المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 [37] 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160

الحمدان
07-19-2024, 02:36 PM
يومُ رَذاذٍ مُمسَّكُ الحُجُبِ
يَضحَكُ فيه السُّرورُ من كَثَبِ

ومَجلِسٌ أُسبِلَتْ ستائرُه
على شُموسِ البَهاءِ والحَسَبِ

وقد جرَتْ خيلُ راحِنا خَبَباً
في جَرْيِها أو همَمْنَ بالخَبَبِ

والتهَبَت نَارُنَا فمنظرُها
يُغْنيكَ عن كلِّ منظرٍ عَجَبِ

إذا ارتمَتْ بالشَّرارِ واطَّرَدَتْ
على ذُراها مَطاردُ اللَّهَبِ

رأيتَ ياقوتةً مشبَّكةً
تَطِيرُ عنها قُراضَةُ الذَّهَبِ

طافت بها الكاس وهي مترعة
مبيضّة العارضين بالحبب

فسِرْ إلى المجلسِ الذي ابتسمَتْ
فيه رياضُ الجَمالِ والأدَبِ


السري الرفاء

الحمدان
07-19-2024, 02:37 PM
وقريبةٍ من كلِّ قلبٍ إن بدَتْ
للمَرءِ أدناها إليه وقرَّبَا

روَّى القلوبَ نسيمُها وتلهَّبَتْ
حُسْناً فأذكَت في القلوبِ تلهُّبا

صفراءُ ما عنَّتْ لِعَيْنيْ ناظرٍ
إلا تَوهَّمَها سِناناً مُذْهَبا

فَكَأنَّها ذَهَبٌ حَوى كافورةً
فغدا بِرَيَّاها وراحَ مُطَيَّبَا


السري الرفاء

الحمدان
07-19-2024, 02:37 PM
سَلَوْتُ محمَّداً لمَّا تَمادى
به الهِجرانُ وانقطَع العِتابُ

وقد يُنسَى الربيعُ إذا تَولَّتْ
لَيَاليَهُ وقد يُسْلى الشّبابُ


السرور الوفاء

الحمدان
07-19-2024, 02:38 PM
تَباعَدَ عَنْ عِرْسِه جَعفرُ
فَسرَّهُما البُعدُ بعدَ اقترابِ

وكانت تَصبو إلى غيره
وكانَ إلى غيرِها ذا تَصَابي

فبَينا هُما يَتْبعانِ الهَوَى
على حَذَرٍ مِنهما وارتقابِ

أتاحَ الزمانُ لهُ سَفرةً
مُعجَّلةً لم تَكُنْ في الحِسابِ

فمكَّنَها من قِيادِ الزُّناةِ
وتُمكِنُه من قِيادِ القِحابِ

فوَدَّا وقد وُفِّقَا للفِراقِ
بأنَّ التَّلاقيَ يومَ الحِسابِ


السرير الرفاء

الحمدان
07-19-2024, 02:38 PM
إذا السَّحابُ حَداه البرقُ مَجْنُونا
وحَثَّ منه وَميضُ البرقِ شُؤْبُوبا

وحنَّ حتى أجابَ النَّبْتُ حَنَّتَه
كأنه مذكِرٌ أشجانَها النِّيبا

وحمَّلَ الريحَ حِمْلاً لا كِفاءَ له
يُعيدُ مَنكبَه بالثِّقْلِ مَنكوبا

وسارَ جَحفلُه في الجوِّ وانتشرَتْ
أعلامُه فحبَاها البرقُ تَذهيبا

وخِيلَ بينَ ضِرامٍ ساطعٍ وَحَيَاً
أبو الفوارسِ مَرجُوّاً ومَرهوبا

فجاد حَيّاً أُرَوِّي في زيارتهِم
خوفاً وظّناً أوَرِّي عنه تغييبا

وإن حَمى البينُ عَذْبَاً من مواردِه
إلا خيالاً يَزيدُ القلبَ تَعذيبا

وربَّما جَنَّبتْ ريحُ الجنوبِ حَيَاً
رَدَّ الجَوى فيه حتى عادَ مَربوبا

وشبَّ لي في سوادِ الليل بارقُه
فخِلْتُه في سوادِ القَلبِ مَشبوبا

أقولُ والرّيحُ تَثْني من أعنَّتِه
على الثَّنيَّةِ هَلاَّ رُحْتَ مَسلوبا

أرضٌ إذا نُسِجَتْ فيها مَطارِفُها
زادَتْ لطيبِ الثَّرى أطرافُها طِيبا

لا تستغيثُ إلى الأنواءِ تُربتُها
إذا استغاثَ إليها التَّرْبُ مَكروبا

دَساكِرٌ ورياضٌ حينَ ساعدَني
دِينُ البَطالَةِ كانت لي محاريبا

وما تَنَمَّرَ جِلبابُ الغَمامِ بِها
إلا كسا الرَّوْضَ من نَهرٍ جَلابيبا

كأنما الغيثُ مُرفَضّاً بعَقوتِها
نُعْمى الأمير إذا رفضَّتْ شآبيبا

الواهبِ النْفسِ للأرماحِ في نَشَبٍ
يُعيدُهُ في طلابِ الحَمْدِ مَوهوبا

بينا تراه وأسلابُ الملوكِ له
رأيْتَه بسِجالِ العُرفِ مَسلوبا

كالغيثِ يَبسِمُ للرُّوَّادِ بارِقُه
وربّما عادَ في الأعداءِ أُلهُوبا

أقامَ للرِّفدِ سُوقاً من مَكارِمِه
يُضحي الثَّناءِ إليها الدَّهرَ مَجلوبا

ودَرَّتِ الجُودَ وَعْداً صادقاً يَدُه
وكان ظَنّاً على الأيامِ مَكذوبا

حِلمٌ ومَكرُمَةٌ ما دارَ بينَهما
إلا أراكَ هِضابا أو أهاضيبا

يُقابلُ الخَصْمُ منه مَنْطِقاً ذَرِباً
والقِرْنُ أزرقَ ماضي الحدِّ مَذْرُوبا

أَغَرُّ لا تَخْضِبُ الصَّهباءُ راحتَه
حتى يَرُدَّ القَنا رَيَّانَ مَخضوبا

أقولُ للمُبتغي إدراكَ سُؤددِهِ
خَفِّضْ عليكَ فليسَ النجمُ مطلوبا

إنْ تسألِ السِّلمَ تَسْلَمْ من صَوارِمِه
أو تُؤثِرِ الحربَ تَرجِعْ عنه مَحروبا

كم من جَبينٍ أنارَ السيفُ صفحتَه
فعادَ طرْساً بحدِّ السَّيفِ مَكتوبا

وكم له في الوغى من طَعنةٍ قَتلتْ
عِداه أو نَثرت رُمحاً أنا بيبا

قومٌ إذا جَرَّدوا البيضَ الرِّقاقَ حَوْوا
جُردَ الصَّواهلِ والبِيضَ الرَّعابيبا

بَادون للعِز يَبدو ضَوءُ نارِهمُ
لَيلاً إذا باتَ ضَوءُ البرقِ مَحجوبا

يُعِدُّ من تَغِلبَ صِيداً غَطارِفةً
أضحى مُغالِبُهُم في الحربِ مَغلوبا

أرسَوا قِبَابَهمُ في البرِّ واتَّخذوا
سُوراً عليه من الأرماحِ مَضروبا

إليكَ وافَتْ بنا الآمالُ مُهدِيةً
دُرّاً إلى لُجَجِ الأفكارِ مَنسوبا

من كلِّ مخدومةِ الألفاظِ خادمةٍ
على نَفاسَتِها الغُرَّ المَناجيبا

وكم لأفكارِنا من سِلْكِ قافيةٍ
أصابَ دُرَّ مَساعٍ منك مَثقوبا


السري الرفاء

الحمدان
07-19-2024, 02:39 PM
لنا من الدَّهرِ خَصْمٌ لا نُغالبُه
فما على الدهرِ إنْ ولَّتْ نوائبُه

يرتدُّ عنه جريحاً من يُسَالِمُه
فكيفَ يَسْلَمُ منه من يُحارِبُه

ولو أمِنْتُ الذي تَجني أراقمُه
عليَّ هانَ الذي تَجني عقاربُه

تَظلَّم الشِّعرُ من ليْثٍ يُساوِرُه
إذا تبرَّجَ أو صِلٍّ يُواثبُه

وحُجِّبَت دون رائيها بدائِعُه
وقُيِّدَت دونَ مَسراها غرائبهُ

وكيفَ لا يتحامى سَفْرُها سَنناً
أمسى به أَسَدٌ ضارِ نوائبُه

يا غَيْبَةَ الكَرَمِ المفقودِ غائبُه
وخيْبةَ الأدَبِ المجفوِّ صاحبُه

أَتُستباحُ على قَسْرٍ مَحارِمُه
وتُستَرقُّ على صُغْرٍ كواعبُه

أَبَعْدَ ما انْهَدَّ عُمري في محاسِنه
حتى وَهَى بحُلولِ الشَّيْبِ جائبُه

ورَقرقَ الطْبعُ فيه ماءَ رَوْنَقِهِ
فجاء كالوَشْيِ مصقولاً سَبائبُه

وكانَ كالثَّمَرِ استقصَيْتُ غايَته
خُبْراً فما يبدي إلا أطايبُه

ضَرْبٌ من السِّحْرِ أجْلوه على نَفَرٍ
سِيَّانِ قائلُه فيهم وجالبُه

تُضيءُ مثلَ سطورِ البرْقِ أسطُرُه
كأنما ذَهَبُ القُرطاسِ كاتبُه

تدنَّسَتْ بيدَيْ غَيري مَطارِفُه
وسُوّدَتْ بسوِى قَوْمي مَناسُبه

وَشْيٌ إذا نَمَنمَتْ منه خواطِرُنا
بُرْداً فلا بُدَّ من كفٍّ تُجاذِبُه

نَهْبٌ فلو حضَرَتْه النارُ مُضْرَمةً
جرى إليه يخوضُ النارَ ناهبُه

بل لو تعلَّقَ بالجَوزاءِ هاربُه
ما فاتَ خَطْفَ أبي عثمانَ هاربُه

سَبَى وأبقَتْ بَوادي سَبْيَهِ لُمَحاً
معشوقةً إن عفَتْ عنها عَواقبٌه

إذا الكميُّ تَحامَى بعضَ ما مَلكَتْ
رِماحُه من خطيرٍ فهو واهبُه

له على سَرْجِ شِعْري غارةٌ أبداً
يرتاعُ معقولُه منها وساربُه

فلا السِّنانُ لها دامٍ وقد برقَتْ
فتْكاً ولا السَّيفُ مخضوباً مضاربُه

إذا تخطَّفَ من أولادِنا ولداً
قامتْ بمِثْلِ قوافيه نوادبُه

إليكُمُ عن شِهابٍ طارَ طائِرُهُ
قِدْماً يُعَرِّي أديمَ الجوِّ ثاقبُه

فنضكبُوا عن طريقِ السَّيْلِ تمتنعُوا
من قبلِ أن تَتَهاداكُم غَوارِبُه

فلسْتُ أُهدي إلى قومٍ سَمائِحَه
من بعدِ ما قُسِّمَت فيهم جنائبُه

ولا تَمُدُّوا إلى العيُّوقِ أيديَكم
جَهْلاً فلم يُدرِكَ العيُّوقَ طالبُه

هل للغَنِيَّيْنِ عُذْرٌ في اغتصابِهِما
حَلْياً يَبوء بأَوفْى اللَّعنِ غاصِبُه

قلْ للوزير تحرَّجْ إنْه سَلَبٌ
غَشْماً تعدَّى على المسلوبِ سالبُه

لا يُبعدِ اللهُ دُرّاً حلَّياكَ به
فكَمْ فتىً عُطِّلَتْ منه تَرائِبُه

ومرْكَباً يتحرَّى الصِّدقَ مادِحُه
حُسْناً كما يتحرَّى إلافْكَ عائبُه

مُدَفَّعاً بأكفِّ الظُّلمِ رائضُهُ
مُنكَّباً برماحِ الجُودِ راكبُه

أضحى ابنُ فهْدٍ حَريباً من مَحاسِنه
من بعدِ ما بُذِلَتْ فيها حَرائبُه

وأنتَ لا شكَّ من أفوافِ يُمنَتِه
عارٍ كما عُرِّيَت منها مناكبُه

وكيفَ تسحَبُ وَشْياً قد تداولَه
قومٌ سِواك فقد رَثَّت مساحبُه

تبرَّجَتْ فيهمُ قِدْماً عرايسُه
وأشرقَت فيهمُ دهراً كواكبُه

لا يُعجِبَنَّكَ دينارُ المديحِ ولم
يَضْرِبْهُ باسمِكَ دونَ الناسِ ضارِبُه

فخيرُ صَيدِكَ ما حلَّت مَصايِدُه
وخيرُ مالِكَ ما طابَتْ مَكاسِبُه

وإن أَصَخْتَ لتَغريدِ المديحِ فقد
وافَى مُغَرِّدُهُ وانحطَّ ناعبُه


السري الرفاء

الحمدان
07-19-2024, 02:40 PM
عُوجا على ذاك الكثيبِ من كَثَبْ
فَكَمْ لنا في رَبْوَتَيْهِ من أَرَبْ

ما عَنَّ للعينِ به سِرْبُ مَهاً
إلا جرى من جَفنِها دمعٌ سَرَبْ

سِرْنَ فقد عُوِّضَ قلبي طَرَباً
للحُزنِ من فَرْطِ السرورِ والطَّرَبْ

واحتجبَتْ في كِلَلِ الرَّقْمِ دمىً
تَأنَقُ أثناءَ الحِجالِ والحُجُبْ

جُدْنَ بأجيادٍ تحلِّيها النَّوى
فرائداً من دمعِ عينٍ مُنسَكبْ

صواعدُ الأنفاسِ أبْقَتْ نَفَساً
في صُعُدٍ منا ودمعاً في صَبَبْ

ومُخطَفٍ يهتزُّ من ماءِ الصِّبا
كأنما يهتزُّ عن ماء العِنَبْ

قامَ وسُوقُ اللَّهوِ قد قامَ به
يَنخُبُ أقداحَ النَّدامى بالنُّخَبْ

ويمزُجُ الكأسَ بعَذْبٍ ريقُه
حتى تبدَّى الصُّبحُ مُبيضَّ العَذَبْ

وَجْدِي به وَجْدُ الأميرِ أحمدٍ
بجَمْعِ حَمْدٍ أو بتفريقِ نَشَبْ

أغرُّ رَدَّ الجُودَ وَعْدَاً صادقاً
من بعدِ ما كان غُروراً وكَذِبْ

يستمطرُ البيضَ دماً وتارةً
يُمْطِرُ راجيه ذِهاباً من ذَهَبْ

كالعارضِ انهلَّ رَذاذاً مُزنُهُ
وَبَرقُهُ بادي الحَريقِ يَلتَهِب

مُغرىً بسُمرِ الخَطِ لا سُمرِ المَها
بأساً وبِيضِ الهِندِ لا بِيضِ العَرَبْ

يُريه أعلى الرأيِ حَزْمٌ كامنٌ
فيه كُمونَ الموتِ في حَدِّ القُضُبْ

حَسْبُ بني حمدانَ مجْداً أنهم
أبناءُ محمودِ السَّماحِ والحَسَبْ

أُسْدٌ إذا ما سلَبَت أُسْدَ الوَغى
أنفسَها عَافت نفيساتِ السَّلَبْ

كم حاسدٍ رَحْبِ الفِناءِ ضَيّقَتْ
عليه أسيافُ الأميرِ ما رَحُبْ

وحامدٍ يسحَبُ ذيلَ نِعمَةٍ
أعمَّ من ذيلِ السَّحابِ المُنسَحِبْ

حنَّ إلى أرضِ العِراقِ فامتطَى
مطيّةً تسبَحُ في اللُّجِّ اللَّجِبْ

ناجيةً تَرجو النَّجاةَ تارةً
بِسيْرِها وتارةً تخشى العَطَبْ

إذا المطايا قَوَّمَتْ رؤوسَها
لتهتدي قَوَّمَ هايها الذَّنَبْ

ركائبٌ إن عرَّستْ لم تسترحْ
وإن سرَت لم تشكُ إفراطَ التَّعَبْ

كأنما في الماء ظمآنٌ فلا
ينقَعُ رقراقُ السَّرابِ المُنسرب

كأنما نَحُلُّ منها أوطُناً
ونحْنُ للسيرِ الحثيثِ في دَأب

ولم يُزرْ بغدادَ حتى إنَّها
بحرُ ندىً يحيا به روضُ الادب

كأننا لمّا بَدَت رِباعُها
أسرى أحَسّوا بِفِكاكٍ مُقتِرِب

عُدْنا بمُبْيضِّ الصِّلاتِ في الرِّضا
منه ومُحمَرِّ الظُّباةِ في الغَضَب

أثْرى من المجدِ فأبقى سعيُه
مآثراً تبقَى على مَرِّ الحِقَب

فراحَ راجيه وقد نالَ المُنى
بنائلٍ فلَّلَ أنيابَ النُّوَب

وراح من وشْي الثَّناء كاسياً
يخطِرُ في أثناءِ أبرادٍ قُشُب



السري الرفاء
العصر العباسي

الحمدان
07-19-2024, 02:40 PM
أَرسمَ دِيارٍ لإِبنَةِ القَينِ تَعرِفُ
عَفا شَدَخُ اللَعباءِ مِنها فَلَفلَفُ

وَقَد حَضَرَت عاماً بَوادِرَ كُلَّها
فَذِروَةُ منها فالمِراضانِ مأَلَفُ

وَقَد أَنبأتني الطَيرُ لَو كُنتُ عايفاً
وَلكِنَّني بالطَيرِ لا أَتعَيَّفُ

بِرَمّانَ وَالعَرجَينِ إِنَّ لِقاءَها
بَعيدٌ وَإِنَّ الوَعدَ منها سَيُخلِفُ

تَهيمُ بهندٍ مِن وَراءِ تِهامَةٍ
وَوادي القُرى بَيني وَبينَكِ مَنصَفُ

وَلا هِندَ إِلّا أَن تَذَكَّرَ ما مَضى
تَقادُمَ عَهدٍ وَالتذكُرُ يَشعَفُ

كِنانيَّةٌ تَرعى الرَبيعَ بعالجٍ
فَخيبرَ فالوادي لها متَصَيَّفُ

تَحُلُّ مَع ابنِ الجَونِ حُرَّ بِلادِهِ
فَأَنتَ الهَوى لَو أَنَّ وَليَكَ يُسعِفُ

فَحادِث ديارَ المُدلِجيَّةِ إِذ نأَت
بِوَجناءَ فيها للرِدافِ تَعَجرُفُ

منفَّجَةِ الدأياتِ ذاتِ مَخيلَةٍ
لَها قَرِدٌ تَحتَ الوَليَّةِ مُشرِفُ

كَحَقباءَ مِن عونِ السراةِ رَجيلَةٍ
مَراتِعُها جَنبا قَنانٍ فَمُنكِفُ

تَخافُ عُبَيداً لا يَزالُ مُلَبَّداً
رَصيداً بِذاتِ الجُرفِ وَالعَينُ تَطرِفُ

وَجاءَت لخِمسٍ بَعدَ ما تَمَّ ظِمؤُها
وَجانِبُها مِمّا يَلي الماءَ أَجنَفُ

فَمَدَّ يَدَيهِ من قَريبٍ وَصدرُه
بمَعبَلَةٍ مِمّا يَريشُ وَيَرصُفُ

فأعجَلَهُ رَجعُ اليَمينِ اِنصِرافَها
وَأَخطأَها حَتفٌ هُنالك مُزعِفُ

فَباتَت بمُلتَدٍّ تَعَشّى خَليسَةً
وَباتَ قَليلاً نومُهُ يَتَلَهَّفُ

عَلى مِثلِها أَقضي الهُمومَ إِذا اِعتَرَت
وَأُعقِبُ إِخوانَ الصَفاءِ وأُردِفُ

وَنَدمانِ صِدقٍ قَد رَفَعتُ بِرأَسِهِ
إِليَّ وَأَوتارُ الوَليدَةِ تَعزِفُ

وَذي إِبلٍ لا يقرَبُ الحَقُّ رِفدَها
تَرَكتُ قَليلاً مالَهُ يَتَنَصَّفُ

وَأَحسِبُ أَنّي بَعدَ ذَلكَ أَقتَدي
بِأَخلاقِ من يَقري ومن يَتعَفَّفُ

أَلا تِلكمو لَيثٌ وَعَمرو بن عامِرٍ
حَليفانِ راضوا أَمرَهم فتحلَّفوا

فَما كانَ مِنّا مَن يَحالِفُ دونَكُم
وَلَو أَصفقت قَيسٌ عَلَينا وَخِندِفُ

وَلما رَأَينا الحيَّ عمروَ بنَ عامِرٍ
عُيونُهُم يا ابنى أُمامةَ تَذرِفُ

وَقَفنا فأَصلَحنا علينا أَداتَنا
وَقلنا ألا اجزوا مُدلِجاً ما تَسلَّفوا

فَظَلنا نهزُّ السَمهريَّ عليهمِ
وَبئسَ الصَبوحُ السمهريُّ المثقَّفُ

فَكُنّا كمن آسى أَخاهُ بِنَفسِهِ
نَعيشُ مَعاً أَو يَتلفونَ وَنتلفُ

وَجئنا بِقَومٍ لا يُمَنُّ عليهم
وَجَمعٍ إِذا لاقى الأَعاديَّ يَزحفُ

وَقَومٍ إِذا شلّوا كأن سَوامَهُ
عَلى رُبَعٍ وَسطَ الدِيارِ تَعَطَّفُ

وَقالَت ربايانا أَلا يالَ عامِرٍ
عَلى الماءِ رأسٌ من عليٍّ ملفَّفُ

نطاعِنُ أَحياءَ الدُريدَينِ بالضُحى
أُسودُ فروع الغيلِ عنها تكَشَّفُ

علَونا قَنَونى بالخَميسِ كَأَنَّنا
أَتيٌّ سَرى من آخرِ اللَيلِ يَقصِفُ

فَلَم تتهيَّبنا تِهامَةُ إِذ بَدا
لَنا دَومُها وَالظَنُّ بالقَومِ يُخلِفُ

ظَلِلنا نُفَرّي بالسيوفِ رؤوسَهُم
جِهاراً وَأَطرافُ الأَسِنَّةِ تَرعُفُ



ابن ثور العامري

الحمدان
07-19-2024, 02:41 PM
أَلا هَل أَتى أَبا حَسّانَ أَنّا
نَعَيناهُ بِأَطرافِ الرِماحِ

عَلوا بالخَيلِ نَخلَةَ فاِستقلَّت
إِلى الأَعداء بالمَوت الذُباحِ

نَشُقُّ بِها السنينَ وَلا نُبالي
بِها أَزلَ المَخاضِ وَلا اللِقاحِ

جلبنا الخيلَ من عَلّى عليها
تُؤَذِّنُ بالغُدوِّ وَالرواحِ

حَوافِرُها الضَوارِعُ مُخطآتٌ
وَيَبقى حافِرُ الفرس الوَقاحِ

وَضعنا من أَجِنَّتِهم إِليهم
وَقُلنا ضَحوةً فَيحي فَياحِ


ابن ثور العامري

الحمدان
07-19-2024, 02:42 PM
هَلّا سَقَيتم بَني بَدرٍ أَسيرَكُمُ
لا يبرحِ الدَهرَ في أَجوافِكُم غُلَلُ

بانَ الخَليلُ وَأَوصاني بأثؤُرةٍ
أَلا لأمّيَ إِن لَم أَفعَلِ الهَبَلُ

وَقَد تَرَكتُ أَبا قَيسٍ بِمُعتَرَكٍ
يَدعو صَداهُ وَفيهِ الرُمحُ مُعتَدِلُ

ابن ثور العامري
العصر الجاهلي

الحمدان
07-19-2024, 02:45 PM
خير من جمع الشمائل كلَّها
‏ وقدِ اصْطفاك الله بالقرآنِ

‏ طابت بك الدنيا أيا نور الهدى
‏ وأضاء وجهك ظلمة الأكوانِ

‏ صلّ عليك الله ما بلغ الهدى
‏ من رحمةٍ وشريعةٍ وبيانِ

بقلمي

الحمدان
07-19-2024, 04:10 PM
يا راكِباً قِف بِالمُحَصَّبِ مِن مِنىً
وَاِهتِف بِقاعِدِ خَيفِها وَالناهِضِ

سَحَراً إِذا فاضَ الحَجيجُ إِلى مِنىً
فَيضاً كَمُلتَطِمِ الفُراتِ الفائِضِ

إِن كانَ رَفضاً حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ
فَليَشهَدِ الثَقَلانِ أَنّي رافِضي


الشافعي

الحمدان
07-19-2024, 04:10 PM
المَرءُ إِن كانَ عاقِلاً وَرِعاً
أَشغَلَهُ عَن عُيوبِ غَيرِهِ وَرَعُه

كَما العَليلُ السَقيمُ أَشغَلَهُ
عَن وَجَعِ الناسِ كُلِّهِم وَجَعُه


الشافعي

الحمدان
07-19-2024, 04:11 PM
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ
هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ

لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ
إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ

في كُلِّ يَومٍ يَبتَديكَ بِنِعمَةٍ
مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ


الشافعي

الحمدان
07-19-2024, 06:11 PM
أَبى اللَهُ إِلّا أَن تَكونَ لَكَ العُقبى
سَتَملِكُ شَرقَ الأرضِ بِاللَهِ وَالغَربا

أَرادَ بِكَ الأَعداءُ ما اللُ دافِعٌ
كَفا كَهُمُ لَمّا رَضيتَ بهِ رَبّا

هُمُ بَدَّلوا نُعماكَ كَفراً وَبَوَّءوا
نُفوسَهُم دارَ البوارِ فَما أَغبى

بُغاثٌ تَصدَّت لِلصُّقورِ سَفاهَةً
فَأَضحَت جُزافاً في مَخالِبِها نَهبا

أَرادوا شِقاقَ المُسلِمينَ شَقاوَةً
فَصَبَّ الشَقا رَبّي عَلى أَهلِهِ صَبّا

هُمُ أَضرَموا ناراً فَكانوا وَقودَها
وَهُم جَرَّدوا سَيفاً فَكانوا بِهِ خَدبا

دَعاهُم إِلى الأَمرِ الرَشيدِ إِمامُهُم
وَقالَ هَلُمّوا لِلكِتابِ وَلِلعُتبى

وَما كانَ مِن وَهنٍ وَلكِن تَحَنُّناً
عَلَيهِم رجا أَن تَمحو التَوبَةُ الذَنبا

وَما كانَ بِالنَزقِ العَجولِ وَإِنَّما
يُدَبِّرُهُم تَدبيرَ مَن طَبَّ مَن حَبّا

فَلَمَّا أَبَوا إِلّا الشِقاقَ وَأَصبَحوا
عَلى شيعَةِ الإِسلامِ في زَعمِهِم إِلبا

تاهُم سَليلُ الغابِ يَصرُفُ نابُهُ
زَماجِرُهُ قَبلَ اللِقا تُرعِبُ القَلبا

لَهُ هِمَمٌ لا تَنتَهي دونَ قَصدِهِ
وَلَو كانَ ما يُبقيهِ في نَفسِهِ صَعبا

بِجَيشٍ يَسوقُ الطَيرَ وَالوَحشَ زَجرُهُ
فَلَم تَرَ وَكراً عامِراً لا وَلا سِرباً

وَجُردٍ عَلَيها كُلُّ أَغلَبَ باسِلٍ
إِذا ما دُعي في مَعرَكٍ لِلقَنا لَبّى

فَعادَ غُبارُ الجَوِّ بِالنَقعِ قاتِماً
تَظُنُّ اِشتِعالَ البيضِ في لَيلِهِ شُهبا

وَأضحَوا هَدايا لِلسِّباعِ تَنوشُهُم
تَنوبُهُمُ يَوماً وَتَعتادُهُم غِبّا

وَراحَتِ لِطَيرِ الجَوِّ عيشي وَنَقِّري
وَنادي وُحوشاً في مَكامِنِها سُغبا

وَلَو لَم يُكَفكِف خَيلَهُ عَن شَريدِهِم
لَم آبَ مِنهُم مُخبِرٌ خَبَّ أَو دَبّا

فَقُل لِلبُغاةِ المُستَحِلّينَ جَهرَةً
دِماءَ بَني الإِسلامِ تَبّاً لَكُم تَبّا

نَبَذتُم كِتابَ اللَهِ حينَ دُعيتُمُ
إِلَيهِ وَقُلتُم بِالكِتابَينِ لا نَعبا

وَقَلَّدتُمُ أَشقاكُمُ أَمرَ دينِكُم
فَأَصبَحتُمُ عَن شِرعَةِ المُصطَفى نُكبا

نَعَم ثَبَّتَ اللَهُ الذينَ تَبَوَّءوا
مِنَ الدينِ وَالإيمانِ مَنزِلَةً رَحبا

هُمُ حَفِظوا العَهدَ الذي خُنتُمُ به
فَكانوا لِأَهلِ الدينِ مُذ هاجَروا صَحبا

وَهُم صَدَقوا اللَهَ العُهودَ وَآمَنوا
إِمامَهُمُ صِدقاً فَلا لا وَلا كِذبا

إِمامَ الهُدى إِنَّ العَدُوَّ إِذا رَأى
لَهُ فُرصَةً في الدَهرِ يَنزو لَها وَثبا

وَمَن أَلجَأَتهُ لِلصَّداقَةِ عِلَّةٌ
يَكُن سَلمَهُ مِن بَعدِ عِلَّتها حَربا

فَعاقِب وَعاتِب كُلَّ شَخصٍ بِذَنبِهِ
فَلَولا العُقوباتُ اِستَخَفَّ الوَرى الذَنبا

وَقَد رَتَّبَ اللَهُ الحُدودَ لِتَنتَهي
مَخافَتُها عَمّا بِهِ يُغضِبُ الرَبّا

إِذا أَنتَ جازَيتَ المُسيءَ بِفِعلِهِ
فَلا حَرجٌ فيما أَتَيتَ وَلا ذَنبا

فَمَن سَلَّ سَيفَ البَغيِ فَاِجعَلهُ نُسكَهُ
وَمَن شَبَّ ناراً فَاِرمِهِ وَسطَ ما شَبّا

بِذا يَستَقيمُ الأَمرُ شَرعاً وَحِكمَةً
وَيَنزَجِرُ الباغي إِذا هَمَّ أَو هَبّا

وَمَن تابَ مِنهُم فَاِعفُ عَنهُ تَفَضُّلاً
فَحَسبُهُمُ ما قَد لَقوا مِنكُمُ حَسبا

فَقَد حَمدوا في بَعضِ ما قَد مَضى لَهُم
فَإِن رَجَعوا فَالعَودُ لِلذَّنبِ قَد جَبّا

فَرُبَّ كَبيرِ الذَنبِ في جَنبِ عَفوِكُم
صَغيرٌ وَلكِن إِن هُمُ طَلَبوا العُتبى

وَمِثلُكَ لَم تُقرَع لِتَنبيهِهِ العَصا
عَرَفتَ نَصيحَ القَلبِ مِنهُمُ وَمَن خَبّا

وَأَذكى صَلاةٍ مَع سَلامٍ عَلى الذي
نَرى سُؤلَهُ مِنّا المَوَدَّةَ في القُربى


محمد بن عثيمين

الحمدان
07-19-2024, 06:12 PM
بُلوغُ الأَماني في شِفارِ القَواضِبِ
وَنَيلُ المَعالي في مَجَرِّ السَلاهِبِ

وَمَن حَكَّمَ السُمرِ اللِدانِ تَعَبَّدَت
لَهُ مَع تُقى المَولى رِقابُ المُشاغِبِ

وَمَن قادَها مِثلَ السَراحينِ شُرَّباً
تَناقَلُ بِالشُمطِ الطِوالِ المَناكِبِ

وَكُلِّ فَتىً ضَربٍ خُشاشٍ إِذا سَطا
يَرى المَوتَ أَحلى مِن زُلالِ المَشارِبِ

وَفي ذَملانِ العيسِ في كُلِّ مَهمهٍ
بِكُلِّ جَرٍ عاري الاِشاجِعِ شاحِبِ

حَليفِ سُرىً لا يَثلِمُ اللَيلُ عَزمَهُ
إِذا هَمَّ أَلغى حادِثاتِ العَواقِبِ

إِذا نِيَّةٌ أَوفَت بِهِ الشَرقَ طَوَّحَت
بِهِ نِيَّةٌ أُخرى لِأَقصى المَغارِبِ

وَذاكَ قَريعٌ الدَهرِ إِن ماتَ لَم يُلَم
وَإِن عاشَ أَضحى في سِنِّيِ المَراتِبِ

أَقولُ لِطُلّابِ المَعالي تَأَخَّروا
فَقَد طَمَحَت عَنكُم لِأَكرَمِ خاطِبِ

لِأَروَعَ مِن عُليا رَبيعَةَ أُحكِمَت
تَجارِبُهُ مِن قَبلِ حينِ التَجارِبِ

قَعَدتُم وَلَم يَقعُد وَنِمتُم وَلَم يَنَم
يُساوِرُ هَمّاً كَاِضطِرابِ اللَهائِبِ

وَما نالَ هذا المُلكَ حَتّى تَحَطَّمَت
صُدورُ العَوالي في صُدورِ الكَتائِبِ

فَلَولا دِفاعُ اللَهِ عَنكُم بِسَعدِهِ
لِأَصبَحَ نَجدٌ مُضغَةً لِلنَوائِبِ

لَهُ سَطَواتٌ لَو تَنَحَّينَ مَرَّةً
عَلى يَذبُلٍ هَدَّت شِعافَ الشَناخِبِ

سَبَرتُ مُلوكاً قَد رَأَيتُ فِعالَهُم
وَطالَعتُ أَخبارَ المُلوكِ الذَواهِبِ

فَما نَظَرَت عَيني وَلا مَرَّ مِسمَعي
كَعَبدِ العَزيزِ اِبنِ الهُداةِ الأَطايِبِ

بَعيدِ مَرامِ العَزمِ لا مُتَفَيِّئاً
ظِلالَ الهُوَينا لا ولا بِالمُراقِبِ

وَلا عادِلاً عَن مَنهَجِ الحَقِّ يَمنَةً
وَلا يَسرَةً يَبغي حُطامَ المَكاسِبِ

عَفُوٌّ عَنِ الجانينَ حَتّى كَأَنَّهُم
لَدَيهِ كَأَدنى واشِجاتِ الأَقارِبِ

يُريدُ اِئتِلافَ المُلِمينَ وَجَمعُهُم
عَلى مَسلَكِ المُختارِ مِن جَذمِ غالِبِ

وَإِلّا فلا الواني وَلا مُتَبَلِّداً
إِذا طُرِقَت أُمُّ الدُهَيمِ بِحاطِبِ

مَتى هَمَّ أَمضى هَمَّهُ بِفَيالِقٍ
تَسوقُ إِلى الأَعداءِ دُهمَ المَصائِبِ

كَما ساقَها يَوماً أَبها وَقَد طَغَت
وَغُرَّت بِتَسويلِ الأَماني الكَواذِبِ

رَماهُم بِنَجمٍ زَلزَلَت صَعَقاتُهُ
دِيارَ مُغَيدٍ مَع تِهامَ وَمَأرِبِ

بِشِبلِ مُلوكٍ أَرضَعَتهُ ثُدِيُّها
وَمِدرَهِ حَربٍ عُضلَةٍ لِلمُوارِبِ

فَأَضحَوا وَهُم ما بَينَ ثاوٍ مُجَندَلٍ
وَبَينَ أَسيرِ في الحَديدِ وَهارِبِ

فَلا حَسَنٌ أَجدى عَلَيهِم وَلا اِرعَوى
لِغُرِّ الثَنايا وَاضِحاتِ التَرائِبِ

وَلكِنَّهُ وَلّى يَداهُ عَلى الحَشا
لَهُ خَفَقانٌ مِثلُ صَفقِ اللَواعِبِ

يَؤُمُّ رِعاناً جارَ وَبرٍ إِذا دَعا
يُجاوِبُهُ فيها ضُباحُ الثَعالِبِ

يُحاذِرُ ما لاقى مُحمَّدَ إِذ مَضى
وَأَصحابَهُ جَزراً لِحُمرِ المَضارِبِ

وَيَومَ بَني شِهرٍ عَلى العَينِ غودِروا
وَلائِمِ فيهِ لِلوُحوشِ السَواغِبِ

أَضَلَّهُمُ الغَرّارُ لا بَل شَقاؤُهُم
فَصارَ قُصاراهُم عِضاضَ الرَواجِبِ

فَيا مَلِكاً فاقَ المُلوكَ سَماحَةً
وَعَفواً وَإِحساناً إِلى كُلِّ تائِبِ

إِلَيكَ زَبَرتُ النُصحَ لا مُتَبَرِّماً
بِقَولي وَلا أُهدي نَصيحَةَ خالِبِ

إِذا لَجَأَت يَوماً عَدُوَّكَ حاجَةٌ
إِلَيكَ فَلا تَأمَنهُ عِندَ النَوائِبِ

يُريك اِبتِساماً وَهوَ لِلمَكرِ مُبطِنٌ
وَيومي إِلى الأَعدا بِرَمزِ الحَواجِبِ

وَأَنتَ خَبيرٌ بِالذي قَد تَواتَرَت
بِهِ قَبلَنا أَقوالُ أَهلِ التَجارِبِ

وَلكِنَّهُ مَن يَتَّقِ اللَهَ وَحدَهُ
يَجِد فَرَجاً عِندَ اِزدِحامِ الكَرائِبِ

ضَمَمتَ إِلى عَدنانَ قَحطانَ وَالتَقَت
عَلَيكَ قُلوبُ الناسِ مِن كُلِّ جانِبِ

فَما مُسلِمٌ إِلّا يَراكَ إِمامَهُ
سِوى مارِقٍ عَن مَنهَجِ الرُشدِ ناكِبِ

دَعَوتَ إلى الوَحيِ المُقَدَّسِ حاكِماً
بِما فيهِ مِن حَقٍ مُبينٍ وَواجِبِ

وَشَرَّدتَ قَوماً خالَفوهُ فَحُكمُهُم
بِأَوضاعِ كُفرٍ جُزِّئَت في العَواقِبِ

يَقولونَما شِئتُم مِنَ الفِسقِ فَاِفعَلوا
أَوِ الشِركِ بِالّلاطينَ تَحتَ النَصائِبِ

فَإِنَّكُم حُرِّيَةٌ في فِعالِكُم
وَأَقوالِكُم لا تَحذَروا مِن مُعاتِبِ

إِذا ما تَراضى الفاسِقانِ عَلى الخَنا
فَلَن يَخشَيا ما لَم يَكُن بِتَغاصُبِ

فَيا عَجَباً مِن عالِمٍ يَدَّعي الهُدى
يُواليهِمُ مَع فِعلٍ تِلكَ المَثالِبِ

وَهَل أُنزِلَت كُتبٌ وَأُرسِلَ مُرسَلٌ
بِغَيرِ اِفعَلوا أَو فَاِترُكوا بِالتَراتُبِ

فَيا مَن عَلا فَوقَ السَماءِ بِذاتِهِ
وَيَعلَمُ ما تَحتَ الطِباقِ الرَواسِبِ

أَدِم عِزَّ مَن لِلدّينِ كَهفٌ وَلِلدُّنا
وَأَيَّدهُ بِالإِسعادِ يا خَيرَ واهِبِ

وَصَلِّ إِلهي كُلَّما حَنَّ راعِدٌ
وَما ناضَ بَرقٌ في خِلالِ السَحائِبِ

عَلى خَيرِ مَبعوثٍ إِلى خَيرِ أُمَّةٍ
كَذا آلِهِ الأَطهار مَع كُلِّ صاحِبِ


محمد بن عثيمين
السعودية

الحمدان
07-19-2024, 06:12 PM
بحمد ولي الحمد مسدي الفضائل
أؤلف نظماً فائقاً في المسائل

مسائل عن شيخ الوجود أولي التقى
مبيد العدى من كل غاوٍ وجاهل

وأعني به الحبر بن يتيمة الرضى
وفي بعضها جاءت عضال الزلازل

تفرد عن نعمان فيها ومالك
وعن أحمد والشافعي الأماثل.
وقد جاء بعض الصحب يسأل نظمها
فأحبب أن أحظى بدعوة سائل

وإن لم أكن ذا خبرة ودراية
ولست لتحقيق العلوم بآهل

ولكنني أرجو من الله رحمة
وعلماً وتفهيماً بكل المسائل

فأولها قصر الصلاة لكل ما
به سفر لدى كل قائل

وسيان عند الشيخ كانت طويلة
مسافته أو دونه في التماثل

وذا مذهب للظاهرية قد أتى
وعن بعض أصحاب النبي الأفاضل

وتستبرئ البكر الكبيرة عندهم
وكان إلى أقوالهم غير مائل

ويختار ما اختار البخاري وقد أتى
بذا أثر عن نجل حلو الشمائل

وذاك هو الفاروق والقول لابنه
وثالثها ما قاله في المسائل

فيختار ما اختاروا لسجدة قارئ
بغير شاتراط للوضوء لفاعل

ومعتقداً ليلاً فبان بضده
لأكل ومطعوم بشهر الفضائل

فليس القضا يوماً عليه بواجب
وما حكمه إلاَّ كناسٍ وجاهل

وما أمر المعصوم من كان مخطئاً
من الصحب أن يقصضي الصيام فسائل

كذلك بعض التابعين وبعض من
إلى الفقه منسوب ومن للفضائل

عنيت به نجل الخليفة ذي التقى
فمذهبهم ألا قضاء لفاعل

وعمدتهم ما في الصحيحين ذكره
وقد مر منظوماً فكن غير غافل

ومن كان في حجاته متمتعاً
بفرض وإلا في جميع النوافل

فيكفيه سعي واحد في اختياره
وعن أحمد يرويه بعض الأفاضل

وكان ابن عباس بذلك قائلاً
فأعظم به من قدوة ذي فضائل

وقد جوز الشيخ السباق بغير أن
يحلله ما ليس يوماً بجاعل

وإن أخرجا جعلاً وهذا اختياره
وكان إماماً عالماً بالمسائل

ومن تفتدي تستبرئن بحيضه
وفي ذا حديث مرسل في المراسل

وموطؤة يا صاح أعني بشبهة
ومن طلقت إحدى الثلاث الكوامل

كذا وطئ من حزيت بملك إباحة
من الوثنيات الحسان الخواذل

وجوز عقد للرداء لمحرم
بإحرامه فافهم مقال الأفاضل

وجووز يا صاح الطواف لحائض
وليس لما قد أوجبوه بماثل

إذا كان لم يمكن طواف طهارة
ورففقتها قد قربوا للرواحل

وجوز بيعاً للعصير بأصله
كزيت بزيتون فكن غير غافل

كذاك الوضو يا صاح من كل ما عسى
يسمى به ألماً جائز غير حائل

سواءٌ لديه مطلقاً أو مقيداً
وعنه رأينا مطلقاً في المسائل

وجوز بيعاً للحلي وغيرها
إذا اتخذت في فضة بالتفاضل

بها والذي قد زاد يجعل للذي
لصنعتها في فاضل في المقابل

وإن وقعت في مائع من نجاسة
سواء قليلاً أو يكن غير حامل

ولم يتغير ليس ينجس عنده
وقد كان أحظى منهمو بالدلائل

ومن خاف من عيد كذاك وجمعة
فواتاً وليس الماء يوماً بحاصل

فإن تيمم كان ذلك عنده
يجوز فقابل بالثنا كل فاضل

ومما جرى منها عليه فوادح
عظام وجاءت نحوه بالزلازل

بإفتائه أن الطلاق إذا أتى
ثلاثاً بلفظ واحد غير كامل

ولا واقع بل إن تلك جمعيها
لواحدة في قيله كالأماثل

من الصحب في عهد النبي وبعده
إلى أن أجيزت في عقوبة عادل

ولو فرقت إذا هي لم تكن
على سنة المعصوم أفضل فاضل

ومن بطلاق حالف فيمينه
مكفرة لكن هي بالقلاقل

وعودي بل أوذي لإفتائه بها
وكم مرة إلى ذا الآن من متحامل

وقد كتب الشيخ الإمام مصنفاً
بلأأف من الأوراق دفعاً لصائل

ولكنه مع خصمه سوف يلتقي
لدى الله والرحمن أعدل عادل

وفي بعض ما قد مر مما نظمته
مواقف منهم له في المسائل

وقد قال هذا ما تفرد عنهمو
به الشسيخ هذا رسم خط لناقل


سليمان بن سحمان

الحمدان
07-19-2024, 06:13 PM
لقد كسفت شمس العلا والمفاخر
وقد صاب أهل الدين إحدى الفواقر

وقد فتقت في الدين أعظم ثلمة
لمن غيبوا في الدمس بدر المنابر

عنيت به شيخ الهدى سعدن الندى
وجالى الصدى بالمقاطعات الظواهر

جمال الورى جزل القرى شامخ الذرا
ومفتي القرى شيخ الشيوخ الأكابر

هو الشيخ عبد الله من عم صيته
لدى كل صقع في جميع الجزائر

سليل الرضى عبد اللطيف الذي له
مآثر تزهو كالنجوم الزواهر

لقد أشرقت نجد بنور ضيائهم
وقاموا بنشر الدين بين العشائر

تغمهم رب العباد بفضله
ورحمته والله أكرم غافر

همو جددوا دين الهدى بعدما عفا
بصدق وجد قامع للمكابر

فأصبح أهل الدين يزهو بنوره
على رغم أهل الشرك من كل كافر

وآزرهم في نصرة الدين والهدى
عصابة حق من كرام العناصر

ليوث إذا الهيجاء شب ضرامها
بهم تقتري غدث السباع الضواير

بآل سعود أظهر الله دينه
فقد جردوا في نصره للبواثر

وقد جاهدوا في الله حق جهاده
بحزم وعزم في الوغى والتآجر

إلى أن عاد الله دين نبينا
على حالة يرضى لها كل شاكر

فلازال من أبنائهم نصرة لهم
ولا زال حزب الله أهل تناصر

أقول ودمع العين يهمي بعبرة
على الخد مني مثل تسكاب ماطر

وفي القلب نار الحزن تذكي ضرامها
لواهبها أورث أليم السعائر

أرقت وما لي في الدجى من مسامر
يرى فيض دمعي والنجوم الزواهر

أروم لنفس في دجى اللي راحة
وكيف ونومي لا يلم بخاطر

ألا ذهب الحبر المحبب في الورى
مجدد أصل الدين غيظ المناظر

مضيف من يصده يلق بشاشة
وبشراًوجوداً في الليالي العسائر

به الجود طبع لا يفارق كفه
ومن طبعه حسن الوثوق بقادر

له سبق في غايات مجد وسؤدد
وعلم وإنصاف وعفة صابر

وحلم عن الجاني وصدق مودة
وإرشاد ذي جهل وقمع مقامر

ورأي سديد يستضاء بنوره
لدى الحاونات المنصعات البوادر

أبي وخذ ما شئت من لين جانب
لدى الصحب والإخوان أو ذي أطاهر

ولكنه ليث عليه مهابة
ولاسيما عند الغواة الغوادر

وكم من مزايا لا يطاق عدادها
وليس بمحصيها يراع لحاصر

وليس بمحتاج إلى مدح نادب
شمائله مشهورة في العشائر

ولكن لنا بعض التسلي بذكرها
وحق بأن يرثي له كل شاعر

وما مات إلا بانقضاء لمدة
من الأجل المحدود في علم قاهر

فلا جزع مما قضى الله ربنا
وقد منح المولى متوبة صابر


سليمان بن سحمان

الحمدان
07-19-2024, 06:14 PM
أتعرف نظماً فيك منى مسراً
وقبلاً جميلاً بالثناء محرراً

أناضل عن أحسابكم كل ثالب
وأحمي كد الذي كان أنكرا

وقد شاع في كل البلاد ولم يكن
لما قلت في هذي الجزيرة منكرا

فبدل هجراً ما ترى من مدائحي
فلله هذا الدهر كيف تغيرا

وجوزيت منك بالذي لست أهله
وما كان مثلي أن يهان ويحقرا

وأن يكن الواشون بالظن أكثروا
من القيل في الإخوان زوراً متبرا

فحقق ولا تعجل حنانيك واتئد
وقل عل هذا كان إفكاً مزورا

فلا تصغ للنمام سمعك واحذرن
من الله إن الله عن ذاك حذرا

وقد زعموا أني نظمت ولم يكن
ولو كان أبديت الفؤاد المسطرا

وما قلت حتى الآن شيئاً وإنني
إلى نصرهم نفسي تتوق لأعذرا


سليمان بن سحمان

الحمدان
07-19-2024, 06:14 PM
علام التراخي في الأمور النوائب
وفيم اقتراحات الظنون الكواذب

أظن بأن الذل أرخى سدوله
علينا وأن الشر ضربة لازب

فلا تحسبوا الأزمات ضربة لازم
فما هي إلا زهات الحباحب

فيابن الملوك الصاعدين إلى العلا
أقم على الإسلام غير مراقب

ولا تستشر إلا هماماً سميدعاً
صديقاً صدوقاً عالماً بالتجارب

وإياك والشورى لكل مخذل
ضعيف جنان طائش غير راسب

وأكذب ظن الشامتين فإنما
مقامك عن صد العدى غير تائب

وأصدق فعل شاع في الأرض صيتها
وطارت إلى شرقيها والمغارب

تطاول منها كل خل وصاحب
محب لهذا الذي ليس بشالب

وغاضت أناساً آخرين وأحزنت
قلوباص لهم مغموصة بالشوائب

فإن لم تقد جرد السلاهب في الفلا
ولم تعد فوق اليعملات النجائب

ولم تفجأ الأعراب منك بغارة
تزيل قناع الذل عن كل راهب

ولم تخفق الرايات فوقك نحوهم
تغير عليهم بالأسود السواغب


سليمان بن سحمان

الحمدان
07-19-2024, 06:15 PM
ما عقد در على جيد بغيداء
ولا نضير ثنايا كل لمياء

هيفاء كاعبة كالشمس غربتها
والليل من فرعها الداجي بظلماء

أبها وأنهى لدى اليوم حين زهى
من در لفظ أتى من سبق نائي

يشكو على البعد أشواقاً يكابدها
كالاشتياق من العطشان للماء

والواجد الداء قد أضنى به زمناً
إلى الشفاء الذي يبري من الداء

والله يعلم من قلبي محبتكم
والاشتياق إلى لقيا الأحباء

والله ما مر يوم بعد فرقتكم
إلا ذكرت الأخلا بعض أجزائي

ولا جرى في مسم السمع من مسمر
إلاَّ ذكرت اجتماعي بالأخلاء

ولا جلست بما نوس أخي تقسة
صافي المشارب من أغباء أعداء

غلا وزار خيال منكمو وشذى
أريج ذاك الخيال الزائر الجاني

فإن يكن قد حللنا منزلاً وسما
حتى استنار وجلى كل غماء

فلا لعمري لقد أجلت أباتٍ ضيا
شمس الأحبة عنا كل ظلماء

وكل هم وغم شاغل وضنا
حتى كأن لم نكن بالمنزل النائي

فنحن في روضة غناء مخضبة
وسلوة في أصيحاب أصفياء

تدور فيها كوس الحب صافية
لا شيء يعروا لها من غول صهياء

كأنما في طعمها البقيد من عسل
والريح أعبق من مسك بخوداء

لله در ليالي الأنس حيث بدا
سعد السعود بها من بين أنواء

فأشرقت تلك من أنوارها وسما
بدر السرور فأجلى كل جلاء

لاسيما في جوار الألمعي ومن
بالجود فاق على كل بجدواء

طبعاً تسلسل عن آياته كرما
بالفضل يهمي ويحكي صوب وكفاء

مكارماً قد حواها يافعاً فرست
ما أن يحاذن فيها حاتم الطائسي

ولا ابن ماجة كعب في سماحته
ولا الملوك ولا أبناء أبناء

حلو الشمائل ميمون أخي ثقة
شاعت له في الورى أناء نعماء

فالله يجزيه عنا بالسداد له
وبالرشاد وإسعاف وآلاء

يا أيها الراكب المزجى عرندسةً
تفري قفار فيه في كل يهماء

أبلغ سلامي إلى الأحباب ما هتفت
تدعو وتبكي هديلاً كل ورقاء

وما همى المزن أو ناحت بوارقه
على العذيب وحزوى والخليصاء

او العقيق وسلمى أو أجا حقباً
أو جائل وقفار أو بثيماء


سليمان بن سحمان

الحمدان
07-19-2024, 06:15 PM
أثابك مولاك المهابة والرضى
ولازلت كهفاً للوفود ومعقلا

ولازلت بالمعروف تعرف دائماً
وبالجود موصوفاً وبالفضل والعلا

ولا زلت في الدنيا عزيزاً ممتعاً
وفي جنة المأوى لك الخلد منزلاً

معافاً من الأسوى سليماً من الأذى
خلياً من الشكوى ولا زلت موئلا

يلائمك الإقبال ما عشت سالماً
عزيزاً دواماً ما حييت ممهلا

فما قل من معروف جودك عندكم
يكون كثيراً عندنا لا مقللاًَ

فما فاعل المعروف إلاَّ ممدحاً
ولا فاعل الإحسان إلاَّ مبجلا

إذا المرء لم يترك أخاه مهانة
ولا غفلة منه ولا كان عن قلا

وواصل بالمعروف خلا فإنما
له الفضل بالمعروف ما كان أفضلا


سليمان بن سحمان

الحمدان
07-19-2024, 06:16 PM
أضرب السحر الذي أنت ناظمه
أم اللؤلؤ المنضود في الرق راقمه

بلى إنه السحر الحلال وإنما
تحل عويص المشكلات عزائمه

وعقد لا عقاد العقائد عاقد
ومحض وداد يختلي الهجر صارمه

أبنت به ما بيننا قل بيننا
فلا البين يفنيه ولا الهجر ثالمه

وقد كنت فيما قبل أدعوك هاجراً
فبان بما أفحصت ما أنا كاتمه

وهيج لي من ذكراك العهد لوعةً
تأق منها الجفن وانهل ساجمه

فلله ذاك العهد لو عاد لانجلت
هموم وأهمت بالسرور غمائمه

وعاد حزين القلب فرحان جاذلاً
وغنت بهاتيك المغاني حمائمه

وإني بربع الحب مازلت بارحاً
مقيماً على العهد الذي أنت عالمه

فلا تحسبن الحال حالت وإنني
تناسيت عهداً الود أو أنا صارمه


سليمان بن سحمان

الحمدان
07-19-2024, 06:16 PM
إن القريض إن أرسلت قد وصلا
فهيج الشوق حتى ثار واشتعلا

وأرق الجفن قولاً للمحب لقد
طال الفراق وأضحى الحب قد غفلا

والله يا صفوة الإخوان إن لكم
عهداً تأطد في احشاء ما انتقلا

وما تركناك بعد البين عن قلا
ولا ابتغينا بكم بعد النوى بدلا

والله يا صاح إن كنتم ذوو وله
فإنما الشوق منا فوق ما نقلا


سليمان بن سحمان

الحمدان
07-19-2024, 06:17 PM
تعلم ففي العلم الشريف فوائد
يحن لها القلب السليم الموفق

فمنهن رضوان الإله وجنة
وفوز وعز دائم متحقق

وعن زمرة الجهال إن كنت صادقاً
بعلمك تنجو يا أخي وتسمق

فكن طالباً للعلم إن كنت حازماً
وإياك إن رمت الهدى تتفوق

ففي العلم ما تهواه من كل مطلب
وطالبه بالنور والحق يشرق

فإن رمت جاهاً وارتفاعا ورتبةً
ففي العلم ما تهدي له ويشوق

وإن رمت مالاً كان في العلم كسبه
ففز بالرضا واختر لما هو أوفق

وأحسن في الدارين عقباً ورفعة
فبادر فإني صادق ومصدق

وفي الجهل قبل الموت موت لأهله
ويوم اللقى نار تلظى وتحرق


سليمان بن سحمان

الحمدان
07-19-2024, 06:18 PM
ألا أيها الغادي مجداً بنجداً
يؤم من الضيرين قصراً مشيداً

حنانيك قف لي ساعة وتحملا
تحيات مشتاق به الوجد أكمدا

إلى الملك الأسما سلالة فيصل
وأوفى ملوك الناس عهداً وموعداً

وأبذلهم للجود طبعاً وعادةً
واكمل أوصاف الفتى ما تعودا

إمام سمى بالمجد والجود والندى
على كل أملاك البلاد ذوي الندى

مآثر آباء له ومحامداً
تأثلها عنهم وقد كان أوحدا

فأبلغه تسليماً كأن أريحه
شذى المسك بل أندى أريجاً وأمجدا

ولا تنس مقداماً هماماً سميدعاً
سلالته من قد سمى وتفردا

وفاق وساد الناس طراً بمجده
فابلغه تسليماً أريجاً مندداً

وناد بأعلى الصوت يا صاح قائلاً
أيا من سمى مجداً وجوداً وسؤددا

حنانيك ما أبقيت ذخراً ولم تزل
تجود علينا يا أخا المجد بالندى

"إلى أن بلغنا ""الدكتر"" الذي"
يرى أنه في طبه قد توحدا

فما زادني إلاَّ عماءً وحمرة
على العين زادتها عماءً منكدا

فظل يداويها لينكشف الذي
أمض بها مما أضر وأنكدا

وفي كل يوم وهي لا شك تنجلي
ويزداد نور العين فيها تجددا

وفي تسع أيام على رغم رأيه
أرى ما يراه الناس مثنى وموحدا

فإن صح ذا فالحمد لله وحده
وبعض الذي نهوى وشئناه قد بدا

وإن عميت فالأمر لله وحده
وقد بذل الأسباب من كان أوحدا

إمام الهدى عبد العزيز أخو الندى
ومردي العدى ممن عتى أو تمردا

له في سماء المجد شمس منيرة
وفي الجود قد أربى على من تجودا

فما كان كعباً في السماحة مثله
ولا حاتم الطائي من كان أجودا

وفي الحرب مقدام هزبر غشمشم
وفي السلم فياض بما قد تعودا

فقل للذي قد رام شأو مرامه
تأخر فلن يجعل لك الله مصعدا

فتذرك من شاءوا الإمام مآثراً
ومجداً سما فخراً به وتفردا

بنى للعلى مجداً رفيعاً مشيداً
واتهم في كل الأمور وأنجدا

فلست بمحص بعض أوصاف مجده
ولا بعض ما ابدى وأجدى ومهدا

هو البحر غص فيه إذا كان ساكناً
على الدر وأحذره إذا كان مزبدا

وقد قيل هذا في أناس تخلفت
مناقبهم عما استفاد وأوفدا

فكان أحق الناس بالمدح التي
يراه بهن المادحون ممجدا

وكيف وقد كانت مآثر مجده
مآثر آباء حواهن تلدا

هو المجد وابن المجد والمجد أصله
وما المجد إلا ما تأزر وارتد

فهذا الذي نبدي على أن مجدهم
ومقدارهم أعلى وأسنى وأصعدا

ولولا سرور الألمعي بكلما
نسربه ما قلت دراً منضدا

وليس عن المحبوب سر محجب
بما سرنا أو ضرنا أو تلددا

على أنه الساعي بكل فضيلة
ومنقبة يسمو بها من تمجدا

وأبلغ هداك الله مني تحية
إلى الشيخ عبد الله من كان أوحدا

إمام هدى يدعو إلى الله دهره
وينشر دين الله والعلم والهدى

له مجلس بالعلم يزهر دائماً
فكان لباغي الخير والعلم موردا

لعمري لقد أنكرت نفسي لفقده
فأصبحت مشغوفاً به متوجدا

رعى الله من أحيا بدرس علومه
دوارس لولا درسه كن همدا

وأبلغه تسليماً على البعد والنوى
وإن كان لا يجيد لدى من توجدا

وإخوانه الغر الميامين كلهم
وأبناؤه الزاكين أصلاً ومحتدا

ومن كان ذا ودٍ محبٍ وناصح
صديق صدوق صادة الود سرمدا

وأزكى صلاة الله ثم سلامه
على السيد المعصوم من كان أمجدا

وأصحابه والآل مع كل تابعٍ
وتابعهم ما ناح طير وغردا


سليمان بن سحمان

الحمدان
07-19-2024, 06:19 PM
أرى كل ما قد قدر الله يكتب
وليس على المولى مفر ومهرب

قضاء من الرحمن جل جلاله
وما قدر الرحنم لا شك أغلب

لعمري لقد أوفى الإمام بكلها
يؤمله مما يريد ويرغب

سعى جهده في برئنا من عمائنا
وسبب أسباباً لذاك تقرب

فجازاه مولاه الرضى وأثابه
بأحسن ما يجزي به المتقرب

فيا من سما مجدا ًوجوداً وسودداً
حنانيك ما سر عليك محجب

سنشرح من أخبارنا بعض ما جرى
سوى ما مضى مما رقمناه يكتب

ولما انقضت تلك اليالي التي لها
يؤمل منه ما أراد ويطلب

ثمان ليال حل منا عصائباً
تشد على العينين منا وتعصب

فلم أر مما كنت أبصرت أولاً
بحركها من كفه ويصوب

وقد صار في عيني غواشٍ وحمرة
وأوساخ ما يطفو عليها ويحجب

من الغم للعينين والعصب والأسى
وإمرار ما قد كان يؤذي ويوصب

وأرجأني خمساً وفي كل ليلة
يحاول أوساخاً تزول وتذهب

فلم يغن شياً ما يحاول كشفه
ولا كل ما يهوي وما يتطلب

فميلها أخرى وكانت مريضة
وقد صابني هم شديد عصبصب

أدار عليها الميل من بعد ضربها
ثلاثاً يزيد الماء عنها وينضب

وهرة منها حمرة العين بالدوى
وكان شديداً حره يتلهب

وقد سفحت بالدم من أجل ضربها
وتهريتها بالميل أيان يضرب

ودامت على عيني الحرارة بالدوى
لعمر إلهي ساعة وهي توصب

وعثمان بعد الحل للعين قد رأى
وأبصر منها ما رأى حين يضرب

سوى أنه قد كان أبصر حمرة
على عينيه تعلو عليها وتحجب

كذلك أوساخ عليها كثيرة
وورم بجفن العين يؤذي وينصب

فهرتها بالميل وهو مشرب
بذاك الدوى الموذي لها حين ينكب

وصرنا على ذا الحال كل عشية
يجيء إلينا بالقطور ويذهب

دواء لذيذ بارد لم يكن به
إذاء سوى غم لها حين يعصب

إلى أن مضت من حين أيام ضربها
ثلاثة أسباع تعد وتحسب

فقال لعثمان ستبصر بعد ذا
بيومين ما قد كان في الصحف يكتب

وأما أنا فالحال إن شكايتي
وما كان من أمري يرجا ويطلب

على حالها ما تم لي ما أريده
إلى أن مضت عشرين والعين تعصب

أنام فلا ثم أحبس برهة
وأعراق رأسي من جوى العين تضرب

وقد كنت فيما قبل أرجو سلامةً
وعافية والله بالخير أقرب

وها أنا في حال الرجا مترقب
من الله ما أرجو وما أتطلب

ولكنه قد زادني ذاك علة
وداء سوى ما كنت أرجوه يذهب

فهذا الذي قد رابني وأمضني
على أني من فضله أترقب

وأطلب منه العفو مما جنيته
وعافية مما يمض وينصب

وقد عيل مني الصبر من أجل أنني
رأيت مقامي أمره متعصب

فلا زاد إلا بلغة يتكلف
ولا نوم إلا ريثما أتقلب


سليمان بن سحمان

الحمدان
07-19-2024, 06:20 PM
تذكرت والذكرى تهيج البواكيا
وتظهر مكنوناً من الحزن ثاويا

معاهد كانت بالهدى مستنيرة
وبالعلم يزهو ربع تلك الروابيا

وأراضيها بالعلم والدين قد زهت
وأطواد شرع الله فيها رواسيا

وقد أينعت منها الثمار فمن يرد
جناها ينلها والقطوف دوانيا

وأنهارها للواردين شريعة
مناهلها كالشهد فعم صوافيا

وقد غردت أطيارها برياضها
يرجعن ألحان الغواني تهانيا

وكنا على هذا إزماناً بغبطة
وأنوارُ هذا الدين تعلو سواميا

فما كان إلاَّ برهةً ثم أطبقت
علينا بأنواع الهموم الروازيا

فكنا أحاديثاً كأخبار من مضى
ونسمع عنها في القرون الخواليا

لعرمي لأن كانت أصيبت قلوبنا
وأوجعها فقدان تلك المعاليا

لقد زادت البلوى اضطراماً وحرقة
فحق لنا إهراق دمع المآقيا

فقد أظلمت أرجاء نجد وأطفئت
مصابيح داجيها لخطب وداهيا

لموت إمام الدين والعلم والتقى
مذيق العدى كاسات سم الأقاليا

فعبد اللطيف الحبر أوحد عصره
إمام هدى قد كان الله داعيا

لقد كان فخراً للأنام وحجة
وثقلاً على الأعداء عضباً يمانيا

إمامًا سمى مجداً إلى المجد وارتقى
وحل رواق المجد إذ كان عاليا

تصدى لرد المنكرات وهدما
بنته عداة الدين من كان طاغيا

فأضحت به السمحاء يبسم ثغرها
ويحمي حماها من شرور الأعاديا

حياه إله العرش في العلم والنهى
بما فاق أبناء الزمان تساميا

وقد جد في ذات الإله بجهده
ولم يأل في رأب والمناهيا

ولما نمى الركبان أخبار موته
وأصبح ناعي الدين فينا مناديا

رثيناه جبراً للقلوب لما بها
وحل بها من موجعات التآسيا

لشمس الهدى بدر الدجى علم الهدى
وغيظ الي فاليبك من كان باكيا

لئن ظهرت منا عليه كآبةٌ
وحل بنا خطبٌ من الرزء شاجيا

فقد كسفت للدين شمس منيرة
يضيء سناها للورى متساميا

سقى الله رمساً حل وابل الرضى
وهطال سحب لعفو من كان غاديا

ولازال إحسان الإله وبره
على قبره ذي ديمة ثم هاميا

وأسكنه الفردوس فضلاً ورحمةً
والحقه بالصالحين المهاديا

عليه تحيات السلام وإن نيء
وأحضى دفيناً في المقابر ثاويا

يفوق عبير المسك عرف عبيرها
ويبهر ضوء الشمس أزكى سلاميا

فيا معشر الإخوان صبراً فإنما
مضى لسبيل كلنا فيه ماضيا

فإن أفل البدر الفريد وأصبحت
ربوع ذوي الإسلام منه خواتليا

فقد شاد أعلام الشريعة واقتفى
بآثار آباء كرام المساعيا

هموا جدد والإسلام بعد اندراسه
وأحيوا من الأعلام ما كان خافيا

وكم لهمو من منحة وفضيلة
يقصر عن تعدادهن نظاميا

مناقبهم لا يحصها النظم عدةً
وليس يواريها غطاء المعاديا

فيا رب جد بالفضل تكرماً
وبالعفو عنهم يا مجيب المناديا

وابق لهم سادة يقتدى بهم
إلى الخير يا من ليس عنا بلاهيا

ونسئلك اللهم ستر عيوبنا
ومحو الذنوب المثقلات الشواجيا

فعفوك مأمول لكل مؤمل
وسترك مسدول على الخلق ضافيا

وأحسن ما يحلو القريض بختمه
صلاةً وتسليماً على خير هاديا

وأصحابه والآل ما ماض بارق
وما انهل صوب المدجنات الغواديا


سليمان بن سحمان

الحمدان
07-19-2024, 06:20 PM
سبحان من كون الأشياء تكوينا
من أمره بالقضايا نافذ فينا

أجرى بحكمته أمراً ونفذه
بأننا سوف ننائي عن محبينا

قضى وقد ربينا بيننا فلذا
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا

كم ذا يلوم سفاهاً حين نذكركم
من ليس يعنيه شوقاً كان يعنينا

قد بات سلماً بلاهم يؤرقه
لم يدر جهلاً وسلواً ما يقاسنا

يلحا مديباً أخو اللذات ذا حزن
لم يسل يوماً وحاشى أن يلسينا

عنكم مسل من الأقوام كلهمو
إذا نثموا أنجماً للناس تهدونا

والله ما مر يوم بعد فرقتكم
إلا وفي القلب شوقاً لن ينسينا

لا تحسبوا النأي عنكم قد يغيرنا
أو نبغ عنكم بديلاً أو محبينا

لا والذي أنزل القرآن موعظةً
أمراً ونهياً وتذكيرا ً وتبيينا

لا ننسكم ما يينا أو نرى بدلاً
أنى يكون ونار البين تكوينا

والدمع يجري كصوبٍ بات منهمراً
أو كانحلال لئال حين يهوينا

أجراه ذكرى مب حين عن له
يشكو البعاد اشتياقاً ثم يبكينا

يشكو البعاد من الأحباب مدكراً
ما كان إذ ذاك من عهد المحبينا

لا يهتني بمنام بعدنا أبداً
والله يعلم أن البين مشجينا

يا رب يا رب فاجمع شملنا أبداً
إن طال ما لعين تهمي دمعها حينا

تبكي ليال مضت بالأنس إذ ذهبت
وغادرت صفو هذا العيش غسلينا

واهاً لها من ليال لو تعود فقد
قل العزاء وبات القلب محزونا

لكننا نرجو من ذي العرش رحمته
أن يبعث الله للتوحيد داعينا

وينشر العلم بعد الجهل إذ درست
منه الرسوم وغارت أنجم فينا

كانوا هداة لهذا الخلق ثم مضوا
فأظلم الكون واسترت أعادينا

كانوا نجوماً وكنا نهتدي بهمو
فبان من بينهم ثلم يعرينا

لا أوحش الله نجداً منكمو أبداً
إذا أنتمو فرع حبر أظهر الدنيا

وقام بالأمر من أبنائه خلف
لا زال فيكم تراثاً غير مقوينا

يا ليت شعر هل الأيام راجعة
بالأنس يوماً عسى الأيام تمنينا

فنلتقي بعد هذا البين في دعةٍ
والبين قد حل فيما بين قالينا

يا من عى البعد بالأفراح نادمني
قد جاء نظم إلينا منك يسلينا

نظم مفيد فريد في جلالته
قد راق حسناً وإيضاحاً وتبيينا

فاسمع هديت نظاماً حسب طاقتنا
يهدي إليك وقد تهدى نيأتيتا

ثم الصلاة مع التسليم ما هتفت
ورق الحمام على الأغصان يبكينا

يهدي إلى خير مبعوث وصحبته
وآله الغر من قد أظهروا الدينا


سليمان بن سحمان

الحمدان
07-19-2024, 06:21 PM
يا تاركاً لمراضي الله أوطاناً
وسالكاً في طريق العلم أحزاناً

كن باذل الجد في علم الحديث تنل
كل العلوم وكن بالأصل مشتانا

فالعلم أفضل مطلوب وطالبه
من أكمل الناس ميزاناً ورجحاناً

والعلم نور فكن بالعلم معتصماً
إن رمت فوزاً لدى الرحمن مولانا

وهو النجاة وفيه الخبر أجمعه
والجاهلون أخف الناس ميزانا

والعلم يرفع بيتاً كان منخفضاً
والجهل يجحفظه لو كان ما كانا

وأرفع الناس أهل العلم منزلة
وأوضع الناس من قد كان حيرانا

لا يهتدي لطريق الحق من عمه
بل كان بالجهل ممن نال خسرانا

تلقاه بين الورى بالجهل منكسراً
لا يدر ما زان في الناس أو شانا

والعلم يرفعه فوق الورى درجاً
والناس تعرفه بالفضل إذعانا

وطالب العلم إن يظفر ببغيته
ينال بالعلم غفراناً ورضواناً

فاطلبه لله لا للجاه مرتجياً
فضلاً وفوزاً وإحساناً وإيمانا

واطلبه مجتهداً ما عشت محتسباً
لا تبتغي بدلاً إن كنت يقظانا

من ناله نال في الدارين منزلة
أو فاته نال خسراناً ونقصاناً

ويا ذل الجد في تحصيله زمناً
ولم يكن نال بعد الجد عرفانا

فلن يضيع له سعيٌ ولا عملٌ
عند الآله ولا يوليه خسرانا

فطالب العلم إن أصفى سريرته
ينال من ربنا عفواً وغفرانا

فالعلم يرفعه في الخلد منزلةً
والجهل يصليه يوم الحشر نيرانا

والجهل في هذه الدنيا ينقصه
واللم يكسوه تاج العز إعلانا

وإن ترد نهج هذا العلم تسلكه
أو رمت يوماً لم قد قلت برهانا

فالق سمعاً لما أبدى وكن يقظاً
ولا تكن غافلاً عن ذاك كسلانا

قد ألف الشيخ في التوحيد مختصراً
يكفي أخا اللب إيضاحاً وتبيانا

فيه البيان لتوحيد الإله بما
قد يفعل العبد للطاعات إيمانا

حباً وخوفاً وتعظيماً له وجا
وخشية منه للرحمن إذعانا

كذاك نذراً وذبحاً واستغاثتنا
والاستعانة بالمعبود مولانا

وغير ذلك مما كان يفعله
لله من طاعة سراً وإعلانا

وفيه توحيدنا رب العباد بما
قد يفعل الله أحكاماً وإتقاناً

خلقاً ورزقاً وإحياءً ومقدرةً
بالاختراع لما قد شاء أو كانا

ويخرج الأمر عن طوق العباد له
وذاك من شأنه أعظم به شانا

وفيه توحيدنا الرحمن إن له
صفاةُ مجد وأسماء لمولانا

تسع وتسعون اسماً غير ما خفيت
لا يستطيع لها الإنسان حسبانا

مما به استأثر الرحمن خالقنا
أو كان علمه الرحمن إنسانا

نمرها كيف جاءت لا نكفيها
بل لا نؤلها تأويل من مانا

وفيه تبيان إشراك يناقضه
بل ما ينافيه من كفران من خانا

او كان يقدح في التوحيد من بدع
شنعاء أحدثها من كان فتانا

او المعاصي التي تزري بفاعلها
مما ينقص توحيداً وإيمانا

فساق انواع توحيد الإله كما
قد كان يعرفه من كان يقظانا

وساق فيه الذي قد كان ينقصه
لتعرف الحق بالأضداد إمعنا

مضمناً كل باب من تراجه
من النصوص أحاديثاً وقرآنا

الشيخ ضمنه ما يطمن له
قلب الموحد إيضاحاً وتبيانا

فاشدد يديك بهذا الأصل معتصماً
يورثك فيما سواه لله عرفانا

وانظر بقلبك في مبنى تراجمه
تلقى هنالك للتحقيق عنوانا

وللمسائل فانظر تلقها حكماً
يزداد منهن أهل العلم انقساما

وقل جزا الله شيخ المسلمين كما
قد شاد للملة السمحاء أركانا

فقام لله يدعو الناس مجتهداً
حتى استجاب له مثنى ووحدانا

ووحدوا الله حقاً لا شريك له
من بعد ما انهمكوا في الكفر أزمانا

وأصبح الناس بعد الجهل قد علموا
وطال ما هدموا للدين بغيانا

وأظهر الله هذا الدين وانتشرت
أحكامه في الورى من بعد أن كانا

بالجهل والكفر قد أرست معالمه
لا يعرف الناس إلا الكفر أزمانا

يدعون غير الإله الحق من سفه
ويطلبون من الأموات غفرانا

وينكسون لغير الله ما ذبحوا
وينذرون لغير الله قربانا

ويستغيثون بالأموات إن عظمة
وأعضلت شدة من حادث كانا

ويندبون لها زيداً ليشفيها
بل يندبون لها تاجاً وشمسانا

فزال عنا ظلام الكفر وانطمست
أعلامه واستزاد الدين إعلانا

بالله ثم بهذا الشيخ حين دعا
من صد أو ند عن توحيد مولانا

فليس من أحد يدعو وليجته
يوماً بنجد ولا يدعون أوثانا

بل الدعا كله والدين أجمعه
لله لا لسوى الرحمن إيمانا

فالله يعليه في الفردوس منزلة
فضلاً وجوداً وتكريماً وإحسانا

والله يوليه ألطافاً ومغفرة
ورحمة منه إحساناً ورضوانا

ثم الصلاة على المعصوم سيدنا
أزكى البرية إيماناً وعرفانا

ما ماض برق وما هبت النسيم وما
مس الحجيج لبيت الله أركانا

او قهقه الرعد في هدباء مدحته
أو ناح طير على الأغصان أزمانا

والآل والصحب ثم التابعين لهم
على المحجة إيماناً وإحساناً


سليمان بن سحمان
السعودية

الحمدان
07-19-2024, 06:22 PM
ضاقَت بِكَ الأَرض وَضَج الفَضاء
وَزاحَمت دُنياكَ دُنيا القَدَر

يا نَيل يا آية ما لِلقَضاء
مِن جبرة تَدفع شَتّى الصُوَر

تَفور ما تَبرح مِن ذي مَضاء
غَضبان في موقى وَفي مُنحَدر

تَسلك في سَفر النُجوم الوضاء
وَمَوكب الشَمس وَرَكب القَمَر

رِفقاً بِمَن آواك الهامه
وَصاغَ في صَدرك وَحي الجَمال

طَغى بِشَطآن الهَوى جامه
دَهراً وَغناك وَغنى الرِمال

آماله يا نَيل أَحلامه
شَبابه الغَض الوَريف الظَلال

أَهكَذا تنضب أَيامه
وَأَنتَ ما تَبرح ضافي الجَلال

هبك اِبتَلعت الزَورَق الوادعا
في مَوجة مِنك فمن يَبلعك

أَوهبك أَطعمت بِهِ جائِعاً
في جَوفك الضَخم فَهَل يُشبعك

رِفقاً بِهِ وَاِستَبقه يانِعاً
إِن ضمنت أَضلعهُ أَضلُعُك

أَقم لَهُ بَينَ الربى مَأتَماً
وَاستعبر البُنيان حر الأَسف

وَصَغ لَهُ الأَصداف قَبراً فَما
يَستَبطن الدرة غَير الصَدف

وَاِسكُب عَلى قَبر النُبوغ الدما
وَاِنثُر عَلى قَبر الشَباب الطَرف

وَاِختَر بَواكير الربا أَنجُما
وَأَجمَع لِمَجد الشعر مَجد التَرَف


التجاني يوسف بشير

الحمدان
07-19-2024, 06:22 PM
ما كُنت أُؤثر في دِيني وَتَوحيدي
خَوادع الآل عَن زادي وَمورودي

غَررنَ بي وَبِحَسبي أَن رِوايَتي
مَلأى هريقت عَلى ظَمَأي مِن البيد

أَفرَغتها وَبَرَغمي أَنَّها اِنحَدَرَت
بَيضاء كَالروح في سَوداء صَيخود

وَرُحت لا أَنا عَن مائي بِمُنتَهل
ماء وَلا أَنها عَن زادي بِمَسعود

أَشك يُؤلِمُني شَكي وَاَبحَث عَن
بَرد اليَقين فَيفنى فيهِ مَجهودي

أَشك لا عَن رِضا مِني وَيَقتُلُني
شَكي وَيَذبَل مِن وَسواسه عودي

وَكَم أَلوذ بِمَن لاذَ الأَنام بِهِ
وَأَبتَغي الظل في تَيهاء صَيهود

اللَهُ لِي وَلصرح الدين مِن رَيب
مَجنونة الرَأي ثارَت حَولَ مَعبودي

إِن رَاوَغَتني في نُسكي فَكَم وَلَجَت
بِي المَخاطر في دِيني وَتَوحيدي


التجاني يوسف بشير

الحمدان
07-19-2024, 06:23 PM
يا مُظلم الروح كَم تَشقى عَلى حَرق
مِما يُكابد مِنكَ القَلب وَالرُوح

هَدى بِجَنبيكَ مَذبوح يَحف بِهِ
في عالم الصَدر قَلب مِنكَ مَذبوح

مَضى بِكَ العَقل لَم تَسعَد بِهِ أَثَراً
وَاِعتادَكَ الشَك إِذ ضاقَت بِكَ السوح

وَظَللت في الأَرض مَأخوذ فَلا ظَفرت
بِكَ الدِيار وَلا اِستَولى بِكَ اللوح

معلقاً في يَد الأَيام مطرحاً
في هامش الغَيب لا عِيسى وَلا نوح

وَدَعت أَمس يَقيني في مودأة
غَبراء تَعصف في أَعماقِها الريح

تَكَسَرَت شَمس دُنيا القَلب وَاِنطَفَأَت
في عالم الروح نَفسي المَصابيح

وَيَحي وَوَيح الهُدى المَقبور لَيسَ لَهُ
رَجعي وَقَد أَوغَلت في التَباريح

لا أَعرف اليَوم إِلّا أَنَّه لِغَد
باب تَمر عَلى مغلاقه يوح


التجاني يوسف بشير
السودان

الحمدان
07-19-2024, 09:01 PM
ليل المعاناة ادلهمّْ
و الحزن في قلبي احتدَمْ

لكنَّني أرْضيتُ قلبي
بالإله وما قسمْ

ورميتُ خلف مبادئي
أوهام من خانوا القلَمْ

أرسلتُ شعري للسحا
ب ، فعادَ بالغيثِ العَمَمْ

وطردْتُ بالصبر القنوطَ
فما شكوت وما أَلَمّْ

وأضأتُ ليلي باليقينِ
فما استقرَّ و لا وجمْ

بيني وبين المجد رابطةٌ
بلغتُ بها القممْ

صافحتُ فيها الخيرَ
مُبْتهجا ، وعانقتُ القيمْ

وبنيتُ صرحاً للمحبَّةِ
والمودة و الكرمْ

أقسمتُ بالله الذي
خلق الوجود من العدمْ

ما طاف بي يأس ، ولا
غطَّى على أملي الألمْ

أنا مسلم من أمَّةٍ
وسطيَّةٍ بينَ الأممْ


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:02 PM
قالتْ : لقد علَّمتني الحبَّ العميق
وفتحتَ لي باباً ومهَّدتَ الطَّريقا

علَّمتني طُرق الحنينِ إليك حتَّى
بلَّغتني في لُجَّةِ الحبِّ المضيقا

علَّمتني أرْقى لُغات الحبِّ حتَّى
أحببتُ في لغةِ الهوى اللَّفظَ الأنيقا

أخرجتني من عزلتي وكسرتَ باب
لولاكَ لمْ يكسَرْ ، ولم أجدِ البريقا

أنت الذي أشعلتَ نيران اشتياقي
وأَثَرْتَ منها بين أضلاعي الحريقا

وغرستَ لي أزهار أشواقٍ وحبٍّ
وملأتَ كأس ترقُّبي منها رحيقا

سافرتَ بي حتى رأيتُ غروبَ حزني
ينأى ، وحتَّى صرتُ أحتضن الشروقا

علَّمتني ما لذَّ من همسٍ رقيقٍ
وجعلتني أَتَعَشَّقُ الهمس الرَّقيقا

علَّمتني ما كنتُ أجهل من جنونٍ
حتَّى تمنى خافقي ألاَّ يُفيقا

علَّمتني في الحبِّ درساً كنتَ فيهِ
أنتَ الحبيبَ ، وكنتَ لي الصَّديقا

فمتى تعلِّمني بربكَ حينَ تنأى
صبراً وعزماً صادقاً حتَّى أُطيقا؟!

ومتى تعلِّمني السُلُوَّ إذا ابتعدْن
عن بعضنا،ومتى تكون بي الشَّفيقا؟!

فأجبتها ، دَرْسُ السُّلُوِّ عليِّ صعبٌ
لمْ أستطعْ أنْ أفهم الدَّرس العميقا


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:03 PM
تبقى الحصون منيعةً أسوارها
مادام يرفع باليقينِ شعارُها

وتظلُّ تهنأ بالربتيع رياضُها
وتزفُّ أشذاء الرضا أزهارها

تجري سواقي الحبِّ في ساحاتها
وتهُّز أشواق الثرى أمطارُها

تتمايلُ الأغصان تنثر طَلَّها
وبها تميل إلى الأكفِّ ثمارُها

للهِ دركِ يا رياضَ محبَّةٍ
غنَّت بلحن جمالها أطيارُها

زحفتْ إلى الحلم الجميل رمالها
وتشبثت بجبالها أحجارها

وتقاربت أطرافها حتى شدا
بفم الإخاءِ كِبارُها وصغارُها

فيها محجَّتُها المضيئة ، ليلها
مستبشرٌ بضيائها ونهارها

بالعلمِ والإيمانِ يرفع شأنها
وبهمَّة الأبطال تحمى دارها

علماؤها وولاتُها ، وقضاتها
ودعاتُها جمُلَتْ بهم أخبارها

في قصة الشيخين حين تعاهدا
تبدو معالمُ أشرقت أنوارُها

لمَّا تحالف شيخُها وإمامُها
خرجت إلى نور الهدى أقطارها

وتجمعت بعد الشتات ، فضمَّها
عبد العزيز وقد أُقيل عثارُها

بوابةٌ فتحت على واحاتنا
فسرى إلينا شيحُها وعرارُها

من حول كعبتنا يتمُّ طوافُها
ويعيشُ نعمة أمنِها عُمَّارُها

وربوعُ طيبتنا تمدُّ غصونها
ليسير تحت ظلالها زوَّارُها

إرْثٌ عظيمٌ ورَّثتهُ شريعةٌ
مازال يحمل عبئَها أنصارُها

أأَخا العقيدة ، و السعادةِ كلُّها
في ديننا تجري به أنهارها

شكرا لخدمة شِرعةِ الهادي التي
ما زال يرفع في الوجودِ منارُها

تهُدي إليكَ قصيدتي من أحرفي
لغةً عى معنى الوفاءِ مدَارُها

جاءتكَ ترفلُ في ثيابِ مشاعري
ومن الوفاءِ رداؤها وإزارُها

في ليلة التكريمِ أشرقَ لحنُها
لِمَ لا ، وقادَةُ علمها أقمارُها

يامن منحت العلم همَّةَ مصلحٍ
حتَّى يطيب لأرضنا استقرارُها

دعني أبُح لك بالهموم فلم يزل
يجري بها فوق الظلوع قطارُها

في عصرنا يا ابن الكرامِ كما ترى
ونرى ، شؤونٌ لا يقرُّ قرارُها

فتنٌ تعالى في الفضاء ُخانُها
وتأجَّجتْ في كلِّ أرضٍ نارُها

فتنٌ يطوف في البلاد لهيبُها
وبها يدورُ على الورى ديَّارُها

لكأنَّني بالأرض في دوَّامةٍ
من حزنها مما جنى كفَّارُها

مَنَحتْ بإذنِ اللهِ خير كنوزها
حتى تيسر للورى إعمارُها

أيكونُ نكرانُ الجميل جزاءها
منا ، فنرضى أن يسيء شرارُها ؟؟

إني لأسمتتعها تقولُ مقالةً
تفضي بها واحاتُها وقفارُها

ماذا أقول عن العراق وغزةٍ
و النَّاطقانِ ركامُها ودمارُها ؟

وعيونُ أقصانا دموعٌ لم يزل
يجري على ساحاتها مدرارها

سُرقتْ عباءتُها ، ومزِّق ثوبها
وأضيعَ في يوم الزفافِ سِوارُها

مالي وللأمم التي يُزري بها
أيزيسها ، ويضلُّها عِشتارُها ؟

مالي وللأمم التي تقتادُها
أطماعُها ويسوقُها دولارُها ؟

أنَّى أسير وراءها وهي التي
ما زال يقطع دوحتي منشارُها ؟!

أيُعالَجُ الجرح العميقُ بمثلِهِ
أتصونُ بائعة الهوى أطمارُها ؟!

طَرَفانِ مذمومانِ حينَ تطرَّفا
تعبت مراكبنا وزادَ عِثارُها

طَرَف التَّنطُّعِ في التَّديُّنِ لم يزلْ
لغةٌ من الإرهابِ ثارَ غُبارُها

وتطرُّفٌ جلَبتهُ علمانيَّةٌ
تُغوي العقول، غريبةٌ أطوارُها

وكأنَّني بهما حليفا فتنةٍ
ثقلت على أوطاننا أكدارُها

بئس الغلوُّ فإنَّهُ لَسجيَّةٌ
للمارقينَ ، خيارُها أشرارُها

بئس التنطُّعُ لا مكانَ لأهلهِ
في أمَّة درْبُ الرَّشادِ مسَارُها

بئس التقدِّم حين يسرق حرَّةً
من حِرْزِها حتى يضيعَ خِمارُها

بئسَ التَّقدُّم حين يصبحُ نكسةً
في الدينِ تنشُرُ بيننا أفْكارُها

تشقى المبادئ حينَ يصبِحُ أهلُها
تَبَعاً ، وحين يبيعها تجَّارُها

للمُلْكِ أركانٌ تُثبتُ صرحهُ
مهما دهاهُ من الخطوبِ سُعارُها

دينٌ ، وأخلاقٌ ، وعلمٌ راسخٌ
وعدالةٌ تبدو لنا آثارُها

إنَّ الممالِكَ كالرِّجالِ يصونُها
ويعزها في العالمينِ وقارُها

تبقى البلادُ عزيزةً بثباتِها
وبحبِّ ما يدعو إليهِ خيارُها

يحمي حماها حاكمٌ متمرِّسُ
وبطانةٌ تصفو لهُ أفكارُها

ويصونُها العلماءُ من نزقِ الهوى
فيعزُّ ساكنها ويأمنُ جارُها

يرقى بأنفسنا اليقينُ إلى الذُّرى
ويظلُّ يرفع شأنها إيثارُها

تبقى الشَّواطئ للسفينةِ مأمناً
إن كان في بحر الردى إبحارُها

للهِ درُّ بلادنا ، مِنْهاجُها
قرآنُها ، ودليلُها مُختارُها

هي دولةٌ بنيتْ على إسلامها
وبهِ سيبقى عزُّها وفخارُها


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:03 PM
مادامَ ربِّي ناصري وملاذي
فسأستعينُ بهِ على الفولاذِ

وسأستعينُ بهِ على أوْهامهمْ
وجميع ما بذلوهُ لاستحواذِ

قالوا : الجدارُ،فقلتُ أهونُ عندن
من ظُلمِ ذي القربى وجوْرِ مُحاذي

قالوا: منَ الفولاذِ ، قلتُ : وما الَّذي
يعني ، أمام بطولةِ الأفذاذِ ؟

أنا لا أخافُ جدارهم ، فبخالقي
منهم ومِمَّا أبرموهُ عِياذي

أقسى عليَّ منَ الجِدارِ عُرُوبة
ضربتْ يديَّ بسيفها الحذَّاذ

رسمتْ على ثغر الجراحِ تساؤل
عنْ قدْسنا الغالي وعنْ بغداذِ

عن غزَّةَ الأبطال كيف تحوَّلتْ
سجْناً تُحاصرهُ قلوبُ جَلاَذي

ما بالُ بعضُ بني العروبةِ ، قدَّمو
إنقاذَ أعدائي على إنقاذي

عهدي بشُذَّاذ اليهودِ هم العِد
فإذا بهم أعْدَى منَ الشُّذَّاذِ

أوَما يخاف الله من يقسو على
وهنِ الشِّيوخِ ورقَّةِ الأفلاذِ ؟

أينَ القرابةُ و الجوار ، وأينَ منْ
يرعى لنا هذا ، ويحفظُ هذي ؟

يا أُمَّةَ الإسلامِ ، يا ملياره
أوما يجودُ سحابكمْ برذاذِ

قولوا معي للمعتدي وعميلِهِ
ولمنْ يعيش طبيعةَ الإخناذِ

يهوي الجِدارُ أمامَ همَّةِ مُصعبٍ
وأمامَ عزمِ معوَّذٍ ومُعاذِ


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:04 PM
أرسل فديُتك هذا الصوتَ أنوار
وأبعث إلينا به نبعاً وأنهارا

كـوّن به سُحباً في الأفقِ مفعمةً
تُهدي إلى الأنفس الجدباء أمطارا

وأمدد إلينا به جسر اليقين على
أرض العقيدة وأجعل منه تذكارا

حلّق بنا في تلاواتٍ مرتلةٍ
ترقــى بأنفسنا حُباً وإيثارا

إقرأ فديُتك فالقرآن يمنحن
في لجّة العصر تثبيتاً وإصرارا

هو الضياء لنا في كل حالكةٍ
تُخفي غياهبها السوداءُ أشرارا

هو السحاب الذي تهمي بوادره
غيثاً من الحق الإيمان مدرارا

أمطر علينا شئابيب التلاوة في
عصرٍ تشرّب إعراضاً وإنكارا

عطّر مسامعنا ممّا ترتله
فالناس قد عشقوا دَفّاً ومزمارا

لله درّك تتلو وحي خالقن
مجوّداً فنرى للفجر إسّفارا

وحيُ السماء هو الحصنُ المنيع
إذا ما حرّكت صبوات الناس إعصارا

أيا أمير رياض الخيرِ أحسبكم
ممّن سيترك في الإحسان أثارا

تحيةً من قوافي الشعر تبعثه
إليك واحاته فلً وأزهارا

ويا محبّون فعل الخير لا تَدَعَو
قرآن خالقكم دعماً وإكثارا

فنحن أحوج للقرآن في زمنٍ
نرى أباطيله تزدادُ إبهارا

ترمي وسائله فينا قذائفه
ناراً وسيلاً من التضليل موّارا

حتى الثوابت ألقى المرجفون على
حصونها الشمِّ أشواكاً وأحجارا

فكم نرى قلماً في كفّ صاحبه
غدا بأفكاره السوداءِ منّشارا

تشكوا صحائفنا من جوقة سخرت
بالدين لم ترعى للقرآن مقدارا

هم يسرقون البساتين التي غُرست
بالحق والصدق والإيمان أشجارا

ولو تغافل عنهم كُل ذي رشدٍ
لهدّموا بفوؤس الغدر أسوارا

فينا الينابيع من قرآن خالقن
وسنة المصطفى علماً وأذكارا

قد يفتح اللص ثقباً في الجدارا فإنّ
لم يُردع اللص هدّ الركن والدّارا

لله مملكةُ الإسلام راعيةً للوحي
علماً وترتيلاً وإكبارا

هنا مقامات عزٍّ لا نظير له
وحياً وهدياً سماوياً وإقرارا


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:05 PM
من بابِكَ المفتوح للشَّمسِ
أروي ليومي قصَّةَ الأمسِ

وإلى غدي يمضي بلا وجلٍ
قلبي، وتعرف دربَها نفسي

بك يحتفي جهري إذا نطقتْ
شَفَةُ القصيد ويحتفي همسي

يا مسجدَ الأقصى, أراكَ على
هامِ السَّحاب، وأنتَ في القُدْسِ

وأراكَ ضوءَ الفجرِ مُصْطَبِحً
وأراكَ بَدْرًا حينما أُمسي

وأراك في ثَغْرِ الصَّباحِ ندى
تهفو إليه منابتُ الغَرْسِ

وأراكَ في قلبي، وإنْ رفعو
جُدْرانَهم، وأراكَ في حِسِّي

يا مسجدَ الأقصى أراكَ على
وَجْهِ الحقيقةِ دونما لَبْسِ

لا تَبْتَئِسْ من حالِ أُمَّتن
مهما ترى فيها من البُؤْسِ

فلأمتي من دينها قِمَمٌ
تبْقَى بها مرفوعةَ الرَّأسِ

إنْ كان قد أزرى بها نَفَرٌ
منها، وقادوها إلى النَّحسِ

مَلَؤُوا لها كأسَ انتكاسَتِه
فتضلَّعتْ بمرارةِ الكأسِ

وتدنَّسوا بعناقِ مغتصبٍ
متجاهلينَ عواقبَ الدَّرْسِ

فلسوف ترفع ثوبَ عِفَّتِه
عن موطنِ الآثامِ والرِّجْسِ

يا مسجدَ الإسراءِ يا شَفَةً
تدعو إلى صلواتنا الخمسِ

ما زلتَ أكبرَ من تآمُرِهم
مهما أطالوا مُدَّةَ الحَبْسِ

لا تبتئِسْ منهم فلن يقفو
إلا على جُرُفٍ من اليَأسِ

كم أطلقوا دَعْوَى عروبتهم
ولها أقاموا حَفْلَةَ العُرْسِ

ولكم سعوا نحو العدوِّ بل
وَعْيٍ ولا رأيٍ ولا حَدْسِ

قُلْ أيُّها الأقصى لمَنْ وَهِمُوا:
هل تلجأُ الأغصانُ للفَأْسِ؟

قُلْ للعروبةِ في تعلُّقه
بالوهم، والتشويه والدَّسِّ

أنا لا أرى لعروبتي شرفً
في حَرْبِ ذُبْيَان ولا عَبْسِ

شَرَفُ العروبةِ أنْ تسير على
صوتِ الأذانِ وآيةِ الكُرْسي


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:05 PM
أبشروا بالخراب بعد الخراب
يا عقولاً مسلوبة الألبابِ

يا قلوباً تمكن الحقد منه
فهي مجبولة على الأرهابِ

يا عيوناً مطموسة ليس فيه
ما يجلّي لها طريق الصوابِ

أنا مسرى النبي, ما زال يجري
منه نور الإسراء فوق قبابي

حين صلّى بالأنبياء تجلّى
في سمائي تآلف الأحبابِ

وتجلّت مآذني, وأذاني
وسؤالي عن الهدى, وجوابي

وتجلّى الدين الحنيف بعيد
عن دعاوى المدلّس الكذّابِ

كل شبر ٍ في ساحتي, فيه نقشٌ
من شموخي برغم طول عذابي

يا يهود الأوهام, أنتم نشازٌ
في سياقي, ودمّلٌ في إهابي

أنتم الداء سارياً في عروقي
أنتم الصفر تائهاً في حسابي

أنتم الليل حالكاً مدلهمّ
فمتى يُبهج الضياء رحابي ؟

ومتى البدر يزدهي في سمائي
ومتى تغسل النجوم اكتئابي ؟

ومتى تفرح النوافذ مني
بنسيمي وتنتشي أبوابي ؟

ومتى أستعيد منكم ردائي
وكسائي, وأسترد ثيابي ؟

ومتى تشرب القناديل زيت
من خلاصي, يرضى به محرابي ؟

ومتى ترفع المآذن صوتي
دون خوفٍ من عاديات الذئاب ؟

ومتى يعبر الحواجز نحوي
لأداء الصلاة فيَّ شبابي ؟

كيف تنجو طهارتي ونقائي
من قرودٍ تدوسني وكلابِ ؟

كيف أنجو من الخنادق صارت
سرطاناً من غدرهم في ترابي ؟

يا يهود القتل والتشريد, أنتم
لغة العنف في قوانين غابِ

شهد العجل, أنكم ما ارتفعتم
عن سجايا وعن صفات الدوابِ

منذ موسى ومنذ هارون كنتم
تتساقون أقبح الأكوابِ

يا يهود الأوهام, أنتم حروفٌ
من ضياع ٍ لم يدرِ عنها كتابي

أنتم الموت, واليقين حياتي
أنتم الجدب, والإباء سحابي

كالشياطين تسرقون حروفي
من لساني, فلتصطلوا بشهابي

أبشروا بالخراب صار شعار
يتعالى على كنيس الخرابِ


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:06 PM
أجملَ من إشراقةِ المشرِقِ
يكون وجه الليل إذْ نلْتقي

وتُصبحُ الأنجمُ أُنشودةً
ليْليَّةً ، و البدر كالبيذقِ

تُختصرُ الأرضُ على راحتي
باقة وردِ ناضرٍ مورقِ

كأنَّما أطرافُها جُمِّعتْ
تشهدُ ما أُبرمَ من موثقِ

لم تكن الأحلامُ موسومةً
بالقُربِ في تاريخِها الأسبقِ

كُنَّا على شاطئ أحلامن
نبحثُ كي نبحر عن زورقِ

وكانَ بحرُ الخوفِ مُسترسل
في رُعبِهِ يدعو إلى الأعمقِ

وكان صمتُ الليل أُسطورةً
موغلةً في صمتها المُطبقِ

لكنَّنا كنَّا ، بآمالن
نرْقى ، ولا نيأْسَ أنْ نرتقي

حتى إذا نلْنَا الذي نبتغي
من فتح باب الأملِ المغلقِ

تحوَّل الليلُ إلى واحةٍ
مشحونةٍ بالوردِ و الزَّنبقِ

وأٌقبلتْ أفواجُ أفراحن
مزْهوَّةً رافعةَ البيرقِ

ياربِّ ، قوليها معي دعوةً
توصِلُنا للأمل المُشرِقِ


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:06 PM
يُشرِقُ الحبُّ من غروب المآسي
وتلوح الأفراحُ مِمَّا نُقاسي

ومنَ اللَّيل تخرجُ الشمس وجه
ضاحكَ الثَّغر بعدَ طول احتباسِ

ومنَ الطينِ تضحك الأرض شيح
وخُزامى وعطر وردٍ وآسِ

ومنَ الوجْدِ تستمدُّ القوافي
ما يُغنِّي به فمُ الإحساسِ

ومنَ البعدِ حين ينأى حبيبٌ
عن حبيبٍ ، يطيبُ قولُ المواسي

لا تقولي : جاء الظَّلام ، ولكن
جاءَ ضوءُ النجومِ بالإيناسِ

وأتى البدرُ زورقا منْ ضياءٍ
يمنح الليلَ بهجةَ الأعراسِ


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:07 PM
دَعِ الرَّشَّاشَ خَلْفَكَ يا حبيـبُ
وصافِحْنِي فأنـتَ أخٌ قريـبُ

رصاصتُكَ التي أطلقْتَ نحوي
تُصيبُكَ مثلما قلبـي تُصيـبُ

وقاتِلُنا هـو المقتـولُ فينـا
وأَسْعَدُنا هو الأشقى الكئيـبُ

لماذا يا أخـي ترتـدُّ نحـوي
ووجهُكَ في مقابلتي غَضُوبُ؟!

ألم نَسْكُـنْ مُخيَّمَنـا جميعـاً
تُشارِكُنا طُفُولَتَنا الخُطُـوبُ؟!

ألم نَشْرَبْ مَوَاجِعَنـا صِغَـاراً
وَنَرْضَعْهَا كما رُضِعَ الحليبُ؟!

دَعِ الأعداءَ لا تَرْكَـنْ إليهـم
فما يُعطيكَ إلاَّ الغَـدْرَ (ذِيـبُ)

إذا امتدَّتْ يدُ الباغـي بمـالٍ
إليكَ فَخَلْفَـهُ هـدفٌ مُرِيـبُ

لنـا أرضٌ مُبارَكـةٌ دَهَـاهَـا
منَ الأعداءِ عُـدْوانٌ رَهِيـبُ

ألم يُدْفَنْ أبـي وأبـوكَ فيهـا
وفي عَيْنَيْهِمَا دمعٌ صَبِيـبُ؟!

ستَشْقَى ثم تَشْقَى حينَ تَنْـأَى
بنا عن طَرْدِ غاصِبِها الدُّروبُ

أخي ورفيقَ آلامـي وحُزْنـي
وأحلامي، رَجَوْتُكَ يا حبيـبُ

رَجَوْتُكَ أنْ تكونَ أخـا وفـاءٍ
لِئَلاَّ يَدْفِنَ الشمـسَ الغُـروبُ

كأنِّي بالرَّصاصِ يقـولُ: كـلاَّ
ويَحْلِـفُ أنَّـهُ لا يستجيـبُ

يقولُ لنا: دَعُوا هذا التَّجَافِـي
وكُفُّوا عن تَنَاحُرِكُـم وتُوبُـوا

أخي، إنِّي رأيْتُ الحقَّ شمسـاً
يُلازِمُها الشُّروقُ فمـا تَغِيـبُ

فلا تَتْرُكْ يدَ الأحقـادِ تُدْمِـي
جَبِيناً لا يَلِيقُ بـهِ الشُّحُـوبُ

سَمِعْتُ مآذنَ الأقصى تُنـادِي
وفي البيتِ الحرامِ لها مُجِيـبُ

وصَوْتُ عجائبِ الإسراءِ يَدْعُو
وفي أَصْدَائِـهِ نَغَـمٌ عَجِيـبُ

إذا دَعَـتِ المـآذِنُ بالتَّآخِـي
فحُكْمُ إجابَةِ الدَّاعِي الوُجُـوبُ

أخي، بيني وبَيْنَكَ نهرُ حُـب
وإخلاصٍ بهِ تَـرْوَى القُلُـوبُ

لِقَلْبَيْنَا مـنَ الإحسـاسِ دِفْءٌ
أرى جبلَ الجليدِ بـهِ يَـذُوبُ

كِلانَا لا يُريدُ سوى انتصـارٍ
يعودُ لنا بهِ الوطـنُ السَّلِيـبُ

كِلانَا فـي فلسطيـنَ الْتَقَيْنَـا
على هَدَفٍ، لِيَنْهَـزِمَ الغَريـبُ

لِنَرْفَعَ رايـةً للحـقِّ تُمْحَـى
بها من صَدْرِ أُمَّتِنَا الكُـرُوبُ

أخا الإسراءِ والمعراجِ، بينـي
وبَيْنَكَ حَقْـلُ أزهـارٍ وطِيـبُ

بِحَبْلِ العُرْوَةِ الوُثْقَى اعْتَصَمْنَا
فلا عاشَ المُخَالِفُ والكَـذُوبُ


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:07 PM
أغلى هدايا حاكمٍ ونظامِ
للناس ، حُكْمُ شَريعَةِ الإسْلامِ

أغلى الهدايا للشُّعوبِ ، حمَايةٌ
للمالِ ، والأعراضِ ، والأَفْهامِ

إغلاقُ أبوابِ المفاسِدِ والهوى
ومنافِذِ التَّضليلِ و الإيهَامِ

أغلى الهدايا للبلادِ وأهْلهَ
تطبيقُ شرع الله في الأحكامِ

أغلى منَ الدُّنيا ، ومن لذَّاتِه
وبرِيقِ ما فيها منَ الأوهامِ

رَفْعُ الملامةِ عنْ دُعاةِ فضيلَةٍ
نشروا الهُدى وأئمَّةٍ أعْلامِ

هُمْ يحرسُونَ الدَّارَ من مُتسلِّلٍ
يرْمي بحربتِهِ صُدورَ نِيامِ

كمْ أطْفأوا نيرانَ هتْكِ فضيلةٍ
وحموا بعونِ الله عِرْضَ كِرامِ

أغْلى الهَدَايا حِسْبَةٌ محمُدَةٌ
بينَ الأنامِ ، تشُدُّ أزْرَ نِظامِ

يا خادِمَ الحرمينِ ، دولتنا التي
قامتْ على الإسلامِ خيرَ قيامِ

مدَّتْ يديها للموحِّدِ حينم
نادى بشرع الواحِدِ العلاَّمِ

لمَّا رأتْهُ إلى المؤذِّنِ مُصغي
ومُصلِّياً للهِ خلفَ إمامِ

ركضتْ إليهِ بنَخْلِها وبسدرِه
وبِشِيحِها وعَرارها وخُزامِ

ركضت بعزمِ رجالِها ونسائِه
وبشَيْخهَا وبِكهْلِها وغُلامِ

ميزانُها قُرْآنُها ، وحديثُه
و المَسْجِدانِ وقوَّةُ الإلْهامِ

و الأمرُ بالمعروفِ،مهما حاولو
منْ يُفْلِتونَ القولَ دونَ زِمامِ

إنِّي لأسمعها تقولُ لكاتبٍ
مُستغْربٍ ، ومُفكِّرٍ " خَمْخَامِ "

ولمَنْ تشبَّهَ بالغُرابِ ، فما مشى
مَشْيَ الغُرابِ ، ولامشَى كحمامِ

وتقولُ للمُتَنطِّعينَ ، ومنْ غلو
في دينهم ، وتشبَّعوا بِخِصامِ

وتَقولُ للمُتطرِّفينَ جميعهمْ
ولكُلِّ مَنْ جَنَحوا إلى الإجْرامِ

لا يلْتَقي سَيْفانِ في الغِمْدِ الذي
عَشِقتْ سريرتُهُ برِيقَ حُسامِ

شتَّانَ بينَ ضياءِ نجمٍ باهتٍ
سخِرَ الظلامُ بهِ ، وبدْرِ تمامِ

شتَّان بينَ مساجِدِ الله التي
تُبْنى وبينَ شواهِقِ الأهرامِ

قدْ يُصبحُ البُنيانُ صرْحاً، وهو في
ميزانِ شرعِ الله مثلُ رُكامِ

أسمى البناءِ ، بِناءُ نفسٍ حُرَّةٍ
سَلِمتْ سرِيرَتُها منَ الأسْقامِ

وأعزُّ من مليونِ بُرْجٍ شاخِصٍ
أبراجُ همَّةِ عالمٍ وإمامِ

أبراجُ جيلٍ مُؤمنٍ مُتطلِّعٍ
يرْقى بهِمَّتِهِ أعَزَّ مقامِ

يلْقى الحياةِ بدينِهِ وبعلْمِهِ
لُقْيا زهورِ الرَّوضِ قَطْرَ غَمَامِ

وكذلِكَ النَّفْسُ الأبيَّةُ تُبْتَنى
بالعِلْمِ و الإيمَانِ و الإكْرامِ

إنِّي لأَسْمعُ كُلَّ شبْرٍ شَامخٍ
منْ أرْضِنا المرْفوعة الأعْلامِ

يُلْقي بألفِ تحيَّةٍ وتحِيَّةٍ
ويقولُ لي قولَ الفتى المِقْدامِ

للشَّمسِ أطْوارٌ ، صباحٌ مُشرقٌ
وظَهيرةٌ ، وغُروبها المُترامي

وتَظَلُّ شمسُ الحقِّ ذاتَ توهُّجٍ
يرْتدُّ عنها جيشُ كلِّ ظلامِ

كمْ ناطِقٍ ذَرِبِ اللِّسانِ ، وقَلْبُهُ
يَغْلي بجمْرٍ للضَّغينَةِ حامِ

قُل ما تَشاءُ عن الحياةِ وحُسْنه
وجمالِ ما فيْها مِنَ الأحْلامِ

فالأمرُ بالمعروفِ خَيرُ هديَّةٍ
لبيوتنا ، تحمي مِنَ الآثامِ

أرأيتَ ذا عقْلٍ يَرُدُّ هديَّةً
منْ رحمةٍ ومودَّةٍ وسَلامِ ؟!


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:08 PM
خُوضوا البحار وعانقوا الأمواج
فلقد أضأتم للوفاء سراجا

ولقد رسمتم للتّضامن لوحةً
عظمى وشيّدتم له الأبراجا

أسعدتم البحر الأجاج فلم يعد
من بعد ما أسعدتموه أجاجا

وأضئتم الليل البهيم بشمسكم
ومنحتموه سراجها الوّهاجا

علمتم الدنيا دروس فضيلةٍ
كسرت عن الأمل الكبير رتاجا

أحرجتم الدول الكبار وإن تكن
ماتت فما تستشعر الإحراجا

يا خير أسطولٍ رأته عيونن
لما رآه البغي هاج وماجا

يا خير أسطولٍ سرى بعزيمةٍ
كبرى ليمنح مُعدِماً محتاجا

ولينبي الدار التي هدمت بل
حقٍ ويحمل للمريض علاجا

ولينّصر المظلوم والمحروم في
عصرٍ تمادى الظلم فيه وراجا

لله دّر المدلجين لغاية
كبرى يهوّن لنيلها الإدلاجا

لما رأوا أن القضية أصبحت
أوراقها لا تبرح الأدراجا

ساروا لفك حصار غزةَ بعدم
ضرب النّظام العالمي سياجا

كسروا جدار الصمت منذ تسنّمو
متن الصعاب وأقبلوا أفواجا

يا أيها المتضامنون وفاؤكم
هزّ البحار وماؤها الثّجاجا

أنتم طليعة أمةٍ لا تنحني
ذُلاً ولا تتنكبُ المنهاجا


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:08 PM
في ليل دافوس كنا نبصرُ القمر
وفي طريق المعالي نلمح الأثرا

حكايةٌ بدأت من حرب غزّتن
لما تمادى عدوّ الله فانكسرا

لما رأينا صموداً من أحبتن
سلاح أعداءنا في ناره انصهرا

من ذلك الوقت لاحت في السماء
لنا شمسٌ رأها ظلام الليل فانحصرا

شمسٌ تأمّلها البسفور ساطعةً
فسرّه وجُهها الميمون وانبهرا

في تركيا شدتّ الأمجاد مئزره
وأيّنعت ثمرات الرّوض وازدهرا

ما زال للفاتح المغوار في دمه
نهرٌ أعاد إليها الخصب حين جرى

وما يزال أبو أيّوب شاهدنا أمام
أسوارها لا يكذب الخبرا

حكايةٌ بدأ التاريح يكتبه
في دفتر المجد والإقدام مفتخرا

إني أرى في سماء الحق ألويةً
تعيد من ذكريات المجد ما اندثرا

روحٌ تعود إلى ما كان من ألقٍ
وهمةٍ وإباءٍ يدفع الخطرا

تقول للمعتدي كنّا نهابك من ضعفٍ
لدينا ؟ وأما الآن سوف ترى

يا أوردغان تحيانا معطرةً
أما الدعاء فما استخفى ولا فـتـرى


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:09 PM
دعوا عنكم صحابتنا الكرام
فكلٌ في مراتبه تسامى

وكلٌ عظّم الإسلام حتى
عرفناهم عمالقة عظاما

وكلٌ نال في الأمجاد سهم
فما أسمى وما أغلى السِّهما

نجوماً بعد خير الناس كانو
وما زالوا, يُزيحون الظَّّلاما

تلاميذ النبوة, خير صحبٍ
لمن كانت نبَّوته ختاما

رأتهم صافنات المجد جُند
وقد نصبوا من النَّقع الخياما

فردّدت الصهيل لهم تحاي
وألقت في أكفّهم الزِّماما

مُهاجِرهم, له شرفٌ عظيمٌ
وأنصارّيهم حمل الوساما

رجالٌ سجلوا التاريخ عنهم
بطولاتٍ تبُصّر من تعامى

نجومٌ في السماء فكيف يرقى
إليها من أبى إلا الحطاما ؟

ألا يا من تعلقتم بوهمٍ
وحولتم شريعتنا خصاما

وكوّنتم لكم قاموس شتمٍ
صديد حروفه يؤذي الكراما

وخضتم بالهوى مستنقعاتٍ
من الأحقاد, زادتكم سقاما

دعوا عنكم أبا بكرٍ صَدِيق
وصدّيقاً ومِقداماً هُماما

رفيق المصطفى في الغار, أكرِم
بها من صحبة رفعت مقاما

دعوا الفاروق صرحاً من شموخٍ
أضاء بعدله مصراً وشاما

دعوا عنكم حبيبة مصطفان
ولا تستسهلوا فيها الكلاما

كتاب الله برّأها, فسحق
لكل منافقٍحسر اللّثاما

دعوا قمم الصحابة فهي أعلى
وأنّى يبلغ الخُفُّّ السّناما ؟

ألا يا من شربتم كأس حقدٍ
وأحدثتم عن الصف انقساما

أعوذ بخالقي من سوء فعلٍ
يصوّره ضلالكم التزاما

لآل البيت أرسلت القوافي
تزفُّ لهم فؤاداً مستهاما

منحناهم على الإسلام حب
وقدمنا التحية والسّلاما

لنا من ديننا شمس ضحاه
يفّرق ليلكم مهما ترامى

نفضنا ما أثرتم من غبارٍ
ومن نفضى الغبار رأى الغماما.
" عليٌّ " رابع الخلفاء, إن
لنمنحه مشاعرنا " احتراما "

نحبك يا أبا السّبطين حب
لو اصطبغ الجماد به لهاما

ولو شمّت روائحه الروابي
لما احتفلت بوردٍ أو خزامى

نحبك ما شعرنا أنّ حب
يعلمنا التناحر والصّداما

بخير الناس فيك قد اقتدين
فما نرضى لعروتنا انفصاما

ولا نرضى الغُلُوّ فقد وضعن
على فمٍ كلِّ إفراطٍ لجاما

ألا يا من رفعتم للتّجنّي
شعاراً يحمل الموت الزُّؤاما

شريعتنا لضوء الشمس, لكن
جعلتم ضوءها فيكم قتاما

نصبتم حب آل البيت جسر
لدعواكم, فضلّلتم أناما

وكيف يحبّهم من لا يراعي
مبادءهم ولا يراعى الذّماما

نقول لكم, وأعيننا تراكم
كما أنتم, سراباً أو جهاما

بعيدٌ عن شريعتنا, مُكِبٌ
على بدعٍ, وإن صلى وصاما

تكشّفتِ المواقف عن جموعٍ
تُكشّف حول خيبتها الزّحاما

تُعلمنا النوازل حين تأتي
دروساً تُوقِظُ الشهم الهمام

وما الفتن العظام سوى اختبارٍ
يُبيّن من هوى ومن استقاما


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:09 PM
طلبتُ من ريشتي أنْ ترسم القمر
فأبدعتْ وقضتْ من حاجتي وَطَرا

طمعتُ فيها، فقلت: النَّجمُ يُعجبني
فصوَّرتْ ريشتي من حُسْنِه صُوَرا

فزاد مما أرى في ريشتي طمعي
والمرءُ يَطْمَعُ فيما حُسْنُه ظَهَرا

فقلت: هيَّا ارسمي روضاً ورابيةً
خضراءَ تُعْجبُ في تنسيقها النَّظَرا

وأبدعي صورةً للنَّخل باسقةً
وصوِّري النَّبْعَ والأزهارَ والشَّجرا

وصوِّري سُحُباً في الجوِّ سابحةً
وصوِّري البرقَ فيها وارسمي المَطَرا

فأبدعتْ ريشتي في كلِّ ما رسَمَتْ
حتى رأيت لها في خاطري أَثَرا

طَمِعْتُ في ريشتي، قلت: ارسمي حُلُم
فصوَّرتْ صورةً، عقلي بها انبهَرا

قلت: ارسمي وَمْضَةَ الإحساس فانطلقتْ
تصوِّر البَرْقَ لمَّا يَخْطَفُ البَصَرا

قلتُ: ارسمي لَوْعَةَ المشتاق، لَهْفَتَهُ
حنينَهُ، دَمْعَهُ الرَّقْراقَ حين جَرَى

وصوِّري ليلَه ما زالَ يُرْهِقُه
طولاً، وَيُسْكِنُ في أهدابه السَّهَرا

وصوِّري فَرَحَ المشتاقِ حين يَرَى
وجهَ الحبيبِ وينسى الهمَّ والكَدَرا

ولم تَزَلْ ريشتي في كلِّ ما رسمَتْ
تُبدي لعينيْ من الإبداعِ ما استترا

وزادَ من طمعي فيها تَأَلُّقُه
فَرُحْتُ أطلبُ بالإسهابِ ما اختُصِرا

يا ريشتي، أنتِ في الإبداعِ رائدةٌ
كبَّرْتِ من لَمحَاتِ الفَنِّ ما صَغُرا

هيَّا ارسمي وَجْهَ مَنْ أهوى وبسمتَه
وناظرَيْنِ، إذا ما صُوِّبا سَحَرا

توقَّفَتْ ريشتي طال الوجومُ به
حتى تخيَّلْتُ رأسَ الرِّيشةِ انكسرا

ماذا دهى ريشتي، ما بالُها وَجَمَتْ
ما بالُ إبداعها في رسمها انحسرا؟!

قالت: أتطلبُ مني رسمَ فاتنةٍ
لو أبصر الفجر عينيها لما انتشرا

ولو رأى الزَّهْرُ في الواحاتِ بَسْمَتَه
لَمَا حَبَانا الشَّذا يوماً ولا ازدهَرا

ولو رآها نسيمُ الفجر حاضرةً
على ضِفافِ الرَّبيعِ الطَّلْقِ ما حَضَرا

هنا، رأيتُ يَدَ الإبداعِ راجفةً
كأنَّ ريشتَهُ قد أصبحتْ حَجَرا

فقلتُ: سبحانَ من صاغَ الجمالَ لن
حتى ظننَّا بأنَّا لا نرى بَشَرا


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:10 PM
من مجيري من هموم تتوالى
وهجير لم أجد فيه الظلالا

من مجيري من أسى يطحن قلبي
يجعل البسمة في ثغري خيالا

روضتي كنت بها أسمع لحن
وأرى الزهرة فيها والغزالا

ما دهاها ؟ لم أعد أسمع إل
آهة الشاكي وأصوات الثكالى

وأرى فيها عيونا باكيات
نال منها السهر المضني منالا

أيها الغائب، قد خلفت حزنا
وتركت الجرح يزداد اختيالا

كيف تدعوني إلى اليم وتمضي
بعد أن ألقيت في اليم الحبالا

غاصت الأنجم في الظلمة حتى
لم تعد ترمقني إلا احتيالا

ودنت أحلامنا منا , ولكن
قد كساها الليل أسمالا ثقالا

كان عهدي بليالي قصارا
كيف صارت بعد أن غبت طوالا

صار مائي كدرا بعد التنائي
ولقد كان على القرب زلالا

كم طوينا من مسافات طوال
وتجاوزنا سهولا وجبالا

كلما ضجت من السير رحال
هيأ القلب من العزم رحالا

نطأ الشوك ونقتات المآسي
ونرى السير على الشوك نضالا

ويل دنيانا طوتنا في مداها
كلما امتدت بنا زدنا انشغالا

قدر ذقنا به اليوم انفصالا
مثلما ذقنا به الأمس اتصالا

شأن دنيانا , لقاء ووداع
وانتقال فوقها يتلو انتقالا

نطلب العزلة فيها غير أنا
قد ملكنا أنفسا تأبى انعزالا

كلما زدت صدودا وابتعادا
زاد قلبي لك شوقا وامتثالا

لم أجد في البعد والقرب دواء
أصبح النسيان من مثلي محالا

لم تطل أوقاتنا منذ التقينا
غير أنا قد زحمناها وصالا

وملأناها وفاء , سوف يبقى
في جبين الدهر للناس مثالا

أيها الشاكي من البعد تمهل
ربما تجني من القرب وبالا

أنخوض اللجة اليوم ونمضي
أم ترى نبقى على الناس عيالا

كيف أحظى بجواب لسؤالي
وأنا ما زلت أجتر السؤالا

لي من الله معين ويقين
يطرد اليأس ولا يخشى الزوالا

ربما يلفحنا الإثم ,ولكن
نطلب العفو من الله تعالى


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:13 PM
يا شذا المجد أينَ بغدادُ عنَّا
ما لها استسلمتْ لطول الفراقِ

ما لها سافرتْ وراء سرابٍ
ما سقاها إلا سمومَ النِّفاقِ

أين بغدادُناَ لماذا تلظَّى
بين أحشائها لهيبُ الشِّقاقِ

ولماذا أضلَّها الوَهْمُ حتّى
أسلمتْها يداه للإِخفاقِ

يا بقلبي تلكَ المَغاني أَراها
تتلوَّى من قَسْوةِ الإحراقِ

يا بقلبي وجهَ المروءاتِ أمسى
كالحاً من تسلُّطِ الفُسَّاقِ

يا بقلبي صوتَ الحقيقةِ لمَّا
ضاع منَّا في ضَجَّة الأبواقِ

يا شذا المجد عين بغدادَ تبكي
يا بقلبي مدامعَ الأحداقِ

آه يا دارة الرشيد رأينا
كيف تسطو قبيحةُ الأشداق

ورأينا الصِّراعَ بين طُغاةٍ
فيكِ لا يُؤمنون بالإشفاقِ

كَبُرَ الجرحُ يا حبيبةُ حتىَ
أصبح الدمعُ حائراً في المآقي

ما استطعْنا سيراً لأنَّا حُفاَة
ولأنَّ الرؤوسَ في إطراقِ

ولأنَّ الإعصارَ هَبَّ علينا
وبقاياَ الخيام دُوْنَ رِواَقِ

ولأنَّا عن نَبْعِنا قد شُغِلنا
بسراب المَجاهلِ الرَّقْراقِ

يا شذا المجدِ عينُ بغداد تبكي
وتعاني من شدَّةِ الإرهاقِ

أين راياتُ خالدٍ والمثنَّى
أينَ إشراقةُ الصَّباحِ العراقي

أين فَتْحُ الفتوحِ يومَ رسمنا
لخيول الإيمانِ دَرْبَ انطلاقِ

حين سُقْنا قوافلَ الخير سُقْنا
للبرايا مكارمَ الأخلاقِ

ومددْنا لهم جسورَ التَّآخي
وفتحنا منافذَ الآفاقِ

هكذا يا عراقُ واراكَ عنَّا
في وحولِ الرَّدَى جُنونُ الرِّفاقِ

فتحوا الباب للجراثيم حتَّى
صِرْتَ تَشكو من حَصْبَة ٍوحُمَاَقٍ

قدَّسوا الوهم وامتطوا كلَّ ظهر
غير ظهر الخشوعِ للخلاَّق

لكأني أرَى حلَبْجة تسقي
عطش الظُّلْمِ بالدَّمِ المُهْراقِ

هكذَا يا عراقُ صِرْتَ حبيب
بينَ باغٍ ومُلْحدٍ أَفَّاقِ

في خِضمِّ القصفِ العنيف رأينا
كيف تبدو حضارةُ الأَطباقِ

ورأينا حضارةَ القومِ عُنْفاً
تتلقَّى الأَرواحَ بالإِزْهاقِ

تَهْدم الدارَ تقتلُ الطفلَ ترمي
بشظايا أحقادها مَنْ تُلاقي

لمَّعَتْ وجهَها الدَّعاوىَ ولكنْ
مالها عند ربِّنا مِنْ خَلاَقِ

يا شذا المجد في عراقِ الأَماني
والمنايا والوَرْدِ والحُرَّاق

يا شذا المجد في عراق التَّجلِّي
والتَّخلّيِ والخِصْبِ والإملاقِ

طوَّقَتْ أمتي الحوادثُ حتّى
أصبحتْ تشتكي من الأطواقِ

ما يَئِسْناَ والله إناَّ لنرجو
فَرَجَ اللهِ بعدَ هذا الخِنَاقِ

ما يئسْناَ فإِنَّ طَعْم المآسي
في سبيل الرحمنِ حَلْوُ المذاقِ

سوف تفنى جَحافلُ الظُّلمِ مهما
أحكمتْ غُلَّها على الأَعناقِ

يدّعي المُدَّعونَ والحقُّ شَمْسٌ
تُلْجِمُ المُدَّعينَ بالإشْراقِ


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:15 PM
تمادى, وماذا لو تمادى وأسرف
وأوغل في هدم البيوت وجرّفا

تمادى, وماذا لو تمادى مكابر
وحطّم أقصانا الحبيب وأتلفا

وشرّد آلافاً من القدس جهرةً
وجمّع أشتات البغاةِ وألّفا

وأسكن شُذّاذ اليهود ديارن
وساق إلى الأقصى الجنود وكثّفا

وماذا لو استعدى علينا لصوصه
ولاحق أبناء الهدى وتخطّفا

وماذا لو استاق النساء أمامه
وبالغ في ترويعهنّ وعنّفا

وماذا لو اغتال الرجال بغدره
وموسادِه الباغي علينا وأسرفا

تمادى, وماذا لو أقام كيانه
على جثث الموتى الكرام وأرجفا

وحطّم أحلام الصفاء ولم يدع
لهم حُلُماً عذباً إذا طار رفرفا

تمادى عدوّ الله في القدس وانتهى
إلى آخر المشوار فيه وطوّفا

تمادى وما زالت وساوس أمتي
تُريها عَصَا المحتلِّ غصناً مُهَفْهَفَا

وتبني لها فوق السراب حصونه
وفوق غبار الريح سُوقاً ومَصِرفا

كأنّ عــدوّ الله ما جرّ ثوبه
على أرضها كِبراً وجار وعنّفا

وغيـرّ آثـاراً وأخفـى معالم
وزوّر تاريخ البلاد وحـرّفا

تمادى عدوّ الله يا أمّة الهدى
وأعطاكِ آلافَ الوعود وأخْلَفَا

فكيف تركتِ السّيف يَعْلك غِمده
وصيّرتِه عند الخنوع " مُوظفّا

وكيف غدا بالكذب قولكِ مفعم
وعقلك بالأوهام أضحى مغلّفا

ستبقين إن لم تطرُدي الوهم كالذي
تعثّر في حبل الهوى وتخلّفا

وما قيمة الإنسان في الأرض, إن غد
لساناً بلا صدقٍ وقَلْبَاً مُجَوَّفا


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:16 PM
تشكو الفتاوى في زمانك حاله
من بعدما سَلبَ الفضاء جمالِها

صارت مُبَلْبلة الفؤاد, أتشكتي
علماءها, أم تشكتي جُهّالها ؟

قابلتُها يوماً على درب الأسى
تُلقي على باب الأنين رِحالها

فسألتها عمّا جرى فاستعبرت
ورمت إليّ مع الدموع سُؤالها

قالت: أتسألني كأنّك لا ترى
رمضاءَ بيداءِ الهوى ورمالها ؟

فأنا الفتاوى صِرتُ في أرجوحةٍ
أبلت أيادي الراحلين حبالها

أولست تبصر في الفضائيات
مايلقي عليّ من الهموم ثقالها

يتسابقون على انتهاك كرامتي
ويقلِّبون حرامها وحلالها

يتخّطفون القول من فم سائلٍ
متجاهلين من الأمور مآلها

يتجرّأون على الفتاوى بعدم
كسرت لهم أوهامهم أقفالها

كم ليلةٍ قطعوا عليّ هُدوءه
حتى أزاحوا نجمها وهلالها

هذا يجوّز للفتاة سفوره
ويُبيحُ أن تلقى النساء رِجالها

ويبيحُ للأنثى الذكورة َ ناسي
أن المهيمنَ حرَّم استرجالها

وهناك من عشق الظهور فزاده
رهقاً, وأعطى نفسه استرسالها

راقت له الشاشات حتى أصبحت
في النفس غايته التي يسعى لها

يا من تحمّلتم أمانة علمكم
ما كلُّ من حَمَلَ السيوف أجالها

ما كلُّ من راش السّهام رمي به
كم من سهامٍ لا تُحِبُّ نِصالها

إنّ التسرُّع في الفتاوى ثغرةٌ
تتسلُّل الفتن العظام خلالها

كان الصحابة يكبحون جماحه
ويضّيقون طريقها ومجالها

يتدافعون سؤالها وجوابه
ورعاً, ولا يستسهلون وبالها

ما بالكم أنتم كسرتم بابه
كسراً ولم تُبقوا عليها شالها ؟

ثوبوا إلى رُشدِ الحكيم وأطلقو
تقوى النفوس وحطّموا أغلالها

يا مسرعون إلى الفتاوى, هوّنو
فلربَّ فتوى أهلكت من قالها

ولربَّ فتوى شكّكت متديَّن
فيما لديه وأحدثت زلزالها

ما بالكم تنسون يوم قيامةٍ
الله يعلم – وحده – أهوالها


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:17 PM
أيُّها العالمُ جارَ الظالمون
وتمادى في التجنِّ الحاقدون

وأصابَ العدلَ في مقتلهِ
ظالمٌ باغٍ تولاهُ الجنون

أيها العالمُ جاوزتْ المدى
وترفقت بمن لايرحمون

خُذ مدى الصرخةِ واسأل بشر
شرِبوا الغفلةَ فيما يشربون

هل رأيتم سُفُنَ الخيرِ التي
نالها البغيُ وأنتم تنظرون؟

هاجمتها قوةٌ وحشيةٌ
ورماها بالرصاصِ الغادرون

أهدروا فيها دماءً حرةً
واستباحوها وأنتم صامتون

لم يعد واللهِ من عذرٍ لكم
قامت الحُجَّةُ مهما تدَّعون

دولةُ الإرهابِ ساقتكم إلى
خندق الظلمِ على ماتكرهون

صمتكُم ظُلمٌ كظلم المعتدي
كلكم في إثمهِ تشتركون

كلكم واللهِ في مستنقعٍ
من تداعيكم علينا تغرقون

أيُّها العالمُ لا قانونُكم
يردعُ الباغي,ولا هم يحزنون

لَمْلِموا أوراقَكم وارتحلو
عن حمى الإسلامِ يامستخربون

أغلقوا هيئتتكم فهي لكم
ملعبٌ,أنت عليهِ اللاعبون

لاتقولوا مجلسُ الأمنِ فم
وجدَ الأمنَ لديهِ الخائفون

دولٌ كبرى وصغرى قاده
بالأباطيلِ اليهودُ المرجفون

ماكذبنا في الذي قلنا لكم
إنما أنتم علينا تكذبون

كم بعثنا من نداءٍ صادقٍ
فوجدنا أنكم لاتسمعون

هذهِ غزَّةُ قد حاصرَه
صمتُكُم عمَّا جناهُ الغاصبون

كُلُّكُم حاصرها في سجنِه
كلكم في ظلمها تجتمعون

أيُّها الحكامُ في أوطانِن
ليتَ شعري,مالذي تنتظرون

أُكِلَ الأسودُ والأبيضُ في
جولةِ البغي وأنتم سامدون

دولةُ الإرهابِ لن يردعه
من على أوراقها يجتمعون

إنَّما يردعها عن ظلمه
وتماديها الرِّجالُ الصابرون


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:17 PM
أنتِ علَّمتني الغُرورَ الجميلا
منذ أسْرجْتِ للهوى القنْدِيلا

أنتِ غذَّيتني منَ الحبِّ شهْداً
أنتِ أسقيتني بهِ السَّلْسَبيلا

أنتِ علَّمتني جنونَ القَوافي
أنتِ صيرتِها لعشْقي حُقُولا

أنتِ سلوايَ كلَّما رُمْتُ بُعْدا
كان ما رُمْتُ نَيْلَهُ المُسْتَحيلا

أنتِ علَّمْتِنِي غرُورَ مُحِبٍّ
ذاقَ طعمَ الهوى ، فَصَبراً جميلا

لا تقولي : إنِّي أحبُّك ، إنِّي
كُلَّما قُلْتها أزيدُ فُضولا

هيَ لو تعلمينَ شُعْلةٌ نارٍ
أحْدَثتْ في الفؤادِ لذْعاً جميلا

لا تقولي : إنِّي أُحبُّكَ ، إنِّي
لأرى وقعُها عليَّ ثقيلا

ألْزمي ثغركِ الجميلَ بصمْتٍ
قبلَ أنْ يُصبِحَ العنَاءُ طويلا

قبلَ أنْ يُصْبحَ الهدوءُ ضجِيجاً
ويهُزَّ الجريحُ سيفاً صَقِيلا

قبلَ أنْ تُصبِحَ الحروفُ سيوفاً
ضارِباتٍ وَوَقْعُهُنَّ صَلِيلا

قبلَ أنْ تُصبِحَ القوافي خيولاً
جامحاتٍ ولَحنُهُنَّ صَهِيلا

أنا لولا همومُ قومي لأضحى
لكِ شعري دوحاً ، وظِلاًّ ظليلا

وغدتْ أحرفُ القوافي زهوراً
ولأضْحَى مِزَاجُها زنجَبيلا


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:18 PM
بسلامَة الصَّدر الحياةُ تطيبُ
وتفيضُ بالحبِّ الكبيرِ قلوبُ

كالشمس يعصف بالظلام شُرُوقه
وتُعتِمُ الآفاقَ حينَ تغيبُ

في القلبِ ميزانُ العبادِ ، فإنْ صف
فالعيشُ صافٍ ، و البعيدُ قريبُ

وإذا تخثَّر بالضَّغائنِ و الهوى
فالقلبُ " كوزٌ " فارغٌ مقلوبُ

إنِّي أقول لكلِّ من في نفسِهِ
" شيءٌ " يعكِّرُ صفوها ويشوبُ

ما هذه الدُّنيا سوى أُرجوحةٍ
للناسِ فيها عثرةٌ ووثُوبُ

مقياسُنا فيها شريعتُنا التي
فيها لسُؤْلِ السائلينَ مُجِيبُ

و الصبرُ فيها زورقٌ ، مهما عل
موجٌ ، يظلُّ يخوضُهُ ويَجُوبُ

إنْ قالَ فيكَ النَّاسُ قولَةَ ظالمٍ
فالقولُ عندَ إلهنا مكتوبُ

لا تبْتَئسْ منْ شاتمٍ مُتطاولٍ
أبداً ، فإنَّ الشاتِمَ المغلوبُ

دعْ عنكَ منْ يُبدي ابتسامَتَهُ على
دَخنٍ ، وسُمُّ لسانِهِ مسكوبُ

وانظر إلى خير العبادِ "مُحمَّدٍ "
كم نالَهُ من قومِهِ التَّثْريبُ

شتموهُ حتَّى في طهارةِ عرْضِهِ
ورموهُ ، وهوَ مُكرَّمٌ محبوبُ

صنفانِ يصعُبُ أن تنالَ رضاهُم
مهما تُحاوِلُ ، حاسِدٌ وكذوبُ

إنِّي أقولُ ، وفي عروق قصيدتي
أملٌ ، وصوتٌ للوفاءِ حبيبُ

يا كُلَّ من يلوي عِمامةَ عالِمٍ
تلكَ الأمانةُ ، والإلهُ رقيبُ

لُمُّوا الشتاتَ ، فإنَّنا في عالَمٍ
قد فرقتهُ عن الصراطِ دُرُوبُ

من حولكم يا قوم ألفُ قذيفةٍ
يرمي بها التفسيق و التغريبُ

ومن التَّنطُّعِ و التَّطرُّفِ حولكم
نارٌ لها بينَ العقولِ لَهيبُ

فإلى متى يبقى التناحر بينكم
وإلى متى يتأوَّهُ المكروبُ

العلمُ ميراثُ النُّبوَّةِ و الهُدى
ولأهلهِ الأخلاقُ و التَّهذيبُ

همْ قُدوةُ الأجيالِ ، أنَّى يقتدي
جيلٌ بمن هو في الخلافِ يلوبُ

لا خيرَ في علمٍ إذا لمْ يَرْعَهُ
عقلٌ ، ولمْ يحدِبْ عليهِ لبيبُ

كم في الحياة قديمها وحديثه
من عالِمٍ ، وضميرُهُ مثقوبُ

أنَّى تُفيدُ غزارةُ العلم الفتى
وفؤادُهُ عن حلمِهِ ، محجوبُ ؟!

في منهج الإسلام صقْلُ نفوسن
وإليهِ عند الحادثاتِ نثوبُ

فإذا أصبنا ، فالإصابةُ غايةٌ
ما أسعدَ الإنسانَ حينَ يُصيبُ

وإذا تعثَّرنا بحبلِ خطيئةٍ
يوماً ، فإنَّا للإلهِ نتوبُ

نستغفرُ الله العظيمَ ، فإنَّهُ
سبحانهُ الغفَّارُ حينَ نُنِيبُ

وبعفوهِ ترقى النفوسُ ويزدهي
وجهُ الحياةِ ، و يُحسنُ التَّصْويبُ

يا كُلَّ من يلوي عمامةَ عالمٍ
لا تجعلوا ظنَّ العبادِ يخيبُ

تبدو لنا قِمَمُ الجليدِ شوامخ
لكنها تحتَ الشُّعاعِ تذوبُ


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:19 PM
رحلت؟كلا، ولكن قلبي ارتحلا
فمن يقول إذا أقبلت حيهلا؟

ومن يسافر في قلبي يرى أملا
عذبا" ويبصر في أطرافه وجلا؟

ومن يصفف شعر الليل،لا رقصت
نجومه بعد أن غبنا ولا احتفلا؟

ومن يلقن ضوء البدر أغنية
كنا نكتمها عن غيره خجلا؟

ومن يطمئن نفسي بعد وحشتها
ومن يجفف دمعي بعد ما انهملا؟

ومن يرد إلى صبري كرامته
من بعد ماضاق عن جرحي وما احتملا؟

رحلت؟كلا، ولكن بسمتي رحلت
وكل مايجلب الأفراح لي رحلا

هذا هو الفجر قد جفت منابعه
كأنه شفة لم تعرف القبلا

وسافرت في مداها الشمس واجمة
وجوم فاتنة تستعطف الأملا

باتت وفي أذنيها صوت فارسها
وأصبحت تتلقى خطبها الجللا

يامن تسطر في سفر الفؤاد هوى
قد صار للسحر من تأثيره مثلا

أقفلت باب الرضا بعد الرحيل فهل
علمت أن حصان الشوق قد جفلا

وأن أرضي التي غادرتها لبست
ثوب الجفاف وصارت بعدكم طللا

وأن ذاكرتي صارت مغلقة
عن غير ذكراك لم تحفل بما حصلا

وأن طعم حياتي صار بعدكموا
مرا،وكان بكم فيما مضى عسلا

ماذا دعاك إلى بعد جعلت به
قلبي الحزين لأصناف الأسى نزلا؟

أما علمت بأني يامعذبتي
حملت قلبا" بحبل الرقة اتصلا؟

أبيت أحمل هم الناس أحسبني
من أجلهم شاعرا" عن نفسه شغلا

ماحيلتي في فؤاد لست أملكه
كم سار في طرقات الهم وانتقلا

إني أقول ونفسي عنك راضية
والصبر فتح في قلبي له سبلا

لا تسأليني عن الحزن الذي قطفت
يداه جذع ابتساماتي بما حملا

لا تسأليني فلي رب ألوذ به
ولست أبغي به من خلقه بدلا

كم حاسد همه استعباد موهبتي
لو صح للسهل أن يستعبد الجبلا

يامن إذا أقبلت جاء الربيع على
آثارها وإذا ماغادرت نكلا

عرفت إحساس قلبي فارحميه وإن
قتلت حبي،فكوني خير من قتلا


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:20 PM
عصى الدمع عيني فلم يهطل
وقلبي بنار الأسى يصطلي

أيا مقلتي أنا في حاجة
إلى دمع عيني فلا تبخلي

فما يغسل الحزن عن خاطري
سوى الدمع همي به ينجلي

أيا ساكنا" في فؤادي متى
تريح وترتاح يامشغلي

وأين أراك على دربنا
تسير على عهدك الأول

حملتك في القلب ريحانة"
فكيف تحولت كالمنجل

حصدت السعادة في خاطري
ولم تتمهل ولم تمهل

لقد كنت كالشهد في طعمه
فصرت أمر من الحنظل

أيا راحلا" خلف أهوائه
تأمل حنيني ولا ترحل

نزلت إلى السفح مستسلما"
فياليت أنك لم تنزل

وياليت أنك أدركت ما
وراء السراب ولم تغفل

وسالمتني ثم حاربتني
فهل كنت تبحث عن مقتلي؟

وكيف جعلت ربيع المنى
خريفا" وقد كنت كالجدول؟

لقد ذبل الزرع في روضتي
ولولا جفاؤك لم يذبل

فكيف أمد إليك يدا"
وسهمك مازال في المفصل؟

أيا صاحبي لا تدعني على
طريق الظنون بلا موئل

إذا صدق الناس في سعيهم
فسوف يسيرون للأفضل


عبدالرحمن العشماوي

الحمدان
07-19-2024, 09:20 PM
غابةُ الظُّلم سَرَتْ منها الضَّواري
حين لا يقوى على الإدلاج ساري

غابةٌ ما أخرجتْ إلا وحوشاً
تتشهّى مَضْغَ أكباد الصِّغار

خرجت من غابة الظُّلم نهاراً
كمساءٍ، ومساءً كنهارِ

لبست ثوبين ثوباً من بريقٍ
يخدع الناس، وثوباً من سُعار

كشفت أنيابُها عن خلجاتٍ
تعشق الظلمَ وتهفو للدَّمار

تأكل الأخضرَ واليابسَ، ترمي
كلَّ من تلقاه في الدَّرْب بنار

ما لها حِسٌّ ولا عَقْلٌ يُريها
سوءَ ما يَجْلِبُه هَدْمُ الدِّيار

كلَّما لاحت لها أشجارُ روضٍ
يانعاتٌ، طَوَّقَتْها بحصار

ومضت تقتلع الأشجارَ حتى
تَبْلُغَ الغايةَ من جَنْي الثِّمار

تُشعل الحقل الذي ترتع فيه
ثم تمضي عنه من غير اعتذار

تعشق الإفسادَ في الأرض وتأبى
أن ترى أرض سواها في ازدهار

تَرِدُ النَّبْعَ، فما ترحل إلاّ
وهو يشكو من فسادٍ وانحسار

ربَّما ترحم بالقتل صغيراً
وبثوب الموت تكسو جسمَ عاري

ربَّما تحنو على الناس، ولكنْ
بالصَّواريخ وآلاتِ انشطارِ

وإذا ما أسرفتْ في العطف ألْقَتْ
بعناقيدِ الرَّدى في كلِّ دار

ربَّما تُحْسِنُ للجارِ، ولكن
بالذي تُحْسِنُ من سوء الجوار

يا وحوشَ الغابةِ السوداءَ، إنَّا
لم نعد في سوءِ مَسْراكِ نُماري

بين أنيابكِ أشلاءُ الضحايا
وعلى شِدْقَيْكِ آثارُ احمرارِ

كُلُّ مَنْ في هذه الأرض يراها
رَأْيَ عينٍ، بعد تمزيقِ السِّتارِ

افرحي بالوهم، تيهي في غرورٍ
عَرْبدي في الجوِّ، غُوصي في البحارِ

سوف تلقيْن من الله جزاءً
عاجلاً، يُلْقيكِ في نار البَوَار

أبْشري يا غابةَ الظُّلْمِ بخوفٍ
وارتكاسٍ في الرّزايَا وانكسار

سَطْوَةُ الظالم، دَرْبٌ للمآسي
ينتهي فيه إلى ذُلّ وعارِ

إنَّما الظُّلْمُ طريق الموتِ، مهما
حَقَّق الظالمُ من وَهْمِ انتصارِ


عبدالرحمن العشماوي
السعودية

الحمدان
07-19-2024, 09:22 PM
تقسو عليَّ بِلا ذنبٍ أتيتُ به
ومَا تبرّمْتُ لكنْ خانني النَّغَمُ

أعادَه شَجناً بَاحَ الأنينُ به
فهل يلاَمُ محبٌ حاله عَدَمُ؟!

حَسْبي من الحبّ أنِّي بالوفاء له
أمشي وأحملُ جَرْحاً ليس يلتئمُ

وما شكوت لأني إنْ ظلمتُ فكم
قبلي من الناس في شرع الهوى ظلموا

أبْكِي وأضْحَكُ والحالان واحدةٌ
أطوي عَليْها فؤادًا شفّهُ الألَـمُ

فإنْ رأيتَ دمُوعِي وهي ضَاحِكَةٌ
فالدمْعُ مِن زَحْمَـة الآلام يَبْتَسِمُ

وفي الجَوانِحِ خَفّاقٌ مَتَى عَصَفَتْ
بِه الشُجُون تَلَوّى وهو مُضْطَرِمُ

فاظـْلُمْ كَمَا شِئتَ لا أرْجُوكَ مَرْحَمَةٌ
إنـّا إلَى الله يَومَ الحَشْرِ نَحْتَكِمُ

لئن قبضت يداً عني فكم بسطت
يدٌ من الله ظلاً فيئه نعَمُ

بها سأحيا برغم الحيف في كنف
من المسرة مهما آدني السقم


طاهر زمخشري

الحمدان
07-19-2024, 09:22 PM
على باب الهوى وقف الجمالُ
وفي كبدي بفتنته اشتعالُ

مددتُ يدي إليه أسِرُّ شيئًا
فأجبرني على البوح انفعال

فقلت له بطرفٍ لا يداري
وفي إغضائه ارتسم السؤال

أريدكَ كالسنا يعطي حياةً
بصمت لا يضارعه المقال

أريدك كالنسيم متى تأنَّى
وأسرى طاب بالعطر النوال

أريدك جدولاً ينساب عذبًا
وترقص من ترقرقه الظلال

أريدك في شغاف النفس وقدًا
ولكنَّ الزنادَ له ذبال

يُمِدُّ بصيصه عقلي وحسي
بريٍّ ما لدافقه مثال

فهل يرضيك أن يخبو ذبالي
ويطويني بقبضته الزوال


طاهر زمخشري

الحمدان
07-19-2024, 09:22 PM
حديث عينيكِ قد أفضى به الخَفَرُ
لما تأوَّد في أعطافك الخَفَرُ

يا منية النفس قد طاف المراح بنا
فراح ينشر من أفراحنا السمر

فبادليني الهوى فالبحر موجته
عنا تُحدِّث لا ما ينقل الخبر

وفي الشواطئ للأصداء هينمةٌ
يضمها في شُفوفِ الفتنة السَّحَر

والليل أغفى فأرخى من غدائره
سودًا تهادى على أطرافها العمر

والصمت يسكب في سمع الدجى نغمًا
الحب صدَّاحه والخافق الوتر

وإن أحلامنا في الشط غافية
وفي الحنايا لهيب الشوق يستعر

والذكريات رؤاها كلما هتفتْ
بنا استراحت إلى آمالنا الصور

فيا طيوف المنى فاض الحنين بنا
وزادنا شجنًا أن النوى قدر

ولا نزال على الأثباج من لهب
يسري بنا شوقنا والوعد ينتظر


طاهر زمخشري

الحمدان
07-19-2024, 09:24 PM
قد حملتُ الأسى وفاضَ إهابي
بعد أن ذاب في الشجون شبابي

وأنا لم أزلْ أُلملم أطرا
في، وأمشي مكبَّلاً بالصعاب

فطويتُ الأعوامَ أزحف في التّي
هِ، وزادي ومركبي أوصابي

تتوارى عن المسالك آرا
بي ويحتثُّ من خطايَ غِلابي

وشراعي الرفّاف صبري ومِجدا
في ثباتي وفي الحنايا رِغابي

كلما أَوغلَ الزمانُ بشوطي
نهشتْني سودُ الليالي بناب

مُثْخناً بالجراح يهصرني الداءُ
ويسطو على الفؤاد المُذَاب

وتغرّبتْ في الحياة بآلا
مي وصاحبتُ شِقْوتي في اغترابي

وشربتُ القذى على نخب إخفا
قي، بكأسٍ سخيَّة بالشراب

عاقرتْني مع اليفاعة أَحْداثٌ
أراها لما تزلْ في ركابي

فإذا بالصِّبا بكفّي هباءٌ
وإذا العمرُ حفنةٌ من تراب

بعثرتْها على الخطوب ليالٍ
تتعاوى مسعورةً كالذئاب

وأنا بينها أُناغم آمالي
بألحانِ مِزْهري المِطراب

أتغنّى فيستجيب ليَ الحُسْ
نُ، ويشدو بصبوتي أترابي

ويروقُ الجمالُ حلوَ أغاريدي
فيهفو إلى الصدى الجذّاب

وأصوغ النشيدَ من ذوب نفسٍ
تترامى بلاهب صخّاب

فإذا الداءُ في حواشيَّ إعصا
رٌ، ترامتْ أطرافُه في إهابي

عِلَّتي ناشتِ الحنايا فلم أَفْزَعْ
فجدَّت صروفُها في طلابي

فِلذتي زهرةُ الحياة وأغلى
ما بكفّي من الأماني العِذاب

وفؤادي الذي وقفتُ عليهِ الْعُمْرَ
أرويه بالدم المنسابي
ربيع الحياة ألقتْه للداءِ
عليلاً فضاع مني صوابي

وتململتُ في مكاني من الأَيْنِ
وجالدتُ باصطباري مُصابي

ما شكوتُ الأسى وما ضقتُ بالداءِ
وإنْ أَثلَم القضاءُ حِرابي

وعزائي الصبرُ الجميل الذي
أَنْسُجُ من لطفه نقيَّ الثياب

غيرَ أني لما يُعاني فؤادي
جئتُ أرجو من الإله ثوابي


طاهر زمخشري

الحمدان
07-19-2024, 09:24 PM
إلهي خطايا ضقت ذرعاً بحملها
وأنت لها باللطف تمحو وتغفر

رحمت فلم أقصر فعادت خطيئتي
علي بهم وهو للنفس يهصروا

تأكل منه كل ما في جوارحي
فلا حول والآلام حولي تصفر

وخلف داء عضني في حشاشتي
بإيلامه يكوى الفؤاد المفطر

إلهي خطايا عن يميني ويسرتي
تلاحق خطواً كم بها تتعثر

وأشباحها سدت طريق استقامتي
بليل طويل صبحه ليس يسفر

وعزمي كليل كيف يحمل خطوتي
ويمضي بها والرشد مني محير

اسير بليل ستره حالك الرؤى
فكيف به يمشي الكليل المعثر


طاهر زمخشري

الحمدان
07-19-2024, 09:25 PM
رباه كفارتي عن كل معصية
أني أتيت، وملء النفس إيمان

أتيت أطرق باباً كل مجترم
أتاه يرجع عنه، وهو جذلان

قد استضاف كريماً لايمن بما
يعطه وفي منه للنفس رضوان

فاغفر وسامح وتب واصفح ففي كبدي
الآثام تصرخ والاحساس يقظان

رباه هذي يدي تمد ضارعة
ومن نداك لها صفح وغفران

وفي الحنايا براكين معربدة
ومن لظاها على الخدين طوفان

جرت به عين من ناداك معترفاً
بالذنب وهو لما قد فات ندمان

أيامه البيض فرت من أنامله
لما عصاك فعاثت فيه أحزان

رباه جاءك لا يرجوك نائلة ً
إلا رضاك ففي العينين هتان

فإن أخذت مسيئاً بالذي اقترفت
منه اليمين فقد اغواه شيطان

فنال عدلا ولم تخسر بضاعته
فشرعك العدل والغفران احسان

وان رحمت ففضل واسع كرماً
وانت بالفضل حنان ومنان


طاهر زمخشري٠

الحمدان
07-19-2024, 09:26 PM
أهيم بروحي على الرابيه
وعند المطاف وفي المروتين

وأهفو إلى ذكر غاليه
لدى البيت والخيف والأخشبين

فيهدر دمعي بآماقيه
ويجري لظاه على الوجنتين

ويصرخ شوقي بأعماقيه
فأرسل من مقلتي دمعتين

أهيم وعبر المدى معبد
يعلق في بابه النيرين

فإن طاف في جوفه مسهد
وألقى على سجفه نظرتين

تراءى له شفق مجهد
يواري سنا الفجر في بردتين

وليس له بالشجا مولد
لمغترب غائر المقلتين

أهيم وقلبي دقاته
يطير اشتياقاً إلى المسجدين

وصدري يضج بآهاته
فيسري صداه على الضفتين

على النيل يقضي سويعاته
يناغي الوجوم بسمع وعين

وخضر الروابي لأناته
تردد من شجوه زفرتين

أهيم وحولي كؤوس المنى
تقطر في شفتي رشفتين

فأحسب أني احتسبت الهنا
لأسكب من عذبه غنوتين

إذا بي أليف الجوى والضنى
أصاول في غربتي شقوتين

شقاء التياعي بخضر الربى
وشقوة سهم رماني ببين

أهيم وفي خاطري التائه
رؤى بلد مشرق الجانبين

يطوف خيالي بأنحائه
ليقطع فيه ولو خطوتين

أمرغ خدي ببطحائه
وألمس منه الثرى باليدين

وألقي الرحال بأفيائه
وأطبع في أرضه قبلتين

أهيم وللطير في غصنه
نواح يزغرد في المسمعين

فيشدو الفؤاد على لحنه
ورجع الصدى يملأ الخافقين

فتجري البوادر من مزنه
وتبقي على طرفه عبرتين

تعيد النشيد إلى أذنه
حنيناً وشوقاً إلى المروتين


طاهر زمخشري
السعودية

الحمدان
07-19-2024, 09:26 PM
أَبى اللَهُ إِلّا أَن تَكونَ لَكَ العُقبى
سَتَملِكُ شَرقَ الأرضِ بِاللَهِ وَالغَربا

أَرادَ بِكَ الأَعداءُ ما اللُ دافِعٌ
كَفا كَهُمُ لَمّا رَضيتَ بهِ رَبّا

هُمُ بَدَّلوا نُعماكَ كَفراً وَبَوَّءوا
نُفوسَهُم دارَ البوارِ فَما أَغبى

بُغاثٌ تَصدَّت لِلصُّقورِ سَفاهَةً
فَأَضحَت جُزافاً في مَخالِبِها نَهبا

أَرادوا شِقاقَ المُسلِمينَ شَقاوَةً
فَصَبَّ الشَقا رَبّي عَلى أَهلِهِ صَبّا

هُمُ أَضرَموا ناراً فَكانوا وَقودَها
وَهُم جَرَّدوا سَيفاً فَكانوا بِهِ خَدبا

دَعاهُم إِلى الأَمرِ الرَشيدِ إِمامُهُم
وَقالَ هَلُمّوا لِلكِتابِ وَلِلعُتبى

وَما كانَ مِن وَهنٍ وَلكِن تَحَنُّناً
عَلَيهِم رجا أَن تَمحو التَوبَةُ الذَنبا

وَما كانَ بِالنَزقِ العَجولِ وَإِنَّما
يُدَبِّرُهُم تَدبيرَ مَن طَبَّ مَن حَبّا

فَلَمَّا أَبَوا إِلّا الشِقاقَ وَأَصبَحوا
عَلى شيعَةِ الإِسلامِ في زَعمِهِم إِلبا

تاهُم سَليلُ الغابِ يَصرُفُ نابُهُ
زَماجِرُهُ قَبلَ اللِقا تُرعِبُ القَلبا

لَهُ هِمَمٌ لا تَنتَهي دونَ قَصدِهِ
وَلَو كانَ ما يُبقيهِ في نَفسِهِ صَعبا

بِجَيشٍ يَسوقُ الطَيرَ وَالوَحشَ زَجرُهُ
فَلَم تَرَ وَكراً عامِراً لا وَلا سِرباً

وَجُردٍ عَلَيها كُلُّ أَغلَبَ باسِلٍ
إِذا ما دُعي في مَعرَكٍ لِلقَنا لَبّى

فَعادَ غُبارُ الجَوِّ بِالنَقعِ قاتِماً
تَظُنُّ اِشتِعالَ البيضِ في لَيلِهِ شُهبا

وَأضحَوا هَدايا لِلسِّباعِ تَنوشُهُم
تَنوبُهُمُ يَوماً وَتَعتادُهُم غِبّا

وَراحَتِ لِطَيرِ الجَوِّ عيشي وَنَقِّري
وَنادي وُحوشاً في مَكامِنِها سُغبا

وَلَو لَم يُكَفكِف خَيلَهُ عَن شَريدِهِم
لَم آبَ مِنهُم مُخبِرٌ خَبَّ أَو دَبّا

فَقُل لِلبُغاةِ المُستَحِلّينَ جَهرَةً
دِماءَ بَني الإِسلامِ تَبّاً لَكُم تَبّا

نَبَذتُم كِتابَ اللَهِ حينَ دُعيتُمُ
إِلَيهِ وَقُلتُم بِالكِتابَينِ لا نَعبا

وَقَلَّدتُمُ أَشقاكُمُ أَمرَ دينِكُم
فَأَصبَحتُمُ عَن شِرعَةِ المُصطَفى نُكبا

نَعَم ثَبَّتَ اللَهُ الذينَ تَبَوَّءوا
مِنَ الدينِ وَالإيمانِ مَنزِلَةً رَحبا

هُمُ حَفِظوا العَهدَ الذي خُنتُمُ به
فَكانوا لِأَهلِ الدينِ مُذ هاجَروا صَحبا

وَهُم صَدَقوا اللَهَ العُهودَ وَآمَنوا
إِمامَهُمُ صِدقاً فَلا لا وَلا كِذبا

إِمامَ الهُدى إِنَّ العَدُوَّ إِذا رَأى
لَهُ فُرصَةً في الدَهرِ يَنزو لَها وَثبا

وَمَن أَلجَأَتهُ لِلصَّداقَةِ عِلَّةٌ
يَكُن سَلمَهُ مِن بَعدِ عِلَّتها حَربا

فَعاقِب وَعاتِب كُلَّ شَخصٍ بِذَنبِهِ
فَلَولا العُقوباتُ اِستَخَفَّ الوَرى الذَنبا

وَقَد رَتَّبَ اللَهُ الحُدودَ لِتَنتَهي
مَخافَتُها عَمّا بِهِ يُغضِبُ الرَبّا

إِذا أَنتَ جازَيتَ المُسيءَ بِفِعلِهِ
فَلا حَرجٌ فيما أَتَيتَ وَلا ذَنبا

فَمَن سَلَّ سَيفَ البَغيِ فَاِجعَلهُ نُسكَهُ
وَمَن شَبَّ ناراً فَاِرمِهِ وَسطَ ما شَبّا

بِذا يَستَقيمُ الأَمرُ شَرعاً وَحِكمَةً
وَيَنزَجِرُ الباغي إِذا هَمَّ أَو هَبّا

وَمَن تابَ مِنهُم فَاِعفُ عَنهُ تَفَضُّلاً
فَحَسبُهُمُ ما قَد لَقوا مِنكُمُ حَسبا

فَقَد حَمدوا في بَعضِ ما قَد مَضى لَهُم
فَإِن رَجَعوا فَالعَودُ لِلذَّنبِ قَد جَبّا

فَرُبَّ كَبيرِ الذَنبِ في جَنبِ عَفوِكُم
صَغيرٌ وَلكِن إِن هُمُ طَلَبوا العُتبى

وَمِثلُكَ لَم تُقرَع لِتَنبيهِهِ العَصا
عَرَفتَ نَصيحَ القَلبِ مِنهُمُ وَمَن خَبّا

وَأَذكى صَلاةٍ مَع سَلامٍ عَلى الذي
نَرى سُؤلَهُ مِنّا المَوَدَّةَ في القُربى


محمد بن عثيمين

الحمدان
07-19-2024, 09:27 PM
بُلوغُ الأَماني في شِفارِ القَواضِبِ
وَنَيلُ المَعالي في مَجَرِّ السَلاهِبِ

وَمَن حَكَّمَ السُمرِ اللِدانِ تَعَبَّدَت
لَهُ مَع تُقى المَولى رِقابُ المُشاغِبِ

وَمَن قادَها مِثلَ السَراحينِ شُرَّباً
تَناقَلُ بِالشُمطِ الطِوالِ المَناكِبِ

وَكُلِّ فَتىً ضَربٍ خُشاشٍ إِذا سَطا
يَرى المَوتَ أَحلى مِن زُلالِ المَشارِبِ

وَفي ذَملانِ العيسِ في كُلِّ مَهمهٍ
بِكُلِّ جَرٍ عاري الاِشاجِعِ شاحِبِ

حَليفِ سُرىً لا يَثلِمُ اللَيلُ عَزمَهُ
إِذا هَمَّ أَلغى حادِثاتِ العَواقِبِ

إِذا نِيَّةٌ أَوفَت بِهِ الشَرقَ طَوَّحَت
بِهِ نِيَّةٌ أُخرى لِأَقصى المَغارِبِ

وَذاكَ قَريعٌ الدَهرِ إِن ماتَ لَم يُلَم
وَإِن عاشَ أَضحى في سِنِّيِ المَراتِبِ

أَقولُ لِطُلّابِ المَعالي تَأَخَّروا
فَقَد طَمَحَت عَنكُم لِأَكرَمِ خاطِبِ

لِأَروَعَ مِن عُليا رَبيعَةَ أُحكِمَت
تَجارِبُهُ مِن قَبلِ حينِ التَجارِبِ

قَعَدتُم وَلَم يَقعُد وَنِمتُم وَلَم يَنَم
يُساوِرُ هَمّاً كَاِضطِرابِ اللَهائِبِ

وَما نالَ هذا المُلكَ حَتّى تَحَطَّمَت
صُدورُ العَوالي في صُدورِ الكَتائِبِ

فَلَولا دِفاعُ اللَهِ عَنكُم بِسَعدِهِ
لِأَصبَحَ نَجدٌ مُضغَةً لِلنَوائِبِ

لَهُ سَطَواتٌ لَو تَنَحَّينَ مَرَّةً
عَلى يَذبُلٍ هَدَّت شِعافَ الشَناخِبِ

سَبَرتُ مُلوكاً قَد رَأَيتُ فِعالَهُم
وَطالَعتُ أَخبارَ المُلوكِ الذَواهِبِ

فَما نَظَرَت عَيني وَلا مَرَّ مِسمَعي
كَعَبدِ العَزيزِ اِبنِ الهُداةِ الأَطايِبِ

بَعيدِ مَرامِ العَزمِ لا مُتَفَيِّئاً
ظِلالَ الهُوَينا لا ولا بِالمُراقِبِ

وَلا عادِلاً عَن مَنهَجِ الحَقِّ يَمنَةً
وَلا يَسرَةً يَبغي حُطامَ المَكاسِبِ

عَفُوٌّ عَنِ الجانينَ حَتّى كَأَنَّهُم
لَدَيهِ كَأَدنى واشِجاتِ الأَقارِبِ

يُريدُ اِئتِلافَ المُلِمينَ وَجَمعُهُم
عَلى مَسلَكِ المُختارِ مِن جَذمِ غالِبِ

وَإِلّا فلا الواني وَلا مُتَبَلِّداً
إِذا طُرِقَت أُمُّ الدُهَيمِ بِحاطِبِ

مَتى هَمَّ أَمضى هَمَّهُ بِفَيالِقٍ
تَسوقُ إِلى الأَعداءِ دُهمَ المَصائِبِ

كَما ساقَها يَوماً أَبها وَقَد طَغَت
وَغُرَّت بِتَسويلِ الأَماني الكَواذِبِ

رَماهُم بِنَجمٍ زَلزَلَت صَعَقاتُهُ
دِيارَ مُغَيدٍ مَع تِهامَ وَمَأرِبِ

بِشِبلِ مُلوكٍ أَرضَعَتهُ ثُدِيُّها
وَمِدرَهِ حَربٍ عُضلَةٍ لِلمُوارِبِ

فَأَضحَوا وَهُم ما بَينَ ثاوٍ مُجَندَلٍ
وَبَينَ أَسيرِ في الحَديدِ وَهارِبِ

فَلا حَسَنٌ أَجدى عَلَيهِم وَلا اِرعَوى
لِغُرِّ الثَنايا وَاضِحاتِ التَرائِبِ

وَلكِنَّهُ وَلّى يَداهُ عَلى الحَشا
لَهُ خَفَقانٌ مِثلُ صَفقِ اللَواعِبِ

يَؤُمُّ رِعاناً جارَ وَبرٍ إِذا دَعا
يُجاوِبُهُ فيها ضُباحُ الثَعالِبِ

يُحاذِرُ ما لاقى مُحمَّدَ إِذ مَضى
وَأَصحابَهُ جَزراً لِحُمرِ المَضارِبِ

وَيَومَ بَني شِهرٍ عَلى العَينِ غودِروا
وَلائِمِ فيهِ لِلوُحوشِ السَواغِبِ

أَضَلَّهُمُ الغَرّارُ لا بَل شَقاؤُهُم
فَصارَ قُصاراهُم عِضاضَ الرَواجِبِ

فَيا مَلِكاً فاقَ المُلوكَ سَماحَةً
وَعَفواً وَإِحساناً إِلى كُلِّ تائِبِ

إِلَيكَ زَبَرتُ النُصحَ لا مُتَبَرِّماً
بِقَولي وَلا أُهدي نَصيحَةَ خالِبِ

إِذا لَجَأَت يَوماً عَدُوَّكَ حاجَةٌ
إِلَيكَ فَلا تَأمَنهُ عِندَ النَوائِبِ

يُريك اِبتِساماً وَهوَ لِلمَكرِ مُبطِنٌ
وَيومي إِلى الأَعدا بِرَمزِ الحَواجِبِ

وَأَنتَ خَبيرٌ بِالذي قَد تَواتَرَت
بِهِ قَبلَنا أَقوالُ أَهلِ التَجارِبِ

وَلكِنَّهُ مَن يَتَّقِ اللَهَ وَحدَهُ
يَجِد فَرَجاً عِندَ اِزدِحامِ الكَرائِبِ

ضَمَمتَ إِلى عَدنانَ قَحطانَ وَالتَقَت
عَلَيكَ قُلوبُ الناسِ مِن كُلِّ جانِبِ

فَما مُسلِمٌ إِلّا يَراكَ إِمامَهُ
سِوى مارِقٍ عَن مَنهَجِ الرُشدِ ناكِبِ

دَعَوتَ إلى الوَحيِ المُقَدَّسِ حاكِماً
بِما فيهِ مِن حَقٍ مُبينٍ وَواجِبِ

وَشَرَّدتَ قَوماً خالَفوهُ فَحُكمُهُم
بِأَوضاعِ كُفرٍ جُزِّئَت في العَواقِبِ

يَقولونَما شِئتُم مِنَ الفِسقِ فَاِفعَلوا
أَوِ الشِركِ بِالّلاطينَ تَحتَ النَصائِبِ

فَإِنَّكُم حُرِّيَةٌ في فِعالِكُم
وَأَقوالِكُم لا تَحذَروا مِن مُعاتِبِ

إِذا ما تَراضى الفاسِقانِ عَلى الخَنا
فَلَن يَخشَيا ما لَم يَكُن بِتَغاصُبِ

فَيا عَجَباً مِن عالِمٍ يَدَّعي الهُدى
يُواليهِمُ مَع فِعلٍ تِلكَ المَثالِبِ

وَهَل أُنزِلَت كُتبٌ وَأُرسِلَ مُرسَلٌ
بِغَيرِ اِفعَلوا أَو فَاِترُكوا بِالتَراتُبِ

فَيا مَن عَلا فَوقَ السَماءِ بِذاتِهِ
وَيَعلَمُ ما تَحتَ الطِباقِ الرَواسِبِ

أَدِم عِزَّ مَن لِلدّينِ كَهفٌ وَلِلدُّنا
وَأَيَّدهُ بِالإِسعادِ يا خَيرَ واهِبِ

وَصَلِّ إِلهي كُلَّما حَنَّ راعِدٌ
وَما ناضَ بَرقٌ في خِلالِ السَحائِبِ

عَلى خَيرِ مَبعوثٍ إِلى خَيرِ أُمَّةٍ
كَذا آلِهِ الأَطهار مَع كُلِّ صاحِبِ


محمد بن عثيمين
السعودية

الحمدان
07-19-2024, 09:41 PM
وتركتُ أنسي بِالحياة ولهوها
ولقيتُ كلّ الأنس في نجواكَ

ونسيتُ حبي واعتزلتُ أحبتي
ونسيتُ نفسي خوف أنْ أنساكَ

مالي وما للأغنياء وأنت يا
ربّي الغني ولا يحدّ غناكَ

مالي وما للأقوياء وأنت يا
ربّي عظيم الشأن ما أقواكَ

إنّي أويت لكلّ مأوى في الحياة
فما رأيت أعز من مأواكَ

......

الحمدان
07-19-2024, 09:44 PM
في كل شيء في الحياة أراها
طيفا جميلا للعيون تباها

وكأنها ظل يلازم رحلتي
وكأنني دوما أعيش معاها

من كل شيء في الجمال وجدتها
سبحان من بالحسن قد سواها

فهي الربيع حلاوة وطراوة
ومن الورود عبيرها وشذاها

الشمس تسطع في النهار بنورها
والبدر يسرق في المساء ضياها

الحلو فيها يستزيد حلاوة
والشهد ينبع من رحيق شفاها

زانت بعيني واستزانت دنيتي
واخترت دون العالمين هواها

أحببتها حبا يفوق تخيلي
وأعيش عمري حالما بلقاها

ملكت فؤادي والنتيجة أنني
قد صرت أجهل في النساء سواها

......

الحمدان
07-19-2024, 09:46 PM
في أبحر الأحزان قلبي غارقٌ
متلوّعٌ متوجّعٌ مُرتابُ

في بعدهم ما للحياة حلاوةٌ
والدمع بعد رحيلهم ينسابُ

رحلوا فأظلمتِ الحياة ببعدهم
بِرَحيْلِهم تتفتَّتُ الأعصابُ

فمتى يكون لنا لقاءٌ بعدما
علِقت بروحي لهفةٌ و غِيابُ

يا ليتهم بعد الرحيل تذكّروا
أني بآلام البعاد مصابُ

يا ربّ لطفكَ في الغياب فإنه
يدمي القلوب وذكرهمْ غلّابُ

فارحم أيا ربّاه قلب متيّمٍ
فقدَ الأحبَّة فالفراقُ عذابُ

......

الحمدان
07-19-2024, 09:48 PM
‏يَا قَابَ شَوقَينِ بَل أَدنَى بِأَعمَاقِي
شَوقٌ يَزُورُ وَشَوقٌ فِي الحَشَا بَاقِ

كَأَنَّمَا القَلبُ كَأسٌ قَد مُلِئتَ بِهِ
وَفَاضَ كَأسِي فَارحَمْ أَيُّهَا السَّاقِي

......

الحمدان
07-19-2024, 09:54 PM
أتَخْنُقُنِي الحَيَاةُ وَ أنْتَ رَبِّي
وَ أنْتَ اللَّهُ في ضَعفِي وَ كَربِي

وَ أنْتَ اللَّهُ إنْ كَثُرَت ذنوبي
وَ غَابَ الطُّهرُ عَنْ قَلبي وَ دَربي

وَ أنْتَ مُقدِّرُ الأقدارِ عَدلٌ
رَحِيمٌ تحتوي بِالُّلطْفِ قَلبي

......

الحمدان
07-19-2024, 09:56 PM
‏وَ فتيانِ صِدقٍ لستُ مُطلِعُ بعضِهِم
علىٰ سِرِّ بَعضٍ، غيرَ أنِّي جِمَاعُها

لِكُلِّ امرئٍ شِعبٌ مِن القلبِ فَارغٌ
وَ مَوضِعُ نجوىٰ لَا يُرامُ اطِّلاعُها

يَظلَّون شَتَّىٰ في البِلادِ، وَ سِرُّهم
إلىٰ صخرةٍ أعيا الرِّجالَ انصداعُها

مسكين الدارمي

الحمدان
07-19-2024, 09:58 PM
وَ رَاحوا بِحُزنٍ لَيسَ فيهِم نَبيهم
وَ قد وَهنَت مِنهُم ظُهورٌ وَ أَعضُدُ

يُبكونَ مَنْ تَبكي السمَواتُ يَومَهُ
وَ مَنْ قَد بَكَتهُ الأَرضُ.. فَالنَّاسُ أَكمَدُ.

حَسَّانُ بن ثابت

الحمدان
07-19-2024, 10:01 PM
أَلا إِنَّما الإِخوانُ عِندَ الحَقائِقِ
وَلا خَيرَ في وُدِّ الصَديقِ المُماذِقِ

لَعَمرُكَ ما شَيءٌ مِنَ العَيشِ كُلِّهِ
أَقَرَّ لِعَيني مِن صَديقٍ مُوافِقِ

وَكُلُّ صَديقٍ لَيسَ في اللَهِ وُدُّهُ
فَإِنّي بِهِ في وُدِّهِ غَيرُ واثِقِ

أبو العتاهية

الحمدان
07-19-2024, 10:03 PM
تَمَسَّك بِالتُقى حَتّى تَموتا
وَلا تَدَعِ الكَلامَ أَوِ السُكوتا

وَقُل حَسَنًا وَأَمسِك عَن قَبيحِ
وَلا تَنفَكَّ عَن سوءٍ صَموتا

لَكَ الدُنيا بِأَجمَعِها كَمالًا
إِذا عوفيتَ ثُمَّ أَصَبتَ قوتا

إِذا لَم تَحتَفِظ بِالشَيءِ يَومًا
فَلا تَأمَن عَلَيهِ أَن يَفوتا

يُعَلِّلُني الطَبيبُ إِلى قَضاءٍ
فَإِمّا أَن أُعافى أَو أَموتا

سَقى اللَهُ القُبورَ وَساكِنيها
مَحَلًّا أَصبَحوا فيها خُفوتا


أبو العتاهية

الحمدان
07-19-2024, 10:04 PM
إِن كُنتَ تَطمَعُ في الحَياةِ فَهاتِ
كَم مِن أَبٍ لَكَ صارَ في الأَمواتِ

ما أَقرَبَ الشَيءِ الجَديدَ مِنَ البِلى
يَوماً وَأَسرَعَ كُلَّ ما هُوَ آتِ

اللَيلُ يَعمَلُ وَالنَهارُ وَنَحنُ عَم
ما يَعمَلانِ بِأَغفَلِ الغَفلاتِ

يا ذا الَّذي اِتَّخَذَ الزَمانَ مَطِيَّةً
وَخُطا الزَمانِ كَثيرَةُ العَثَراتِ

ماذا تَقولُ وَلَيسَ عِندَكَ حُجَّةٌ
لَو قَد أَتاكَ مُنَغِّصُ اللَذّاتِ

أَو ما تَقولُ إِذا حَلَلتَ مَحَلَّةً
لَيسَ الثِقاتُ لَأَهلِها بِثِقاتِ


أبو العتاهية

الحمدان
07-19-2024, 10:05 PM
مَن لي بِكِتمانِ هَوى شادِنٍ
عَيني لَهُ عَونٌ عَلى قَلبي

عَرَّضتُ صَبري وَسُلُوّي لَهُ
فَاِستَشهَدا في طاعَةِ الحُبِّ


أبو فراس الحمداني

الحمدان
07-19-2024, 10:06 PM
أَساءَ فَزادَتهُ الإِساءَةُ حُظوَةً
حَبيبٌ عَلى ماكانَ مِنهُ حَبيبُ

يَعُدُّ عَليَّ العاذِلونَ ذُنوبَهُ
وَمِن أَينَ لِلوَجهِ المَليحِ ذُنوبُ

فَيا أَيُّها الجافي وَنَسأَلُهُ الرِضا
وَيا أَيُّها الجاني وَنَحنُ نَتوبُ

لَحى اللَهُ مَن يَرعاكَ في القُربِ وَحدَهُ
وَمَن لايَحوطُ الغَيبَ حينَ تَغيبُ


أبو فراس الحمداني

الحمدان
07-19-2024, 10:08 PM
صَبَرتُ عَلى اِختِيارِكَ وَاِضطِراري
وَقَلَّ مَعَ الهَوى فيكَ اِنتِصاري

وَكانَ يَعافُ حَملَ الضَيمِ قَلبي
فَقَرَّ عَلى تَحَمُّلِهِ قَراري

فَدَيتُكَ طالَ ظُلمُكَ وَاِحتِمالي
كَما كَثُرَت ذُنوبُكَ وَاِغتِفاري


أبو فراس الحمداني

الحمدان
07-19-2024, 10:09 PM
قل للّذي أحصى السنين مفاخرًا
يا صاحِ ليس السرّ في السنواتِ

لكنّه في المرءِ كيف يعيشها
في يقظة أم في عميقِ سباتِ


إيليا أبو ماضي

الحمدان
07-19-2024, 10:10 PM
يَحزُنُني أَن لا أَرى مَن أُحِبُّهُ
وَأَنَّ مَعي مَن لا أُحِبُّ مُقيمُ

أَحِنُّ إِلى بابِ الحَبيبِ وَأَهلِهِ
وَأُشفِقُ مِن وَجدٍ بِهِ وَأَهيمُ

وَإِنّي لَمَشغوفٌ مِنَ الوَجدِ وَالهَوى
وَشَوقي إِلى وَجهِ الحَبيبِ عَظيمُ

وَقَد ضاقَت الدُنيا عَلَيَّ بِرُحبِها
فَيالَيتَ مَن أَهوى بِذاكَ عَليمُ



علي بن الجهم

الحمدان
07-19-2024, 10:11 PM
لَئِن كُنتَ في السِنِّ تِربَ الهِلالِ
لَقَد فُقتَ في الحُسنِ بَدرَ الكَمالِ

أَما وَالَّذي نَكَّدَ الحَظَّ فِيَّ
دُنُوُّ المَكانِ بِبُعدِ المَنالِ

لَقَد بَلَّغَتني دَواعي هَواكَ
إِلى غايَةٍ ما جَرَت لي بِبالِ

فَقُل لِلهَوى يَجرِ مِلءَ العِنانِ
فَمَيدانُ قَلبي رَحيبُ المَجالِ



ابن زيدون

الحمدان
07-19-2024, 10:13 PM
سَلِّيّ الحوادِث والتاريخَ: هَلْ عرفا
حقاً ورأيًا بغيرِ القوة احتُرما

لا تطلُبي مِنْ يدِ الجَبارِ مَرحَمَةً
ضعي على هامةٍ جبارةٍ قدما


محمد مهدي الجواهري

الحمدان
07-19-2024, 10:34 PM
لو كنتُ مِن مَازِنٍ لم تَسْتَبِحْ إِبِلِي
بنو الَّلقِيطَةِ مِن ذُهْلِ بنِ شَيْبَانَا

إذن لَقَامَ بِنَصْرِي مَعْشَرٌ خُشُنٌ
عندَ الحَفِيظةِ إِنْ ذو لُوثَةٍ لانَا

قومٌ إذا الشَّرُّ أَبْدَى نَاجِذَيْهِ لَهُمْ
قاموا إليه زَرَافَاتٍ وَوِحْدَانَا

لا يَسْأَلُونَ أَخَاهُمْ حينَ يَنْدُبُهُمْ
في النَّائِبَاتِ على ما قال بُرْهَانَا

لكنَّ قومِي وإِنْ كانوا ذَوِي عَدَدٍ
ليسوا مِن الشَّرِّ في شيءٍ وإِنْ هَانَا

يَجْزُونَ مِن ظُلْمِ أَهْلِ الظَّلْمِ مَغْفِرَةً
ومِن إِساءَةِ أَهْلِ السَّوءِ إِحْسَانَا

كأَنَّ رَبَّك لم يَخْلُقْ لِخَشْيَتِهِ
سواهمُ مِن جميعِ الناسِ إِنسانَا

فليت لي بهم قومًا إذا رَكِبُوا
شَدُّوا الإِغَارَةَ فُرْسَانًا ورُكْبَانَا


قُرَيطُ بن أنِيف التميمي

الحمدان
07-19-2024, 10:36 PM
بَيني وَبَينَكَ ما لَو شِئتَ لَم يَضِعِ
سِرٌّ إِذا ذاعَتِ الأَسرارُ لَم يَذِعِ

يا بائِعاً حَظَّهُ مِنّي وَلَو بُذِلَت
لِيَ الحَياةُ بِحَظّي مِنهُ لَم أَبِعِ

يَكفيكَ أَنَّكَ إِن حَمَّلتَ قَلبِيَ ما
لَم تَستَطِعهُ قُلوبُ الناسِ يَستَطِعِ

تِه أَحتَمِل وَاِستَطِل أَصبُر وَعِزَّ أَهُن
وَوَلِّ أُقبِل وَقُل أَسمَع وَمُر أَطِعِ


ابن زيدون

الحمدان
07-19-2024, 10:37 PM
أَشكو الَّذينَ أَذاقوني مَوَدَّتَهُم
حَتّى إِذا أَيقَظوني لِلهَوى رَقَدوا

وَاِستَنهَضوني فَلَمّا قُمتُ مُنتَصِبًا
بِثِقلِ ما حَمَّلوا مِن وُدِّهِم قَعَدوا

أَلفَيتُ بَيني وَبَينَ الهَمِّ مَعركةً
فَلَيسَ تَنفدُ حَتَّى يَنفَد الأَبَدُ


العباس بن الأحنف

الحمدان
07-19-2024, 10:50 PM
أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في رثاءِ صاحبه صلى الله عليه وسلم:

أَيا عَينُ جودي وَلا تَسأَمي
وَحُقَّ البُكاءُ عَلى السَيِّدِ

فَصَلّى الإِلهُ إِلهُ العِبادِ
وَأَهلُ البِلادِ عَلى أَحمَدِ

فَكَيفَ الإِقامَةُ بَعدَ الحَبيــبِ
بَينَ المَحافِلِ وَالمَشهَدِ

فَلَيتَ المَماتَ لَنا كُلِّنا
وَكُنّا جَميعاً مَعَ المُهتَدي.
ٖ

الحمدان
07-19-2024, 10:52 PM
ولقد عفوتُ عنِ المُسيءِ لأنّني
بالرغمِ مِن عُمقِ الأسى، لا أحقدُ

لكنّ أيامَ الودادِ قد انتهتْ
فينا، وبعضُ الودِّ لا يتجدّدُ

......

الحمدان
07-19-2024, 10:53 PM

لما التقينا والعُيونُ تَصافَحتْ
رَجعَ الزمانُ يُعيدُ فيك ِ حَنيني

وتساءلتْ عيناك ِ هل بقيَ الهوى
متواجداً بجوانحي كعيوني

فأجابَ قلبي من شُقوق ِ جراحه ِ
مازلتُ أشقى بالهوى المَدفون ِ

ما عدتُ أدري هل أراك ِ تَخيُلاً
أم أنهُ قد عادَ فيك ِ يَقيني

......

الحمدان
07-20-2024, 12:14 AM
ما كان لِله مِنْ وُدٍّ ومِنْ صِلَةٍ
يَظلُّ في زَحْمَةِ الأَيَّامِ مَوْصُولا

يظلُّ ريّانَ مِنْ صِدقِ الوَفاءِ بِه
يُغْني الحياةَ هُدىً قد كان مأمولا

كأنّه الزّهَرُ الفوَّاحُ روضتُه
هذي الحَياةُ يَمُدُّ العُمْر تجميلا

ما أَجْملَ العُمرَ في بِرّ الوفاءِ وما
أَحْلى أَمانيه تقديراً وتفعيلا

وما يكون لِغَيْر الله لا عَجَبٌ
إِذا تَغَيَّرَ تقطيعاً وتبْديلا

لا يُفسِد الودّ مِثْلُ الظنِّ يَفْتَحُ مِنْ
شَرٍّ ولا يَرْتضي للخَيْر تَعْليلا

يَظَلُّ يُغلِقُ أَبوابَ الرضا غضباً
جَهْلاً وينشُر إِفساداً وتَضْليلا

تُبْنَى المودَّةُ مِنْ جُهْدِ السّنينَ رضاً
ويَهْدِمُ الظنُّ ما نَبْنِيه تَعْجِيلا

وتُشْرِقُ النَّفسُ من نُور الهُدى أَملاً
حقّاً ويمْلؤُهُا ظنُّ الهوى قَيلا

يَظلُّ بالظنِّ صَدْرُ المرءِ مُضطرباً
" بالقيل والقال " تَحْويراً و تأوِيلا

يَجْلو التَّبَيُّنُ ما في الصَّدرِ من رِيَبٍ
ويحفظُ الودَّ مَجْلوّاً ومأمولا

يَبْني التُّقى النُّصحَ بين الناس نَهْجَ وَفَا
ويَحْسب الظنُّ نهجَ النصح تجهيلا

يظَلُّ بِالنُّصْحِ حَبْلُ الوُدِّ مُتَّصِلاً
بِراً وصَفْواً وإحساناً وتنْوِيلا

كمْ مَزّق الظنُّ مَنْ قَدْ كَانَ يجمعهم
صدقُ الهُدى ووفاءً كان مبذولاً

حَالتْ بِهِمْ صُورُ الأيّام واخْتلفَتْ
بِهِمْ ليالٍ وعاد الحبْل مَبْتُولا

وكيف يَصْدقُ ظَنٌ دُونَ بَيِّنَةٍ
تردُّ من شُبْهةٍ ،تَنْفي الأقَاويلا

هذا هو الدِّين والإِيمانُ بَيَّنَهُ
لنا الكتابُ بياناً ليس مجهولاً

فأيْنَ ، ويْحيَ ، أنْداءُ الظِّلال وقَدْ
سَرَى النَّسيمُ بها بُشرى وتهْليلا

تُلقي النَّميمةُ أَلوانَ الفسادِ وقد
تُخْفي الحقيقةَ تزويراً وتهويلاً

تُزَيِّنَ الشرَّ بين الناسِ ! تَقْطَعُ من
وشائجٍ ! تَقْتُل الإنسانَ تقتيلاَ

ما بين غِيْبةِ مُغْتابٍ وفِرْيَتِهِ
تفرّقَ الناسُ تشتيتاً وتضليلا

تمزَّقت رِحمٌ مَوْصُولةٌ بِهِمِ
فَبَاتَ لحْمُهُمُ مَيْتاً ومأكولا

نُعْمى مِن الله !حُسْنُ الظنّ بابُ تُقىً
يُدني الحقيقْة أو يَنْفي الأباطيلا

وإِنَّه الصِّدقُ يَجْلو كُلَّ خَافيةٍ
ويُنْزِلُ الحقَّ في الأَحْناءِ تَنْزيلا

صدقٌ ونُصْحٌ وصَفْوٌ في النفوس بَدَا
عَزْماً يَظَلُّ مَعَ الإيمانِ مَبْذولا

لا يَربْطُ النَّاسَ في الإسلام غَيْر عُرى
عَهْدٍ توثَّقَ تكريماً وتفضيلا

عَهْدٍ مع الله شَدَّتهُ النّفوسُ تُقىً
جيلاً يَمُدُّ على حَبْل الوفا جيلا


عدنان النحوي

الحمدان
07-20-2024, 12:15 AM
حَنَانَيْك ! ما أَحْلى الوَفَاءَ وعِطْرَهُ
إِذا نَشَرَتْهُ مُهْجَةٌ وسَرَائِرُ

وما أَجْمَلَ الأيَّامَ زهْوُ عَطائِها
حَنانٌ وأَشْوَاقٌ زَهَتْ وبَوَادرُ

وما أَحْسَنَ الدُّنْيَا إِذَا الحُبُّ نَفْحَة
يَمُوجُ بهَا بِرٌّ غَنيٌّ وطاهِرُ

وما أَعظَمَ الحبَّ الغَنيَّ ، ونبْعُهُ
يَقينٌ وإِيمانٌ جَلَتْهُ المآثِرُ

هو الحُبُّ نَبعٌ لا يَغيضُ فتَرْتَوي
نُفُوسٌ وتُروَى لهْفَةٌ ومَشاعِرُ

هو النّبْعُ : حُبُّ الله ، حُبُّ رَسُوِلِهِ
إِذَا صَحَّ روَّى الكونَ والنّبْعُ زَاخِرُ

فَتُرْوَى بِهِ خُضْرُ الرِّياضِ وَوَرْدَةٌ
وتُرْوَى بَوادٍ بعدها وحواضرُ

وتمْضِي به حُلْوْ النَّسَائم والنَّدى
ويَنْشُرُه في سَاحِرِ اللّحْنِ طائِرُ

حَنَانَيْك ! هذا الحبُّ بِّرٌّ ورَحْمَةٌ
ولُحْمَةُ أَرْحَامٍ نَمَتْ وأواصِرُ

وصُحْبَةُ إِخْوانٍ تَدُومُ مَعَ التُّقى
وعَدْلٌ مَعَ الإِنْسَانِ مَاضٍ وقادرُ

وأَجْمَلُهُ بَيْتٌ عُرَاهُ مَوَدَّةٌ
لَهَا سَكُنٌ حانٍ عَلَيْهِ وناشِرُ

تُظلِّلُهُ الأَنْداءُ رَيّاً ورَحْمَةً
ويَحْفَظُه خَيرٌ مِنَ الله عَامِرُ

تَمُوجُ به الأَنْوارُ بَيْنَ رِحَابِهِ
فَتَنْشَأُ فِتيانٌ به وحَرائِرُ

شَبابٌ أَشِدّاءٌ كأَنَّ وجوهَهم
من النُّور صُبْحٌ مَشْرِقُ الأُفْقِ ظاهِرُ

وتُتْلَى به الآيَاتُ نُوراً وحكمةً
فتنشأ فِيه حانِياتٌ نَوَاضِرُ

هي الأُمُّ يَرعَى لَهْفَة الشَّوق بَعْلها
وبيتاً وأَجْيالاً رَعَتْها المَفَاخِرُ

هو الأَبُ قوَّامٌ مَعَ الرشْدِ بَذلُهُ
ولِلأبِ حَقٌّ بالقِوامَةِ ظَاهِرُ

ويَجْمَعُهُمْ في البَيْتِ حُبٌّ كَأَنَّه
رَفِيقُ النَّدى ظِلٌّ هِنيءٌ ووافِرُ

هو الحُبُّ أَشواقٌ هُناكَ ولَهْفَةٌ
يموجُ بِهَا قَلْبٌ وفيٌّ وَخَاطرُ

نَقِيٌّ كأنْفَاسِ الصَّباحِ ، رَفِيفُه
غَنِيٌّ كَدَفْقِ النُّور ، في القَلْب عَامِرُ

كَأَنّ فَتِيتَ المِسْكِ مِنْه ، أو أنَّهُ
من الْعَبَقِ الفَوّاحِ ورْدٌ وزَاهِرُ

كأَنّ النّسيم الحُلْوَ خفْقُ حَنينه
ورفُّ النَّدَى مِنْهُ غَنيٌّ وناضِرُ

هو البيْتُ ! إِن أَعْدَدْته كان أُمَّةً
لها في مَيَادينِ الحَيَاةِ البشائِرُ

مَضَينَا نَشُقُ الدّربَ شَقّاً ونعتَلي
صُخُوراً ونمضي دُونَها ونُغَامِرُ

يَعَضُّ عليْنا الشوكُ تَدْمي به الخُطا
وتَدْمي به أَكبَادُنُا والنَّواظِرُ

يَقودُ خُطانَا مِنْ هُدَى الحقِّ دِينُنَا
وأفئِدةٌ تُجْلَى به وبَصَائِرُ

وعَهْدٌ مَعَ الرَّحْمن أَبْلَجُ نورهُ
تَدَفَّقَ فانْزاحَتْ بِذاك الدّياجِرُ

تدورُ بِنَا الآفَاقُ حَيْرَى يَروعُهَا
دماءٌ على سَاحَاتِهَا ومَجَازرُ

فتلك دِيارُ المُسْلمين تَواثبَتْ
ذئابٌ عَليْها أو وُحُوشٌ كَواسِرُ

تُمزِّقُ أرضاً أَو تُمزِّقُ أُمَّةً
وأَشلاؤُها في الخافقين تَنَاثَرُ

تَنوَّعَتِ الآلام : أحْزَانُ أُمَّةٍ
وأَهواءُ قومٍ لوَّثَتْهم مَعَايِرُ

فكم غَادَرَ الدّرْبَ السَّويَّ أَخُو هوىً
يُطاردُ أشْبَاحَ الهَوىَ وهو سَأدر

وظَلَّ على العَهْدِ النَّقيِّ أَجِلَّةُ
لآلئُ مِنْ صَفْو الوَفَاءِ جَواهِرُ

حنانَيْك ! هذا الدَّرب نحْملُ دُونَهُ
رسَالَةَ تَوحِيد جَلَتْها المقادِرُ

سنَمْضي بإذن الله نُوفي بِعَهْدنا
مَعَ الله مَهْمَا رَوَّعَتْنَا المخاطِرُ

يُضيء لَنَا نُورُ اليَقِين سَبيلَنَا
فَتَنْزاحُ عَنَّا غُمَّةٌ وعَوَاثِرُ

هُوَ الحُبِّ مِنْ نَبْعِ الصَّفَاءِ رُوَاؤه
تَمُوجُ بِه أَحْناؤنا والضمائِرُ

فهذا جَمَالُ الحُبِّ هذا جَلالُه
رَعَاهُ وزكَّاهُ الجِهادُ المثابِرُ

فما العُمْرُ إلاَّ رَوْضَةُ وغراسها
جِهادٌ غَنيُّ بالعطاءِ وناشرُ

حَنَانيكِ ! كَمْ جُرح ضَمَدتِ وأنَّةٍ
مَسَحْتِ وهَمٍّ في الفؤادِ يُدَاورُ

وكَمْ كَان مِنْ رأي رشيدٍ بَذَلِتِه
فأطْلَقَه ُ قَلْبُ ذَكيُّ وخَاطِرُ

وَكمْ لَيْلَةٍ قد بِتُّ أَرعى نَجْومها
فيطْرُقُني هَمّ وهَمُّ وآخَرُ

فَشَارَكتني همّي حَناناً وحكْمِةً
وقُمنا بِذكر الله تُجلى الخَوَاطِرُ

ضَرَعْنا إلى الرَّحمن سِرّاً وجهرةً
فَقَلبٌ يُنَاجِي أو لِسَانٌ يُجِاهِرُ

فَزَعْنا إِلى أَمن الصلاة وأَمْنُها
خُشوعٌ وهاتِيكَ الدّمُوع المواطِرُ

مَضينا نشُقُّ الدَرْبَ والصَّخْرُ دونَنَا
وأَشواكُهُ ، والله حَامٍ وناصِرُ

ومَنْ يتَّقِ الرَّحمن يَنْجُ ومَنْ يَخُنْ
مَعَ الله عهْداً لَمْ تَدَعْهُ الفواقِرُ

ولا يَصْدُقُ الإيمَانُ إِلاَّ إِذا جرى
هواه لِيَرْعَى الحقَّ والحقَُّ ظاهِرُ

وَهَذا جَلالُ الحُبِّ يَمضي به الفَتى
فَتُرْوَى به الدُّنْيا وتُرْوَى الضّمائِرُ



عدنان النحوي

الحمدان
07-20-2024, 12:16 AM
مالي خَلَعْتُ ثيابي وانْطَلَقْتُ إِلى
سِواي أَسأَلهُ الأثوابَ و الحُلَلا

قَدْ كانَ لي حُلَلٌ أزْهو بِبْهجَتها
عِزّاً وَيزْهو بِها مَنْ حَلَّ وارْتحَلا

أَغْنى بِها ، وَتمدُّ الدفْءَ في بَدَني
أَمْناً وتُطْلِقُ مِنّي العزْمَ والأَمَلا

تموجُ فيها الّلآلي مِنْ مآثِرها
نوراً وتبْعَثُ مِنْ لآلاِئها الشُّعَلا

حتى أفاءتْ شُعوبُ الأرْضِ تَسألُها
ثوباً لتستُرَ مِنْها السُّوءَ و العِلَلا

مدَّت يَدَ الجودِ كَنْزاً مِنْ جَواهِرها
فَزَيَّنتْهُم وكانوا قبلها عُطُلا

جادتْ عليهم وأوفَتْ كلَّ مسْألةٍ
بِرّاً تَوالى ، وأوْفَتْ كلَّ مَنْ سَألا

هذا البيانُ وقدْ صاغتْهُ معْجِزةً
تمضي مع الدّهرِ مجْداً ظلَّ مُتَّصلا

تكسو مِنَ الهدْيِ ، مِنْ إعجازِهِ حُللاّ
أو جَوْهَراً زيَّنَ الأعطافَ والعُطَلا

نسيجُه لغةُ القَرآنِ ، جَوْهرُهُ
آيٌ منَ اللهِ حقّاً جَلّ واكْتَملا

نبعٌ يفيضُ على الدّنيا فيملؤُها
رَيّاً وَيُطلقُ مِنْ أحواضِهِ الحَفَلا

أو أنه الروّضُ يُغْني الأرْضَ مِنْ عَبَقٍ
مِلْءَ الزَّمانِ نديّاً عودُهُ خَضِلا

تَرِفُّ مِنْ هَدْيِهِ أنداءُ خافِقَةٍ
معَ البكورِ تَمُدُّ الفَيْءَ و الظُّلَلا

وكلُّ مَنْ لوّحتْه حَرُّ هاجِرةٍ
أوى إليه ليلْقى الرّيَّ و البَلَلا

عجبتُ !! ما بالُ قومي أدْبَروا وجَرَوْا
يرْجونَ ساقطةَ الغاياتِ والهَمَلا

لمْ يأخذوا مِنْ ديارِ الغرْبِ مكرُمةً
مِنَ القناعةِ أوْ علماً نَما وَعَلا

لكنّهمْ أخذوا لَيَّ اللّسانِ وقدْ
حباهُمُ اللهُ حُسْنَ النُّطْقِ مُعْتدِلا

يا ويحهمْ بدَّلوا عيّاً بِفصحِهمُ
وبالبيانِ الغنيِّ استبدلوا الزَّلَلا

إن اللّسانَ غذاءُ الفكرِ يحْملُهُ
عِلْماً وفنّاً صواباً كانَ أو خَطَلا

يظلُّ ينسلُّ منه الزّادُ في فِطَرٍ
تلقى به الخَيْرَ أو تلقى بِهِ الزَّللا

الأَعْجَمِيُّ لِسانٌ زادُهُ عَجَبٌ
تَراهُ يَخْلطُ في أَوْشابِهِ الجدَلا

لمْ يَحْمِلِ الهدْيَ نوراً في مَصادِرِهِ
ولا الحقيقة إلا كانت الوَشلا

فحسبُنا مِنْ لِسانِ الضّادِ أنّ له
فيضاً من النّور أو نبعاً صَفا وجَلا

وأنه اللغة الفصحى نمت وزهتْ
تنزّلتْ وبلاغاً بالهُدى نزلا

وأنه ، ورسول الله يُبلغه
ضمَّ الزمان وضمَّ الآيَ وَالرُّسلا

وأنه الكنزُ لا تفنى جواهرهُ
يُغْني اللياليَ ما أغْنى بِهِ الأُوَلا

يظلُّ يُطْلِقُ من لأْلائِهِ دُرراً
على الزمان غنيَّ الجودِ متصلا

فعُدْ إلى لغةِ القرآنِ صافيَة
تَجْلو لكَ الدَّربَ سهْلاً كانَ أو جبلا

تجلو صراطاً سويّاً لا ترى عِوجاً
فيه ولا فتنةً تَلْقى ولا خَللا

تجلو سبيلاً تراهُ واحداً أبداً
وللمُضلّين تْلقى عندهُمْ سُبُلا


عدنان النحوي

الحمدان
07-20-2024, 12:16 AM
خَلَقْتَ الجَمَالَ لَنَا آيَةً
تَطُوفُ القُلوبُ بهَا وَ العَيُونْ

وَأَبْدَعْتَ في الكَوْن مَا تَجْتَلي
عُيُونٌ وَمَا هُوَ سِرٌّ دَفِينْ

وَزيَّنْتَهُ ! يَا لَهَذا الجَمَالِ
وَهذا الجَلاَلِ وهذا الحنين

فَتَخْشَعُ في نُورِه أَضْلُعٌ
وتَخْفُقُ أَشْوَاقُهَا و الشُّجُونْ

فهذي السَّمَاءُ وآفَاقُها
بُرُوجٌ تُزَيَّنُ للنَّاظِرينْ

فَكَمْ بَصَرٍ عَادَ مِنْهَا حَسْيراً
عَلى خَشيَةٍ وَهُمُ مُشْفِقُونُ

وَ غَيْبٌ وراءَ وثوب الخيالِ
عَصَيٌّ عَليْهِ و سَقفٌ مَتِينْ

فُطُفْ حَيْثُ شِئتَ فآيَاتُهَا
جَلاَلُ المَدَى و جَلال القرونْ

وهذي هي الأرضْ كَمْ جَنَّةٍ
تَفَجَّرُ بين جَنَاها العُيُونْ

ورَوْضٍ تَنَفَّسَ عَنْهُ الصَّبَاحُ
شَذاً من وُرُودٍ و مِنْ يَاسَمِينْ

وطَيْرٍ كَأْنّ رَفيفَ جَنَاحَيْـ
ـهِ رفُّ البكُورِ وهمْسُ الغُصُونْ

يُسَبِّح لله في مَوْكِبٍ
جَليلٍ وحَشْدٍ من الخاشِعِينْ

وكَمْ مِن جِبالٍ تَشقُّ ذُرَاهَا
عنانَ السَّماءِ و سَهْلٍ يَلينْ

وَكَمْ أَبْحُرٍ غَيَّبَ الله فِيهَا
غُيُوباً وأَطْلَقَ فيها السَّفِينْ

وَنَهْرٍ .. تَدَفَّقُ أَمْواهُه
يُرَوِّي الحَيَاةَ ويُغْني القُرونْ

يُزَيِّنُها الله كَيْفَ يشاءُ
وَيَمْنَحُهَا عَبْقَرِيَّ الفُنُونْ

وأنْشَأتَ مِنْ زِينَةٍ في الحياةِ
لِتَبْلُوَ مِنَّا الهَوَى و اليَقِينْ

وَتَبْلوَ مِنَّا خَبَايَا الصُّدُورِ
ونَجْوَى القُلُوبِ و هَمْس الجُفُونْ

فَكَمْ زِينَةٍ سَعَّرَتْ فِتْنَةً
تلظَّتْ عَلَى شَهْوَةٍ أَو مُجُونْ

وكمْ زِينَةٍ رفَّ فيها الجَمّالُ
يُطَهِّرُ أَشْوَاقَنا والحَنِين

فَزِينَةُ هذِي الحَيَاةِ رِيَاشٌ
وزهْوَةُ مَالٍ وَ شَوْقُ البَنِيْنْ

يُبَدِّلُهَا النَّاسُ في سَعْيِهِمْ
شُكُورَ التُّقَى أو جُحُودَ الفُتُونْ

فَكَمْ جَاهِلٍ ضَلَّ في غَيِّه
فَظنَّ الجَمَالَ هَوَى المُعْتَدِينْ

وَلهْوَ الحَرَام عَلَى شَهْوَةٍ
تَوَاثَبُ بَيْنَ غَوَانٍ و عِينْ

رَفِيفُ الجَمَالِ نَوَالُ الحَلالِ
وصِدْقُ الوَفَاءِ وعَهْدٌ أَمينْ

وأَجْمَلُ آيَاتِهِ أَنَّهُ
هُوَ الحَقُّ والطُّهْرُ أنّى يكُونْ

ونورٌ تَدفّقَ مِلءَ الوُجُودِ
يُزيحُ الظّلاَمَ و يَنْفي الظّنُونْ

وَحُرِّيّةٌ أَطْلَقَتْ أَنْفُساً
لِتَمْضِيَ في مَوْكِبِ العَابِدينْ

سَيَبْقَى الجَمالُ لَنَا آيَةً
يَرَى اللّهَ في صِدْقِها العَالمونْ

ويَبْقى هَوَانَا هوى الصَّادقينَ
فَمَا الحُبُّ إِلا هَوَى الصَّادقِينْ

وَمَا الحُبُّ إلا زكيُّ الجَمَالِ
نَقِيُّ الفعَال وَ فَاءٌ وَ دينْ

وَمَنْ عَرَفَ الحُبَّ للّهِ
عَلّمَهُ الحبُّ تَرْكَ المُجُونْ

ففي كُلِّ ناحِيَةٍ آيَةٌ
مِنَ الحُسْنِ تُجْلَى و حَقٌّ يَبِين

تَدُلُّ عَلَى أَنَّكَ اللّه رَبُّ
الخَلائِقِ و العَالمينْ

وَلَيْسَ يَرَاها سِوَى مُؤمِنٍ
وَلَيْسَ يَرَاهَا سَوَى المتَّقين

وأَنْتَ جَميلٌ تُحِبُّ الجَمالَ
فَقُلْتَ لَنَا يا عِبَادِي اتَّقُونْ


عدنان النحوي

الحمدان
07-20-2024, 12:17 AM
أنا المسجدُ الأَقصى ! وهذي المرابعُ
بقايا ! وذكرى ! والأَسى والفواجعُ

لقد كنتُ بين المؤمنين وديعةً
على الدّهرِ ما هبّوا إِليَّ وسارعوا

يَضمُّون أَحناءً عليًّ وأعْيُناً
وتحرُسني مِنْهم سيوفٌ قواطعُ

زُحوفٌ مع الأَيامِ موصولةُ العُرا
فترتجُّ من عزْم الزُّحوف المرابع

إِذا أعوزَ القومَ السلاحُ تواثُبوا
تجودُ قُلوبٌ بالوفا وأضالعُ

وعَهْدٌ مع الله العليِّ يشدُّهُ
يقينٌ بأنَّ المرءَ لله راجِعُ

وأنّ جِنانَ الخُلد بالحقّ تُجْتَلَى
وبالدَّم تُجْلَى ساحةٌ ووقائِعُ

مواكبُ نورٍ يملأ الدهرَ زحْفُها
فيُشرقُ منها غَيْهَبٌ ومطالِعُ

وتَنشُرُ في الدنيا رسالةَ ربِّها
فَتُصغِيْ لها في الخافِقَين المسامعُ

وتنشُرُ أنداءً وتَسْكُبُ وابلاً
فتخضّرُّ ساحاتٌ ذَوَتْ وبَلاقعُ

فما بالُ قومي اليوم غابُوا وَغُيِّبوا
وما عادَ في الآفاقِ منهمْ طلائعُ

وما بال قومي بدَّلوا ساحَةَ الوغى
فغابَتْ ميادينٌ لهم ومصانِعُ

وما بَالُهمْ تَاهوا عن الدرب،ويَحَهمْ
فجالتْ بهم أهواؤهمْ و المطامعُ

فغابَ نداءٌ ما أجلَّ عَطاءَه
تُردّدُهُ في كل أفقٍ مجامِعُ

وكانتْ ميادينُ الشّهادةِ ساحَهم
فصارَ لَهُمْ ملءَ الدّيارِ مَرَاتعُ

وفي كلِّ يومٍ مَهْرَجَانٌ يَضُمُّني
وتَنْدُبُني بين القصيد المدامِعُ

وكانت دماءُ المؤمنين غنيّةً
تُصَبُّ وأرواحُ الشهودِ تدافِعُ

فأصبَحْتُ يا ويحي ،أَحاديثَ مَجْلسٍ
وأدمعَ بكَّاءٍ حَوتْه المضاجِعُ

وكان يُدوّي في الميادين جولةٌ
فصارَ يُدوّي بالشعاراتِ ذائعُ

وَكمْ كنْتُ أَرجو أن تكون دُموعُهمْ
دِماءً تُرَوّى مِن غِناها البَلاقِعُ

أَيذْبَحُني أهُلي ويَبكونَ بَعْدَها
عليَّ ؟ ! لقد سَاءتْ بذاك الصنائِعُ

فَكَمْ تاجرٍ أَلقى بِلَحْميَ سِلْعَةً
وقَدْ عَزَّ في الأسواقِ منها البَضائِعُ

فهذا يُنادِي بالتجارة جَهْرَةً
وذاك يُواريه شِعارٌ مخادِعُ

فغاصُوا جميعاً بِالوُحُولِ وَغُيَّبوا
بتيهٍ ودارَتْ بَيْنَ ذاكَ المصَارعُ

فما أَنا جُدْرانٌ تَدورُ وسَاحَهٌ
ولكنّني أُفْقٌ غَنيُّ وواسِعُ

يَمُدُّ لِيَ الآفاقَ وحيُ رسالةٍ
وحَبْلٌ متينٌ للمنازِلِ جامِعُ

رياضٌ يَرِفُّ الطيبُ منها وتَغْتَني
مِنَ الطّيب سَاحَاتٌ بها ومَرَابعُ

فِمنْ مُهْجَةِ الإِسْلام مَكّةَ خفقتي
ومِنْ طيبَةٍ وحيٌ إلى الحقِّ دافعُ

ومن كلِّ دارٍ مِنَبرٌ ومآذِنٌ
بيوتٌ تدَوِّي بالنّداء جَوامِعُ

قُلوبٌ لها خفقُ الحياةِ وأضْلُعٌ
تجيشُ وآمالٌ غَلَتْ وَوَدائِعُ

تظلُّ عُروقي بالحياةِ غنيَّةً
إذا اتّصلتْ بين الدّيار الشرائِعُ

وأَيُّ حَياةٍ دونَ ذلك تُرْتَجى
إذا انتزَعْتني مِنْ ضُلوعي المطَامِعُ

ونادَى مُنادٍ حَسْبُنَا كِسرةٌ هنا
ونَادَى سِوَاهُ نَرْتَجي ونُصانِعُ

وطافتْ على الدُّنيا الهزائمُ كلُّها
شعارٌ يُدَوّي أو ذليلٌ وضارعُ

تَشُدُّ عليَّ اليوْمَ قبْضَةُ مُجْرِمِ
وَيَجْتَالُني مَكرٌ لهُ وأصابعُ

وفي كلّ يوم ، وَيْحَ نَفْسي، مَسَارحٌ
تُدَارُ وأَهْواءٌ عَليْها تَنازَعً

تُدَارُ خيوطُ المكْر خَلْفَ ستارها
ىوتُعْلَنُ آمالُ عَليْها لَوامِعُ

ويَطْوِي عَلى هُوْنٍ أسايَ وذِلتي
شِعَارٌ يُدَوّي أو أمانٍ روائعُ

تُمزَّقَ أَوصَالي وتُنْزَعُ مُهْجتي
ويُطلَبُ نَصْرٌ والنُّفوس خَواضِعُ

يقولون " تحريرٌ " ويُجْرون صَفْقَةً
عَليْها شُهودٌ ضِامنون وبائع

يقولون " تقرير المصير " وإنّه
لَتدميرُ آمالٍ : فَمُعْطٍ ومانِعُ

يفاوضُ فيه الشاةَ ذئبٌ وثعلبٌ
وقد مَهَّدَتْ عَبْر السنينَ الوقائعُ

يقولونَ : أهلُ الدار أدرى بِحالِها
وأين هُمُ ؟ ! إني إلى الله ضارعُ

وأهليْ ! وما أهلي سوى أُمَّةٍ لها
من الله عزمٌ في الميادين جامع

وصفٌّ يشدُّ المؤمنين جميعهُم
كأَنَّهُمُ البُنْيانُ : عالٍ ومانعُ

إذا لمْ تَقُمْ في الأرض أمَّةُ أَحمدٍ
فكلِّ الذي يُرْجَى عَلى السّاحِ ضائعُ

حنانيكَ يا أَقصَى ! حنانَيك كُلَّما
خَطَرْتَ وشدَّتني إليكَ النّوازعُ


عدنان النحوي

الحمدان
07-20-2024, 12:17 AM
القُدْسُ في خَطرٍ؟! وَيْحي ويُفزِعُني
طولُ الشكاةِ وطولُ العَتْبِ والصّخَبُ

فالناسُ بيْنَ مغاني اللّهو تَصْرَعهمْ
أهواؤُهم وأماني العجْزِ و الرّغَبُ

أنّى تلفّتَّ أنغامٌ مُخَدٍّرَةً
ونشوَةٌ وليالٍ هَزّها الطّرَبُ

والقومُ في غفْوَةٍ ! في التيه في ظُلَم
يَلقُّهمْ مِنْ دياجيرِ الهوى حُجُبُ

عواصِفٌ مِنْ شتاتِ الأمرِ نازلةٌ
فيهمْ وثائرةُ الإعصار تقتربُ

تمزَّقوا فِرَقاً شتّى يَدور بِهمْ
مرُّ الصِّراع وهوْلُ الشرِّ والحَرَبُ

أَلقَى العَدُوُّ فُتَاتاً فَانْبَرَوْا فِرقاً
تَنَافَسُوهَا فأَلهَاهُمْ هَوىً كَذِبُ

مَاليْ أَلومُ عَدوّي كُلّما نَزَلتْ
بِيَ الهَزَائِمُ أو حَلّتْ بِنا النُّوَبُ

نحنُ الملومون عَهْدُ اللهِ نَحْملهُ
وقد تَخَلَّفَ منا العَزْمُ و السببُ

القُدْسُ في خَطَرٍ الآن واعجباً
أيْنَ السّنُونَ التي مَرّت بها الكُرَبُ

أَين المواعظُ دوّت في مسامِعنا
أين النَّذير و أين الآيُ و الكُتُبُ

أَيْنَ القَوارع هزّتْ كُلَّ ذي صَممٍ
ولمْ يُهَزَّ لنا عزْمٌ ولا قُضُبُ

وخُطّةُ القوِم تَمضي بَيْنَنَا زَمناً
تَطولُ فيهِ دَواعي المكْرِ و الرّيَبُ

ونَحنُ نمضي على أحْلامِنا وَهَناً
تُنازُلاً في دُروبِ التّيهِ نَضْطَربُ

مسلسلٌ ! كمْ نزلْنا فيه مُنْحَدَراً
يَهْوي بنا! هان فيه العزْم والطّلَبُ

دوَّتْ شِعَاراتُنا ! بُحَّتْ حَناجِرُنا
جُنّتْ عواطِفُنَا! تَعْلو وتلْتَهبُ

ضجّتْ شِكايتُنَا في كُلِّ مُعْتَرَكٍ
مَعَ الهَزيمة تُطْوَى ثمَّ تَحْتَجِبُ

لهَيْئةٍ مُزِّقتْ في ساحِها أمُمٌ
يا سوءَ ما فَعلوا في الأرض و ارتكبوا

لقد ركنّا لكيْدِ الظالمينَ ولمْ
نَزَلْ على كَيْدهم نشْقَى و نَنْقَلبُ

لم نشْكُ لله لم نلجأ ْلرحمتِه
فما استقام على نهجِ الهُدى أرَبُ

أعطاكُمُ اللهُ ما يُرْجى بهِ أمَلٌ
وَمَا يُعَزُّ به الإحسانُ و الدأبُ

هذي الملايينُ فَوْقَ الأرض قد نُثِروا
وَوَفْرةٌ من كنوزِ الأرض والذهبُ

وموقعٌ وَسَطٌ في الأرضِ متّصلٌ
يَضمُّ ذلك حَبْلُ الدِّينِ والسببُ

فبدَّلوا بعطاء الله ما قَذَفَتْ
به أيادي عدّوٍ جودُه عَطَبُ

وبَدّلوا العهدَ ويحي لم يعدْ لهمُ
إلا الشِعارات دوّتْ عندها العُصَبُ

فأصبحوا شِيَعاً شتَّى ممزَّقة
وساحُها في يد الأعداء تُنْتَهَبُ

القدسُ في خَطَرٍ ما زال يُذهِلُني
حقّاً ويُفزِعُني من أمرِنا عَجَبُ

القدسُ يا أُمّتي ليْسَتْ بِمنْعَزَلٍ
عن الديار، ولا الخطْبُ الذي خَطبُوا

القُدْسُ يا أمّتي موصولةٌ بِعُرا
وبالحبالِ التي يزكو بها النَّسَبُ

بالبيتِ , بالكعبة الغرّاء عُروَتُها
شُدَّت بِها ، بِغَنيِّ النّور تأتَشِبُ

وبالمدينة حَبْلٌ غير منفَصمٍ
عَهْداً مع الله حّقاً ليس ينقَضِبُ

عَهْداً إلى أُمَّةِ الإسلام ما صدقت
أمانةَ العهدِ والحقِّ الذي يَجِبُ

من مكة وظلالِ الكعبةِ انطلقتْ
ركائبُ الحقِّ يحدوها الهوىالعَذِبُ

مَسْرى الرسولِ وجِبريلُ الأمينُ به
ودفقةُ النّور في الآفاقِ تنسِكبُ

يَطْوي البُراقُ على أشواقه أملاً
إليك يا قُدْسُ يهفو قلبُه الوَجِبُ

تطوي الزّمانَ وتطوي البيَد وْثبَتُه
تراجَعَتْ دونه الساحات ُوالحقَبُ

المصطفى وجلال الوحي يَحْرُسُه
والكونُ من حوله يرنو و يرتَقِبُ

أرخى البراقُ جَناحيه بساحته
فانشَقَّ فجْرٌ مع الأيام مُرْتَقَبُ

هذا النبيُّ وهبَّ الأنبياء له
من عالم الغيب تُغضي عنده الهُدُبُ

هنا التقي عالَم الغيبِ الذي طلَعتْ
رؤاه والمشهَدُ الحقُّ الذي صَحِبوا

فأمَّهم ! وجنودُ الحقّ شاهِدةٌ
بأن تلك الرّبى للحقّ تنتسبُ

أمانةً في رِقاب المسلمين لهمْ
يوم الحساب أمور غير ما احتسبوا

مَضى البُراقُ يَشقُّ الأُفْق منطلقاً
بومضة للسموات العُلا يَثبُ

ومن رُبى طيبَةٍ فوحُ العصور سَرى
مسكاً غنيّاً ونشراً ليس يُجْتلَبُ

يا قُدسُ يالَهْفَةَ الأكْبَاد صادقةً
ولهفَةً عمَّها الإعصارُ والغَضَبُ

يا طلعةَ الشوق والأقْصى يُرَجّعُها
مع العصورِ وحدٌّ صارِم ذرِبُ

القدْسُ يا أُمَّتي فوحُ العصور بها
صَبّتْ مجامِرها الساحاتُ والحِقَبُ

القدس يا قومُ تاريخ تجودُ به
أرضُ الرسالاتِ! ما أزكى الذي تَهَبُ

أرض الرسالات كم مدّت ملاحمها
دماً على ساحِها بالمسكِ ينسكبُ

القدسُ زَهْرةُ تاريخ مُعَطَّرةٌ
جُذورها في بطون الأرض تحتجبُ

فإن تقَطّعت الأحبال وانفصَمتْ
تلك العرا جَفّت العيدان والقَصَبُ

وإن تُرى قُطّعَتْ تلك الجُذُورُ فهلْ
تظلَّ تَعبقُ في ساحاتها الكُثُبُ

تقول : كلاّ فقد خبّأت كلَّ شذى
عندي لكل شهيد كنتُ أرتَقِبُ

خبّأت كلَّ عطوري في مجامِرها
نديَّةً لزحوفٍ ليسَ تنْقَلبُ

يا قومُ كلُّ رَوابينا عَلى خَطَرٍ
وقد تَكسَّرَتِ الأسياف والقُضُبُ

وسدَّ كلَّ سبيل للجهاد بها
أين السبيل واين الفتية النُجُبُ

المجرمون طغاةُ الأرض قد زحفوا
زحفاً يموجُ به جَيْشٌ لهمْ لَجِبُ

القدسُ في خطر ويحي ! أَيرفَعُه
عنّا القصيد ويشفي صدرنا الخُطَبُ

كم مهرجان وكم من ندوةٍ طَلَعَتْ
يدورُ فيها بيانُ الشعر والأدبُ

ما أجمل الأدب الفوّاح تتطلقه
حُمْرُ النِّصالِ وفي الميدانِ يَخْتضِبُ

ولليهودِ ميادين القنا فُتِحتْ
كلٌّ بأُهبَتِه في ساحها يَثِبُ

شادُوا من العلم ما هَابَتْهُم أُمَمَ
بِه وما عزّ فيه القاطع الذربُ

عزائم ٌ لم تزلْ تبني مصانِعَها
من السلاحِ الذي يُرْجى به الغَلَبُ

فهذه الصين تَسعى في مودَّتِهمْ
مهابةً، وسواها مُقْبِل حَدِبُ

قوموا إلى ساحها ياقوم وانتصروا
لله في جولة يُجلَى الدمُ السَّرِبُ


عدنان النحوي

الحمدان
07-20-2024, 12:18 AM
المسجدُ الأقصى رفيفُ حَنِينِه
رَيَّا نَسِيمٍ بالأًرِيج مُحَمَّل

المسْجِدُ الأقْصَى على رَبواتِه
ورحَابِه قَصص الهُدى المتنَزِّلِ

نورٌ مع التاريخ مُؤْتَلِقُ به
يَغْنى بلألأة الهُداةِ وينجلي

مَهْوى قُلوبِ المؤمنين و قِبْلَةٌ
أولى على حَقٍّ نَدِيٍّ مُخْضَلِ

وربى ملألِئَةُ يَشعّ بها الهُدى
من كلِّ رُكْن بالبَهاءِ مُجَلَّلِ

شَعَّتْ بأنوار النبُوَّة و ازدَهَتْ
بمكبِّرٍ في سَاحها و مهلِّل

ضَمّت ميادين الجِهادِ و فوّحَت
بالعطِر مِنْ دمِ صادقٍ مُسْتبْسِلِ

هي ملكُ أُمّةِ أحمدٍ و جنودِه
والسائرين على هُداهُ الأمْثَلِ

صفّاً بَنَتْهُ رسالةٌ فعلا بها
للهِ ما تبني بذاك وتعتلي

وتلفَّتَ الأقصى و بيْنَ أنينِه
وحنينِهِ شكوى و صرْخةُ أعْزَلِ

وكأنَّ صرخَتَه تغيبُ مع المَدَى
يُطْوى الصّدى ويغيبُ كلُّ مؤمَّل

ودمٌ يسيلُ كأنّه عَبقُ الجنا
نِ ونفْحَةُ الأمَلِ النديّ الأجْملِ

ودمٌ يسيل! ودمعةٌ تنسَابُ في
عُتبى على صمتٍ مُبينٍ مُذهِلِ

ودمٌ يَسِيلُ ! ولَفْتَةٌ ! فأَشَاحَ عَنْ
سَاحٍ تَمُوجُ على هَوَانٍ مُخْجِل

المسجِدُ الأقْصَى ! فيا لأَنينِه
وحنينهِ وإِسارِه المتذَلَّل

وتلفّتَ الأقْصى! و مكّةُ بالهوى
ترْنو وطيبةُ، بالحنينِ الأوَّلِ

لله درُّ منائرٍ طَلَعَ الهُدى
منْها وعمَّ الكوْنَ بالنورِ الجلي

المسجدُ الأقصى! ولهْفَةُ مكّةٍ
وحنينُ طيْبَةَ! يا منائر أقْبِلي

شُدِّي على العَهْدِ الموثّقِ و انهضي
للهِ في زحْفٍ أبَرَّ مُعَجَّل

زحفٍ يَضمُّ المؤمنين! يشقُّ دَرْ
بَ النّصر ! يجْلو من مناهُ و يجْتَلي

الكون كلُّ الكونِ فوْقَ قبابها
نورٌ يموجُ وآية الله العَلي


عدنان النحوي

الحمدان
07-20-2024, 12:19 AM
المُجْرمون اسْتَكْبروا في الأرض مَنْ
سَيَرُدُّ كَيْدَ المُجْرِمِينَ الجُحَّدِ

فِئةٌ مُعَطَّرَةُ الجِهَادِ غَنِيَّةٌ
لله تَنْهَجُ بِالسَّبيل الأَقْصَد

لله ظاهِرةُ تُقاتِلُ مَنْ طَغَى
في الأرضِ أَو تُعْلي لِواءَ مُحَمَّدِ

مِنْ كُلِّ أَرْوعَ في الجِهَادِ مُجَرَّبٍ
مَاضٍ وكُلِّ مُصَدِّقٍ مُتَجَرِّدِ

أَغْنى الحَيَاةَ بصدْقِه وَوَلائِهِ
لله ، لم يُشْرِكْ وَلَمْ يَتَردَّدِ

مَنَحَ الحَيَاةَ جَمَالها بوفائِهِ
وَرَوَى المرابع بالدَّم المتَوَقِّدِ

وَمضَى لإِحْدَى الحُسْنَيَيْن يَشُدُّه
شَوْقُ إِلى أَوفى النَّعيم وأخلدِ

المُجْرمُون اسْتَكْبَروا في الأرضِ مَنْ
سَيَرُدُّ مَكْرَ المُجْرِم المُترَصِّدِ

سَتَرُدُّه فِئةُ وَفَاءُ رِجَالِهَا
بِرُ وإِحْسَانُ وخفقُ مُهَنَّدِ

فِئةٌ تُقِيمُ عَلَى الزَّمانِ مَنَائِراً
مِنْ هَدْيِهَا ومَلاَحِماً مِنْ أَزْنُدِ

وتُعِيدُ للإِنسَانِ عِزَّتَهُ التي
ديسَتْ وتُوقُظ شَوْقَه مِنْ مَرْقدِ

وتُحَطّمُ الأغلالَ عَنْهُ فَكَمْ مَضَى الإِ
نْسَان بَيْنَ مُضَلَّلٍ و مُصَفَّدِ

وَتَمدُّ للمُسْتَضْعَفين يَدَ الهُدَى
مَدَداً ونَجْدَة صَادِقٍ مُتَوجِّدِ

فِئةٌ كأنَّ المِسْكَ مِنْ أنفاسِهَا
مَلأَ الزَّمَانَ وَعطَّرَ الأُفقَ النَّدِي

تمضي فَيَهْتَزُّ الرَّبيعُ بها إِذا
طَلَعتْ ويغنى كُلُّ وادٍ أجْرَدِ

يُشْرَى رَسُولِ الله آية رَبِّهِ
للعَالمينَ رَحْمة للمُجْهَدِ

لله دَرُّ الهِنْدِ ! كَمْ مِنْ عالِمٍ
دَفَعَتْ لسَاحَتِها وَكَمْ مِنْ مُنْجِدِ

بَذَلوا مِنَ العِلْمِ الزَّكيِّ ونُورِهِ
مُهَجاً إلى صِدقِ العَزِيمةِ واليَدِ

ومَضَوا يَحثُّونَ الخُطى لَهباً عَلى
دَرْبٍ إلى صِدْقِ الجِهَادِ مُمَهَّدِ

عَبَقُ الأئمَّةِ والمُلُوكِ عَلَى الرُّبى
نَفْحُ الجِنَانِ وعِطرِها المُتَجَدِّدِ

يمضي " مُعِينُ الدِّين " في جَوْلاتِهِ
نُوراً أَطَلَّ لُمدْلجٍ وَمُشَرَّدِ

ويَظلُّ " بختيارٌ " أَعزَّ فتنحَني
هامُ الملوكِ له وكِبْرُ الأَصْيَدِ

و" الدَّهلويُّ " وَيَا لَعزَّةِ دينه
ردَّ الملوكَ ويَا هَوانَ السُؤدُدِ

والعالمُ " السّرْ هَندِ " يَا لجِهَادِه
بَذْلاً وَيَا لَلزَّاهِدِ المتَعَبِّدِ

ردَّ الزّنادِقَةَ العُصَاةَ وكَيْدَهُمْ
ردّا وأخمدَ فِتنَةً مِنْ مُلحدِ

وانْظر " لعرفانَ الشَّهِيدِ " كأنَّهُ
جيشٌ تواثَبَ في الذُّرا والأوهُد

فَتَحَ القُلوبَ بِغَيْر سَيْف مُصْلتٍ
فَهَوى الفسادُ وسَيفه لَمْ يُغمد

يا " ندوةَ العُلماءِ " ! يا نَفْحَ الشَّذا
يا لَهْفَةَ القُصَّادِ شَوْقَ العُوَّدِ

نَسَبُ أَبَرُّ عَلى التُقَى فكأنَّه
رَحِمُ يَصونُ ولُحمةُ مِنْ مَولِدِ

زَكَتَ الرِّجالُ عَلَى الجِهَادِ ونُورِهِ
يَا عزَّ مُنْتَسبٍ وَعِزَّة مَحِتْدِ

لله دَرُّ الهِنْدِ ! نورُ كواكِبٍ
زُهْرٍ ودفقُ مجاهدٍ ومُسدِّدِ

دُرَرُ مِنْ العُلمَاءِ كَيف أَعُدُّهم
أَعيتْ حُشُودُهمُ خَيَالَ مُعدِّدِ

مَهَدوا الدُّروب لكلِّ يومٍ أبلجٍ
دَامٍ و يَومِ شهادةٍ متفرِّدِ


عدنان النحوي

الحمدان
07-20-2024, 12:19 AM
إلهي ! وفي جَنْبيّ خَفْقَةُ وامِقٍ
وإنِّيَ أوَّابٌ إِليكَ و خَائِفُ

وَفي الدَّار أَهْوالٌ تَمورُ و فِتْنةٌ
تَدُورُ ودَمْعٌ بين ذلكَ نازِفُ

ودَفْقُ دماءٍ والضَّحَايا تَنَاثَرَتْ
زَلازِلُ جُنّتْ حَوْلَنَا وَرَواجِفُ

تَصَدَّعَ بُنَيانٌ فأهْوَى وهذِه
أَعَاصِيرُ مازَالَت به وعَواصِفُ

تهافَتَتِ الدُّنْيا عَلَينَا فَأَقْبَلِتْ
حُشودٌ تَوَالتْ في الدّيار زَوَاحِفُ

كأنَّهُمُ مَالَوا إلى قَصْعَةٍ لَهْمُ
فَضجّتْ لها أحشادُهم والطوائفُ

وحُوشٌ عَلَى أنْيَابِها المَوْتُ مُقْبِلٌ
وكُلُّ فُؤادٍ دُونَ ذلك وَاجفُ

كَأَنّ الرّدَى بَيْن المخالِبِ رَابضٌ
فإن وثَبَتْ فالمَوتُ ماضٍ وخاطفُ

إلهي ! وهذي أُمَّتي مَزَّق الهَوى
قُوَاها وغَشّاهَا هِوىً وزخارفُ

يقود خُطاها في الدَّياجير تائهٌ
ويَدْفَعُها بَين الأعاصير واكفُ

فُهُنَّا وداستْنَا زُحُوفٌ ومُرِّغِتْ
جِباهٌ وأهوى في الوُحول غُطارفُ

ومالوا على أَعرَاضِنا فاستباحها
لِئامٌ فَلمْ يلقَوا كُماةً تُخَالفُ

فكم مِنْ فَتَاةٍ مَزَّقَ القَهْرُ سِتْرَها
وروَّعها في النائِبات الكواشِفُ

هُناكَ على " البُوسْنا " دَواهٍ وفتنةٌ
وفي أَرْض " كشميرٍ " لظىً و قذائِفُ

وهذي فِلسْطِينُ المُدَمّاةُ وَيْلَنا
يَغِيبُ تَلِيدُ المجْدِ مِنْها وطارفُ

تَغيبُ وراءَ الأفق مِنْها مَعَالِمٌ
نَديُّ ظِلالٍ مِنْ رُباها ووارفُ

تطير قُلوبُ المؤمنين لِسَاحِها
فَتنْهضُ لِلّقيا رُبى ومشارفُ

وللمَسجدِ الأَقْصَى حَنينٌ ولهفةٌ
تجيشُ بهَا أشْواقُنَا والعَواطِفُ

وفي كُلِّ أرْضٍ فِتْنَةٌ بعد فِتْنَةٍ
ويَومٌ عَبُوسُ الشَرِّ والهَوْل كَاسِفُ

وَقَدْ كُشِفَتْ عَوْراتُنا وتَقَطّعَتْ
عُرَانا وهانَتْ سَاحَةٌ ومَوَاقِفُ

تَمُّر بِنَا الأحْداثُ حَتَّى كَأَنَّها
أَحَاديثُ لَهْوٍ تَنْطَوي وَسَوالِفُ

إِلهي ! فَمَنْ لِلْمُسْلِمينَ وَقَدْ غَفَوْا
وما أَيَقظَتْهُمْ آيةٌ وَمَصَاحِفُ

إِلهي ! أَعِنَّا واسْكُب النُّور بَيْننا
بأَفْئدَةٍ ضَاقَت عَلَيْها المَصَارفُ

وأَلِّفْ قُلوباً فَرَّق الحِقْدُ بَينها
وقَدْ يَجْمعُ الأضْدَادَ يوماً تآلفُ

وَهَبْنَا يَقِيناً في القُلوبِ لَعَلَّنَا
نَهُبُّ إلى سَاحَاتنا ونُشارِفُ

وأَنْزل عَلَيْنا رَحْمةً تغسل الذي
نَهُمُّ به من مأثَمٍ ونُقَارفُ

ونَنْزعُ عَنْ آثامِنا ، عَلَّ تَوْبةً
يُفيقُ بِهَا لاَهٍ عن الأمْرِ عازِفُ

فَتدْفُقُ في المَيْدَان مِنّا جَحافِلٌ
يَمُوجُ بِهَا شَاكي السّلاحِ وعاطِفُ

ونَحْمِلُ للدّنيا رسَالةَ ربِّنا
نُخاصِمُ في هَدْيٍ لها ونُعَاطِفُ

ونَمْضي بِهَا صَفّاً كَأَنَّ جُنودَه
قواعدُ بُنيانٍ ، فَداعٍ وزَاحفُ

فَتنزلُ نَصْراً يا إلهي ورَحْمةً
إِذا صَحَّ عَزْمٌ في الميادين عاكِفُ


عدنان النحوي
السعودية

الحمدان
07-20-2024, 12:20 AM
قَدْ طالَ شَوقِي إِلى الأَحْبابِ والفِكَرُ
وقَدْ عَرانِي لِذاكَ الهمُّ والسَّهَُر

وَكَم يَجيشُ الهوَى قَلبِي فَيَترُكُنِي
لا أَسْتَفِيقُ لِما آتِي وما أذَرُ

وكَم نَصيحٍ أتَى يَومًا لِيعْذِلَنِي
فَصَارَ يَعْذُرُنِي فِيهِمْ وَيَعْتَذِرُ

يَا لائِمًا في الهوَى صَبًّا أَضَرَّ بِهِ
طُولُ البِعادِ عَنِ الأَحْبابِ مُذ هَجَرُوا

فَبَاتَ يَرعَى الذَّرَارِي مِنْ تَشوُّقِهِ
قَدْ بَاتَ مِنْهُ الحَشَا وَالقَلْبُ يَنْفَطِرُ

لَو كُنْتَ تَدْرِي الهوَى أَوْ قَدْ بُلِيتَ بِهِ
وَذُقْتَ آلامَهُ كَالنَّارِ تَستَعِرُ

لَما نَطَقْتَ ولَمْ تَنطِقْ بِلائِمَةٍ
لَوْمُ المُحِبِّينَ ذَنْبٌ لَيسَ يُغتَفَرُ

دَعْ عَنْكَ ذِكْرَ الهَوى والمُولَعِينَ بِهِ
وَانْهَضْ إِلَى مَنْزِلٍ عَالٍ بِهِ الدُّرَرُ

تَسْلُو بِمَرْبَئِهِ عَنْ كُلِّ غَالِيَةٍ
وَعَنْ نَعِيمٍ لِدُنْيا صَفْوُهُ كَدرُ

وَعَنْ نَدِيمٍ بِهِ يَلْهُو مُجالِسُهُ
وَعَنْ رِيَاضٍ كَسَاها النَّوْرُ وَالزَّهَرُ

اِنْهَضْ إِلَى الْعِلْمِ فِي جِدٍّ بِلا كَسَلٍ
نُهوضَ عَبْدٍ إِلَى الْخَيْراتِ يَبْتَدِرُ

وَاصْبِرْ عَلَى نَيْلِهِ صَبْرَ المُجِدِّ لَهُ
فَلَيْسَ يُدْرِكُهُ مَنْ لَيْسَ يَصْطَبِرُ

فَكَمْ نُصوصٍ أَتَتْ تُثْنِي وَتَمْدَحُهُ
لِلطَّالِبِينَ بِها مَعْنًى وَمُعْتَبَرُ

َمَا نَفَى اللهُ بَيْنَ الْعَالِمِينَ بِهِ
وَالْجَاهِلِينَ مُسَاوَاةً إِذا ذُكِرُوا

وَقَالَ لِلْمُصْطَفَى مَعْ مَا حَبَاهُ بِهِ
اِزْدَدْ مِنَ الْعِلْمِ فِي عِلْمٍ بِهِ بَصرُ

وَخَصَّصَ اللهُ أَهْلَ الْعِلْمِ يُشْهِدُهُمْ
عَلَى الْعِبَادَةِ والتَّوْحِيدِ فَاعْتَبرُوا

وَذَمُّ خَالِقِنَا لِلجَاهِلِينَ بِهِ
فِي ضِمْنِهِ مَدْحُ أَهْلِ الْعِلْمِ مُنْحَصِرُ

وَفِي الْحَدِيثِ انْ يُرِدْ رَبُّ الْوَرَى كَرَمًا
بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ والمَخْلُوقُ مُفْتَقِرُ

أَعْطَاهُ فِقْهًا بِدِينِ اللهِ يَحْمِلُهُ
يَا حَبَّذا نِعَمًا تَأْتِي وَتُنْتَظَرُ

أَمَا سَمِعْتَ مِثَالاً يُسْتَضَاءُ بِهِ
ويَسْتَفِزُّ ذَوِي الأَلْبَابِ إِنْ نَظَرُوا

بِأَنَّ عِلْمَ الهُدَى كَالْغَيْثِ يُنْزِلُهُ
عَلَى الْقُلُوبِ فَمِنْهَا الصَّفْوُ وَالْكَدَرُ

أَمَّا الرِّيَاضُ الَّتِي طَابَتْ فَقَدْ حَسُنَتْ
مِنْهَا [الرُّبَى] بِنَبَاتٍ كُلُّهُ نَضِرُ

فَأَصْبَحَ الْخَلْقُ والأَنْعَامُ رَاتِعَةً
بِكُلِّ زَوْجٍ بَهيجٍ لَيْسَ يَنْحَصِرُ

وَبَعْضُهَا سَبَخٌ لَيْسَتْ بِقَابِلَةٍ
إِنْبَاتَ عُشْبٍ بِهِ نَفْعٌ وَلاَ ضَرَرُ

يَكْفِيكَ بِالْعِلْمِ فَضْلاً أَنَّ صَاحِبَهُ
بِالْعِزِّ نَالَ الْعُلاَ وَالْخَيْرَ يَنْتَظِرُ

يَكْفِيكَ بِالْجَهْلِ قُبْحًا أَنَّ صَاحِبَهُ
يَنْفِيهِ عَنْ نَفْسِهِ وَالْعِلْم يبْتَكرُ

يَكْفِيكَ بِالْجَهْلِ قُبْحًا أَنَّ مُؤْثِرَهُ
قَدْ آثَرَ المَطلَبَ الأَدْنَى وَيَفْتَخِرُ

أَيُّ الْمَفاخِرِ تَرْضَى أَنْ تُزَانَ بِهَا
أَجَهْلُكَ النَّفْسَ جَهْلاً مَا لَهُ قَدَرُ

أَمْ بِالجَهالَةِ مِنْكَ فِي شَرِيعَتِهِ
كَيْفَ الصَّلاةُ وَكَيْفَ الصَّوْمُ وَالطُّهُرُ

أَمْ كَيْفَ تَعْقِدُ عَقْدًا نَافِذًا أَبَدًا
كَيْفَ الطَّلاقُ وَكَيْفَ الْعِتْقُ يَا غُدَرُ

أَمِ افْتِخارُكَ بِالجَهْلِ الْبَسِيطِ نَعَمْ
وَبِالمرَكَّبِ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ

تَبًّا لِعَقْلٍ رَزِينٍ قَدْ أَحَاطَ بِهِ
مَعَ الجَهَالَةِ دَيْنُ الذَّنْبِ وَالغَرَرُ

كَمْ بَيْنَ مَنْ هُوَ كَسْلانٌ أَخُو مَلَلٍ
فَمَا لَهُ عَن ضَيَاعِ الوَقْتِ مُزْدَجَرُ

قَدِ اسْتَلانَ فِرَاشَ الْعَجْزِ مُرْتَفَقًا
حَتَّى أَتَى المُضْعِفانِ الشَّيْبُ وَالْكِبَرُ

وَبَيْنَ مَنْ هُوَ ذُو شَوْقٍ أَخُو كَلَفٍ
عَلَى الْعُلُومِ فَلا يَبْدُو لَهُ الضَّجَرُ

يَرْعَى التَّوَقِّي وَيَرْعَى مِنْ تَحَفُّظِهِ
أَوْقَاتَهُ مِنْ ضَياعٍ كُلُّهُ ضَرَرُ

لا يَستَريحُ وَلا يَلْوي أَعِنَّتَهُ
عَنِ الْوُصُولِ إِلى مَطْلُوبِهِ وَطَرُ

تُلْفِيهِ طَوْرًا عَلَى كُتْبٍ يُطَالِعُهَا
يَحْلُو لَهُ مِنْ جَنَاهَا مَا حَوَى الْفِكَرُ

تُلْهِيهِ عَنْ رَوضَةٍ غَنَّاءَ مُزْهِرَةٍ
أَطْيارُهَا غَرَّدَتْ وَالْمَاءُ مُنْهَمِرُ

وَبَاحِثًا تَارَةً مَعْ كُلِّ مُنْتَسِبٍ
يَبْغِي الرَّشَادَ فَلَا يَطْغَى وَيَحْتَقِرُ

وَاهًا لَهُ رَجُلًا فَرْدًا مَحاسِنُهُ
بِالْحَزْمِ وَالْعَزْمِ هَانَ الصَّعْبُ وَالْعَسِرُ


عبدالرحمن بن ناصر السعدي

الحمدان
07-20-2024, 12:21 AM
سَعِدَ الَّذِينَ تَجَنَّبُوا سُبُلَ الرَّدَى
وَتَيَمَّمُوا لِمَنَاِزِلِ الرِّضْوانِ

فَهُمُ الَّذِينَ أَخْلَصُوا فِي مَشْيِهِمْ
مُتَشَرِّعِينَ بِشِرْعَةِ الإيمَانِ

وَهُمُ الَّذِينَ بَنَوْا مَنَازِلَ سَيْرِهِمْ
بَيْنَ الرَّجَا والْخَوْفِ لِلدَيَّانِ

وَهُمُ الَّذِينَ مَلا الإلَهُ قُلُوبَهُمْ
بِوِدَادِهِ وَمَحَبَّةِ الرَّحْمَنِ

وَهُمُ الَّذِينَ أَكْثَرُوا مِنْ ذِكْرِهِ
فِي السِّرِ وَالإِعْلاَنِ وَالأَحْيَانِ

يَتَقَرَّبُونَ إِلَى الْمَلِيكِ بِفِعْلِهِمْ
طَاعَاتِهِ وَالتَّرْكِ لِلْعِصْيَانِ

فِعْلُ الْفَرَائِضِ وَالنَّوَافِلِ دَأْبُهُمْ
مَعْ رُؤْيَةِ التَّقْصِيرِ وَالنُّقْصَانِ

صَبَروا النُّفُوسَ عَلَى الْمَكَارِهِ كُلِّهَا
شَوْقًا إِلَى مَا فِيهِ مِنْ إِحْسَانِ

نَزَلُوا بِمَنْزِلَةِ الرِّضَا فَهُمُ بِهَا
قَدْ أَصْبَحُوا فِي جُنَّةٍ وَأَمَانِ

شَكَرُوا الْذِي أَوْلَى الْخَلاَئِقَ فَضْلَهُ
بِالْقَلْبِ وَالأَقْوَالِ وَالأَرْكَانِ

صَحِبُوا التَّوَكُّلَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِمْ
مَعْ بَذْلِ جُهْدٍ فِي رِضَا الرَّحْمَنِ

عَبَدُوا الإِلَهَ عَلَى اعْتِقَادِ حُضُورِهِ
فَتَبَوَّؤُوا فِي مَنْزِلِ الإِحْسَانِ

نَصَحُوا الْخَلِيقَةَ فِي رِضَا مَحْبُوبِهِمْ
بِالْعِلْمِ وَالإِرْشَاِد وَالإِحْسَانِ

صَحِبُوا الْخَلاَئِقَ بِالْجُسُومُ وَإِنَّمَا
أَرْوَاحُهُمْ فِي مَنْزِلٍ فَوْقَانِي

بِالله دَعوات الْخَلاَئِق كُلهَا
خَوْفًا عَلَى الإِيمَانِ مِنْ نُقْصَانِ

عَزَفُوا الْقُلُوبَ عَنِ الشَّوَاغِلِ كُلِّهَا
قَدْ فَرَّغُوهَا مِنْ سِوَى الرَّحْمَنِ

حَرَكَاتُهُمْ وَهُمُومُهُمْ وَعُزُومُهُمْ
لِلَّهِ، لاَ لِلْخَلْقِ وَالشَّيْطَانِ

نِعْمَ الرَّفِيقُ لِطَالِبِ السُبُلِ الَّتِي
تُفْضِي إِلى الخَيْرَاتِ وَالإِحْسَانِ


عبد الرحمن بن ناصر السعدي
السعودية

الحمدان
07-20-2024, 01:53 PM
قالتْ نَعِمَّا أبٌ في الناسِ يا أبتي
جعلْتَ دربَ الهُدى للخَيْرِ مَرْكبتي

وكمْ حمَلْتَ إذا ما النصرُ حالفني
أزكى الهدايا وأغلاها لِتَهْنِئتي

وإنْ بعَثْتُ إلى الأحلامِ أغنيةً
أسْرَجْتَ قلبَكَ كيْ يُصْغي لأغنيتي

فقلتُ يا طفلتي ما تنعمين به
ورِثْتُهُ عن أبي الحاني ووالدتي


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 01:53 PM
وقالتْ حملْتَ حطام السنينْ
وفي ناظريْكَ الأسى والأنينْ

تَضُمُّ لصدْرِكَ ما لا يُصانُ
وتسفحُ في الدربِ حُبِّي المصونْ

وكنتَ المهيْمنُ في المنْتَدى
وكنتَ المطاعَ وكنتَ الأمينْ

فقلتُ لسَعْي الفتى غايةٌ
تكونُ المرادُ وقد لا تكونْ


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 01:54 PM
قيلَ صارَ الحُبُّ في عُرْف البشرْ
صَفَقاتٍ وخِداعاً للنَّظرْ

قلتُ بلْ أرْهقَهُ زَيْفُ المُنى
وتبناه أسىً حتى احْتضرْ

كانَ بالأمسِ لمَنْ هامَ به
جَنَّةً غَنَّاءَ زلاً وثَمَرْ

يا ترى هل رَبِحَ الإنسانُ في
عَصْرِه الدامي سمُواً أمْ خَسِرْ؟


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 01:54 PM
يا أخي غابت المروءةُ عنَّا
هَدَّ بنيانها رحيلُ الكِرامِ

قُلْ لمَنْ يشتري المَهانةَ دِرْعاً
كي تقي جِسْمَهُ سيوفَ اللِّئامِ

ليْسَ في الخوفِ للذَّليلِ حياةٌ
أنتَ ميْتٌ وإنْ تَعِشْ ألفَ عامِ

خَدَعَتْنا زخارفُ القَوْلِ حتَّى
لَمْ تَفُزْ مُقْلَةٌ بِطيبِ المَنامِ


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 01:55 PM
في كلِّ مُنْعطفٍ تموتُ أمُومةٌ
وأبوَّةٌ ترِدُ الحياضَ وتنتهي

ويلُ النفوسِ إذا تعلَّقَها الردى
في لهْفةِ الهيْمانِ أوْ عَلِقتْ به

تجْثو تُقّبِّل أخْمصَيْه لَعلَّها
تنجو من العيشِ الذي لا تشتهي

بعضُ النِّعاج تنامُ طاويةَ الحَشا
ورُعاتُها بينَ اللذائذِ تلتهي


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 01:56 PM
يا أمُّ إ سقطتْ أمامَكِ أمَّةٌ
برصاصِ مأفونٍ وخِنْجرِ أبْلهِ

لا تأسفي لا تحْزني بلْ رَدِّدي
يا أرضُ تيهي بالحضارةِ وازدهي

هذا زمانٌ ساقنا قدَرٌ لكي
نتجرَّعَ الموتَ الزُّؤامَ بحِضْنِهِ

أقطابهُ شطَحَتْ بِهِمْ أحلامُهُمْ
فَرَموا بنا من عَدْلِهمْ في مَهْمَهِ


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 01:56 PM
قالتْ رايتُكَ تستجدي يدَ الكَسل
تنامُ مُلْتحِفاً بالهَمِّ والوَجَل

إنْ راودَتكَ المُنى يوماً لتَصْحَبها
جَرَّعْتَها غُصَصَ التسويفِ والمَلَلِ

فقلتُ تِلْكَ دعاياتٌ مُلَفَّقةٌ
أنتِ التي شوَّهَتْ من سيرتي مُثُلى

تَرَكْتِها ونيوبُ الكَيْدَ تنْهشُها
صريعةَ البَسَماتِ الصُّفْرِ والحِيَلِ


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 01:57 PM
يا مُنْيةَ العمْرِ عن درْبِ الهَوى ابتعدي
ولمْلمي ثَمَر الأوراقِ واجتهدي

وأسْرِجي العَزْمَ عنواناً لمكرُمةٍ
وإنْ تَجَهَّمَ وجهُ النَّهْرِ لا ترِدي

وقاومي قَسْوةَ الإعصار في دَعةٍ
فالصَّبْرُ حين أرومُ النَّصْرِ من عُددي

صوني عفافَكِ بالإيمانِ وانتقبي
تطْهُرْ شغافك من كَيْدٍ ومن كَمَدِ


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 01:57 PM
وقَفَتْ أمامي وقفةَ الرئبال
وتطَلَّعَتْ عن يَمْنةٍ وشمالِ

وتساءلت والشكُّ ينْحَرُ قلْبًها
مالي أراكَ غَدَوْتَ عُودَ خِلالِ

تمْضي بكَ الساعاتُ مُثقلةَ الخُطا
ما بين آهاتٍ عَلَتْ وسُعالِ

ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إنْ شَغُفْتَ بِغَيْرِنا
وأردْتَ تعْذيبي وقَتْلَ عيالي


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 01:58 PM
فأجبتُ ذات العقْدِ والخَلْخالِ
مالي أراكِ غَدَوْتِ من عُذَّالي

لمْ يبْقِ لي شغفاً لأحلام الصِّبا
هذا المشيبُ بمَفْرقي وقَذالي

فعلامَ إنْ ألْقَيْتُ خلفي نظرةً
متحسراً تُلْقينَ ألفَ سُؤال؟

إنَّ التي أهْوى تُلَوِّنُ حاضري
حُباً وتَعْقِدُ في يَدي آمالي


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 01:58 PM
صاحتِ العنقاءُ يا قومُ اركُضوا
واحملوا ضَيْعَتطُم وانطلقوا

أسكنوها ساحةً نائيةً
قبلَ أن يسْأل عنها الغَرق

ساحةٌ ما زارها القطْرُ وما
شَعَّ منها للأماني ألَقُ

إنها أنْثى تولى أمْرها
بعد أن شاختْ قُواها القلَق


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 01:59 PM
قالتْ: أراكَ شرودَ الفكْرِ مضطربا
هَلْ من حسْرةٍ في الحُبِّ أم نَصَبا

القومُ حولَكَ قد ألْقَوْا دِلاءَهُمُ
وأنتَ ما زِلْتَ في الأوهامِ مغتربا

دَعْ ما يقولونَ عضنَّا في مجالسهمْ
نوكاءَ تَسْقي بَنيها اللَّغْوَ والكذبا

واكتُبْ قصيدتكَ العصماءَ صاعقةً
لا رأس تتْرُكُهُ فيهمْ ولا ذنبا


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 01:59 PM
عيثي كما شئتِ لا تأسَيْ على أحَدٍ
واستكتبي شاعرَ الحَمْقى أبا لَهَبِ

أعْطيتِ مالَ يتيم لا وَصيَّ لهُ
أنْفَقْتِهِ في نوادي الخَمْرِ واللَّعِبِ

لا تسألي عن شهاداتي ومنْ أبتي
وما تعلَّمْتُ عن أمي وما نَسَبي

أنا ابنُ حُرِّ يحاذي الشَّمسَ مَنْكِبُهُ
أنا ابنُ أنثى تُسَمَّى أمَّةَ العَرَبِ


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:00 PM
أعذارُ من جاءَ قبلي غيرُ صادقةٍ
قد لوَّثَتْها حماقاتٌ وأطماعُ

في كلِّ حرفٍ قذىً يُدمي مَحاجرنا
وغيمةٌ برقُها اللَّماعُ خَدَّاعُ

يا حلوتي إنْ دعاكِ الحُبُّ فاحْترسي
فالحُبُّ بَحْرٌ لهُ من مَوْجِهِ باعُ

هذا زمانٌ رَديءٌ في مَتاجرهِ
ضمائرٌ تُشْترى بَخْساً وتُبْتاع


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:00 PM
قالت تعَلَّمْتُ أنَّ الحبَّ مَسْبَعَةٌ
يفِرُّ منْ ذكْرِها قلبي ويرتاعُ

لها قناديلُ في الظلماءِ مُطْفَأةٌ
لها سماسرةٌ في البيد قُطَّاع

حَتَّى قصيدتها الشمطاءُ مُنْتِنَةٌ
تعافُها أعينٌ مِنَّا وأسْماعُ

ماتتْ تفاعيلها واعتلَّ مَطْلَعُها
لمْ يَبْقَ بيتٌ بها حياً ومِصْراعُ


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:01 PM
يامن أحِبُّ يراعي غاضَ جدولُهُ
فأين أهرُبُ من صَيْفي وأبترد؟

وليسَ لي مَرْكِبٌ أغزو البحورَ به
وليس لي عُددٌ تُغني ولا عَدَدُ

وكيفَ أنْشِدُ للعُشَّاقِ أغنيةً
ومُهْجتي في سجونِ الوَجْدِ تُضطَهَدُ

يا ليتني لم أفَرِّطْ في تراث أبي
لما استهانَ به الأحفادُ والولَدُ


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:01 PM
الناسُ حُسَّادُ المكانَ العالي
يرمونه بدسائسِ الأعمالِ

ولأنْتَ يا وطني العظيم منارةٌ
في راحتيْكَ حضارةُ الأجيالِ

لا ينْتمي لَكَ من يَخونُ ولاءَُ
إنَّ الولاءَ شهادةُ الأبطالِ

يا قِبْلةَ التاريخِ يا بلَدَ الهُدى
أقسمتُ أنَّك مضرَبُ الأمثال


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:02 PM
قالت أتُنْكِرُ في شَيْخوخَتي حَدَبي
عليكَ في زمنِ الإعسارِ والنَّصَب؟

رضَعْتَ ماءَ حياتي هانئاً فَرِحاً
وما سقيتُكَ غَيْرَ العِلْمِ والأدَبِ

فكيفَ تأنَفُ كِبْراً عن مُقابلتي
إذْ صرْتَ في النَّاسِ ذا مالِ وذا نشَبِ

أبيتُ أقْرَعُ بابَ العَطْفِ شاكيةً
أُزْجي إليكَ رجاءاتي ولمْ تُجِبِ


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:03 PM
أوصَدوا البابَ وقالوا علَّنا
نتَّقي زَحْفَ الأعادي من هُنا

صَرَخاتُ الخوْف في أحْشائهمْ
جَعَلتْ لليَأسِ منْهمْ مَسْكَنا

كَذِبٌ لمْ يبلغوا مأمنَهم
ليْسَ بالأحلامِ تُصْطادُ المنى

أتُراهمْ جَهلوا أنَّ لَنا
فوقَ هاماتِ المَنايا مَوْطِنا؟


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:03 PM
حجبوا الأضواءَ عَنَّا حَسَدا
وأقاموها عَلَيْنا رَصَدا

سَرَقوا اللُّقْمةَ من أفْواهنا
كيْ نعيشَ العُمْرَ جوعاً وصَدى

حَمَلوا الرِّجْسَ على أكتافهم
وحَمَلْنا في المُلِمَّاتِ النَّدى

وكتبنا في سجلات المدى
أنَّنا في ساحةِ الحَرْبِ الرَّدى


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:04 PM
رَضَعْنا الهوى صِرْفاً فطابتْ نفوسُنا
وأيْنَعَ في أحداقنا الحُبُّ والشِّعْرُ

تراقَصُ نشوى بالأماني شفاهنا
ويجْمَعنا روضٌ ضَحوكُ الندى بكرُ

وإنْ أسْعَفَتْ بالوصْلِ في العُمْرِ لحظةٌ
تَمُدُّ ذراعيها البشاشةُ والبِشْرُ

وليسَ خصيمي الليلَ في الحُبِّ إنّما
إذا زار عيْني الكَرَى أذَّنَ الفجْرُ


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:04 PM
قالتْ أراكَ وما أذْنَبْتُ تَهجوني
وفي النساء كثيرٌ هُنَّ مِنْ دوني

وصَفْتَني بِسِماتٍ أيقظَتْ عَتَبي
وما نظرتَ إلى وَرْدي ونِسْريني

فقلتُ لا وجهَ لي في الحُبِّ يَشْفَعُ لي
ولا دنانيرَ في جيْبي تُزَكِّيني

وللنساءِ معاييرٌ يَقسْنَ بها
حُبُّ الرِّجالِ بلا عَقْلٍ ولا دينِ


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:05 PM
يا فجْرَ أيَّامي وسحرَ لياليهْ
أهواكِ غاضِبةً عليَّ وراضيهْ

أسعى بأعذاري وإنْ لَمْ أقْتَرفْ
ذَنْباً أقُصُّ عليكِ عِلَّة ما بيه

أنا لستُ سمساراً بأرْصِفَة الهَوى
منْ كلِّ دَنٍّ أحتسيه وآنيه

أنا روضُ أحلامِ الصِّبا مُتَفَتِّحاً
أنا لا أحِبُّ من الثِّيابِ العاريه


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:05 PM
قالت: وعُودُكَ كالسَّحابِ بلا مطَرْ
أو كالصحاري لا مياهَ ولا شَجَر

كم بِتَّ تُسْقيني الغَرامَ صبابةً
مما تجودُ به حكاياتُ السَّمر

وتطايرَتْ من راحتي بيضُ المُنى
لَمْ تُبْقِ لي إلا النَّدامةَ والضَّجَر

قلتُ اصبري فالصبرُ يمْنَحُ أهْلَهُ
مهْما يَطُلْ حُلْوَ الحديثِ عنِ الوَطَر


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:06 PM
قالت أتَهْزأ بي وتَقْتُلُ فرحتي
وتُثيرُ أشْجاني وتَبْعَثُ شقْوَتي؟

وتَجيئُ تحمِلُ في يَدَيْكَ قصيدةً
وتقولُ بالصوتِ الرَّخيمِ حبيبتي

ما أقبحَ الإطراءَ حين تزُفُّهُ
شَفَتاكَ ناراً تسْتَقِرُّ بمهجتي

فأجبْتُ مذ أحْبَبْتُ نهجَك في الهَوى
وظِلالُهُ وَطَني ومَهْدُ سَكِنتي


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:06 PM
وجارٍ في حُقوقِ الحَيِّ جارا
شكا من التَطَفُّلُ واسْتجارا

يُقِصُّ مضاجعي ليلاً ويُدْمي
مشاعرَ أسْرَتي كَمَداً نهارا

تَفُوحُ ثيابُ ملبسه غُروراً
وينضَحُ وجهُهُ حِقْداً وعارا

يهيمُ بكلِّ مُعْتَلِّ السجايا
ويصطَحِبُ الدَّناءةَ أيْنَ سارا


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:07 PM
أفَجْرٌ تلألأ حلوُ السَّنى؟
على قدميْكِ يَهُزُّ الشُّعورْ

أمِ الموجُ أصبَحَ في عصْرِنا
لساناً يُتَرْجِمُ عِشْقَ البُحور

يقولونَ عنْكِ ولَمْ يُنْصِفوكِ
ولَمْ يَعْرِفوا عَنْكِ إلا القُشور

فأنتِ الجَميلةُ أنْتِ التي
وَعَتْها القُلوبُ التي في الصُدور


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:07 PM
قالتْ أخاكَ أخاكَ قلتُ لها أخي
ما عدتُ مُصْرِخَهُ وليس بمصرخي

إن جئتُه يَزْوَرُّ ثاني عطفهِ
وهو الحفي بمن أعادي والسَّخي

ويضنُّ في صَلَفٍ عليَّ بمالِهِ
ويُريقُه في راحةِ المتفسِّخِ

هذا زمانٌ أفلسَتْ أيامُهُ
فتَحَدَّثي ما شِئْتِ عنها وانسخي


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:08 PM
كشفتْ جارتُنا عن وجهها
فقرأنا فيه تاريخَ الحروبْ

جبهةٌ تصرخ فيها لوحةٌ
أنَّها أمُّ الخطايا والذنوب

وفم ينتحرُ النُّورُ بهِ
ينفثُ الأضغان ما بين القلوب

أبصرتْ أطفالنا صورتَها
فتنادَوْا بئسما الوجهُ الغضوب


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:08 PM
شيَّدَ الموغلون في الشرِّ وكْراً
فتداعى بهم فبانوا وبانا

فئةٌ أفلستْ وضاعتْ سلوكاً
ومضتْ تلعقُ السقوطَ هوانا

حسبتْ أنَّها ستصبحُ شيئاً
وسيُرخي لها الزَّمانُ العنانا

كشفتْ سرَّها المقيتَ قلوبٌ
كنَّ عينَ الحِمى وكنَّ لسنا


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:09 PM
ياربُّ هذا موسمُ البُشرى بهِ
تصفو القلوبُ وتطْهُرُ الابدانُ

تزكو بهِ الصلواتُ في جُنحِ الدُّجى
ولنورِ وجهِكَ تخشعُ الأكوانُ

زادي الدعاءُ وفي الرجاء سفينتي
وإذا ضللتُ فمرشدي رمضانُ

في ظلِّه تغفو وتهدأُ أنفسُ
مبرورةٌ صدقاتها وحِسان


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:09 PM
يا من يُغَنِّي لها موجُ الهوى طَربا
ويرتدي شاطئاها فتنةً وسِبا

تسري نسائِمُكِ الأبكارُ ناديةً
تروي مشاعرنا من سحرِها أدبا

يا جُدَّتي أنتِ للتاريخِ ملهمةٌ
أشْعلتِ وجدانَنا بالشوقِ فالتهبا

فأنتِ أنشودةٌ تاهَ الزمانُ بها
وأنتِ أبلغُ مما قيل أو كُتبا


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:10 PM
لِمَ أطْلَقْتَ للظلامِ العنانا
فجهلْنا دروبنا وخُطانا

الضياءُ الذي تألَّقَ عُمْراً
شيّدتْ برجهُ العظيمَ يدانا

كان ينبوعُ أمْسنا عربياً
سلسلاً يأسر المدى والزمانا

لو تحدَّى الظلامُ فجرَ جدودي
لامتطى صَهْوةَ الفرارِ جبانا


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:10 PM
لا تسأليني جيئة وذهابا
من كان يُغلقُ دونَكِ الأبوابا

لا تسأليني أينَ إرثكِ من أبي
بل أين إرثي صارماً وكتابا

أنا في سجون الوهْمِ مثلك موثَقٌ
أهْرَقْتُ عُمري حسرةً وعذابا

الكذبُ سيماءُ الحضارة فاحذري
يا أمُّ إن عَذُبَ الحديثُ وطابا


احمد سالم باعطب

الحمدان
07-20-2024, 02:11 PM
أتطمعُ أن تمزِّقني الحروبُ
وأن يغتال أفراحي الغروبُ

وأن تُلْقي بي الأيامُ شِلْواً
تناوشهُ الكوارثُ والكروبُ؟

أتتركني وأنتَ شقيقُ روحي
تقاذفُني الفدافدُ والدروبُ؟

أجِبْني كيفَ خانتني الليالي؟
وكيف تجهَّمَ الوجهُ الطَّروبُ؟


احمد سالم باعطب
السعودية

الحمدان
07-20-2024, 02:12 PM
هل أدْرَكَ السُّفهاءُ بَعْدَ تَوَهُّمِ
أَنَّ السعوديّينَ سيفُ المُلْهِمِ

فبِهِمْ مُحَمّدُ يرتقي ببلادِه
وبِهِ منازِلُهُمْ وراءَ الأنْجُمِ

ماجَ البُغاةُ بِقَضِّهِم وقَضيضِهِمْ
يرجونَ هدمَ بنائهِ المُتَقدِّمِ

يبغونَ رؤيتَهُ تغيبُ فلا تُرى
ليست قَضِيَّةَ كاتبٍ أو مُجْرِمِ

إنَّ المُصابَ مُصابُنا ومن اعْتَدى
سَيَرى القَصاصَ بِعَدْلِ شَرْعٍ مُحْكَمِ

ما لي أرى الإنْسانَ فيكُمْ قَدْ غَفا
عَنْ سَكْبِ بَشَّارٍ لأنهارِ الدّّمِ

ما لي أرى الأعيانَ فيكُم لا ترى
ما كانَ مِنْ إيرانْ .. هَلْ كُلٌّ عمي؟

ما لي أرى الوِجْدانَ فيكُمْ قَدْ غَدا
عَنْ حَشْدِها الشَّعْبيّ ِ مَقْفولَ الفَمِ

ما لي أرى الغَضْبانَ فيكُمْ قَدْ بَدا
عن سُنَّةِ الأنبارِ مِثْلَ الأبْكَمِ

ما لي أرى النِّسْيانَ فيكُمْ قَدْ فَشى
عنْ مُخْرِجِ (الغُفْرانِ ) مُقْصي المُنْتَمي

ما حَرَّكَتْ (أركان) فيكُمْ شَعْرَةً
في (بورما) هل هانَ حَرْقُ المُسْلِمِ

لا والعظيمِ الحَقّ ِ حَتمًا إنَّها
لَذَريعَةٌ تُتْلى لأَمْرٍ مُبْرَمِ

جَعَلوا أبا سلمانَ نَصْب عيونِهِمْ
ظَهَرَ الخَفِيُّ و كُلُّ حِقْدٍ مُظْلِمِ

سلّوا على فَخْرِ البلادِ سُيُوفَهُمْ
ونسُوا بأنَّ الشَّعْبَ كَفُّ المِعْصَمِ

وعَوَتْ كلابُ الجارِ طيلةَ يومِها
عبرَ الجزيرةِ منبرِ المُتَشَرْذِمِ

جاءوا بِكُلِّ سقيطةٍ ودنيئةٍ
وأتَوْا بِكُلِّ بذاءةٍ في المُعْجَمِ

لِعُلُوِّهِ ودُنُوِّهِم لم يوصِلوا
صوتَ النُّباحِ ولا أذى المُتَكَلِّمِ

لو سَبَّحوا تعدادَ ما قالوا اسْمَهُ
لتَحَصَّلوا عفوَ العزيزِ الأكرمِ

لكنَّهُم في حقدِهِم شُغِلوا بهِ
فغدا بأضْلُعِهِم كنارِ جهَنَّمِ

يا خَيْرَ أرْضٍ في الدُّنَا قَدْ بورِكَتْ
إنّا بَنوكِ ونفتديكِ لتَنَعَمي

نهديكِ أرواحًا إذا ما أُنْطِقَتْ
قالت سَنَفْنَى قَبْلَ أنْ تَتَألَّمي


عبدالرحمن بن مساعد

الحمدان
07-20-2024, 02:13 PM
اصْعَد بِعَزْمِكَ إنَّ المَجْدَ مُتَّصِلُ
وهل تَمَلُّ صُعُودًا أيُّها البَطَلُ

أنتَ المُفَكِّرُ قَدْ نادَتْكَ نَهْضَتُنا
أنتَ المُجَدِّدُ والمأمولُ والأمَلُ

أنتَ المُظَفَّرُ لا تُثنيك مُعْضِلَةٌ
أعداءُ هِمَّتِكَ التَّقْصيرُ والكَسَلُ

مِقْدامُ عَصْرِكَ لا تخشى مَخاطِرَهُ
تَمضي وعَزْمُكَ لا يُوهي بِهِ كَلَلُ

لَوْ عَمَّ عَزْمُكَ في الأصقاعِ لَانْدَثَرَتْ
أعتى المَصاعِبِ واسْتَعْصى بِها الزَّلَلُ

تُقصي الجَهالَةَ تُهْدي النّاسَ مَعْرِفةً
والنَّاسُ ما بَرِحوا أعْداءَ ما جَهِلوا

تَمْضي بِحُلْمِكَ بِالإصْرارِ تَجْعَلُهُ
رأيَ العِيانِ لَكَ الأحلامُ تَمْتَثِلُ

أحْنَتْ لِرؤيَتِكَ الأكوانُ هامَتَها
واسْتَعَجَبَ الغَدُ ماذا يَصْنَعُ الرَّجُلُ؟

كَمْ شَاعَ قَبْلَكَ أقوالٌ بِلا عَمَلٍ
حتّى أتَيْتَ فَكانَ القَوْلُ والعَمَلُ

إن قُلْتَ سوْفَ وحَرفُ السينِ تنطِقهُ
في التَّوّ ِ قَوْلُكَ بالأفعالِ يَكْتَمِلُ

ترنوا إليك جُموعُ النَّاسِ مُصغِيةً
والخَصْمُ يُنْصِتُ والأقوامُ والدُّوَلُ

يُهدي حديثُكَ كُلَّ الشّعْبِ طَمْأَنَةً
أمّا العدُوُّ فَقَدْ أودى بِهِ الوَجَلُ

إنْ كُنْتَ تُشْعِلُ نورًا يُسْتضاءُ بِهِ
فالنَّارِ في كَبِدِ الحُسَّادِ تَشْتَعِلُ

أنْتَ الهلاكُ لِباغٍ لا يكّفُ أذًى
أنتَ الملاذُ لِمَنْ ضاقَتْ بِهِ السُّبُلُ

أنتَ الكريمُ بِلا منّ ٍ ولا هدَفٍ
والجُودُ فيكَ أصيلٌ ليس يُفْتَعَلُ

أنْتَ المُسَدَّدُ رَأْيًا والجَسُورُ فَمَا
تَرضى القُعُودَ بِهَمِّ النَّاسِ مُنْشَغِلُ

أنْتَ العَطُوفُ إذا ما ضاقَ مُنْكَسِرٌ
أنت الدَّواءُ إذا ما شَاعَتِ العِلَلُ

أنْتَ الغَضوبُ إذا ما مُهْجَةٌ ظُلِمَت
أنت الثَّباتُ إذا ما زاغَتِ المُقَلُ

ما قُلْتُ فيكَ أبا سَلْمانَ يَجْعَلُني
رَغْمَ الأُنوفِ بِتاجِ الشِّعْرِ أحْتَفِلُ

فالشِّعْرُ مَمْلَكَةٌ تأبى لها مَلِكًا
قَدْ قالَ شِعْرًا ولَمْ يُضْرَبْ بِهِ المَثَلُ


عبدالرحمن بن مساعد

الحمدان
07-20-2024, 02:13 PM
لآخرِ أمر المـرء تُفضي أَوائِلُـه
و دهْرُكَ في الإدبار كُثر وسائلُهْ

جَرَعتُ كؤوس الهمِّ حتى ألِفْتُها
و قد ضاق ذرعا بي وأُثْقِلَ كاهِلُهْ

وأَبْدى ليَ الأصحابُ ما لسْتُ جاهلاً
بأنَّ اشْتِدادَ الكرب فَرداً تُعَامِلُـهْ

وأنْ لا وفاء غير في الأُنس والرَّخا
وإلّا فَكُلٌّ قَد توالَت مَشاغِلُـه

عَرَفتُ من الأيام تكرار غدرِها
فمَن قالَ أنَّ الغدر قد خابَ فاعِلُهْ

فما خابت الأيامُ من سوء فعلها
وقدخاب حُسْنُ الظَّن خابَ تفاؤلُه

فيا ظَهري المطعون بالخنجر الذّي
على خيري الموصول قد شَبَّ حامِلُه

أيَا ظَهري المطعون خيراً فعَلْت بي
بألّا تُريني الغدر وجهاً أُقابِلُهْ

أيا فالقَ الإصباحِ والحَبِّ والنَّوى
ويا سابقاً للعفو تُخْشَى نَوازِلُهْ

فَلَم يَبقَ إلّا أنتَ منجا ومُرْتجى
وإلّا فَكُلٌّ قد توَلَّت قوافِلُه


عبدالرحمن بن مساعد

الحمدان
07-20-2024, 02:14 PM
هِيَ الخَمْسونُ ياابْنَ الأكْرَمينا
أراها لَحْظَةً ..لَيْسَتْ سِنينا

عرفتُ خِلالَها مِقْدارَ جَهْلي
بِذلك صِرْتُ أدْهى العارِفينا

عَشِقْتُ صَبابَةً ونَقِمْتُ كُرْهًا
وتُبتُ هِدايةً وضَلَلْتُ حِينا

فَكَمْ قَدْ كُنْتُ صَيْدًا لِلْخطايا
وكَمْ قَدْ كُنْتُ في المُسْتَغْفِرينا


عبدالرحمن بن مساعد

الحمدان
07-20-2024, 02:14 PM
يا محاكي الصم .. مجهودك سُدى
مُنصت ٍ للبكم إنصات ٍ شديد

يا مدور في الظلالات الهُدى
منتظر ابليس عن غيه يحيد

منتظر تلقى رفيق ٍ في العِدا
عاري ٍ تبغى الدفى وسط الجليد

باحث ٍ عن عز ابطى ما بتدى
باحث ٍ في هالمتاحف عن جديد

منتظر منقذ يبادر بالندا
يهزم الأعدا وحقك يستعيد

منتظر منهو يعينك بالفدا
انتظرت سنين ما جا ماتريد

عالي ٍ صوت العرب أحدث صدى
شجب وإستنكار تنديد و وعيد

حطموا هذا العدو اللي اعتدا
بالقمم أو بالخطب أو بالقصيد

يا مدور عن مثال ٍ يقتدى
لا تدور مسك في وسط الصديد

انفظ غبار الأماني ما غدا
للأماني حظ في سوق العبيد

كل وقت له نهايات ومدى
ما يجي أبطال في الوقت البليد

ما ينول المجد من يخشى الردى
في قريب الوقت والا في البعيد

كل سيف ٍ ما يجرد للصدا
كل مجد ٍ ما يجدد مايفيد

الخبر يصبح خبر بالمبتدا
والمعالي دانيه للي يريد

وكل يوم يحاك ثوب ويرتدى
وكل يوم يكفّن ويقبر فقيد

وكل مافي الكون زايل ماعدا
وجه ربك مالك الملك المجيد

يا محاكي الصم صرخاتك سُدى
لا تأذن وسط أوثان الحديد


الامير
عبدالرحمن بن مساعد
السعودية

الحمدان
07-20-2024, 02:48 PM
حياتي عذابٌ وعيشي سرابُ
وأنتَ الأماني وتيكَ العـِذابُ

يُقيمُ بنفسي شقاءٌ بئيسُ
وأنتَ النَّدى والهوى والرضابُ

أحنٌّ إليكَ حناناً رطيبا
وتهفو إليكَ المُنى والرِّغابُ

فكيف الرّضا والنَّوى في احتدادٍ
وكيف السبيلُ وشوقي حرابُ

سقيتَ الغمامَ بطيب هواكَ
فياحبّذا البذلُ والانصبابُ

سكنتَ الدنى وانتشرتَ بهاءً
وغادرتَ كوني فعمَّ الضبابُ

حنانيكَ يازهرَنفسي وزهوي
لقد أثـقـلَتـْني خطوبٌ صعابُ

شكوتُ إليكَ غياباً ضريرا
وليلاً تمادى به الاغترابُ

فكن لي نسيماً يهبُّ رخاءً
يطيبُ به عيشنا والشرابُ

فأنتَ الحياةُ إذا ماالتقينا
وأنتَ السُّها إن تهاوت شهابُ

لك الأمنياتُ ولي أنتَ فيها
ضياءٌ حياةٌ ربيعٌ ربابُ


عِطاف سالم

الحمدان
07-20-2024, 02:49 PM
ثَائِرٌ حُزنِي ؛ وَ صَبري أَرقَـدَهْ
لَيتَ شِعري ؛ أَيُّ قَهـرٍ جَـدّدَهْ

أَيُّ حَـرْقٍ ضَـجَّ فيـه خافقـي
فَاشتَكَتْ مِنهُ مُنـايَ المُسهَـدَهْ

يَصطَفِينِي ؛ ثُمَّ يَمضِـي مُرعِـداً
يَجتَبِي قَلْبًا هَوَى , مَـا أَحقَـدَهْ

كانَ فِكْري سَاهِمـاً فِـي مَأمَـنٍ
وَ انطَوَى فِيـهِ جنـونٌ أَجهَـدَهْ

كانَ عُمْـري وَاقِفًـا فِـي هَـدأَةٍ
وَ استَبَدَّ البُـؤسُ لمّـا أَسجَـدَهْ

كانَ قَلبـي نَابِضـاً فـي نُضْـرةٍ
فَاعتَـراهُ اليَـأسُ حتَّـى أَفسَـدَهْ

كانَ هَمِّـي خَامِـداً فِـي سَكْنَـةٍ
فَاكتَـوَى مِنـهُ شُّعُـورٌ أَوقَـدَهْ

أَيُّهـا ذا الطَّيـفُ أَنَّـى زُرتَنِـي
قَيَّـدَ الظُّلْـمُ الهـوى مُـذْ زَرَّده

سَـاقَ أَحلامِـي إِلـى أكدارِهـا
يَا لَقَلـبٍ نَبضُـهُ قَـدْ أَرعَـدَهْ

وَ انبَرَى فِـي خَاطِـري يَقتَاتُـهُ
وَيلُ سَعـدِي أَيُّ خَـوفٍ بَـدَّدَهْ

قَدْ مَضَى لَيلِـي بَهِيمـاً عَاصِفًـا
وَ احتَوانِي الدَّمـعُ لَمَّـا هَدهَـدَهْ

فَاشتَكَتْ عَينايَ مِنْ مِلْحِ النَّـوَى
وَ اشتَكَى رِمْشُ الأمَانِـي إِثْمِـدَهْ

ضَاقَ صَدري مِن جُرُوحٍ قد شكت
لَيسَ يُجدِي الجُرحَ مَنْ قَدْ ضَمَّـدَهْ

خَادِعٌ زَيـفٌ لصَبـرِي مُـذْ بَـدَا
فِيـهِ عَجـزٌ بِالحِجـا قَـدْ أَكَّـدَهْ

يَـا لَشِعـرٍ حَرفُـهُ أَضنَـى بِـهِ
مَارِقٌ فَـوقَ العَنَـا قَـدْ وَسَّـدَهْ

قَدْ خَبَـا مِصباحُـهُ فِـي عُتْمَـةٍ
مِثلَ نَجمٍ فِي الدُّجَى قَدْ أَخْمَدَهْ


عِطاف سالم

الحمدان
07-20-2024, 02:50 PM
صَباحُكَ شِعرٌ , وَ خدٌّ تَوَرَّدْ
وَ عُصفُورُ حُبٍّ عَلَى الغُصنِ غَرَّدْ

وَ طَلٌّ وَ هَمسٌ وَ غَيماتُ وَجدٍ
وَ أَنداءُ عِشقٍ , وَ شَوقٌ تَرَدَّدْ

صَباحُكَ وَردٌ , وَ طَلٌّ , وَ قَطرٌ
يَطِيرُ إِلَيكَ بِقَلبٍ تَهَجَّدْ

وَ أَطيافُ تَرنُو إِلَيكَ ؛ فَيَهفُو
لِقَلبِكَ قَلبِي الذِي فِيهِ تَسعَدْ

صَباحُكَ شِعرٌ , وَ تَحنانُ حِبرٍ
وَ أَفياءُ سَطرٍ , وَ حَرفٌ تَنَهَّدْ

وَ أَطيابُ رُوحٍ مِنَ النُّورِ تَسمُو
بِحِسٍّ شَفِيفٍ ؛ وَ ضَوءٍ زَبَرجَدْ

صَباحُكَ نُورٌ , وَ عِطرٌ بَخُورٌ
وَ ماءٌ نَمِيرٌ كَصَرحٍ مُمَرَّدْ

تَراتِيلُ مِنْ نَغَماتِ غَرامٍ
بِمِلءِ شُعُورِي إِلَيكَ تَوَدَّدْ

صَباحُكَ حَقلٌ مِنَ الزَّهرِ تَنمُو
عَلَى جانِبَيهِ الأَقاحُ ؛ وَ تَمتَدْ

وَ نَعناعُ رُوحِي التِي فِيكَ تَلقَى
مِنَ الوُدِّ قَلبًا بِقَلبِي تَوَحَّدْ

صَباحُكَ صِدقُ اليَقِينِ , ائتِلاقٌ
كَطُهرِ المَواثِيقِ , أَمرٌ مُؤَكَّدْ

وَ تَشهَدُ رِعشَةُ حَرفِي بِأَنِّي
أُجِلُّكَ , وَ اللَّهِ ياشَهْدُ يَشهَدْ

صَباحُكَ ؟ أَمْ ذاكَ صُبحُ انشِغالِي
بِمَكتُوبِ عِشقٍ مِنَ الشَّوقِ يَحتَدْ

لِيُهدِيكَ مِنْ سَوسَناتِ ضَمِيرِي
رَحِيقًا ؛ وَ حسّاً مُوَشّى مُجَدّدْ


عِطاف سالم

الحمدان
07-20-2024, 02:50 PM
وأشعرُ أنّي ..بدأْتُكَ مِنّي
ولاشىءَ يبدأُ دونكَ فيّا

أحسّ شعوريَ ملء يديكَ
وأشعرُ حسّكَ ملء يديّّا

وأعلمُ أنكَ كلُّ اعتناقي
وبعضُ اعتناق ٍ أثيرٌ لديَّا

وأنكَ تسكنُ كلّ وجودي
فأحياكَ فجراً زهيَاً نديّا

وأهواكَ روحاً ترفرفُ حولي
فأنتَ الحياةُ ائتلاقاً ورِيّا

وأنتَ الغمامُ إذا مالتقينا
يُكَلّلُ شوقي المُطيرَ السَخيّا

أُخبىءُ عنكَ شعوراً حَيٍيّاً
فينداحُ رغميَ عِشقاً ثريّا

وألتاثُ بوحاً ونبضاً وشوقا
وحتى اسأل الحرفَ عن شفتيّا

أُقاربُ حسّكَ شيئاً فشيَّا
لعلي أكونُ الوريدَ الشَهيّا

فتجريَ مني طيوبُ التَهنَي
وتجري طيوبكَ من لمستيّا

سأُبقي فؤادكَ ينبضُ فيّا
وتبقَى فؤادي المُحبّ النقيّا

إذا تهتَ في الليلِ عن ناظريّا
ستلقى يديّا أمامكَ ضَيّا

فلاشيءَ دونكَ يملأً قلبي
ولاشيءَ بعدكَ يصبحُ شيََا

فكلُ الجُنون يُسافرُ فيَّا
وكلُ الصّموتِ يَسيرُ إليَّا


عِطاف سالم

الحمدان
07-20-2024, 02:51 PM
أحن إليكَ حناناً ضليعا
يرُمُّ الحنايا يسدُّ الصّدُوعا

وأصبو إليكَ كما الزهر يصبو
لقطر الندى إذ يُعيدُ الربيعا

بدوتَ نهارا ً أَضاءَ دُجُنِّي
وكنتَ بهاءً فزدتَ سطوعا

وأحييتَ قلبي كمثلِ اخضرارٍ
يُعيدُ النبات ويُحيي الفروعا

كما القطر أنتَ كما البدر تأتيْ
شفيفاً مضيئاً تُرَوِّي الضلوعا

أطيرُ إليكَ لزاماً وطوعا
فما في اختياري أرومُ القطوعا

حبيبٌ إليَّ كسحر الأماني
قريبٌ إليَّ و تهوى الرجوعا

فدتكَ الحنايا وكل البقايا
فدتكَ الحياة حياتي جميعا

فأنتَ الربيعُ النّضيرُ اخضراراً
وأنتَ الأريجُ يضوعُ بديعا

وأنتَ السّناءُ البعيدُ ائتلاقاً
تُشيعُ اشتياقاً وتبقى رفيعا

وأنتَ الرفيفُ الشّجيُّ الشّهيُّ
يعمّ الحنايا ودوداً وديعا

حبيبي وروحي تَهَادَى رخاءً
فلاشئَ بعدكَ ضَاهَى الطّلوعا


عِطاف سالم

الحمدان
07-20-2024, 02:51 PM
ياليل الصبُّ أتى غدُهُ
قد مال بقلبـي موعـدُه ُ

أإذا قد حانَ لنا وصـل ُ
جهدتْ أقدارٌ تُبعـدُه ُ؟!

شوقي مكلوم ٌ مضطرب ُ
حرفي ملتـاثٌ يقصـدُه ُ

ياليلٌ عهدك مؤتلقٌ
أتراكَ غـداً ستجـدِّده ُ؟!

فالبين ُ بنا غَرِم ٌ.. نَهِـمٌ
وبنـا أرق ٌ.. ماأجلـدُهُ !

ومضى زمنٌ كم روَّعنـا
وأنا فـي ولـهٍ أنشـدُهُ

ترك الرُّ حَّال ُ مرابعهـم
وأنـا يسكننـي مرقـدُهُ

خذ ياليلي عمـرا ً منِّـي
فهو العمر ُ وأنـا غـدُهُ

فهـوايَ الليلـة أنْثـره ُ
وعلـى كفّيـه أبــدِّدُهُ

لو تعرف ُ ياصبُّ حنيني
لفررت َ إليـه تقصـدُه ُ

ذاك الغِرِّيد ُ على فننـي
مازلت ُ بـه ِ أتَرصَّـدُهُ

وجـدٌ أسلمنـي لأنينـي
كم أسهدني كم أسهدهُ


عِطاف سالم

الحمدان
07-20-2024, 02:52 PM
يا غائِبًا وَ نَجاوَى الرُّوحِ تَرعاهُ
أَودَعتُ فِيكَ دَمِي وَ الحافِظُ اللَّهُ

سَلِّمْ هُناكَ عَلى الذِّكرَى إِذا خَطَرَتْ
وَ قُلْ لَها : إِنَّنِي بِالعِشقِ أَوَّاهُ

وَ إِنَّهُ وَ إِذا غابَتْ مَلامِحُهُ
فَإِنَّ لِي أَمَلًا أَنِّي سَأَلقاهُ

يا ساكِنًا فِي ضَمِيرِي قَدْ عَوَى وَجَعِي
فاسمَعْ مِنَ الحَزَنِ المَوصُولِ شَكواهُ

وَ اضمُمْ إِلَيكَ فُؤادًا لَستَ تُنكِرُهُ
قَدْ نالَ مِنْ قَهرِهِ ما كانَ يَخشاهُ

لَقَدْ بَعَثتُ إِلَيكَ الحَرفَ مُختَنِقًا
يَفِيضُ مِنْ نَبضِهِ بِالوَجدِ مَعناهُ

فامدُدْ لَهُ مِنْ يَدَيكَ الوَصلَ حَيثُ أَتَى
وَ انفَحْ عُطُورَكَ تَسرِي فِي حناياهُ

وَ طِرْ لِذاكَ الزَّمانِ الحُلوِ فِي طَرَبٍ
وَ ارجِعْ بِهِ عَلَّنا نَحظَى بِذِكراهُ

إِنْ مَرَّ طَيفِيَ فاعطِفْ إِنَّهُ كَلِفٌ
وَ افسَحْ فَإِنَّ شَغافَ القَلبِ مَسراهُ

أَمَّا إِذا مَرَّتِ الأَنسامُ تَحمِلُنِي
فارفِقْ بِمَنْ صَرَخَتْ وا حَرَّ قَلباهُ

حَبَوتُكَ المُهجَةَ الخَضراءَ مُتَّكَأً
لانَتْ حناياهُ وَ ازدانَتْ زَواياهُ

فَكَيفَ أُنكِرُ قَلبًا أَنتَ صاحِبُهُ
وَ كَيفَ أُنكِرُ وُدًّا أَنتَ مَولاهُ

أَقسَمتُ : إِنِّي وَ رَبِّ البَيتِ أَهواهُ
إِنْ ضَرَّنِي الدَّهرُ فِيهِ لَستُ أَنساهُ


عِطاف سالم

الحمدان
07-20-2024, 02:52 PM
رشفَ البؤسُ مهجتي وشبابي
ورماني بلوعةٍ واغترابِ

وأمانيّ صرنَ رمسَ بقايا
وزهورُ الحياة محضُ سرابِ

والرّغابُ الندية التتوالى
جفّ فيها النّدى , فأين رغابي

أين بوحي وأين وهجُ شعاعي
تاه بوحي , وعدتُ وهمَ شهابِ

أين نبضُ الحياة في خطواتي
كلّ خطوٍ مضى بثوب يبابِ

أين أمني وضحكتي وبهائي
طرنَ عني .. رحلنَ كالأسرابِ

ومنايا وسلوتي وخيالي
وسعادي : بناتُ كلّ عذابِ

أين توقي وزفزفات فؤادي
أين شمس الوجود ملء رحابي

أين أين الفرار من خلجاتي
وضلوعي كتيبة الإكتئاب

هدمَ السؤلَ كلُّ بؤس طاغٍ
فإذا بالجواب كومُ ترابِ

سوف أمضي لكنّ كلّ بكائي
شاهدٌ يتلو وحدتي واغترابي

سوف أمضي ونقمتي سوف تبقى
وصمةَ الغدر في خطا الأغرابِ

ووشومُ البلاء تملأ صدري
ويكأني ربيبة الالتهابِ


عِطاف سالم

الحمدان
07-20-2024, 02:53 PM
ذوقوا لذاذة مجدكم واختالوا
فالضوء تحت خطاكم ينثالُ

سيروا على وهج السنا ولتهتفوا
( حرية الأوطان لا تُغتالُ )

ودعوا الحياة ترف بعد مواتها
ريانةً يحظى بها الأبطالُ

قولوا لكل زماننا ومكاننا
إنا شموسٌ والظلامُ مُحالُ

وبنا ستحيا أمة قد أُرهقتْ
هيهات من بعد النضال تُنالُ


عِطاف سالم

الحمدان
07-20-2024, 02:53 PM
يا دُرَّةَ الأحلامِ في أَفلاكي
وشَبيهَ أفراحي وكلِّ مَلاكِ

وسَعادتي، ذِكرايَ ملءَ جَوانحي
ناقوسَ عُمري، نكهةَ الأراكِ

يا لحنَ رُوحي في غيابةِ رُوحها
لحنُ الحياةِ وكلُّ شادٍ باكِ

فيروزَ إلهامي ووَهبةَ خالِقي
شُغلي، وفكري، لمسةَ النسَّاكِ

يا مَنهلي ورُواءَ كل عواطفي
أبتاهُ، يا طعمَ النعيمِ الزَّاكي

أشتاقُ صوتكَ مُؤنساً ومُواسياً
ويدَيكَ تَشفي عضَّةَ الإنهاكِ

ودُعاءكَ الشافي يَجوبُ أَضالِعي
يَشفي جُنوحي، حَيرتي، إرباكي

أَبتاهُ، يا وقدَ السلامِ بخاطري
رحلَ السلامُ، علِقتُ في الأَشراكِ

وبقيتُ وَحدي في جَهامةِ وَحدتي
لتَخيطَني الأَوجاعُ بالأَشواكِ


عِطاف سالم

الحمدان
07-20-2024, 02:54 PM
أَيُّهَا الشِّعْرُ يَا رَفِيقَ شُجُونِي
لَكَ بَوْحِي بِخَافِقِي الْمَجْنُونِ

وَشُرُودِي وَلَيْلَكَاتُ فُؤَادِي
وَسَخِينُ الدُّمُوعِ مِلْءَ جُفُونِي

أَيُّهَا الشِّعْرُ فِيكَ وَحْيُ شُرُودٍ
يَتَجَلَّى كَأَنْجُمٍ وَمُزُونِ

أَنْتَ سِحْرٌ وَلَذَّةٌ وَارْتِحَالٌ
فِي غَيَابَاتِ أَحْرُفٍ وَفُنُونِ

يَا نَدِيمٌ بِكَ النَّدِيمُ يُنَاجِي
سَكْرَةَ الأُنْسِ وَالسَّلاَمِ الْهَتُونِ

كَمْ تَجَلَّيْتَ فِي مَسَارِبِ رُوحِي
وَشَرِبْتَ الرَّحِيقَ.. رُوحَ فُتُونِي

وَتَسَلَّلْتَ فِي عُرُوقِ بَهَائِي
مِثْلَ نُورٍ مُخَلَّطٍ بِظُنُونِ

أَيُّهَا الشِّعْرُ أَنْتَ رُوحُ بَقَاءٍ
وَسُطُوعٌ وَهَيْنَمَاتُ حُزُونِ

أَنْتَ بِي غُنْوَةٌ وَبَوْحٌ تَلاَشَى
فِي ضُلُوعِ الْمُنَى.. ضُلُوعِ الْمَنُونِ


عِطاف سالم
السعودية

الحمدان
07-20-2024, 03:04 PM
أَأُعلِنُ ما بي أَم أُسِرُّ فَأَكتُمُ
وَكَيفَ وَفي وَجهي مِنَ الحُبِّ مَعلَمُ

أَثيبوا بِوُدٍّ أَو أَثيبوا بِهَجرَةٍ
وَلا تَقتُلوني إِنَّ قَتلي مُحَرَّمُ

رَكِبتُ عَلى اِسمِ اللَهِ بَحرَ هَواكُمُ
فَيا رَبِّ سَلِّم أَنتَ أَنتَ المُسَلِّمُ

شَكَوتُ إِلَيها حُبَّها فَتَبَسَّمَت
وَلَم أَرَ شَمساً قَبلَها تَتَبَسَّمُ


مسلم بن الوليد

الحمدان
07-20-2024, 03:18 PM
لَولا سُيوفُ أَبي الزُبَيرِ وَخَيلُهُ
نَشَرَ الوَليدُ بِسَيفِهِ الضَحّاكا

رَضِيَت سُيوفُكَ عَنكَ يَومَ لَقيتَهُم
وَأَجَبتَ داعِيَ المَوتِ حينَ دَعاكا

وَكَأَنَّ لَيثَ الغابِ في إِقدامِهِ
يَوماً رَآكَ تُريدُهُ فَحَكاكا

إِنَّ الرِفاقَ أَتَتكَ تَلتَمِسُ الغِنى
وَالبَحرُ لَو يَجِدُ السَبيلَ أَتاكا


مسلم بن الوليد

الحمدان
07-20-2024, 03:18 PM
تَحَمَّلتُ هَجرَ الشادِنِ المُتَدَلِّلِ
وَعاصَيتُ في حُبِّ الغَرايَةِ عُذَّلي

وَما أَبقَتِ الأَيّامُ مِنّي وَلا الصِبا
سِوى كَبِدٍ حَرّى وَقَلبٍ مُقَتَّلِ

وَيَومٌ مِنَ اللَذّاتِ خالَستُ عَيشَهُ
رَقيباً عَلى اللَذّاتِ غَيرَ مُغَفَّلِ

فَكُنتُ نَديمَ الكَأسِ حَتّى إِذا اِنقَضَت
تَعَوَّضتُ عَنها ريقَ حَوراءَ عَيطَلِ

نَهاني عَنها حُبُّها أَن أَسوءَها
بِلَمسٍ فَلَم أَفتُك وَلَم أَتَبَتَّلِ

أَخَذتُ لِطَرفِ العَينِ مِنها نَصيبَهُ
وَأَخلَيتُ مِن كَفّي مَكانَ المُخَلخَلِ

سَقَتني بِعَينَيها الهَوى وَسَقَيتُها
فَدَبَّ دَبيبُ الراحِ في كُلِّ مَفصَلِ

وَإِن شِئتُ أَن أَلتَذَّ نازَلتُ جيدَها
فَعانَقتُ دونَ الجيدِ نَظمَ القَرَنفُلِ

أُنازِعُها سِرَّ الحَديثِ وَتارَةً
رُضاباً لَذيذَ الطَعمِ عَذبَ المُقَبَّلِ

وَما العَيشُ إِلا أَن أَبيتَ مُوَسَّداً
صَريعَ مُدامٍ كَفَّ أَحوَرَ أَكحَلِ

وَمَمكورَةٍ رَودِ الشَبابِ كَأَنَّها
قَضيبٌ عَلى دِعصٍ مِنَ الرَملِ أَهيَلِ

خَلَوتُ بِها وَاللَيلُ يَقظانُ قائِمٌ
عَلى قَدَمٍ كَالراهِبِ المُتَبَتِّلِ

فَلَمّا اِستَمَرَّت مِن دَجا اللَيلِ دَولَةٌ
وَكادَ عَمودُ الصُبحِ بِالصُبحِ يَنجَلي

تَراءى الهَوى بِالشَوقِ فَاِستَحدَثَ البُكا
وَقالَ لِلَذَّاتِ اللِقاءِ تَرَحَّلي

فَلَم تَرَ إِلّا عَبرَةً بَعدَ زَفرَةٍ
مُوَدِّعَةٍ أَو نَظرَةً بِتَأَمُّلِ


مسلم بن الوليد

الحمدان
07-20-2024, 03:19 PM
تَداعَت خُطوبُ الدَهرِ عَن جارِ جَعفَرٍ
وَأَمسَكَ أَنفاسَ الرَغائِبِ سائِلُه

هُوَ البَحرُ يَغشى سُرَّةَ الأَرضِ سَيبُهُ
وَتُدرِكُ أَطرافَ البِلادِ سَواحِلُه

تَصَدَّعَتِ الآمالُ عَنكَ بِأَلسُنٍ
مُحَمَّلَةٍ شُكرَ الَّذي أَنتَ فاعِلُه

لَهاجِسُ نَفسٍ تَرتَجيكَ ظُنونُها
أَرَدُّ لَها مِن عُرفِ آخَرَ بَاذِلُه

وَما ضَرَعَت لِلدَهرِ مِنكَ سَجِيَّةٌ
وَإِن طَرَقَت بِالمُفظِعاتِ بَلابِلُه

وَلِلَّهِ سَيفٌ ما عَلى الأَرضِ مِثلُهُ
مَضارِبُهُ يَحيى وَأَنتَ مُقاتِلُه


مسلم بن الوليد

الحمدان
07-20-2024, 03:19 PM
أَحَقٌّ أَنَّهُ أَودى يَزيدُ
تَأَمَّل أَيُّها الناعي المُشيدُ

تَأَمَّل مَن نَعَيتَ وَكَيفَ فاهَت
بِهِ شَفَتاكَ كانَ بِها الصَعيدُ

أَحامى المَجدِ وَالإِسلامِ أَودى
فَما لِلأَرضِ وَيحَكَ لا تَميدُ

تَأَمَّل هَل تَرى الإِسلامَ مالَت
دَعائِمُهُ وَهَل شابَ الوَليدُ

وَهَل شيمَت سُيوفُ بَني نِزارٍ
وَهَل وُضِعَت عَلى الخَيلِ اللُبودُ

وَهَل تَسقي البِلادَ عِشارُ مُزنٍ
بِدِرَّتِها وَهَل يَخضَرُّ عودُ

أَما هُدَّت لِمَصرَعِهِ نِزارٌ
بَلى وَتَقَوَّضَ المَجدُ المَشيدُ

وَحَلَّ ضَريحَهُ إِذ حَلَّ فيهِ
طَريفُ المَجدِ وَالحَسَبُ التَليدُ

أَمّا وَاللَهِ لا تَنفَكُّ عَينَي
عَلَيكَ بِدَمعِها أَبَداً تَجودُ

فَإِن تَجمُد دُموعُ لَئيمِ قَومٍ
فَلَيسَ لِدَمعِ ذي حَسَبٍ جُمودُ

أَبَعدَ يَزيدَ تَختَزِنُ البَواكي
دُموعاً أَو تُصانُ لَها خُدودُ

لِتَبكِكَ قُبَّةُ الإِسلامِ لَمّا
وَهَت أَطنابُها وَوَهى العَمودُ

وَيَبكِكَ شاعِرٌ لَم يُبقِ دَهرٌ
لَهُ نَشَباً وَقَد كَسَدَ القَصيدُ

فَمَن يَدعو الإِمامَ لِكُلِّ خَطبٍ
يَنوبُ وَكُلَّ مُعضِلَةٍ تَؤودُ

وَمَن يَحمي الخَميسَ إِذا تَعايا
بِحيلَةِ نَفسِهِ البَطَلُ النَجيدُ

فَإِن يَهلِك يَزيدُ فَكُلُّ حَيٍّ
فَريسٌ لِلمَنِيَّةِ أَو طَريدُ

أَلَم تَعجَب لَهُ أَنَّ المَنايا
فَتَكنَ بِهِ وَهُنَّ لَهُ جُنودُ

لَقَد عَزّى رَبيعَةَ أَنَّ يَوماً
عَلَيها مِثلَ يَومِكَ لا يَعودُ


مسلم بن الوليد

الحمدان
07-20-2024, 03:20 PM
وَقائِلٍ لَيسَت لَهُ هِمَّةٌ
كَلّا وَلَكِن ما لَهُ مالُ

وَهِمَّةُ المُقتِرِ أُمنِيَّةٌ
عَونٌ عَلى الدَهرِ وَإِشغالُ

لا حِدَّةٌ تَنهَضُ في عَزمِها
وَالناسُ سُؤّالٌ وَبُخّالٌ

فَاِصبِر مَعَ الدَهرِ إِلى دَولَةٍ
تَحمِلُ فيها حالِكَ الحالُ


مسلم بن الوليد

الحمدان
07-20-2024, 06:06 PM
لا تلمني فلا يلام الجريح
حين يشكو ، وحين تشكو الجروحُ

لا تلمني فلا يُلام طريدٌ
لا يلام المظلوم حين يصحُ

لا تلمني ، لمْ خافقاً بين جنبيك
لم يخفقْ ، لم تحتضنه القروحُ

و أنا لن ألوم من مات حسّاً
إنما اللوم للذي فيه روحُ

لا تلمني وجهي يلوم صنيعي
وفؤادي فوق المآسي طريحُ

كم أرى في الوجوه مثلك وجهاً
عربيّاً عن كلّ خيرٍ يُشيحُ

هي دنياً بعض الورى مات همّاً
وكثيرٌ من اهلها مستريحُ

أنا يا سيّدي صريحٌ بحبّي
والذي يحفظ العهودَ صريحُ

خدّرتنا بعض القصائد عمدا
أوهمتنا أن الرثاءَ مديح

فاتحتنا بكلّ فتحٍ جديدٍ
تتدلّى من ناظريه الفتوح

وسيوفٌ دمُ العدا في ظُباها
وجوادٌ عبلُ الذراع جموحُ

وأرتنا وجه الحقيقة كسْفاً
فتبدّى القبيح وهو مليحُ

لا تلمني ياملهمي فالقوافي
أحرقتني والشعر جمرٌ وريحُ

ضقتَ بالحق من فمي يامحبّي
ولقد ينكر الفصيحَ فصيحُ

وأنا لن يضيق باللوم صدري
إن صدر المحبّ كونٌ فسيحُ


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:08 PM
تسعونَ قرناً ، في هواك غريقُ
من بعد هذا العُمر كيف أفيقُ

يا أيها الوجهُ الذي أحببتُهُ
من أين يبتدىءُ الحديث مَشوقُ

تسعون قرناً ، كان حبُّك رايتي
ولمثل عينيك العذاب يروقُ

تسعون عاماً ، والقصائدُ شُرَّعٌ
والليل نزفٌ ، والفؤاد حريقُ

ما قلت : يا أمي الحبيبة ، خانني
قلبي ، فقلبُ المستهام صدوقُ

ما قلت .. أعلم أن حُبَّك واجبٌ
وعليَّ في هذا الجهاد حقوقُ

كانت تضيقُ بي البسيطةُ كلّها
ونفوسُ مَنْ حفِظَ الوداد تضيقُ

ويظل هذا الوجه غايةَ رحلتي
والحرفُ حُرٌّ ، والنّشيدُ سبوقُ

والشّعر منكوس البيارقِ ، لم يزلْ
والبيت فيه عناكبٌ وشُقوقُ

يتسابقون إلى القصيد جحافلاً
تترى ، وكُلٌّ خَانَهُ التّوفيق

وأَتيتِ فوق مطالعي شَمْسَ الضُّحى
وعليَّ من حُلَلِ الضّياء بُروقُ

وقصيدتي من طُهْرِ وَجْهِك تَزْدَهي
في كُلّ حرفٍ نضرةُ .. ورحيقُ

وأتيتِ يا وجْهَ الحياةِ ، على فمي
شجرُ له في الخافقين عروقُ

وأتيتُ ما ضيّعت عهد أميرتي
فالعهدُ في لغةِ القلوبِ وثيقُ

يا عُنفوانَ الشِّعرِ حين أهزُّهُ
والخطبُ هوْلُ ، والمدارُ نعيقُ

تتخشَّبُ الكلماتُ ، يصبح عَذْبُها
شَجناً ، فيا لِلْمُرِّ حين أذوقُ

أمي الحبيبة ، يزدهون ببِّرهم
والبرّ في هذا الزمان عقوقُ

أسرجتُ ظهر الشّعر قلتُ لك اركبي
وركبت والمُهْر الحرون عتيقُ

تسعون قرناً ، ما تراخى عزمُهُ
فكأنَّه من حُرقتي مخلوقُ

واليوم يا نهرَ الجلال وسيفُنا
خشبٌ وفارسُنا العظيم مَعوقُ

ما غيَّر الفكرُ الجديد مواقفي
فالبعدُ بين الموقفين سحيقُ

أَنَّى أبيعك للظَّلام ، وِلِلْخَنَا
ضِدان ليلٌ أليلٌ وشروقُ

يتكالبون على جِراحِكِ ، ما دَرَوْا
أنَّ الكريمةَ دونها العيُّوقُ

ما ضرَّني لجبُ العُداةِ وحشدهم
وَرَقُ العُداةِ بأرضنا محروقُ

ما ضرَّني إلا بَنُوْكِ تطاحنوا
ماذا إذا طَحَنَ الشّقيقَ شقيقُ

في كلِّ قارعةٍ يُجالِدُ مَجْدَنا
باسم الحضارةِ خائنٌ زنديقُ

( يا عالمي العربيُّ ) أين عُروبةٌ ؟
من نَسْلِها الصدّيق والفاروقُ

( يا عالمي العربيُّ ) أي عُروبةٍ
( والقبلة الأولى ) دَمٌ وشهيقُ

( يا عالمي العربيُّ ) أي عروبةٍ
في القلب حقدٌ ، والكساء فسوقُ

( يا عالمي العربيُّ ) كُلٌّ يدعي
صدق الصّديق وما هناك صديقُ

ضيعت مبدأك العظيم ، وليس في
عصر الدراهم للبطالة سوقُ

دعْ هذه الألقابَ ، دينك واحدٌ
دينُ المحبَّةِ ليس فيه فُروقُ

من ( قندهارَ ) إلى الرصافةِ وحدةٌ
بيمار يشرب من شَجَاه طُويْقُ

إني لألمح في يمينك رقدةٌ
والكفُّ حتفٌ والحسامُ ذليقُ

ما خانَ هذا الكفَّ إلا ماكرٌ
والمكرُ بالقلب الخؤوفِ محيق

يا فجرَنا الميمون ضَوْؤُك قادمٌ
مهما يُعَششُ في العيون بريقُ

والأفق في عينيك يا محبوبتي
معشوشبٌ ، غضُ الإهابِ ، وريقُ

تسعون قرناً والجراح مُرِبَّةٌ
والوجهُ يندى ، واللسان طليقُ

ما كلَّ زندُك ، يا أميرةَ أحرفي
زند العظيمةِ بالعظام خليقُ

ورحلتِ يَصْفَعُك العُبابُ بِكَفِّهِ
ويعوقُ سَيِركِ عاصفٌ ومضيقُ

وبلغتِ كان بلوغُ أمرِكِ آيةً
ولمن نجا فوق السُّيوفِ طريقُ


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:09 PM
لمن أغزل الشعر المعطَّر بالنجوى
إذا لم يكن في مثل عينيك يا أروى

إذا لم يكن للصفو للورد للندى
لنبض فؤادي ، للحروف ، لمن أهوى

يضيق المدى في ناظري يا صغيرتي
وحين أرى عينيك أتركه رهوا

تُحاصرني الأشجان من كل جانب
ومن أجل هذا الوجه أبتلع الشكوى

أرى في رؤى الأطفال جيشاً من الهوى
ومثلي على جيش الصبابة لا يقوى

أرى الكون من حولي شروقاً وبهجة
نشيداً يناغيني ، فيملؤني زهوا

وأقرأ أسرار الطفولة ، أبتغي
جواباً ولكن لا تبين لي الفحوى

وتبقى براءات الطفولة في دمي
قصائد شعر تستجدُّ متى تروى

وكم تطحن الدنيا قلوباً نديّة
وتزرع في أفيائها الحزن والسلوى

ولكن قلبي في الهوى قلب شاعرٍ
إذا أدرك الأشواق أغفلها سهوا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:10 PM
يا ضمير الأحرار .. أين الضميرُ
وبلادي مجازرٌ وقبورُ !

كيفَ يخفى يا مجلس الأمن جرحي
ودِمائي في الخافقين تمور

كيف تنسى يا مجلس الأمن وضعي
ولديكم عن حالتي تقريرُ

يا ضمير الأحرار .. ما جئت أشكو
كيف يشكو إلى القيود الأسير

وإذا كانت المبادئ أسمى
فالعسير الذي ألاقي يسيرُ

ما خبا في دمي شعاع المعالي
في وريدي لا ينضب التكبير

واقف فوق سيفكم أتلظى
وقفتي رجفةٌ وهمسي سعيرُ

يا ضمير الأحرار .. ما عزّ قومٌ
من قراراتكم .. ولا انهل نورُ

مسرحياتك استبانت رؤاها
شاحبات ، يخونها التفكير

والغلاف الذي رسمت صليبٌ
والمضامين كلها تنصيرُ

يا ضمير الأحرار .. دهرك ظُلمٌ
ودهورُ الظلام يومٌ قصير

كُلّ يومٍ تمدّ كفّ حنونٍ
بالعطايا ، وأنت كلب عقورُ

في ربوع الصومال فرّقت أهـلي
فأفاقوا .. ومجدهم زمهريرُ

ودخلت البلاد من ألف بابٍ
وأقيمت » معابد « وجسورُ

وعلى » القدس « راعفٌ من هواكم
شرقت منه بالمدامع صورُ

كلّ فجرٍ » جنازةٌ « ورصاصٌ
وعليها من عدلكم منشورُ

حدّثوني عن غزةٍ عن هواها
كيف ماتت فوق الغصون الطيورُ

حدّثوني عن برتقالة صيدا
كيف شاخت أغصانها والجذورُ

حدّثوني عن وجه لبنان لمّا
جف فيه الندى ، وجف العبيرُ

حدّثوني عن طفلةٍ ساءلتكم
عن أبيها ، أين احتواه المصيرُ

الشهادات ، والقضاة لديكم
وضحايا الأسى غيابٌ حضورُ

كلّ دعوى لها لديك بيان
ودليل ، وشاهدٌ منك زُورُ

يُخنق الصوت في الحناجر ظلماً
وتظلّ القلوبُ فيها زفيرُ

يخسف البدر ، والنجوم تهادى
والليالي بالمذهلات تدورُ

أيها المسلمون هذا خطابي
عربيٌ ، ما فيه حرفٌ أجيرُ

فاقرأوا سحنتي ، وفحوى خطابي
وافهموا ما تغضّ عنه السطورُ

أنا قلبٌ متيّمٌ بهواكُم
أنا قلبٌ على أساكم غيورُ

أيها الصابرون ، طال التمادي
في خلافاتنا ، وطال المسيرُ

وإذا لم يكن على الصدر سيفٌ
فليكُن في الضلوع قلبٌ جسورُ

مجلس الأمن لعبة أحكمتها
كف باغ ، بالموبقات خبيرُ

لكأني بكم شياهٌ بليلٍ
شتويٌ ، والليل ليلٌ مطيرُ

كيف يرضى الفتى ، وقد كان رأساً
أن تُطا أوجهٌ ، وتحنى ظُهورُ

كيف يغدو للخانعين مُطيعاً
وهو في ناظر الزمان أميرُ

نحن مليارُ لا قرارٌ جريءٌ
يصطفينا ، ولا بنانٌ يُشيرُ

نحن مليارُ عزّ فيه رشيدٌ
عزّ فيه للمجد سرج وكورُ

عزّ فينا .. وكيف والأمر فوضى
عزّ فينا وقتَ النداء النصيرُ

غير أنا يا مجلس الأمن فجرٌ
أحمدي ، وليس للفجر سور

يسقط المسرحُ الكئيب جهاراً
والمغني ، والمخرج المشهورُ

يسقط المبدأ الذي كان يأتي
يتسلى بزيفه الجمهورُ

صوتنا قادمٌ وصعبٌ عليكم
لو علمتم ما يحتوي التفسيرُ


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:12 PM
من أيّ نهر شربت الصمت والوجلا
وأمهاتك صيّرن الشجى أملا

من أينَ عممت هذا الذّل ما عرفت
أرض الشياهين لا نسراً ، ولا حجلا

في مقلتيك أرى سعداً ببيرقه
وفيلقاً لصلاح الدين مشتعلا

أرى احتمالات معنىً كنت أجهله
ولم يكن عند من أغلاك محتملا

من أنت ؟ أقرأ في كفيك ملحمة
موؤودة ، وخيولاً كفّنت بطلا

كأنه ما أتاك الكون مبتهلاً
يوماً ، ولا حُفّ بالنجوى ولا احتفلا

من أنت عنترة العبسي ألمحه
في وجنتيك يُباري الخيل والأسلا

كيف انحنى فيك هذا الرأس يا قمراً
بزهو عينيه كنا نضرب المثلا

ما قلت شيئاً نكست الرأس مكتئباً
وكنت أطرق مما قاله خجلا

كيف انحنى فيك هذا الرأس يا قمراً
بزهو عينيه كنا نضرب المثلا

من أنت ما قلتُ شيئاً كان يقتلني
بكل حرف بهيّ كلما سألا

ما قلت شيئاً نكست الرأس مكتئباً
وكنت أطرق مما قاله خجلا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:12 PM
كونٌ من اللألاء يصطفق
ضدان فيه الصبح والغسق

في كفه للحسن مصطبح
وبوجهه للزهو مُغْتبق

وبخيله تخضر مجدبة
وعرائس الأنهار تحترق

تتطامن الأبعاد في يده
ويضيع في نظراته الأفق


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:13 PM
طموح أهل المجد لا ينتهي
فهل لكم صوب العُلا مطمح

لكم مع الماضي دمٌ مُعْرِقٌ
وأحرفٌ بيضاء لا تُمسح

وفارسٌ رجلاه في خفقِها
روائع الأنغام تستملح

ما اهتز حبل السَّرجِ من تحته
ولا عرفنا مُهره يجمح

فتوحه لغزٌ وصولاته
حِصنٌ من الأسرار لا يفتح

مُحجَّلٌ مثل صباح الهوى
مغررٌ مستوفِزٌ مفصِح

فكيف تخبو النار في زنده
وزنده نَزَّاعة تقدح

يا سيدي أكبرتنا جهلاً
أسرارَنا أسرارُنا تفضح !

نغلي بما يجري لنا ما لنا
ذنبٌ بما في عمقنا ننضح

يا سيدي مُرٌّ صريح الهوى
إنّ الهوى من طبعه يجرح

اليوم بانت أنها لعبةٌ
أبطالها يمشون ما فتَّحوا

فليسقط الأبطال في عرضهم
وليسقط الجمهور والمسرح

رمادنا يا سيدي خامدٌ
لكنَّ فيه جمرةً تذبح

يكبو كريم الخيل لا ينثني
عن غاية من أجلها يضبح

والفارس المقدام قد يُبتلى
وزلَّة الأبطال لا تقدح

إذا استطاب البذلَ كفُّ امرئ
فكل بندٍ عنه يمسح


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:14 PM
ما أصعب العارَ من أين أبدأُ العار
وكيف أُنشدُ يا تاريخ ما صارا

من أين لي لغةٌ نشوى أُحَمِّلُها
همِّي فتحمل عنّي الثلجَ والنارا

من أين يا أمة أمهرتها ألقى
سقيتها من شبابي الغَضِّ أنهارا

وهبتها خافقاً حُراً وقافيةً
بِكراً وكانت قوافي الشِّعر أبكارا

كانت مع عمر المختار ضابحة
فلم تجد بعدَه في القومِ مُختارا

كانت على عتبات الدّار مُورقةً
واليوم ضيَّع فُرسانُ الهوى الدّارا

يا أحرفي لا تلومِيني أنا بشرٌ
أرى الجِدار الذي ما اهتزَّ منهارا

أرى أسىً في وُجوهِ الناسِ أُمسِكُه
ناباً يُسافر في قلبي وأظفارا

فكيف أسكتُ عن جُرحٍ يُعذِّبني
وكيف أكتب بعد اليوم أعذارا

من أين أبدأ كلُّ الأرض موحشةٌ
تمتد آفاقها ظِلاً وأستارا

صارت وجوهُ الرَّوابي الخضرِ كالحة
بعد العراجين صار الطَّلعُ صُبَّارا

ما كنتُ أخدعكم بالحبِّ ما كتمت
قصائدي عن رفاق الدَّربِ أسرارا

كانت على جُرحِكم تهفو مُقبلةً
وتستقي منه أحلاماً وأفكارا

يشتدُّ عصف الرّياح الهوج يا وطني
وعودُ خيمتكِ البيضاء ما دارا

ما دار يعصمه سيفٌ ومئذنةٌ
كانا له في ليالي الرَّجف أنصارا

كانا يقولان والعصفُ البهيم شجى
إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصارا

يكبو الجواد وفي عينيه حمحمَةٌ
يعودُ يبدأُ في المأساة مِشوارا

يعود يعلم أنَّ الدهر ما اتصلت
فُتوحُه يُنجِبُ الإقبالُ إدبارا

يا أمتي يزرع الباغون في هدبي
سيفاً وأزرع فوق السَّيف ثوارا

ما اشتدَّ إصرارهم إلا ليجعلني
أشدَّ من موجةِ الظلماء إصرارا

وكلما ازداد باغٍ في تسلُّطه
ازددت في أعين الباغين إكبارا

أجل كبوتُ وهذا فجرُ قافلتي
طَمى ليغسلَ عنِّي الخزي والعارا

نسيتُ يوماً متاريسي وخارطتي
لكنني ما نسيت الجُرحَ والثأرا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:14 PM
" أبها " رسائلُ حبي ما لها عدد
ولم يجبني على أشواقها أحد

" أبها " أجيبي سؤالي واذكري سبباً
يغالب الشك إن القلب لا يجد

أحببت والحبُّ في شرع الورى ترف
وعاشق الحرف لا تدنوا إليه يد

فجئت أطلب من كفَّيك معجزة
فمن صببتُ لهم صافي الهوى جحدوا

" أبها " يصير المدى غيماً ووشوشة
وفي دمي يا نشيدي يغرق البلد

" أبها " هواكِ غريبٌ لن يفسره
شعرٌ ولن يجتلي أسراره أمد

هواك لحن جميل لا نظير له
عندي وعزفٌ على الأشواق منفرد

" أبها " تظل عيونُ "الفجر" ضاحكةً
وأعينُ " الليل " فيها يعرك الرمد

" أبها " تظل سواقي الحب مورقة
ويذهب الزيف يا ليلاي والزبد

في داخلي ألف سرٍ عن محبتنا
في موطنٍ حارساه الحب والرَّشَدُ

أناخ فيه بريد الحب ناقته
فزمجروا في بقاع الخزي وانتقدوا

وأورقت في رباهم كلُّ ساقطةٍ
وأرقَلَت صوبنا الأضغان والحسد

أبها نموت كهذا النخل شامخةً
رؤوسنا ما ثنى إشراقها كَمَد

كل الأحاديث عن أهلي ملفقة
ولن يصِح حديثٌ ما له سندُ


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:16 PM
هذه قُبلتي ، وهذا حنيني
واشتياقي ولوعتي وجنوني

هذه رعشة الهوى في فؤادي
زلزلتني برغم كل سكوني

فاقبليني إذا غزلتك لحناً
"معبدياً " فأنت أحلى لحوني

يا مدار النشيد هاك سهادي
هاكِ حُبي وحرقتي وأنيني

هاكِ شعراً سكبته فيك حراً
لؤلؤي الحروف جمَّ الفنون

من هنا جئت يا أميرة قلبي
في حروفي تجليات حزين

بيرق المجد مشرعٌ فوق رأسي
وخيولُ الإباء تُدمي جُفوني

فانقشيني رسماً على باب دارك
في رباها سكبت أغلى شجوني

وازرعيني في صدرها جلناراً
وعناقيد فرحةٍ .. علِّقيني

وانثري فوق الوجوه زهوراً
وإذا أدلج السُّرى قندليني

وارحلي في دمي نشيدَ صغيرٍ
خلفَ أغنامه بأعلى الحزون

يتلقى بوح الجدائل يشدو
بالأغاني في حضرة الزيتون

حدِّثي عن " الضباب " عن نفحة
الكادي وعن نكهة الرمان والليمون

حدثيني عن نخوة " الأزد " عما
كان يجري في عُمق هذي"الحصون"

حدثيني عن كل سرٍّ دفينٍ
إن عشقي لكل سرٍّ دفين

وانشريني غيماً على كل أفقٍ
في بلادي ، وجه الضِّياء المبين

في بلادٍ ترابها فيضُ طُهرٍ
في زمانٍ أمجاده في المجون

يا عروسَ السراة جئت صباحاً
قزحياً أردُّ بعض ديوني

وأغنّي لمقلتيك القوافي
حالماتٍ تختال دون رنين

حالماتٍ كنفحة الطلِّ لما
تتدلى من راقصات الغصون

جئت من دوحة الشموخ بقلبي
ألفُ معنى عن عاشقٍ مسكين

جئت أهديك بسمتي واشتعالي
ذكرياتي ما بين عسرٍ ولين

نزقي نشوة الصبا والمواويل
في رُدهات السنين

جئت ركضاً وجهي قصائد عشق
تتلظى حروفها فاقرأيني

جئت في خافقي الخليج وصيدا
" ومقاليعُ جيلنا الحطِّيني"

هكذا نحن يا أميرةَ قلبي
مُكرُماتٌ رياحُ غيثٍ هتون

ليس في شَرْع حُبنا وسطاءُ
هو أرقى من دائن ومدين

لُغة العشق لا فرقَ فيها
لستُ أولى ، ولستِ في القدر دوني

فالمحي لهفتي وحرقة قلبي
فوق ثغري حَرفاً ولا تسأليني

مرةً حاولي إذا شِئت حباً
أن تري صُورتي ، وأن تفهميني

أن ترى وجهك الجميل جواداً
عربياً مسافراً في عيوني


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:16 PM
من فجرنا شعشع الإجلالُ واتقدا
فجراً كهذا الذي صُغناه لن تجدا

من طُهرنا غسل التاريخُ عقدته
فهاتِ ماءً طهوراً يغسلُ العُقدا

ما كلُّ جفنٍ همى دمْعاً يموت هوى
فربما كان يُخفي تحته رمدا

مِنّا .. ومِنّا يدٌ تندى وناصيةٌ
صُغنا بها المجد هبْ لي كاليدين يدا

مِنّا .. قتيبة شمسٌ حين ننسبه
تفنى نجوم المعالي تحته كمدا

أجبتها .. منكِ شعّ النسغُ فجر تقى
ومن مُحياكِ سال المجد نهر هدى

والدَّهرُ يومان ماذا تصنعين إذا
ألوى بكِ الخطبُ أو حلَّ الظلام غدا

إني لأعلم أن الناس قد جحدوا
ولن يضير ضياء الشمس من حجدا

لكنني أبصر الأيام كالحةً
في عمق عينيكِ لا غمطاً ولا حسدا

لا تنسُجي من خيوط الوهم مملكة
ولا تقولي ليالي الدهر لن تلدا

فهذي الأرضُ لا سيفٌ لباهلة
وسط العَجاج ولا صوتٌ يردُّ صدى

تبكي "سمرقند" لا خيلٌ تصبحها
ولا " قتيبة " يأتي وجهه مددا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:17 PM
توسَّدي أحرفي واستدفئي هدبي
وحلِّقي فوق حرفي واسلكي لَهَبي

جوبي السراة التي رصَّعتُها قُبلاً
مازجتُها بفمي أسقيتها تعبي

تحسسي نغمي فيها وقافيتي
وسائلي زُمرَ العُشاق عن طربي

وفتِّشي تجدي لوني ورائحتي
فوق الرُّبا في زُهور اللوز والعنب

أميرةَ الحب ماتَ الحبُّ فانتفضي
وحرِّكي مِعزَفي المخبوء واقتربي

مدّي ظفائرك الخضراء فوق يدي
وسامري رعشةَ الموَّال وانسكبي

أقبلتُ أُهديك أفراحي معتقة
مكيَّة الطعم تحكي شوق مغترب

من قِبلة الأمل الوردي من وطني
ما صُدِّرت من قِلاع الزيفِ في عُلب

ركضاً أتيتك أشواقي تسابقني
دلفت أبحث عن وجهي وعن لُعبي

حورية العصر يا وجهاً يُعلمني
صِدْق الهوى في زمان الزيف والكذب

يا نخلةً عِذقها يهمي ويا حُلُماً
يندسُّ في صمتي الدافي وفي صخبي

تسامقي يا حصون الشعر والتحفي
بُرْدَ الضباب ومُصِّي ناهد السحب

وبادليني جنون البوحِ واستمعي
قصائدي شاركيني نشوة الشغب

تعاتبين غيابي والهوى عتبٌ
فعاتبي إن أحلى الحب في العتب

إن غبتُ عنك لأمرٍ يا معذِّبتي
فإن قلبي مقيمٌ فيك لم يغب

فأنت أنشودتي الأحلى التي حَفِظت
سِري وأشرعتِ الأبواب للشُّهب

هواك سافر في قلبي وفي قلمي
وأنبت الألقَ الأزدي في أدبي

فلن يغيرني تاجي وأوسمتي
فأنتِ أكبر من تاجي ومن لقبي


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:17 PM
صدّقوني ما جئت أُلغي قراري
أنا لا أستطيع أُلغي قراراً

صدّقوني ما جئت أحمل بشرى
يرفُضُ البدرُ أن يُطِلَّ نهارا

صدّقوني ما جئت أنفثُ شِعراً
في زمانٍ يصادر الأشعارا

جئت أبكي عليَّ أبكي عليكم
نصفُ قرنٍ ونحن نقطر عارا

صدّقوني بعضي يحارب بعضي
كنتُ عُرْباً فصار نصفي تتارا

خُطوتي تنهب المدى ، ويميني
فوق رجلي تُقيم عَمداً جدارا

ولساني يذوب عِطراً وقلبي
لجراح الزمانِ أضحى مطارا

كلما لاح لي الصباحُ نشيداً
أسدل المظلمون دوني ستارا

وأنا فوقهم ألوبُ بجرحي
من يُجاري بما يدور المدارا

أنا يا سادَتي حملتُ هواكم
في وريدي فجاءَ حُبي شَرارا

ما ركبت الخيالَ أطلبُ معنى
والمعاني في ظلِّكم تتبارى

واقعيٌّ وهل يطير جريحٌ
دمُه تستحم فيه الصَّحارى

واقعيٌّ تندسُّ في الفيافي
فاقرؤوا سِحنتي شجىً وغُبارا

أنا منكم لن أستعير لباساً
غيرَ جلدي والحرُّ لن يستعارا

إنْ يكن بيننا فمٌ هامِشيٌ
جعل الزّيف للحروف شعارا

فأنا ما اعتذرت ، أُدرِكُ دوري
وحروفي لا تُتقن الأعذارا

أنا منكم جُرحانِ في صدرِ حرٍ
فافهموني إن كنتم أحرارا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:18 PM
مسافرٌ فوق جمر الحرف يحترق
مسافرٌ زاده الألحان والحُرَق

مسافرٌ ما شكى نزفاً ولا رهقاً
وكيف يشكو الذي أعصابه رهق؟

ولو شكى الحزن ما أصفى مودته
ولو شكى قبله العشاق ما عشقوا

يا من رحلتَ إلى أين الرحيل ضُحى
خيول شعرك أدمى صدرها السبق

لأي دارٍ تذود الناجيات ومن
سيقصد الركبُ والأمواج تصطفق؟

هوِّن عليك فإن الدرب مَهْلَكة
والليل خلفك والقنّاص منطلق

ومن همستَ له بالسرِّ باح به
وباع عينيك من تهواه مرتزق

كلاً .. سأطعمُ هذي البيدَ قافية
رُزقتها ولكل الناس ما رُزقوا

ما زلت أحرقُ المعاني ، أعلقها
نجماً لمن تاه من ظلَّت به الطُرق

ما زلت أحرقها حباً ، ولي أملٌ
فيهم سأحرق حتى ينفذ الرمق

ففي حروفي صباحٌ لا نظير له
وفي صباحِ حروفي يغرق الغسق

لحفتهم بجروحي ما تركتهم
لجرحِهم كلنا في الهم نتفق

أوقدت من نار قلبي فيهمُ قبساً
وها أنا بدُخان الحب أختنق

صدقتهم بمواويلي وكذَّبني
قومي وأقسم أن القوم ما صدقوا

إني وثقت فكان القتل في ثقتي
فكان أني بغير الله لا أثق


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:18 PM
دمشق لعينيك الهوى ولي الصبر
وليس لمثلي في جنون الهوى عذر

هنا للهوى الشامي وجهٌ وقامة
يُقَصر عن إدراك قامتها الشعر

محياك هذي الشمس نصف شروقه
وبعض تجليِّك السحابة والبدر

أتيت معي أم القرى فوق هامتي
ومكة في بطحائها ولد الفخر

معي قِبلة العشاق لالاء طيبة
معي "نجد"و"القمح القصيمي"والتمر

معي من هوى أبها غناءٌ وغيمة
معي الرمل والشعر السعودي والبحر

معي من "قلاع المجد" "سيف"و"نخلة"
وعزٌّ على عليائه جَثَم الصقر

دمشق التي أخفيتها في جوانحي
حديثٌ طويل لا يمل له ذكر

دمشق هي العشق الذي لا تحده
حدودٌ هي الرؤيا دمشق هي الدهر

هنا كان للخيل التي طال ركضها
صهيلٌ تناغيه المثقفة السمر

على هذه الأرض التي من جذورها
زكا المجد وانداح الفدا ونما الكبر

طمى الفتح وامتدَّت على الزهو أمة
وطأطأ وجه البغي ،وانكسر الكفر

مِدادٌ من الأمجاد من عهدِ آدم
سيبقى إلى يومٍ يكون به الحشر

لكل زمان يا دمشق رجاله
وكل ملمات الزمان لها عمرو

فيا جنة الدنيا تنثُّ مصائبٌ
وعند جُموح العُسر ينبلج اليسر

دمشق لنا الرحمن لو جحفل المدى
ولو دمدم الباغي ولو مكر المكر

هنا زمجر الطوفان لما تخشَّبت
قلوبٌ وأعماها عن الفلق الشرُّ

فمادت قلاع الزيف وامَّاح عُمرها
لأن قلاع الزيف ليس لها عمر

ومن هذه الفيحاء ينداح مولدٌ
إذا جاء عيسى والمحبة والطهر

وإني أرى فوق الفراتين رعشةٌ
ورُب فراتٍ منه يستوقد الجمر

دمشق حملنا جرحنا وهو راعفٌ
فما تعبت رِجلٌ ولم يشك ظهر

وما أنكرت صنعاء يوماً أحبة
ولا طأطأت نجد ، ولا غدرت مصر

نموتُ على مجدٍ ونحيا على تقى
ومن ناظرينا يولد الليل والفجر

فنحن أناس لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:19 PM
ما بال وجهك يا عيبان منخطف
وأنت عيبان أنتَ الزَّهو والشرف

ما بال طرفك يا عيبان منكسر
وكان طرفك صبحاً ما له طرف

من باع عينيك للأحزان يا قمراً
من ضوئه كتب العشاق واغترفوا؟

من امتطى ظَهْرَ هذا الحُرِّ أسلمه
للعار سيفٌ يمانيٌ .. ويرتجفُ

كان الغمام على جفنيك مزرعةٌ
من الهوى أين ذاك العاشق الدنف؟

كانت غصون النَّدى والبُنَّ أشرعةً
واليوم غرزتكَ البارود والجيفُ

سيفٌ على كاحل التاريخ تشحذه
كفٌّ عراقية في حُكمها جنف

كفٌ عراقيةٌ جادت بما وجدت
والحقد من قبلُ ما ضنَّت به النجف

عيبان من يبلغ الأحباب أسئلتي
لعلهُم بعد هذا العار أن يقفوا

لعلَّ عيبان يلقي نصْف هامته
لعلّ خافية الأيام تنكشفُ

لعلَّ صنعاء تستقري قصائدنا
صنعاء تعرف لكن كيف تعترف؟

صنعاء مثلك يا عيبان راسخة
في عُمقنا رُغم ما قالوا وما عزفوا

صنعاء عِشقٌ جنوبي نُغالبه
فحبُّ صنعاء ما جادت به الصدف

ماذا نقولُ وماذا كي تصدقنا
إنّ الهوى فوق ما نبدي وما نصف؟!

وكيفَ نبعثُ بالأشواق راعشةً
وكيف ننصف من نهوى وننتصِفُ؟

وهذه قصةُ النجوى مُصيبتنا
قلبٌ على الرغم من آهاته يجف

كم قيلَ : إنَّكِ يا صنعاء مُقلتنا

وأننا بكَ يا عيبان نلتحفُ

لكنْ تغيَّرت الدنيا فمن بدأت
سوءاته وبدا يلهو وينحرف

عيبان نعطي ونُعطي والأكف هنا
مبسوطةٌ وحماةُ الدار ما ضعُفوا

ألفتَ منّا الهوى صفوا ومعذرةً
فربما كان حتف النَّاس ما ألفوا

صنعاء نثَّت بلا وجهٍ ولا لغة
مقولةٌ باسم حبِّ الذات تعتسفُ

ماذا نقول لنا دربٌ ستعرفه
"صنعاء ما في دروب الحبِّ منعطف

وسوف تأسف ليلى من مواقفها
في ساعة لا يفيد العذرُ والأسف

قد يُبخسُ الكيلُ لكن ضدنا اجتمعا
يا وجه صنعاء سوء الكيل والحشف

بحُبنا نحن يا عيبان ملحمةٌ
غريبةٌ عن جميع الناس نختلفُ


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:20 PM
إلى التي كلما أقبلت مكتئباً
تبسَّمتُ فانجلى ما ران من رهقي

إلى التي قرأت وجهي وذاكرتي
وما أعانيه بين الحبر والورق

فسافرت في شراييني خيول هوى
أزدِّية الضَّبْحِ ما كلَّت من السبق

تُناجزُ الرِّيح موالٌ سنابكها
مفطورة مثل هذا الوجه من قلق

بيني وبينكِ أشجانٌ مُعتَّقةٌ
أخفيتها بين ما أخفيتُ من حُرَق

كتَّمتُها ودفنت الهم في كبدي
جمراً تسعَّر من نيرانه حدقي

فصُغت في زمن النكران قافيتي
سحابةٌ فاغرقي في الشعر واغتبقي

وكيف أُنكر كفَّاً أورقت ألقاً
في خافقِ الشعر؟ هذا ليس من خلقي

إليكِ يا من إذا أقبلتُ أتعبها
بآهتي أشرقت في ساعةِ الغسق

وحدَّثني بأحلى ما يجودُ به
قلبٌ وأومَت بيمناها إلى الأفق


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:21 PM
شاخ الهوى والتوى القيصوم والشيح
وأورقت بين جنبيك التّباريح

وكيف لا والعرانين التي سجدت
لها الدُّنى ماؤها للبيد مسفوح

وكيف لا والسيوف البيض مطرقةٌ
والفتح أغنية سكرى وتصريح

يا غارقاً في رماد الحُزن أتعبني
أن تنطفي بين عينيك المصابيح

أن يصدأ العزم في الجُلّى كما صدئت
في راحتيك المرايا والمفاتيح

يا غارقاً في وعود الزَّيف خدَّرنا
وعدٌ وبابٌ إلى اللاشيء مفتوح

خمسون عاماً على الأشواك مبحرة
جلودنا والفؤاد الحرُّ مذبوح

خمسون عاماً تعاويذٌ وهمهمةٌ
أُحجيَّةٌ سرُّها المكنون مفضوح

نخيط في الصّخر أزهاراً وقافيةً
موتورةٌ عاشقاها الصمت والريح

وأنهر الخوف تجري في مفاصلنا
وفوق أهدابنا تُمسي التماسيح

واليومَ يخرج من أصلابنا قمرٌ
من زهوه يتناسى الهمَّ مجروحُ

يا سيِّدَ الصمتِ في العينين أسئلةٌ
كئيبة والجوابُ اليومَ مطروحُ

إن كان في قلبِ من أحببته صدأٌ
فسوف يصقله لله تسبيح

أجسادنا ربما ماتت وقد بُعِثت
رفاتنا لم يزل في عمقها روح


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:21 PM
لوجهك أنت يسكنني الجنوب
ويبني في حروفي العندليب

وتجعلني القصائد حين أشدو
أميراً والمدى عرشٌ مهيب

وتحملني الدروب على أكف
ومثلي اليوم تُنكره الدروب

لوجهك في دمي نبضات شعر
وموَّال له نسق عجيب

نقاء المُزن يعصره سحاب
تلقَّف قطرهُ غصنٌ رطيب

على قمم السراة له شروق
على لغة الهوى وله غروب

يضيء الخافقان على رؤاه
فطينة غرسه شرفٌ وطيب

لوجهك أنت هفهفة الخُزامى
ونجوى الشاعرية والكثيب

هتاف الطين وجه الشمس عطرٌ
يضوع بسحره الروض القشيب

يغيب فتجدب النجوى بقلبي
ويَضؤُل عندي الكون الرحيب

رغيف الخبز أرهقني صعوداً
وباعد بيننا وأنا القريب

كدحت بقامتي وبماء قلبي
وكلٌّ في الجهاد له نصيب

وأتعبني الرحيل وكلَّ حرفي
وفوق فجيعتي ضحك المشيب

وأرهقني هوى ما تبت منه
يتوب العاشقون ولا أتوب

وقلبٌ يغرق الأحباب فيه
وكم داست على الحب القلوب

فؤادٌ يقرأ الدنيا عجاجاً
وقد جُنَّت بأمته الخطوب

يُقَسِّم نبضه في كل أرض
ففي كل البقاع له وجيب

ويصرخ في الوجود بألف مغنى
ويمضي السائرون ولا مجيب

على أنقاضنا ولدت صروحٌ
وفوق جباهنا حُفرت ندوب

وتحت وجوهنا نبتت وجوه
على قسماتها نبتَ الشحوب

وبين ضلوعنا بدأت حروب
وفوق ظهورنا خُتمت حروب

شظايانا تطير بلا شظايا
فنصفُ بلاد أمتنا جيوب

وأحرفنا لها معنى بعيد
يضيق به ، فيشطبه الرقيب

ننام على الرزية ما تعبنا
ونأبى أن نعاب وكم نعيب

إذا نبت الفؤاد على المخازي
تصير فضائلاً فيه الذنوب

أميرة أحرفي تعبت حروفي
على شطآنها يبس العسيب

فجئت لوجهك الحنطي أشكو
لمن عرف النوى يشكو الغريب

أجاهد بالحروف البيض عاراً
على وجه الحياة له سبيب

ولا أدري إذا أسرجتُ شعراً
أشقُّ به الركام مَنِ المصيب


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:22 PM
من جبيني تضيء هذي البروق
وفؤادي زوابع وحريقُ

لا شكوت ُالهوى ولا قلتُ قلبي
إنَّ هذا بحبِّنا لا يليق

كلُّ شبرٍ في مقلتيه نشيدٌ
من غرامي ونُضرةٌ ورحيق

لم تضقْ بي عيناك كانت مداراً
شاعرياً وعالم النَّاس ضيقُ

ورحلنا في جُرحنا ما افترقنا
والمنايا من كُلِّ فجٍّ تتوق

لغةُ العشق قبلنا ليس فيها
أن يُباهي بِسرِّه المعشوق

لغةُ العشقِ قبلنا ذكرياتٌ
وبكاءٌ عند النوى وعُقوق

لغةُ العشقِ عندنا قسماتٌ
لم يُلطِّخ صفاءها المسحوق

كم سقيت الثُرى دمائي ودمعي
واجباتٌ عندي لها وحقوق

فأنا في النّوى وفي كل ساقٍ
حفظته للنائبات العروق

وأنا فوقها هلالٌ وشمسٌ
وغروبٌ عن وجهها وشروق

وأنا روحها زفيرُ أساها
كلما ضاق صدرها والشهيق


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:22 PM
يا جبال السراة .. غيرك ينسى
لستِ ممن يموت حُباً وينسى

بين جفنيك تستريح حُروفي
تتجلّى أحلى وأعمقُ جَرْسا

فاعصري الغيم في فمي واغرسيني
في بلادٍ طابت تُراباً وغرسا

علِّميني صفوَ الهوى واشرحي لي
يا قلاع الجنون في الحبِّ درسا

يا جبالَ السراةِ حُمِّلتُ هماً
في زمان ماتَ الورى فيه حِسّا

كلُّ قومي في حُرقتي في فؤادي
كيف يَقْوى هذا الفؤاد المؤسى

يشرب الأبعدون من فيض حزني
في وريدي جمعتُ بكراً وعبسا

كأن كفّي لكل جدبٍ غماماً
كان صدري لباعة الحب تُرسا

كنتُ ماءً وخيمة وصباحاً
كنتُ للمظلمين أُشرِقُ شمسا

كنتُ عُشاً لكل زُغبِ الصحاري
كنت للمدلجين في الهم مرسى

كان يأتي صوتُ المحبين قصفاً
وأنا أسكبُ المحبة همسا

وتناسى أحبتي لون وجهي
صِرتُ في عُرفهم سقُوطاً ورِجسا

شربوا من دمي ومصُّوا رحيقي
وأقاموا فوق الفجيعة عُرسا

واشرأبت أعناقهم لوداعي
يرفعون الأكفّ روماً وفرسا

وأنا في دمي أُغني لقومي
حافِظاً للزمان ما ليس ينسى

حاملاً همَّهُم شجىً أبدياً
وأقاسي لأصبح اليوم أقسى


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:23 PM
إذا اجتواك الجدب فابسط يدا
وإن نصاك الجود كن أجودا

واسكب على الظمأى زلال الهوى
لا تُبق ثغر المشتهي أجردا

سيكثر الحساد فانسج لهم
من قلبك الفيّاض أحلى رِدا

كن فوقهم غيماً وترتيلةً
فالصخر لا يؤذيه إلا الندى

تكالبُ الظلماء في كُفرها
لكنها لا تَكْفُر الفرقدا

سيكثر الحساد .. لا تبتئس
فأول الأمجاد أن تُحسدا

لو لم تكن وجهاً له صفوه
لما بدا وجهُ المدى أسودا

قد يُدخِلُ العصفورُ سجَّانَه
في سجنه الكابي إذا أنشدا

يا أيها الصوت الذي نشتهي
أهل الردى لم يتركوا (أحمدا)

قالوا : وكم قالوا ، وما ضرَّه
من يا نقي الصوت يمحو الهدى

وهل يَضيرُ الشمسَ قول الفتى
دجى .. إذا كان الفتى أرمدا؟!

دعهم .. وقم من فوقهم قلعةً
مكيَّة وارسم لهم مشهداً

واركب خيول الشعر ، أسرج لها
ظهر المدى شعراً وكن سيِّدا

وقل لهم : عصْرُ الفتوح انتهى
ومثل هذا الفتح لن يوجدا

قد أوصدوا الأبواب من جهلهم
لكن باب الله لن يوصدا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:23 PM
ما تعبنا نطوي المدارات ركضاً
والذي يخطب العُلا ليس يرضى

في نواصي خيولنا ألفُ شمس
تملأ الخافقين طولاً وعرضا

كلما خالها الدجى لفَّ شيئاً
فوق عِرْنينه وأنَّ وأغضى

ولأن الهوى هوىً أحمديٌ
أينعوا ضدَّه سماءً وأرضا

في طباع الحياة سرٌ عجيب
كيف هذا الهوى يُولِّدُ بغضا

ما شكى دوحنا نميراً وظلاً
إنما نشتكي من القوم مرضى

أيها القادمون بالورد نردي
ألفَ سيفٍ براعمُ الوردِ أمضى

يصدأ السيف بالنَّدى ثم يفنى
بعضه في القراب يأكل بعضا

صُبحنا طلعه غِناءٌ ووردٌ
وعد ربي ووعده سوفَ يُقضى


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:24 PM
فمٌ من جراح الناس يغلي ويَغْرف
وللمقام المخبوء يشدو ويعزف

فمٌ جاء فجريَّ البدايات لونه
صباحٌ وفي أبعاده الحُزنُ يندفُ

فلو جاء مُراً طعمه لا يرعكم
فمِن جُرحكم يا نخلة الحُزن ينزف

أتى عارياً لا يتقن الزيف شِعره
وأكثر شِعر العصر شِعرٌ مزيف

حروفي لظى يا سادتي لا لأنني
عنيفٌ لأن الجُرح أقسى وأعنف

حملت المدى بين عينيَّ حُرقةً
وها أنا فوقَ الجمرِ أغلي وأذرف

أبدد صمتي بانتعاشات أحرفي
وأزجي قوافي التي لا تُزخْرف

وأقرأ أبعاد الزوايا ونبضها
وأعرفُ من دهري الذي لا يُعرف

وأُدرك ما بين السطور من الرؤى
وما تحتويه الرِّيح إبَّان تعصِف

وما يحضنُ الجلمود في عمق عمقه
وما يدفع العصفور ساعة يهتف

ولست بهذا أدَّعي الغيب إنني
أُحبُّ فيبدو لي الذي ليس يُكشف

أرى أوجهاً لا لون فيها خرائطاً
تضاريسها جدبٌ وصمتٌ مُغلَّف

أرى أمةً رؤاها كئيبةٌ
ومقلتها بيضاءُ والوجهُ أعجف

أخي حين أحدو العِيس للسير ينثني
كئيباً يُنادي أوقِفوا العيس أوقفوا

فأزجر ركب الحيِّ سيروا فقصدنا
قريبٌ وميعادُ الهوى ليس يخلف

فأبصر قاماتِ المطايا ذليلة
يُقيدها عن مبلغ القصد مُرجف

لأني صريحٌ في فمي ألف لوعةٍ
ولي من ركام الجاهليين موقفُ

يصيحون في وجهي بلا أي حرمةٍ
هوانا حضاريٌّ وهذا تخلف

فألثم جُرحي أنكفي في قصائدي
وأمضي إلى قصدي وفي القلب مصحف

وأوقن أنَّ الدِّين يسرٌ على الورى
فربُّ الورى ما قال يوماً : تطرفوا

ولكنَّ بعض الناس إما مكابرٌ
وإما معَ من قال " ثورٌ مُعلَّف "

خبرت الورى لا يعشق الضوءَ أرمد
ولا يفقه البردَ الشتائيَّ مترف

وأكثر أهلِ الأرض يبغي سيادةً
ولكنّه صِفر الذراعين أجوف


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:25 PM
مسافرٌ أقتفي عينين تشغلني
لها أغنِّي ومنها يرتوي بدني

إذا تمنطق خصرُ الليل دكنته
جاءت بأنغامها الوَسنى تُوشوشني

يضيق رحبُ المدى بي ينطوي بيدي
في الهمِّ لا حدَّ بين الشام واليمن

عِمامة من صفاء البوح ألبسها
غلالةٌ من نقيع الحُزن تلبسني

أمتدُّ فوق الفيافي خُضرةً لهباً
ضدّان ما ذنبُ هذا القلبِ يا وطني

أنا أبوحُ وأنتِ أحرفي ودمي
وأنتِ كلُّ الذي يأتي به زمني

أنتِ تصبين في قلبي فأمخضُه
وليس ذنبي إذا ما راب لي لبني

أنا وأنت خُلقنا هكذا وهناً
شربتُ منكِ المآسي فاشربي وهني

كم كنتُ آمل أن آتيك معتجراً
سيفي يسوقونَ قبلي ألفَ مُرتهن

أغُذُّ أجردَ طواحاً وأغنية
كأنني في الهوى"سيفُ بن ذي يزن"

لكنني جئت منكوساً وراحلتي
عرجاء أقبلت أبكي لابِساً كفني

فلا تزيدي جراحي وافهمي لغتي
ولا تبيعي كما باعوا بلا ثمن

تفرّسي في عيوني واقرأي تعبي
فأنبل النَّاس من يُطوى على حسن

هاتِ فؤاداً بليداً لا يُؤرِّقه
همُّ الورى وخُذي شِعراً بلا شجن


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:25 PM
كم ندّعي عشق الحروف ونكتب
ونقول : إنَّا في غرامك نتعب

ونذوب في عينيك نفح قصيدة
عربيةٍ ومن المدامع نشرب

ونُذيب فيك حناجراً ذهبية
فإلى متى نجني عليك ونكذب

وطني الذي أخفيت عنك تجاربي
في الحب كم جهل الغرامَ مجرب

أشكوك أم أشكو الأحبة أخلفوا
وعد الهوى ، والعاشقون تغيّبوا

هربوا ولم اعهد محباً صادقاً
من وجه من وَهب الهوى يتهرب

ها أنت يا نهر الجراح خريطة
صماء ليس بها لسان يعرب

وإذا تكالبت الجراح بخافق
ما فاده طبٌ ولا متطبب

أوغلتَ في عُمق الظلال مكابراً
ودروب من سلك الدُّجى تتشعب

شِمتَ البروق الخُضر تزجي غيمة
تشوي الظما لكن برقك خُلب

لا تخدعنَّك أنجم ببريقها
فنجوم فتحك راقصان و مطرب

كانت إذا اهتزت دمشق لحادثٍ
هاجت ذرا صيدا وماج المغرب

واليوم في الأقصى جراحك ثرةٌ
والكفُّ مجدبة وظهركَ أحدب

بكرُ التي شحن التحدي قلبها
لحقت بها خوف الفضيحة تغلب

علب مكدسة يعربد فوقها
جيش الظلام لكل بيت مذهب

ترمي على زنديك كل همومها
ولأجل وجه المستهام ستضرب

تُهديك أوراق البكاء هزيلة
خجلى الحروفِ جبينها يتصبب

وطني وفي عيني ألفُ حكاية
نشوى ، وألف قصيدة تتلهب

أذنبت في حبي الذي كتّمته
عمداً ، وبعض الحب حبٌّ مذنِب

أنا ما سلبتك يا مدار مشاعري
مجداً فمجدك خالدٌ لا يُسلب

أنا ما كفرت بطعم شوقكِ إنه
عندي ألذُّ من اللذيذ وأطيب

أنا ما لعبت بأحرفي وعواطفي
أنَّى لمن لعق المصائبَ يلعبُ

لكنني حُمِّلتُ عبء محبة
والحبُّ في زمن الأسى مستغرب

تبقى قلوب العاشقين وفيّةً
وقلوب من لبس المحبَّة قُلَّب

أبكي لمن أبكى وجلدي هارب
مني وثغري بالجراح معلَّب

فتَّشت عن عشقٍ أجود به فما
ألفيت ألا آهة لا تنضب

فسكبت منها في وريدك رعشة
والمجد يورق من دماءٍ تُسكب

أنا ههنا لكنَّ حيفا في دمي
وفمي بطعم صديدها يتحلَّب

تفنى الحدود السودُ تحت قصائدي
والحب أكبر من حدود تُنصب

صعبٌ حديثي أيها الوطن الذي
أهوى ، ولكن التملقَ أصعب

وغريبةٌ حالُ المحب إذا اشتكى
لكنَّ حال الخائنين الأغرب


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:26 PM
يا أبي .. للحروف عندي سؤال
مستحيلٌ ، وكلُّ عذب محال

منذ عشرٍ والشجو يغزلُ شعري
فحروفي قوافل ورِحال

يُورق الشِّعر في فمي عربياً
بين جنبيه ، نباةٌ وصيال

وزنه فيلقٌ من الجُرد يغلي
وقوافيه بيرقٌ ونصال

قرأ الكفَّ ، والوجوهَ الحيارى
والزوايا .. وما طوته الظلال

فاستبانت صُبارةً ، وقتاداً
ورسوماً تحثو عليها الرمال

وجِهَات تداخلت فتناءت
وتلاشى جنوبها والشمال

حدّثونا ، وأسرفوا عن هوانا
فلماذا لا تصدق الأقوالُ ؟

أنّ أمّ الشاهين تُنجبُ صقراً
كأبيه .. له تتوق الجبال

أن غصن الأراك يحيا كسيحاً
وتموت النّخيل وهي طوال

فلماذا لا ينجب السيف سيفاً ؟
ولماذا لا تزأر الأشبال ؟

يا صباح السؤال ، سنَّةُ ربي
ليس إلا له الجليل الكمال

حين تهوي سنابل القمح أرضاً
يبتدي مولدٌ .. ويدنو زوال

حدّثونا .. لم يكذِبوا وعرفنا
بعد لأي " أن الحياة سِجال "

وتعبنا " ضاقت بنا الأرض لكن
رغم هذا .. في عمقنا آمال

إن أُمّاً يا ملهمي أنجبتكم
لم يزل للجواب فيها رجال


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:27 PM
أمسِ جرحٌ واليومَ في القلب جرحٌ
أمسِ نمنا عليه واليوم نصحو

كلما هزتِ الحُتوفُ رشيداً
نزَّ في ساقِه المُخِبَّة قرحُ

كلما شدَّ للقبيلة زَنْداً
أقبلَتْ صوبه القبيلة تلحو

أيها الفارسُ الجَميلُ وداعاً
فتحُنا رحمةٌ وحبٌ وصفحُ

أيها الفارس الجميلُ أجبني
كيف يعلو على الشوامخ سفْح

أنت أكبرتهم وما اهتزَّ سيفٌ
في يد المدَّعي وما اهتزَّ رُمحُ

أنت أعليتَ صَرْحَهم لست تدري
أنَّه ما علا لقومك صرحُ

ربما ضِقتَ بالظلامِ ولكنْ
قِف قليلاً سيُعقِب الليل صبح

وإذا ما سموتَ إلا جريحاً
فقليلٌ أن يصنع المجدَ جُرح


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:28 PM
حبيبتي جفَّ موالي ، وجفَّ فمي
وأورق الجدب في كفي وفي قلمي

أسائل الليل يا ليلاي عن ألقي
عن عُزلتي وانطفاءاتي وعن سأمي

من أين أبدأ ؟ أحزاني معتقة
بحرٌ من الحزن من رأسي إلى قدمي

مسافرٌ فوق موج الحرف في ورقٍ
أودعته فيضَ أحزاني وعطرَ دمي

مسافرٌ لا زماني مُدركٌ سفري
ولا رفيقةَ دربي هزَّها نغمي

أبكي دماً إذ أرى القعقاعَ عائدةٌ
فُلولُه بين مأسورٍ ومنهزم

خيوله فوق خط النار واجمةٌ
تراقب المددَ الآتي من العدم

تراقب العربَ الأحرارَ في دمهم
يغلي المثنى ويغلي ألف معتصم

وما دَرَت أن حبل الله منصرمٌ
وأنها استسمنت للفتح ذا ورم

أبكي دماً يا مدار الشعر حين أرى
مهدَ البشارات يَنبوعاً لكل ظمي

قبائلٌ بشرار الحقدِ مولعةٌ
ناريّةُ الوجه من صيدا إلى الهرم

حدودها السود تفني تحت ظلمتها
أشعة الحبِّ والقربى وذي الرحم

أبكي دماً إذ أرىالقعقاع في يده
قيدٌ يساق به في هيئة الأمم

بُنَيَّ وانتفض التاريخ يصفعني
فتهت بين الرّجاء المر والندم

قرأتُ في وجهه القمحي ملحمةً
من النَّكالِ وبركاناً من الألم

بالأمس كان يكيل الزهو مبتسماً
واليوم وجهٌ عبوسٌ غيرُ مبتسم

بُنَيَّ هذي هي المأساة ماثلةٌ
فانظر بربِّك من خصمي ومن حكمي

كانت سنابك خيلي في جماجمهم
مغروسةٌ وعلى أكتافهم علمي

فأصبحت قبلتي الأولى منكسةً
لما تبِعتُ إلى درب الردى قدمي

ودَّعته وأنا أبكي على زمنٍ
الحقُ فيه غدا ضرباً من التُّهم

أبكي وأعلم حجمي يا معذبتي
فالهمُّ أكبر من حجمي ومن همي

لكنني أحمل الأثقال محتسباً
فالنوم فوق الرزايا ليس من شيمي


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:29 PM
جُرحٌ تسافر فيه حُنجرتي
وتصبُّ منه قنابلاً رئتي

تسعون قرناً لا ذكرتُ شجىً
أطبقت فوق متاعبي شفتي

تسعونَ لا جُرحي استطال فماً
حراً ولا ألجمت حمحمتي

أسرجت قلبي للهوى وفمي
وزوارقي الحرَّى وأشرعتي

ورحلتُ والآفاق مظلمةٌ
قلبي على الأمواج بوصلتي

وكتبت تاريخي بما جهلوا
من نَزْف شُرياني وأوردتي

فيرى صغيري أحرفي تعبت
فيقول : ما للحرف يا أبتي

فأقول : يا ولدي لهم لغة ٌ
في العشق .. لا يدرون ما لُغتي

تسعونَ يا ولدي أموت هوى
وأنُصُّ للأحداث جمجمتي

سينثُّ يا عيني صُبحُ هُدى
وتلوح من عُمق الدُجى سِمَتي

وسيذكرون مواقفي ودمي
وقصائدي الولْهى وقافيتي

ويرى الذين حملت جرْحهم
أنَّ الرِّياح تهبُّ من جهتي


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:30 PM
مسترسل مثلُ ماء النبع يا بلدي
تهمي زُلالاً ولاتلوي على أحدٍ

من طينة النخل معجونٌ ومغتَبِقٌ
من ماءِ زمزم مفطورٌ على الرشد

كفَّاك في كلِّ كفٍّ عِقد دالية
فكيف لا يكثُر الحسَّاد يا بلدي

شلال ضوءٍ على عين معلقة
بحزنها أيبستها قسوة الرمدِ

أنقى من الطهر في قلبٍ يشعُّ تقى
أشهى من الغيثِ رنَّاناً بلا بردِ

صُبحاً ولِدتَ ووجهاً ناصعاً وفماً
مغرداً في زمانٍ غاص في النكدِ

مسترسل مثلُ ماء النبع مبتهجٌ
في عالمٍ تاهُ في دوامة العقد

نسيجُ وحدكِ يا داري معلقةٌ
نفُكها وهي تستعصي إلى الأبد

هنا ومن قِيضِ هذا الرمل أُغنيتي
أمدُّها والهوى ضرب من المدد

أمُدُّها حبلَ نور من دمي وفمي
يصوغها يا جبال المُنتهى اتقدي

مسترسلٌ مثل نوءِ الشعر ما رقصت
غمامةٌ منه إلا في خيال صدي

فتَّشتُ في كل شيءٍ عنكِ ما نظرت
عيناي مثلَكَ يا أنشودة الأمد

نقَّبتُ عن وجهِك العُشبي ما وجَدَت
عيناي وجهاً كهذا الوجه لم أجد

قصيدةٌ أنت جاءت وهي حالمةٌ
ولم يدُرْ بُعدها المخبوء في خَلَد

هذي العمائم ما عُمَّت على سفهٍ
وإنْ تعلّق فيها ألفُ منتقد

هذي العمائم تُخفي هامةً نضجت
في بطنِ مكةَ تتلو سورة المسد

هذي العمائم ما مالت لها عُقُلٌ
معقولةٌ بعقالِ الواحد الأحد

هذي العمائم صاغت عِشْقَ ملحمةِ
ومن ذُرا الحب تأتي آفةُ الحسد

ماذا أعُدُّ لآبائي مآثرُهُمْ
كونٌ من الفخر لا أقوى على العَدد

وكيف أُحصي لخيل الله ما ركضت
وكيف أُحصي عروق الفخرِ في جسدي

وكيف أخرجُ من جلدي لأشرح عن
قلبي وعن نخلة تختال في كبدي

عن القصيدةِ لا بيتٌ ولا عَمَدٌ
قصائد الحبِّ لا تُبنى على عَمَد

تأتي غمامةَ عطرٍ خفقَ مُرضِعة
صيغت لها لُغةُ الأحلام في وَلَد

تأتي كوجهك تهليلاً ومئذنة
مادت وجوه الرّواسي وهي لم تَمِد

ما حلّقت في فضاء الحبِّ موبِقةٌ
إلا وكانت لها يمناكَ بالرصد

يا ملهمي لا يفيد الوشمُ أرسمه
تميمةً عن عوادي الدَّهر فوقَ يدي

آمنت أنّك أسمى قصةٍ كتبت
بأحرفٍ أشربت من خير معتقدِ

يا مُلهمي كلُّ يومٍ ألفُ والدةٍ
لكنَّ مثلَك هذا الكون لم يلد


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:30 PM
الشعر أن أبني مدىً أوسعا
أريحُ فيه المتعب الموجَعا

أُري به من لا يرى وجهه
أهديه في بهوِ العُلا موقِعا

به أصبُّ الكون أنشودة
أدحوهُ باباً للهوى مشرعا

أُريقه عطراً صباً ديمةً
ذؤابتها تُنعش البَلْقَعا

الشِّعرُ أن آتي الآسى راكباً
حرفي أصدُّ الصرصر الزَّعزعا

أحثو حروفَ البوح كاكيَّةً
في كل فجٍ تلقف المَصرَعا

قنابلاً تأتي .. رصاصاً لظى
دبابةً .. بارجةً .. مِدفعا

الشِّعر أحلامٌ .. شجى حرقةٌ
أدمنتها لمَّا أزل مولعا

الشعرُ بابٌ في تخوم الرؤى
من ألف قرنٍ يمنح الأروعا


سعيد بن صالح الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:31 PM
كنتُ شعراً منمقاً
وغناءً مدوزنا

وصباحاً وديمة
وبشاماً وسوسنا

كان حرفي محلقاً
وفؤادي محصنا

ونشيدي غمامة
تحتها يورق السنا

يبعث الروح في الحصى
كلما انداح دندنا

فاستباح الهوى دمي
وبشطآنه بنى

واستحالت قصائدي
دانةٌ تبعث الوني

صرت للحزن قِبلة
ومطاراً وموطنا

فالأسى لم يجد له
غير جنبي مسكنا

إنها قصة الورى
يتعب الفقر والغنى

كم فؤادٍ محجل
ضوؤه قندل الدنى

طار في غير سربه
فتهادى وأذعنا

فخذيني بلوعتي
واقبليني كما أنا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:32 PM
لنا البحر والريح والمرفأ
لنا الكف ، والصفُّ إذ نبدأُ

لنا دائماً نكهة المستحيل
فقل للمخِبين أن يهدأوا

وُلِدنا من الريح والمعصرات
ونوَّارة النهر لا تظمأ

من الأفق تنداح شامية
إذا أسرجت وجهها طأطؤوا

لنا قامة النخل قِنديلها
وبرقٌ على صدرها يهزأ

وفي مقلة الحُر تزهو القذاة
لأن الدجى قلبه مطفأ

ويمضي النهار على دربه
أصابَ المُريبون أم أخطؤوا

لنا البرق والخفق والمنتهى
لأنا بغاياتنا الأكفأ

خبرنا نقوشاً لها مبدأ
رديء ومعدنها أردأ

ولكننا فوقها غيمة
وطبع الغطاريف أن يربؤوا

غسلنا الحزَازات ،لكن أبت
فنفس المنافق لا تبرأ

لنا فوقهم صيْقلٌ من هوى
وسيف الصبابة لا يصدأ

لهم في الهوى مبدأٌ راسخٌ
ونحن لنا في الهوى مبدأ

هُمُ يلجأون إلى كيدهم
ونحن إلى ربنا نلجأ


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان
07-20-2024, 06:32 PM
هُنا ركايا الصَّفو سالت ندى
واسترسلت في البيد ماءً وزادْ

هنا لتاريخ الندى مولدٌ
هنا لأعراس الجلالِ امتدادْ

هذا اللظى من قَدْحِ ضبَّاحةٍ
هذا الشجى الواري بقايا اتقاد

هذي القلاع الجُرد في حجرها
تراقصتْ خيلُ الهُدى للجهادْ

من عُمقها قام المدى منشداً
وأرهف السَّمعَ المدى واستعاد

واخضرَّت الصحراء ، وانثال مِنْ
كُثبانها الصفراءُ وجهُ الجواد

وهزَّ نبض الماءِ جلمودها
فأخصب الصّخرُ وجاد الجماد

هذي القلاع السُّود من زهوها
أفاق تاريخٌ وأغفى رُقاد

ما بالها سوداءُ والوحيُ في
أكنافها يبيضُّ منه السوادْ

وعاشقوها كالصباحِ المضيءْ
من عاكفٍ ماتَ اشتياقاً وباد

ما هذه الحُلكةُ .. ما سرها
كمُقلة يطوي بهاها السُّهاد

هل أنضجتها الشمسُ شوقاً لها
أم انطوتْ فيها الخطوبُ الشدادْ

تساؤلٌ يعتادُني قاتلٌ
والشِّعرُ أحلى ما لديه العِنادْ

يا من يموجُ الحرْفُ في أفقه
ما كلُّ من يسعى ينال المُرادْ

نظرتَ معصوباً بلا نظرةٍ
بمقلةٍ حيرى ونصف اعتقادْ

وخافقٍ يرتجُّ في خفقه
كأنه سُوقٌ بألفي مزاد

أخرجتُم الهادي ومن يومه
لبستُ للتاريخ ثوبَ الحداد


صالح بن سعيد الزهراني
السعودية

الحمدان
07-20-2024, 09:08 PM
رَضِيتُ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا لا أَوَدُّهُ
وَأَيُّ امْرِئٍ يَقْوَى عَلَى الدَّهْرِ زَنْدُهُ

أَحَاوِلُ وَصْلاً والصُّدُودُ خَصِيمُهُ
وَأَبْغِي وفَاءً والطَّبِيعَةُ ضِدُّهُ

حَسِبْتُ الْهَوَى سَهْلاً وَلَمْ أَدْرِ أَنَّهُ
أَخُو غَدَرَاتٍ يَتْبَعُ الْهَزْلَ جِدُّهُ

تَخِفُّ لَهُ الأَحْلامُ وَهْيَ رَزِيْنَةٌ
وَيَعْنُو لَهُ مِنْ كُلِّ صَعْبٍ أَشَدُّهُ

وَمِنْ عَجَبٍ أَنَّ الْفَتَى وَهْوَ عَاقِلٌ
يُطِيعُ الْهَوَى فِيمَا يُنَافِيهِ رُشْدُهُ

يَفِرُّ مِنَ السُّلْوَانِ وَهْوَ يُرِيحُهُ
وَيَأْوِي إِلى الأَشْجَانِ وَهْيَ تَكدُّهُ

وَمَا الْحُبُّ إِلَّا حاكِمٌ غَيْرُ عَادِلٍ
إِذا رامَ أَمْراً لَم يَجِدْ مَنْ يَصُدُّهُ

لَهُ مِنْ لَفِيفِ الْغِيدِ جَيْشُ مَلاحَةٍ
تُغِيرُ عَلى مَثْوى الضَّمائِرِ جُنْدُهُ

ذَوَابِلُهُ قَامَاتُهُ وسُيُوفُهُ
لِحَاظُ الْعَذَارَى والْقَلائِدُ سَرْدُهُ

إِذَا مَاجَ بِالْهِيفِ الْحِسَانِ تَأَرَّجَتْ
مَسَالِكُهُ واشْتَقَّ فِي الْجَوِّ نَدُّهُ

فَأَيُّ فُؤادٍ لا تَذُوبُ حَصاتُهُ
غَرَاماً وَطَرْفٍ لَيْسَ يُقْذِيهِ سُهْدُهُ

بَلَوْتُ الْهَوَى حَتَّى اعْتَرَفْتُ بِكُلِّ مَا
جَهِلْتُ فَلا يَغْرُرْكَ فالصَّابُ شَهْدُهُ

ظَلُومٌ لَهُ في كُلِّ حَيٍّ جَرِيرَةٌ
يَضِجُّ لَهَا غَوْرُ الْفَضَاءِ وَنَجْدُهُ

إِذَا احْتَلَّ قَلْباً مُطْمَئِنَّاً تَحَرَّكَتْ
وَسَاوِسُهُ في الصَّدْرِ واخْتَلَّ وَكْدُهُ

فَإِنْ كُنْتَ ذَا لُبٍّ فَلا تَقْرَبَنَّهُ
فَغَيْرُ بَعيدٍ أَنْ يُصِيبَكَ حَدُّهُ

وَقَدْ كُنْتَ أَوْلَى بِالنَّصِيحَةِ لَوْ صَغَا
فُؤَادِي وَلَكِنْ خَالَفَ الْحَزْمَ قَصْدُهُ

إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَقُودُهُ
فَيُوشِكُ أَنْ يَلْقَى حُسَاماً يَقُدُّهُ

لَعَمْرِي لَقَدْ وَلَّى الشَّبَابُ وَحَلَّ بِي
مِنَ الشَّيْبِ خَطْبٌ لا يُطَاقُ مَرَدُّهُ

فَأَيُّ نَعِيمٍ فِي الزَّمَانِ أَرُومُهُ
وَأَيُّ خَلِيلٍ لِلْوَفَاءِ أُعِدُّهُ

وَكَيْفَ أَلُومُ النَّاسَ فِي الْغَدْرِ بَعْدَمَا
رَأَيْتُ شَبابِي قَدْ تَغَيَّرَ عَهْدُهُ

وَأَبْعَدُ مَفْقُودٍ شَبَابٌ رَمَتْ بِهِ
صُرُوفُ اللَّيَالِي عِنْدَ مَنْ لا يَرُدُّهُ

فَمَنْ لِي بِخِلٍّ صَادِقٍ أَسْتَعِينُهُ
عَلَى أَمَلِي أَوْ نَاصِرٍ أَسْتَمِدُّهُ

صَحِبْتُ بَنِي الدُّنْيا طَوِيلاً فَلَم أَجِدْ
خَلِيلاً فَهَلْ مِنْ صَاحِبٍ أَسْتَجِدُّهُ

فَأَكْثَرُ مَنْ لاقَيْتُ لَمْ يَصْفُ قَلْبُهُ
وَأَصْدَقُ مَنْ وَالَيْتُ لَمْ يُغْنِ وُدُّهُ

أُطَالِبُ أَيَّامِي بِما لَيْسَ عِنْدَها
وَمَنْ طَلَبَ الْمَعْدُومَ أَعْيَاهُ وجْدُهُ

فَمَا كُلُّ حَيٍّ يَنْصُرُ الْقَوْلَ فِعْلُهُ
وَلا كُلُّ خِلٍّ يَصْدُقُ النَّفْسَ وَعْدُهُ

وَأَصْعَبُ مَا يَلْقَى الْفَتَى فِي زَمَانِهِ
صَحَابَةُ مَنْ يَشْفِي مِنَ الدَّاءِ فَقْدُهُ

وَلِلنُّجْحِ أَسْبَابٌ إِذَا لَمْ يَفُزْ بِها
لَبِيبٌ مِنَ الْفِتْيَانِ لم يُورِ زَنْدُهُ

وَلَكِنْ إِذَا لم يُسْعِدِ الْمَرءَ جَدُّهُ
عَلَى سَعْيِهِ لَمْ يَبْلُغ السُّؤْلَ جِدُّهُ

وَمَا أَنَا بِالْمَغْلُوبِ دُونَ مَرامِهِ
وَلَكِنَّهُ قَدْ يَخْذُلُ الْمَرْءَ جَهْدُهُ

ومَا أُبْتُ بِالْحِرْمَانِ إِلَّا لأَنَّنِي
أَوَدُّ مِنَ الأَيَّامِ مَا لا تَوَدُّهُ

فَإِنْ يَكُ فَارَقْتُ الرِّضَا فَلَبَعْدَمَا
صَحِبْتُ زَماناً يُغْضِبُ الْحُرَّ عَبْدُهُ

أَبَى الدَّهْرُ إِلَّا أَنْ يَسُودَ وَضِيعُهُ
وَيَمْلِكَ أَعْنَاقَ الْمَطَالِبِ وَغْدُهُ

تَدَاعَتْ لِدَرْكِ الثَّأْرِ فِينَا ثُعَالُهُ
وَنَامَتْ عَلى طُولِ الْوَتِيرَةِ أُسْدُهُ

فَحَتَّامَ نَسْرِي فِي دَيَاجِير مِحْنَةٍ
يَضِيقُ بِهَا عَنْ صُحْبَةِ السَّيْفِ غِمْدُهُ

إِذَا المَرءُ لَمْ يَدْفَعْ يَدَ الجَوْرِ إِنْ سَطَتْ
عَلَيْهِ فَلا يَأْسَفْ إِذَا ضَاعَ مَجْدُهُ

وَمَنْ ذَلَّ خَوْف الْمَوْتِ كَانَتْ حَيَاتُهُ
أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْ حِمَامٍ يَؤُدُّهُ

وَأَقْتَلُ دَاءٍ رُؤْيَةُ العَيْنِ ظَالِماً
يُسِيءُ وَيُتْلَى في الْمَحَافِلِ حَمْدُهُ

عَلامَ يَعِيشُ الْمَرءُ فِي الدَّهْرِ خَامِلاً
أَيَفْرَحُ فِي الدُّنْيَا بِيَوْمٍ يَعُدُّهُ

يَرَى الضَّيْمَ يَغْشَاهُ فَيَلْتَذُّ وَقْعَهُ
كَذِي جَرَبٍ يَلْتَذُّ بِالْحَكِّ جِلْدُهُ

إِذَا الْمَرءُ لاقَى السَّيْلَ ثُمَّتَ لَمْ يَعُجْ
إِلَى وَزَرٍ يَحْمِيهِ أَرْدَاهُ مَدُّهُ

عَفَاءٌ عَلَى الدُّنْيَا إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَعِشْ
بِهَا بَطَلاً يَحْمِي الْحَقِيقَةَ شَدُّهُ

مِنَ الْعَارِ أَنْ يَرْضَى الفَتَى بِمَذَلَّةٍ
وَفِي السَّيْفِ ما يَكْفِي لأَمْرٍ يُعِدُّهُ

وَإِنِّي امْرُؤٌ لا أَسْتَكِينُ لِصَوْلَةٍ
وإِنْ شَدَّ سَاقِي دُونَ مَسْعَايَ قِدُّهُ

أَبَتْ لِيَ حَمْلَ الضَّيْمِ نَفْسٌ أَبِيَّةٌ
وقَلْبٌ إِذَا سِيمَ الأَذَى شَبَّ وَقْدُهُ

نَمَانِي إِلَى الْعَلْيَاءِ فَرْعٌ تَأَثَّلَتْ
أَرُومَتُهُ فِي الْمَجْدِ وافْتَرَّ سَعْدُهُ

وَحَسْبُ الْفَتَى مَجْداً إِذَا طالَبَ الْعُلا
بِمَا كَانَ أَوْصَاهُ أَبُوهُ وَجدُّهُ

إِذَا وُلِدَ الْمَوْلُودُ مِنَّا فَدَرُّهُ
دَمُ الصِّيدِ والْجُرْدُ الْعَنَاجِيجُ مَهْدُهُ

فَإِنْ عاشَ فَالْبِيدُ الدَّيَامِيمُ دَارُهُ
وإِنْ مَاتَ فَالطَّيْرُ الأَضَامِيمُ لَحْدُهُ

أَصُدُّ عَنِ الْمَرْمَى الْقَريبِ تَرَفُّعَاً
وأَطْلُبُ أَمْرَاً يُعْجِزُ الطَّيْرَ بُعْدُهُ

وَلا بُدَّ مِنْ يَوْمٍ تَلاعَبُ بِالْقَنَا
أُسُودُ الْوَغَى فيهِ وتَمْرَحُ جُرْدُهُ

يُمَزِّقُ أَسْتَارَ النَّواظِرِ بَرْقُهُ
وَيَقْرَعُ أَصْدَافَ الْمَسَامِعِ رَعْدُهُ

تُدَبِّرُ أَحْكَامَ الطِّعَانِ كُهُولُهُ
وَتَمْلِكُ تَصْرِيفَ الأَعِنَّةِ مُرْدُهُ

قُلُوبُ الرِّجَالِ الْمُسْتَبِدَّةِ أَكْلُهُ
وَفَيْضُ الدِّماءِ الْمُسْتَهِلَّةِ وِرْدُهُ

أُحَمِّلُ صَدْرَ النَّصْلِ فِيهِ سَرِيرَةً
تُعَدُّ لأَمْرٍ لا يُحَاوَلُ رَدُّهُ

فإِمَّا حَيَاةٌ مِثْلُ ما تَشْتَهِي الْعُلا
وإِمَّا رَدىً يَشْفِي مِنَ الدّاءِ وَفْدُهُ


محمود سامي البارودي

الحمدان
07-20-2024, 09:55 PM
أَطْفِئْ سُؤالَكَ ؛ موجُ الليلِ مُعْتَكِرُ
والفجرُ مرتَهَنٌ ، والوقتُ مُحْتَكَرُ!

والريحُ تشكو،يطير الشَّجْوُ أَغْرِبَةً
تطوي الفضاءَ،وسالَ النجمُ والقَمَرُ

أَطْفِئْ سُؤالَكَ؛ ما في الشكِّ من أُفُقٍ
إلى المسيرِ،ولا في الظَّنِّ مُخْتَبَرُ

هذا المَواتُ تنامَى في محاجرنا
حتى تناهَى بنا في عُمْرِهِ العُمُرُ

يَسْتَفُّ في هبواتِ الصَّحْوِ قهوتَنا
كما يُسَفُّ بمتنِ القَفْرَةِ الأثَرُ

يَدُقُّ فينا عمودَ البيتِ، من يدنا
يبعثرُ الشمسَ، والآماسَ يَأتَسِرُ

أكلَّما اعشوشبَ العُودُ الحريرُ شَذًى
في الأغنياتِ تداعتْ عندكَ الذِّكَرُ

فاستعبرتْكَ غضًا،يهمي الحروفَ،على
جرحِ الغزالِ ودربٍ خاذلٍ تَزِرُ

على النخيلِ، تبكِّي كَفَّ غارسِها
تغرَّبَتْ حِقَبًا، واجتثَّها الصَّبِرُ

ما شَلَّ كفَّكَ في أقصَى مغارسِها
قد شَلَّ قلبكَ.. والدنيا هوًى غِيَرُ

ماذا تريدُ، ولونُ الصِّدْقِ منخطفٌ
في ناظريكَ، ولونُ الكِذْبِ مزدهِرُ

ماذا تريدُ، مزاجُ الحِبْرِ أسئلةٌ
غَرْثَى، وأجوبةٌ كالقَحْطِ ينتشِرُ
ماذا تريدُ، مزاجُ الحِبْرِ لا لغةٌ
من الحياةِ، ولا دِيْمُ الحَيَا مطَرُ

يا مَنْ إذا أقرأتْكَ الريحُ يوسُفَها
أطبقْتَ فوقَ كتابِ الصَّدرِ تَدَّكِرُ

أطبقْتَ فوق شِفاهِ البئرِ تشربني
ماءُ الطَّوَايَا دمي ، يصفو ويَنْكَدِرُ

ماذا تريدُ، وكلُّ الصافنات لها،
من نخوةِ الخيلِ، ما يا أنتَ لا تَفِرُ

أَمِطْ قِناعَكَ ثمّ احْلُمْ بما خَبَأَتْ
لكَ العُذُوقُ من اللذاتِ تَبْتَدِرُ

واقرأْ قضاءَكَ يا من كل جارحةٍ
فيكَ استدارتْ على ليلٍ بها الدُّسُرُ

أنتَ القضاءُكَ ما نامتْ لهُ مُثُلٌ،
على التِّراتِ ، ولا عَيَّتْ بهِ البُكَرُ

كم ذا تُطابعُ فيكَ الجُزْرُ جَازِرَها
هلاَّ تَطَابَعُ فيما بينكَ الجُزُرُ

مسراكَ يحملُ في تابوتِهِ صُوَراً
خُضْرَ الهَوَى،عُرُبًا، يا حبّذا الصُّوَرُ

تبكيكَ في سِرِّها، حَيًّا ومَيِّتَةً
عارٌ عليكَ دمي والسمعُ والبَصَرُ

روحُ الشهيدِ تُرَى غيداءَ فاتنةً
وروحُكَ السَّمْجُ يبقَى فيكَ ينْتَحِرُ

لا في الحياة يُعَدُّ، إنْ شَبَا خَبَرُ
على الشِّفاهِ،ولا في الموتِ يُعْتَبَرُ

أعْجَزْتَ وصْفَكَ:ماذا أنتَ في سَفَرٍ
تُبْنَى عليكَ لهُ من عَظْمِكَ الجُسُرُ

وأنتَ في شِيَةِ الثاوينَ منتفشًا
نَفْشَ الحُبارَى جَنَاحًا هَدَّهُ الذُّعُرُ

إنْ صال بازٌ على أُمِّ البُغَاثِ نَزَا
فرخُ البُغاثِ على الأفراخِ يَنْتَسِرُ

أو جارَ رَبُّ الجِوَارِ الغَصْبِ في بَلَدٍ
سَرَى الهُمَامُ على الجاراتِ يَثْتَئِرُ

ما هان يومًا على الدنيا وآهلِها
كمنْ يهونُ وفيه الأرضُ والبَشَرُ

ولا استراحَ على رَأْدِ الزمانِ ضُحًى
من استراحَ وسارتْ دونهُ السِّيَرُ

أعربْ لهاتَكَ أو أعْجِمْ، فقد هرمتْ
كلُّ القناديلِ، لا زيتٌ ولا شَرَرُ

لا النثرُ يَبْعَثُ في الأجداثِ منتفضًا
من التراب، ولا ذا الشِّعْرُ والعِبَرُ
عَمِّدْ لسانكَ، أو حَرِّرْ، فما لغةٌ
عادتْ لها شِيَمُ الأعرابِ تَنكسِرُ

لا تلتفتْ أبداً؛ قِطْعُ السُّرَى حَجَرٌ
يَحْصبْكَ منهُ لسانٌ، أو يُصِبْ نَظَرُ

حاصرْ حصانَكَ،لا هان الخيولُ! غداً
يأتيكَ دورُكَ ؛ فالجزّارُ ينتظِرُ

لكنَّ..ها ثورةُ التكوينِ في جسدي
كم تستفيقُ، وتعلو حولها السُّوَرُ

أليس منكَ لنا حُلْمٌ يصافِحُنا
إلاّ الفَناءُ ، وإلاّ النَّوْحُ والكَدَرُ

كُلُّ الهزائمِ، في أَوْهَى بيارقِها
هزيمةُ الذاتِ ، ما دارتْ بها الفِكَرُ
ماذا تقول.. متى؟.. مَلَّ القصيدُ،وما
عاد الطريقُ على التَّسْيارِ يَصْطَبِرُ

هذا خطابُكَ في الصيفِ العتيقِِ، لكَمْ
صافتْ سنابلُ ليلٍ مِلْؤُها تَتَرُ

يا حاديَ العِيْسِ..هذي عِيْسُنا بَلِيَتْ
من الدُّوَارِ على الأَعْصَارِ تعتصرُ

يا حاديَ العِيْسِ..إنِّي لا أَرَى!،وأَرَى
في صوتكَ الآلَ، يَطْفُو ثمّ يَنْحَدِرُ

ماذا تقول تُرَى إنّ المَدَى زَبَدٌ
والدربُ مبتسمٌ، والغيثُ مُنهمِرُ

ماذا أقولُ أَنَا إنّ السيوفَ دمٌ
والعِرْضُ لؤلؤةٌ،والجيشُ منتصرُ

ماذا أقولُ هنا ، إنْ شئتَ قلتُ إذن
لن يأتيَ الدَّوْرُ والجزّارُ يحتضرُ

لكنَّ من خلفهِ أَلْفًا على كَتِفي
ما دُمْتَ نحنُ فما للجزرِ مزدجَرُ

لَمْلِمْ شتاتكَ؛ وجهُ الليلِ معتكِرُ
والصُّبْحُ مُرْتَهَنٌ،والوقتُ مُحْتَكَرُ

واقرأْ قضاءَكَ يا مَنْ كلُّ جارحةٍ
فيك استطارتْ على فجرٍ بها الدُّسُرُ

قد هان جِدًّا على الدنيا آهلها
من هان يومًا وفيه الأرضُ والبَشَرُ

قُمْ فالتقطْكَ ،فتًى، واضربْ سبيلَكَ. قُمْ
نَوْءُ السِّنين بنَوْضِ الشَّوْقِ يَسْتَعِرُ

قُمْ فالتقطْكَ؛ أساطير الرؤى التحمتْ
بنافِرِ الدَّمِ: تَرْفُوْهُ ويَشْتَجِرُ

قُمْ،أيها الماردُ،استخرجْ خُطاكَ،وقلْ
في وجهِ هذا السوادِ البحرُ والسَّفَرُ

يا قُرْطُبيات ما يأتي ، أَتَيْتُ غَداً
ولم أَجِدْكِ، سآتيْ والهَوَى بَصَرُ

يا أيها المسجدُ الأقصَى: السلامُ دَنَا
فادخلْ، عليكَ سلامُ الله، يا عُمَرُ


عبدالله الفيفي

الحمدان
07-20-2024, 09:58 PM
طافَ طيفٌ طائفيّ وتثنّى
مشرئبَ الوعدِ عنّى وتعنّى

عنبيّ الثغرِ لما زارني
أيقظَ الصحراءَ في الصَّبِّ فغنّى

نَشَرَ الرّيشَ سلاماً فابتدا
ألفباء العشق سطراً فكتبنا

خوط بانٍ ساجي الطرفِ على
غصنه حطّتْ طيورُ الخوخِ مَثْنَى

ثقفيّ القَدّ عَرْجيّ اللُّغَى
يتغنّى كم فتىً فينا أضعنا

وأماطَ الخَزّ عن حُرِّ النَّقا
فتداعى الوجدُ هَتْناً جادَ هَتْنا

مَن أنا قالتْ وآرامٌ نَزَتْ
شهوةً واهتزّ وجٌّ وارْجَحَنّا

ورَنَا الأفْقُ عيوناً وطُلًى
تَزْحَمُ الوَهْدَ وتغشَى كلّ مَغْنَى

أنا غزوانُ أبي.. يا لأبي
باذخَ الهامةِ تَيّاهاً مِفَنّا

قال يابنتي تسامَي حُرَّةً
فجمالُ الغادةِ المختال أجْنَى

من شريطِ الأمسِ ذكرى انتظمتْ
مثلما تنتظم القضبانُ سِجنا

إذْ ذئابُ الليل تجتاسُ دمي
والضُّحى يضحكُ في الصَّبَّارِ ضِغْنا

وحِرابُ الموتِ تنمو في يدي
كعناقيدي وكان الرعبُ دَنّا

أقبلتْ من ساعةِ الأقدارِ لي
ساعةٌ صاغتْ حروفَ العشبِ أمْنا

ساعة نجديّة التوقيت ما
فتئتْ يوماً تردّ العُوْنَ بُثْنا

إنها ساعة عشقي أشرقتْ
واستهلّتْ من يدِ التاريخ يُمْنَى

ذاك وعدي فارسي الأول مَن
حاشَ لحمي مِن ذئاب الغِيْلِ وَهْنا

أيها البيدُ استظلّي رئتي
وتروّي مِن نَدَى خديّ مَنّا

كان وجهُ الليل إذ قالتْ مَدًى
يرسم الضوءَ فناراتٍ وسُفْنا

كان ما قالتْه رُمّانًا كَسَا
شَفَةَ الفجرِ تباشيرَ ويُمْنَا

وهْيَ إذْ قالتْ غزالاً نافراً
جبليّ الشوقِ وضّاحاً مُحَنّى

قلتُ يا هذي هنيئاً للفتى
وليَ الله.. تباريحَ وظَعْنَا

أخت (فَيفاء) بقلبي قلبُها
من رأى قلبين في قلبٍ مُعَنّى

هذه (فَيفاءُ) فينا أشأمتْ
أيّ روضٍ من رياض الله أسْنَى

أم هيَ (الطائفُ) صَدْرٌ حالمٌ
وقماريّ تَفِزّ الآنَ وسْنَى

هذه الطيفاءُ، بيتٌ محكمٌ
فيه باتتْ أحرفي الخضراءُ مَعْنَى

وتوادعنا عشيقين ولم
تلتق الأنفاسُ منّا واعتنقنا

وتلاقينا عشيقين ولم
ترتو الأنفاسُ منّا وافترقنا

هل تغيّرنا؟ هل الحبّ المكا
نُ الذي كان بعينينا استكنّا

مَن يعيدُ المعهدَ المعهودَ في
ذمّةِ الذكرى كما كان وكُنّا

مَن يعيدُ الشارعَ.. الدكانَ لي
مثلما كانا.. إذا ما الطفلُ حَنّا

تهجرُ الأكوانُ طُرّاً كونَها
وتظلّ الروحُ ديواناً وخِدْنا

وتموتُ اللوحةُ الزيتيةُ
إذْ يعيش الراسمُ الفنّانُ فَنّا

فإذنْ.. كيف المعرِّي يشتكي
ذاتَ شكوى أمْحَلَ الروحُ وشَنّا

إنه العشقُ جنين النار: وَيْ
مَن سَقَتْهُ حَلْمَةُ الجَمْراتِ أنّا

وهو العشقُ مصابيح تُرى
في دم العشاق.. أيّانَ وأنَّى

إنما عشقِيكِ وَصْلٌ ناعمٌ
وفؤادُ العشقِ وَهْنٌ ضَمّ وَهْنَا


عبدالله الفيفي

الحمدان
07-20-2024, 09:59 PM
أَغْمَدَ السَّيفَ، مرهقَ الإِنسلالِ
وثَنَى شهوةَ الحصانِ الخَيالي

وتَمَشَّى في شَكِّه الوقتُ رَهْوًا
يَستعيدُ احتمالَهُ باحتمالِ

حَمْحَمَ المُهْرُ، شاعرًا لوذعيًّا
أَفْلتَتْ منه لفتةٌ للشَّمالِ

واستدار المَدَى على أخْدَعَيْه
دورةَ الساعةِ.. انخزالَ الهِلالِ

يُلْجِمُ المُهْرَ كَفُّهُ، وبكَفٍّ
يُلْجِمُ الآهَ مُدْلَهِمَّ السُّؤَالِ

فَتَّشَ الليلَ وجْهُهُ في يديهِ
لم يَجِدْ ما يكونُهُ في الليالي

في ذِئابٍ من التَّوَى ضارياتِ
ودَياجٍ منَ الطَّوَى كالسَّعالي

يُبْدِئُ الهَمَّ، يَلْتَوِي، ويُبادي
مُقْدِمٌ، مُحْجِمُ الظُّنونِ، انتقالي

شَامَ في ردهةِ الوِهادِ بَصيصًا
ظَنَّ نَجْمًا من السماءِ لُؤَالي

أَطْلَقَ الرُّوحَ في رُخَاءِ المَرايا
وسَرَى الطَّرْفُ يستشِفُّ المَجَالي

طارقٌ هذا أَمْ طَرِيْفٌ ومن ذا
صَقْرُ ماكان في السِّنين الخَوالي

ما الذي يجري؟ هل ترانا حلمنا
فصحونا بلا هوًى أو وِصالِ

تلك غرناطةُ التي ضَمَّخَتْنِي
بِسِجالٍ من الوَجَى والمَعال

لم يزلْ بابُها يَصِرُّ بأُذْني
وبقلبي يُدِيْرُ أَلْفَيْ نِصَال
وفتاةٍ من مهجتي ناهداها
ودِمائي في وردةِ الخَدِّ والي

قُرْطُبِيَّاتُ أُنْسِها لَعِبَتْ بي
وشَمُوْلُ انتشائها في سِبالي

أتراها لِوَهْفَةِ العشقِِ تَنْسَى
أَمْ تراها غريرةً لا تُبالي

أَمْ تُراني رغبتُ عنِّي وعنها
فاستحالتْ قصيدةً من رِمالِ

كان يلْهو به السُّؤالُ ويَلْغُو
جَدَّدَ اللَّهْوُ جِدَّهُ ، وهو بالِ

لم يَعُدْ يدري ما الذي يَنْتَوِيْهِ
أَيّ وَجْهٍ لوجههِ من كَلالِ

يَتَرَوَّى ماءَ الملالاتِ صِرْفًا
في كؤوسٍ من الغليلِ الزُّلالِ

قال، لمَّا ارتأَى له الغربُ شرقًا
وإذا الفجرُ نَشْوةٌ من مُحَالِ

ياغزالي من فِكْرةِ الحُبِّ أَشْهَى
ُقلْ: متى فِيَّ تَرْعَوِي يا غزالي

كان يَهْذي وكان يَذْوي عَضُوْضًا
في ثيابٍ ضوئيَّةٍ من نبالِ

فإذا شَخْصٌ نابتٌ في البَراري
أسودَ الصوتِ أبيضَ الإِنْهِمَالِ

يَقْضِمُ العُمْرَ وحْدةً ورُؤاهُ
تَزْجُرُ الطَّيْرَ سُنَّحًا للشِّمالِ

وإذا أُمُّهُ التي لم تَلِدْهُ
تَبْصِقُ اللفظَ في انحناءِ الجِبالِ

ابكِ مثلَ النساءِ مُلْكًا مُضَاعًا
لم تُحافظْ عليهِ مثلَ الرِّجَالِ

دَمْدَمَ الصَّمْتُ والغرابُ تَغَنَّى
وعَوَى الذِّئْبُ من شِفَاهِ الدِّلاَل

اصحَ من أمسكَ استفقْ ياحبيبي
رُبَّ غرناطةٍ رَنَتْ في احْولالِ

رُبَّما صارت البلادُ كتابًا
أنتَ فيها بقيَّةٌ من مِثَالِ

رُبَّما..رُبَّما، ورُبَّتَ باتتْ
لقتيلٍ في أرضِها واحْتِلالِ

فَدَع الشِّعْرَ هاهنا وتَهَيَّا
تَنْظِمُ الفَجْرَ غُرَّةً من نِضَالِ

إنَّما هذه الحياةُ قَصِيْدٌ
خَيْرُ أبياتِها الحديثُ الأَصَالِي


عبدالله الفيفي

الحمدان
07-20-2024, 10:01 PM
ساهرٌ والليل في جفنيه نامْ
وتنامى في صدى الصمت الكلامْ

يستعيد الريح أشواقا مشتْ
سلكَ ياقوتٍ وأحجارٍ وجامْ

في سُرى الذكرى تناغى طيرها
همسةً حرّى وأشجاناً تُؤامْ

يتملاّها , تملاَّه : هوًى
أو جوًى يكوي مصاريعَ العظامْ

قال في بيدرها الظامي: أنا
من أنا يا أنت ياهذا الزحامْ

ترتقي بي في ذرى الأعوام تهـ
ـفو تناديني على البعد سلامْ

طوقتني من بقاياك منًى
لم تجد بعد مطاياها العظامْ

وطوتني في مراياكِ رؤًى
عذبةٌ كانت مراراتٍ زُؤامْ

وتصبّتني بعينيكِ صُوًى
جدّفتْ صوبَ مجاليها الرِّهامْ

أطربتني.. أرّقتني.. وطوتْ
في سجلّ النفس أصداءَ اليَمامْ

هي دنيا من بقايا دنتْ
ومطلّ للغد الآتي الضرامْ

هكذا التفتْ مداراتُ الدُّنى
في مدار الليل أمشاجاً تُسامْ

ليلة واحدة قد لبستْ
من ليالي العُمْرِ فيها ألفَ عامْ

وهل العُمْرُ سِوَى ليلٍٍ هَمَى
أو سِوَى ليلٍ تولى كالجهامْ

قد يظلّ الفجرُ طفلاً ضارعاً
مشرئبَ الثّغْرِ للنهدِ الفِطامْ

دَرَّ في وَعْدِ الخبايا دَرُّها
ساعة روّته ألبانَ الغرامْ

فإذا النورُ بنا ينداحُ كاللثغةِ
الأولى.. شآبيباً سِجامْ

تزرعُ الرّملَ نهاراتٍ سَرَتْ
في عروقِ الليلِ آمادَ الظَّلامْ

ساهراً والليلُ في جفنيْ ينامْ
يتسجّى من دمي سيفاً كهامْ

من دمي الدافي ال تشظّى وردةً
ملءَ أفواه قوافينا الحطامْ

ملءَ هذا السَّهْبِ من غيهبنا
ملءَ أثداء السبايا في الخيامْ

سيصول الوقتُ منها ملأهُ
سيردّ الخيل إصباح القتامْ

سيشدّ الكرّةَ البِكْرَ غَدٌ
سيروّي السّلّةَ النَّشْوى حُسامْ

يومها فليهن جفنيكَ الكَرَى
نيمةَ الطفل وأحلامَ الحَمامْ

ساهرٌ يذبحه صمتُ النيامْ
ما عليه؟! جَرّ سكينَ الكلامْ

حَزّ في ماء الوريدِ حَزّةً
أوشكتْ توقظُ أنفاسَ الرِّمامْ

ربما أحياكَ تصهالُ الظُّبَى
ولقد يفنيكَ تسبيحُ الغمامْ


عبدالله الفيفي

الحمدان
07-20-2024, 10:02 PM
0مَوْجٌ على مَوْجِ الهَوَى يَتَكَسَّرُ
ومدًى يسافرُ في مَدَاهُ ويُبْحِرُ!

والبحرُ أيّامي ، تُخِبُّ خيولُها
أسَفاً يروح ، وبهجةً تتمطَّرُ

كُلُّ الذين رأوكَ في حَدَقِ الصُّوَى
بَصُروا بعشقكَ ، إنما لم يُبصروا

بَصُروا بأنّ أميرةَ الماءِ التي
وهَبَتْكَ نَوْأَكَ أمْرُها لا يُقْهَرُ

المغربُ الأقصى على أهدابها
شَرْقٌ، يَزُفُّ جناهُ طَرْفٌ أَحْوَرُ

من صَقْرَ فوديها إلى عُشْبِ الفَلا
خشْفان ، حفَّهما الفُتونُ الأكبرُ‍ ‍

وعلى نوارس ركبتيها رَفْرَفَتْ
أشواقُ أيّامي، ومَارَ المَرْمرُ

ولها على أُفُقِ الزمانِ تَوَقُّدٌ
ولها على أُفُقِ المكانِ تَعَثُّرُ

يَتَبَدَّدُ التاريخُ في بيدائها
وإذا أرادتْ ، فهْو عَبْدٌ مُحْضَرُ

أينعتُ من رغمِ الثَّرَى بمفازتي،
هَتَفَتْ بهِ، فحواهُ فجرٌ أخْضَرُ

لِتَلُفَّهُ من دفئها بمُطَهَّمٍ
سَعَفُ الأصائلِ ساعِداهُ وتَبْذُرُ

تسهو على وَلَهٍ مشاعلُ وَجْدِها
الصُّوفيّ، أو يصحو الحضورُ المُزْهِرُ

عَرَفَ انهمارَ الدهْرِ من أعطافها
فسقتْهُ، لا يَصْحُو ولا هُوَ يَسْكَرُ

يا أيها الأنثى التي حملتْ
زمانَ الوصلِ طِفْلاً،أينَ منكِ تَنَكُّرُ

غادرْتني نَهْبَ القصائدِ والرُّؤى
متجاذَبٌ، متداوَلٌ، متبعثرُ

أهمي حنيناً في ثراكِ وأنثني
من فرط ما بي، هائماً يتفكَّرُ

تلك التي ظمئتْكَ قد أظمتْكَ
والأبدُ انتهى ، والماءُ معنًى مُضْمرُ

أ فَهكذا عشقيكِ يبقَى جَذْوَةً
في الروحِ ، تخبو تارةً أو تَظْهَرُ

كم قلتُ يوماً ، والهواءُ غلائلٌ
بيْضٌ ، وطار بنا جناحٌ أشْقَرُ

يا نخلةَ الله التي أثداؤها
رُطَبُ الحياةِ وظِلُّها المُتَهَصِّرُ

هُزّي بجذعي ، إنني لكِ جائعٌ
وتساقطي كمَجَرَّةٍ تَتَكَوَّرُ

أُهْدِيْكِ راياتي، شراعاً من دمي،
وخيوطها من مهجتي تَتَحَدَّرُ

يَهْنِيْكِ منها خامةٌ من غيمها
ليعيثَ فيها ذا البهاءُ المُبْهِرُ

وخُذي بأعناقِ الشعاراتِ التي
قَضَمَتْ بجسمي أُمَّةً لا تَشْعُرُ

هذي فلسطينُ كأطولِ كِذْبَةٍ
تاريخُها عَرَبٌ تقولُ وتَكْفُرُ

والمسلمون مسابحٌ ومباخِرٌ
أُمَمٌ هنالك كمْ تَنَامُ وتَجْأَرُ

بغدادُ في "فيلم العروبة" أُحْرِقَتْ
والمُخرجانِ "تَأَمْرُكٌ" و"تَدَوْلُرُ"

وتَجَشَّأَ الأعرابُ.. أمريكا على
أكتافهمْ بالتْ.. وبانَ المَخْبَرُ

الراضعون بثديها .. هل فوجئو
فـ"حضارةُ الأبقارِ" منهمْ أَبْقَرُ

هزّي إليكِ بجذعها ، يلدُ الضحى
طفلين : طفلاً بالأَرُوْمَةِ يجْدُرُ

والآخرُ الطفلُ الذي في خاطري
من ألفِ عامٍ فكرة لا تَكْبُرُ

يا أنتِ ، يا نحنُ ، وما يبقَى على
كَفِّ الزمانِ بطقسنا ، يا بَيْدَرُ

أدري بأنكِ في مخاضكِ ، بينما
أهلوكِ حولكِ ، هازئٌ، أو مُنْكِرُ

أدري بأنك حُرَّةٌ ، وأسيرةٌ
ولكِ الجموعُ بأسرها تستأسِرُ

أدري بإطْراقِ الجوادِ إذا كَبَا
أو باختلاج القلبِ إمّا يُكْسَرُ

ولقد علمتِ بأنّ قلبكِ دانةٌ
أغلى من الأغلى عَلَيَّ وأَنْضَرُ

لكنّ عنوانَ الأنوثةِ مشْمِسٌ
أبداً ، وعنوانَ الذّكورة مُقْمِرُ

عنوانُ لحظيكِ مقاتلُ مهجتي
لو كان بي غيري ، وبئس تَعَذُّرُ

تلك التي قتلتْ فؤادكَ أبْدعتْ
قتّالها، ولكلّ آتٍ مَصْدَرُ

فتحرّري منّي، فمنكِ بدايتي
ولتغفري حُبّي ، فمثلُكِ يَغْفِرُ

لا يقرأ اللغةَ الولودَ سوى الذي
يحيا الأمومةَ،كُلُّ أمٍّ تَصْبِرُ

وأنا هنا ببياضها متوسِّمٌ
وجْهَ الشُّروقِ ، بسِفْرِهِ مُسْتَبْصِرُ

لا تندمي ، لا تحلمي، واستقبلي
أمسي ، وبابُ الوَعْدِ صُبْحٌ مُثْمِرُ

تدرين ما قرأتْ أناملُ ساعتي
في وجهكِ الذَّاوي، وبَرْدٌ يَصْفرُ

بيتين لفّهما الغموض بهامتي
نَعَبَا ، وهذا الكونُ ليلٌ مُغْدِرُ

إنْ لم يكن لكَ منكَ طِبٌّ في الهوى
فطبيبكَ الموتُ الذي لا تَحْذَرُ

لولا دماء الموتِ في مُهَجِ الحيا
ما أَخْصَبَ الماءُ المواتُ المقفرُ

يا غيمةَ الفصلِ الأخيرِ، تمهّلي
فشفاهُنا من حلمتيكِ الكَوْثَرُ

تتفتّتُ الذكرى الحرونُ براحتي
فأشمّ منها أنجماً تتحَرَّرُ

غَزَلَتْ بُرادةَ ذكرياتي غادةً
ضوئيةً، تنهارُ فيها الأعْصُرُ

تنتابني ريّانةً بجموحها
لتروح مني ثورةً أو تُبْكِرُ

سأظلّ أرنو ظامئاً لجَهَامِها
لا مقشعاً عنّي ، ولا هُوَ يُمْطِرُ

قَدَري أحبّكِ أنتِ، يا فتّانتي
من ذا على قَدَرِ المَحَبةِ يَقْدِرُ

كمكالفَراش نموتُ في أضدادنا
والحُبُّ بعدَ عداوةٍ هُوَ أَشْعَرُ


عبدالله الفيفي
السعودية

الحمدان
07-20-2024, 10:15 PM
لو كانتْ تسمعُني الصحراءْ

لطلبتُ إليها

أنْ تتوقّفَ عن تفريخِ ملايينَ الشعراءْ

و تحرّرَ هذا الشّعبَ الطيّبَ

من سيفِ الكلماتْ

ما زلنا منذُ القرنَ السابعْ

نأكلُ أليافَ الكلماتْ

نتزحلقُ في صمغِ الراءاتْ

نتدحرجُ من أعلى الهاءاتْ

و ننامُ على هجوِ جريرٍ

و نفيقُ على دمعِ الخنساءْ

ما زلنا منذ القرنَ السابعْ

خارجَ خارطةِ الأشياءْ

نترقّبُ عنترةَ العبسيَّ

يجيءُ على فَرَسٍ بيضاءْ

ليفرّجَ عنّا كربتَنا

و يردَّ طوابيرَ الأعداءْ

ما زلنا نقضمُ كالفئرانْ

مواعظَ سادتِنا الفقهاءْ

نقرأُ (معروفَ الإسكافيَّ)

و نقرأُ (أخبارَ الندماءْ)

و (نكاتَ جُحا) و (رجوعَ الشيخِ)

و قصّةَ (داحسَ و الغبراءْ)

يا بلدي الطيّبَ ، يا بلدي

الكلمةُ كانتْ عصفوراً

و جعلنا منها ، سوقَ بغاءْ

لو كانتْ نَجدُ تسمعُني

و الربعُ الخالي يسمعني

لختمتُ أنا بالشّمعِ الأحمرْ ، سوقَ عُكاظْ

و شنقتُ جميعَ النجّارينَ

و كلَّ بياطرةِ الألفاظْ

ما زلنا منذُ ولادتِنا

تسحقُنا عجلاتُ الألفاظْ

لو اُعطى السّلطةَ في وطني

لقلعتُ نهارَ الجمعةِ أسنانَ الخُطباءْ

و قطعتُ أصابعَ من صبغوا

بالكلمةِ أحذيةَ الخُلفاءْ

و جلدتُ جميعَ المنتَفعينَ بدينارٍ

أو صحنِ حساءْ

و جلدتُ الهمزةَ في لغتي و جلدتُ الياءْ

و ذبحتُ السّينَ و سوفَ

و تاءَ التأنيثِ البلهاءْ

و الزخرفَ و الخطَّ الكوفيَّ

و كلَّ ألاعيبِ البُلغاءْ

و كنستُ غبارَ فصاحَتنا

و جميعَ قصائدنا العصماءْ

يا بلدي ، كيفَ تموتُ الخيلُ

و لا يبقى إلا الشعراءْ ؟

لو اُعطى السُّلطة في وطني

أعدمتُ جميعَ المنبطحينَ على أبوابِ مقاهينا

و قصصتُ لسانَ مغنّينا

و فقأتُ عيونَ القمرِ الضاحكْ من أحزانِ ليالينا

و كسرتُ زجاجتَهُ الخضراءْ

و أرحتُكَ يا ليلَ بلادي

مِنْ هذا الوحش الآكلِ من لحمِ البُسطاءْ

يا بلدي الطيّبَ ، يا بلدي

لو تنشفُ آبارُ البترولَ و يبقى الماءْ

لو يُخصى كل المنحرفينَ

و كلُّ سماسرةِ الأثداءْ

لو تُلغى أجهزةُ التكييفِ ، من الغرفِ الحمراءْ

و تصيرُ يواقيتُ التيجان

نعالاً في أقدامِ الفقراءْ

لو أملكُ كرباجاً بيدي

جرّدتُ قياصرةَ الصحراءِ من الأثوابِ الحضريَّهْ

و نزعتُ جميعَ خواتمهمْ

و محوتُ طلاءَ أظافرهمْ

و سحقتُ الأحذيةَ اللمّاعةَ

و السّاعاتِ الذهبيّهْ

و أعدتُ حليبَ النُوقِ لهمْ

و أعدتُ سروجَ الخيلِ لهمْ

و أعدتُ لهم ، حتّى الأسماءَ العربيّهْ

لو يكتُبُ في يافا الليمون

لأرسلَ آلافَ القُبلاتْ

لو أنَّ بحيرةَ طبريّا ، تُعطينا بعضَ رسائلِها

لاحترقَ القارئُ و الصفحاتْ

لو أنَّ القدسَ لها شفةٌ

لاختنقتْ في فمها الصلواتْ

لو أنَّ و ما تُجدي (لو أنَّ)

و نحنُ نسافرُ في المأساةْ

و نمدُّ إلى الأرضَ المحتلّهْ

حبْلاً شعريَّ الكلماتْ

و نمدُّ ليافا منديلاً طُرّزَ بالدمعِ و بالدعواتْ

يا بلدي الطيّبَ ، يا بلدي

ذبَحَتْكَ سكاكينُ الكلماتْ

نزار قباني

الحمدان
07-20-2024, 10:17 PM
وطني !

يفهمكَ السذجُّ ريحاناً و راحْ

و يظنونكَ درويشاً يهز الرأسْ

أو رقصَ سماحْ

و يظنونكَ في غفلَتهِمْ

نغمةً من بزَقْ

و قناني عرَقْ

و مواويلٌ تغَنى للصَباحْ

وطني ، يا أيها الصدرُ المغَطى بالجِراحْ

وطني ، منْ أنتَ ؟ إنْ لَمْ تنفجِرْ

تحتَ إسرائيلَ صندوقَ سِلاحْ

نزار قباني

الحمدان
07-20-2024, 10:19 PM
وجدت الحب نيرانًا تلظى
‏قلوب العاشِقينَ لَها وقود

‏فلو كانت إِذا احترقت تَفانَت
‏ولكن كُلَّما احترقت تَعودُ

‏كَأَهلِ النارِ إِذ نَضِجَت جلود
‏أُعيدَت للشقاء لهم جلود

......

الحمدان
07-21-2024, 11:18 AM
‏لستُ أدري أين تسري بي خطايَ
‏كلما طاوعتُ قلبي وهوَايَ

‏تائهٌ في كل أمري
‏غارقٌ ، ذابت عُرايَ

‏متعبٌ أبغي شفائي
‏و على اللهِ هُدايَ

......

الحمدان
07-21-2024, 11:29 AM
أصدقائي أم أصدقاء الوظيفةْ
أنتمُ يا ذوي النفوس الضعيفةْ

الأولى تهزؤون بالمثل العليا
وتلهون بالمعاني الشريفةْ

بسماتٌ ملوناتٌ وأخلاقٌ
وصوليةٌ غلاظٌ سخيفةْ

ونفاقٌ ملونٌ تخجل الحِر
باء منه فتنثني مكسوفةْ

تتدلى وتستكينُ وتنماعُ
وتغدو لكل صابون ليفةْ

فإذا ولت الوظيفةُ ولوا
وأثاروا عليك حرباً عنيفةْ

خلقٌ يشمئزُ منه كريم النفس
والطبعِ والخصالِ المُنيفةْ

يا لنفسي من أنفسٍ تقذف الحبر
عداءً على الثياب النظيفةْ

وعلى كل جانب من قذاها
قذرٌ يُزكم الأنوفَ وجيفةْ

خضت في بحرها وكنت غريراً
فطفا موجُها وكانت حصيفةْ

أوجهٌ كالبلاط لا تُنبت الزهر
وإن كان المياه كثيفةْ

وقلوبٌ مثل الكهوف ظلاماً
والضحى يغمر الوجود مُخيفةْ

غير أني وإن تألم قلبي
فهو ما زال كالظلال الوريفةْ

لست خِباً والخبّ قد يخدع البر
وهذي حكايةٌ معروفةْ


محمد السنوسي

الحمدان
07-21-2024, 11:29 AM
من الجزيرة من أرضي ومن بلدي
تألق النور نور الحق والرشد

ومن رباها رباها الطاهرات ثري
أبيض تنفس الصبح من بدر ومن أحد

نور تألق من نور فرق به قلب
الحياة ونض الصخر بالبرد

وفاض عبر شعوب الأرض مندفقا
يحيي القلوب ويشفي ثغر كل صدى

جرى فأخصبت الدنيا ندى وهدى
تمازجا كامتزاج الروح بالجسد

وأشرفت "بابن عبد الله" واتلقت
"رسالة الله" زاه نورها الصمدي

"محمد" خير خلق الله قاطبة
خَلْقًا وخُلقًا على السراء والنكد

نديم "جبريل" يسقيه فما لفم
"وجبا" يرتله شاد إلى غرد

أحلى من الشهد آيات مفصلة
تهدي إلى البر في قول ومعتقد

تنزلت بالهدى والنور في لغة
تلألأت بمعان فذة جدد

تبلى الدهور ولا تبلى نضارتها
صفاء لفظ ومعنى خالد أبدي


محمد السنوسي

الحمدان
07-21-2024, 11:31 AM
على التاريخ أن يصغي إلينا
ويملأ سمعه مما لدينا

فنحن حماته سلمًا وحربا
ونحن بناته دينًا ودنيا

ونحن هداته قولًا وفعلا
ونحن كماته شدًّا ولينا

أضاء على منابرنا نجومًا
وأطلق في مواكبنا لحونا

وكنا خير أمته خلالًا
بدين محمد متمسكينا

طريقًا واضحًا لا أمت فيه
ولا عوجًا هداة مهتدينا

فماذا ينقم الأعداء منا
وماذا يدعون ويفترونا

سوى إيماننا بالله ربًّا
وبالإسلام تشريعًا متينا

أَبِي الإسلام ينبزنا الأعادي
كفى شرفًا بذلك لو يعونا

لنا إسلامنا ولهم هواهم
سواء كان "مركس" أو لينينا

فقد وضح الطريق لكل سار
وكان الحق منبلجًا مبينا

أترحمني يد بالأمس كانت
تضافحني وتملئني يقينا

ويغدر بي أخ قد كنت أسمو
به ظنًّا وأحسبه أمينا

ومن هدي الجزيرة وهي مهد
لنور محمد في العالمينا

تطلعت الشعوب إلى شعاع
محا ظلماتها والظالمينا


محمد السنوسي
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 11:33 AM
هتفت والشعور روح وراح
ويك غرد فقد أضاء الصباح

الصباح الذي له من منى النفس
انبلاج ومن هواها انصياح

قف على قمة الزمان مع التاريخ
واهتف يهزك الارتياح

وتأمل شواطئ النيل والبشرى
على ضفتيه والأفراح

هدأت ثورة الخصم وقرت
ونجا بالسفينة الملاح

وثبت "مصر" وثبة في سماء
يحسد البرق في مداها الرياح

إنها وثبة يرن صداها
عاليًا ملؤها العلا والنجاح

هزت "الغرب" في محافلها الكبرى
وقد صفقت من الشرق راح

وعلت راية العروبة شماء
يزين السماء منها وشاح

إلى قوله:عبروا عن مرادهم في "حلاء"
يدعم الحق في سناه الكفاح

طلبوا الموت في ثراها ففازوا
بحياة كريمة لا تتاح

حطم المارد القيود فلا النيل
فرات ولا "الفرات" قراح

لا "قناة السويس" حوض ولا
"البيضاء" روض ولا "البريمي" مراح

قد تلظى اللهيب في كل فج
رق فيه الصبا ورف الأقاح

واعتصمنا بعروة الوحدة الوثقى
وشدت على القلوب الصفاح

وأضاءت لنا الطريق معان
وأمان غر وضاء وصاح

وانطلقنا تهز أقدامنا الأرض
ويطوي السماء منا جناح

هدف واحد تلاقت عليه
مهج حرة النيات صحاح


محمد السنوسي

الحمدان
07-21-2024, 11:36 AM
يا طبيب العيون شكوى عيوني
من لحاظ حورية التكوين

وهي عين لا تعرف النظر الشزر
ولم تكتحل بغير الفتون

فترفق بها ففي نومها المكنون
أسرار عالم مكنون

إن فيها أحلام قلبي وأشواقي
وأطياف صبوتي وشجون

وهي أغلى من العشيرة والمال
وأغلى من كل شيء ثمين

إنها يا طبيب نافذتي الكبرى
على الكون والرؤى والفنون

وهو جسري إلى الحياة ومنطادي
وفي بحرها العميق سفيني

وهي تصبو إلى الحسين فما تنفك
نشوى من حسن ذاك الحسين

وهي ترنو إلى الحزين فتبكي
حزنًا من أسى لذاك الحزين

وهي ترنو إلى المشين فتقذى
رحمة لا شماتة بالمشين

وهي تواقة إلى كل سطر في كتاب
وهامش في متون

وهي ماء فكيف تستخرج الماء
من الماء بالشبا المسنون

كيف تجري السكين فيها وفيها
رقة لا تطيق همس الجفون

وهي من لفظة تذوب حياء
من عتاب الهوى ولوم الخدين

فلتكن في يديك أسرار عيسى
وهداه ومعجزات الأمين

يا إلهي سملت للطب عيني
وأنت الطيب فالطف بعيني


محمد السنوسي

الحمدان
07-21-2024, 11:38 AM
ريفية تهتز أعطافها
خصوبة من مرح وارتياح

ترعرعت بين ظلال الربى
ونسمة الوادي وعزف الرياح

تحية مني إلى "غادة"
هيفاء لفاء كعاب رداح

في الشمس والظل نمت واستوت
فهي مثال للجمال الصراح

تختال من دل ومن صبوة
في حسنها النشوان من غير راحل

لا ما رأت عيني على ما رأت
من الحسان الرائعات الصباح

مثلًا لها في حسنها غادة
باح لها الحسن بما لا يباح

عينان ما عين المها والظبا
وقامة ما البان؟ ماذا الرماح؟

وغرة من غير "تسريحة"
تربع السحر بها واستراح


محمد السنوسي

الحمدان
07-21-2024, 11:40 AM
أمامك الدنيا ترهق القلب والعقلا
فيا خاطري رفقًا وناظري مهلا

تحير فيها المصلحون وأعجزت
نهى الفيلسوف الفذ والشاعر الفحلا

طلاسم تعيي الفكر فهمًا فينحني
خضوعا لها مهما تكبر واستعلى

يعيش بها الإنسان طفلًا وإن بدا
لعينيه كهلًا ثم يتركها طفلا

إلى قوله:
ولذ بحِمَى الإيمان وارض بما قضى
به الله واعلم أن حكمته أعلى

فللدين فضل في الحياة لأنها
بغير الهدى تغدو جحيمًا به نصلى

وثق أن من أعطى الحياة جمالها
وأقواتها لم يهمل الدود والنملا


محمد السنوسي

الحمدان
07-21-2024, 11:41 AM
أرح عينيك من لمع السراب
وقلبك من أمانيه العذاب

وعد عن قشور وإن تراءت
رقاقًا في الضباب وفي السحاب

فقد فاض الطلاء على حياة
تفيض بها الكئوس بلا شراب

يضوع عبيرها من غير عطر
وتزخر كالبحور بلا عباب

وتزهو بالرياض بلا زهور
وتزهو بالثمار بلا لباب


محمد السنوسي

الحمدان
07-21-2024, 11:43 AM
هلمَّ إليَّ يا قلمي
هلم فقد طغى ألمي

فأنت إذا أشرت يدي
وأنت إذا صرخت فمي

وأنت نجي أهاتي
وأناتي ونبض دمي

وأنت إذا بكيت أسى
دموعي فضن في كلمي

وأنت إذا صبوت هوى
وغنيت الهوى نغمي

وأنت ملاذ آمالي
إذا ضاقت بها هممي

أبثك ما أنوء به
من الأرزاء والنقم

فتصغي لي بلا ضجر
ولا ملل ولا سأم

حملتك في سبيل الحق
والآداب والقيم

وكنت وما أزال بها
رضيعًا غير منفطم

أهيم بها وإن جرحت
مناي وحطمت حلمي

وأعشقها على الآلام
والضراء والسقم

وأسري في ظلام الدرب
مرفوعًا بها علمي

كما سار الدليل على
ضياء النجم في الظلم


محمد السنوسي

الحمدان
07-21-2024, 11:44 AM
مضى السلف الأبرار يعبق ذكرهم
فسيروا كما سار على الدهر واصنعوا

وما الفخر بالماضي إذا لم يكن له
من الحاضر الزاهي بناء مرفع

خذوا بأكف الأسد من أسهم العلى
نصيبًا فإن الحاضر اليوم أوسع

يد الدهر لا تسخو بمجد لعاجز
ضعيف ولا تندي ولا تتبرع

وما قيمة الأوطان إن لم يكن لها
"رجال" يلوذون الشقاء لينفعوا

جرت حكمة الدنيا على الناس أنها
تصد لمن صدوا وتسعى لمن سعوا

حصدنا الضنى لما زرعنا له المنى
وجل حصاد المرء من حيث يزرع


محمد السنوسي

الحمدان
07-21-2024, 11:45 AM
عرش على الشرق للدنيا وللدين
أشم يختال بالشم العرانين

مدعم بالهدى والحق متشح
بالنور يسطع من وحي وتلقين

أحيا النفوس وأجرى في أعنَّتها
روح التحرر من غل الشياطين

سما "بآل سعود" فرعه ورسى
بهم على الدهر في عز وتمكين

أبطال معركة الإسلام في زمن
مضرج بالضحايا والقرابين

يضمخون ثرى الأوطان من دمهم
عطرا ويفدونها من كل "نيرون"

وينثرون على الآفاق "أمثلة"
من الشمائل عطراء الرياحين

بعرشهم رفع الإسلام رايته
على الجزيرة خضراء الأفانين

وأشرق الحق كالصبح المبين سنًا
وأصبح العدل مضبوط الموازين


محمد السنوسي
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 11:46 AM
ولم أرَ مثلَ ذكرِ اللهِ عَونًا
على الأحزانِ يسمو بالنفوسِ

ولا مِثلَ السُّجودِ عُلًا وعِزًّا
لعَمري إنهُ تاجُ الرُّؤوسِ


محمود بن سعود الحليبي
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 11:47 AM
صباحُكِ مهجتي لما تتوقُ
ولما يخفِقُ القلبُ المَشُوقُ

ولمّا تغسِلُ الأذكارُ روحي
فيبسمُ في حناياها الشروقُ

وحين يحطُّ فنجاني المُحلَّى
على شفتي أذوقُ ولا أذوقُ

وتأخذني رؤاي إليكِ شوقًا
فتدنو بالهناءةِ لي عُذوقُ

صباح الغيثِ تهطلُ في الحنايا
هداياهُ فتنتعشُ العروقُ


محمود بن سعود الحليبي

الحمدان
07-21-2024, 11:47 AM
ما أصبحَ الكونُ إلا تحت رحمتهِ
ولم يُغرِّد سوى بالحمدِ عصفورُ

ياحاملَ الهمِّ محزونًا بكُربتهِ
مَن يعرفُ اللهَ مأجورٌ ومسرورُ


محمود بن سعود الحليبي

الحمدان
07-21-2024, 11:48 AM
جنيتُ من وحشةِ الأوقاتِ تسبيحي
ومِن محاريبِها أنقى تراويحي

الحمدُ للهِ أُنسي في معيتهِ
وفي محبةِ قلبي خيرَ ممدوحِ

صلى عليه إلهي كلما خَطرَت
في البالِ سيرتُهُ واشتاقَهُ رُوحي


محمود بن سعود الحليبي

الحمدان
07-21-2024, 11:49 AM
ضمد جراحك فالحياة سجالُ
ودوام هدنتها عليك محالُ

أتظن من يحيا سيقضي سالما
من قال : إن السالمين رجالُ

سر . لا تقف فالشامتون مُناهمُ
ألا يطيب لمثل روحك حالُ

لا ترم للعثرات كلك كلما
لقيَتك ما كل العثار تُقالُ

قم طامحا بعض الطموح تجاسر
تدنو لصاعده ذُرًى وجبالُ


محمود بن سعود الحليبي

الحمدان
07-21-2024, 11:49 AM
اللهُ يعلمُ كم أُحِبُّ وكم على
قلبي حملتُ مِن الشجونِ الطولى

لكنني أدركتُ بعد تجاربي
أنَّ المحبةَ تقتلُ المخبولا

عينايَ تعشقُ كُلَّ طامحةٍ فلا
أرضى لِروحيَ أن تذوقَ نُزولا

والحِلمُ يجري في دِمايَ ، وإنما
واللهِ أكرهُ عودتي مخذولا


محمود بن سعود الحليبي

الحمدان
07-21-2024, 11:50 AM
أفارقُهم مخافةَ أن يملُّوا
وقد جُبلتْ على المَللِ القلوبُ

ولولا ذاك ما غادرتُ غُصني
ولا سمعَتْ أغانيَّ الدُّروبُ

تُذوّبني مشاعرُ لاهباتٌ
وتَسمعني قلوبٌ لا تذوبُ

أَؤوبُ تُرى؟ لعليَ ؛ حين ألقى
نوارسَ نحوَ شُطآني تؤوبُ


محمود بن سعود الحليبي

الحمدان
07-21-2024, 11:50 AM
مُتعَبٌ قلبي فأَرخي الهُدُبا
علَّها تنسي حشايَ التَّعَبا

هدَّتِ الخيباتُ عزفي زمنًا
فغدا ينزفُ حزني طربا

أبعدي عُتباكِ عني شَبِعَت
مِن صُحون اللومِ روحي عتبا


محمود بن سعود الحليبي

الحمدان
07-21-2024, 11:51 AM
وما من شدةٍ إلا وفيها
من الفرَجِ المؤمّلِ ما يفيها

فطِب نفسًا إذا اشتدت كروبٌ
فإنَّ عواقبَ الحُسنى تليها


محمود بن سعود الحليبي

الحمدان
07-21-2024, 11:53 AM
لَيْتَ نَارِي تَظَلُّ فِيَّ كَمِينَهْ
تَحْتَوِينِي وَلاَ أَرَاكِ حَزِينَهْ

وُلِدَ الحُبُّ فِي فُؤَادِي عَنِيفًا
فَاعْذُرِينِي إِذَا فَقَدْتُ السَّكِينَهْ

يَتَهَادَى بِمُهْجَتِي مِثْلَ مَوْجٍ
فَإِذَا ثَارَ كُنْتُ مِثْلَ السَّفِينَهْ

لاَ تَخَالِي أَرْجُوكِ لاَ لاَ تَخَالِي
لَكِ مِنِّي ذُرَيْرَةً مِنْ ضَغِينَهْ

عَلِمَ اللهُ مَا اشْتَكَى القَلْبُ بُغْضًا
قَطَعَ اللهُ لَوْ شَكَوْتُ وَتِينَهْ

كُلُّ مَا فِيَّ أَنَّنِي فِي هُيَامِي
جَبَلٌ أَوْدَعَ المِيَاهَ حُزُونَهْ

يَغْضَبُ الحُبُّ بَيْنَ جَنْبَيَّ حُبًّا
وَيُوَارِي تَحْتَ الجَفَاءِ حَنِينَهْ

وَيُغَنِّي عُصْفُورُ قَلْبِيَ لَحْنًا
وَهْوَ يُخْفِي مَعَ الغِنَاءِ أَنِينَهْ

أَنَا نَارٌ كَمَا رَأَيْتِ وَنُورٌ
جَنَّةَ العِشْقِ خُضْتُهَا وَجُنُونَهْ

قَدَرِي أَنْ أُعَايِشَ الحُبَّ سِرًّا
لَذَّةُ الحُبِّ أَنْ يَظَلَّ دَفِينَهْ

أَتْرَعَ الوُدُّ خَافِقِي بِحَنَانٍ
ذَاقَ مَنْ لاَمَسَ الشِّغَافَ مَعِينَهْ

لِيَ مِنْهُ خَوَاطِرٌ مُورِقَاتٌ
وَكُنُوزٌ خَلْفَ الضُّلُوعِ ثَمِينَهْ

سَكَنَ الحُبُّ شَاعِرًا بَدَوِيًّا
فِي كِيَانِي وَبَثَّ فِييَّ شُجُونَهْ

لَوْ بَنَى الحُبُّ فِي القُلُوبِ دِيَارًا
لَبَنَى لِي عَلَى فُؤَادِي مَدِينَهْ


محمود بن سعود الحليبي

الحمدان
07-21-2024, 11:57 AM
ظَمْأَى لِعَيْنَيْكِ يَا غَيْدَاءُ بَيْدَائِي
مَاتَ الغَمَامُ فَمَاتَتْ كُلُّ أَنْدَائِي

سَلَّتْ أَظَافِرَهَا شَمْسُ الحَيَاةِ فَمَا
أَبْقَتْ بِرَاحِلَتِي زَادِي وَلاَ مَائِي

أَمْشِي وَفِي الرَّمْلِ حُمَّى وَالطَّرِيقُ يَدٌ
شَلاَّءُ تَرْسُفُ فِي قَيْدٍ وَإِغْمَاءِ

أَمْشِي وَوَهْجُ اللَّظَى يَمْتَصُّ مِنْ رِئَتِي
ثُمَالَةَ النَّفَسِ المَكْدُودِ بِالدَّاءِ

أَمْشِي وَحَرُّ الظَّمَا يَغْتَالُ فِي شَفَتِي
رُوَاءَهَا وَيَهُدُّ الوَهْمُ أَعْضَائِي

أَمِنْ جَفَافِ الضَّنَى جَفَّتْ بِأَخْيِلَتِي
حُقُولُهَا وَتَلاَشَى ضَوْءُ أَنْوَائِي

أَمْ أَنَّ صَبَّارَتِي مَلَّتْ مُرَافَقَتِي
مَنْ ذَا يُرافِقُ أَشْوَاكِي وَحَصْبَائِي

يَا خِصْبَةَ الرُّوحِ ، عَطْشَى مُهْجَتِي انْصَهَرَتْ
جِبَالُ صَبْرِيَ فِي نِيرَانِ رَمْضَائِي

لاَ تَحْسَبِي حُمْرَةَ الخَدَّيْنِ مِنْ رَغَدِي
فَالنَّارُ مِنْ نَكَدِي تَقْتَاتُ أَحْشَائِي

سَبَى الخَرِيفُ اخْضِرَارِي وَالهَجِيرُ دَمِي
وَعَكَّرَتْ رِيحُ هَمِّي صَفْوَ أَجْوَائِي

أَكَادُ أَجْهَلُ لَوْنِي ، وَجْهَ خَارِطَتِي
أَكَادُ أَنْسَى عَنَاوِينِي وَأَسْمَائِي

يَمَامَةً صِرْتُ ضَلَّتْ سِرْبَهَا ، وَغَدَتْ
مَا بَيْنَ مَوْتَيْنِ صَيَّادٍ وَإِعْيَاءِ

صَدْيَانَ هَدَّ النَّوَى قَلْبِي وَأَجْنِحَتِي
رَهِينُ رِيحَيْنِ هَوْجَاءٍ وَنَكْبَاءِ

غَارَتْ عُروقِي ، وَنَشَّ الجِذْرُ وَانْتَفَضَتْ
أَنَامِلِي وَارْتَمَتْ لِلْقَيْظِ صَحْرَائِي

فَعَلِّلِينِي ؛ أُحِسُّ المَوْتَ يَهْمِسُ لِي
يَكِيدُ لِي بَيْنَ إِرْهَابٍ وَإِغْرَاءِ

رُشِّي تُرَابِي لَعَلِّي حَينَ يَلْمَسُنِي
طَلُّ الهَوَى يَنْتَشِي حِسِّي وَأَهْوَائِي

عَلِّي إِذَا بَلَّلَتْ سُقْيَاكِ ذَاكِرَتِي
تَنْمُو حُرُوفِي وَيَحَْيا بَعْضُ أَشْلاَئِي

رُدِّي عَلَيَّ لِحَائِي ، وَابْعَثِي وَرَقِي
وَحَرِّرِي مِنْ سُجُونِ الظِّلِّ أَفْيَائِي

وَذَكِّرينِي هَدِيلِي إِنَّها نَسِيَتْ
هَدِيلَهَا فِي عَنَاءِ الدِّرْبِ وَرْقَائِي

هَيَّا انْفُخِي فِيَّ جَمْرَ الحَرْفِ وَاشْتَعِلِي
وَأَشْعِلِي فِي بَقَايَا الصَّمْتِ أَعْبَائِي

وَلَمْلِمِينِي ، وَضُمِّي شِقْوَتِي فَلَقَدْ
تَبَعْثَرَتْ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ أَشَيَائِي



محمود بن سعود الحليبي

الحمدان
07-21-2024, 12:01 PM
يقولون ماباحت بحبك مرة
ولاكحلت طرفيك أحرفها النشوى

فقلت لعمري إنها العشق كله
ولوأنها بكماء أمية النجوى

رزقت هواها رغم وصلي وبخلها
وقد تبطن النعمى وظاهرها بلوى

تعودت أن أغشى حمى من أحبه
وظمآن يبقيني وأتركه يروى

وإن كان من شجو فذاك لأنني
أنعم محروما ويحرم من أهوى


محمود بن سعود الحليبي

الحمدان
07-21-2024, 12:01 PM
وما حيلة المشتاق لمّا تزوره
ملامِحُ من يهوىٰ وتُبقيه مُعدَما

أيغمض جفنيه ليبقىٰ معللاٰ
به أو ينامَ الدهرَ صبًّا ويحلُما


محمود بن سعود الحليبي

الحمدان
07-21-2024, 12:02 PM
وما جاءت تعاتبني ولكن
أتت تذكي المحبة بالتجني

مشاكسة كعادتها إذاما
بدا عصفور ذاكرتي يغني

بعيدا عن جُنينتها قريبا
من الأشجان مشغوفا كأني

عميد يرسم اللقياويرجو
تجاوُزَ ما يمنّيه التمني

وأرجع خاليا إلا شرودا
يهدهد سرحتى فوق التأني

وأذكر أنها دنيا وكم كم
ستقلب للفتى ظهر المجنِّ


محمود بن سعود الحليبي
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 12:04 PM
عيونُ الشِّعْر تصحو في المرايا
فتورقُ فضةُ الأملِ الكسَيحِ

عيونُ الشِّعْر تَقرأ كَفَّ وقتي
وتكتبُ قصةَ الأفق المُشيْحِ

ترى منّي، وفيّ، مدى احتمالي
وتكشفُ شاهدَ الأمسِ الجريحِ

عيونُ الشِّعْر تقدحُ بين ذاتي
وبيني نبعَ شِرياني وروحي

فما أدري ، إذا ما قلتُ شعراً
أشعراً كان قولي أم جروحي

أأنفاسَ القصيدِ ، ورُبَّ رَيَّا
من الفردوسِ في الحرفِ الذَبيحِ

لنا في الشِّعْرِ محيًى أو مماتٌ
وموتُ الحُرِّ كالشِّعْر الصّحيحِ


عبدالله الفيفي
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 12:08 PM
أَطْفِئْ سُؤالَكَ ؛ موجُ الليلِ مُعْتَكِرُ
والفجرُ مرتَهَنٌ ، والوقتُ مُحْتَكَرُ!

والريحُ تشكو،يطير الشَّجْوُ أَغْرِبَةً
تطوي الفضاءَ،وسالَ النجمُ والقَمَرُ

أَطْفِئْ سُؤالَكَ؛ ما في الشكِّ من أُفُقٍ
إلى المسيرِ،ولا في الظَّنِّ مُخْتَبَرُ

هذا المَواتُ تنامَى في محاجرنا
حتى تناهَى بنا في عُمْرِهِ العُمُرُ

يَسْتَفُّ في هبواتِ الصَّحْوِ قهوتَنا
كما يُسَفُّ بمتنِ القَفْرَةِ الأثَرُ

يَدُقُّ فينا عمودَ البيتِ، من يدنا
يبعثرُ الشمسَ، والآماسَ يَأتَسِرُ

أكلَّما اعشوشبَ العُودُ الحريرُ شَذًى
في الأغنياتِ تداعتْ عندكَ الذِّكَرُ

فاستعبرتْكَ غضًا،يهمي الحروفَ،على
جرحِ الغزالِ ودربٍ خاذلٍ تَزِرُ

على النخيلِ، تبكِّي كَفَّ غارسِها
تغرَّبَتْ حِقَبًا، واجتثَّها الصَّبِرُ

ما شَلَّ كفَّكَ في أقصَى مغارسِها
قد شَلَّ قلبكَ.. والدنيا هوًى غِيَرُ

ماذا تريدُ، ولونُ الصِّدْقِ منخطفٌ
في ناظريكَ، ولونُ الكِذْبِ مزدهِرُ

ماذا تريدُ، مزاجُ الحِبْرِ أسئلةٌ
غَرْثَى، وأجوبةٌ كالقَحْطِ ينتشِرُ
ماذا تريدُ، مزاجُ الحِبْرِ لا لغةٌ
من الحياةِ، ولا دِيْمُ الحَيَا مطَرُ

يا مَنْ إذا أقرأتْكَ الريحُ يوسُفَها
أطبقْتَ فوقَ كتابِ الصَّدرِ تَدَّكِرُ

أطبقْتَ فوق شِفاهِ البئرِ تشربني
ماءُ الطَّوَايَا دمي ، يصفو ويَنْكَدِرُ

ماذا تريدُ، وكلُّ الصافنات لها،
من نخوةِ الخيلِ، ما يا أنتَ لا تَفِرُ

أَمِطْ قِناعَكَ ثمّ احْلُمْ بما خَبَأَتْ
لكَ العُذُوقُ من اللذاتِ تَبْتَدِرُ

واقرأْ قضاءَكَ يا من كل جارحةٍ
فيكَ استدارتْ على ليلٍ بها الدُّسُرُ

أنتَ القضاءُكَ ما نامتْ لهُ مُثُلٌ،
على التِّراتِ ، ولا عَيَّتْ بهِ البُكَرُ

كم ذا تُطابعُ فيكَ الجُزْرُ جَازِرَها
هلاَّ تَطَابَعُ فيما بينكَ الجُزُرُ

مسراكَ يحملُ في تابوتِهِ صُوَراً
خُضْرَ الهَوَى،عُرُبًا، يا حبّذا الصُّوَرُ

تبكيكَ في سِرِّها، حَيًّا ومَيِّتَةً
عارٌ عليكَ دمي والسمعُ والبَصَرُ

روحُ الشهيدِ تُرَى غيداءَ فاتنةً
وروحُكَ السَّمْجُ يبقَى فيكَ ينْتَحِرُ

لا في الحياة يُعَدُّ، إنْ شَبَا خَبَرُ
على الشِّفاهِ،ولا في الموتِ يُعْتَبَرُ

أعْجَزْتَ وصْفَكَ:ماذا أنتَ في سَفَرٍ
تُبْنَى عليكَ لهُ من عَظْمِكَ الجُسُرُ

وأنتَ في شِيَةِ الثاوينَ منتفشًا
نَفْشَ الحُبارَى جَنَاحًا هَدَّهُ الذُّعُرُ

إنْ صال بازٌ على أُمِّ البُغَاثِ نَزَا
فرخُ البُغاثِ على الأفراخِ يَنْتَسِرُ

أو جارَ رَبُّ الجِوَارِ الغَصْبِ في بَلَدٍ
سَرَى الهُمَامُ على الجاراتِ يَثْتَئِرُ

ما هان يومًا على الدنيا وآهلِها
كمنْ يهونُ وفيه الأرضُ والبَشَرُ

ولا استراحَ على رَأْدِ الزمانِ ضُحًى
من استراحَ وسارتْ دونهُ السِّيَرُ

أعربْ لهاتَكَ أو أعْجِمْ، فقد هرمتْ
كلُّ القناديلِ، لا زيتٌ ولا شَرَرُ

لا النثرُ يَبْعَثُ في الأجداثِ منتفضًا
من التراب، ولا ذا الشِّعْرُ والعِبَرُ
عَمِّدْ لسانكَ، أو حَرِّرْ، فما لغةٌ
عادتْ لها شِيَمُ الأعرابِ تَنكسِرُ

لا تلتفتْ أبداً؛ قِطْعُ السُّرَى حَجَرٌ
يَحْصبْكَ منهُ لسانٌ، أو يُصِبْ نَظَرُ

حاصرْ حصانَكَ،لا هان الخيولُ! غداً
يأتيكَ دورُكَ ؛ فالجزّارُ ينتظِرُ

لكنَّ..ها ثورةُ التكوينِ في جسدي
كم تستفيقُ، وتعلو حولها السُّوَرُ

أليس منكَ لنا حُلْمٌ يصافِحُنا
إلاّ الفَناءُ ، وإلاّ النَّوْحُ والكَدَرُ

كُلُّ الهزائمِ، في أَوْهَى بيارقِها
هزيمةُ الذاتِ ، ما دارتْ بها الفِكَرُ
ماذا تقول.. متى؟.. مَلَّ القصيدُ،وما
عاد الطريقُ على التَّسْيارِ يَصْطَبِرُ

هذا خطابُكَ في الصيفِ العتيقِِ، لكَمْ
صافتْ سنابلُ ليلٍ مِلْؤُها تَتَرُ

يا حاديَ العِيْسِ..هذي عِيْسُنا بَلِيَتْ
من الدُّوَارِ على الأَعْصَارِ تعتصرُ

يا حاديَ العِيْسِ..إنِّي لا أَرَى!،وأَرَى
في صوتكَ الآلَ، يَطْفُو ثمّ يَنْحَدِرُ

ماذا تقول تُرَى إنّ المَدَى زَبَدٌ
والدربُ مبتسمٌ، والغيثُ مُنهمِرُ

ماذا أقولُ أَنَا إنّ السيوفَ دمٌ
والعِرْضُ لؤلؤةٌ،والجيشُ منتصرُ

ماذا أقولُ هنا ، إنْ شئتَ قلتُ إذن
لن يأتيَ الدَّوْرُ والجزّارُ يحتضرُ

لكنَّ من خلفهِ أَلْفًا على كَتِفي
ما دُمْتَ نحنُ فما للجزرِ مزدجَرُ

لَمْلِمْ شتاتكَ؛ وجهُ الليلِ معتكِرُ
والصُّبْحُ مُرْتَهَنٌ،والوقتُ مُحْتَكَرُ

واقرأْ قضاءَكَ يا مَنْ كلُّ جارحةٍ
فيك استطارتْ على فجرٍ بها الدُّسُرُ

قد هان جِدًّا على الدنيا آهلها
من هان يومًا وفيه الأرضُ والبَشَرُ

قُمْ فالتقطْكَ ،فتًى، واضربْ سبيلَكَ. قُمْ
نَوْءُ السِّنين بنَوْضِ الشَّوْقِ يَسْتَعِرُ

قُمْ فالتقطْكَ؛ أساطير الرؤى التحمتْ
بنافِرِ الدَّمِ: تَرْفُوْهُ ويَشْتَجِرُ

قُمْ،أيها الماردُ،استخرجْ خُطاكَ،وقلْ
في وجهِ هذا السوادِ البحرُ والسَّفَرُ

يا قُرْطُبيات ما يأتي ، أَتَيْتُ غَداً
ولم أَجِدْكِ، سآتيْ والهَوَى بَصَرُ

يا أيها المسجدُ الأقصَى: السلامُ دَنَا
فادخلْ، عليكَ سلامُ الله، يا عُمَرُ


عبدالله الفيفي

الحمدان
07-21-2024, 12:30 PM
طافَ طيفٌ طائفيّ وتثنّى
مشرئبَ الوعدِ عنّى وتعنّى

عنبيّ الثغرِ لما زارني
أيقظَ الصحراءَ في الصَّبِّ فغنّى

نَشَرَ الرّيشَ سلاماً فابتدا
ألفباء العشق سطراً فكتبنا

خوط بانٍ ساجي الطرفِ على
غصنه حطّتْ طيورُ الخوخِ مَثْنَى

ثقفيّ القَدّ عَرْجيّ اللُّغَى
يتغنّى كم فتىً فينا أضعنا

وأماطَ الخَزّ عن حُرِّ النَّقا
فتداعى الوجدُ هَتْناً جادَ هَتْنا

مَن أنا قالتْ وآرامٌ نَزَتْ
شهوةً واهتزّ وجٌّ وارْجَحَنّا

ورَنَا الأفْقُ عيوناً وطُلًى
تَزْحَمُ الوَهْدَ وتغشَى كلّ مَغْنَى

أنا غزوانُ أبي.. يا لأبي
باذخَ الهامةِ تَيّاهاً مِفَنّا

قال يابنتي تسامَي حُرَّةً
فجمالُ الغادةِ المختال أجْنَى

من شريطِ الأمسِ ذكرى انتظمتْ
مثلما تنتظم القضبانُ سِجنا

إذْ ذئابُ الليل تجتاسُ دمي
والضُّحى يضحكُ في الصَّبَّارِ ضِغْنا

وحِرابُ الموتِ تنمو في يدي
كعناقيدي وكان الرعبُ دَنّا

أقبلتْ من ساعةِ الأقدارِ لي
ساعةٌ صاغتْ حروفَ العشبِ أمْنا

ساعة نجديّة التوقيت ما
فتئتْ يوماً تردّ العُوْنَ بُثْنا

إنها ساعة عشقي أشرقتْ
واستهلّتْ من يدِ التاريخ يُمْنَى

ذاك وعدي فارسي الأول مَن
حاشَ لحمي مِن ذئاب الغِيْلِ وَهْنا

أيها البيدُ استظلّي رئتي
وتروّي مِن نَدَى خديّ مَنّا

كان وجهُ الليل إذ قالتْ مَدًى
يرسم الضوءَ فناراتٍ وسُفْنا

كان ما قالتْه رُمّانًا كَسَا
شَفَةَ الفجرِ تباشيرَ ويُمْنَا

وهْيَ إذْ قالتْ غزالاً نافراً
جبليّ الشوقِ وضّاحاً مُحَنّى

قلتُ يا هذي هنيئاً للفتى
وليَ الله.. تباريحَ وظَعْنَا

أخت (فَيفاء) بقلبي قلبُها
من رأى قلبين في قلبٍ مُعَنّى

هذه (فَيفاءُ) فينا أشأمتْ
أيّ روضٍ من رياض الله أسْنَى

أم هيَ (الطائفُ) صَدْرٌ حالمٌ
وقماريّ تَفِزّ الآنَ وسْنَى

هذه الطيفاءُ، بيتٌ محكمٌ
فيه باتتْ أحرفي الخضراءُ مَعْنَى

وتوادعنا عشيقين ولم
تلتق الأنفاسُ منّا واعتنقنا

وتلاقينا عشيقين ولم
ترتو الأنفاسُ منّا وافترقنا

هل تغيّرنا؟ هل الحبّ المكا
نُ الذي كان بعينينا استكنّا

مَن يعيدُ المعهدَ المعهودَ في
ذمّةِ الذكرى كما كان وكُنّا

مَن يعيدُ الشارعَ.. الدكانَ لي
مثلما كانا.. إذا ما الطفلُ حَنّا

تهجرُ الأكوانُ طُرّاً كونَها
وتظلّ الروحُ ديواناً وخِدْنا

وتموتُ اللوحةُ الزيتيةُ
إذْ يعيش الراسمُ الفنّانُ فَنّا

فإذنْ.. كيف المعرِّي يشتكي
ذاتَ شكوى أمْحَلَ الروحُ وشَنّا

إنه العشقُ جنين النار: وَيْ
مَن سَقَتْهُ حَلْمَةُ الجَمْراتِ أنّا

وهو العشقُ مصابيح تُرى
في دم العشاق.. أيّانَ وأنَّى

إنما عشقِيكِ وَصْلٌ ناعمٌ
وفؤادُ العشقِ وَهْنٌ ضَمّ وَهْنَا


عبدالله الفيفي

الحمدان
07-21-2024, 12:31 PM
أَغْمَدَ السَّيفَ، مرهقَ الإِنسلالِ
وثَنَى شهوةَ الحصانِ الخَيالي

وتَمَشَّى في شَكِّه الوقتُ رَهْوًا
يَستعيدُ احتمالَهُ باحتمالِ

حَمْحَمَ المُهْرُ، شاعرًا لوذعيًّا
أَفْلتَتْ منه لفتةٌ للشَّمالِ

واستدار المَدَى على أخْدَعَيْه
دورةَ الساعةِ.. انخزالَ الهِلالِ

يُلْجِمُ المُهْرَ كَفُّهُ، وبكَفٍّ
يُلْجِمُ الآهَ مُدْلَهِمَّ السُّؤَالِ

فَتَّشَ الليلَ وجْهُهُ في يديهِ
لم يَجِدْ ما يكونُهُ في الليالي

في ذِئابٍ من التَّوَى ضارياتِ
ودَياجٍ منَ الطَّوَى كالسَّعالي

يُبْدِئُ الهَمَّ، يَلْتَوِي، ويُبادي
مُقْدِمٌ، مُحْجِمُ الظُّنونِ، انتقالي

شَامَ في ردهةِ الوِهادِ بَصيصًا
ظَنَّ نَجْمًا من السماءِ لُؤَالي

أَطْلَقَ الرُّوحَ في رُخَاءِ المَرايا
وسَرَى الطَّرْفُ يستشِفُّ المَجَالي

طارقٌ هذا أَمْ طَرِيْفٌ ومن ذا
صَقْرُ ماكان في السِّنين الخَوالي

ما الذي يجري؟ هل ترانا حلمنا
فصحونا بلا هوًى أو وِصالِ

تلك غرناطةُ التي ضَمَّخَتْنِي
بِسِجالٍ من الوَجَى والمَعالي
لم يزلْ بابُها يَصِرُّ بأُذْني
وبقلبي يُدِيْرُ أَلْفَيْ نِصَال
وفتاةٍ من مهجتي ناهداها
ودِمائي في وردةِ الخَدِّ والي

قُرْطُبِيَّاتُ أُنْسِها لَعِبَتْ بي
وشَمُوْلُ انتشائها في سِبالي

أتراها لِوَهْفَةِ العشقِِ تَنْسَى
أَمْ تراها غريرةً لا تُبالي

أَمْ تُراني رغبتُ عنِّي وعنها
فاستحالتْ قصيدةً من رِمالِ

كان يلْهو به السُّؤالُ ويَلْغُو
جَدَّدَ اللَّهْوُ جِدَّهُ ، وهو بالِ

لم يَعُدْ يدري ما الذي يَنْتَوِيْهِ
أَيّ وَجْهٍ لوجههِ من كَلالِ

يَتَرَوَّى ماءَ الملالاتِ صِرْفًا
في كؤوسٍ من الغليلِ الزُّلالِ

قال، لمَّا ارتأَى له الغربُ شرقًا
وإذا الفجرُ نَشْوةٌ من مُحَالِ

ياغزالي من فِكْرةِ الحُبِّ أَشْهَى
ُقلْ: متى فِيَّ تَرْعَوِي يا غزالي

كان يَهْذي وكان يَذْوي عَضُوْضًا
في ثيابٍ ضوئيَّةٍ من نبالِ

فإذا شَخْصٌ نابتٌ في البَراري
أسودَ الصوتِ أبيضَ الإِنْهِمَالِ

يَقْضِمُ العُمْرَ وحْدةً ورُؤاهُ
تَزْجُرُ الطَّيْرَ سُنَّحًا للشِّمالِ

وإذا أُمُّهُ التي لم تَلِدْهُ
تَبْصِقُ اللفظَ في انحناءِ الجِبالِ

ابكِ مثلَ النساءِ مُلْكًا مُضَاعًا
لم تُحافظْ عليهِ مثلَ الرِّجَالِ

دَمْدَمَ الصَّمْتُ والغرابُ تَغَنَّى
وعَوَى الذِّئْبُ من شِفَاهِ الدِّلاَل

اصحَ من أمسكَ استفقْ ياحبيبي
رُبَّ غرناطةٍ رَنَتْ في احْولالِ

رُبَّما صارت البلادُ كتابًا
أنتَ فيها بقيَّةٌ من مِثَالِ

رُبَّما..رُبَّما، ورُبَّتَ باتتْ
لقتيلٍ في أرضِها واحْتِلالِ

فَدَع الشِّعْرَ هاهنا وتَهَيَّا
تَنْظِمُ الفَجْرَ غُرَّةً من نِضَالِ

إنَّما هذه الحياةُ قَصِيْدٌ
خَيْرُ أبياتِها الحديثُ الأَصَالِي


عبدالله الفيفي

الحمدان
07-21-2024, 12:32 PM
ساهرٌ والليل في جفنيه نامْ
وتنامى في صدى الصمت الكلامْ

يستعيد الريح أشواقا مشتْ
سلكَ ياقوتٍ وأحجارٍ وجامْ

في سُرى الذكرى تناغى طيرها
همسةً حرّى وأشجاناً تُؤامْ

يتملاّها , تملاَّه : هوًى
أو جوًى يكوي مصاريعَ العظامْ

قال في بيدرها الظامي: أنا
من أنا يا أنت ياهذا الزحامْ

ترتقي بي في ذرى الأعوام تهـ
ـفو تناديني على البعد سلامْ

طوقتني من بقاياك منًى
لم تجد بعد مطاياها العظامْ

وطوتني في مراياكِ رؤًى
عذبةٌ كانت مراراتٍ زُؤامْ

وتصبّتني بعينيكِ صُوًى
جدّفتْ صوبَ مجاليها الرِّهامْ

أطربتني.. أرّقتني.. وطوتْ
في سجلّ النفس أصداءَ اليَمامْ

هي دنيا من بقايا دنتْ
ومطلّ للغد الآتي الضرامْ

هكذا التفتْ مداراتُ الدُّنى
في مدار الليل أمشاجاً تُسامْ

ليلة واحدة قد لبستْ
من ليالي العُمْرِ فيها ألفَ عامْ

وهل العُمْرُ سِوَى ليلٍٍ هَمَى
أو سِوَى ليلٍ تولى كالجهامْ

قد يظلّ الفجرُ طفلاً ضارعاً
مشرئبَ الثّغْرِ للنهدِ الفِطامْ

دَرَّ في وَعْدِ الخبايا دَرُّها
ساعة روّته ألبانَ الغرامْ

فإذا النورُ بنا ينداحُ كالـ
ـلثغةِ الأولى.. شآبيباً سِجامْ

تزرعُ الرّملَ نهاراتٍ سَرَتْ
في عروقِ الليلِ آمادَ الظَّلامْ

ساهراً والليلُ في جفنيْ ينامْ
يتسجّى من دمي سيفاً كهامْ

من دمي الدافي ال تشظّى وردةً
ملءَ أفواه قوافينا الحطامْ

ملءَ هذا السَّهْبِ من غيهبنا
ملءَ أثداء السبايا في الخيامْ

سيصول الوقتُ منها ملأهُ
سيردّ الخيل إصباح القتامْ

سيشدّ الكرّةَ البِكْرَ غَدٌ
سيروّي السّلّةَ النَّشْوى حُسامْ

يومها فليهن جفنيكَ الكَرَى
نيمةَ الطفل وأحلامَ الحَمامْ

ساهرٌ يذبحه صمتُ النيامْ
ما عليه؟! جَرّ سكينَ الكلامْ

حَزّ في ماء الوريدِ حَزّةً
أوشكتْ توقظُ أنفاسَ الرِّمامْ

ربما أحياكَ تصهالُ الظُّبَى
ولقد يفنيكَ تسبيحُ الغمامْ


عبدالله الفيفي

الحمدان
07-21-2024, 12:34 PM
مَوْجٌ على مَوْجِ الهَوَى يَتَكَسَّرُ
ومدًى يسافرُ في مَدَاهُ ويُبْحِرُ!

والبحرُ أيّامي ، تُخِبُّ خيولُها
أسَفاً يروح ، وبهجةً تتمطَّرُ

كُلُّ الذين رأوكَ في حَدَقِ الصُّوَى
بَصُروا بعشقكَ ، إنما لم يُبصروا

بَصُروا بأنّ أميرةَ الماءِ التي
وهَبَتْكَ نَوْأَكَ أمْرُها لا يُقْهَرُ

المغربُ الأقصى على أهدابها
شَرْقٌ، يَزُفُّ جناهُ طَرْفٌ أَحْوَرُ

من صَقْرَ فوديها إلى عُشْبِ الفَلا
خشْفان ، حفَّهما الفُتونُ الأكبرُ‍ ‍

وعلى نوارس ركبتيها رَفْرَفَتْ
أشواقُ أيّامي، ومَارَ المَرْمرُ

ولها على أُفُقِ الزمانِ تَوَقُّدٌ
ولها على أُفُقِ المكانِ تَعَثُّرُ

يَتَبَدَّدُ التاريخُ في بيدائها
وإذا أرادتْ ، فهْو عَبْدٌ مُحْضَرُ

أينعتُ من رغمِ الثَّرَى بمفازتي،
هَتَفَتْ بهِ، فحواهُ فجرٌ أخْضَرُ

لِتَلُفَّهُ من دفئها بمُطَهَّمٍ
سَعَفُ الأصائلِ ساعِداهُ وتَبْذُرُ

تسهو على وَلَهٍ مشاعلُ وَجْدِها
الصُّوفيّ، أو يصحو الحضورُ المُزْهِرُ

عَرَفَ انهمارَ الدهْرِ من أعطافها
فسقتْهُ، لا يَصْحُو ولا هُوَ يَسْكَرُ

يا أيها الأنثى التي حملتْ
زمانَ الوصلِ طِفْلاً،أينَ منكِ تَنَكُّرُ

غادرْتني نَهْبَ القصائدِ والرُّؤى
متجاذَبٌ، متداوَلٌ، متبعثرُ

أهمي حنيناً في ثراكِ وأنثني
من فرط ما بي، هائماً يتفكَّرُ

تلك التي ظمئتْكَ قد أظمتْكَ
والأبدُ انتهى ، والماءُ معنًى مُضْمرُ

أ فَهكذا عشقيكِ يبقَى جَذْوَةً
في الروحِ ، تخبو تارةً أو تَظْهَرُ

كم قلتُ يوماً ، والهواءُ غلائلٌ
بيْضٌ ، وطار بنا جناحٌ أشْقَرُ

يا نخلةَ الله التي أثداؤها
رُطَبُ الحياةِ وظِلُّها المُتَهَصِّرُ

هُزّي بجذعي ، إنني لكِ جائعٌ
وتساقطي كمَجَرَّةٍ تَتَكَوَّرُ

أُهْدِيْكِ راياتي، شراعاً من دمي،
وخيوطها من مهجتي تَتَحَدَّرُ

يَهْنِيْكِ منها خامةٌ من غيمها
ليعيثَ فيها ذا البهاءُ المُبْهِرُ

وخُذي بأعناقِ الشعاراتِ التي
قَضَمَتْ بجسمي أُمَّةً لا تَشْعُرُ

هذي فلسطينُ كأطولِ كِذْبَةٍ
تاريخُها عَرَبٌ تقولُ وتَكْفُرُ

والمسلمون مسابحٌ ومباخِرٌ
أُمَمٌ هنالك كمْ تَنَامُ وتَجْأَرُ

بغدادُ في "فيلم العروبة" أُحْرِقَتْ
والمُخرجانِ "تَأَمْرُكٌ" و"تَدَوْلُرُ"

وتَجَشَّأَ الأعرابُ.. أمريكا على
أكتافهمْ بالتْ.. وبانَ المَخْبَرُ

الراضعون بثديها .. هل فوجئو
فـ"حضارةُ الأبقارِ" منهمْ أَبْقَرُ

هزّي إليكِ بجذعها ، يلدُ الضحى
طفلين : طفلاً بالأَرُوْمَةِ يجْدُرُ

والآخرُ الطفلُ الذي في خاطري
من ألفِ عامٍ فكرة لا تَكْبُرُ

يا أنتِ ، يا نحنُ ، وما يبقَى على
كَفِّ الزمانِ بطقسنا ، يا بَيْدَرُ

أدري بأنكِ في مخاضكِ ، بينما
أهلوكِ حولكِ ، هازئٌ، أو مُنْكِرُ

أدري بأنك حُرَّةٌ ، وأسيرةٌ
ولكِ الجموعُ بأسرها تستأسِرُ

أدري بإطْراقِ الجوادِ إذا كَبَا
أو باختلاج القلبِ إمّا يُكْسَرُ

ولقد علمتِ بأنّ قلبكِ دانةٌ
أغلى من الأغلى عَلَيَّ وأَنْضَرُ

لكنّ عنوانَ الأنوثةِ مشْمِسٌ
أبداً ، وعنوانَ الذّكورة مُقْمِرُ

عنوانُ لحظيكِ مقاتلُ مهجتي
لو كان بي غيري ، وبئس تَعَذُّرُ

تلك التي قتلتْ فؤادكَ أبْدعتْ
قتّالها، ولكلّ آتٍ مَصْدَرُ
فتحرّري منّي، فمنكِ بدايتي
ولتغفري حُبّي ، فمثلُكِ يَغْفِرُ
لا يقرأ اللغةَ الولودَ سوى الذي
يحيا الأمومةَ،كُلُّ أمٍّ تَصْبِرُ

وأنا هنا ببياضها متوسِّمٌ
وجْهَ الشُّروقِ ، بسِفْرِهِ مُسْتَبْصِرُ

لا تندمي ، لا تحلمي، واستقبلي
أمسي ، وبابُ الوَعْدِ صُبْحٌ مُثْمِرُ

تدرين ما قرأتْ أناملُ ساعتي
في وجهكِ الذَّاوي، وبَرْدٌ يَصْفرُ

بيتين لفّهما الغموض بهامتي
نَعَبَا ، وهذا الكونُ ليلٌ مُغْدِرُ

إنْ لم يكن لكَ منكَ طِبٌّ في الهوى
فطبيبكَ الموتُ الذي لا تَحْذَرُ

لولا دماء الموتِ في مُهَجِ الحيا
ما أَخْصَبَ الماءُ المواتُ المقفرُ

يا غيمةَ الفصلِ الأخيرِ، تمهّلي
فشفاهُنا من حلمتيكِ الكَوْثَرُ

تتفتّتُ الذكرى الحرونُ براحتي
فأشمّ منها أنجماً تتحَرَّرُ

غَزَلَتْ بُرادةَ ذكرياتي غادةً
ضوئيةً، تنهارُ فيها الأعْصُرُ

تنتابني ريّانةً بجموحها
لتروح مني ثورةً أو تُبْكِرُ

سأظلّ أرنو ظامئاً لجَهَامِها
لا مقشعاً عنّي ، ولا هُوَ يُمْطِرُ

قَدَري أحبّكِ أنتِ، يا فتّانتي
من ذا على قَدَرِ المَحَبةِ يَقْدِرُ

كمكالفَراش نموتُ في أضدادنا
والحُبُّ بعدَ عداوةٍ هُوَ أَشْعَرُ


عبدالله الفيفي
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 01:20 PM
يا عينُ أظهرتِ شيئاً من محبتهم
لكن أعظمها ما كنتِ تخفينا!

سلوهمُ كيف أودعنا القلوب لهم
حباً !؟ ، وكيف أقاموا في مآقينا!؟

قد كنت أحسب قلبَيْنا لألفتنا
تلاقيا قبل عامٍ من تلاقينا

أتذكرين قُبيل الفجر مجلسنا
كأنما النجم عقدٌ بين أيدينا

نبوح لليل عن أسرار قصتنا
بتنا نُسَلّيه والذكرى تُسلّينا

لم يبقَ شيءٌ من الذكرى نخبّئه
إلا الحنين ودمع في مآقينا

كنا بوصلٍ* فأمسى الوصل أمنية
متى سنبلغ يا قلبي أمانينا!؟


محمد المقرن
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 01:21 PM
و اعتاد قلبي من الترحال لوعته
ما عاد شيءٌ من الآلام يوجعُهُ!

بتنا نصبّر بعضاً حين نذكرهم:
الله قدّر بُعْدَاً ! كيف نمنعُهُ!

إذا رحلتُ فطيفٌ منه يؤنسني
الشوقُ أَسمَعَني من لستُ أسمعُهُ!

و إن مررت مكاناً كان يجمعنا
فاض الحنين و ضاقت منه أضلعُهُ

من ذا سيرحلُ؟! قد حار الوداع بنا
ترى أُودّع روحي أم أودّعُهُ?!؟

تضيق من بعده الدنيا فوا أسفي
على الزمان الذي بالوصل يوسعُهُ

إن كنتُ أخفي بقلبي ما أكابده
من الحنين، فهل تخفى مدامعُهُ!؟

جعلتُه في أمان الله يحفظه
لابد يجمعني شوقي ويجمعُهُ


محمد المقرن

الحمدان
07-21-2024, 01:22 PM
علام تدفن ماضي العمر كفّاكَ؟؟
نسيتني ؟؟، أم غرور النفس أغراكَ؟!

مرت شهورٌ ولم تحفل بفرقتنا
وما التفتّ لقلبي حين ناداكَ

قد كنت أفضي لكم حزني لتدفنه
فمن سيدفن أحزاني بذكراكَ؟؟

استرجع الأمس بالذكرى لينسيني
مرارة اليوم من يا أمس حلّاكَ؟؟

إني لأسأل قلباً قد عهدتُ به
لين المحبةِ من يا قلب قساكَ؟؟

ما كنت بالأمس تقوى أن تفارقني
يوماً، فمن بعد هذا البُعد قوّاكَ

هذي سنين مضت ما جئت تسألني
عما جرحتَ وما أَدْمَتْهُ كفّاكَ!!

والله ما غبت عني لحظة ولكم
سهرت أرجعُ بالذكرى سجاياكَ

لئن تباعدتَ عن عينٍ سكنتَ بها
من ذا يباعدُ عني طيف ذكراك!؟

وجدتُ درباً بليل البعد يجمعنا
ما كنتُ أقطعُ آمالي بلقياكِ

هلّا نظرتِ لبدرٍ بتُّ أنظره
كي تلتقي عنده عيني وعيناكِ

علمتني وجعلت القلب مزرعةً
فداك قلبي إن القلب مرعاكَ

قررت يا صاح أن أنساك مبتعداً
فاصبر على البعد واستحمل خطاياكَ

نعم سأنساك لكن بعدت معجزةٍ
إذا نسيتُ فؤادي سوف أنساكَ!!


محمد المقرن

الحمدان
07-21-2024, 01:23 PM
وكتمْتُ آلام الحنين فأفصحَتْ
عيني وأنطقها الفؤادُ بأدمعي

الكلُّ يسمع في الوداع حنيننا
لكنّ أصدقه الذي لم يُسمعِ

ورجوتُ عيني أن تكفّ دموعها
‏يومَ الوداعِ نشدتُها لاتدمعي

‏أغمضتُها كي لاتفيضَ فأمطرت
‏ايقنتُ أنّي لستُ أملك مدمَعي

‏ورأيتُ حلماً أنني ودَّعْتُهم
‏فبكيتُ مِن ألم الحنين وهُم معي

‏مُرٌ عليَّ بأن أُودّعَ زائرًا
‏كيفَ الذين حملتُهُم في أضلُعي؟!


محمد المقرن

الحمدان
07-21-2024, 01:23 PM
لو أنها علمتْ بمنزلها لما
ظلّتْ تغارُ بلهفةٍ وحنينِ

يا أجمل الدنيا : إذا كنا معاً
فالكونُ كلّ الكونِ لا يعنيني

وملأتِ عيني ! بالكمال ملأْتِها
لا حسنَ بعدك بالهوى يشجيني

تكفينَ عن كل الوجود ، وإن تغبْ
عيناك ما شيءٌ به يكفيني


محمد المقرن

الحمدان
07-21-2024, 01:24 PM
آلامنا تنمو بأضلعنا
ووليدة الآمال تحتضرُ

ماذا أرى؟ إني أرى عجبا
موسوعة التاريخ تختصرُ

ما كان قومي هكذا أبدا
ما كان يعرف دربنا الخورُ

أين الألى صنعوا مآثرنا
بروائع يحلو بها السمرُ

لم تختلف في الدين رايتنا
يسمو بها سلمان أوعمرُ

واليوم نبحث عن بقيتنا
مزقا ترانا مالنا أثرُ

هذي عيون المجد مطرقة
مذ غاب عن أحداقها البصرُ

اليوم أهون ما يرى دمنا
أو أن يذاع بسفكه خبرُ

لم يبق نبض في مشاعرنا
تلك القلوب كأنها حجرُ

أحزاننا صحراء مجدبة
وكتاب خالقنا لها مطرُ

إني أرى في أفْقنا قبسًا
وسط الظلام كأنه قمرُ

عبر من التاريخ تفهمنا
أنا بدين الله ننتصرُ


محمد المقرن

الحمدان
07-21-2024, 01:24 PM
نحن في الرحمة والود جسد
يُسهر الأعضاءَ عضوٌ ما رقد

أمتي في كل قِطرٍ تشتكي
أين أعضاؤك يا هذا الجسد؟!

شظف العيش عليهم كله
ولنا في دورنا كل الرغد

أيها الآمنُ في أوطانه
إنّ إخوانك من غير بلد

أيها المسرور في خلانه
بعضنا ما نام من طول الكمد

أيها الإنسان إنسانٌ هنا
أسمَعَ الكل ولم ينطق أحد

عجباً من غابة مملوءة
بالنعامات وما فيها أسد

آه يا ربي إليك المشتكى
عَـظُمَ الخطب وأنت المستند

مكةٌ ترنو إلى الأقصى وفي
مقلة الأقصى من الحزن رمد

أين من يمكث فينا نفعه
زبدٌ قومي وما يجدي الزبد

لم نعد صفاً على أعدائنا
كل حزب صفَّ صفاً وانفرد

قد قُـتلنا بسكاكين الهوى
واحتسبنا ما لقتلانا قـوَد

ونفاق وشقاق وهوى
لم يدعْ في جَـلِدِ القلب جَـلَد

بأسنا أصبح فيما بيننا
كلنا إن أبصر المال أسد

ليتني إذ أحتسي من زمزمٍ
أغسل العالم من خُبْثِ الحسد

ربِّ أعداؤك عاثوا فانتصر
ربِّ من غيرك للعبد سند

رفعوا آلهةً مغلوبةً
وانتصرنا "قل هو الله أحد??


محمد المقرن

الحمدان
07-21-2024, 01:25 PM
ابتهال ....

وإن سجدتُ فجنّاتٌ تظلّلني
فيها دعائي ، وبَوحي ، وابتهالاتي

ما كان تسمعُ أُذْني ما دعوتُ به
والله يسمعُ من فوق السماواتِ

رباه* ذنبي كهذا الليل يثقلني
من لي سواكَ يواري ليل زلّاتي

ناديت في حزَني ناديت في فرحي
لم يسمعوا لهمومي أو نداءاتي

يا سامعَ الصوت يا رحمن يا سندي
أتيتُ بابك ، فاغفر لي خطيئاتي

يا من يراني على ذنبي فيمهلني
جُدْ لي بعفوك إن الذنب أشقاني

يارب هذي دموعي جئت أسكبها
فاغسلْ بجودك آلامي وأحزاني

رحماكِ ياربّ ، طولُ الدرب أرّقني
والذنبُ أيقظ آلامي* وأبكاني

ياربِّ مالي سواك اليوم مُلْتَجَأٌ
فاغفرْ بجودك زلّاتي وعصياني


محمد المقرن

الحمدان
07-21-2024, 01:26 PM
باع الثمين بلا ثمنْ
و غفى هناك بلا وطنْ

حتى الدموع من الأسى
فوق الخدود بلا سكنْ

قد كان يملك فرحه
واليوم يملكه الشجنْ

خرق العدو شراعه
وبكفه انقطع الرسنْ

يا طعنة الإجرام من
أخفاك عن عينيه منْ

أغرته أبواق الهوى
و سبته ألوان الفتنْ

لبنًا سقى أحبابه
و السم يسبح في اللبن

يبكي وما يجدي البكا
أواه ما أقسى الوهنْ

ما حيلتي في من يرى
أن القبيح هو الحسنْ

كف المخادع خلفه
لم يدر عن يده إذنْ

يتخافتون و ما دروا
أن الزمان له أذنْ

كل الذي يخفونه
يوماً سيخرج للعلنْ

شر المهانة ركعة
بين الجموع إلى وثنْ

من ذا سيدرك صاحبي
إن كان بالمكر أئتمنْ


محمد المقرن

الحمدان
07-21-2024, 01:26 PM
اقضوا مع الألعاب يوم العيد
فلقد قضيتُ مع المدافع عيدي

لا فرق يا أطفالُ فيما بيننا
لعب تطير كقاذفات حديدِ

الفرق فيما بيننا أني أرى
ما لم تروا من رجفة وجنودِ

أنا أعرف القصف الذي لم تعرفوا
عنه وأعرف صرخة التهديدِ

الفرق أني لا أنام إذا سجى
ليلي وقُضّيَ ليلكم برقودِ

عيديتي عند الصباح رصاصة
وتُعَيّدون بلعبة ونقودِ

ما ضرني ثوبٌ عليّ مرقعٌ
أو لبسكم في العيد كل جديدِ

قاتلت في صغري وأعظم عدتي
جلدٌ أذيبُ به جبال جليدِ

لو مسّ طفلاً شوكةٌ لم يسترح
آباؤكم إلا بألف ضميِدِ

وأنا أسير على الدماء مضرجاً
بدمٍ أضمِده بربط وريدي

تبكون لحظات إذا انكسرت لكم
لعبٌ ودمعي لا يفك خدودي

يأيها الأطفال إني مثلكم
طفلٌ لأحلامي سقيت ورودي

هل عندكم حلوى ؟ فإني لم أجد
إلا رغيفاً نصفه للدودِ

هل تضحكون وتلعبون فإنني
أقضي النهار بحيرتي وشرودي

يوماً رأيت أبي يموت وجدتي
تبكي وتحضنه بُنَيّ وحيدي

ورأيت أمي عندما ذهبوا بها
ترنو إلي بطهرها المؤودِ

الكل من حولي يروع قلبه
في والدٍ وحليلةً ووليدِ

هذي ربوع الأرض داري لم تعد
داري التي ضمت أبي وجدودي

سحقت بيوت الأبرياء فأينها
من روعة التصميم والتشييدِ

صارت بيوت الأمنين قبورهم
جثثٌ وأنقاضٌ وألف فقيدِ

نادتنيَ الأرض التي أغرقتها
بمدامعي وعمرُتها بسجودي

يا بسمة الطفل البرئ جريرة
أن تذبحي جزعاً بعين حقودِ

ما كنت يا أطفال أحسدكم على
عيش بظل المغريات رغيد

خلو لكم في عيدكم ألعابكم
فلدي ألعابٌ من البارودِ

أنا لم أعد طفلاً فما يروي ظمأٍ
قلبي سوى عيش كعيش أسودِ

لا توقفوا التلفاز من ألعابكم
فلربما تبدو دماء شهيدِ

قد تشمئز نفوسكم من جثة
تبدو عقيب الفاتنات الغيدِ

لا أطلب الإشفاق من أبائكم
فأنا لأعدائي أشد عنيدِ

قالوا وحيدٌ قلت ما ضل الهدى
من عاش بالتوحيد غير وحيدِ

قالوا طريد قلت في قاموسكم
أو في سبيل الله اسم طريدِ

ما كنت أحتمل الحياة بذلة
كالصقر يكره عيشه بقيودِ

طفل وما أنا للطفولة أنني
فقت الرجال بهمتي وصمودي


محمد المقرن

الحمدان
07-21-2024, 01:27 PM
قالت عذرًا يا أستاذي
أحجابي مسّكَ بأذيّة!؟

قال رسبْتِ! فهيّا انصرفي
لن تنجح بنتٌ رجعيّة!

عاد الأستاذ لمقعده
كي يكمل درس(الحريّة!)


محمد المقرن

الحمدان
07-21-2024, 01:28 PM
ربّاك ربك جل من رباكَ
ورعاكَ في كنف الهدى وحماكَ

سبحانه أعطاكَ فيض فضائلٍ
لم يعطها في العالمين سواكَ

سوّاكَ في خلق عظيم وارتقى
فيكَ الجمال فجلّ من سواكَ

سبحانه أعطاكَ خير رسالةٍ
في العالمين بها نشرت هداكَ

وحباكَ في يوم الحساب شفاعةً
محمودةً ما نالهـــا إلاّكَ

الله أرسلكم إلينا رحمةً
ما ضلّ من تبعت خطــاهُ خطاكَ

كّنا حيارى في الظلام فأشرقت
شمسُ الهداية يوم لاح سناكَ

كنا وربي غارقين بغيّنا
حتى ربطنــا حبلــنا بعــــراكَ

لولاك لم نعبد إلهًا واحدًا
حتى هدانا الله يوم هــداكَ

أنت الذي حنّ الجمادُ لعطفه
وشكا لك الحيوان يوم رآكَ

والجذع يسمعُ بالحنين أنينه
وبكاؤه شوقًا إلى لقياكَ

ماذا يزيدكَ مدحنا وثناؤنا
والله في القرآن قد زكـــاكَ

ماذا يفيدُ الذب عنك وربنا
سبحانه بعيونه يرعـــاكَ

بدر تحدثنا عن الكف التي
رمت الطغاة فبوركت كفاكَ

والغار يخبرنا عن العين التي
حفظتك يوم غفت به عيناكَ

لم اكتب الأشعار فيك مهابة
تغضي حروفي رأسها لعلاكَ

لكنها نار على أعدائكم
عادى إله العـــرش من عـــاداكَ

إني لأرخص دون عرضك مهجتي
روحٌ تروح ولايُمسٌ حماكَ

شُلّتْ يمين صورتك وجُِمّدَتْ
وسط العـــروق دمـــاء من آذاكَ

ويلٌ فويلٌ ثم ويلٌ للــذي
قد خاض في العرض الشريف ولاكَ

لك يا رسول الله نبض قصائدي
لو كان قلب للقصـــيد فَدَاكَ

هم لن يطولوا من مقامكَ شعرةً
حتى تطـــول الــذرة الأفلاكَ

والله لن يصلوا إليكَ ولا إلى
ذرات رمــل من تراب خطـــــاكَ

هم كالخشاش على الثرى ومقامكم
مثل السماء فمن يطول سماكَ

روحي وأبنائي وأهلي كلهم
وجميع ما حوت الحياة فِدَاكَ


محمد المقرن

الحمدان
07-21-2024, 01:28 PM
فِداكِ روحي إذا لم تَفْدِ أشعارُ
بحرٌ هواكِ وقلبي فيه بحَّارُ

فداكِ روحي وأحشائي وفيضُ دمي
فداكِ قلبٌ بنبض الحبِّ موَّارُ

أمَّاه أمَّاه يا لحنَ الهوى بفمي
يا عذبةَ الرُّوح فيكِ الشِّعرُ يحتارُ

يا أعذبَ اسمٍ تغنَّتْ فيه قافيتي
(أُمِّي) وملءُ ضفاف القلب إكبارُ

لو أبذل الكون في كفَّيك غاليتي
لما وفَى حقَّكم بالكون مِعشارُ

يا مَن تقلَّبتُ في أحشائها زمنًا
أخوضُ تثقلني بالخلقِ أطوارُ

أفديكِ يا صرخةً من صدرها انطلقتْ
يومَ المخاضِ بواه الجسم تنهارُ

يا مُقلةً سهرتْ .. يا دمعةً سُكِبَتْ
يا أنَّةً جَمُدَت من حَرِّها النارُ

أفديكِ يا شمعةً تبكي ذوائبها
فتُشْعِلُ الدَّربَ للسَّارين أنوارُ

أفديكِ أمَّاه يا نبض الهوى بدمي
إن كنتِ لؤلؤةً فالقلبُ محَّارُ

يا مَن سَهِرْتِ لترعَيْ أنَّتي وعلى
أجفانك الدمعُ بالآمال موّارُ

إذا مرضتُ سهرتِ الليلَ باسطةً
كفَّ الدعاءِ ودمعُ العينِ مدرارُ

تُكَفْكِفِينَ دُموعًا لا تكفكفها
كفٌّ ولم يكفها بالكفِّ صبارُ

ما زال همسُ صداك العذب يحملني
وفي جناحيه تهذيبٌ وتذكارُ

مُذ كنتُ طفلاً بألعابي أداعبكم
حتَّى توالت كومض البرق أعمارُ

تعاتبين بلى تضفين بلسمَكم
إذا تغشَّتْ صفاءَ السَّمت أكدارُ

ربَّاهُ لا تحرمَنِّي حسنَ طلعتها
ما لي إذا فُقدت عيناي إبصارُ

أمَّاه أمَّاه لي في كلِّ زاويةٍ
من دارنا بسمةٌ تحلو بها الدارُ

أشتاقُ كلَّ مكانٍ كنتُ أجلسُه
مَعْكُم فيحرقني بالشوق تذكارُ

أشتاقُ تسبيحَكم للهِ منسكبًا
كالشهدِ يحدوه ترتيلٌ وأذكارُ

محرابُكم ليلُكم تسبيحُكم لغةٌ
من فيضها يهتدي للنور محتارُ

علَّمْتِني أنْ أرى دنياي محتقرًا
إذا أُقيمَ لها في الناس إكبارُ

عَلَّمْتِني أنَّها بحرٌ نصارعه
والبحرُ مهما توالَى الدهر غدَّارُ

عَلَّمْتِني العزَّ في عصرٍ أُهينَ به
على التزلُّف ساداتٌ وأحبارُ

عَلَّمْتِني خالص التَّعليم في زمنٍ
تلوثَتْ فيه بالتعليم أفكارُ

أَكْرِمْ بأميَّةٍ طابت مناهلها
في عصر علمٍ تغشَّى جلَّهُ العارُ

لم تقرئي كُتُبًا لم تُمسكي قلمًا
لكنَّ تهذيبَكم كالبحر زخَّارُ

لو كانت (الدَّالُ) بين الناس واحدةً
وخُيِّرَتْ ما أتَتْ إلاَّكِ تختارُ!!!

أمَّاه يا بسمةَ الدنيا وزينتَها
مشاعري من شموخِ الحُبِّ تنهارُ

أمَّاه يا مسكَ هذا الكونِ قاطبةً
يا دُرَّةً ضمَّها بالطُّهرِ محّارُ

يا أجملَ الكونِ مَن ناداكِ (جَوْهَرَةً)
عذب النداء بذاك الحسن يحتارُ

أكادُ أُقسمُ أنَّ البدرَ يحسدُكم
يخشَى إذا بِنْتِ أن يجفوه سُمَّارُ

ولو جُعِلْتِ مكانَ البَدْرِ قائمةً
لما عدتكِ مَلاكَ الحسنِ أبصارُ!!

لا عيبَ في حسنكم إلا مكارمُكم
طهرُ الشمائلِ فوقَ الحسنِ أستارُ!!

أمَّاه لي في هواكم ما ينازعني
قلبي ولي بالهوى سبقٌ وإصرارُ

أنتِ المليكُ لكم عرشٌ ومملكةٌ
بساح قلبي وتيجانٌ وأسرارُ

أنتِ السواد بعيني أنتِ دفء دمي
أنت الهوى لقِفارِ القلب أمطارُ

أنتِ النَّدى رقَّةً أنتِ [الشَّذا] عَبَقًا
أنتِ الحنانُ بنبعِ الحبِّ أنهارُ

أوصانيَ اللهُ يا أمَّاه بِرَّكُمُ
وأَحْكَمَتْ عُنُقي بالحقِّ آثارُ

(ولا تَقُل لهما أُفٍّ) أأنطقُها
ويلي إذَنْ ويلَ خزيٍ بَعْدَهُ النَّارُ

أمَّاه فضلُكِ بحرٌ لا تحيطُ به
من فيضِ قلبي ترانيمٌ وأشعارُ

رضاكِ عنِّي مُنَى نفسي وغايتُها
واللهُ إن تغفري يا أمّ غفَّارُ

لا قاعَ في بحركم يا أمّ نبلغُه
فليسترحْ برضاكم عنه بحَّارُ


محمد المقرن

الحمدان
07-21-2024, 01:29 PM
أرادوا بالشذوذِ شعار خزيٍ
وقالوا سوف نرفعه علامة

وشاء الله فانهزموا ليغدو
شعار جدودنا بالطهرِ شامة

دعوا ألوان هذا الخزيِ عنكم
فهذا (البشت) عنوان الكرامة


محمد المقرن
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 02:12 PM
يا ليلُ مهلاً إنَّ وعدكَ قد أزِفْ
لا تمضِ.. دعنا في سكونك نلتحفْ

لا تغفُ يا ليل الضياءِ فإنني
في حضن من أهوى وحيدٌ أرتجفْ

أمهِل محبّاً قد تناءت أرضهُ
ودَع القلوب من الجداولِ ترتشفْ

دعنا نطوف الكون في ولهٍ معاً
ونراقب النجم البعيد بلا هدفْ

يا ليلُ يا وجهاً ضحوكاً صارخاً
يا تحفةً ليست كما باقي التحفْ

يا ليلُ أحييت الوجود بضحكةٍ
وشفيت عيناً من دموعٍ لا تجفْ

وسقيتنا حتى روينا بهجةً
وسعادةً.. من يائها حتى الألفْ

فبأيّ شيءٍ نحتفي فرحاً
بمبـسمك البهيّ.. وفرحنا لا يتّصفْ

ما لي أرى كل النجوم ترادفت
حتى على الجوزاء إن شئنا نقفْ

ما لي أرى الدنيا كطفلٍ باسمٍ
ما عاد يستجدي مزيداً من ترفْ

ما لي وللأحزان أحملها معي
كسفينةٍ مع كل موجٍ تنجرفْ

أتضمنا بالليل ألف حكايةٍ
ويسوقنا بالصبح دربٌ مختلفْ

أوَكلما فنِيَت جحافلُ بؤسنا
هطلت بموسمنا ملايين النُّطفْ

يا ليلُ.. ما نفعُ اللقاءِ.. وحزننا
كمآتمٍ من كربلاء إلى النجفْ

يا حزنُ أمهلنا فإن قلوبَنا
تَعِبت.. وإن الليلَ يا حزنُ انتصفْ

نلهو كأطفالٍ ولا ندري بأنّ
الموت يعدو قبلنا.. يا للأسفْ!


سالم المالكي
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 02:13 PM
أنتِ المُقام.. وغيرُكِ السفرُ
ولكِ الفؤادُ.. ودونكِ النظرُ

يا حلوتي.. أتُراكِ راحلةً؟
أوَترحلُ النجماتُ والقمرُ؟

أتملُّ أزهارٌ حديقتها؟
أوَتختفي الأصدافُ والدررُ؟

أتُمزق الأيامُ ليلكتي؟
وعبيرها أتُراه يندثرُ؟

هل غادرت أرتالُ قافلتي
من قلبكِ الشفَّاف يا سمرُ؟

قد نلتِ من قُببي ومئذنتي
ما لم ينل جنٌّ ولا بشرُ

وغزوتُ خندقكِ الحصينَ فكم
جندٌ لنا بالليلِ قد حضروا

لم يطفئوا ناراً لنا وقدت
كم حاولوا –حسداً وما قدِروا!

قد صرتُ أنتِ.. وأنتِ صرتِ أنا
كبحيرةٍ قد بلَّها المطرُ

واليوم تنوين الفراقَ إذاً!
وقلوبنا بالشوق تستعرُ

فهجرتِ حتى صرتِ بوصلتي
أهفو إليكِ ودوننا سفرُ

قلبي وإن مكروا يكذَّبهم
أتصدقين اليوم ما مكروا!

إن تُنكري حبي مكابرةً
أو تجهليهِ.. فبيننا الصورُ!

أو ترحلي عني.. فيا وجعي
من وِزرِ وازرةٍ وما تَزرُ

أو تهربي مني مسافرةً
لن تهربي مني.. أنا القدرُ!


سالم المالكي