مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
02-11-2022, 09:15 PM
يادار فوز ٍ لقد أورثتنى دنفا
وزادنى بعد دارى عنكم شغفا
حتى متى أنا مكروب بذكركم
أمسى وأصبح صباً هائماً دنفا
لا أستريح ولا أنساكم أبداً
ولا أرى كرب هذا الحب منكشفا
ما ذقت بعدكم عيشاً سررت به
ولا رأيت لكم عدلاً ولا نصفا
إنى لأعجب من قلب يحبكم
وما رأى منكم براً ولا لطفا
لولا شقاوت جدى ما عرفتكم
إن الشقى الذى يشقى بمن عرفا
لازلت بعدكم أهذى بذكركم
كأن ذكركم بالقلب قد رصفا
ياليت شعرى, وما فى ليت من فرج ٍ
هل ما مضى عائد منكم وما سلفا
إصرف فؤادك ياعباس منصرفا ً
عنها, يكن عنك كرب الحب منصرفا
لو كان ينساهم قلبى نسيتهم
لكن قلبى لهم والله قد ألفا
أشكو إليك الذى بى يامعذبتى
وما أقاسى وما أسطيع أن أصفا
ياهم نفسى ويا سمعى ويا بصرى
حتى متى حبكم بالقلب قد كلفا
ما كنت أعلم ما هم وما جزع
حتى شربت بكأس الحب مغترفا
ثارت حرارتها فى الصدر فاشتعلت
كأنما هى نار أطعمت سعفا
طاف الهوى بعباد الله كلهم
حتى إذا مر بى من بينهم وقفا
إذا جحدت الهوى يوماً لأدفنه
فى الصدر, نم على الدمع معترفا
لم ألق ذا صفة للحب ينعته
إلا وجدت الذى بى فوق ما وصفا
يضحى فؤادى بهذا الحب ملتحما ً
وقفا ً, ويمسى على الحب ملتحفا
ما ظنكم بفتى ً طالت بليته
مروع فى الهوى لا يأمن التلفا
يافوز كيف بكم والدار قد شحطت
بى عنكم , وخروج النفس قد أزفا
قد قلت لما رأيت الموت يقصدنى
وكاد يهتف بى داعيه أو هتفا
أموت شوقا ً ولا ألقاكم أبدا ؟
ياحسرتا ثم ياشوقا ويا أسفا
العباس بن الاحنف
الحمدان
02-12-2022, 03:06 PM
وجيش إثر جيش قد فقدنا
وكأن القائد النحس الغريبا
إلى أن قد مضى زمن التخلى
وصار الجو أصلح للتجلي
قصدناهم على ذاك المحل
وكان الفخ (مكسيم) المذيبا
فما للقطر لا يغدو فخورا
ولندن لا تجاوبه سرورا
أرى الجيشين قد ظهرا ظهورا
على غنم الزريبة لن يريبا
لبثنا فى التناوش نحو شهر
والاستطلاع من نهر لنهر
ظنناهم أعز من السحاب
وأمنع فى الطوابى من عُقاب
فجئناهم بألوية صعاب
وجندنا الجنود لهم ضروبا
طلعنا والصباح على الطوابى
بنار من جهنم لا تحابي
ملكنا منهم قمم الروابى
وماء النهر والغاب الرهيبا
أحمد شوقي
الحمدان
02-12-2022, 04:49 PM
نشرت إحدى الشاعرات صورةً
لفنجان قهوتها الصباحية وظهر
في الصورة كفّها وشامة نائمة
على إصبعها فكانت هذه القصيدة.
قليلاتٌ هنّ المُلهمات!.
"شامة"
شامةٌ في اصبَعِ الكفِّ اليَسارْ
أنبتت في القلبِ حُلماً وقصيدة
حلّقت بي فَوقَ هذا الكونِ..
لا أدري إلى أينَ انتهينا
حلّقت بي في مجرّاتٍ جديدة
وركبنا في القطارْ
ثمّ نمنا..
لم نُفق إلا على صوتِ الكناري..
والبداياتِ السعيدة
كوكبٌ في اصبع الكفِّ اليسار!
فيهِ أحلامي كأحلامِ الصِغارْ..
هذهِ الشامةُ نصفي
وعلى نِصفِي أغارْ
غرّبتنا الأرضُ.. باكٍ وشَريدة
وكلانا بينَ نارٍ وانتظارْ
دلّلي الشامةَ عنّي..
إنّها مثلي وحيدة!
حذيفة العرجي
الحمدان
02-12-2022, 05:00 PM
"كُن طائفي"
يقولونَ لي: لا تكن طائفي..
أُحاولُ.. لكنني أفشلُ
فباسمِ عليٍّ أنا أُقتَلُ
وباسمِ الحُسينِ أبي يُقتلُ
وعمّي، وخالي..
وأمّي و أُختي
وكلّ رفاقي..
فما أفعلُ؟
يقولونَ لي: لا تكُن طائفي..
تعايش بُحبٍّ معَ القاتلينَ
معَ المُجرمينَ..
معَ الشاربينَ دماء البَشَرْ
معَ الوحشِ يقتلُ كلَّ غُلامٍ تَسمى عُمَرْ
يُريدونَ منّيَ شُربَ دمائي
بكلِّ برودٍ، وكلِّ غباءِ
يقولونَ لي: لا تكن طائفي..
وخُذ بالتقيَّـةِ كالآخرينْ
وأرفضُ طبعاً..
فلستُ وشِعريَ كالآخرينْ
وفعلُ التقيّةِ فعلُ النِفاقْ
ولو قالَ فيهِ جميعُ الرفاقْ
يريدونَ منّيَ ألّا أُبينْ
وأن أجعلَ الشِعرَ عبداً ذليلاً
يعيشُ على فضلَةِ الظالمينْ
وأرفضُ طبعاً..
لأنّي بكُلّ اعتزازٍ وفَخرٍ
نذرتُ حياتيَ للمُتعبينْ
يقولونَ لي: لا تكُن طائفي..
فما أبشعَ الشاعرَ الطائفي
أَفِقْ وانتبه.. كُلُّنا مسلمونْ
وإنّي أشكُّ!
-أشكّ الحقيقةَ- في أنّهُم مُسلمونْ!
فهل مُسلمٌ من يسبُّ عُمرْ؟
ويرمي العفيفةَ بالفاحشة؟
ويأمَنُ جانبَـهُ الكافرونْ
ولا يأمنُ المسلمونْ؟
يقولونَ لسنا نسبُّ الصحابةَ..
واللهُ يشهدُ والمؤمنونْ
وشِعري أنا.. أنّهُم كاذبونْ
يقولونَ لي: لا تكُن طائفي..
فليسوا يهوداً..
نَعم في الحقيقةِ ليسوا يهودْ
ولكنَّهُم يخدمونَ اليهودْ!
يقولونَ لي: لا تكُن طائفي..
وآهاتُ أُمي التي في العِـراقِ
وصرخاتُ أُختي التي في اليَمنْ
وطفلي الذي في دمشقَ يُباعُ بدونِ ثَمنْ
وعَجزُ الشيوخِ، وخوفُ اليتامى
وجُرحُ الشَهيدِ بغيرِ كَفَنْ
يُنادينَني:
بريءٌ عليُّ منَ الظالمينَ
بريءٌ حسينُ.. فكُن طائفي!
حذيفة العرجي
عبير بنت شمران
02-12-2022, 06:10 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/131034200913.gif
عبير بنت شمران
02-12-2022, 06:12 PM
https://pbs.twimg.com/media/ETov6NLWkAEZwTm.jpg
الحمدان
02-13-2022, 12:56 PM
الفاضله أنفاس الحب
أشكرك جزيل الشكر
كل الموده والتقدير لاعدمتك
الحمدان
02-13-2022, 12:56 PM
لِكُلِّ اِمرِئٍ مِن دَهرِهِ ما تَعَوَّدا
وَعادَةُ سَيفِ الدَولَةِ الطَعنُ في العِدا
وَأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ
وَيُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا
وَرُبَّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفسَهُ
وَهادٍ إِلَيهِ الجَيشَ أَهدى وَما هَدى
وَمُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللَهَ ساعَةً
رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا
هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ ساكِناً
عَلى الدُرِّ وَاِحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا
فَإِنّي رَأَيتُ البَحرَ يَعثُرُ بِالفَتى
وَهَذا الَّذي يَأتي الفَتى مُتَعَمِّدا
تَظَلُّ مُلوكُ الأَرضِ خاشِعَةً لَهُ
تُفارِقُهُ هَلكى وَتَلقاهُ سُجَّدا
وَتُحيِي لَهُ المالَ الصَوارِمُ وَالقَنا
وَيَقتُلُ ما يُحيِي التَبَسُّمُ وَالجَدا
ذَكيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَينِهِ
يَرى قَلبُهُ في يَومِهِ ما تَرى غَدا
وَصولٌ إِلى المُستَصعَباتِ بِخَيلِهِ
فَلَو كانَ قَرنُ الشَمسِ ماءً لَأَورَدا
لِذَلِكَ سَمّى اِبنُ الدُمُستُقِ يَومَهُ
مَماتاً وَسَمّاهُ الدُمُستُقُ مَولِدا
سَرَيتَ إِلى جَيحانَ مِن أَرضِ آمِدٍ
ثَلاثاً لَقَد أَدناكَ رَكضٌ وَأَبعَدا
فَوَلّى وَأَعطاكَ اِبنَهُ وَجُيوشَهُ
جَميعاً وَلَم يُعطِ الجَميعَ لِيُحمَدا
عَرَضتَ لَهُ دونَ الحَياةِ وَطَرفِهِ
وَأَبصَرَ سَيفَ اللَهِ مِنكَ مُجَرَّدا
وَما طَلَبَت زُرقُ الأَسِنَّةِ غَيرَهُ
وَلَكِنَّ قُسطَنطينَ كانَ لَهُ الفِدا
فَأَصبَحَ يَجتابُ المُسوحَ مَخافَةً
وَقَد كانَ يَجتابُ الدِلاصَ المُسَرَّدا
وَيَمشي بِهِ العُكّازُ في الدَيرِ تائِباً
وَما كانَ يَرضى مَشيَ أَشقَرَ أَجرَدا
وَما تابَ حَتّى غادَرَ الكَرُّ وَجهَهُ
جَريحاً وَخَلّى جَفنَهُ النَقعُ أَرمَدا
فَلَو كانَ يُنجي مِن عَليٍّ تَرَهُّبٌ
تَرَهَّبَتِ الأَملاكُ مَثنى وَمَوحِدا
وَكُلُّ اِمرِئٍ في الشَرقِ وَالغَربِ بَعدَها
يُعِدُّ لَهُ ثَوباً مِنَ الشَعرِ أَسوَدا
هَنيئاً لَكَ العيدُ الَّذي أَنتَ عيدُهُ
وَعيدٌ لِمَن سَمّى وَضَحّى وَعَيَّدا
وَلا زالَتِ الأَعيادُ لُبسَكَ بَعدَهُ
تُسَلِّمُ مَخروقاً وَتُعطى مُجَدَّدا
فَذا اليَومُ في الأَيّامِ مِثلُكَ في الوَرى
كَما كُنتَ فيهِم أَوحَداً كانَ أَوحَدَ
هُوَ الجَدُّ حَتّى تَفضُلَ العَينُ أُختَها
وَحَتّى يَصيرَ اليَومُ لِليَومِ سَيِّدا
فَيا عَجَباً مِن دائِلٍ أَنتَ سَيفُهُ
أَما يَتَوَقّى شَفرَتَي ما تَقَلَّدا
وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ
تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا
رَأَيتُكَ مَحضَ الحِلمِ في مَحضِ قُدرَةٍ
وَلَو شِئتَ كانَ الحِلمُ مِنكَ المُهَنَّدا
وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ
وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا
إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ
وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا
وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا
مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى
وَلَكِن تَفوقُ الناسَ رَأياً وَحِكمَةً
كَما فُقتَهُم حالاً وَنَفساً وَمَحتِدا
يَدِقُّ عَلى الأَفكارِ ما أَنتَ فاعِلٌ
فَيُترَكُ ما يَخفى وَيُؤخَذُ ما بَدا
أَزِل حَسَدَ الحُسّادِ عَنّي بِكَبتِهِم
فَأَنتَ الَّذي صَيَّرتَهُم لِيَ حُسَّدا
إِذا شَدَّ زَندي حُسنُ رَأيِكَ فيهِمِ
ضَرَبتُ بِسَيفٍ يَقطَعُ الهامَ مُغمَدا
وَما أَنا إِلّا سَمهَرِيٌّ حَمَلتَهُ
فَزَيَّنَ مَعروضاً وَراعَ مُسَدَّدا
وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَلائِدي
إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِداً
فَسارَ بِهِ مَن لا يَسيرُ مُشَمِّرا
وَغَنّى بِهِ مَن لا يُغَنّي مُغَرِّدا
أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعراً فَإِنَّما
بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا
وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني
أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى
تَرَكتُ السُرى خَلفي لِمَن قَلَّ مالُهُ
وَأَنعَلتُ أَفراسي بِنُعماكَ عَسجَدا
وَقَيَّدتُ نَفسي في ذَراكَ مَحَبَّةً
وَمَن وَجَدَ الإِحسانَ قَيداً تَقَيَّدا
إِذا سَأَلَ الإِنسانُ أَيّامَهُ الغِنى
وَكُنتَ عَلى بُعدٍ جَعَلنَكَ مَوعِدا
المتنبي
الحمدان
02-13-2022, 10:42 PM
ماذا تريدُ من السبعين يا رجلُ؟!
لا أنتَ أنتَ ولا أيامُكَ الأُولُ
..جاءتكَ حاسرةَ الأنياب.. كالحةً
كأنما هي وجهٌ سلَّهُ الأجلُ
أوَّاهُ سيدتي السبعونَ معذرةً
إذا التقينا ولم يعصف بي الجذلُ
أوَّاهُ سيدتي السبعونَ معذرةً
بأي شيءٍ من الأشياءِ نحتفلُ !.
أبِالشباب الذي شابت حدائقهُ ؟.
.أم بالأماني الّتي باليأسِ تشتعلُ؟
أم بالرِّفاق الأحباءِ الأُلى ذهبوا
,وخلَّفوني لعيشٍ أُنسهُ مللُ ؟
تباركَ الله قد شاءت إرادتهُ
لي البقاءُ.. فهذا العبدُ ممتثلُ!
معالي الدكتور غازي القصيبي رحمه الله
الحمدان
02-14-2022, 02:51 AM
أحبب حبيبك هونا ما
عسى أن يكون بغيضك يوماً ما
وابغض بغيضك هوناً ما
عسى أن يكون حبيبك يوماً ما.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
اللؤلؤة
02-14-2022, 06:04 AM
https://www.lakii.com/img/all/Jan06/aNgmxG01121358.gif
الحمدان
02-17-2022, 01:03 AM
هلا وغلا بالاخت الرائعه
اللؤلؤة
شكرا لك على تعقيبك
وفقك الله لكل خير وبارك فيك
الحمدان
02-17-2022, 01:03 AM
على ما قال سلمان المفدى
مليكًا كان معتدلاً رصينا
على نهج التوسط دون ظلمٍ
ولا عنفٍ وكنّا المقسطينا
مليكٌ عادلٌ بَرٌ رحيمٌ
نعيشُ على رضاهُ محافظينا
عليهُ وقد رأيناهُ بخيرٍ
حمدنا الله حمد الشاكرينا
ووصانا ولي العهد شعبًا
نكون كقدوةٍ للمقتدينا
محمدنا وراسم كل حلمٍ
عظيمٍ مدهلٍ للحالمينا
فشعبٌ طيبٌ وملوك عدلٍ
نبايعهم بصدقٍ ما حيينا
يحي رياني
الحمدان
02-17-2022, 02:14 AM
القدس تبكي وقد هزّت يهود بها
أركان بيت فكادت أن تواريه
الركن منخذل والسقف مرتعش
غرّ المآذن كادت أن تلاقيه
والعرب في دعةٍ ناموا على أمل
أن يقصف الرعد أعداء الهدى فيه
هذا الذي كان صرح العزّ من زمن
و(الله أكبر)دوّت من أعاليه
قد صار يا سيدي مثلي يفيض أسى
يبكي على من غدا في الخطب باكيه
طورا يطلّ على حالي فيرثيني
نثرا وطورا أنا بالشعر أرثيه
يا مسلمون كفى نوماً …كفى دعةً
مسرى نبيكم طالت مراثيه
أبناء صهيون قد خلّوا متاهتهم
والمسلمون أضاعوا العمر في التيه
قم يا (صلاح)أجب مسرى رسولك قم
فما سواك لدى الجلّى يوافيه
هاهم جنودك فوق الخيل قد وثبوا
والسهم في القوس مشدودٌ ليرميه
والكل يرقب أمرا من أوامركم
رهن الإشارة يسعى كي يلبيه
فالحق هزّ ليوثا في معاقلها
فآثرت أن تعيد اليوم ماضيه
فالحق في كنف الأسياف محترم
والسيف أصدق في خبر وتنويه
فمن يعش في ذرى العلياء مسكنه
ومن يمت فجنان الخلد تؤويه
غازي الجمل
الحمدان
02-17-2022, 02:15 AM
يا سيدي يا رسول الله معذرة
فالقلب مكتئبٌ مما يقاسيه
ماذا أخطّ بهذا اليوم من شجن
وأيّ خطب من الأحداث أرويه
مسراك يا سيدي بالحزن ملتحف
يشكو إلى الله ما أمسى يعانيه
أبناؤنا في فلسطين يعذبهم
سوط العدوّ بإذلال وتشويه
(لبنان) أصبح مفجوعا بنكبته
من بعد ما سوّد الأعدا لياليه
في كل ناحية عذراء باكية
حيرى… وثاكلة تروي مآسيه
غازي الجمل
الحمدان
02-17-2022, 02:15 AM
هذا الذي جاء بالقرآن شيمته
نور…وما فيالدّنا نور يدانيه
نور يشعّ بنور جاء يحمله
من نور ربّك في الأكوان يسريه
بالعدل يأمر والإحسان ينشره
والخير يبذر والإيمان يرسيه
حتى تحطّم صرح الظلم منسحقاً
وقام بالعدل صرح سرّ رائيه
بالحق أرسل والرحمن قائلها
والله أصدق قيلا حين ينبيه
مهما أطال عباد الله حسبهم
فالله قال… وقول الله كافيه
غازي الجمل
الحمدان
02-17-2022, 02:16 AM
هزّ الفؤاد ركام من مآسيه
وأورق الوجد واهتزّت خوافيه
الوجد يدفعني والحرص يمنعني
والقلب عاد طريح الوجد… باديه
حتى إذا ما ادلهمّ الخطب وانفجرت
عيني بمدمعي الهتّان تهميه
ثار القريض بقلب كاد يعصيه
لولا البوارقلاحت من قوافيه
بالمال…بالأهل…بالأرواح نفديه
هذا الذي جاءنا بالحق يمضيه
هذا الذي كان للدنيا منارتها
من بعد ما غمرتها ظلمة التيه
هذا ابن (آمنة) لاحت بشائره
فأزهر الكون واهتزّت روابيه
هذا معين التّقى يا قوم منهمر
يروي القلوب فعبّوا من سواقيه
غازي الجمل
الحمدان
02-17-2022, 02:16 AM
ما لي أرى الدنيا تشيح بوجهها
عنا ويغشانا أسى وقتام؟!
حزني على وطني يعيث به أذى
قوم شديد مكرهم ولئام
حزني على وطني يمزّق شمله
تغشاه من أيدي اليهود سهام
ما بالنا نغفو ويسهر غيرنا
ويعدّ عدّته ونحن نيام
أين الرجال على العراك تمرّسوا
أين النّهى والحزم والإقدام
إن شئتم يا عرب وحدة صفّكم
فليرتفع فوق الربا الإسلام
غازي الجمل
الحمدان
02-17-2022, 02:16 AM
قف شامخا
بالطائرات المرسلات عويلا
ترمي بأطنان الردى تنكيلا
بالراجمات القاذفات قنابلا
فوق الرؤوس تدفقا موصولا
بقذائف (النابالم) تحرق أرضنا
و تحيل أرض الرافدين طلولا
(بأبي رغال) اليعربي أمامهم
مستوجب اللعنات سار دليلا
بالكاذبين المفترين بأنهم
قد طبقوا (التوراة) و (الإنجيلا)
بالمجهزين على الجراح بخسة
إذ يمعنون بشعبنا تقتيلا
بالمانعين من الإغاثة أهلها
و دماؤهم تجري هناك سيولا
بالجاعلين من المساجد ويحهم
سقفا يهد على الرؤوس مهيلا
ما فت في عضد الفلوجة كيدهم
وارتد جيش الأصغرين ذليلا
فالله أقوى من هدير سلاحهم
أنعم برب العالمين وكيلا
وسيعلم الباغي مغبة مكره
ولسوف يعلم من أضل سبيلا
يا ابن الفلوجة يا بقية عزنا
يا من رأوا بك صارما مسلولا
قف شامخا مثل المآذن طولا
و إبعث رصاصك وابلا سجّيلا
مزّق به زمر الغزاة أذقهم
طعم المنون على يدي عزريلا
جاءوا على قدر يسوق لحتفهم
من بعد نأي عن مداك طويلا
أحرق جثامين البغاة و رجسها
و أنثر على أشلائهم (بترولا)
طهر به ماء المحيط منظّفا
خطراً على ماء المحيط وبيلا
سطر على هام الزمان بأننا
أهل الكرامة و الأعز قبيلا
فليحرقوا كل النخيل بساحنا
سنطلّ من فوق النخيل نخيلا
فليهدموا كل المآذن فوقنا
نحن المآذن فإسمع التهليلا
إن يبتروا الأطراف تسعى قبلنا
قدماً لجنات النعيم وصولا
نحن الذين إذا ولدنا بكرة
كنّا على ظهر الخيول أصيلا
نحن الشهادة و الشهيد و شاهد
و لأسدنا قد فصلت تفصيلا
في عالم الصمت المهيمن حولنا
حتى غدا مستبكماً مشلولا
نطقت فصاحتنا بلحن كفاحنا
أعلى البيان صواعقاً و قتيلا
صوت الرصاص أبو البيان بلاغة
و أشد إفصاحاً و أقوم قيلا
سندك جيش البغي من عزماتنا
و نرده خلف الحدود ذليلا
فالعيش تحت الإحتلال جهنم
زقومها غسلينها المرذولا
و العز جنتنا و روح حياتنا
من دونه أضحى العراق قتيلا
أهل الفلوجة يا طلائع زحفنا
يا من رضيتم بالإله وكيلا
و رفعتم القرآن فوق جباهكم
ورضيتم الهادي الحبيب رسولا
سرتم على درب الجهاد بعزة
سعياً لجنات الخلود مقيلا
يا من صبرتم للحصار طويلاً
في عزة تعلو المجرة طولا
تحت القذائف و الحريق جهنم
لم تقطعوا التكبير و التهليلا
لقنتم الدنيا الدروس صريحة
لا تقبل التزييف و التدجيلا
أن الأعز محمد و جنوده
و الله أكبر ناصراً و وكيلا
الشاعر غازي الجمل الأردن
الحمدان
02-18-2022, 03:39 AM
الحَمدُ لِلّهِ رَبّي الخالِقُ الصَمَدُ
فَلَيسَ يُشرِكهُ في حُكمِهِ أَحَدُ
هُوَ الَّذي عَرَّفَ الكُفّارَ مَنزِلَهُم
وَالمُؤمِنونَ سَيَجزيهِم بِما وُعِدوا
وَيَنصُرُ اللَهُ مَن والاهُ إِنَّ لَهُ
نَصراً وَيَمثُلُ بِالكُفّارِ إِذ عَنَدوا
قَومي وَقَوا لِرَسولِ اللَهِ وَاِحتَسَبوا
شُمَّ العَرانينِ مِنهُم حَمزَةُ الأَسَدُ
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحمدان
02-18-2022, 03:40 AM
إِذا كُنتَ في الأَمسِ اِقتَرَفتَ إِساءَةً
فَثَنِّ بِإِحسانٍ وَأَنتَ حَميدُ
وَلا تُرجِ فِعلَ الخَيرِ يَوماً إِلى غَدٍ
لَعَلَّ غَداً يَأتي وَأَنتَ فَقيدُ
ويَومَكَ إِن عاتَبتَهُ عادَ نَفعُهُ
إِلَيكَ وَماضي الأَمسِ لَيسَ يَعودُ
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحمدان
02-18-2022, 03:40 AM
فاطِمُ يا بِنتَ النَبِيِّ أَحمَدِ
بِنتَ نَبِيٍّ سَيِّدٍ مُسَوَّدٍ
هَذا أَسيرٌ جاءَ لَيسَ يَهتَدي
مُكَبَّلٌ في قَيدِهِ المُقَيِّدِ
يَشكو إِلَينا الجُوعَ وَالتَشَدُّدِ
مَن يُطعِمُ اليَومَ يَجِدهُ في غَدِ
عِندَ العَلِيِّ الواحِدِ المُوَحَّدِ
ما يَزرَعُ الزارِعُ يَوماً يَحصُدِ
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحمدان
02-18-2022, 03:40 AM
إِنَّ الَّذي قَدِ اِصطَفى مُحَمَّدا
وَأَظهَرَ الأَمرَ بِهِ وَأَيَّدا
وَسَرَّ مِن والى وَأَكبا الحُسَّدا
وَأَحسَنَ الدَحرَ لَهُ وَمَهَّدا
وَجاءَ بِالنورِ المَضِيِّ المُحَمَّدِ
وَناصَحَ اللَهَ وَخافَ المَوعِدا
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحمدان
02-18-2022, 03:41 AM
أَنا الَّذي سَمَتني أُمي حَيدَرَه
ضِرغامُ آجامٍ وَلَيثُ قَسوَرَه
عَبلُ الذِراعَينِ شَديدُ القِصَرَه
كَلَيثِ غاباتٍ كَريهِ المَنظَرَه
عَلى الأَعادي مِثلَ رِيحٍ صَرصَرَه
أَكيلُكُم بِالسَيفِ كَيلَ السَندَرَه
أَضرِبُكُم ضَرباً يَبينُ الفَقَرَه
وَأَترُكُ القِرنَ بِقاعِ جُزُرِهِ
أَضرِبُ بِالسَيفِ رِقابَ الكَفَرَه
ضَربَ غُلامٍ ماجِدٍ حَزوَرَه
مَن يَترُكِ الحَقَّ يَقوِّم صِغَرَه
أَقتُلُ مِنهُم سَبعَةً أَو عَشَرَة
فَكُلَّهُم أَهلُ فُسوقٍ فَجَرَه
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحمدان
02-18-2022, 04:10 AM
صَديقُ عَدُوّي داخِلٌ في عَداوَتي
وَإِنّي لِمَن وَدَّ الصَديقَ وَدودُ
فَلا تَقرَبا مِني وَأَنتَ صَديقَهُ
فَإِنَّ الَّذي بَينَ القُلوبِ بَعيدُ
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحمدان
02-18-2022, 04:10 AM
تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلى
وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍ وَاِكتِسابُ مَعيشَةٍ
وَعِلمٌ وَآدابٌ وَصُحبَةُ ماجِدِ
فَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَمِحنَةٌ
وَقَطعُ الفَيافي وَاِرتِكابِ الشَدائِدِ
فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن قِيامِهِ
بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ وَحاسِدِ
علي رضي الله عنه
الحمدان
02-18-2022, 04:11 AM
المَوتُ لا وَالِداً يُبقي وَلا وَلَداً
هَذا السَبيلُ إِلى أَن لا تَرى أَحَدا
كانَ النَبِيُّ وَلَم يَخلُد لِأُمَّتِهِ
لَو خَلَّدَ اللَهُ خَلقاً قَبلَهُ خَلَدا
لِلمَوتِ فينا سِهامٌ غَيرُ خاطِئَةٍ
مَن فاتَهُ اليَومَ سَهمٌ لَم يَفُتهُ غَدا
علي رضي الله عنه
الحمدان
02-18-2022, 04:11 AM
أَرِقتُ لَنوحٍ آخِرَ اللَيلِ غَرَّدا
لِشَيخِيَ يَنعي وَالرَئيسُ المُسَوَّدا
أَبا طالِبٍ مَأوى الصَعاليكَ ذا النَدى
وَذا الحُلُمِ لا خَلقاً وَلم يَكُ قَعدَدا
أَخا المُلكِ خَلِّ ثَلمَةً سَيَسُدُّها
بَنو هاشِمٍ أَو يُستَباحُ فَيَهمَدا
فَأَمسَت قُرَيشٌ يَفرَحونَ لِفَقدِهِ
وَلَستُ أَرى حُبّاً لِشَيءٍ مُخَلَّدا
أَرادَت أَموراً زَيَّنَتها حُلومُهُم
سَتورِدُهُم يَوماً مِنَ الغَيِّ مَورِدا
يَرجونَ تَكذيبَ النَبِيِّ وَقَتلِهِ
وَإِن يَفتَروا بُهتاً عَلَيهِ وَمُجحَدا
كَذَبتُم وَبيتِ اللَهِ حَتّى نُذيقَكُم
صُدورَ العَوالي وَالصَفيحَ المُهَنَّدا
وَيَظهَرُ مِنّا مَنظَرٌ ذو كَريهَةٍ
إِذا ما تَسَربَلنا الحَديدَ المُسرَّدا
فَإِمّا تُبيدونا وَإِمّا نُبيدُكُم
وَإِمّا تَرَوا سِلمَ العَشيرَةِ أَرشَدا
وَإِلّا فَإِنَّ الحَيَّ دونَ مُحَمَّدٍ
بَنو هاشِمٍ خَيرَ البَرِيَةِ مُحتِدا
وَأَنَّ لَهُ فيكُم مِنَ اللَهِ ناصِراً
وَلَيسَ نَبِيٌّ صاحِبَ اللَهِ أَوحَدا
نَبِيٌّ أَتى مِن كُلِّ وَحيٍ بِخُطبَةٍ
فَسَمّاهُ رَبّي في الكِتابِ مُحَمَّدا
أَغَرُّ كَضوءِ البَدرِ صُورَةَ وَجهِهِ
جَلا الغَيمُ عَنهُ ضوءَهُ فَتَوَقَّدا
أَمينٌ عَلى ما اِستَودَعَ اللَهُ قَلبَهُ
وَإِن قالَ قَولاً كانَ فيهِ مُسَدَّداً
علي رضي الله عنه
الحمدان
02-18-2022, 04:12 AM
أَتاني أَنَّ هِندَاً أُختَ صَخرٍ
دَعَت دَركاً وَبَشَّرَتِ الهُنودا
فَإِن تَفخَر بِحَمزَةَ حينَ وَلّى
مَعَ الشُهَداءِ مُحتَسِباً شَهيداً
فَإِنَّا قَد قَتَلنا يَومَ بَدرٍ
أَبا جَهلٍ وَعُتبَةَ وَالوَليدا
وَقَتَّلنا سُراةَ الناسِ طُرّاً
وَغُنِّمنا الوَلائِدَ وَالعَبيدا
وَشَيبَةَ قَد قَتَلنا يَومَ ذاكُم
عَلى أَثَوابِهِ عَلَقاً جَسيدا
فَبُوِّأَ مِن جَهَنَّمَ شَرَّ دارٍ
عَلَيها لَم يَجِد عَنها مُحيدا
وَما سِيّانِ مَن هُوَ في جَحيمٍ
يَكونُ شَرابُهُ فيها صَديدا
وَمَن هُوَ في الجِنانِ يَدَرُّ فيها
عَلَيهِ الرِزقَ مُغتَبِطاً حَميدا
علي رضي الله عنه
الحمدان
02-18-2022, 04:12 AM
ما وَدَّني أَحَدٌ إِلّا بَذَلتُ لَهُ
صَفوَ المَوَدَّةِ مِنّي آخِرَ الأَبَدِ
وَلا قَلاني وَإِن كانَ المُسيءُ بِنا
إِلّا دَعَوتُ لَهُ الرَحمَنَ بِالرَشَدِ
وَلا اِئتُمِنتُ عَلى سِرٍّ فَبُحتُ بِهِ
وَلا مَدَدتُ إِلى غَيرِ الجَميلِ يَدي
وَلا أَقولُ نَعَم يَوماً فَأُتبِعَهُ
بَلا وَلو ذَهَبَت بِالمالِ وَالوَلَدِ
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحمدان
02-19-2022, 12:05 AM
يا أَبا اليَقظانِ أَغواكَ الطَمَع
سَوفَ تَلقى فارِساً لا يَندَفِع
زُرتَني تَطلُبُ مِنّي غَفلَةً
زَورَةَ الذِئبِ عَلى الشاةِ رَتَع
يا أَبا اليَقظانِ كَم صَيدٍ نَج
خالِيَ البالِ وَصَيّادٍ وَقَع
إِن تَكُن تَشكو لِأَوجاعِ الهَوى
فَأَنا أَشفيكَ مِن هَذا الوَجَع
بِحُسامٍ كُلَّما جَرَّدتُهُ
في يَميني كَيفَما مالَ قَطَع
وَأَنا الأَسوَدُ وَالعَبدُ الَّذي
يَقصِدُ الخَيلَ إِذا النَقعُ اِرتَفَع
نِسبَتي سَيفي وَرُمحي وَهُم
يُؤنِساني كُلَّما اِشتَدَّ الفَزَع
يا بَني شَيبانَ عَمّي ظالِمٌ
وَعَلَيكُم ظُلمَهُ اليَومَ رَجَع
ساقَ بِسطاماً إِلى مَصرَعِهِ
عالِقاً مِنهُ بِأَذيالِ الطَمَع
وَأَنا أَقصِدُهُ في أَرضِكُم
وَأُجازيهِ عَلى ما قَد صَنَع
عنترة بن شداد
الحمدان
02-19-2022, 12:09 AM
جُفونُ العَذارى مِن خِلالِ البَراقِعِ
أَحَدُّ مِنَ البيضِ الرِقاقِ القَواطِعِ
إِذا جُرِّدَت ذَلَّ الشُجاعُ وَأَصبَحَت
مَحاجِرُهُ قَرحى بِفَيضِ المَدامِع
سَقى اللَهُ عَمّي مِن يَدِ المَوتِ جَرعَةً
وَشُلَّت يَداهُ بَعدَ قَطعِ الأَصابِعِ
كَما قادَ مِثلي بِالمُحالِ إِلى الرَدى
وَعَلَّقَ آمالي بِذَيلِ المَطامِعِ
لَقَد وَدَّعَتني عَبلَةٌ يَومَ بَينِها
وَداعَ يَقينٍ أَنَّني غَيرُ راجِعِ
وَناحَت وَقالَت كَيفَ تُصبِحُ بَعدَنا
إِذا غِبتَ عَنّا في القِفارِ الشَواسِعِ
وَحَقِّكَ لا حاوَلتُ في الدَهرِ سَلوَةً
وَلا غَيَّرَتني عَن هَواكَ مَطامِعي
فَكُن واثِقاً مِنّي بِحُسنِ مَوَدَّةٍ
وَعِش ناعِماً في غِبطَةٍ غَيرِ جازِعِ
فَقُلتُ لَها يا عَبلَ إِنّي مُسافِرٌ
وَلَو عَرَضَت دوني حُدودُ القَواطِعِ
خُلِقنا لِهَذا الحُبَّ مِن قَبلِ يَومِنا
فَما يَدخُلُ التَفنيدُ فيهِ مَسامِعي
أَيا عَلَمَ السَعدِيِّ هَل أَنا راجِعٌ
وَأَنظُرُ في قُطرَيكَ زَهرَ الأَراجِعِ
وَتُبصِرُ عَيني الرَبوَتَينِ وَحاجِراً
وَسُكّانَ ذاكَ الجِزعِ بَينَ المَراتِعِ
وَتَجمَعُنا أَرضُ الشَرَبَّةِ وَاللِوى
وَنَرتَعُ في أَكنافِ تِلكَ المَرابِعِ
فَيا نَسَماتِ البانِ بِاللَهِ خَبِّري
عُبَيلَةَ عَن رَحلي بِأَيِّ المَواضِعِ
وَيا بَرقُ بَلِّغها الغَداةَ تَحِيَّتي
وَحَيِّ دِياري في الحِمى وَمَضاجِعي
أَيا صادِحاتِ الأَيكِ إِن مُتُّ فَاِندُبي
عَلى تُربَتي بَينَ الطُيورِ السَواجِعِ
وَنوحي عَلى مَن ماتَ ظُلماً وَلَم يَنَل
سِوى البُعدِ عَن أَحبابِهِ وَالفَجائِعِ
وَيا خَيلُ فَاِبكي فارِساً كانَ يَلتَقي
صُدورَ المَنايا في غُبارِ المَعامِعِ
فَأَمسى بَعيداً في غَرامٍ وَذِلَّةٍ
وَقَيدٍ ثَقيلٍ مِن قُيودِ التَوابِعِ
وَلَستُ بِباكٍ إِن أَتَتني مَنِيَّتي
وَلَكِنَّني أَهفو فَتَجري مَدامِعي
وَلَيسَ بِفَخرٍ وَصفُ بَأسي وَشِدَّتي
وَقَد شاعَ ذِكري في جَميعِ المَجامِعِ
بِحَقِّ الهَوى لا تَعذِلوني وَأَقصِروا
عَنِ اللَومِ إِنَّ اللَومَ لَيسَ بِنافِعِ
وَكَيفَ أُطيقُ الصَبرَ عَمَّن أُحِبُّهُ
وَقَد أُضرِمَت نارُ الهَوى في أَضالِعي
عنترة بن شداد
الحمدان
02-19-2022, 02:27 PM
لن نبالغ , ولن نتجنى على أحد
إذا ما قلنا أن كل حرف وكلمة
في هذه القصيدة أدناه , ينطبق
بشكل تام على أغلب من تصدروا
المشهد الديني والمذهبي
والسياسيي وحتى العشائري
في العراق منذ عام النكبة 2003 …
أي ( سادة وساسة وشيوخ
الصدفة ) !،
الذين سطوا على عقول العراقيين
قبل أن يسطوا على خيرات
وثروات ومقدرات بلدهم باسم
الدين والمذهب ومشتقاتهما …
القصيدة أدناه للشاعر اليمني
الكبير ” فتح مسعود ” .
سنَبيعُكم لكنْ لمَن ؟!
مَن يشتري منا العفَن ؟!
مَن يشتري منا النجاسةَ والقذارةَ والفِتنْ ؟!
مَن يشتري منا صراصيرَ النذالةِ والوهَـن ؟!
مَن يشتري منا الكوارثَ والمصايظ”بَ والحزنْ ؟!
مَن يشتري منا الجراثيمَ المضرّةَ بالبدن ؟!
مَن يشتري منا اللصوصَ المستغلّينَ الخوَنْ ؟!
مَن يشتري العملاءَ والجبناءَ والاظ”وساخَ مَن ؟!
سنَبيعُكم لكنْ لمَـن ؟!
مَن يشتري منا الفطافطَ والضلافعَ والمِحَـن ؟!
مَن يشتري منا البواسيرَ الخبيثةَ والدَرَن ؟!
مَن يشتري شرَّ الدوابِ ، وشرَّ عُبّـادِ الوثن ؟!
مَن يشتري عيباً يفضَّل عن مخازيهِ الكفـن ؟!
مَن يشتري عاراً علينا يستحي منهُ الزمن ؟!
سنَبيعُكم لكنْ لمَـن ؟!
لستم كلاباً للحراسةِ كي يكونَ لكم ثمَن ..
لستم حميراً للركوبِ ، ولا بغالاً للمُـوَظ”ن …
لستم دجاجاً توظ”كلونَ ، ولا دواباً تُحتضَن ..
لستم نعالاً تُلبَسون ، ولا عبيداً تُوظ”تمَـن …
مَن يشتريكم من بلاد العُربِ والعجم مجّاناً ومَن ؟!
سنَبيعُكم لكنّـهُ لـن يشتري اظ”حدٌ ولـن !!
باللهِ لو اظ”كرمتمونا ، فارحلـوا عنّـا اظ•ذن ..
واظ•ذا انتحرتم سوف نشكركم على حُبّ الوطن …
الحمدان
02-21-2022, 02:50 AM
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيًا
تجاهلت حتى ظُنَ أني جاهل
فوا عجبًا كم يدَّعي الفضل ناقص
ووا أسفًا كم يُظهر النقص فاضل
أبو العلاء المعري
الحمدان
02-21-2022, 05:17 AM
كُلُّ مَا فِي الْكَوْنِ حُبٌّ وَجَمَالُ
بِتَجَلِّيِكَ وَإِنَّ عِزَّ الْمَنَالُ
بَسْطَ النُّورِ فَكَمْ ثَائِرُ بَحْرٍ
هَادِئًا بَاتَ وَكَمْ مَاجَتْ رِمَالٌ
وَرِيَاضَ ضَاحَكَ الزَّهْرَ بِهَا
ثَغْرُكَ الصافي وَنَاجَاهَا الْخَيَالُ
وسهول كَادَ يَعْرُو هَضْبَهَا
نَزَقٌ مِنْ صَبْوَةٍ لَوْلَا الْجَلَاَلَ
مَا لِمَنْ يُهْوَى جَمَالًا زَائِلًا
وَعَلَى الْبَدْرِ جَمَالٌ مَا يُزَالُ
لَا عدمِناك مُرَوِّجًا لِلْهَوَى
عَيْشُنَا غَضٌّ وَمَيْدَانُ الصَّبَا
فِيهِ مَجْرَى للتصابي وَمَجَالٌ
يَا أَحُبَّاي وَكَمْ مِنْ عَثْرَةٍ
محمد مهدي الجواهري
الحمدان
02-21-2022, 05:22 AM
يُجَانِبُنَا فِي الْحُبِّ مَنْ لَا نُجَانِبُهُ
وَيَبعُدُ مِنَّا فِي الْهَوَى مَنْ نُقَارِبُهُ
وَلَا بُدَّ مِنْ وَاشٍ يُتَاحُ عَلَى النَّوَى
وَقَدْ تَجلُبُ الشَّيْءَ الْبَعيدَ جَوالِبُه
أَفِي كُلِّ يَوْمٍ كَاشِحٌ مُتَكَلِّفٌ
يُصَبُّ عَلَيْنَا أَوْ رَقيبٌ نُرَاقِبُهُ
عَنَا الْمُسْتَهَامَ شَجْوُهُ وَتَطارُبُه
وَغَالَبَهُ مِنْ حُبِّ عَلْوَةَ غَالِبُهُ
وَأَصْبَحَ لَا وَصْلُ الْحَبيبِ مُيَسَّرٌ
لَدَيهِ وَلَا دَارُ الْحَبيبِ تُصاقِبُه
مُقِيمٌ بِأرْضٍ قَدْ أَْبَنَّ مُعَرِّجًا
عَلَيْهَا وَفِي أرْضٍ سِوَاهَا مَآرِبُه
سَقَى السَّفْحَ مِنْ بِطياسَ فَالْجِيرَةِ الَّتِي
تَلِي السَّفْحَ وَسْمِيُّ دِراكٌ سَحَائِبُهُ
البحتري
الحمدان
02-21-2022, 05:23 AM
لواعِجُ الحبِّ أُخْفيها وأُبْديها
والدّمْعُ يَنشُرُ أسراري وأطْويها
ولَوْعَةٌ كَشَباةِ الرُّمْحِ يُطفِئُها
تَجَلُّدي وأُوارُ الشّوْقِ يُذْكيها
إحدى كِنانَةَ حلّتْ سَفْحَ كاظِمةٍ
غَداةَ سالَ بظُعْنِ الحيِّ واديها
فلَسْتُ أدري أمِنْ دَمْعٍ أُرَقْرِقُهُ
أم مِنْ مَباسِمها ما في تَراقِيها
ذَكَرْتُ بالرَّمْلِ منْ حُزْوى رَوادِفَها
والعينُ تَمْرَحُ عَبرى في مَغانيها
بحيث تُرْشَحُ أمُّ الخِشْفِ واحِدَها
على مَذانِبَ تَرْعى في مَحانيها
دارٌ على عَذَباتِ الجِزْعِ ناحِلةٌ
تُميتُها الرّيحُ والأمطارُ تُحييها
حَيَّيْتُها وجُفونُ العينِ مُترَعَةٌ
بأدمُعٍ رَسَبَتْ فيها مآقيها
وقَلَّ للدارِ مني مَدْمَعٌ هَطِلٌ
وعَبْرَةٌ ظَلْتُ في رُدني أواريها
فقد نَضَوْتُ بها الأيّامَ ناضِرَةً
تُغْني عنِ السَّحَرِ الأعلى لَياليها
أزْمانَ أخْطِرُ في بُرْدي هَوًى وَصِباً
بلِمّةٍ يُعجِبُ الحَسْناءَ داجيها
فانْجابَ لَيلُ شَبابٍ كنتُ آلَفُهُ
إذ لاحَ صُبْحُ مَشيبي في حَواشيها
يا سَرْحَةَ القاعِ رَوّاكِ الحَيا غَدَقاً
منْ ديمَةٍ هَطَلَتْ وُطْفاً عَزاليها
زُرْناكِ والظِّلُّ ألْمى فاسْتُريبَ بِنا
ولم يُنِخْ عندَكِ الأنْضاءَ حاديها
ومَسْرَحُ المُهْرَةِ الدّهْماءِ مُكْتَهِلٌ
لو كانَ بالرّوضَةِ الغنّاءِ راعيها
لوَيْتُ عنهُ هِناني وهْيَ تَجْمَحُ بي
والبيضُ مُرْتَعِداتٌ في غَواشيها
مُهْرَ الفَزارِيِّ غُضَّ الطّرْفَ عن نُغَبٍ
يُرْوي بِها إبِلَ العَبْسيِّ ساقيها
فقد نَمَتْكَ جِيادٌ لا تُلِمُّ بها
حتى تَرى السُّمْرَ مُحْمَرّاً عَواليها
كأنّ آذانَها الأقْلامُ جاريَةً
بِما نَبا السّيْفُ عنهُ في مَجاريها
منها الندىً والرّدى فالمُعْتَفونَ رأَوْا
أرْزاقَهُمْ مَعَ آجالِ العِدا فيها
بكَفِّ أرْوَعَ لم يَطْمَحْ لغايَتِهِ
ثَواقِبُ الشُّهْبِ في أعلى مساريها
يُمْطي ذُرا الشّرَفِ العاديِّ همّتَهُ
مُلْقًى على الأمَدِ الأقصى مَراسيها
ذو سُؤْدَدٍ كأنابيبِ القَنا نَسَقٍ
في نَجْدَةٍ من دِماءِ الصِّيدِ تُرويها
يُزْهى بها الدّهْرُ والأيّامُ مُشْرِقَةٌ
تهُزُّ في ظِلِّهِ أعْطافَها تيها
وعُصْبَةٍ مُلِئَتْ أسْماعُهُمْ كَلِماً
ظَلِلْتُ أخْلُقُها فيهِمْ وأَفْريها
أُوطَأْتُهُمْ عقِبي إذ فُقْتُهُمْ حَسَباً
بِراحَةٍ يرتَدي بالنُّجْحِ عافيها
فقُلِّدَ السّيْفَ يومَ الرّوعِ طابِعُهُ
وأعْطيَ القَوْسَ عندَ الرّمْيِ باريها
أرى أُهَيْلَ زماني حاوَلوا رُتَبي
وللنّجومِ ازْوِرارٌ عنْ مَراقيها
وللصُّقورِ مَدًى لا تَرْتَقي صُعُداً
إليهِ أغرِبةٌ تَهْفو خَوافيها
لولا مَساعيكَ لم أهْدِرْ بقافيَةٍ
يكادُ يَسْتَرْقِصُ الأسْماعَ راويها
إذا وَسَمْتُ بكَ الأشْعارَ أَصْحَبَ لي
أبِيُّها فيكَ وانْثالَتْ قَوافيها
محمد الابيوري
الحمدان
02-21-2022, 05:39 AM
ألا فـي سـبيلِ المَجْدِ ما أنا فاعل
عَــــفـــافٌ وإقْـــدامٌ وحَـــزْمٌ ونـــائِل
أعــنــدي وقــد مــارسْــتُ كـلَّ خَـفِـيّـةٍ
يُـــصَـــدّقُ واشٍ أو يُـــخَـــيّـــبُ ســـائِل
أقَـــلُّ صُـــدودي أنّــنــي لكَ مُــبْــغِــضٌ
وأيْــسَــرُ هَــجْـري أنـنـي عـنـكَ راحـل
إذا هَـبّـتِ النـكْـبـاءُ بـيْني وبينَكُمْ
فــأهْــوَنُ شـيْـءٍ مـا تَـقـولُ العَـواذِل
تُــعَــدّ ذُنــوبــي عـنـدَ قَـوْمٍ كـثـيـرَةً
ولا ذَنْـبَ لي إلاّ العُـلى والفواضِل
كــأنّــي إذا طُــلْتُ الزمــانَ وأهْــلَهُ
رَجَـــعْـــتُ وعِــنْــدي للأنــامِ طَــوائل
وقد سارَ ذكْري في البلادِ فمَن لهمْ
بــإِخــفــاءِ شـمـسٍ ضَـوْؤهـا مُـتـكـامـل
يُهِـمّ الليـالي بـعـضُ مـا أنـا مُضْمِرٌ
ويُـثْـقِـلُ رَضْـوَى دونَ مـا أنـا حـامِـل
وإنــي وإن كــنــتُ الأخــيـرَ زمـانُهُ
لآتٍ بــمــا لم تَــسْــتَـطِـعْهُ الأوائل
وأغـــدو ولو أنّ الصّـــبــاحَ صــوارِمٌ
وأسْــرِي ولو أنّ الظّــلامَ جَــحــافــل
وإنــــي جَـــوادٌ لم يُـــحَـــلّ لِجـــامُهُ
ونِــضْــوٌ يَــمـانٍ أغْـفَـلتْهُ الصّـيـاقـل
وإنْ كـان فـي لُبـسِ الفـتـى شـرَفٌ له
فـمـا السّـيـفُ إلاّ غِـمْـدُه والحمائل
ولي مَـنـطـقٌ لم يـرْضَ لي كُنْهَ مَنزلي
عـلى أنّـنـي بـيـن السّـمـاكـينِ نازِل
لَدى مــوْطِــنٍ يَــشــتــاقُه كــلُّ ســيّــدٍ
ويَــقْــصُــرُ عــن إدراكـه المُـتـنـاوِل
ولما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً
تــجــاهــلْتُ حــتــى ظُــنَّ أنّــيَ جـاهـل
فـوا عَـجَـبـا كـم يـدّعي الفضْل ناقصٌ
ووا أسَـفـا كـم يُـظْهِـرُ النّـقصَ فاضل
وكـيـف تَـنـامُ الطـيـرُ فـي وُكُـناتِها
وقــد نُـصِـبَـتْ للفَـرْقَـدَيْـنِ الحَـبـائل
يُــنـافـسُ يـوْمـي فـيّ أمـسـي تَـشـرّفـاً
وتَــحــســدُ أسْــحــاري عـليّ الأصـائل
وطــال اعـتِـرافـي بـالزمـانِ وصَـرفِه
فــلَسـتُ أُبـالي مًـنْ تَـغُـولُ الغَـوائل
فـلو بـانَ عَـضْـدي مـا تـأسّـفَ مَـنْكِبي
ولو مـاتَ زَنْـدي مـا بَـكَتْه الأنامل
إذا وَصَــفَ الطــائيَّ بـالبُـخْـلِ مـادِرٌ
وعَــيّــرَ قُــسّــاًً بــالفَهــاهــةِ بـاقِـل
وقــال السُّهــى للشـمـس أنْـتِ خَـفِـيّـةٌ
وقـال الدّجـى يـا صُـبْـحُ لونُـكَ حائل
وطــاوَلَتِ الأرضُ السّــمــاءَ سَــفـاهَـةً
وفـاخَـرَتِ الشُّهـْبُ الحَـصَـى والجَـنادل
فـيـا مـوْتُ زُرْ إنّ الحـيـاةَ ذَمـيـمَـةٌ
ويــا نَــفْــسُ جِــدّي إنّ دهــرَكِ هــازِل
وقـد أغْـتَـدي والليـلُ يَـبـكي تأسُّفاً
عـلى نـفْسِهِ والنَّجْمُ في الغرْبِ مائل
بِــريـحٍ أُعـيـرَتْ حـافِـراً مـن زَبَـرْجَـدٍ
لهـا التّـبـرُ جِـسْـمٌ واللُّجَـيْنُ خَلاخل
كــأنّ الصَّبــا ألقَــتْ إليَّ عِــنـانَهـا
تَـــخُـــبّ بــسَــرْجــي مَــرّةً وتُــنــاقِــل
إذا اشتاقَتِ الخيلُ المَناهلَ أعرَضَتْ
عنِ الماء فاشتاقتْ إليها المناهل
وليْــلان حــالٍ بــالكــواكــبِ جَــوْزُهُ
وآخــرُ مــن حَــلْيِ الكــواكــبِ عـاطـل
كـأنَّ دُجـاهُ الهـجْـرُ والصّـبْـحُ مـوْعِـدٌ
بــوَصْــلٍ وضَــوْءُ الفـجـرِ حِـبٌّ مُـمـاطـل
قَــطَــعْــتُ بــه بــحْــراً يَـعُـبّ عُـبـابُه
وليـــس له إلا التَـــبَـــلّجَ ســـاحــل
ويُــؤنِــسُــنــي فـي قـلْبِ كـلّ مَـخـوفَـةٍ
حـلِيـفُ سُـرىً لم تَـصْـحُ مـنه الشمائل
مــن الزّنْــجِ كَهـلٌ شـابَ مـفـرِقُ رأسِه
وأُوثِـــقَ حـــتــى نَهْــضُهُ مُــتــثــاقِــل
كــأنّ الثــرَيّــا والصّـبـاحُ يـرُوعُهـا
أخُــو سَــقْــطَــةٍ أو ظــالعٌ مُـتـحـامـل
إذا أنْـتَ أُعْـطِـيـتَ السعادة لم تُبَلْ
وإنْ نــظــرَتْ شَـزْراً إليـكَ القـبـائل
تَـقَـتْـكَ عـلى أكتافِ أبطالها القَنا
وهـابَـتْـكَ فـي أغـمـادهِـنَّ المَـنـاصِـل
وإنْ ســدّدَ الأعــداءُ نـحـوَكَ أسْهُـمـاً
نــكَــصْــنَ عـلى أفْـواقِهِـنَّ المَـعـابـل
تَــحـامـى الرّزايـا كـلَّ خُـفّ ومَـنْـسِـم
وتَــلْقــى رَداهُــنَّ الذُّرَى والكـواهِـل
وتَــرْجِــعُ أعــقــابُ الرّمـاحِ سَـليـمَـةً
وقـد حُـطِـمـتْ في الدارعينَ العَوامل
فـإن كـنْـتَ تَـبْغي العِزّ فابْغِ تَوَسّطاً
فـعـنـدَ التّـنـاهـي يَـقْـصُرُ المُتطاوِل
تَــوَقّـى البُـدورٌ النـقـصَ وهْـيَ أهِـلَّةٌ
ويُــدْرِكُهــا النّـقْـصـانُ وهْـيَ كـوامـل
أبو العلاء المعري
الحمدان
02-21-2022, 04:14 PM
قصيدة علي بن الجهم (الرصافيه)
وقصته المشهوره مع الخليفه
العباسي المتوكل وهي كالتالي:
قدم علي بن الجهم على المتوكل و كان بدويًّا جافياً
فأنشده قصيدة قال فيها :
أنت كال كال في حفاظك للود
وكالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمناك دلواً
من كبار الدلا كثير الذنوب
فعرف المتوكل قوته
و رقّة مقصده و خشونة لفظه
وذلك لأنه وصف قوي كما رأى
و لعدم المخالطة و ملازمة البادية
فأمر له بدار حسنة على
شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله
نسيم لطيف و الجسر قريب منه
فأقام ستتة اشهر على ذلك
ثم استدعاه الخليفة لينشد فقال
عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
خليلي ما أحلى الهوى وأمره
وأعرفني بالحلو منه وبالمرَّ !
كفى بالهوى شغلاً وبالشيب زاجراً
لو أن الهوى مما ينهنه بالزجر
بما بيننا من حرمة هل علمتما
أرق من الشكوى وأقسى من الهجر
و أفضح من عين المحب لسّره
ولا سيما إن اسرعت دمعة تجري
وإن أنس للأشياء لا أنسى قولها
لجارتها ما أولع الحب بالحر
فقالت لها الأخرى : فما لصديقنا
معنى وهل في قتله لك من عذر ؟
صليه لعل الوصل يحييه وأعلمي
بأن أسير الحب في أعظم الأسر
فقالت أذود الناس عنه وقلما
يطيب الهوى إلا لمنهتك الستر
و ايقنتا أن قد سمعت فقالتا
من الطارق المصغي إلينا وما ندري
فقلت فتى إن شئتما كتم الهوى
وإلا فخلاع الأعنة والغدر
فقال المتوكل : أوقفوه
فأنا أخشى أن يذوب رقة و لطافة !
الحمدان
02-21-2022, 04:16 PM
هل الدهر الا ليلة ونهارها
والا طلوع الشمس ثم غيارها
ابى القلب الا ام عمرو واصبحت
تحرق ناري بالشكاة ونارها
وعيرها الواشون اني احبها
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
فلا يهنأ الواشين ان قد هجرتها
واظلم دوني ليلها ونهارها
فأن اعتذر منها فأني مكذب
وان تعتذر يردد عليها اعتذارها
ابوذؤيب الهذلي
الحمدان
02-21-2022, 08:56 PM
أَمسى بِأَسماءَ هَذا القَلبُ مَعمودا
إِذا أَقولُ صَحا يَعتادُهُ عيدا
كَأَنَّني يَومَ أُمسي لا تُكَلِّمُني
ذو بُغيَةٍ يَبتَغي ما لَيسَ مَوجودا
أَجري عَلى مَوعِدٍ مِنها فَتُخلِفُني
فَما أَمَلُّ وَما تَوفى المَواعيدا
كَأَنَّ أَحوَرَ مِن غِزلانِ ذي بَقَرٍ
أَهدى لَها شَبَهَ العَينَينِ وَالجيدا
قامَت تَراءى وَقَد جَدَّ الرَحيلُ بِنا
لِتَنكَأَ القَرحَ مِن قَلبٍ قَدِ اِصطيدا
بِمُشرِقٍ مِثلِ قَرنِ الشَمسِ بازِغَةً
وَمُسبَكِرٍّ عَلى لَبّاتِها سُوَدا
قَد طالَ مَطلي لَوَ أَنَّ اليَأسَ يَنفَعُني
أَو أَن أُصادِفَ مِن تِلقائِها جودا
فَلَيسَ تَبذُلُ لي عَفواً وَأُكرِمُها
مِن أَن تَرى عِندَنا في الحِرصِ تَشديدا
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
02-23-2022, 03:56 AM
أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابَا
وقَد يَعفو الكَريمُ، إذا استَرَابَا
إذا اتَّضَحَ الصَّوابُ فلا تَدْعُهُ
فإنّكَ قلّما ذُقتَ الصّوابَا
وَجَدْتَ لَهُ على اللّهَواتِ بَرْداً
كَبَرْدِ الماءِ حِينَ صَفَا وطَابَا
ولَيسَ بحاكِمٍ مَنْ لا يُبَالي
أأخْطأَ فِي الحُكومَة ِ أمْ أصَابَا
وإن لكل تلخيص لوجها
وإن لكل مسألة جوابا
وإنّ لكُلّ حادِثَة ٍ لوَقْتاً
وإنّ لكُلّ ذي عَمَلٍ حِسَابَا
وإنّ لكُلّ مُطّلَعٍ لَحَدّاً
وإنّ لكُلّ ذي أجَلٍ كِتابَا
وكل سَلامَة ٍ تَعِدُ المَنَايَا
وكلُّ عِمارَة ٍ تَعِدُ الخَرابَا
وكُلُّ مُمَلَّكٍ سَيَصِيرُ يَوْماً
وما مَلَكَتْ يَداهُ مَعاً تُرابَا
أبَتْ طَرَفاتُ كُلّ قَريرِ عَينٍ
بِهَا إلاَّ اضطِراباً وانقِلاَبا
كأنَّ محَاسِنَ الدُّنيا سَرَابٌ
وأيُّ يَدٍ تَناوَلَتِ السّرابَا
وإنْ يكُ منيَة ٌ عجِلَتْ بشيءٍ
تُسَرُّ بهِ فإنَّ لَهَا ذَهَابَا
فَيا عَجَبَا تَموتُ، وأنتَ تَبني
وتتَّخِذُ المصَانِعَ والقِبَابَا
أرَاكَ وكُلَّما فَتَّحْتَ بَاباً
مِنَ الدُّنيَا فَتَّحَتَ عليْكَ نَابَا
ألَمْ ترَ أنَّ غُدوَة َ كُلِّ يومٍ
تزِيدُكَ مِنْ منيَّتكَ اقترابَا
وحُقَّ لموقِنٍ بالموْتِ أنْ لاَ
يُسَوّغَهُ الطّعامَ، ولا الشّرَابَا
يدبِّرُ مَا تَرَى مَلْكٌ عَزِيزٌ
بِهِ شَهِدَتْ حَوَادِثُهُ رِغَابَا
ألَيسَ اللّهُ في كُلٍّ قَريباً
بلى من حَيثُ ما نُودي أجابَا
ولَمْ تَرَ سائلاً للهِ أكْدَى
ولمْ تَرَ رَاجياً للهِ خَابَا
رأَيْتَ الرُّوحَ جَدْبَ العَيْشِ لمَّا
عرَفتَ العيشَ مخضاً، واحتِلابَا
ولَسْتَ بغالِبِ الشَّهَواتِ حَتَّى
تَعِدُّ لَهُنَّ صَبْراً واحْتِسَابَا
فَكُلُّ مُصِيبة ٍ عَظُمَتْ وجَلَّت
تَخِفُّ إِذَا رَجَوْتَ لَهَا ثَوَابَا
كَبِرْنَا أيُّهَا الأتَرابُ حَتَّى
كأنّا لم نكُنْ حِيناً شَبَابَا
وكُنَّا كالغُصُونِ إِذَا تَثَنَّتْ
مِنَ الرّيحانِ مُونِعَة ً رِطَابَا
إلى كَمْ طُولُ صَبْوَتِنا بدارٍ
رَأَيْتَ لَهَا اغْتِصَاباً واسْتِلاَبَا
ألا ما للكُهُولِ وللتّصابي
إذَا مَا اغْتَرَّ مُكْتَهِلٌ تَصَابَى
فزِعْتُ إلى خِضَابِ الشَّيْبِ منِّي
وإنّ نُصُولَهُ فَضَحَ الخِضَابَا
مَضَى عنِّي الشَّبَابُ بِغَيرِ رَدٍّ
فعنْدَ اللهِ احْتَسِبُ الشَّبَابَا
وما مِنْ غايَة ٍ إلاّ المَنَايَا
لِمَنْ خَلِقَتْ شَبيبَتُهُ وشَابَا
أبي العتاهية
الحمدان
02-25-2022, 09:46 PM
وقد كنتُ عطَّافاً إذا الخيل أدبرت
سريعاً لدى الهيجا إلى من دعانيا
.
وقد كنتُ صبّاراً على القِرْنِ في الوغى
وعن شَتْميَ ابنَ العَمِّ وَالجارِ وانيا
.
فَطَوْراً تراني في ظِلالٍ ونَعمَةٍ
وطوْراً تراني والعِتاقُ رِكابيا
.
ويوما تراني في رحاً مُستديرةٍ
تُخرِّقُ أطرافُ الرِّماح ثيابيا
مالك ابن الريب
الحمدان
02-26-2022, 11:57 AM
يا صاحبَ الهمِّ إنَّ الهمَّ مُنْفَرِجٌ
أَبْشِرْ بخيرٍ فإنَّ الفارجَ اللهُ
اليأسُ يَقْطَعُ أحيانًا بصاحِبِهِ
لا تَيْأسَنَّ فإنَّ الكافيَ اللهُ
اللهُ يُحْدِثُ بعدَ العُسرِ مَيْسَرَةً
لا تَجْزَعَنَّ فإنَّ القاسمَ اللهُ
إذا بُلِيتَ فثقْ باللهِ، وارْضَ بهِ
إنَّ الذي يَكْشِفُ البَلْوَى هو اللهُ
واللهِ مَا لَكَ غيرُ اللهِ مِن أحدٍ
فحَسْبُك اللهُ في كلٍّ لكَ اللهُ
الإمام الشافعي رحمه الله
الحمدان
02-27-2022, 02:44 AM
لاَ تَسْأَلَنَّ بُنَيَّ آدَمَ حَاجَةً
وَسَلِ الَّذِي أَبوَابُه لاَ تُحْجَبُ
اللهُ يَغْضَبُ إِن تَرَكْتَ سُؤَالَهُ
وَبُنَيَّ آدَمَ حِينَ يُسْأَلُ يَغْضَبُ.
الحمدان
02-27-2022, 04:13 PM
ما من جميلةِ معشرٍ إلّا لها
أختٌ تعدُّ ، وما لها أخواتُ
لا الشمس تقشرها ولا قمر الدُّجى
وهُما اللَّذانِ إليْهِما المَثُلاَتُ
بشّار بن برد
الحمدان
02-28-2022, 04:55 PM
تتميز القيادة الناجحة عن
الهوجاء باستيعابها لحكمة
المتنبي هنا:
الرأي قبل شجاعة الشجعانِ
هو أوّلٌ وهي المحلّ الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفسٍ حرّةٍ
بلغت من العلياءِ كلّ مكانِ
ولربّما طعنَ الفتى أقرانهُ
بالرأي قبل تطاعنِ الأقرانِ
لولا العقولُ لكان أدنى ضَيغَمٍ
أدنى إلى شرفٍ من الإنسانِ
الحمدان
03-02-2022, 12:12 AM
بَلينا وَما تَبلى النُجومُ الطَوالِعُ
وَتَبقى الجِبالُ بَعدَنا وَالمَصانِعُ
وَقَد كُنتُ في أَكنافِ جارِ مَضِنَّةٍ
فَفارَقَني جارٌ بِأَربَدَ نافِعُ
فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا
وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ
فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ
وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ
وَما الناسُ إِلّا كَالدِيارِ وَأَهلُها
بِها يَومَ حَلّوها وَغَدواً بَلاقِعُ
وَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ
وَما البِرُّ إِلّا مُضمَراتٌ مِنَ التُقى
وَما المالُ إِلّا مُعمَراتٌ وَدائِعُ
وَما المالُ وَالأَهلونَ إِلّا وَديعَةٌ
وَلا بُدَّ يَوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ
وَيَمضونَ أَرسالاً وَنَخلُفُ بَعدَهُم
كَما ضَمَّ أُخرى التالِياتِ المُشايِعُ
وَما الناسُ إِلّا عامِلانِ فَعامِلٌ
يُتَبِّرُ ما يَبني وَآخَرَ رافِعُ
فَمِنهُم سَعيدٌ آخِذٌ لِنَصيبِهِ
وَمِنهُم شَقِيٌّ بِالمَعيشَةِ قانِعُ
أَلَيسَ وَرائي إِن تَراخَت مَنِيَّتي
لُزومُ العَصا تُحنى عَلَيها الأَصابِعُ
أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت
أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ
فَأَصبَحتُ مِثلَ السَيفِ غَيَّرَ جَفنَهُ
تَقادُمُ عَهدَ القَينِ وَالنَصلُ قاطِعُ
فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ مَوعِدٌ
عَلَيكَ فَدانٍ لِلطُلوعِ وَطالِعُ
أَعاذِلَ ما يُدريكَ إِلّا تَظَنِّيّاً
إِذا اِرتَحَلَ الفِتيانُ مَن هُوَ راجِعُ
تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى
أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ
أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتى
وَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ
لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى
وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ
سَلوهُنَّ إِن كَذَّبتُموني مَتى الفَتى
يَذوقُ المَنايا أَو مَتى الغَيثُ واقِعُ
لبيد بن ربيعة
الحمدان
03-02-2022, 12:13 AM
يا مَيَّ قومي في المَآتِمِ وَاِندُبي
فَتىً كانَ مِمَّن يَبتَني المَجدَ أَروَعا
وَقَولي أَلا لا يُبعِدِ اللَهُ أَربَدا
وَهَدّي بِهِ صَدعَ الفُؤادِ المُفَجَّعا
عَميدُ أُناسٍ قَد أَتى الدَهرُ دونَهُ
وَخَطّوا لَهُ يَوماً مِنَ الأَرضِ مَضجَعا
دَعا أَربَداً داعٍ مُجيباً فَأَسمَعا
وَلَم يَستَطِع أَن يَستَمِرَّ فَيَمنَعا
وَكانَ سَبيلَ الناسِ مَن كانَ قَبلَهُ
وَذاكَ الَّذي أَفنى إِياداً وَتُبَّعا
لَعَمرُ أَبيكِ الخَيرِ يا اِبنَةَ أَربَدٍ
لَقَد شَفَّني حُزنٌ أَصابَ فَأَوجَعا
فِراقُ أَخٍ كانَ الحَبيبَ فَفاتَني
وَوَلّى بِهِ ريبُ المَنونِ فَأَسرَعا
فَعَينَيَّ إِذ أَودى الفِراقُ بِأَربَدٍ
فَلا تَجمُدا أَن تَستَهِلّا فَتَدمَعا
فَتىً عارِفٌ لِلحَقِّ لايُنكِرُ القِرى
تَرى رَفدَهُ لِلضَيفِ مَلآنَ مُترَعا
لَحا اللَهُ هَذا الدَهرَ إِنّي رَأَيتُهُ
بَصيراً بِما ساءَ اِبنَ آدَمَ مولَعا
لبيد بن ربيعة
الحمدان
03-02-2022, 12:13 AM
لا تَزجُرِ الفِتيانَ عَن سوءِ الرِعَه
يا رُبَّ هَيجا هِيَ خَيرٌ مِن دَعَه
يا اِبنَ المُلوكِ السادَةِ الهَبَنقَعَه
أَنا لَبيدٌ ثُمَّ هَذي المَنزَعَه
في كُلِّ يَومٍ هامَتي مُقَزَّعَه
قانِعَةً وَلَم تَكُن مُقَنَّعَه
نَحنُ بَنو أُمِّ البَنينَ الأَربَعَه
وَنَحنُ خَيرُ عامِرِ بنِ صَعصَعَه
المُطعِمونَ الجَفنَةَ المُدَعدَعَه
وَالضارِبونَ الهامَ تَحتَ الخَيضَعَه
يا واهِبَ المالِ الجَزيلِ مِن سَعَه
سُيوفُ حَقٍّ وَجِفانٌ مُترَعَه
إِلَيكَ جاوَزنا بِلاداً مُسبِعَه
إِذِ الفَلاةُ أَوحَشَت في المَعمَعَه
يُخبِركَ عَن هَذا خَبيرٌ فَاِسمَعَه
مَهلاً أَبَيتَ اللَعنَ لا تَأكُل مَعَه
إِنَّ اِستَهُ مِن بَرَصٍ مُلَمَّعَه
وَإِنَّهُ يُدخِلُ فيها إِصبَعَه
يُدخِلُها حَتّى يُواري أَشجَعَه
كَأَنَّما يَطلُبُ شَيئاً ضَيَّعَه
لبيد بن ربيعة
الحمدان
03-03-2022, 03:34 AM
سَرَى الْبَرْقُ مِصْرِيَّاً فَأَرَّقَنِي وَحْدِي
وَأَذْكَرَنِي ما لَسْتُ أَنْسَاهُ مِنْ عَهْدِ
فَيَا بَرْقُ حَدِّثْنِي وَأَنْتَ مُصَدَّقٌ
عَنِ الآلِ والأَصْحَابِ مَا فَعَلُوا بَعْدِي
وَعَنْ رَوْضَةِ الْمِقْيَاسِ تَجْرِي خِلالَها
جَدَاوِلُ يُسْدِيهَا الْغَمَامُ بِمَا يُسْدِي
إِذَا صَافَحَتْهَا الرِّيْحُ رَهْواً تَجَعَّدَتْ
حَبَائِكُهَا مِثْلَ الْمُقَدَّرَةِ السَّرْدِ
وَإِنْ ضَاحَكَتْهَا الشَّمْسُ رَفَّتْ كَأَنَّهَا
مَنَاصِلُ سُلَّتْ لِلضِّرَابِ مِنَ الْغِمْدِ
نَعِمْتُ بِهَا دَهْراً وَمَا كُلُّ نِعْمَةٍ
حَبَتْكَ بِهَا الأَيَّامُ إِلَّا إِلَى الرَّدِّ
فَوَا أَسَفَا إِذْ لَيْسَ يُجْدِي تَأَسُّفٌ
عَلَى مَا طَواهُ الدَّهْرُ مِنْ عَيْشِنَا الرَّغْدِ
إِذِ الدَّهْرُ سَمْحٌ وَاللَّيالِي سَمِيعَةٌ
وَلَمْيَاءُ لَمْ تُخْلِفْ بِلَيَّانِها وَعْدِي
فَتَاةٌ تُرِيكَ الشَّمْسَ تَحْتَ خِمَارِهَا
إِذَا سَفَرَتْ وَالْغُصْنَ فِي مَعْقِدِ الْبَنْدِ
مِنَ الفَاتِنَاتِ الْغِيدِ لَوْ مَرَّ ظِلُّهَا
عَلَى قَانِتٍ دَبَّتْ بِهِ سَوْرَةُ الْوَجْدِ
فَتَاللهِ أَنْسَى عَهْدَها ما تَرَنَّمَتْ
بَنَاتُ الضُّحَى بَيْنَ الأَرَاكَةِ والرَّنْدِ
حَلَفْتُ بِمَا وَارَى الْخِمَارُ مِنَ الْحَيَا
وَمَا ضَمَّتِ الأَرْدَانُ مِنْ حَسَبٍ عِدِّ
وبِاللُّؤْلُؤِ الْمَنْضُودِ بَيْنَ يَواقِتٍ
هِيَ الشَّهْدُ ظَنَّاً بَلْ أَلَذُّ مِنَ الشَّهْدِ
يَمِيناً لَوِ اسْتَسْقَيْتَ أَرْضاً بِهِ الْحَيَا
لَخَاضَ بِهَا الرُّعْيَانُ فِي كَلإٍ جَعْدِ
لأَنْتِ وَأَيُّ النَّاسِ أَنْتِ حَبِيبَةٌ
إِلَيَّ وَلَوْ عَذَّبْتِ قَلْبِيَ بِالصَّدِّ
إِلَيْكِ سَلَبْتُ الْعَيْنَ طِيبَ مَنَامِهَا
وفِيكِ رَعَيْتُ النَّجْمَ فِي أُفْقِهِ وَحْدِي
وَذَلَّلْتُ هَذِي النَّفْسَ بَعْدَ إِبائِها
وَلَوْلاكِ لَمْ تَسْمَحْ بِحَلٍّ وَلا عَقْدِ
فَحَتَّامَ تَجْزِينِي بِوُدِّيَ جَفْوَةً
أَمَا تَرْهَبِينَ اللهَ فِي حُرْمَةِ الْمَجْدِ
سَلِي عَنِّيَ اللَّيْلَ الطَّوِيلَ فَإِنَّهُ
خَبِيرٌ بِمَا أُخْفِيهِ شَوْقاً وَمَا أُبْدِي
هَلِ اكْتَحَلَتْ عَيْنَايَ إِلَّا بِمَدْمَعٍ
إِذَا ذَكَرَتْكِ النَّفْسُ سَالَ عَلَى خَدِّي
أُصَبِّرُ عَنْكِ النَّفْسَ وَهْيَ أَبِيَّةٌ
وَهَيْهَاتَ صَبْرُ الظَّامِئَاتِ عَنِ الْوِرْدِ
كَأَنِّي أُلاقِي مِنْ هَوَاكِ ابْنَ خِيسَةٍ
أَخَا فَتَكَاتٍ لا يُنَهْنَهُ بِالرَّدِّ
تَنَكَّبَ مُمْسَاهُ وَأَخْطَأَ صَيْدَهُ
فَأَقْعَى عَلَى غَيْظٍ مِنَ الْجُوعِ وَالْكَدِّ
لَهُ نَعَراتٌ بِالْفَلاةِ كَأَنَّها
عَلَى عُدَوَاءِ الدَّارِ جَلْجَلَةُ الرَّعْدِ
يُمَزِّقُ أَسْتَارَ الظَّلامِ بِأَعْيُنٍ
تَطِيرُ شَراراً كَالسُّقَاطِ مِنَ الزَّنْدِ
كَأَنَّهُمَا مَاوِيَّتَانِ أُدِيرَتَا
إِلَى الشَّمْسِ فَانْبَثَّا شُعَاعاً مِنَ الْوَقْدِ
فَهَذَا الَّذِي أَلْقَاهُ مِنْكَ عَلَى النَّوَى
فَرَاخِي وَثَاقِي يَا بْنَةَ القَوْمِ أَوْ شُدِّي
محمود سامي البارودي
الحمدان
03-03-2022, 03:35 AM
هُوَ الْبَيْنُ حَتَّى لا سَلامٌ وَلا رَدُّ
وَلا نَظْرَةٌ يَقْضِي بِهَا حَقَّهُ الْوَجْدُ
لَقَدْ نَعَبَ الْوَابُورُ بِالْبَيْنِ بَيْنَهُمْ
فَسَارُوا وَلا زَمُّوا جِمَالاً وَلا شَدُّوا
سَرَى بِهِمُ سَيْرَ الْغَمَامِ كَأَنَّمَا
لَهُ فِي تَنَائِي كُلِّ ذِي خُلَّةٍ قَصْدُ
فَلا عَيْنَ إِلَّا وَهْيَ عَيْنٌ مِنَ الْبُكَى
وَلا خَدَّ إِلَّا لِلدُّمُوعِ بِهِ خَدُّ
فَيَا سَعْدُ حَدِّثْنِي بِأَخْبَارِ مَنْ مَضَى
فَأَنْتَ خَبِيرٌ بِالأَحَادِيثِ يَا سَعْدُ
لَعَلَّ حَدِيثَ الشَّوْقِ يُطْفِئُ لَوْعَةً
مِنَ الْوَجْدِ أَوْ يَقْضِي بِصَاحِبِهِ الْفَقْدُ
هُوَ النَّارُ في الأَحْشَاءِ لَكِنْ لِوَقْعِهَا
عَلَى كَبِدِي مِمَّا أَلَذُّ بِهِ بَرْدُ
لَعَمْرُ الْمَغَانِي وَهْيَ عِنْدِي عَزِيزَةٌ
بِسَاكِنِهَا مَا شَاقَنِي بَعْدَهَا عَهْدُ
لَكَانَتْ وَفيهَا مَا تَرَى عَيْنُ نَاظِرٍ
وَأَمْسَتْ وَمَا فِيها لِغَيْرِ الأَسَى وَفْدُ
خَلاءٌ مِنَ الأُلافِ إِلَّا عِصَابَةً
حَدَاهُمْ إِلَى عِرْفَانِهَا أَمَلٌ فَرْدُ
دَعَتْهُمْ إِلَيْهَا نَفْحَةٌ عَنْبَرِيَّةٌ
وَبِالنَّفْحَةِ الْحَسْنَاءِ قَدْ يُعْرَفُ الْوَرْدُ
وَقَفْنَا فَسَلَّمْنَا فَرَدَّتْ بِأَلْسُنٍ
صَوَامِتَ إِلَّا أَنَّهَا أَلْسُنٌ لُدُّ
فَمِنْ مُقْلَةٍ عَبْرَى وَمِنْ لَفْحِ زَفْرَةٍ
لَهَا شَرَرٌ بَيْنَ الْحَشَا مَا لَهُ زَنْدُ
فَيَا قَلْبُ صَبْرَاً إِنْ أَلَمَّ بِكَ النَّوَى
فَكُلُّ فِراقٍ أَوْ تَلاقٍ لَهُ حَدُّ
فَقَدْ يُشْعَبُ الإِلْفَانِ أَدْنَاهُمَا الْهَوَى
وَيَلْتَئِمُ الضِّدَّانِ أَقْصَاهُمَا الْحِقْدُ
عَلَى هَذِهِ تَجْرِي اللَّيَالِي بِحُكْمِها
فَآوِنَةً قُرْبٌ وَآوِنَةً بُعْدُ
وما كُنْتُ لَوْلا الْحُبُّ أَخْضَعُ لِلَّتي
تُسِيءُ وَلَكِنَّ الْفَتَى لِلْهَوى عَبْدُ
فَعُودِي صُلْبٌ لا يَلِينُ لِغَامِزٍ
وَقَلْبِيَ سَيْفٌ لا يُفَلُّ لَهُ حَدُّ
إِبَاءٌ كَمَا شَاءَ الفَخَارُ وَصَبْوَةٌ
يَذِلُّ لَهَا في خِيسِهِ الأَسَدُ الْوَرْدُ
وَإِنَّا أُنَاسٌ لَيْسَ فِينَا مَعَابَةٌ
سِوَى أَنَّ وادِينَا بِحُكْمِ الْهَوَى نَجْدُ
نَلِينُ وإِنْ كُنَّا أَشِدَّاءَ لِلْهَوَى
وَنَغْضَبُ في شَرْوَى نَقِيرٍ فَنَشْتَدُّ
وَحَسْبُكَ مِنَّا شِيمَةٌ عَرَبِيَّةٌ
هِيَ الْخَمْرُ مَا لَمْ يَأْتِ مِنْ دُونِها حَرْدُ
وَبِي ظَمأٌ لَمْ يَبْلُغِ الْماءُ رِيَّهُ
وَفِي النَّفْسِ أَمْرٌ لَيْسَ يُدْرِكُهُ الْجَهْدُ
أَوَدُّ وَما وُدُّ امْرِئٍ نَافِعٌ لَهُ
وإِنْ كانَ ذَا عَقْلٍ إِذَا لم يَكُنْ جَدُّ
وَمَا بِيَ مِنْ فَقْرٍ لِدُنْيَا وإِنَّمَا
طِلابُ الْعُلا مَجْدٌ وإِنْ كَانَ لِي مَجْدُ
وَكَمْ مِنْ يَدٍ لِلَّهِ عِنْدِي وَنِعْمَةٍ
يَعَضُّ عَلَيْهَا كَفَّهُ الْحاسِدُ الْوَغْدُ
أَنَا الْمَرْءُ لا يُطْغِيهِ عِزٌّ لِثَرْوَةٍ
أَصَابَ وَلا يُلْوِي بِأَخْلاقِهِ الْكَدُّ
أَصُدُّ عَنِ الْمَوفُورِ يُدْرِكُهُ الْخَنَا
وَأَقْنَعُ بِالْمَيْسُورِ يَعْقُبُهُ الْحَمْدُ
وَمَنْ كَانَ ذَا نَفْسٍ كَنَفْسِي تَصَدَّعَتْ
لِعِزَّتِهِ الدُّنْيَا وذَلَّتْ لَهُ الأُسْدُ
وَمَنْ شِيَمِي حُبُّ الْوَفاءِ سَجِيَّةً
وَما خَيْرُ قَلْبٍ لا يَدُومُ لَهُ عَهْدُ
وَلَكِنَّ إِخْوَاناً بِمِصْرَ وَرُفْقَةً
نَسُونَا فَلا عَهْدٌ لَدَيْهِمْ ولا وَعْدُ
أَحِنُّ لَهُمْ شَوْقاً عَلَى أَنَّ دُونَنَا
مَهامِهَ تَعْيَا دُونَ أَقْرَبِها الرُّبْدُ
فَيَا ساكِنِي الْفُسطَاطِ ما بالُ كُتْبِنَا
ثَوَتْ عِنْدَكُمْ شَهْراً وَلَيْسَ لها رَدُّ
أَفِي الْحَقِّ أَنَّا ذاكِرُونَ لِعَهْدِكُمْ
وَأَنْتُمْ عَلَيْنَا لَيْسَ يَعْطِفُكُمْ وُدُّ
فَلا ضَيْرَ إِنَّ الله يُعْقِبُ عَوْدَةً
يَهُونُ لَهَا بَعْدَ الْمُواصَلَةِ الصَّدُّ
جَزَى اللهُ خَيْرَاً مَنْ جَزانِي بِمِثْلِهِ
عَلَى شُقَّةٍ غَزْرُ الحَيَاةِ بِهَا ثَمْدُ
أَبِيتُ لِذكْراكُمْ بِها مُتَمَلْمِلاً
كَأَنِّي سَلِيمٌ أَوْ مَشَتْ نَحْوَهُ الْوِرْدُ
فَلا تَحْسَبُونِي غَافِلاً عَنْ وِدَادِكُمْ
رُوَيداً فَمَا فِي مُهْجَتِي حَجَرٌ صَلْدُ
هُوَ الْحُبُّ لا يَثْنِيهِ نَأْيٌ وَرُبَّما
تَأَرَّجَ مِنْ مَسِّ الضِّرَامِ لَهُ النَّدُّ
نَأَتْ بِيَ عَنْكُمْ غُرْبَةٌ وتَجَهَّمَتْ
بِوَجْهِيَ أَيَّامٌ خَلائِقُهَا نُكْدُ
أَدُورُ بِعَيْنِي لا أَرَى غَيْرَ أُمَّةٍ
مِنَ الرُّوسِ بِالْبَلْقَانِ يُخْطِئُهَا الْعَدُّ
جَوَاثٍ عَلَى هَامِ الْجِبَالِ لِغَارَةٍ
يَطِيرُ بِهَا ضَوْءُ الصَّبَاحِ إِذَا يَبْدُو
إِذَا نَحْنُ سِرْنَا صَرَّحَ الشَّرُّ بِاسْمِهِ
وَصَاحَ الْقَنَا بِالْمَوْتِ واسْتَقْتَلَ الْجُنْدُ
فَأَنْتَ تَرَى بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ كَبَّةً
يُحَدِّثُ فيها نَفْسَهُ الْبَطَلُ الْجَعْدُ
عَلَى الأَرْضِ مِنْها بِالدِّمَاءِ جَدَاوِلٌ
وَفَوْقَ سَرَاةِ النَّجْمِ مِنْ نَقْعِهَا لِبْدُ
إِذَا اشْتَبَكُوا أَوْ رَاجَعُوا الزَّحْفَ خِلْتَهُمْ
بُحُوراً تَوَالَى بَيْنَها الْجَزْرُ والْمَدُّ
نَشُلُّهُمُ شَلَّ الْعِطَاشِ وَنَتْ بِهَا
مُرَاغَمَةُ السُّقْيَا وَمَاطَلَهَا الْوِرْدُ
فَهُمْ بَيْنَ مَقْتُولٍ طَرِيحٍ وَهَارِبٍ
طَلِيحٍ وَمَأْسُورٍ يُجَاذِبُهُ الْقِدُّ
نَرُوحُ إِلَى الشُّورَى إِذَا أَقْبَلَ الدُّجَى
وَنَغْدُو عَلَيْهِمْ بِالمَنَايَا إِذَا نَغْدُو
وَنَقْعٍ كَلُجِّ الْبَحْرِ خُضْتُ غِمَارَهُ
ولا مَعْقِلٌ إِلَّا الْمَنَاصِلُ وَالْجُرْدُ
صَبَرْتُ لَهُ والْمَوْتُ يَحْمَرُّ تَارَةً
وَيَنْغَلُّ طَوْراً فِي الْعَجَاجِ فَيَسْوَدُّ
فَمَا كُنْتُ إِلَّا اللَّيْثَ أَنْهَضَهُ الطَّوَى
ومَا كُنْتُ إِلَّا السَّيْفَ فَارَقَهُ الْغِمْدُ
صَؤُولٌ وَلِلأَبْطَالِ هَمْسٌ مِنَ الْوَنَى
ضَرُوبٌ وقَلْبُ الْقِرْنِ في صَدْرِهِ يَعْدُو
فَمَا مُهْجَةٌ إِلَّا وَرُمْحِي ضَمِيرُهَا
ولا لَبَّةٌ إِلَّا وَسَيْفِي لَهَا عِقْدُ
وَمَا كُلُّ ساعٍ بَالِغٌ سُؤْلَ نَفْسِهِ
وَلا كُلُّ طَلاَّبٍ يُصَاحِبُهُ الرُّشْدُ
إِذَا الْقَلْبُ لَمْ يَنْصُرْكَ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ
فَمَا السَّيْفُ إِلَّا آلَةٌ حَمْلُهَا إِدُّ
إِذَا كَانَ عُقْبَى كُلِّ شَيءٍ وَإِنْ زَكَا
فَنَاءٌ فَمَكْرُوهُ الْفَنَاءِ هُوَ الْخُلْدُ
وَتَخْلِيدُ ذِكْرِ الْمَرءِ بَعْدَ وَفاتِهِ
حَيَاةٌ لَهُ لا مَوْتَ يَلْحَقُها بَعْدُ
فَفِيمَ يَخَافُ الْمَرْءُ سَوْرَةَ يَوْمِهِ
وفي غَدِهِ ما لَيْسَ مِنْ وَقْعِهِ بُدُّ
لِيَضْنَ بِيَ الْحُسَّادُ غَيْظاً فَإِنَّنِي
لِآنافِهِمْ رَغْمٌ وَأَكْبَادِهِمْ وَقْدُ
أَنَا القائِلُ الْمَحْمُودُ مِنْ غَيْرِ سُبَّةٍ
وَمِنْ شِيمَةِ الْفَضْلِ الْعَدَاوَةُ وَالضَّدُّ
فَقَدْ يَحْسُدُ الْمَرْءُ ابْنَهُ وَهْوَ نَفْسُهُ
وَرُبَّ سِوَارٍ ضَاقَ عَنْ حَمْلِهِ الْعَضْدُ
فَلا زِلْتُ مَحْسُوداً عَلَى الْمَجْدِ والْعُلا
فَلَيْسَ بِمَحْسُودٍ فَتىً ولَهُ نِدُّ
محمود سامي البارودي
الحمدان
03-03-2022, 04:37 AM
هُوَ مَا قُلْتُ فاحْذَرَنْهَا صَبَاحَا
غَارَةً تَمْلأُ الْفَضَاءَ رِمَاحَا
تَتْرُكُ الْمَاءَ لا يَسُوغُ لِظَامٍ
وتَرُدُّ الدَّمَ الْحَرَامَ مُباحَا
لا تَرَى بَيْنَها سِوَى عَبْقَرِيٍّ
يَأْلَفُ الطَّعْنَ نَجْدَةً وَارْتِيَاحَا
لَهِجٌ بِالْحُروبِ لا يَأْلَفُ الْخَفْ
ضَ ولا يَصْحَبُ الْفَتَاةَ الرَّدَاحَا
مِسْعَرٌ لِلْوَغَى أَخُو غَدَوَاتٍ
تَجْعَلُ الأَرْضَ مَأْتَماً وصِيَاحَا
لا يُرَى عَاتِباً عَلَى شِيَمِ الدَّهْ
رِ وَلا عَابِثاً وَلا مَزَّاحَا
يَفْعَلُ الْفَعْلَةَ الَّتي تَبْهَرُ النَّا
سَ وتَرْنُو لَهَا الْعُيُونُ طِمَاحا
لا كَمَنْ يَسْأَلُ الْوُفُودَ عَنِ الأَنْ
باءِ عَجْزَاً وَيَرْقُبُ الأَشْبَاحَا
فَاعْتَبِرْ أَيُّهَا الْمُجَاهِرُ بِالْقَوْ
لِ وَلا تَبْعَثَنْ عَلَيْكَ نُواحَا
إِنَّ في بُرْدَتَيَّ هَاتَيْنِ لَيْثاً
يَقصُ الْقِرْنَ أَوْ يَفُلُّ السِّلاحَا
سَدِكَاتٍ بِالرُّمْحِ مِنْهُ بَنانٌ
تَمْلأُ الأَرْضَ والسَّماءَ جِرَاحَا
أَنَا مِنْ مَعْشَرٍ كِرامٍ عَلَى الدَّهْ
رِ أَفَادُوهُ عِزَّةً وصَلاحَا
فَرَعُوا بِالْقَنَا قِنَانَ الْمَعَالِي
وَأَعَدُّوا لِبَابِهَا مِفْتَاحَا
عَمَرُوا الأَرْضَ مُدَّةً ثُمَّ زَالُوا
مِثْلَمَا زَالَتِ الْقُرُونُ اجْتِياحَا
وَأَتَتْ بَعْدَهُمْ عَليَّ لَيَالٍ
لا أَرَى في سَمائِهَا مِصَباحَا
فَسَقَاهُمْ مُنَزِّلُ الْغَيْثِ سحْلاً
يَجْعَلُ النَّبْتَ لِلْعَراءِ وِشَاحَا
محمود سامي البارودي
الحمدان
03-04-2022, 08:11 PM
كأنّها يومَ راحت في محاسِنِها
فارتجَّ أسفلُها واهتزّ أعلاها
حَوراءُ جاءَت مِنَ الفردَوسِ مُقبِلَةً
فالشمسُ طلعتُها والمِسكُ رَيّاها
راحَت وَلَم تُعطِهِ بُرءًا لِلوعَتِهِ
مِنها وَلَو سَألَتهُ النَفسَ أَعطاها
بشار بن برد
الحمدان
03-05-2022, 06:15 AM
دَعانا أبو عَمرٍو عُمَيْرُ بنُ جَعْفَرٍ
على لَحْمِ دِيكٍ دَعْوةً بعدَ مَوْعِدِ
فَقَدَّمَ ديكاً عُدْمُلِيّاً مُلَدَّحاً
مُبَرْنَسَ أَثيابٍ مُؤَذِّنَ مَسْجِدِ
يُحدِّثُنا عنْ قَوْمِ هُودٍ وصالحٍ
وأغربِ مَنْ لاقاهُ عَمْرُو بنُ مرثدِ
وقال لقد سَبّحْتُ دهراً مُهَلِّلاً
وأَسْهَرْتُ بالتّأْذينِ أَعْيُنَ هُجّدِ
أَيُذْبَحُ بين المسلمينَ مُؤَذِّنٌ
مُقيمٌ على دِينِ النّبِيِّ مُحَمّدِ
فقلتُ لَهُ يا ديكُ إِنّكَ صادقٌ
وإِنّكَ فيما قُلْتَ غَيْرُ مُفَنّدِ
ولا ذَنْبَ للأَضْيافِ إِنْ نالَكَ الرَّدَى
فإنَّ المنايا للدُّيُوكِ بِمَرْصَدِ
ديك الجن العصر العباسي
الحمدان
03-05-2022, 06:16 AM
جاءَتْ تَزُورُ فِراشي بَعْدَمَا قُبِرَتْ
فَظَلْتُ أَلْثُمُ نَحْراً زَانَهُ الجِيدُ
وقُلْتُ قُرَّةَ عيني قدْ بُعِثْتِ لَنَا
فكيفَ ذَا وطَريقُ القَبْرِ مَسْدُودُ
قالتْ هناكَ عِظَامِي فيهِ مُودَعَةٌ
تَعِيثُ فيها بَنَاتُ الأرضِ والدُّودُ
وهذِهِ الرُّوحُ قدْ جَاءَتْكَ زائرةً
هذي زِيارَةُ مَنْ في القَبْرِ مَلْحُودُ
ديك الجن
الحمدان
03-05-2022, 06:16 AM
أَساكِنَ حُفْرَةٍ وقَرارِ لَحْدِ
مُفَارِقَ خُلّةٍ مِنْ بعدِ عَهْدِ
أَجبني إِنْ قدرتَ على جَوابي
بحَقِّ الوُدِّ كَيفَ ظَلِلْتَ بَعْدي
وأَينَ حَلَلْتَ بعدَ حُلولِ قَلْبي
وأَحْشائي وأَضْلاعي وكِبْدِي
أَمَا واللّهِ لو عايَنْتَ وَجْدِي
إذا اسْتَعْبَرْتُ في الظّلْماءِ وَحْدِي
وَجَدَّ تَنَفُّسِي وعَلا زَفيري
وفَاضَتْ عَبْرَتِي في صَحْنِ خَدِّي
إِذَنْ لَعَلِمْتَ أَنِّي عَنْ قَرِيبٍ
سَتُحْفَرُ حُفْرَتي ويُشَقُّ لَحْدِي
ويَعْذِلُني السّفِيهُ على بُكائي
كأَنِّي مُبْتَلىً بالحزنِ وَحدِيْ
يقولُ قَتَلْتَها سَفَهاً وجهلاً
وتَبْكيها بكاءً ليسَ يُجْدِي
كَصَيّادِ الطُّيورِ لهُ انْتِحابٌ
عليها وهوَ يَذْبَحُها بِحَد
ديك الجن
الحمدان
03-05-2022, 06:17 AM
اشْرَبْ هَنِيّاً على وردٍ وتَوْرِيدِ
ولا تَبِعْ طِيبَ مَوجُودٍ بِمَفْقُودِ
نَحنُ الشُّهودُ وخَفْقُ العُودِ خاطِبُنَا
نُزَوِّجُ ابنَ سَحَابٍ بِنْتَ عُنْقودِ
كَأْسٌ إذا أَبْصَرَتْ في القومِ مُحْتَشِماً
قال السُّرورُ له قُمْ غيرَ مَطْرودِ
أَمَا تَرَى الحُسْنَ والإِحْسانَ قَدْ جُمِعَا
فاشْرَبْ فإنّكَ في عُرْسٍ وفي عِيدِ
ديك الجن
الحمدان
03-05-2022, 06:17 AM
وَدَّعْتُها ولَهِيبُ الشّوْقِ في كَبِدي
والبَيْنُ يُبْعِدُ بينَ الرُّوحِ والجسَدِ
وَدَاعَ صَبّيْنِ لَمْ يُمْكِنْ وَدَاعهما
إِلاَّ بلَحْظَةِ عَيْنٍ أَوْ بَنانِ يَدِ
وَدَّعْتُها لِفِراقٍ فاشْتَكَتْ كَبِدِي
إِذْ شَبّكَتْ يَدَها مِنْ لَوْعَةٍ بِيَدِي
وحاذَرَتْ أَعْيُنَ الواشِينَ فانْصَرَفَتْ
تَعَضُّ مِنْ غَيْظِها العُنّابَ بالبَرَدِ
فكانَ أَوَّلُ عَهْدِ العَيْنِ يومَ نَأَتْ
بالدَّمْعِ آخِرُ عَهْدِ القَلْبِ بالجَلَدِ
جَسَّ الطّبيبَ يَدي جَهْلاً فقلتُ لهُ
إِنَّ المَحَبّةَ في قَلْبي فَخَلِّ يَدي
ليسَ اصْفِراري لِحُمّى خامَرَتْ بَدَني
لكنَّ نارَ الهوى تَلْتَاحُ في كَبِدِي
فقال هذا سَقَامٌ لا دَواءَ لَهُ
إِلاَّ بِرُؤْيَةِ مَنْ تَهْواهُ يا سَنَدِي
ديك الجن العصر العباسي
الحمدان
03-08-2022, 04:52 AM
وليلٍ كموج البحر أرخى سدوله
عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطّى بجوزه
وأردف أعجازًا وناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
بصبحٍ وما الإصباح فيكَ بأمثل
فيا لك من ليلٍ كأنّ نجومَه
بكلّ مُغارِ الفتلِ شُدّت بيذبُل
كأنّ الثريّا عُلّقت في مَصامها
بأمراس كتّانٍ إلى صمّ جندل
الأصمعي
الحمدان
03-08-2022, 05:42 AM
خَفِّفْ عَنِ النَّاسِ ما يَلْقَـوْنَ مِنْ أَلَمِ
فَإِنْ عَـجـزْتَ فَـأَخْرِجْ طَـيِّـبَ الْـكَلِمِ
وانْسُــجْ من الفَأْلِ أثوابًا لـتُفْرحَهُمْ
وكُنْ كَنُورٍ لـهـم فـي أَحْـلَكِ الـظُّلَمِ
لا يُسْــعِدُ النَّاسَ في قَولٍ وفي عَمَلٍ
إلَّا امْرُؤٌ طَيِّبُ الأَخْلاقِ والشِّـــيَمِ
جهاد جحا
الحمدان
03-08-2022, 05:56 AM
كمْ أوجعَ القلبَ طعنٌ من أحبَّتِهِ
وأحزنَ النَّفسَ من تسْعَى لبسْمَتِهِ
وكمْ عَفَا عنْهُمُ قَلْبي بفِطْرَتِهِ
كعَفوِ يُوسُفَ عن أفعالِ إخْوتِهِ
إن فرَّطَ الخِلُّ في ودِّيْ وضَيَّعَهُ
فالصَّفحُ والعَفْو منِّي حَقُ صُحْبتِهِ
جهاد جحا
الحمدان
03-09-2022, 05:10 AM
لَقَد نادى أَميرُكَ بِاِحتِمالِ
وَصَدَّعَ نِيَّةَ الأَنَسِ الحِلالِ
أَمِن طَرَبٍ نَظَرتَ غَداةَ رَهبى
لِتَنظُرَ أَينَ وُجِّهَ بِالجِمالِ
وَما كَلَّفتَ نَفسَكَ مِن صَديقٍ
يُمَنّينا وَيَبخَلُ بِالنَوالِ
لَقَد تَرَكَت حَوائِمَ صادِياتٍ
وَتَمنَعُ صَفوَ ذي حَبَبٍ زُلالِ
وَقالَت فيمَ أَنتَ مِنَ التَصابي
مَتى عَهدُ التَشَوُّقِ وَالدَلالِ
فَما تَرجو وَلَيسَ هَوى الغَواني
لِأَصحابِ التَنَحنُحِ وَالسُعالِ
دَعيني إِنَّ شَيبِيَ قَد نَهاني
وَتَجريبي وَشَيبِيَ وَاِكتِهالي
رَأَت مَرَّ السِنينَ أَخَذنَ مِنّي
كَما أَخَذَ السَرارُ مِنَ الهِلالِ
وَمَن يَبقى عَلى غَرَضِ المَنايا
وَأَيّامٍ تَمُرُّ مَعَ اللَيالي
أَلَمَّ بِنا الخَيالُ بِذاتِ عِرقٍ
فَحَيّا اللَهُ ذَلِكَ مِن خَيالِ
فَإِنَّ سُراكِ تَقصُرُ عَن سُرانا
وَعَن وَخدِ المُخَدَّمَةِ العِجالِ
لَقَد أَخزى الفَرَزدَقَ إِذ رَمَينا
قَوارِعُ صَدَّعَت غَرَضَ النِضالِ
فَإِنَّ لِآخِرِ الشُعَراءِ مِنّي
كَما لِلأَوَّلينَ مِنَ النَكالِ
مَواسِمَ ما بَقيتُ لَهُم وَبَعدي
مَواسِمُ عِندَ حَزرَةَ أَو بِلالِ
عَلى أَنفِ الفَرَزدَقِ لَو نَهاهُم
جَديدٌ مِن وُسومَيَ غَيرُ بالِ
إِذا ماتَ الفَرَزدَقُ فَاِرجُموهُ
كَما تَرمونَ قَبرَ أَبي رِغالِ
وَكُنتَ إِذا اِغتَرَبتَ بِدارِ قَومٍ
لِأَحسابِ العَشيرَةِ شَرَّ والي
تُجَدَّعُ ما أَقَمتَ بِها ذَليلاً
وَتَخزى عِندَ مَنزِلَةِ الزِيالِ
أَتَنسَونَ الزُبَيرَ قَتيلَ سَعدٍ
وَجِعثِنَ إِذ تُصَرَّفُ كُلَّ حالِ
وَباتَ أَبو الفَرَزدَقِ وَهوَ يَدعو
بِدَعوى الذُلِّ غَيرَ نَعيمِ بالِ
لَقَد ضَرِيَت قُفَيرَةُ بِالخَلايا
وَحَوكِ الدَرعِ مِن وَبَرِ الفِصالِ
تُطيفُ مُجاشِعٌ وَبَنو حُمَيسٍ
بِقَينٍ بَينَ شَرِّ أَبٍ وَخالِ
قُفَيرَةُ ساءَ ما كَسَبَت بَنيها
وَليلى القَينِ قينِ بَني عِقالِ
أَتَتهُمُ بِالفَرَزدَقِ أُمُّ سوءٍ
لَدى حَوضِ الحِمارِ عَلى مِثالِ
سَيُخزيكَ الخَليفَةُ ثُمَّ تَخزى
بِعِزَّةِ ذي التَكَرُّمِ وَالجَلالِ
تَبَدَّل يا فَرَزدَقُ مِثلَ قَومي
بِقَومِكَ إِن قَدَرتَ عَلى البِدالِ
فَإِن أَصبَحتَ تَطلُبُ ذاكَ فَاِنقُل
شَماماً وَالمِقَرَّ إِلى وِعالِ
لِيَربوعٍ عَلى النَخَباتِ فَضلٌ
كَتَفضيلِ اليَمينِ عَلى الشِمالِ
وَيَربوعٌ تُذَبِّبُ عَن تَميمٍ
وَيَقصُرَ دونَ غَلوِهِمُ المُغالي
وَنازَلنا المُلوكَ بِذاتِ كَهفٍ
وَقَد خُضِبَت مِنَ العَلَقِ العَوالي
وَقَد ضَرَبَ اِبنَ كَبشَةَ إِذ لَحِقنا
حُشَيشٌ حَيثُ تَفرُقُهُ الفَوالي
مَكارِمُ لَستَ مُدرِكُهُنَّ حَتّى
تُزيلُ الراسِياتِ مِنَ الجِبالِ
خُذُوا كُحلاً وَمِجمَرَةً وَعِطراً
فَلَستُم يا فَرَزدَقُ بِالرِجالِ
وَشُمّوا ريحَ عَيبَتِكُم فَلَستُم
بِأَصحابِ العِناقِ وَلا النِزالِ
بَلاءُ بَني قَباقِبَ كانَ خِزياً
وَعاراً كُلَّما ذُكِرَ التَبالي
صَفَقتُم لِلبُزاةِ حُبارِياتٍ
فَأَخزى الخُنثَيَينِ مُنى الضَلالِ
وَكُنتَ إِذا لَقيتَ بَني هِلالٍ
وَكَعباً وَالفَوارِسَ مِن هِلالِ
تُقَرقِرُ يا فَرَزدَقُ إِذ فَزِعتُم
خَزيراً باتَ في أُدَرٍ ثِقالِ
وَعَبسٌ بِالثَنيَّةِ يَومَ عَمروٍ
سَقَوهُ ذَواعِفَ الأَسَلِ النِهالِ
وَمَعبِدُكُم دَعا عُدَسَ بنِ زَيدٍ
فَأُسلِمَ لِلكُبولِ بِشَرِّ حالِ
وَكُنتَ إِذا لَقيتَ بَني نُمَيرٍ
لَقيتَ المَوتَ أَقتَمَ ذا ظِلالِ
كَأَنَّكُمُ بِإِمعَزِ وارِداتٍ
نَعامُ الصَيفِ زَفَّ مَعَ الرِئالِ
فَأَرسِل في الضِئينَ مُجاشِعِيّاً
أَزَبَّ المِنخَرَينِ أَبا رِخالِ
جرير
الحمدان
03-09-2022, 08:12 AM
سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق
وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
ونفسُ الشريف لها غايتان
ورود المنايا ونيلُ المنى
وما العيشُ؟ لاعشتُ إن لم أكن
مخوف الجناب حرام الحمى
إذا قلتُ أصغى لي العالمون
ودوّى مقالي بين الورى
لعمرك إنّي أرى مصرعي
ولكن أغذّ إليه الخطى
أرى مصرعي دون حقّي السليب
ودون بلادي هو المبتغى
يلذّ لأذني سماع الصليل
ويبهجُ نفسي مسيل الدما
وجسمٌ تجدّل في الصحصحان
تناوشُهُ جارحاتُ الفلا
فمنه نصيبٌ لأسد السماء
ومنه نصيبٌ لأسد الشّرى
كسا دمه الأرض بالأرجوان
وأثقل بالعطر ريح الصّبا
وعفّر منه بهيّ الجبين
ولكن عُفاراً يزيد البها
وبان على شفتيه ابتسامٌ
معانيه هزءٌ بهذي الدّنا
ونام ليحلم َ حلم الخلود
ويهنأُ فيه بأحلى الرؤى
لعمرك هذا مماتُ الرجال
ومن رام موتاً شريفاً فذا
فكيف اصطباري لكيد الحقود
وكيف احتمالي لسوم الأذى
أخوفاً وعندي تهونُ الحياة
وذُلاّ وإنّي لربّ الإبا
بقلبي سأرمي وجوه العداة
فقلبي حديدٌ وناري لظى
وأحمي حياضي بحدّ الحسام
فيعلم قومي أنّي الفتى
الشاعر الفلسطيني عبدالرحيم محمود حوالي
الحمدان
03-12-2022, 08:05 AM
لا تخضعنَّ لمخلوقٍ على طمعٍ
فإنَّ ذلك نقصٌ منك في الدِّينِ
لن يقدرَ العبدُ أن يعطيَك خَرْدلةً
إلا بإذنِ الذي سوَّاك مِن طينِ
فلا تصاحبْ غنيًّا تستعزُّ به
وكن عفيفًا وعظِّمْ حُرمةَ الدِّينِ
واسترزقِ اللهَ ممَّا في خزائنِه
فإنَّ رزقَك بعد الكافِ والنُّونِ
.....؟
الحمدان
03-14-2022, 08:46 AM
أَسيرُ الخَطايا عندَ بابكَ واقفٌ
على وجلٍ مما به أَنتَ عارفُ
يخافُ ذنوباً لم يغب عنكَ غيبها
ويرجوكَ فيها فهو راجٍ وخَائفُ
ومن ذا الذي يرجى سِواكَ ويتقي
وما لكَ من فضلِ القضاءِ مخالفُ
فيا سيدي لا تخزني في صَحيفتي
اذا نُشِرتْ يوم الحسابِ الصحائفُ
وكن مُؤنسي في ظلمةِ القبرِ عندما
يصدُّ ذوو وُدي ويجفو الموالفُ
لئن ضاقَ عني عفوكَ الواسعُ الذي
أُرجى لاسرافي فإني لتالفُ
ابن نباتة السعدي
الحمدان
03-15-2022, 04:31 AM
يَا ربّ إنّي نَاشِدٌ مُحمّدا
حِلفَ أبينَا وأبيه الأتلَدا
قَد كُنتُم وَلدًَا وكُنّا وَالِدا
ثمّت أَسلمنَا فَلم نَنزِع يَدا
فانْصُر هَدَاك الله نصرًا أعتدا
وادْع عِبَاد الله يَأتُوا مدَدا
فيهم رسُول الله قَد تجرّدا
إن سِيمَ خَسْفًا وجهه تَربدا
في فَيلقٍ كالبَحرِ يجري مزبدا
إن قُريشًَا أخلَفُوكَ المَوعِدُا
ونَقَضُوا مِيثَاقَك المؤكدا
وجَعلُوا لي في كدَاء رصدا
وزعمُوا أنْ لست تدعُوا أحَدا
وهُم أذَلُّ وأقَلُّ عَددا
هم بيتونَا بالوَتير هجدا
وقَتَلُونَا رُكّعًَا وسُجّدا
عمرو بن سالم الخزاعي
الحمدان
03-16-2022, 06:33 AM
طابَ نَشرُ الصَبا وَوَقتُ الصَباح
وَزَمانُ الصِبا ووصلُ الصِباحِ
فاِسقني الراحَ يا نديمي ودَعني
أَتلهّى ما بين رَوحٍ وراحِ
ما تَرى الرَوضَ مُذ بَكى الغيمُ فيها
كَيفَ يَضحكنَ عن ثُغور الأَقاحِ
قَد وفى لي الرَبيعُ منه بشَرطي
وَضَماني عليه وِفق اِقتِراحي
بَرِحَ اليَومَ عَن هَوايَ خَفاهُ
ما لِقَلبي عن الهَوى مِن بَراحِ
فاِسقِنيها وداوِ قرحَ فؤادي
واِجتَنِب مزجَها بماءٍ قَراحِ
ذاتَ لَونٍ كأَنَّما اِعتَصروها
من جَنى الوَرد أَو خُدودِ المِلاحِ
اِغتَنِم بهجةَ الرَبيع وقَضِّ
باِقتراحي لَياليَ الأَفراحِ
مَرحَباً بالرَّبيع والعَزفِ والقَص
فِ وحثِّ الكؤوس والأَقداحِ
إِن يَكن للخَليع فيكَ اِصطِباحٌ
يا صباحي فذا أَوان اِصطِباحي
ابن معصوم .. العصر العثمان.
الحمدان
03-16-2022, 06:33 AM
أَئنُّ من الشَوق الَّذي في جَوانحي
أَنينَ غَصيصٍ بالشَراب قَريحِ
وأَبكي بعينٍ لا تكفُّ غروبُها
وَأَصبو بِقَلبٍ بالغَرام جَريحِ
وأَلتاعُ وَجداً كلَّما هبَّت الصَبا
بنَشر خُزامى أَو بنفحةِ شيحِ
إِلى اللَه قَلباً لا يَزالُ معذَّباً
بِتأَنيبِ لاحٍ أَو بِهجرِ مَليحِ
فَيا عصرَنا بالرَقمتين الَّذي خَلا
لَكَ اللَه جُد بالقُرب بعد نُزوحِ
أَرِقتُ وقد نامَ الخَليُّ من الأَسى
لبَرقٍ بأَعلى الرَقمتين لَموحِ
فَبِتُّ كَما باتَ السَليمُ مُسهَّداً
بجَفنٍ على تلك السُفوح سَفوحِ
يُهيِّج أَشجاني ترنُّمُ صادِحٍ
وَيوقِظُ أَحزاني تنسُّمُ ريحِ
فَلِلَّه بالجَرعاء حيٌّ عَهِدتُهم
يحلُّونَ منها في مَعاهدَ فيحِ
لَياليَ لَيلي من بَهيم ذوائِبٍ
وَصُبحي من وجه أَعرَّ صَبيحِ
هُمُ نُجحُ آمالي وَنَيلُ مآربي
وَصحَّةُ أَسقامي وَراحةُ روحي
لَئن مرَّ دَهرٌ بالتَنائي فقد حلا
غَبوقي بهم فيما مَضى وَصَبوحي
ابن معصوم
الحمدان
03-17-2022, 01:50 AM
عَينايَ شامَت دَمي وَالشُؤمُ في النَظَرِ
بُعداً لِعَينٍ تَبيعُ النَومَ بِالسَهَرِ
يا مَن لِظَمآنَ يَغشى الماءَ قَد مَنَعوا
مِنهُ الوُرودَ وَأَبقَوه عَلى الصَدَرِ
أُخفي الهَوى وَهوَ لا يَخَفى عَلى أَحَدٍ
إِنّي لَمُستَتِرٌ في غَيرِ مُستَتَرِ
فَأَكثِروا أَو أَقِلّوا مِن مَلامِكُمُ
فَكُلُّ ذَلِكَ مَحمولٌ عَلى القَدَرِ
لَو كانَ جَدّي سَعيداً لَم يَكُن غَرَضاً
قَلبي لِمَن قَلبُهُ أَقسى مِنَ الحَجَرِ
إِن أَحسَنَ الفِعلَ لَم يُضمِر تَعَمُّدَهُ
وَإِن أَساءَ تَمادى غَيرَ مُعتَذِرِ
وَأَخلَفُ الناسِ مَوعوداً وَأَمطَلُهُم
وَعداً وَأَنقَضُهُم لِلعَهدِ ذي المِرَرِ
إِذا كَتَبتُ كِتاباً لَم أَجِد ثِقَةً
يُنهي إِلَيكِ وَيأتي عَنكِ بِالخَبَرِ
ما ضَرَّ أَهلَكِ أَلاّ يَنظُروا أَبَداً
ما دُمتِ فيهِم إِلى شَمسٍ وَلا قَمَرِ
إِذا أَرَدتُ سُلُوّاً كانَ ناصِرَكُم
قَلبي وَما أَنا مِن قَلبي بمُنتَصِرِ
هَل تَذكُرينَ فَدَتكِ النَفسُ مَجلِسَنا
يَومَ اللّقاءِ فَلَم أَنطِق مِنَ الحَصَرِ
لا أَرفَعُ الطَرفَ حَولي حينَ أَرفَعُهُ
بُقيا عَلَيكِ وَكُلُّ الحَزمِ في الحَذَرِ
قالَت قَعَدتَ فَلَم تَنظُر فَقُلتُ لَها
شَغَلتِ قَلبي فَلَم أَقدِر عَلى النَظَرِ
غَطّى هَواكِ عَلى قَلبي فَدَلَّهَهُ
وَالقَلبُ أَعظَمُ سُلطاناً مِنَ البَصَرِ
وَضَعتُ خَدّي لِأَدنى مِن يُطيفُ بِكُم
حَتّى اِحتُقِرتُ وَما مِثلي بَمحتَقَرِ
لا عارَ في الحُبِّ إِنَّ الحُبَّ مَكرُمَةً
لَكِنَّهُ رُبُّما أَزرى بِذي الخَطَرِ
العباس بن الأحنف
الحمدان
03-17-2022, 03:51 AM
لا بد للضيق في الدنيا من الفرج
فافتح كفوف الرجا والحق بألف رجي
واعلم بأنك مفتون وممتحن
بما لديك من الإيساع والحرج
والكل يذهب إن حزنا وإن فرحا
فكن إذا ضاق أمر غير منزعج
ولا تبت من كدور الدهر منقبضا
فإنما الدهر ميال إلى العوج
وأظهر البسط في كل الأمور وإن
ضاقت عليك فقل يا أزمة انفرجي
واشكر على كل حال أنت فيه فما
عن حكمة قد خلا أمر إليك يجي
واصبر وصابر لأحكام إلإله ولا
تضجر وإياك في الدنيا من اللجج
عبد الغني النابلسي
الحمدان
03-20-2022, 02:07 AM
قد مضى العمر وفات يا أسير الغــــفلات
حصّل الـــزاد و بادر مسرعاً قبل الفوات
فإلى كـــم ذا التعامي عن أمور واضحات
وإلى كم أنت غـارق في بحـار الظلمات
لم يكن قلبك أصــلا بالزواجر والعظات
بينما الإنسان يسأل عن أخيه قيـل مات
وتـراهــم حـمـلــوه سرعـة لـلفـلــوات
أهـله يبكـوا عــليـه حسرة بالـعـبــرات
أين ما قد كان يفخر بالجياد الصافـنات
ولــه مـــال جـــزيل كالـجبال الراسيات
سار عنها رغم أنف للقبور الموحشات
كم بها من طول مكث من عظام ناخرات
فاغنم العمر و بــــادر بالتقى قبل الممات
وأنب و أرجع وأقــلع من عظيم السيئات
واطلب الغفـران ممن ترتجى منه الهبات
.....؟
الحمدان
03-20-2022, 05:20 PM
لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ
وَلا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ
وَمَن يِكُن عَبدَ قَومٍ لا يُخالِفُهُم
إِذا جَفوهُ وَيَستَرضي إِذا عَتَبوا
قَد كُنتُ فيما مَضى أَرعى جِمالَهُمُ
وَاليَومَ أَحمي حِماهُم كُلَّما نُكِبوا
لِلَّهِ دَرُّ بَني عَبسٍ لَقَد نَسَلوا
مِنَ الأَكارِمِ ما قَد تَنسُلُ العَرَبُ
لَئِن يَعيبوا سَوادي فَهوَ لي نَسَبٌ
يَومَ النِزالِ إِذا ما فاتَني النَسَبُ
إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي
قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ
اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً
يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ
إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها
عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ
فَتىً يَخوضُ غِمارَ الحَربِ مُبتَسِماً
وَيَنثَني وَسِنانُ الرُمحِ مُختَضِبُ
إِن سَلَّ صارِمَهُ سالَت مَضارِبُهُ
وَأَشرَقَ الجَوُّ وَاِنشَقَّت لَهُ الحُجُبُ
وَالخَيلُ تَشهَدُ لي أَنّي أُكَفْكِفُهَا
وَالطَعنُ مِثلُ شَرارِ النارِ يَلتَهِبُ
إِذا اِلتَقَيتَ الأَعادي يَومَ مَعرَكَةٍ
تَرَكتُ جَمعَهُمُ المَغرورَ يُنتَهَبُ
لِيَ النُفوسُ وَلِلطَيرِ اللُحومُ
وَلِلوَحشِ العِظامُ وَلِلخَيّالَةِ السَلَبُ
لا أَبعَدَ اللَهُ عَن عَيني غَطارِفَةً
إِنساً إِذا نَزَلوا جِنّاً إِذا رَكِبوا
أُسودُ غابٍ وَلَكِن لا نُيوبَ لَهُم
إِلّا الأَسِنَّةُ وَالهِندِيَّةُ القُضُبُ
تَحدو بِهِم أَعوَجِيّاتٌ مُضَمَّرَةٌ
مِثلُ السَراحينِ في أَعناقِها القَبَبُ
ما زِلتُ أَلقى صُدورَ الخَيلِ مُندَفِق
بِالطَعنِ حَتّى يَضِجَّ السَرجُ وَاللَبَبُ
فَالعُميُ لَو كانَ في أَجفانِهِم نَظَروا
وَالخُرسُ لَو كانَ في أَفواهِهِم خَطَبوا
وَالنَقعُ يَومَ طِرادَ الخَيلِ يَشهَدُ لي
وَالضَربُ وَالطَعنُ وَالأَقلامُ وَالكُتُبُ
عنترة بن شداد
الحمدان
03-20-2022, 05:21 PM
لِغَيرِ العُلا مِنّي القِلى وَالتَجَنُّبِ
وَلَولا العُلا ما كُنتُ في العَيشِ أَرغَبُ
مَلَكتُ بِسَيفي فُرصَةً ما اِستَفادَها
مِنَ الدَهرِ مَفتولُ الذِراعَينِ أَغلَبُ
لَئِن تَكُ كَفّي ما تُطاوِعُ باعَها
فَلي في وَراءِ الكَفِّ قَلبٌ مُذَرَّبُ
وَلِلحِلمِ أَوقاتٌ وَلِلجَهلِ مِثلُها
وَلَكِنَّ أَوقاتي إِلى الحِلمِ أَقرَبُ
أَصولُ عَلى أَبناءِ جِنسي وَأَرتَقي
وَيُعجِمُ فيَّ القائِلونَ وَأُعرِبُ
يَرونَ اِحتِمالي عِفَّةً فَيَريبُهُم
تَوَفُّرُ حِلمي أَنَّني لَستُ أَغضَبُ
تَجافَيتُ عَن طَبعِ اللِئامِ لِأَنَّني
أَرى البُخلَ يُشنا وَالمَكارِمَ تُطلَبُ
وَأَعلَمُ أَنَّ الجودَ في الناسِ شيمَةٌ
تَقومُ بِها الأَحرارُ وَالطَبعُ يَغلِبُ
فَيا اِبنَ زِيادٍ لا تَرُم لي عَداوَةً
فَإِنَّ اللَيالي في الوَرى تَتَقَلَّبُ
وَيالِزِيادٍ إِنزَعوا الظُلمَ مِنكُمُ
فَلا الماءُ مَورودٌ وَلا العَيشُ طَيِّبُ
لَقَد كُنتُمُ في آلِ عَبسٍ كَواكِباً
إِذا غابَ مِنها كَوكَبٌ لاحَ كَوكَبُ
خُسِفتُم جَميعاً في بُروجِ هُبوطِكُم
جَهاراً كَما كُلُّ الكَواكِبُ تُنكَبُ
عنترة بن شداد
الحمدان
03-20-2022, 06:24 PM
طَلَبتُ المُستَقَرَّ بِكُلِّ أَرضٍ
فَلَم أَرَ لي بِأَرضٍ مُستَقَرّا
أَطَعتُ مَطامِعي فَاِستَعبَدَتني
وَلَو أَنّي قَنِعتُ لَكُنتُ حُرّا
أبو العتاهية
الحمدان
03-20-2022, 06:24 PM
المَوتُ بابٌ وَكُلُّ الناسِ داخِلُهُ
فَلَيتَ شِعرِيَ بَعدَ البابِ ما الدارُ
الدارُ جَنَّةُ خُلدٍ إِن عَمِلتَ بِما
يُرضي الإِلَهَ وَإِن قَصَّرتَ فَالنارُ
أبو العتاهية
الحمدان
03-22-2022, 04:22 AM
كـرمـتـنـي يا سمو الشيخ تكرمة
ومـن فـخامتها قد زدتُ إكبارا
كــرمــت فــيَّ لديــن الله داعـيـة
فـصـار تـكـريمكم لله مختارا
يـازايـد الخـيـر مـمـا حـل مـصدره
يـجـري عـلى يـدكـم يـسرا وإيثارا
الله أسـألهـا: يـأتـي عـلى عـجل
يـجـري به الذهب الإبريز أنهارا
إن كـان ذا فـسـبـيـل الله مـصـرفـه
تــزداد تـقـوىً وأنـواراً وأسـرارا
فـأن خـيـرك للدنـيـا بـأجـمـعها
لكـل ذي حـاجـة تـجـريـه مدرارا
يا زايد الخير أعلاكم تواضعكم
لذا رُفـعـت بـفـضل الله مقدارا
محمد متولي الشعراوي
الحمدان
03-22-2022, 11:14 PM
لَمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى أَحَدٍ
أَرَحتُ نَفسي مِن هَمِّ العَداواتِ
إِنّي أُحَيّي عَدوّي عِندَ رُؤيَتِهِ
لِأَدفَعَ الشَرَّ عَنّي بِالتَحِيّاتِ
وَأُظهِرُ البِشرَ لِلإِنسانِ أَبغَضُهُ
كَما إِن قَد حَشى قَلبي مَوَدّاتِ
الإمام الشافعي
الحمدان
03-23-2022, 08:53 PM
أروع قصيدة قيلت في
تعظيم الله جل وعلا
واختلف الناس بهذه القصيدة!!؟؟
فمنهم من قال يجب أن تكتب بماء الذهب..
ومنهم من قال يجب أن تكتب بدموع العين ..
وهي للشاعرالسوداني
إبراهيم علي بدوي
رحمه الله
ويقول فيها:
بك أستجير ومن يجير سواكا
فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
دنياي غرتني وعفوك غرني
ماحيلتي في هذه أو ذاكا
لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا"
بكريم عفوك ماغوى وعصاكا
إن لم تكن عيني تراك فإنني
في كل شيء أستبين علاكا
رباه ها أنا ذا خلصت من الهوى
واستقبل القلب الخلي هواكا
وتركت أنسي بالحياة ولهوها
ولقيت كل الأنس في نجواكا
ونسيت حبي واعتزلت أحبتي
ونسيت نفسي خوف أن أنساكا
ذقت الهوى مراً ولم أذق الهوى
يارب حلوا ً قبل أن أهواكا
أنا كنت ياربي أسير غشاوة"
رانت على قلبي فضَل سناكا
واليوم ياربي مسحت غشاوتي
وبدأت بالقلب البصير أراكا
ياغافر الذنب العظيم وقابلا"
للتوب قلبا" تائبا" ناجاكا
أترده وترد صادق توبتي
حاشاك ترفض تائبا" حاشاك
يارب جئتك نادما ً أبكي على
ما قدمته يداي لا أتباكى
أنا لست أخشى من لقاء جهنم
وعذابها لكنني أخشاك
يارب عدت إلى رحابك تائباً
مستسلما" مستمسكاً بعراكا
مالي وأبواب الملوك وأنت من
خلق الملوك وقسم الأملاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهداً
فوجدت هذا السر في تقواكا
فليرض عني الناس أو فليسخطوا
أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
الحمدان
03-23-2022, 09:48 PM
الله أكبرُ كلُّ همٍّ ينْجلي
عن قلب كلِّ مكبِّر ومهلّلِ
وموحّدٍ لله جلَّ جلالهُ
والشِّركُ عنه والضلالُ بِمَعزل
وبِدَايتي اللَّهمَّ فيما أبْتغي
من نظميَ العذب الرحيق السَّلسَل
ثمّ الصلاةُ على النبيِّ محمدٍ
خيرِ الورى النبأِ العظيم المرْسَل
والآلِ أرباب الهداية والتقى
مَنْ ودّهم نَصُّ الكتابِ الـمُنْزَل
ولقد عثرتُ على نظامٍ صاغه
من رام نُصحاً، شأنه لم يَجهل
يا حبذا يا حبذا يا حبذا
فالنُّصحُ مقبولٌ على الوَجه الجَلي
فتبيَّنَ الدَّاعي وما يدعو له
في الآن والزَّمن الرَّحيب المقبل
أمرٌ مهمٌّ وهو فرضٌ لازبٌ
للعالِم المتفطِّن المتعقّل
أمّا الرسالاتُ التي تأتي منَ الدْ
ـدَاعي فأمرٌ ما به من مدخَل
يدعو إلى التوحيد ثم لوازمٌ
ثبتتْ لها والحقُّ منهجُه جَلي
ولزوم سنَّةِ أحمدٍ بأصولها
وفروعها لم تَخْفَ عن متأمل
قَسَماً لقد سُرَّ الفؤادُ بما حَوَتْ
وشفَى بنور منارها المتهلِّل
لكنها جاءت بأيدي عُصبةٍ
عملوا بضدِّ مفصَّلٍ مع مُجْمل
بل صرَّحوا بالشِّرك في كل الورى
في أمة الهادي لغير تَأمُّل
أَوَ ليس أمَّةُ أحمدٍ فيهمْ أَتى الـ
ـقرآنُ كنتم خيرَ أمَّةِ مُرسَل
وكذاك قال الطُّهرُ لا أخْشَى لكمْ
شِرْكاً يكونُ فطالِعَنْ وتأمَّل
وقد استباحوا للنِّساء وأَعلنوا
بالحِلِّ لم يخشَوْا مُعاقبةَ العلي
حتى تواترَ عنهمُ في غيّهم
يتعاقبون على النِّسا في المحفل
والبعضُ يكريهم إذا ما ملَّهمْ
من غيره والأمرُ في هذا جلي
أيضاً وكم قتلوا صبيّاً يافعًا
في الكافرين فِعَالُهم لم تُحلل
وكم استباحوا، من شيوخٍ ركَّعٍ
كم من تقيٍّ عابدٍ متبتّل
لم يدْعُ غيرَ الله جلَّ جلالهُ
لم يَدْعُ أصناماً ولم يَدْعُ الولي
وكذاك أيضاً صحَّ أنَّ المصطفى
لم يغزُ قريةَ ذي الأذان مُهلِّل
وإذا غزا الكفّارَ قدَّم داعيًا
يدعوهمُ نهجَ الهدى لم يعْدل
فإذا استجابوا لم يردَّ عليهمُ
إيمانَهم بالله في المستقبل
وتثبُّتُ الوالي فعنه محتَّمٌ
لا يَنبغي التقصيرُ في أمر الولي
هذا الوليدُ أتى فعالاً منكراً
فأتتْ قوارعُ ربّنا في الـمُنْزَل
إنْ جاءكمْ فيما تَلوَّنَ فاسقٌ
فتبّينوا بصراحةٍ فيما تُلي
أمّا المقادمةُ الذين تراهمُ
ففِعَالهم نكرٌ بغير تَأّول
لا يسمعون مقالةً من عالمٍ
بل ينسبون الحَبْرَ أجهلَ أجهل
وإذا سمعتَ كلامَهم بأدلَّةٍ
تجد الكلامَ عن الصَّواب بمعزِل
لكنَّ داء الجهل أصبح فاشياً
فيهم فأنّى يُنصحون بمعْدل
فالشيخُ، إن كان المرادُ هداية
بعثَ الهدايةَ كل شخصٍ أفضل
ليكون سعيُهمُ بحسن بصيرةٍ
وسياسةٍ وسلوك نهج المنهل
لا كالعرار وشكله ونظيره
ذو نقطةٍ والكلُّ عن علمٍ خَلِي
أو ليس قاتلُ سالمٍ ومعوّض
والنَّدْبُ من نسل النبيّ ومِن علي
من غير لا ذنبٍ ولا بجنايةٍ
بل هم على الدين القويم الأمثل
....؟
الحمدان
03-27-2022, 06:42 AM
مُبْحِراً .. نحو فَضَاءٍ آخَرٍ نافضاً عنِّي غُبَاري
ناسياً اسْمي, وأَسْماءَ النَبَاتَاتِ، وتاريخَ الشَجَرْ
هارباً من هذه الشَمْسِ التي تجلُدُني بكرابيج الضَجَرْ
هارباً من مُدُنٍ نامتْ قُرُوناً تحت أقدامِ القَمَرْ
تاركاً خلفي عُيُوناً من زُجَاجٍ وسماءً من حَجَرْ
ومَضَافَاتِ تميمٍ ومُضَرْ ..
لا تقولي : عُدْ إلى الشَّمس .. فإِنِّي أَنتمي الآنَ إلى حِزْبِ المَطَرْ
نزار قباني
الحمدان
03-29-2022, 12:21 AM
ماذا جنيت لكي تمل وصالي؟
إني سألتك هل تجيب سؤالي!
حاولت أن ألقي لهجرك حجة
فوقعت بيت حقيقة، وخيالي
كنت القريب وكنت أنت مقربي
يوم الوفاق وبهجة الإقبالي
فغدوت أشبه بالخصيم لخصمه
عجبًا إذا لتقلب الأحوال
يا صاحبًا سكن الملال فؤاده
أسمعت مني سيء الأقوال؟
أنا ما طلبتك أن تعود لصحبتي
بعد القطيعة، أو ترق لحالي
فأنا بغيرك كامل مكتمل
لا أنت لي نقص ولا أنا سالب
منك الكمال فعش عزيزًا غالي
فاقطع وصالك ما استطعت، وعش على
هجري فإني بدأت بحب صادق
وتنوعت يومًا بكل جمال
فقضت ظروف الدهر أن تمضي بها
وبنا لأسوء منتهي ومالي
إنا لن أجادلك الوفاء فما مضي
قد يستحال رجوعه، بجدال!
لو أن فيك من الوفاء بقية
لذكرت أيامًا مضت وليالي
ووهبتني أسمى خصالك مثلما
أنا قد وهبتك من جميل خصالي
كم قلت إنك خير من عاشرتهم
فأتيت أنت مخيبًا أمالي
الشاعر عبدالله فقيري
الحمدان
03-31-2022, 07:18 PM
يشهد الله انكم شهداءُ
يشهد الأنبياءُ والاولياءُ
متمُ كي تعز كلمة ربي
في ربوعٍ أعزها الإسراءُ
انتحرتم ؟! نحن الذين انتحرنا
بحياة ٍ امواتها أحياءُ
ايها القوم نحن متنا فهيا
نستمع مايقول فينا الرثاءُ
قد عجزنا حتى شكى العجز منّا
وبكينا حتى ازدرانا البكاءُ
وركعنا حتى اشمأز ركوعٌ
ورجونا حتى استغاث الرجاءُ
وشكونا الى طواغيتِ بيتٍ
ابيض ٍ ملّ قلبه الظلماءُ...
ولثمنا حذاء شارون حتى
صاح ..مهلا..قطعتموني الحذاءُ
ايها القومُ نحنُ متنا ولكن
أنفت ان تضمنا الغبراءُ
قل (لآيات) ياعروس العوالي
كل حسنٍ لمقلتيك الفداءُ
حين يُخصى الفحول صفوة قومي
تتصدى ...للمجرمِ الحسناءُ
تلثم الموت وهي تضحك بشراً
ومن الموت يهرب ُ الزعماءُ
فتحت بابها الجنانُ وحيّت
وتلقتك فاطم ُ الزهراءُ
قل لمن دبجوا الفتاوي رويدا
ربَ فتوى تضجُ منها السماءُ
حين يدعو الجهاد ُ يصمتُ
حبرٌ ويراعٌ والكتبُ والفقهاءُ
حين يدعو الجهادُ لا استفتاءُ
الفتاوى يوم الجهاد الدماءُ
د غازي القصيبي رحمه الله رحمة
الحمدان
04-01-2022, 01:00 AM
وأعظم ما تكلفني به الليالي..
سكوت عندما يجب الكلام
وأعظم منه في البلوى كلام..
تطول به العداوة والخصام
المتنبي
الحمدان
04-02-2022, 08:18 PM
ما كنت أعرف قبل اليوم معناه
حتى تفجّر في قلبي فأدماه
حرف تجاوز في رسم وفي وهجٍ
وقد تعارض معناه ومبناه
حرف يقول لنا في كل بارقةٍ
اواه ما أخطر الخوّان أواه
حرف يقول لنا ما كان يضمره
قلب الختور وما تخفيه شكواه
يداهن القوم في ضيق وفي سعةٍ
وكم رمى مبصراً غدراً فأعماه
.....؟
الحمدان
04-03-2022, 05:39 AM
قصيدة حافظ إبراهيم في مدح اللغة العربية
رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي
وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني
عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي
وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي
رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً
وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة
وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني
ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني
أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة
وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً
فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ
أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ
يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ
بما تحتَه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَتاتِ
سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة ِ أَعْظُماً
يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي
حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه
لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ
وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ
حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً
مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِ
وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّةً
فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي
أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهمُ
إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ
سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى
لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعة ً
مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ
بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلى
وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي
وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ
مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ
الحمدان
04-03-2022, 05:41 AM
إليك إله الخلق أرفع رغبتي
وإن كنتُ- ياذا المنِّ والجود- مجرماً
ولَّما قسا قلبي، وضاقت مذاهبي
جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلّمَا
تعاظمني ذنبي فلَّما قرنتهُ
بعفوكَ ربي كانَ عفوكَ أعظما
فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ
تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّة ً وَتَكَرُّمَا
فلولاكَ لم يصمد لإبليسَ عابدٌ
فكيفَ وقد أغوى َ صفيَّكَ آدما
فيا ليت شعري هل أصير لجنة ٍ
أهنا وأما للسعير فأندما
فإن تعفُ عني تعفُ عن متمردٍ
ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما
وإن تنتقمْ مني فلستُ بآيسٍ
ولو أدخلوا نفسي بجُرْم جهنَّما
فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إنَّهُ
تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِ أجفانُهُ دَمَا
يُقِيمُ إذَا مَا الليلُ مَدَّ ظَلاَمَهُ
على نفسهِ من شدَّة الخوفِ مأتما
فَصِيحاً إِذَا مَا كَانَ فِي ذِكْرِ رَبِّهِ
وَفِي مَا سِواهُ فِي الْوَرَى كَانَ أَعْجَمَا
ويذكرُ أياماً مضت من شبابهِ
وَمَا كَانَ فِيهَا بِالْجَهَالَة ِ أَجْرَمَا
فَصَارَ قَرِينَ الهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ
أخا السُّهدِ والنَّجوى إذا الليلُ أظلما
يَقُولُ حَبيبي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِي
كفى بكَ للراجينَ سؤلاً ومغنما
ألستَ الذِّي غذيتني هديتني
وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَيَّ وَمُنْعِمَا
عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي
ويسترُ أوزاري وما قد تقدما
الشافعي
الحمدان
04-03-2022, 05:42 AM
علّقوني على جدائل نخلة
واشنقوني.. فلن أخون النخله!
هذه الأرض لي.. و كنت قديماً
أحلب النوق راضيا و موله
وطني ليس حزمة من حكايا
ليس ذكرى، و ليس حقل أهلّه
ليس ضوءا على سوالف فلّة
وطني غضبة الغريب على الحزن
وطفل يريد عيدا و قبلة
ورياح ضاقت بحجرة سجن
وعجوز يبكي بنيه.. و حقله
هذه الأرض جلد عظمي
وقلبي..
فوق أعشابها يطير كنخلة
علقوني على جدائل نخلة
واشنقوني فلن أخون النخلة !
محمود درويش
الحمدان
04-03-2022, 11:06 PM
وَلَقَد رَأيتُ الحادِثاتِ فَلا أرَى
يَقَقًا يُمِيتُ وَلا سَوَادًا يَعصِمُ
وَالهَمُّ يَختَرِمُ الجَسيمَ نَحَافَةً
وَيُشيبُ نَاصِيَةَ الصّبِيِّ وَيُهرِمُ
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقلِهِ
وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
المتنبي
الحمدان
04-04-2022, 04:40 AM
واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَولَةِ الأمَمُ
إن كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ
فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقتسِمُ
قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ
وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ
وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَمُ
فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظَفَرٌ
في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ
لكَ المهابةُ ما لا تَصنعُ البُهَمُ
ألزَمتَ نفسَكَ شيئاً ليس يَلْزَمُها
أن لا يوارِيَهمْ أَرضٌ ولا عَلَمُ
أكُلَّما رُمتَ جيشاً فانْثَنى هَرَباً
تَصرَّفَت بكَ في آثارِه الهِمَمُ
عليكَ هَزمُهُمُ في كلِّ مُعتركٍ
وما عليكَ بِهِمْ عارٌ إذا انهزَموا
أما تَرى ظَفراً حُلْواً سِوى ظَفَر
تَصافحَتْ فيه بيضُ الهِندِ واللمَمُ
يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ
أعيذُها نظراتٍ منكَ صادقةً
أن تَحْسبَ الشَّحمَ فيمَن شَحْمُهُ وَرَمُ
وما انتفاعُ أخي الدُّنيا بناظرِهِ
إذا استَوَت عندَهُ الأنوارُ والظُّلَمُ
سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا
بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ
أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي
وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ
أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها
ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ
وجاهلٍ مدَّه في جهلِهِ ضَحِكي
حَتّى أتَتْه يدٌ فرَّاسةٌ وفَمُ
إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً
فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ
وَمُهجةٍ مُهجتي مِن هَمّ صاحبها
أدركْتُها بجَوادٍ ظهرهُ حَرَمُ
رِجلاه في الرَّكضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ
وفعلُه ما تريدُ الكفُّ وَالقَدَمُ
ومُرهَفٍ سِرتُ بين الجَحْفَلينِ بهِ
حتى ضَربتُ وموجُ الموتِ يَلتَطِمُ
الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعْرِفُني
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ
صَحِبتُ في الفلواتِ الوحشَ مُنفرِداً
حتى تعجَّبَ مني القُورُ والأكَمُ
يا مَن يَعِزُّ علينا أن نُفارقهم
وِجْدانُنا كل شيءٍ بعْدَكُم عَدَمُ
المتنبي
الحمدان
04-05-2022, 12:43 AM
كتب أعرابي فقير للحسن بيتين
من أجمل ماقيل في الشعر العربي
لم يبقَ عندي ما يباع ويُشترى
يكفيكَ رؤية مظهري عن مخبري
إلا بقية ماء وجه صنتهُ
عن أن يباع،وقد وجدتكَ مُشتري
فبكى الحسن وأعطاه مالاً
وكتب له
عاجلتنا فأتاك عاجل برنا
طلاً ولو أمهلتنا لم نقصر
فخذ القليل وكنْ كأنكَ لم تبع
ما صنته وكأننا لم نشترِ
الحمدان
04-07-2022, 10:33 PM
لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّها لَم تُحلَلِ
بَينَ الكِناسِ وَبَينَ طَلحِ الأَعزَلِ
وَلَقَد أَرى بِكَ وَالجَديدُ إِلى بِلىً
مَوتَ الهَوى وَشِفاءَ عَينِ المُجتَلي
نَظَرَت إِلَيكَ بِمِثلِ عَينَي مُغزِلٍ
قَطَعَت حِبالَتَها بِأَعلى يَليَلِ
وَإِذا اِلتَمَستَ نَوالَها بَخِلَت بِهِ
وَإِذا عَرَضتَ بِوُدِّها لَم تَبخَلِ
وَلَقَد ذَكَرتُكِ وَالمَطِيُّ خَواضِعٌ
وَكَأَنَّهُنَّ قَطا فَلاةٍ مَجهَلِ
يَسقينَ بِالأُدَمى فِراخَ تَنوفَةٍ
زُغباً حَواجِبُهُنَّ حُمرَ الحَوصَلِ
يا أُمَّ ناجِيَةَ السَلامُ عَلَيكُمُ
قَبلَ الرَواحِ وَقَبلَ لَومِ العُزَّلِ
وَإِذا غَدَوتِ فَباكَرَتكِ تَحِيَّةٌ
سَبَقَت سُروحَ الشاحِجاتِ الحُجَّلِ
لَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ آخِرَ عَهدِكُم
يَومُ الرَحيلِ فَعَلتُ ما لَم أَفعَلِ
أَو كُنتُ أَرهَبُ وَشكَ بَينٍ عاجِلٍ
لَقَنَعتُ أَو لَسَأَلتُ ما لَم يُسأَلِ
أَعدَدتُ لِلشُعَراءِ سُمّاً ناقِعاً
فَسَقَيتُ آخِرَهُم بِكَأسِ الأَوَّلِ
لَمّا وَضَعتُ عَلى الفَرَزدَقِ مَيسَمي
وَضَغا البَعيثُ جَدَعتُ أَنفَ الأَخطَلِ
أَخزى الَّذي سَمَكَ السَماءَ مُجاشِعاً
وَبَنى بِناءَكَ في الحَضيضِ الأَسفَلِ
بَيتاً يُحَمِّمُ قَينُكُم بِفَنائِهِ
دَنِساً مَقاعِدُهُ خَبيثَ المَدخَلِ
وَلَقَد بَنَيتَ أَخَسَّ بَيتٍ يُبتَنى
فَهَدَمتُ بَيتَكُمُ بِمِثلَي يَذبُلِ
إِنّي بَنى لِيَ في المَكارِمِ أَوَّلي
وَنَفَختَ كيرَكَ في الزَمانِ الأَوَّلِ
أَعيَتكَ مَأثُرَةُ القُيونِ مُجاشِعٍ
فَاِنظُر لَعَلَّكَ تَدَّعي مِن نَهشَلِ
وَاِمدَح سَراةَ بَني فُقَيمٍ إِنَّهُم
قَتَلوا أَباكَ وَثَأرُهُ لَم يُقتَلِ
وَدَعِ البَراجِمَ إِنَّ شِربَكَ فيهِمُ
مُرٌّ عَواقِبُهُ كَطَعمِ الحَنظَلِ
إِنّي اِنصَبَبتُ مِنَ السَماءِ عَلَيكُمُ
حَتّى اِختَطَفتُكَ يا فَرَزدَقُ مِن عَلِ
مِن بَعدِ صَكَّتِيَ البَعيثَ كَأَنَّهُ
خَرَبٌ تَنَفَّجَ مِن حِذارِ الأَجدَلِ
وَلَقَد وَسَمتُكَ يا بَعيثُ بِمَيسَمي
وَضَغا الفَرَزدَقُ تَحتَ حَدِّ الكَلكَلِ
حَسبُ الفَرَزدَقِ أَن تُسَبَّ مُجاشِعٌ
وَيَعُدَّ شِعرَ مُرَقِّشٍ وَمُهَلهِلِ
طَلَبَت قُيونُ بَني قُفَيرَةَ سابِقاً
غَمرَ البَديهَةِ جامِحاً في المِسحَلِ
قُتِلَ الزُبَيرُ وَأَنتَ عاقِدُ حُبوَةٍ
قُبحاً لِحُبوَتِكَ الَّتي لَم تُحلَلِ
لا تَذكُروا حُلَلَ المُلوكِ فَإِنَّكُم
بَعدَ الزُبَيرِ كَحائِضٍ لَم تُغسَلِ
أَبُنَيَّ شِعرَةَ لِم تَسُدُّ طَريقَنا
بِالأَعمَيَينِ وَلا قُفَيرَةَ فَاِزحَلِ
وَلَقَد تَبَيَّنَ في وُجوهِ مُجاشِعٍ
لُؤمٌ يَثورُ ضَبابُهُ لا يَنجَلي
وَلَقَد تَرَكتُ مُجاشِعاً وَكَأَنَّهُم
فَقعٌ بِمَدرَجَةِ الخَميسِ الجَحفَلِ
إِنّي إِلى جَبَلَي تَميمٍ مَعقِلي
وَمَحَلُّ بَيتي في اليَفاعِ الأَطوَلِ
أَحلامُنا تَزِنُ الجِبالَ رَزانَةً
وَيَفوقُ جاهِلُنا فَعالَ الجُهَّلِ
فَاِرجِع إِلى حَكَمَي قُرَيشٍ إِنَّهُم
أَهلُ النُبُوَّةِ وَالكِتابِ المُنزَلِ
فَاِسأَل إِذا خَرَجَ الخِدامُ وَأُحمِشَت
حَربٌ تَضَرَّمُ كَالحَريقِ المُشعَلِ
وَالخَيلُ تَنحِطُ بِالكُماةِ وَقَد رَأوا
لَمعَ الرَّبيئَةِ في النِيافِ العَيطَلِ
أَبَنو طُهَيَّةَ يَعدِلونَ فَوارِسي
وَبَنو خَضافِ وَذاكَ ما لَم يُعدَلِ
وَإِذا غَضِبتُ رَمى وَرائِيَ بِالحَصى
أَبناءُ جَندَلَتي كَخَيرِ الجَندَلِ
عَمروٌ وَسَعدٌ يا فَرَزدَقُ فيهِمُ
زُهرُ النُجومِ وَباذِخاتُ الأَجبُلِ
كانَ الفَرَزدَقُ إِذ يَعوذُ بِخالِهِ
مِثلَ الذَليلِ يَعوذُ تَحتَ القَرمَلِ
وَاِفخَر بِضَبَّةَ إِنَّ أُمَّكَ مِنهُمُ
لَيسَ اِبنُ ضَبَّةَ بِالمُعَمِّ المُخوَلِ
وَقَضَت لَنا مُضَرٌ عَلَيكَ بِفَضلِنا
وَقَضَت رَبيعَةُ بِالقَضاءِ الفَيصَلِ
إِنَّ الَّذي سَمَكَ السَماءَ بَنى لَنا
بَيتاً عَلاكَ فَما لَهُ مِن مَنقَلِ
أَبلِغ بَني وَقبانَ أَنَّ حُلومَهُم
خَفَّت فَما يَزِنونَ حَبَّةَ خَردَلِ
أَزرى بِحِلمِكُمُ الفِياشُ فَأَنتُمُ
مِثلُ الفَراشِ غَشينَ نارَ المُصطَلي
تَصِفُ السُيوفَ وَغَيرُكُم يَعصى بِها
يا اِبنَ القُيونِ وَذاكَ فِعلُ الصَيقَلِ
وَبِرَحرَحانَ تَخَضخَضَت أَصلأؤُكُم
وَفَزِعتُمُ فَزَعَ البِطانِ العُزَّلِ
خُصِيَ الفَرَزدَقُ وَالخَصاءُ مَذَلَّةٌ
يَرجو مُخاطَرَةَ القُرومِ البُزَّلِ
هابَ الخَواتِنُ مِن بَناتِ مُجاشِعٍ
مِثلَ المَحاجِنِ أَو قُرونَ الأَيِّلِ
قَعَدَت قُفَيرَةُ بِالفَرَزدَقِ بَعدَما
جَهَدَ الفَرَزدَقُ جُهدَهُ لا يَأتَلي
أَلهى أَباكَ عَنِ المَكارِمِ وَالعُلى
لَيُّ الكَتائِفِ وَاِرتِفاعُ المِرجَلِ
أَبلِغ هَدِيَّتِيَ الفَرَزدَقَ إِنَّها
ثِقَلٌ يُزادُ عَلى حَسيرٍ مُثقَلِ
إِنّا نُقيمُ صَغا الرُؤوسِ وَنَختَلي
رَأسَ المُتَوَّجِ بِالحُسامِ المِقصَلِ
جرير
الحمدان
04-08-2022, 11:52 PM
يارب إن ذنوبي في الورى
عظمت
وليس لي عملٌ في الحشر ينجيني
يا من لطفت بحالي قبل تكويني
لاتجعل النار يوم الحشر تكويني
الحمدان
04-10-2022, 08:23 PM
أَخٌ طاهِرُ الأَخلاقِ عَذبٌ كَأَنَّهُ
جَنا النَحلِ مَمزوجاً بِماءِ غُمامِ
يَزيدُ عَلى الأَيّامِ فَضلُ مَوَّدَةٍ
وَشِدَّةُ إِخلاصٍ وَرَعيَ ذِمامِ
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحمدان
04-10-2022, 08:23 PM
فَما نُوَبُ الحَوادِثِ باقياتٌ
وَلا البُؤسى تَدومُ وَلا النَعيمُ
كَما يَمضي سُرورٌ وَهوَ جَمُّ
كَذَلِكَ ما يَسوؤُكَ لا يَدومُ
فَلا تَهلِك عَلى ما فاتَ وَجدَاً
وَلا تَفرِدكَ بِالأَسَفِ الهُمومُ
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحمدان
04-10-2022, 08:24 PM
اللَهُ أَكرَمَنا بِنَصرِ نَبيِّهِ
وَبِنا أَقامَ دَعائِمَ الإِسلامِ
وَبِنا أَعَزَّ نَبيَّهُ وَكِتابَهُ
وَأَعَزَّنا بِالنَصرِ وَالإِقدامِ
وَيَزورُنا جَبريلُ في أَبياتِنا
بِفَرائِضِ الإِسلامِ وَالأَحكامِ
فَنَكونُ أَوَّلَ مُستَحِلٍّ حِلَّهُ
وَمُحَرِّمٍ لِلّهِ كُلَّ حَرامِ
نَحنُ الخِيارُ مِنَ البَريَّةِ كُلّها
وَنِظامُها وَنِظامُ كُلُ زِمامِ
الخائِضونَ غِمارَ كُلَ كَريهَةٍ
وَالضامِنونَ حَوادِثَ الأَيامِ
وَالمُبرِمونَ قُوى الأُمورِ بِعِزَّةٍ
وَالناقِضونَ مَرائِرَ الإِبرامِ
في كُلِّ مُعتَرَكٍ تَطيرُ سُيوفُنا
فيهِ الجَماجِمُ عِن فِراخِ الهامِ
إِنّا لَنَمنَعُ مَن أَرَدنا مَنعَهُ
وَنَجودُ بِالمَعروفِ لِلمعتامِ
وَتَردُّ عاديةُ الخَميسِ سُيوفَنا
وَنُقيمُ رَأسَ الأَصيَدِ القَمقامِ
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحمدان
04-10-2022, 08:24 PM
ضَرَبتُهُ بِالسَيفِ فَوقَ الهامَه
بِضَربَةٍ صارِمَةٍ هَدّامَه
فَبَكَّتَت مِن جَسمِهِ عِظامَه
وَبَيَّنَت مِن أَنفِهِ أَرغامَه
أَنا عَليٌّ صاحِبُ الصَمامَه
وَصاحِبُ الحَوضِ لَدى القِيامَه
أَخو رَسولِ اللَهِ ذي العَلامَه
قَد قالَ إِذ عَمّمني عَمامَه
أَنتَ أَخي وَمَعدَنُ الكَرامَه
وَمَن لَهُ مِن بَعديَ الإِمامَه
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحمدان
04-10-2022, 08:25 PM
يا عَمرو قَد لاقَيتَ فارِسَ هِمَّةٍ
عِندَ اللِقاءِ مُعاوِدَ الإقدامِ
مِن آلِ هاشِمَ مِن سَناءٍ باهِرٍ
وَمُهَذبينَ مُتَوّجينَ كِرامِ
يَدعو إِلى دينِ الإِلَهِ وَنَصرِهِ
وَإِلى الهُدى وَشرائِعِ الإِسلامِ
بِمُهَنَّدٍ عَضبٍ رَقيقٍ حَدُّهُ
ذي رَونَقٍ يَفري الفَقارَ حُسامِ
وَمُحَمَّد فينا كَأَنَّ جَبينَهُ
شَمسٌ تَجَلَت مِن خِلالِ غِمامِ
وَاللَهُ ناصِرُ دينِهُ وَنَبيِّهِ
وَمُعينُ كُلِّ مُوَحِّدٍ مِقدامِ
شَهِدتَ قُرَيشٌ وَالبَراجِمُ كُلها
أَن لَيسَ فيها مَن يَقومُ مَقامي
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحمدان
04-11-2022, 12:29 AM
بالله ما الحل يا دكتورنا حمدي
هل الدواء الذي سجلته يُجدي؟
فــقـلب والــدنا بالـحُـب ممتلئ
مُـقلّب بين نـار البـعد والصـدّ
قد أشعل الشيب منه الرأس في كبر
كبار حارتنا يدعونه جدّي
ورغم ذلك ما تـابـت مشــاعـره
ما للمحب عن التذكار من بُدِّ
القـلب يا والـدي أحـبابـه كـثروا
فخففْ اليومَ من حب ومن ودِّ
يحي رياني
الحمدان
04-11-2022, 12:30 AM
وكمْ تغافلتُ عن أشياء أعرفُها
وكمْ تجاهلتُ قولاً كان يُؤذيني
وكمْ أقابلُ شخصاً من ملامحهِ
أدري يقيناً وحقّاً لا يُدانيني
وكمْ تغاضيتُ لا جُبناً ولا خوراً
هي المروءةُ من طبعي ومن ديني
جازيتُ بالطيبِ كلّ الناسِ مجتهداً
لعلَّ ربّي عن طيبي سيجزيني
يحي رياني
الحمدان
04-12-2022, 04:12 AM
عَلى قَبر الحَبيب جلست يَوما
كما اوصى الحَبيب عَلى سريره
وَفي طيات امسى راح قَلبي
يفتش بالتلهف عن عشيره
وَيشخص في غدي امرا مريعا
يَكاد المَرء يَقضي من نذيره
لَقَد كنت السَمير اذا التقينا
فمن بعدي تقمص في سَميره
أبو بكر التونسي
الحمدان
04-14-2022, 01:12 AM
أَلا لا أَرى في الناسِ مِثلَ مُعاوِيَه
إِذا طَرَقَت إِحدى اللَيالي بِداهِيَه
بِداهِيَةٍ يَصغى الكِلابُ حَسيسَها
وَتَخرُجُ مِن سِرِّ النَجِيِّ عَلانِيَه
أَلا لا أَرى كَالفارِسِ الوَردِ فارِساً
إِذا ما عَلَتهُ جُرأَةٌ وَعَلانِيَه
وَكانَ لِزازَ الحَربِ عِندَ شُبوبِها
إِذا شَمَّرَت عَن ساقِها وَهيَ ذاكِيَه
وَقَوّادَ خَيلٍ نَحوَ أُخرى كَأَنَّها
سَعالٍ وَعِقبانٌ عَلَيها زَبانِيَه
بَلَينا وَما تَبلى تِعارٌ وَما تُرى
عَلى حَدَثِ الأَيّامِ إِلّا كَما هِيَه
فَأَقسَمتُ لا يَنفَكُّ دَمعي وَعَولَتي
عَلَيكَ بِحُزنٍ ما دَعا اللَهَ داعِيَه
الخنساء
الحمدان
04-14-2022, 02:55 AM
إِنَّ الزَمانَ وَما يَفنى لَهُ عَجَبٌ
أَبقى لَنا ذَنَباً وَاِستُؤصِلَ الراسُ
أَبقى لَنا كُلَّ مَجهولٍ وَفَجَّعَنا
بِالحالِمينَ فَهُم هامٌ وَأَرماسُ
إِنَّ الجَديدَينِ في طولِ اِختِلافِهِما
لا يَفسُدانِ وَلَكِن يَفسُدُ الناسُ
الخنساء
الحمدان
04-14-2022, 02:55 AM
أَلا يا عَينِ وَيحَكِ أَسعِديني
لِرَيبِ الدَهرِ وَالزَمَنِ العَضوضِ
وَلا تُبقي دُموعاً بَعدَ صَخرٍ
فَقَد كُلِّفتِ دَهرَكِ أَن تَفيضي
فَفيضي بِالدُموعِ عَلى كَريمٍ
رَمَتهُ الحادِثاتُ وَلا تَغيضي
فَقَد أَصبَحتُ بَعدَ فَتى سُلَيمٍ
أُفَرِّجُ هَمَّ صَدري بِالقَريضِ
أُسائِلُ كُلَّ والِهَةٍ هَبولٍ
بَراها الدَهرُ كَالعَظمِ المَهيضِ
وَأُصبِحُ لا أُعَدُّ صَحيحَ جِسمٍ
وَلا دَنِفاً أُمَرَّضُ كَالمَريضِ
وَلَكِنّي أَبيتُ لِذِكرِ صَخرٍ
أُغَصَّ بِسَلسَلِ الماءِ الغَضيضِ
وَأَذكُرُهُ إِذا ما الأَرضُ أَمسَت
هُجولاً لَم تُلَمَّع بِالوَميضِ
فَمَن لِلحَربِ إِذ صارَت كَلوحاً
وَشَمَّرَ مُشعِلوها لِلنُهوضِ
وَخَيلٍ قَد دَلَفتَ لَها بِأُخرى
كَأَنَّ زُهائَها سَنَدُ الحَضيضِ
إِذا ما القَومُ أَحرَبَهُم تُبولٌ
كَذاكَ التَبلُ يُطلَبُ كَالقُروضِ
بِكُلِّ مُهَنَّدٍ عَضبٍ حُسامٍ
رَقيقِ الحَدِّ مَصقولٍ رَحيضِ
الخنساء
الحمدان
04-15-2022, 03:15 AM
يا أُختَ خَيرِ أَخٍ يا بِنتَ خَيرِ أَبٍ
كِنايَةً بِهِما عَن أَشرَفِ النَسَبِ
أُجِلُّ قَدرَكِ أَن تُسْمَيْ مُؤَبَّنَةً
وَمَن يَصِفكِ فَقَد سَمّاكِ لِلعَرَبِ
لا يَملِكُ الطَرِبُ المَحزونُ مَنطِقَهُ
وَدَمعَهُ وَهُما في قَبضَةِ الطَرَبِ
غَدَرتَ يا مَوتُ كَم أَفنَيتَ مِن عَدَدٍ
بِمَن أَصَبتَ وَكَم أَسكَتَّ مِن لَجَبِ
وَكَم صَحِبتَ أَخاها في مُنازَلَةٍ
وَكَم سَأَلتَ فَلَم يَبخَل وَلَم تَخِبِ
طَوى الجَزيرَةَ حَتّى جاءَني خَبَرٌ
فَزِعتُ فيهِ بِآمالي إِلى الكَذِبِ
حَتّى إِذا لَم يَدَع لي صِدقُهُ أَمَلاً
شَرِقتُ بِالدَمعِ حَتّى كادَ يَشرَقُ بي
تَعَثَّرَت بِهِ في الأَفواهِ أَلسُنُها
وَالبُردُ في الطُرقِ وَالأَقلامُ في الكُتُبِ
كَأَنَّ فَعلَةَ لَم تَمْلَأْ مَواكِبُها
دِيارَ بَكرٍ وَلَم تَخلَع وَلَم تَهِبِ
وَلَم تَرُدَّ حَياةً بَعدَ تَولِيَةٍ
وَلَم تُغِث داعِياً بِالوَيلِ وَالحَرَبِ
أَرى العِراقَ طَويلَ اللَيلِ مُذ نُعِيَت
فَكَيفَ لَيلُ فَتى الفِتيانِ في حَلَبِ
يَظُنُّ أَنَّ فُؤادي غَيرُ مُلتَهِبٍ
وَأَنَّ دَمعَ جُفوني غَيرُ مُنسَكِبِ
بَلى وَحُرمَةِ مَن كانَت مُراعِيَةً
لِحُرمَةِ المَجدِ وَالقُصّادِ وَالأَدَبِ
وَمَن مَضَت غَيرَ مَوروثٍ خَلائِقُها
وَإِن مَضَت يَدُها مَوروثَةَ النَشَبِ
وَهَمُّها في العُلى وَالمَجدِ ناشِئَةً
وَهَمُّ أَترابِها في اللَهوِ وَاللَعِبِ
يَعلَمنَ حينَ تُحَيّا حُسنَ مَبسِمِها
وَلَيسَ يَعلَمُ إِلّا اللَهُ بِالشَنَبِ
مَسَرَّةٌ في قُلوبِ الطيبِ مَفرِقُها
وَحَسرَةٌ في قُلوبِ البَيضِ وَاليَلَبِ
إِذا رَأى وَرَآها رَأسَ لابِسِهِ
رَأى المَقانِعَ أَعلى مِنهُ في الرُتَبِ
وَإِن تَكُن خُلِقَت أُنثى لَقَد خُلِقَت
كَريمَةً غَيرَ أُنثى العَقلِ وَالحَسَبِ
وَإِن تَكُن تَغلِبُ الغَلباءُ عُنصُرَها
فَإِنَّ في الخَمرِ مَعنىً لَيسَ في العِنَبِ
فَلَيتَ طالِعَةَ الشَمسَينِ غائِبَةٌ
وَلَيتَ غائِبَةَ الشَمسَينِ لَم تَغِبِ
وَلَيتَ عَينَ الَّتي آبَ النَهارُ بِها
فِداءُ عَينِ الَّتي زالَت وَلَم تَؤُبِ
فَما تَقَلَّدَ بِالياقوتِ مُشبِهُها
وَلا تَقَلَّدَ بِالهِندِيَّةِ القُضُبِ
وَلا ذَكَرتُ جَميلاً مِن صَنائِعِها
إِلّا بَكَيتُ وَلا وُدٌّ بِلا سَبَبِ
قَد كانَ كُلُّ حِجابٍ دونَ رُؤيَتِها
فَما قَنِعتِ لَها يا أَرضُ بِالحُجُبِ
وَلا رَأَيتِ عُيونَ الإِنسِ تُدرِكُها
فَهَل حَسَدتِ عَلَيها أَعيُنَ الشُهُبِ
وَهَل سَمِعتِ سَلاماً لي أَلَمَّ بِها
فَقَد أَطَلتُ وَما سَلَّمتُ مِن كَثَبِ
وَكَيفَ يَبلُغُ مَوتانا الَّتي دُفِنَت
وَقَد يُقَصِّرُ عَن أَحيائِنا الغَيَبِ
يا أَحسَنَ الصَبرِ زُر أَولى القُلوبِ بِها
وَقُل لِصاحِبِهِ يا أَنفَعَ السُحُبِ
وَأَكرَمَ الناسِ لا مُستَثنِياً أَحَداً
مِنَ الكِرامِ سِوى آبائِكَ النُجُبِ
قَد كانَ قاسَمَكَ الشَخصَينِ دَهرُهُما
وَعاشَ دُرُّهُما المَفديُّ بِالذَهَبِ
وَعادَ في طَلَبِ المَتروكِ تارِكُهُ
إِنّا لَنَغفُلُ وَالأَيّامُ في الطَلَبِ
ماكانَ أَقصَرَ وَقتاً كانَ بَينَهُما
كَأَنَّهُ الوَقتُ بَينَ الوِردِ وَالقَرَبِ
جَزاكَ رَبُّكَ بِالأَحزانِ مَغفِرَةً
فَحُزنُ كُلِّ أَخي حُزنٍ أَخو الغَضَبِ
وَأَنتُمُ نَفَرٌ تَسخو نُفوسُكُمُ
بِما يَهَبنَ وَلا يَسخونَ بِالسَلَبِ
حَلَلتُمُ مِن مُلوكِ الناسِ كُلِّهِمِ
مَحَلَّ سُمرِ القَنا مِن سائِرِ القَصَبِ
فَلا تَنَلكَ اللَيالي إِنَّ أَيدِيَها
إِذا ضَرَبنَ كَسَرنَ النَبعَ بِالغَرَبِ
وَلا يُعِنَّ عَدُوّاً أَنتَ قاهِرُهُ
فَإِنَّهُنَّ يَصِدنَ الصَقرَ بِالخَرَبِ
وَإِن سَرَرنَ بِمَحبوبٍ فَجَعنَ بِهِ
وَقَد أَتَينَكَ في الحالَينِ بِالعَجَبِ
وَرُبَّما اِحتَسَبَ الإِنسانُ غايَتَها
وَفاجَأَتهُ بِأَمرٍ غَيرِ مُحتَسَبِ
وَما قَضى أَحَدٌ مِنها لُبانَتَهُ
وَلا اِنتَهى أَرَبٌ إِلّا إِلى أَرَبِ
تَخالَفَ الناسُ حَتّى لا اِتِّفاقَ لَهُم
إِلّا عَلى شَجَبٍ وَالخُلفُ في الشَجَبِ
فَقيلَ تَخلُصُ نَفسُ المَرءِ سالِمَةً
وَقيلَ تَشرَكُ جِسمَ المَرءِ في العَطَبِ
وَمَن تَفَكَّرَ في الدُنيا وَمُهجَتِهِ
أَقامَهُ الفِكرُ بَينَ العَجزِ وَالتَعَبِ
المتنبي
الحمدان
04-18-2022, 07:37 PM
صَفونا فلم نَكدُر وَأخلَصَ سِرّنا
إناثٌ أطابَت حَملَنا وفحولُ
فنحنُ كماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا
كَهامٌ وَلا فينا يُعَدُّ بَخيلُ
وَنُنكِرُ إن شئنا على الناسِ قَولَهُم
ولا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ
إذا سَيّدٌ منّا خَلا قامَ سَيّدٌ
قؤُولٌ لما قالَ الكِرامُ فَعُولُ
السموأل
الحمدان
04-22-2022, 12:37 AM
دَمّي عليّ من الثرى يا غانية
بالأمس ما أبكاك قد أبكانِيَهْ
لصبيَّةٍ عمرية مضرية
أدركْتُ أسرار الثرى في ثانيَةْ
وقرعتُ أبواب السماءِ مهلّلاً
وهتَكْتُ أستار الملوك علانيَةْ
عَرَفَتْ ملوك الجنِّ ريحَ عِمامتي
ونَكَحْتُ منهم سبعةً وثمانيَةْ
ودفنتٌ قُرْطاً في صفيحةِ قرْمَدٍ
وشرِبْتُ من دمِ ذي الصواعِ بآنِيَةْ
وتركتٌ في وادِ السماوةِ أُمّةً
لم يغْنِ شيئاً عنهُمُ سلطانيَهْ
وغسلْتُ في ماء الخلودِ يتيمتي
فتكَلّلتْ تيجانَها تيجانيَهْ
عن زهر جارِيَةٍ و وردِ كريمةٍ
أرجو بشوكِ يتيمتي سلْوانِيَهْ
يا من عليكِ نزَلْتُ كلَّ مخيفةٍ
ونَقَدْتُ دمعةَ مُشْفِقٍ تنعانيَهْ
يا من إليكِ رَكِبْتُ فُلْكَ منيّتي
وعشِقْتُ طعنةَ ظالمٍ أردانيَه
كازيّةٌ لعِبَتْ بمهجةِ ناصرٍ
أزْمَعْتُ طيّةَ حبّها فطوانيَهْ
ألحبّها آليتُ لا أحيى؟ نعم
ولقد لبِسْتُ لحبّها أكفانيَهْ
كم حُكْتُ لي من مقتلٍ بيدي! فلم
أُقْتَلْ! فقلت: أحُوكُهُ بلسانيَهْ
فيجيرني ذو الطوْلِ في كِلْتَيْهِما
ربٌّ نحَرْتُ لوجهِهِ قربانيَهْ
ولقد نُصِرْتُ بدعوةٍ من والدي
شيخٌ على حبس الحِما أسمانيَهْ
أَلْفَيْ عزيزٍ من أعزّةِ عامرٍ
رضِيَوا حياة الأرذلينَ عدانيَهْ
أذئاب أقفارٍ إذا ما لم يكنْ
حرباً وإن حَمِيَ الوطيسُ حَصانيَة؟!
أولم تكن تدري نوار بأنّني
لا يشتكي ضرب الرقابِ سِنانيَهْ
أولم تكن تدري نوار بأنّني
أُعْطي إذا ربُّ الملا أعطانيَهْ
أولم تكن تدري نوار بأنّني
أُسقي كؤوس المُرِّ من أسقانيَهْ
أولم تكن تدري نوارُ بأنّني
أُثني لكلّ عظيمةٍ أركانيَهْ
أولم تكن تدري نوار بأنّني
ذو مِرّةٍ لا تستباح قِيانيَهْ
أولم تكن تدري نوار بأنّني
أعلو إذا ودَقُ السحابِ علانيَهْ
أولم تكن تدري نوار بأنّني
أنِفٌ وعن ما لا يُعِزُّ حشانيَهْ
أولم تكن تدري نوارُ بأنّني
فكّاكُ خوْلةَ مجلسٍ تنخانيَهْ
أولم تكن تدري نوار بأنّني
مطلوبُ أوّلَةٍ ومطْلَبُ ثانيَةْ
مولودُ تاسعةٍ ووالد تاسعٍ
قطّاع قفرٍ لا يلينُ جَنانِيَهْ
ليثٌ إذا عضّ الزمانُ بنابِهِ
غيثٌ إذا هبّتْ عليّ يمانِيَةْ
أدنو لكلّ مجنّدٍ بمهنّدٍ
وتعارَفَتْ قُضُبُ السيوف بنانيَهْ
نزّال أودِيَةٍ تعُجُّ سِباعُها
لا أرتضي في النائباتِ هوانيَه
أرسو كأعلام الجبال على الثرى
ما اهتزَّ من سُمْرِ القنا إيوانِيَهْ
متأبّطٌ يوم الكريهةِ صارماً
هضْبٌ إذا فَدْمُ الحِرابِ كسانيَهْ
وحجابُ عارِيِةٍ أجابِ لصوتِها
فخَضَبْتُ منه السيف حينَ دهانيَهْ
ولقد حضَنْتُ الموتَ دونَ يتيمتي
وكَرَرْتُ بين الطارقاتِ حِصانيَهْ
أقْدَمْتُ معتَمِداً على ذي عِزّةٍ
فحَمَى حصانيَ منهُمُ وحمانيَهْ
سبحان من خرّت لهيبةِ مُلْكِهِ
جِنٌّ البرابرِ وانْجَلَتْ أحزانيَهْ
فأنا الذي في المَرْجِ قبّلَ حتفَهُ
حتى تحاشى طلطلٌ سندانيَهْ
فكأنني بالرمحِ أضرِبُ قائلاً
الأرضُ أرضيَ والزمانُ زمانيَهْ
نحن الفراعنةُ العتاة ُ تخالُنا
من بأسِنا يوم اللقاءِ زبانيَةْ
شُعْثُ المفارقِ لم أكُنْ لأَسُودَهُمْ
لو لم يرَوْا سمَطُ الدٌخَانِ غشانيَهْ
من خيرِ عامِرَ كلها في منسَبٍ
الأصل أصليَ والكيانُ كيانيَهْ
لي في عُلاَ عُليا سُبَيْعٍ منزِلٌ
أُفْضِي إليهِ إذا الزمانُ رمانيَهْ
ولقد قصدْتُ ديارَهُمْ في ظُلْمَةٍ
لم تشكُ صرفَ بعيدَةٍ أعوانيَهْ
فأخذتُ مرْتجِزاً إلى أن أغْمَضَتْ
غُبْس العيون السانِحاتِ , أتانيَهْ:
الشاعر ناصر الفراعنه السبيعي
الحمدان
04-29-2022, 03:35 AM
في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهم
تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد
هل أنت إسبانية ؟ ساءلـتها
قالت: وفي غـرناطة ميلادي
غرناطة؟ وصحت قرون سبعة
في تينـك العينين.. بعد رقاد
وأمـية راياتـها مرفوعـة
وجيـادها موصـولة بجيـاد
ما أغرب التاريخ كيف أعادني
لحفيـدة سـمراء من أحفادي
وجه دمشـقي رأيت خـلاله
أجفان بلقيس وجيـد سعـاد
ورأيت منـزلنا القديم وحجرة
كانـت بها أمي تمد وسـادي
واليـاسمينة رصعـت بنجومه
والبركـة الذهبيـة الإنشـاد
ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينه
في شعـرك المنساب ..نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي
ما زال مختـزناً شمـوس بلادي
في طيب “جنات العريف” ومائه
في الفل، في الريحـان، في الكباد
سارت معي.. والشعر يلهث خلفه
كسنابـل تركـت بغيـر حصاد
يتألـق القـرط الطـويل بجيده
مثـل الشموع بليلـة الميـلاد..
ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائي التاريـخ كـوم رمـاد
الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضه
والزركشات على السقوف تنادي
قالت: هنا “الحمراء” زهو جدودن
فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي
أمجادها؟ ومسحت جرحاً نـازف
ومسحت جرحاً ثانيـاً بفـؤادي
يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـت
أن الـذين عـنتـهم أجـدادي
عانـقت فيهـا عنـدما ودعته
رجلاً يسمـى “طـارق بن زياد”
نزار قباني
الحمدان
04-30-2022, 03:07 AM
قال الفرزدق لجرير:
إنّ الذي سَمَكَ السّماءَ بَنى لَنَا
بَيْتاً، دَعَائِمُهُ أعَزُّ وَأطْوَلُ
بَيْتاً بَنَاهُ لَنَا المَلِيكُ، ومَا بَنى
حَكَمُ السّمَاءِ، فإنّهُ لا يُنْقَلُ
حُلَلُ المُلُوكِ لِبَاسُنَا في أهْلِنَا
وَالسّابِغَاتِ إلى الوَغَى نَتَسَرْبَلُ
أحْلامُنَا تَزِنُ الجِبَالَ رَزَانَةً
وَتَخَالُنَا جِنّاً، إذا مَا نَجْهَلُ
إنّ استرَاقَكَ يا جَرِيرُ قَصَائِدِي
مِثْلُ ادِّعَاءِ سِوَى أبِيكَ تَنَقَّلُ
ضَرَبتْ عَليكَ العنكَبوتُ بنَسْجِها
وَقَضَى عَلَيكَ بهِ الكِتابُ المُنْزلُ
إنّ الزّحَامَ لغَيرِكُمْ، فَتَحَيّنُوا وِرْدَ العَشِيّ، إلَيْهِ يَخْلُو المَنهَلُ
الحمدان
04-30-2022, 03:08 AM
قال جرير للفرزدق يناقضه:
إِنَّ الَّذي سَمَكَ السَماءَ بَنـى لَنـا
عِزَّا عَلاكَ فَما لَهُ مِـن مَنقَلِ
إِنّي إِلـى جَبَلَـي تَميـمٍ مَعقِلـي
وَمَحَلُّ بَيتي في اليفـاعِ الأَطـوَلِ
أَحلامُنـا تَـزِنُ الجِبـالَ رَزانَـةً
وَيَفـوقُ جاهِلُنـا فَعـالَ الجُهَّـلِ
أعددْتُ للشعراءِ سُّماً ناقعاً
فسقيـتُ آخرَهـم بكـأس الأولِ
إِنّي اِنصَبَبتُ مِنَ السَماءِ عَلَيــكُـمُ
حَتّى اِختَطَفتُكَ يا فَرَزدَقُ مِـــــن عَــلِ
أَخزى الَّذي سَمَكَ السَماءَ مُجاشِعاً
وَبَنى بِناءَكَ في الحَضيضِ الأَسفَلِ
أزْرَى بحِلْمِكُمُ الفِياشُ، فَأنتُمُ
مثلُ الفَراشِ غشينَ نَارَ المُصْطَلِى
الحمدان
04-30-2022, 03:14 AM
عُلّقتُها عَرَضًا وأقتُلُ قَومَها
زَعمًا ورَبّ البيتِ لَيسَ بِمَزعَمِ!
ولَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ
مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبّ المُكرَمِ
كَيفَ المَزارُ وقَد تَرَبّعَ أهلُها
بِعُنَيزَتَينِ وأهلُنا بِالغَيلَمِ؟
عنترة بن شداد
الحمدان
05-01-2022, 10:55 PM
ما مرَّ ذِكرُكَ إلّا وابتسَمتُ لهُ
كأنكَ العيدُ والباقونَ أيّامُ
أو حَامَ طيفُكَ إلا طِرتُ أتبعُهُ
أنتَ الحقيقةُ والجُلّاسُ أوهامُ
شادي المرعبي
الحمدان
05-03-2022, 02:10 AM
دَعوني دَعوني قَد أَطَلتُم عَذابِيا
وَأَنضَجتُمُ جِلدي بِحَرِّ المَكاوِيا
دَعوني أَمُت غَمّاً وَهَمّاً وَكُربَةً
أَيا وَيحَ قَلبي مَن بِهِ مِثلُ ما بِيا
دَعوني بِغَمّي وَاِنهَدوا في كَلاءَةٍ
مِنَ اللَهِ قَد أَيقَنتُ أَن لَستُ باقِيا
وَراءَكُمُ إِنّي لَقيتُ مِنَ الهَوى
تَباريحَ أَبلَت جِدَّتي وَشَبابِيا
بَرانِيَ شَوقٌ لَو بِرَضوى لَهَدَّهُ
وَلَو بِثَبيرٍ صارَ رَمساً وَسافِيا
سَقى اللَهُ أَطلالاً بِناحِيَةِ الحِمى
وَإِن كُنَّ قَد أَبدَينَ لِلناسِ ما بِيا
مَنازِلُ لَو مَرَّت عَلَيها جَنازَتي
لَقالَ الصَدى يا حامِلَيَّ اِنزِلا بِيا
فَأُشهِدُ بِالرَحمَنِ مَن كانَ مُؤمِناً
وَمَن كانَ يَرجو اللَهَ فَهوَ دَعا لِيا
لَحا اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا
وَجَدنا الهَوى في النَأيِ لِلصَبِّ شافِيا
فَما بالُ قَلبي هَدَّهُ الشَوقُ وَالهَوى
وَأَنضَجَ حَرُّ البَينِ مِنّي فُؤادِيا
أَلا لَيتَ عَيني قَد رَأَت مَن رَآكُمُ
لَعَلِّيَ أَسلو ساعَةً مِن هُيامِيا
وَهَيهاتَ أَن أَسلو مِنَ الحُزنِ وَالهَوى
وَهَذا قَميصي مِن جَوى البَينِ بالِيا
فَقُلتُ نَسيمَ الريحَ أَدِّ تَحِيَّتي
إِلَيها وَما قَد حَلَّ بي وَدَهانِيا
فَأَشكُرَهُ إِنّي إِلى ذاكَ شائِقٌ
فَيا لَيتَ شِعري هَل يَكونُ تَلاقِيا
مُعَذِّبَتي لَولاكِ ما كُنتُ هائِماً
أَبيتُ سَخينَ العَينِ حَرّانَ باكِيا
مُعَذِّبَتي قَد طالَ وَجدي وَشَفَّني
هَواكِ فَيا لِلناسِ قَلَّ عَزائِيا
مُعَذِّبَتي أَورَدتِني مَنهَلَ الرَدى
وَأَخلَفتِ ظَنّي وَاِحتَرَمتِ وِصالِيا
خَليلَيَّ هَيّا أَسعِداني عَلى البُكا
فَقَد جَهَدَت نَفسي وَرُبَّ المَثانِيا
خَليلَيَّ إِنّي قَد أَرِقتُ وَنِمتُما
لِبَرقٍ يَمانٍ فَاِجلِسا عَلِّلانِيا
خَليلَيَّ لَو كُنتُ الصَحيحَ وَكُنتُما
سَقيمَينِ لَم أَفعَل كَفِعلِكُما بِيا
خَليلَيَّ مُدّا لي فِراشِيَ وَاِرفَعا
وِسادي لَعَلَّ النَومَ يُذهِبُ ما بِيا
خَليلَيَّ قَد حانَت وَفاتِيَ فَاِطلُبا
لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا
وَإِن مِتُّ مِن داءِ الصَبابَةِ أَبلِغا
شَبيهَةَ ضَوءِ الشَمسِ مِنّي سَلامِيا
قيس بن الملوح العصر الاموي
الحمدان
05-03-2022, 07:20 AM
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا
وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ
بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا
بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي
بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً
بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا
فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت
بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا
فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى
وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا
فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ
إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا
خَليلَيَّ إِن لا تَبكِيانِيَ أَلتَمِس
خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا
فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً
وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا
وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما
يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا
لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا
وَجَدنا طَوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ شافِيا
وَعَهدي بِلَيلى وَهيَ ذاتُ مُؤَصِّدٍ
تَرُدُّ عَلَينا بِالعَشِيِّ المَواشِيا
فَشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها
وَأَعلاقُ لَيلى في فُؤادي كَما هِيا
إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ
تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا
سَقى اللَهُ جاراتٍ لِلَيلى تَباعَدَت
بِهِنَّ النَوى حَيثُ اِحتَلَلنَ المَطالِيا
وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنىً
وَلا تَوبَةٌ حَتّى اِحتَضَنتُ السَوارِيا
وَلا نِسوَةٌ صَبِّغنَ كَبداءَ جَلعَداً
لِتُشبِهَ لَيلى ثُمَّ عَرَّضنَها لِيا
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي
قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا
قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها
فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرِ لَيلى اِبتَلانِيا
وَخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ
لِلَيلى إِذا ما الصَيفُ أَلقى المَراسِيا
فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت
فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا
فَلَو أَنَّ واشٍ بِاليَمامَةِ دارُهُ
وَداري بِأَعلى حَضرَمَوتَ اِهتَدى لِيا
وَماذا لَهُم لا أَحسَنَ اللَهُ حالُهُم
مِنَ الحَظِّ في تَصريمِ لَيلى حَبالِيا
وَقَد كُنتُ أَعلو حُبَّ لَيلى فَلَم يَزَل
بِيَ النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا
فَيا رَبِّ سَوّي الحُبَّ بَيني وَبَينَها
يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا
فَما طَلَعَ النَجمُ الَّذي يُهتَدى بِهِ
وَلا الصُبحُ إِلّا هَيَّجا ذِكرَها لِيا
وَلا سِرتُ ميلاً مِن دِمَشقَ وَلا بَدا
سُهَيلٌ لِأَهلِ الشامِ إِلّا بَدا لِيا
وَلا سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَمِيَّةٍ
مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا
قيس بن الملوح
الحمدان
05-04-2022, 03:24 AM
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ
لَولا العُلى لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها
وَجناءُ حَرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ
وَكانَ أَطيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً
أَشباهُ رَونَقِهِ الغيدُ الأَماليدُ
لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي
شَيْئاً تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جيدُ
يا ساقِيَيَّ أَخَمرٌ في كُؤوسِكُما
أَم في كُؤوسِكُما هَمٌّ وَتَسهيدُ
أَصَخرَةٌ أَنا مالي لا تُحَرِّكُني
هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ
إِذا أَرَدتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً
وَجَدتُها وَحَبيبُ النَفسِ مَفقودُ
ماذا لَقيتُ مِنَ الدُنيا وَأَعجَبُهُ
أَنّي بِما أَنا باكٍ مِنهُ مَحسودُ
أَمسَيتُ أَروَحَ مُثرٍ خازِناً وَيَداً
أَنا الغَنِيُّ وَأَموالي المَواعيدُ
إِنّي نَزَلتُ بِكَذّابينَ ضَيفُهُمُ
عَنِ القِرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُ
جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ
مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ
ما يَقبِضُ المَوتُ نَفساً مِن نُفوسِهِمُ
إِلّا وَفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ
مِن كُلِّ رِخوِ وِكاءِ البَطنِ مُنفَتِقٍ
لا في الرِحالِ وَلا النِسوانِ مَعدودُ
أَكُلَّما اِغتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ
أَو خانَهُ فَلَهُ في مِصرَ تَمهيدُ
صارَ الخَصِيُّ إِمامَ الآبِقينَ بِها
فَالحُرُّ مُستَعبَدٌ وَالعَبدُ مَعبودُ
نامَت نَواطيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها
فَقَد بَشِمنَ وَما تَفنى العَناقيدُ
العَبدُ لَيسَ لِحُرٍّ صالِحٍ بِأَخٍ
لَو أَنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولودُ
لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ
إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ
ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَنٍ
يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ
وَلا تَوَهَّمتُ أَنَّ الناسَ قَد فُقِدوا
وَأَنَّ مِثلَ أَبي البَيضاءِ مَوجودُ
وَأَنَّ ذا الأَسوَدَ المَثقوبَ مِشفَرُهُ
تُطيعُهُ ذي العَضاريطُ الرَعاديدُ
جَوعانُ يَأكُلُ مِن زادي وَيُمسِكُني
لِكَي يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقصودُ
إِنَّ اِمرَءً أَمَةٌ حُبلى تُدَبِّرُهُ
لَمُستَضامٌ سَخينُ العَينِ مَفؤودُ
وَيلُمِّها خُطَّةً وَيلُمِّ قابِلِها
لِمِثلِها خُلِقَ المَهرِيَّةُ القودُ
وَعِندَها لَذَّ طَعمَ المَوتِ شارِبُهُ
إِنَّ المَنِيَّةَ عِندَ الذُلِّ قِنديدُ
مَن عَلَّمَ الأَسوَدَ المَخصِيَّ مَكرُمَةً
أَقَومُهُ البيضُ أَم آبائُهُ الصيدُ
أَم أُذنُهُ في يَدِ النَخّاسِ دامِيَةً
أَم قَدرُهُ وَهوَ بِالفَلسَينِ مَردودُ
أَولى اللِئامِ كُوَيفيرٌ بِمَعذِرَةٍ
في كُلِّ لُؤمٍ وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
وَذاكَ أَنَّ الفُحولَ البيضَ عاجِزَةٌ
عَنِ الجَميلِ فَكَيفَ الخِصيَةُ السودُ
المتنبي
الحمدان
05-04-2022, 05:31 AM
عَلى العَقيق اِجتَمَعنا
نَــحـنُ وَسـودُ العـيـونِ
أَظــنّ مَــجــنـونَ لَيـلى
مـا جـنّ بَـعـضَ جُـنـوني
إِن مُـتّ وَجـداً عَـلَيـهم
بِــأَدمُــعــي غَــسَـلونـي
نـوحـوا عَـلَيَّ وَقُـولوا
هَـذا قَـتـيـل العُـيـونِ
أَيـا عُـيـونـي عـيـوني
وَيـا جُـفـونـي جَـفـوني
فَــيــا فُـؤادي تَـصـبّـر
عَـلى الَّذي فـارَقـونـي
الشاعر السهروردي
الحمدان
05-06-2022, 11:27 AM
وقد كان فوتُ الموت سهلًا فرّده
إليه الحِفَاظُ المرُّ والخُلقُ الوَعرُ
.
ونفسٌ تعاف العارَ حتى كأنما
هو الكفر يوم الرّوع أو دونه الكفر
.
فأثبتَ في مستنقع الموت رجلَه
وقال لها من تحت أخمُصِك الحشر
.
غدا غُدوة والحمد نَسْج ردائه
فلم ينصرف إلا وأكفانهُ الأجر
أبو تمام
الحمدان
05-07-2022, 10:14 PM
لم يَبقَ عنديَ ما يَبتَزُّهُ الألَمُ
حَسبي من الموحِشاتِ الهَمُّ والهَرَمُ
لم يبقَ عندي كَفاءَ الحادثاتِ أسًىظ°
ولا كفاءَ جِراحاتٍ تَضِجُّ دَمُ
وَحينَ تَطغىظ° علىظ° الحَرّانِ جَمرَتُهُ
فَالصّمتُ أفضَلُ ما يُطوىظ° علَيهِ فَمُ
محمد مهدي الجواهري
الحمدان
05-08-2022, 12:01 AM
مَنْ يقرَبِ النَّارَ لا يَسلمْ منَ الحَرَقِ
فابعُدْ عنِ النَّاسِ واحذَرْهم ولا تَثِقِ
واُصبرْ على نَكَدِ الدُّنيا وكُنْ بطَلاً
يَلقَى السُّيُوفَ غَداةَ الحربِ بالدَرَقِ
إن كنتَ قد ضِقْتَ ذَرْعاً عن نوائِبها
فلا تَخَفْ إن لُطفَ اللهِ لم يَضِقِ
يَستدرِكُ المرْءُ ما يَبدُو لناظِرهِ
واللهُ يَصنعُ ما يَخَفى على الحَدَقِ
كم أرَعَدَ الجَوُّ فاهَتزَّتْ جَوانِبُهُ
ثُمَّ انتَهَى الرَّعدُ لم يفَعَلْ سَوَى القَلَقِ
ورُبَّما أطبَقَتْ سُحْبٌ فما قَطَرَتْ
إلا كما يَنقضِي البُحرَانُ بالعَرَقِ
لا يَيْأسَنَّ مريضٌ من سَلامِتهِ
ما دامَ في جِسمهِ شيءٌ من الرَّمَقِ
كم ماتَ من كانَ يُرجَى عَيشُهُ فقَضَى
وعاشَ من كانَ يَخَشى موتُهُ فبَقِي
لِكلِّ لَيلٍ صَباحٌ نستَضيءُ بهِ
فلا تَدوُمُ علينا ظُلمةُ الغَسَقِ
وآخرُ الأمرِ في ضُعفٍ كأوَّلِهِ
كما نَرى الشِبْهَ بينَ الصُّبحِ والشَفَقِ
تَخالَفَ النَّاسُ في الدُنيا فما اتَّفَقوا
إلاّ على حُبِّها الخالي من المَلَقِ
تَسابَقَت نحو كَسْبِ المالِ أنفسهم
ورِفعةِ الجاهِ مثلَ الخيلِ في الطَلَقِ
والفَقرُ أفضلُ من مالٍ حَمَلتَ بهِ
ثِقْلاً من الهَمِّ يُبلِي العينَ بالأرَقِ
والذُلُّ أحسَنُ من مجدٍ لَبِستَ بهِ
ذَمّاً منَ النَّاسِ مثلَ الطَّوق في العُنُقِ
لا خيرَ في خَمرةٍ تَحلُو لِشارِبها
طَعْماً ولكن تَلِيها غُصَّةُ الشَرَقِ
من لا يُقلِّبُ طَرْفاً في عَواقِبهِ
فليسَ تأمنُ رِجلاهُ من الزَّلَقِ
قُلْ للذي مَزَّقَ الدِّيباجَ مُعتمِداً
وبات يرقَعُ منهُ باليَ الخِرَقِ
لا تفتحِ البابَ للضِّرغامِ محترزاً
من البعوض فهذا أعظمُ الحُمٌقِ
شَرُّ الجَهالةِ ما كانَتْ على كِبَرٍ
تُسَوِّدُ الشَيْبَ مِثْلَ الحِبْرِ على الوَرَقِ
وأيسَرُ الجَهلِ ما يَرتَدُّ صاحِبُهُ
عنهُ كمن هَبَّ مُنتاشاً منَ العُمُقِ
لا تَعجَبَنَّ لِسَكرانٍ تَراهُ صَحا
لكنْ لِمَنْ غاصَ في سُكرٍ فلم يُفِقِ
إن الثَباتَ على عَيبٍ أقمْتَ بهِ
عيبٌ جَديدٌ سِوَى المَغرُوسِ في الخُلُقِ
النَّاسُ بالوَضعِ أشباهٌ وقد نَشِبتْ
فيهم مُبايَنةٌ من أكثرِ الطُرُقِ
ماذا نُؤَمِّلُ من نَفعٍ إذا اتَّفَقَتْ
أسماؤُنا والمُسمَّى غيرُ مُتَّفِقِ
يا ليتَ لي بحرَ شُكرٍ كي أخُوضَ بهِ
لكنْ أخافُ على نفسي من الغَرَقِ
شُكرُ الذي ما بِهِ عيبٌ سِوَى نِعَمٍ
تَتابَعَتْ منهُ مثلَ العطفِ ذي النَّسق
ذاكَ الذي كُلَّما رُمتُ اللحاقَ بهِ
في الحُبِّ ألفَيتُهُ قد جَدَّ في السَبَقِ
وكُلَّما كَدِرَتْ عينُ الزَّمانِ صَفا
وكُلَّما دَنِسَتْ نَفسُ الزَّمانِ نَقِي
دَلَّتْ على وُدِهِ الصَّافي صَنائِعُهُ
كالمِسكِ دَلَّتْ عليهِ نَفْحةُ العَبَقِ
والحُبُّ إنْ كانَ لا يأتي بفائدةٍ
فَذاكَ كالغُصنِ لا يُجنِي سِوَى الوَرَقِ
نَرَى منَ النَّاسِ أقواماً مَوَدَّتُهُمْ
تُرضي الفَتَى بلسانٍ خادِعٍ مَلِقِ
تِلكَ الجَرادةُ في بحرٍ وليِمتُنا
مَن فاتَهُ اللحمُ فليِشْبعْ منَ المَرَقِ
ناصيف اليازجي
الحمدان
05-08-2022, 09:04 PM
أكد الشاعر إبراهيم مفتاح أن جازان تزخر بالمواهب الشابة التي ينتظرها مستقبل زاهر في كافة المجالات الأدبية والثقافية، معربا أنه سعيد بإتاحة الفرصة له للمداخلة في إحدى جلسات ملتقى المثقفين الثاني الذي عقد في الرياض حول الموسيقى والغناء وقال: رغم أن الوقت الذي أتيح لي في المداخلة لم يتعد الدقيقة إلا أنني قلت كل ما أريد خاصة أن فريقين كانا قد ظهرا في المحاضرة بين محب للموسيقى وكاره للحديث عنها. وأضاف « إن الإنسان شاء أم أبى لا بد أن يستمع إلى الغناء والموسيقى، إذ لا يستطيع أحدنا أن يغلق سمعه عن هديل أو سجع حمامة ويمامة أو تغريد بلبل أو عن انسياب جدول وزخات مطر، وكل ظواهر الحياة الطبيعية، لذا كان من باب أولى أن لا نناقش قضية طبيعية لأن في ذلك خروجا عن المألوف» .
وعن عدم مشاركته بقصيدة أو صورة أدبية في هذا الملتقى الثاني للمثقفين قال : «أنا ضيف على الملتقى ولم يطلب مني مشاركة وإلا فعلت، وعن قصائد الأبرز قال مفتاح فرسان لـ «عكاظ» ربما كانت قصيدتي تلك التي ألقيتها أمام سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز أثناء زيارته إلى فرسان في عام 1398 وتحديدا في الخامس من شعبان وهي التي غيرت وجه فرسان عقب زيارة سموه فهي تلك المرحلة من زماننا ( قبل 35 عاما) وطرحت فيها مطالب فرسان ومنها:
بيض الليالي أتت . . . أهلا ليالينا
واستبشري ياربى فرسان هنينا
واستقبلي نفحة لله ماحملت
من فرحة تنبت الدنيا رياحينا
آمالنا يا سمو الضيف قد كبرت
ومن سموكم تأتي أمانينا
فهل لنا ياسمو الضيف من أمل
في نظرة نحو مستشفى يداوينا
مريضنا كم تلوى من تألمه
والحل جيزان أو موت على المينا
وأم تزل شعلة الفانوس خافتة
والسعر للجاز برميل بسبعينا
وحبذا لونرى بلدية فتحت
تهدي الشوارع تنسيقا وتزيينا
ولفتة لبيوت الله تمنحها
بعض العناية كي تؤوي المصلينا
وحبذا لو أن بنكا للعقار هنا
وطاف ينظر ما عانت مبانينا
إبراهيم مفتاح
الحمدان
05-09-2022, 01:27 AM
أهد الزّهور لمنْ تراه قد ابتعدْ
وتوخّ لطفك لا تكنْ ممّن زهدْ
وإذا وجدت الناس شحّ ودادها
كن أنت ذا ودٍّ إذا الودُّ انفقدْ
سرْ في الحياة بطيبةٍ وببسمةٍ
الطيّبونَ فليس يشبههم أحدْ
الحمدان
05-10-2022, 03:26 AM
وَجَدتُ الحَياةَ طَريقَ الزُمَر
إِلى بَعثَةٍ وَشُؤونٍ أُخَر
وَما باطِلاً يَنزِلُ النازِلون
وَلا عَبَثاً يُزمِعونَ السَفَر
فَلا تَحتَقِر عالَماً أَنتَ فيهِ
وَلا تَجحَدِ الآخَرَ المُنتَظَر
وَخُذ لَكَ زادَينِ مِن سيرَةٍ
وَمِن عَمَلٍ صالِحٍ يُدَّخَر
وَكُن في الطَريقِ عَفيفَ الخُطا
شَريفَ السَماعِ كَريمَ النَظَر
وَلا تَخلُ مِن عَمَلٍ فَوقَهُ
تَعِش غَيرَ عَبدٍ وَلا مُحتَقَر
وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ
يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر
أحمد شوقي
الحمدان
05-10-2022, 04:46 AM
إنّي مَلَلتُ مِن الحياةِ ومَن بها
وسؤالِ مَن يلقاك: كيف الحالُ؟
والحالُ لا تخفى عليهم حالُها
فلِمَ التكلُّفُ أيها السُّؤّالُ؟
إنّا بحمدِ الله ما زلنا على
قَيدِ الحياة، لِقُوتِنا نحتالُ
الحمدان
05-10-2022, 11:12 PM
فَلَئِن صَرمتِ الحَبلَ يا ابنَةَ مالِكٍ
وَالرَأيُ فيهِ مُخطِئٌ وَمُصيبُ
فَتَعَلّمي أنّي امرُؤٌ ذو مِرّةٍ
فيما ألَمّ من الخُطوبِ صَليبُ
أدعُ الدَناءَةَ لا أُلابِسُ أهلَها
وَلَدَيّ مِن كَيسِ الزَمانِ نَصيبُ
خفاف بن ندبة
الحمدان
05-12-2022, 03:08 AM
ياقرّة القلبِ هل أسميكَ عافيتي
أو لوعةَ البينِ أو حلْمي الذي ضاعَا؟!
فكلّما اخترتُ أن أنساكَ تحضرني
ذكراكَ تشعلني همًّا وأوجاعَا
يامتلفَ الروحِ ما أقسى تفرّقنا
لاباركَ الله فيمن خانَ أوباعَا!
الحمدان
05-13-2022, 03:36 AM
مِن أَيَّةِ الطُرقِ يَأتي نَحوَكَ الكَرَمُ
أَينَ المَحاجِمُ يا كافورُ وَالجَلَمُ
جازَ الأُلى مَلَكَت كَفّاكَ قَدرَهُمُ
فَعُرِّفوا بِكَ أَنَّ الكَلبَ فَوقَهُمُ
لا شَيءَ أَقبَحُ مِن فَحلٍ لَهُ ذَكَرٌ
تَقودُهُ أَمَةٌ لَيسَت لَها رَحِمُ
ساداتُ كُلِّ أُناسٍ مِن نُفوسِهِمِ
وَسادَةُ المُسلِمينَ الأَعبُدُ القَزَمُ
أَغايَةُ الدينِ أَن تُحفوا شَوارِبَكُم
يا أُمَّةً ضَحِكَت مِن جَهلِها الأُمَمُ
أَلا فَتىً يورِدُ الهِندِيَّ هامَتَهُ
كَيما تَزولُ شُكوكُ الناسِ وَالتُهَمُ
فَإِنَّهُ حُجَّةٌ يُؤذي القُلوبَ بِها
مِن دينُهُ الدَهرُ وَالتَعطيلُ وَالقِدَمُ
ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُخزي خَليقَتَهُ
وَلا يُصَدِّقُ قَوماً في الَّذي زَعَموا
المتنبي
الحمدان
05-13-2022, 03:36 AM
أَما في هَذِهِ الدُنيا كَريمُ
تَزولُ بِهِ عَنِ القَلبِ الهُمومُ
أَما في هَذِهِ الدُنيا مَكانٌ
يُسَرُّ بِأَهلِهِ الجارُ المُقيمُ
تَشابَهَتِ البَهائِمُ وَالعِبِدّى
عَلَينا وَالمَوالي وَالصَميمُ
وَما أَدري أَذا داءٌ حَديثٌ
أَصابَ الناسَ أَم داءٌ قَديمُ
حَصَلتُ بِأَرضِ مِصرَ عَلى عَبيدٍ
كَأَنَّ الحُرَّ بَينَهُمُ يَتيمُ
كَأَنَّ الأَسوَدَ اللابِيَّ فيهِم
غُرابٌ حَولَهُ رَخَمٌ وَبومُ
أُخِذتُ بِمَدحِهِ فَرَأَيتُ لَهواً
مَقالي لِلأُحيمِقِ يا حَليمُ
وَلَمّا أَن هَجَوتُ رَأَيتُ عِيّاً
مَقالي لِاِبنِ آوى يا لَئيمُ
فَهَل مِن عاذِرٍ في ذا وَفي ذا
فَمَدفوعٌ إِلى السَقَمِ السَقيمُ
إِذا أَتَتِ الإِساءَةُ مِن لَئيمٍ
وَلَم أُلُمِ المُسيءَ فَمَن أَلومُ
المتنبي
الحمدان
05-15-2022, 07:16 PM
صحا القلبُ عن سلمى ومَلّ العواذلُ
وما كاد لأيًا حبّ سلمى يُزايلُ
فؤاديَ حتى طار غَيُّ شَبيبتي
وحتى علا وَخطٌ من الشيب شاملُ
فلا مرحبًا بالشيب من وفدِ زائرٍ
متى يأتِ لا تُحجَب عليه المَداخلُ
المزرد بن ضرار الغطفاني
الحمدان
05-16-2022, 03:08 AM
أهذي أنتِ؟.. أم هذا خيالي
جلاكِ... وبيننا بحرُ الليالي؟
أقاهرتي! تُرى أذكرتِ وجهي
فتاكِ أنا المعذّب بالجمالِ؟
سلي عني المليحاتِ اللواتي
نظمتُ لهنّ ديوان اللآلي
سلي عني أباكِ النيلَ يشهدْ
بصدقي في الصدود.. وفي الوصال
سلي الأهرامَ عن حُبّ عصوفٍ
خبأت دموعه بين الرمالِ
سلي عني من السنوات خمساً
فِداها العُمر! عاطرة الخصالِ
أعود إليكِ.. والأيام صرعى
تمزّقها السنين.. ولا تبالي
فوا أسفاه! عاد فتاكِ شيخاً
يفرُّ من الوجومِ إلى الملالِ
أنوء إذا وقفت بحمل ثوبي
وأعثر حين أمشي بالظلالِ
أأعجب حينما تنسين وجهي؟
نسيتُ أنا ملامحه الخوالي!
مررتُ على الديار.. فضعتُ فيها
غريباً حائراً بين الرجال
فلا الشبّاكُ تومضُ فيه سلوى
ولا هند تطلُّ من الأعالي
ولا المقهى يهشّ إذا رآني
ولا من فيه يسأل كيف حالي
وأين الصحب.. هل آبوا جميعاً
كما آب الشبابُ.. إلى المآل؟
هنا.. كان الصبا يملي القوافي
فأكتبُها.. لأجفان الغزالِ
وكان الشعر يغري بي الصبايا
كما تُغوى الهدايةُ بالضلالِ
هنا.. واليوم أسأل عن حياتي
فأُفجعُ بالجوابِ... وبالسؤالِ
أقاهرتي! افترقنا ثلثَ قرنٍ
فهل لي أن أبثكِ ما بدا لي؟
ذرعتُ مناكب الصحراء.. حتى
شكتْ من طول رحلتها رحالي
وجبتُ البحر.. يدفعني شراعي
إلى المجهولِ.. في جُزرِ المُحالِ
وعانقتُ السعادة في ذراها
وقلبني الشقاء على النصالِ
كرعتُ هزيمةً.. ورشفتُ نصراً
فمات الشهد في سم الصلال
ضحلتُ.. وضجةُ الأصحاب حولي
ونحتُ.. وللنوى وخزُ النبالِ
وعدتُ من المعارك.. لستُ أدري
علامَ أضعتُ عُمري في النزالِ
وماذا عنكِ؟ هل جربت بعدي
من الأهوالِ قاصمة الجبالِ؟
وهل عانيتِ ما عانيتُ.. جُرحاً
تجهّمه الطبيبُ! بلا اندمال؟
على عينيكِ ألمح برق دمعٍ
أحالكِ يا حبيبةُ مثل حالي؟
د غازي القصيبي
الحمدان
05-16-2022, 12:05 PM
هي البدرُ حسناً، والنساءُ كواكب
وشتّانَ ما بين الكواكب والبدر!
لقد فضّلتْ حسناً على الناس مثلما
على ألفِ شهرٍ فضّلتْ ليلة القدرِ
الحمدان
05-16-2022, 05:23 PM
كم بِتُّ في ظُلماتِ الليلِ مُنفردًا
أشكو إلى الله آلامًا أُلاقيها
ففي الفؤادِ همومٌ كنتُ أكتمها
وما لغيركَ يا رحمنُ أحكيها
إنِّي لأرفعُ كفِّي حين أرفعُها
لخالقي ودموعُ العينِ ترويها
فأُغمِضُ الجفنَ والآلامُ ذاهبةٌ
لأنَّ ربي بحُسْنِ الظَّنِ يَطويها
د . ماجد عبدالله
الحمدان
05-17-2022, 04:03 AM
وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً
فَلَأياً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ
أَثافِيَّ سُفعاً في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ
وَنُؤياً كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ
فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها
أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ
عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ
وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَمِ
زهير بن أبي سلمه
الحمدان
05-18-2022, 07:11 AM
أشاحت إلى الأزهار عني بوجهها
حياءً وقالت لي (كفى هذيانًا)
اتأمل مني ان اصدق بالهوى
جسافا وعيني لم تراه عيانا
الحمدان
05-19-2022, 01:58 AM
لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّهُنَّ سُطورُ
تُسدى مَعالِمَها الصَبا وَتُنيرُ
لَعِبَت بِها الأَرواحُ بَعدَ أَنيسِها
نَكباءُ تَطَّرِدُ السَفا وَدَبورُ
دارٌ لِهِندٍ إِذ تَهيمُ بِذِكرِها
وَإِذا الشَبابُ المُستَعارُ نَضيرُ
إِذ تَستَبيكَ بِجيدِ آدَمَ شادِنِ
دُرٌّ عَلى لَبّاتِهِ وَشُذورُ
تِلكَ الَّتي سَبَتِ الفُؤادَ فَأَصبَحَت
وَالقَلبُ رَهنٌ عِندَها مَأسورُ
لَو دَبَّ ذَرُّ فَوقَ ضاحي جِلدِها
لَأَبانَ مِن آثارِهِنَّ حُدورُ
غَراءُ واضِحَةُ الجَبينِ كَأَنَّها
قَمَرٌ بَدا لِلناظِرينَ مُنيرُ
جَمُّ العِظامِ لَطيفَةٌ أَحشاؤُها
وَالمِسكُ مِن أَردانِها مَنشورُ
تَفتَرُّ عَن مِثلِ الأَقاحي شافَها
هَزِمٌ أَجَشُّ مِنَ السَماكِ مَطيرُ
وَلَها أَثيثٌ كَالكُرومِ مُذَيَّلٌ
حَسنُ الغَدائِرِ حالِكٌ مَضفورُ
وَمُخَضَّبٌ رَخصُ البَنانِ كَأَنَّهُ
عَنَمٌ وَمُنتَفِخُ النِطاقِ وَثيرُ
قالَت وَدَمعُ العَينِ يَجري واكِفاً
كَالدُرِّ يُسبِلُ تارَةً وَيَغورُ
بِاللَهِ زُرنا إِن أَرَدتَ وِصالَنا
وَاِحذَر أُناساً كُلُّهُم مَأمورُ
أَن يَأخُذوكَ فَكُن فَتىً ذا فِطنَةٍ
إِنَّ الكَريمَ لَدى الحِذارِ صَبورُ
عمر بن أبي ربيعة
الحمدان
05-19-2022, 08:35 PM
مِمَّا يُزَهِّدُني في أَرْضِ أَنْدَلُسٍ
سَماعُ مُقْتَدِرٍ فيها وَمُعْتَضِدِ
أَلْقابُ مَمْلَكَةٍ في غَيْرِ مَوْضِعِها
كالْهِر يَحْكي انْتِفاخاً صَوْلَةَ الأَسَدِ
ابن رشيق القيرواني
الحمدان
05-20-2022, 04:25 AM
لَمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى أَحَدٍ
أَرَحتُ نَفسي مِن هَمِّ العَداواتِ
إِنّي أُحَيّي عَدوّي عِندَ رُؤيَتِهِ
لِأَدفَعَ الشَرَّ عَنّي بِالتَحِيّاتِ
وَأُظهِرُ البِشرَ لِلإِنسانِ أَبغَضُهُ
كَما إِن قَد حَشى قَلبي مَوَدّاتِ
الإمام الشافعي
الحمدان
05-21-2022, 02:49 AM
سهرتُ والليلُ أمسى للورى سكنا
فمن يدلُّ على أجفاني الوسنا؟!
يا من يعزُّ على نفسي تدلّـله
كم ذا أكابدُ فيكَ الذلَّ والوهنا
فاسأل محياكَ كم أخجلتَ من قمرٍ
وسل قوامكَ ذا المياسِ كم غصنا
وكم يبيعكَ أهلُ العشقِ أفئدةً
وأنتَ لا عوضاً تعطي ولا ثمنا
فيمَ اقتصاصكَ في قلبي تعذبني
وما جنيتُ ولا قلبي عليكَ جنى
أما كفاني ما ألقاهُ من زمني
حتى أغالبَ فيكَ الشوقَ والزمنا
إني وإياكَ كالمنفيِّ عن وطنٍ
أيُّ البلادِ رأى لم ينسهِ الوطنا
وما أطافَ بقلبي في الهوى أملٌ
إلا بعثتَ عليهِ الهمَّ والحزنا
ليهنكَ اليومَ أني ممسكٌ كبدي
وإنها قطعٌ تجري هنا وهنا
وفي الجوانحِ شيءٌ لستُ أعرفهُ
لكنْ أهل الهوى يدعونهُ شجنا
ديوان الرافعي
الحمدان
05-21-2022, 02:53 AM
يا ظلة الموج يطغى البحر منتفضًا
بها، كأن جبل في البحر يقتلع
تظن زلزلة في الماء قد جلست
أو لا، فزوبعة في الماء تضطجع
تقلقلت، فاستطارت فانثنت، فهوت
فأطبقت، فارتمت كالرعب تندفع
على غريق بحبل الماء معتصم
والحبل في لمسات الكف ينقطع
له بقية روح في أصابعه
ينازع الموت فيها وهي تنتزع
بين الحياة وبين الموت مرتكس
يقيئه البحر أطوارًا ويبتلع
أذاك أعظم هؤلاء في فجيعته
أم المحبون في أحبابهم فجعوا؟
يا لطف نفسي للعشاق! تحسبهم
يوم النوى نزعت من قلبهم قطع
الحب قاتلهم بالصبر إن صبروا
والحب قاتلهم بالهم إن جزعوا
إن ودعوا ذاهبًا لم تلق حزنهم
من أنه سار، بل من أنهم رجعوا
ربي، متى تهب الأحزان مخترعًا
في هذه الأرض للنسيان يخترع؟
ديوان الرافعي
الحمدان
05-21-2022, 02:57 AM
قالوا جَفَتْكَ ولا تنفكُّ تذكرها..
إن النصيحةَ سلوانٌ بسلوانِ
فقلتُ عينيَ مني وهْيَ إنْ رَمَدت..
فلا يكونُ دواها كحلُ عميانِ
نأَت دنَت وصلَت ضمّت نَفت هَجرت..
في كلِّ ذلك أهواها وتهواني ..
ديوان الرافعي
الحمدان
05-21-2022, 03:01 AM
حملْ فؤادكَ ما يطيقُ ولا تكن
حزناً فإن الحزنَ ليس يطاقُ
كم مملقٍ أمسى الثراء ببابهِ
ولكم رماهُ على الثرى الإملاقُ
واقنع برزقكَ ما كفاكَ فإنما
زاد المسافرِ هذهِ الأرزاقُ
والناسُ كالركبِ الذين إذا سروا
ناموا ولكن المطيَ تساق
ديوان الرافعي
الحمدان
05-21-2022, 03:11 AM
ربَّاهُ.. في الثُّلُثِ الأخيرِ مدامعٌ
صدقتْ.. و دعْواتٌ ببابكَ تَعرجُ
التائبون.. و قد غفرتَ ذنوبهم
و المتعبون.. و من سواكَ يُفرِّجُ؟
والمُعدَمُ المحتاجُ.. فابسطْ رِزقَهُ
والتائهُ الأعمى.. و نورُكَ مخرجُ
و دعاءُ مظلومٍ و أنت نصيرُهُ
و أنينُ مرضى بالدموعِ تضرَّجُوا
ابتهالات
الحمدان
05-21-2022, 04:37 AM
عجبتُ لمن قال السيوفُ قَواطِعُ
وما قال هذا القولَ إلا مُخادِعُ
فلستُ أخافُ السيفَ إن سُلَّ إنما
أخافُ سيوفاً غمّدتها البراقعُ
فإنَّ قتيلَ السيفِ يُقتَلُ مرةً
ومن صابه رمشٌ يظلُّ يُنازِعُ
وكم من شجاعٍ باسلٍ أخضع العِدا
ولكنه للعينِ والرمشِ خاضِعُ
لقد حرّمت كلُّ الشرائعِ قتلَنا
وتقتلُنا الأنثى فأين الشرائعُ ؟!
فيا ربُّ إني لستُ في المالِ طامعاً
ولا أنا في السلطانِ والجاهِ طامعُ
ولا سحرت عيني ولا جُنَّ خافقي
وتيَّمني إلا الخدودُ اللوامِعُ
فيا ربَّنا إنَّ الجمالَ مُدمِّرٌ
وكم أثخنت فينا البدورُ الطوالِعُ
تُخافُ ميادينُ القتالِ وإنما
أشدُّ ميادينِ القتالِ الشوارعُ
قُتِلتُ شهيداً مرةً بعد مرةٍ
لأجلِكِ يا أنثى تطيبُ المَصارِعُ
..
الحمدان
05-21-2022, 05:43 PM
ليْسَ الغنيّ الذي في جيْبهِ ذَهَبٌ
ولا الْفَقيرُ الذي لم يمْلكِ الذّهَبا
إنّ الغنيَّ غنِيّ النّفْسِ يُقْنِعها
بأيّ شيءٍ ولا يرْضى لها الطّلَبَا
وأفْقر الخلْقِ شخْصٌ قادهُ طَمَعٌ
لِمَا رآهُ بأيْدِي النّاسِ منْقَلِبا
تحميل قصيدة ليس
سالم ناصر الرازحي
الحمدان
05-21-2022, 05:59 PM
أصالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ
وحليةُ الفضلِ زانتني لدى العَطَلِ
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَرعٌ
والشمسُ رَأدَ الضحى كالشمس في الطفلِ
فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَكنِي بها
ولا ناقتي فيها ولا جملي
ناءٍ عن الأهلِ صِفر الكف مُنفردٌ
كالسيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل
فلا صديقَ إليه مشتكى حَزَني
ولا أنيسَ إليه مُنتهى جذلي
طال اغترابي حتى حَنَّ راحلتي
وَرَحْلُها وَقَرَا العَسَّالةَ الذُّبُلِ
وضج من لغبٍ نضوى وعج لما
ألقى ركابي ، ولج الركب في عَذلي
أريدُ بسطةَ كفٍ أستعين بها
على قضاء حقوقٍ للعلى قِبَلي
والدهر يعكس آمالي ويُقنعني
من الغنيمة بعد الكدِّ بالقفلِ
وذي شِطاطٍ كصدر الرمحِ معتقل
بمثله غيرُ هيَّابٍ ولا وكلِ
حلو الفُكاهةِ مرُّ الجدِّ قد مزجت
بشدةِ البأسِ منه رقَّةُ الغَزَلِ
طردتُ سرح الكرى عن ورد مقلته
والليل أغرى سوام النوم بالمقلِ
والركب ميل على الأكوار من طربٍ
صاح ، وآخر من خمر الكرى ثملِ
فقلتُ : أدعوك للجلَّى لتنصرني
وأنت تخذلني في الحادث الجللِ
تنامُ عيني وعين النجم ساهرةٌ
وتستحيل وصبغ الليل لم يحُلِ
فهل تعينُ على غيٍ همتُ به
والغي يزجر أحياناً عن الفشلِ
إني أريدُ طروقَ الحي من إضمٍ
وقد حماهُ رماةٌ من بني ثُعلِ
يحمون بالبيض والسمر الِّلدان به
سودُ الغدائرِ حمرُ الحلي والحللِ
فسر بنا في ذِمام الليل معتسِفاً
فنفخةُ الطيبِ تهدينا إلى الحللِ
فالحبُّ حيث العدا والأسدُ رابضةٌ
حول الكِناس لها غابٌ من الأسلِ
تؤم ناشئة بالجزم قد سُقيت
نِصالها بمياه الغُنْج والكَحَلِ
قد زاد طيبُ أحاديثِ الكرام بها
مابالكرائم من جبن ومن بخلِ
تبيتُ نار الهوى منهن في كبدِ
حرَّى ونار القرى منهم على القُللِ
يَقْتُلْنَ أنضاءَ حُبِّ لا حِراك بهم
وينحرون كِرام الخيل والإبلِ
يُشفى لديغُ العوالي في بيُوتِهمُ
بِنَهلةٍ من غدير الخمر والعسلِ
لعل إلمامةً بالجزع ثانيةٌ
يدِبُّ منها نسيمُ البُرْءِ في عللي
لا أكرهُ الطعنة النجلاء قد شفِعت
برشقةٍ من نبال الأعين النُّجلِ
ولا أهاب الصفاح البيض تُسعدني
باللمح من خلل الأستار والكللِ
حبُّ السلامةِ يثني هم صاحبهِ
عن المعالي ويغري المرء بالكسلِ
فإن جنحتَ إليه فاتخذ نفقاً في
الأرض أو سلماً في الجوِّ فاعتزلِ
ودع غمار العُلا للمقدمين على ركوبها واقتنعْ منهن بالبللِ
يرضى الذليلُ بخفض العيشِ مسكنهُ
والعِزُّ عند رسيم الأينق الذّلُلِ
فادرأ بها في نحور البيد جافِلةً
معارضات مثاني اللُّجم بالجدلِ
إن العلا حدثتني وهي صادقةٌ
فيما تُحدثُ أن العز في النقلِ
لو أن في شرف المأوى بلوغَ منىً
لم تبرح الشمسُ يوماً دارة الحملِ
أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمعاً
والحظُ عني بالجهالِ في شُغلِ
لعله إن بدا فضلي ونَقْصهمُ
لِعينه نام عنهم أو تنبه لي
أعللُ النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل
لم أرتضِ العيشَ والأيام مقبلةٌ
فكيف أرضى وقد ولت على عجلِ
غالى بنفسي عِرْفاني بقينتها
فصنتها عن رخيص القدْرِ مبتذَلِ
وعادة السيف أن يزهى بجوهرهِ
وليس يعملُ إلا في يديْ بطلِ
ماكنتُ أوثرُ أن يمتد بي زمني
حتى أرى دولة الأوغاد والسفلِ
تقدمتني أناسٌ كان شوطُهمُ
وراءَ خطوي لو أمشي على مهلِ
هذاء جزاء امرىءٍ أقرانهُ درجوا
من قبلهِ فتمنى فسحةَ الأجَلِ
فإن علاني من دوني فلا عَجبٌ
لي أسوةٌ بانحطاط الشمسِ عن زُحلِ
فاصبر لها غير محتالٍ ولا ضَجِرِ
في حادث الدهر ما يُغني عن الحِيلِ
أعدى عدوك من وثِقتْ به
فحاذر الناس واصحبهم على دخلِ
فإنما رُجل الدنيا وواحدها
من لايعولُ في الدنيا على رجلِ
لامية العجم
الحمدان
05-21-2022, 11:39 PM
في وادي الروغ مع غريد جازان
إذا اتجهت جنوب صوب جازان
سلم على الربع من قاصٍ ومن دانِ
إذا اتجهت جنوباً لا تكن عجلاً
فعند واديه ألقاه ويلقاني
يحي رياني
الحمدان
05-21-2022, 11:55 PM
قالوا نَصيبَكَ مِن أَجرٍ فَقُلتُ لَهُم
مَن لِلعَرينِ إِذا فارَقتُ أَشبالي
لَكِن سَوادَةُ يَجلو مُقلَتَي لَحمٍ
بازٍ يُصَرصِرُ فَوقَ المَرقَبِ العالي
قَد كُنتُ أَعرِفُهُ مِنّي إِذا غَلِقَت
رُهنُ الجِيادِ وَمَدَّ الغايَةَ الغالي
إِلّا تَكُن لَكَ بِالدَيرَينِ باكِيَةٌ
فَرُبَّ باكِيَةٍ بِالرَملِ مِعوالِ
كَأُمِّ بَوٍّ عَجولٍ عِندَ مَعهَدِهِ
حَنَّت إِلى جِلَدٍ مِنهُ وَأَوصالِ
تَرتَعُ ما نَسِيَت حَتّى إِذا ذَكَرَت
رَدَّت هَماهِمَ حَرّى الجَوفِ مِثكالِ
زِدنا عَلى وَجدِها وَجداً وَإِن رَجَعَت
في القَلبِ مِنها خُطوبٌ ذاتُ بُلبالِ
فارَقتَني حينَ كَفَّ الدَهرُ مِن بَصَري
وَحينَ صِرتُ كَعَظمِ الرَمَّةِ البالي
إِنَّ الثَويَّ بِذي الزَيتونِ فَاِحتَسِبي
قَد أَسرَعَ اليَومَ في عَقلي وَفي حالي
جرير
الحمدان
05-21-2022, 11:56 PM
هاجَ الشُجونَ بِرَهبى رَبعُ أَطلالِ
وَقَد مَضى مَرُّ أَحوالٍ وَأَحوالِ
بانَ الشَبابُ وَقالَ الغانِياتُ لَهُ
أَودى الشَبابُ وَأَودى عَصرُكَ الخالي
قَد كُنَّ يَرهَبنَ مِن صُرمي مُباعَدَةً
فَاليَومَ يَهزَأنَ مِن صُرمي وَإِدلالي
فَيسَ البَراجِمِ شَرُّ الخَلقِ كُلِّهِمُ
أَخزاهُمُ رَبُّ جِبريلٍ وَميكالِ
الظاعِنونَ عَلى أَهواءِ نِسوَتِهِم
وَالخافِضونَ بِدارٍ غَيرِ مِحلالِ
لَقَد تَوَجَّسَ ميجاسٌ فَعايَنَهُ
مُعاوِدٌ جَرَّ أَوصالٍ وَأَوصالِ
جَهمُ المُحَيّا هِزَبرٌ ذو مُجاهَرَةٍ
يُدني الفَريسَةَ مِن غيلٍ وَأَشبالِ
ماذا أَرَدتَ إِلى أَنيابِ ذي لِبَدٍ
مُفَرِّسٍ لِرِقابِ الأُسدِ رِئبالِ
أَخزَيتَ قَومَكَ يا ميجاسُ إِذ غَلِقَت
رُهنُ الجِيادِ وَمَدَّ الغايَةَ الغالي
لَو كانَ غَيرُكَ يا ميجاسُ يَشتِمُنا
يا دودَةَ الحَشِّ يا ضُلَّ اِبنَ ضُلّالِ
عَبدٌ تَعَصَّبَ مِن لُؤمٍ عِصابَتَهُ
إِلى قَلَنسُوَةٍ مِنهُ وَسِربالِ
يا أَعيَنَ الهامِ إِنّي قَد وَسَمتُكُمُ
فَوقَ الأُنوفِ عُلوباً غَيرَ أَغفالِ
تَغشى النِباجَ بَنو قَيسِ بنِ حَنظَلَةٍ
وَالقَريَتَينِ بِسُرّاقٍ وَنُزّالِ
أَكُلَّ يَومٍ تَرى القَيسِيَّ ضائِفَكُم
كَأَنَّهُ لَيسَ في أَهلٍ وَلا مالِ
إِنَّ القَتيلَ الَّذي جَرَّت بَنو قَطَنٍ
أَن سُبَّ قُرحانُ لا ذاكٍ وَلا عالي
قَومٌ هُمُ قَتَلوا بِالكَلبِ ضابِئَكُم
حَتّى اِستَماتَ هُزالاً شَرَّ ما حالِ
رُدّوا الهَوانَ عَلَيهِم يا بَني قَطَنٍ
رُدّوا الهَوانَ عَلى المُستَتبَعِ التالي
أَخوالِيَ الشُمُّ مِن عَمروِ بنِ حَنظَلَةٍ
وَما اللِئامُ بَنو قَيسٍ بِأَخوالي
قَومي الَّذينَ إِذا عُدَّت مَكارِمُهُم
فَدَّيتَ أَيّامَهُم بِلعَمِّ وَالخالِ
الصادِعونَ عَلى الجَبّارِ بَيضَتَهُ
وَالحامِلونَ أُموراً ذاتَ أَثقالِ
لَو تَنسِبونَ لِيُربوعٍ فَتَعرِفَكُم
أَو مالِكٍ أَو عُبَيدٍ جَدِّ نَزّالِ
إِذاً لَقالوا هَجا قَوماً ذَوي حَسَبٍ
يَأوُونَ مِنهُ إِلى دِفءٍ وَأَظلالِ
جرير
الحمدان
05-22-2022, 01:18 AM
ومـمـا زادنـي شـرفـا وتـيها
واسـكـرنـي ولم احـس الحميا
فدست على الاثير وما حواه
وكـدت يـاخـمـصي أطا الثريا
دخـولي تـحت قولك يا عبادي
وتـقـريـبـي وان كنت القصيا
وان سـورت بـالتـوحـيد قلبي
وان صـيـرت أحـمـد لي نـبـيا
عثمان الموصلي
الحمدان
05-22-2022, 01:55 PM
واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَولَةِ الأمَمُ
إن كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ
فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقتسِمُ
قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ
وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ
وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَمُ
فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظَفَرٌ
في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ
لكَ المهابةُ ما لا تَصنعُ البُهَمُ
ألزَمتَ نفسَكَ شيئاً ليس يَلْزَمُها
أن لا يوارِيَهمْ أَرضٌ ولا عَلَمُ
أكُلَّما رُمتَ جيشاً فانْثَنى هَرَباً
تَصرَّفَت بكَ في آثارِه الهِمَمُ
عليكَ هَزمُهُمُ في كلِّ مُعتركٍ
وما عليكَ بِهِمْ عارٌ إذا انهزَموا
أما تَرى ظَفراً حُلْواً سِوى ظَفَر
تَصافحَتْ فيه بيضُ الهِندِ واللمَمُ
يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ
أعيذُها نظراتٍ منكَ صادقةً
أن تَحْسبَ الشَّحمَ فيمَن شَحْمُهُ وَرَمُ
وما انتفاعُ أخي الدُّنيا بناظرِهِ
إذا استَوَت عندَهُ الأنوارُ والظُّلَمُ
سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا
بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ
أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي
وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ
أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها
ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ
وجاهلٍ مدَّه في جهلِهِ ضَحِكي
حَتّى أتَتْه يدٌ فرَّاسةٌ وفَمُ
إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً
فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ
وَمُهجةٍ مُهجتي مِن هَمّ صاحبها
أدركْتُها بجَوادٍ ظهرهُ حَرَمُ
رِجلاه في الرَّكضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ
وفعلُه ما تريدُ الكفُّ وَالقَدَمُ
ومُرهَفٍ سِرتُ بين الجَحْفَلينِ بهِ
حتى ضَربتُ وموجُ الموتِ يَلتَطِمُ
الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعْرِفُني
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ
صَحِبتُ في الفلواتِ الوحشَ مُنفرِداً
حتى تعجَّبَ مني القُورُ والأكَمُ
يا مَن يَعِزُّ علينا أن نُفارقهم
وِجْدانُنا كل شيءٍ بعْدَكُم عَدَمُ
ما كان أخلقنا منكم بتَكرمَةٍ
لو أنَّ أمرَكُمُ مِن أمرِنا أمَمُ
إن كانَ سرَّكمُ ما قال حاسدُنا
فما لجُرح إذا أرضاكُمُ ألَمُ
وبيننا لَو رعيتُم ذاك مَعرفةٌ
إن المعارِفَ في أهلِ النُّهى ذِمَمُ
كَم تَطلُبونَ لنا عيباً فَيُعجِزُكُم
وَيَكرَهُ اللهُ ما تأتونَ والكَرَمُ
ما أبعدَ العيبَ وَالنقصانَ عن شَرَفي
أنا الثُّريا وذانِ الشيبُ والهَرَمُ
ليتَ الغمامَ الذي عندي صواعقُهُ
يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عندَهُ الدِّيَمُ
أرى النَّوى يَقتضيني كلَّ مرحلَةٍ
لا تَستقلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ
لئنْ تَرَكْنَ ضميراً عن ميامِنِنا
ليَحْدُثَنَّ لِمَنْ وَدَّعتُهم نَدَمُ
إذا ترحَّلتَ عن قومٍ وقد قدَروا
ألا تُفارِقهُمْ فالرَّاحلونَ هُمُ
شرُّ البلادِ مكانٌ لا صديقَ بهِ
وشرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ
وشرُّ ما قنَّصَتْه راحتي قَنَصٌ
شُهْبُ البُزاةِ سواءٌ فيه والرَّخَمُ
بأي لفظٍ تَقولُ الشعرَ زِعْنِفَةٌ
تَجوزُ عندَك لا عُرْبٌ ولا عَجَمُ
هذا عتابُكَ إلّا أنَّهُ مِقَةٌ
قد ضُمِّنَ الدُرَّ إلّا أنَّهُ كَلِمُ
المتنبي
الحمدان
05-22-2022, 01:56 PM
سهرتُ والليلُ أمسى للوَرى
سَكَنًا، فمَن يدلُّ على أجفانِيَ الوَسَنَا؟
أرعى كواكبَها حتّى إذا أفَلَتْ
ألقيتُ لِلطّيرِ في تَحْنانِها الأُذُنَا
وأسأل الحبّ عن روحي و عن بدني
فلا أرى لِيَ لا رُوحًا ولا بَدَنَا
فاسأل محياكَ كم أخجلتَ من قمرٍ
وسل قوامكَ ذا المياسِ كم غصنا
إني وإياكَ كالمنفيِّ عن وطنٍ
أيُّ البلادِ رأى لم ينسهِ الوطنا
وذو الشقاوةِ مقرونٌ بشِقْوَتهِ
أنى تقلبَ جرتْ خلفهُ المحنا
ديوان الرافعي
الحمدان
05-23-2022, 02:35 AM
أَلا هُبّي بِصَحنِكِ فَاَصبَحينا
وَلا تُبقي خُمورَ الأَندَرينا
مُشَعشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فيها
إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخينا
تَجورُ بِذي اللُبانَةِ عَن هَواهُ
إِذا ما ذاقَها حَتّى يَلينا
تَرى اللَحِزَ الشَحيحَ إِذا أُمِرَّت
عَلَيهِ لِمالِهِ فيها مُهينا
صَبَنتِ الكَأسَ عَنّا أُمَّ عَمرٍو
وَكانَ الكَأَسُ مَجراها اليَمينا
وَما شَرُّ الثَلاثَةِ أُمَّ عَمرٍو
بِصاحِبِكِ الَّذي لا تَصبَحينا
وَكَأسٍ قَد شَرِبتُ بِبَعلَبَكٍّ
وَأُخرى في دِمَشقَ وَقاصِرينا
وَإِنّا سَوفَ تُدرِكُنا المَناياَ
مُقَدَّرَةً لَنا وَمُقَدَّرينا
قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ظَعيناَ
نُخَبِّركِ اليَقينا وَتُخبِرينا
قِفي نَسأَلكِ هَل أَحدَثتِ صَرماً
لِوَشكِ البَينِ أَم خُنتِ الأَمينا
بِيَومِ كَريهَةٍ ضَرباً وَطَعناً
أَقَرَّ بِهِ مَواليكِ العُيونا
وَإنَّ غَداً وَإِنَّ اليَومَ رَهنٌ
وَبَعدَ غَدٍ بِما لا تَعلَمينا
تُريكَ إِذا دَخَلتَ عَلى خَلاءٍ
وَقَد أَمِنَت عُيونَ الكاشِحينا
ذِراعَي عَيطَلٍ أَدماءَ بِكرٍ
هِجانِ اللَونِ لَم تَقرَأ جَنينا
وَثَدياً مِثلَ حُقِّ العاجِ رَخصاً
حَصاناً مِن أَكُفِّ اللامِسينا
وَمَتنَي لَدنَةٍ سَمَقَت وَطالَت
رَوادِفُها تَنوءُ بِما وَلينا
وَمَأكَمَةً يَضيقُ البابُ عَنها
وَكَشحاً قَد جُنِنتُ بِهِ جُنونا
وَساريَتَي بَلَنطٍ أَو رُخامٍ
يَرِنُّ خُشاشُ حَليِهِما رَنينا
فَما وَجَدَت كَوَجدي أُمُّ سَقبٍ
أَضَلَّتهُ فَرَجَّعَتِ الحَنينا
وَلا شَمطاءُ لَم يَترُك شَقاها
لَها مِن تِسعَةٍ إَلّا جَنينا
تَذَكَّرتُ الصِبا وَاِشتَقتُ لَمّا
رَأَيتُ حُمولَها أُصُلاً حُدينا
فَأَعرَضَتِ اليَمامَةُ وَاِشمَخَرَّت
كَأَسيافٍ بِأَيدي مُصلِتينا
أَبا هِندٍ فَلا تَعَجَل عَلَينا
وَأَنظِرنا نُخَبِّركَ اليَقينا
بِأَنّا نورِدُ الراياتِ بيضاً
وَنُصدِرُهُنَّ حُمراً قَد رَوينا
وَأَيّامٍ لَنا غُرٍّ طِوالٍ
عَصَينا المَلكَ فيها أَن نَدينا
وَسَيِّدِ مَعشَرٍ قَد تَوَّجوهُ
بِتاجِ المُلكِ يَحمي المُحجَرينا
تَرَكنا الخَيلَ عاكِفَةً عَلَيهِ
مُقَلَّدَةً أَعِنَّتَها صُفونا
عمرو بن كلثوم
الحمدان
05-24-2022, 03:51 AM
قبرَ الوزيرِ تحيَّةً وسَلاما الحِلمُ
والمعروفُ فيك أقاما
ومحاسنُ الأخلاقِ فيك تغيَّبَت
عامًا وسوفَ تُغيَّب الأعواما
قد كنتَ صَومعةً فصِرتَ كنيسةً
في ظلِّها صلَّى المُطيفُ وصاما
القومُ حوْلَك يا ابنَ «غالي»
خُشَّعٌ يقضونَ حقًّا واجبًا وذِماما
يسعَونَ بالأبصارِ نحوَ سَريرِهِ
كالأرضِ تَنشُدُ في السماءِ غَماما
يبكون مَوئلَهم وكهْفَ رجائهم
والأرْيَحيَّ المُفضِلَ المِقداما
مُتسابِقين إلى ثَراك كأنهم
ناديكَ في عزِّ الحياةِ زِحاما
ودُّوا غداةَ نُقِلتَ بينَ عُيونِهم
لو كان ذلك مَحشرًا وقِياما
ماذا لقيتَ من الرِّياساتِ العُلا
وأخذتَ من نِعَمِ الحياةِ جِساما
اليوم يُغنِي عنك لَوْعةُ بائسٍ
وعزاءُ أرملةٍ وحُزنُ يتامى
والرأيُ للتاريخ فيك ففي غدٍ
يَزِنُ الرجالَ وينطقُ الأحكاما
يقضي عليهم في البرِيَّةِ أو لهم
ويُديمُ حمدًا أو يُؤيِّدُ ذاما
أنت الحكيمُ فلا ترُعْكَ منِيَّةٌ
أعلِمتَ حيًّا غيرَ رِفدِكَ داما
إن الذي خلقَ الحياةَ وضِدَّها
جعلَ البقاءَ لِوَجهِه إكراما
قد عِشتَ تُحدِثُ للنصارى أُلْفةً
وتُجِدُّ بين المسلمين وِئاما
واليومَ فوقَ مَشيدِ قبرِك ميِّتًا
وجَدَ المُوفَّقُ للمَقالِ مَقاما
الحقُّ أبلجُ كالصبَّاحِ لِناظرٍ
لو أن قومًا حكَّموا الأحلاما
أعَهِدتَنا والقِبطَ إلا أُمَّةً
للأرضِ واحدةً تَرومُ مَراما
نُعلِي تعاليمَ المسيحِ لأجلهم
ويُوقِّرون لأجلِنا الإسلاما
الدِّينُ للدَّيَّانِ جلَّ جلالُهُ
لو شاءَ ربُّكَ وحَّدَ الأقواما
يا قومُ بانَ الرُّشدُ فاقصُوا ما جرى
وخُذوا الحقيقةَ وانبِذوا الأوهاما
هذي رُبوعُكمُ وتلك رُبوعُنا
مُتقابِلينَ نُعالِجُ الأياما
هذي قُبورُكمُ وتلك قبورُنا
مُتجاوِرينَ جَماجمًا وعِظاما
فبحُرمةِ المَوتى وواجبِ حقِّهم
عِيشوا كما يقضي الجِوارُ كِراما
بطرس باشا غالي:
كان رئيس الوزارة المصرية في أيام حكم
الخديو عباس الثاني، وقد اغتاله إبراهيم
الورداني في سنة ١٩١٠م لأسباب سياسية
الحمدان
05-24-2022, 04:39 AM
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء...كالأقمار في نهر
يرجه المجداف وهناً ساعة السحر
كأنما تنبض في غوريهما النجوم
وتغرقان في ضباب من أسى شفيف
كالبحر سرح اليدين فوقه المساء
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف
والموت والميلاد والظلام والضياء
فتستفيق ملء روحي رعشة البكاء
ونشوة وحشية تعانق السماء
كنشوة الطفل إذا خاف من القمر
بدر شاكر السياب
الحمدان
05-24-2022, 07:16 PM
هذا هو العُرس الذي لا ينتهي
في ساحة لا ينتهي
في ليلة لا ينتهي
هذا هو العُرْشُ الفلسطينيُّ
لا يصل الحبيبُ إلى الحبيبْ
إلاّ شهيداً أو شريرا
دَمُهم أمامي....
يسكن اليوم المجاورَ
صار جسمي وردةً في موتهمْ....
وذبلتُ في اليوم الذي سَبَقَ الرصاصةَ
وازدهرتُ غداةَ أكملتِ الرصاصةُ جُثَّتي
وجمعتُ صوتي كُلَّهُ لأكون أهدأ من دمٍ
غطّى دمي...
دَمُهم أمامي
يسكن المدنَ التي اقتربتْ
كأنَّ جراحهم سفنُ الرجوعِ
ووحدهم لا يرجعون ...
دَمُهم أمامي...
لا أراهُ
كأنه وطني
أمامي ... لا أراهُ
كأنه طُرُقات يافا
لا أراهُ
محمود درويش
الحمدان
05-24-2022, 07:26 PM
أيـّها الساقي إليك المُشتكى
قد دعوناك وإن لم تسـْمع ِ
ونديم ٍ همتُ في غُـرَّتـِه
وشربتُ الرّاح من راحتِه
كلـّما استيقظ َ من غَفـْوتـِه
جذبَ الزّق إليه واتـّـكا
وسقاني أربعا ً في أربع ِ
غُصْن بان ٍ مال من حيثُ استوى
بات من يهواه من فـَرْط الجوى
خافقَ الأحشاءِِ موهونَ القوى
كلـّما فكـّر في البـَيـْن ِ بكى
ويحَه يبكي لـِمَا لم يـَقـَع ِ
ما لعيني عَشِـيَتْ بالنـّظرِ
أنـْكرَتْ بعدَك ضَوْءَ القمر
وإذا ما شِئـْتَ فاسمَعْ خَبـَري
عشيـَتْ عيناي من طول ِ البـُكاء
وبكى بعضي على بعضي معي
ليسَ لي صبْرٌ ولا لي جَلـَد ٌ
يا لـَقومي عَذَلوا واجتهدوا
أنكروا شكوايَ ممّا أجدُ
مثلُ حالي حقـُّه أن يـُشْـتـَكـَي
كـَمَدَ اليأس ِ وذُلَّ الطمع ِ
كبـِدي حرّى ودمعي يكـِفُ
يعرفُ الذنبَ ولا يعترفُ
أيـّها المعرضُ عمَّا أصفُ
قد نما حبـُّـك عندي وزكا
لا تـَقـُلْ في الحبِّ إنـّي مدَّعي
ابن زهر الحفيد
الحمدان
05-24-2022, 07:34 PM
يا مَن يُذَكِّرُني بِعَهدِ أَحِبَّتي
طابَ الحَديثُ بِذِكرِهِم وَيَطيبُ
أَعِدِ الحَديثَ عَليَّ مِن جَنَباتِهِ
إِنَّ الحَديثَ عَنِ الحَبيبِ حَبيبُ
مَلأَ الضُلوعَ وَفاضَ عَن أَحنائِها
قَلبٌ إِذا ذُكِرَ الحَبيبُ يَذوبُ
ما زالَ يَضرِبُ خافِقاً بِجَناحِهِ
يا لَيتَ شِعري هَل تَطير قُلوبُ
ابن زهر الحفيد
الحمدان
05-24-2022, 07:35 PM
ولي واحد مثل فرخ القطا
صغير تخلف قلبي لديه
نأت عنه داري فيا وحشتي
لذاك الشخيص وذاك الوجيه
تشوقني وتشوقته
فيبكي علي وأبكى عليه
وقد تعب الشوق ما بيننا
فمنه إلّي منّي إليه
ابن زهر الحفيد
الحمدان
05-24-2022, 07:36 PM
أيـّها الساقي إليك المُشتكى
قد دعوناك وإن لم تسـْمع ِ
ونديم ٍ همتُ في غُـرَّتـِه
وشربتُ الرّاح من راحتِه
كلـّما استيقظ َ من غَفـْوتـِه
جذبَ الزّق إليه واتـّـكا
وسقاني أربعا ً في أربع ِ
غُصْن بان ٍ مال من حيثُ استوى
بات من يهواه من فـَرْط الجوى
خافقَ الأحشاءِِ موهونَ القوى
كلـّما فكـّر في البـَيـْن ِ بكى
ويحَه يبكي لـِمَا لم يـَقـَع ِ
ما لعيني عَشِـيَتْ بالنـّظرِ
أنـْكرَتْ بعدَك ضَوْءَ القمر
وإذا ما شِئـْتَ فاسمَعْ خَبـَري
عشيـَتْ عيناي من طول ِ البـُكاء
وبكى بعضي على بعضي معي
ليسَ لي صبْرٌ ولا لي جَلـَد ٌ
يا لـَقومي عَذَلوا واجتهدوا
أنكروا شكوايَ ممّا أجدُ
مثلُ حالي حقـُّه أن يـُشْـتـَكـَي
كـَمَدَ اليأس ِ وذُلَّ الطمع ِ
كبـِدي حرّى ودمعي يكـِفُ
يعرفُ الذنبَ ولا يعترفُ
أيـّها المعرضُ عمَّا أصفُ
قد نما حبـُّـك عندي وزكا
لا تـَقـُلْ في الحبِّ إنـّي مدَّعي
ابن زهرة الحفيد
الحمدان
05-26-2022, 12:36 AM
كلمات أغنية الأطلال لأم كلثوم
يا فؤادي، يا فؤادي، يا فؤادي لا تسل أين الهوى
يا فؤادي، يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحاً من خيالٍ فهوى
يا فؤادي، يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحاً من خيالٍ فهوى
إسقني واشرب على أطـلاله
واروِ عني طالما الدمع روى
إسقني واشرب على أطـلاله
واروِى عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثا من أحاديث الجـوى
لست أنساك وقـد أغريتنـي
بفمٍ عـذب المنـاداة رقيـق
لست أنساك وقـد أغريتنـي
بفمٍ عـذب المنـاداة رقيـق
لست أنساك وقـد أغريتنـي
بفمٍ عـذب المنـاداة رقيـق
ويـدٍ تمتـد نحـوي
كـيـدٍ من خلال الموج مدّت لغريق
وبريقٍ يظمـأ السـاري لـه
أين في عينيك ذيّاك البـريق
يا حبيباً زرت يومـاً أيكـه
طائر الشـوق أغنـي ألمـي
يا حبيباً زرت يومـاً أيكـه
طائر الشـوق أغنـي ألمـي
يا حبيباً زرت يومـاً أيكـه
طائر الشـوق أغنـي ألمـي
لك إبطـاء المـذل المنعـم
وتجنـي القـادر المحتكـم
وحنيني لك يكوي أضلعـي
وحنيني لك يكوي أضلعـي
وحنيني لك يكوي أضلعـي
والثواني جمرات في دمـي
أعطني حريتي أطلـق يديّ
إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ
أعطني حريتي أطلـق يديّ
إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ
آه من قيدك أدمى معصمـي
آه من قيدك أدمى معصمـي
لم أبقيه ومـا أبقـى عليّ
ما احتفاظي بعهود لم تصنها
وإلام الأسـر والدنيـا لديّ
أعطني حريتي أطلـق يديّ
إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ
أعطني حريتي أطلـق يديّ
إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ
آه من قيدك أدمى معصمـي
آه من قيدك أدمى معصمـي
لم أبقيه ومـا أبقـى عليّ
ما احتفاظي بعهود لم تصنها
وإلام الأسـر والدنيـا لديّ
أين من عيني حبيب، ساحـر
فيـه عـز وجـلال وحيـاء
أين من عيني حبيب، ساحـر
فيـه عـز وجـلال وحيـاء
أين من عيني حبيب، ساحـر
فيـه عـز وجـلال وحيـاء
واثق الخطوة يمشـي ملكـاً
واثق الخطوة يمشـي ملكـاً
واثق الخطوة يمشـي ملكـاً
ظالم الحسن، ظالم الحسن
ظالم الحسن، ظالم الحسن شهي الكبريـاء
عبق السحر كأنفاس الربـى
ساهم الطرف كأحلام المساء
أعطني حريتي أطلـق يديّ
إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ
أعطني حريتي أطلـق يديّ
إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ
آه من قيدك أدمى معصمـي
آه من قيدك أدمى معصمـي
لم أبقيه ومـا أبقـى عليّ
مع احتفاظي بعهود لم تصنها
وإلام الأسـر والدنيـا لديّ
أعطني حريتي أطلـق يديّ
إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ
أعطني حريتي أطلـق يديّ
لشاعر إبراهيم ناجي
الحمدان
05-26-2022, 02:50 AM
إِذا كُنتَ في حاجَةٍ مُرسِلاً
فَأَرسِل حَكيماً وَلا توصِهِ
وَإِن ناصِحٌ مِنكَ يَوماً دَنا
فَلا تَنأَ عَنهُ وَلا تُقصِهِ
وَإِن بابُ أَمرٍ عَلَيكَ اِلتَوى
فَشاوِر لَبيباً وَلا تَعصِهِ
وَذو الحَقِّ لا تَنتَقِص حَقَّهُ
فَإِنَّ القَطيعَةَ في نَقصِهِ
وَلا تَذكُرِ الدَهرَ في مَجلِسٍ
حَديثاً إِذا أَنتَ لَم تُحصِهِ
وَنُصَّ الحَديثَ إِلى أَهلِهِ
فَإِنَّ الوَثيقَةَ في نَصِّهِ
وَلا تَحرِصَنَّ فَرُبَّ اِمرِئٍ
حَريصٍ مُضاعٍ عَلى حِرصِهِ
وَكَم مِن فَتىً ساقِطٍ عَقلُهُ
وَقَد يُعجَبُ الناسُ مِن شَخصِهِ
وَآخَرَ تَحسِبُهُ أَنوَكاً
وَيَأتيكَ بِالأَمرِ مِن فَصِّهِ
لَبِستُ اللَيالي فَأَفنَينَني
وَسَربَلَني الدَهرُ في قُمصِهِ
طرفة بن العبد
الحمدان
05-26-2022, 04:29 AM
يا وحدتي جئت كي أنسَى وها أنذا
ما زلت أسمع أصداءً وأصواتا
مهما تصاممتُ عنها فهي هاتفةٌ
يا أيها الهاربُ المسكينُ هيهاتا
جرَّت عليَّ الأماني مِن مجاهلها
وجمَّعت ذِكراً قد كُنَّ أشتاتا
ما أسخف الوحدةَ الكبرى وأضيعها
إذا الهواتف قد أرجعن ما فاتا
بَعثن ما كان مطوياً بمرقدِه
ولم يزَلنَ إلى أن هبَّ ما ماتا
تلفَّت القلبُ مطعوناً لوحدته
وأين وحدته باتت كما باتا
حتى إذا لم يجد ريّاً ولا شبعاً
أفضى إلى الأمل المعطوب فاقتاتا
إبراهيم ناجي
الحمدان
05-26-2022, 04:29 AM
هجرتِ فلم نجد ظلاً يقينا
أحُلماً كان عطفُكِ أم يقينا
أهجراً في الصبابة بعد هجرٍ
أرى أيامَهُ لا ينتهينا
لقد أسرفتِ فيه وجُرتِ حتى
على الرَّمق الذي أبقيتِ فينا
كأن قلوبنا خُلِقَت لأمرٍ
فمذ أبصرنَ من نهوى نسينا
شُغِلنَ عن الحياة ونِمنَ عنها
وبِتن بمن نحبُّ موكلينا
فإن مُلِئت عروق من دماءٍ
فإنَّا قد ملأناها حنينَا
إبراهيم ناجي من مصر
الحمدان
05-26-2022, 04:37 AM
العمر أكثره سدى وأقله
صفو يتاح كأنه عمرانِ
كم لحظة قصرت ومدت ظلها
بعد الذهاب كدوحة البستان
وتمر في الذكرى خيال شبابها
فكأن يقظتها شباب ثانِ
مَن ذلك الطيف الرقيقِ بجانبي
كفّاه في كفيّ هاجعتان
لكأننا والأرض تُطوى تحتنا
نجمان في الظلماء منفردان
لكأننا والريح دون مسارنا
خطان في الأقدار منطلقان
إني التفت إلى مكانك بعدما
خليته فبكيت سوء مكاني
هل كان ذاك القرب إلا لوعة
ونداء مسغبةٍ إلى حرمان
حمى مقدرة على الإنسان
تبقى بقاء الأرض في الدوران
وكأنما هذي الحياة بناسها
وضجيجها ضرب من الهذيان
إبراهيم ناجي
الحمدان
05-26-2022, 05:27 AM
صباحٌ بذكر اللهِ قد شعَّ نورُهُ
على الرُّوح وانهلَّت عليها سحائبُهْ
وهل تُشرقُ الأرواحُ إلا بذكرهِ؟
فطوبى لمن بالذّكر سارت مراكبُهْ
إلى اللهِ فوّضنا مع الصبح أمرَنا
ومن فوّضَ الرحمنَ ما ضلَّ قاربُهْ
فيا ربّ يسر كل أمر نَرومهُ
فأنت الذي يا ربّ تُرجى مواهبُه
الحمدان
05-26-2022, 11:05 AM
ما أصدق السيف إن لم ينضه الكذبُ
وأكذب السيف إن لم يصدق الغضبُ
بيض الصفائح أهدى حين تحملها
أيد إذا غلبت يعلو بها الغلبُ
وأقبح النصرنصرالأقوياء بلا
فهم سوى فهم كم باعوا وكم كسبوا
أدهى من الجهل علم يطمئن إلى
أنصافِ ناس ٍطغوا بالعلم واغتصبوا
قالوا: هم البشر الأرقى وما أكلوا
شيئاً كما أكلوا الإنسانَ أو شرِبوا
ماذا جرى يا أبا تمام؟ تسألني!
عفواً سأروي ولا تسأل وما السببُ؟
يدمي السؤالُ حياءً حين نسأله:
كيف احتفت بالعِدا (حيفا) أو(النقبُ)
من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم
كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبوا
اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة
وموطن العرب المسلوب والسلبُ
ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجال ولم
نصدق وقد صدق التنجيم والكتبُ
فأطفأت شهب (الميراج) أنجمنا
وشمسنا وتحدت نارها الحطبُ
وقاتلت دوننا الأبواق صامدة
أما الرجال فماتوا ثم أو هربوا
حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا
وإن تصدى له المستعمر انسحبوا
هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم
ويدعون وثوباً قبل أن يثبوا
الحاكمون و(واشنطن) حكومتهم
واللامعون وما شعوا ولا غربوا
القاتلون نبوغ الشعب ترضيةً
للمعتدين وما أجدتهم القرب
لهم شموخ (المثنى) ظاهراً ولهم
هوى إلى (بابك الخرمي) ينتسب
ماذا ترى يا (أبا تمام) هل كذبتُ
أحسابنا, أو تناسى عرقه الذهب؟
عروبة اليوم أخرى لا ينم على
وجودها اسم ولا لون ولا لقب
تسعون ألفاً لـ(عمورية) اتقدوا
وللمنجم قالوا: إننا الشهب
قيل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا
نُضج العناقيد, لكن قبلها التهبوا
واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا
نضجاً, وقد عصر الزيتون والعنبُ
تنسى الرؤوسُ العوالي نار نخوتها
إذا امتطاها إلى أسياده الذنب
(حبيبُ) وافيتُ من صنعاءَ يحملني
نسرٌ وخلف ضلوعي يلهثُ العرب
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي؟
مليحة عاشقاها: السلُّ والجربُ
ماتت بصندوق (وضاح) بلا ثمنٍ
ولم يمتْ في حشاها العشقُ والطربُ
كانت تراقبُ صبحَ البعث فانبعثتْ
في الحلم ثم ارتمت تغفو وترتقبُ
لكنها رغم بخل الغيثِ ما برحت
حبلى وفي بطنها (قحطان) أو (كرب)
وفي أسى مقلتيها يغتلي (يمنٌ)
ثانٍ كحلم الصبا، ينأى ويقتربُ
(حبيب) تسألُ عن حالي وكيف أنا؟
شبابةٌ في شفاهِ الريحِ تنتحبُ
كانت بلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية)
أما بلادي فلا ظهر ولا غببُ
أرعيت كل جديب لحم راحلة
كانت رعته وماء الروض ينسكبُ
ورحت من سفر مضن إلى سفرٍ
أضنى… لأن طريق الراحة التهب
لكن أنا راحلٌ في غير ما سفر
رحلي دمي وطريقي الجمر والحطبُ
إذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا
في داخلي… أمتطي ناري وأغترب
قبري ومأساة ميلادي على كتفي
وحولي العدم المنفوخ والصخب
(حبيب) هذا صداكَ اليوم أنشدهُ
لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟
ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟
إني ولدت عجوزاً كيف تعتجب؟
واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني
والأربعون على خدي تلتهب
كذا إذا ابيض إيناع الحياة على
وجه الأديب أضاء الفكر والأدبُ
وأنت من شبت قبل الأربعين على
نار (الحماسةِ) تجلوها وتنتخبُ
وتجتدي كل لص مترفٍ هبة
وأنت تعطيه شعراً فوق ما يهبُ
شرقت غربت من (والٍ) إلى (ملك)
يحثك الفقر أو يقتادك الطلب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت
فيك الاماني ولم يشبع لها أرب
لكن موت المجيد الفذ يبدأه
ولادة من صباها ترضع الحقب
(حبيب) ما زال في عينيك أسئلة
تبدو وتنسى حكاياها فتنتقب
وماتزال بحلقي ألف مبكيةٍ
من رهبة البوح تستحيي وتضطرب
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا
ونحن من دمنا نحسو ونحتلب
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا
يوماً ستحبلُ من إرعادنا السحب
ألا ترى يا (أبا تمام) بارقنا
(إن السماء تُرجى حين تحتجب)
عبدالله البردوني من اليمن
الحمدان
05-26-2022, 05:22 PM
من كثر ماني على حياتك اخاف
ودّي لو اعطيك من عمري عمر للاخير"
كثير أشياء ماهي لازم تصير و تشاف
الا ابتسامة شفاتك.. لازم انها تصير"
خذني معك أرتوي خذني معك للجفاف
أنا معك مستعد أواجه اقسى مصير"
تعيش في قلبي الاول من اول طواف
وياجعلك تعيش به لين الوداع الاخير
َََََ
الحمدان
05-26-2022, 05:36 PM
شكرا ، دخلت بلا إثاره
وبلا طفور ،، أو غراره
لما أغرت خنقت في
رجليك ضوضاء الإغاره
لم تسلب الطين السكون ،
ولم ترع نوم الحجاره
كالطيف ، جئت بلا خطى
وبلا صدى ، وبلا إشاره
أرأيت هذا البيت قزما،
لا يكلفك المهاره ؟
فأتيته ، ترجو الغنائم ،
وهو أعرى من مغاره
ماذا وجدت سوى الفراغ
هرّة تثتم فاره
ولهاث صعلوك الحروف
يصوغ ، من دمه العباره
يطفي التوقد باللظى
ينسى المرارة ، بالمراره
لم يبق في كوب الأسى
شيئا حساه إلى القراره
ماذا ؟ أتلقى عند صعلوك
البيوت غنى الإماره
يا لصّ ، عفوا إن رجعت
بدون ربح ، أو خساره
لم تلق إلا خيبة
ونسيت صندوق السجاره
عبد الله البردوني
الحمدان
05-27-2022, 02:59 AM
أنا من بلادٍ تُسمى تِهامة
أُحِبُ الأمانَ وأهوى السلامه
وما قيل يوماً قطعتُ طريقاً
ولا قيل يوماً خطفتُ حمامه
ولا قُلت منا أميرٌ ومنهم
أميرٌ.. إلى أن تـقـوم القـيامه
دفعتَ فواتيرُ كلَ العصورِ
وما زلتُ أحيا عصورَ الإِمامه
وكم صفق الناس جهلاً كمثلي
لـكلِ قـرارٍ عديمَ الشهامه
وما قدَّرَ الحاكمون سلوكاً
كهذا السلوك وصانوا ذمِامه
وما أنصفوني ولا كرَّموني
ولكن مدحتُ غباء الزعامه
ومن حُسن ظني بمن أرهقوني
منحتُ الجراد حقوق الإقامه
وقاومتُ جوعي وحتى طموحي
وقلت كفاني طموحَ الدمَامه
أنا من منحتَ الرياحُ ذراعي
وحتى النخيلَ شموخاً وقامه
فهل أدرك البغِيُّ يوماً حصاري
وهل أدرك الأهلُ يوماً سِهامه
فيا أيها الناس هيا انهضوا
وثوروا على الظُلمِ حتى القيامه
أنا في بلادي شبيهُ الغريب
وكـلُ البلادِ لـتلك القُـمامه
وكل البـلادِ تـعاني حروباً
كحربِ البسوسَ وحربِ اليمامه
وتلك البنوك تضِجُ رصيداً
لمن أولموا من شقائي ابتسامه
وتمتدُ نحوي بلا رحمةٍ
فتهدمُ شعباً وتبني زعامه
فلا النِفطُ نفطي ولا الماءُ مائي
وكل انحرافٍ يُسمى استقامه
أحسَ إحتراقي ومن داخلي
يزيدُ إشتعالاُ وأخشى انعدامه
أحُسُ إحتلالي يزيدُ احتلالاً
وان أوهموني بصنعِ الكرامه
إلى أين تمضي أجيبوا سؤالي
أما حاربَ البِـنطلون العمامه
ولكن جِمالي هنا استنوقت
فقاد النياقَ جميعاً أسامه
وأحفادُ "هنس" ُهنا خيموا
وذاك المناخي يزيدُ انتقامه
فقد أعلنوا حربهم ضدنا
وما حركَ الأهلُ يوماً ظلامه
وأن الطبيبَ غدا عِلةٍ
يداوي السليمَ بداءِ الحجامه
أنا الأشعريُّ وهذهِ بلادي
ولكن أضاعوا بلادي تِهامة
فلو كنت منهم كما يزعمون
لما جرَّعوني كؤوسَ الندامه
ولا جرَّعوا كل أهلي وناسي
بحق "ابن هادي" وحق الرِسامه
ولا نصَّبوا من غدا لا يساوي
إذا قِيس يوماً بظفري قُلامه
ولا أسقطوا من حسابي حساباً
ودسوا أُنوفاً كمثلِ النعامه
وفوق الهُراءُ اضافوا هُراءً
وهذهِ الأفاعي تقودُ زمامه
أنا من بلادٍ تُسمى تِهامة
عشِقتُ ثراها وفيضُ الغمامه
أنا من هواها عشِقتَ الهوى
وأفدي بروحي نباتَ (الثُمامه)
وما زلتُ أرنو إلى مقلةٍ
تصون الغرامُ وتمحو ظلامه
ومهما أحالوا ابتسامي اكتئاباً
أطلَّ على الكونِ شعري ابتسامه
حسين غالب العلي
الحمدان
05-27-2022, 05:10 AM
شربت مرارات الحياة ومن يذق
شرابي يرَالسلوان في جوّه الفني
كأني من الرّهبان أزهد ناسك
فإن كنت لا أغنى فإني مَن يُغني
وكم طُفت بالشّهد الشّهي على الوَرى
ومن عجبٍ أسقى الجحود مع المن
فيا نعمة الدنيا عفاءً فإنني
لأحقرُ ما وزّعت حولي من الغْبن
خذلت ولائي واستبحت مواهبي
وإني على فقري إليكَ لمستغني
الشاعر أحمد زكي أبو شادي
الحمدان
05-27-2022, 05:22 AM
هذه قصيدة "الشهيد "
نظمها الشاعر الفلسطيني
الشهيد
عبد الرحيم محمود حوالي
عام 1939 (أي قبل استشهاده
بقرابة 10 سنوات
والمولود سنة 1913م
في بلدة عنبتا التي تقع قرب
طولكرم، واستشهد في معركة الشجرة عام 1948م
سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق
وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
ونفسُ الشريف لها غايتان
ورود المنايا ونيلُ المنى
وما العيشُ؟ لاعشتُ إن لم أكن
مخوف الجناب حرام الحمى
إذا قلتُ أصغى لي العالمون
ودوّى مقالي بين الورى
لعمرك إنّي أرى مصرعي
ولكن أغذّ إليه الخطى
أرى مصرعي دون حقّي السليب
ودون بلادي هو المبتغى
يلذّ لأذني سماع الصليل
ويبهجُ نفسي مسيل الدما
وجسمٌ تجدّل في الصحصحان
تناوشُهُ جارحاتُ الفلا
فمنه نصيبٌ لأسد السماء
ومنه نصيبٌ لأسد الشّرى
كسا دمه الأرض بالأرجوان
وأثقل بالعطر ريح الصّبا
وعفّر منه بهيّ الجبين
ولكن عُفاراً يزيد البها
وبان على شفتيه ابتسامٌ
معانيه هزءٌ بهذي الدّنا
ونام ليحلم َ حلم الخلود
ويهنأُ فيه بأحلى الرؤى
لعمرك هذا مماتُ الرجال
ومن رام موتاً شريفاً فذا
فكيف اصطباري لكيد الحقود
وكيف احتمالي لسوم الأذى
أخوفاً وعندي تهونُ الحياة
وذُلاّ وإنّي لربّ الإبا
بقلبي سأرمي وجوه العداة
فقلبي حديدٌ وناري لظى
وأحمي حياضي بحدّ الحسام
فيعلم قومي أنّي الفتى
الحمدان
05-27-2022, 10:50 PM
كان له جارية اسمها ريم كان
يعشقها أشجع ويجد بها وجداً
شديداً، وكانت تحلف له إن
بقيت بعده لم تعرض لغيره فقال فيها:
إذا غمضت فوقي جفون حفيرة
من الأرض فابكيني بما كنت أصنع
تعزك عني عند ذلك سلوة
وإن ليس فيمن وارث الأرض مطمع
إذا لم تري شخصي وتغنيك ثروتي
ولم تسمعي مني ولا منك أسمع
فحينئذ تسلين عني وإن يكن
بكاء فأقصى ما تبكين أربع
قليل ورب البيت يا ريم ما أرى
فتاة بمن ولى به الموت تقنع
بمن تدفعين الحادثات إذا رمى
عليك بها عام من الجدب يطلع
فحينئذ تدرين من قد رزيته
إذا جعلت أركان بيتك تنزع
اشجع السلمي
الحمدان
05-28-2022, 02:11 AM
أشجع بن عمرو السلمي: شاعر عبّاسيّ مُحْدَثٌ. تزوّجَ أَبوه امرأةً من أَهْلِ اليمامة، فشَخَص معَها إلى بلدِها، فولدَت له هناك أشْجَع، ثم مات أبوه، فقدمت به أمُّه البَصْرة تطلبُ ميراثَ أبيه، وكانَ من لا يعرفُه يدفعُ نسبَه، فلمّا صَعُدَ نجمُه الشّعريّ، وَعُدّ في الفُحول احْتفتْ به قَيْسٌ وأَثْبَتَتْ نسبَه
فَلا تَحسَبَنّا حينَ نُغضي عَلى القَذى
بِنا صَمَمٌ عَن سوءِ رَأيِكَ أَو أَعمى
وَلكِن تَدَبَّرنا الأُمورَ فَلَم نَجِد
إِلى شَتمِ أَعراضِ العَشيرَةِ سُلّما
فَلا تَحسَبَنَّ الأَرضَ سَدَّت فُروجَها
عَلَيَّ وَأَنَّ الرِزقَ أَمسى مُحرَّما
فَأَبعَدُ ما أَمسى وَأَصبَح هِمَّةً
وَأَشرَفُها نَفساً إِذا كُنتَ مُعدَما
أشجَع السلمي
الحمدان
05-28-2022, 02:52 AM
عطس الغني فقال ممن حوله
رحم الإله.. حبيبنا وأخانا!
وأتى الفقير بعطسةٍ فتأففوا
من ذا الذي.. بزكامه آذانا؟!
الحمدان
05-28-2022, 09:02 AM
الناس للناس مادام الوفاء بهم
والعسر واليسر أوقات وساعات
وأكرم الناس مابين الورى رجل
تُقضي على يده للناس حاجات
لا تقطعن يد المعروف عن أحد
ما دمت تقدر والأيام تارات
واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
الإمام الشافعي
الحمدان
05-28-2022, 08:16 PM
ياطيبَ لَيلَةِ ميلادٍ لَهَوتُ بِها
بِأَحوَرٍ ساحِرِ العَينَينِ مَكمورِ
وَالجَوُّ يَنثُرُ دُرّاً غَيرِ مُنتَظِمٍ
وَالأَرضُ بارِزَةٌ في ثَوبِ كافورِ
وَالنَرجِسُ الغَضُّ يَحكي حُسنُ مَنظَرِهِ
صَفراءَ صافِيَةٍ في كَأسِ بَلَّورِ
أبو فراس الحمداني
الحمدان
05-28-2022, 08:16 PM
وَوَاللَهِ ما أَضمَرتُ في الحُبِّ سَلوَةً
وَوَاللَهِ ما حَدَّثتِ نَفسِيَ بِالصَبرِ
فَإِنَّكَ في عَيني لَأَبهى مِنَ الغِنى
وَإِنَّكَ في قَلبي لَأَحلى مِنَ النَصرِ
فَيا حَكَمي المَأمولَ جُرتَ مَعَ الهَوى
وَيا ثِقَتي المَأمونَ خُنتَ مَعَ الدَهرِ
أبو فراس الحمداني
الحمدان
05-29-2022, 03:44 AM
أَشاقَكَ الطَيفُ أَلَمَّ طارِقُه
آخِرَ لَيلٍ لَم يَنَمهُ عاشِقُه
وَالصُبحُ في أَعقابِهِ يُساوِقُه
طالِبُ ثَأرٍ مِن ظَلامٍ لاحِقُه
مُزِّقَ عَن ضَبابِهِ سُرادِقُه
وَاِنجابَ عَن ثَوبِ الظَلامِ غاسِقُه
مِن بَعدِ ما سَرَّ مَشوقاً شائِقُه
وَنَعَقَت بِبَينِهِ نَواعِقُه
أَبقى عَلَيهِ مِن جَوىً مُفارِقُه
رَسيسَ حُبٍّ عَلِقَت عَلائِقُه
وَفَيضَ دَمعٍ شَرِقَت مَدافِقُه
مِزاجُهُ مِن أَجَإٍ مُشارِقُه
قَد ضَمِنَت خِذرافَهُ أَبارِقُه
رَعَت بَقايا حَمضِهِ أَيانِقُه
حَتّى تَقَصّى عاذِلٌ فَتايِقُه
وافَقَ مِن مِلحانِ ما يُوافِقُه
ثُمَّ اِطَّباهُ ضارِجٌ فَبارِقُه
إِلى مُلَثٍّ لَم يَكُس يُفارِقُه
مِن أَنَفِ الوَسمِيِّ نَوءُ صادِقُه
مُنبَجِسٌ مُرتَجِسٌ صَواعِقُه
إِذا اِدلَهَمَّ أَو أَضاءَ بارِقُه
وَهَدَرَت عَلى الثَرى شَقاشِقُه
وَالوَحشُ في أَرجائِهِ تُسابِقُه
كَأَنَّها مُجفَلَةٌ وَسائِقُه
أَهدَت إِلى أَربُعِهِ وَدائِقُه
قَشيبَ رَوضٍ دُبِّجَت نَمارِقُه
وَهَبَّ وَسنانُ النَباتِ لاحِقُه
إِذا بَكاهُ ضَحِكَت بَوارِقُه
يَفوحُ كَالمِسكِ اِنتَشاهُ ناشِقُه
كَأَنَّما قَد ضُمِّنَت مَهارِقُه
وَلَبِسَت مِن زَهرِهِ حَدائِقُه
سَموطَ حَليٍ فُصِّلَت عَقائِقُه
وَعُنِيَت بِنَظمِهِ عَواتِقُه
تَأوي إِلى غُدرانِهِ شَوائِقُه
تَكثُرُ في بُطنانِهِ عَقاعِقُه
تَنشَقُّ عَن صُدورِها غَلافِقُه
كَأَنَّما وَراءَها طَرائِقُه
فَرعُ لِواءٍ لِلرِياحِ خافِقُه
وَجُرشَعٍ عالي التَليلِ آفِقُه
خاظي مَجالِ الدَفَّتَينِ ناهِقُه
عَبلِ الشَوى تَقارَبَت مَرافِقُه
أَنجَبَهُ وَجيهُهُ وَلاحِقُه
ضافي القَرا عَناقَهُ عَنائِقُه
تَحسَبُهُ إِذا عَلاكَ فائِقُه
يَمشي بِجَزعٍ مُشرِفٍ غَرانِقُه
نِعمَ الفَتى يَومَ الوَغى مُرافِقُه
إِذا دَجا اللَيلُ وَغابَ شارِقُه
وَضاقَ عَن عَينِ الصَوابِ مُرافِقُه
لَيلُ وَغىً نُجومُهُ يَلامِقُه
وَأَبيَضٍ كَالصُبحِ لاحَ فاتِقُه
رَيّانِ مَتنِ الصَفحَتَينِ رائِقُه
يَكادُ يَجري مِن قَراهُ دافِقُه
يَصحَبُ مِن طولِ السُرى شَقاشِقُه
مُعَوَّدٌ حَملَ الدِياتِ عاتِقُه
جَوّابُ مَرتٍ مُقفِرٍ سَمالِقُه
خَرقٌ لِهَزِّ اليَعمَلاتِ خارِقُه
بَكِيُّ أَمواهِ الرَكِيُّ طارِقُه
كَأَنَّما تَحمِلُهُ نَقانِقُه
لا أَصحَبُ الخَوفَ وَلا أُرافِقُه
وَالمَوتُ حَتمٌ كُلُّ حَيٍّ ذائِقُه
ما أَنا إِن رُمتُ النَجاءَ سابِقُه
في كُلِّ يَومٍ صاحِبٌ أُفارِقُه
وَصاحِبٍ لَم أَبلُهُ أُصادِقُه
هَذا زَمانٌ شَرُسَت خَلائِقُه
وَخَبُثَت عَلى الفَتى طَرائِقُه
أَعدى أَعاديهِ بِهِ يُصادِقُه
أَخلَصُ مَن يَوَدُّهُ يُنافِقُه
في كُلِّ ما يَسُرُّهُ يُوافِقُه
وَكُلُّ ما يَسوءُهُ يُفارِقُه
إِن طَرَقَت مِن زَمَنٍ طَوارِقُه
أَو عاقَ عَن بَعضِ الأُمورِ عائِقُه
أَنبَأَني بِغِلِّهِ حَمالِقُه
إِنّي عَلى عِلّاتِهِ أُرافِقُه
أُصفي لَهُ الوِدَّ وَلا أُماذِقُه
يا مُنيَتي وَإِن بَدَت بَوائِقُه
إِن أَضمَرَ السوءَ فَحَسبِيَ خالِقُه
أبو فراس الحمداني
الحمدان
05-29-2022, 08:36 PM
جارَت بَنو بَكرٍ وَلَم يَعدِلوا
وَالمَرءُ قَد يَعرِفُ قَصدَ الطَريق
حَلَّت رِكابُ البَغيِ مِن وائِلٍ
في رَهطِ جَسّاسٍ ثِقالِ الوُسوق
يا أَيُّها الجاني عَلى قَومِهِ
ما لَم يَكُن كانَ لَهُ بِالخَليق
جِنايَةً لَم يَدرِ ما كُنهُها
جانٍ وَلَم يُضحِ لَها بِالمُطيق
كَقاذِفَ يَوماً بِأَجرامِهِ
في هُوَّةٍ لَيسَ لَها مِن طَريق
مَن شاءَ وَلّى النَفسَ في مَهمَةٍ
ضَنكٍ وَلَكِن مَن لَهُ بِالمَضيق
إِنَّ رُكوبَ البَحرِ ما لَم يَكُن
ذا مَصدَرٍ مِن تَهلِكاتِ الغَريق
لَيسَ لِمَن لَم يَعدُ في بَغيِهِ
عِدايَةَ تَخريقُ ريحٍ خَريق
كَمَن تَعَدَّى بَغيُهُ قَومَهُ
طارَ إِلى رَبِّ اللِواءِ الخَفوق
إِلى رَئيسِ الناسِ وَالمُرتَجى
لِعُقدَةَ الشَدِّ وَرَتقِ الفُتوق
مَن عَرَفَت يَومَ خَزازى لَهُ
عُلَيّا مَعَدٍّ عِندَ جَبذِ الوُثوق
إِذا أَقبَلَت حِميَرُ في جَمعِها
وَمَذحِجٌ كَالعارِضِ المُستَحيق
وَجَمعُ هَمدانَ لَهُم لَجبَةٌ
وَرايَةٌ تَهوي هُوِيَّ الأَنوق
فَقَلَّدَ الأَمرَ بَنو لَجبَةٌ
مِنهُم رَئيساً كَالحُسامَ العَتيق
مُضطَلِعاً بِالأَمرِ يَسمو لَهُ
في يَومِ لا يَستاغُ حَلقٌ بَريق
ذاكَ وَقَد عَنَّ لَهُم عارِضٌ
كَجِنحِ لَيلٍ في سَماءِ البَروق
تَلمَعُ لَمعَ الطَيرِ راياتُهُ
عَلى أَواذي لُجٍّ بَحرٍ عَميق
فَاِحتَلَّ أَوزارَهُمُ إِزرُهُ
بِرَأيِ مَحمودٍ عَلَيهِم شَفيق
وَقَد عَلَتهُم هَفوَةً هَبوَةٌ
ذاتُ هَياجٍ كَلَهيبِ الحَريق
فَاِنفَرَجَت عَن وَجهِهِ مُسفِراً
مُنبَلِجاً مِثلِ اِنبِلاجِ الشُروق
فَذاكَ لا يوفي بِهِ مِثلُهُ
وَلَستَ تَلقى مِثلَهُ في فَريق
قُل لِبَني ذُهلٍ يَرُدَّنَهُ
أَو يَصبِروا لِلصَّيلَمِ الخَنفَقيق
فَقَد تَرَوَّيتُم وَما ذُقتُم
تَوبيلَهُ فَاِعتَرِفوا بِالمَذوق
أَبلِغ بَني شَيبانَ عَنّا فَقَد
أَضرَمتُم نيرانَ حَربٍ عَقوق
لا يُرقَأُ الدَهرَ لَها عاتِكٌ
إِلّا عَلى أَنفاسِ نَجلا تَفوق
سَتَحمِلُ الراكِبَ مِنها عَلى
سيساءِ حِدبيرٍ مِنَ الشَرِّنوق
أَيُّ اِمرِئٍ ضَرَّجتُمُ ثَوبَهُ
بِعاتِكٍ مِن دَمِهِ كَالخَلوق
سَيِّدُ ساداتٍ إِذا ضَمَّهُم
مُعظَمُ أَمرٍ يَومَ بُؤسٍ وَضيق
لَم يَكُ كَالسَيِّدِ في قَومِهِ
مَلِكٌ دينَ لَهُ بِالحُقوق
تَنفَرِجُ الضَلماءُ عَن وَجهِهِ
كَاللَيلِ وَلّى عَن صَديحٍ أَنيق
إِن نَحنُ لَم نَثأَر بِهِ فَاِشحَذوا
شِفارَكُم مِنّا لَحِزِّ الحُلوق
ذَبحاً كَذَبحِ الشاةِ لا تَتَّقي
ذابِحُها إِلّا بِشَخبِ العُروق
أَصبَحَ ما بَينَ بَني وائِلٍ
مُنقَطِعَ الحَبلِ بَعيدَ الصَديق
غَداً نُساقي فَاِعلَموا بَينَناً
أَرماحَنا مِن عاتِكٍ كَالرَحيق
مِن كُلِّ مَغوارِ الضُحى بُهمَةٍ
شَمَردَلٍ مِن فَوقِ طِرفٍ عَتيق
سَعالِيا تَحمِلَ مِن تَغلِبٍ
أَشباهَ جِنٍّ كَلُيوثِ الطَريق
لَيسَ أَخوكُم تارِكاً وِترَهُ
دونَ تَقَضّي وِترُهُ بِالمُفيق
عدي بن ربيعة
الحمدان
05-29-2022, 08:37 PM
طِفلَةٌ ما اِبنَةُ المُجَلِّلِ بَيضا
ءُ لَعوبٌ لَذيذَةٌ في العِناقِ
فَأِذهَبي ما إِلَيكِ غَيرُ بَعيدٍ
لا يُؤاتي العِناقَ مَن في الوِثاقِ
ضَرَبَت نَحرَها إِلَيَّ وَقالَت
يا عَدِيّاً لَقَد وَقَتكَ الأَواقي
ما أُرَجّي في العَيشِ بَعدَ نَداما
يَ أَراهُم سُقوا بِكَأسِ حَلاقِ
بَعدَ عَمرٍو وَعامِرٍ وَحيِيٍّ
وَرَبيعِ الصُدوفِ وَاِبنَي عَناقِ
وَاِمرِئِ القِيسِ مَيِّتٍ يَومَ أَودى
ثُمَّ خَلّى عَلَيَّ ذاتِ العَراقي
وَكُلَيبٍ شُمِّ الفَوارِسِ إِذ حُممَ
رَماهُ الكُماةُ بِالإِتِّفاقِ
إِنَّ تَحتَ الأَحجارِ جَدّاً وَليناً
وَخَصيماً أَلَدَّ ذا مِعلاقِ
حَيَّةً في الوَجارِ أَربَدَ لا تَن
فَعُ مِنهُ السَليمَ نَفثَةُ راقِ
لَستُ أَرجو لَذَّةَ العَيشِ ما
اَزَمَت أَجلادُ قَدٍّ بِساقي
جَلَّلوني جِلدَ حَوبٍ فَقَد
جَعَلوا نَفَسي عِندَ التَراقي
عدي بن ربيعة
الحمدان
05-31-2022, 09:08 PM
أَخوكَ الَّذي إِن رِبتَهُ قالَ إِنَّما
أَرَبتُ وَإِن عاتَبتَهُ لانَ جانِبُه
إذا كُنتَ في كُلِّ الذُنوبِ مُعاتِباً
صَديقَكَ لَم تَلقَ الَّذي لا تُعاتِبُه
فَعِش واحِداً أَو صِل أَخاكَ فَإِنَّهُ
مُفارِقُ ذَنبٍ مَرَّةً وَمُجانِبُه
إِذا أَنتَ لَم تَشرَب مِراراً عَلى القَذى
ظَمِئتَ وَأَيُّ الناسِ تَصفو مَشارِبُه؟!.
بشار بن برد
الحمدان
05-31-2022, 09:09 PM
ظمئتُ فلم أظمأ إلى بردِ مشرَبٍ
ولكن إلى وجهِ الحبيبِ ظَمِيتُ
وقد وعدَتنا نائلًا ثمّ أخلَفَت
وقالت لنا يومَ الفِراقِ نَسِيتُ
فما إن سقَتنا شَربَةً من رُضابِها
ولو فعلَت ماتَ الهوى ورَضِيتُ
بشار بن برد
الحمدان
06-01-2022, 01:27 AM
سَقى اللَهُ الجَزيرةَ مِن مَحَلٍّ
فَقَد حَسُنَت لِقاطِنِها مَراحا
وَطافَ بِها طَوافَ الصلّ نَهرٌ
كَما أَبصَرتَ في خَصرٍ وِشاحا
وَرُبَّ عَشيّةٍ فيهِ طِفقنا
نرودُ الظلَّ وَالماءَ القَراحا
وَقَد ضَرَبَ الضَريبُ بِها قِباباً
عَلى الأَدواحِ أَبَهَجتِ البِطاحا
وَكانَ جَنابُها يَخضرُّ آسا
فَأَصبَحَ وَهُوَ مَبيضٌ أَقاحا
كَأَنّ الخضرَ مَرَّ بِهِ يَميناً
وَمَدَّ عَلَيهِ جبريلٌ جَناحا
مرج الكحل
الحمدان
06-01-2022, 01:28 AM
وَعَشيَةٍ كانَت قنيصةَ فَتيَةٍ
أُلفوا مِن الأَدب الصَريح شُيوخا
فَكَأَنَّها العَنقاءُ قَد نَصَبوا لَها
مِن الإِنحِناءِ إِلى الوُقوع فُخوخا
شَمَلتَهُمُ آدابُهُم فَتَجاذَبوا
سرَّ السُرور محدّثاً وَمُصيخا
وَالوُرقُ تَقرأُ سورةَ الطَرَبِ الَّتي
يُنسيكَ مِنها ناسِخٌ مَنسوخا
وَالنَهرُ قَد طمحَت بِهِ نارنجَةٌ
فَتَيمَّمَت مَن كانَ فيهِ مُنيخا
فَتَخالُهُم خَلَلَ السَماءِ كَواكِباً
قَد قارَنَت بِسُعُودِها المَرّيخا
خَرَقَ العَوائدَ في السُرورِ نَهارُهُم
فَجَعَلتُ أَبياتي لَها تاريخا
مرج الكحل
الحمدان
06-01-2022, 01:28 AM
سَرى الطَيفُ مِن أَسماءَ وَالنجمُ راكِدُ
وَلا جِفنَ إِلّا وَهُوَ في الحَيّ راقِدُ
شَفى أَلَماً لَمّا أَلمّ بِمَضجَعي
وَباتَ يُدانيني وَكانَ تَباعَدُ
أَلَمَّ عَلى رَغمِ الرَقيبِ وَدوننا
عَلى عَدَوانِ الدَهر بِيدٌ فَدافِدُ
سَقى عَهدَها عَهدُ السَحابِ ولَم يَكُن
عَلى العَهد لَولا المَعاهِدُ
مَعاهِدُ تُذكي حرقَةَ الكَبد الَّتي
تُكابِدُ مِن آلامِها ما تُكابِدُ
كَأَنَّ بِها الغُدرانَ زُرقُ نَواظِرٍ
بِها الظِلُّ كحلٌ وَالغُصونُ مَراوِدُ
أَعلِّلُ بِالآمالِ نَفساً عَليلَةً
تُكَدَّرُ لِلآمالِ مِنها مَوارِدُ
إِلَيكُم بِإِيلام الملامِ فَمَسمَعي
كَقَلبِ اِبنِ عَيّاشٍ وَتلكَ حَقائِدُ
إِمامُ البَرايا في بَلاغَتك الَّتي
يَقرّ لَها بِالعَجزِ مِن هُوَ جاحِدُ
وَمَن عَجَبي أَن تَرحَل الشَمسُ دائِباً
وَشُغليَ بِي مثلُ الجَزيرَةِ قاعِدُ
إِذا لَم يُلائِمني مَكانٌ أَلِفتُهُ
فَكُلُّ مَكانٍ مِثلُهُ لِي فاقِدُ
وَلَستُ كَقَومٍ أَضمَرَتهم بِلادُهُم
أُولِئِكَ مَوتى وَالبِلادُ مَلاحِدُ
وَلَو لَم يَكُن أَصلي وَحاشاه ماجِداً
كَفى الفرعَ مِنّي أَنَّهُ اليَوم ماجِدُ
وَقالَ حَسودي أَينَ إِرثُكَ مِنهُم
فَقُلت لَهُم مالُ الأَكارِمِ نافِدُ
إِذا لَم لَم يَفِدكَ المالُ حَمداً مُؤبّداً
فَيا لَيتَ شِعري ما تَكونُ الفَوائِدُ
مرج الكحل .. العصر الأندلسي
الحمدان
06-01-2022, 04:05 AM
ما مر ذكرك إلا وابتسمت له
كأنك العيد والباقون أيام
أو حام طيفك إلا طرت أتبعه
أنت الحقيقة والجلاس أوهام
ما مر ذكرك إلا وابتسمت له
كأنك العيد والباقون أيام
جلال الدين الرومي
الحمدان
06-01-2022, 04:14 AM
الدَهرُ يَقظانُ وَالأَحداثُ لَم تَنَمِ
فَما رُقادُكُمُ يا أَشرَفَ الأُمَمِ
لَعَلَّكُم مِن مِراسِ الحَربِ في نَصَبٍ
وَهَذِهِ ضَجعَةُ الآسادِ في الأَجَمِ
لَقَد فَتَحتُم فَأَعرَضتُم عَلى شَبَعٍ
وَالفَتحُ يَعتَرِضُ الدَولاتِ بِالتُخَمِ
هَبّوا بِكُم وَبِنا لِلمَجدِ في زَمَنٍ
مَن لَم يَكُن فيهِ ذِئباً كانَ في الغَنَمِ
هَذا الزَمانُ تُناديكُم حَوادِثُهُ
يا دَولَةَ السَيفِ كوني دَولَةَ القَلَمِ
فَالسَيفُ يَهدِمُ فَجراً ما بَنى سَحَراً
وَكُلُّ بُنيانِ عِلمٍ غَيرُ مُنهَدِمِ
قَد ماتَ في السِلمِ مَن لا رَأيَ يَعصِمُهُ
وَسَوَّتِ الحَربُ بَينَ البَهمِ وَالبُهَمِ
وَأَصبَحَ العِلمُ رُكنَ الآخِذينَ بِهِ
مَن لا يُقِم رُكنَهُ العِرفانُ لَم يَقُمِ
الناسُ تَسحَبُ فَضفاضَ الغَنِيِّ مَرَحاً
وَنَحنُ نَلبُسُ عَنهُ ضيقَةَ العُدُمِ
يا فِتيَةَ التُركِ حَيّا اللَهُ طَلعَتَكُم
وَصانَكُم وَهَداكُم صادِقَ الخِدَمِ
أَنتُم غَدُ المُلكِ وَالإِسلامِ لا بَرِحا
مِنكُم بِخَيرِ غَدٍ في المَجدِ مُبتَسِمِ
تُحِلُّكُم مِصرُ مِنها في ضَمائِرِها
وَتُعلِنُ الحُبَّ جَمّاً غَيرَ مُتَّهَمِ
فَنَحنُ إِن بَعُدَت دارٌ وَإِن قَرُبَت
جارانِ في الضادِ أَو في البَيتِ وَالحَرَمِ
ناهيكَ بِالسَبَبِ الشَرقِيِّ مِن نَسَبٍ
وَحَبَّذا سَبَبُ الإِسلامِ مِن رَحِمِ
شَملُ اللُغاتِ لَدى الأَقوامِ مُلتَئِمٌ
وَالضادُ فينا بِشَملٍ غَيرِ مُلتَئِمِ
فَقَرِّبوا بَينَنا فيها وَبَينَكُمُ
فَإِنَّها أَوثَقُ الأَسبابِ وَالذِمَمِ
وَكُلُّنا إِن أَخَذنا بِالفَلاحِ يَدٌ
وَسَعَينا قَدَمٌ فيهِ إِلى قَدَمِ
فَلا تَكونُنَّ تُركِيّا الفَتاةُ وَلا
تِلكَ العَجوزَ وَكونوا تُركِيا القِدَمِ
فَسَيفُها سَيفُها في كُلِّ مُعتَرَكٍ
وَعَدلُها طَوَّقَ الإِسلامَ بِالنِعَمِ
أحمد شوقي
الحمدان
06-01-2022, 02:28 PM
أَخشى عَلَيكِ مِنَ الجاراتِ حاسِدَةً
أَو سَهمَ غَيرانِ يَرميني وَيَرميكِ
لَولا الرَقيباتُ إِذ وَدَّعتِ غادِيَةً
قَبَّلتُ فاكِ وَقُلتُ النَفسُ تَفديكِ
يا أَطيبَ الناسِ ريقاً غَيرَ مُختَبَرٍ
إِلّا شَهادَةَ أَطرافِ المَساويكِ
قَد زُرتِنا مَرَّةً في الدَهرِ وَاحِدَةً
عودي وَلا تَجعَليها بَيضَةَ الديكِ
يا رَحمَةَ اللَهِ حُلّي في مَنازِلِنا
حَسبي بِرائِحَةِ الفِردَوسِ مِن فيكِ
إِنَّ الَّذي راحَ مَغبوطاً بِنِعمَتِهِ
كَفٌّ تَمَسُّكِ أَو كَفٌّ تُعاطيكِ
وَلَو وَهَبتِ لَنا يَوماً نَعيشُ بِهِ
أَحيَيتِ نَفساً وَكانَت مِن مَساعيكِ
بشار بن برد
الحمدان
06-01-2022, 02:29 PM
وَعَيَّرَني الأَعداءُ وَالعَيبُ فيهِمُ
وَلَيسَ بِعارٍ أَن يُقالَ ضَريرُ
إِذا أَبصَرَ المَرءُ المُروءَةَ وَالتُقى
فَإِنَّ عَمى العَينَينِ لَيسَ يَضيرُ
رَأَيتُ العَمى أَجراً وَذُخراً وَعِصمَةً
وَإِنّي إِلى تِلكَ الثَلاثِ فَقيرُ
بشار بن برد
الحمدان
06-03-2022, 11:36 AM
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ
وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها
مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ
بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً
وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ
وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً
فَلَأياً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ
أَثافِيَّ سُفعاً في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ
وَنُؤياً كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ
فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها
أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ
عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ
وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَمِ
وَفيهِنَّ مَلهىً لِلصَديقِ وَمَنظَرٌ
أَنيقٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ
بَكَرنَ بُكوراً وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ
فَهُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ
جَعَلنَ القَنانَ عَن يَمينٍ وَحَزنَهُ
وَمَن بِالقَنانِ مِن مُحِلٍّ وَمُحرِمِ
ظَهَرنَ مِنَ السوبانِ ثُمَّ جَزَعنَهُ
عَلى كُلِّ قَينِيٍّ قَشيبٍ مُفَأَّمِ
كَأَنَّ فُتاتَ العِهنِ في كُلِّ مَنزِلٍ
نَزَلنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لَم يُحَطَّمِ
فَلَمّا وَرَدنَ الماءَ زُرقاً جِمامُهُ
وَضَعنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ
سَعى ساعِيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَما
تَبَزَّلَ ما بَينَ العَشيرَةِ بِالدَمِ
فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الَّذي طافَ حَولَهُ
رِجالٌ بَنَوهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرهُمِ
يَميناً لَنِعمَ السَيِّدانِ وُجِدتُما
عَلى كُلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ
تَدارَكتُما عَبساً وَذُبيانَ بَعدَما
تَفانوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ
وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعاً
بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأَمرِ نَسلَمِ
فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ
بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ
عَظيمَينِ في عُليا مَعَدٍّ وَغَيرِها
وَمَن يَستَبِح كَنزاً مِنَ المَجدِ يَعظُمِ
فَأَصبَحَ يَجري فيهُمُ مِن تِلادِكُم
مَغانِمُ شَتّى مِن إِفالِ المُزَنَّمِ
تُعَفّى الكُلومُ بِالمِئينَ فَأَصبَحَت
يُنَجِّمُها مَن لَيسَ فيها بِمُجرِمِ
يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَومٍ غَرامَةً
وَلَم يُهَريقوا بَينَهُم مِلءَ مِحجَمِ
فَمِن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنّي رِسالَةً
وَذُبيانَ هَل أَقسَمتُمُ كُلَّ مُقسَمِ
فَلا تَكتُمُنَّ اللَهَ ما في نُفوسِكُم
لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ اللَهُ يَعلَمِ
يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَر
لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقَمِ
وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ
وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ
مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً
وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ
فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها
وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ
فَتُنتَج لَكُم غِلمانَ أَشأَمَ كُلُّهُم
كَأَحمَرِ عادٍ ثُمَّ تُرضِع فَتَفطِمِ
فَتُغلِل لَكُم ما لا تُغِلُّ لِأَهلِها
قُرىً بِالعِراقِ مِن قَفيزٍ وَدِرهَمِ
لَعَمري لَنِعمَ الحَيُّ جَرَّ عَلَيهِمُ
بِما لا يُواتيهِم حُصَينُ بنُ ضَمضَمِ
وَكانَ طَوى كَشحاً عَلى مُستَكِنَّةٍ
فَلا هُوَ أَبداها وَلَم يَتَجَمجَمِ
وَقالَ سَأَقضي حاجَتي ثُمَّ أَتَّقي
عَدُوّي بِأَلفٍ مِن وَرائِيَ مُلجَمِ
فَشَدَّ وَلَم تَفزَع بُيوتٌ كَثيرَةٌ
لَدى حَيثُ أَلقَت رَحلَها أُمُّ قَشعَمِ
لَدى أَسَدٍ شاكي السِلاحِ مُقَذَّفٍ
لَهُ لِبَدٌ أَظفارُهُ لَم تُقَلَّمِ
جَريءٍ مَتى يُظلَم يُعاقِب بِظُلمِهِ
سَريعاً وَإِلّا يُبدَ بِالظُلمِ يَظلِمِ
رَعَوا ما رَعَوا مِن ظِمئِهِم ثُمَّ أَورَدوا
غِماراً تَسيلُ بِالرِماحِ وَبِالدَمِ
فَقَضَّوا مَنايا بَينَهُم ثُمَّ أَصدَروا
إِلى كَلَأٍ مُستَوبِلٍ مُتَوَخَّمِ
لَعَمرُكَ ما جَرَّت عَلَيهِم رِماحُهُم
دَمَ اِبنِ نَهيكٍ أَو قَتيلِ المُثَلَّمِ
وَلا شارَكوا في القَومِ في دَمِ نَوفَلٍ
وَلا وَهَبٍ مِنهُم وَلا اِبنِ المُحَزَّمِ
فَكُلّاً أَراهُم أَصبَحوا يَعقِلونَهُم
عُلالَةَ أَلفٍ بَعدَ أَلفٍ مُصَتَّمِ
تُساقُ إِلى قَومٍ لِقَومٍ غَرامَةً
صَحيحاتِ مالٍ طالِعاتٍ بِمَخرِمِ
لِحَيٍّ حِلالٍ يَعصِمُ الناسَ أَمرُهُم
إِذا طَلَعَت إِحدى اللَيالي بِمُعظَمِ
كِرامٍ فَلا ذو الوِترِ يُدرِكُ وِترَهُ
لَدَيهِم وَلا الجاني عَلَيهِم بِمُسلَمِ
سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش
ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ
رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب
تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ
وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ
وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَمي
وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ
يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ
وَمَن يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلِهِ
عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَيُذمَمِ
وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ
يَفِرهُ وَمَن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشتَمِ
وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِلاحِهِ
يُهَدَّم وَمَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ
وَمَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَها
وَلَو رامَ أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِ
وَمَن يَعصِ أَطرافَ الزُجاجِ فَإِنَّهُ
يُطيعُ العَوالي رُكِّبَت كُلَّ لَهذَمِ
وَمَن يوفِ لا يُذمَم وَمَن يُفضِ قَلبُهُ
إِلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمجَمِ
وَمَن يَغتَرِب يَحسِب عَدُوّاً صَديقَهُ
وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَهُ لا يُكَرَّمِ
وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ
وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ
وَمَن لا يَزَل يَستَحمِلُ الناسَ نَفسَهُ
وَلا يُغنِها يَوماً مِنَ الدَهرِ يُسأَمِ
زهير بن أبي سلمه
الحمدان
06-04-2022, 05:50 AM
مُشعشعةٌ كأنّ الحِصّ فيها
إذا ما الماءُ خالطَها سَخينا
تجورُ بذي اللُّبانة عن هواهُ
إذا ما ذاقها حتى يلينا
ترى اللَّحِزَ الشّحيح إذا أُمِرّت
عليه لماله فيها مُهينا
صَبَنتِ الكأسَ عنّا أمّ عمرٍو
وكان الكأس مجراها اليمينا
وما شرُّ الثّلاثةِ أمّ عمرٍو
بصاحبِكِ الذي لا تَصبَحينا
عمر أبن كلثوم
الحمدان
06-04-2022, 03:01 PM
ماذا جنيتُ لكي تمل وصالي؟
إني سألتك هل تجيب سؤالي!
حاولتُ أن ألقى لهجرك حجة
فوقعت بين حقيقةٍ، وخيالي
كنتُ القريب وكنتَ أنت مقربي
يوم الوفاق وبهجة الإقبالي
فغدوتُ أشبهَ بالخصيم لخصمه
عجبًا إذًا لتقلب الأحوالِ
ياصاحبًا سكن الملالُ فؤادهُ
أسمعتَ مني سيءَ الأقوالِ؟
أنا ما طلبتك أن تعود لصحبتي
بعد القطيعة، أو ترق لحالي
فأنا بغيركَ كامل متكملٌ
وكذاك أنتَ على أتم كمالِ
لا أنتَ لي نقص ولا أنا سالب
منكَ الكمال فعش عزيزًا غالي
فاقطع وصالك ما استطعت، وعش على
هجري فإني لا أراك تبالي!
هي قصة بدأت بحبٍ صادق
وتنوعت يوما بكل جمالِ
فقضت ظروف الدهر أن تمضي بها
وبنا لأسوء منتهى ومآلي
أنا لن أجادلك الوفاء فما مضى
قد يستحال رجوعه، بجدالِ!
لو أن فيكَ من الوفاءِ بقيةً
لذكرتَ أياماً مضت وليالي
ووهبتني أسمى خصالِك مثلما
أنا قد وهبتُك من جميلِ خصالي
كم قُلت أنك خيرُ من عاشرتُهم
فأتيت أنت مخيبًا آماليَ
عبدالله خليل فقيري
جازان
الحمدان
06-05-2022, 11:17 AM
ذَلَّ مَن يَغبِطُ الذَليلَ بِعَيشٍ
رُبَّ عَيشٍ أَخَفُّ مِنهُ الحِمامُ
.
كُلُّ حِلمٍ أَتى بِغَيرِ اِقتِدارٍ
حُجَّةٌ لاجِئٌ إِلَيها اللِئامُ
مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ
ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ
المتنبي
الحمدان
06-06-2022, 10:03 AM
احذَرْ مُقاربةَ اللِّئامِ فإنّهُ
يُنبِيكَ عنهم في الأمورِ مجرّبُ
قومٌ إذا أيسَرتَ كانوا إخوةً
وإذا تَرِبتَ تَفَرّقوا وتَجَنّبوا
اصبِر على رَيبِ الزمَانِ فإنّهُ
بالصبرِ تُدرِكُ كلّ ما تَتَطَلّبُ
أبو فراس الحمداني
الحمدان
06-09-2022, 01:36 AM
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُهَا
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ
تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصَاتِهَا
وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ
كَأَنِّيْ غَدَاة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا
لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِيْ عَليََّ مَطِيَّهُمْ
يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ
وَإِنَّ شِفَائِيْ عَبْرَةٌ مَهَراقَةٌ
فهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا
وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ
فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّيْ صَبَابَةً
عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي
أَلا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ
وَلا سِيَّمَا يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ
وَيَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مَطِيَّتِيْ
فَيَا عَجَبًا مِنْ رَحْلِهَا المُتَحَمَّلِ
يَظَلُّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَا
وَشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ
وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ
فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي
تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعًا
عَقَرْتَ بَعِيْرِيْ يَا امْرَأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِيْ وَأَرْخِي زِمَامَهُ
وَلا تُبْعِدِيني مِنْ جَنَاكِ المُعَلِّلِ
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعًا
فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِيْ تَمَائِمَ مُغْيَلِ
إذا ما بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْحَرَفَتْ لَهُ
بِشِقٍّ وَشِقٌّ عِنْدَنَا لم يُحَوَّلِ
وَيَوْمًا عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَذَّرَتْ
عَلَيَّ وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
أَفَاطِمُ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ
وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صَرْمِيْ فَأَجْمِلِي
وَإنْ كنتِ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّيْ خَليْقَةٌ
فَسُلِّيْ ثِيَابِيْ مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ
أَغَرَّكِ مِنِّيْ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي
وَأَنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ
وَمَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا لِتَقْدَحِي
بِسَهْمَيْكِ في أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ
وَبَيْضَةِِ خِدْرٍٍ لا يُرَامُ خِبَاؤُهَا
تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَلِ
تَجَاوَزْتُ أَحْرَاسًا وَأَهْوَالَ مَعْشَرٍاً
عَلَيَّ حِرَاصٍ لَوْ يُشِرُّونَ مَقْتَلِي
إذا ما الثُّرَيَّا في السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ
تَعَرُّضَ أَثْنَاءِ الوِشَاحِ المُفَصَّلِ
فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَتْ لنَوْمٍ ثِيَابَهَا
لَدَى السِّتْرِ إِلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ
فَقَالَتْ يَمُيْنَ اللهَ ما لَكَ حِيْلَةٌ
وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ العَمَايَةَ تَنْجَلِي
خَرَجْتُ بِهَا تَمْشِيْ تَجُرُّ وَرَاءَنَا
عَلَى أثَرَيْنَا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وَانْتَحَى
بِنَا بَطْنُ حِقْفٍ ذِيْ رُكَامٍ عَقَنْقَلِ
إِذَا التَفَتَتْ نَحْوِيْ تَضَوَّعَ رِيْحُهَا
نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ
إِذَا قُلْتُ هَاتِيْ نَوِّلِيْنِيْ تَمَايَلَتْ
عَلَيَّ هَضِيْمَ الكَشَحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفاضَةٍ
تَرَائِبُهَا مَصْقُوْلَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ
كِبِكْرِ مُقَانَاةِ البَيَاضِ بِصُفْرَةٍ
غَذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرِ المُحَلَّلِِ
تَصُدُّ وَتُبْدِيْ عَنْ أَسِيْلٍ وَتَتَّقِيْ
بِنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِلِ
وَجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِشٍ
إِذَا هِيَ نَصَّتْهُ وَلا بِمُعَطَّلِ
وَفَرْعٍ يُغَشِّي المَتْنَ أَسْودَ فَاحِمٍ
أَثِيْثٍ كَقِنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ
غَدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلى العُلا
تَضِلُّ المَدَارَى في مُثَنًى وَمُرْسَلِ
وَكَشْحٍ لَطِيْفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّرٍ
وَسَاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّلِ
وَتَعْطُو بِرَخْصٍ غَيْرِ شَثْنٍ كَأَنَّهُ
أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاوِيْكُ إِسْحِلِ
تُضِيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَا
مَنَارَةُ مُمْسَى رَاهِبٍ مُتَبَتِّلِ
وَتُضْحِيْ فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِرَاشِهَا
نَؤُوْمُ الضُّحَى لم تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ
إِلى مِثْلِهَا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَةً
إِذَا ما اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْوَلِ
تسلت عمايات الرجالِ عن الصّبا
وليسَ صِبايَ عن هواها بمنسل
ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْوَى رَدَدتُه
نصيح على تعذَاله غير مؤتل
وليل كموج البحر أرخى سدولهُ
عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بجوزه
وأردف أعجازا وناء بكلكل
ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي
بصُبْحٍ وما الإصْباحَ فيك بأمثَلِ
فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُ
بكل مغار الفتل شدت بيذبل
كأنَّ الثريا علقت في مصامها
بأمْراسِ كتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ
وَقَدْ أغْتَدي وَالطّيرُ في وُكنُاتُها
بمنجردٍ قيدِ الأوابدِ هيكلِ
مِكَرٍّ مفرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معًا
كجلمودِ صخْر حطه السيل من علِ
كميت يزل اللبد عن حال متنه
كما زَلّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزّلِ
مسحٍّ إذا ما السابحاتُ على الونى
أثرنَ غبارًا بالكديد المركل
على العقبِ جيَّاش كأن اهتزامهُ
إذا جاش فيه حميُه غَليُ مِرْجلِ
يطيرُ الغلامُ الخفُّ عن صهواته
وَيُلْوي بأثْوابِ العَنيفِ المُثقَّلِ
دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أمَرّهُ
تقلبُ كفيهِ بخيطٍ مُوصلِ
لهُ أيطلا ظبيٍ وساقا نعامة
وإرخاء سرحانٍ وتقريبُ تتفلِ
كأن على الكتفين منه إذا انتحى
مَداكَ عَروسٍ أوْ صَرية َ حنظلِ
وباتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلجامُهُ
وباتَ بعيني قائمًا غير مرسل
فعنَّ لنا سربٌ كأنَّ نعاجَه
عَذارَى دَوارٍ في المُلاءِ المُذَيَّلِ
فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه
بجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَة ِ مُخْوَلِ
فألحَقَنا بالهادِياتِ وَدُونَهُ
جواحِرها في صرة ٍ لم تزيَّل
فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ وَنَعْجَة
ٍ
دِراكًا ولم يَنْضَحْ بماءٍ فيُغسَلِ
فظلّ طُهاة ُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِجٍ
صَفيفَ شِواءٍ أوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ
ورُحنا وراحَ الطرفُ ينفض رأسه
متى ما تَرَقَّ العينُ فيه تسهل
كأنَّ دماءَ الهادياتِ بنحره
عُصارة ُ حِنّاءٍ بشَيْبٍ مُرْجّلِ
وأنتَ إذا استدبرتُه سدَّ فرجه
بضاف فويق الأرض ليس بأعزل
أحار ترى برقًا كأن وميضه
كلمع اليدينِ في حبي مُكلل
يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيحُ راهِبٍ
أهان السليط في الذَّبال المفتَّل
قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتي بينَ حامر
وبين إكام بعد ما متأمل
وأضحى يسحُّ الماء عن كل فيقة
يكبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل
وتيماءَ لم يترُك بها جِذع نخلة
وَلا أُطُمًا إلا مَشيدًا بجَنْدَلِ
كأن طمية المجيمر غدوةً
من السَّيلِ والغثاء فَلكة ُ مِغزَلِ
كأنَّ أبانًا في أفانينِ ودقهِ
كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
وَألْقى بصَحْراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ
نزول اليماني ذي العياب المخوَّل
كأنّ سباعًا فيهِ غَرْقَى غدية
بِأرْجائِهِ القُصْوى أنابيشُ عُنْصُلِ
على قَطَنٍ بالشَّيْمِ أيْمَنُ صَوْبهِ
وَأيْسَرُهُ عَلى السّتارِ فَيَذْبُلِ
وَألقى بِبَيسانَ مَعَ اللَيلِ بَركَهُ
فَأنزَلَ مِنهُ العَصمَ مِن كُلِّ مَنزِلِ
امرؤ القيس
الحمدان
06-09-2022, 07:14 PM
إِذا المَرءُ لَم يَحتَل وَقَد جَدَّ جَدُّهُ
أَضاعَ وَقاسى أَمرُهُ وَهوَ مُدبِرُ
وَلكِن أَخو الحَزمِ الَّذي لَيسَ نازِلاً
بِهِ الأَمرُ إِلّا وَهوَ لِلأَمرِ مُبصِرُ
فَذاكَ قَريعُ الدَهرِ ماعاشَ حُوَّلٌ
إِذا سُدَّ مِنهُ مِنخَرٌ جاشَ مِنخَرُ
فَإِنَّكَ لَو قاسَيتَ بِاللَصبِ حيلَتي
بِلِحيانَ لَم يَقصُر بِكَ الدَهرَ مَقصَرُ
أَقولُ لِلَحيانٍ وَقَد صَفِرَت لَهُم
عِيابي وَيَومي دَيِّقُ الحِجرِ مُعوِرُ
لَكُم خَصلَةٌ إِمّا فِداءٌ وَمِنَّةٌ
وَإِمّا دَمٌ وَالقَتلُ بِالمَرءِ أَجدَرُ
وَأُخرى أُصادي النَفسَ عَنها وَإِنَّها
لَخُطَّةُ حَزمٍ إِن فَعَلتُ وَمَصدَرُ
فَرَشتُ لَها صَدري فَزَلَّ عَنِ الصَفا
بِهِ جُؤجُؤٌ عَبلٌ وَمَتنٌ مُخَصَّرُ
فَخالَطَ سَهلَ الأَرضِ لَم يَكدَحِ الصَفا
بِهِ كَدحَةٌ وَالمَوتُ خَزيانُ يَنظُرُ
فَأُبتُ إِلى فَهمٍ وَما كِدتُ آيِباً
وَكَم مِثلِها فارَقتُها وَهيَ تَصفِرُ
تأبّط شرا
الحمدان
06-09-2022, 07:14 PM
عَلى الشَنفَرى ساري الغَمامِ فَرائِحٌ
غَزيرُ الكُلى وَصَيِّبُ الماءِ باكِرُ
عَلَيكَ جَزاءٌ مِثلُ يَومِكَ بِالجَبا
وَقَد رَعَفَت مِنكَ السُيوفُ البَواتِرُ
وَيَومِكَ يَومُ العَيكَتَينِ وَعَطفَةٍ
عَطَفتَ وَقَد مَسَّ القُلوبَ الحَناجِرُ
تَجولُ بِبِزِّ المَوتِ فيهِم كَأَنَّهُم
بِشَوكَتِكَ الحُدّى ضَئينٌ نَوافِرُ
وَطَعنَةِ خَلسٍ قَد طَعَنتَ مُرِشَّةٍ
لَها نَفَذٌ تَضِلُّ فيهِ المَسابِرُ
إِذا كُشِفَت عَنها السُتورُ شَحا لَها
فَمٌ كَفَمِ العَزلاءِ فَيحانُ فاغِرُ
يَظَلُّ لَها الآسي يَميدُ كَأَنَّهُ
نَزيفٌ هَراقَت لُبَّهُ الخَمرُ ساكِرُ
فَيَكفي الَّذي يَكفي الكَريمُ بِحَزمِهِ
وَيَصبِرُ إِنَّ الحُرَّ مِثلَكَ صابِرُ
فَإِن تَكُ نَفسُ الشَنفَرى حُمَّ يَومُها
وَراحَ لَهُ ماكانَ مِنهُ يُحاذِرُ
فَما كانَ بِدعاً أَن يُصابَ فَمِثلُهُ
أُصيبَ وَحُمَّ المُلتَجونَ الفَوادِرُ
قَضى نَحبَهُ مُستَكثِراً مِن جَميلِهِ
مُقِلّاً مِنَ الفَحشاءِ وَالعِرضُ وافِرُ
يُفَرِّجُ عَنهُ غُمَّةَ الرَوعِ عَزمُهُ
وَصَفراءُ مِرنانٌ وَأَبيَضُ باتِرُ
وَأَشقَرُ غَيداقُ الجِراءِ كَأَنَّهُ
عُقابٌ تَدَلّى بَينَ نيقَينِ كاسِرُ
يَجُمُّ جُمومَ البَحرِ طالَ عُبابُهُ
إِذا فاضَ مِنهُ أَوَّلٌ جاشَ آخِرُ
لَئِن ضَحِكَت مِنكَ الإِماءُ لَقَد بَكَت
عَلَيكَ فَأَعوَلنَ النِساءُ الحَرائِرُ
وَمَرقَبَةٍ شَمّاءَ أَقعَيتَ فَوقَها
لِيَغنَمَ غازٍ أَو لِيُدرِكَ ثائيرُ
وَأَمرٍ كَسَدِّ المِنخَرَينِ اِعتَلَيتَهُ
فَنَفَّستَ مِنهُ وَالمَنايا حَواضِرُ
وَإِنَّكَ لَو لاقَيتَني بَعدَ ما تَرى
وَهَل يُلقَينَ مَن غَيَّبَتهُ المَقابِرُ
لَأَلفَيتِني في غارَةٍ أَعتَزي بِها
إِلَيكَ وَإِمّا راجِعاً أَنا ثائِرُ
فَلَو نَبَّأَتني الطَيرُ أَو كُنتُ شاهِداً
لَآساكَ في البَلوى أَخٌ لَكَ ناصِرُ
وَإِن تَكُ مَأسوراً وَظَلتَ مُخَيّماً
وَأَبلَيتَ حَتّى ما يَكيدُكَ واتِرُ
وَحَتّى رَماكَ الشَيبُ في الرَأسِ عانِساً
وَخَيرُكَ مَبسوطٌ وَزادُكَ حاضِرُ
وَأَجمَلُ مَوتِ المَرءِ إِذ كانَ مَيِّتاً
وَلابُدَّ يَوماً مَوتُهُ وَهوَ صابِرُ
وَخَفَّضَ جَأشي أَنَّ كُلَّ اِبنِ حُرَّةٍ
إِلى حَيثُ صِرتَ لا مَحالَةَ صائِرُ
وَأَنَّ سَوامَ المَوتِ تَجري خِلالَنا
رَوائِحُ مِن أَحداثِهِ وَبَواكِرُ
فَلا يَبعَدَنَّ الشَنفَرى وَسِلاحُهُ
الحَديدُ وَشَدٌّ خَطوُهُ مُتَواتِرُ
إِذا راعَ رَوعُ المَوتِ راعَ وَإِن حَمى
حَمى مَعَهُ حُرٌّ كَريمٌ مُصابِرُ
تأبّط شرا
الحمدان
06-09-2022, 07:47 PM
لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ
أَقفَرتِ أَنتِ وَهُنَّ مِنكِ أَواهِلُ
يَعلَمنَ ذاكِ وَما عَلِمتِ وَإِنَّما
أَولاكُما يُبكى عَلَيهِ العاقِلُ
وَأَنا الَّذي اِجتَلَبَ المَنِيَّةَ طَرفُهُ
فَمَنِ المُطالَبُ وَالقَتيلُ القاتِلُ
تَخلو الدِيارُ مِنَ الظِباءِ وَعِندَهُ
مِن كُلِّ تابِعَةٍ خَيالٌ خاذِلُ
اللاءِ أَفتَكُها الجَبانُ بِمُهجَتي
وَأَحَبُّها قُرباً إِلَيَّ الباخِلُ
الرامِياتُ لَنا وَهُنَّ نَوافِرٌ
وَالخاتِلاتُ لَنا وَهُنَّ غَوافِلُ
كافَأنَنا عَن شِبهِهِنَّ مِنَ المَها
فَلَهُنَّ في غَيرِ التُرابِ حَبائِلُ
مِن طاعِني ثُغَرِ الرِجالِ جَآذِرٌ
وَمِنَ الرِماحِ دَمالِجٌ وَخَلاخِلُ
وَلِذا اِسمُ أَغطِيَةِ العُيونِ جُفونُها
مِن أَنَّها عَمَلَ السُيوفِ عَوامِلُ
كَم وَقفَةٍ سَجَرَتكَ شَوقاً بَعدَما
غَرِيَ الرَقيبُ بِنا وَلَجَّ العاذِلُ
دونَ التَعانُقِ ناحِلَينِ كَشَكلَتَي
نَصبٍ أَدَقَّهُما وَصَمَّ الشاكِلُ
اِنعَم وَلَذَّ فَلِلأُمورِ أَواخِرٌ
أَبَداً إِذا كانَت لَهُنَّ أَوائِلُ
ما دُمتَ مِن أَرَبِ الحِسانِ فَإِنَّما
رَوقُ الشَبابِ عَلَيكَ ظِلٌّ زائِلُ
لِلَّهوِ آوِنَةٌ تَمُرُّ كَأَنَّها
قُبَلٌ يُزَوَّدُها حَبيبٌ راحِلُ
جَمَحَ الزَمانُ فَما لَذيذٌ خالِصٌ
مِمّا يَشوبُ وَلا سُرورٌ كامِلُ
حَتّى أَبو الفَضلِ اِبنُ عَبدِ اللَهِ رُؤ
يَتُهُ المُنى وَهيَ المَقامُ الهائِلُ
مَمطورَةٌ طُرقي إِلَيها دونَها
مِن جودِهِ في كُلِّ فَجٍّ وابِلُ
مَحجوبَةٌ بِسُرادِقٍ مِن هَيبَةٍ
تَثني الأَزِمَّةَ وَالمَطِيُّ ذَوامِلُ
لِلشَمسِ فيهِ وَلِلرِياحِ وَلِلسَحا
بِ وَلِلبِحارِ وَلِلأُسودِ شَمائِلُ
وَلَدَيهِ مِلعِقيانِ وَالأَدَبِ المُفا
دِ وَمِلحَياةِ وَمِلمَماتِ مَناهِلُ
لَو لَم يُهَب لَجَبُ الوُفودِ حَوالَهُ
لَسَرى إِلَيهِ قَطا الفَلاةِ الناهِلُ
يَدري بِما بِكَ قَبلَ تُظهِرُهُ لَهُ
مِن ذِهنِهِ وَيُجيبُ قَبلَ تُسائِلُ
وَتَراهُ مُعتَرِضاً لَها وَمُوَلِّياً
أَحداقُنا وَتَحارُ حينَ يُقابِلُ
كَلِماتُهُ قُضُبٌ وَهُنَّ فَواصِلٌ
كُلُّ الضَرائِبِ تَحتَهُنَّ مَفاصِلُ
هَزَمَت مَكارِمُهُ المَكارِمَ كُلَّها
حَتّى كَأَنَّ المَكرُماتِ قَنابِلُ
وَقَتَلنَ دَفراً وَالدُهَيمَ فَما تُرى
أُمُّ الدُهَيمِ وَأُمُّ دَفرٍ هابِلُ
عَلّامَةُ العُلَماءِ وَاللُجُّ الَّذي
لا يَنتَهي وَلِكُلِّ لُجٍّ ساحِلُ
لَو طابَ مَولِدُ كُلِّ حَيٍّ مِثلَهُ
وَلَدَ النِساءُ وَما لَهُنَّ قَوابِلُ
لَو بانَ بِالكَرَمِ الجَنينُ بَيانَهُ
لَدَرَت بِهِ ذَكَرٌ أَمُ اَنثى الحامِلُ
لِيَزِد بَنو الحَسَنِ الشِرافُ تَواضُعاً
هَيهاتَ تُكتَمُ في الظَلامِ مَشاعِلُ
سَتَروا النَدى سَترَ الغُرابِ سِفادَهُ
فَبَدا وَهَل يَخفى الرَبابُ الهاطِلُ
جَفَخَت وَهُم لا يَجفَخونَ بِهابِهِم
شِيَمُ عَلى الحَسَبِ الأَغَرِّ دَلائِلُ
مُتَشابِهِي وَرَعِ النُفوسِ كَبيرُهُم
وَصَغيرُهُم عَفُّ الإِزارِ حُلاحِلُ
يا اِفخَر فَإِنَّ الناسِ فيكَ ثَلاثَةٌ
مُستَعظِمٌ أَو حاسِدٌ أَو جاهِلُ
وَلَقَد عَلَوتَ فَما تُبالي بَعدَما
عَرَفوا أَيَحمَدُ أَم يَذُمُّ القائِلُ
أُثني عَلَيكَ وَلَو تَشاءُ لَقُلتَ لي
قَصَّرتَ فَالإِمساكُ عَنّي نائِلُ
لا تَجسُرُ الفُصَحاءُ تُنشِدُ هَهُنا
بَيتاً وَلَكِنّي الهِزَبرُ الباسِلُ
ما نالَ أَهلُ الجاهِلِيَّةِ كُلُّهُم
شِعري وَلا سَمِعَت بِسِحرِيَ بابِلُ
وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ
فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ
مَن لي بِفَهمِ أُهَيلِ عَصرٍ يَدَّعي
أَن يَحسُبَ الهِندِيَّ فيهِم باقِلُ
وَأَما وَحَقِّكَ وَهوَ غايَةُ مُقسِمٍ
لِلحَقُّ أَنتَ وَما سِواكَ الباطِلُ
الطيبُ أَنتَ إِذا أَصابَكَ طيبُهُ
وَالماءُ أَنتَ إِذا اِغتَسَلتَ الغاسِلُ
ما دارَ في الحَنَكِ اللِسانُ وَقَلَّبَت
قَلَماً بِأَحسَنَ مِن نَثاكَ أَنامِلُ
المتنبي
الحمدان
06-09-2022, 07:47 PM
لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ
أَقفَرتِ أَنتِ وَهُنَّ مِنكِ أَواهِلُ
يَعلَمنَ ذاكِ وَما عَلِمتِ وَإِنَّما
أَولاكُما يُبكى عَلَيهِ العاقِلُ
وَأَنا الَّذي اِجتَلَبَ المَنِيَّةَ طَرفُهُ
فَمَنِ المُطالَبُ وَالقَتيلُ القاتِلُ
تَخلو الدِيارُ مِنَ الظِباءِ وَعِندَهُ
مِن كُلِّ تابِعَةٍ خَيالٌ خاذِلُ
اللاءِ أَفتَكُها الجَبانُ بِمُهجَتي
وَأَحَبُّها قُرباً إِلَيَّ الباخِلُ
الرامِياتُ لَنا وَهُنَّ نَوافِرٌ
وَالخاتِلاتُ لَنا وَهُنَّ غَوافِلُ
كافَأنَنا عَن شِبهِهِنَّ مِنَ المَها
فَلَهُنَّ في غَيرِ التُرابِ حَبائِلُ
مِن طاعِني ثُغَرِ الرِجالِ جَآذِرٌ
وَمِنَ الرِماحِ دَمالِجٌ وَخَلاخِلُ
وَلِذا اِسمُ أَغطِيَةِ العُيونِ جُفونُها
مِن أَنَّها عَمَلَ السُيوفِ عَوامِلُ
كَم وَقفَةٍ سَجَرَتكَ شَوقاً بَعدَما
غَرِيَ الرَقيبُ بِنا وَلَجَّ العاذِلُ
دونَ التَعانُقِ ناحِلَينِ كَشَكلَتَي
نَصبٍ أَدَقَّهُما وَصَمَّ الشاكِلُ
اِنعَم وَلَذَّ فَلِلأُمورِ أَواخِرٌ
أَبَداً إِذا كانَت لَهُنَّ أَوائِلُ
ما دُمتَ مِن أَرَبِ الحِسانِ فَإِنَّما
رَوقُ الشَبابِ عَلَيكَ ظِلٌّ زائِلُ
لِلَّهوِ آوِنَةٌ تَمُرُّ كَأَنَّها
قُبَلٌ يُزَوَّدُها حَبيبٌ راحِلُ
جَمَحَ الزَمانُ فَما لَذيذٌ خالِصٌ
مِمّا يَشوبُ وَلا سُرورٌ كامِلُ
حَتّى أَبو الفَضلِ اِبنُ عَبدِ اللَهِ رُؤ
يَتُهُ المُنى وَهيَ المَقامُ الهائِلُ
مَمطورَةٌ طُرقي إِلَيها دونَها
مِن جودِهِ في كُلِّ فَجٍّ وابِلُ
مَحجوبَةٌ بِسُرادِقٍ مِن هَيبَةٍ
تَثني الأَزِمَّةَ وَالمَطِيُّ ذَوامِلُ
لِلشَمسِ فيهِ وَلِلرِياحِ وَلِلسَحا
بِ وَلِلبِحارِ وَلِلأُسودِ شَمائِلُ
وَلَدَيهِ مِلعِقيانِ وَالأَدَبِ المُفا
دِ وَمِلحَياةِ وَمِلمَماتِ مَناهِلُ
لَو لَم يُهَب لَجَبُ الوُفودِ حَوالَهُ
لَسَرى إِلَيهِ قَطا الفَلاةِ الناهِلُ
يَدري بِما بِكَ قَبلَ تُظهِرُهُ لَهُ
مِن ذِهنِهِ وَيُجيبُ قَبلَ تُسائِلُ
وَتَراهُ مُعتَرِضاً لَها وَمُوَلِّياً
أَحداقُنا وَتَحارُ حينَ يُقابِلُ
كَلِماتُهُ قُضُبٌ وَهُنَّ فَواصِلٌ
كُلُّ الضَرائِبِ تَحتَهُنَّ مَفاصِلُ
هَزَمَت مَكارِمُهُ المَكارِمَ كُلَّها
حَتّى كَأَنَّ المَكرُماتِ قَنابِلُ
وَقَتَلنَ دَفراً وَالدُهَيمَ فَما تُرى
أُمُّ الدُهَيمِ وَأُمُّ دَفرٍ هابِلُ
عَلّامَةُ العُلَماءِ وَاللُجُّ الَّذي
لا يَنتَهي وَلِكُلِّ لُجٍّ ساحِلُ
لَو طابَ مَولِدُ كُلِّ حَيٍّ مِثلَهُ
وَلَدَ النِساءُ وَما لَهُنَّ قَوابِلُ
لَو بانَ بِالكَرَمِ الجَنينُ بَيانَهُ
لَدَرَت بِهِ ذَكَرٌ أَمُ اَنثى الحامِلُ
لِيَزِد بَنو الحَسَنِ الشِرافُ تَواضُعاً
هَيهاتَ تُكتَمُ في الظَلامِ مَشاعِلُ
سَتَروا النَدى سَترَ الغُرابِ سِفادَهُ
فَبَدا وَهَل يَخفى الرَبابُ الهاطِلُ
جَفَخَت وَهُم لا يَجفَخونَ بِهابِهِم
شِيَمُ عَلى الحَسَبِ الأَغَرِّ دَلائِلُ
مُتَشابِهِي وَرَعِ النُفوسِ كَبيرُهُم
وَصَغيرُهُم عَفُّ الإِزارِ حُلاحِلُ
يا اِفخَر فَإِنَّ الناسِ فيكَ ثَلاثَةٌ
مُستَعظِمٌ أَو حاسِدٌ أَو جاهِلُ
وَلَقَد عَلَوتَ فَما تُبالي بَعدَما
عَرَفوا أَيَحمَدُ أَم يَذُمُّ القائِلُ
أُثني عَلَيكَ وَلَو تَشاءُ لَقُلتَ لي
قَصَّرتَ فَالإِمساكُ عَنّي نائِلُ
لا تَجسُرُ الفُصَحاءُ تُنشِدُ هَهُنا
بَيتاً وَلَكِنّي الهِزَبرُ الباسِلُ
ما نالَ أَهلُ الجاهِلِيَّةِ كُلُّهُم
شِعري وَلا سَمِعَت بِسِحرِيَ بابِلُ
وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ
فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ
مَن لي بِفَهمِ أُهَيلِ عَصرٍ يَدَّعي
أَن يَحسُبَ الهِندِيَّ فيهِم باقِلُ
وَأَما وَحَقِّكَ وَهوَ غايَةُ مُقسِمٍ
لِلحَقُّ أَنتَ وَما سِواكَ الباطِلُ
الطيبُ أَنتَ إِذا أَصابَكَ طيبُهُ
وَالماءُ أَنتَ إِذا اِغتَسَلتَ الغاسِلُ
ما دارَ في الحَنَكِ اللِسانُ وَقَلَّبَت
قَلَماً بِأَحسَنَ مِن نَثاكَ أَنامِلُ
المتنبي
الحمدان
06-11-2022, 01:45 PM
أجمل ما قيل في العصر الحديث قصيدة نزار قباني حين كان سفيراً في أسبانيا، فزار قصر الحمراء في غرناطة، وكان هذا الحوار:
في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهم
تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد
هل أنت إسبانية ؟ ساءلـتها
قالت: وفي غـرناطة ميلادي
غرناطة؟ وصحت قرون سبعة
في تينـك العينين.. بعد رقاد
وأمـية راياتـها مرفوعـة
وجيـادها موصـولة بجيـاد
ما أغرب التاريخ كيف أعادني
لحفيـدة سـمراء من أحفادي
وجه دمشـقي رأيت خـلاله
أجفان بلقيس وجيـد سعـاد
ورأيت منـزلنا القديم وحجرة
كانـت بها أمي تمد وسـادي
واليـاسمينة رصعـت بنجومه
والبركـة الذهبيـة الإنشـاد
ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينه
في شعـرك المنساب ..نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي
ما زال مختـزناً شمـوس بلادي
في طيب "جنات العريف" ومائه
في الفل، في الريحـان، في الكباد
سارت معي.. والشعر يلهث خلفه
كسنابـل تركـت بغيـر حصاد
يتألـق القـرط الطـويل بجيده
مثـل الشموع بليلـة الميـلاد..
ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائي التاريـخ كـوم رمـاد
الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضه
والزركشات على السقوف تنادي
قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودن
فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي
أمجادها؟ ومسحت جرحاً نـازف
ومسحت جرحاً ثانيـاً بفـؤادي
يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـت
أن الـذين عـنتـهم أجـدادي
عانـقت فيهـا عنـدما ودعته
رجلاً يسمـى "طـارق بن زياد"
الحمدان
06-12-2022, 03:34 AM
هكذا كنْ محبةً واحتفالاً
واعصِ فينا الوشاةَ والعذَّالا
لكَ منّا تكتُّمٌ واستتارٌ
ولنا منكَ أن تطيلَ السؤالا
إنَّ لله في الوجودِ وجوهاً
تركَتْ حسنَها لهُ والجمالا
فاعلموا أنَّ في الزوايا خبايا
وافهموا أنَّ في السويدا رجالا
أقحموا النفسَ في مهالكِ زهدٍ
يفترسْنَ الأرْواحَ والأموالا
قصدوا هدمَ سورِها فبَنَوْه
وأتوا كي يقصِّروهُ فطالا
أنفسٌ أكرمُ النُّفوسِ على الل
هِ وأقوى حَوْلاً وأقوَمُ حالا
فهي تمشي مَشْيَ العروسِ اختيالا
وتهادى على الزمانِ دلالا
نحنُ قومٌ يعيشُ مَنْ ماتَ فينا
مستهاماً ويبلغُ الآمالا
عشْ على حبنا ومتْ في هوانا
هكذا هكذا وإلاّ فلا لا
ابن الوردي
الحمدان
06-12-2022, 03:35 AM
كَمْ مِنْ صديقٍ صدوقِ الودِّ تحسبُهُ
في راحةٍ ولديهِ الهمُّ والنَّكَدُ
لا تغبطنَّ بني الدنيا بنعمتهم
فراحةُ القلبِ لم يظفَر بها أحدُ
ابن الوردي .. العصر المملوكي
الحمدان
06-12-2022, 11:54 AM
قالَ السَماءُ كَئيبَةٌ وَتَجَهَّما
قُلتُ اِبتَسِم يَكفي التَجَهّمُ في السَما
قالَ الصِبا وَلّى فَقُلتُ لَهُ اِبتَسِم
لَن يُرجِعَ الأَسَفُ الصِبا المُتَصَرِّما
قالَ الَّتي كانَت سَمائِيَ في الهَوى
صارَت لِنَفسِيَ في الغَرامِ جَهَنَّما
خانَت عُهودي بَعدَما مَلَّكتُها
قَلبي فَكَيفَ أُطيقُ أَن أَتَبَسَّما
قُلتُ اِبتَسِم وَاِطرَب فَلَو قارَنتَها
قَضَّيتَ عُمرَكَ كُلَّهُ مُتَأَلِّما
قالَ التِجارَةُ في صِراعٍ هائِلٍ
مِثلُ المُسافِرِ كادَ يَقتُلَهُ الظَما
أَو غادَةٍ مَسلولَةٍ مُحتاجَةٍ
لِدَمٍ وَتَنفُثُ كُلَما لَهَثَت دَما
قُلتُ اِبتَسِم ما أَنتَ جالِبَ دائِها
وَشِفائِها فَإِذا اِبتَسَمتَ فَرُبَّما
أَيَكونُ غَيرُكَ مُجرِماً وَتَبيتُ في
وَجَلٍ كَأَنَّكَ أَنتَ صِرتَ المُجرِما
قالَ العِدى حَولي عَلَت صَيحاتُهُم
أَأُسَرُّ وَالأَعداءُ حَولِيَ الحِمى
قُلتُ اِبتَسِم لَم يَطلُبوكَ بِذَمِّهِم
لَو لَم تَكُن مِنهُم أَجَلَّ وَأَعظَما
قالَ المَواسِمُ قَد بَدَت أَعلامُها
وَتَعَرَّضَت لي في المَلابِسِ وَالدُمى
وَعَلَيَّ لِلأَحبابِ فَرضٌ لازِمٌ
لَكِنَّ كَفّي لَيسَ تَملُكُ دِرهَما
قُلتُ اِبتَسِم يَكفيكَ أَنَّكَ لَم تَزَل
حَيّاً وَلَستَ مِنَ الأَحِبَّةِ مُعدَما
قالَ اللَيالي جَرَّعَتني عَلقَماً
قُلتُ اِبتَسِم وَلَئِن جَرَعتَ العَلقَما
فَلَعَلَّ غَيرَكَ إِن رَآكَ مُرَنَّماً
طَرَحَ الكَآبَةَ جانِباً وَتَرَنَّما
أَتُراكَ تَغنَمُ بِالتَبَرُّمِ دِرهَماً
أَم أَنتَ تَخسَرُ بِالبَشاشَةِ مَغنَما
يا صاحِ لا خَطَرٌ عَلى شَفَتَيكَ أَن
تَتَلَثَّما وَالوَجهِ أَن يَتَحَطَّما
فَاِضحَك فَإِنَّ الشُهبَ تَضحَكُ وَالدُجى
مُتَلاطِمٌ وَلِذا نُحِبُّ الأَنجُما
قالَ البَشاشَةُ لَيسَ تُسعِدُ كائِناً
يَأتي إِلى الدُنيا وَيَذهَبُ مُرغَما
قُلتُ اِبتَسِم ما دامَ بَينَكَ وَالرَدى
شِبرٌ فَإِنَّكَ بَعدُ لَن تَتَبَسَّما
إيليا ابو ماضي لبنان
الحمدان
06-12-2022, 11:56 AM
قُلتُ السَعادَةُ في المُنى فَرَدَدتَني
وَزَعِمتَ أَنَّ المَرءَ آفَتُهُ المُنى
وَرَأَيتُ في ظِلِّ الغِنى تِمثالَها
وَرَأَيتَ أَنتَ البُؤسَ في ظِلِّ الغِنى
ما لي أَقولُ بِأَنَّها قَد تُقتَنى
فَتَقولُ أَنتَ بِأَنَّها لا تُفتَنى
وَأَقولُ إِن خُلِقَت فَقَد خُلِقَت لَنا
فَتَقولُ إِن خُلِقَت فَلِم تُخلَق لَنا
وَأَقولُ إِنّي مُؤمِنٌ بِوُجودِها
فَتَقولُ ما أَحراكَ أَن لا تُؤمِنا
وَأَقولُ سِرٌّ سَوفَ يُعلَنُ في غَدٍ
فَتَقولُ لا سِرُّ هُناكَ وَلا هُنا
يا صاحِبي هَذا حِوارٌ باطِلٌ
لا أَنتَ أَدرَكتَ الصَوابَ وَلا أَنا
إيليا ابو ماضي
الحمدان
06-13-2022, 03:07 PM
رأيتُ الذنوبَ تميتُ القلوب
ويتبِعُها الذلَّ إدمانُها
وتركُ الذنوب حياةُ القلوبِ
وخيرٌ لنفسكَ عصيانُها
وهل بدَّلَ الدينَ إلا الملوكُ
وأحبار سوءٍ ورُهبانُها
وباعوا النفوسَ فلم يربَحوا
ولم تغلُ فى البيع أثمانُها
لقَد رتعَ القومُ فى جيفةٍ
يبينُ لذى العقلِ أنتانُها
عبدالله إبن المبارك
الحمدان
06-13-2022, 03:43 PM
علي بن الجهم بن بدر، أبو الحسن، من بني سامة، من لؤي بن غالب. شاعر، رقيق الشعر، أديب، من أهل بغداد. كان معاصراً لأبي تمام، وخص بالمتوكل العباسي. ثم غضب عليه المتوكل، فنفاه إلى خراسان، فأقام مدة. وانتقل إلى حلب، ثم خرج منها بجماعة يريد الغزو، فاعترضه فرسان من بني كلب، فقاتلهم، وخرج ومات من جراحه
تَوَكَّلنا عَلى رَبِّ السَماءِ
وَسَلَّمنا لِأَسبابِ القَضاءِ
وَوَطَّنّا عَلى غِيَرِ اللَيالي
نُفوساً سامَحَت بَعدَ الإِباءِ
وَأَفنِيَةُ المُلوكِ مُحَجَّباتٌ
وَبابُ اللَهِ مَبذولُ الفِناءِ
فَما أَرجو سِواهُ لِكَشفِ ضُرّي
وَلَم أَفزَع إِلى غَيرِ الدُعاءِ
وَلِم لا أَشتَكي بَثّي وَحُزني
إِلى مَن لا يَصَمُّ عَنِ النِداءِ
هِيَ الأَيّامُ تَكلِمُنا وَتَأسو
وَتَجري بِالسَعادَةِ وَالشَقاءِ
فَلا طولُ الثَواءِ يَرُدُّ رِزقاً
وَلا يَأتي بِهِ طولُ البَقاءِ
وَلا يُجدي الثَراءُ عَلى بَخيلٍ
إِذا ما كانُ مَحظورَ الثَراءِ
وَلَيسَ يَبيدُ مالٌ عَن نَوالٍ
وَلا يُؤتى سَخِيٌّ مِن سَخاءِ
كَما أَنَّ السُؤالَ يُذِلُّ قَوماً
كذاكَ يُعِزُّ قَوماً بِالعَطاءِ
حَلَبنا الدَهرَ أَشطُرَهُ وَمَرَّت
بِنا عُقَبُ الشَدائِدِ وَالرَخاءِ
فَلَم آسَف عَلى دُنيا تَوَلَّت
وَلَم نُسبَق إِلى حُسنِ العَزاءِ
وَلَم نَدَعِ الحَياءَ لِمَسِّ ضُرٍّ
وَبَعضُ الضُرِّ يَذهَبُ بِالحَياءِ
وَجَرَّبنا وَجَرَّبَ أَوَّلونا
فَلا شَيءٌ أَعَزُّ مِنَ الوَفاءِ
تَوَقَّ الناسَ يَاِبنَ أَبي وَأُمّي
فَهُم تَبَعُ المَخافَةِ وَالرَجاءِ
وَلا يَغرُركَ مِن وَغدٍ إِخاءٌ
لِأَمرٍ ما غَدا حَسَنَ الإِخاءِ
أَلم تَرَ مُظهِرينَ عَلَيَّ غِشّاً
وَهُم بِالأَمسِ إِخوانُ الصَفاءِ
بُليتُ بِنَكبَةٍ فَغَدَوا وَراحوا
عَلَيَّ أَشَدَّ أَسبابِ البَلاءِ
أَبَت أَخطارُهُم أَن يَنصُروني
بِمالٍ أَو بِجاهٍ أَو بِراءِ
وَخافوا أَن يُقالَ لَهُم خَذَلتُم
صَديقاً فَاِدَّعَوا قِدَمَ الجَفاءِ
تَضافَرَتِ الرَوافِضُ وَالنَصارى
وَأَهلُ الإِعتِزالِ عَلى هِجائي
فَبَختَيشوعُ يَشهَدُ لِاِبنِ عَمروٍ
وَعَزّونٌ لِهارونَ المُرائي
وَما الجَذماءُ بِنتُ أَبي سُمَيرٍ
بِجَذماءِ اللِسانِ عَنِ الخَناءِ
وَعابوني وَما ذَنبي إِلَيهم
سِوى عِلمى بِأَولادِ الزِناءِ
إِذا ما عُدَّ مِثلُهُمُ رِجالاً
فَما فَضلُ الرِجالِ عَلى النِساءِ
عَلَيهِم لَعنَةُ اللَهِ اِبتَداءً
وَعَوداً في الصَباحِ وَفي المَساءِ
إِذا سَمَّيتُهُم لِلنّاسِ قالوا
أُولئِكَ شَرُّ مَن تَحتَ السَماءِ
أَنا المُتَوَكِّلِيُّ هَوىً وَرَأياً
وَما بِالواثِقِيَّةِ مِن خَفاءِ
علي بن الجهم
الحمدان
06-14-2022, 07:48 AM
صغيرٌ يطلبُ الكِبرا
وشيخٌ ود لو صَغُرا
وخالٍ يشتهي عملاً
وذو عملٍ به ضَجِرا
ورب المال في تعب
وفي تعب من افتقرا
وذو الأولاد مهمومٌ
وطالبهم قد انفطرا
ومن فقد الجمال شكي
وقد يشكو الذي بُهِرا
ويشقى المرء منهزما
ولا يرتاح منتصرا
....؟
الحمدان
06-15-2022, 10:29 AM
أَلا مَن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنِّي
فَقَد تُهدَى النَصيحة للنصيحِ
فأنَّكم وما تُزجُونَ نحوي
مِنَ القَولِ المُرَغَّى والصَريحِ
سَيَندَمُ بَعضُكُم عَجلاً عليه
وما أَثرى اللِسانُ إِلى الجَرُوحِ
ابت لي عفَّتِي وأَبى بَلائي
وأَخذِي الحَمدَ بالثَمَنِ الرَبِيحِ
وإِعطائي على المكروهِ مالي
وضَربي هامَةَ البَطَلِ المُشِيحِ
بِذي شطَبٍ كَلَونِ المِلحِ صافٍ
ونَفسٍ ما تَقر على القبيحِ
وقَولي كَلَّما جَشأت وجاشَت
مَكانَكِ تُحمَدِي أو تستريحي
لأَدفَعَ عَن مآثرَ صالحاتٍ
وأحمي بَعدُ عن عِرضٍ صَحِيحِ
أُهِينُ المالَ فيما بَينَ قَومِي
وأدفَعُ عَنهمُ سُنَنَ المَنِيحِ
ابت لي أَن أُقضِّي في فعالي
وأَن أُغضِي على أمرٍ قبيحِ
فأما رُحتُ بالشرفِ المُعلى
وإِما رُحتُ بالموتِ المُرِيحِ
قرَت أحسابُنا كرما فأَبدَت
لنا الضراءُ عن أُدُمٍ صحاحِ
ولم يُظهر لنا عُقراتِ سَوءٍ
جمودُ القطرِ أو بكءُ اللقاحِ
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحمدان
06-15-2022, 10:30 AM
أَشدُد حيازَيمكَ لِلمَوت
فَإِنَّ المَوتَ لاقيكا
وَلا تَجزع مِنَ المَوتِ
إِذا حَلَّ بِواديكا
فَإِنَّ الدِرعَ وَالبيَضة
يَومَ الرَوعِ يَكفيكا
كَما أَضحكَ الدَهرُ
كَذاكَ الدَهرُ يُبكيكا
فَقَد أَعرِفُ أَقواماً
وَإِن كانوا صَعاليكا
مَساريعٌ إِلى النَجدَة
لِلغَيِّ مَتاريكا
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحمدان
06-15-2022, 09:33 PM
كُن بَلسَماً إِن صارَ دَهرُكَ أَرقَما
وَحَلاوَةً إِن صارَ غَيرُكَ عَلقَما
إِنَّ الحَياةَ حَبَتكَ كُلَّ كُنوزِها
لا تَبخَلَنَّ عَلى الحَياةِ بِبَعضِ ما
أَحسِن وَإِن لَم تُجزَ حَتّى بِالثَنا
أَيَّ الجَزاءِ الغَيثُ يَبغي إِن هَمى
مَن ذا يُكافِئُ زَهرَةً فَوّاحَةً
أَو مَن يُثيبُ البُلبُلَ المُتَرَنِّما
عُدَّ الكِرامَ المُحسِنينَ وَقِسهُمُ
بِهِما تَجِد هَذَينِ مِنهُم أَكرَما
يا صاحِ خُذ عِلمَ المَحَبَّةِ عَنهُما
إِنّي وَجَدتُ الحُبَّ عَلَماً قَيِّما
لَو لَم تَفُح هَذي وَهَذا ما شَدا
عاشَت مُذَمَّمَةً وَعاشَ مُذَمَّما
فَاِعمَل لِإِسعادِ السِوى وَهَنائِهِم
إِن شِئتَ تُسعَدَ في الحَياةِ وَتَنعُما
أَيقِظ شُعورَكَ بِالمَحَبَّةِ إِن غَفا
لَولا الشُعورُ الناسُ كانوا كَالدُمى
أَحبِب فَيَغدو الكوخُ كَوناً نَيِّراً
وَاِبغُض فَيُمسي الكَونُ سِجناً مُظلِما
ما الكَأسُ لَولا الخَمرُ غَيرُ زُجاجَةٍ
وَالمَرءُ لَولا الحُبُّ إِلّا أَعظُما
كَرِهَ الدُجى فَاِسوَدَّ إِلّا شُبهُهُ
بَقِيَت لِتَضحَكَ مِنهُ كَيفَ تَجَهَّما
لَو تَعشَقُ البَيداءُ أَصبَحَ رَملُها
زَهراً وَصارَ سَرابُها الخَدّاعُ ما
لَو لَم يَكُن في الأَرضِ إِلّا مِبغِضٌ
لَتَبَرَّمَت بِوُجودِهِ وَتَبَرَّما
لاحَ الجَمالُ لِذي نُهىً فَأَحَبَّهُ
وَرَآهُ ذو جَهلٍ فَظَنَّ وَرَجَّما
لا تَطلِبَنَّ مَحَبَّةً مِن جاهِلٍ
المَرءُ لَيسَ يُحَبُّ حَتّى يُفهَما
وَاِرفُق بِأَبناءِ الغَباءِ كَأَنَّهُم
مَرضى فَإِنَّ الجَهلَ شَيءٌ كَالعَمى
وَاِلهُ بِوَردِ الرَوضِ عَن أَشواكِهِ
وَاِنسَ العَقارِبَ إِن رَأَيتَ الأَنجُما
يا مَن أَتانا بِالسَلامِ مُبَشِّراً
هَشَّ الحِمى لَمّا دَخَلتَ إِلى الحِمى
وَصَفوكَ بِالتَقوى وَقالوا جَهبَذٌ
عَلامَةٌ وَلَقَد وَجَدتُكَ مِثلَما
لَفظٌ أَرَقُّ مِنَ النَسيمِ إِذا سَرى
سَحَراً وَحُلوٌ كَالكَرى إِن هَوَّما
وَإِذا نَطَقتَ فَفي الجَوارِحِ نَشوَةٌ
هِيَ نَشوَةُ الروحِ اِرتَوَت بَعدَ الظَما
وَإِذا كَتَبتَ فَفي الطُروسِ حَدائِقٌ
وَشّى حَواشيها اليَراعُ وَنَمنَما
وَإِذا وَقَفتَ عَلى المَنابِرِ أَوشَكَت
أَخشابُها لِلزَهوِ أَن تَتَكَلَّما
إِن كُنتَ قَد أَخطاكَ سِربالُ الغِنى
عاشَ اِبنُ مَريَمَ لَيسَ يَملُكُ دِرهَما
وَأَحَبَّ حَتّى مَن أَحَبَّ هَلاكَهُ
وَأَعانَ حَتّى مَن أَساءَ وَأَجرَما
نامَ الرُعاةُ عَنِ الخِرافِ وَلَم تَنَم
فَإِلَيكَ نَشكو الهاجِعينَ النُوَّما
عَبَدوا الإِلَهَ لِمَغنَمٍ يَرجونَهُ
وَعَبَدتَ رَبَّكَ لَستَ تَطلُبُ مَغنَما
كَم رَوَّعوا بِجَهَنَّمٍ أَرواحَنا
فَتأَلَّمَت مِن قَبلُ أَن تَتَأَلَّما
زَعَموا الإِلَهَ أَعَدَّها لِعَذابِنا
حاشا وَرَبُّكَ رَحمَةٌ أَن يَظلِما
ما كانَ مِن أَمرِ الوَرى أَن يَرحَموا
أَعدائَهُم إِلّا أَرَقَّ وَأَرحَما
لَيسَت جَهَنَّمُ غَيرَ فِكرَةِ تاجِرٍ
اللَهُ لَم يَخلُق لَنا إِلّا السَما
إيليا ابو ماضي
الحمدان
06-16-2022, 02:58 AM
كَفى بِالَّذي تولينَهُ لَو تَجَنَّبا
شِفاءً لِسُقمٍ بَعدَما عادَ أَشيَبا
عَلى أَنَّها كانَت تَأَوَّلُ حُبَّها
تَأَوُّلَ رِبعِيِّ السِقابِ فَأَصحَبا
فَتَمَّ عَلى مَعشوقَةٍ لا يَزيدُها
إِلَيهِ بَلاءُ الشَوقِ إِلّا تَحَبُّبا
وَإِنّي اِمرُؤٌ قَد باتَ هَمّي قَريبَتي
تَأَوَّبَني عِندَ الفِراشِ تَأَوُّبا
سَأوصي بَصيراً إِن دَنَوتُ مِنَ البِلى
وَصاةَ اِمرِئٍ قاسى الأُمورَ وَجَرَّبا
بِأَن لا تَبَغَّ الوُدَّ مِن مُتَباعِدٍ
وَلا تَنأَ عَن ذي بِغضَةٍ إِن تَقَرَّبا
فَإِنَّ القَريبَ مَن يُقَرِّبُ نَفسَهُ
لَعَمرُ أَبيكَ الخَيرَ لا مَن تَنَسَّبا
مَتى يَغتَرِب عَن قَومِهِ لا يَجِد لَهُ
عَلى مَن لَهُ رَهطٌ حَوالَيهِ مُغضَبا
وَيُحطَم بِظُلمٍ لا يَزالُ يَرى لَهُ
مَصارِعَ مَظلومٍ مُجَرّاً وَمَسحَبا
وَتُدفَنُ مِنهُ الصالِحاتُ وَإِن يُسِئ
يَكُن ما أَساءَ النارَ في رَأسِ كَبكَبا
وَلَيسَ مُجيراً إِن أَتى الحَيَّ خائِفٌ
وَلا قائِلاً إِلّا هُوَ المُتَعَيَّبا
أَرى الناسَ هَرّوني وَشُهِّرَ مَدخَلي
وَفي كُلِّ مَمشى أَرصَدَ الناسُ عَقرَبا
فَأَبلِغ بَني سَعدِ بنِ قَيسٍ بِأَنَّني
عَتَبتُ فَلَمّا لَم أَجِد لِيَ مَعتَبا
صَرَمتُ وَلَم أَصرِمكُمُ وَكَصارِمٍ
أَخٌ قَد طَوى كَشحاً وَأَبَّ لِيَذهَبا
وَمِثلُ الَّذي تولونَني في بُيوتِكُم
يُقَنّي سِناناً كَالقُدامى وَثَعلَبا
وَيَبعُدُ بَيتُ المَرءِ عَن دارِ قَومِهِ
فَلَن يَعلَموا مُمساهُ إِلّا تَحَسُّبا
إِلى مَعشَرٍ لا يُعرَفُ الوُدُّ بَينَهُم
وَلا النَسَبُ المَعروفُ إِلّا تَنَسُّبا
أَراني لَدُن أَن غابَ قَومي كَأَنَّما
يَرانِيَ فيهِم طالِبُ الحَقِّ أَرنَبا
دَعا قَومَهُ حَولي فَجاؤوا لِنَصرِهِ
وَنادَيتُ قَوماً بِالمُسَنّاةِ غُيَّبا
فَأَرضوهُ أَن أَعطوهُ مِنّي ظُلامَةً
وَما كُنتُ قُلّاً قَبلَ ذَلِكَ أَزيَبا
وَرُبَّ بَقيعٍ لَو هَتَفتُ بِجَوِّهِ
أَتاني كَريمٌ يَنفُضُ الرَأسَ مُغضَبا
أَرى رَجُلاً مِنكُم أَسيفاً كَأَنَّما
يَضُمُّ إِلى كَشحَيهِ كَفّاً مُخَضَّبا
وَما عِندَهُ مَجدٌ تَليدٌ وَلا لَهُ
مِنَ الريحِ فَضلٌ لا الجَنوبُ وَلا الصَبا
وَإِنّي وَما كَلَّفتُموني وَرَبِّكُم
لَيَعلَمَ مَن أَمسى أَعَقَّ وَأَحرَبا
لَكَالثَورِ وَالجِنِّيُّ يَضرِبُ ظَهرَهُ
وَما ذَنبَهُ إِن عافَتِ الماءَ مَشرَبا
وَما ذَنبُهُ أَن عافَتِ الماءَ باقِرٌ
وَما إِن تَعافُ الماءَ إِلّا لِيُضرَبا
فَإِن أَنأَ عَنكُم لا أُصالِح عَدوَّكُم
وَلا أُعطِهِ إِلّا جِدالاً وَمِحرَبا
وَإِن أَدنُ مِنكُم لا أَكُن ذا تَميمَةٍ
يُرى بَينَكُم مِنها الأَجالِدُ مُثقَبا
سَيَنبَحُ كَلبي جَهدَهُ مِن وَرائِكُم
وَأُغني عِيالي عَنكُمُ أَن أُؤَنَّبا
وَأَدفَعُ عَن أَعراضِكُم وَأُعيرُكُم
لِساناً كَمِقراضِ الخَفاجِيِّ مِلحَبا
هُنالِكَ لا تَجزونَني عِندَ ذاكُمُ
وَلَكِن سَيَجزيني الإِلَهُ فَيُعقِبا
ثَنائي عَلَيكُم بِالمَغيبِ وَإِنَّني
أَراني إِذا صارَ الوَلاءُ تَحَزُّبا
أَكونُ اِمرَءً مِنكُم عَلى ما يَنوبُكُم
وَلَن يَرَني أَعداؤكُم قَرنَ أَعضَبا
أَراني وَعَمرواً بَينَنا دَقُّ مَنشِمٍ
فَلَم يَبقَ إِلّا أَن أُجَنَّ وَيَكلَبا
كِلانا يُرائي أَنَّهُ غَيرُ ظالِمٍ
فَأَعزَبتُ حِلمي أَو هُوَ اليَومَ أَعزَبا
وَمَن يُطِعِ الواشينَ لا يَترُكوا لَهُ
صَديقاً وَإِن كانَ الحَبيبَ المُقَرَّبا
وَكُنتُ إِذا ما القِرنُ رامَ ظُلامَتي
غَلِقتُ فَلَم أَغفِر لِخَصمي فَيَدرَبا
كَما اِلتَمَسَ الرومِيُّ مِنشَبَ قُفلِهِ
إِذا اِجتَسَّهُ مِفتاحُهُ أَخطَأَ الشَبا
فَما ظَنُّكُم بِاللَيثِ يَحمي عَرينَهُ
نَفى الأُسدَ عَن أَوطانِهِ فَتُهُيِّبا
يُكِنُّ حِداداً مَوجَداتٍ إِذا مَشى
وَيُخرِجُها يَوماً إِذا ما تَحَرَّبا
لَهُ السَورَةُ الأولى عَلى القِرنِ إِذ غَدا
وَلا يَستَطيعُ القِرنُ مِنهُ تَغَيُّبا
عَلَوتُكُمُ وَالشَيبُ لَم يَعلُ مَفرِقي
وَهادَيتُموني الشِعرَ كَهلاً مُجَرَّبا
الأعشى
الحمدان
06-16-2022, 06:08 PM
هل الدهر الا ليلة ونهارها
والا طلوع الشمس ثم غيارها
ابى القلب الا ام عمرو واصبحت
تحرق ناري بالشكاة ونارها
وعيرها الواشون اني احبها
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
فلا يهنأ الواشين ان قد هجرتها
واظلم دوني ليلها ونهارها
فأن اعتذر منها فأني مكذب
وان تعتذر يردد عليها اعتذارها
.......
الحمدان
06-17-2022, 07:15 PM
أتظن أنك عندما أحرقتني
ورقصت كالشيطان فوق رفاتي
وتركتني للذاريات تذرني
كحلاً لعين الشمس في الفلوات
أتظن أنك قد طمست هويتي!
ومحوت تاريخي ومعتقداتي؟
عبثا تحاول.. لا فناء لثائرٍ
أنا كالقيامه ذات يوم آت
مهذل الصقور اليامي
القصيدة لا تحكي عن القومية
أو المقاومة بل عن امرأة
فالكلام كله موجه لإمرأة
لكنهم عكسوا الآية
و حذفوا الجزء الآخر.
الحمدان
06-18-2022, 01:52 AM
اصْعَد بِعَزْمِكَ إنَّ المَجْدَ مُتَّصِلُ
وهل تَمَلُّ صُعُودًا أيُّها البَطَلُ
أنتَ المُفَكِّرُ قَدْ نادَتْكَ نَهْضَتُنا
أنتَ المُجَدِّدُ والمأمولُ والأمَلُ
أنتَ المُظَفَّرُ لا تُثنيك مُعْضِلَةٌ
أعداءُ هِمَّتِكَ التَّقْصيرُ والكَسَلُ
مِقْدامُ عَصْرِكَ لا تخشى مَخاطِرَهُ
تَمضي وعَزْمُكَ لا يُوهي بِهِ كَلَلُ
لَوْ عَمَّ عَزْمُكَ في الأصقاعِ لَانْدَثَرَتْ
أعتى المَصاعِبِ واسْتَعْصى بِها الزَّلَلُ
تُقصي الجَهالَةَ تُهْدي النّاسَ مَعْرِفةً
والنَّاسُ ما بَرِحوا أعْداءَ ما جَهِلوا
تَمْضي بِحُلْمِكَ بِالإصْرارِ تَجْعَلُهُ
رأيَ العِيانِ لَكَ الأحلامُ تَمْتَثِلُ
أحْنَتْ لِرؤيَتِكَ الأكوانُ هامَتَها
واسْتَعَجَبَ الغَدُ ماذا يَصْنَعُ الرَّجُلُ؟
كَمْ شَاعَ قَبْلَكَ أقوالٌ بِلا عَمَلٍ
حتّى أتَيْتَ فَكانَ القَوْلُ والعَمَلُ
إن قُلْتَ سوْفَ وحَرفُ السينِ تنطِقهُ
في التَّوّ ِ قَوْلُكَ بالأفعالِ يَكْتَمِلُ
ترنوا إليك جُموعُ النَّاسِ مُصغِيةً
والخَصْمُ يُنْصِتُ والأقوامُ والدُّوَلُ
يُهدي حديثُكَ كُلَّ الشّعْبِ طَمْأَنَةً
أمّا العدُوُّ فَقَدْ أودى بِهِ الوَجَلُ
إنْ كُنْتَ تُشْعِلُ نورًا يُسْتضاءُ بِهِ
فالنَّارِ في كَبِدِ الحُسَّادِ تَشْتَعِلُ
أنْتَ الهلاكُ لِباغٍ لا يكّفُ أذًى
أنتَ الملاذُ لِمَنْ ضاقَتْ بِهِ السُّبُلُ
أنتَ الكريمُ بِلا منّ ٍ ولا هدَفٍ
والجُودُ فيكَ أصيلٌ ليس يُفْتَعَلُ
أنْتَ المُسَدَّدُ رَأْيًا والجَسُورُ فَمَا
تَرضى القُعُودَ بِهَمِّ النَّاسِ مُنْشَغِلُ
أنْتَ العَطُوفُ إذا ما ضاقَ مُنْكَسِرٌ
أنت الدَّواءُ إذا ما شَاعَتِ العِلَلُ
أنْتَ الغَضوبُ إذا ما مُهْجَةٌ ظُلِمَت
أنت الثَّباتُ إذا ما زاغَتِ المُقَلُ
ما قُلْتُ فيكَ أبا سَلْمانَ يَجْعَلُني
رَغْمَ الأُنوفِ بِتاجِ الشِّعْرِ أحْتَفِلُ
فالشِّعْرُ مَمْلَكَةٌ تأبى لها مَلِكًا
قَدْ قالَ شِعْرًا ولَمْ يُضْرَبْ بِهِ المَثَلُ
الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد
الحمدان
06-18-2022, 01:52 AM
لآخرِ أمر المـرء تُفضي أَوائِلُـه
و دهْرُكَ في الإدبار كُثر وسائلُهْ
جَرَعتُ كؤوس الهمِّ حتى ألِفْتُها
و قد ضاق ذرعا بي وأُثْقِلَ كاهِلُهْ
وأَبْدى ليَ الأصحابُ ما لسْتُ جاهلاً
بأنَّ اشْتِدادَ الكرب فَرداً تُعَامِلُـهْ
وأنْ لا وفاء غير في الأُنس والرَّخا
وإلّا فَكُلٌّ قَد توالَت مَشاغِلُـه
عَرَفتُ من الأيام تكرار غدرِها
فمَن قالَ أنَّ الغدر قد خابَ فاعِلُهْ
فما خابت الأيامُ من سوء فعلها
وقدخاب حُسْنُ الظَّن خابَ تفاؤلُه
فيا ظَهري المطعون بالخنجر الذّي
على خيري الموصول قد شَبَّ حامِلُه
أيَا ظَهري المطعون خيراً فعَلْت بي
بألّا تُريني الغدر وجهاً أُقابِلُهْ
أيا فالقَ الإصباحِ والحَبِّ والنَّوى
ويا سابقاً للعفو تُخْشَى نَوازِلُهْ
فَلَم يَبقَ إلّا أنتَ منجا ومُرْتجى
وإلّا فَكُلٌّ قد توَلَّت قوافِلُه
الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد
الحمدان
06-18-2022, 01:53 AM
هِيَ الخَمْسونُ ياابْنَ الأكْرَمينا
أراها لَحْظَةً ..لَيْسَتْ سِنينا
عرفتُ خِلالَها مِقْدارَ جَهْلي
بِذلك صِرْتُ أدْهى العارِفينا
عَشِقْتُ صَبابَةً ونَقِمْتُ كُرْهًا
وتُبتُ هِدايةً وضَلَلْتُ حِينا
فَكَمْ قَدْ كُنْتُ صَيْدًا لِلْخطايا
وكَمْ قَدْ كُنْتُ في المُسْتَغْفِرينا
الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد
الحمدان
06-18-2022, 11:09 AM
أَصَحَوتَ اليَومَ أَم شاقَتكَ هِر
وَمِنَ الحُبِّ جُنونٌ مُستَعِر
لا يَكُن حُبُّكِ داءً قاتِلاً
لَيسَ هَذا مِنكِ ماوِيَّ بِحُر
كَيفَ أَرجو حُبَّها مِن بَعدِ ما
عَلِقَ القَلبُ بِنُصبٍ مُستَسِر
أَرَّقَ العَينَ خَيالٌ لَم يَقِر
طافَ وَالرَكبُ بِصَحراءِ يُسُر
جازَتِ البيدَ إِلى أَرحُلِنا
آخِرَ اللَيلِ بِيَعفورٍ خَدِر
ثُمَّ زارَتني وَصَحبي هُجَّعٌ
في خَليطٍ بَينَ بُردٍ وَنَمِر
تَخلِسُ الطَرفَ بِعَينَي بَرغَزٍ
وَبِخَدَّي رَشَإٍ آدَمَ غِر
وَلَها كَشحا مَهاةٍ مُطفِلٍ
تَقتَري بِالرَملِ أَفنانَ الزَهَر
وَعَلى المَتنينِ مِنها وارِدٌ
حَسَنُ النَبتِ أَثيثٌ مُسبَطِرّ
جابَةُ المِدرى لَها ذو جُدَّةٍ
تَنفُضُ الضالَ وَأَفنانَ السَمُر
بَينَ أَكنافِ خُفافٍ فَاللِوى
مُخرِفٌ تَحنو لِرَخصِ الظِلفِ حُر
تَحسِبُ الطَرفَ عَلَيها نَجدَةٌ
يا لِقَومي لِلشَبابِ المُسبَكِر
حَيثُما قاظوا بِنَجدٍ وَشَتَوا
حَولَ ذاتِ الحاذِ مِن ثِنيَي وُقُر
فَلَهُ مِنها عَلى أَحيانِها
صَفوَةُ الراحِ بِمَلذوذٍ خَصِر
إِن تُنَوِّلهُ فَقَد تَمنَعُهُ
وَتُريهِ النَجمَ يَجري بِالظُهُر
ظَلَّ في عَسكَرَةٍ مِن حُبِّها
وَنَأَت شَحطَ مَزارِ المُدَّكِر
فَلَئِن شَطَّت نَواها مَرَّةً
لَعَلى عَهدِ حَبيبٍ مُعتَكِر
بادِنٌ تَجلو إِذا ما اِبتَسَمَت
عَن شَتيتٍ كَأَقاحِ الرَملِ غُر
بَدَّلَتهُ الشَمسُ مِن مَنبَتِهِ
بَرَداً أَبيَضَ مَصقولَ الأُشُر
وَإِذا تَضحَكُ تُبدي حَبَباً
كَرُضابِ المِسكِ بِالماءِ الخَصِر
صادَفَتهُ حَرجَفٌ في تَلعَةٍ
فَسَجا وَسطَ بِلاطٍ مُسبَطِر
وَإِذا قامَت تَداعى قاصِفٌ
مالَ مِن أَعلى كَثيبٍ مُنقَعِر
تَطرُدُ القُرَّ بِحُرٍّ صادِقٍ
وَعَكيكَ القَيظِ إِن جاءَ بِقُر
لا تَلُمني إِنَّها مِن نِسوَةٍ
رُقَّدِ الصَيفِ مَقاليتٍ نُزُر
كَبَناتِ المَخرِ يَمأَدنَ كَما
أَنبَتَ الصَيفُ عَساليجَ الخُضَر
فَجَعوني يَومَ زَمّوا عيرَهُم
بِرَخيمِ الصَوتِ مَلثومٍ عَطِر
وَإِذا تَلسُنُني أَلسُنُها
إِنَّني لَستُ بِمَوهونٍ فَقِر
لا كَبيرٌ دالِفٌ مِن هَرَمٍ
أَرهَبُ اللَيلَ وَلا كَلُّ الظُفُر
وَبِلادٍ زَعِلٍ ظِلمانُها
كَالمَخاضِ الجُربِ في اليَومِ الخَدِر
قَد تَبَطَّنتُ وَتَحتي جَسرَةٌ
تَتَّقي الأَرضَ بِمَلثومٍ مَعِر
فَتَرى المَروَ إِذا ما هَجَّرَت
عَن يَدَيها كَالفِراشِ المُشفَتِر
ذاكَ عَصرٌ وَعَداني أَنَّني
نابَني العامَ خُطوبٌ غَيرُ سِر
مِن أُمورٍ حَدَثَت أَمثالُها
تَبتَري عودَ القَويِّ المُستَمِر
وَتَشَكّى النَفسُ ما صابَ بِها
فَاِصبِري إِنَّكِ مِن قَومٍ صُبُر
إِن نُصادِف مُنفِساً لا تُلفِنا
فُرُحَ الخَيرِ وَلا نَكبو لِضُر
أُسدُ غابٍ فَإِذا ما فَزَعوا
غَيرُ أَنكاسٍ وَلا هوجٍ هُذُر
وَلِيَ الأَصلُ الَّذي في مِثلِهِ
يُصلِحُ الآبِرُ زَرعَ المُؤتَبِر
طَيِّبو الباءَةِ سَهلٌ وَلَهُم
سُبُلٌ إِن شِئتَ في وَحشٍ وَعِر
وَهُمُ ما هُم إِذا ما لَبِسوا
نَسجَ داوُودَ لِبَأسٍ مُحتَضِر
وَتَساقى القَومُ كَأساً مُرَّةً
وَعَلا الخَيلَ دِماءٌ كَالشَقِر
ثُمَّ زادوا أَنَّهُم في قَومِهِم
غُفُرٌ ذَنبَهُمُ غَيرُ فُخُر
لا تَعِزُّ الخَمرُ إِن طافوا بِها
بِسِباءِ الشَولِ وَالكومِ البُكُر
فَإِذا ما شَرِبوها وَاِنتَشوا
وَهَبوا كُلَّ أَمونٍ وَطِمِر
ثُمَّ راحوا عَبَقُ المِسكِ بِهِم
يُلحِفونَ الأَرضَ هُدّابَ الأُزُر
وَرِثوا السُؤدُدَ عَن آبائِهِم
ثُمَّ سادوا سُؤدُداً غَيرَ زَمِر
نَحنُ في المَشتاةِ نَدعو الجَفَلى
لا تَرى الآدِبَ فينا يَنتَقِر
حينَ قالَ الناسُ في مَجلِسِهِم
أَقُتارٌ ذاكَ أَم ريحُ قُطُر
بِجِفانٍ تَعتَري نادِيَنا
مِن سَديفٍ حينَ هاجَ الصِنَّبِر
كَالجَوابي لا تَني مُترَعَةً
لِقِرى الأَضيافِ أَو لِلمُحتَضِر
ثُمَّ لا يَخزُنُ فينا لَحمُها
إِنَّما يَخزُنُ لَحمُ المُدَّخِر
وَلَقَد تَعلَمُ بَكرٌ أَنَّنا
آفَةُ الجُزرِ مَساميحٌ يُسُر
وَلَقَد تَعلَمُ بَكرٌ أَنَّنا
واضِحو الأَوجُهِ في الأَزمَةِ غُر
وَلَقَد تَعلَمُ بَكرٌ أَنَّنا
فاضِلو الرَأيِ وَفي الرَوعِ وُقُر
وَلَقَد تَعلَمُ بَكرٌ أَنَّنا
صادِقو البَأسِ وَفي المَحفِلِ غُر
يَكشِفونَ الضُرَّ عَن ذي ضُرِّهِم
وَيُبِرّونَ عَلى الآبي المُبِر
فُضُلٌ أَحلامُهُم عَن جارِهِم
رُحُبُ الأَذرُعِ بِالخَيرِ أُمُر
ذُلُقٌ في غارَةٍ مَسفوحَةٍ
وَلَدى البَأسِ حُماةٌ ما نَفِر
نُمسِكُ الخَيلَ عَلى مَكروهِها
حينَ لا يُمسِكُها إِلّا الصُبُر
حينَ نادى الحَيُّ لَمّا فَزَعوا
وَدَعا الداعي وَقَد لَجَّ الذُعُر
أَيُّها الفِتيانُ في مَجلِسِنا
جَرِّدوا مِنها وِراداً وَشُقُر
أَعوَجيّاتٍ طِوالاً شُزَّباً
دوخِلَ الصَنعَةُ فيها وَالضُمُر
مِن يَعابيبَ ذُكورٍ وُقُحٍ
وَهِضَبّاتٍ إِذا اِبتَلَّ العُذُر
جافِلاتٍ فَوقَ عوجٍ عُجُلٍ
رُكَّبَت فيها مَلاطيسُ سُمُر
وَأَنافَت بِهَوادٍ تُلُعٍ
كَجُذوعٍ شُذَّبَت عَنها القِشَر
عَلَتِ الأَيدي بِأَجوازٍ لَها
رُحُبِ الأَجوافِ ما إِن تَنبَهِر
فَهيَ تَردي فَإِذا ما أَلهَبَت
طارَ مِن إِحمائِها شَدُّ الأَزُر
كائِراتٍ وَتَراها تَنتَحي
مُسلَحِبّاتٍ إِذا جَدَّ الحُضُر
ذُلُقُ الغارَةِ في إِفزاعِهِم
كَرِعالِ الطَيرِ أَسراباً تَمُر
نَذَرُ الأَبطالَ صَرعى بَينَها
ما يَني مِنهُم كَمِيٌّ مُنعَفِر
فَفِداءٌ لِبَني قَيسٍ عَلى
ما أَصابَ الناسَ مِن سُرٍّ وَضُر
خالَتي وَالنَفسُ قِدماً أَنَّهُم
نَعِمَ الساعونَ في القَومِ الشُطُر
وَهُمُ أَيسارُ لُقمانٍ إِذا
أَغلَتِ الشَتوَةُ أَبداءَ الجُزُر
لا يُلِحّونَ عَلى غارِمِهِم
وَعَلى الأَيسارِ تَيسيرُ العَسِر
كُنتُ فيكُم كَالمُغَطّي رَأسَهُ
فَاِنجَلى اليَومَ قِناعي وَخُمُر
وَلَقَد كُنتُ عَلَيكُم عاتِباً
فَعَقَبتُم بِذُنوبٍ غَيرِ مُر
سادِراً أَحسَبُ غَيِّي رَشَداً
فَتَناهَيتُ وَقَد صابَت بِقُر
طرفة بن العبد
الحمدان
06-18-2022, 06:22 PM
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
سَتَبكي شَجوَها فَرَسي وَمُهري
صَفائِحُ دَمعُها ماءُ الجُسومِ
قَرَبنَ النارَ ثُمَّ نَشَأنَ فيها
كَما نَشَأَ العَذارى في النَعيمِ
وَفارَقنَ الصَياقِلَ مُخلَصاتٍ
وَأَيديها كَثيراتُ الكُلومِ
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ
وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني
وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً
وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ
وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ
عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ
المتنبي
الحمدان
06-19-2022, 07:29 AM
أَلا مَن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنِّي
فَقَد تُهدَى النَصيحة للنصيحِ
فأنَّكم وما تُزجُونَ نحوي
مِنَ القَولِ المُرَغَّى والصَريحِ
سَيَندَمُ بَعضُكُم عَجلاً عليه
وما أَثرى اللِسانُ إِلى الجَرُوحِ
ابت لي عفَّتِي وأَبى بَلائي
وأَخذِي الحَمدَ بالثَمَنِ الرَبِيحِ
وإِعطائي على المكروهِ مالي
وضَربي هامَةَ البَطَلِ المُشِيحِ
بِذي شطَبٍ كَلَونِ المِلحِ صافٍ
ونَفسٍ ما تَقر على القبيحِ
وقَولي كَلَّما جَشأت وجاشَت
مَكانَكِ تُحمَدِي أو تستريحي
لأَدفَعَ عَن مآثرَ صالحاتٍ
وأحمي بَعدُ عن عِرضٍ صَحِيحِ
أُهِينُ المالَ فيما بَينَ قَومِي
وأدفَعُ عَنهمُ سُنَنَ المَنِيحِ
ابت لي أَن أُقضِّي في فعالي
وأَن أُغضِي على أمرٍ قبيحِ
فأما رُحتُ بالشرفِ المُعلى
وإِما رُحتُ بالموتِ المُرِيحِ
قرَت أحسابُنا كرما فأَبدَت
لنا الضراءُ عن أُدُمٍ صحاحِ
ولم يُظهر لنا عُقراتِ سَوءٍ
جمودُ القطرِ أو بكءُ اللقاحِ
الإمام الشافعي
الحمدان
06-19-2022, 07:30 AM
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ
وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
وَلَستُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُني
وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِيا
فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتي
وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيا
كِلانا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَهُ
وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَدُّ تَغانِيا
الإمام الشافعي
الحمدان
06-19-2022, 10:12 AM
لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حُرٍّ
يموت بموته خلق كثير
....
الحمدان
06-20-2022, 06:34 AM
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ
فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ
مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ
وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ
وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ
يُمَزِّقُ الدَهرُ حَتماً كُلَّ سابِغَةٍ
إِذا نَبَت مَشرَفِيّات وَخرصانُ
وَيَنتَضي كُلَّ سَيفٍ للفَناء وَلَو
كانَ ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد غمدانُ
أَينَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ
وَأَينَ مِنهُم أَكالِيلٌ وَتيجَانُ
وَأَينَ ما شادَهُ شَدّادُ في إِرَمٍ
وَأينَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ
وَأَينَ ما حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ
وَأَينَ عادٌ وَشدّادٌ وَقَحطانُ
أَتى عَلى الكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ
حَتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما كانُوا
وَصارَ ما كانَ مِن مُلكٍ وَمِن مَلكٍ
كَما حَكى عَن خَيالِ الطَيفِ وَسنانُ
دارَ الزَمانُ عَلى دارا وَقاتِلِهِ
وَأَمَّ كِسرى فَما آواهُ إِيوانُ
كَأَنَّما الصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ سببٌ
يَوماً وَلا مَلَكَ الدُنيا سُلَيمانُ
فَجائِعُ الدُهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ
وَلِلزَمانِ مَسرّاتٌ وَأَحزانُ
وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها
وَما لِما حَلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ
دهى الجَزيرَة أَمرٌ لا عَزاءَ لَهُ
هَوَى لَهُ أُحُدٌ وَاِنهَدَّ ثَهلانُ
أَصابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت
حَتّى خَلَت مِنهُ أَقطارٌ وَبُلدانُ
فاِسأل بَلَنسِيةً ما شَأنُ مرسِيَةٍ
وَأَينَ شاطِبة أَم أَينَ جيّانُ
وَأَين قُرطُبة دارُ العُلُومِ فَكَم
مِن عالِمٍ قَد سَما فِيها لَهُ شانُ
وَأَينَ حمص وَما تَحويِهِ مِن نُزَهٍ
وَنَهرُها العَذبُ فَيّاضٌ وَمَلآنُ
قَوَاعد كُنَّ أَركانَ البِلادِ فَما
عَسى البَقاءُ إِذا لَم تَبقَ أَركانُ
تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَاءُ مِن أَسَفٍ
كَما بَكى لِفِراقِ الإِلفِ هَيمَانُ
عَلى دِيارٍ منَ الإِسلامِ خالِيَةٍ
قَد أَقفَرَت وَلَها بالكُفرِ عُمرانُ
حَيثُ المَساجِدُ قَد صارَت كَنائِس ما
فيهِنَّ إِلّا نَواقِيسٌ وصلبانُ
حَتّى المَحاريبُ تَبكي وَهيَ جامِدَةٌ
حَتّى المَنابِرُ تَبكي وَهيَ عيدَانُ
يا غافِلاً وَلَهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ
إِن كُنتَ في سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ
وَماشِياً مَرِحاً يُلهِيهِ مَوطِنُهُ
أَبَعدَ حِمص تَغُرُّ المَرءَ أَوطانُ
تِلكَ المُصِيبَةُ أَنسَت ما تَقَدَّمَها
وَما لَها مِن طِوَالِ المَهرِ نِسيانُ
يا أَيُّها المَلكُ البَيضاءُ رايَتُهُ
أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لا كانوا
يا راكِبينَ عِتاق الخَيلِ ضامِرَةً
كَأَنَّها في مَجالِ السَبقِ عقبانُ
وَحامِلينَ سُيُوفَ الهِندِ مُرهَفَةً
كَأَنَّها في ظَلامِ النَقعِ نيرَانُ
وَراتِعينَ وَراءَ البَحرِ في دعةٍ
لَهُم بِأَوطانِهِم عِزٌّ وَسلطانُ
أَعِندكُم نَبَأ مِن أَهلِ أَندَلُسٍ
فَقَد سَرى بِحَدِيثِ القَومِ رُكبَانُ
كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم
قَتلى وَأَسرى فَما يَهتَزَّ إِنسانُ
ماذا التَقاطعُ في الإِسلامِ بَينَكُمُ
وَأَنتُم يا عِبَادَ اللَهِ إِخوَانُ
أَلا نُفوسٌ أَبيّاتٌ لَها هِمَمٌ
أَما عَلى الخَيرِ أَنصارٌ وَأَعوانُ
يا مَن لِذلَّةِ قَوم بَعدَ عِزّتهِم
أَحالَ حالَهُم كفرٌ وَطُغيانُ
بِالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي مَنازِلهِم
وَاليَومَ هُم في بِلادِ الكُفرِ عُبدانُ
فَلَو تَراهُم حَيارى لا دَلِيلَ لَهُم
عَلَيهِم من ثيابِ الذُلِّ أَلوانُ
وَلَو رَأَيت بُكاهُم عِندَ بَيعهمُ
لَهالَكَ الأَمرُ وَاِستَهوَتكَ أَحزانُ
يا رُبَّ أمٍّ وَطِفلٍ حيلَ بينهُما
كَما تُفَرَّقُ أَرواحٌ وَأَبدانُ
وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ برزت
كَأَنَّما هيَ ياقُوتٌ وَمُرجانُ
يَقُودُها العِلجُ لِلمَكروهِ مُكرَهَةً
وَالعَينُ باكِيَةٌ وَالقَلبُ حَيرانُ
لِمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ
إِن كانَ في القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ
أبو البقاء الرندي
الحمدان
06-21-2022, 01:32 AM
عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ فَقَالَا: لَهَا مَا يُبْكِيكِ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: مَا أَبْكِي أَنْ لَا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ مِنْ السَّمَاءِ فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا. (صحيح مسلم: 2454)
وفي هذه المناسبة قال الشيخ حسين بن عودة العوايشة حفظه الله:
يَا أُمَّ أَيْمَـنَ قَـدْ بَكَيْـتِ وَ إِنَّـنَا
نَلْـهُوْ وَ نَمْجُنُ دُوْنَ مَعْرِفَةِ الأَدَبِ
لَمْ تُبْصِرِيْ وَضْعَ الْحَدِيْثِ وَلاَ الْكَذِبِ
لَمْ تُبْصِرِيْ بَعْضَ المَعَازِفِ وَ الطَّرَبِ
لَمْ تَشْهَدِيْ شُرْبَ الْخُـمُوْرِ أَوِالزِّنـَا
لَمْ تَلْحَظِيْ مَا قَدْ أَتَانَا مِنْ عَطَـبِ
لَمْ تَلْحَظِيْ بِـدَعَ الضَّلاَلَةِ وَ الهَـوَى
لَوْلاَ مَـمَاتُكِ قَدْ رَأَيْتِ بِنَا العَجَبِ
لَمْ تَعْلَمِيْ فِعْـلَ الْعَـدُوِّ وَصُـحْبَهُمْ
هَا نَحْنُ نَجْثُوْ لِلْيَهُوْدِ عَلَى الرُّكَبِ
وَا حَـرَّ قَلْبِيْ مِنْ تَمـَزُّقِ جَـمْـعِنَا
أَضْحَتْ أُمُوْرُكِ أُمَّتِيْ مِثْلَ اللُّعَـبِ
تَااللَّـهِ مَا عَـرَفَ البُـكَاءُ صِـرَاطَنَا
وَ مَعَ التَّبَـاكِيْ لاَ وَشَائِجُ أَوْ نَسَبِ
حسين بن عودة العوايشة
الحمدان
06-21-2022, 03:43 AM
أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي
أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي
يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي
وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي
وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي
ِإلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِنِّ
وَقَدْ كَادَ الشَّبَابُ لِغَيْرِ عَوْدٍ
يُوَلِّي عَنْ فَتَىً في غَيْرِ أَمْنِ
وَهَا أَنَا فَاتَنِي القَدَرُ المُوَالِي
بِأَحْلاَمِ الشَّبَابِ وَلَمْ يَفُتْنِي
كَأَنَّ صِبَايَ قَدْ رُدَّتْ رُؤاهُ
عَلَى جَفْنِي المُسَهَّدِ أَوْ كَأَنِّي
يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِي
وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي
وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ
أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي
كَأَنِّي طَافَ بِي رَكْبُ اللَيَالِي
يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَعَنِّي
عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي
وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي
وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَوْلاً
وَلَكِنِّي شَقِيـتُ بِحُسْنِ ظَنِّي
وَبِي مَمَّا يُسَاوِرُنِي كَثِـيرٌ
مِنَ الشَّجَـنِ المُؤَرِّقِ لاَ تَدَعْنِي
تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي
وَتَشْقَى بِالظُّنُـونِ وَبِالتَّمَنِّي
أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيحٌ
حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي
الأمير الشاعر عبدالله الفيصل
الحمدان
06-22-2022, 04:59 AM
تمايلَ دهرُكَ حتى اضطربْ
وقد ينثني العطفُ لا من طربْ
ومرَّ زمانٌ وجاءَ زمان
وبينَ الزمانينِ كلُّ العجبْ
فقومٌ تدلوا لتحتِ الثرى
وقومٌ تعالوا لفوق الشُّهبْ
لقد وعظتنا خطوبُ الزمان
وبعضُ الخطوبِ كبعضِ الخطبْ
ولو عرف الناسُ لم تهدهمْ
سبيلَ المنافعِ إلا النوبْ
فيا ربَّ داء قد يكونُ دواءً
إذا عجز الطبُّ والمستطب
ومن نكد الدهر أن الذي
أزاح الكروب غدا في كُرَبْ
وإن امرءاً كان في السالبين
فأصبحَ بينهُمُ يستَلبْ
ألست ترى العربَ الماجدين
وكيفَ تهدمَ مجد العربْ
فأينَ الذي رفعتهُ الرماح
وأين الذي شيدتهُ القضبْ
وأين شواهق عزٍ لنا
تكادُ تمسُّ ذراها السحبْ
لقد أشرقَ العلم لما شرقنا
وما زال يضؤل حتى غَرَبْ
وكنا صعِدنا مراقي المعالي
فأصبحَ صاعدنا في صببْ
وكم كان منا ذَوو همةٍ
سمتْ بهم لمعالي الرُّتبْ
وكم من هزبرٍ تهزُ البرايا
بوادرهُ إن ونى أو وثبْ
وأقسمُ لولا اغترارُ العقول
لما كفَّ أربابها عن أربْ
ولولا الذي دبَّ ما بينهم
لما استصعبوا في العلا ما صعب
ومن يطعم النفس ما تشتهي
كمن يطعمُ النار جزلَ الحطبْ
الا رحمَ اللهُ دهراً مضى
وما كاد يبسمُ حتى انتحبْ
وحيى لياليَ كنا بها
رعاةً على من نأى واقترَب
فملكاً نقيل إذا ما كبا
وعرشاً تقيمُ إذا ما انقلب
سلوا ذلكَ الشرق ماذا دهاه
فأرسلهُ في طريق العطبْ
لو أن بنيه أجلوا بنيه
لأصبحَ خائبهم لم يخبْ
فقد كانَ منهمْ مقرُّ العلوم
كما كان فيهم مقرُّ الأدب
وهل تنبتُ الزهرُ أغصانهُ
إذا ماءُ كلِّ غديرٍ نضَب
وكم مرشدٍ بات ما بينهم
يُسامُ الهوانَ وسوء النصب
كأن لم يكن صدرهُ منبعاً
لما كانَ من صدرهِ ينسكبْ
ومن يستبقْ للعلا غايةً
فأولى به من سواه التعبْ
وليس بضائرِ ذي مطلبٍ
إذا كفهُ الناسُ عما طلبْ
فكم من مصابيحَ كانت تضيء
بين الرياحِ إذا لم تهبْ
وما عِيْبَ من صدفٍ لؤلؤٌ
ولا عابَ قدْرَ الترابِ الذهبْ
بني الشرقِ أينَ الذي بيننا
وبينَ رجالِ العلا من نسبْ
لقد غابتِ الشمسُ عن أرضكم
إلى حيثُ لو شئتُم لم تغبْ
إلى الغرب حيث أولاءِ الرجال
وتيكَ العلومِ وتلك الكتبْ
وإن كان مما أردتم فما
تنال العلا من وراءِ الحجبْ
فدوروا مع الناسِ كيف استداروا
فإن لحكم الزمان الغلبْ
ومن عاند الدهر فيما يحب
رأى من أذى الدهرِ ما لا يُحبْ
مصطفى صادق الرافعي
الحمدان
06-22-2022, 04:59 AM
رويداً إنما الأيامُ سفرُ
إذا وفدٌ تولى جاءَ وفدُ
كأنا في الجحيمِ من تفرى
له جلدٌ تبدل منه جلدُ
أرى قوماً أعدوا ما استطاعوا
لدهرهمُ وقوماً ما أعدوا
فلا يغررك من أحدٍ ودادٌ
فليس لواحدٍ في الناس ودُّ
رموا شبكاتهمْ في كل ماءٍ
فلو راموا السماءَ إذاً لجدوا
مصطفى صادق الرافعي
الحمدان
06-22-2022, 05:02 AM
حملْ فؤادكَ ما يطيقُ ولا تكن
حزناً فإن الحزنَ ليس يطاقُ
كم مملقٍ أمسى الثراء ببابهِ
ولكم رماهُ على الثرى الإملاقُ
واقنع برزقكَ ما كفاكَ فإنما
زاد المسافرِ هذهِ الأرزاقُ
والناسُ كالركبِ الذين إذا سروا
ناموا ولكن المطيَ تساق
الرافعي
الحمدان
06-22-2022, 09:24 PM
لَقَد أَقامَ عَلى بَغدادَ ناعيها
فَليَبكِها لِخَرابِ الدَهرِ باكيها
كانَت عَلى ما بِها وَالحَربُ موقَدَةٌ
وَالنارُ تُطفِئُ حُسناً في نَواحيها
تُرجى لَها عَودَةٌ في الدَهرِ صالِحَةٌ
فَالآنَ أَضمَرَ مِنها اليَأسَ راجيها
مِثلَ العَجوزِ الَّتي وَلَّت شَبيبَتُها
وَبانَ عَنها كَمالٌ كانَ يُحظيها
لَزَّت بِها ضَرَّةٌ زَهراءُ واضِحَةٌ
كَالشَمسِ أَحسَنُ مِنها عِندَ رائيها
أبو تمام
الحمدان
06-22-2022, 09:24 PM
أَيا زينَةَ الدُنيا وَجامِعَ شَملِها
وَمَن عَدلُهُ فيها تَمامُ بَهائِها
وَيا شَمسَ أَرضيها الَّتي تَمَّ نورُها
فَباهَت بِهِ الأَرضونَ شَمسَ بَهائِها
عَطاؤُكَ لا يَفنى وَيَستَغرِقُ المُنى
وَيُبقي وُجوهَ الراغِبينَ بِمائِها
تَرامَتنِيَ الأَبصارُ مِن كُلِّ جانِبٍ
كَأَنّي مُريبٌ بَينَها لِاِرتِمائِها
وَلي عِدَةٌ قَد راثَ عَنّي نَجاحُها
وَمَجدُكَ أَدنى رائِدٍ في اِقتِضائِها
شَكَوتُ وَما الشَكوى لِنَفسِيَ عادَةٌ
وَلَكِن تَفيضُ النَفسُ عِندَ اِمتِلائِها
وَمالي شَفيعٌ غَيرَ نَفسِكَ إِنَّني
ثَكِلتُ مِنَ الدُنيا عَلى حُسنِ وائِها
أبو تمام العصر العباسي
الحمدان
06-22-2022, 10:48 PM
اصبر لكلِّ مصيبة، وتجلَّدِ
واعلم بأنَّ المرء غيرُ مخلدِ
أوَما ترَى أنَّ المصائب جمَّةٌ
وترَى المنيَّة للعباد بمرصدِ
مَن لم يُصَبْ ممن ترَى بمصيبةٍ
هذا سبيلٌ لست فيه بأوحدِ
فإذا ذكرتَ محمدًا ومُصابه
فاذكرْ مُصابك بالنبيِّ محمدِ
المجهولون
الحمدان
06-22-2022, 10:49 PM
وإذا عَرتْك بليةٌ فاصبرْ لها
صبرَ الكريم، فإنَّه بك أعلمُ
وإذا شكوتَ إلى ابنِ آدمَ إنما
تشكو الرحيم إلى الذي لا يَرحمُ
المجهولون
الحمدان
06-23-2022, 10:17 PM
قصيدة رياح البين عارض فيها الشاعر السعودي حسن ابو علة قصيدة أحمد شوقي “ سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها ” والقصيدة موجودة ايضاً بالحساب :
حتّام أخفي الهوى والنفس أَوهاها
هَمٌ إذا ما أَلمّ الليل غشّـاهـــــــــا
لواعجٌ في الحشـا إن بحتهن لَحـا
صَحبي وإن كتمت جاشت حُميّاها
بَكّـي ولا تجزعي من لوم عاذلةٍ
فالبين إن لوّع العشاق بكّـــــاها
هذا معنّاك قد عـــــــزّت مطالبه
وعـزّ من أمنيات الشــوق أدناها
يطارح الشجو يا سلمى مطوّقة
تبث عبر الدجـى بالليل شكــواها
هل تذكريـن وقد مال النهار بنا
كؤوس حـبّ على خـوف شربناها؟
وزورقاً من نسيج الحبّ دفتـــه
وعيشةً في الهوي العذريّ عشناها
عهود وصل كأحلام الصِبا عصفت
بها رياح النوى ما كان أحلاهــــا
إني على العهد يا سلمى وإن عذلوا
فالصبُّ لا يشتهي من ليس يرضاها
الحب إن شَك يُعمي قلب صاحبه
فلا يَرى الحسن فيمن ليس يهواها
وصاحب اللؤم يبدي عند حاجته
مشاعراً ليس في الإحشاء مثواها
كم من صحيح تراهُ وهو ذو عــللٍ
تُصمي إذا ما أصاب القلب عدواها
حسن أبو عله
الحمدان
06-24-2022, 03:35 AM
ليالي الصبا درت عليك السحائب
وجادك هطال مرته الجنائب
فقد كنت مرعى للشباب ومرتعا
إذا جف منه جانب طاب جانب
إذا ضحكت أيامك البيض ناشئا
غريرا بكاك المعلقون الأشايب
إذا كسب الشيب الوقار فإنه
يذمك بالشيب الحسان الكواعب
وفي طيّ هذا الدهر كل عجيبة
فمن عاش لافته النهى والعجائب
وبصّره بالفكر ما كان عله
عليه الهوى والمشكلات الغرائب
وإني بحمد الله أنظر عن مدى
بعيد أنثني للخير والخير عازب
فإن غالني صرف الزمان وريبه
وأعوزني فيه خليل مقارب
ليست له الصبر الجميل على جوى
تشيب له في المعضلات الذوائب
وجاورت من لا يعدم الخير جارهُ
ولا راجيا إحسانه منه خائب
وقلت له والصبر أكبر جنّة
إذا بهرج القول الخؤون المكاذب
ألا أيها الإنسان والسيد الذي
برغم العدا شدّت إليه الركائب
أبا مسلم إن الإمارة خيّرت
قرينا كريما يتقي ويراقب
قرنت بمحمود السجايا محمّدا
حسيب أديب كاتب وهو حاسب
محاسنه اشتقت وكان اشتياقها
من اسم أبيه سؤدد وهو ناسب
ولو قيل للمجد اقترع خير صاحب
للاذ به مستعصم وهو راغب
ولو نطق المجد المؤثل عن فم
لقال به اسطو وعنه اضارب
ففي كل وقت من جلالة قدره
له مادح عن جوده ومخاطب
خلائقه كالنور باكرهُ الندى
وجادت عليه بالعشيّ السحائب
وكالسيف متناه تلين للامس
وحدّاه فيها الموت والموت قاضب
وكالشمس والبدر المضيئة في الضحى
إذا ازدحمت في جانبيه المواكب
رأى الحرم في إمضائه العزم للعلى
فأمضاهما بالرأي والرأي ثاقب
وبالملك التاج المؤيّد عزّه
منوطٌ بعزّ أسعتده الكواكب
فلا زال هذا الملك تعلو فروعهُ
إلى النسر والعيوق والأصل راسب
فقد طابت الدنيا وطاب نعيمها
فمن كان فيها زاهدا فهو راغب
أمان أمين وانتصار وعفة
وبسط وعدل شامل ومواهب
فقد آمن الله البلاد فأصبحت
ذئاب الفلا ترعى الكلا والأرانب
ألا أيها الأستاذ دعوة مادح
رأى المدح فرضا واجبا وهو واجب
عمرت ضواحي عكيرا وعراصها
يعدل رئيس هذبته التحارب
عفافا وعدلا وانتصارا وسطوة
ألا يأبي الله تلك الضرائب
وراعيت أحوال الرعيّة مشفقا
فدرت عليهم بالنقيّ المكاسب
وقرّبتهم حتى كأنك والد
فحلمك موجود وكيسك غالب
فعش سالما تخشى وترجى وتتّقى
برغم العدى ما دام للدر حالب
وما كنت أعيا للقريض ونظمه
فمنها إذن سدّت عليّ المذاهب
ثمانون عاما أخلفتني ولم أزل
جليداً إذا ما صافحتني النوائب
فأصبحت كالشيء اللقى بعد نهضتي
إلى معجر قد غيبته الغياهب
مدحتك مختاراً ورمت تشرفا
وإنيَ من مدحي سواك لتائب
الأحنف العكبري
الحمدان
06-24-2022, 03:36 AM
أليس من الكبرى ضريرٌ منجّم
وحاسب أعمى للكواكب يرقُبُ
وكيف لأعمى أن يقوّم كوكبا
ويدري إذا ما لاح في الجو كوكب
وما علمه بالتخب والميل ويله
وفي نفسه شغل بعينيه متعب
ولكنّها الدنيا تغيّر اهلها
فأعمشُ كحّالٌ وثورٌ مطبب
الأحنف العكبري
الحمدان
06-24-2022, 03:37 AM
إني رأيت ومثلي من رأى عجبا
فظلّ في حيرة من ذلك العجب
رأيت في عكبر نشئا كأنهم
من حسنهم فتنٌ صبّت على لعَب
مثل الطواويس إلا أنهم بشَرٌ
حلّوا من الحسن في العالي من الرتب
أعداهم مسلموهم حسن طبعهم
والجار يأخذ طبع الجار عن كثب
يا حبّذا عكبرا ارضا وساكنها
وما حوت من مليح الوجه والأدب
أرض بها الخمر في الحانات مشرعةٌ
تهدى إلى منبت للمال منتهب
ما يشتهي الماجن العيار يدركهُ
من الفسوق بلا عسر ولا تعب
كن فيلسوفا وجزّ اليوم مغتنما
طيب الحياة على استعجال مستلب
لا تبق يوما ليوم أنت خائفه
فالعمر أقصر من تأمل ترتقب
كن في المواخير في صدر النهار ضحى
واشرب على طرب من دمعة العنب
وفي ابساتين في نصف النهار على
روض وتحت عريش الكرم والقصَب
إذا شئت من أحببت مضطجعا
أو قائما شئت أو جثوا على الركب
إن شئت نم في صحون الدور من وسن
أو فيالسراديب أمن غير محتنب
طف بالجزيرة والعب في مراتعها
فإن شكوت الأذى فاصعد إلى حلب
أجرى من الماء طبع في تسرّبه
بين الرياض وأغني من أبي لهب
كم محذنوا بي إذاما أبصروا حنفي
وكم أعاقبهم بالطعن في الذنب
في دون ذا طب للبهلول موفقه
في السوق مفتضحا بالدلق والطلب
وفيهما طاب للعيّار شهرتهُ
إما على خشب للصلب أو قتب
الأحنف العكبري
الحمدان
06-24-2022, 02:55 PM
ألا لا تلمهُ اليومَ أن يتألما
فإن عيونَ الحي قد ذرفتْ دما
رأى من صروفِ الدهرِ في الناسِ ما أرى
وعلمه الدهر الأسى فتعلما
ولم يكُ ممن يملكُ الهمُ قلبَهُ
ولكنْ أتاهُ الهم من جانبِ الحمى
هنالكَ حيٌّ كلما عنَّ ذكرهُمْ
تقسمَ من أحشائهِ ما تقسما
يمثلهم في قلبهِ كلُّ لاعجٍ
وترمي بهِ ذكراهم كل مرتمى
فمن مرسلٍ عينيهِ يبكي وقد جرتْ
مدامعهُ بينَ الغضا لتضرما
ومن واجدٍ طاوٍ على حسراتهِ
ولو انها في شامخٍ لتهدما
ومن ذي غنىً يشكو إلى الله أمرهُ
وقد باتَ محتاجاً إلى الناسِ معدما
ومن ذاتِ خدرٍ لم تجدْ غيرَ كفِها
نقاباً ولم تترك لها النارُ محتمى
جرتْ في مآقيها الدموعُ غفيفةً
وقد كشفتْ للناسِ كفاً ومعصما
وباتتْ وباتَ القومُ عنها بمعزلٍ
مناجيةً رباً أبرَّ وأرحما
وعذراء زفتها المنونُ فلم تجدْ
سوى القبر من صهرٍ أعفَ وأكرما
فحطَّتْ أكفَّ الموتِ عنها لثامها
وهيهاتَ بعدَ الموتِ أن تتلثما
ومن والدٍ برٍّ وأمٍّ رحيمةٍ
تنوحُ على من غالهُ الموتُ منهما
فجيعانِ حتى لا عزاءَ سوى الرِّضا
وكانَ قضاءُ اللهِ من قبلُ مبرما
فإن رأيا طفلاً تجشمتِ البكا
على طفلها بعدَ الرضا وتجشما
وإن هجعا أرضاهما الوهمُ في الكرى
وساءَهما بعد الكرى ما توهما
ووالدةٌ ثكلى وزوجٌ تأيمتْ
ومرضعةٌ حسرى وطفلٌ تيتما
وقومٌ وراءَ الليلِ لا يطرقُ الكرى
عيونهمُ إن باتتِ الناسُ نوّما
فمن مطرقٍ يروي الثرى بدموعهِ
كأنَّ الثرى يشكو إليهِ من الظما
ومن طامحٍ للأفقِ حتى كأنهُ
على العدمِ يستجدي من الأفقِ أنجما
حنانيكَ يا رباهُ كم باتَ سيدٌ
يمدُّ يديهِ يسألُ الناسَ مطعما
وكم من أشمِّ الأنفِ أرغمَ أنفهُ
وما كانَ يوماً يطرقُ الرأسَ مرغما
إذا همَّ بالتسآلِ أمسكَ بعدها
حياءً فلم يفتح بمسألةٍ فما
وكم من فتىً غلتْ يداهُ عن العلا
وقد كانَ مجدولَ الذراعينِ ضيغما
أتتهمم وراءَ النارِ كلُّ فجيعةٍ
تسوقُ لهم في ميت غمرٍ جهنما
إذا عصفتْ شدَّت إلى الناسِ شدّةً
فلم تبقَ بينَ البائسينَ منعما
وإن زفرتْ شابَ الوليدُ لهولها
وكانَ خليقاً أن يشيبَ ويهرما
يحومُ عليها الموتُ من كلِّ جانبٍ
وقد نطرَ الأرواح أقبلتَ حوّما
فلو كانَ يستسقى الغمامُ بمثلها
لأغرقنا من صيّبِ الغيثِ ما هما
سلامٌ على تلكَ الديارِ وقد غدتْ
طلولاً تناجيها الدموعُ وأرسُما
فكم طللٍ قد باتَ يرثي لصحبهِ
ولو أنهُ استطاع الكلامَ تكلما
وكم منزلٍ قد باتَ قبراً لأهلهِ
وباتوا بهِ جلداً رفاةً وأعظما
سلامٌ على الباكينَ مما دهاهم
على حينِ لا تجدي دموعُ ولا دما
سلامٌ عليهم إن في مصرَ عصبةٌ
سراعاً إلى دفعِ الردى أين خيّما
فكم فرجوا عن كلِّ نفسٍ حزينةٍ
فما غبسَ المحزونُ حتى تبسما
الرافعي
الحمدان
06-24-2022, 08:27 PM
رقــص الـربـيــع لـزورة الـهـتـــان
وتـراقـص الأزهــار والقـمــران
وشـدت طيـور الفـرقـديـن بنـغـمـة
طرب القصيد لصـوتـها الفتـان
فأتت زهور الروض تهدي عطْرها
وأريـج ورد فـي ربـا البسـتــان
درر أحـــاط بـهــا جـمــال رائــع
وقصـائـد تـزهـو علـى الأقـران
من كـامـل نسـج الأحـبــة وزنـهـا
واللـفـظ مـحـشـو بحـسـن بـيـان
يا روضـة بـالحـسن أثمـر غـرسهـا
وجمال غرس من لسان حسان
عـنــدي هـنـا أمـل أفــاض يـراعــه
فاسـمـع قصيـدتـه مـع الإذعـان
( بل أنت من غرس الجـمال بروضة
تسبي العـقـول بحـسنها الفتان )
أو كنـت في المعنى الجـلي متيما
فـانـشـدليـحـيــى زيـنــة الشبـان
( فـاض البيـان بصـادق الوجـدان
وزهت رؤى بمشاعري وجناني )
ولـرؤبــة فـانـشـــد فـرؤبــة فـارس
في الشعر واسمـع نغمة الفرسان
( سُقـيَ الكـثـيبُ ومـرتـعُ الغـزلانِ
من كل أدهـمَ راعـد الأركانِ )
الاهدل
الحمدان
06-25-2022, 04:45 AM
وكتمْتُ آلام الحنين فأفصحَتْ
عيني وأنطقها الفؤادُ بأدمعي
الكلُّ يسمع في الوداع حنيننا
لكنّ أصدقه الذي لم يُسمعِ
ورجوتُ عيني أن تكفّ دموعها
يومَ الوداعِ نشدتُها لاتدمعي
أغمضتُها كي لاتفيضَ فأمطرت
ايقنتُ أنّي لستُ أملك مدمَعي
ورأيتُ حلماً أنني ودَّعْتُهم
فبكيتُ مِن ألم الحنين وهُم معي
مُرٌ عليَّ بأن أُودّعَ زائرًا
كيفَ الذين حملتُهُم في أضلُعي ؟!
الحمدان
06-25-2022, 12:49 PM
إنْ أكُ قد أقْصرْتُ عن طولِ رحلة ٍ
فيا ربَّ أصحابٍ كِرَامِ
فقلت لهم: سيروا فِدى خالتي لكم
أما تَجدونَ الرِّيحَ ذاتَ سَهامِ
فقاموا إلى عِيْسٍ قد انضمَّ لحمُها
مُوقَّفة ٍ أرساغُها بخدامِ
وقمتُ إلى وجناءَ كالفَحل جَبْلة
ٍ تُجاوبُ شَدّي نِسعَها بِبُغام
فأُدلِجُ حتى تطلُعَ الشمسُ قاصداً
ولو خُلطت ظَلماؤها بقَتام
فأوردتُهُم ماءً على حينِ وردهِ
عليه خليطٌ مِنْ قطاً وحَمامِ
وأهونُ كفٍّ لا تضيرك ضيرة ً
يدٌ بين أيدٍ في إناءِ طعامِ
يدٌ من بعيدٍ أو قريبٍ أتت به
شآمية ٌ غبراءُ ذاتُ قَتامِ
كأني وقد جاوَزْتُ تسعين حِجَّة
ً خلَعْتُ بها يوماً عِذَارَ لِجامِي
على الراحتين مرة ً وعلى العصا
أنوءُ ثلاثاً بعدهنَّ قِيامي
رمتني بناتُ الدهر من حيث لا أَرى
فكيف بمن يُرمى وليس يِرامِ
فلو أنها نبلٌ إذاً لاتَّقيتُها
ولكنني أُرمى بغير سِهامِ
إذا ما رآني الناسُ قالوا: ألمْ تكنْ
حديثاً جديد البزِّ غير كَهَامِ
وأفنى، وما أُفني من الدهرِ ليلة
ً لوم يُغنِ ما أًفنيتُ سلك نِظامِ
وأهلكني تأميلُ يومٍ وليلة
ٍ وتأميلُ عامٍ بعدَ ذاكَ وعامِ
عمرو بن قميئة
الحمدان
06-25-2022, 01:04 PM
أَبيتُ أُمَنّيَ النَفسَ مِن لاعِجِ الهَوى
إِذا كادَ بَرحُ الشَوقِ يُتلِفُها وَجدا
مُنىً إِن تَكُن حَقّاً تَكُن أَحسَنَ المُنى
وَإِلّا فَقَد عِشنا بِها زَمَناً رَغدا
أَمانِيُّ مِن سُعدى عِذابٌ كَأَنَّما
سَقَتنا بِها سُعدى عَلى ظَمَإٍ بَردا
أَلَ حَبَّذا سُعدى عَلى فَرطِ بُخلِها
وَإِخلافِها بَعدَ المِطالِ لَنا الوَعدا
ابن ميادة
الحمدان
06-25-2022, 01:05 PM
وَحَدَّثتُ نَفسي أَنَّني غَيرُ صابِرٍ
فَها أَنا ذا لَم أَقضِ مِن إِثرِها نَحبي
خَليلَيَّ لَم أَصدُق وَكانَ سَفاهَةً
رُجوعي بِحُسنِ الظَنِّ مِنها عَلى قَلبي
فَأُقسِمُ أَن لَو كُنتُ أَوَّلَ مَيِّت
وَآخرَ مَنشورٍ يَهُبُّ مِنَ التُّربِ
لما كانَ مِن مَوتي عَلَيها صَبابَةً
قَضاء لِما اِستَرعَيتُ مِن ذِمَّةِ الحُبِّ
ابن مياده
الحمدان
06-26-2022, 08:54 PM
لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ
أَقفَرتِ أَنتِ وَهُنَّ مِنكِ أَواهِلُ
يَعلَمنَ ذاكِ وَما عَلِمتِ وَإِنَّما
أَولاكُما يُبكى عَلَيهِ العاقِلُ
وَأَنا الَّذي اِجتَلَبَ المَنِيَّةَ طَرفُهُ
فَمَنِ المُطالَبُ وَالقَتيلُ القاتِلُ
تَخلو الدِيارُ مِنَ الظِباءِ وَعِندَهُ
مِن كُلِّ تابِعَةٍ خَيالٌ خاذِلُ
اللاءِ أَفتَكُها الجَبانُ بِمُهجَتي
وَأَحَبُّها قُرباً إِلَيَّ الباخِلُ
الرامِياتُ لَنا وَهُنَّ نَوافِرٌ
وَالخاتِلاتُ لَنا وَهُنَّ غَوافِلُ
كافَأنَنا عَن شِبهِهِنَّ مِنَ المَها
فَلَهُنَّ في غَيرِ التُرابِ حَبائِلُ
مِن طاعِني ثُغَرِ الرِجالِ جَآذِرٌ
وَمِنَ الرِماحِ دَمالِجٌ وَخَلاخِلُ
وَلِذا اِسمُ أَغطِيَةِ العُيونِ جُفونُها
مِن أَنَّها عَمَلَ السُيوفِ عَوامِلُ
كَم وَقفَةٍ سَجَرَتكَ شَوقاً بَعدَما
غَرِيَ الرَقيبُ بِنا وَلَجَّ العاذِلُ
دونَ التَعانُقِ ناحِلَينِ كَشَكلَتَي
نَصبٍ أَدَقَّهُما وَصَمَّ الشاكِلُ
اِنعَم وَلَذَّ فَلِلأُمورِ أَواخِرٌ
أَبَداً إِذا كانَت لَهُنَّ أَوائِلُ
ما دُمتَ مِن أَرَبِ الحِسانِ فَإِنَّما
رَوقُ الشَبابِ عَلَيكَ ظِلٌّ زائِلُ
لِلَّهوِ آوِنَةٌ تَمُرُّ كَأَنَّها
قُبَلٌ يُزَوَّدُها حَبيبٌ راحِلُ
جَمَحَ الزَمانُ فَما لَذيذٌ خالِصٌ
مِمّا يَشوبُ وَلا سُرورٌ كامِلُ
حَتّى أَبو الفَضلِ اِبنُ عَبدِ اللَهِ رُؤ
يَتُهُ المُنى وَهيَ المَقامُ الهائِلُ
مَمطورَةٌ طُرقي إِلَيها دونَها
مِن جودِهِ في كُلِّ فَجٍّ وابِلُ
مَحجوبَةٌ بِسُرادِقٍ مِن هَيبَةٍ
تَثني الأَزِمَّةَ وَالمَطِيُّ ذَوامِلُ
لِلشَمسِ فيهِ وَلِلرِياحِ وَلِلسَحا
بِ وَلِلبِحارِ وَلِلأُسودِ شَمائِلُ
وَلَدَيهِ مِلعِقيانِ وَالأَدَبِ المُفا
دِ وَمِلحَياةِ وَمِلمَماتِ مَناهِلُ
لَو لَم يُهَب لَجَبُ الوُفودِ حَوالَهُ
لَسَرى إِلَيهِ قَطا الفَلاةِ الناهِلُ
يَدري بِما بِكَ قَبلَ تُظهِرُهُ لَهُ
مِن ذِهنِهِ وَيُجيبُ قَبلَ تُسائِلُ
وَتَراهُ مُعتَرِضاً لَها وَمُوَلِّياً
أَحداقُنا وَتَحارُ حينَ يُقابِلُ
كَلِماتُهُ قُضُبٌ وَهُنَّ فَواصِلٌ
كُلُّ الضَرائِبِ تَحتَهُنَّ مَفاصِلُ
هَزَمَت مَكارِمُهُ المَكارِمَ كُلَّها
حَتّى كَأَنَّ المَكرُماتِ قَنابِلُ
وَقَتَلنَ دَفراً وَالدُهَيمَ فَما تُرى
أُمُّ الدُهَيمِ وَأُمُّ دَفرٍ هابِلُ
عَلّامَةُ العُلَماءِ وَاللُجُّ الَّذي
لا يَنتَهي وَلِكُلِّ لُجٍّ ساحِلُ
لَو طابَ مَولِدُ كُلِّ حَيٍّ مِثلَهُ
وَلَدَ النِساءُ وَما لَهُنَّ قَوابِلُ
لَو بانَ بِالكَرَمِ الجَنينُ بَيانَهُ
لَدَرَت بِهِ ذَكَرٌ أَمُ اَنثى الحامِلُ
لِيَزِد بَنو الحَسَنِ الشِرافُ تَواضُعاً
هَيهاتَ تُكتَمُ في الظَلامِ مَشاعِلُ
سَتَروا النَدى سَترَ الغُرابِ سِفادَهُ
فَبَدا وَهَل يَخفى الرَبابُ الهاطِلُ
جَفَخَت وَهُم لا يَجفَخونَ بِهابِهِم
شِيَمُ عَلى الحَسَبِ الأَغَرِّ دَلائِلُ
مُتَشابِهِي وَرَعِ النُفوسِ كَبيرُهُم
وَصَغيرُهُم عَفُّ الإِزارِ حُلاحِلُ
يا اِفخَر فَإِنَّ الناسِ فيكَ ثَلاثَةٌ
مُستَعظِمٌ أَو حاسِدٌ أَو جاهِلُ
وَلَقَد عَلَوتَ فَما تُبالي بَعدَما
عَرَفوا أَيَحمَدُ أَم يَذُمُّ القائِلُ
أُثني عَلَيكَ وَلَو تَشاءُ لَقُلتَ لي
قَصَّرتَ فَالإِمساكُ عَنّي نائِلُ
لا تَجسُرُ الفُصَحاءُ تُنشِدُ هَهُنا
بَيتاً وَلَكِنّي الهِزَبرُ الباسِلُ
ما نالَ أَهلُ الجاهِلِيَّةِ كُلُّهُم
شِعري وَلا سَمِعَت بِسِحرِيَ بابِلُ
وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ
فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ
مَن لي بِفَهمِ أُهَيلِ عَصرٍ يَدَّعي
أَن يَحسُبَ الهِندِيَّ فيهِم باقِلُ
وَأَما وَحَقِّكَ وَهوَ غايَةُ مُقسِمٍ
لِلحَقُّ أَنتَ وَما سِواكَ الباطِلُ
الطيبُ أَنتَ إِذا أَصابَكَ طيبُهُ
وَالماءُ أَنتَ إِذا اِغتَسَلتَ الغاسِلُ
ما دارَ في الحَنَكِ اللِسانُ وَقَلَّبَت
قَلَماً بِأَحسَنَ مِن نَثاكَ أَنامِلُ
المتنبي
الحمدان
06-27-2022, 05:28 PM
سكنتم سويد القلب في برزخ الصدر
فذاب لكم قلبي وغاب بكم فكري
وحاولتمو إتلاف كلي بحبكم
فطاوعكم كلي وراح ولم يدر
طويتم ضلوعي في هواكم على لظى
غرام لمن يدريه أدهى من الجمر
أموت لكم إن غاب عني جمالكم
وأحيا بذكر بكم إذا جال في سرى
وأصحو إذا الحادي تغنى بمدحكم
وأسكر في معنى ثناكم بلا خمر
أدور بكم في شطحة الفكر دائماً
فاقطع فيكم قطعة البر والبحر
واشغل عن هذا الزمان وأهله
بدولتكم أرضى لدى النهى والأمر
وإني غريب بين أهلي لشأنكم
جمعت بكم سرى وأعطيتهم جهرى
فأيامي الأعياد في باب ديركم
وكل الليالي عندكم ليلة القدر
وللَه كم من ليلة في رحابكم
بها رقصت روحي إلى مطلع الفجر
تغزلت فيكم لا بغزلان أجرع
وفيكم ضيائي لا بطالعة البدر
وأنتم سما روحي ومصباح أفقها
وأبراجها العليا وكوكبها الدرى
بكم نعشت أجزاء ذات وطلمست
بنشأتها عن غيركم مدة العمر
طرقتم رحاب السر مني بصدمةٍ
من العشق فانهد القوى ووهى أمري
لكم منكم أشكو وإني وحقكم
تجرت عن زيد لديكم وعن عمر
وإني غني عن شؤون الورى بكم
ولكن لعليا عز سدتكم فقري
تجلجلت في نعماكم بين عروتي
ففاق على قومي بعزتكم قدري
وأصبحت محفوظ الجناب ومظهري
رفيع ومجلى مركزي أشرف الصدر
وليس بقلبي مقصد دون قربكم
على أنه قد ذاب من ألم الهجر
بحقكم يا جيرة الشعب اتحفوا
عبيدكم بالوصل إن الجفا يزري
ومنوا له يا سادتي بالتفاتة
يطيب بمعنى طيبها طيب العطر
ولا تقطعوا آماله من وصالكم
فقد غاب من ضر البعاد عن الصبر
وإن الهوى استولى عليه بعسكر
جريء عظيم الفتك بالبيض والسمر
وراح أسيراً في هواكم وماله
سواكم منج من هنا ذلة الأسر
لسعتم بحيات الذوائب لبه
فهل من دواء من رحيق لمى الثغر
وهل من يد بيضاً تقوم بحاله
وتتحفه من عسر بلواه باليسر
فهجته حرى ومن ظرف دارها
رمت شرراً يحكي عن الحال القصر
ومقلته وسنى ولكن سحابها
تسلسله الموصول زاد على القطر
علمتم به يا أعلم الناس بالهوى
فما ذا الجفا منكم حميتم من الغدر
فإن كان هذا الصد عن زلة بدت
فعفوكم العالي أجل من الوزر
وإن كان عدواناً عليه فمثلكم
تنزه أخلاقاً عن الظلم والجور
لكم ينسب الإحسان والعطف والثنا
ومن بحركم فيض العطا دائماً يجري
فباللَه يا أقمار سمك الورى ويا
شموس دجى الكوان عند ذوي الفكر
دعوا القطع إن القطع قتل لعاشق
وعن جرم أمر القتل قد نص في الذكر
وداووا مسيكين الغرام بنظرةٍ
يطير بعلياها إلى عالم الأمر
ويشهد أمر القرب فعلاً وتنجلي
له حضرة التقريب من داخل الخدر
ويحظى بكم في خلوةٍ قد تجللت
بستر خفي حوله نعمة الستر
ويكشف أسراراً بكم قد أكنها
عن الكون خوف الطي في الأمر والنشر
وقولوا له ها نحن أقبل ولا نخف
نجوت من الهجران والنكد المر
أحيباب قلب الواله الدنف الذي
بكم صاغ در الفكر في قلم الشعر
خطفتم بلى الشعر لب شعوره
وراح بهز الخصر يسبح في الحصر
ومن سحر عين دونها سحر بابل
غدت عينه الرمداء تقرأ والعصر
وقد أنكر العذال بلواه والعنا
وحاربه الواشي وكل على عذر
وطال ملام اللائمين وقد علا
على ضعفه صوت الرقيب إلى المكر
وزاد مقال الحاسدين عليكم
به عدوة إن الحسود لفي خسر
وفي كل آنٍ في مجالي جمالكم
ونشأتها يزداد سكراً على سكر
فلا تهملوا تلك الحقوق وتنزعوا
وداد أمرئ قد غاب فيكم عن الطور
يناديكمو غوثاه يا سادتي فقد
تلفت وبلوى حملتي أثقلت ظهري
وليس لآمالي سواكم وأنت
بعيني نور العين للعبد والحر
ولو أن عذالي رواكم كما أرى
لطاب لهم حالي وساروا على سيري
رضيت بكم والظن أن ترتضونني
على كل حال سادتي منكم جبري
أبو الهدى الصيادي
الحمدان
06-27-2022, 05:30 PM
إِنَّ اللَّيَالِي مِنْ أَخْلاَقِهَا الكَدَرُ
وَإِنْ بَدَا لَكَ مِنْهَا مَنْظَرٌ نَظِرُ
فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ مِمَّا تَغُرُّ بِهِ
انْ كَانَ يَنْفَعُ مِنْ غِرَّاتِهَا الحَذَرُ
قَدْ أَسْمَعَتْكَ اللَّيَالِي مِن حَوَادِثِهَا
مَا فِيهِ رُشْدُكَ لَكِنْ لَسْتَ تَعْتَبِرُ
يَا مَنْ يُغَرُّ بدُنْيَاهُ وَزُخْرٌفِهَا
تَاللهِ يُوشِكُ أَنْ يُودِي بِكَ الغَرَرُ
وَيَا مُدِلاًّ بحُسْنٍ رَاقَ مَنْظَرُهِ
لِلْقَبْرِ وَيحَكَ هَذَا الدَّلُّ وَالفَخَرُ
تَهْوَى الحَيَاةَ وَلاَ تَرْضَى تُفَارِقُهَا
كَمَنْ يُحَاوِلُ وِرْدًا مَا لَهُ صَدَرُ
كُلُّ امْرِئٍ صَائِرٌ حَتْمًا إِلى جَدَثٍ
وَإنْ أَطَالَ مَدى آمَالِهِ العُمُرُ
الحمدان
06-27-2022, 10:36 PM
و الله ما طلعت شمس و لا غربت
إلا و حبك مقرون بأنفاسي
و لا جلست إلى قوم أحدثهم
إلا و أنت حديثي بين جلاسي
و لا ذكرتك محزونا ولا فرحا
إلا و أنت بقلبي بين وسواسي
و لا هممت بشرب الماء من عطش
إلا رأيت خيالا منك في الكاسِ
و لو قدرت على الإتيان جئتكم
سعيا على الوجه أو مشيا على الراسِ
و يا فتى الحي إن غنيت لي طربا
فغنني واسفا من قلبك القاسي
ما لي و للناس كم يلحونني سفها
ديني لنفسي و دين الناس للناسِ
الحلاج
الحمدان
06-27-2022, 10:47 PM
كانَت لِقَلبي أَهواءٌ مُفَرَّقَةٌ
فَاِستَجمَعَت مُذ رَأَتكَ العَينُ أَهوائي
فَصارَ يَحسُدُني مَن كُنتُ أَحسُدُهُ
وَصِرتُ مَولى الوَرى مُذ صِرتُ مَولائي
تَرَكتُ لِلناسِ دُنياهُم وَدينَهُم
شُغلاً بِحِبِّكَ يا ديني وَدُنيائي
ما لامَني فيكَ أَحبابي وَأَعدائي
إِلّا لِغَفلَتِهِم عِن عُظمِ بَلوائي
أَشعَلتَ في كَبِدي نارَينِ واحِدَةً
بِينَ الضُلوعِ وَأُخرى بَينَ أَحشائي
الحلاج
الحمدان
06-27-2022, 10:47 PM
رَماني بِالصُدورِ كَما تَراني
وَأَلبَسَني الغَرامَ وَقَد بَراني
وَوَقتي كُلُّهُ حُلوٌ لَذيذٌ
إِذا ما كانَ مَولائي يَراني
رَضيتُ بِصُنعِهِ في كُلِّ حالِ
وَلَستُ بِكارِهٍ ما قَد رَماني
فيما مَن لَيسَ يَشهَدُ ما أَراهُ
لَقَد غُيِّبتَ عَن عَينٍ تَراني
الحلاج
الحمدان
06-27-2022, 10:48 PM
فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ
وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ
وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ
وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ
إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ
وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابِ
فَيا لَيتَ شُربي مِن وِدادِكَ صافِياً
وَشُربِيَ مِن ماءِ الفُراتِ سَرابُ
الحلاج.. العصر العباسي
الحمدان
06-28-2022, 01:25 PM
مما راق لي
ليت الكبار.. بلا موت ولا هرم
بلا مشيبٍ بلا حزنٍ بلا ألم
وليت وجه أبي .. ما شاخ منظره
ولا انحنى ظهره من خطوة القدم
وليت أُمي ما شابت ملامحها
ولا ذوى جسمها من شدة السقم
وليت أجدادنا ظلّوا ببسمتهم
على الحياة فهم من أعظم النعم
وليتنا في سنين اللهو أولها
نحن الصغار .. ولكن ذاك لم يَدُمِ
عهد الطفـــولة مرَّ الوقت في عجلٍ
كأنما كان أطيافٌ من الحلم
يا رب حُسن حياة في معيشتنا
وحُسن ذكرٍ .. وأيضًا حُسن مُختتم
الحمدان
06-28-2022, 01:47 PM
وَساعٍ يَجمَعُ الأَموالَ جَمعاً
لِيورِثَها أَعاديهِ شَقاءَ
وَكَم ساعٍ لِيُثري لَم يَنَلهُ
وَآخَرُ ما سَعى نالَ الثَراءِ
وَمَن يَستَعتِبِ الحَدَثانِ يَوماً
يَكُن ذاكَ العِتابُ لَهُ عَناءَ
يزيد بن معاوية
الحمدان
06-28-2022, 02:01 PM
أيقنت أني لست أملك مدمعي
ورأيت حلما أنني ودعتهم
فبكيت من ألم الحنين وهم معي
مُرٌ علي بأن أودع زائراً
كيف الذين حملتهم في أضلعي
محمد المقرن
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond