تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 [31] 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160

الحمدان
07-01-2024, 02:13 AM
أحقاً شِبتَ يا أحلى الشبابِ
وغطى الثلجُ رأسَكَ في غيابي

وظنَّ الناسُ أنَّكَ صرتَ كهلاً
بما ضيَّعتَ من عُمرٍ ببابي

فدعني أحضنُ الشيباتِ.. دعني
أُحدِّثُهنَّ عن شَيخِ الشبابِ

فحتى لو بلغتَ القرنَ عُمراً
فعشرينيُّ أنتَ على حسابي


حذيفة العرجي

الحمدان
07-01-2024, 02:32 AM
‏ما كنتُ ممّن يمنحونَ قلوبهُم
‏فسرَقت قلبيّ عامِداً مُتعمّداً

‏لو خيّروهُ الآنَ أينَ مقامُهُ ؟
‏لأختارَ صدرك دُونَ أين يتردّدا

......

الحمدان
07-01-2024, 03:22 PM
إلى بابك المقصود يارب نلجأ
وأنت الذي راجيك ليس يُخيَّبُ

تعاظمتِ الأرزاءُ في غزةَ العُلا
وأرهقها الأعداءُ والخطبُ يَحزُبُ

ففرِّج إلهي ما دهاها بعاجلٍ
من النصر والتمكينِ يَشفي ويُطرِبُ

قلوبا غزاها الهمُّ واشتدَّ كربُها
وتأمَلُ فجرَ النصر والفجرُ يَقرُبُ

إذا ما طغى أهل الفساد بِبَغْيِهِم
ترقَّبْ فوعدُ اللهِ لا شكَّ يغلبُ


......

الحمدان
07-01-2024, 03:24 PM
متسائلٌ يخشى من الإيضاحِ
يسلو بقلب زاهدٍ نضاحِ

يملي الحروف على وسائد حبه
ويبوح حتى موعد الإصباحِ

أيامه نورٌ و طيب فؤاده
كمدٌ يطيب بصرخةٍ و جراحِ

يصغي لكل قريحة تقسو على
عينيه ثم يعف بالإفصاحِ

عيناه تهمي كل يومٍ غيمةً
وحشاه يعني غابة الأتراحِ



......

الحمدان
07-01-2024, 03:25 PM
‏فإذَا وقفْتَ ببابِ ربِّكَ سائلًا
جهِّزْ فؤادكَ لا تُجهِّزْ أحرُفكْ

وكِّلهُ أمْرَ الغمغمـاتِ وثقْ بهِ
فاللَّهُ يعلمُ كلَّ حزنٍ أرجَفك

بقلمي

الحمدان
07-01-2024, 03:56 PM
هيَ هٰكذا الدُّنيا وَ هٰذا حَالُها
مَا كُلُّ شِرْبٍ في الزَّمانِ عَذِيبُ

إنَّ الرِّضا عند النوائبِ سلوَةٌ
وَ الصَّبرُ إنْ حَلَّ الأسىٰ تطبيبُ

مَا طَالَ ليلٌ أو تداعَت كربةٌ
إِلَّا وَ لطف اللّٰه مِنكَ قريبُ


......

الحمدان
07-01-2024, 04:00 PM
نامي جياع الشعبِ نامي
حرستكِ الهةُ الطعامِ

نامي وإن لم تشبعِي
من يقضةٍ فمنَ المنامِ

نامي ولا تتجادلي
القولُ ما قالت حذَامِ

نامي على نغمِ البعوضِ
كأنهُ سجعُ الحمامِ


الجواهري

الحمدان
07-01-2024, 04:39 PM
أتوني بالطبيب فساءَلُوه
فلم يدرِ الطبيبُ بما يجيبُ

سقاني شربةً لم تُغنِ شيئًا
سوى أن زاد في القلب اللَّهيبُ

فقلتُ له ألا دعني لدائي
وقم واذهب لشأنك يا طبيبُ

دوائي في يدَي من كان دائي
فقال وما الدَّوا قلتُ الحبيبُ

الخبز أرزي

الحمدان
07-01-2024, 06:03 PM
‏فيَا لَيْتَ أَنَّ الدَّهْرَ يُدني أَحبَّتي
‏إليَّ كما يدني إليَّ مصائبيِ

ولَيْتَ خيالاً مِنكِ يا عبلَ طارقاً
‏ يرى فيضَ جفني بالدموعِ السواكبِ


‏عنترة بن شداد

الحمدان
07-01-2024, 06:06 PM
يا ربّ بلغنا الشفاعة إنّنا
لشفاعةِ المختار كم نتلهّفُ

صلى عليك الله يا علم الهدى
أزكى صلاةٍ عنك لا تتوقّف.

بقلمي

الحمدان
07-01-2024, 06:08 PM
أقبل فأنت على الفؤاد مؤمَّرُ
و القلب ليس مخالفاً مايؤمـَرُ

مهما تَصَوَّر حَجمَ حبِّك في الحشا
فأنا أُحبُّكَ فوق ماتتصــــوَّرُ

يانبض أيامي الجميلة كلها
أنت الحياة وأنت عمري الأكبـرُ

إن غبت عن دنيا غرامي لحظةً
ماتنفع الدنيا تطول وتقصــرُ؟!

أقبل فأنت إمام قلبي في الهوى
لك معبدٌ بين الضلوع ومنبــرُ


......

الحمدان
07-01-2024, 06:09 PM
تلاقينا كأَنَّ العمرَ عامٌ
ولُقيانا كألفٍ ضربَ ألفِ

فخانَتْنا الحروفُ على حياءٍ
وظلَّ الطرفُ مسبِّيًا لطرفِ

وآهٍ لو علمتَ بِقدر حُبي
وما أخفيتُه من فرط خوفي

لما اخترت البعاد كدأب قلبي
وما يومًا تعمدت التّخفي

وفاض بك الحنينُ إلى عيوني
وذاب جليد كبرك فوق ضعفي


......

الحمدان
07-01-2024, 06:18 PM
وليسَ الوصلُ في الُّلقيا ولكنْ
ودادٌ في القلوبِ بلا جفاءِ

فكم من حاضرٍ قَد غابَ عنَّا
وَكم من غائبٍ زاهي اللقاءِ


......

الحمدان
07-01-2024, 07:54 PM
‏أَفِقْ وَغَرِّدْ بِذِكْرِ اللهِ… مُنْطَلِقاً
فَالصُّبْحُ يَبْدَأُ حَقّاً حِيْنَ تَذْكُرُهُ!

وَانْظُرْ حَوَالَيْكَ كَمْ للهِ مِنْ نِعَمٍ
فَهَلْ تَدُوْمُ لِعَبْدٍ لَيْسَ يَشْكُرُهُ

......

الحمدان
07-01-2024, 07:58 PM
حييتُ من أهوى على سكري
ورأسه قد مال في حجري

بكفِّ بدرٍ نصفه أبيض
ونصفه أحمر كالخَمرِ

فازداد طيبُ الورد في كفِّه
كمثل طِيب الندِّ بالجمرِ

الخبز ارزي

الحمدان
07-01-2024, 09:45 PM
تريدينَ مثلَ جميع النساءِ

كنوزَ سليمانْ

مثلَ جميع النساءِ

و أحواضَ عطرٍ و أمشاطَ عاجٍ

و سربَ إماءِ

تريدينَ مولىَ

يسبّحُ باسمكِ كالببَغاءِ

يقول: أحبكِ عند الصباحْ

يقول: أحبكِ عند المساءِ

و يغسلُ بالخمرِ رجليكِ

يا شهرزادَ النساءِ

تريدينَ مثل جميع النساءِ

تريدينَ مني نجومَ السماءِ

و أطباقَ منّ و أطباقَ سلوى

و خفينِ من زهر الكستناءِ

تريدينَ ، منْ شنغهايَ الحريرَ

و مِنْ أصفهانْ ، جلود الفراءِ

و لست نبيّاً منَ الأنبياءِ

لاُلقي عصايَ ، فينشقُّ بحرٌ

و يولدُ بينَ الغمائمَ قصرٌ

جميع حجارتهِ منْ ضياءِ

تريدينَ مثلَ جميع النساءِ

مراوحَ ريشٍ و كُحلاً ، عَطِرا

تريدينَ عبداً شديدَ الغباءِ

ليقرأ عند سريركِ شِعرا

تريدينَ في لحظتينِ اثنتَينْ

بلاطَ الرشيدْ و إيوانَ كِسرى

و قافلةً من عبيدٍ و أسرى

تجرُّ ذيولكِ يا كليوبترا

و لستُ أنا سندبادَ الفضاءِ

لأُحضر بابلَ بين يديكِ

و أهرامَ مصر و إيوانَ كِسرى

و ليس لديَّ سراجُ علاءِ

لآتيكِ بالشمسِ ، فوقَ إناءِ

كما تتمنَّى ،جميعَ النساءِ

و بعدُ ، أيا شهرزادَ النساءِ

أنا عاملٌ من دمشقَ ، فقيرٌ

رغيفي ، أغمسهُ بالدماءِ

شعوري بسيطٌ و أجري بسيطٌ

و أؤمنُ بالخبز و الأولياءِ

و أحلمُ بالحبَّ كالآخرينْ

و زوجٍ تخيطُ ثقوبَ ردائي

و طفلٍ ينامُ على ركبتَّيَ

كعصفور حقلٍ ، كزهرةِ ماءِ

أفكر بالحبَّ كالآخرينْ

لأنَّ المحبَّةَ مثل الهواءِ

لأنَّ المحبَّةَ شمسٌ تضيءُ

على الحالمينَ وراءَ القصورْ

على الكادحينَ ، على الأشيقاءِ

و منْ يملكونَ سريرَ حريرْ

و منْ يملكونَ سريرَ بكاءِ

تريدينَ مثلَ جميعَ النساءِ

تريدينَ ثامنةَ المعجزاتْ

و ليس لديَّ ، سوى كبريائي

نزار قباني

الحمدان
07-01-2024, 09:47 PM
منْ اَجل جمالِ عينيكِ
ستُقرع طبولَ الحَربْ

و يَسقط الرجالْ
علي اَعتابِ رمشيكِ

نزار قباني

الحمدان
07-01-2024, 09:49 PM
‏إذا أبصرتَ في الأصحاب عيباً
فلا تغفل عن الشِيَم الحِسانِ

تريدُ مهذَّباً لا عيبَ فيهِ
وهل عُودٌ يفوحُ بلا دخانِ


......

الحمدان
07-01-2024, 10:03 PM
وكمْ تغافلتُ عن أشياء أعرفُها
وكمْ تجاهلتُ قولاً كان يُؤذيني

وكمْ أقابلُ شخصاً من ملامحهِ
أدري يقيناً وحقّاً لا يُدانيني

وكمْ تغاضيتُ لا جُبناً ولا خوراً
هي المروءةُ من طبعي ومن ديني

جازيتُ بالطيبِ كلّ الناسِ مجتهداً
لعلَّ ربّي عن طيبي سيجزيني


......

الحمدان
07-01-2024, 10:05 PM
يا ربّ جئتُكَ والأحمالُ مُرهِقَةٌ
أمشي إليكَ من التقصيرِ في خَجَلِ

إنْ قدَّمَ النّاسُ طاعاتٍ لربِّهِمُ
قدَّمتُ لله ما ألقاهُ من وَجَلِ


......

الحمدان
07-01-2024, 11:17 PM
لواعِجُ الحبِّ أُخْفيها وأُبْديها
والدّمْعُ يَنشُرُ أسراري وأطْويها

ولَوْعَةٌ كَشَباةِ الرُّمْحِ يُطفِئُها
تَجَلُّدي وأُوارُ الشّوْقِ يُذْكيها

إحدى كِنانَةَ حلّتْ سَفْحَ كاظِمةٍ
غَداةَ سالَ بظُعْنِ الحيِّ واديها

فلَسْتُ أدري أمِنْ دَمْعٍ أُرَقْرِقُهُ
أم مِنْ مَباسِمها ما في تَراقِيها

ذَكَرْتُ بالرَّمْلِ منْ حُزْوى رَوادِفَها
والعينُ تَمْرَحُ عَبرى في مَغانيها

بحيث تُرْشَحُ أمُّ الخِشْفِ واحِدَها
على مَذانِبَ تَرْعى في مَحانيها

دارٌ على عَذَباتِ الجِزْعِ ناحِلةٌ
تُميتُها الرّيحُ والأمطارُ تُحييها

حَيَّيْتُها وجُفونُ العينِ مُترَعَةٌ
بأدمُعٍ رَسَبَتْ فيها مآقيها

وقَلَّ للدارِ مني مَدْمَعٌ هَطِلٌ
وعَبْرَةٌ ظَلْتُ في رُدني أواريها

فقد نَضَوْتُ بها الأيّامَ ناضِرَةً
تُغْني عنِ السَّحَرِ الأعلى لَياليها

أزْمانَ أخْطِرُ في بُرْدي هَوًى وَصِباً
بلِمّةٍ يُعجِبُ الحَسْناءَ داجيها

فانْجابَ لَيلُ شَبابٍ كنتُ آلَفُهُ
إذ لاحَ صُبْحُ مَشيبي في حَواشيها

يا سَرْحَةَ القاعِ رَوّاكِ الحَيا غَدَقاً
منْ ديمَةٍ هَطَلَتْ وُطْفاً عَزاليها

زُرْناكِ والظِّلُّ ألْمى فاسْتُريبَ بِنا
ولم يُنِخْ عندَكِ الأنْضاءَ حاديها

ومَسْرَحُ المُهْرَةِ الدّهْماءِ مُكْتَهِلٌ
لو كانَ بالرّوضَةِ الغنّاءِ راعيها

لوَيْتُ عنهُ هِناني وهْيَ تَجْمَحُ بي
والبيضُ مُرْتَعِداتٌ في غَواشيها

مُهْرَ الفَزارِيِّ غُضَّ الطّرْفَ عن نُغَبٍ
يُرْوي بِها إبِلَ العَبْسيِّ ساقيها

فقد نَمَتْكَ جِيادٌ لا تُلِمُّ بها
حتى تَرى السُّمْرَ مُحْمَرّاً عَواليها

كأنّ آذانَها الأقْلامُ جاريَةً
بِما نَبا السّيْفُ عنهُ في مَجاريها

منها الندىً والرّدى فالمُعْتَفونَ رأَوْا
أرْزاقَهُمْ مَعَ آجالِ العِدا فيها

بكَفِّ أرْوَعَ لم يَطْمَحْ لغايَتِهِ
ثَواقِبُ الشُّهْبِ في أعلى مساريها

يُمْطي ذُرا الشّرَفِ العاديِّ همّتَهُ
مُلْقًى على الأمَدِ الأقصى مَراسيها

ذو سُؤْدَدٍ كأنابيبِ القَنا نَسَقٍ
في نَجْدَةٍ من دِماءِ الصِّيدِ تُرويها

يُزْهى بها الدّهْرُ والأيّامُ مُشْرِقَةٌ
تهُزُّ في ظِلِّهِ أعْطافَها تيها

وعُصْبَةٍ مُلِئَتْ أسْماعُهُمْ كَلِماً
ظَلِلْتُ أخْلُقُها فيهِمْ وأَفْريها

أُوطَأْتُهُمْ عقِبي إذ فُقْتُهُمْ حَسَباً
بِراحَةٍ يرتَدي بالنُّجْحِ عافيها

فقُلِّدَ السّيْفَ يومَ الرّوعِ طابِعُهُ
وأعْطيَ القَوْسَ عندَ الرّمْيِ باريها

أرى أُهَيْلَ زماني حاوَلوا رُتَبي
وللنّجومِ ازْوِرارٌ عنْ مَراقيها

وللصُّقورِ مَدًى لا تَرْتَقي صُعُداً
إليهِ أغرِبةٌ تَهْفو خَوافيها

لولا مَساعيكَ لم أهْدِرْ بقافيَةٍ
يكادُ يَسْتَرْقِصُ الأسْماعَ راويها

إذا وَسَمْتُ بكَ الأشْعارَ أَصْحَبَ لي
أبِيُّها فيكَ وانْثالَتْ قَوافيها


الابيوردي

الحمدان
07-01-2024, 11:17 PM
النّائِباتُ كَثيرةُ الإنذارِ
واليومَ طالَبَ صَرْفُها بالثّارِ

سُدَّتْ على عُونِ الرّزايا طُرْقُها
فسَمَتْ لنا بخُطوبِها الأبْكارِ

عَجَباً من القَدَرِ المُتاحِ تولّعَتْ
أحْداثُهُ بمُصَرِّفِ الأقدارِ

ولَنا بمُعتَرَكِ المَنايا أنْفُسٌ
وقَفَتْ بمَدْرَجَةِ القَضاءِ الجاري

في كلِّ يومٍ تعْتَرينا رَوعَةٌ
تَذَرُ العُيونَ كَواسِفَ الأبْصارِ

والموْتُ شِرْبٌ ليسَ يُورِدُهُ الرّدى
أحَداً فيَطْمَعَ منهُ في الإصدارِ

شرِبَ الأوائِلُ عُنفُوانَ غَديرِهِ
ولَنَشْربَنَّ بهِ من الأسْآرِ

ملأَتْ قُبورُهُمُ الفَضاءَ كأنّها
بُزْلُ الجِمالِ أُنِخْنَ بالأكْوارِ

ألْقَوا عِصِيَّهُمُ بدارِ إقامَةٍ
أنْضاءَ أيّامٍ مَضيْنَ قِصارِ

وكأنّهمُم بلَغوا المَدى فتَواقَفوا
يتَذاكَرونَ عَواقِبَ الأسْفارِ

لمْ يَذهَبوا سَلَفاً لنَغْبُرَ بَعدَهُمْ
أينَ البَقاءُ ونحنُ في الآثارِ

حارَتْ وراءَهُمُ العُقولُ كأننا
شَرْبٌ تُطَوِّحُهُمْ كُؤوسُ عُقارِ

يا مَنْ تُخادِعُهُ المُنى ولرُبّما
قطَعَتْ مَخائِلُها قُوى الأعمارِ

والناسُ يستَبِقون في مِضْمارِها
والمَوتُ آخِرُ ذلكَ المِضْمارِ

والعُمْرُ يَذْهَبُ كالحياةِ فما الذي
يُجْدي عَليكَ منَ الخَيالِ السّاري

بَيْنا الفَتى يَسِمُ الثّرى برِدائِهِ
إذ حَلَّ فيهِ رَهينَةَ الأحْجارِ

لوْ فاتَ عاديَةَ المَنونِ مُشَيَّعٌ
لنَجا بمُهْجَتِهِ الهِزَبْرُ الضّاري

أقْعى دوَيْنَ الغابِ يمنَعُ شِبلَهُ
ويُجيلُ نظرَةَ باسِلٍ كَرّارِ

وحَمى الأميرَ ابنَ الخَلائِفِ جعفَراً
إقْدامُ كُلِّ مغَرِّرٍ مِغْوارِ

يمشي كما مَشَتِ الأسودُ إِلى الوَغى
والخَيْلُ تَعثُرُ بالقَنا الخَطّارِ

ويخوضُ مُشْتَجَرَ الرِّماحِ بغِلْمَةٍ
عرَبيّةٍ نَخَواتُها أغْمارِ

ويَجوبُ أرديَةَ العَجاجِ بجَحْفَلٍ
لَجِبٍ تئِنُّ لهُ الرُّبا جَرّارِ

والمَشْرَفيّاتُ الرِّقاقُ كأنّها
ماءٌ أصابَ قَرارَةً في نارِ

ينعَوْنَ فَرْعاً من ذَوائِبِ دَوْحَةٍ
خَضِلَتْ حَواشِيها عَلَيْهِ نُضارِ

نَبَويّةِ الأعراقِ مُقْتَدَرِيّةٍ
تَفْتَرُّ عنْ كَرَمٍ وطِيبِ نِجارِ

ذَرَفَتْ عُيونُ المَكْرُماتِ وأعْصَمَتْ
أسَفاً بأكْبادٍ علَيْهِ حِرارِ

صَبْراً أميرَ المؤْمنينَ فأنْتُمُ
أسْكَنتُمُ الأحْلامَ ظِلَّ وَقارِ

هذا الهِلالُ وقد رَجَوْتَ نُمُوَّهُ
للمَجْدِ عاجَلَهُ الرّدى بسِرارِ

إن غاضَ مِنْ أنوارِهِ فَوراءَهُ
أُفُقٌ تَوَشّحَ منكَ بالأقمارِ

كادَتْ تَزولُ الرّاسِياتُ لِفَقْدِهِ
حتى أذِنْتَ لهُنَّ في استقْرارِ

ومتى أصابَ ولا أصابَكَ حادِثٌ
مِما يُطامِنُ نَخوةَ الجبّارِ

فاذْكُرْ مُصابَكَ بابنِ عمّكَ أحْمَدٍ
والغُرِّ منْ آبائِكَ الأخْيارِ

كانوا بُدورَ أسِرَّةٍ ومَنابِرٍ
يتهلّلونَ بأوْجُهٍ أحْرارِ

قومٌ إذا ذَكَرَتْ قُرَيْشٌ فضْلَهُمْ
أصْغى إليها البَيتُ ذو الأسْتارِ

بلغَ السّماءَ بهِمْ كِنانَةُ وارْتَدى
بالفَخْرِ حَيّا يَعْرُبٍ ونِزارِ

فاسْلَمْ رَفيعَ النّاظِرينَ إِلى العُلا
تُهْدى إليكَ قَلائِدُ الأشْعارِ

والدّهْرُ عَبْدٌ والأوامِرُ طاعَةٌ
والمُلْكُ مُقْتَبَلٌ وزَنْدُكَ وارِ


الابيوردي

الحمدان
07-01-2024, 11:18 PM
جتأمّلْتُ الورى جِيلاً فجيلا
فكانَ كَثيرهُمْ عِندي قَليلا

لهُمْ صُوَرٌ تَروقُ ولا حُلومٌ
وأجسامٌ تَروعُ ولا عُقولا

وأُبْصِرُ خامِلاً يَجْفو نَبيهاً
وأسْمَعُ عالِماً يَشكو جَهولا

إذا ما شئْتَ أنْ يَلقاكَ فيهِمْ
عَدوٌّ فاتّخِذْ مِنهُمْ خَليلا

وإنْ تُؤثِرْ دُنُوَّهُمُ تُمارِسْ
أذىً تَجِدُ العَناءَ بهِ طَويلا

وإنْ ناوَلْتَهُم أطرافَ حَبْلٍ
وهَى فاهْجُرْهُمُ هَجْراً جَميلا

ولِنْ لهُم وخادِعْهُمْ أوِ اشْدُدْ
على صَفَحاتِهِمْ وَطْئاً ثَقيلا

فإما أن تُغالِبَهُمْ عَزيزاً
وإما أنْ تُداريَهُمْ ذَليلا

ومَن راقَتْهُ ضَجْعَتُهُ بِدارٍ
يُقِلُّ المَشْرَفيُّ بِها صَليلا

فلَسْتُ منَ الهَوانِ ولَيسَ منّي
فألْبَسَهُ وأدَّرِعَ الخُمولا

إذا الأُمَويُّ قَرَّبَ أعْوَجِيّاً
وضاجَعَ هِندُوانِيّاً صَقيلا

فذَرْهُ والمِصاعَ فسوفَ تُؤتَى
بهِ مَلِكاً مَهيباً أو قَتيلا

وطامِحَةِ العُيونِ على مَطاها
أُسودٌ يتّخِذْنَ السُّمْرَ غِيلا

أظُنُّ مِراحَها راحاً فمِنْهُ
بِها ثَمَلٌ وما شَرِبَتْ شَمولا

وأزْجُرُ منْ نَزائِعِها رَعيلاً
إذا وَقَذَ الوَجى منها رَعيلا

وأُورِدُها الوَغى والنّقُْ كابٍ
فتَسْحَبُ منْ وشائِعِهِ ذُيولا

وتَعْثُرُ بالكُماةِ الصِّيدِ صَرْعَى
فتَنْفِرُ وهْيَ تَحْسَبُهمْ نَخيلا

بحَيثُ النَّسْرُ لا يُلفِي لَدَيْهِمْ
سِوى الذّئبِ الأزَلِّ لهُ أكيلا

وتَخْطِرُ في نَجيعٍ غِبَّ طَعْنٍ
وَجيعٍ يَسْلُبُ البَطَلَ الشّليلا

كأنّ الشّمسَ قد نَضحَتْ جِيادي
بِذَوْبِ التّبْرِ إذ جَنَحَتْ أصيلا

وسَيفي تتّقيهِ الهَامُ حتَّى
تُفارِقَ قَبلَ سلّتِهِ المَقيلا

بهِ بَعدَ الإلهِ بَلَغْتُ شأواً
يُسارِقُهُ السُّها نَظَراً كَليلا

وطافَتْ بالعُلا هِمَمي وعافَتْ
غِنًى أرْعى بهِ كَلأً وَبِيلا

فلَمْ أحْمَدْ لِعارِفَةٍ جَواداً
ولم أذْمُمْ على مَنْعٍ بَخيلا

نَماني كُلُّ أبْيَضَ عَبْشَميٍّ
تُعَدُّ النّيِّراتُ لهُ قَبيلا

فآبائي مَعاقِلُهُمْ سُيوفٌ
بِها شَجّوا الحُزونَةَ والسُّهولا

وأرضى اللهَ نَصْرُهُمُ لِدِينٍ
بهِ بُعِثَ ابنُ عمّهِمُ رَسولا

وهُمْ غُرَرٌ أضاءَتْ في نِزارٍ
وكانَ بَنوهُ بَعْدَهُمُ حُجولا

متى هَذَرَ القَبائلُ في فَخارٍ
بألْسِنَةٍ تَهُزُّ بِها نُصولا

فنحنُ نكون أطْوَلَها فُروعاً
إذا نُسِبَتْ وأكرَمَها أُصولا


الابيوردي

الحمدان
07-01-2024, 11:18 PM
مَنْ أغْفَلَ الحَزْمَ أدْمى كَفَّهُ نَدَما
واسْتَضْحَكَ النّصْرَ مَنْ أبْكى السّيوفَ دَما

فالرّأيُ يُدْرِكُ ما يَعْيَى الحُسامُ بهِ
إذا الزّمانُ بِذَيلِ الفِتْنَةِ الْتَثَما

هابَ العِدا غَمَراتِ المَوْتِ إذْ بَصُروا
بالأُسْدِ تَنْزِلُ مِنْ سُمْرِ القَنا أجَما

والخَيْلُ عابِسَةٌ يَعْتادُها مَرَحٌ
إذا امتَطاها نِظامُ الدّينِ مُبْتَسِما

في ساعَةٍ تَذَرُ الأرْماحَ راعِفةً
والمَشْرَفيَّ على الأرواحِ مُحْتَكِما

رَطْبُ الغِرارَيْنِ مأمونٌ على بَطَلٍ
يَخشى زَماناً على الأحرارِ مُتَّهَما

تَلوحُ غُرَّتُهُ والجُرْدُ نافِضَةٌ
على جَبينِ الضُّحى منْ نَقْعِها قَتَما

وللسّهامِ حَفيفٌ في مَسامِعِهمْ
كالنّحْلِ ألْقَيْتَ في أبْياتِهِ الضَّرَما

إذا اسْتَطارَتْ طِلاعَ الأُفْقِ أرْدَفَها
بالبيضِ عُوِّضْنَ عن أغْمادِها القِمَما

لمْ تَطْلُعِ الشّمسُ إلا استُقْبِلَتْ بِعَمىً
ولا بَدا النّجْمُ إلا اسْتَشْعَرَ الصّمَما

توقّفوا كارْتِدادِ الجَفْنِ وانصَرَفوا
كما طَرَدْتَ حِذارَ الغارَةِ النَّعَما

والأعْوَجِيّةُ كادَتْ مِنْ تَغَيُّظِها
على فَوارِسِها أنْ تَلْفِظَ اللُّجُما

منْ كُلِّ طِرْفٍ يَبُذُّ الطّرْفَ مُلتَهِباً
في حُضْرِهِ ولِشَأْوِ الرّيحِ مُلْتَهِما

رَدْعُ النّجيعِ مُبينٌ في حَوافِرِها
مِمّا يَطَأْنَ بِمُسْتَنِّ الرّدى بُهَما

كأنّ كُلَّ بَنانٍ منْ ولائِدِهِمْ
أهْدى إلَيْهِنّ إذْ نَجَّيْنَهُمْ عَنَما

باضَ النَّعامُ على هاماتِهمْ وهُمْ
أشْباهُهُ والوَغى يَستَرْجِفُ اللِّمَما

فَباتَ أرْحَبُهمْ في كُلِّ نائِبَةٍ
ذَرْعاً تَضيقُ عليهِ الأرضُ مُنْهَزما

وما التَفَتَّ احتِقاراً نحوَهُ وبِهِ
نَجلاءُ يَلْوي لَها حَيْزومَهُ ألَما

ولو أمَلْتَ إليه السّوطَ غادَرَهُ
شِلْواً بمُعتَرَكِ الأبطالِ مُقْتَسَما

وعُصبَةٍ مُلِئَتْ غَيظاً صُدورُهُمُ
منْ مُخفِرٍ ذِمّةً أو قاطِعٍ رَحِما

واستَوْطَؤوا ثَبَجَ البَغْضاءِ واجتَذَبوا
حَبْلاً أُمِرَّ على الشّحْناءِ فانْجذَما

والشَّعبُ إنْ دَبّ في تَفريقِهِ إحَنٌ
فلن يَعودَ طَوالَ الدّهرِ مُلْتَئِما

وأنتَ أبعَدُ في فَضْلٍ ومَكْرُمةٍ
شأوأُ وأثْبَتُ منهمْ في الوَغى قدَمَا

وخَيْرُهُمْ حَسَباً ضخْماً وأغْزَرُهُمْ
سَيْباً وأضفى على مُسْتَرْفِدٍ نِعَما

تَعْفو وتَصْفَحُ عنْ عِزٍّ ومَقدِرَةٍ
ولا نَراكَ وقيذَ الحِلْمِ مُنْتَقِما

إذا أذابَ شَرارُ الحِقْدِ عاطفَةً
هَزَزْتَ للعَفْو عِطْفَيْ سُؤدَدٍ كَرَما

فوَدَّ كُلُّ بَريءٍ مُذْ عُرِفْتَ بهِ
دون البَريّةِ أنْ يَلْقاكَ مُجْتَرِما

ومِنْ مَساعيكَ فَتْحٌ إذ سَلَلْتَ لهُ
رَأياً فَلَلتَ به الصّمْصامَةَ الخَذِما

أضحى بهِ الدِّينُ مُفْتَرّاً مَباسِمُهُ
والمُلْكُ بعدَ شَتاتِ الشّملِ مُنتَظِما

فأشْرَقَ العَدْلُ والأيامُ داجِيةٌ
بَثّتْ يَدُ الظُّلْمِ في أرجائِها الظُّلَما

وقد رَمى بِكَ ركْنُ الدينِ مُعضلةً
يَهابُ كلُّ كَميٍّ دونَها قُحَما

فقُمْتُ بالخَطْبِ مَرْهوباً عَواقِبُهُ
للعَزْمِ مُحتَضِناً للحَزْمِ مُلتَزِما

كالبَحرِ مُتَلْطِماً والفَجْرِ مُبتَسِماً
والليثِ مُعتَزِماً والغَيثِ مُنسَجما

كَفَتْهُ كُتْبُكَ أن تُزْجى كتائِبُهُ
وأُلْهِمَ السّيفُ أن يَستنْجِدَ القَلَما

تَلْقى الشّدائِدَ في نَيْلِ العُلا وَلَها
يُعالِجُ الهَمَّ مَنْ يَستنْهِضُ الهِمَما

وإنْ أرابَكَ منْ دَهْرٍ تَكَدّرُهُ
كُنتُ المُصَفّى على أحْداثِهِ شِيَما

فابْسُطْ إِلى أمَدٍ تَسْمو إليهِ يَداً
تَكفي المُؤمِّلَ أنْ يَستَمْطِرَ الدِّيَما

ولا تُبَلْ سَخَطَ الأعداءِ إنّهمُ
يَرضَوْنَ منكَ بأن تَرضى بهِمْ خَدَما

وسَلْ بيَ المَجْدَ تعلمْ أيَّ ذي حَسَبٍ
في بُردَتَيَّ إذا ما حادِثٌ هَجَما

يُلينُ للخِلِّ في عزٍّ عَريكَتَهُ
مَحْضَ الهَوى ولهُ العُتْبى إذا ظُلِما

منْ مَعشَرٍ لا يُناجي الضّيمُ جارَهُمُ
نِضْوَ الهُمومِ غَضيضَ الطّرْفِ مُهْتَضَما

فصِحّةُ الوُدِّ تَأبى وهْيَ ظاهِرةٌ
أن تُخفيَ الحالُ في أيّامكُمْ سَقَما

والدّهْرُ يعلَمُ أنِّي لا أذِلُّ لهُ
فكيفَ أفتَحُ بالشّكوى إليكَ فما


الابيوردي

الحمدان
07-01-2024, 11:19 PM
لكَ المَجْدُ لا ما تدّعيهِ الأوائِلُ
وما في مَقالٍ بَعْدَ مَدْحِكَ طائِلُ

وليسَ يؤدّي بَعْضَ ما أنتَ فاعِلٌ
إذا رُمْتُ وَصْفاً كلُّ ما أنا قائِلُ

أبوكَ وأنتَ السّابِقانِ إِلى العُلا
على شِيَمٍ منْهُنَّ حَزْمٌ ونائِلُ

ولولاكُما لم يُعْرَفِ البأسُ والندىً
ولمْ يَدْرِ ساعٍ كيفَ تُبغى الفضائِلُ

وهل يَلِدُ الضِّرْغامُ إلا شَبيهَهُ
ويُنجِبُ إلا الأكْرَمونَ الأماثِلُ

فلَيتَ أباً لا يُورِثُ الفَخْرَ عاقِرٌ
وأُمّاً إذا لم تُعْقِبِ المَجْدَ حائِلُ

وأنت الذي إنْ هَزَّ أقْلامَهُ حَوى
بِها ما نَبَتْ عنهُ الرِّماحُ الذّوابِلُ

يَطولُ لِسانُ الفَخْرِ في مَكْرُماتِهِ
ويَقْصُرُ باعُ الدّهْرِ عمّا يُحاوِلُ

وحَيٍّ من الأعداءِ تُبدي شِفاهُهُمْ
نَواجِذَ مَقْرونٌ بِهنَّ الأنامِلُ

فمِنْهُم بِمُستَنِّ المَنايا مُعَرِّسٌ
تُطيفُ بهِ سُمْرُ القَنا والقنابِلُ

وآخِرُ تَستَدْني خُطاهُ قُيودُهُ
وهُنَّ بساقَيْ كُلِّ عاصٍ خَلاخِلُ

أزَرْتَهُمُ بَيضاً كأنّ مُتونَها
أجَنَّ المَنايا السّودَ فيها الصّياقِلُ

ولم يَبْقَ إلا من عَرَفْتَ وعنده
مكائِدُ تَسري بينهنَّ الغَوائِلُ

أطَلْتَ له باعاً قَصيراً فمَدَّهُ
إِلى أمَدٍ يَعْيَى بهِ المُتَطاوِلُ

وخاتَلَ عن أضْغانِهِ بتَودُّدٍ
وهلْ يَمْحَضُ الوُدَّ العدوُّ المُخاتِلُ

لَئِنْ ظَهَرَتْ منهُ خَديعةُ ماكِرٍ
فسَيْفُكَ لا تَخفى عليه المَقاتِلُ

وكم يوقِظُ الأحْقادَ من رَقَداتِها
وتَرْقُدُ في أغمادِهِنّ المَناصِلُ

فرَوِّ غِرارَ المَشْرَفيّ بهِ دَماً
فأُمُّ الذي لا يتْبَعُ الحَقَّ ثاكِلُ

بيومٍ ترَدّى بالأسنّةِ فاسْتَوَتْ
هَواجِرُهُ من وَقْعِها والأصائِلُ

وغارَ على الشّمسِ العَجاجُ فإنْ سَمَتْ
لتَلْحَظَها عيْنٌ ثَنَتْها القَساطِلُ

وحُلِّيَتِ الأعناقُ فيهِ منَ الظُّبا
قَلائِدَ لا يَصْبو إليهنّ عاطِلُ

بِكَفٍّ تُعيرُ السُّحْبَ من نَفَحاتِها
فتُرخي عَزالِيها الغُيوثُ الهَواطِلُ

وهِمَّةِ طَلاّعٍ إِلى كُلِّ سُؤدَدِ
لهُ غايةٌ منْ دونِها النّجْمُ آفِلُ

ففازَ غياثُ الدّينِ منكَ بِصارِمٍ
على عاتِقِ العَلْياءِ منهُ الحَمائِلُ

ودانَ لهُ حَزْنُ البِلادِ وسَهْلُها
وأنت المُحامي دونَها والمُناضِلُ

فما بالُ زَوْراءِ العِراقِ مُنيخَةً
بمُعْتَرَكٍ تَدْمى لديهِ الكَلاكِلُ

تَشيمُ من الهَيجاءِ بَرْقاً إذا بَدا
هَمَى بالنّجيعِ الوَرْدِ منهُ المَخائِلُ

تَحيدُ الرِّجالُ الغُلْبُ عنْ غَمَراتِها
وتَسْلَمُ فيهنَّ النِّساءُ المَطافِلُ

كأنَّ الإِلى طاروا إِلى الحَرْبِ ضَلّةً
نَعامٌ يُباري خَطْرَةَ الرّيحِ جافِلُ

ومِنْ أينَ يَسْتَولي منَ العُرْبِ رامِحٌ
على بَلَدٍ فيهِ منَ التُّرْكِ نابِلُ

أبابِلُ لا وادِيكِ بالرِّفْدِ مُفْعَمٌ
لدَيْنا ولا نادِيكِ بالوَفْدِ آهِلُ

لَئِنْ ضِقْتِ عني فالبِلادُ فَسيحةٌ
وحَسْبُكِ عاراً أنني عَنْكِ راحِلُ

وإنْ كُنتِ بالسِّحْرِ الحَرامِ مُدِلَّةً
فعِندي من السِّحْرِ الحَلالِ دَلائِلُ

قَوافٍ تُعيرُ الأعْيُنَ النُّجْلَ سِحْرَها
فكُلُّ مكانٍ خَيَّمَتْ فيهِ بابِلُ

وأيُّ فَتًى ماضي العَزيمَةِ راعَهُ
مُلوكُكِ لا رَوّى رِباعَكِ وابِلُ

أغَرُّ رَحيبٌ في النّوائِبِ ذَرْعُهُ
لأعْباءِ ما يأتي بهِ الدّهْرُ حامِلُ

فَتى الحَيِّ يَرْمي بالخُصومِ وراءَهُ
حَيارى إذا التَفَّتْ علَيهِ المَحافِلُ

مَتى تُسْلَبُ الجُرْدُ الجيادُ مِراحَها
إليكَ كما يَسْتَنْفِرُ النّحْلَ عاسِلُ

تُقَرَّطُ أثْناءَ الأعِنّةِ والثّرى
يُواري جَبينَ الشّمْسِ والنّقْعُ ذائِلُ

إذا نَضَتِ الظَّلْماءُ بُرْدَ شَبابِها
مَضَتْ وخِضابُ اللّيلِ بالصُّبْحِ ناصِلُ

ولَفَّتْ على صَحْنِ العِراقِ عَجاجَها
يُقَدّمُها مِن آلِ إسْحاقَ باسِلُ

إذا ما سَرى فاللّيْلُ بالبِيضِ مُقْمِرٌ
ولَوْنُ الضُّحى إن سارَ بالنّقْعِ حائِلُ

هُمامٌ إذا ما الحَرْبُ ألْقَتْ قِناعَها
فلا عَزْمُهُ واهٍ ولا الرَّأْيُ فائِلُ

وإنْ كَدَّرَتْ صَفْوَ اللّيالي خُطوبُها
صَفَتْ مِنْهُ في غَمّائِهنَّ الشّمائِلُ

أبَى طَوْلُه أن يُسْتَفادَ بِشافِعٍ
نَداهُ ومَعْصيٌّ لَدَيْهِ العَواذِلُ

فلَمْ يحْتَضِنْ غَيْرَ الرّغائِبِ راغِبٌ
ولمْ يتَشَبَّثْ بالوَسائِلِ سائِلُ

إليكَ أوَى يا بْنَ الأكارِمِ ماجِدٌ
لَهُ عِنْدَ أحداثِ الزّمانِ طَوائِلُ

تَجُرُّ قَوافيهِ إليكَ ذيولَها
كما ابْتَسَمَتْ غِبَّ الرِّهام الخَمائِلُ

وعندكَ تُرْعى حُرْمَةُ المَجْدِ فارْتَمى
إليكَ بهِ دامي الأظَلّينِ بازِلُ

بَراهُ السُّرى والسَّيْرُ وهْوَ منَ الضّنى
حَكاهُ هِلالٌ كالقُلامَةِ ناحِلُ

قَليلٌ إِلى الرِّيِّ الذّليلِ الْتفاتُهُ
وإنْ كَثُرَتْ لِلْوارِدينَ المَناهِلُ

وها أنا أرْجو من زَمانِكَ رُتبَةً
يَقِلُّ المُسامي عِنْدَها والمُساجِلُ

ولَيسَ بِبِدْعٍ أن أنالَ بِكَ العُلا
فمِثْلُكَ مأمُولٌ ومِثْليَ آمِلُ



الابيوردي

الحمدان
07-01-2024, 11:19 PM
طَلَبْنا النّوالَ الغَمْرَ والخَيرُ يُبتَغى
فلمْ نَرَ أندىً منكَ ظِلاً وأسبَغا

وزُرْنا بَني كَعْبٍ فخِلْنا وُجُوهَهُمْ
شُموساً نَبَتْ عَنها النّواظِرُ بُزَّغا

فأنتَ الحَيا والجودُ يَغْبَرُّ أفْقُهُ
وليْثُ الشّرى والبأسُ يَحْمَرُّ في الوَغى

وتَسطو كما يعْتَنُّ في جَرَيانِهِ
أتيٌّ إذا ما رُدَّ رَيْعانُهُ طَغى

ولَولاكَ لمْ تَرْضَعْ غَوادِيَ مُزْنَةٍ
خَمائِلُ تَضعي السُّحْبُ عنهنَّ رُوَّغا

لكَ الرّاحةُ الوَطْفاءُ يُربي نَوالُها
على مَطَرٍ في صَفحَةِ الأرضِ رُسَّغا

وعَزْمَةُ ذي شِبلَينِ إن شمَّ مَرْغَماً
أخاضَ النّجيعَ الوردَ ناباً وأولَغا

ونادٍ يُغَضُّ الطّرْفُ فيهِ مَهابةً
ولا يُنقَلُ العَوراءُ عنهُ ولا اللَّغا

فَلا الماحِلُ الواشي يَفوهُ بِباطِلٍ
لدَيْهِ وَلا الإصغاءُ يُدني المُبَلِّغا

يكادُ فَمُ الجبّارِ يرشُفُ بُسطَهُ
إذا الخَدُّ في أطرافِهنَّ تَمرَّغا

إذا ما مَخَضْتَ الرّأيَ والخَطْبُ عاقِدٌ
نَواصيَهُ بانَ الصّريحُ منَ الرُّغا

تَشيمُ الظُّبا حتّى إذا الحَرْبُ أُلقِحَتْ
هَزَزْتَ حُساماً للجَماجِمِ مِفْدَغا

غَدا والرّدى تَسْتَنُّ في شَفَراتِهِ
يَميرُ دَماً بالحائِنينَ تَبيَّغا

فما الرَّأيُ إلا أن يُضَرِّجَ غَرْبَهُ
بهِ تحتَ أذيالِ العَجاجِ ويَصبُغا

ولا عِزَّ حتى تَتْرُكَ القِرنَ مُرهَقاً
حَمَتْهُ العَوالي أن يَعيثَ ويَنْزَعا

فبَكِّرْ علَيهِ بالأراقِمِ لُسَّعاً
وأسْرِ إليهِ بالعَقارِبِ لُدَّغا

وأرْعِفْ شَباةَ الرُّمحِ فالنّصْرُ حائِمٌ
عليكَ إذا ما الطّعْنُ بالدَّمِ أوْزَغا

وكُلّ امرِئٍ جازى المُسيءَ بفِعْلِهِ
فلا حَزْمَهُ ألغى ولا الدّينَ أوْتَغا

فِدًى لكَ مَنْ يَطوي الهِجاءُ أديمَهُ
على حَلَمٍ إذْ لمْ يجِدْ فيهِ مَدبَغا

وقدْ نَعَشَتْهُ ثَروَةٌ غيرَ أنّهُ
أعَدَّ بِها للذّمِّ عِرْضاً مُمَشَّغا

فإنّ ازْدِيادَ المالِ منْ غَيرِ نائِلٍ
يَشين الفَتى كالسِّن لُزَّ بهِ الشَّغا

إذا صيحَ بالأمجادِ أقْمَأَ شَخْصَهُ
وإنْ زَأرَ الضِّرغامُ في غابِهِ ثَغا

وإنْ هَدَرَتْ يومَ الفَخارِ شَقاشِقٌ
شَحا فاهُ يَستَقْري الكَلامَ المُمَضَّغا

تَلوبُ المُنى من راحَتَيْهِ على صَرًى
وتَمْتاحُ بَحراً مِنْ يَمينِكَ أهْيَغا

وشارِدةٍ يَطوي بِها الأرضَ بازِلٌ
إذا اضطرَبَ الأعناقُ مِنْ لَغَبٍ رَغا

أدارَ بِها الراوي كُووسَ مُدامَةٍ
يظَلُّ فَصيحُ القومِ مِنهُنَّ ألثَغا

ودونَ قَوافيها كبا كُلُّ شاعِرٍ
إذا قِيدَ كُرْهاً في أزِمَّتِها ضَغا

فذَلَّلتُها حتى تحَلَّتْ بمَنطِقٍ
يَرُدُّ على أعقابِ وحْشِيِّها اللُّغا

أراكَ بطَرْفٍ ما زَوى عنكَ لحظَهُ
ولا افْتَرَّ عنْ قَلبٍ إِلى غَيرِكُمْ صَغى

بَقيتَ ضَجيعَ العزِّ في حِضْنِ دَولَةٍ
لَبِسْتَ بِها طَوْقَ الأهِلَّةِ مُفْرَغا


الابيوردي

الحمدان
07-01-2024, 11:19 PM
رَنَتْ إليّ وظِلُّ النَّقْعِ مَمدودُ
سَوابِقُ الخَيلِ والمَهريُّ القُودُ

فَما غَمَدْنَ عنِ الأسيافِ أعيُنَها
إلا وَسْلولُها في الهامِ مَغمودُ

أفعالُنا غُرَرٌ فوقَ الجِباهِ لَها
وللحُجولِ دمُ الأعداءِ مَورودُ

أنا ابنُها ورِماحُ الخَطِّ مُشرَعَةٌ
وللكُماةِ عنِ الهَيجاءِ تَعْريدُ

منْ كُلِّ مرتَعِدِ العِرْنينِ يَحفِزُهُ
رَأيٌ جَميعٌ وطِيّاتٌ عَبابيدُ

صَحِبْتُهُ حينَ لا خِلٌّ يؤازِرُهُ
ولا يَخُبُّ إِلى واديه مَنجودُ

إذا ذَكرْناه هَزَّ الرُّمْحَ عامِلَهُ
والسّيفُ مُبتَسِمٌ والبأسُ مَشهودُ

نأى فأنْكَرْتُ نَصْلي واتَّهَمْتُ يَدي
وفاقِدُ النّصرِ يومَ الرّوعِ مَفقودُ

كادَتْ تَضيقُ بأنفاسي مَسالِكُها
كأنّ مَطلَعَها في الصّدْرِ مَسدودُ

ما فاتَ عارِمَ لَحظي رَيْثَ رَجْعَتِهِ
إلا وجَفني على ما ساءَ مَردودُ

يا عامِرُ بنَ لُؤَيٍّ أنتُمُ نَفَرٌ
شوسٌ إذا توثّبَ الدّاعي صَناديدُ

أرَحْتُمُ النَّعَمَ المَشلولَ عازِبُهُ
وقَدْ تكنَّفَهُ القَوْمُ الرّعاديدُ

فَما لجارِكُمُ لِيثَ الهَوانُ بهِ
وعِزُّكُمْ بمَناطِ النّجْمِ مَعقودُ

يَرنو إِلى عَذَباتِ الوِرْدِ مِنْ ظَمأٍ
لَحظَ الطّريدةِ حيثُ الماءُ مَثمودُ

وللرّكائِبِ إرْزامٌ تُرَجِّعُهُ
إذا أقَمْنا ولمْ تَشْرَقْ بِها البيدُ

كنّا نَحيدُ عنِ الرِّيِّ الذّليلِ بها
وهلْ يُرَوّي صَدى الأنضاءِ تَصْريدُ

فاسْتَشْرَفَتْ لِمَصابِ المُزنِ طامِحةً
وهُنّ مِنْ لَغَبٍ أعناقُها غِيدُ

وزُرْنَ أروَعَ لا يَثني مَسامِعَهُ
عنْ دَعوَةِ الجارِ تأنيبٌ وتَفنيدُ

فلِلْحُداةِ على أرجاءِ مَنهَلِهِ
بما تَحمّلْنَ منْ مَدْحي أغاريدُ

ألقَيْتُ عِبءَ النّوى عنهُنّ حينَ غَدَتْ
تُلقى إِلى ابنِ أبي أوفى المَقاليدُ

مُحَسَّدُ المَجْدِ لم يَطلُعْ ثَنيّتَهُ
إلا أغرُّ على العَلياءِ مَحسودُ

يَستَحْضِنُ اللّيلَ أفكاراً أراقَ لها
كأسَ الكَرى واعتِلاجُ الفِكرِ تَسهيدُ

للهِ آلُ عَديٍّ حينَ يَرمُقُهُمْ
لَحظٌ يُرَدِّدُهُ العافونَ مَزؤودُ

تَشكو إليهمْ شِفارَ البيضِ مُرهَفَةً
غُرٌّ مَناجيدُ أو أُدْمٌ مَقاحيدُ

فتلكَ أيديهمُ تُدْمي سَماحَتُها
والسّؤدَدُ الغَمْرُ حيثُ البأسُ والجودُ

بُشرى فقد أنجَزَ الأيامُ ما وَعَدَتْ
وقلّما صَدَقَتْ مِنها المَواعيدُ

إنّ الإمارةَ لا تُمطي غَوارِبَها
إلا المَغاويرُ والشمُّ المَناجيدُ

إن يَسْحَبِ النّاسُ أذيالَ الظّنونِ بِها
فلا يُخاطِرُ لَيثَ الغابَةِ السّيدُ

وقد دَعاكَ أميرُ المؤمنينَ لَها
والهَمُّ مُنتَشِرٌ والعَزْمُ مَكدودُ

فكُنتَ أوَّلَ سَبّاقٍ إِلى أملٍ
على حَواشيهِ للأنفاسِ تَصْعيدُ

وهلْ يُحيطُ منَ الأقوامِ ذو ظَلَعٍ
بغايَةٍ أحْرَزَتْها الفِتيَةُ الصّيدُ

ورضْتَ أمراً أطافَ العاجِزونَ بهِ
وكادَ يَلوي بشَمْلِ المُلْكِ تَبديدُ

فأحْجَموا عنهُ والأقدامُ ناكصَةٌ
وللأمورِ إذا أخلَقْنَ تَجديدُ

كذلكَ الصُّبحُ إن هزّتْ مَناصِلَهُ
يدُ السّنا فقَميصُ الليلِ مَقْدودُ

لولاكَ رُدَّتْ على الأعقابِ شارِدَةٌ
تمُدُّ أضْباعَها الصّيدُ المَجاويدُ

ولمْ تَرِدْ عَقْوَةَ الزّوراءِ ناجيةٌ
تُدمي السّريحَ بأيديها الجَلاميدُ

فُقْتُ الأعاريبَ في شِعْرٍ نأمْتُ بهِ
كأنّه لُؤلُؤٌ في السِّلْكِ مَنضودُ

إنْ كان يُعجِزُهُمُ قَولي ويَجمَعُنا
أصْلٌ فقدْ تَلِدُ الخَمرَ العناقيدُ

وهذهِ مِدَحٌ دَرَّتْ بِها مِنَحٌ
بيضٌ أضاءَتْ بهِنَّ الأزْمُنُ السّودُ

إذا التَفَتُّ إِلى ناديكَ مُمْتَرِياً
نَداكَ طُوِّقَ منْ نَعمائِكَ الجيدُ



الابيوردي

الحمدان
07-01-2024, 11:20 PM
هَفا بِهوادي الخَيلِ والليْلُ أسْحَمُ
نَبيلُ حَواشي لَبَّةِ الزَّوْرِ ضَيْغَمُ

وأدْنى رَفيقَيْهِ من الصَّحْبِ مَارِنٌ
يُباريهِ فَيْنانُ السَّبيبَةِ أدْهَمُ

إذا ما الدُّجى ألْقَتْ علَيهِ رِداءَها
بَدا الفَجْرُ مِنْ أطْرافِه يتَبَسَّمُ

رَمَيْتُ بهِ الدّارَ التي في عِراصِها
عِتاقُ المَذاكي والخَميسُ العَرَمْرَمُ

فزُرْتُ وحاشا المَجْدِ جُؤْذَرَ رَمْلَةٍ
حَبا دونَهُ رَطْبُ الغِرارَيْنِ مِخْذَمُ

وما نِلْتُ إلا نَظْرَةً منْ ورائِها
عَفافي وذَيَّاكَ الحَديثُ المُكَتَّمُ

ولو شِئْتُ إِرهاقَ الحُلِيِّ أجَارَني
مُسَوَّرُهُ منْ جَرْسِها والمُخَدَّمُ

ولكنَّنِي أصْدَى وفي الوِرْدِ نُغْبَةٌ
وأكْرِمُ عِرْضي والظُّنونُ تُرَجَّمُ

وبِيدٍ على بِيدٍ طَوَيْتُ ولَيلةٍ
سَرَيْتُ وتَحْتَ الرَّحْل وجْناءُ عَيْهَمُ

فقَدَّتْ أَدِيمَ الأرضِ تَخْتَلِسُ الخُطا
مُحاذَرَةً أنْ يَلْثُمَ التُّربَ مَنْسِمُ

وتَكْرَعُ في مثْلِ السّماءِ تألّقَتْ
منَ الحَبَبِ الطّافي بحِضْنَيْهِ أنْجُمُ

وتَسْبِقُ خُوصاً لَو مَرَرْنَ على القَطا
لمَا رِيعَ بالتَّسْهيد وهْوَ مُهَموِّمُ

وتَلْمَعُ منْ أخفافِهنَّ على الثَّرى
نَظائِرُ مِرآةٍ يُضَرِّجُها الدَّمُ

إذا غَرَّدَ الحادي تَخايَلْنَ في البُرى
ونَحْنُ على أكْوارِها نَتَرنَّمُ

ولَمَّا بَدا التَّاجُ المُطِلُّ تَشاوَسَتْ
إلَيْهِ القَوافي والمَطِيُّ المُخَرَّمُ

وقلْتُ أريحُوها فبَعْدَ لِقائِهِ
حَرَامٌ عليْهِنَّ القَطيعُ المُحَرَّمُ

ومُقْتَدِريّ منْ ذُؤابَةِ هاشِمٍ
بهِ يَصْغُرُ الخَطْبُ المُلِمُّ ويَعْظُمُ

إذا حدَّثَتْ عنهُ الأباطِحُ منْ مِنًى
أصاخَ إليْهنَّ الحَطيمُ وزَمزَمُ

تَزَعْزَعُ أعوادُ المَنابِرِ باسْمِهِ
فتَحْسَبُها منْ هِزَّةٍ تتكلَّمُ

أطلَّ على أعدائِهِ بكَتائِبٍ
أظلَّ حِفافَيْها الوَشيجُ المُقَوَّمُ

ومَوضونَةٍ قدْ لاحَكَ السَّردُ نَسْجَهَا
حَكَتْ سَلَخاً ألقاهُ بالقاعِ أرقَمُ

وخَيْلٍ سَليماتِ الرَّوادِفِ والقَنا
تُقَصَّدُ في لَبّاتِها وتُحَطّمُ

يَسيرُ على آثارِها الذِّئْبُ عافِياً
وأفْتَخُ يَجْتابُ الأهابيَّ قَشْعَمُ

إليْكَ أميرَ المؤمِنينَ زَجَرْتُها
طلائِحَ يَنْميهَا الجَديلُ وشَدْقَمُ

وإنِّي لنَظَّارٌ إِلى جانِبِ العُلا
ولا يَطَّبيني الجانِبُ المُتَجهِّمُ

ولَولاكَ لمْ أُكْرِهْ على الشِّعْرِ خاطِراً
بِذِكرِكَ يُغْرَى بَل بمَجدِكَ يُغْرَمُ

فلا حُمِلَتْ إلا إليْكَ مَدائِحٌ
ولا استُمْطِرَتْ إلاّ بِواديكَ أنْعُمُ


الابيوردي

الحمدان
07-01-2024, 11:20 PM
بُشْراكَ قَدْ ظَفِرَ الرّاعي بِما ارْتادا
وبَثَّ في جَنَباتِ الرَّوضِ أذْوادا

فاسْتَبْدَلَتْ بمُجاجِ الغَيْمِ أذْنِبَةً
مِنْ ماءِ لِيْنَةَ لا يُخْلِفْنَ وُرَّادا

يُرْوي بعَقْوَتِهِ العَبسيُّ جِيرَتَهُ
إذا الفَزاريُّ عنْ أحواضِهِ ذادا

أورَدْتُهُ العِيسَ والظَّلْماءُ وارِسَةٌ
يَحمِلْنَ مِن سَرَواتِ العُرْبِ أمجادا

فَما حُرِمْنَ بهِ والماءُ مُقْتَسَمٌ
رِيّاً ولا مُنعَتْ رُكْبانُها الزّادا

بحيثُ تَمْري أفاوِيقَ الغَمامِ صَباً
إذا أبَسَّتْ بشُؤْبوبِ الحَيا جادا

كَمْ قَعْقَعَتْ لانْتِجاعِ الغَيثِ مِنْ عَمَدٍ
أرْسَتْ لَهنَّ جَواري الحَيِّ أوْتادا

بِيضٌ سَلَبْنَ المَها لَحْظاً تُمرِّضُهُ
ثمّ استَعرْنَ منَ الغِزلانِ أجْيادا

مِنهُنَّ لَيلى ولا أبغِي بِها بَدَلاً
تَجْزي المُحبِّينَ بالتَّقريبِ إبْعادا

إنّي لأذكُرُها بالظَّبْيِ مُلْتَفِتاً
والشّمسِ طالِعَةً والغُصْنِ مَيّادا

وقد رَضِيتُ منَ المَعْروفِ تَبذُلُهُ
أنْ يُنْجِزَ الطَّيْفُ في مَسْراهُ مِيعادا

وَوَقْفَةٍ بجَنوبِ القاعِ مِن إضَمٍ
تُجاذِبُ الرَّكْبَ تأْويباً وإسْآدا

رَدَّتْ عَذولي بغَيظٍ وهْوَ يُظْهِرُ لي
نُصْحاً يظُنُّ بهِ الإغْواءَ إرْشادا

إذا سَرى البَرْقُ مُجتازاً لطيَّتِهِ
وهَزَّتِ الرِّيحُ خُوطَ البانِ فَانآدا

هاجَ الحَنينُ رِكاباً كُلَّما غَرِضَتْ
خَفَّتْ مِنَ الشَّوقِ واستَثْقَلْنَ أَقْيادا

لا وَضْعَ للرَّحْلِ عَن أصْلابِ ناجيَةٍ
أو تَشْتَكي أضْلُعاً تَدْمَى وأعْضادا

إذا بَلَغْنا أبا مَرفوعَةَ ارْتَبَعَتْ
بحيثُ لا يألَفُ المَهْرِيُّ أقْتادا

يُلقي الزِّمامَ إِلى كَفٍّ مُعَوَّدةٍ
في نَدْوَةِ الحيِّ تَقبيلاً وإرْفادا

مُحَسَّدُ المَجْدِ لمْ تُطْلَعْ ثَنيَّتُهُ
إنَّ المكارِمَ لا يَعْدَمْنَ حُسّادا

ذُو همّةٍ بنَواصي النّجْمِ سافِعَةٍ
بثَّتْ على طُرُقِ العَلْياءِ أرْصادا

تَتْلو الكَواكِبُ في المَسْرى وما عَلِقَتْ
إلا بأبْعَدِها في الجوِّ إصْعادا

منْ مَعْشَرٍ يُلْبِسونَ الجارَ فَضْلَهُمُ
ويُحْسِنونَ على اللأواءِ إسْعادا

ويوقِدونَ غَداةَ المَحْلِ نارَ قِرًى
لا يستطيعُ لها الأيْسارُ إيقادا

ويَنحَرونَ مَكانَ القَعْبِ مِنْ لَبَنٍ
للطّارِقِ المُعْترِي وَجْناءَ مِقْحادا

بَنو تَميمٍ إذا ما الدّهْرُ رابَهُمُ
لمْ تُلْفِهِمْ لنَجيِّ القَومِ أشْهادا

لكنّهُم يَستَثيرونَ الظُّبا غَضَباً
ويَجعَلونَ لها الهاماتِ أغْمَادا

تُكْسى إذا النَّقْعُ أرْخى مِنْ مُلاءَتِهِ
في باحَةِ المَوْتِ أرْوحاً وأجْسادا

لا يَخْضَعونَ لخَطْبٍ إن ألمَّ بِهمْ
وهَلْ تَهُزُّ الرِّياحُ الهُوجُ أطْوادا

يَجلو النَّدِيُّ بِهمْ أقمارَ داجِيَةٍ
والحَرْبُ تحتَ ظِلالِ السُّمْرِ آسادا

إذا الرَّدى حَكَّ بالأبْطالِ كَلْكَلَهُ
في مأْقِطٍ لَفَّ بالأنجادِ أنْجادا

جَرُّوا الذُّيولَ منَ الأدْراعِ في عَلَقِ
لا يَسْحَبُ المَرِحُ الذَّيَّالُ أبْرادا

وكاشِحٍ رامَ منْهُمْ فُرصَةً ضَرَبَتْ
مِنْ دونِها شَفَراتُ البيضِ أسْدادا

ينامُ والثَّائِرُ الحَرَّانُ يُقْلِقُهُ
سَحابَةَ الليلِ رَعْيُ النَّجْمِ إسْهادا

حتّى انْتَضَتْ يَقَظاتِ العَيْنِ جائِفَةٌ
كطُرَّةِ البُرْدِ لا تأْلوهُ إزْبادا

لمّا طوى الكَشْحَ منْ حِقْدٍ على إِحَنٍ
وظلَّ يَهْرِفُ إبْراقاً وإرْعادا

مَشى لهُ عَضُدُ المُلْكِ الضَّراءَ وقدْ
أرخَى بهِ اللَّبَبَ المِقْدارُ أو كادا

فأوْهَنَ البَغْيُ كفّاً كان يُلْمِسُها
قلباً يُرَشِّحُ أضْغاناً وأحْقادا

يا خَيْرَ مَنْ وَخَدَت أيدي المَطِيِّ بهِ
مِن فرْعِ خِنْدِفَ آباءً وأجْدادا

رَحَلْتَ فالمَجدُ لمْ تَرْقَأْ مَدامِعُهُ
ولَمْ تَرِقَّ عَلَيْنا المُزْنُ أكْبادا

وضاعَ شِعْرٌ يضِيقُ الحاسِدونَ بِهِ
ذَرعاً وتُوسِعُهُ الأيَّامُ إنشادا

فَلمْ أُهِبْ بالقَوافي بعدَ بينِكُمُ
ولا حَمِدْتُ وقَدْ جَرَّبْتُ أجْوادا


الابيوردي

الحمدان
07-01-2024, 11:20 PM
بَدَتْ عَقِداتُ الرّمْلِ والجَرَعُ العُفْرُ
فَمِسْنا كما يَعْتَنُّ في المَرَحِ المُهْرُ

ودُسْنا بأخْفافِ المَطيِّ بِها ثَرًى
يَنُمُّ على مَسْرى الغَواني بهِ العِطْرُ

كأنَّ دِيارَ الحَيِّ في جَنَباتها
صَحائِفُ والرَّكْبَ الوُقوفَ بِها سَطْرُ

تَزيدُ على الإقْواءِ حُسْناً كأنّهُمْ
حُلولٌ بِها والدّارُ مِنْ أهلِها قَفْرُ

مَحا آيَها صَرْفُ اللّيالي وقَلَّما
يُرَجَّى لِما تَطْويهِ أيدي البِلى نَشْرُ

بِما قَدْ ترى مُخْضَرَّةً عَرصاتُها
يُجيب صَهيلَ الأعْوَجِيِّ بِها الهَدْرُ

ويأْوي إلَيها مِنْ لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ
إذا شَبَّتِ الهَيْجاءُ ذو لَجَبٍ مَجْرُ

وكُلُّ فتًى يَرْدي بهِ الطِّرْفُ في الوَغى
مُشيحاً كَما أوفى على المَرْقَبِ الصَّقْرُ

وأرْوَعُ وافي اللُّبِّ والسِّلْمِ جامعٌ
وفي الحَرْبِ إن حكَّتْ بهِ بَرْكَها غَمْرُ

وكَمْ في هَوادي سِرْبِهِم مِنْ مُهَفْهَفٍ
إذا خَطَرَ استَعْدى على الكَفَلِ الخَصْرُ

يَميسُ اهْتِزازَ الخُوطِ غازَلَهُ الصَّبا
ويَنْظُرُ عنْ نَجلاءَ أضْعَفَها الفَتْرُ

ومِنْ رَشأٍ يَثْني عليَّ وِشاحَهُ
بِما حدَّثَتْهُ عنهُ مِنْ عِفَّتي أُزْرُ

لهُ ريقَةٌ ما ذُقْتُها غيرَ أنَّنِي
أظُنُّ وظنِّي صادِقٌ أنَّها خَمْرُ

ووَجْهٌ يَرُدُّ اللّيلَ صُبْحاً بهِ السَّنا
وفَرعٌ يُريكَ الصُّبْحَ لَيْلاً بهِ الشَّعْرُ

وجِيدٌ كما يَعْطُو إِلى البَانِ شادِنٌ
تُفيءُ علَيه الظِّلَّ أفْنانُهُ الخُضْرُ

وعَينٌ كما تَرْنو المَهاةُ إِلى طَلاً
إذا غابَ عَنها اغْتالَ خَطْوَتَهُ الذُّعْرُ

أقولُ لهُ والليلُ واهٍ عُقودُهُ
كأنَّ تَوالي شُهْبِهِ اللُّؤلُؤُ النَّثْرُ

أتَهْجُرُ مَن غادَرْتَ بينَ ضُلوعِهِ
جَوًى يتلظّى مثلَما يَقِدُ الجَمْرُ

وتُلْزِمُهُ أنْ يَكتُمَ السِّرَّ بَعدَما
أُطِيعَ له الواشي فسِرُّ الهَوى جَهْرُ

وتَزْعُمُ أن الهَجرَ لا يُعْقِبُ الرَّدى
وهَل حادِثٌ يخْشى إذا أُمِنَ الهَجْرُ

وَقَفْنا بِمُسْتَنِّ الوَداعِ وراعَنا
بِحُزْوى غُرابُ البَيْنِ لا ضَمَّهُ وكْرُ

وألَّفَ ما بينَ التَّبَسُّمِ والبُكا
سُلُوٌّ ووَجْدٌ عِيلَ بَينُهُما الصَّبْرُ

فواللهِ ما أدري أثَغْرُكِ أدْمُعي
غَداةَ تَفَرَّقْنا أمِ الأدْمُعُ الثَّغْرُ

تبَرَّمَتِ الأجفانُ بَعدَكِ بِالكَرى
فَلا تَلتَقي أو نَلْتقي ولها العُذْرُ

تَغيبُ فلا يَحلى بِعَيني مَنظَرٌ
ويَكثُرُ منّي نحوَهُ النّظَرُ الشَّزْرُ

ويلفِظُ سَمْعي مَنطِقاً لمْ تَفُهْ بهِ
على أنّهُ كالسِّحْرِ لا بل هو السّحْرُ

فَفيهِ وما كُلُّ الكَلامِ بِمُشْتَهى
سوى مَدْحِ فَخْرِ الدّينِ عن مِثْلِهِ وَقْرُ

خَطا فوقَ أعناق الأعادي إِلى عُلاً
لَها بَينَ أطرافِ القَنا مَسْلَكٌ وعْرُ

بِماضي الشَّبا رَطْبِ الغِرارَيْنِ لمْ يَزَلْ
يُراعُ بهِ صِيْدُ الكُماةِ أوِ الجُزْرُ

ومُرتَعِدِ الأُنْبوبِ يُرْوي سِنانَهُ
دَمٌ مائِرٌ والدُّهْمُ مِن نَضْحِهِ شُر

لهُ طَعَناتٌ إنْ سُبِرْنَ تَخاوَصَتْ
إِلى مَن يُداويهِنَّ أعْيُنُها الخُزْرُ

إذا ما دَعا لَبّاهُ كُلُّ سَمَيْدَعٍ
تُعَلُّ بِكَفَّيهِ الرُّدَيْنيَّةُ السُّمْرُ

يَظلُّ وفي ظَهْرِ الحِصانِ مَقيلُهُ
ويُمْسي وبَطْنُ المَضْرَحِيِّ لهُ قَبْرُ

مِنَ المَزيَديّينَ الذينَ نَداهُمُ
لِمُسْتَمطِريهِ لا بَكِيٌّ ولا نَزْرُ

أكُفٌّ سِباطٌ تُمْتَرى نَفَحاتُها
إذا لمْ يكُنْ في دَرِّ جاذِبةٍ غَزْرُ

وخَيْرٌ مِن المالِ الثَّناءُ لِماجِدٍ
يُراقِبُ أعقابَ الأحاديثِ والذِّكرُ

ولِلجارِ فيهمْ ذِمَّةٌ لَم يُهِبْ بها
وقَد أطْفأَ المُثْرونَ نارَ القِرى غَدْرُ

يَحِلُّ يَفاعاً يَخْزَرُ النَّجْمُ دونَهُ
ويَعْتَنِقُ الجَوْزاءَ في ظِلِّهِ الغَفْرُ

أذَلُّوا بِسَيفِ الدّولةِ ابنِ بَهائِها
رِقاباً فأرْخَى مِن عَلابِيِّها القَسْرُ

أغَرُّ إذا ما النِّكْسُ أرْتَجَ بابَهُ
فما دونَ ناديهِ حِجابٌ ولا سِتْرُ

وإن شامَ مَنْ ألوى بهِ المحْلُ بَرْقَهُ
تَيَقَّنَ أنَّ العُسْرَ يتْبَعَهُ اليُسْرُ

تُبيدُ يَداهُ ما يُفيدُ بِبَأسِهِ
فلَيسَ سِوى الذِّكْرِ الجَميلِ لهُ ذُخْرُ

عَليه رِداءٌ لمْ يَشِنْ صَنِفاتِهِ
أثامٌ ولَمْ يَعْلَقْ بأذْيالِهِ وِزْرُ

إذا القُبَّةُ الوَقصاءُ مالَ عَمودُها
وقصَّرَ مِن أطْنابِها نُوَبٌ تَعْرو

ولَمْ يَسْرِ مَرقوعُ الأظَلِّ على الوَجى
رَذِيّ مَطايا حَطَّ أكْوارَها السَّفْرُ

رَجا البَدْوُ مِنهُ ما يُرَجَّى مِنَ الحَيا
وأمَّلَهُ تأميلَ وابِلِهِ الحَضْرُ

لهُ نِعَمٌ تَنْمي على الشُّكْرِ في الوَرى
وإنْ جَحدَوها لمْ يَحُلْ دونَها الكُفْرُ

هو العُرْفُ إنْ يُشْكَرْ يُضاعَفْ وإنْ يُثَبْ
يُتابَعْ وإنْ يُكفَرْ ففي بَذْلِهِ الأجْرُ

وحَرْبٍ عَوانٍ لمْ يَخُضْ غَمَراتِها
سِوى أسَدِيٍّ هَمُّهُ الفَتْكَةُ البِكْرُ

إذا ورَدَتْها البِيضُ يَلْهَثْنَ مِنْ صدًى
رَجَعْنَ رِواءً وهْيَ قانِيَةٌ حُمْرُ

يَئِنُّ لها الأبطالُ مِنْ حَذَرِ الرَّدى
أنينَ هَوامي العِيسِ أضْجَرَها العِشْرُ

ويَزْأَرُ في حافاتِها كُلُّ ضَيْغَمٍ
إذا كَلَّ فيها نابُهُ خَدَشَ الظُّفْرُ

سَما نَحوها في غِلْمَةٍ ناشِرِيَّةٍ
لهَمْ في صَهيلِ الخَيلِ أو نَقْعِها نُذْرُ

يَفوتونَ بالأوْتارِ مَنْ عَلِقوا بِهِ
وتَأبى العَوالي أنْ يَفوتَهُمُ وِتْرُ

إذا صِيحَ بالشَّعْواءِ في الحَيِّ أُسْرِجَتْ
نَزائِعُ مَعْصوبٌ بأعْرافها النَّصْرُ

يَنُمُّ على أعراقِها مِنْ رُوائِها
تَباشِيرُ عِتْقٍ قَبلَ أن يُخْبَرَ الحُضْرُ

فما راعَهُمْ جَرْسُ الخَلاخيلِ والبُرى
ولا زالَ رُعْباً عنْ مَعاقِدِها الخُمْرُ

بَني أسَدٍ أنتُمْ مَعاقِلُ خِنْدِفٍ
إذا ما شَحا فاهٌ لَها حادِثٌ نُكْرُ

ولا خَيْرَ إلا في نِزارٍ وخَيْرُها
إذا حُصِّلَ الأحْسابُ دُودَانُ والنَّضْرُ

وفَرْعُ بني دُودانَ سَعدُ بنُ مالِكٍ
وكَهْفُ بني سَعْدٍ سُواءَةُ أو نَصْرُ

وناشِرَةٌ أعلى سُواءَةَ مَحْتِداً
إذا قيل أينَ العِزُّ والعَدَدُ الدَّثْرُ

وأثْبَتُها في حَومَةِ الحَرْبِ مالِكٌ
وعَوفٌ وذو الرُّمْحَينِ جَدُّكُمُ عَمْرو

ومَنْ كَحُيَيٍّ أو كَجِلْدٍ ومَرْثَدٍ
ورَيّانَ والآفاقُ شاحِبةٌ غُبْرُ

وأرْحَبُهُمْ باعاً عَليٌّ ومَزْيَدٌ
إذا السّنَواتُ الشُّهْبُ قَلَّ بها القَطْرُ

ومَن كَدُبَيْسٍ حينَ تُفْتَرَشُ القَنا
إذا النَّقْعُ لَيلٌ والظُّبَى أنجُمٌ زُهرُ

وما زالَ مَنصورٌ يُنيفُ على الوَرى
بهِ الشَّرَفُ الوَضَّاحُ والحَسَبُ الغَمْرُ

فسِرْتَ على آثارِهِ مُتَمهِّلاً
ولمْ يَختَلِفْ في السَّعْي بَيْنَكُما النَّجْرُ

ومِنْ أيِّ عِطفَيْكَ التَفَتَّ تَعَطَّفَتْ
عَليكَ بِهِ الشَّمْسُ المُضيئَةُ والبَدْرُ

ومَجدٌ مُعَمٌّ في العَشيرةِ مُخْوَلٌ
أحَلَّ أبا المِظْفارِ ذِرْوَتَهُ كِسْرُ

خَلفْتَهمُ في المَكْرُماتِ وفي العُلا
كما تَخْلُفُ السُّمْرَ المُهَنَّدَةُ البُتْرُ

ولو لم يَكُنْ فيهمْ مُؤَثَّلُ سُؤدَدٍ
كَفَتْهُم مساعِيكَ المُحَجَّلةُ الغُرُّ

وكَم شَيّدَتْ أيّامُكُمْ مِن مَناقِبٍ
يُحَدِّثُ عَنها في مَجالِسِها فِهْرُ

نشأنَ وظِئْراها القَواضِبُ والقَنا
لَديْكُمْ وتِرْباها الكَواكِبُ والدَّهْرُ

وقائِعُ رَدّتْ في قُضاعةَ مَذْحِجاً
يَهَشُّ لِذِكْراها ذُؤالةُ والنَّسْرُ

وقَد شارَكَتْ غسّانَ فيهنَّ حِمْيَرٌ
وما سَلِمَتْ مِنهُنَّ قَيْسٌ ولا بَكْرُ

وهانَ على حَيَّيْ خُزَيمَةَ أن ثَوى
عُتَيْبَةُ أو ذاقَ الرَّدى صاغِراً حُجْرُ

فإنَّ سُيوفاً أغْمَدَتْها حلومُهُمْ
لَتَفْري طُلى يَلْوي أخادِعَها الكِبْرُ

وآثارُها مَشهورَةٌ وغُمودُها
إذا جُرِّدَتْ هامُ المُلوكِ ولا فَخْرُ

عُرِفْنَ بحَيْثُ الشّمْسُ تُلقِي جِرانَها
وفي حَيْثُ يَجلو عن مَباسِمِهِ الفَجْرُ

وفي أيِّ عَصْرِ الجاهِليّةِ لمْ يَسُدْ
لكُمْ سَرَواتِ العُرْبِ مَن أمرُهُ الأمْرُ

ولمّا أتى الإسلامُ قُمتُمْ بنَصْرهِ
فلَمْ يُفتَتَحْ إلا بأسيافِكُمْ مِصْرُ

وأنتُمْ إذا عُدَّتْ مَعَدٌّ بمَنْزِلٍ
يُجاوِرُ أحْناءَ الفُؤادِ بهِ الصَّدْرُ

ومُنتَعِلاتٍ بالنَّجيعِ زَجَرْتُها
وهُنَّ بقايا هَجْمَةٍ سَوْطُها الزَّجْرُ

عَدا نَسَلانَ الذِّئْبِ في أخْرَياتِها
أُشَيْعِثُ مَشدودٌ بأمثالِهِ الأُزْرُ

رَحيضُ حواشي البُرْدِ ما شانَهُ الخِنَى
خَفيضُ نَواحي النُّطْقِ ما شابَهُ الهُجْرُ

نَهوضٌ بأعباءِ الرّفيقِ وإنْ غَلا
على مُنحَنى الأضْلاعِ مِنْ صَحْبِهِ غِمْرُ

إذا ما سِراجُ اليَومِ أطْفأَهُ الدُّجى
مَشى كَنَزيفِ القَومِ رنَّحَهُ السُّكْرُ

يَجوبُ بِها والنّومُ حُلْوٌ مَذاقُهُ
أديمَ الفَلا وهْناً وإسْآدُها مُرُّ

لَواغِبُ يُحْذَيْنَ السَّريحَ مِنَ الحَفا
وأوساطُها يَشكُو بِها القلَقَ الضُّفْرُ

أُنِخْنَ وقَد دانى خُطاها كَلالُها
إليكَ فأدْنَتْها البَشاشةُ والبِشْرُ

وقَد شَمِلَتْ عَدْنانَ نِعْمَتُكَ التي
نَعَشْتَ بِها قَحْطانَ إذْ خانَها الوَفْرُ

أرى كُلَّ قَيْسِيٍّ يَنالُ بكَ الغِنى
فَما لخُزَيْمِيٍّ يُحالِفُهُ الفَقْرُ

ولَو لمْ أُجاوِرْ تَغْلِبَ بْنَةَ وائِلٍ
قَرعْتُ ظَنابيبَ النَّوى ويَدي صِفْرُ

وحَولي أناسٌ تُنْفَضُ الرَّاحُ مِنهُمُ
كثيرونَ إلا أن يُقَلِّلَهُمْ خُبْرُ

وقد ساءَني طُولُ الصُّدودِ فلمْ أبُحْ
بِذاكَ وأعناقُ العِدا دونَنا صُعْرُ

وعيَّرْتَني تأخيرَ مَدْحِكَ بُرهةً
ومِنْ أينَ يَستوفي مَناقِبَكَ الشِّعْرُ

وفضُلُكَ لا يستوعبُ الحَصْرُ وصْفَهُ
ومجْدُكَ يَكبو دونَ غاياتِهِ الفِكْرُ

ومِنْ شِيَمي أن أُبليَ العُذْرَ فاسْتَمِعْ
ثَناءً كما يُثْني على الوابِلِ الزَّهْرُ

فإنّكَ بَحْرٌ والقَوافي لآلئٌ
ولا غَرْوَ أن يُستَوْدَعَ اللُّؤلُؤَ البَحْرُ

وكُلُّ مَديحٍ فيكَ يخلُدُ ذِكرُهْ
فمجْدُكَ والمَدْحُ القِلادَةُ والنَّحْرُ

وخَيْرُ قَريضِ القوْمِ ما طالَ عُمْرُهُ
على عُقَبِ الأيامِ طالَ لكَ العُمْرُ



الابيوردي

الحمدان
07-01-2024, 11:21 PM
خاض الدُّجى ورِواقُ الليل مَسدولبُ
بَرقٌ كما اهتزَّ ماضي الحدِّ مَصقولُ

أَشيمُهُ وضجيعي صارمٌ خَذِمٌ
ومِحمَلي بِرَشاشِ الدَّمعِ مَبلولُ

فحَنَّ صاحبُ رَحْلي إذ تأمَّلَهُ
حتى حَنَنْتُ ونِضْوي عنهُ مَشغولُ

يَخْدي بأرْوَعَ لا يُغْفي وناظِرُهُ
بإثْمِدِ اللّيْلِ في البَيْداء مَكحولُ

ولا يَمُرُّ الكَرَى صَفْحاً بمُقْلَتِهِ
فَدونَهُ قاتِمُ الأرْجاءِ مَجهولُ

إذا قضَى عُقَبَ الإسراءِ لَيلَتَهُ
أناخَهُ وَهْوَ بالإعْياءِ مَعْقولُ

واعْتادَهُ مِنْ سُلَيمى وَهْيَ نائِيَةٌ
ذِكرٌ يُؤرِّقُهُ والقَلبُ مَتبولُ

رَيَّا المَعاصِمِ ظَمأى الخَصْرِ لا قِصَرٌ
يَزوي عَليها ولا يُزْري بِها طولُ

فَالوجْهُ أبلَجُ واللّبَّاتُ واضِحةٌ
وفَرعُها وارِدٌ والمَتْنُ مَجدولُ

كأنّما ريقُها والفَجْرُ مُبتَسِمٌ
فيما أظُنُّ بِصَفْوِ الرّاحِ مَعلولُ

صَدَّتْ ووقَّرَني شَيبي فما أرَبي
صَهْباءُ صِرفُ ولا غَيداءُ عُطبولُ

وحَال دونَ نَسيبي بالدُّمى مِدَحٌ
تَحبيرُها بِرضى الرّحمنِ مَوصولُ

أُزيرُها قرَشيّاً في أسِرَّتِهِ
نُورٌ ومِنْ راحتَيْهِ الخَيْرُ مأمولُ

تَحكي شَمائلُهُ في طِيبِها زَهَراً
يَفوحُ والرّوضُ مَرهومٌ ومَشمولُ

هُوَ الذي نَعَشَ اللهُ العِبادَ بهِ
ضَخْمَ الدَّسيعَةِ مَتبوعٌ ومَسؤولُ

فكُلُّ شيءٍ نَهاهُمْ عنهُ مُجتَنَبٌ
وأمرُهُ وهْوَ أمرُ اللهِ مَفعولُ

مِنْ دَوحةٍ بَسَقَتْ لا الفَرْعُ مؤْتَشَبٌ
مِنها ولا عِرقُها في الحَيِّ مَدخولُ

أتى بمِلَّةِ إبراهيمَ والدِهِ
قَرْمٌ على كَرَمِ الأخلاقِ مَجبولُ

والناسُ في أَجَّةٍ ضَلَّ الحَليمُ بها
وكُلُّهُمْ في إسارِ الغَيِّ مكبلولُ

كأنَّهم وعوادي الكُفرِ تُسلِمُهم
إِلى الرَّدى نَعَمٌ في النَّهبِ مَشلولُ

يا خاتَمَ الرُّسْلِ إنْ لَم تُخشَ بادِرَتي
على أعادِيكَ غالَتْني إذنْ غولُ

والنّصْرُ باليَدِ مِنِّي واللِّسانِ معاً
ومَنْ لَوى عنكَ جِيداً فهْوَ مَخذولُ

وساعِدي وهْوَ لا يُلوي بهِ خَوَرٌ
على القَنا في اتِّباعِ الحقِّ مَفتولُ

فَمُرْ وقُلْ أَتَّبِعْ ما أنتَ تَنهَجُهُ
فالأمرُ مُمتَثَلٌ والقولُ مَقبولُ

وكُلَّ صَحْبِكَ أهوى فالهُدى مَعَهُمْ
وغَرْبُ مَن أبغَضَ الأخيارَ مَفلولُ

وأقتدي بضَجيعَيْكَ اقتِداءَ أبي
كِلاهُما دَمُ مَن عاداهُ مَطلولُ

ومَن كعُثمانَ جُوداً والسّماحُ لهُ
عِبءٌ على كاهِلِ العَلياءِ مَحمولُ

وأينَ مِثلُ عَليٍّ في بَسالَتِهِ
بمَأزِقٍ مَن يَرِدْهُ فهْوَ مَقتولُ

إني لأعْذُلُ مَن لم يُصْفِهِمْ مِقَةً
والناسُ صِنفانِ مَعذورٌ ومَعذولُ

فمَنْ أحبَّهمُ نالَ النّجاةَ بِهمْ
ومَن أبى حُبَّهُمْ فالسّيفُ مَسلولُ


الابيوردي
العصر العباسي

الحمدان
07-02-2024, 01:06 PM
‏وأذكُر لُطفهُ الخَافي فأسلو
‏لعلّ الأمر بالبُشرى قريبُ

‏وأمسَحُ عبرتي برجاءِ ربّي
‏فظنّي فيه حتماً لا يخيبُ

......

الحمدان
07-02-2024, 01:07 PM
أتيتُ نحوكَ لما الدّهر أتعبَني
‏فما لبثتُ و زادت بي جِراحاتي

‏إنّي أتيتُك بأشتاتي لتجمعها
‏ما لي أراكَ و قد شتّتَ أشتاتي

......

الحمدان
07-02-2024, 02:03 PM
بروحى غزال في الفؤاد منازله
يغازلني طورا وطورا أغازله

أرى الصعب سهلا في انقيادي لأمره
ويطرب سمعى ما تقول عواذله

أهيم بذكراه وتقنع مقلتي
بطيف خيال في المنام أقابله

وإن هبّ معتلّ النسيم بعرفه
تونح عطف الروض واخضر ذابله

غزال غزا الألباب سيف لحاظه
وداس سهام الفتك بالهدب نايله

إذا ما تثنى أخجل الغصن خده
فيسبى عقول العاشقين تمايله

وقد سل سيف اللحظ يحرس خده
مخافة قطف الورد ممن يحاوله

فالله ظبى لا يرام كناسه
مليح التثنى ضامر الكشح ناحله

تملك قلبى بالدلال وليتني
وجدت سبيلا للوصال أواصله

وأصبحت في بحر الغرام كزورق
تصدت له أيدى الرياح تشاكله

ولا الجو صحو للسقين فيهتدى
ولا البحر وهو تستبين سواحله

ومن عجب أنى أروح وأغتدى
أسير هواه وهو بالقلب شاغله

فافنيت عمرى في هواه معذّبا
ودمعى هتون كالسحابة وابله

وكل حياتي في لعلّ وفي عسى
وقصدى على الإجمال ضاعت وسائله

ولما رأيت الحب لهوا وباطلا
وظهرى تحنى واضمحلت مفاصله

وصبح مشيبى لاح في ليل لمتي
وعمريَ شدّت للرحيل رواحله

تركت التصابى ثم أنشدت قائلا
صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله

وفتشت عن طب الفؤاد فلم أجد
سوى مدح من عم البرية نائله

محمد المعبوث للخلق رحمة
نبي كريم نافذ الحكم عادله

سليل كرام من معد وهاشم
فخير قبيل في الأنام قبائله

فآباؤه غرّ الوجوه جحاجح
وأفضل أنثى في النساء حوامله

بمولده قد هنىء الكون مذ غدا
به كل معوج تقدم مائله

ترنح عطف الكون مبتهجا به
وأخصب وجه الأرض واخضر فاحله

وفاخرت الأرض السماء بوجه
ونجم سعود الدهر أشرق آفله

وولت جيوش العسر يهزمها الغنى
وورد الصفا واليسر راقت مناهله

ونكست الأصنام ساعة وضعه
وغيوان كسرى صار عاليه سافله

وغاض بأرض الفرس ماء بحيرة
وصار هباء بعد ذلك ساحله

ونيرانهم قد أطفئت فرمادها
يد الريح قد ثارت به تتناقله

وكم ظهرت في الكون للوضع ىية
فسارت مسار البدر تعلو منازله

وأشرق نور الحق في الكون يزدهى
وبانت لعين المبصرين مجاهله

وأصبح دين الشرك منفصم العرا
وأقفر من ربع المفاسد آهله

وولى شريداً في المهامه لم يحج
نصيرا على سوء المصير يجامله

فلا عز للعزى ولا عز أهلها
ومن عبد الطاغوت فالله خاذله

ومذ جاء دين الله كالبدر ساطعا
أباد صعاب المشكلات تساهله

به انشرحت كل الصدور لأنه
على العدل والإحسان قامت دلائله

وكيف ودين المصطفى دين فترة
يلائمه حال الزمان وقابله

لذا نسخ الأديان من عهد آدم
فلا دين في الأديان قط يعادله

وصاحبه المختار أفضل مرسل
فأي رسول في الفخار يماثله

فقد خص بالإسراء معراج جسمه
إلى الملأ الأعلى وجبريل كافله

فأولاه مولاه بحضرة قدسه
مقاما على الأملاك عز تناوله

تلقن سر الدين من عالم العلا
فلله سر فاز بالقرب حامله

وكان له الروح الأمين مبلغا
فقام بأعباء الرسالة كاهله

وأظهر دين الله أبيض ناصعا
تروق لعين الناظرين فضائله

إلى الرشد يهدى والسعادة والعلا
فكل كمال أجررته مسائله

يجادل بالحسنى ويدلى بحجة
يمد لها أيدى القبول مجادله

فمن فاز بالإسلام عز بعزه
وإلا فأبطال الجلاد تجادله

فيغتالهم جيش الهدى بسيوفه
وتقهر أنصار الضلال جحافله

رجال لهم عند الكريهة همّة
وصدر على الأعداء تغلى مراجله

فكلّ كمي يهزم الجيش وحده
بسيف على اللبات طالت حمائله

تراهم على ظهر الجياد كأنهم
نبات سمت نحو السماء سنابله

بحزم وعزم ثابت الجاش راجح
وصدق يقين راسخ لا يزايله

يرى العز في حمل الصوارم والقنا
إذا قامت الهيجاء أوصاح صاهله

يطير شعاعا في الورى قلب قرنه
وتبكيه إن لاقى الكميّ ثواكله

وتصطكّ من وقع الأسنة سنّه
وينزل عن عرش الثبات منازله

ومن فر مرتاع الفؤاد ولم يجد
ملاذاً رأى ريب المنون يعاجله

فللأرض ثوب من نجيع دمائهم
وللأفق ثوب الأرجوان يشاكله

وللطير في الأجواء والوحش في الفلا
غذاء من الشلاء طابت مآكله

هم القوم باعوا في النبي نفوسهم
فهان على المبتاع ما هو باذله

لقد وطدوا دين النبي بعزمهم
فأصبح حصنا لا تنال معاقله

فقد علموا أن الثواب محقق
وكلا يجازى بالذي هو فاعله

وكان رسول الله بين ظهورهم
تروح وتغدو بالجلال محافله

فيرشدهم للخير والخير دأبه
ويدنيهم منه وتلك شمائله

ويتبع موتاهم ويرضى مريضهم
وقد هالهم في كل أمر تنازله

إليه كمالات الوجود قد انتهت
فأخلاقه القرآن والعدل شامله

له حسن وجه أخجل البدر ضوءه
وعرف كنفح المسك عم تناقله

يفيض كفيض البحر جود يمينه
كما بزلال الماء فاضت أنامله

نبى حباه الله كل كرامة
وأعطاه في الدارين ما هو آمله

إليك رسول الله وجهت وجهتي
وقلبى من الأهوال زادت شواغله

فخذ بيدي إني إليك مددتها
وجودك للظمآن فاضت جداوله

ومالى ملاذ غير جاهك في الورى
ولا حصن لي إلا جنابك آمله

ويا صفوة الخلاق إن بضاعتي
من الشعر مزجاة ولكن أزاوله

وما ذاك إلا أن أفوز بمدحة
لخير رسول فاز بالنجح سائله

وما لى سوى حسن القبول إجازة
ومن لي بأن أدري بأنك قابله

عساك بفيض الفضل تقبل مدحتي
وتنظر شعرى بالرضا وتقايله

هنالك يحظى بالقبول وبالرضا
ويزفل في ثوب السعادة قائله

فبابك مفتوح لكل مؤمّل
وطارقه نعم الملاذ وداخله

عليك سلام الله ماذر شارق
وشدت إلى قبر النبي محامله

وآل وأصحاب ومن تبعوا لهم
فكل فريق ثابت الدين كامله


أحمد الحملاوي

الحمدان
07-02-2024, 02:04 PM
القلب بالحب مشغوف ومشغول
والجسم بالوجد منهوك ومهزول

والدمع خدد خدّى من تساقطه
والصبر منقطع والوجد موصول

يا عاذلي كف عن لومى وعن عذلى
فقلما قيل التأنيب معذول

وكيف أقبل والأشواق تنشرني
طورا وتطوى فؤادي وهو متبول

هم الأحبة إن حلوا وإن رحلوا
فالقرب والبعد مهما قلت موصول

بانوا فبت أناجي النجم مبتئسا
والطرف بالسهد مكلوم ومكحول

والقلب والهدب من دمعى ومن أرقى
بالوجد والشوق مفتون ومقتول

لا يمسك الجفن دمعا حين أذكرهم
إلا كما يمسك الماء الغرابيل

إني أحث ركاب الشوق أطلبهم
وخطوة الشوق في ليل السرى ميل

متى الوصول لربع فيه قد نزلوا
بالأنس والصفو معمور ومأهول

يا حادى العيس عرج نحو حبهم
فإن قلبي بأهل الحي مشغول

بالمنحنى نزلوا أو سفح كاظمة
أو للعقيق بهم سارت مراسيل

بالمنحنى نزلوا أو سفح كاظمة
أو للعقيق بهم سارت مراسيل

وإن ضللت طريقا حين تقصدهم
فالمندل الرطب للحيران مشعول

وإن وصلت مقام الحي في سحر
فانزل فأوجبههم فيه قناديل

وناد فينا وهل هاتوا بشائركم
فقد وصلتم وما في الوصل تخييل

وإن رأيت خياما فيه قد ضربت
وقت الهجير فقل يا صحبنا قيلوا

فالكل يوليك بالتبشير نائله
وكل ما تبتغي بالبشر مبذول

أنزلتنا منزلا جلت مناقبه
وزانه مع علو القدر تبجيل

هذى الربوع بهم طابت منازلها
فزهر دوحتها بالغيث مطلول

لأنها طيبة طابت بساكنها
منها عليها ستار النور مسدول

بها ثوى خير خلق الله من ضر
محمد من به الإساد مأمول

طابت بقبر رسول الله وارتفعت
قدرا وصار لها بالقبر تفضيل

قبر به النور لا تخبو أشعه
لايعتريها مدى الأزمان تأفيل

فيه النبي الذي لولاه ما غدقت
رحمى ولا فاز في القربان هابيل

فيه النبي الذي لولا نبوّته
ما كان للحقّ والقرآن تنزيل

المصطفى المجتبى المحمود سيرته
من كان خادمه بالوحى جبريل

من قبل مبعثه قد بشّرت صحف
وأيّد الصحف توراة وإنجيل

بأنه الصادق المصدوق في أزل
وأن صارمه في الكفر مسلول

وحدثت قومها الرهبان قائلة
بأن هذا به للرسل تكميل

وأن شرعته للكل ناسخة
ودينه لجميع الخلق معقول

حمى الإله حماه عام مولده
من العداة فخاب القال والقيل

ورد عن حرم بالكيد أبرهة
إذ دمّرت جنده الطير الأبابيل

فكان عاقبة الأقوام أن هلكوا
لهم عذابان سجين وسجّيل

ويوم مولده النيران قد خندت
وصرح كسرى بايدي الصدع مثلول

وماء ساوة قد جفت موارده
فما بها أثر بالماء مبلول

وقد تنكست الصبان وانصدعت
حزنا كما انصدعت فيه التماثيل

وكل مشترق للسمع قد رجمته
الشهب نارا فولى وهو مخذول

وأصبح الشرك في ذل وفي نكد
وحيد بيد المختار مغلول

واشرق الكون لما حان مولده
لأنه لصلاح الكون مأمول

فأخصبت مذ تبدى كل ناحية
إذ غيث طلعته من دونه النيل

وأصبحت بعد طول الفقر في سعة
حليمة وأتاها الطول والطول

ودر ضرع وكل الأتن قد سبقت
أتانها إذ عليها العز محمول

والمحل أدبر والدنيا لها ابتسمت
إذ سعدها بحبيب الله مكفول

سمح الخليقة من إبان نشأته
على الهدى وصفات الحلم مجبول

وبالأمين دعوه وهو في صغر
فحكموه فزال القال والقيل

رأت خديجة منه كل مكرمة
فإنه برضا الرحمن مشمول

فأرسلته تجعل في تجارتها
وكان في نفسها اللريج تأميل

في العود أخبرها بالفضل ميسرة
وأن متجرها بالربح موصول

والصخر سلم والأشجار قد نطقت
وللغمامة أنى سار تظليل

فأرسلت لذويه الغر تخطبه
وبعد خطبته قد كان تأهيل

فثمّ سعد علاها يوم أن شرفت
بالمصطفى وأتاها الحظ والسول

واختار غار حرا مأوى عبادته
حتى أتاه بوحي الله جبريل

فخاف وارتعدت منه فرائصه
إذ كان في بدئه ضم وتثقيل

أنى خديجة مذعورا ومرتعدا
فأذهب الرعب تدثير وتزميل

فطيبت بجميل القول خاطره
ولابن نوفل ساقتها التفاصيل

فأخبرته بمرآه ومسمعه
فقال هذا به للرسل تكميل

وبعد ذا فتر الوحي الشريف وقد
أمسى لفترته في القلب توجيل

وبعد عودته بالوحي كلفه
بقم فأنذر فما في الأمر تمهيل

فقام يدعو بآيات مبينة
إلى الهدى وظلام الكفر مسدول

فآمنت عصبة التقوى بدعوته
مستبشرين وعادته الأسافيل

وكان أول من عادى أبو لهب
إن القريب على العدوان بجبول

لكن أبى الله إلا أن يشرفه
على الجميع وتنجاب الأباطيل

والله طهّرة قلبا وأظهره
عليهم فدم التضليل مطلول

وما الجحود لدعوى الحق ينفعهم
إن الجحود أمام الحق مخذول

هذا هو الحجة العظمى فملته
لا يعتريها مدى الأزمان تحويل

وفي شفاعته العظمى لمتبع
وغير متبع فضل وتفضيل

حيث الجميع بيوم الحشر في وجل
وفي يديه لولد الحمد محمول

عليه بالوحي آيات منزلة
من ربه لم ينلها قط تبديل

فيها شفاء وترياق لذى مرض
لكن بها قلب أهل الشرك معلول

قد أعجزت كل منطيق فصاحتها
إذ من حكيم عليم جل تنزيل

لا يستطيع بليغ أن يعارضها
حاشى وكلا تحاكيها المقاويل

ذكر حكيم عليه الله أنزله
يهدى إلى الرشد ترتيب وترتيل

لله من حكم راقت مشاربها
ومنه كم أعجز الأحلام تأويل

راموا معارضة القرآن فانقلبوا
طرا خزايا وحزب الكفر مخذول

يزداد حسنا بتكرار لسامعه
اما سلواه فبالتكرار مملول

محمد رحمة للخلق قاطبة
وفيه قد طابق المنقول معقول

من عصبة شرف الرحمن مجتدهم
إذ هم قريش لهم في المجد تاثيل

قوم أسرتهم بالبشر ناطقة
عند السماح بها متهم قناديل

فكل فضل وذى فضل لهم تبع
ومن سواهم على الإطلاق مفصول

ومنهم أختار رب العرش صفوته
فكان في بعثه للشرك تعطيل

أعلى النبيين مقدارا ومنزلة
لأنه غرة والكل تحجيل

فذكره بألم نشرح ورفعته
برهان صدق إلى القرآن موكول

مطهر القلب من عيب يدنّسه
لأنه بمياه الحق مغسول

وشرعه ناسخ ما كان سابقه
وما على الشرع بعد النسخ تعويل

ووجه أمته ضوء الوضوء به
قد زانه غرر منه وتحجيل

كانت به في البرايا أمة وسطا
تأتى شهودا وما في الحشر تعديل

اسرى به الملك العلام يصحبه
لخدمة السير ميكال وجبريل

وقدمته جميع الرسل أم بهم
في مسجد هو بالسادات مأهول

ونال كل نبي حسن غايته
إذ كلهم بلقا المختار مشغول

جسم وروح على المعراج قد عرجا
إلى السماء وهذا الأمر مقبول

حتى دنا فتدلى من حظيرته
وقد علاه من الأنوار إكليل

من قاب قوسين أو أدنى تقربه
له الرضا والعطا والصفو مبدول

والحجب قد رفعت والبسط قد فرشت
وكم به كان ترحيب وتأهيل

يا حبذا وقت قرب غير منتظر
لا القرب يدرى ولا التكييف معقول

داس النبي بساط العرش منتعلا
ما طور سينا ومن موسى وحزقيل

حلا الحبيب بمحبوب فكان له
منه الرضا وبفيض الفضل مشمول

وبالصلاة صلاة الخمس كلفه
فكل عز بهذا القرض مكفول

فتلك مرتبة ما نالها أحد
من النبيين جيلا بعده جيل

هذا هو العز لا مال ولا نشب
هذا هو الفضل لا يعلون تفضيل

وعاد مكة مسرورا يسير به
ليلا براق يحاكى البرق زهلول

وفي الصباح حكى عن بعض رحلته
فالبعض صدقه والبعض مذهول

لكن أبو بكر الصديق قال لهم
لو فوق هذا حكى لي فهو مقبول

فارتد قوم عن الإسلام إذ زعموا
أن الحديث بهذا فيه تضليل

عن غيرهم وصفات البيت قد سألوا
فكان منه لوصف الكل تفصيل

عموا وصموا وحادوا عن طريقته
إن الضياء لدى العميان مجهول

وبينّتوا رأيهم في دار ندوتهم
وأجمعوا أنه لاشك مقتول

أنى لهم ذا وعين الله تحرسه
من البغاة وحبل البغي مبتول

فسار ليلا مع الصديق متجها
نحو المدينة حيث العز مأمول

آوى إلى الغار مصحوبا بصاحبه
وطرف أعدائه بالسهد مكحول

ليثان في بطن هذا الغار قد نزلا
كأنما الغار إذ آواهما غيل

وقد قفا غثرهم في كل ناحية
قوم لهم في اقتناص المال تاميل

ألفوا على الغار نسج العنكبوت وقد
باض الحمام به والعش مجدول

تلك الوقاية خالت دون طلبتهم
فأين منها لدى الهيجا سرابيل

لا يبصرون بعين أينما نظروا
كأن أعينهم من زيغها حول

هذا سراقة قد ساخت به فرس
في الأرض وهو بنيل الجعل مشغول

أجاره المصطفى فضلا وبشره
أن السوار له من بعد مبذول

ما أحسن الوصف يتلى من شمائله
عن أم معبد لا يحكيه تمثيل

بلمس راحته درت شويهتها
فطاب بالدر مشروب ومأكول

نالت بطلعته الأنصار عزتها
إذ عز طيبة بالمختار موصول

كانت لمقدمه الأبصار شاخصة
وآية البشر تكبير وتهليل

كل يروم به تشريف منزله
وسير ناقته وخذ وتبغيل

ففاز منه أبو أيوب بالغرض الأ
سمى وهذا له لاك تفضيل

نادته طيبة يا مختار ذا شرفى
فليس عني مدى الأيام تحويل

وأغنت الهجرة الأنصار قاطبة
فكل ذي هجرة بالبر مشمول

لله قوم من الأنصار قد نصروا
دين النبي فهم غر بهالليل

يا أصحاب باس على الكفار ديدنهم
بعصبة الكفر تقتيل وتنكيل

سيوفهم في دياجي النقع لامعة
ونسج داود في الهيجا سرابيل

سمر الرماح لها في كفهم شرف
والرمح يشرف قدرا وهو محمول

فكم بها أسطر الكفار قد محبت
والحرف بالطعن منقوط ومشكول

تبودا الدار والإيمان وارتضوا
ثدى السماح وفيهم جاء تنزيل

اصحابه الغر كم شدوا وكم وثبوا
على العدو وسيف النصر مسلول

في حب خير الورى باعوا نفوسهم
وكل شيء غلا في الحب مبذول

كأنهم في مجال الحرب إذ سمعوا
إن تنصروا الله ينصركم جناديل

لا يبتغون سوى الرضوان منزلة
ومالهم عن حياض الموت تهليل

قوم بهم راية الإسلام خافقة
شم الأنوف لهم في الصعب تذليل

نبالهم فوق هامات العدا مطر
فأين مرتين منها والقنابيل

جند إذا وقفوا أسد إذا زحفوا
أين الساطين منهم والأساطيل

في جحفل لجب بالصبر مدرع
لهم لدى الطعن نسبيح وتهليل

في يوم بدر بتمزيق العدا ابتدروا
وغرب سيف العدا في الحرب مفلول

كم في العريش دعا المختار مبتهلا
سيهزم الجمع والقوم الأراذيل

جاءت ملائكة للنصر مردفة
مسومين وجيش الكفر مكبول

فللقليب بأثواب الردى انقلبوا
وكم بمكّة قد ناحت مثاكيل

كم معجزات بهذا اليوم قد ظهرت
بصدق موقعها قد صح منقول

وما وهى أحد في ملتقى أحد
ولا ثناه عن التجديل مجدول

فأنحنوا الجيش طعنا في حناجرهم
فالكل بالطعن مهزوم ومهزول

طارت قلوب العدا من بأسهم فرقا
ومزقوا فرقا والعقل مذهول

ويوم مؤتة قد ماتوا بحسرتهم
فكم بها كان مجروح ومقتول

والطير فوق رؤوس الجيش حائمة
لها من اللحم مشروب ومأكول

جاءت قريش مع الأحزاب في نفر
من اليهود فعم الكل تنكيل

من بعد ما خندق المختار طيبته
ردوا خزايا وريش الكل منسول

فأزعجوا بجنود الله وانصرفوا
وعزمهم بيد الأقدار محلول

وفي النضير لقد كانوا غطارفة
وفي قريظة قد نالوا وما نيلوا

عن يوم خيبر حدثنا ولا حرج
حيث اللواء لواء النصر محمول

ظن اليهود بأنّ الحصن يمنعهم
من الجلاء فخانتها المعاويل

وخربوا بأيديهم وقد أخذوا
قوتا يسير وباقى المال مملول

كانت لهم بيعة الرضوان تاج علا
إذ عاهدوا ربهم والعهد مسءول

وفتح مكة لم يعدل به شرفا
فتح مبين به للدين تفضيل

قد طهر الله هذا البيت من دنس
وأخرجت بيد الصحب التماثيل

والناس قد دخلت في دينه زمرا
والوعد ثم وأمر الله مفعول

ظللت قريش غداة الفتح في وجل
والكل بالعفو مشغوف ومشغول

فما ونى المصطفى إذ قال مبتسما
العذر والعفو مقبول ومأمول

وكان يوم حنين في شدائده
للركب كرب وللجافين تجفيل

وكان خير الورى في الجاش أثبتهم
إذ ما على غيره في الأمر تعويل

قد أعجبتهم غداة الزحف كثرتهُم
فللنفوس بدرك النصر تسويل

عليهم الأرض قد ضاقت بما رحبت
وربما جاء بعد الضيق تسهيل

جاءت هوازن في زهو وفي صلف
فمزّقت شملهم صيد رعابيل

رماهُم المصطفى بالرمل فانقلبوا
والرمل بالرمى في العينين منخول

فكل عين ترمى الرمل قد طمست
وكل جيد بحبل الأسر مغلول

وأنزل الله في الأثنا سكينته
مع الملائك فانجابت عراقيل

وكان يوما على الكفار منعكسا
قتل وسبى وتكبيل وتنكيل

وضاق بالسبي والأموال أودية
فمجمل السبي إن حققت مجهول

ونال أخت رضاع بعد ما سبيت
وأحضرت كرم يتلوه تنفيل

لله يوم به الأصحاب قد صبروا
تم الجهاد به وانجاب تضليل

درع من الصبر والإقدام قد لبسوا
كل على الصبر والإقدام مجبول

والقصد يدركه بالصبر ذو جلد
إن كان في أجل الإنسان تأجيل

وسار جيش تبوك يوم عسرتهم
والبيد حصباؤها بالقيظ مملول

فماثتلهم عن الترحال عسرتهم
ولا هجير به تغلى المراجيل

بل قال قائلهم والرمس مصطخد
من جد في الأمر لا يثنيه تقبيل

ولا تخلف عنهم غير معتذر
وذى نفاق له في الجيش تخذيل

كانت غزاة لبعض الناس فاضحة
فيها تبين مطرود ومقبول

بالرعب قد نصر الهادى فمذ سمعت
به النصارى غدا للكل تجفيل

وكم بها ظهرت كالشمس معجزة
في شرح مجملها للناس تطويل

دعا النبي وكان الجيش في ظمأ
فأمطروا غدقا فالماء منهول

وركوة الماء قد فاضت مواردها
ريّ وطهر وباقى الماء محمول

قالوا وقد شردت في البيد ناقته
يدرى السماء وأمر الأرض مجهول

وحيث أخبرهم عنها انثنوا فإذا
خطامها بجذوع السرح مشكول

كذاك من خلفوا بالله ما نطقوا
سوءا ولا صدرت منهم أقاويل

فكذبوا بكلام الله في غدهم
إن الكذوب يلاحي وهو مخجول

هموا بما لم ينالوه وما نقموا
إلا بفضلى الغنى غذ هم تنابيل

كم معجزات بها مع غيرها ظهرت
كالشمس لا يعتربها عوض تأفيل

فمن أصابعه الماء الزلال جرى
فمنه للصحب منهول ومعلول

في كفه الحصيات السبع قد نطقت
وللطعام به كنز وتفضيل

أبو هريرة قد أغناه مزوده
في الأكل عمروا ولم ينقصه مأكول

كتمر جابر إذ وفى وما نقصت
بعد الدعاء له منه المكابيل

وقصعة أكل الأصحاب أجمعهم
منها وما إن عراها قط تقليل

والعس من لبن أروى به ملأ
وحيس أم سليم فيه تحفيل

وكم وكم من قليل الشيء كثرة
وكم بدعوته قد صح مملول

فرد عين قتاد بعد ما قلعت
فما اشتكت رمد أو مسها ميل

كذاك عين على أبصرت وصفت
مذ كان فيها شريف الريق متفول

ومس أفرعهم فارتد ذا شعر
وصار للشعر تجعيد وترسيل

وابن الحصين وسعد حينما رميا
فكان في لمسه للجرح تعديل

وصح لابن عتيك بعدما انكسرت
ساق بمسح فأضحى وهو زحليل

والصخر صيّرهُ رملا بمعوله
من بعد ما انصدعت فيه المعاويل

وكان ما كان مما عنه أخبرهم
من القصور وفي ذا جاء تنزيل

وأقبلت نحوه الأشجار ساجدة
لما دعاها وللأغصان تهديل

ثم انثنت حيث كانت بعدما أمرت
وخط أغصانها في الأرض مشكول

والضب كلمه والجذع حن له
كما تحن لدى البعد المثاكيل

له البعير اشتكى من جور صاحبه
ووجهه من دموع الظلم مطلول

أجاره المصطفى من جور صاحبه
فعاد وهو بحسن الحظ مشمول

وظبية صادها بالفخ ذو شرك
وحيله بيد الإحكام مقتول

بكت فراق بنيها وهي مرضعة
والطفل بالجوع منهوك ومهزول

فمذ رآها رسول الله أطلقها
لما استجارت به والقلب مشغول

فأرضعت ثم عادت حسبما وعدت
من بعد ما آمنت والجسم محبول

والذئب قد أرشد الراعى وقال له
ترعى ومكة فيها القصد والسول

فيها رسول إله العرش أرسله
يهدى إلى الرشد مأمون ومأمول

فساروا الذئب في الأغنام يحرمها
فكان للذئب بعد العود تبجيل

والطفل خاطبه في المهد مبتسما
ولفظه بمذاب الشهد معسول

وصح صاحب الاستشقاء من مرض
والخصب منه بالاستبقاء موصول

من نخلة خرّ عذق إذ أشار له
وعاد لم يتناثر منه عثكول

وانشق معجزة للمصطفى قمرٌ
مافى حقيقته للعين تحويل

وحذرته من السم الزعاف بها
ذراع شاة لها في المنع تهويل

ونخل سلمان قد طابت مغارسه
ومنه في عامه جادت عناكيل

في الصخر أقدامه غاصت مؤثرة
ومالها أثر في الرمل ممقول

وكم وكم معجزات ما لها عدد
لها من الله تقريع وتاصيل

تحكى بكثرتها عد النجوم فما
تحصى تعدّدها كتب ولا قيل

ومعجزات جميع الرسل قد قضيت
يموتهم مذ رآها ذلك الجيل

ومعجزات رسول الله باقية
لا يعتريها بفضل الله تحويل

تكفل الله بالقرآن يحفظه
وما تكفله الرحمن مكفول

يا سيد الخلق من عرب ومن عجم
ومن عليك بيوم الحشر تعويل

يا رحمة في جميع الخلق أرسله
إلى البرايا فتعجيل وتأجيل

يا ملجأ الكل يا من غيث راحته
بالبر يهمى وبالإحسان موصول

قد كان آدم في الصلصال منجدلا
وأنت للأنباي بدء وتكميل

انظر إلى بعين ملؤها كرم
فإن قلبي بنار الحب مشغول

وامن الخوف وامنح ما أؤمله
فحبذا منك تأمين وتأميل

وامد ديمينك نحوى عل يدركني
لطف الإله وأن ينفك معقول

فاسقم أتعبنى والدهر حاربني
والجسم من غير الأيام منحول

وليس لي في سوى المختار من أمل
فإن أمرى إليه الدهر موكول

يا موئلا لجميع الناس إذ فزعوا
ومن تشدّ لعلياه المراسيل

قلبي إلى الحج مشتاق وذو شجن
وبالزيارة مشغوف ومشغول

أرى الأحبة فدوفوا بما وعدوا
لكن وعدى بنيل القصد ممطول

متى المطى أو الوابور يحملني
والميل والكيل يطوى بعده الكيلو

متى أراني بقرب القبر في ملأ
من الحجيج ولى بالقبر توسيل

وألثم الترب من أعتاب حجرته
ويشبع الوجه تقليب وتقبيل

وأسكب الدمع في أرجاء روضته
والقلب بالذكر والتبتل متبول

وللجبين بها في حال سجدته
فخر وشكر وتعفير وتطويل

قصدى بها رشف كأس راق مشربها
عذب فرات بروح الفضل مشمول

من كف خير الورى أرجو تناولها
فيها الشفا ومزاج العلم محلول

متى تصافح كفى باب حجرته
والطرف ساج من الأنوار مسدول

غذن أقول وقلبى باللقا فرح
والصدر منشرح بالنور مصقول

أتيت والشوق يطويني وينشرني
أرجو القبول فقل لي أنت مقبول

وانظر لأهلى وأولادي وذي رحمى
وإخوتي وأبى إذ أنت مأمول

والصحب والصهر والأشياخ قاطبة
مع المريدين جيلا بعده جيل

واحضر إذا حضر المحتوم من أجلى
وقت احتضارى وأمضى الأمر عزريل

إذا أموت على خير ويدركني
من المهيمن تكريم وتبجيل

يا خير من للغنى ترجى مكارمه
ومن نداه لكل الناس مبذول

على جنابك بعد الله متّكلى
إنى إليك مدى عمرى لموكول

وإن جودك مرجوّ لسائله
وأنت للجود باب منه مدخول

بك الوصول إلى الدنيا وضرتها
وهل يرجى بغير الباب توصيل

فلا تخيب رجائي منك في أمل
غذ بيت عزك بالخيرات مأهول

ضيعت عمرى في لهو وفي لعب
والجسم في ريقة الأيام مكبول

نفسي إلى اللهو والعصيان جامحة
وما لها في اقتناء الخير تحصيل

أمسى وأصبح في زهو وفي فرح
والقلب في غفلة والفكر مشغول

وليس لي عمل للخير مدخر
أو فعل خير به للنفس تأميل

يا نفس حتى متى التسويف أخجلني
ألم يكن لك في الإقلاع تسويل

متى المتاب وفودي شاب مفرقه
والعمر ولى ولى قد حان ترحيل

وثوب جسمي بالعصيان في دنس
وثوب غيري من الآثام مغسول

يا رب عفوا عن الجاني وزلّته
فأنت وحدك بالغفران مسئول

حمّلت نفسي ذنوبا لست أحصرها
لكن قلبي على التوحيد مجبول

وحب خير الورى عندى وشيعته
حب قويّ وهذا القدر مقبول

من لي بأن رسول الله يشفع لي
يوم الحساب وفكر الكل مذهول

إذ ليس يجدى به مال ولا ولد
وما على نسب في الحشر تعويل

إن لم يكن في أمورى آخذا بيدى
دنيا وأخرى والإ ضاع مأمول

لكن لي منك ميثاقا بتسميتي
بأحمد وهو بالأحسان مشمول

فأحمد الحملاوي فيك ذو أمل
له على كرم المختار تطفيل

الحب أنطقه بالمدح مقتبسا
أنوار وصفك كي تحلو التفاعيل

مالى سوى مدحك المحبوب مدّخرٌ
وللدح يبذل إما قلّ محصول

لعل مدحى وحسن الظن ينفعني
في شدّتي يوم لا تغنى المثاقيل

تابعت كعبا ولم أقصد معارضة
أنى يكون لمثلى ذلك القيل

وإن علا كعب كعب يوم بردته
فبردتي منه في الدارين تنويل

إن لم أنل حسن حظي في متابعتي
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

عليك صلى إله العرش ما سجعت
في الدوح ورق لها في السجع تهديل

والآل والصحب والأحباب قاطبة
والحمد لله بدء ثم تكميل


احمد الحملاوي
مصر

الحمدان
07-02-2024, 02:05 PM
يا سيد الرسل بل يا أكرم الخلق
أهدى سلاما إلى علياك من شوقي

يا صادق الوعد إني صادق أبدا
فراعني كرما وانظر إلى صدفي

يا خير من في الورى ترجى شفاعته
وأفضل الكون من غرب ومن شرق

متى أراني أمام القبر مبتهللا
أرجو مكارمكم في المقعد الصدق

يا واسع الفضل في جود وفي كرم
أنظر إليّ بعين العزّ والسبق

ومد نحوى يداكم أبرأت سقما
يضنى وكم رتقت في الفقر من فتق

يحق فاطمة الزهرا ومن ولدت
خلص محبك من ذل ومن رق

فهذه طلبتي بالذل أرفعها
عسى تنال رضا في غاية الرفق

لكن لي أملا في الفضل يطمعني
في المصطفى المجتبى في الخلق للحق

صلى عليه إله العرش ما نظرت
عين وما فاه ذو الأشواق بالصدق


احمد الحملاوي

الحمدان
07-02-2024, 02:20 PM
وأينَ نذهبُ كلّ الأرض ترفضنا
‏وتزدرينا وكلّ الأرضِ تمتَهِنُ

‏ونحنُ من نحنُ؟ نحنُ الشمسُ فوقهمُ
‏ونحنُ ما نحنُ؟ نحنُ العينُ والأُذُنُ

‏كل الخرائطِ جزءٌ من خريطتنا
‏فكيفَ تعلو على أسيادها الجُبُنُ؟

‏يا أيُها الموتُ ما أحلاكَ من وطنٍ
‏لمن أتاكَ شهيداً جرحهُ الوطنُ


.....

الحمدان
07-02-2024, 02:24 PM
يرانا بعيب ليس يُنقص قدرنا
وإن كان فيه العيب أولى وأجدرُ

حماقة أهل النّقص تفضح طينهم
وما الطّين إلّا ما يباع فيكسرُ

فلا هو صان النّفس عمّا يعيبها
ولا هو أبقى الصّمت حتما فيعذرُ

عليك بما في الفمّ فامسك زمامهُ
فجلّ الذي يأتيك منه مدمّرُ

......

الحمدان
07-02-2024, 02:26 PM
إني رأيت الصبر خير معول
في النائبات لمن أراد معولا

ورأيت أسباب القناعة أكدت
بعرى الغنى فجعلتها لي معقلا

فإذا نبا بي منزل جاوزته
وجعلت منه غيره لي منزلا

وإذا غلا شيء علي تركته
فيكون أرخص ما يكون إذا غلا


......

الحمدان
07-02-2024, 02:27 PM
وأدّبني دهرٌ تكُرُّ صُروفُهُ
عليّ وصرفُ الدهرِ نِعمَ المؤدِّبُ

ونحنُ بنو الدُنْيا نروحُ بِهامِها
وتغْدو على هاماتِنا تتقلّبُ

تُقَسِّمُ فينا قِسمَةً عَجرَفِيّةً
وكلٌّ إليها بالمطامع أشعَبُ

تعرضتُ للأحزانِ حتى ألفتُها
وحتى كأنّ الحزنَ شيءٌ مُحَبَّبُ


......

الحمدان
07-02-2024, 02:30 PM
أَريدُ سُلُوَّكُم وَالقَلبُ يَأبى
وَأَعتِبُكُم وَمِلءُ النَفسِ عُتبى

وَأَهجُرُكُم فَيَهجُرُني رُقادي
وَيُضويني الظَلامُ أَسىً وَكَربا

وَأَذكُرُكُم بِرُؤيَةِ كُلِّ حُسنٍ
فَيَصبو ناظِري وَالقَلبُ أَصبى

وَأَشكو مِن عَذابي في هَواكُم
وَأَجزيكُم عَنِ التَعذيبِ حُبّا

وَأَعلَمُ أَنَّ دَأبَكُمُ جَفائي
فَما بالي جَعَلتُ الحُبَّ دَأبا

وَرُبَّ مُعاتَبٍ كَالعَيشِ يُشكى
وَمِلءُ النَفسِ مِنهُ هَوىً وَعُتبى

أَتَجزيني عَنِ الزُلفى نِفارًا
عَتَبتكَ بِالهَوى وَكَفاكَ عَتبا

فَكُلُّ مَلاحَةٍ في الناسِ ذَنبٌ
إِذا عُدَّ النِفارُ عَلَيكَ ذَنبا

أَخَذتُ هَواكَ عَن عَيني وَقَلبي
فَعَيني قَد دَعَت وَالقَلبُ لَبّى

وَأَنتَ مِنَ المَحاسِنِ في مِثالٍ
فَدَيتُكَ قالَباً فيهِ وَقَلبا

أُحِبُّكَ حينَ تَثني الجيدَ تيهًا
وَأَخشى أَن يَصيرَ التيهُ دَأبا

وَقالوا في البَديلِ رِضاً وَرَوحٌ
لَقَد رُمتُ البَديلَ فَرُمتُ صَعبا

وَراجَعتُ الرَشادَ عَسايَ أَسلو
فَما بالي مَعَ السُلوانِ أَصبى

إِذا ما الكَأسُ لَم تُذهِب هُمومي
فَقَد تَبَّت يَدُ الساقي وَتَبّا

عَلى أَنّي أَعَفُّ مَنِ اِحتَساها
وَأَكرَمُ مِن عَذارى الدَيرِ شربا

وَلي نَفسٌ أُرَوّيها فَتَزكو
كَزَهرِ الوَردِ نَدَّوهُ فَهَبّا

أحمد شوقي

الحمدان
07-02-2024, 04:21 PM
لا يكتم السر إلا ذي ثقة
والسر عند خيار الناس مكتومُ

فالسر عندي في بيت له غلق
ضاعت مفاتيحه والباب مختومُ


......

الحمدان
07-02-2024, 04:23 PM
أَرى الدَهرَ لا يُبقي كَريماً لِأَهلِهِ
وَلا تُحرِزُ اللُؤمانَ مِنهُ المَهارِبُ

أَرى كُلَّ حَيٍّ مَيِّتاً فَمُوَدِّعاً
وَإِن عاشَ دَهراً لَم تَنُبهُ النَوائِبُ

......

الحمدان
07-02-2024, 04:27 PM
أحتاج قلباً أستريح بظلـه
ألقي عليه مواجـع الأيـامِ

يحنو على قلبي أشدّ حنانه
كالأمّ بين ولادةٍ وفـطـامِ


......

الحمدان
07-02-2024, 04:31 PM
أقولُ للعين في يومِ الفرَاقِ وقَد
فَاضَتْ بدمعٍ على الخدّينِ مُسْتَبِقِ

تَزوَّدِي اليومَ من تَوديعهم نظراً
فَفي غَدٍ تَفرُغي للدّمعِ والأرقِ


......

الحمدان
07-02-2024, 05:11 PM
أميرة الحسنِ حلي قَيد أسراكِ
واشقي بِعذب اللمى تَعذيب مضناكِ

أميرة الحسنِ لمْ أَدرِ الغرامَ ولا
حر الجوي قبلَ ما شاهدتُ رؤياكِ

أميرةَ الحسنِ خافي الله واعتدلي
بالحكم إِن كانَ ربُ الخلق ولاكِ


......

الحمدان
07-02-2024, 05:27 PM
إلهي ضَاقَتِ الآفاقُ ذَرعًا
وَ جِئتُ إليكَ أبحثُ عن أمانِ

فَفَرِّج مَا ألَمَّ وَ كُنْ مُعينًا
لقلبٍ أنتَ تعلم مَا يُعاني


......

الحمدان
07-02-2024, 05:29 PM
هيَ هٰكذا الدُّنيا وَ هٰذا حَالُها
مَا كُلُّ شِرْبٍ في الزَّمانِ عَذِيبُ

إنَّ الرِّضا عند النوائبِ سلوَةٌ
وَ الصَّبرُ إنْ حَلَّ الأسىٰ تطبيبُ

مَا طَالَ ليلٌ أو تداعَت كربةٌ
إِلَّا وَ لطف اللّٰه مِنكَ قريبُ

......

الحمدان
07-02-2024, 05:30 PM
‏لا تألُف الروحُ إلا من يُلاطِفُها
ويهجر القلبُ من يقسو ويجفاهُ

فلا وصال لمن بالوصل قد بخلوا
ومن تناسى.. فإنّا قد نسيناهُ

......

الحمدان
07-02-2024, 06:31 PM
إنِّي وَإنْ طَالَ الزمَانُ لَنَائِلٌ
مَا أبتَغِيهِ وَلَستُ عَنهُ بِوَانِ

سَتَمُرُّ أحقَابٌ عَلَيَّ وَإنَّنِي
شَمٌّ ثَبُوتٌ فِي مُرورِ زَمَانِ

وَسَأرفَعُ الآمَالَ دَومَاً عَالِيَاً
دُونَ المَخَافَةِ مِنْ سُقُوطٍ ثَانِ

وَمُحَلِّقَاً بَينَ السَّحَائِبِ إنَّنِي
كَالطَّيرِ، أغدُو فِي العُلا بِثَمَانِ

بِثَمَانِ آمَالٍ تَمُرُّ عَلَىظ° الهَوَىظ°
أُولَاهُمُ سَفَرٌ قَرِيبٌ آنِ

ثَانِيهِمُ تَجمِيعُنَا لِشَتَاتِنَا
وَشَتَاتِ قَلبٍ قَدْ صَلَىظ° النِّيرَانِ

والثَّالِثُ اللَّهوُ الَّذِي مَا جَائَنَا
ذِكرٌ لَهُ إلَّا بَكَت عَينَانِ

والرَّابِعُ الحَقُّ الَّذِي نَرنُو لَهُ
بِسِيَاسَةٍ مِنْ حُرِّ قَولِ لِسَانِ

وَالخَامِسُ العَيشُ الكَرِيمُ لَنَا، لَنَا
حَقٌ، وَلَسنَا نَرتَضِي بِهَوَانِ

وَالسَّادِسُ اللَّابُ الَّذِي لَمْ نَشتَرِي
لِقُصُورِ أموَالٍ عَنِ الإتيَانِ

وَالسَّابِعُ القَصرُ الَّذِي لَمْ نَتَّخِذْ
فِي الأرضِ صَرحَاً شَامِخَ البُنيَانِ

وَالثَّامِنُ النَّفسُ الَّتِي لَا تَبتَغِي
لِلبَالِ إلَّا رَاحَةَ الأركَانِ

هَظ°ذِي ثَمَانٌ يَبتَغِيهَا خَافِقِي
وَاللّظ°هُ فِي تَبلِيغِهَا مِعوَانِي


محمد سيد بخيت

الحمدان
07-02-2024, 06:32 PM
إنِّي بِعِشقِ البَدرِ مَهوُوسُ الفُؤادْ
وَالقَلبُ مُشتَاقٌ وَلَا يَحلُو الرُّقَادْ

وَالبَدرُ مَشغُولٌ وَلَا يَدرِي بِنَا
كَمْ أنَّنَا بِتنَا بِحُزنٍ لَا يُرَادْ

يَا لَيتَ أيَّامِي تَعُودُ إلَى الوَرَا
حَظِّي فَأَنْدِبُ أنَّهُ لَمْ يُستَزَادْ

لَولَا الهَوَى مَا قَادَنَا قَدَرٌ هُنَا
القَلبُ دَومَاً فِي خَوَازِيقٍ يُقَادْ

لَمْ يَحظَ قَطُّ بِرَاحَةٍ مِنْ ذَا الهَوَى
لَمْ يَجتَنِي إلَّا التَّأرُّقَ والسُّهَادْ

هَذَا هَوَانَا قَادَنَا نَحوَ الهَلَاكْ
لَمْ يَستَفِقْ وَاللّهُ أعلَمُ بِالمَعَادْ

النَّفسُ تَعشَقُ بَدرَ لَيلٍ سَاطِعَاً
لَيتَ القُلُوبُ بِنَا تَكُونُ عَلَى وِدَادْ

وَعَسَى قَرِيبَاً أنْ يَكُونَ وِصَالُنَا
وَالحُبُّ يَسطَعُ بَينَنَا فِي كُلَّ وَادْ


محمد سيد بخيت

الحمدان
07-02-2024, 06:32 PM
الشِّعرُ عَنْ نَفسِي بِهِ أتَكَلَّمُ
وَأقُولُ مَا يَخبُو بِقَلبِي فَاعلَمُوا

يَا أيُّهَا الأحبَابُ لَستُ بِنَاطِقٍ
قَولاً هَزِيلاً فِي المَعَانِي أبكَمُ

بَلْ لَا أقُولُ سِوَى النَّفِيسِ الأجزَلِ
مِنْ كُلِّ قَولٍ فِي المَعَانِي يَعظُمُ

لِلصُّمِ رَدَّ سَمَاعَهُمْ فَتَرَنَّمُوا
وَيَرُدُّ أبصَارَاً لِمَنْ هُمْ قَدْ عَمُوا


محمد سيد بخيت

الحمدان
07-02-2024, 06:32 PM
سَهَوتُ بِنَفسِي نَحوَ مَاضٍ تَرَاكَمَا
وَقُلتُ لَهَا وَالقَولُ زَادَ التَّألُّمَا

ألَا تَذكُرِينَ الفَرْحَ والحُزْنَ تَارةً
وَأيَّامَ لَهوٍ عِشتُهَا مُتَنَعِّمَا

وَأيَّامَ حُزْنٍ لَمْ أذُقْ قَطُّ مِثلَهُ
وَأيَّامَ فَرْحٍ كَانَتِ الغَيثَ إذ هَمَى

وَأيَّامَ بِرٍ قَد مَضَى اليَومَ بِرُّهَا
وَأصبَحَ فِينَا ذِكرُهَا مُتَجَهَّمَا

وَأيَّامَ خَيرٍ طَالَ فِي الدَّهرِ خَيرُهَا
وَأغدَقَ إغدَاقَاً وَأنعَمَ أنعُمَا

تَبَصَّرتُ مَاضٍ مَا تَبَصَّرتُ مِثلَهُ
وَأيقَنتُ حَتمَاً أنَّهُ كَانَ قَيِّمَا


محمد سيد بخيت

الحمدان
07-02-2024, 06:33 PM
تَدَاعَت قُيُودُ المَوتِ حَتَّى تَقَطَّعَت
وَقَيدُ حَيَاتِي مَا بِهِ مِنْ تَقَطُّعِ

وَألفَيتُ العُمرَ مِنْ بَعدِ انقِضَائِهِ
وَألفَيتُهُ حِينَمَا طَالَ مَدمَعِي

أرَى بِعُيُونِ المَوتِ مَا لَيسَ يُنظَرُ
أرَى مُهلِكَاتٍ مَا لَهَا مِنْ تَراجُعِ

فَإنْ طَالَ مَا أنَاْ رَائِهِ وَمُعَاينُهْ
فَقَدْ طَالَ بِالدَّهرِ وَالدَّهرُ مَرجِعِي

تَمَادَى لِقَاءُ المَوتِ بِي حِينَ هَزَّنِي
وَلَكِنَّهُ لَم يَنل بِي نَيلَ مُفزِعِ

وَلَاقَيتُهُ لَو أنَّ بِي ألفُ مَرَّةٍ
مِنَ السَّكراتِ مَا كَانَ لِي بِمُوجِعِ

أنَا سَيِّدُ الدُنيَا وَلَستُ بِمَالِكٍ
لِأذنَابِهَا لَكِنَّهَا دَائِمَاً مَعِي


محمد سيد بخيت

الحمدان
07-02-2024, 06:33 PM
أيُّهَا المَرءُ الكَئِيبُ
صَاحِبُ الرَّأيِّ الغَرِيبُ

لَا تُبَالِي بِالمَقَالِ
أو تُبَالِغ فَتَعِيبُ

كُلُّنَا رَهْنُ الفِعَالِ
وَالمَقَالُ لَا يَطِيبُ

فَاستَقِم فِي كُلِّ أمرٍ
وَاعتَزِم مَا لَا يَخِيبُ

وَاصبِرَنَّ عَلَى المُصَابِ
كُن حَلِيمَاً وَالكُرُوبُ

لَا تَكُن جَزِعَاً بِبَأسٍ
إنَّمَا الجَزَعُ المُصِيبُ

كُن رِيَاحَاً فِي الأعَالِي
كَيفَمَا شَائَت هُبُوبُ

وَاعتَلِي رُكنَ المَعَالِي
إنَّهُ رُكنٌ وَجِيبُ

إنَّمَا فِي كُلِّ نَفسٍ
مَا يُشِينُ وَمَا يُهِيبُ

فَاستَبِق إظهَارَ هَيبٍ
إنْ تَقُم فِينَا الحُرُوبُ

وَاطرَحَنَّ الشَينَ دَومَاً
إنَّهُ عَارٌ مُرِيبُ

كُن لَبِيبَاً عِندَ رَأيٍ
زِينَةُ القَومِ اللَّبِيبُ


محمد سيد بخيت

الحمدان
07-02-2024, 06:33 PM
وَكَم مَرَّت عَلَينَا مِنْ لَيَالِي
وَأيَامٍ تُعَدُّ مِنَ الخَوَالي

وَسِتٍّ مِنْ سِنِينٍ مُعجِفَاتٍ
مَلِيئَاتِ النِضَالِ والاقتِتَالِ

سَهَرنَا فِيهِمُ كَمْ قَدْ سَهَرنَا
وَكَانَ لَنَا بِهَا ذِكرَى وَحَالِ

وَكَمْ قَدْ رَامَنَا فِيهَا صَدِيقٌ
وَكَمْ رُمنَا بِهَا صُدُقٍ عِدَالِ

وَكَمْ مَرَّت عَلَينَا مُحزِنَاتٍ
كَمَا مَرَّت عَلَينَا ذِي الكِلَالِ

تَعَثَّرنَا بِهَا فِي كُلِّ شَوكٍ
فَقُمنَا قَدْ عَلَونَا ذِي الجِبَالِ

تَرَانَا عَازِمِينَ عَلَى أُمُورٍ
وَلَا نَخشَى مَلَامَةَ ذِي مَقَالِ

فَنَحنُ القَادِرُونَ إِذَا عَزَمنَا
وَنَحنُ أُولُو المَهابَةِ وَالجَلَالِ

وَقَدْ مَرَّت لَيَالِينَا كَأَنَّا
تَمُرُّ سَرِيعَةً مِثلَ الخَيَالِ

وَتَبقَى بَعدَهَا ذِكرَى نَرَاهَا
وَكَمْ جَلَّت لَنَا ذِكرَى الجَمَالِ


محمد سيد بخيت

الحمدان
07-02-2024, 06:33 PM
أَلَا رُبَّ يُأْتَى كُلُّ شَخْصٍ نَصِيبَهُ
وَلَا يَسْتَفِيضُ بَعْدَهَا فِي المَطَامِعِ

فَرَبُّكَ أَدْرَ بِالَّذِي قَدْ يُصِيبُهُ
وَمَا اللّهُ عَنْ عَبْدٍ لِرِزْقٍ بِمَانِعِ

فَكُنْ قَانِعَاً دَوْمَاً وَلَا تَكُ قَانِطَاً
وَكُنْ رَاضِيَاً بِاللّهِ لَسْتَ بِجَاذِعِ

وَكُنْ صَابِرَاً للّهِ إِنَّكَ رَابِحٌ
فَتَأْتِي لَكَ الخَيْرَاتُ مِن غَيرِ مَانِعِ

وَمَا خَيْرُ مَنْ أَدْرِي سِوَى الصَّبرُ مُلْكَهُ
وَمَا خَيْرُ إِنسَانٍ عَنِ الصَّبرِ وَاقِعِ

وَمَا دَامَتِ الأَحْوَالُ للّهِ أَمرُهَا
فَبِاللّهِ نَرضَ فِي جَمِيعِ الوَقَائِعِ


محمد سيد بخيت

الحمدان
07-02-2024, 06:34 PM
أَرَدتُكَ أنْ تَكُونَ أعَزَّ خِلٍّ
وَلَكِنِّي فَشِلتُ بِذَاكَ حَقَّا

فَيَا دَهرَاً لَرُبَّ تَدُورُ حِينَاً
وَتَرجِعُ لِلفُؤادِ بِمَا استَحَقَّا


محمد سيد بخيت

الحمدان
07-02-2024, 06:34 PM
فَإذَا رَأَيتَ البَدرَ فِي أفلَاكِهِ
فَاعلَمْ بِأنَّ البَدرَ لَيسَ يَرَاكَا

وَإذَا سَمِعتَ بَلَابِلَاً تَشدُو هُنَا
فَاعلَمْ بِأنَّ بَلَابِلَاً تَشدُو هُنَاكَا

وَاعلَمْ بِأنَّكَ مُدرِكٌ مِنْ ذَا الفَضَا
عَدَمٌ وَلَستَ تَنَالُ مَا يُرضِي هَوَاكَا

فَاليَأسُ مِمَّا لَا نَصِيبَ بِهِ نَجَاهْ
وَالحُلمُ فِيمَا لَا يُنَالُ هَلَاكَا

دَعْ مَا يَرَاهُ القَلبُ مَرغُوبَاً بِهِ
فَالقَلبُ يَعلَمُ أنَّهُ لِسِوَاكَا

دَعْ كُلَّ مَا يَهوَاهُ فَهْوَ مُخَادِعٌ
يَدعُو إلَى الآلَامِ وَالأشوَاكِ


محمد سيد بخيت

الحمدان
07-02-2024, 06:34 PM
ومشغوفةٍ بالعلمِ زان حديثها
إلى الغُنجِ ما قال الحكيمُ وما حكى

قتلتُ بها العُذّالَ يوم عشقتُها
بقلبٍ وعقلٍ فاسترحتُ من الأذى


أبو السَّمْحِ الخولاني

الحمدان
07-02-2024, 06:35 PM
وَقَالُوا حَلَتْ بِئرٌ بِرِيقِ مُحَمَّدٍ
عَسَانِي بِهَا أُشفَى فَإِنِّي بِهِ صَبَّا

وَعَينُ عَلِيٍّ قَد تَجَلَّتْ بِرِيقِهِ
س
وَكَم عَادَ صَخْرٌ بَعدَ مَا مَسَّهُ رَطْبَا

وَلَو نَالَ مَاءُ البَحْرِ مِنْ فِيْهِ قَطْرَةً
لَصَارَ كَمَاءِ النَّهْرِ سَائِغَةً شُربَا

وَمَاءُ البِحَارِ لَو مُزِجْنَ بِرِيقِهِ
لأَصْبَحَ مَاءُ البَحْرِ مِنْ رِيقِهِ عَذْبَا


عمر غصاب راشد

الحمدان
07-02-2024, 06:35 PM
الا هبي بدفئك في القلوب
فقد زاد الهبوب من الشمالي

وكوني خير مكنون لشخص
بوصل الحب منك ولا تبالي

وشدي لحنك الشاجي إلينا
على لحن الصبا لحن الكمالي

فأنت الكل والكل كمال
وأنت درة من بحر غالي

يسير القلب والدنيا فجاج
ويختار القريب من الوصالي

سقى الله الحوالي والتوالي
وأيام نسميها الخوالي


عبدالرحمن الجربوع

الحمدان
07-02-2024, 07:01 PM
يا من يبيت من الهموم سقيما
‏ويخاف ذنبا جاشما وعظيما

صل على المختار يذهب ذا وذا
‏وتذوق في كنف الحياة نعيما

كرر وزد فالله قال لخلقه
‏صلوا عليه وسلموا تسليما


بقلمي

الحمدان
07-02-2024, 07:05 PM
ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻣﺮﺃﺗﺎﻥ

‏ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﺸﺎﺋﻬﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺣﻴﺎﺗﻪ
‏ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺃﻟﻘﺖ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ

‏فبرّاً ﺑﺎﻷﻭﻟﻰ ﻭﺭﻓﻘﺎً ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ⁩

الحمدان
07-02-2024, 09:36 PM
يُتَرجِمُ طَرفي عَن لِساني بِسِرِّهِ
فَيُظهِرُ مِن وَجدي الَّذي كُنتُ أَكتُمُ

أَلَيسَ عَجيباً أَنَّ بَيتاً يَضُمُّني
وَإِيّاكَ لا نَخلو وَلا نَتَكَلَّمُ

إِشارَةُ أَفواهٍ وَغَمزُ حَواجِبٍ
وَتَكسيرُ أَبصارٍ وَطَرفٌ يُسَلِّمُ

وَأَلسُنُنا مَمنوعَةٌ مِن مُرادِنا
وَأَبصارُنا عَنّا تُجيبُ وَتُفهَمُ


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:36 PM
أَنتَ في حِلٍّ فَزِدني سَقَما
أَفنِ صَبري وَاِجعَلِ الدَمعَ دَما

وَاِرضَ لي المَوتَ بِهَجرَيكَ فَإِن
لَم أَمُت شَوقاً فَزِدني أَلَما

مِحنَةُ العاشِقِ في ذُلِّ الهَوى
وَإِذا اِستُودِعَ سِرّاً كَتَما

لَيسَ مِنّا مَن شَكا عِلَّتَهُ
مَن شَكا ظُلمَ حَبيبٍ ظَلَما


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:37 PM
لَعَمري لَئِن قَرَّت بِقُربِكَ أَعيُنٌ
لَقَد سَخَنَت بِالبَينِ مِنكَ عُيونُ

فَسِر أَو أَقِم وَقفٌ عَلَيكَ مَحَبَّتي
مَكانُكَ مِن قَلبي عَلَيكَ مَصونُ


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:38 PM
أُعطيتَ مِن نَفَحاتِ الحُسنِ أَسناها
وَفُقتَ مِن نَفَحاتِ الطيبِ أَذكاها

فَالحُسنُ مُطَّرَحٌ وَالطيبُ مُفتَضَحٌ
وَالحورُ أَصبَحتَ بَعدَ اللَهِ مَولاها

مَن كانَ لَم يَرَ شَمساً مِن سَنا بَشَرٍ
فَإِنَّنا بِعَلِيٍّ قَد رَأَيناها


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:38 PM
أَيا مَن لا يَرِقُّ لِعاشِقيهِ
وَمَن مَزَجَ الصُدودَ لَنا بِتيهِ

وَمَن سَجَدَ الجَمالُ لَهُ خُضوعاً
وَعَمَّ الحُسنُ مِنهُ مَن يَليهِ

سَليلُ الشَمسِ أَنتَ فَدَتكَ نَفسي
وَهَل لِسَليلِ شَمسٍ مِن شَبيهِ

كَمُلتَ مَلاحَةً وَفَضُلتَ ظَرفاً
فَأَنتَ مُهَذَّبٌ لا عَيبَ فيهِ


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:39 PM
تُفّاحَةٌ جُرِحَت بِالدُرِّ مِن فيها
أَشهى إِلَيَّ مِنَ الدُنيا وَما فيها

حَمراءُ في صُفرَةٍ عُلَّت بِغالِيَةٍ
كَأَنَّما قُطِفَت مِن خَدِّ مُهديها

جاءَت بِها قَينَةٌ مِن عِندِ غانِيَةٍ
نَفسي مِنَ السُقمِ وَالأَحزانِ تَفديها

لَو كُنتُ مَيتاً وَنادَتني بِنَغمَتِها
لَكُنتُ لِلشَوقِ مِن لَحدي أُلَبّيها


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:40 PM
تَحَمَّلَ مَن حَياتي في يَدَيهِ
فَيا أَسَفي وَيا شَوقي إِلَيهِ

تَعالى اللَهُ يا طوبى لِعَينٍ
تُمَتِّعُ طَرفَها في وَجنَتَيهِ

أَظُنُّ البَينَ كانَ يُريدُ فَجعي
بِهِ إِذ صارَ يَحسُدُني عَلَيهِ

سَأَبكي ما أَطاعَ الدَمعُ عَيني
مَحاسِنَهُ وَفَترَةَ مُقلَتَيهِ


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:41 PM
إِذا جارَيتَ في خُلُقٍ دَنيئاً
فَأَنتَ وَمَن تُجاريهِ سَواءُ

رَأَيتُ الحُرَّ يَجتَنِبُ المَخازي
وَيَحميهِ عَنِ الغَدرِ الوَفاءُ

وَما مِن شِدَّةٍ إِلّا سَيَأتي
لَها مِن بَعدِ شِدَّتِها رَخاءُ

لَقَد جَرَّبتُ هَذا الدَهرَ حَتّى
أَفادَتني التَجارِبُ وَالعَناءُ

إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى
بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ

يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ
وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ

فَلا وَاللَهِ ما في العَيشِ خَيرٌ
وَلا الدُنيا إِذا ذَهَبَ الحَياءُ

إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي
وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ

لَئيمُ الفِعلِ مِن قَومٍ كِرامٍ
لَهُ مِن بَينِهِم أَبَداً عُواءُ


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:41 PM
يا أَكرَمَ الناسِ آباءً وَمُفتَخَرا
وَأَلأَمَ الناسِ مَبلُوّاً وَمُختَبَرا

يُغضي الرِجالُ إِذا آباؤُهُ ذُكِروا
لَهُ وَيُغضي لَهُم إِن فِعلُهُ ذُكِرا


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:42 PM
أَمُوَيسُ كَيفَ رَأَيتَ نَصبَ حَبائِلي
أَوَلَيسَ خَتلي فَوقَ خَتلِ الخاتِلِ

أَعمَلتُ فيكَ قَصائِدي وَوَسائِلي
فَحَرَمتَني فَلَبِئسَ أَجرُ العامِلِ

هَذا جَزائي إِذ أُدَنِّسُ هِمَّتي
بِكَ جاهِلاً وَكَذا جَزاءُ الجاهِلِ

كَم مِن لَئيمٍ قَد فَدَتهُ قَصائِدي
وَدَأَبنَ فيهِ فَما ظَفِرنَ بِطائِلِ

لا خَفَّفَ الرَحمَنُ عَنّي إِنَّني
أَرتَعتُ ظَنّي في رِياضِ الباطِلِ

ما أَنسَلَت حَوّاءُ أَحمَقَ لِحيَةً
مِن سائِلٍ يَرجو الغِنى مِن سائِلِ

ذاكَ الَّذي أَحصى الشُهورَ وَعَدَّها
طَمَعاً لِيُنتِجَ سَقبَةً مِن حائِلِ

بَهَرَتكَ شيمَتُكَ الشَحاحُ زِنادُها
لَمّا اِحتَثَثتُكَ في اِتِّقاءِ النائِلِ

أَحرَزتُ مِن جَدواكَ أَكثَرَ مُحرَزٍ
في ظاهِرٍ وَأَقَلَّهُ في حاصِلِ

ما زِلتُ أَعلَمُ أَنَّ بَحرَكَ مِلحَةٌ
وَاِزدَدتُ لَمّا صِرتُ نَصبَ الساحِلِ

وَكَذاكَ مَن قَصَدَ اللِئامَ بِعاجِلٍ
في المَدحِ سُوِّدَ وَجهُهُ في الآجِلِ


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:43 PM
هَلِ اللَهُ لَو أَشرَكتُ كانَ مُعَذِّبي
بِأَكثَرَ مِن أَنّي لِجاهِكَ آمِلُ

هَلِمّوا اِعجَبوا مِن أَنبَهِ الناسِ كُلِّهِم
ذَريعَتُهُ فيما يُحاوِلُ خامِلُ

أَيَرضى بِضَعفٍ في وَسائِلِهِ اِمرُؤٌ
لَهُ حَرَكاتٌ كُلُّهُنَّ وَسائِلُ


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:43 PM
سَتَعلَمُ يا عَيّاشُ إِن كُنتَ تَعلَمُ
فَتَندَمُ إِن خَلّاكَ جَهلُكَ تَندَمُ

أَبى لَكَ أَن تَأبى المَخازِيَ كُلَّها
أَبٌ أَندَرَهلِيٌّ وَجَدٌّ مُعَلَّمُ

وَقَفتُ عَلَيكَ الظَنَّ حَتّى كَأَنَّما
لَدَيكَ الغِنى أَو لَيسَ في الأَرضِ دِرهَمُ

وَكَفكَفتُ عَنكَ الذَمَّ حَتّى كَأَنَّما
أَجارَكَ مَجدٌ أَو كَأَنِّيَ مُفحَمُ

فَلَمّا بَدا لي مِنكَ لُؤمٌ يَحُفُّهُ
حِرُمِّيَّةٌ يَستَنُّ فيها التَبَظُّمُ

تَرَكتُكَ ما إِن في أَديمِكَ ظاهِرٌ
وَلا باطِنٌ إِلّا وَلي فيهِ ميسَمُ

فَأَيسَرُ مِن تَسآلِكَ العِيُّ وَالعَمى
وَأَعذَبُ مِن إِحسانِكَ القَيحُ وَالدَمُ

فَإِنَّكَ مِن مالٍ وَجودٍ وَمَحتِدٍ
لَأَعدَمُ مِن أَن يَستَريشُكَ مُعدَمُ

وَمالِيَ أَهجو حَضرَمَوتَ كَأَنَّهُم
أَضاعوا ذِمامي أَو كَأَنَّكَ مِنهُمُ


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:44 PM
أَتَدري أَيَّ بارِقَةٍ تَشيمُ
وَمَهلَكَةٍ إِلَيها تَستَنيمُ

إِلامَ وَكَم يَقيكَ أَذايَ صَفحٌ
وَمَجدٌ عَنكَ في غَضَبي حَليمُ

كَأَنَّكَ لَم تُعَوَّد مِن سُهادي
إِذا ما عانَقَ السِنَةَ النَؤومُ

وَمِن تَقليبِ قَلبي عَن لِساني
إِذا باتَت تُقَلِّبُهُ الهُمومُ

فَما أَنتَ اللَئيمُ إِذَن وَلَكِن
زَمانٌ سُدتَ فيهِ هُوَ اللَئيمُ

أَتَطمَعُ أَن تُعَدَّ كَريمَ قَومٍ
وَبابُكَ لا يُطيفُ بِهِ كَريمُ

كَمَن جَعَلَ الحَضيضَ لَهُ مِهاداً
وَيَزعُمُ أَنَّ إِخوَتَهُ النُجومُ

حَلَفتُ بِيَومِ أَوبِ أَبي سَعيدٍ
سَعيداً إِنَّهُ يَومٌ عَظيمُ

فَتىً مِن أَكثَرِ الفِتيانِ غُرماً
لِعافيهِ وَلَيسَ لَهُ غَريمُ

لَنِمتَ وَنامَ عِرضُكَ وَالقَوافي
سَواخِطُ لا تَنامُ وَلا تُنيمُ

يَبيتُ يُثيرُها لَكَ أُفعُوانٌ
بِلَصبٍ ما يَبَلُّ لَهُ سَليمُ

يُرى في كُلِّ وادٍ أَنتَ فيهِ
بِلُؤمِكَ سائِراً أَبَداً يَهيمُ


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:44 PM
أَلا تَرى كَيفَ يُبلينا الجَديدانِ
وَكَيفَ نَلعَبُ في سِرٍّ وَإِعلانِ

لا تَركَنَنَّ إِلى الدُنيا وَزُخرُفِها
فَإِنَّ أَوطانَها لَيسَت بِأَوطانِ

وَاِمهَد لِنَفسِكَ مِن قَبلِ المَماتِ وَلا
يَغرُركَ كَثرَةُ أَصحابٍ وَإِخوانِ

لَو أَنَّهُم نَفَعوا خَلقاً لِحُرمَتِهِ
لَدافَعوا المَوتَ عَن إِمراةِ مَعدانِ


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:45 PM
كَشَّفَتكَ الأَيّامُ يا إِنسانُ
لا يَكُن لِلَّذي أَهَنتَ الهَوانُ

إِن تَكُن قَد فُضِضتَ بَعدي فَلَيسَت
بِدعَةً أَن يُفَلَّقَ الرُمّانُ

نَشَرَتكَ الكُفوفُ بَعدَ عَفافٍ
كُنتَ تُطوى في تَحتِهِ وَتُصانُ

أَيُّها السابِقُ المُسامِحُ في اللَذ
ذاتِ وَالقَصفِ أَينَ ذاكَ الحِرانُ

ما تَحَدّاكَ رائِضٌ لَكَ إِلّا
قُلتَ بَيني وَبَينَكَ المَيدانُ

لِمَ أَشقى بِكُم وَيَسعَدُ غَيري
بِهَواكُم حُبّي إِذَن كَشخانُ


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:46 PM
وَسابِحٍ هَطِلِ التَعداءِ هَتّانِ
عَلى الجِراءِ أَمينٍ غَيرِ خَوّانِ

أَظمى الفُصوصِ وَلَم تَظمَأ قَوائِمُهُ
فَخَلِّ عَينَيكَ في ظَمآنَ رَيّانِ

فَلَو تَراهُ مُشيحاً وَالحَصى فِلَقٌ
تَحتَ السَنابِكِ مِن مَثنىً وَوُحدانِ

حَلَفتَ إِن لَم تَثَبَّت أَنَّ حافِرَهُ
مِن صَخرِ تَدمُرَ أَو مِن وَجهِ عُثمانِ


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:46 PM
لَقَد أَقامَ عَلى بَغدادَ ناعيها
فَليَبكِها لِخَرابِ الدَهرِ باكيها

كانَت عَلى ما بِها وَالحَربُ موقَدَةٌ
وَالنارُ تُطفِئُ حُسناً في نَواحيها

تُرجى لَها عَودَةٌ في الدَهرِ صالِحَةٌ
فَالآنَ أَضمَرَ مِنها اليَأسَ راجيها

مِثلَ العَجوزِ الَّتي وَلَّت شَبيبَتُها
وَبانَ عَنها كَمالٌ كانَ يُحظيها

لَزَّت بِها ضَرَّةٌ زَهراءُ واضِحَةٌ
كَالشَمسِ أَحسَنُ مِنها عِندَ رائيها


ابو تمام
العصر العباسي

الحمدان
07-02-2024, 09:47 PM
أَيا زينَةَ الدُنيا وَجامِعَ شَملِها
وَمَن عَدلُهُ فيها تَمامُ بَهائِها

وَيا شَمسَ أَرضيها الَّتي تَمَّ نورُها
فَباهَت بِهِ الأَرضونَ شَمسَ بَهائِها

عَطاؤُكَ لا يَفنى وَيَستَغرِقُ المُنى
وَيُبقي وُجوهَ الراغِبينَ بِمائِها

تَرامَتنِيَ الأَبصارُ مِن كُلِّ جانِبٍ
كَأَنّي مُريبٌ بَينَها لِاِرتِمائِها

وَلي عِدَةٌ قَد راثَ عَنّي نَجاحُها
وَمَجدُكَ أَدنى رائِدٍ في اِقتِضائِها

شَكَوتُ وَما الشَكوى لِنَفسِيَ عادَةٌ
وَلَكِن تَفيضُ النَفسُ عِندَ اِمتِلائِها

وَمالي شَفيعٌ غَيرَ نَفسِكَ إِنَّني
ثَكِلتُ مِنَ الدُنيا عَلى حُسنِ وائِها


ابو تمام

الحمدان
07-02-2024, 09:47 PM
أَبا دُلَفٍ لَم يَبقَ طالِبُ حاجَةٍ
مِنَ الناسِ غَيري وَالمَحَلُّ جَديبُ

يَسُرُّكَ أَنّي أُبتُ عَنكَ مُخَيَّباً
وَلَم يُرَ خَلقٌ مِن جَداكَ يَخيبُ

وَأَنِّيَ صَيَّرتُ الثَناءَ مَذَمَّةً
وَقامَ بِها في العالَمينَ خَطيبُ

فَكَيفَ وَأَنتَ الماجِدُ العَلَمُ الَّذي
لِكُلِّ أُناسٍ مِن نَداهُ نَصيبُ

أَقَمتُ شُهوراً في فَنائِكَ خَمسَةً
لَقىً حَيثُ لا تَهمي عَلَيَّ جَنوبُ

فَإِن نِلتُ ما أَمَّلتُ فيكَ فَإِنَّني
جَديرٌ وَإِلّا فَالرَحيلُ قَريبُ


ابو تمام

الحمدان
07-03-2024, 12:50 PM
تَجافى مِرفَقايَ عَنِ الوِسادِ
كَأَنَّ بِهِ مَنابِتَ لِلقَتادِ

فَيا مَن يَشتَري أَرَقًا بِنَومٍ
فَيَسلُبَ عَينَهُ ثَوبَ الرُقادِ

تَطاوَلَ بي سُهادُ اللَيلِ حَتّى
رَسَت عَينايَ في بَحرِ السُهادِ

وَباتَت تُمطِرُ العَبَراتِ عَيني
وَعينُ الدَمعِ تَنبُعُ مِن فُؤادي

كَأَنَّ جُفونَ عَيني قَد تَواصَت
بِأَن لا تَلتَقي حَتّى التَنادِ

فَلَو أَنَّ الرُقادَ يُباعُ بَيعًا
لَأَغلَيتُ الرُقادَ عَلى العِبادِ

العباس بن الأحنف



القَتادُ : نبات صلب له شوك كالإبَر

الحمدان
07-03-2024, 12:52 PM
أَريدُ سُلُوَّكُم وَالقَلبُ يَأبى
وَأَعتِبُكُم وَمِلءُ النَفسِ عُتبى

وَأَهجُرُكُم فَيَهجُرُني رُقادي
وَيُضويني الظَلامُ أَسىً وَكَربا

وَأَذكُرُكُم بِرُؤيَةِ كُلِّ حُسنٍ
فَيَصبو ناظِري وَالقَلبُ أَصبى

وَأَشكو مِن عَذابي في هَواكُم
وَأَجزيكُم عَنِ التَعذيبِ حُبّا

وَأَعلَمُ أَنَّ دَأبَكُمُ جَفائي
فَما بالي جَعَلتُ الحُبَّ دَأبا

وَرُبَّ مُعاتَبٍ كَالعَيشِ يُشكى
وَمِلءُ النَفسِ مِنهُ هَوىً وَعُتبى

أَتَجزيني عَنِ الزُلفى نِفارًا
عَتَبتكَ بِالهَوى وَكَفاكَ عَتبا

فَكُلُّ مَلاحَةٍ في الناسِ ذَنبٌ
إِذا عُدَّ النِفارُ عَلَيكَ ذَنبا

أَخَذتُ هَواكَ عَن عَيني وَقَلبي
فَعَيني قَد دَعَت وَالقَلبُ لَبّى

وَأَنتَ مِنَ المَحاسِنِ في مِثالٍ
فَدَيتُكَ قالَباً فيهِ وَقَلبا

أُحِبُّكَ حينَ تَثني الجيدَ تيهًا
وَأَخشى أَن يَصيرَ التيهُ دَأبا

وَقالوا في البَديلِ رِضاً وَرَوحٌ
لَقَد رُمتُ البَديلَ فَرُمتُ صَعبا

وَراجَعتُ الرَشادَ عَسايَ أَسلو
فَما بالي مَعَ السُلوانِ أَصبى

إِذا ما الكَأسُ لَم تُذهِب هُمومي
فَقَد تَبَّت يَدُ الساقي وَتَبّا

عَلى أَنّي أَعَفُّ مَنِ اِحتَساها
وَأَكرَمُ مِن عَذارى الدَيرِ شربا

وَلي نَفسٌ أُرَوّيها فَتَزكو
كَزَهرِ الوَردِ نَدَّوهُ فَهَبّا

أحمد شوقي

الحمدان
07-03-2024, 12:53 PM
أحقاً شِبتَ يا أحلى الشبابِ
وغطى الثلجُ رأسَكَ في غيابي

وظنَّ الناسُ أنَّكَ صرتَ كهلاً
بما ضيَّعتَ من عُمرٍ ببابي

فدعني أحضنُ الشيباتِ دعني
أُحدِّثُهنَّ عن شَيخِ الشبابِ

فحتى لو بلغتَ القرنَ عُمراً
فعشرينيُّ أنتَ على حسابي


حذيفة العرجي

الحمدان
07-03-2024, 12:55 PM
‏وأمضي وحيداً في طرائقِ غربتي
‏فدربي طويلٌ و الدُّروبُ عواثرُ

‏أُصبِّرُ نفسي والنّفوسُ ودائعُ
‏وأذكُرُ صحبي والصِّحابُ نَوادرُ


......

الحمدان
07-03-2024, 12:56 PM
سَلَامٌ عَلَىظ° تِلكَ الدِّيَارِ وَأهلِهَا
دِيَارٌ بعَينِ القَلبِ صِرتُ أرَاهَا

لَئِن بَعُدَت عَنَّا وَشطَّ بهَا النَّوَى
فَمَا شَطَّ عَن قَلبِ المُحِبِّ هَوَاهَا

فَمَا لَذَّ لِي شَيءٌ سِوَى ذِكرهَا وَلَا
تَمَلَّكَ قَلبِي المُستَهَامُ سِوَاهَا


......

الحمدان
07-03-2024, 12:59 PM
إنِّي أحبُّك بَينَ القَلبِ وَالوَرَعِ
مَا بَينَ مُندَفِعٍ مِنِّي وَمُرتَدِعِ

الشَّوقُ يَدفعُنِي وَالعَقلُ يَمنَعُنِي
وَالحَالُ تُخبرُنِي ذَا مَوضِعُ الوَجَعِ

ذِكرَاك دِفءٌ وَبَردٌ فَرحَةٌ وَأسَىً
نُورٌ وَنَارٌ كمَوصُولٍ وَمُنقَطِعِ


......

الحمدان
07-03-2024, 01:01 PM
‏ما حيلةُ الأشواق إن حال الثرى
ما بيننا والقلبُ مدفونٌ معك

لو ماتَ مني الصوتُ ما ماتَ الدعاء
بل كلُ آمينٍ أتت كي تتبعكْ


......

الحمدان
07-03-2024, 01:02 PM
‏ونسيتُ دائي حينَ جاءَ دوائي
من ذا يقاومُ نظرة السمراءِ

صادت فؤادي والفؤادُ ضعيفٌ
والآهُ أصلُ الآهِ من حواءِ


......

الحمدان
07-03-2024, 01:03 PM
‏ولا تهزأ بعيبِ النّاسِ واحذر
فعقلُ الشّامتين بهِ قُصور

فمن منّا خلا من كُلِّ عيبٍ
أتحسب أنّك الملك الطّهور


......

الحمدان
07-03-2024, 01:05 PM
‏إِنِّي أَقُولُ لِنَفْسِي وَهْيَ ضَيِّقةٌ
‏و قدْ أناخَ عليها الدهر بالعجبِ

‏صبراً على شدة الأيام إنَّ لها
‏عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ

‏سيفتح الله عن قرب بنافعة ٍ
‏فِيها لِمِثْلِكَ رَاحَاتٌ مِنَ التَّعَبِ

‏علي بن أبي طالب

الحمدان
07-03-2024, 01:05 PM
‏لَقَد زِدتُ بِالأَيّامِ وَالناسِ خِبرَةً
وَجَرَّبتُ حَتّى هَذَّبَتني التَجارِبُ

وَما الذَنبُ إِلّا العَجزُ يَركَبُهُ الفَتى
وَما ذَنبُهُ إِن حارَبَتهُ المَطالِبُ

أبو فراس الحمداني

الحمدان
07-03-2024, 01:06 PM
تَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ خَوفَ فِراقِكُم
وَأَيُّ مَكانٍ لا يَضيقُ بِخائِفِ

وَما أَسَفي إِلّا عَلى القُربِ مِنكُمُ
وَلَستُ عَلى شَيءٍ سِواهُ بِآسِفِ


......

الحمدان
07-03-2024, 01:08 PM
فهل تُداوِي قلبي باللقا كرمًا
فما لقلبي دواءٌ غير لُقياكَ

لِمَ تهجُر مُحبًّا لم يكن أبدًا
يهوىٰ سواكَ ومَنْ بالهجر أغراكَ


......

الحمدان
07-03-2024, 01:09 PM
‏خُذِ الحياةَ كما جاءتكَ مُبتسمًا
في كفِّها الغارُ أو في كفِّها العَدمُ

وارقُص على الوَرد والأشواكِ مُتَّئِدًا
غنَّت لكَ الطَّيرُ أو غنَّت لكَ الرُّجُمُ


......

الحمدان
07-03-2024, 01:10 PM
‏هذا الكريـم البـرّ يكرمُ عبده
‏أتخالُ في عمقِ المواجع ودّعك

‏أنتَ الكسير هو الكبيرُ هو القويُّ
‏إن شاء سخّر كل سعدِ الكونِ لكْ


......

الحمدان
07-03-2024, 01:11 PM
‏دعيني أقاوم شوقي إليكِ
‏وأهربُ منكِ ولو في الخيال

‏لأني أحبك وهماً طويلاً
‏وحلمٌ بعيني بعيد المنال

‏دعيني أراكِ كما شئت يوماً
‏وإن كنتِ طيفاً سريع الزوال

‏فما زلتِ كالحلم يبدو قريبا
‏وتطويه منا دروب المُحال


......

الحمدان
07-03-2024, 01:12 PM
ستغدو سحابًا يطوف السماء
‏ويسقط دمعًا على وجنتيك

‏ويمضي القطار بنا والسفر
‏وننسى الحياة وننسى البشر


......

الحمدان
07-03-2024, 01:14 PM
إذا بان الصباحُ ذكرتُ وجهاً
متى ماطلّ أشرقَ كالصباحِ

خذوا كلَّ الصباحِ لها وقولوا
صباحُ الخيرِ يا أحلى صباحِ


......

الحمدان
07-03-2024, 01:15 PM
ولولا ساعةٌ أدعو إلٰهي
بها في خَلوتي أو في صلاتي

لَأظلمَتِ الحياةُ ولستُ أدري
بغيرِ اللهِ ما شكلُ الحياةِ


......

الحمدان
07-03-2024, 01:16 PM
ما عادت الأنثى بعيني فتنة
أنا مُذْ عرفتكِ والنساءُ سواءُ

كالشمس أنت وهنَّ عندكِ أنجمٌ
إن أشرَقَتْ أيُرى لهنَّ ضياءُ

......

الحمدان
07-03-2024, 01:17 PM
أَيا ناقِصاً يَدّعي أَنَّه
‏كَريمُ الجُدودِ شَريفُ السَلَف

‏أَلا جئ لَنا بَأَبٍ واحِدٍ
‏وَضيعٍ وَنَحنُ نَحُطُّ الشَرَف

......

الحمدان
07-03-2024, 01:18 PM
‏يا من يُعذِّبُ من يشاء بِعَدلِه
لا تجعلني في الذين تعذب

إِني أبـوءُ بِعثرتي وخطِيئتِي
هربا إِليك وليس دُونكَ مَهربُ

العلي بن أبي طالب

الحمدان
07-03-2024, 01:19 PM
فَزِعتُ إِلى الخَلائِقِ مُستَغيثاً
فَلَم أَرَ في الخَلائِقِ مِن مُجيبِ

وَأَنتَ تُجيبُ مَن يَدعوكَ رَبّي
وَتَكشِفُ ضُرَّ عَبدِكَ يا حَبيبي

وَدائي باطِنٌ وَلَدَيكَ طِبُّ
وَمِن لي مِثلَ طِبِّكَ يا طَبيبي

علي إبن أبي طالب

الحمدان
07-03-2024, 01:20 PM
‏ما كنتُ ممّن يمنحونَ قلوبهُم
‏فسرَقت قلبيّ عامِداً مُتعمّداً

‏لو خيّروهُ الآنَ أينَ مقامُهُ
‏لأختارَ صدرك دُونَ أن يتردّدا

......

الحمدان
07-03-2024, 01:21 PM
هذا الزمانُ لئامُ الناسِ تعلوهُ
غِرٌّ خليعٌ ودجَّالٌ ومعتوهُ

فيه المنافقُ محبوبٌ ومعتبَرٌ
وقائلُ الحقِ بين الناسِ مكروهُ

......

الحمدان
07-03-2024, 01:23 PM
وإني لأدعو الله أطلبُ عفْوَهُ
‏وأعلمُ أنَّ اللهَ يعفُو ويغفرُ

‏لئن أعظمَ الناسُ الذنوبَ فإنها
‏وإنْ عظُمتْ في رحمةِ الله تَصغُرُ

......

الحمدان
07-03-2024, 01:35 PM
نزوركــم لا نكافيكـم بجفوتكـم
إنَّ المحبَّ إذا لم يُستزر زَارا

يقرّبُ الشوق دارًا وهي نازحة
من عالجَ الشوق لم يستبعد الدارا

......

الحمدان
07-03-2024, 01:48 PM
طبائعُ النَّاسِ شَتىً، وهي أمزجةٌ
ولن تُطِيقَ لها بالفَهْم إمكانا

فلا يَغرُّكَ مَدحٌ لو أتوكَ به
ولا يَضرٌّك ذَمٌّ كيفما كانا

لا يعرفُ النَّفسَ شخصٌ مثلُ صاحِبُها
فكُنْ لنفسِكَ في التَّقييم مِيزانا

......

الحمدان
07-03-2024, 01:52 PM
وأجملُ الناسِ مِقلالٌ من الكَلِمِ
وأفصحُ القولِ إيحاءٌ بغيرِ فَمِ

وأفقرُ الشِّعرِ شِعرٌ ما به عِظةٌ
وأثمنُ الشِّعرِ ما يُبنى على الحِكَمِ

وأحسنُ الناسِ مَنْ للناسِ أنفعُهم
وأسوأ الناسِ زَهَّادٌ بذي رَحِمِ

وأسعدُ الناسِ مَنْ يحيا على أملٍ
وأتعسُ الناسِ مَيَّالٌ إلى الألمِ

وأَكْمَلُ الحسنِ مرسومٌ ببسمتِنا
ويَخدشُ الحسنَ وجهٌ غيرُ مبتسمِ

وأصدقُ الصحبِ من في العُسرِ تبصرُهُ
وأكذبُ الصحبِ من في الضيقِ عنكَ عَمِ

وأصعبُ الجرحِ جرحُ الروحِ أحسَبُهُ
وأهونُ الجرحِ سَيَّالٌ ببعضِ دمِ

وأعظمُ الصبرِ صبرُ المرءِ يتبعُهُ
حمدٌ وشكرٌ وتسليمٌ لذي الكرمِ

ويَهرَمُ المرءُ إنْ شاخَت عزيمتُهُ
ولا يؤولُ أخو حزمٍ إلى الهَرَمِ

كم من فقيرٍ صحيحٍ طابَ مرقدُهُ
وكم ثريٍّ من الأوجاعِ لم ينمِ

وكِسْرةُ الخبزِ في أكنافِ عافيةٍ
ألذُّ طعمًا من السلوى مع السقمِ

وإنَّ مَنْ ماتَ مِنْ جوعٍ يكابدُهُ
قتيلُ مَنْ باتَ مبطونًا مِنَ التُّخَمِ

كم مِن لسانٍ بحلوِ القولِ يلسعُنا
لما يدسُّ نقيعَ السُّمِ في الدَّسمِ

كم قاتلٍ لم يزلْ حرًا بسطوتِهِ
وكم بريءٍ رماهُ الضَّعفُ بالتُّهمِ

وكم رفيعٍ،.. سهامُ النَّحسِ تُخفِضُهُ
وكم وضيعٍ مضى زورًا إلى القممِ

مَنْ عاملَ الناس بالإحسانِ يملكُهم
إنّ النفوسَ لَتهوى كلَّ مُحترَمِ

ومَنْ أساءَ فمحقورٌ بأعينهم
من مَفرِقِ الرأسِ حتى أخمصِ القدمِ

وطالبُ العدلِ من مُعتادِ مَظلَمَةٍ
كطالبِ العطفِ من ذئبٍ على غنمِ

وبالغُ المجدِ مشهورٌ بِهمَّتِهِ
وفاقدُ المجدِ شخصٌ غيرُ ذي هِمَمِ

وسائلُ الناسِ متروكٌ لخيبتِهِ
وسائلُ الله لم يُحرَمْ من النِّعَمِ

......

الحمدان
07-03-2024, 02:00 PM
العِلمُ مِن فَضلِهِ لِمَن خَدَمَهُ
أَن يَجعَلَ الناسَ كُلَّهُم خَدَمَه

فَواجِبٌ صَونَهُ عَلَيهِ كَما
يَصونُ في الناسِ عِرضَهُ وَدَمَه

فَمَن حَوى العِلمَ ثُمَّ أَودَعَهُ
بِجَهلِهِ غَيرَ أَهلِهِ ظَلَمَه


الشافعي

الحمدان
07-03-2024, 02:00 PM
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ
سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ

ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ
وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ زَمانِ

الشافعي

الحمدان
07-03-2024, 02:01 PM
قَنَعتُ بِالقوتِ مِن زَماني
وَصُنتُ نَفسي عَنِ الهَوانِ

خَوفاً مِنَ الناسِ أَن يَقولوا
فَضلُ فُلانٍ عَلى فُلانِ

مَن كُنتُ عَن مالِهِ غَنِيّاً
فَلا أُبالي إِذا جَفاني

وَمَن رَآني بِعَينِ نَقصٍ
رَأَيتُهُ بِالَّتي رَآني

وَمَن رَآني بِعَينِ تَمٍّ
رَأَيتُهُ كامِلَ المَعاني


الشافعي

الحمدان
07-03-2024, 02:02 PM
اِحفَظ لِسانَكَ أَيُّها الإِنسانُ
لا يَلدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعبانُ

كَم في المَقابِرِ مِن قَتيلِ لِسانِهِ
كانَت تَهابُ لِقاءَهُ الأَقرانُ


الشافعي

الحمدان
07-03-2024, 02:02 PM
تَحَكَّموا فَاِستَطالوا في تَحَكُّمِهِم
وَعَمّا قَليلٍ كَأَنَّ الأَمرَ لَم يَكُنِ

وَلَو أَنصَفوا أنُصِفوا لَكِن بَغَوا فَبَغى
عَلَيهِمُ الدَهرُ بِالأَحزانِ وَالمِحَنِ

فَأَصبَحوا وَلِسانُ الحالِ يُنشِدُهُم
هَذا بِذاكَ وَلا عَتبٌ عَلى الزَمَنِ


الشافعي

الحمدان
07-03-2024, 03:17 PM
مبللٌ ، مبللٌ قلبي كمنديل سفَر

كطائرٍ ظلّ قروناً ، ضائعاً تحت المطرْ

زجاجةٌ ، تدفعها الأمواج في بحر القدَرْ

سفينةٌ مثقوبةٌ ، تبحثُ عن خلاصها

تبحثُ عن شواطئٍ لا تُنْتَظرْ

قلبيَ يا صديقتي ، مدينةٌ مغلقةٌ

يخافُ أن يزورها ضوءُ القمَرْ

يضجرُ من ثيابه فيها الضجَرْ

أعمدةٌ مكسورةٌ ، أرصفةٌ مهجورةٌ

يغمرها الثلجُ و أوراقُ الشجَرْ

قبْلكِ يا صغيرتي ، جاءَت إلى مدينتي

جحافلُ الفرْسِ و أفواجُ التَتَرْ

و جاءَها أكثر من مغامرٍ ، ثمَ انتحَرْ

فحاذري أن تلمسي جدرانَها

و حاذري أنْ تقرُبي أوثانها

فكلّ مَنْ لامسَها ، صار حجرْ

مدينتي ، مالك منْ مدينتي؟

فليس في ساحاتِها

سوى الذُبابُ و الحُفَرْ

و ليس في حياتها

سوى رفيقٍ واحدٍ ، هو الضَجَرْ


نزار قباني

الحمدان
07-03-2024, 03:25 PM
‏يكفيك من الحاسد أنه يَغْتَمَ وقت سرورك
‏قال الشاعر :-

‏أيا حاسدًا لي على نعمتي
‏أتدري على من أسأت الأدب

‏أسأت على الله في حكمه
‏لأنك لم ترض لي ما وهب

‏فأخزاك ربي بأن زادني
‏وسد عليك وجوه الطلب

......

الحمدان
07-03-2024, 03:29 PM
تركت ظنون الناس عني و رأيهم
فقد كان يكفيني صحيح ظنوني

و أعرف من نفسي الذي يجهلونه
و أفهم ذاتي في جميع شؤوني

و لا أرقب التقدير في عين ناقص
إذا كان قدري كاملا في عيوني


......

الحمدان
07-03-2024, 03:32 PM
لغة بها او حى الاله الى الرسول
الضاد معلمهابها حصرا يجول

هي للفصاحة والبلاغة منهل
اجمل بها لغة تحاشاها الافول

وتميزت بوجود الاف الجذور
سامية فعلا ولسنا من نقول



......

الحمدان
07-03-2024, 04:03 PM
‏يا عاميَ الماضي أتذهب قبلما
‏قلبي يتوبُ عن الذنوب ويَصْدُقُ

‏ما عدت أغفلُ عن رجوعي للهدى
‏إن الكتابَ إذا غفِلتُ سيسبِقُ

‏أرجوك قفْ..لو ساعةً..فلعلني
‏أبكي الذنوب الماضياتِ فأُعتَقُ

‏دعني أُراجع ما عملتُ فإنني
‏أخشى القيامةَ والحسابَ يُدَقَّقُ

......
ٖ

الحمدان
07-03-2024, 04:04 PM
عجيبٌ أن تنامَ بغَيرِ وترٍ
‏ولا تركع ولو للهِ ركعة

‏ألا ترجو من الرحمنِ قُربًا!
‏وفضلًا من إلهكَ بل ورفعة؟

‏فلا تترك إذَنْ ما دمتَ حيًا
‏قُبيلَ النومِ وترًا لو بركعة

......
ٖ

الحمدان
07-03-2024, 04:07 PM
على حذرٍ وفي قلبي بلادي
أجوبُ الأرضَ بحثًا عن بلادِ

أنا السُّوري أبحثُ عن وجودي
فلا ألقاهُ إلا في السّوادِ

عدنان غراء

الحمدان
07-03-2024, 04:10 PM
وأينَ نذهبُ كلّ الأرض ترفضنا
‏وتزدرينا وكلّ الأرضِ تمتَهِنُ

‏ونحنُ من نحنُ نحنُ الشمسُ فوقهمُ
‏ونحنُ ما نحنُ نحنُ العينُ والأُذُنُ

‏كل الخرائطِ جزءٌ من خريطتنا
‏فكيفَ تعلو على أسيادها الجُبُنُ

‏يا أيُها الموتُ ما أحلاكَ من وطنٍ
‏لمن أتاكَ شهيداً جرحهُ الوطنُ

......

الحمدان
07-03-2024, 04:13 PM
خَلِيلَيَّ عُوجا ساعَةً وَتَهَجَّرا
وَلُوما عَلى ما أَحدَثَ الدَهرُ أَو ذَرا

وَلا تَجزَعا إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ
فخِفّا لِروعَاتِ الحَوَادِثِ أَو قِرا

وَإِن جاءَ أَمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُ
فَلا تَجزعَا مِمّا قَضى اللَهُ واِصبِرا


النابغة الجعدي

الحمدان
07-03-2024, 04:14 PM
شبِيهةُ البدرِ مُذ بانت مِحاسنُها
تبدد الوصفُ فيما قلتُ مِن غزلِ

يغارُ مِن ثَغرها الريحانُ إن ضحكت
فيَرسُم الوَرد بين الثَّغرِ و المُقَلِ

عقدٌ مِنَ اللؤلؤ المفتون يحرُسُه
ثغرٌ مِن الشَّهدِ و النَّعناع و العسلِ

أناظرُ الوقتَ كي احظى بطَلتِها
فيقتل الصمتُ منها رقّةَ الجُمَلِ

......

الحمدان
07-03-2024, 04:16 PM
سَلي سَيفي وَرُمحي عَن قِتالي
هُما في الحَربِ كانا لي رِفاقا

سَقَيتُهُما دَماً لَو كانَ يُسقى
بِهِ جَبَلا تِهامَةَ ما أَفاقا

وَكَم مِن سَيِّدٍ خَلَّيتُ مُلقىً
يُحَرِّكُ في الدِما قَدَماً وَساقا

عنترة بن شداد

الحمدان
07-03-2024, 04:21 PM
إقدامُ عَمْرٍو في سَماحةِ حَاتِمٍ
في حِلمِ أحنَفَ في ذَكاءِ إِيَاسِ

لا تُنكِروا ضَربي لَهُ مِن دونِهِ
مَثَلاً شَروداً في النَدى وَالباسِ

فَاللَهُ قَد ضَرَبَ الأَقَلَّ لِنورِهِ
مَثَلاً مِنَ المِشكاةِ وَالنِبراسِ

أبو تمام الطائي

الحمدان
07-03-2024, 04:23 PM
قَالَتْ أَرَاكَ عَلِيلَ الْجِسْمِ قُلْتُ لَهَا
مَنْ شَفَّهُ الْحُبُّ أَبْلَى جِسْمَهُ السَّقَمُ

قَالَتْ فَهَلْ مِنْ دَوَاءٍ يُسْتَطَبُّ بِهِ
قُلْتُ الْوصَالُ فَرَاحَتْ وَهْيَ تَبْتَسِمُ

فَبِتُّ فِي حَيْرَةٍ لا الْقَلْبُ مُصْطَبِرٌ
وَلا الْوُصُولُ إِلَى مَا يَشْتَهِي أَمَمُ

وَمَنْ أَطَاعَ هَوَاهُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ
بِمَا يَكُونُ فَعُقْبَى أَمْرِهِ نَدَمُ

محمود سامي البارودي

الحمدان
07-03-2024, 04:24 PM
ولقد وصفت لعاذلي من حسنه
طرفا فود بأنّه لم يعذل

وعصيته فيما مضى من عهدنا
وأنا الذي أعصيه في المستقبل

......

الحمدان
07-03-2024, 04:41 PM
أصبحتُ في نِعمٍ تَعذَّر عَدُّها
فالشكر لله الكريم المُنعم

أتنفس الفجرَ النقيَّ وأبتدي
يومي بذكر الواهب المتكرم

فأقابلُ البلوى وقلبي مؤمن
متوكل وبوجهي المتبسم

إنِّي إليك لجأتُ يا ربَّ الورى
فالطف بعبدٍ مذنبٍ متندم


......

الحمدان
07-03-2024, 04:43 PM
‏قالت العرب إعرِفِ المرءَ مِن فعله لا مِن كلامه
‏و مِن عينِهِ لا مِن لسانِه

‏وقال الشاعر :
‏إن غرَّك القول فانظر فعل قائلهِ
‏فالفعل يجلو الذي بالزيفِ يستتر

الحمدان
07-03-2024, 04:47 PM
ألَا إنَّ خيرَ الودِّ ودٌّ تَطَوَّعَت

بِهِ النَّفْسُ لَا ودٌّ أتىٰ وَ هو مُتعَبُ

الكميت الأسدي

الحمدان
07-03-2024, 04:49 PM
يَا مَن لَهُ حلمٌ يعيشُ لأجلِهِ
وَ الدَّربُ صَعبٌ وَ النهايةُ تُقلِقُ

أوكِل أموركَ للَّذي رَفَعَ السَّمَا
وَ لِمن بِهِ كل الرَّجاءِ يُعلَّقُ

وَ دَعِ الغيوبَ لِلُطفهِ فَلرُبَّما
تُمسي وَ تُصبحُ وَ الرَّجَاءُ مُحَقَّقُ

......

الحمدان
07-03-2024, 04:51 PM
إنِّــي أُعالِـــجُ بالحـــروفِ مَواجعِـــي
فَترفَّقُــــوا بِدفاتـــــرِي وأصابِعــــــي

حَاولـــتُ كِتْــمانَ الأنيــــنِ بأضلُعـــي
لكِـنَّ سَطو الحـرفِ قَـضَّ مَضاجعِـي

إنِّــي كَتبـتُ علَـى البَيـاضِ حِكايتِـي
و الحبرُ يرسمُ في السُّطورِ مَدامعِي

عَالجـــتُ نفْســـي بالكتابــةِ بَعدمَـا
عَجزَ الطَّبيبُ عَنْ اكتشافِ مَواجعِـي

......

الحمدان
07-03-2024, 04:54 PM
وَ اجعَل مُرورِي فِي القُلوبِ كغَيمَةٍ
تَروِي العطَاشَ وَ تجبِرُ المكسُورا

وَ املَأ فُؤادِي مِن لدُنكَ قنَاعَةً
أنِّي سَأبقىٰ بالعَطا مأجُورا

وَ ارزُق عُيونِي غضَّها عَن حظِّها
لأمُدَّها فِي دعوَتي مَجبُورا

يَا ربِّ بابَك ، لستُ أطرُق بابهُم
قَلبٌ بِبابِك لَم يزَل مَسرُورا

......

الحمدان
07-03-2024, 04:56 PM
لَبَّيْك إِنَّ الذَّنْب يُورِّث وَحشَة
والْقَلْب يَا رَحمَن مَا أَقسَاه

لَبَّيْك رَبِّي فالذُّنوب ثَقِيلَة
مِن ذَا يُقيل الذَّنْب إِلَّا اَللَّه

لَبَّيْك مِن كُلِّ اَلفُؤاد نقولهَا
رحماك يَا اَللَّه يَا اَللَّه

......

الحمدان
07-03-2024, 04:59 PM
اصبرْ تنلْ و افرح بيومِكَ سالِما
و افعلْ بهِ عملاً يُباهَى قيِّما

و اقنعْ بقوتِ اليومِ دونَ تذمُّرٍ
حتى و إن جمَّعتْ يوماً دِرهما

و اصبرْ إذا حكمَ القديرُ بضيقِهِ
و اهدأ ففوتُ الرِّزقِ أنْ تستقدِما

و تصبَّرَنْ إن طالَ أمرُ مصائبٍ
فاصبِرْ على الضُرَّينِ و استرخصهما

و اعلمْ بأنّ المال ليس تنالُهُ
إلا الذي قد كنتَ منهُ المُعدَما

......

الحمدان
07-03-2024, 05:06 PM
قَد خِفتُ أَن لا أَراكُم آخِرَ الأَبَدِ
وأَن أَموتَ بِهذا الشَوقِ وَالكَمَدِ

المَوتُ يا فَوزُ خَيرٌ لي وَأَروَحُ لي
مِن أَن أَعيشَ حَليفَ الهَمِّ وَالسَهَدِ

لمّا أَتاني كِتابٌ مِنكِ يا سَكَني
جَعَلتُه شَبَهَ التَعويذِ في عَضُدي

يا فَوزُ يا زَهَرَةَ الدُنيا وَزينَتَها
أَنضَجتِ قَلبي وَأَلبَستِ الهَوى كَبِدي

ما ضَرَّ قَومًا وَطِئتِ اليَومَ أَرضَهُمُ
أَن لا يَرَوا ضَوءَ شَمسٍ آخِرَ الأَبَدِ

مَن جَاوَرَتهُ جَرى بِالسَعدِ طَالِعُهُ
وَمَن رَآها فَلَن يَخشَى مِنَ الرَمَدِ

أَمسَت بِيَثرِبَ لا يَأتي لَها خَبَرٌ
وَلا إِذا حَجَّ بَعضُ الناسِ مِن بَلَدي

إِنّي أُعيذُكُمُ أَن تَطلُبوا بِدَمي
يا أَهلَ يَثرِبَ أَهلَ النُسكِ وَالرَشَدِ

تَتَبَّعَ الحُبُّ روحي في مَسالِكِهِ
حَتّى جَرى الحُبُّ مَجرى الروحِ في الجَسَدِ

العباس بن الأحنف
ذاكرًا محبوبته التي تدعى فَوز

الحمدان
07-03-2024, 05:11 PM
تبثُّنا نسماتُ الصبحِ أشواقا
ويسكبُ النورُ في الأرواحِ إشراقا

نمضي بها نحو غاياتٍ محلِّقةٍ
علماً وفهماً وآداباً وأخلاقا

لسنا نملُّ ففي الدنيا لنا أملٌ
نظلُّ نُعلي بهِ للخيرِ آفاقا

وليس أجملَ من ذكرى تطيبُ بها
روحٌ أذابتْ نسيمَ الصبحِ أشواقا


......

الحمدان
07-03-2024, 05:22 PM
فتَحتُ قلبي لكلِّ الناسِ محتسِباً
‏أجري وما كان لي في الناسِ أطماعُ

‏أرى معايبَ أقوامٍ فأستُرُها
‏وأشترى بنفيسِ الودِّ مَن باعوا

‏وما أزالُ أُداري مَن يكايدُني
‏مُدَّثِّراً بسمتي والقلبُ مُلتاعُ

‏لي قُدرةٌ في احتمالِ الناسِ كلِّهِمُ
‏إلا الذينَ لهمْ في الحُمْقِ إبداعُ

......

الحمدان
07-03-2024, 05:24 PM
وجْدي على غزّةٍ قد قرّحَ الكبِدا
والدمعُ أغرىٰ بي الإشفاقَ والسّهَدا

أنّى التفتّ وجدتَ الكفرَ مجتمعًا
عليهِ ينهشُ منّا الرّوحَ والجسَدا

لا سلّمَ اللهُ يُمنىٰ لا سلاحَ بها
ولا أقرَّ عيونًا دمعُها جَمَدا

ولا رعىٰ حاكمًا قد باتَ مرقدُهُ
ريشَ النعامِ وطفلٌ في الثرىٰ رقدا

طوفانُ غزّةَ لن يبقي لطاغيةٍ
من الممالكِ إلّا اللعنَ والحَرَدا

خالد البكور

الحمدان
07-03-2024, 05:26 PM
وقل للنفسِ إنْ فقدَتْ رجاها
وصارَ اليأسُ يوهِنُها قواها

ثقي باللهِ، كم خافتْ نفوسٌ
مِن الدنيا وخالقُها كفاها

وكم باتتْ قلوبٌ ترتجيهِ
يُخفّف ما تُلاقي مِن أساها

فجاءَ الغيثُ من ربٍ كريمٍ
بإحسانٍ وجودٍ لا يُضاهى

وألبسها لباسًا من سرورٍ
كأنّ السّعد لم يعرف سواها

ستغمُرُنا السحائِب عن قريبٍ
بِبُشرى لا يُحاطُ بمنتهاها

فعاقبةُ البلاءِ إلى زوالٍ
عن الدنيا، إذا بلغت مداها


......

الحمدان
07-03-2024, 05:29 PM
كَم نَاصِحٍ آذىٰ القُلُوبَ لِسانُهُ
فكـأنَّهُ سـهـمٌ يُجـرِّحُ فِـيْـهَا

يَأتِـي لتَكْحِيْلِ العُيُونِ وَإِذْ بِهِ
بِفـظاظَـةٍ وجهالَـةٍ يَعـمِـيْهَا

إنَّ النصيحةَ كالهديةِ فلْتكُنْ
مُتبسِمًا في وجْهِ مَنْ تهدِيهَا


......

الحمدان
07-03-2024, 09:01 PM
‏سقى الله روحاً تستطيبُ صباحا
‏وتجعلُهُ نحو الفلاحِ جناحا

‏رأَتَ حَيَّ مفتاحَ النجاحِ فبادرتْ
‏فنالتْ وقد قامتْ رِضىً ونجاحا

‏ولم تُغْرِها عن أنْ تُبادِرَ غفوةٌ
‏تنالُ بها قبلَ الغُدُوِّ رَوَاحا

‏سقى الله مَنْ لم تسبِقِ الشمسُ سعيَهم
‏فكانوا لها قبل الشروقِ صباحا

......

الحمدان
07-03-2024, 09:51 PM
أعاتبُ طيفَهُ إنْ لَمْ يَزُرني
‏لعَلَّ الطيفَ أوعى للعِتابِ

‏ألا يا طيفَهُ أبلِغهُ عَنّي
‏بأنَّ الشوقَ أفقَدَني الصَوابُّ

نزار قباني

الحمدان
07-03-2024, 10:30 PM
لَعَمرُكَ لا يُغني الفَتى طيبُ أَصلِهِ
وَقَد خالَفَ الآباءَ في القَولِ وَالفِعلِ

فَقَد صَحَّ أَنَّ الخَمرَ رِجسٌ مُحَرَّمٌ
وَما شَكَّ خَلقٌ أَنَّهُ طَيِّبُ الأَصلِ

......

الحمدان
07-03-2024, 10:31 PM
وما كلّ فَعّالٍ يُجازى بِفعلهِ
ولا كلّ قوّالٍ لديَّ يُجابُ

ورُبّ كلامٍ مَرَّ فوق مسامعي
كما طَنَّ في لوح الهجير ذبابُ

......

الحمدان
07-03-2024, 10:32 PM
إِنَّ اللَّئِيمَ بِقُبْحِ الـقَـوْلِ تَعْرِفُــهُ
وبالـحِوَارِ طِبَاعُ النَّاسِ تُكْتَشَـفُ

فَنُّ التَّخَاطُبِ ذَوْقٌ ليْسَ يُدْرِكُهُ
إلَّا كَريْمٌ بِـحُسْنِ الـخُلْقِ يَتَّصِفُ

......

الحمدان
07-03-2024, 10:33 PM
لن تذبل الأحلام فينا والمُنى
ما زال ظني في إلٰهي جميلا

إني أرى فجرًا يداعب مهجتي
ويقيم في عمق الشعور طويلا

......

الحمدان
07-03-2024, 10:34 PM
‏ربَّاهُ فِي رجـوَاكَ مـا كَلَّت يَدي
‏تـدعُوكَ تَطلُبُ جـنَّةَ الـرِّضوَانِ

‏إنِّي لأرجو رَحمةً تَجلُو الأسَى
‏وتُقـابِلُ التَّقصِيرَ بـِالغُفرَانِ

......

الحمدان
07-03-2024, 10:35 PM
‏أنتَ الكريم فما في الكون من أحدٍ
يهفو الفؤاد لنيْـلٍ من عطاياهُ

أنت السميع لما أشكوه من كُرَبٍ
أنت المجيب إذا ما قلتُ رباهُ

......

الحمدان
07-03-2024, 10:36 PM
اليومَ فوقَ الأرضِ نَمّشي كُلُّنا
وَغدًا نَصيرُ إلىٰ القُبورِ رُفاتَا

وتغرُّنا الدُّنيا الزَهيّدةُ بينَمَا
وَجدَ الحقيقةَ مُشفقًا مَن مَاتَا

فأعملْ بإخلاصٍ لأخرَىٰ تَلقَها
لِتعيشَ مِن بعدِ الحياةِ حَياةَ

......

الحمدان
07-04-2024, 12:44 PM
وتضيق دنيانا فنحسب أننا
سنموت يأسا أو نموت نحيبا

وإذا بلطف الله يهطل فجأة
يربي من اليبس الفتات قلوبا

قل للذي ملأ التشاؤمُ قلبه
ومضى يُضيّق حولنا الآفاقا

سر السعادةِ حسن ظنك بالذي
خلق الحياةَ وقسَّم الأرزاقا


......

الحمدان
07-04-2024, 12:56 PM
نورٌ أَضاءَ عَلى البَرِيَّةِ كُلِّها
مَن يُهدَ لِلنّورِ المُبارَكِ يَهتَدِ

يا رَبِّ فَاِجمَعنا مَعاً وَنَبِيّنا
في جَنَّةٍ تُنبي عُيونَ الحُسَّدِ

في جَنَّةِ الفِردَوسِ وَاِكتُبها لَنا
يا ذا الجَلالِ وَذا العُلا وَالسُّؤددِ

صَلّى الإِلَهُ وَمَن يَحُفُّ بِعَرشِهِ
وَالطَيِّبونَ عَلى المُبارَكِ أَحمَدِ

بقلمي

الحمدان
07-04-2024, 12:58 PM
ولست أدعوا سوى الرحمن يحفظكم
ياخير من سكنوا فى القلب إخوانا

طبتم فطابت بكل الود صحبتكم
حتى جزيتم من الرحمن رضوانا

أدعوا الإله لكم دوماً ليكرمكم
فى السر عفواً وفى الإعلان غفرانا


......

الحمدان
07-04-2024, 01:03 PM
أدمَنتُ صوتَـكَ والإدمانُ أذواقُ
فالعَينُ تَعشقُ والآذان تَشــــتاقُ

في رَنَّــةِ الحَرفِ أنغامٌ وسلطَنَـةٌ
كذلك الصَّــمتُ أسرارٌ وآفاق

للعاشقينَ كَلامُ الحُبِّ مسبَحةٌ
في كل لؤلؤةٍ شهدٌ وترياق

بينَ السُّطورِ سُطورٌ لستُ أفهمُها
وأغلَبُ الظَّنِّ أهدابٌ وأحداقُ

تطلُّ مِنْ شُرفَةِ الماضي وتسألني
هل أنتما في النَّوى سالٍ وتَــوَّاق

أحتاجُ صَدرَكَ فوقَ الغيمِ يحملُني
سريرَ عشقٍ عليه الوردُ أطواقُ

أحتاجُ صَبركَ يحميني فيا ألمي
من آفة الشكِّ فالوسواسُ سَرّاقُ

أدمنتُ كُلَّـــكَ تَطويني وتَنثُرُني
في اللّيلِ عَتمٌ وفي الإصباحِ إشراقُ

كُن لي طبيباً فهذا الشوقُ أتلفني
يامالكَ الرّوحِ إنَّ الحبَّ أخلاق


......

الحمدان
07-04-2024, 01:08 PM
يا للصباحِ الذي فاضت مشارقُه
‏بالحسنِ والبرّ تسبيحا وتوحيدا

‏سبحان من فلقَ الإصباحَ فاندفقت
‏قوافلُ النور إحياءً وتجديدا

......

الحمدان
07-04-2024, 01:10 PM
‏وبنيتُ في قلبي لقلبكَ منزلاً
وعشقتُ قلبي حِين أمسَى منزلَك

إن شِئتَ قلبي يا حبيبَ فهاكَ هُو
أو شئتَ مني الرُّوح أنتَ فهيتَ لَك

يا ليتَ هذا العمر يُهدى ليتهُ
لوهبتُ عُمري يا حبيبَ العُمرِ لَك


......

الحمدان
07-04-2024, 01:15 PM
قُل للفُؤاد وقَد تمادى غَمُّه
مَالي أراك مُسهّداً مَهمُوما

أومَا علِمتَ بأنّ ربَك قائلٌ:
صَلُّوا عَليه وسَلِّمُوا تَسلِيمَا

فبِهَا يُفرجُ كل كرب فادِحٍ
وتكُونُ ذُخراً للمَعَاد عظيما
‌‎
بقلمي

الحمدان
07-04-2024, 02:02 PM
قسماً لن نركعَ يا أقصى



فلسطينٌ أرضُ المعراجِ
مشكاةٌ فيها زيتونةٌ

بلدٌ باركها الرحمنُ
بلدٌ بالعزّةِ مسكونةٌ

نهواها لكن نبكيها
نبكي الحريةَ مرهونةٌ

نبكي الأسرى ونبكي القدسَ
فيها شرذمةٌ ملعونةٌ

نبكي الشهداءَ الأحرار
ورموزاً أخرى مدفونة ٌ

نبكي منٍ قد حُرموا وطناً
بسياسةٍ حمقى مجنونةٌ

قسماً لن نركعْ يا أقصى
تبقى درتّنا المكنونة

......

الحمدان
07-04-2024, 02:20 PM
رِجـالٌ تَحـلّوا بـِروحِ الفِدا
وبِالعزمِ ثاروا بِوجهِ العِدى

فَبـاعوا مِـن اللهِ أرواحَهُـم
وبِالإصطِفاءِ ارتَقوا شُهداء

إذا بِـالمُـنـادي يُـنـادي لـهُم
هَلُمّوا إلى الله وِفـقَ الهُـدى

فَـلـمْ يُثْنِـهِم للـنِـدا عـائِـقٌ
بلِ استنفروا وأجابوا النِدا

ومِن حُبِ دُنيا الفَنا حَرّروا
لإنفُـسِهِم وانـبَرَوا شـاهِـدا

عظيماً عنِ الدينِ واستنهضوا
بِهِ الناسَ والفجرُ فيهِم بَدا

قَضَوا في ثُغورِ الإبا نَحبَهُم
ونحنُ انتـظرْنا بـِهِم موعِدا

فعـهـدا بِفـيـضِ الدِمـا أنـّنـا
على النّهجِ يبقى لنا سرَمدا

احمد تاج الدين

الحمدان
07-04-2024, 02:37 PM
يا خالقي وقف معي في شدتي
فانا ونفسي يا رجائي في رجاك

وجهت لك وجهي بكامل رغبتي
استسمحك بالعفو واتمنى رضاك

من ذا يسامحني ويغفر زلتي
ويحيطني بالصفح والمنة سواك

من ذا يصفي في المزالق عثرتي
غيرك ومن غيرك يوفقني هداك

من ذا يبعد في الشدايد شقوتي
وينجني لا سرت في خط الهلاك

الا انت يا سؤلي وغاية منيتي
ومعذب اعداءك وناصر اولياك

واصلح لي اعمالي وصفي نيتي
من واسع افضالك ومن واسع عطاك

واجعل يقيني صلب وايماني فتي
في طاعتك مخلص وصادق في ولاك

واجعل فؤادي سمح لين لاخوتي
واشد قسوة ضد من خالف هداك

واجعل من إقدامي وقوة قوتي
مترسخة عند اللقاء والاشتباك

ابقى مسارع لا دعتني امتي
واذا دعاني في سبيل الله نداك

واجعل غضب قلبي وشدة غيرتي
ارفع بها نهجك وارابط في لواك

واختم الهي بالشهادة سيرتي
النفس تبقى مطمئنة في لقاك

يا من رفع بابن النبوة هامتي
عساك تسمع دعوه الداعي عساك

ويامن سمعني يوم زادت شدتي
ارجوك ترحم عبد متمرد عصاك

ويامن رحمني رغم شدة غفلتي
اصفح لمذنب ما طلب غيرك وجاك



......

الحمدان
07-04-2024, 02:50 PM
تَفْيضُ اْلروْحُ في ذِكْرَى الشَهِيدِ
لِتَصْنَعَ داخِليْ عَزمٌ جَديْدِ

فَمْا دامَتْ حَياتْي ثُم موتي
لِخلّاقْي فَلن أبقَى قَعِيدِ

سَأمْضْيْ مُخلِصَاً وَبِكُلِ عَزمٍ
أجَاهِدُ كُلّ جَبّارٍ عَنيدِ

سُيوفُ اللهِ صَارت في يَدينا
وَبأسُ اللهِ وَالبَأسِ الشَديدِ

فَصُنّاع الكَرامَة قَد أعَدّوْا
مِنَ الإيْمانِ مَا لانَ الحَدِيدِ

فَصارَتْ قُوةَ الكُفّارِ ضَعفاً
أمَامِهِمُ وَذابَت كالجَليدِ

لإن الله حَدّد مَعرَكَتناْ
لِمَن وَعدُ المُهَيمِنُ والوَعِيدِ

وَلَم يَترُكْ رِجَالاً مؤمِنيِناً
بِهِم وَبِصَبرِهِم قَرُبَ البَعيدِ

فَسُبحانْ العَظيمِ بِكُلّ حِينً
مُنَزّهَ قَبلَ أن خَلقَ العَبِيدِ

فَلا سُلطانْ لِلطُغيانْ فينا
وَلا الطاغوتِ يَحكُم ما يُريدِ

فَلم نَركَع سُوى للهِ مَولاً
وَلا خِفنا سِوى اللهُ الحَميدِ

صَنعنا بِالدَمِ اْلزاكيِ نَصراً
مِنَ القُرآنِ والوَعدِ الأكيدِ

أيَا شُهَداؤنا فَوزاً عَظيماً
جِوارِ الله فيِ العَيش الرَغيدِ

صَنعتُم مِن دِمائِكُمُ شُعاعاً
أضَاءَ لَنا الطَريقَ بِلا وَقِيدِ

حَمَلتُم رَايةَ الإسلامِ حَتّى
حَمَلناكُم عَلى الكَتفِ الوَسِيدِ

رَفَعتُم ظُلمَ مَن ظَلَموا إلى أن
رفعكم رَبنا نُزلاً فَريدِ

وعادَيتُم طُغاةْ الأرضِ حَتّى
أعَدتْم عِز أمّتِنا الفَقيدِ

وأحْييتُم مَقامَاتُ التَسامي
تَفوحُ مِن التَليدِ إلى التَليدِ

تَجمّعتُم عَلى النَهجِ الإلَهي
أنصاراً مَع القَولِ السَديدِ

فَمِن إحسانِكُم في كُلِ حيناً
تَحسّنَ بينَ أمّتِنا العَديدِ

أيا فَخرَ الشُعُوبِ بِكُلِ عَصرِ
سَيذكُر نَصرَكُم حَتّى الحَفيدِ

سَلامُ اللهِ يَبلغُ مَنزِلَتِكُم
أيا فَرحينَ في الذِكرِ المَجيدِ

بِما أتاكُمَ اللهِ اْبتَهجتُم
مِن الخَيرَاتِ والحَبّ الحَصيدِ

أمِنتُم يوم يَفزَعُ مَن سَيَفزع
وَيومَ النارِ تَبحَثُ عَن مَزيدِ

تَرَكتُم أهلَكُم مِن أجلِ فَوزاً
وتاجَرتُم عَلى الرِبحُ المُفيدِ

فَدربُ مَسيرِكُم عَهداً عَلينا
بإنّا لَن نَحيدَ ولَن نَحيدِ

عَجِزتُ عَنِ الكَلامِ وَكُل هَذا
فَليسَ سِوى القَليلَ مِن القَصيدِ

أُرَتِبُهُ عَلى وَجَلٍ وإنّي
أودُ مِن الوَريدِ الى الوَريدِ

بِأن أسقُط شَهِيداً فِي خُطاكُم
وَيرضَى خَالِقي أسقُط شَهيدِ

سأبقى عَاشِقاً دَربَ الشَهادَة
وأبقى مُنشِداً فِيها نَشيدِ

......

الحمدان
07-04-2024, 02:59 PM
#ميت_ضما

انـــــــت السند يارب وانت معضما
وانــــــت الكـبير وكلها القوه قواك

يالله عـــــــبـــدك للهدى ميت ظما
الارض ارضك والسماء هاذه سماك

اعطيتنا هـــــاذا الــدمــا نبذل دما
والنهج نهجـك ولهدى كــلــه هداك

وجهت وجــهـي لـك حنيفى مسلما
يالله يـــاولـي وانـــا مــالـي سواك

لاتــــخــــزنـــي يالله وبعـثـني كما
تبعث عـلـي المرتضى ســاعة لقاك

انــــــت الـــذي تـعــلـم بما لا نعلما
وانت الذي تعطي ولانسوى عطاك

وانـــــا مــعــك قلبي متيم مفعما
ودعيك وانته ماتخيب من دعاك

......

الحمدان
07-04-2024, 03:07 PM
أين الرّجالُ إذا النّساء تنادي
مِن غَزّةَ الإسلامِ كلَّ جهادي

إذ ناشَدَت في المسلمين حَمِيَّةً
رَحَلَت بِعَهدِ البأسِ والإعدادِ

وغَدَت ميادين الجهادِ بغَزّةٍ
حين الأذى والبأسِ دون جوادِ

مَن للعَدوِّ إذا استماتَ على الذي
فينا استماتَ بِخُبثِهِ المعتادِ؟!

إذ ناشَدَت في المسلمين أُولي الهُدى
والبأسِ والإقدامِ والإرعادِ

ومِن الكيانِ العنجهيّ تُبادُ إذ
قُصِفَت على مرأى مِن الأشهادِ

هي نسوةُ الإسلامِ ما ذُبِحَت وما
مِن قَصفِهِ ذاقَت أذى الأوغادِ

كَم بالأذى اسرائيل تَسحَقُ عن يَدٍ
بعد الرّجالِ برائةَ الأولادِ

أين الذين إلى الرّسولِ محمّدٍ
قد ينتمون فمالهم مِن عادي

مِن حيث يأخذها الكيانُ على الرّدى
مِن بين شرّ كريهةٍ وحصادِ

تدعوا الرّجالَ المسلمين لردعِهِ
مُستَعمراً للسّهلِ والأوتادِ

وإذا نساءُ المسلمين بِغَزَّةٍ
تدعوا لِطَردِ الغاصِب الجلّادِ

مَن لم يردّ على الكيان بِقَصفِهِ
مِن أُمّةِ الإسلامِ حين تُنادي

ماكان للإسلامِ قد يُعزَى وَلَا
تُعزى الشّعوبُ إليهِ دون جهادِ

حتى نرى الردَّ العنيفَ على الذي
سامَ النّسا ماحَلّ بالمرصادِ

إن لم تمزّقهُ الرّدودُ بها فما
تعزى الشعوبُ إلى الرّسولِ الهادي

......

الحمدان
07-04-2024, 04:02 PM
يا ليتني كـنتُ غَـزّيـاً فكـم تهـفـو
إلى الكتائب نفسي والمُنى تصفو

يا ليتني كنتُ حتي خـادماً لَـهُـمو
هُمو الـرجالُ مقـامُ الواحد الأَلْـفُ

ناداهمُ الناسُ إن الناسَ قد جمعوا
لكم فخافوا فلم ينتابَهم خوفُ

بـل زاد إيـمـانُـهـم بـالله واتـكـلوا
عليـهِ حـقاً فحقَّ النصـر واللُـطفُ

بقلمي

الحمدان
07-04-2024, 04:15 PM
سلامٌ على معشرِ الشّهَداءْ
أولي العزمِ أهلِ التُّقى الأوَفياءْ

سلامٌ على أنفسٍ لم تَسَع
سوى كلِّ طُهرٍ وجُلِّ الزَّكاء

رجالٌ لهُم فوق هامِ الرجالِ
مقامُ وللمَكرُماتِ إنتماء

همُ الخُلُّصُ المخَلَصُون وما
لأعمالِهم مقصدٌ من رياء

همُ الفتيةُ الأولياءُ الأُلى
لفضلهمُ تغبِطُ الأولياء

أغاثَ بهِم ربُّهُم أمَّةً
تكالبَ في قهرِها الأشقياء

وهُم دافعوا عن حياضِ الهُدى
وللشعب شادوا سياجَ الفِداء

وباعوا من اللهِ أرواحَهُم
فنعمَ المبيعُ ونعمَ الشِّراء

سلامٌ يطوفُ مدى الدهرِ في
بساتينِ أرواحِهِم في السماءِ

خليقونَ بالخُلدِ عن غيرهِم
جوارَ النبيينَ والأوصياء

وما الموتُ إلا لِمن أخلَدُوا
إلى ذلِ عيشٍ بدارِ العناء

أمِن مصرعِ العزِّ نخشى فهل
لنا عاصمٌ من سهامِ الفناء

......

الحمدان
07-04-2024, 04:24 PM
سَل قاهِرَ الفُرسِ وَالرومانِ هَل شَفَعَت
لَهُ الفُتوحُ وَهَل أَغنى تَواليها

غَزى فَأَبلى وَخَيلُ اللَهِ قَد عُقِدَت
بِاليُمنِ وَالنَصرِ وَالبُشرى نَواصيها

يَرمي الأَعادي بِآراءٍ مُسَدَّدَةٍ
وَبِالفَوارِسِ قَد سالَت مَذاكيها

ما واقَعَ الرومَ إِلّا فَرَّ قارِحُها
وَلا رَمى الفُرسَ إِلّا طاشَ راميها

وَلَم يَجُز بَلدَةً إِلّا سَمِعتَ بِها
اللَهُ أَكبَرُ تَدوي في نَواحيها

عِشرونَ مَوقِعَةً مَرَّت مُحَجَّلَةً
مِن بَعدِ عَشرٍ بَنانُ الفَتحِ تُحصيها

وَخالِدٌ في سَبيلِ اللَهِ موقِدُها
وَخالِدٌ في سَبيلِ اللَهِ صاليها


......

الحمدان
07-04-2024, 05:07 PM
لمّا أسَنَّ عمر بن أبي ربيعة حلَفَ ألّا يقولَ بيتَ شعرٍ إلّا أعْتق رقبة فلمّا كان في بعض أيامِه وجد رجلًا يكلّمُ امرأة في الطواف فأنْكَر عليه فقال له الرجل إنها ابنة عمّي قال عمر ذاكَ أشْنعُ لأمرك
فقال إني خطبتُها إلى عمّي فأبى عليّ إلّا بصَداق أربعمئة دينار وأنا مُملقٌ لا أطيق ذلك ط وشكَا إليه حبّها وكلَفَه بها فانطلق معه عمر وزوّجه بها ودفع مهرها
فلمّا عاد إلى دارِه جعل يُحدّث نفسه وتكلّمهُ جاريته فلا يردّ عليها جوابًا فقالت له أراكَ تريد أن تقول شعرًا
فقال :

تقولُ وليدتي لمّا رأتني
طَرِبْتُ وكنتُ قد قصّرتُ حينا

أراكَ اليوم قد أحدثتَ شوقًا
وهاج لك الهوى داءً دَفينا

وكنتَ زعمتَ أنّك ذو عزاءٍ
إذا ما شئتَ فارقتَ القرينا

بربّكَ هل أتاكَ لها رسولٌ
فشاقَك أم لقيتَ لها خَدِينا

فقلتُ شكا إليَّ أخٌ مُحِبٌّ
كبعضِ زماننا إذْ تعْلَمينا

وذو الشَّوْقِ القديمِ وإنْ تَعَزّى
مَشُوقٌ حين يلقى العاشقينا

ثم دعا تسعةً من رقيقِه فأعتَقَهم

الحمدان
07-04-2024, 05:43 PM
عينيةُ (يتِيمةُ) ابنِ زُريقٍ البغدادي رحمه الله تعالى

مُصحّحة على قراءةِ وشرحِ الشيخ محمد محمود بن أحمد الشيخ الشنقيطي حفظه الله


لا تَعذُلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي لَومهِ حَداً أَضَرَّبِهِ
مِن حَيثُ قَدّرتِ أَنَّ اللَّومَ يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِّفق فِي تَأِنِيبِهِ بدلاً
مِن عَذلِهِزفَهُوَ مُضنَى القَلبِ مُوجَعُهُ

قَد كانَ مُضطَلِعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ
فَضُلِّعت بِخُطُوبِ الدّهرِ أَضلُهُ

يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ
مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروِّعُهُ

ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ
رَأيُُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يُجمِعُهُ

كَأَنَّما هُوَ فِي حَلِّووَمُرتحَلٍ
مُوَكَّلٌ بِفَضاءِ اللَهِويَذرَعُهُ

إِنَّ الزَمانَ عاراهُ في الرَّحِيلِ غِنىً
وَلَو إِلى السِّندِ أَمسى وَهُوَ يُزمِعُهُ

تأبى المطامعُ إلّا أن تُجَشّمه
للرّزق كدّاً وكم ممن يودعُهُ

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تُوصِلُهُ
رزقاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كَلِفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ يُقنِعُهُ

وَالحِرصُ في الرِّزقِووَالأَرزاقُ قَد قُسِمَت
بَغِيُُ أَلا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

وَالدّهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه
يوماً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثُ يُطمِعُهُ

أستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارِ مَطلَعُهُ

وَدَّعتُهُ وَبِوِدّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفوُ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ

وَكَم تَشفَّع أنّي لا أفارقُه
وللضرورات حالٌ لا تُشفِّعه

وكم تشبّث بي يَومَ الرَّحيلِ ضُحَىً
وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٌ وَأَدمُعُهُ

لا أَكْذبُ اللَهَ ثوبُ العذرِ مُنخَرقٌ
عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ

إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جِنايَتِهِ
بِالبينِ عَنهُ وَقلبي لا يُوَسِّعُهُ

أُعطِيتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

وَمَن غَدَا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ

اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أُجَرَّعُهُ

كَم قائِلٍ لِيَ ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
الذَّنبُ وَاللهٍ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ

أَلا أَقمتُ فَكانَ الرُّشدُ أَجمَعُهُ
لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ أتْبَعُهُ

إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفُذُها
بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ

بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ
بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلِي لَستُ أَهجَعُهُ

لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُُ وَكَذا
لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ

ما كُنتُ أَحسَبُ ريبَ الدهرَ يَفجَعُنِي
بِهِ وَلا أَن بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ

حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ
عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ

وكنتُ من ريبِ دهرِي جازعًا فَرِقاً
فلم أوقّ الذي قد كُنتُ أجزعُهُ

بالله يامَنزل الأُنسِ الذي درسَتْ
آثاره وعفَت مذ بِنت أربُعُه

هل الزمان معيدٌ فيك لذّتنا
أم الليالي التي أمضتهُ تُرجعُه

فِي ذِمَّةِ اللهِ مَن أَصبَحْتَ مَنزلَهُ
وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ

مَن عِندَهُ لِيَ عَهدُُ لا يضِيعُ كَما
عندِي لَهُ عَهدُ صِدْقٍ لا أُضَيِّعُهُ

وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرُهُ وَإِذا
جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ

لَأَصبِرَنَّ لِدهرٍ لا يُمَتِّعُنِي
بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ

عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُُ فَرَجاً
فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ

عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَتْ بِفُرقَتَنا
جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ

وَإِن تغُلْ أَحَداً مِنّا مَنيَّتُهُ
فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ

الحمدان
07-04-2024, 05:58 PM
‏وأذكُر لُطفهُ الخَافي فأسلو
‏لعلّ الأمر بالبُشرى قريبُ

‏وأمسَحُ عبرتي برجاءِ ربّي
‏فظنّي فيه حتماً لا يخيبُ

بقلمي

الحمدان
07-04-2024, 07:25 PM
مالـي خَلَعْـتُ ثيابي وانْطَلَقْـتُ إِلى
سِـواي أَسـأَلهُ الأثـوابَ و الحُـلَلا

قَـدْ كانَ لـي حُلَلٌ أزْهو بِبْهجَتهـا
عِزّاً وَيزْهو بِها مَنْ حَـلَّ وارْتحَـلا

أَغْنى بِها وَتمدُّ الدفْءَ في بَدَنـي
أَمْنـاً وتُطْلِقُ مِنّي العـزْمَ والأَمَـلا

تمـوجُ فيهـا الـّلآلي مِنْ مآثِرهـا
نوراً وتبْعَـثُ مِنْ لآلاِئهـا الشُّعَـلا

حتى أفاءتْ شُعوبُ الأرْضِ تَسألُهـا
ثـوباً لتستُرَ مِنْها السُّـوءَ و العِـلَلا

مـدَّت يَدَ الجودِ كَنْزاً مِنْ جَواهِرهـا
فَزَيَّنتْهُـم وكانـوا قبـلـها عُطُـلا

جـادتْ عليهم وأوفَـتْ كلَّ مسْألـةٍ
بِـرّاً تَوالى وأوْفَـتْ كلَّ مَنْ سَـألا

هذا البيـانُ وقـدْ صاغتْـهُ معْجِـزةً
تمضي مع الدّهرِ مجْـداً ظلَّ مُتَّصلا

تكسو مِنَ الهـدْيِ مِنْ إعجازِهِ حُللاّ
أو جَوْهَراً زيَّنَ الأعطافَ والـعُطَـلا

نسيجُـه لغـةُ القَرآنِ جَـوْهـرُهُ
آيٌ مـنَ اللهِ حقّـاً جَـلّ واكْـتَمـلا

نبعٌ يفيـضُ على الدّنيـا فيملـؤُهـا
رَيّـاً وَيُطلـقُ مِنْ أحواضِهِ الحَفَـلا

أو أنه الروّضُ يُغْني الأرْضَ مِنْ عَبَقٍ
مِـلْءَ الزَّمانِ نديّـاً عـودُهُ خَضِـلا

تَـرِفُّ مِنْ هَـدْيِهِ أنـداءُ خـافِقَـةٍ
معَ البكـورِ تَمُـدُّ الفَيْءَ و الظُّـلَلا

وكـلُّ مَنْ لوّحتْـه حَـرُّ هـاجِـرةٍ
أوى إلـيه ليلْقـى الـرّيَّ و البَـلَلا

عجبتُ ما بالُ قومي أدْبَروا وجَرَوْا
يرْجونَ ساقطـةَ الغايـاتِ والهَمَـلا

لمْ يأخذوا مِنْ ديارِ الغـرْبِ مكرُمـةً
مِنَ القناعـةِ أوْ علمـاً نَمـا وَعَـلا

لكنّهـمْ أخـذوا لَـيَّ اللّسـانِ وقـدْ
حباهُـمُ اللهُ حُسْنَ النُّطْـقِ مُعْتـدِلا

يـا ويحهمْ بـدَّلوا عيّـاً بِفصحِهـمُ
وبالبيـانِ الغنيِّ استبـدلـوا الزَّلَـلا

إن اللّسـانَ غـذاءُ الفكـرِ يحْملُـهُ
عِلْمـاً وفنّـاً صواباً كانَ أو خَطَـلا

يظلُّ ينسـلُّ منـه الـزّادُ في فِطَـرٍ
تلقى بـه الخَيْرَ أو تلقى بِهِ الزَّلـلا

الأَعْجَمِـيُّ لِسـانٌ زادُهُ عَـجَــبٌ
تَـراهُ يَخْلـطُ في أَوْشابِـهِ الجـدَلا

لمْ يَحْمِلِ الهدْيَ نـوراً في مَصـادِرِهِ
ولا الـحقيقـة إلا كـانت الـوَشـلا

فحسبُنـا مِنْ لِسانِ الضّـادِ أنّ لـه
فيضاً من النّور أو نبعاً صَفا وجَـلا

وأنه اللغة الفصحـى نمـت وزهـتْ
تنزّلـتْ وبـلاغـاً بالهُـدى نـزلا

وأنـه ورسـول الله يُـبـلـغـه ضمَّ الـزمان وضمَّ الآيَ وَالـرُّسـلا

وأنـه الكنـزُ لا تفنـى جـواهـرهُ
يُغْنـي الليـاليَ مـا أغْنى بِهِ الأُوَلا

يظـلُّ يُـطْلِـقُ مـن لأْلائِــهِ دُرراً
عـلى الزمان غنيَّ الجـودِ متصـلا

فعُـدْ إلى لغـةِ القـرآنِ صـافـيَة
تَجْلو لكَ الدَّربَ سهْلاً كانَ أو جبـلا

تجلو صراطـاً سويّاً لا ترى عِوجـاً
فيـه ولا فتنـةً تَـلْقـى ولا خَـللا

تجـلو سبيـلاً تـراهُ واحـداً أبـداً
وللمُضـلّين تْلقى عنـدهُمْ سُـبُـلا


عدنان النحوي

الحمدان
07-04-2024, 07:26 PM
لا تقل عن لغتي أم اللغاتِ
إنّها تبرأ من تلك البنات

لغتي أكرمُ أمٍّ لم تلد
لذويها العُرب غيرَ المكرمات

ما رأت للضّاد عيني اثراً
في لغاتِ الغربِ ذات الثغثغات

إنّ ربي خلق الضادَ وقد
خصّها بالحسنات الخالدات

وعدا عادٍ من الغرب على
أرضنا بالغزواتِ الموبقاتِ

ملك البيتَ وأمسى ربَّه
وطوى الرزق وأودى بالحياة

هاجم الضّاد فكانت معقلاً
ثابتاً في وجهه كلَّ الثباتِ

معقلٌ ردَّ دواهيهِ فما
باءَ إلا بالأماني الخائباتِ

أيها العُربُ حمى معقلَكم
ربُّكم من شرّ تلك النائبات

إنّ يوماً تُجرح الضّاد به
هو واللَه لكم يومُ المماتِ

أيها العربُ إذا ضاقت بكم
مدن الشّرق لهول العاديات

فاحذروا أن تخسروا الضّاد ولو
دحرجوكم معها في الفلوات


وديع عقل

الحمدان
07-04-2024, 07:28 PM
لغة القرآن يا شمس الهدى
صانك الرحمن من كيد العدى

هل على وجه الثرى من لغة
أحدثت في مسمع الدهر صدى

مثلما أحدثته في عالم
عنك لا يعلم شيئاً أبداً

فتعاطاك فأمسى عالما
بك أفتى وتغنّى وحدا

وعلى ركنك أرسى علمه
خبر التّوكيد بعد المبتدا

أنت علمت الألى أنّ النّهى
هي عقل المرء لا ما أفسدا

ووضعت الاسم والفعل ولم
تتركي الحرف طليقاً سيّدا

أنت من قومت منهم ألسنا
تجهل المتن وتؤذي السندا

بك نحن الأمة المُثلى التي
توجز القول وتزجّي الجيّدا

بين طيّاتك أغلى جوهر
غرّد الشادي بها وانتضدا

في بيان واضح غار الضحى
منه فاستعدى عليك الفرقدا

نحن علّمنا بك الناس الهدى
وبك اخترنا البيان المفردا

وزرعنا بك مجداً خالداً
يتحدّى الشّامخات الخُلَّدَا

فوق أجواز الفضا أصداؤه
وبك التّاريخ غنّى وشدا

ما اصطفاك الله فينا عبثاً
لا ولا اختارك للدين سدى

أنت من عدنان نورٌ وهدى
أنت من قحطان بذل وفدا

لغة قد أنزل الله بها
بيّنات من لدنه وهدى

والقريض العذب لولاها لما
نغم المدلج بالليل الحدا

حمحمات الخيل من أصواتها
وصليل المشرفيّات الصدى

كنت أخشى من شبا أعدائها
وعليها اليوم لا أخشى العدا

إنما أخشى شبا جُهالها
من رعى الغي وخلّى الرّشدا

يا ولاة الأمر هل من سامع
حينما أدعو إلى هذا الندا

هذه الفصحى التي نشدو بها
ونُحيي من بشجواها شدا

هو روح العرب من يحفظها
حفظ الروح بها والجسدا

إن أردتم لغة خالصة
تبعث الأمس كريماً والغدا

فلها اختاروا لها أربابها
من إذا حدّث عنها غرّدا

وأتى بالقول من معدنه
ناصعاً كالدُر حلى العسجدا

يا وعاء الدّين والدّنيا معاً
حسبك القرآن حفظاً وأدا

بلسان عربي نبعه
ما الفرات العذب أو ما بردى

كلّما قادك شيطان الهوى
للرّدى نجاك سلطان الهدى


حمد بن خليفة أبو شهاب

الحمدان
07-04-2024, 07:30 PM
رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي
وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي

رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني
عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي

وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي
رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي

وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً
وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ

فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ
وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ

أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي

فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني
ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي

فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني
أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي

أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً
وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ

أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً
فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ

أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ
يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي

ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ
بما تحتَه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَتاتِ

سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة ِ أَعْظُماً
يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي

حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه
لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ

وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ
حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ

أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً
مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِ

وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة ً
فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي

أَيهجُرنِي قومِي عفا الله عنهمُ
إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ

سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى
لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ

فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعة ً
مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ

إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ
بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي

فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلى
وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي

وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ
مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ


حافظ ابراهيم

الحمدان
07-04-2024, 07:30 PM
بِحسن الاختراع سَما أَريبٌ
بِنُور قَريحة كَالحَق أَبلَجْ

وَفازَ من الوَرى بِجَزيل مَدح
عَلى ما صاغَهُ بِقَويم منهجْ

وَقالَ مُخاطِباً لِلمَجد أَرّخ
رِسالة مُقبل في مَصر أَبهَجْ


صالح مجدي بك

الحمدان
07-04-2024, 08:14 PM
أتيناكم ، أتيناكمْ
فحيانا ، وحياكم

إله الناس ، راعينا
على التقوى وراعيكم

ودين الله في الأفراح
شادينا وشاديكم

يمينَ الله لا تنسوْا
صِحاباً في نواديكم

أتوْكم عازمين على
مشاركةٍ تناغيكم

وفي أعراسكم جئنا
نشارككم ، نحاكيكم

فأنتم عُصبة المولى
وللعليا مساعيكم

قلوبٌ للهنا اشتاقتْ
وكم زيرتْ بواديكم

تتوق الآن للقيا
فهل قمتم نناجيكم

فكم ضاعت بشاشاتٌ
وغاصت في نواديكم

هو الإسلام حادينا
بترنيم ، وحاديكم

هو التوحيد داعينا
إلى المولى ، وداعيكم

أتيناكم من الفجرِ
لنكسب أعظم الأجرِ

ولولا حبنا في اللـهِ
ما جئنا على الفور

وأنتم إخوة التوحيد
موعودون بالنصر

إذا حققتمُ الإسلام
في الإعلان والسر

فلا تلووا ، ولا تهنوا
سيعلو الدينُ بالكر

ولا يعلو بوضع الرأس
والأفكار في الحِجر

ومن أعراسكم تبدو
أماراتٌ لما يجري

وفي أفراحكم جئنا
نسَرّي عن مآسيكمْ

نغني ، لو تمعنتم
رأيتم مِن أماليكم

مآسيكم مآسينا
فعذراً لو أصافيكم

أزاحتكم عن التقوى
أيا قومي بلاويكم

وأهدافٌ لنا ماتت
وتحيا في ملاهيكم

أغاريدُ الغِنا هاجت
وعانت في نواديكم

إذ التوحيد مغتالٌ
وأنتم في دواعيكم

وسر الخطب أن قلنا
قضايانا قضاياكم

أتينا كلنا ثورة
على أوضاعنا المُرة

على إسلامنا نبكي
نعيد – على العِدا الكَرّة

ونصحب في جوانحنا
خيوط الفوز والنصرة

ولازلنا نذاكر في
ضحى (بدر) ، وفي (الحَرة)

توزعْنا ، ونوّعْنا
تقاسمْنا سنا الفكرة

فهذا حاملٌ رمحاً
وهذي تحمل الجرة

وهذا في قيام الليل
يدعو يذرف العبرة

بني إسلامنا قوموا
أسوداً ، واستقوا العِبرة

ألا يا إخوتي لبوا
نداءً في مجاليكم

بذا تحيَوْن أحياءً
بذا تنمو أمانيكم

فكونوا يا أشاوسنا
ليوثاً إذ عهدناكم

لكَم ترتاب في قلبي
جراحٌ من نواياكم

تقولون: العِدا ذلوا
وذاقوا قيظ تقواكم

ومن إفراطكم قلتم
بأيدينا هزمناكم

وفي أوحالهم غصتم
وقلتم: قد خذلناكم

وفي أفلامهم هِمتم
وبيدتْ كل ذكراكم

تقاعستم ، تكاسلتم
وسلمتم سجاياكم

ومن إفلاسكم بعتم
بلا شيء ضحاياكم

ورحتم من مآسيكم
وبدّدتم وصاياكم

وما من ناصح فيكم
ينادي في بقاياكم

يشد الهمة الحيرى
يقلِب في طواياكم

يبيد الظلمة الظلماءَ
من تقوى حناياكم

ففي أعطافكم تسري
بإخلاص مساعيكم

ولكنْ ظلمة رانت
على فحوى نواياكم

أتينا نسبق الأقدامْ
وظِل الفرح في الأحلامْ

أريجُ السعد نادانا
نتوق لنصرة الإسلام

وهذا العُرسُ ذكّرنا
بنصر الله للأعلام

وإنا إذ نحييكم
نزيل الكرب والأسقام

فلسنا نرتضي ذلاً
تسطره لنا الأقلام

فإن الكرب أثقلنا
وطال الليلُ والأحلام

وخيل الله قد عزمتْ
على العزمات والإقدام

أتينا نحمل البشرى
نعيد الذكر والذكرى

ونسعد باللقاء هنا
نطيل الفرح والسمَرا

ومن إخلاصنا جئنا
لنمعن في السنا النظرا

ومن ترحيبنا جئنا
لنعمل في الهنا الفِكرا

فعُرسُ اليوم أطربنا
وأحيا النفسَ والفِطرا

وللعليا تقدّمْنا
نقيم الأصل والأطرا

وجلى في خواطرنا
قلوباً تبتغي الظفرا

فيا من تنشدون العز
هذا الدينُ ناداكم

على أوضاعكم هذي
فليس النصر مأواكم

فعز الله لا يأتي
وعشقُ الذات منحاكم

ألا يا إخوتي كفوا
خداعاً في زواياكم

أفيقوا علنا نمضي
وجدّوا في نواياكم

نعيد الدين والدنيا
وحب الله مثواكم

أتينا ليس تمنعنا
متاهاتٌ تقطعنا

فإن العُجْب فرّقنا
وإن الحق يجمعنا

تعاهدنا على صلةٍ
ورب الناس يسمعنا

وإن جوعٌ تعقبنا
فآي الذكر تشبعنا

لنا في الصبر آياتٌ
فلا يأسُ يُجزعنا

ونلتهم العنا دوماً
فليس الزهوُ ينفعنا

وننصح مَن يلاقينا
ولو سُماً تجرعنا

أتينا نصحبُ الأخواتْ
لعُرس كله طاعاتْ

فلا عُريٌ ، ولا فسقٌ
ولا عطرٌ ، ولا رنات

ويُعلن من مساجدنا
به ذكرٌ ، به صلوات

على التوحيد منشؤهُ
فكم تليت به آيات

وكم ذكرتْ أحاديث
تحفزنا على الخيرات

وأسمعنا محاضرة
أظلتنا بها الرحمات

وأمتعنا ذراريَنا
بعرس كله بركات

أتينا نحمد الرحمنْ
على تكريمه الإنسانْ

نحيي العُرس بالتقوى
ونقري الضيف والخلان

ونملأ حفلنا مرحاً
بوحي الله والقرآن

وندعو الناس قاطبة
نجلي الهدي خير بيان

ونعلي من شريعتنا
ونعلن طاعة الديان

ونفرض ديننا فرضاً
على الطاغوت والعُبدان

ونختم عُرسنا بالآي
مشرقة من الفرقان

نقيم الحُجة المثلى
على الأهلين والإخوان

ولا نرضي الدنية في
تديُنِنا ، ولا الإيمان

ونرفع شأن مِلتنا
وسُنة (أحمدَ) العدنان

ونحسن للألى حضروا
وأولى نحن بالإحسان

ونشكرُهم ونكْبرهم
وأهلٌ نحن للعِرفان


احمد علي سليمان عبد الرحيم

الحمدان
07-04-2024, 08:14 PM
أتيناكم ، أتيناكمْ
فحيانا ، وحياكم

إله الناس ، راعينا
على التقوى وراعيكم

ودين الله في الأفراح
شادينا وشاديكم

يمينَ الله لا تنسوْا
صِحاباً في نواديكم

أتوْكم عازمين على
مشاركةٍ تناغيكم

وفي أعراسكم جئنا
نشارككم ، نحاكيكم

فأنتم عُصبة المولى
وللعليا مساعيكم

قلوبٌ للهنا اشتاقتْ
وكم زيرتْ بواديكم

تتوق الآن للقيا
فهل قمتم نناجيكم

فكم ضاعت بشاشاتٌ
وغاصت في نواديكم

هو الإسلام حادينا
بترنيم ، وحاديكم

هو التوحيد داعينا
إلى المولى ، وداعيكم

أتيناكم من الفجرِ
لنكسب أعظم الأجرِ

ولولا حبنا في اللـهِ
ما جئنا على الفور

وأنتم إخوة التوحيد
موعودون بالنصر

إذا حققتمُ الإسلام
في الإعلان والسر

فلا تلووا ، ولا تهنوا
سيعلو الدينُ بالكر

ولا يعلو بوضع الرأس
والأفكار في الحِجر

ومن أعراسكم تبدو
أماراتٌ لما يجري

وفي أفراحكم جئنا
نسَرّي عن مآسيكمْ

نغني ، لو تمعنتم
رأيتم مِن أماليكم

مآسيكم مآسينا
فعذراً لو أصافيكم

أزاحتكم عن التقوى
أيا قومي بلاويكم

وأهدافٌ لنا ماتت
وتحيا في ملاهيكم

أغاريدُ الغِنا هاجت
وعانت في نواديكم

إذ التوحيد مغتالٌ
وأنتم في دواعيكم

وسر الخطب أن قلنا
قضايانا قضاياكم

أتينا كلنا ثورة
على أوضاعنا المُرة

على إسلامنا نبكي
نعيد – على العِدا الكَرّة

ونصحب في جوانحنا
خيوط الفوز والنصرة

ولازلنا نذاكر في
ضحى (بدر) ، وفي (الحَرة)

توزعْنا ، ونوّعْنا
تقاسمْنا سنا الفكرة

فهذا حاملٌ رمحاً
وهذي تحمل الجرة

وهذا في قيام الليل
يدعو يذرف العبرة

بني إسلامنا قوموا
أسوداً ، واستقوا العِبرة

ألا يا إخوتي لبوا
نداءً في مجاليكم

بذا تحيَوْن أحياءً
بذا تنمو أمانيكم

فكونوا يا أشاوسنا
ليوثاً إذ عهدناكم

لكَم ترتاب في قلبي
جراحٌ من نواياكم

تقولون: العِدا ذلوا
وذاقوا قيظ تقواكم

ومن إفراطكم قلتم
بأيدينا هزمناكم

وفي أوحالهم غصتم
وقلتم: قد خذلناكم

وفي أفلامهم هِمتم
وبيدتْ كل ذكراكم

تقاعستم ، تكاسلتم
وسلمتم سجاياكم

ومن إفلاسكم بعتم
بلا شيء ضحاياكم

ورحتم من مآسيكم
وبدّدتم وصاياكم

وما من ناصح فيكم
ينادي في بقاياكم

يشد الهمة الحيرى
يقلِب في طواياكم

يبيد الظلمة الظلماءَ
من تقوى حناياكم

ففي أعطافكم تسري
بإخلاص مساعيكم

ولكنْ ظلمة رانت
على فحوى نواياكم

أتينا نسبق الأقدامْ
وظِل الفرح في الأحلامْ

أريجُ السعد نادانا
نتوق لنصرة الإسلام

وهذا العُرسُ ذكّرنا
بنصر الله للأعلام

وإنا إذ نحييكم
نزيل الكرب والأسقام

فلسنا نرتضي ذلاً
تسطره لنا الأقلام

فإن الكرب أثقلنا
وطال الليلُ والأحلام

وخيل الله قد عزمتْ
على العزمات والإقدام

أتينا نحمل البشرى
نعيد الذكر والذكرى

ونسعد باللقاء هنا
نطيل الفرح والسمَرا

ومن إخلاصنا جئنا
لنمعن في السنا النظرا

ومن ترحيبنا جئنا
لنعمل في الهنا الفِكرا

فعُرسُ اليوم أطربنا
وأحيا النفسَ والفِطرا

وللعليا تقدّمْنا
نقيم الأصل والأطرا

وجلى في خواطرنا
قلوباً تبتغي الظفرا

فيا من تنشدون العز
هذا الدينُ ناداكم

على أوضاعكم هذي
فليس النصر مأواكم

فعز الله لا يأتي
وعشقُ الذات منحاكم

ألا يا إخوتي كفوا
خداعاً في زواياكم

أفيقوا علنا نمضي
وجدّوا في نواياكم

نعيد الدين والدنيا
وحب الله مثواكم

أتينا ليس تمنعنا
متاهاتٌ تقطعنا

فإن العُجْب فرّقنا
وإن الحق يجمعنا

تعاهدنا على صلةٍ
ورب الناس يسمعنا

وإن جوعٌ تعقبنا
فآي الذكر تشبعنا

لنا في الصبر آياتٌ
فلا يأسُ يُجزعنا

ونلتهم العنا دوماً
فليس الزهوُ ينفعنا

وننصح مَن يلاقينا
ولو سُماً تجرعنا

أتينا نصحبُ الأخواتْ
لعُرس كله طاعاتْ

فلا عُريٌ ، ولا فسقٌ
ولا عطرٌ ، ولا رنات

ويُعلن من مساجدنا
به ذكرٌ ، به صلوات

على التوحيد منشؤهُ
فكم تليت به آيات

وكم ذكرتْ أحاديث
تحفزنا على الخيرات

وأسمعنا محاضرة
أظلتنا بها الرحمات

وأمتعنا ذراريَنا
بعرس كله بركات

أتينا نحمد الرحمنْ
على تكريمه الإنسانْ

نحيي العُرس بالتقوى
ونقري الضيف والخلان

ونملأ حفلنا مرحاً
بوحي الله والقرآن

وندعو الناس قاطبة
نجلي الهدي خير بيان

ونعلي من شريعتنا
ونعلن طاعة الديان

ونفرض ديننا فرضاً
على الطاغوت والعُبدان

ونختم عُرسنا بالآي
مشرقة من الفرقان

نقيم الحُجة المثلى
على الأهلين والإخوان

ولا نرضي الدنية في
تديُنِنا ، ولا الإيمان

ونرفع شأن مِلتنا
وسُنة (أحمدَ) العدنان

ونحسن للألى حضروا
وأولى نحن بالإحسان

ونشكرُهم ونكْبرهم
وأهلٌ نحن للعِرفان


احمد علي سليمان عبد الرحيم

الحمدان
07-04-2024, 08:31 PM
عَلى قَدرِ الهَوى يَأتي العِتابُ
وَمَن عاتَبتُ يَفديهِ الصِحابُ

أَلومُ مُعَذِبي فَأَلومُ نَفسي
فَأُغضِبُها وَيُرضيها العَذابُ

وَلَو أَنّي اِستَطَعتُ لَتُبتُ عَنهُ
وَلَكِن كَيفَ عَن روحي المَتابُ

وَلي قَلبٌ بِأَن يَهوى يُجازى
وَمالِكُهُ بِأَن يَجني يُثابُ

وَلَو وُجِدَ العِقابُ فَعَلتُ لَكِن
نِفارُ الظَبيِ لَيسَ لَهُ عِقابُ

أحمد شوقي

الحمدان
07-04-2024, 08:45 PM
هُوَ الْبَيْنُ حَتَّى لا سَلامٌ وَلا رَدُّ
وَلا نَظْرَةٌ يَقْضِي بِهَا حَقَّهُ الْوَجْدُ

لَقَدْ نَعَبَ الْوَابُورُ بِالْبَيْنِ بَيْنَهُمْ
فَسَارُوا وَلا زَمُّوا جِمَالاً وَلا شَدُّوا

سَرَى بِهِمُ سَيْرَ الْغَمَامِ كَأَنَّمَا
لَهُ فِي تَنَائِي كُلِّ ذِي خُلَّةٍ قَصْدُ

فَلا عَيْنَ إِلَّا وَهْيَ عَيْنٌ مِنَ الْبُكَى
وَلا خَدَّ إِلَّا لِلدُّمُوعِ بِهِ خَدُّ

فَيَا سَعْدُ حَدِّثْنِي بِأَخْبَارِ مَنْ مَضَى
فَأَنْتَ خَبِيرٌ بِالأَحَادِيثِ يَا سَعْدُ

لَعَلَّ حَدِيثَ الشَّوْقِ يُطْفِئُ لَوْعَةً
مِنَ الْوَجْدِ أَوْ يَقْضِي بِصَاحِبِهِ الْفَقْدُ

هُوَ النَّارُ في الأَحْشَاءِ لَكِنْ لِوَقْعِهَا
عَلَى كَبِدِي مِمَّا أَلَذُّ بِهِ بَرْدُ

لَعَمْرُ الْمَغَانِي وَهْيَ عِنْدِي عَزِيزَةٌ
بِسَاكِنِهَا مَا شَاقَنِي بَعْدَهَا عَهْدُ

لَكَانَتْ وَفيهَا مَا تَرَى عَيْنُ نَاظِرٍ
وَأَمْسَتْ وَمَا فِيها لِغَيْرِ الأَسَى وَفْدُ

خَلاءٌ مِنَ الأُلافِ إِلَّا عِصَابَةً
حَدَاهُمْ إِلَى عِرْفَانِهَا أَمَلٌ فَرْدُ

دَعَتْهُمْ إِلَيْهَا نَفْحَةٌ عَنْبَرِيَّةٌ
وَبِالنَّفْحَةِ الْحَسْنَاءِ قَدْ يُعْرَفُ الْوَرْدُ

وَقَفْنَا فَسَلَّمْنَا فَرَدَّتْ بِأَلْسُنٍ
صَوَامِتَ إِلَّا أَنَّهَا أَلْسُنٌ لُدُّ

فَمِنْ مُقْلَةٍ عَبْرَى وَمِنْ لَفْحِ زَفْرَةٍ
لَهَا شَرَرٌ بَيْنَ الْحَشَا مَا لَهُ زَنْدُ

فَيَا قَلْبُ صَبْرَاً إِنْ أَلَمَّ بِكَ النَّوَى
فَكُلُّ فِراقٍ أَوْ تَلاقٍ لَهُ حَدُّ

فَقَدْ يُشْعَبُ الإِلْفَانِ أَدْنَاهُمَا الْهَوَى
وَيَلْتَئِمُ الضِّدَّانِ أَقْصَاهُمَا الْحِقْدُ

عَلَى هَذِهِ تَجْرِي اللَّيَالِي بِحُكْمِها
فَآوِنَةً قُرْبٌ وَآوِنَةً بُعْدُ

وما كُنْتُ لَوْلا الْحُبُّ أَخْضَعُ لِلَّتي
تُسِيءُ وَلَكِنَّ الْفَتَى لِلْهَوى عَبْدُ

فَعُودِي صُلْبٌ لا يَلِينُ لِغَامِزٍ
وَقَلْبِيَ سَيْفٌ لا يُفَلُّ لَهُ حَدُّ

إِبَاءٌ كَمَا شَاءَ الفَخَارُ وَصَبْوَةٌ
يَذِلُّ لَهَا في خِيسِهِ الأَسَدُ الْوَرْدُ

وَإِنَّا أُنَاسٌ لَيْسَ فِينَا مَعَابَةٌ
سِوَى أَنَّ وادِينَا بِحُكْمِ الْهَوَى نَجْدُ

نَلِينُ وإِنْ كُنَّا أَشِدَّاءَ لِلْهَوَى
وَنَغْضَبُ في شَرْوَى نَقِيرٍ فَنَشْتَدُّ

وَحَسْبُكَ مِنَّا شِيمَةٌ عَرَبِيَّةٌ
هِيَ الْخَمْرُ مَا لَمْ يَأْتِ مِنْ دُونِها حَرْدُ

وَبِي ظَمأٌ لَمْ يَبْلُغِ الْماءُ رِيَّهُ
وَفِي النَّفْسِ أَمْرٌ لَيْسَ يُدْرِكُهُ الْجَهْدُ

أَوَدُّ وَما وُدُّ امْرِئٍ نَافِعٌ لَهُ
وإِنْ كانَ ذَا عَقْلٍ إِذَا لم يَكُنْ جَدُّ

وَمَا بِيَ مِنْ فَقْرٍ لِدُنْيَا وإِنَّمَا
طِلابُ الْعُلا مَجْدٌ وإِنْ كَانَ لِي مَجْدُ

وَكَمْ مِنْ يَدٍ لِلَّهِ عِنْدِي وَنِعْمَةٍ
يَعَضُّ عَلَيْهَا كَفَّهُ الْحاسِدُ الْوَغْدُ

أَنَا الْمَرْءُ لا يُطْغِيهِ عِزٌّ لِثَرْوَةٍ
أَصَابَ وَلا يُلْوِي بِأَخْلاقِهِ الْكَدُّ

أَصُدُّ عَنِ الْمَوفُورِ يُدْرِكُهُ الْخَنَا
وَأَقْنَعُ بِالْمَيْسُورِ يَعْقُبُهُ الْحَمْدُ

وَمَنْ كَانَ ذَا نَفْسٍ كَنَفْسِي تَصَدَّعَتْ
لِعِزَّتِهِ الدُّنْيَا وذَلَّتْ لَهُ الأُسْدُ

وَمَنْ شِيَمِي حُبُّ الْوَفاءِ سَجِيَّةً
وَما خَيْرُ قَلْبٍ لا يَدُومُ لَهُ عَهْدُ

وَلَكِنَّ إِخْوَاناً بِمِصْرَ وَرُفْقَةً
نَسُونَا فَلا عَهْدٌ لَدَيْهِمْ ولا وَعْدُ

أَحِنُّ لَهُمْ شَوْقاً عَلَى أَنَّ دُونَنَا
مَهامِهَ تَعْيَا دُونَ أَقْرَبِها الرُّبْدُ

فَيَا ساكِنِي الْفُسطَاطِ ما بالُ كُتْبِنَا
ثَوَتْ عِنْدَكُمْ شَهْراً وَلَيْسَ لها رَدُّ

أَفِي الْحَقِّ أَنَّا ذاكِرُونَ لِعَهْدِكُمْ
وَأَنْتُمْ عَلَيْنَا لَيْسَ يَعْطِفُكُمْ وُدُّ

فَلا ضَيْرَ إِنَّ الله يُعْقِبُ عَوْدَةً
يَهُونُ لَهَا بَعْدَ الْمُواصَلَةِ الصَّدُّ

جَزَى اللهُ خَيْرَاً مَنْ جَزانِي بِمِثْلِهِ
عَلَى شُقَّةٍ غَزْرُ الحَيَاةِ بِهَا ثَمْدُ

أَبِيتُ لِذكْراكُمْ بِها مُتَمَلْمِلاً
كَأَنِّي سَلِيمٌ أَوْ مَشَتْ نَحْوَهُ الْوِرْدُ

فَلا تَحْسَبُونِي غَافِلاً عَنْ وِدَادِكُمْ
رُوَيداً فَمَا فِي مُهْجَتِي حَجَرٌ صَلْدُ

هُوَ الْحُبُّ لا يَثْنِيهِ نَأْيٌ وَرُبَّما
تَأَرَّجَ مِنْ مَسِّ الضِّرَامِ لَهُ النَّدُّ

نَأَتْ بِيَ عَنْكُمْ غُرْبَةٌ وتَجَهَّمَتْ
بِوَجْهِيَ أَيَّامٌ خَلائِقُهَا نُكْدُ

أَدُورُ بِعَيْنِي لا أَرَى غَيْرَ أُمَّةٍ
مِنَ الرُّوسِ بِالْبَلْقَانِ يُخْطِئُهَا الْعَدُّ

جَوَاثٍ عَلَى هَامِ الْجِبَالِ لِغَارَةٍ
يَطِيرُ بِهَا ضَوْءُ الصَّبَاحِ إِذَا يَبْدُو

إِذَا نَحْنُ سِرْنَا صَرَّحَ الشَّرُّ بِاسْمِهِ
وَصَاحَ الْقَنَا بِالْمَوْتِ واسْتَقْتَلَ الْجُنْدُ

فَأَنْتَ تَرَى بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ كَبَّةً
يُحَدِّثُ فيها نَفْسَهُ الْبَطَلُ الْجَعْدُ

عَلَى الأَرْضِ مِنْها بِالدِّمَاءِ جَدَاوِلٌ
وَفَوْقَ سَرَاةِ النَّجْمِ مِنْ نَقْعِهَا لِبْدُ

إِذَا اشْتَبَكُوا أَوْ رَاجَعُوا الزَّحْفَ خِلْتَهُمْ
بُحُوراً تَوَالَى بَيْنَها الْجَزْرُ والْمَدُّ

نَشُلُّهُمُ شَلَّ الْعِطَاشِ وَنَتْ بِهَا
مُرَاغَمَةُ السُّقْيَا وَمَاطَلَهَا الْوِرْدُ

فَهُمْ بَيْنَ مَقْتُولٍ طَرِيحٍ وَهَارِبٍ
طَلِيحٍ وَمَأْسُورٍ يُجَاذِبُهُ الْقِدُّ

نَرُوحُ إِلَى الشُّورَى إِذَا أَقْبَلَ الدُّجَى
وَنَغْدُو عَلَيْهِمْ بِالمَنَايَا إِذَا نَغْدُو

وَنَقْعٍ كَلُجِّ الْبَحْرِ خُضْتُ غِمَارَهُ
ولا مَعْقِلٌ إِلَّا الْمَنَاصِلُ وَالْجُرْدُ

صَبَرْتُ لَهُ والْمَوْتُ يَحْمَرُّ تَارَةً
وَيَنْغَلُّ طَوْراً فِي الْعَجَاجِ فَيَسْوَدُّ

فَمَا كُنْتُ إِلَّا اللَّيْثَ أَنْهَضَهُ الطَّوَى
ومَا كُنْتُ إِلَّا السَّيْفَ فَارَقَهُ الْغِمْدُ

صَؤُولٌ وَلِلأَبْطَالِ هَمْسٌ مِنَ الْوَنَى
ضَرُوبٌ وقَلْبُ الْقِرْنِ في صَدْرِهِ يَعْدُو

فَمَا مُهْجَةٌ إِلَّا وَرُمْحِي ضَمِيرُهَا
ولا لَبَّةٌ إِلَّا وَسَيْفِي لَهَا عِقْدُ

وَمَا كُلُّ ساعٍ بَالِغٌ سُؤْلَ نَفْسِهِ
وَلا كُلُّ طَلاَّبٍ يُصَاحِبُهُ الرُّشْدُ

إِذَا الْقَلْبُ لَمْ يَنْصُرْكَ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ
فَمَا السَّيْفُ إِلَّا آلَةٌ حَمْلُهَا إِدُّ

إِذَا كَانَ عُقْبَى كُلِّ شَيءٍ وَإِنْ زَكَا
فَنَاءٌ فَمَكْرُوهُ الْفَنَاءِ هُوَ الْخُلْدُ

وَتَخْلِيدُ ذِكْرِ الْمَرءِ بَعْدَ وَفاتِهِ
حَيَاةٌ لَهُ لا مَوْتَ يَلْحَقُها بَعْدُ

فَفِيمَ يَخَافُ الْمَرْءُ سَوْرَةَ يَوْمِهِ
وفي غَدِهِ ما لَيْسَ مِنْ وَقْعِهِ بُدُّ

لِيَضْنَ بِيَ الْحُسَّادُ غَيْظاً فَإِنَّنِي
لِآنافِهِمْ رَغْمٌ وَأَكْبَادِهِمْ وَقْدُ

أَنَا القائِلُ الْمَحْمُودُ مِنْ غَيْرِ سُبَّةٍ
وَمِنْ شِيمَةِ الْفَضْلِ الْعَدَاوَةُ وَالضَّدُّ

فَقَدْ يَحْسُدُ الْمَرْءُ ابْنَهُ وَهْوَ نَفْسُهُ
وَرُبَّ سِوَارٍ ضَاقَ عَنْ حَمْلِهِ الْعَضْدُ

فَلا زِلْتُ مَحْسُوداً عَلَى الْمَجْدِ والْعُلا
فَلَيْسَ بِمَحْسُودٍ فَتىً ولَهُ نِدُّ


محمود سامي البارودي

الحمدان
07-04-2024, 08:46 PM
سَرَى الْبَرْقُ مِصْرِيَّاً فَأَرَّقَنِي وَحْدِي
وَأَذْكَرَنِي ما لَسْتُ أَنْسَاهُ مِنْ عَهْدِ

فَيَا بَرْقُ حَدِّثْنِي وَأَنْتَ مُصَدَّقٌ
عَنِ الآلِ والأَصْحَابِ مَا فَعَلُوا بَعْدِي

وَعَنْ رَوْضَةِ الْمِقْيَاسِ تَجْرِي خِلالَها
جَدَاوِلُ يُسْدِيهَا الْغَمَامُ بِمَا يُسْدِي

إِذَا صَافَحَتْهَا الرِّيْحُ رَهْواً تَجَعَّدَتْ
حَبَائِكُهَا مِثْلَ الْمُقَدَّرَةِ السَّرْدِ

وَإِنْ ضَاحَكَتْهَا الشَّمْسُ رَفَّتْ كَأَنَّهَا
مَنَاصِلُ سُلَّتْ لِلضِّرَابِ مِنَ الْغِمْدِ

نَعِمْتُ بِهَا دَهْراً وَمَا كُلُّ نِعْمَةٍ
حَبَتْكَ بِهَا الأَيَّامُ إِلَّا إِلَى الرَّدِّ

فَوَا أَسَفَا إِذْ لَيْسَ يُجْدِي تَأَسُّفٌ
عَلَى مَا طَواهُ الدَّهْرُ مِنْ عَيْشِنَا الرَّغْدِ

إِذِ الدَّهْرُ سَمْحٌ وَاللَّيالِي سَمِيعَةٌ
وَلَمْيَاءُ لَمْ تُخْلِفْ بِلَيَّانِها وَعْدِي

فَتَاةٌ تُرِيكَ الشَّمْسَ تَحْتَ خِمَارِهَا
إِذَا سَفَرَتْ وَالْغُصْنَ فِي مَعْقِدِ الْبَنْدِ

مِنَ الفَاتِنَاتِ الْغِيدِ لَوْ مَرَّ ظِلُّهَا
عَلَى قَانِتٍ دَبَّتْ بِهِ سَوْرَةُ الْوَجْدِ

فَتَاللهِ أَنْسَى عَهْدَها ما تَرَنَّمَتْ
بَنَاتُ الضُّحَى بَيْنَ الأَرَاكَةِ والرَّنْدِ

حَلَفْتُ بِمَا وَارَى الْخِمَارُ مِنَ الْحَيَا
وَمَا ضَمَّتِ الأَرْدَانُ مِنْ حَسَبٍ عِدِّ

وبِاللُّؤْلُؤِ الْمَنْضُودِ بَيْنَ يَواقِتٍ
هِيَ الشَّهْدُ ظَنَّاً بَلْ أَلَذُّ مِنَ الشَّهْدِ

يَمِيناً لَوِ اسْتَسْقَيْتَ أَرْضاً بِهِ الْحَيَا
لَخَاضَ بِهَا الرُّعْيَانُ فِي كَلإٍ جَعْدِ

لأَنْتِ وَأَيُّ النَّاسِ أَنْتِ حَبِيبَةٌ
إِلَيَّ وَلَوْ عَذَّبْتِ قَلْبِيَ بِالصَّدِّ

إِلَيْكِ سَلَبْتُ الْعَيْنَ طِيبَ مَنَامِهَا
وفِيكِ رَعَيْتُ النَّجْمَ فِي أُفْقِهِ وَحْدِي

وَذَلَّلْتُ هَذِي النَّفْسَ بَعْدَ إِبائِها
وَلَوْلاكِ لَمْ تَسْمَحْ بِحَلٍّ وَلا عَقْدِ

فَحَتَّامَ تَجْزِينِي بِوُدِّيَ جَفْوَةً
أَمَا تَرْهَبِينَ اللهَ فِي حُرْمَةِ الْمَجْدِ

سَلِي عَنِّيَ اللَّيْلَ الطَّوِيلَ فَإِنَّهُ
خَبِيرٌ بِمَا أُخْفِيهِ شَوْقاً وَمَا أُبْدِي

هَلِ اكْتَحَلَتْ عَيْنَايَ إِلَّا بِمَدْمَعٍ
إِذَا ذَكَرَتْكِ النَّفْسُ سَالَ عَلَى خَدِّي

أُصَبِّرُ عَنْكِ النَّفْسَ وَهْيَ أَبِيَّةٌ
وَهَيْهَاتَ صَبْرُ الظَّامِئَاتِ عَنِ الْوِرْدِ

كَأَنِّي أُلاقِي مِنْ هَوَاكِ ابْنَ خِيسَةٍ
أَخَا فَتَكَاتٍ لا يُنَهْنَهُ بِالرَّدِّ

تَنَكَّبَ مُمْسَاهُ وَأَخْطَأَ صَيْدَهُ
فَأَقْعَى عَلَى غَيْظٍ مِنَ الْجُوعِ وَالْكَدِّ

لَهُ نَعَراتٌ بِالْفَلاةِ كَأَنَّها
عَلَى عُدَوَاءِ الدَّارِ جَلْجَلَةُ الرَّعْدِ

يُمَزِّقُ أَسْتَارَ الظَّلامِ بِأَعْيُنٍ
تَطِيرُ شَراراً كَالسُّقَاطِ مِنَ الزَّنْدِ

كَأَنَّهُمَا مَاوِيَّتَانِ أُدِيرَتَا
إِلَى الشَّمْسِ فَانْبَثَّا شُعَاعاً مِنَ الْوَقْدِ

فَهَذَا الَّذِي أَلْقَاهُ مِنْكَ عَلَى النَّوَى
فَرَاخِي وَثَاقِي يَا بْنَةَ القَوْمِ أَوْ شُدِّي


محمود سامي البارودي

الحمدان
07-04-2024, 10:51 PM
رُدَّتِ الروحُ عَلى المُضنى مَعَك
أَحسَنُ الأَيّامِ يَومٌ أَرجَعَك

مَرَّ مِن بُعدِكَ ما رَوَّعَني
أَتُرى يا حُلوُ بُعدي رَوَّعَك

كَم شَكَوتُ البَينَ بِاللَيلِ إِلى
مَطلَعِ الفَجرِ عَسى أَن يُطلِعَك

وَبَعَثتُ الشَوقَ في ريحِ الصَبا
فَشَكا الحُرقَةَ مِمّا اِستَودَعَك

يا نَعيمي وَعَذابي في الهَوى
بِعَذولي في الهَوى ما جَمَعَك

أَنتَ روحي ظَلَمَ الواشي الَّذي
زَعَمَ القَلبَ سَلا أَو ضَيَّعَك

مَوقِعي عِندَكَ لا أَعلَمُه
آهِ لَو تَعلَمُ عِندي مَوقِعَك

أَرجَفوا أَنَّكَ شاكٍ موجَعٌ
لَيتَ لي فَوقَ الضَنا ما أَوجَعَك

نامَتِ الأَعيُنُ إِلّا مُقلَةً
تَسكُبُ الدَمعَ وَتَرعى مَضجَعَك


أحمد شوقي

الحمدان
07-04-2024, 11:02 PM
يَقولُ أُناسُ لَو وَصَفتَ لَنا الهَوى
لَعَلَّ الَّذي لا يَعرِفُ الحُبَّ يَعرِفُ

فَقُلتُ لَقَد ذُقتُ الهَوى ثُمَّ ذُقتُهُ
فَوَ اللَهِ ما أَدري الهَوى كَيفَ يوصَفُ


احمد شوقي

الحمدان
07-04-2024, 11:03 PM
تَأتي الدَلالَ سَجِيَّةً وَتَصَنُّعاً
وَأَراكَ في حالَي دَلالِكَ مُبدِعا

تِه كَيفَ شِئتَ فَما الجَمالُ بِحاكِمٍ
حَتّى يُطاعَ عَلى الدَلالِ وَيُسمَعا

لَكَ أَن يُرَوِّعَكَ الوُشاةُ مِنَ الهَوى
وَعَلَيَّ أَن أَهوى الغَزالَ مُرَوَّعا

قالوا لَقَد سَمِعَ الغَزالُ لِمَن وَشى
وَأَقولُ ما سَمِعَ الغَزالُ وَلا وَعى

أَنا مَن يُحِبُّكَ في نِفارِكَ مُؤنِساً
وَيُحِبُّ تيهَكَ في نِفارِكَ مَطمَعا

قَدَّمتُ بَينَ يَدَيَّ أَيّامَ الهَوى
وَجَعَلتُها أَمَلاً عَلَيكَ مُضَيَّعا

وَصَدَقتُ في حُبّي فَلَستُ مُبالِياً
أَن أُمنَحَ الدُنيا بِهِ أَو أُمنَعا

يا مَن جَرى مِن مُقلَتَيهِ إِلى الهَوى
صِرفاً وَدارَ بِوَجنَتَيهِ مُشعشَعا

اللَهَ في كَبِدٍ سَقَيتَ بِأَربَعٍ
لَو صَبَّحوا رَضوى بِها لَتَصَدَّعا


احمد شوقي

الحمدان
07-04-2024, 11:05 PM
عَلَّموهُ كَيفَ يَجفو فَجَفا
ظالِمٌ لاقَيتُ مِنهُ ما كَفى

مُسرِفٌ في هَجرِهِ ما يَنتَهي
أَتُراهُم عَلَّموهُ السَرَفا

جَعَلوا ذَنبي لَدَيهِ سَهَري
لَيتَ يَدري إِذ دَرى الذَنبَ عَفا

عَرَفَ الناسُ حُقوقي عِندَهُ
وَغَريمي ما دَرى ما عَرَفا

صَحَّ لي في العُمرِ مِنهُ مَوعِدٌ
ثُمَّ ما صَدَّقتُ حَتّى أَخلَفا

وَيَرى لي الصَبرَ قَلبٌ ما دَرى
أَنَّ ما كَلَّفَني ما كَلَّفا

مُستَهامٌ في هَواهُ مُدنَفٌ
يَتَرَضّى مُستَهاماً مُدنَفا

يا خَليلَيَّ صِفا لي حيلَةً
وَأَرى الحيلَةَ أَن لا تَصِفا

أَنا لَو نادَيتُهُ في ذِلَّةٍ
هِيَ ذي روحي فَخُذها ما اِحتَفى


احمد شوقي

الحمدان
07-05-2024, 01:58 PM
اللَهُ يَحكُمُ في المَدائِنِ وَالقُرى
يا ميتَ غَمرَ خُذي القَضاءَ كَما جَرى

ما جَلَّ خَطبٌ ثُمَّ قيسَ بِغَيرِهِ
إِلّا وَهَوَّنَهُ القِياسُ وَصَغَّرا

فَسَلي عَمورَةَ أَو سدونَ تَأَسِّياً
أَو مَرتَنيقَ غَداةَ وُورِيَتِ الثَرى

مُدنٌ لَقينَ مِنَ القَضاءِ وَنارِهِ
شَرَراً بِجَنبِ نَصيبِها مُستَصغَرا

هَذي طُلولُكِ أَنفُساً وَحِجارَةً
هَل كُنتِ رُكناً مِن جَهَنَّمَ مُسعَرا

قَد جِئتُ أَبكيها وَآخُذُ عِبرَةً
فَوَقَفتُ مُعتَبِراً بِها مُستَعبِرا

أَجِدُ الحَياةَ حَياةَ دَهرٍ ساعَةً
وَأَرى النَعيمَ نَعيمَ عُمرٍ مُقصِرا

وَأَعُدُّ مِن حَزمِ الأُمورِ وَعَزمِها
لِلنَفسِ أَن تَرضى وَأَلّا تَضجَرا

ما زِلتُ أَسمَعُ بِالشَقاءِ رِوايَةً
حَتّى رَأَيتُ بِكِ الشَقاءَ مُصَوَّرا

فَعَلَ الزَمانُ بِشَملِ أَهلِكِ فِعلَهُ
بِبَني أُمَيَّةَ أَو قَرابَةِ جَعفَرا

بِالأَمسِ قَد سَكَنوا الدِيارَ فَأَصبَحوا
لا يَنظُرونَ وَلا مَساكِنُهُم تُرى

فَإِذا لَقيتَ لَقيتَ حَيّاً بائِساً
وَإِذا رَأَيتَ رَأَيتَ مَيتاً مُنكَرا

وَالأُمَّهاتُ بِغَيرِ صَبرٍ هَذِهِ
تَبكي الصَغيرَ وَتِلكَ تَبكي الأَصغَرا

مِن كُلِّ مودِعَةِ الطُلولِ دُموعَها
مِن أَجلِ طِفلٍ في الطُلولِ اِستَأخَرا

كانَت تُؤَمِّلُ أَن تَطولَ حَياتُهُ
وَاليَومَ تَسأَلُ أَن يَعودَ فَيُقبَرا

طَلَعَت عَلَيكِ النارُ طَلعَةَ شُؤمِها
فَمَحَتكِ آساساً وَغَيَّرَتِ الذُرا

مَلَكَت جِهاتِكِ لَيلَةً وَنَهارَها
حَمراءَ يَبدو المَوتُ مِنها أَحمَرا

لا تَرهَبُ الطوفانَ في طُغيانِها
لَو قابَلَتهُ وَلا تَهابُ الأَبحُرا

لَو أَنَّ نيرونُ الجَمادَ فُؤادُهُ
يُدعى لِيَنظُرَها لَعافَ المَنظَرا

أَو أَنَّهُ اِبتُلِيَ الخَليلُ بِمِثلِها
أَستَغفِرُ الرَحمَنَ وَلّى مُدبِرا

أَو أَنَّ سَيلاً عاصِمٌ مِن شَرِّها
عَصَمَ الدِيارَ مِنَ المَدامِعِ ما جَرى

أَمسى بِها كُلُّ البُيوتِ مُبَوَّباً
وَمُطَنَّباً وَمُسَيَّجاً وَمُسَوَّرا

أَسَرَتهُمو وَتَمَلَّكَت طُرُقاتِهِم
مَن فَرَّ لَم يَجِدِ الطَريقَ مُيَسَّرا

خَفَّت عَلَيهِم يَومَ ذَلِكَ مَورِداً
وَأَضَلَّهُم قَدَرٌ فَضَّلوا المَصدَرا

حَيثُ اِلتَفَتَّ تَرى الطَريقَ كَأَنَّها
ساحاتُ حاتِمَ غِبَّ نيرانِ القِرى

وَتَرى الدَعائِمَ في السَوادِ كَهَيكَلٍ
خَمَدَت بِهِ نارُ المَجوسِ وَأَقفَرا

وَتَشَمُّ رائِحَةَ الرُفاتِ كَريهَةً
وَتَشَمُّ مِنها الثاكِلاتُ العَنبَرا

كَثُرَت عَلَيها الطَيرُ في حَوماتِها
يا طَيرُ كُلُّ الصَيدِ في جَوفِ الفَرا

هَل تَأمَنينَ طَوارِقَ الأَحداثِ أَن
تَغشى عَلَيكِ الوَكرَ في سِنَةِ الكَرى

وَالناسُ مِن داني القُرى وَبَعيدِها
تَأتي لِتَمشِيَ في الطُلولِ وَتَخبُرا

يَتَساءَلونَ عَنِ الحَريقِ وَهَولِهِ
وَأَرى الفَرائِسَ بِالتَساؤُلِ أَجدَرا

يا رَبِّ قَد خَمَدَت وَلَيسَ سِواكَ مَن
يُطفي القُلوبَ المُشعَلاتِ تَحَسُّرا

فَتَحوا اِكتِتاباً لِلإِعانَةِ فَاِكتَتِب
بِالصَبرِ فَهوَ بِمالِهِم لا يُشتَرى

إِن لَم تَكُن لِلبائِسينَ فَمَن لَهُم
أَو لَم تَكُن لِلّاجِئينَ فَمَن تَرى

فَتَوَلَّ جَمعاً في اليَبابِ مُشَتَّتاً
وَاِرحَم رَميماً في التُرابِ مُبَعثَرا

فَعَلَت بِمِصرَ النارُ ما لَم تَأتِهِ
آياتُكَ السَبعُ القَديمَةُ في الوَرى

أَوَ ما تَراها في البِلادِ كَقاهِرٍ
في كُلِّ ناحِيَةٍ يُسَيِّرُ عَسكَرا

فَاِدفَع قَضاءَكَ أَو فَصَيِّر نارَهُ
بَرداً وَخُذ بِاللُطفِ فيما قُدِّرا

مُدّوا الأَكُفَّ سَخِيَّةً وَاِستَغفِري
يا أُمَّةً قَد آنَ أَن تَستَغفِرا

أَولى بِعَطفِ الموسِرينَ وَبِرِّهِم
مَن كانَ مِثلَهُمو فَأَصبَحَ مُعسِرا

يا أَيُّها السُجَناءُ في أَموالِهِم
أَأَمِنتُمو الأَيّامَ أَن تَتَغَيَّرا

لا يَملكُ الإِنسانُ مِن أَحوالِهِ
ما تَملكُ الأَقدارُ مَهما قَدَّرا

لا يُبطِرَنَّكَ مِن حَريرٍ مَوطِئٌ
فَلَرُبَّ ماشٍ في الحَريرِ تَعَثَّرا

وَإِذا الزَمانُ تَنَكَّرَت أَحداثُهُ
لِأَخيكَ فَاِذكُرهُ عَسى أَن تُذكَرا


أحمد شوقي

الحمدان
07-05-2024, 01:59 PM
بَني القِبطِ إِخوانُ الدُهورِ رُوَيدَكُم
هَبوهُ يَسوعاً في البَرِيَّةِ ثانِيا

حَمَلتُم لِحِكمِ اللَهِ صَلبَ اِبنِ مَريَمٍ
وَهَذا قَضاءُ اللَهِ قَد غالَ غالِيا

سَديدُ المَرامي قَد رَماهُ مُسَدِّدٌ
وَداهِيَةُ السُوّاسِ لاقى الدَواهِيا

وَوَاللَهِ أَو لَم يُطلِقِ النارَ مُطلِقٌ
عَلَيهِ لَأَودى فَجأَةً أَو تَداوِيا

قَضاءٌ وَمِقدارٌ وَآجالُ أَنفُسٍ
إِذا هِيَ حانَت لَم تُؤَخَّر ثَوانِيا

نَبيدُ كَما بادَت قَبائِلُ قَبلَنا
وَيَبقى الأَنامُ اِثنَينِ مَيتاً وَناعِيا

تَعالَوا عَسى نَطوي الجَفاءَ وَعَهدَهُ
وَنَنبِذُ أَسبابَ الشِقاقِ نَواحِيا

أَلَم تَكُ مِصرٌ مَهدَنا ثُمَّ لَحدَنا
وَبَينَهُما كانَت لِكُلٍّ مَغانِيا

أَلَم نَكُ مِن قَبلِ المَسيحِ اِبنِ مَريَمٍ
وَموسى وَطَهَ نَعبُدُ النيلَ جارِيا

فَهَلّا تَساقَينا عَلى حُبِّهِ الهَوى
وَهَلّا فَدَيناهُ ضِفافاً وَوادِيا

وَما زالَ مِنكُم أَهلُ وُدٍّ وَرَحمَةٍ
وَفي المُسلِمينَ الخَيرُ ما زالَ باقِيا

فَلا يَثنِكُم عَن ذِمَّةٍ قَتلُ بُطرُسٍ
فَقِدماً عَرَفنا القَتلَ في الناسِ فاشِيا


احمد شوقي

الحمدان
07-05-2024, 01:59 PM
عَظيمُ الناسِ مَن يَبكي العِظاما
وَيَندُبُهُم وَلَو كانوا عِظاما

وَأَكرَمُ مِن غَمامٍ عِندَ مَحلٍ
فَتىً يُحيِ بِمِدحَتِهِ الكِراما

وَما عُذرُ المُقَصِّرِ عَن جَزاءٍ
وَما يَجزيهُمو إِلى كَلاما

فَهَل مِن مُبلِغٍ غَليومَ عَنّي
مَقالاً مُرضِياً ذاكَ المَقاما

رَعاكَ اللَهُ مِن مَلِكٍ هُمامٍ
تَعَهَّدَ في الثَرى مَلِكاً هُماما

أَرى النِسيانَ أَظمَأَهُ فَلَمّا
وَقَفتَ بِقَبرِهِ كُنتَ الغَماما

تُقَرِّبُ عَهدَهُ لِلناسِ حَتّى
تَرَكتَ الجَليلَ في التاريخِ عاما

أَتَدري أَيَّ سُلطانٍ تُحَيّي
وَأَيَّ مُمَلَّكٍ تُهدي السَلاما

دَعَوتَ أَجَلَّ أَهلِ الأَرضِ حَرباً
وَأَشرَفَهُم إِذا سَكَنوا سَلاما

وَقَفتَ بِهِ تُذَكِّرُهُ مُلوكاً
تَعَوَّدَ أَن يُلاقوهُ قِياما

وَكَم جَمَعَتهُمو حَربٌ فَكانوا
حَدائِدَها وَكانَ هُوَ الحُساما

كِلامٌ لِلبَرِيَّةِ دامِياتٌ
وَأَنتَ اليَومَ مَن ضَمَدَ الكلاما

فَلَمّا قُلتَ ما قَد قُلتَ عَنهُ
وَأَسمَعتَ المَمالِكَ وَالأَناما

تَساءَلَتِ البَرِيَّةُ وَهيَ كَلمى
أَحُبّاً كانَ ذاكَ أَمِ اِنتِقاما

وَأَنتَ أَجَلُّ أَن تُزري بِمَيتٍ
وَأَنتَ أَبَرُّ أَن تُؤذي عِظاما

فَلَو كانَ الدَوامُ نَصيبَ مَلكٍ
لَنالَ بِحَدِّ صارِمِهِ الدَواما


احمد شوقي

الحمدان
07-05-2024, 01:59 PM
فَدَيناهُ مِن زائِرٍ مُرتَقَب
بَدا لِلوُجودِ بِمَرأىً عَجَب

تَهُزُّ الجِبالَ تَباشيرُهُ
كَما هَزَّ عِطفَ الطَروبِ الطَرَب

وَيُحلي البِحارَ بِلَألائِهِ
فَمِنّا الكُؤوسُ وَمِنهُ الحَبَب

مَنارُ الحُزونِ إِذا ما اِعتَلى
مَنارُ السُهولِ إِذا ما اِنقَلَب

أَتانا مِنَ البَحرِ في زَورَقٍ
لُجَيناً مَجاذيفُهُ مِن ذَهَب

فَقُلنا سُلَيمانُ لَو لَم يَمُت
وَفِرعَونُ لَو حَمَلَتهُ الشُهُب

وَكِسرى وَما خَمَدَت نارهُ
وَيوسُفُ لَو أَنَّهُ لَم يَشِب

وَهَيهاتَ ما تُوِّجوا بِالسَنا
وَلا عَرشُهُم كانَ فَوقَ السُحُب

أَنافَ عَلى الماءِ ما بَينَها
وَبَينَ الجِبالِ وَشُمَّ الهُضَب

فَلا هُوَ خافٍ وَلا ظاهِرٌ
وَلا سافِرٌ لا وَلا مُنتَقِب

وَلَيسَ بِثاوٍ وَلا راحِلٍ
وَلا بِالبَعيدِ وَلا المُقتَرِب

تَوارى بِنِصفٍ خِلالَ السُحُب
وَنِصفٌ عَلى جَبَلٍ لَم يَغِب

يُجَدِّدُها آيَةً قَد خَلَت
وَيَذكُرُ ميلادَ خَيرِ العَرَب


احمد شوقي

الحمدان
07-05-2024, 02:00 PM
أَرى شَجَراً في السَماءِ اِحتَجَب
وَشَقَّ العَنانَ بِمَرأى عَجَب

مَآذِنُ قامَت هُنا أَو هُناكَ
ظَواهِرُها دَرَجٌ مِن شَذَب

وَلَيسَ يُؤَذِّنُ فيها الرِجالُ
وَلَكِن تَصيحُ عَلَيها الغُرُب

وَباسِقَةٍ مِن بَناتِ الرِمالِ
نَمَت وَرَبَت في ظِلالِ الكُثُب

كَسارِيَةِ الفُلكِ أَو كَالمِسَل
لَةِ أَو كَالفَنارِ وَراءَ العَبَب

تَطولُ وَتَقصُرُ خَلفَ الكَثيبِ
إِذا الريحُ جاءَ بِهِ أَو ذَهَب

تُخالُ إِذا اِتَّقَدَت في الضُحى
وَجَرَّ الأَصيلُ عَلَيها اللَهَب

وَطافَ عَلَيها شُعاعُ النَهارِ
مِنَ الصَحوِ أَو مِن حَواشي السُحُب

وَصيفَةَ فِرعَونَ في ساحَةٍ
مِنَ القَصرِ واقِفَةً تَرتَقِب

قَدِ اِعتَصَبَت بِفُصوصِ العَقيقِ
مُفَصَّلَةً بِشُذورِ الذَهَب

وَناطَت قَلائِدَ مَرجانِها
عَلى الصَدرِ وَاِتَّشَحَت بِالقَصَب

وَشَدَّت عَلى ساقِها مِئزَراً
تَعَقَّدَ مِن رَأسِها لِلذَنَب

أَهَذا هُوَ النَخلُ مَلكُ الرِياضِ
أَميرُ الحُقولِ عَروسُ العِزَب

طَعامُ الفَقيرِ وَحَلوى الغَنِيِّ
وَزادُ المُسافِرِ وَالمُغتَرِب

فَيا نَخلَةَ الرَملِ لَم تَبخَلي
وَلا قَصَّرَت نَخَلاتُ التُرَب

وَأَعجَبُ كَيفَ طَوى ذِكرَكُنَّ
وَلَم يَحتَفِل شُعَراءُ العَرَب

أَلَيسَ حَراماً خُلُوُّ القَصا
ئِدِ مِن وَصفِكُنَّ وَعُطلُ الكُتُب

وَأَنتُنَّ في الهاجِراتِ الظِلالُ
كَأَنَّ أَعالِيَكُنَّ العَبَب

وَأَنتُنَّ في البيدِ شاةُ المُعيلِ
جَناها بِجانِب أُخرى حَلَب

وَأَنتُنَّ في عَرَصاتِ القُصورِ
حِسانُ الدُمى الزائِناتُ الرَحَب

جَناكُنَّ كَالكَرمِ شَتّى المَذاقِ
وَكَالشَهدِ في كُلِّ لَونٍ يُحَب


احمد شوقي

الحمدان
07-05-2024, 02:00 PM
وَعِصابَةٍ بِالخَيرِ أُلِّفَ شَملُهُم
وَالخَيرُ أَفضَلُ عُصبَةً وَرِفاقا

جَعَلوا التَعاوُنَ وَالبِنايَةَ هَمَّهُم
وَاِستَنهَضوا الآدابَ وَالأَخلاقا

وَلَقَد يُداوونَ الجِراحَ بِبِرِّهِم
وَيُقاتِلونَ البُؤسَ وَالإِملاقا

يَسمونَ بِالأَدَبِ الجَديدِ وَتارَةً
يَبنونَ لِلأَدَبِ القَديمِ رِواقا

بَعَثَ اِهتِمامَهُمو وَهاجَ حَنانَهُم
زَمَنٌ يُثيرُ العَطفَ وَالإِشفاقا

عَرَضَ القُعودُ فَكانَ دونَ نُبوغِهِ
قَيداً وَدونَ خُطى الشَبابِ وِثاقا

البُلبُلُ الغَرِدُ الَّذي هَزَّ الرُبى
وَشَجى الغُصونَ وَحَرَّكَ الأَوراقا

خَلَفَ البَهاءَ عَلى القَريضِ وَكَأسِهِ
فَسَقى بِعَذبِ نَسيبِهِ العُشّاقا

في القَيدِ مُمتَنِعُ الخُطى وَخَيالِهِ
يَطوي البِلادَ وَيَنشُرُ الآفاقا

سَبّاقُ غاياتِ البَيانِ جَرى بِلا
ساقٍ فَكَيفَ إِذا اِستَرَدَّ الساقا

لَو يَطعمُ الطِبُّ الصَناعُ بَيانَهُ
أَو لَو يُسيغُ لِما يَقولُ مَذاقا

غالى بِقيمَتِهِ فَلَم يَصنَع لَهُ
إِلّا الجَناحَ مُحَلِّقاً خَفّاقا


احمد شوقي

الحمدان
07-05-2024, 02:00 PM
أَبولّو مَرحَباً بِكِ يا أَبولّو
فَإِنَّكِ مِن عُكاظِ الشِعرِ ظِلُّ

عُكاظُ وَأَنتِ لِلبُلَغاءِ سوقٌ
عَلى جَنَباتِها رَحَلوا وَحَلّوا

وَيَنبوعٌ مِنَ الإِنشادِ صافِ
صَدى المُتَأَدِّبينَ بِهِ يُقَلُّ

وَمِضمارٌ يَسوقُ إِلى القَوافي
سَوابِقُها إِذا الشُعَراءُ قَلّوا

يَقولُ الشِعرَ قائِلُهُم رَصيناً
وَيُحسِنُ حينَ يُكثِرُ أَو يُقِلُّ

وَلَولا المُحسِنونَ بِكُلِّ أَرضِ
لَما سادَ الشُعوبُ وَلا اِستَقَلّوا

عَسى تَأتينَنا بِمُعَلَّقاتٍ
نَروحُ عَلى القَديمِ بِها نُدِلُّ

لَعَلَّ مَواهِباً خَفِيَت وَضاعَت
تُذاعُ عَلى يَدَيكِ وَتُستَغَلُّ

صَحائِفُكِ المُدَبَّجَةُ الحَواشي
رُبى الوَردِ المُفَتَّحِ أَو أَجَلُّ

رَياحينُ الرِياضِ يُمَلُّ مِنها
وَرَيحانُ القَرائِحِ لا يُمَلُّ

يُمَهِّدُ عَبقَرِيُّ الشِعرِ فيها
لِكُلِّ ذَخيرَةٍ فيها مَحَلُّ

وَلَيسَ الحَقُّ بِالمَنقوصِ فيها
وَلا الأَعراضُ فيها تُستَحَلُّ

وَلَيسَت بِالمَجالِ لِنَقدِ باغٍ
وَراءَ يَراعِهِ حَسَدٌ وَغِلُّ


احمد شوقي

الحمدان
07-05-2024, 02:01 PM
بي مِثلُ ما بِكِ يا قُمرِيَّةَ الوادي
نادَيتُ لَيلى فَقومي في الدُجى نادي

وَأَرسِلي الشَجوَ أَسجاعاً مُفَصَّلَةٌ
أَو رَدِّدي مِن وَراءِ الأَيكِ إِنشادي

لا تَكتُمي الوَجدَ فَالجُرحانِ مِن شَجَنٍ
وَلا الصَبابَةَ فَالدَمعانِ مِن وادِ

تَذَكَّري هَل تَلاقَينا عَلى ظَمَإٍ
وَكَيفَ بَلَّ الصَدى ذو الغُلَّةِ الصادي

وَأَنتِ في مَجلِسِ الرَيحانِ لاهِيَةٌ
ما سِرتِ مِن سامِرٍ إِلا إِلى نادي

تَذَكَّري قُبلَةً في الشَعرِ حائِرَةً
أَضَلَّها فَمَشَت في فَرقِكِ الهادي

وَقُبلَةً فَوقَ خَدٍّ ناعِمٍ عَطِرٍ
أَبهى مِنَ الوَردِ في ظِلِّ النَدى الغادي

تَذَكَّري مَنظَرَ الوادي وَمَجلِسَنا
عَلى الغَديرِ كَعُصفورَينِ في الوادي

وَالغُصنُ يَحنو عَلَينا رِقَّةً وَجَوىً
وَالماءُ في قَدَمَينا رائِحٌ غادِ

تَذَكَّري نَغَماتٍ هَهُنا وَهُنا
مِن لَحنِ شادِيَةٍ في الدَوحِ أَو شادي

تَذَكَّري مَوعِداً جادَ الزَمانُ بِهِ
هَل طِرتُ شَوقاً وَهَل سابَقتُ ميعادي

فَنلتُ ما نلتُ مِن سُؤلٍ وَمِن أَمَلِ
وَرُحتُ لَم أَحصِ أَفراحي وَأَعيادي


احمد شوقي

الحمدان
07-05-2024, 02:01 PM
يا شِراعاً وَراءَ دِجلَةَ يَجري
في دُموعي تَجَنَّبَتكَ العَوادي

سِر عَلى الماءِ كَالمَسيحِ رُوَيداً
وَاِجرِ في اليَمِّ كَالشُعاعِ الهادي

وَأتِ قاعاً كَرَفرَفِ الخُلدِ طيباً
أَو كَفِردَوسِهِ بَشاشَةَ وادي

قِف تَمَهَّل وَخُذ أَماناً لِقَلبي
مِن عُيونِ المَها وَراءَ السَوادِ

وَالنُواسِيُّ وَالنَدامى أَمنِهِم
سامِرٌ يَملَأُ الدُجى أَو نادِ

خَطَرَت فَوقَهُ المِهارَةُ تَعدو
في غُبارِ الآباءِ وَالأَجدادِ

أُمَّةٌ تُنشِئُ الحَياةَ وَتَبني
كَبِناءِ الأُبُوَّةِ الأَمجادِ

تَحتَ تاجٍ مِنَ القَرابَةِ وَالمُلكِ
عَلى فَرقِ أَريحِيٍّ جَوادِ

مَلك الشَطِّ وَالفُراتَينِ وَالبَط
حاءِ أَعظِم بِفَيصَلٍ وَالبِلادِ


احمد شوقي

الحمدان
07-05-2024, 02:01 PM
وَجَدتُ الحَياةَ طَريقَ الزُمَر
إِلى بَعثَةٍ وَشُؤونٍ أُخَر

وَما باطِلاً يَنزِلُ النازِلون
وَلا عَبَثاً يُزمِعونَ السَفَر

فَلا تَحتَقِر عالَماً أَنتَ فيهِ
وَلا تَجحَدِ الآخَرَ المُنتَظَر

وَخُذ لَكَ زادَينِ مِن سيرَةٍ
وَمِن عَمَلٍ صالِحٍ يُدَّخَر

وَكُن في الطَريقِ عَفيفَ الخُطا
شَريفَ السَماعِ كَريمَ النَظَر

وَلا تَخلُ مِن عَمَلٍ فَوقَهُ
تَعِش غَيرَ عَبدٍ وَلا مُحتَقَر

وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ
يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر


احمد شوقي

الحمدان
07-05-2024, 02:21 PM
لكل شيء حسن آفة
وآفة المرد نبات اللحى

يا غصنا لما اكتسى نضرة
وابتسم النور عليه ذوى

أحلك الشعر محل القلى
وفل من جفنيك سيف الفنا

كسوف أقمار الدجا شنعة
فكيف إن حل بشمس الضحا

من سودت لحيته خدّه
مات وإن لم يكن رهن الثرى

.....

الحمدان
07-05-2024, 02:46 PM
كَتَبتُ إِلَيكُمُ أَشكو سَقامًا
بَرى جِسمي مِنَ الشَوقِ الشَديدِ

وَفي البَلَدِ القَريبِ عَدِمتُ صَبري
فَكيفَ أَكونُ في البَلَدِ البَعيدِ

نَوَىً بَعدَ الصَدودِ وَأَيُّ شَيءٍ
أَشَدُّ مِنَ النَوى بَعدَ الصُدودِ

عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:19 PM
قالوا هَوَيتَ رَفيعاً نَيِّراً حَسَناً
فَقُلتُ هَذي خِصالٌ حازَها القَمَرُ

قالوا فَمالَكَ مِنهُ قُلتُ مُعتَذِراً
مِثلُ الَّذي لَكُمُ التَسليمُ وَالنَظَرُ

قالوا فَما الحُبُّ إِن كُنتَ اِمرَأً فَطِناً
فَقَد تَحَيَّرَ فيهِ البَدوُ وَالحَضَرُ

فَقُلتُ كَالشَهدِ يَحلو عِندَ كُلِّ فَمٍ
وَفي القُلوبِ لَهيبٌ مِنهُ يَستَعِرُ


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:20 PM
لا تَلُمني عَلى الدُموعِ الجَواري
فَهِيَ عَوني عَلى فِراقِ الجِوارِ

كَم لَئيمٍ يَلَذُّ بِالعَيشِ صَفواً
وَكَريمٍ يَغُصُّ بِالأَكدارِ

لا يَفي الوَصلَ بِالصُدودِ خَليلَيَّ
كَما الخَمرُ لا تَفي بِالخِمارِ

فَاِسقِنيها لَعَلَّها تَصرِفُ الهَمَّ
عَلى طيبِ نَغَمَةِ الأَوتارِ

خَندَريساً كَأَنَّها في دُجى اللَيلِ
بِأَيدي السُقاةِ شَمسُ النَهارِ

إِنَّما العَيشُ في رِياضِ دمَشقٍ
بَينَ أَقمارِها وَبَينَ القَماري

قَد خَلَعتُ العِذارَ فيها وَمازِلتُ
عَلى حُبِّها خَليعَ العِذارِ

مِثلَ ما قَد خَلَعتُ أَثوابَ مَدحي
بِاِختِياري عَلى بَني بَختِيارِ

مُعشُرٌ كَالغُيوثِ في حَلبَةِ السِلمِ
وَفي الحَربِ كَاللُيوثِ الضَواري

بِقُلوبٍ كَأَنَّها مِن جِبالٍ
وَأَكُفٍّ كَأَنَّها مِن بِحارِ

وَكَأَنِّ الإِلَهَ جَلِّ بُراهُم
مِن فَخارٍ وَالناسُ مِن فَخّارِ


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:20 PM
عَلى بابِكُم يا آلَ رُزّيكَ شاعِرٌ
قَنوعٌ كَفاهُ مِنكُمُ الوِدُّ وَالبِشرُ

وَقَد رَدَّهُ البَوّابُ جَهلاً بِوَجهِهِ
كَما رَدَّها يَوماً بِسَوأَتِهِ عَمرو

تَمَنيتُكُم حَتّى إِذا ما قَرَبتُمُ
بَعُدتُم وَما بَيني وَبَينَكُم شِبرُ

وَقَد كانَ مُشتاقاً إِلَيَّ طَلائِعٌ
فَوا عَجَباً لِمَ قَد أَبى صُحبَتي بَدرُ

وَحَتّى حُسَينٌ وَهُوَ سَيِّدُ مَذهَبي
زَوى وَجهَهُ عَنّي كَأَنَّنِيَ الشِمرُ

وَزادَ عَلَيَّ الدَهرُ بُخلَ مُحَمَّدٍ
عَلى أَنَّهُ في كُلِّ أُنمُلَةٍ بَحرُ

وَما كُلُّ ماضٍ كَالحُسامِ لَدى الوَغى
وَلا كُلُّ مِصرٍ في جَلالَتِها مِصرُ

وَلَكِنَّ عِزَ الدينِ قَد نابَ عَنهُم
فَتىً قَد تَساوى عِندَهُ التِبنُ وَالتِبرُ


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:20 PM
عَسى مِن دِيارِ الظاعِنينَ بَشيرُ
وَمِن جَورِ أَيّامِ الفِراقِ مُجيرُ

لَقَد عيلَ صَبري بَعدَهُم وَتَكاثَرَت
هُمومي ولَكِنَّ المُحِبَّ صَبورُ

وَكَم بَينَ أَكنافِ الثُغورِ مُتَيَّمٌ
كَئيبٌ غَزَتهُ أَعيُنٌ وَثُغورُ

سَقى اللَهُ مِن سَطرا وَمقرا مَنازِلاً
بِها لِلنَدامى نَظرَةٌ وَسُرورُ

وَلازالَ ظِلُّ النَيرَبَينِ فَإِنَّهُ
طَويلٌ وَعَيشُ المَرءِ فِيهِ قَصيرُ

فَيا بَرَدى لا زالَ ماؤُكِ بارِداً
عَسى شَبمٌ مِن حافَّتَيكِ نَميرُ

أَبى العَيشَ إِلّا بَينَ أَكنافِ جُلَّقٍ
وَقَد لاحَ فيها نَضرَةٌ وَسُرورُ

وَكَم بِحِمى جيرونَ سِربُ جَآذِرٍ
حَبائِلُهُنَّ المالُ وَهِيَ نَفورُ

وَلَكِن سَأَحويهِ إِذا كُنتُ قاصِداً
إِلى بَلَدٍ فيهِ الصَلاحُ أَميرُ


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:21 PM
يا حابِسَ الكَأسِ خَيلَ الوَردِ قَد وَرَدَت
شُهباً وَكُمتاً أَدِر يا حابِسَ الكاسِ

أَقسَمتُ ما الوَردُ في الأَزهارِ قاطِبَةً
إِلّا كَمِثلِ صَلاحِ الدينِ في الناسِ

الوارِثِ المَجدَ عَن آبائِهِ أَبَداً
مِثلَ الخِلافَةِ في أَولادِ عَبّاسِ


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:21 PM
طافَ عَلى النَدمانِ بِالكاسِ
وَخَدُّهُ مِن لَونِها كاسِ

مُفهَفُ القامَةِ مَمشوقُها
يَخجَلُ مِنهُ غُصُنُ الآسِ

كَم أَتَصَدّى لِجَفا صَدِّهِ
وَكَم أُقاسِ قَلبَهُ القاسي

دِعصُ نَقاً تَحمِلُهُ بانَةٌ
شَمسُ ضُحىً في زِيِّ شَمّاسِ

تَحكي ثَنا الصالِحِ أَنفاسُهُ
وَصُدغُهُ أَيّامَ عَبّاسِ

شَتانَ ما بَينَ الوَزيرَينِ
في العِفَّةِ وَالإِقدامِ وَالباسِ

وَالفائِزُ الصالِحُ في مُلكِهِ
أَصلَحُ عِندَ اللَهِ وَالناسِ

في الشَرقِ وَالغَربِ غَدا ذِكرُهُ
يَسيرُ مِن بَلخٍ إِلى فاسِ

وَرَأسِهِ لَو أَمكَنَ الدَهرُ ما
أَتَيتُهُ إِلّا عَلى راسي


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:21 PM
قالوا يَسُبُّكَ طُغريلُ وَتُهمِلُهُ
فَقُلتُ أَخشى عَلى عِرضي مِنَ الواشي

كُنّا نُحاذِرُ مِنهُ وَهوَ مِرشَحَةٌ
فَكَيفَ لا نَتَّقيهِ وَهوَ جَوباشي

لي أُسوَةٌ بِجَميعِ الخَلقِ يَشتُمُهُم
جُكّا وَدِلماصُ وَالعوذُ بنُ شَوّاشِ


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:22 PM
أَحبابَنا خِنتُم عُهودي وَما
تَرَكتُمُ لِلصُلحِ مِن مَوضِعِ

مِنكُم سُلُوّي كانَ لا مِن يَدي
أَطفَأتُمُ ناري بِما أَدمُعي

وَالآنَ قَد أَنصَفَنا دَهرُنا
مَعكُم هَواكُم وَفُؤادي مَعي


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:22 PM
تُرى عِندَ مَن أَحبَبتُهُ لا عَدِمتُهُ
مِنَ الشَوقِ ما عِندي وَما أَنا صانِعُ

جَميعي إِذا حَدَّثتُ عَن ذاكَ أَلسُنٌ
وَكُلّي إِذا حُدِّثتُ عَنهُ مُسامِعُ


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:22 PM
يا مُخجِلَ البَدرِ كُلَّما طَلَعا
وَفارِسَ الخَيلِ يَومَ كَلَّ وَعى

هَنِئتُ بِالخُلعَةِ الَّتي خَلَعَت
قَلبَ مُعاديكَ وَالحَسودِ مَعا

فَقُل لِشانيكَ إِن ظَفَرتَ بِهِ
قَولاً صَحيحاً يُفيدُ مَن سَمِعا

ما الفَخرُ فيمَن تُزينُهُ خِلَعٌ
الفَخرُ فيمَن يُزَيِّنُ الخِلَعا


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:22 PM
أَما آنَ لِلغَضبانِ أَن يَتَعَطَّفا
لَقَد زادَ ظُلماً في القَطيعَةِ وَالجَفا

بِعادٌ وَلا قُربٌ وَسُخطٌ وَلا رِضىً
وَهَجرٌ وَلا وَصلٌ وَعُذرٌ وَلا وَفا

كَفاني غَراماً كَالغَريمِ عَلى النَوى
وَعِندي مِنَ الشَوقِ المُبرَحِ ما كَفى

تَكَدَّرَ عَيشي بَعدَما كانَ صافِياً
وَقَلبُ الَّذي أَهواهُ أَقسى مِنَ الصَفا

فَيا خَدَّهُ لا زِدتَ إِلّا تَلَهُّباً
وَيا قَدَّهُ لا زِدتَ إِلّا تَهَفهُفا

وَيا رِدفَهُ لا زالَ دِعصُكَ مائِلاً
وَيا طَرفَهُ لا زالَ جَفنُكَ مُدنَفا


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:23 PM
حَبيبٌ لَنا واعِدٌ مَخلَفَ
يَجورُ عَلَينا وَما يُنصِفُ

بِكُلِّ قِباءٍ لَهُ صَعدَةٌ
وَفي كُلِّ جَفنٍ لَهُ مُرهَفُ

فَيَذهَلُ مِن بَأسِهِ عَنتَرٌ
وَيَخجَلُ مِن حُسنِهِ يوسُفُ

أَما وَبُروقِ الثَنايا الَّتي
بِها المِسكُ وَالشُهدُ وَالقَرقَفُ

لَقَد حِرتُ في قَمَرٍ أَحوَرٍ
لَنا ما يَغيبُ وَما يُكسَفُ

شَرِبنا عَلى وَجهِهِ لَيلَةً
عُيونُ سَحائِبُها تَذرِفُ

وَحَرُّ الكَوانينَ مُستَعذَبٌ
بِبَردِ الكَوانينَ مُستَطرَفُ

لَدى شَمعَةٍ مِثلَ لَونِ المُحِبِّ
وَريحُ الحَبيبِ إِذا تَرشِفُ

تَموتُ اِنطِفاءً إِذا سولِمَت
وَتَحيا وَهامَتُها تُقطَفُ

فَقُلتُ وَقَد غابَ جَيشُ السَحابِ
وَطَرفي عَنِ الحِبِّ ما يَطرِفُ

كَأَنَّ الثُرَيّا وَبَدرَ السَماءِ
وَأَنجُمُها طُلَّعٌ تَرجُفُ

يَدٌ قَد أَشارَت إِلى وَردَةٍ
وَحَولَهُما نَرجِسٌ مُضعَفُ


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:23 PM
نَتَفتُ السَوادَ مِن العارِضينَ
عِندَ الشَبيبَةِ نَتفاً عَنيفا

فَلَمّا كَبِرتُ نَتَفتُ البَياضَ
وَقَد صارَ بَعدَ الجَنى الغَضِّ ليفا

فَلَو عَلِمَ الناسُ بِالحالَتَينِ
لَما لَقَّبوني إِلّا النَتيفا


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:23 PM
عُج بِالعَقيقِ وَعَدِّ عَن تَصحيفِهِ
لا خَيرَ فيهِ إِذا اِستَقَلَّ مُصَحَّفا

يا كاتِباً بَخِلَت يَداهُ بِأَحرُفٍ
ماذا تَجودُ إِذا مَنَعتَ الأَحرُفا


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:23 PM
إِلى كَم لا يُفارِقُني الفِراقُ
وَأَحمِلُ في الهَوى ما لا يُطاقُ

لَئِن دامَ المَدى هَجراً وَبَيناً
فَلا شامٌ لَدَيَّ وَلا عِراقُ

أَقولُ لِصاحِبي وَدُموعُ عَيني
تَروقُ لِحاسِدي وَدَمي يُراقُ

أُسِرتُ وَلَم تُغِر لِلسَبي خَيلٌ
قُتِلتُ وَلَم تُقَم لِلحَربِ ساقُ


عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:24 PM
أَعاذِلُ كَيفَ يَنساني حَبيبٌ
وَأَنساهُ وَفي الدُنيا مَشوقُ

يُذَكِّرهُ اِنسِكابَ المُزنِ دَمعي
وَتُذَكِّرُني ثَناياهُ البُروقُ

أَعاذِلُ كَيفَ أَسلو عَن شَقيقٍ
تَساوَت وَجنَتاهُ وَالشَقيقُ

وَاِطَّرَحَ المُدامُ وَفيهِ مِنها
ثَلاثٌ مُقلَةٌ وَفَمٌ وَريقُ

أَعاذِلُ قَلَّ صَبري زادَ شَوقي
حَمَلتُ مِنَ الهَوى ما لا أُطيقُ

أَوَدِّعُهُ وأودِعُهُ فُؤادا
يُعَذِّبُهُ التَفَرُّقُ وَالفَريقُ

عرقلة الدمشقي

الحمدان
07-05-2024, 03:25 PM
إِذا لَعِبَ الغَرامُ بِكُلِّ حُرٍّ
حَمِدتُ تَجَلُّدي وَشكَرتُ صَبري

وَفَضَّلتُ البِعادَ عَلى التَداني
وَأَخفَيتُ الهَوى وَكَتَمتُ سِرّي

وَلا أُبقي لِعُذّالي مَجالًا
وَلا أُشفي العَدُوَّ بِهَتكِ سِتري

عَرَكتُ نَوائِبَ الأَيّامِ حَتّى
عَرَفتُ خَيالَها مِن حَيثُ يَسري

وَذَلَّ الدَهرُ لَمّا أَن رَآني
أُلاقِي كُلَّ نائِبَةٍ بِصَدري

وَما عابَ الزَمانُ عَلَيَّ لَوني
وَلا حَطَّ السَوادُ رَفيعُ قَدري

إِذا ذُكِرَ الفَخارُ بِأَرضِ قَومٍ
فَضَربُ السَيفِ في الهَيجاءِ فَخري

سَمَوتُ إِلى العُلا وَعَلوتُ حَتّى
رَأَيتُ النَجمَ تَحتي وَهوَ يَجري

وَقوماً آخَرينَ سَعَوا وَعادوا
حَيارى ما رَأوا أَثَراً لِأَثري

عنترة بن شداد

الحمدان
07-05-2024, 03:26 PM
وَإِنّي لَأَهوى النَومَ في غَيرِ حينِهِ
لَعَلَّ لِقاءً في المَنامِ يَكونُ

تُحَدِّثُني الأَحلامُ إِنّي أَراكُمُ
فَيا لَيتَ أَحلامَ المَنامِ يَقينُ

شَهِدتُ بِأَنّي لَم أُحِل عَن مَوَدَّةٍ
وَإِنّي بِكُم لَو تَعلَمينَ ضَنينُ

وَإِنَّ فُؤادي لا يَلينُ إِلى هَوى
سِواكِ وَإِن قالوا بَلى سَيَلينُ

قيس بن ذريح

الحمدان
07-05-2024, 03:38 PM
يا من أنابُوا للعظيمِ وأسلمُوا
بالشُّكرِ للمـــــولى الكريمِ ترنّموا

يا من تحبون الرسولَ محمّدا
صلُّوا على خيرِ الأنامِ وسلّمـــوا


اللهم صل وسلم على نبينا محمد

الحمدان
07-05-2024, 04:07 PM
أغارُ عليكَ من إدراكِ طرفي
وأُشفقُ أن يُذيبكَ لمسُ كفّي

فأمتنعُ اللقاء حِذارَ هذا
وأعتمدُ التلاقي حين أغفي

فروحي إن أنمْ بكَ ذو إنفرادٍ
من الأعضاءِ مُستترٌ ومخفي

ووصلُ الروحِ ألطفُ فيكَ وقعًا
من الجسمِ المواصل ألفَ ضعفِ

......

الحمدان
07-05-2024, 04:39 PM
أعارتك دنيا مسترد معارها
غضارة عيشٍ سوف يذوي اخضرارها

وهل يتمنى المحكم الرأي عيشةً
وقد حان من دهم المنايا مزارها

وكيف تلذ العين هجعة ساعةٍ
وقد طال فيما عانته اعتبارها

وكيف تقر النفس في دار نقلةٍ
قد استيقنت أن ليس فيها قرارها

وإني لها في الأرض خاطر فكرةٍ
ولم تدر بعد الموت أين محارها

أليس لها في السعي للفوز شاغل
أما في توقيها العذاب ازدجارها

فخابت نفوس قادها لهو ساعةٍ
إلى حر نارٍ ليس يطفي أوارها

لهاسائق حادٍ حثيث مبادر
إلى غير ما أحضى إليك مدارها

تراد لأمر وهي تطلب غيره
وتقصد وجهاً في سواه سفارها

أمسرعنة فيما يسوء قيامها
وقد أيقنت أن العذاب قصارها

تعطل مفروضاً وتغني بفضلةٍ
لقد شفها طغيانها واغترارها

إلى ما لها منه البلاء سكونها
وعما لها منه النجاح نفاره
ا
وتعرض عن رب دعاها لرشدها
وتتبع دنيا جد عنها فرارها

فيا أيها المغرور بادر برجعةٍ
فللَه دار ليس تخمد نارها

ولا تتخير فانياً دون خالدٍ
دليل على محض العقول اختيارها

أتعلم أن الحق فيما تركته
وتسلك سبلاً ليس يخفى عوارها

وتترك بيضاء المناهج ضلةً
لبهماء يؤذي الرجل فيها عتارها

تسر بلهو معقبٍ بندامةٍ
إذا ما انقضى لا ينقضي مستثارها

وتفنى الليالي والمسرات كلها
وتبقى تباعات الذنوب وعارها

فهل أنت يا مغبون مستيقظ فقد
تبين من سر الخطوب استتارها

فعجل إلى رضوان ربك واجتنب
نواهيه إذ قد تجلى منارها

يجد مرور الدهر عنك بلاعب
وتغري بدنيا ساء فيك سرارها

فكم أمةٍ قد غرها الدهر قبلنا
وهاتيك منها مقفرات ديارها

تذكر على ما قد مضى واعتبر به
فإن المذكي للعقول اعتبارها

تحامى ذراها كل باغٍ وطالبٍ
وكان ضماناً في الأعادي انتصارها

توافت ببطر الأرض وأنشت شملها
وعاد إلى ذي ملكةٍ استعارها

وكم راقدٍ في غفلةٍ عن منيةٍ
مشمرةٍ في القصد وهو سعارها

ومظلمةٍ قد نالها متسلط
مدل بأيدٍ عند ذي العرش ثارها

أراك إذا حاولت دنياك ساعياً
على أنها بادٍ إليك ازورارها

وفي طاعة الرحمن يقعدك الونى
وتبدي أناةً لا يصح اعتذارها

تحاذر إخواناً ستفنى وتنقضي
وتنسى التي فرض عليك حذارها

كأني أرى منك التبرم ظاهراً
مبيناً إذا الأقدار جل اضطرارها

هناك يقول المرء من لي بأعصر
مضت كان ملكا في يدي خيارها

تنبه ليوم قد أظلك ورده
عصيبٍ يوافي النفس فيها احتضارها

تبراً فيه منك كل مخالطٍ
وأن من الآمال فيه انهيارها

فأودعت في ظلماء ضنكٍ مقرها
يلوح عليها للعيون اغبرارها

تنادي فلا تدري المنادي مفرداً
وقد حط عن وجه الحياة خمارها

تنادي إلى يومٍ شديدٍ مفزع
وساعة حشر ليس يخفى اشتهارها

إذا حشرت فيه الوحوش وجمعت
صحائفنا وانثال فينا انتشارها

وزينت الجنات فيه وأزلفت
وأذكي من نار الجحيم استعارها

وكورت الشمس المينرة بالضحى
وأسرع من زهر النجوم انكدارها

لقد جل أمر كان منه انتظامها
وقد حل أمر كان منه انتشارها

وسيرت الأجبال والأرض بدلت
وقد عطلت عن مالكيها عشارها

فإما لدارٍ ليس يفنى نعيمها
وأما لدارٍ لا يفك أسارها

بحضرة جبار رفيقٍ معاقب
فتحصى المعاصي كبرها وصغارها

ويندم يوم البعث جاني صغارها
وتهلك أهليها هناك كبارها

ستغبط أجساد وتحيا نفوسها
إذا ما استوى أسرارها وجهارها

إذا حفهم عفو الإله وفضله
وأسكنهم داراً حلالاً عقارها

سيلحقهم أهل الفسوق إذا استوى
بحلية سبقٍ طرفها وحمارها

يفر بنو الدنيا بدنياهم التي
يظن على أهل الحظوظ اقتصارها

هي الأم خير البر فيها عقوقها
وليس بغير البذل يحمى ذمارها

فما نال منها الحظ إلا مهينها
وما الهلك إلا قربها واعتمارها

تهافت فيها طامع بعد طامعٍ
وقد بان للب الذكي اختبارها

تطامن لغمر الحادثات ولا تكن
لها ذا اعتمارٍ يجتنيك غمارها

وإياك أن تغتر منها بما ترى
فقد صح في العقل الجلي عيارها

رأيت ملوك الأرض يبغون عدةً
ولذة نفسٍ يستطاب اجترارها

وخلوا طريق القصد في مبتغاهم
لمتبعه الصفار جم صغارها

وأن التي يبغون نهج بقيةٍ
مكين لطلاب الخلاص اختصارها

هل العز إلا همة صح صونها
إذا صان همات الرجال انكسارها

وهل رابح إلا امرؤ متوكل
قنوع غنى النفس بادٍ وقارها

ويلقى ولاة الملك خوفاً وفكرة
تضيق بها ذرعاً ويغني اصطبارها

عياناً نرى هذا ولكن سكرةً
أحاطت بنا ما أن يفيق خمارها

تدبر من الباني على الأرض سقفها
وفي علمها معمورها وقفارها

ومن يمسك الإجرام والأرض أمره
بلا عمدٍ يبنى عليه قرارها

ومن قدر التدبير فيها بحكمةٍ
فصح لديها ليلها ونهارها

ومن فثق الأمواه في صفح وجهها
فمنها يغذي حبها وثمارها

ومن صير الألوان في نور نبتها
فأشرق فيها وردها وبهارها

فمنهن مخضر يروق بصيصه
ومنهن ما يغشى اللحاظ احمرارها

ومن حفر الأنهار دون تكلفٍ
فثار من الصم الصلاب انفجارها

ومق رتب الشمس المينر ابيضاضها
غدواً ويبدو بالعشي اصفرارها

ومن خلق الأفلاك فامتد جريها
وأحكمها حتى استقام مدارها

ومن إن المت بالعقول رزية
فليس إلى حي سواه افتقارها

أبان لنا الأيات في أنبيائه
فأمكن بعد العجز فيها اقتدارها

فأنطق أفواها بالفاظ حكمةٍ
وما حلها إثغارها واتغارها

وأبرز من صم الحجارة ناقةً
وأسمعهم في الحين منها خوارها

ليوقن أقوام وتكفر عصبةً
أتاها بأسباب الهلاك قدارها

وشق لموسى البحر دون تكلفٍ
وبان من الأمواج فيه انحسارها

وسلم من نار الأنو خليله
فلم يؤذه أحراقها واعترارها

ونجى من الطوفان نوحاً وقد هدت
به أمة أبدى الفسوق شرارها

ومكن داوداً بأيدٍ وابنه
فتعسيرها ملقىً له وبدارها

وذلل جبار البلاد لأمره
وعلم من طير السماء حوارها

وفضل بالقرآن أمة أحمدٍ
ومكن في أقصر البلاد مغارها

وشق له بدر السماء وخصه
بآيات حقٍ لا يخل معارها

وأنقذنا من كفر أربابنا به
وكان على قطب الهلاك منارها

فما بالنا لا نترك الجهل ويحنا
لنسلم من نار ترامى شرارها


ابن حزم الاندلسي

الحمدان
07-05-2024, 04:39 PM
أرعى النجوم كأنني كلفت أن
أرعى جميع ثبوتها والخنس

فكأنها والليل نيران الجوى
قد أضرمت في فكرتي من حندس

وكأنني أمسيت حارس روضةٍ
خضراء وشح نبتها بالنرجس

لو عاش بطليموس أيقن أنني
أقوى الورى في رصد جري الكنس


ابن حزم الاندلسي

الحمدان
07-05-2024, 04:40 PM
أتيتني وهلال الجو مطلع
قبيل قرع النصارى للنواقيس

كحاجب الشيخ عم الشيب أكثره
وأخمص الرجل في لطفٍ وتقويس

ولاح في الأفق قوس الله مكتسباً
من كل لونٍ كأذناب الطواويس


ابن حزم الاندلسي

الحمدان
07-05-2024, 04:40 PM
قانص الفرصة واعلم أنها
كمضي البرق تمضي الفرص

كم أمور أمكنت أمهلها
هي عندي إذ تولت غصص

بادر الكنز الذي ألفيته
وانتهز صيداً كبازٍ يقنص


إبن حزم الاندلسي

الحمدان
07-05-2024, 04:40 PM
وخذني عصا موسى وهات جميعهم
ولو أنهم حيات ضال نضائض

يذيعون في عيبي عجائب جمة
وقد يتمنى الليث والليث رابض

ويرجون ما لا يبلغون كمثل ما
يرجى محالاً في الإمام الروافض

ولو جلدي في كل قلب ومهجةٍ
لما أثرت فيها العيون المرائض

أبت عن دني الوصف ضربة لازبٍ
كما أبت الفعل الحروف الخوافض

ورأيي له في كل ما غاب مسلك
كما تسلك الجسم العروق النوابض

يبين مدب النمل في غير مشكل
ويستر عنهم للقبول المرابض


ابن حزم الاندلسي

الحمدان
07-05-2024, 04:41 PM
وقد سقط العتب المقدم وامحى
وجاءت جيوش البين تجري وتسرع

وقد ذعر البين الصدود فراعه
فولى فما يدرى له اليوم موضع

كذئب خلا بالصيد حتى أضله
هزير له من جانب الغيل مطلع

لئن سرني في طرده الهجر أنني
لابعاده عني الحبيب لموجع

ولا بد عند الموت من بعض راحةٍ
وفي غبها الموت الوحي المصرع


ابن حزم الاندلسي

الحمدان
07-05-2024, 04:41 PM
عزيز علي اليوم قطع كتابكم
ولكنه لم يلف للود قاطع

فآثرت ان يبقى وداد وينمحي
مداد فإن الفرع للأصل تابع

فكم من كتاب فيه ميتة ربه
ولم يدره إذ نمقته الأصابع


ابن حزم الاندلسي

الحمدان
07-05-2024, 04:41 PM
وذي علة أعيا الطبيب علاجها
ستوردني لا شك منهل مصرعي

رضيت بأن أضحى قتيل وداده
كجارع سم في رحيق مشعشع

فما لليالي ما أقل حياءها
وأولعها بالنفس من كل مولع

كأن زماني عبشمي يخالني
أعنت على عثمان أهل الشيع


ابن حزم الاندلسي

الحمدان
07-05-2024, 04:42 PM
مسهد القلب في خديه أدمعه
قد طالما شرقت بالوجد أضلعه

داني الهموم بعيد الدار نازحها
رجع الأنين سكيب الدمع مفزعه

يأوي إلى زفرات لو يباشرها
قاسي الحديد فواقاً ذات أجمعه

إذا تخلل في أرجائها فرحا
ظللت قواصفها باليأس تقرعه

وإن ونت لوعة عن كنه صولتها
هبت له لوعة رقشاء تلسعه

تاهت به في بحار الحزن فكرته
حتى رمته سحيقاً ضل مرجعه

كم فكرة داهمته في مسارحها
تسقيه سماً نقيعاً بات يجرعه

ذكرى أفيراخه في كل ناحية
توحي إلى القلب أسراراً تقطعه

كم قد تحمل من أعباء نأيهم
نضوا نبا بلذيذ النوم مضجعه

قد عاند الحزن حتى عاد يرحمه
وساور الدمع حتى جف مدمعه

وصار يرحمه من كان يعذله
لما اصطفاه من الأعواز أشنعه

تجول حلته في ذاته فترى
آثار ما الدهر بالأحرار يصنعه

جسم تخونت الأيام جثته
فعاد كالشن مرآه ومسمعه

تناهبت نوب الدنيا محاسنه
فالضيم ملبسه والسجن موضعه

يشكو إلى القيد ما يلقاه من ألم
فبالأنين لدى شكواه يرجعه

يا هاجعا والرزايا لا تؤرقه
قل كيف نهجع من في الكبل مهجعه

أم كيف حاله حي ساكن حدثا
يرنو بعين أسير عز مطمعه

قد طال في هاويات السجن محبسه
وانشت من شغله ما كان يجمعه

فكم زنر بقد الصخر أيسره
وكم أنين بنار الوجد يشفعه

ما رجعت سجعها حينا مطوقة
إلا ومن فضل شحوي ما ترجعه

ولا تجزع كاس الوجد من أحد
إلا ومن فضل وجدي ما تجرعه

يا راحلا عند حي عنده رمقي
أقر السلام على من لم أودعه

وسله بالله عن عهدي الحفظه
فعهده بمكان لا اضيعه

وكيف عني وعن أنسي تصبره
أم كيف بعد بعادي عنه أربعه

تجهمت نوب الدنيا لعامرها
فلا يد عن يد الضرار تمنعه

واطول شوقاه ما جد البعاد بهم
اليهم مذ سعوا للبين أفظعه

لئن تباعد جثماني فلم أرهم
فعندها وأبيك القلب أجمعه

أقول والدهر قد غالت غوائله
وحظ مني مكاناً كان يرفعه

عسى لطائف من لا شيء يعجزه
تحنو على شملنا يوماً فتجمعه

بمبتني المجد مذ خلت تمائمه
بحيث لا نوب الدنيا تضعضعه

بحيث يشتجر الخطي في صفد
ويفطم السيف ذا باس ويرضعه

بالحاجب المرتجى السامي أرومنه
إلى هلال الذي بالمعد مطلعه

سما إلى غاية في المجد ساميه
قتال غاية ما قد كان يرميه

فأصبحت قلل السامين خاضعة
لعزه وسماء المجد موضعه

وارتاح للعرف والحاجات يسألها
فغص بالوفد والآمال مصنعه

نعم الشفيع لمن ضاقت مذاهبه
لدى الخليفة أسمى من يشفعه

وكل زارع خير عند مضطهد
فسوف يحصد ما قد كان يزرعه

فعش عزيزاً على الأيام محتكماً
ما هز ذيل الصبا غصناً يزعزعه


ابن حزم الاندلسي

الحمدان
07-05-2024, 04:42 PM
ولى فولى جميل الصبر يتبعه
وصرخ الدمع ما تخفيه أضلعه

جسم ملول وقلب آلف فإذا
حل الفراق عليه فهو موجعه

لم يستقر به دار ولا وطن
ولا تدفا منه قط مضجعه

كأنما صيغ من رهو السحاب فما
تزال ريح إلى الآفاق تدفعه

كأنما هو توحيد تضيق به
نفس الكفور فتأبى حين تودعه

أو كوكب قاطع في الافق منتقل
فالسير يغريه حيناً ويطلعه

أظنه لوجزته أو تساعده
ألفت عليه انهمال الدمع يتبعه


ابن حزم الاندلسي

الحمدان
07-05-2024, 04:42 PM
أقمنا ساعة ثم إرتحلنا
وما يغنى المشوق وقوف ساعه

كأن الشمل لم يكن ذا اجتماع
إذا ما شتت البين إجتماعه


إبن حزم الاندلسي

الحمدان
07-05-2024, 04:43 PM
ليت الغراب يعيد اليوم لي فعسى
يبين بينهم عني فقد وقفا

أقول والليل قد أرخى أجلته
وقد تألى بألا ينقضي فوفى

والنجم قد حاز في أفق السماء فما
يمضي ولا هو للتغوير منصرفا

تخاله مخطئاً أو خائفاً وجلا
أو راقباً موعداً أو عاشقاً دنفا


إبن حزم الاندلسي

الحمدان
07-05-2024, 04:43 PM
بذلت من الود ما كنت قبل
منعت وأعطيته جزافا

وما لي به من حاجة عند ذاك
ولو جدت قبل بلغت الشفافا

وما ينفع الطب عند الحمام
وينفع قبل الردى من تلافي


ابن حزم الاندلسي

الحمدان
07-05-2024, 05:05 PM
دَعِ الْمَكَارِمَ لَا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا
وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَّاعِمُ الْكَاسِي

أَرَى لِيَ وَجْهًا شَوَّهَ اللهُ خَلْقَهُ
فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وَقُبِّحَ حَامِلُهُ

الحطيئة يجهو نفسه

الحمدان
07-05-2024, 05:06 PM
فيمَ ابتداركما الملامَ ولوعا
أبكيتُ إلّا دمنةً وربوعا

عذلوا فما عَدلوا بقلبي عن هوىً
ودَعَوا فما وجَدوا الشجيَّ سَميعا


البحتري

الحمدان
07-05-2024, 05:07 PM
ألا موتٌ يُباعُ فأشتريهِ
فهذا العيشُ ما لا خَيرَ فيهِ

ألا موتٌ لذيذُ الطعمِ يأتي
يُخَلِّصَنِي من العيشِ الكَريهِ

إذا أبصرتُ قبراً مِن بعيدٍ
وددتُ لو أنني ممّا يليهِ

ألا رَحِمَ المهيمنُ نَفْسَ حُرٍ
تصدَّقَ بالوفاةِ على أخيهِ

الوزير المُهلبي

الحمدان
07-05-2024, 05:08 PM
أقول وربما قولٍ
يُدَلُّ بهِ ويُبتَهَلُ

الا هل تُرجِعُ الأحلامُ
ما كُحْلِت به المُقلُ

وهل ينجابُ عن عَينيَّ
لليلٌ مُطبقٌ أزلُ

الجواهري

الحمدان
07-05-2024, 05:09 PM
أَمَا والّذي أَصْفَاكَ مِنّي مَوَدَّةً
وحُبّاً لكُمْ في حَبّةِ القَلْبِ يُغْرَسُ

لَئِنْ ظَلَّ لي مِنْ فَقْدِ وَجْهِكَ مُوحِشٌ
لَقَدْ ظَلَّ لي مِنْ طُولِ ذِكْرِكَ مُؤْنِسُ

أُناجِيكَ بالأَوْهَامِ حَتّى كَأنّما
أَرَاكَ بِعَيْنَيْ فِكْرَتي حينَ أَجْلِسُ

ديك الجن

الحمدان
07-05-2024, 06:45 PM
يقول الشاعر الجاهلي عروة بن الورد مخاطباً زوجته


دعِيني للغنى أسعى فإنّي
رأيتُ الناس َ شرُّهمُ الفقيرُ
وأبعدُهم وأهونُهم عليهم
وإن أمسى له حسب وخير

ويُقصِيهِ النَّدِيُّ وتَزْدرِيهِ
حليلته وينهره الصغير

ويلقى ذا الغنى وله جلال
يكاد فؤاد صاحبه يطير

قليلٌ ذنبُه ُ والذنبُ جمٌّ
ولكن للغنى ربٌّ غفورُ

------------
صيحة قالها أمير الصعاليك عروة بن الورد منذ خمسة عشر قرن ونصف القرن وما زال صداها يتردد في أنحاء الكون لغاية الآن ، فالفقير ما زال مُحتقراً ذليلاً ويبدو أنه سيظل هكذا إلى يوم القيامة

الحمدان
07-05-2024, 06:51 PM
قلبي غدا مثل الرَمادِ بأضلُعي
وَالوجهُ يشْكو من حَرارةِ أدمُعي

أتريدُ أعذاراً لتهجُرَني بها
أنا لمْ أخُنكَ كما تقولُ وتَدّعي

كلُّ الذينَ تقرّبوا لي غادروا
منْ صِدقِ قلبيَ في الهوى وتَمَنُّعي

لو كُنتُ أرغبُ في سواكَ .بلمحَةٍ
تأتي الملوكُ إذا أشرْتُ بإصبَعي

طَبعي الوَفاءُ وَلنْ أخونَ محبَّتي
إنْ كُنتَ في هذا تَعي أو لاتَعي

أوَهكذا تنسى وقد أمَّلتَني
بغَدٍ جَميلٍ كي يَزيدَ تَوَلُّعي ؟

دَمعي يسيلُ لأنَّ قلبيَ لمْ يَزلْ
يَرجو هَواكَ بنبضِهِ المُتَقَطِّعِ

حَسَناً نَوَيتَ على الرَحيلِ فإنّني
مّخدوع في الحُبِّ لو تبقى مَعي

قد كُنتُ أرجو أن أعيشَ بجَنَّةٍ
فَرَميتَ قلبيَ في خَرابٍ بلقَعِ

فارحَلْ فإنّكَ بعد طولِ نَدامَةٍ
سَترى خياليَ في الجِهاتِ الأربَعِ

ستعودُ لكنْ لنْ أعودَ إليكَ لو
ألفاً وألفاً للهَوى قُلتَ ارجعي

إنّي لأُشفقُ من فَراشاتِ الهَوى
أن تنتهي مَقتولَةً في مَخْدَعي

ماكُنتُ أحسَبُ مَنْ أُريدُ حياتهُ
تَحلو.. بيومٍ يستَلذُّ بمَصرَعي

فارحَلْ بلا عَتَبٍ عليكَ فإنّني
نَدَماً سأحملُ صدمَتي وتَوَجُّعي

......

الحمدان
07-05-2024, 07:20 PM
ويمرُ صوتك في الحنايا مؤنسًا
وكأنّه مطرٌ علىٰ قلبي هطل!

إني أُحبك كم حكتها نبرتي
وردَدتُها حينًا أُحبك لم أزلّ

......

الحمدان
07-05-2024, 07:21 PM
وأهيف القد سهل الخد أسمر
كالخطي صرت به بين الورى سمرا

إن القلوب لتهواه وما برحت
منه على خطرٍ إن ماس أو خطرا

وكان غير عجيبٍ من ملاحته
أن يجمع الحسن فيه الغصن والقمرا

عاثت لحاظك في بستان وجنته
فقام مفترساً باللحظ منتصرا

وقال لي القلب لما صار في يده
هذا الذي لمتني فيه فكيف ترى

دعني أهتك ستري في محبته
وما أبالي ألام الخلق أم عذرا

......

الحمدان
07-05-2024, 07:24 PM
ولي حبيب أنا دَومًا أتابِعُهُ
حلوٌ رقيقٌ أنِيقُ الحَرفِ رائعُهُ

اللهُ حَلاَّهُ في عَينِي وجَمّلَهُ
كأنّهُ البَدرُ قُدّامِي أُطالِعُهُ

أظَلُّ أدخلُ يوميًّا لِصَفحَتِهِ
أرى الجديدَ الّذي خطّت أصابِعُهُ

النّفسُ تهفو ، ولو لم ينتَبِه أحَدٌ
والقلبُ يهوَى ، ولو زادَت مواجِعُهُ

لاحَظتُ أنّ حبيبي اليومَ مُنكَسِرٌ
ولا تَهُونُ على عَينِي مدامِعُهُ

يا ليت أنّ حبيبَ القلبِ يأمرني
إنّي لسامِعُ محبُوبي ..وطائعُهُ

......

الحمدان
07-05-2024, 07:25 PM
تعاهَدْنا المحبة واحتفينا
بها والوقتُ أغدقَ بابتسامِ

فإنْ جارَ الهوى فالوِدُّ يبقى
ويكفي منكَ لو ردّ السلامِ

......

الحمدان
07-05-2024, 08:08 PM
‏من انت حتّى ينحني قلبي له
بالشوق يخفق من لهيب أنيني

من انت طيفك لا يفارق مقلتي
عند الغياب لقد قطعت وتيني

وعجبت أنّي حين يذكر اسمه
يزداد شوقي نحوه وحنيني

والروح من ذكرى له تشتاقه
فشرعت أكتب إسمه بيميني

كان بقربي ما اهتممت لأمره
غاب فأصبح أمره يعنيني

والكون أظلم اين غاب ضياؤه
وكأنّه كان ضياء سنيني

يا ويلتي إنّي فتنت بحبه
مَن ذا الّذي مِن ذا الهوى ينجيني

كان يشكّ بان قلبي ما هوى
والآن أقطع شكّه بيقيني

......

الحمدان
07-05-2024, 08:13 PM
بقول عنترة

ولقد ذكرتك والرماح نواهِلٌ
مِنىً وبيض الهند تقطر من دمِ

فوددت تقبيل السيوف لأنها
لمعت كبارق ثغرك المتبسم

ويقول المتنبي
لا السيف يفعل بي ما أنت فاعله
ولا لقاء عدوي مثل لقياك

لو بات سهم من الأعداء في كبدي
ما نال مني ما نالته عيناكِ

الحمدان
07-05-2024, 08:31 PM
مِنّا الَّذي اِختيرَ الرِجالَ سَماحَةً
وَخَيراً إِذا هَبَّ الرِياحُ الزَعازِعُ

وَمِنّا الَّذي أَعطى الرَسولُ عَطِيَّةً
أُسارى تَميمٍ وَالعُيونُ دَوامِعُ

وَمِنّا الَّذي يُعطي المِئينَ وَيَشتَري الـ
ـغَوالي وَيَعلو فَضلُهُ مَن يُدافِعُ

وَمِنّا خَطيبٌ لا يُعابُ وَحامِلٌ
أَغَرُّ إِذا اِلتَفَّت عَلَيهِ المَجامِعُ

وَمِنّا الَّذي أَحيا الوَئيدَ وَغالِبٌ
وَعَمروٌ وَمِنّا حاجِبٌ وَالأَقارِعُ

وَمِنّا غَداةَ الرَوعِ فِتيانُ غارَةٍ
إِذا مَتَعَت تَحتَ الزُجاجِ الأَشاجِعُ

وَمِنّا الَّذي قادَ الجِيادَ عَلى الوَجا
لِنَجرانَ حَتّى صَبَّحَتها النَزائِعُ

أولَئِكَ آبائي فَجِئني بِمِثلِهِم
إِذا جَمَعَتنا يا جَريرُ المَجامِعُ

نَمَوني فَأَشرَفتُ العَلايَةَ فَوقَكُم
بُحورٍ وَمِنّا حامِلونَ وَدافِعُ

بِهِم أَعتَلي ما حَمَّلَتني مُجاشِعٌ
وَأَصرَعُ أَقراني الَّذينَ أُصارِعُ

فَيا عَجَبي حَتّى كُلَيبٌ تَسُبُّني
كَأَنَّ أَباها نَهشَلٌ أَو مُجاشِعُ

أَتَفخَرُ أَن دَقَّت كُلَيبٌ بِنَهشَلٍ
وَما مِن كُلَيبٍ نَهشَلٌ وَالرَبائِعُ

وَلَكِن هُما عَمّايَ مِن آلِ مالِكٍ
فَأَقعِ فَقَد سُدَّت عَلَيكَ المَطالِعُ

فَإِنَّكَ إِلّا ما اِعتَصَمتَ بِنَهشَلٍ
لَمُستَضعَفٌ يا اِبنَ المَراغَةِ ضائِعُ

الفرزدق

الحمدان
07-05-2024, 08:33 PM
سَل قاهِرَ الفُرسِ وَالرومانِ هَل شَفَعَت
لَهُ الفُتوحُ وَهَل أَغنى تَواليها

غَزى فَأَبلى وَخَيلُ اللَهِ قَد عُقِدَت
بِاليُمنِ وَالنَصرِ وَالبُشرى نَواصيها

يَرمي الأَعادي بِآراءٍ مُسَدَّدَةٍ
وَبِالفَوارِسِ قَد سالَت مَذاكيها

ما واقَعَ الرومَ إِلّا فَرَّ قارِحُها
وَلا رَمى الفُرسَ إِلّا طاشَ راميها

وَلَم يَجُز بَلدَةً إِلّا سَمِعتَ بِها
اللَهُ أَكبَرُ تَدوي في نَواحيها

عِشرونَ مَوقِعَةً مَرَّت مُحَجَّلَةً
مِن بَعدِ عَشرٍ بَنانُ الفَتحِ تُحصيها

وَخالِدٌ في سَبيلِ اللَهِ موقِدُها
وَخالِدٌ في سَبيلِ اللَهِ صاليها

أَتاهُ أَمرُ أَبي حَفصٍ فَقَبَّلَهُ
كَما يُقَبِّلُ آيَ اللَهِ تاليها

وَاِستَقبَلَ العَزلَ في إِبّانِ سَطوَتِهِ
وَمجدِهِ مُستَريحَ النَفسِ هاديها

فَاِعجَب لِسَيِّدِ مَخزومٍ وَفارِسِها
يَومَ النِزالِ إِذا نادى مُناديها

يَقودُهُ حَبَشِيٌّ في عِمامَتِهِ
وَلا تُحَرِّكُ مَخزومٌ عَواليها

أَلقى القِيادَ إِلى الجَرّاحِ مُمتَثِلاً
وَعِزَّةُ النَفسِ لَم تُجرَح حَواشيها

وَاِنضَمَّ لِلجُندِ يَمشي تَحتَ رايَتِهِ
وَبِالحَياةِ إِذا مالَت يُفَدّيها

وَما عَرَتهُ شُكوكٌ في خَليفَتِهِ
وَلا اِرتَضى إِمرَةَ الجَرّاحِ تَمويها

فَخالِدٌ كانَ يَدري أَنَّ صاحِبَهُ
قَد وَجَّهَ النَفسَ نَحوَ اللَهِ تَوجيها

فَما يُعالِجُ مِن قَولٍ وَلا عَمَلٍ
إِلّا أَرادَ بِهِ لِلناسِ تَرفيها

لِذاكَ أَوصى بِأَولادٍ لَهُ عُمَراً
لَمّا دَعاهُ إِلى الفِردَوسِ داعيها

وَما نَهى عُمَرٌ في يَومِ مَصرَعِهِ
نِساءَ مَخزومَ أَن تَبكي بَواكيها

وَقيلَ خالَفتَ يا فاروقُ صاحِبَنا
فيهِ وَقَد كانَ أَعطى القَوسَ باريها

فَقالَ خِفتُ اِفتِتانِ المُسلِمينَ بِهِ
وَفِتنَةُ النَفسِ أَعيَت مَن يُداويها

هَبوهُ أَخطَأَ في تَأويلِ مَقصِدِهِ
وَأَنَّها سَقطَةٌ في عَينِ ناعيها

فَلَن تَعيبَ حَصيفَ الرَأيِ زَلَّتُهُ
حَتّى يَعيبَ سُيوفَ الهِندِ نابيها

تَاللَهِ لَم يَتَّبِع في اِبنِ الوَليدِ هَوىً
وَلا شَفى غُلَّةً في الصَدرِ يَطويها

لَكِنَّهُ قَد رَأى رَأياً فَأَتبَعَهُ
عَزيمَةً مِنهُ لَم تُثلَم مَواضيها

لَم يَرعَ في طاعَةِ المَولى خُؤولَتَهُ
وَلا رَعى غَيرَها فيما يُنافيها

وَما أَصابَ اِبنَهُ وَالسَوطُ يَأخُذُهُ
لَدَيهِ مِن رَأفَةٍ في الحَدِّ يُبديها

إِنَّ الَّذي بَرَأَ الفاروقَ نَزَّهَهُ
عَنِ النَقائِصِ وَالأَغراضِ تَنزيها

فَذاكَ خُلقٌ مِنَ الفِردَوسِ طينَتُهُ
اللَهُ أَودَعَ فيها ما يُنَقّيها

لا الكِبرُ يَسكُنُها لا الظُلمُ يَصحَبُها
لا الحِقدُ يَعرِفُها لا الحِرصِ يُغويها


حافظ ابراهيم

الحمدان
07-05-2024, 09:35 PM
بَلَغتُكَ لَم أَنسُب وَلَم أَتَغَزَّلِ
وَلَمّا أَقِف بَينَ الهَوى وَالتَذَلُّلِ

وَلَمّا أَصِف كَأساً وَلَم أَبكِ مَنزِلاً
وَلَم أَنتَحِل فَخراً وَلَم أَتَنَبَّلِ

فَلَم يُبقِ في قَلبي مَديحُكَ مَوضِعاً
تَجولُ بِهِ ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ

رَأَيتُكَ وَالأَبصارُ حَولَكَ خُشَّعٌ
فَقُلتُ أَبو حَفصٍ بِبُردَيكَ أَم عَلي

وَخَفَّضتُ مِن حُزني عَلى مَجدِ أُمَّةٍ
تَدارَكتَها وَالخَطبُ لِلخَطبِ يَعتَلي

طَلَعتَ بِها بِاليُمنِ مِن خَيرِ مَطلَعٍ
وَكُنتَ لَها في الفَوزِ قِدحَ اِبنِ مُقبِلِ

وَجَرَّدتَ لِلفُتيا حُسامَ عَزيمَةٍ
بِحَدَّيهِ آياتُ الكِتابِ المُنَزَّلِ

مَحَوتَ بِهِ في الدينِ كُلَّ ضَلالَةٍ
وَأَثبَتَّ ما أَثبَتَّ غَيرَ مُضَلَّلِ

لَئِن ظَفِرَ الإِفتاءُ مِنكَ بِفاضِلٍ
لَقَد ظَفِرَ الإِسلامُ مِنكَ بِأَفضَلِ

فَما حَلَّ عَقدَ المُشكِلاتِ بِحِكمَةٍ
سِواكَ وَلا أَربى عَلى كُلِّ حُوَّلِ


حافظ ابراهيم

الحمدان
07-05-2024, 09:36 PM
تَعَمَّدتُ قَتلي في الهَوى وَتَعَمَّدا
فَما أَثِمَت عَيني وَلا لَحظُهُ اِعتَدى

كِلانا لَهُ عُذرٌ فَعُذري شَبيبَتي
وَعُذرُكَ أَنّي هِجتُ سَيفاً مُجَرَّدا

هَوينا فَما هُنّا كَما هانَ غَيرُنا
وَلَكِنَّنا زِدنا مَعَ الحُبِّ سُؤدُدا

وَما حَكَمَت أَشواقُنا في نُفوسِنا
بِأَيسَرَ مِن حُكمِ السَماحَةِ وَالنَدى

نُفوسٌ لَها بَينَ الجُنوبِ مَنازِلٌ
بَناها التُقى وَاِختارَها الحُبُّ مَعبَدا

وَفَتّانَةٍ أَوحى إِلى القَلبِ لَحظُها
فَراحَ عَلى الإيمانِ بِالوَحيِ وَاِغتَدى

تَيَمَّمتُها وَاللَيلُ في غَيرِ زَيِّهِ
وَحاسِدُها في الأُفقِ يُغري بِيَ العِدا

سَرَيتُ وَلَم أَحذَر وَكانوا بِمَرصَدٍ
وَهَل حَذِرَت قَبلي الكَواكِبُ رُصَّدا

فَلَمّا رَأَوني أَبصَروا المَوتَ مُقبِلاً
وَما أَبصَروا إِلّا قَضاءً تَجَسَّدا

فَقالَ كَبيرُ القَومِ قَد ساءَ فَألُنا
فَإِنّا نَرى حَتفاً بِحَتفٍ تَقَلَّدا

فَلَيسَ لَنا إِلّا اِتِّقاءُ سَبيلِهِ
وَإِلّا أَعَلَّ السَيفَ مِنّا وَأَورَدا

فَغَطّوا جَميعاً في المَنامِ لِيَصرِفوا
شَبا صارِمي عَنهُم وَقَد كانَ مُغمَدا

وَخُضتُ بِأَحشاءِ الجَميعِ كَأَنَّهُم
نِيامٌ سَقاهُم فاجِئُ الرُعبِ مُرقِدا

وَرُحتُ إِلى حَيثُ المُنى تَبعَثُ المُنى
وَحَيثُ حَدا بي مِن هَوى النَفسِ ما حَدا

وَحَيثُ فَتاةُ الخِدرِ تَرقُبُ زَورَتي
وَتَسأَلُ عَنّي كُلَّ طَيرٍ تَغَرَّدا

وَتَرجو رَجاءَ اللِصِّ لَو أَسبَلَ الدُجى
عَلى البَدرِ سِتراً حالِكَ اللَونِ أَسوَدا

وَلَو أَنَّهُم قَدّوا غَدائِرَ فَرعِها
فَحاكوا لَهُ مِنها نِقاباً إِذا بَدا

فَلَمّا رَأَتني مُشرِقَ الوَجهِ مُقبِلاً
وَلَم تَثنِني عَن مَوعِدي خَشيَةُ الرَدى

تَنادَت وَقَد أَعجَبتُها كَيفَ فُتَّهُم
وَلَم تَتَّخِذ إِلّا الطَريقَ المُعَبَّدا

فَقُلتُ سَلي أَحشاءَهُم كَيفَ رُوِّعَت
وَأَسيافَهُم هَل صافَحَت مِنهُم يَدا

فَقالَت أَخافُ القَومَ وَالحِقدُ قَد بَرى
صُدورُهُمُ أَن يَبلُغوا مِنكَ مَقصِدا

فَلا تَتَّخِذ عِندَ الرَواحِ طَريقَهُم
فَقَد يُقنَصُ البازي وَإِن كانَ أَصيَدا

فَقُلتُ دَعي ما تَحذَرينَ فَإِنَّني
أُصاحِبُ قَلباً بَينَ جَنبَيَّ أَيِّدا

فَمالَت لِتُغريني وَمالَأَها الهَوى
فَحَدَّثتُ نَفسي وَالضَميرُ تَرَدَّدا

أَهُمُّ كَما هَمَّت فَأَذكُرُ أَنَّني
فَتاكَ فَيَدعوني هُداكَ إِلى الهُدى

كَذَلِكَ لَم أَذكُركَ وَالخَطبُ يَلتَقي
بِهِ الخَطبُ إِلّا كانَ ذِكرُكَ مُسعِدا

أَميرَ القَوافي إِن لي مُستَهامَةً
بِمَدحٍ وَمَن لي فيكَ أَن أَبلُغَ المَدى

أَعِرني لِمَدحيكَ اليَراعَ الَّذي بِهِ
تَخُطُّ وَأَقرِضني القَريضَ المُسَدَّدا

وَمُر كُلَّ مَعنىً فارِسِيٍّ بِطاعَتي
وَكُلَّ نُفورٍ مِنهُ أَن يَتَوَدَّدا

وَهَبنِيَ مِن أَنوارِ عِلمِكَ لَمعَةً
عَلى ضَوئِها أَسري وَأَقفو مَنِ اِهتَدى

وَأَربو عَلى ذاكَ الفَخورِ بِقَولِهِ
إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِدا

سَلَبتَ بِحارَ الأَرضِ دُرَّ كُنوزِها
فَأَمسَت بِحارُ الشِعرِ لِلدُرِّ مَورِدا

وَصَيَّرتَ مَنثورَ الكَواكِبَ في الدُجى
نَظيماً بِأَسلاكِ المَعاني مُنَضَّدا

وَجِئتَ بِأَبياتٍ مِنَ الشِعرِ فُصِّلَت
إِذا ما تَلَوها أُلقِيَ الناسُ سُجَّدا

إِذا ذَكَروا مِنهُ النَسيبَ رَأَيتَنا
وَداعي الهَوى مِنّا أَقامَ وَأَقعَدا

وَإِن ذَكَروا مِنهُ الحَماسَ حَسِبتَنا
نَرى الصارِمَ المَخضوبَ خَدّاً مُوَرَّدا

وَلَو أَنَّني نافَرتُ دَهري وَأَهلَهُ
بِفَخرِكَ ما أَبقَيتُ في الناسِ سَيِّدا


حافظ ابراهيم

الحمدان
07-05-2024, 09:36 PM
صَدَفتُ عَنِ الأَهواءِ وَالحُرُّ يَصدِفُ
وَأَنصَفتُ مِن نَفسي وَذو اللُبِّ يُنصِفُ

صَحِبتُ الهُدى عِشرينَ يَوماً وَلَيلَةً
فَقَرَّ يَقيني بَعدَما كانَ يَرجُفُ

فَرُحتُ وَفي نَفسي مِنَ اليَأسِ صارِمٌ
وَعُدتُ وَفي صَدري مِنَ الحِلمِ مُصحَفُ

وَكُنتُ كَما كانَ اِبنُ عِمرانَ ناشِئاً
وَكانَ كَمَن في سورَةِ الكَهفِ يوصَفُ

كَأَنَّ فُؤادي إِبرَةٌ قَد تَمَغطَسَت
بِحُبِّكَ أَنّى حُرِّفَت عَنكَ تَعطِفُ

كَأَنَّ يَراعي في مَديحِكَ ساجِدٌ
مَدامِعُهُ مِن خَشيَةِ اللَهِ تَذرِفُ

كَأَنَّكَ وَالآمالُ حَولَكَ حُوَّمٌ
نَميرٌ عَلى عِطفَيهِ طَيرٌ تُرَفرِفُ

وَأَزهَرَ في طِرسي يَراعي وَأَنمُلي
وَلَفظي فَباتَ الطِرسُ يَجني وَيَقطِفُ

وَجَمَّعَ مِن أَنوارِ مَدحِكَ طاقَةً
يُطالِعُها طَرفُ الرَبيعِ فَيُطرَفُ

تَهادى بِها الأَرواحُ في كُلِّ سُحرَةٍ
وَتَمشي عَلى وَجهِ الرِياضِ فَتَعرُفُ

إِمامَ الهُدى إِنّي أَرى القَومَ أَبدَعوا
لَهُم بِدَعاً عَنها الشَريعَةُ تَعزِفُ

رَأَوا في قُبورِ المَيِّتينَ حَياتَهُم
فَقاموا إِلى تِلكَ القُبورِ وَطَوَّفوا

وَباتوا عَلَيها جاثِمينَ كَأَنَّهُم
عَلى صَنَمٍ لِلجاهِلِيَّةِ عُكَّفُ

فَأَشرِق عَلى تِلكَ النُفوسِ لَعَلَّها
تَرِقُّ إِذا أَشرَقتَ فيها وَتَلطُفُ

فَأَنتَ بِهِم كَالشَمسِ بِالبَحرِ إِنَّها
تَرُدُّ الأُجاجَ المِلحَ عَذباً فَيُرشَفُ

كَثيرُ الأَيادي حاضِرُ الصَفحِ مُنصِفٌ
كَثيرُ الأَعادي غائِبُ الحِقدِ مُسعِفُ

لَهُ كُلَّ يَومٍ في رِضى اللَهِ مَوقِفٌ
وَفي ساحَةِ الإِحسانِ وَالبِرِّ مَوقِفُ

تَجَلّى جَمالُ الدينِ في نورِ وَجهِهِ
وَأَشرَقَ في أَثناءِ بُردَيهِ أَحنَفُ

رَأَيتُكَ في الإِفتاءِ لا تُغضِبُ الحِجا
كَأَنَّكَ في الإِفتاءِ وَالعِلمِ يوسُفُ

فَأَنتَ لَها إِن قامَ في الشَرقِ مُرجِفٌ
وَأَنتَ لَها إِن قامَ في الغَربِ مُرجِفُ

كَمُلتَ كَمالاً لَو تَناوَلَ كُفرَهُ
لَأَصبَحَ إيماناً بِهِ يُتَحَنَّفُ


حافظ ابراهيم