الزَّمانِ وَوِدٍّ غَير مُنصَرِمِ

وَحِينَما أَجمَعَت أَمراً قُرَيشُ عَلى
بِنايَةِ البَيتِ ذي الحُجّابِ وَالخَدَمِ

تَجَمَّعَت فِرَقُ الأَحلافِ وَاِقتَسَمَت
بِناءَهُ عَن تَراضٍ خَيرَ مُقتَسَمِ

حَتّى إِذا بَلَغَ البُنيانُ غايَتَهُ
مِن مَوضِعِ الرُّكنِ بَعدَ الكَدِّ وَالجشَمِ

تَسابَقوا طَلَباً لِلأَجرِ وَاِختَصَمُوا
فِيمَن يَشُدُّ بِناهُ كُلَّ مُختَصَمِ

وَأَقسَمَ القَومُ أَن لا صُلحَ يَعصِمُهُم
مِن اقتِحامِ المَنايا أَيّما قَسَمِ

وَأَدخَلوا حينَ جَدَّ الأَمرُ أَيدِيَهُم
لِلشَرِّ في جَفنَةٍ مَملُوءَةٍ بِدَمِ

فَقالَ ذُو رَأيِهِم لا تَعجَلُوا وَخُذُوا
بِالحَزم فَهوَ الَّذي يَشفِي مِنَ الحَزَمِ

لِيَرضَ كُلُّ امرِئٍ مِنّا بِأَوَّلِ مَن
يَأتي فَيَقسِطُ فِينا قِسطَ مُحتَكِمِ

فَكانَ أَوَّلَ آتٍ بَعدَما اِتَّفَقُوا
مُحَمَّدٌ وَهوَ في الخَيراتِ ذُو قَدَمِ

فَقالَ كُلٌّ رَضينا بِالأَمينِ عَلَى
عِلمٍ فَأَكرِم بِهِ مِن عادِلٍ حَكَمِ

فَأَعلَمُوهُ بِما قَد كانَ وَاِحتَكَمُوا
إِلَيهِ في حَلِّ هَذا المُشكِلِ العَمَمِ

فَمَدَّ ثَوباً وَحَطَّ الرُّكنَ في وَسَطٍ
مِنهُ وَقالَ اِرفَعُوهُ جانِبَ الرَّضَمِ

فَنالَ كُلُّ امرِئٍ حَظّاً بِما حَمَلَت
يَداهُ مِنهُ وَلَم يَعتِب عَلى القِسَمِ

حَتّى إِذا اِقتَرَبوا تِلقاءَ مَوضِعِهِ
مِن جانب البَيتِ ذي الأَركان وَالدّعمِ

مَدَّ الرَّسُولُ يَداً مِنهُ مُبارَكَةً
بَنَتهُ في صَدَفٍ مِن باذِخٍ سَنِمِ

فَليَزدَدِ الرُّكنُ تِيهاً حَيثُ نالَ بِهِ
فَخراً أَقامَ لَهُ الدُّنيا عَلَى قَدَمِ

لَو لَم تَكُن يَدُهُ مَسَّتهُ حِينَ بَنَى
ما كانَ أَصبَحَ مَلثُوماً بِكُلِّ فَمِ

يا لَيتَنِي وَالأَمانِي رُبَّما صَدَقَت
أَحظى بِمُعتَنَقٍ مِنهُ وَمُلتَزَمِ

يا حَبَّذا صِبغَةٌ مِن حُسنِهِ أَخَذَت
مِنها الشَّبِيبَةُ لَونَ العُذرِ وَاللمَمِ

كَالخالِ في وَجنَةٍ زِيدَت مَحاسِنُها
بِنُقطَةٍ مِنهُ أَضعافاً مِنَ القِيَمِ

وَكَيفَ لا يَفخَرُ البَيتُ العَتيقُ بِهِ
وَقَد بَنَتهُ يَدٌ فَيّاضَةُ النِّعَمِ

أَكرِم بِهِ وازِعاً لَولا هِدايَتُهُ
لَم يَظهَرِ العَدلُ في أَرضٍ وَلَم يَقُمِ

هَذا الَّذي عَصَمَ اللَّهُ الأَنامَ بِهِ
مِن كُلِّ هَولٍ مِنَ الأَهوالِ مُختَرِمِ

وَحِينَ أَدرَكَ سِنَّ الأَربَعينَ وَما
مِن قَبلِهِ مَبلَغٌ لِلعِلمِ وَالحِكَمِ

حَباهُ ذُو العَرشِ بُرهاناً أَراهُ بِهِ
آيات حِكمَتِهِ في عالَمِ الحُلُمِ

فَكانَ يَمضي لِيَرعى أُنسَ وَحشَتِهِ
في شاسِعٍ ما بِهِ لِلخَلقِ مِن أَرَمِ

فَما يمُرُّ عَلى صَخرٍ وَلا شَجَرٍ
إِلّا وَحَيّاهُ بِالتَّسليمِ مِن أَمَمِ

حَتّى إِذا حانَ أَمرُ الغَيبِ وَاِنحَسَرَت
أَستارُهُ عَن ضَميرِ اللَوحِ وَالقَلَمِ

نادى بِدَعوَتِهِ جَهراً فَأَسمَعَها
في كُلِّ ناحِيةٍ مَن كانَ ذا صَمَمِ

فَكانَ أَوَّلُ مَن في الدِّين تابَعَهُ
خَدِيجَةٌ وَعَلِيٌّ ثابِتُ القَدَمِ

ثُمَّ اِستَجابَت رِجالٌ دُونَ أُسرَتِهِ
وَفي الأَباعِدِ ما يُغني عَنِ الرَّحِمِ

وَمَن أَرادَ بِهِ الرَّحمنُ مَكرُمَةً
هَداهُ لِلرُّشدِ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ

ثُمَّ اِستَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ مُعتَزِماً
يَدعُو إلى رَبِّهِ في كُلِّ مُلتَأَمِ

وَالنّاسُ مِنهُم رَشيدٌ يَستَجِيبُ لَهُ
طَوعاً وَمِنهُم غَوِيٌّ غَيرُ مُحتَشِمِ

حَتّى اِستَرابَت قُرَيشٌ وَاِستَبَدَّ بِها
جَهلٌ تَرَدَّت بِهِ في مارِجٍ ضَرِمِ

وَعَذَّبوا أَهلَ دِينِ اللَّهِ وَاِنتَهَكوا
مَحارِماً أَعقَبَتهُم لَهفَةَ النَّدَمِ

وَقامَ يَدعُو أَبو جَهلٍ عَشِيرَتَهُ
إِلى الضَّلالِ وَلَم يَجنَح إِلى سَلَمِ

يُبدِي خِدَاعاً ويُخفِي ما تَضَمَّنَهُ
ضَمِيرُهُ مِن غَراةِ الحِقد وَالسَّدَمِ

لا يَسلَمُ القَلبُ مِن غِلٍّ أَلَمَّ بِهِ
يَنقى الأَدِيمُ وَيَبقى مَوضِعُ الحَلَمِ

وَالحِقدُ كَالنّارِ إِن أَخفَيتَهُ ظَهَرَت
مِنهُ عَلائِمُ فَوقَ الوَجهِ كَالحُمَمِ

لا يُبصِرُ الحَقَّ مَن جَهلٌ أَحاطَ بِهِ
وَكَيفَ يُبصِرُ نُورَ الحَقِّ وَهوَ عَمِ

كُلُّ امرِئٍ وَاجِدٌ ما قَدَّمَت يَدُهُ
إِذا اِستَوى قائِماً مِن هُوَّةِ الأَدَمِ

وَالخَيرُ وَالشَّرُّ في الدُّنيا مُكافَأَةٌ
وَالنَّفسُ مَسؤولَةٌ عَن كُلِّ مُجتَرَمِ

فَلا يَنَم ظالِمٌ عَمّا جَنَت يَدُهُ
عَلى العِبادِ فَعَينُ اللَّهِ لَم تَنَمِ

وَلَم يَزَل أَهلُ دِين اللَّهِ في نَصَبٍ
مِمّا يُلاقُونَ مِن كَربٍ وَمِن زَأَمِ

حَتّى إِذا لَم يَعُد في الأَمر مَنزَعَةٌ
وَأَصبَحَ الشَّرُّ جَهراً غَيرَ مُنكَتِمِ

سارُوا إِلى الهِجرَةِ الأُولى وَما قَصَدوا
غَيرَ النَّجاشِيِّ مَلكاً صادِقَ الذِّمَمِ

فَأَصبَحُوا عِندَهُ في ظِلِّ مَملَكَةٍ
حَصِينَةٍ وذِمامٍ غَيرِ مُنجَذِمِ

مَن أَنكَرَ الضَّيمَ لَم يَأنَس بِصُحبَتِهِ
وَمَن أَحاطَت بِهِ الأَهوالُ لَم يُقِمِ

وَمُذ رَأى المُشرِكون الدّين قَد وضَحَت
سَماؤُهُ وَاِنجَلَت عَن صِمَّةِ الصِّمَمِ

تَأَلَّبُوا رَغبَةً في الشَّرِّ وَائتَمَرُوا
عَلى الصَّحيفَةِ مِن غَيظٍ وَمِن وَغَمِ

صَحِيفَةٌ وَسَمَت بِالغَدرِ أَوجُهَهُم
وَالغَدرُ يَعلَقُ بِالأَعراضِ كَالدَّسَمِ

فَكَشَّفَ اللَّهُ مِنها غُمَّةً نَزَلَت
بِالمُؤمِنينَ وَرَبِّي كاشِفُ الغُمَمِ

مَن أَضمَرَ السُّوءَ جازاهُ الإِلَهُ بِهِ
وَمَن رَعى البَغيَ لَم يَسلَم مِنَ النِقَمِ

كَفى الطُّفَيلَ بنَ عَمرٍو لُمعَةٌ ظَهَرَت
فِي سَوطِهِ فَأَنارَت سُدفَةَ القَتَمِ

هَدى بِها اللَّهُ دَوساً مِن ضَلالَتِها
فَتابَعَت أَمرَ داعِيها وَلَم تَهِمِ

وَفِي الإِراشِيِّ لِلأَقوامِ مُعتَبَرٌ
إِذ جاءَ مَكَّةَ فِي ذَودٍ مِنَ النّعَمِ

فَباعَها مِن أَبي جَهلٍ فَماطَلَهُ
بِحَقِّهِ وَتَمادى غَيرَ مُحتَشِمِ

فَجاءَ مُنتَصِراً يَشكُو ظُلامَتَهُ
إِلى النَّبِيِّ ونِعمَ العَونُ في الإِزَمِ

فَقامَ مُبتَدِراً يَسعى لِنُصرَتِهِ
وَنُصرَةُ الحَقِّ شَأنُ المَرءِ ذِي الهِمَمِ

فَدَقَّ بابَ أَبي جَهلٍ فَجاءَ لَهُ
طَوعاً يَجُرُّ عِنانَ الخائِفِ الزَّرِمِ

فَحِينَ لاقى رَسُولَ اللَّهِ لاحَ لَهُ
فَحلٌ يَحُدُّ إِلَيهِ النابَ مِن أَطَمِ

فَهالَهُ ما رَأى فَاِرتَدَّ مُنزَعِجاً
وَعادَ بِالنَّقدِ بَعدَ المَطلِ عَن رَغَمِ

أَتِلكَ أَم حِينَ نادى سَرحَةً فَأَتَت
إِلَيهِ مَنشُورَةَ الأَغصانِ كَالجُمَمِ

حَنَت عَلَيهِ حُنُوَّ الأُمِّ مِن شَفَقٍ
وَرَفرَفَت فَوقَ ذاكَ الحُسنِ مِن رَخَمِ

جاءَتهُ طَوعاً وَعادَت حينَ قالَ لَها
عُودِي وَلو خُلِّيت لِلشَّوقِ لَم تَرِمِ

وَحَبَّذا لَيلَةُ الإِسراءِ حِينَ سَرى
لَيلاً إِلى المَسجِدِ الأَقصى بِلا أَتَمِ

رَأَى بِهِ مِن كِرامِ الرُّسلِ طائِفَةً
فَأَمَّهُم ثُمَّ صَلَّى خاشِعاً بِهِمِ

بَل حَبَّذا نَهضَةُ المِعراجِ حينَ سَما
بِهِ إِلى مَشهَدٍ في العزِّ لَم يُرَمِ

سَما إِلى الفَلَك الأَعلى فَنالَ بِهِ
قَدراً يَجِلُّ عَن التَّشبيهِ في العِظَمِ

وَسارَ في سُبُحاتِ النُّورِ مُرتَقِياً
إِلى مَدارِجَ أَعيَت كُلَّ مُعتَزِمِ

وَفازَ بِالجَوهَرِ المَكنونِ مِن كَلِمٍ
لَيسَت إِذا قُرِنَت بِالوَصفِ كَالكَلِمِ

سِرٌّ تَحارُ بِهِ الأَلبابُ قاصِرَةً
وَنِعمَةٌ لَم تَكُن في الدَّهرِ كَالنِّعَمِ

هَيهاتَ يَبلُغُ فَهمٌ كُنهَ ما بَلَغَت
قُرباهُ مِنهُ وَقَد ناجاهُ مِن أَمَمِ

فَيا لَها وصلَةً نالَ الحَبيبُ بِها
ما لَم يَنَلهُ مِنَ التَّكريمِ ذُو نَسَمِ

فاقَت جَميعَ اللَّيالي فَهيَ زاهِرَةٌ
بِحُسنِها كَزُهُورِ النّارِ في العَلَمِ

هَذا وَقَد فَرَضَ اللَّهُ الصَّلاةَ عَلى
عِبادِهِ وَهَداهُم واضِحَ اللَّقَمِ

فَسارَعُوا نَحوَ دِينِ اللَّهِ وَاِنتَصَبُوا
إِلى العِبادَةِ لا يَألُونَ مِن سَأَمِ

وَلَم يَزَل سَيِّدُ الكَونَينِ مُنتَصِباً
لِدَعوَةِ الدِّين لَم يَفتر وَلَم يَجِمِ

يَستَقبِلُ النّاسَ في بَدوٍ وَفي حَضَرٍ
وَيَنشُرُ الدِّينَ في سَهلٍ وَفي عَلَمِ

حَتّى اِستَجابَت لَهُ الأَنصارُ وَاِعتَصَمُوا
بِحَبلِهِ عَن تَراضٍ خَيرَ مُعتَصمِ

فَاِستَكمَلَت بِهِمُ الدُنيا نَضارَتَها
وَأَصبَحَ الدينُ في جَمعٍ بِهِم تَمَمِ

قَومٌ أَقَرُّوا عِمادَ الحَقِّ وَاِصطَلَمُوا
بِيَأسِهِم كُلَّ جَبّارٍ وَمُصطَلِمِ

فَكَم بِهِم أَشرَقَت أَستارُ داجِيَةٍ
وَكَم بِهِم خَمَدَت أَنفاسُ مُختَصِمِ

فَحينَ وافى قُرَيشاً ذِكرُ بَيعَتِهِم
ثارُوا إِلى الشَّرِّ فِعلَ الجاهِلِ العَرِمِ

وَبادَهُوا أَهلَ دِينِ اللَهِ وَاِهتَضَمُوا
حُقُوقَهُم بِالتَّمادِي شَرَّ مُهتَضَمِ

فَكَم تَرى مِن أَسيرٍ لا حِراكَ بِهِ
وَشارِدٍ سارَ مِن فَجٍّ إِلى أَكَمِ

فَهاجَرَ الصَّحبُ إِذ قالَ الرَّسُولُ لَهُم
سيرُوا إِلى طَيبَةَ المَرعِيَّةِ الحُرَمِ

وَظَلَّ في مَكَّةَ المُختارُ مُنتَظِراً
إِذناً مِنَ اللَهِ في سَيرٍ وَمُعتَزَمِ

فَأَوجَسَت خيفَةً مِنهُ قُرَيشُ وَلَم
تَقبَل نَصيحاً وَلَم تَرجع إِلى فَهَمِ

فَاِستَجمَعَت عُصَباً في دارِ نَدوَتِها
تَبغي بِهِ الشَّرَّ مِن حِقدٍ وَمِن أَضَمِ

وَلَو دَرَت أَنَّها فِيما تُحاوِلُهُ
مَخذولَةٌ لَم تَسُم في مَرتَعٍ وَخِمِ

أَولى لَها ثُمَ أَولى أَن يَحيقَ بِها
ما أَضمَرَتهُ مِنَ البَأساءِ وَالشَّجَمِ

إِنّي لَأَعجَبُ مِن قَومٍ أُولي فِطَنٍ
باعُوا النُّهى بِالعَمى وَالسَّمعَ بِالصَّمَمِ

يَعصُونَ خالِقَهُم جَهلاً بِقُدرَتِهِ
وَيَعكُفُونَ عَلى الطاغُوتِ وَالصَّنَمِ

فَأَجمَعُوا أَمرَهُم أَن يَبغتُوهُ إِذا
جَنَّ الظَّلامُ وَخَفَّت وَطأَةُ القَدَمِ

وَأَقبَلُوا مَوهِناً في عُصبَةٍ غُدُرٍ
مِنَ القَبائِلِ باعُوا النَّفسَ بِالزَّعَمِ

فَجاءَ جِبريلُ لِلهادِي فَأَنبأَهُ
بِما أَسَرُّوهُ بَعدَ العَهدِ وَالقَسَمِ

فَمُذ رَآهُم قِياماً حَولَ مَأمَنِهِ
يَبغُونَ ساحَتَهُ بِالشَّرِّ وَالفَقَمِ

نادى عَلِيّاً فَأَوصاهُ وَقالَ لَهُ
لا تَخشَ وَالبَس رِدائي آمِناً وَنَمِ

وَمَرَّ بِالقَومِ يَتلُوُ وَهوَ مُنصَرِفٌ
يَس وَهيَ شِفاءُ النَّفسِ مِن وَصَمِ

فَلَم يَرَوهُ وَزاغَت عَنهُ أَعيُنُهُم
وَهَل تَرى الشَّمس جَهراً أَعيُنُ الحَنَمِ

وَجاءَهُ الوَحيُ إِيذاناً بِهِجرَتِهِ
فَيَمَّمَ الغارَ بِالصِّدِّيقِ في الغَسَمِ

فَما اِستَقَرَّ بِهِ حَتّى تَبَوَّأَهُ
مِنَ الحَمائِمِ زَوجٌ بارِعُ الرَّنَمِ

بَنى بِهِ عُشَّهُ وَاِحتَلَّهُ سَكناً
يَأوي إِلَيهِ غَداةَ الرّيحِ وَالرّهَمِ

إِلفانِ ما جَمَعَ المِقدارُ بَينَهُما
إِلّا لِسِرٍّ بِصَدرِ الغارِ مُكتَتَمِ

كِلاهُما دَيدَبانٌ فَوقَ مَربأَةٍ
يَرعَى المَسالِكَ مِن بُعدٍ وَلَم يَنَمِ

إِن حَنَّ هَذا غَراماً أَو دَعا طَرَباً
بِاسمِ الهَديلِ أَجابَت تِلكَ بِالنَّغَمِ

يَخالُها مَن يَراها وَهيَ جاثِمَةٌ
في وَكرِها كُرَةً مَلساءَ مِن أَدَمِ

إِن رَفرَفَت سَكَنَت ظِلّاً وَإِن هَبَطَت
رَوَت غَليلَ الصَّدى مِن حائِرٍ شَبِمِ

مَرقُومَةُ الجِيدِ مِن مِسكٍ وَغالِيَةٍ
مَخضُوبَةُ الساقِ وَالكَفَّينِ بِالعَنَمِ

كَأَنَّما شَرَعَت في قانِيءٍ سربٍ
مِن أَدمُعِي فَغَدَت مُحمَرَّةَ القَدَمِ

وَسَجفَ العَنكَبُوتُ الغارَ مُحتَفِياً
بِخَيمَةٍ حاكَها مِن أَبدَعِ الخِيَمِ

قَد شَدَّ أَطنابَها فَاِستَحكَمَت وَرَسَت
بِالأَرضِ لَكِنَّها قامَت بِلا دِعَمِ

كَأَنَّها سابِريٌّ حاكَهُ لَبِقٌ
بِأَرضِ سابُورَ في بحبُوحَةِ العَجَمِ

وَارَت فَمَ الغارِ عَن عَينٍ تُلِمُّ بِهِ
فَصارَ يَحكي خَفاءً وَجهَ مُلتَثِمِ

فَيا لَهُ مِن سِتارٍ دُونَهُ قَمَرٌ
يَجلُو البَصائِرَ مِن ظُلمٍ وَمِن ظُلَمِ

فَظَلَّ فيهِ رَسولُ اللَّهِ مُعتَكِفاً
كَالدُرِّ في البَحر أَو كَالشَمسِ في الغُسَمِ

حَتّى إِذا سَكَنَ الإِرجاف وَاِحتَرقَت
أَكبادُ قَومٍ بِنارِ اليَأسِ وَالوَغَمِ

أَوحى الرَّسولُ بِإِعدادِ الرَّحيلِ إِلى
مَن عِندَهُ السِّرُّ مِن خِلٍّ وَمِن حَشَمِ

وَسارَ بَعدَ ثَلاثٍ مِن مَباءَتِهِ
يَؤُمُّ طَيبَةَ مَأوى كُلِّ مُعتَصِمِ

فَحِينَ وَافى قُدَيداً حَلَّ مَوكِبُهُ
بِأُمِّ مَعبَدَ ذاتِ الشَّاءِ وَالغَنَمِ

فَلَم تَجِد لِقِراهُ غَيرَ ضائِنَةٍ
قَدِ اقشَعَرَّت مَراعِيها فَلَم تَسُمِ

فَما أَمَرَّ عَلَيها داعِياً يَدَهُ
حَتّى اِستَهَلَّت بِذِي شَخبينِ كَالدِّيَمِ

ثُمَّ اِستَقَلَّ وَأَبقى في الزَّمانِ لَها
ذِكراً يَسيرُ عَلَى الآفاق كَالنَّسَمِ

فَبَينَما هُوَ يَطوي البِيدَ أَدرَكَهُ
رَكضاً سُراقَةُ مِثلَ القَشعَمِ الضَّرِمِ

حَتّى إِذا ما دَنا ساخَ الجَوادُ بِهِ
في بُرقَةٍ فَهَوى لِلسَّاقِ وَالقَدَمِ

فَصاحَ مُبتَهِلاً يَرجُو الأَمانَ وَلَو
مَضى عَلى عَزمِهِ لانهارَ في رَجَمِ

وَكَيفَ يَبلُغُ أَمراً دُونَهُ وَزَرٌ
مِنَ العِنايةِ لَم يَبلُغهُ ذُو نَسَمِ

فَكَفَّ عَنهُ رَسولُ اللَّهِ وَهوَ بِهِ
أَدرى وَكَم نِقَمٍ تفتَرُّ عَن نِعَمِ

وَلَم يَزَل سائِراً حَتّى أَنافَ عَلى
أَعلامِ طَيبَةَ ذاتِ المَنظَرِ العَمَمِ

أَعظِم بِمَقدَمِهِ فَخراً وَمَنقبَةً
لِمَعشَرِ الأَوسِ وَالأَحياءِ مِن جُشَمِ

فَخرٌ يَدُومُ لَهُم فَضلٌ بِذِكرَتِهِ
ما سارَت العِيسُ بِالزُّوّارِ لِلحَرَمِ

يَومٌ بِهِ أَرَّخَ الإِسلامُ غُرَّتَهُ
وَأَدرَكَ الدِّينُ فيهِ ذِروَةَ النُّجُمِ

ثُمَّ اِبتَنى سَيِّدُ الكَونَينِ مَسحِدَهُ
بُنيانَ عِزٍّ فَأَضحى قائِمَ الدّعَمِ

وَاِختَصَّ فيهِ بِلالاً بِالأَذانِ وَما
يُلفى نَظيرٌ لَهُ في نَبرَةِ النَّغَمِ

حَتّى إِذا تَمَّ أَمرُ اللَّهِ وَاِجتَمَعَت
لَهُ القبَائِلُ مِن بُعدٍ وَمِن زَمَمِ

قامَ النَّبِيُّ خَطيباً فيهِمُ فَأَرى
نَهجَ الهُدى وَنَهى عَن كُلِّ مُجتَرَمِ

وَعَمَّهم بِكِتابٍ حَضَّ فيهِ عَلى
مَحاسِنِ الفَضلِ وَالآدابِ وَالشِّيمِ

فَأَصبَحُوا في إِخاءٍ غَيرِ مُنصَدِعٍ
عَلى الزَّمانِ وَعِزٍّ غَيرِ مُنهَدِمِ

وَحِينَ آخى رَسُولُ اللَّهِ بَينَهُمُ
آخى عَلِيّاً وَنِعمَ العَونُ في القُحَمِ

هُوَ الَّذي هَزَمَ اللَّهُ الطُغاةَ بِهِ
في كُلِّ مُعتَرَكٍ بِالبِيضِ مُحتَدِمِ

فَاِستَحكَم الدِّينُ وَاِشتَدَّت دَعائِمُهُ
حَتّى غَدا واضِحَ العِرنينِ ذا شَمَمِ

وَأَصبَحَ الناسُ إِخواناً وَعَمَّهُمُ
فَضلٌ مِنَ اللَّهِ أَحياهُم مِنَ العَدَمِ

هَذا وَقَد فَرَضَ اللَّهُ الجِهادَ عَلى
رَسُولِهِ لِيَبُثَّ الدِّينَ في الأُمَمِ

فَكانَ أَوَّلُ غَزوٍ سارَ فيهِ إِلى
وَدّانَ ثُمَّ أَتى مِن غَيرِ مُصطَدَمِ

ثُمَّ اِستَمَرَّت سَرايا الدِّينِ سابِحَةً
بِالخَيلِ جامِحَةً تَستَنُّ بِاللُّجُمِ

سَرِيَّةٌ كانَ يَرعاها عُبَيدَةُ في
صَوبٍ وَحَمزَةُ في أُخرى إِلى التَّهَمِ

وَغَزوَةٌ سارَ فيها المُصطَفى قُدُماً
إِلى بُواطٍ بِجَمعٍ ساطِعِ القَتَمِ

وَمِثلَها يَمَّمَت ذاتَ العُشيرَةِ في
جَيشٍ لُهامٍ كَمَوجِ البَحرِ مُلتَطِمِ

وَسارَ سَعدٌ إِلى الخَرّارِ يَقدُمُهُ
سَعدٌ وَلَم يَلقَ في مَسراهُ مِن بَشَمِ

وَيَمَّمَت سَفَوان الخَيلُ سابِحَةً
بِكُلِّ مُعتَزِمٍ لِلقَرنِ مُلتَزِمِ

وَتابَعَ السَّيرَ عَبدُ اللَّهِ مُتَّجِهاً
تِلقاءَ نَخلَةَ مَصحُوباً بِكُلِّ كَمِي

وَحُوّلَت قِبلَةُ الإِسلامِ وَقتَئِذٍ
عَن وِجهَةِ القُدسِ نَحوَ البَيتِ ذي العِظَمِ

وَيَمَّمَ المُصطَفى بَدراً فَلاحَ لَهُ
بَدرٌ مِنَ النَّصرِ جَلَّى ظُلمَةَ الوَخَمِ

يَومٌ تَبَسَّمَ فيهِ الدِّينُ وَاِنهَمَلَت
عَلَى الضَّلالِ عُيونُ الشِّركِ بِالسَّجَمِ

أَبلَى عَلِيٌّ بِهِ خَيرَ البَلاءِ بِما
حَباهُ ذُو العَرشِ مِن بَأسٍ وَمِن هِمَمِ

وَجالَ حَمزَةُ بِالصَّمصامِ يَكسؤُهُم
كَسأً يُفَرِّقُ مِنهُم كُلَّ مُزدَحَمِ

وَغادَرَ الصَّحبُ وَالأَنصارُ جَمعَهُمُ
وَلَيسَ فيهِ كَمِيٌّ غَيرُ مَنهَزِمِ

تَقَسَّمَتهُم يَدُ الهَيجاءِ عادِلَةً
فَالهامُ لِلبِيض وَالأَبدانُ لِلرَّخَمِ

كَأَنَّما البِيضُ بِالأَيدي صَوالِجَةٌ
يَلعَبنَ في ساحَةِ الهَيجاءِ بِالقِمَمِ

لَم يَبقَ مِنهُم كَمِيٌّ غَيرُ مُنجَدِلٍ
عَلى الرّغامِ وَعُضوٌ غَيرُ مُنحَطِمِ

فَما مَضَت ساعَةٌ وَالحَربُ مُسعَرَةٌ
حَتّى غَدا جَمعُهُم نَهباً لِمُقتَسِمِ

قَد أَمطَرَتهُم سَماءُ الحَربِ صائِبَةً
بِالمَشرَفِيَّةِ وَالمُرّانِ كَالرُّجُمِ

فَأَينَ ما كانَ مِن زَهوٍ وَمِن صَلَفٍ
وَأَينَ ما كانَ مِن فَخرٍ وَمِن شَمَمِ

جاؤُا وِللشَّرِّ وَسمٌ في مَعاطِسِهِم
فَأُرغِمُوا وَالرَّدى في هَذِهِ السِّيَمِ

مَن عارَضَ الحَقَّ لَم تَسلَم مَقاتِلُهُ
وَمَن تَعَرَّضَ لِلأَخطارِ لَم يَنَمِ

فَما اِنقَضى يَومُ بَدرٍ بِالَّتي عَظُمَت
حَتّى مَضى غازِياً بِالخَيلِ في الشُّكُمِ

فَيَمَّمَ الكُدرَ بِالأَبطالِ مُنتَحِياً
بَني سُلَيمٍ فَوَلَّت عَنهُ بِالرَّغَمِ

وَسارَ في غَزوَةٍ تُدعى السَّويقَ بِما
أَلقاهُ أَعداؤُهُ مِن عُظمِ زادِهِمِ

ثُمَّ اِنتَحى بِوُجُوهِ الخَيل ذَا أَمرٍ
فَفَرَّ ساكِنُهُ رُعباً إِلى الرَّقَمِ

وَأَمَّ فرعاً فَلَم يَثقَف بِهِ أَحَداً
وَمَن يُقيمُ أَمامَ العارِضِ الهَزِمِ

وَلَفَّ بِالجَيشِ حَيَّي قَينُقاعَ بِما
جَنَوا فَتَعساً لَهُم مِن مَعشَرٍ قَزَمِ

وَسارَ زَيدٌ بِجَمعٍ نَحوَ قَردَةَ مِن
مِياهِ نَجدٍ فَلَم يَثقَف سِوى النَّعَمِ

ثُمَّ اِستَدارَت رَحا الهَيجاءِ في أُحُدٍ
بِكُلِّ مُفتَرِسٍ لِلقِرنِ مُلتَهِمِ

يَومٌ تَبَيَّنَ فيهِ الجِدُّ وَاِتَّضَحَت
جَلِيَّةُ الأَمرِ بَعدَ الجَهدِ وَالسَّأَمِ

قَد كانَ خُبراً وَتَمحيصاً وَمَغفِرَةً
لِلمُؤمِنينَ وَهَل بُرءٌ بِلا سَقَمِ

مَضى عَلِيٌّ بِهِ قُدماً فَزَلزَلَهُم
بِحَملَةٍ أَورَدَتهُم مَورِدَ الشَّجَمِ

وَأَظهَرَ الصَّحبُ وَالأَنصارُ بَأسَهم
وَالبَأسُ في الفِعلِ غَيرُ البَأسِ فِي الكَلِمِ

خاضُوا المَنايا فَنالُوا عِيشَةً رَغَداً
وَلَذَّةُ النَّفسِ لا تَأتِي بِلا أَلَمِ

مَن يَلزَمِ الصَّبرَ يَستَحسِن عَواقِبَهُ
وَالماءُ يَحسُنُ وَقعاً عِندَ كُلِّ ظَمِ

لَو لَم يَكُن فِي اِحتِمالِ الصَّبرِ مَنقَبةٌ
لَم يَظهَرِ الفَرقُ بَينَ اللُّؤمِ وَالكَرَمِ

فَكانَ يَوماً عَتِيدَ البَأسِ نالَ بِهِ
كِلا الفَريقَينِ جَهداً وَارِيَ الحَدَمِ

أَودى بِهِ حَمزَةُ الصِّندِيدُ فِي نَفَرٍ
نالوا الشَّهادَةَ تَحتَ العارِضِ الرَّزِمِ

أَحسِن بِها مَيتَةً أَحيَوا بِها شَرَفاً
وَالمَوتُ في الحَربِ فَخرُ السّادَةِ القُدُمِ

لا عارَ بِالقَومِ مِن مَوتٍ وَمِن سَلَبٍ
وَهَل رَأَيتَ حُساماً غَيرَ مُنثَلِمِ

فَكانَ يَوم جَزاءٍ بَعدَ مُختَبَرٍ
لِمَن وَفا وَجَفا بِالعِزِّ وَالرَّغَمِ

قامَ النَّبِيُّ بِهِ في مَأزِقٍ حَرِج
تَرعى المَناصِلُ فيهِ مَنبِتَ الجُمَمِ

فَلَم يَزَل صابِراً في الحَربِ يَفثَؤُها
بِالبِيضِ حَتّى اِكتَسَت ثَوباً مِنَ العَنَمِ

وَرَدَّ عَينَ اِبنِ نُعمان قَتادَةَ إِذ
سالَت فَعادَت كَما كانَت بِلا لَتمِ

وَقَد أَتى بَعدَ ذا يَومُ الرَّجِيعِ بِما
فِيهِ مِنَ الغَدرِ بَعدَ العَهدِ وَالقَسَمِ

وَثارَ نَقعُ المَنايا في مَعُونَةَ مِن
بَني سُلَيمٍ بِأَهلِ الفَضلِ وَالحِكَمِ

ثُمَّ اِشرَأَبَّت لِخَفرِ العَهدِ مِن سَفَهٍ
بَنُو النَّضيرِ فَأَجلاهُم عَنِ الأُطُمِ

وَسارَ مُنتَحِياً ذاتَ الرِّقاعِ فَلَم
تَلقَ الكَتائِبُ فيها كَيدَ مُصطَدَمِ

وَحَلَّ مِن بَعدِها بَدراً لِوَعدِ أَبِي
سُفيانَ لَكِنَّهُ وَلّى وَلَم يَحُمِ

وَأَمَّ دَومَةَ في جَمعٍ وَعادَ إِلى
مَكانِهِ وَسَماءُ النَّقعِ لَم تَغِمِ

ثُمَّ اِستَثارَت قُرَيشٌ وَهيَ ظالِمَةٌ
أَحلافَها وَأَتَت في جَحفَلٍ لَهِمِ

تَستَمرِئُ البَغيَ مِن جَهلٍ وَما عَلِمَت
أَنَّ الجَهالَة مَدعاةٌ إِلى الثَّلَمِ

وَقامَ فيهم أَبُو سُفيانَ مِن حَنَقٍ
يَدعُو إِلى الشَّرِّ مثلَ الفَحلِ ذِي القَطَمِ

فَخَندَقَ المُؤمِنُونَ الدّارَ وَاِنتَصَبُوا
لِحَربِهِم كَضَواري الأُسدِ في الأَجَمِ

فَما اِستَطاعَت قُرَيشٌ نَيلَ ما طَلَبَت
وَهَل تَنالُ الثُّرَيّا كَفُّ مُستَلِمِ

رامَت بِجَهلَتِها أَمراً وَلَو عَلِمَت
ماذَا أُعِدَّ لَها في الغَيبِ لَم تَرُمِ

فَخَيَّبَ اللَّهُ مَسعاها وَغادَرَها
نَهبَ الرَّدى وَالصَّدى وَالرِّيحِ وَالطَّسَمِ

فَقوَّضَت عُمُدَ التَّرحالِ وَاِنصَرَفَت
لَيلاً إِلى حَيثُ لَم تَسرَح وَلَم تَسُمِ

وَكَيفَ تَحمَدُ عُقبى ماجَنَت يَدُها
بَغياً وَقَد سَرَحَت في مَرتَعٍ وَخِمِ

قَد أَقبَلَت وَهيَ في فَخرٍ وَفي جَذَلٍ
وَأَدبَرَت وَهيَ في خِزيٍ وَفي سَدَمِ

مَن يَركَبِ الغَيَّ لا يَحمَد عَواقِبَهُ
وَمَن يُطِع قَلبُهُ أَمرَ الهَوى يَهِمِ

ثُمَّ اِنتَحى بِوُجُوهِ الخَيلِ ساهِمَةً
بَني قُرَيظَةَ في رَجراجَةٍ حُطَمِ

خانُوا الرَّسُولَ فَجازاهُم بِما كَسَبُوا
وَفِي الخِيانَةِ مَدعاةٌ إِلى النِّقَمِ

وَسارَ يَنحُو بَني لِحيانَ فَاِعتَصَمُوا
خَوفَ الرَّدى بِالعَوالي كُلَّ مُعتَصَمِ

وَأَمَّ ذا قَرَدٍ في جَحفَلٍ لَجِبٍ
يَستَنُّ في لاحِبٍ بادٍ وَفي نَسَمِ

وَزارَ بِالجَيشِ غَزواً أَرضَ مُصطَلِقٍ
فَما اتَّقُوهُ بِغَيرِ البِيضِ في الخَدَمِ

وَفي الحُدَيبِيَةِ الصُّلحُ اِستَتَبَّ إِلى
عَشرٍ وَلَم يَجرِ فيها مِن دَمٍ هَدَمِ

وَجاءَ خَيبَرَ في جَأواءَ كَالِحَةٍ
بِالخَيلِ كَالسَّيلِ وَالأَسيافِ كَالضَّرَمِ

حَتّى إِذا اِمتَنَعَت شُمُّ الحُصونِ عَلى
مَن رامَها بَعدَ إِيغالٍ وَمُقتَحَمِ

قالَ النَّبِيُّ سَأُعطِي رايَتِي رَجُلاً
يُحِبُّنِي وَيُحِبُّ اللَّهَ ذا الكَرَمِ

ذا مرَّةٍ يَفتَحُ اللَّهُ الحُصونَ عَلَى
يَدَيهِ لَيسَ بِفَرّارٍ وَلا بَرِمِ

فَما بَدا الفَجرُ إِلّا وَالزَّعيمُ عَلى
جَيشِ القِتالِ عَلِيٌّ رافِعُ العَلَمِ

وَكانَ ذا رَمَدٍ فَاِرتَدَّ ذا بَصَرٍ
بِنَفثَةٍ أَبرَأَت عَينَيهِ مِن وَرَمِ

فَسارَ مُعتَزِماً حَتّى أَنافَ عَلى
حُصُونِ خَيبَرَ بِالمَسلُولَةِ الخُذُمِ

يَمضِي بِمُنصُلِهِ قُدماً فَيَلحَمُهُ
مَجرى الوَريدِ مِنَ الأَعناقِ وَاللِّمَمِ

حَتّى إِذا طاحَ مِنهُ التُّرسُ تاحَ لَهُ
بابٌ فَكانَ لَهُ تُرساً إِلى العَتَمِ

بابٌ أَبَت قَلبَهُ جَهداً ثَمانِيَةٌ
مِنَ الصَّحابَةِ أَهلِ الجِدِّ وَالعَزَمِ

فَلَم يَزَل صائِلاً في الحَربِ مُقتَحِماً
غَيابَةَ النَّقعِ مِثلَ الحَيدَرِ القَرِمِ

حَتّى تَبَلَّجَ فَجرُ النَّصرِ وَاِنتَشَرَت
بِهِ البَشائِرُ بَينَ السَّهلِ وَالعَلَمِ

أَبشِر بِهِ يَومَ فَتحٍ قَد أَضاءَ بِهِ
وَجهُ الزَّمانِ فَأَبدى بِشرَ مُبتَسِمِ

أَتى بِهِ جَعفَرُ الطَّيّارُ فَاِبتَهَجَت
بِعَودِهِ أَنفُسُ الأَصحابِ وَالعُزَمِ

فَكانَ يَوماً حَوى عِيدَينِ في نَسَقٍ
فَتحاً وَعَود كَرِيمٍ طاهِرِ الشِّيَمِ

وَعادَ بِالنَّصرِ مَولى الدِّينِ مُنصَرِفاً
يَؤُمُّ طَيبَةَ فِي عِزٍّ وَفِي نِعَمِ

ثُمَّ اِستَقامَ لِبَيتِ اللَّهِ مُعتَمِراً
لِنَيلِ ما فاتَهُ بِالهَديِ لِلحَرَمِ

وَسارَ زَيدٌ أَميراً نَحوَ مُؤتَةَ في
بَعثٍ فَلاقى بِها الأَعداءَ مِن كَثَمِ

فَعَبَّأَ المُسلِمُونَ الجُندَ وَاِقتَتَلُوا
قِتالَ مُنتَصِرٍ لِلحَقِّ مُنتَقِمِ

فَطاحَ زَيدٌ وَأَودى جَعفَرٌ وَقَضى
تَحتَ العَجاجَةِ عَبدُ اللَّهِ في قُدُمِ

لا عارَ بِالمَوتِ فَالشَّهمُ الجَرِيءُ يَرى
أَنَّ الرَّدى في المَعالي خَيرُ مُغتَنَمِ

وَحِينَ خاسَت قُرَيشٌ بِالعُهُودِ وَلَم
تُنصِف وَسارَت مِن الأَهواءِ في نَقَمِ

وَظاهَرَت مِن بَني بَكرٍ حَليفَتَها
عَلى خُزاعَةَ أَهلِ الصِّدقِ فِي الذِّمَمِ

قامَ النَّبِيُّ لِنَصرِ الحَقِّ مُعتَزِماً
بِجَحفَلٍ لِجُمُوعِ الشِّركِ مُختَرِمِ

تَبدُو بِهِ البِيضُ وَالقَسطالُ مُنتَشِرٌ
كَالشُّهبِ في اللَّيلِ أَو كَالنّارِ فِي الفَحَمِ

لَمعُ السُّيُوفِ وَتَصهالُ الخُيولِ بِهِ
كَالبَرقِ وَالرَّعدِ في مُغدَودِقٍ هَزِمِ

عَرمرَمٌ يَنسِفُ الأَرضَ الفَضاءَ إِذا
سَرى بِها وَيَدُكُّ الهَضبَ مِن خِيَمِ

فِيهِ الكُماةُ الَّتي ذَلَّت لِعِزَّتِها
مَعاطِسٌ لَم تُذَلَّل قَبلُ بِالخُطُمِ

مِن كُلِّ مُعتَزِمٍ بِالصَّبرِ مُحتَزِمٍ
لِلقِرنِ مُلتَزِمٍ في البَأسِ مُهتَزِمِ

طالَت بِهِم هِمَمٌ نالُوا السِّماكَ بِها
عَن قُدرَةٍ وَعُلُوُّ النَّفسِ بِالهِمَمِ

بِيضٌ أَساوِرَةٌ غُلبٌ قَساوِرَةٌ
شُكسٌ لَدى الحَربِ مِطعامونَ في الأُزُمِ

طابَت نُفُوسُهُمُ بِالمَوتِ إِذ عَلِمُوا
أَنَّ الحَياةَ الَّتي يَبغُونَ في العَدَمِ

ساسُوا الجِيادَ فَظَلَّت في أَعِنَّتِها
طَوعَ البَنانَةِ في كَرٍّ وَمُقتَحَمِ

تَكادُ تَفقَهُ لَحنَ القَولِ مِن أَدَبٍ
وَتَسبِقُ الوَحيَ وَالإِيماءَ مِن فَهَمِ

كَأَنَّ أَذنابَها في الكَرِّ أَلوِيَةٌ
عَلَى سَفِينٍ لِأَمرِ الرِّيحِ مُرتَسِمِ

مِن كُلِّ مُنجَرِدٍ يَهوي بِصاحِبِهِ
بَينَ العَجاجِ هوِيَّ الأَجدَلِ اللَّحِمِ

وَالبِيضُ تَرجُفُ في الأَغمادِ مِن ظَمَأٍ
وَالسُّمرُ تَرعدُ في الأَيمانِ مِن قَرَمِ

مِن كُلِّ مُطَّرِدٍ لَولا عَلائِقُهُ
لَسابَقَ المَوتَ نَحوَ القِرنِ مِن ضَرَمِ

كَأَنَّهُ أَرقَمٌ في رَأسِهِ حُمَةٌ
يَستَلُّ كَيدَ الأَعادي بِابنَةِ الرَّقَمِ

فَلَم يَزَل سائِراً حَتّى أَنافَ عَلى
أَرباضِ مَكّةَ بِالفُرسانِ وَالبُهَمِ

وَلَفَّهم بِخَمِيسٍ لَو يَشُدُّ عَلى
أَركانِ رَضوى لَأَضحى مائِلَ الدِّعَمِ

فَأَقبَلوا يَسأَلُونَ الصَّفحَ حِينَ رَأَوا
أَنَّ اللَّجاجَةَ مَدعاةٌ إِلى النَّدَمِ

رِيعُوا فَذَلُّوا وَلَو طاشُوا لَوَقَّرَهُم
ضَربٌ يُفَرِّقُ مِنهُم مَجمَعَ اللِّمَمِ

ذاقُوا الرَّدى جُرَعاً فَاِستَسلَمُوا جَزَعاً
لِلصُّلحِ وَالحَربُ مَرقاةٌ إِلى السَّلَمِ

وَأَقبَلَ النَّصرُ يَتلُو وَهوَ مُبتَسِمٌ
المَجدُ لِلسَّيفِ لَيسَ المَجدُ لِلقَلَمِ

يا حائِرَ اللُّبِّ هَذا الحَقُّ فَامضِ لَهُ
تَسلَم وَهَذا سَبِيلُ الرُّشدِ فَاِستَقِمِ

لا يَصرَعَنَّكَ وَهمٌ بِتَّ تَرقُبُهُ
إِنَّ التَّوَهُّمَ حَتفُ العاجِزِ الوَخِمِ

هَذا النَّبيُّ وَذاكَ الجَيشُ مُنتَشِرٌ
مِلءَ الفَضا فَاِستَبق لِلخَيرِ تَغتَنِمِ

فَالزَم حِماهُ تَجِد ما شِئتَ مِن أَرَبٍ
وَشِم نَداهُ إِذا ما البَرقُ لَم يُشَمِ

وَاحلُل رِحالَكَ وَانزِل نَحوَ سُدَّتِهِ
فَإِنَّها عصمَةٌ مِن أَوثَقِ العِصمِ

أَحيا بِهِ اللَّهُ أَمواتَ القُلوبِ كَما
أَحيا النَّباتَ بِفَيضِ الوابِلِ الرَّذِمِ

حَتّى إِذا تَمَّ أَمرُ الصُلحِ وَاِنتَظَمَت
بِهِ عُقودُ الأَماني أَيَّ مُنتَظَمِ

قامَ النَّبِيُّ بِشُكرِ اللَّهِ مُنتَصِباً
وَالشُّكرُ فِي كُلِّ حالٍ كافِلُ النِّعَمِ

وَطافَ بِالبَيتِ سبعاً فَوقَ راحِلَةٍ
قَوداءَ ناجِيَةٍ أَمضى مِنَ النَّسَمِ

فَما أَشارَ إِلى بُدٍّ بِمِحجَنِهِ
إِلّا هوَى لِيَدٍ مَغلُولَةٍ وَفَمِ

وَفِي حُنَينٍ إِذ اِرتَدَّت هَوازِنُ عَن
قَصدِ السَّبيلِ وَلَم تَرجِع إِلى الحَكَمِ

سَرى إِلَيها بِبَحرٍ مِن مُلَملَمَةٍ
طامي السّراة بِمَوجِ البِيضِ مُلتَطِمِ

حَتّى اِستَذَلَّت وَعادَت بَعدَ نَخوَتِها
تُلقي إِلى كُلِّ مَن تَلقاهُ بِالسَّلَمِ

وَيَمَّمَ الطّائِفَ الغَنّاءَ ثُمَّ مَضى
عَنها إلى أَجَلٍ في الغَيبِ مُكتَتَمِ

وَحِينَ أَوفى عَلى وادِي تَبُوكَ سَعى
إِلَيهِ ساكِنُها طَوعاً بِلا رَغَمِ

فَصالَحُوهُ وَأَدَّوا جِزيَةً وَرَضُوا
بِحُكمِهِ وَتَبيعُ الرُشد لَم يَهِمِ

أَلفى بِها عَينَ ماءٍ لا تَبِضُّ فَمُذ
دَعا لَها اِنفَجَرَت عَن سائِغٍ سَنِمِ

وَراوَدَ الغَيثَ فَاِنهَلَّت بَوادِرُهُ
بَعدَ الجُمودِ بِمُنهَلٍّ وَمُنسَجِمِ

وَأَمَّ طَيبَةَ مَسروراً بِعَودَتِهِ
يَطوي المَنازِلَ بِالوَخّادَةِ الرُّسُمِ

ثُمَّ اِستَهَلَّت وُفُودُ الناسِ قاطِبَةً
إِلى حِماهُ فَلاقَت وافِرَ الكَرَمِ

فَكانَ عامَ وُفودٍ كُلَّما اِنصَرَفَت
عِصابَةٌ أَقبَلَت أُخرى عَلى قَدَمِ

وَأَرسَلَ الرُّسلَ تَترى لِلمُلوكِ بِما
فِيهِ بَلاغٌ لِأَهلِ الذِّكرِ وَالفَهَمِ

وَأَمَّ غالِبُ أَكنافَ الكَديدِ إِلى
بَني المُلَوَّحِ فَاِستَولى عَلى النَّعَمِ

وَحِينَ خانَت جُذامٌ فَلَّ شَوكَتَها
زَيدٌ بِجَمعٍ لِرَهطِ الشِّركِ مُقتَثِمِ

وَسارَ مُنتَحِياً وادي القُرى فَمَحا
بَني فَزارَةَ أَصلَ اللُّؤمِ وَالقَزَمِ

وَأَمَّ خَيبَرَ عَبدُ اللَّهِ في نَفَرٍ
إِلى اليَسِير فَأَرداهُ بِلا أَتَمِ

وَيَمَّمَ اِبنُ أُنَيسٍ عُرضَ نَخلَةَ إِذ
طَغا اِبنُ ثَورٍ فَاصماهُ وَلَم يَخِمِ

ثُمَّ اِستَقَلَّ اِبنُ حِصنٍ فَاِحتَوَت يَدُهُ
عَلى بَني العَنبَرِ الطُّرّارِ وَالشُّجُمِ

وَسارَ عَمرو إِلى ذاتِ السَّلاسِلِ في
جَمعٍ لُهامٍ لِجَيشِ الشِّركِ مُصطَلِمِ

وَغَزوَتانِ لِعَبدِ اللَّهِ واجِدَةٌ
إِلى رِفاعَةَ وَالأُخرى إِلى إِضَمِ

وَسارَ جَمعُ اِبنِ عَوفٍ نَحوَ دَومَةَ كَي
يَفُلَّ سَورَةَ أَهلِ الزُّورِ وَالتُّهَمِ

وَأَمَّ بِالخَيلِ سيفَ البَحرِ مُعتَزِماً
أَبُو عُبَيدَةَ في صُيّابَةٍ حُشُمِ

وَسارَ عَمرو إِلى أُمِّ القُرى لِأَبي
سُفيانَ لَكِن عَدَتهُ مُهلَةُ القِسَمِ

وَأَمَّ مَديَنَ زَيدٌ فَاِستَوَت يَدُهُ
عَلى العَدُوِّ وَساقَ السَّبيَ كَالغَنَمِ

وَقامَ سالِمُ بِالعَضبِ الجُرازِ إِلى
أَبي عُفَيكٍ فَأَرداهُ وَلَم يَجِمِ

وَاِنقَضَّ لَيلاً عُمَيرٌ بِالحُسامِ عَلى
عَصماءَ حَتّى سَقاها عَلقَمَ العَدَمِ

وَسارَ بَعثٌ فَلَم يُخطِئ ثُمامَةَ إِذ
رَآهُ فَاحتازَهُ غُنماً وَلَم يُلَمِ

ذاكَ الهُمامُ الَّذي لَبّى بِمَكَّة إِذ
أَتى بِها مُعلِناً في الأَشهُرِ الحُرُمِ

وَبَعثُ عَلقَمَةَ اِستَقرى العَدُوَّ ضُحىً
فَلَم يَجِد في خِلالِ الحَيِّ مِن أَرمِ

وَرَدَّ كُرزٌ إِلى العَذراءِ مَن غَدَرُوا
يَسارَ حَتّى لَقَوا بَرحاً مِنَ الشَّجَمِ

وَسارَ بَعثُ اِبنِ زَيدٍ لِلشَّآمِ فَلَم
يَلبَث أَنِ انقَضَّ كَالبازي عَلى اليَمَمِ

فَهَذِهِ الغَزَواتُ الغُرُّ شامِلَةً
جَمعَ البُعُوثِ كَدُرٍّ لاحَ في نُظُمِ

نَظَمتُها راجِياً نَيلَ الشَّفاعَةِ مِن
خَيرِ البَرايا وَمَولى العُربِ وَالعَجَمِ

هُوَ النَّبِيُّ الَّذي لَولاهُ ما قُبِلَت
رَجاةُ آدمَ لَمّا زَلَّ في القِدَمِ

حَسبِي بِطَلعَتِهِ الغَرّاءِ مَفخَرَةً
لَمّا اِلتَقَيتُ بِهِ في عالَمِ الحُلُمِ

وَقَد حَباني عَصاهُ فَاِعتَصَمتُ بِها
في كُلِّ هَولٍ فَلم أَفزَع وَلَم أَهِمِ

فَهيَ الَّتي كانَ يَحبُو مِثلَها كَرَماً
لِمَن يَوَدُّ وَحَسبِي نسبَةً بِهِمِ

لَم أَخشَ مِن بَعدِها ما كُنتُ أَحذَرُهُ
وَكَيفَ وَهيَ الَّتي تُنجي مِنَ الغُمَمِ

كَفى بِها نِعمَةً تَعلُو بِقيمَتِها
نَفسِي وَإِن كُنتُ مَسلوباً مِنَ القِيَمِ

وَما أُبَرِّئُ نَفسي وَهيَ آمِرَةٌ
بِالسُوءِ ما لَم تَعُقها خيفَةُ النَّدَمِ

فَيا نَدامَةَ نَفسي في المَعادِ إِذا
تَعَوَّذَ المَرءُ خَوفَ النُطقِ بِالبَكمِ

لَكِنَّني وَاثِقٌ بِالعَفو مِن مَلِكٍ
يَعفُو بِرَحمَتِهِ عَن كُلِّ مُجتَرِمِ

وَسَوفَ أَبلُغُ آمالي وَإِن عَظُمَت
جَرائِمي يَومَ أَلقى صاحِبَ العَلَمِ

هُوَ الَّذي يَنعَشُ المَكرُوبَ إِذ عَلِقَت
بِهِ الرَّزايا وَيُغني كُلَّ ذي عَدَمِ

هَيهاتَ يَخذُلُ مَولاهُ وَشاعِرَهُ
في الحَشرِ وَهوَ كَريمُ النَّفسِ وَالشِّيَمِ

فَمَدحُهُ رَأسُ مالي يَومَ مُفتَقَرِي
وَحُبُّهُ عِزُّ نَفسي عِندَ مُهتَضَمِي

وَهَبتُ نَفسِي لَهُ حُبّا وَتَكرِمَة
فَهَل تَراني بَلَغتُ السُّؤلَ مِن سَلَمي

إِنِّي وَإِن مالَ بي دَهري وَبَرَّحَ بي
ضَيمٌ أَشاطَ عَلى جَمرِ النَّوى أَدَمي

لثابِتُ العَهدِ لَم يَحلُل قُوى أَمَلِي
يَأسٌ وَلَم تَخطُ بِي في سَلوَةٍ قَدَمي

لَم يَترُكِ الدَّهرُ لي ما أَستَعِينُ بِهِ
عَلى التَّجَمُّلِ إِلّا ساعِدي وَفَمِي

هَذا يُحَبِّرُ مَدحي في الرَّسولِ وَذا
يَتلُو عَلى الناسِ ما أُوحيهِ مِن كَلِمِي

يا سَيِّدَ الكَونِ عَفواً إِن أَثِمتُ فَلي
بِحُبِّكُم صِلَةٌ تُغنِي عَنِ الرَّحِمِ

كَفى بِسَلمانَ لِي فَخراً إِذا انتَسَبَت
نَفسي لَكُم مِثلَهُ في زُمرَةِ الحَشَمِ

وَحسنُ ظَنِّي بِكُم إِن مُتُّ يَكلَؤُني
مِن هَولِ ما أَتَّقي فِي ظُلمَةِ الرَّجَمِ

تَاللَّهِ ما عاقَني عَن حَيِّكُم شَجَنٌ
لَكِنَّنِي مُوثَقٌ في رِبقَةِ السَّلَمِ

فَهَل إِلى زَورَةٍ يَحيا الفُؤادُ بِها
ذَرِيعَةٌ أَبتَغيها قَبلَ مُختَرَمِي

شَكَوتُ بَثِّي إِلى رَبِّي لِيُنصِفَني
مِن كُلِّ باغٍ عَتِيدِ الجَورِ أَوهكمِ

وَكَيفَ أَرهَبُ حَيفا وَهوَ مُنتَقِمٌ
يَهابُهُ كُلُّ جَبّارٍ وَمُنتَقِمِ

لا غَروَ إِن نِلتُ ما أَمَّلتُ مِنهُ فَقَد
أَنزَلتُ مُعظَمَ آمالي بِذي كَرَمِ

يا مالِكَ المُلكِ هَب لِي مِنكَ مَغفِرَةً
تَمحُو ذُنُوبي غَداةَ الخَوفِ وَالنَّدَمِ

وَاِمنُن عَلَيَّ بِلُطفٍ مِنكَ يَعصِمُني
زَيغَ النُّهى يَومَ أَخذِ المَوتِ بِالكَظَمِ

لَم أَدعُ غَيرَكَ فِيما نابَني فَقِني
شَرَّ العَواقِبِ وَاِحفَظنِي مِنَ التُّهَمِ

حاشا لِراجيكَ أَن يَخشى العِثارَ وَما
بَعدَ الرَّجاءِ سِوى التَّوفيقِ لِلسَّلَمِ

وَكَيفَ أَخشى ضَلالاً بَعدَما سَلَكَت
نَفسِي بِنُورِ الهُدى في مَسلَكٍ قِيَمِ

وَلِي بِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ مَنزِلَةٌ
أَرجُو بِها الصَّفحَ يَومَ الدِّينِ عَن جُرُمِي

لا أَدَّعي عِصمَةً لَكِن يَدِي عَلِقَت
بِسَيِّدٍ مَن يَرِد مَرعاتَهُ يَسُمِ

خَدَمتُهُ بِمَديحي فَاِعتَلَوتُ عَلى
هامِ السِّماكِ وَصارَ السَّعدُ مِن خَدَمِي

وَكَيفَ أَرهَبُ ضَيماً بَعدَ خِدمَتِهِ
وَخادِمُ السَّادَةِ الأَجوادِ لَم يُضَمِ

أَم كَيفَ يَخذُلُنِي مِن بَعدِ تَسمِيَتِي
بِاسمٍ لَهُ في سَماءِ العَرشِ مُحتَرَمِ

أَبكانِيَ الدَّهرُ حَتّى إِذ لَجِئتُ بِهِ
حَنا عَلَيَّ وَأَبدى ثَغرَ مُبتَسِمِ

فَهوَ الَّذي يَمنَحُ العافِينَ ما سَأَلُوا
فَضلاً وَيَشفَعُ يَومَ الدِّينِ في الأُمَمِ

نُورٌ لِمُقتَبِسٍ ذُخرٌ لِمُلتَمِسٍ
حِرزٌ لِمُبتَئِسٍ كَهفٌ لِمُعتَصِمِ

بَثَّ الرَّدى وَالنَّدى شَطرَينِ فَاِنبَعَثا
فِيمَن غَوى وَهَدى بِالبُؤسِ وَالنِّعَمِ

فَالكُفرُ مِن بَأسِهِ المَشهورِ في حَرَبٍ
وَالدِّينُ مِن عَدلِهِ المَأثُورِ في حَرَمِ

هَذا ثَنائِي وَإِن قَصَّرتُ فيهِ فَلي
عُذرٌ وَأَينَ السُّها مِن كَفِّ مُستَلِمِ

هَيهاتَ أَبلُغُ بِالأَشعارِ مدَحتَهُ
وَإِن سَلَكتُ سَبيلَ القالَةِ القُدُمِ

ماذا عَسى أَن يَقُولَ المادِحُونَ وَقَد
أَثنى عَلَيهِ بِفَضلٍ مُنزلُ الكَلِمِ

فَهاكَها يا رَسُولَ اللَّهِ زاهِرَةً
تُهدِي إِلى النَّفسِ رَيّا الآسِ وَالبَرَمِ

وَسمتُها بِاسمِكَ العَالي فَأَلبَسنَها
ثَوباً مِنَ الفَخرِ لا يَبلى عَلى القِدَمِ

غَرِيبَةٌ في إِسارِ البَينِ لَو أَنِسَت
بِنَظرَةٍ مِنكَ لاستغنَت عَنِ النَّسَمِ

لَم أَلتَزِم نَظمَ حَبّاتِ البَديعِ بِها
إِذ كانَ صَوغُ المَعانِي الغُرِّ مُلتَزمِي

وَإِنَّما هِيَ أَبياتٌ رَجَوتُ بِها
نَيلَ المُنى يَومَ تَحيا بَذَّةُ الرِّمَمِ

نَثَرتُ فِيها فَرِيدَ المَدحِ فَاِنتَظَمَت
أَحسِن بِمُنتَثِرٍ مِنها وَمُنتَظِمِ

صَدَّرتُها بِنَسِيبٍ شَفَّ باطِنُهُ
عَن عِفَّةٍ لَم يَشِنها قَولُ مُتَّهِمِ

لَم أَتَّخِذهُ جُزافاً بَل سَلَكتُ بِهِ
فِي القَولِ مَسلَكَ أَقوامٍ ذَوي قَدَمِ

تابَعتُ كَعباً وَحَسّاناً وَلِي بِهِما
في القَولِ أُسوَةُ بَرٍّ غَيرِ مُتَّهَمِ

وَالشِّعرُ مَعرَضُ أَلبابٍ يُروجُ بِهِ
ما نَمَّقَتهُ يَدُ الآدابِ وَالحِكَمِ

فَلا يَلُمنِي عَلى التَّشبِيبِ ذُو عَنَتٍ
فَبُلبُلُ الرَّوضِ مَطبُوعٌ عَلَى النَّغَمِ

وَلَيسَ لِي رَوضَةٌ أَلهُو بِزَهرَتِها
في مَعرَضِ القَولِ إِلّا رَوضَةُ الحَرَمِ

فَهيَ الَّتِي تَيَّمَت قَلبي وَهِمتُ بِها
وَجداً وَإِن كُنتُ عَفَّ النَّفسِ لَم أَهِمِ

مَعاهِدٌ نَقَشَت في وَجنَتيَّ لَها
أَيدِي الهَوى أَسطُراً مِن عَبرَتِي بِدَمِ

يا حادِيَ العِيسِ إِن بَلَّغتَني أَمَلي
مِن قَصدِهِ فَاِقتَرِح ما شِئتَ وَاِحتَكِمِ

سِر بِالمَطايا وَلا تَرفَق فَلَيسَ فَتىً
أَولى بِهَذا السُّرى مِن سائِقٍ حُطَمِ

وَلا تَخَف ضَلَّةً وَاِنظُر فَسَوفَ تَرى
نُوراً يُريكَ مَدَبَّ الذَّرِ فِي الأَكَمِ

وَكَيفَ يَخشى ضَلالاً مَن يَؤُمُّ حِمى
مُحَمَّدٍ وَهوَ مِشكاةٌ عَلَى عَلَمِ

هَذِي مُنايَ وَحَسبي أَن أَفوزَ بِها
بِنِعمَةِ اللَّهِ قَبلَ الشَّيبِ وَالهَرَمِ

وَمَن يَكُن راجِياً مَولاهُ نالَ بِهِ
ما لَم يَنَلهُ بِفَضلِ الجِدِّ وَالهِمَمِ

فاسجُد لَهُ وَاِقترِب تَبلُغ بِطاعَتِهِ
ما شِئتَ في الدَّهرِ مِن جاهٍ وَمِن عِظَمِ

هَوَ المَليكُ الَّذي ذَلَّت لِعِزَّتِهِ
أَهلُ المَصانِعِ مِن عادٍ وَمِن إِرَمِ

يُحيي البَرايا إِذا حانَ المَعادُ كَما
يُحيي النَّباتَ بِشُؤبوبٍ مِنَ الدِّيَمِ

يا غافِرَ الذَّنبِ وَالأَلبابُ حائِرَةٌ
في الحَشرِ وَالنارُ تَرمي الجَوَّ بِالضَّرَمِ

حاشا لِفَضلِكَ وَهوَ المُستَعاذُ بِهِ
أَن لا تَمُنَّ عَلى ذِي خَلَّةٍ عَدِمِ

إِنّي لَمُستَشفِعٌ بِالمُصطَفى وَكَفى
بِهِ شَفِيعاً لَدى الأَهوالِ وَالقُحَمِ

فَاقبَل رَجائِي فَمالي مَن أَلوذُ بِهِ
سِواكَ في كُلِّ ما أَخشاهُ مِن فَقَمِ

وَصَلِّ رَبِّ عَلى المُختارِ ما طَلَعَت
شَمسُ النَّهارِ وَلاحَت أَنجُمُ الظُّلَمِ

وَالآلِ وَالصَّحبِ وَالأَنصارِ مَن تَبِعُوا
هُداهُ وَاِعتَرَفوا بِالعَهدِ وَالذِّمَمِ

وَامنُن عَلى عَبدِكَ العانِي بِمَغفِرَةٍ
تَمحُو خَطاياهُ في بَدءٍ وَمُختَتَمِ


محمود سامي البارودي

الحمدان
02-18-2025, 05:42 PM
يا سادة العلم صبوا الدمع هتانا
فالصفو ولى ووقت الحزن قد حانا

سطا المنون فما أبقى على أحد
والخطب عم الورى جمعا ووحدانا

والأزهر اضطربت أركانه جزعا
على همام به قد كان مزدانا

شيخ الشيوخ ورب الفضل من صغر
من كان للهدى والإرشاد عنوانا

هوى منار الهدى والدين وانصدعت
منا القلوب وأمسى الكل حيرانا

إن المنايا وإن كانت مقدرة
لكن على الكل موت الشهم ماهانا

حسونه الفضل من كانت شمائله
غرا وكان على الخيرات معوانا

فكم رجال سقاهم عذب مورده
فعاد كل يعذب الورد ريانا

من كل نابغة للعلم مرتشف
له الأكف أشارت أينما كانا

حيا العدالة من أبنائه نفر
وشيدوا لبيوت الحكم أركانا

هدموا من صروح الظلم أبنية
كما أقاموا لصرح العدل بنيانا

وكم له آية في الفضل قد تليت
يخالها السمع لولا الدين قرآنا

هذا الإمام الذي حلت مناقبه
فلست أحصرها عدا وتبيانا

أربت على النجم قدرا والحصى عددا
والروض حسنا وغيث السحب إحسانا

كم أسهر الطرف في علم وفي عمل
وكم طوى الليل تسبيحا وفرقانا

يا أزهر ابك إمام المسلمين ونح
والبس عليه من الأحزان ألوانا

واذكر له مننا لا زلت تحفظها
وانشر لصاحبها حمدا وشكرانا

واسترجع الله في خطب ألم بنا
واسأله للراحل المبكى غفرانا

يارب أنزله في الفردوس منزلة
وارزفه مغفرة وامنحه رضوانا

واجعل عليه حجاب النور منسدلا
وهبه بعد الرضا حورا وولدانا

وامنح بنيه واهل الدين قاطبة
من بعد فرقته صبرا وسلوانا


احمد الحملاوي

الحمدان
02-18-2025, 05:43 PM
أَبولّو مَرحَباً بِكِ يا أَبولّو
فَإِنَّكِ مِن عُكاظِ الشِعرِ ظِلُّ

عُكاظُ وَأَنتِ لِلبُلَغاءِ سوقٌ
عَلى جَنَباتِها رَحَلوا وَحَلّوا

وَيَنبوعٌ مِنَ الإِنشادِ صافِ
صَدى المُتَأَدِّبينَ بِهِ يُقَلُّ

وَمِضمارٌ يَسوقُ إِلى القَوافي
سَوابِقُها إِذا الشُعَراءُ قَلّوا

يَقولُ الشِعرَ قائِلُهُم رَصيناً
وَيُحسِنُ حينَ يُكثِرُ أَو يُقِلُّ

وَلَولا المُحسِنونَ بِكُلِّ أَرضِ
لَما سادَ الشُعوبُ وَلا اِستَقَلّوا

عَسى تَأتينَنا بِمُعَلَّقاتٍ
نَروحُ عَلى القَديمِ بِها نُدِلُّ

لَعَلَّ مَواهِباً خَفِيَت وَضاعَت
تُذاعُ عَلى يَدَيكِ وَتُستَغَلُّ

صَحائِفُكِ المُدَبَّجَةُ الحَواشي
رُبى الوَردِ المُفَتَّحِ أَو أَجَلُّ

رَياحينُ الرِياضِ يُمَلُّ مِنها
وَرَيحانُ القَرائِحِ لا يُمَلُّ

يُمَهِّدُ عَبقَرِيُّ الشِعرِ فيها
لِكُلِّ ذَخيرَةٍ فيها مَحَلُّ

وَلَيسَ الحَقُّ بِالمَنقوصِ فيها
وَلا الأَعراضُ فيها تُستَحَلُّ

وَلَيسَت بِالمَجالِ لِنَقدِ باغٍ
وَراءَ يَراعِهِ حَسَدٌ وَغِلُّ


احمد شوقي

الحمدان
02-18-2025, 05:43 PM
وَجَدتُ الحَياةَ طَريقَ الزُمَر
إِلى بَعثَةٍ وَشُؤونٍ أُخَر

وَما باطِلاً يَنزِلُ النازِلون
وَلا عَبَثاً يُزمِعونَ السَفَر

فَلا تَحتَقِر عالَماً أَنتَ فيهِ
وَلا تَجحَدِ الآخَرَ المُنتَظَر

وَخُذ لَكَ زادَينِ مِن سيرَةٍ
وَمِن عَمَلٍ صالِحٍ يُدَّخَر

وَكُن في الطَريقِ عَفيفَ الخُطا
شَريفَ السَماعِ كَريمَ النَظَر

وَلا تَخلُ مِن عَمَلٍ فَوقَهُ
تَعِش غَيرَ عَبدٍ وَلا مُحتَقَر

وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ
يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر


احمد شوقي

الحمدان
02-18-2025, 05:44 PM
ساهِى الجفون ما كفاك الهجر ياساهِي

فرحان بِتلعب وعن حال الشَّجِى ساهِى

الليل يِطول يا قمر وانا سهران عليك ساهِى

حِسَّك تِقول مدّعى يا مجنّن العشاق

القلب أهو جريج والِكبد لِسّاهِى


احمد شوقي

الحمدان
02-18-2025, 05:45 PM
تلك الطبيعة ُ قِف بنا يا ساري
حتى أُريكَ بديعَ صُنْعِ الباري

الأَرضُ حولك والسماءُ اهتزَّت
لروائع الآياتِ والآثار

من كلّ ناطقة ِ الجلال كأَنه
أُمُّ الكتاب على لسان القاري


احمد شوقي

الحمدان
02-18-2025, 05:52 PM
فمكِ اللذيذ يحبني وأحبه
فالحب عندي قبلة وعناق

هذي الشفاه تهينني ببقائها
مختومة وتحيطها الأوراق

لا تسألي مني عناق عيوننا
بعد الشفاه تقبل الأحداق

ما أطيب اللقيا إذا قبلتها
وإلتفت الأرواح والأعناق

مجنونة أنتِ إذا أبعدتني
فثغورنا كقلوبنا تشتاق

.....

الحمدان
02-18-2025, 05:53 PM
مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ بَادِرَةِ النَّوَى
أَنَّ الأُسُودَ فَرَائِسُ الْغِزْلانِ

البارودي

الحمدان
02-18-2025, 05:54 PM
ومن كانَ يَسْتهدِي حَبِيباً هَدِيَّةً
فَطَيْفُ خيَال منك في النوم أسْتَهدي

عليك سلامُ الله مني تحيةً
ومنْ كلِّ غيْثٍ صادِقِ البرْقِ والرَّعْدِ

ابن الرومي

الحمدان
02-18-2025, 07:12 PM
وَعدٌ لعَينَيكِ عِندِي ما وَفَيتِ بِهِ
يا قُرْبَ مَا كَذَبَتْ عَينيَّ عَينَاكِ

حكَتْ لِحَاظُكِ ما في الرّيمِ من مُلَحٍ
يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي

كَأنّ طَرْفَكِ يَوْمَ الجِزْعِ يُخبرُنا
بما طوى عنك من أسماء قتلاك

أنتِ النّعيمُ لقَلبي وَالعَذابُ لَهُ
فَمَا أمَرّكِ في قَلْبي وَأحْلاكِ

عندي رسائل شوق لست أذكرها
لولا الرقيب لقد بلغتها فاك

سقى منى وليالي الخيف ما شربت
مِنَ الغَمَامِ وَحَيّاهَا وَحَيّاكِ

إذ يَلتَقي كُلُّ ذي دَينٍ وَماطِلَهُ
منا ويجتمع المشكو والشاكي

لمّا غَدا السّرْبُ يَعطُو بَينَ أرْحُلِنَا
مَا كانَ فيهِ غَرِيمُ القَلبِ إلاّكِ

هامت بك العين لم تتبع سواك هوى
مَنْ عَلّمَ العَينَ أنّ القَلبَ يَهوَاكِ

حتّى دَنَا السّرْبُ ما أحيَيتِ من كمَدٍ
قتلى هواك ولا فاديت أسراك

يا حبذا نفحة مرت بفيك لنا
ونطفة غمست فيها ثناياك

وَحَبّذا وَقفَة ٌ وَالرّكْبُ مُغتَفِلٌ
عَلى ثَرًى وَخَدَتْ فيهِ مَطَاياكِ

لوْ كانَتِ اللِّمَة ُ السّوْداءُ من عُدَدي
يوم الغميم لما أفلتِّ أشراكي

.....

الحمدان
02-18-2025, 08:00 PM
أُحبكِ ليس غرامي كلاما
وليس حروفا هنا عابرة

أحبك أمنية من نقاءٍ
تسافر في روحي الساهرة

أحبك روحا تعانق روحي
تقبلها قبلة طاهرة

أحبك شاعرة من ضياء
تضيئ مواجعنا الزاخرة

أحبك أغنية عذبتني
بألحانها الحلوة الآسرة

أحبك لا تحزني من زمان
يعيش على قيم ماكرة

أحبك رغم عناء الظروف
ورغم مسافاتنا الهادرة

أحبك رغم انكسار الأماني
وإن كنتِ متعبةً عاثرة

أحبك حتى وإن غبتِ عني
وأهواك ناسية هاجرة

لماذا إذاً تستفيق الجراح
وتقتل أحلامنا الزاهرة

لماذا إذا كان حلمي جميل
تشيخ أزاهيره الفاخرة

لماذا وماذا وما ذنب قلبي
ليشقى بأحلامه الناضرة

وكم عذبتني دموعكِ حتى
بكت روحي الطفلة الشاعرة

أيا روح روحي حنيني عظيمٌ
وشوقي كعصورة طائرة

وأغنيتي تستثير جراحي
لتكتبني دمعة حائرة

وأنت تخافين حزن الزمان
وتخشين أقدارنا الجائرة

أنا منكِ لن يجني يوما علينا
زمان و أحلامنا طاهرة

سنحيا نغني وننسى المأسي
ونرقص رقصتنا الساحرة

ونرفض عادات عصر عقيم
يعيش كسيدة عاهرة

يحب الفجور وان كان يبدي
تقاه واخلاقه الفاجرة

.....

الحمدان
02-18-2025, 08:04 PM
زدني ابتعاداً لنْ أفارقَ موضعي
حتى بكاؤكَ لنْ يُبارحَ مدمعي

سأظلّ عُمري في لُقاكَ مُؤمّلاً
ويَظلّ حضنكَ حينَ أبكي مَرجعي

لو كنتَ تعرفُ كيفَ بُعدكَ جارحٌ
ما كنتَ زدتَ الملحَ فوقَ مواجعي

لكَ نبضُ قلبي والْتِفَاتَةُ مُقلتي
وحَشاشتي والرّوحُ بَعدَ مسامعي

والدمّ يَجري في العُروقِ مُهَللاً
للهِ إذ غطّى بحُبّكَ أضلعي

حتى اللسانُ بحُرقةٍ لكَ لاهجٌ
من قبلِ لا يَهتزّ شوقاً مَخدعي

فيكَ انتحرْتُ تَعلُّقاً وتَشفُّعاً
ولأنتَ تعرفُ ما تكونُ دوافعي

حتى المعرّي جاءَ يَسندُ حُرقتي
بالشِّعرِ مَتبوعاً بدعمِ الأصمعي

بالأمسِ مُحتفلٌ بيومِ لقائنا
بالأمسِ أيضاً كنتُ أكتبهُ النعي

لو كنتُ أعلمُ أنّ بصمةَ أصبعي
تُعطيكَ صَكّ المُلكِ أقطعُ أصبعي

في الحبّ لا قاضٍ هُناكَ يَصونهُ
أنتَ القضاءُ الخصمُ أنتَ المُدّعي

فانظرْ إلى جسمي نحيلٌ رسمُهُ
ولسوفَ تسألُ كيفَ أتركُ مضجعي

بالرغمِ من وَجَعي وقِلّة حيلتي
أمشي على مهَلٍ وأفقدهُ الوعي

لا زلتُ آمُلُ في لقائكَ مَرّةً
ولأرجونّك بعدَها تبقى معي

واللهِ لو بالبُعدِ تنوي مصرعي
زدني ابتعاداً لن أفارقَ موضعي

.....

الحمدان
02-18-2025, 08:07 PM
‏ولو أني حفظتكِ في فؤادي
وأقفلت الضلوع لما كفاني

أحبكِ كلَ يومٍ ألف حبٍ
وتجلدني الدقائق والثواني

أحبكِ أنتِ لاأحدا سواكِ
وكم يشقى الفؤاد وكم يعاني

أضمكِ فاستمع دقات قلبي
فدقات القلوب لها معاني

أضمكِ في الخيال بكل صدق
ٍولايرقى الخيال إلى حناني

يعذبني الغرام بكل وقتٍ
ويقتلني التعلق بالأغاني

.....

الحمدان
02-18-2025, 08:09 PM
‏قليلٌ مَن يدوم على الودادِ
‏فلا تَحفَلْ بقُربٍ أو بِعادِ

‏إذا كان التغيُّرُ في الليالي
‏فكيف يدومُ ودٌّ في فؤادِ

‏ومَن لك أن ترى قلبا نقيا
‏ولَمّا يَخلُ قلبٌ من سوادِ

‏فلا تبذُلٍ هواك إلى خليلٍ
‏تظنُّ به الوفاءَ ولا تُعادِ

‏وكن متوسطا في كل حالٍ
‏لتأمن ما تخافُ من العِناد

.....

الحمدان
02-18-2025, 08:13 PM
حسبي من الحب أني لست أنساكم
وأنني لم يغب عني محياكم

وأنني حين أخلو كي أحدثني
عني أُحدِثَ نفسي كيف ألقاكم

وكيف أشرح حبي للسطور وهل
تقوى السطور على إضاح معناكم

عشقتكم وجعلت الروح منزلكم
وهمت في عالمي أتلو وصاياكم

وأشتهي لو أرى طيفا يكلمني
منكم ويشرح ما ألقى ويلقاكم

يا قبلة الروح في عصر الضياع أنا
وجهت وجهي وقلبي نحو مهواكم

وسافرت نحوكم روحي وأغنيتي
فهل أتاكم حديثي هل أتيناكم

أم غاب عنكم فتى ما زال يذكركم
وكل أوقاته تحيا بذكراكم

لله لله ما أشجى الغرام وما
أقسى من العمر إذ يمضي بفرقاكم

كأنني و زماني واقفٌ و أنا
أقضي حياتي مع أطلال دنياكم

ناجيت أرواحكم في الليل ثم بكى
قلبي و صلى دموعا حين ناجاكم

ناجيت ناجيت والنجوى حديثه هوى
من عاشق زاده في العمر نجواكم

حملت قلبي بكفي كي أودعكم
فسال كالثلج لما غاب مرآكم

وغبت من بعدكم أرعى جمائلكم
نحوي و أرعى فؤادا فيه مرعاكم

.....

الحمدان
02-18-2025, 08:14 PM
وتشرق في فؤادي مثل شمسٍ
‏تشع النور مختلطًا وصافي

‏صباحك بين أضلاعي حنون ٌ
‏كوقع ِالغيث في فصل ِالجفافِ

‏صباح الخير ِللدنيا جميعًا
‏وصبحك َعن جميع الناس ِكافي

.....

الحمدان
02-18-2025, 08:22 PM
طَغَى بِهَا الخَصرُ والرُمّانُ مَحبُوسُ
قَميصُهَا حَاجِبٌ والعِقدُ جَاسُوسُ

مَا جَاءَ مِنْ غَزَلِ الأشعَارِ وَاصِفُهَا
وما تَنَبّأ فيهَا قبلُ قَاموسُ

صَغيرَةٌ وبَيَاضُ الوَجهِ يَفضَحُهُ
خَالٌ تَرصّعَ فوقَ الخَدِّ مَغرُوسُ

عَينَانِ ما رَأتِ الدُنيَا بِوِسْعِهِمَا
وحَاجبٌ مِثلُ قوسِ اللهِ مَعكوسُ

ورَصْعًتَانِ عَلَى خَدّينِ مِنْ عَسَلٍ
نَبيذُهُ بِدِنَانِ الخَمْرِ مَغمُوسُ

خَصرٌ تَمَايَسَ فيهِ الغنجُ واكتَمَلتْ
بِهِ الأنوثَةُ يُغري فيهِ تَقويسُ

كأنّهَا القُدْسُ كلّ الكونِ يَعشَقُهَا
تَغَارُ مِنْ عِطرِهَا المَسحورِ بَاريسُ

أنثَى مِنَ الزَمَنِ المَخفِيّ أرسمُهَا
قَلبي بِهَا دونَ كلّ النَاسِ مَهووسُ

.....

الحمدان
02-18-2025, 08:24 PM
يَكفِيك عزفُ ٌ على أَوتارِ أَشواقي
مَا أُتعِب الحُب فِي هَجرٍ وَإِحرَاقِ

بَعثَرت فِي دَاخِلي ميناءُ قَافِيَتِي
فَفَاضَ شَعرِي مُحِيطَاتٍ بِأَعمَاقِي

مَنَعت عَني وِصَالًا جِئتُ أَطلبُهُ
مَا نَفع غُصنٍ بِلَا زَهرٍ وأورَاقِ

أَلْحَبُ يَسمُو إِذَا تسمُو مَقَاصِدهُ
حَتى يدّون فِي عَهدٍ وميثاقِ

مَنْ شَرَّعَ الهجر مَنْ أَرسَى قَوَاعِدَهُ
دستورهُ صِيغَ مِنْ آلَامِ عُشاقِ

حَاوَلتُ أَخِفاءَ هذا الحُب مِنْ زَمَنٍ
لَكن تَأْثِيرهُ فِي دَاخلي باقِ

سَهرَان وَالقَلبُ يَشكُو اللَّيلَ مِنْ أَرَقٍ
دَاءُ الصبابة داء ما لَهُ راقِ

مَنْ اِبتَغِي وصلنا نأتيهِ في لَهفٍ
نَسقيهُ عَشرتُنا مِنْ شهدِنَا الراقي

.....

الحمدان
02-18-2025, 08:26 PM
أهدَتْ بطولِ الشَعرِ ألفَ قَصيدَةٍ
أعيَتْ طَروبَ الحَيّ والمَدّاحَا

يَا حُمرةَ الخَدّينِ لَحظةَ مَسَّهَا
بَردُ الصَباحِ ودَاعبَ التُفّاحَا

ضَجَّ الجَمالُ مِنَ الخدودِ وأينَعَتْ
حُسْنَاً وتَمَّتْ آيةً وصَبَاحَا

.....

الحمدان
02-18-2025, 08:31 PM
آهات سطري ما بدت تقوى على
تدوين حزنٍ في الحشا مدفونِ

فتركت في سطر الغياب مواجعي
وتركت في دربِ الوداعِ ظنوني

ووضعتُ عنواناً بداخلِ قصتي
قد فاقَ من ذاكَ الغيابِ حنيني

فإذا مررتِ بقصتي فترفقي
رحماكِ في وجع غفى وسنينِ

ثم أكتبي سطرَ الختامِ لعلهُ
يطفي مدامع لهفتي وجفوني

.....

.....

الحمدان
02-18-2025, 08:33 PM
احرص على حفظ القلوب من الأذى
فرجوعها بعد التنافر يصعبُ

إن القلوب إذا تنافر ودها
مثل الزجاجة كسرها لا يشعبُ

.....

الحمدان
02-18-2025, 08:36 PM
وتدللي ان جئت شاطئ نهره
كي تشربي من فيضه أو تغرفي

فهواك يادنياي مزج دمائه
لا تقتري في شربه بل فاسرفي

يا أنتِ يا نجما يشعّ بشاشة
إن حاصرتني في الحياة مخاوفي

ماغبتي يوما عن سمائي لحظةً
وأرى النجوم اذا تبدّت تختفي

كم كنت في قيض الشدائد نسمتي
وغدوتِ في برد المصائب معطفي

.....

الحمدان
02-18-2025, 08:38 PM
لك الحمدُ عرفانًا به القولُ يَصدحُ
على كل حالٍ فيه أُمسِي وأصبِحُ

وإني كما تَرضَى من الشكرِ ألسُنُُ
وحرفُُ نَدِيُّ الحَمدِ فيكَ يُسَبِّحُ

ويسمُو إليك الحمدُ عن كل مرَّةٍ
قَبِلتَ بها عُذرِي وأكرَمتَ تَصفَحُ

وماكنتُ بالكافي سوابغ نعمةٍ
لكفٍّ من الإكرامِ كالبحرِ يسفحُ

واوليتني عن رفقة العمر رِفعَةً
بمالم تخص الغير فيه و تمنَحُ

وعن كل أقراني تكرمتَ ساترًا
عيوبًا وهَتكُ السترِ يُزرِي ويَذبَحُ

لك الحمد ماابقيت وجهي بمائه
مُصَانًا ووجهُ الغير بالذل يطفَحُ

لكَ اللهُ قد سَلَّمتُ بالأمرِ راضيًا
ومَن فوَّضَ الرحمٰنَ بالأمر يفلَحُ

بعُسرٍ وأيسارٍ وإرهَاصِ فاقَةٍ
إليكَ ومنكَ اليومَ بالخوفِ أنزَحُ

لك الحمدُ تسليمًا على كل حالةٍ
كَبَحتَ بها مالَا يزاحُ ويُكبَحُ

لكَ الحمدُ عَدَّالنجمِ والرملِ والحَصَىٰ
بِمِلئِ السما والأرضِ والدهرِ يَسرَحُ

.....

الحمدان
02-19-2025, 04:20 PM
وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً
تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ

.....

الحمدان
02-19-2025, 04:23 PM
وَما المَرءُ إِلّا كَالشِّهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ

لبيد بن ربيعة

الحمدان
02-19-2025, 04:26 PM
ألا مَوتٌ يُباعُ فأشتَريهِ
فهذا العيشُ ما لاخيرَ فيهِ

ألا موتٌ لذيذُ الطعمِ يأتي
يخلِّصُنِي مِنَ العيشِ الكريهِ

إذا أبصَرتُ قَبرًا مِن بعيدٍ
وَدَدتُ لَو اَنَّنِي مِمَّا يَلِيهِ

ألا رحمَ المُهَيمِنُ نَفسَ حُرٍّ
تَصَدَّقَ بِالوفاةِ على أخيهِ

.....

الحمدان
02-19-2025, 04:29 PM
رقّ الزمان لفاقتي
ورثى لطول تحرّقي

وأنالني ما أرتجي
وأجار مما أتّقي

فلأصفحنْ عمّا أتاهُ
من الذنوب السُّبّقِ

حتى جنايته بما
فعل المشيب بمفرقي

.....

الحمدان
02-19-2025, 04:32 PM
كان الزمانُ بلقيَاكُم يُمَنِّينَا

وَحَادِثُ الدَّهرِ بالتَّفرِيقِ يثنِينَا

فَعِندَمَا صَدَقَت فِيكُم أمانِينَا


أَضحَى التَّنَائِي بديلًا عن تدانينا

وناب عن طِيبِ لُقيانا تجافينا

صفي الدين الحلي

الحمدان
02-19-2025, 04:35 PM
قال ابن زيلاق الموصلي واصفا الحدباء:


وَمَحَاسِنُ الحدبَاءِ مُشرِقَةٌ عَلَى
كُلِّ البلادِ لَهَا الفَخَارُ الأفضلُ

يَا سَاحَةَ الحَدبَاءِ تربكِ إثمدٌ
للناظرينَ فمَا الدَّخولُ فَحَومَلُ

الحمدان
02-19-2025, 04:37 PM
أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ
وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزمعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَةٌ
فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ

أغَرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي
وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ

وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِي
بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ

وبَيْضَةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَا
تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَلِ


أمرؤ القيس

الحمدان
02-19-2025, 04:42 PM
إن كُنتَ تُسألُ ما عنوانُ مسكنِكم
‏أشِرْ لعيني وقُل في تلك عُنواني

.....

الحمدان
02-19-2025, 07:16 PM
‏لا تسألِ الدار عن من كان يسكنُها
البابُ يخبر أنّ القوم قد رحلوا

ما أبلغ الصمتَ لمّا جئتُ أسألُه
صمتٌ يعاتب من خانوه وارتحلوا

.....

الحمدان
02-19-2025, 07:17 PM
‏لَا يُذكــَرُ المـَـرءُ إِلَّا مِـن مَحَــاسِــنـِهِ
وَأَكـرَمُ الخـَلـقِ مَن تَحــيَا بِهِ الأَرضُ

القَلـبُ يَصــفـُو لِمَـن بَانَــت مَـوَدَّتـُهُ
لَو كُنتَ فَظَّاً غَلِيـظَاً عَنـكَ لَانفَضُّوا

.....

الحمدان
02-19-2025, 07:19 PM
ولمَّا رأيتُ الجَهلَ في الناسِ فاشياً
تَجاهَلتُ حتى ظُنَّ أنِّي جاهِلُ

فَواعَجَباً كم يَدَّعي الفضلَ ناقِصُ
وواأسفاً كم يُظْهِرُ النقصَ فاضلُ

فيا موتُ زُرْ إن الحياةَ ذميمةٌ
ويا نفسُ جِدِّي إن دَهرَكِ هازِلُ

.....

الحمدان
02-19-2025, 07:22 PM
تغير الناس عما كنتُ أعهده
فاليوم لا أدب يغني ولا فطن

فالخيرُ مُنقَبِضُ والشَّرُّ مُنبَسِطٌ
والجهل منتشر والعِلمُ مُندفِنُ

لَمْ تَلْقَ مِنْهُم سَلِيماً فِي مَوَدَّتِهِ
كَأَنَّ كُلَّ امْرِي فِي قَلْبِهِ دَخَنُ

طَوَاهُمُ الْغِلُّ طَيَّ الْقِدِّ وَانْتَشَرَتْ
بالغدر بينهم الأحقاد وَالدَّمنُ

فَلَا صَدِيقَ يُرَاعِي غَيْبَ صَاحِبِه
وَلَا رَفِيقَ عَلَى الْأَسْرَارِ يُؤْتَمَنُ

.....

الحمدان
02-19-2025, 07:23 PM
‏واللهِ لو وقَفَ الأنامُ جميعُهُم
‏وتآمروا كي يمنعوكَ مُناكا

‏وأرادَ ربُّكَ أن تنالَ عطـاءَهُ
‏لأتاكَ يعْدو رغْمَ كُلِّ عِداكا

.....

الحمدان
02-19-2025, 07:28 PM
‏وأنا هٌنا في الليلِ لا قمرٌ معي
كل الذي في حوزتي ظُلُمَاتِ

وفمي ينادي دون عمرٍ واضحٍ
هل في المكان بقية لحياتي

أو هل سأنجو من براثن ليلةٍ
يبدو عليها شكلُ موتٍ آتِ

.....

الحمدان
02-19-2025, 07:40 PM
أَلَم تَعْلَمْ وَخَيْرُ الْقَوْلِ أَبْقَى
‏بِأَنَّ الصَّمْتَ مَنْجَاةُ الأَرِيبِ

‏فَلا تَأْمَنْ عَلَى سِرٍّ حَبِيبا
‏فَقَدْ يَأْتِي الْعَدُوُّ مِنَ الْحَبِيبِ

.....

الحمدان
02-19-2025, 07:41 PM
فرط السُّكوتِ على فرط الأذى سقمُ
‏قد يسكتُ الجرحُ لكن ينطق الألمُ

.....

الحمدان
02-19-2025, 08:05 PM
صَدرِي مناجمُ فحمٍ في حرائِقها
‏فكيفَ أكتبُ نصًا يُثلجُ الصّدرا؟

لا شيءَ عندي سِوى جرحٍ أُرتِّلهُ
‏يُصفِّقُ الناسُ لي والجرحُ لا يبرا

.....

الحمدان
02-19-2025, 08:08 PM
‏مِن أبرز ما قيل في هِجاء الزَوج قول
أميمة الأموية في زوجها :


إنّي ندمت على ما كان من عجبي
وأقْصر الدهر عني أي إقْصَار

فليتني يوم قالوا أنت زوجته
أصابني ذو نُيُوبٍ سُمُّـه ضاري

يارب إن كنت في الجنَّات مدخله
فاجعلْ أميمةَ رب الناس في النّار

الحمدان
02-19-2025, 08:10 PM
الودُّ لا يَخفى وإن أخفيتهُ
والبُغضُ تُبدِيهِ لَكَ العينَانِ

.....

الحمدان
02-19-2025, 08:12 PM
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ

المتنبي

الحمدان
02-19-2025, 08:18 PM
رَمَوني بِالعُيوبِ مُلَفَّقاتٍ
وَقَد عَلِموا بِأَنّي لا أُعابُ

وَإِنّي لا تُدَنِّسُني المَخازي
وَإِنّي لا يُرَوِّعُني السِبابُ

وَلَمّا لَم يُلاقوا فيَّ عَيباً
كَسوني مِن عُيوبِهِمُ وَعابوا

.....

الحمدان
02-19-2025, 08:19 PM
هَوَاك وَانَ طَوَاهُ السِّرُّ طِيًّا
يُخبِرُ عَن تَمَكُّنِهِ سُكوتٌ

سَيَبقَى فِي حَنَايَا القَلبِ حُبًّا
أَموتُ أَنَا وَحَبِّي لَا يَموتُ

.....

الحمدان
02-19-2025, 08:23 PM
صغيرٌ يطلبُ الكِبرا
وشيخٌ ود لو صَغُرا

وخالٍ يشتهي عملا ً
وذو عملٍ به ضَجِرا

ورب المال في تعب
وفي تعب من افتقرا

وذو الأولاد مهمومٌ
وطالبهم قد انفطرا

ومن فقد الجمال شكي
وقد يشكو الذي بُهِرا

ويشقى المرء منهزما
ولا يرتاح منتصرا

ويبغى المجد في لهفٍ
فإن يظفر به فترا

شُكاةٌ مالها حَكَمٌ
سوى الخصمين إن حضرا

فهل حاروا مع الأقدار
أم هم حيروا القدرا

.....

الحمدان
02-19-2025, 08:28 PM
وأجمل مايحوز المرء يومًا
من الدنيا وزينتها صديقُ

لهُ في فرحةِ الأيّامِ نورٌ
لهُ سعةٌ إذا يومًا يَضيقُ

.....

الحمدان
02-19-2025, 10:26 PM
يُساءُ فهمُك بين الناسِ أحيانا
فيخلقون لك الأوصافَ ألوانا

فقد تكونُ ملاكاً عندَ بعضِهِمُ
وقد تكونُ بعينِ البعضِ شيطانا

فلا يغرُّكَ مدحٌ لو أتوكَ به
ولا يضرُّك ذمٌّ كيف ما كانا

لا يعرفُ النفسَ شخصٌ مثلُ صاحبِها
فكُنْ لنفسِك في التقييمِ ميزانا

.....

الحمدان
02-19-2025, 10:29 PM
أتيتُ بابك أشكو جور وَسواسي
وهاربٌ من لظى همّي وإحساسي

مكبّلٌ بصروف الدهر أنظرُ ما
تجودُ والعزّ معصوبٌ على راسي

لولاك هِمْتُ على وجهي بلا أملٍ
وبِتُّ باليأس مشنوقاً بأنفاسي

خذني بلطفك يكفي ما أُكابدهُ
فإنني بك أستغني عن النـــاسِ


عبد الله السعيدي

الحمدان
02-19-2025, 10:43 PM
وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

ابن زريق البغدادي

الحمدان
02-19-2025, 10:56 PM
لمَّا أتَتْني على المِسواكِ رِيقَتُها
مَثلوجَةَ الطَّعمِ مثلَ الشَّهدِ بالرَّاحِ

قبَّلتُ ما مسَّ فاها ثمَّ قلتُ لهُ
يا ليْتَني كنتُ ذا المِسواكَ يا صاحِ

قُل للرَّبابِ ارْجِعِي رُوحِي إلى جسَدي
أو علِّلِيني بوَجهٍ منكِ وضَّاحِ


بشار بن برد

الحمدان
02-19-2025, 11:13 PM
رمضانُ يدنو يا سعادةَ خافقي
‏يدنو لنا القرآنُ والإيمانُ

‏نَفحَاتُهُ بَركاتُهُ وَرَوائِحٌ
‏مِنهُ يُبَلِّغُهَا لنا شَعبَانُ

سنصُومُ سوفَ نَعيشُ أيَّامَ الهنا
‏سَيُحِيطُنَا يومُ الصِّيامِ أمانُ

الحمدان

الحمدان
02-20-2025, 01:57 PM
القَرائِحِ
الطَّبائع أي: كُلُّ سامعٍ
يتناول من معاني الكلام
على قدر سجيَّته وعلمه

لقول الشاعر:
وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ
عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ

.....

الحمدان
02-20-2025, 02:22 PM
‏وكأنني دون الأحبةِ مُبحرٌ
في لُجِّ بحرٍ موحشِ الأكنافِ

والريحُ تعصفُ والظلامُ ومركبي
من غير أشرعةٍ ولا مجداف

.....

الحمدان
02-20-2025, 02:25 PM
‏كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
‏فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَة

‏لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يومًا فقدْ
‏سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرة

.....

الحمدان
02-20-2025, 02:27 PM
أَنا مَن أَهوى وَمَن أَهوى أَنا
نَحنُ روحانِ حَلَنا بَدَنا

نَحنُ مُذكُنّا عَلى عَهدِ الهَوى
تُضرَبُ الأَمثالُ لِلناسِ بِنا

فَإِذا أَبصَرتَني أَبصَرتَهُ
وَإِذا أَبصَرتَهُ أَبصَرتَنا

أَيُّها السائِلُ عَن قِصَّتِنا
لَو تَرانا لَم تُفَرِّق بَينَنا

روحُهُ روحي وَروحي روحُهُ
مَن رَأى روحَينِ حَلَّت بَدَنا


الحلاج

الحمدان
02-20-2025, 02:28 PM
فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً
‏فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ