مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
08-08-2024, 09:52 AM
إِنّي أَظُنُّ البِليَ لَو كانَ يَفهَمُهُ
صَدَّ البِلى عَن بَقايا وَجهِهِ الحَسَنِ
يا مَوتَهُ لَم تَدَع ظَرفاً وَلا أَدَباً
إِلّا حَكَمتَ بِهِ لِلَّحدِ وَالكَفَنِ
لِلَّهِ أَلحاظُهُ وَالمَوتُ يَكسِرُها
كَأَنَّ أَجفانَهُ سَكرى مِنَ الوَسَنِ
يَرُدُّ أَنفاسَهُ كَرهاً وَتَعطِفُها
يَدُ المَنِيَّةِ عَطفَ الريحِ لِلغُصُنِ
يا هَولَ ما أَبصَرَت عَيني وَما سَمِعَت
أُذني فَلا بَقِيَت عَيني وَلا أُذُني
لَم يَبقَ مِن بَدَني جُزءٌ عَلِمتُ بِهِ
إِلّا وَقَد حَلَّهُ جُزءٌ مِنَ الحَزَنِ
كانَ اللَحاقُ بِهِ أَولى وَأَحسَنَ بي
مِن أَن أَعيشَ سَقيمَ الروحِ وَالبَدَنِ
ابو تمام
الحمدان
08-08-2024, 09:53 AM
عَنَّت فَأَعرَضَ عَن تَعريضِها أَرَبي
يا هَذِهِ عُذُري في هَذِهِ النُكَبِ
إِلَيكَ وَيلُكَ عَمَّن كانَ مُمتَلِئاً
وَيلاً عَلَيكَ وَوَيحاً غَيرَ مُنقَضِبِ
في صَدرِهِ مِن هُمومٍ يَعتَلِجنَ بِهِ
وَساوِسٌ فُرَّكٌ لِلخُرَّدِ العُرُبِ
رَدَّ اِرتِدادُ اللَيالي غَربَ أَدمُعِهِ
فَذابَ هَمّاً وَجَمدُ العَينِ لَم يَذُبِ
لا أَنَّ خَلفَكِ لِلَّذّاتِ مُطَّلَعاً
لَكِنَّ دونَكِ مَوتَ اللَهوِ وَالطَرَبِ
وَحادِثاتِ أَعاجيبٍ خَساً وَزَكاً
ما الدَهرُ في فِعلِها إِلّا أَبو العَجَبِ
يَغلِبنَ قَودَ الكُماةِ المُعلِمينَ بِها
وَيَستَقِدنَ لِفُرسانٍ عَلى القَصَبِ
فَما عَدِمتُ بِها لا جاحِداً عَدَماً
صَبراً يَقومُ مَقامَ الكَشفِ لِلكُرَبِ
ما يَحسِمُ العَقلُ وَالدُنيا تُساسُ بِهِ
ما يَحسِمُ الصَبرُ في الأَحداثِ وَالنُوَبِ
الصَبرُ كاسٍ وَبَطنُ الكَفِّ عارِيَةٌ
وَالعَقلُ عارٍ إِذا لَم يُكسَ بِالنَشَبِ
ما أَضيَعَ العَقلَ إِن لَم يَرعَ ضَيعَتَهُ
وَفرٌ وَأَيُّ رَحىً دارَت بِلا قُطُبِ
نَشِبتُ في لُجَجِ الدُنيا فَأَثكَلَني
مالي وَأُبتُ بِعِرضٍ غَيرِ مُؤتَشَبِ
كَم ذُقتُ في الدَهرِ مِن عُسرٍ وَمِن يُسُرٍ
وَفي بَني الدَهرِ مِن رَأسٍ وَمِن ذَنَبِ
أُغضي إِذا صَرفُهُ لَم تُغضِ أَعيُنُهُ
عَنّي وَأَرضى إِذا ما لَجَّ في الغَضَبِ
وَإِن بُليتُ بِجِدٍّ مِن حُزونَتِهِ
سَهَّلتُهُ فَكَأَنّي مِنهُ في لَعِبِ
مُقَصِّرٌ خَطَراتِ الهَمِّ في بَدَني
عِلماً بِأَنِّيَ ما قَصَّرتُ في الطَلَبِ
بِأَيِّ وَخدِ قِلاصٍ وَاِجتِيابِ فَلاً
إِدراكُ رِزقٍ إِذا ما كانَ في الهَرَبِ
ماذا عَلَيَّ إِذا ما لَم يَزُل وَتَري
في الرَميِ أَن زُلنَ أَغراضي فَلَم أُصِبِ
في كُلِّ يَومٍ أَظافيري مُفَلَّلَةٌ
تَستَنبِطُ الصُفرَ لي مِن مَعدِنِ الذَهَبِ
ما كُنتُ كَالسائِلِ الأَيّامَ مُختَبِطاً
عَن لَيلَةِ القَدرِ في شَعبانَ أَو رَجَبِ
بَل قابِضٌ بِنَواصي الأَمرِ مُشتَمِلٌ
عَلى قَواصيهِ في بَدءٍ وَفي عَقِبِ
ما زِلتُ أَرمي بِآمالي مَرامِيَها
لَم يُخلِقِ العِرضَ مِنّي سوءُ مُطَّلَبي
إِذا قَصَدتُ لِشَأوٍ خِلتُ أَنِّيَ قَد
أَدرَكتُهُ أَدرَكَتني حِرفَةُ الأَدَبِ
بِغُربَةٍ كَاِغتِرابِ الجودِ إِن بَرَقَت
بِأَوبَةٍ وَدَقَت بِالخُلفِ وَالكَذِبِ
وَخَيبَةٍ نَبَعَت مِن غَيبَةٍ شَسَعَت
بِأَنحُسٍ طَلَعَت في كُلِّ مُضطَرَبِ
ما آبَ مَن آبَ لَم يَظفَر بِبُغيَتِهِ
وَلَم يَغِب طالِبٌ لِلنُجحِ لَم يَخِبِ
ابو تمام
الحمدان
08-08-2024, 09:53 AM
طَلَبَتهُ أَيّامٌ وَطالَبَ مِثلَها
أُخرى فَأَصبَحَ طالِباً مَطلوبا
هِيَ عَزمَةٌ كَالسَيفِ إِلّا أَنَّها
جُعِلَت لِأَسبابِ الزَمانِ قَضوبا
خَطَبَت خُطوبَ الدَهرِ مِنهُ خُطَّةً
نَتَجَت عَلَيهِ تَجارِباً وَنُكوبا
صَرَمَت حِبالَ الدَهرِ مِنهُ صَرمَةً
تَرَكَت بِقَلبِ النائِباتِ وَجيبا
وَلَرُبَّما اِستَبكَتهُ نَكبَةُ حادِثٍ
نَكَأَت بِباطِنِ صَفحَتَيهِ نُدوبا
لا أَنَّهُ خَذَلَتهُ أَسبابُ الغِنى
أَو راحَ مِن سَلَبِ المُلوكِ سَليبا
لَكِنَّهُ عَجَبٌ وَلَيسَ بِمُعجِبٍ
أَن شامَ مِن حُكمِ الزَمانِ عَجيبا
يَوماً بِمُنقَطِعِ الشُروقِ مُقامُهُ
وَيُقيمُ يَوماً بِالغُروبِ غَريبا
لا كانَتِ الآمالُ يَكفُلُ نُجحَها
كَرَمٌ يُريكَ تَجَهُّماً وَقُطوبا
ابو تمام
الحمدان
08-08-2024, 09:53 AM
لَمّا رَأَيتُ الأَمرَ أَمراً جِدّا
وَلَم أَجِد مِنَ القِيامِ بُدّا
لَبِستُ جِلدَ نَمِرٍ مُعتَدّا
وَجِلدَ ضِرغامٍ يَقُدُّ قَدّا
جَمَعتُ جَمعَ العَرَبِ الأَشِدّا
جَمعاً يُلِدُّ الظالِمَ الأَشَدّا
يَهُدُّ أَركانَ الجِبالِ هَدّا
كانَ تَميمٌ لِأَبينا عَبدا
أَسوَدَ نَضّاحَ المَقَدِّ جَعدا
وَنَحنُ كُنّا لِلنَبِيِّ جُندا
يَومَ بُزاخاتٍ وَرَدنَ وِردا
وَعُدَّ لي بَدراً وَعُدَّ أُحدا
وَطَيِّىءٌ قَد أَلبَسَتني بُردا
حَتّى فَخَرتُ فَهَزَمتُ العَبدا
ابو تمام
الحمدان
08-08-2024, 09:54 AM
هَلِ اِجتَمَعَت عَليا مَعَدٍّ وَمَذحِجٍ
بِمُلتَحَمٍ إِلّا وَمِنّا أَميرُها
بَلِ اليَمَنُ اِستَعلَت لَدى كُلِّ مَوطِنٍ
وَصارَ لِطَيءٍ تاجُها وَسَريرُها
مُحَرَّمَةٌ أَكفالُ خَيلِيَ في الوَغى
وَمَكلومَةٌ لَبّاتُها وَنُحورُها
حَرامٌ عَلى أَرماحِنا طَعنُ مُدبِرٍ
وَتَندَقُّ بَأساً في الصُدورِ صُدورُها
ابو تمام
الحمدان
08-08-2024, 09:54 AM
أَلا صَنَعَ البَينُ الَّذي هُوَ صانِعُ
فَإِن تَكُ مِجزاعاً فَما البَينُ جازِعُ
هُوَ الرَبعُ مِن أَسماءَ وَالعامُ رابِعٌ
لَهُ بِلِوى خَبتٍ فَهَل أَنتَ رابِعُ
أَلا إِنَّ صَبري مِن عَزائي بَلاقِعٌ
عَشِيَّةَ شاقَتني الدِيارُ البَلاقِعُ
كَأَنَّ السَحابَ الغُرَّ غَيَّبنَ تَحتَها
حَبيباً فَما تَرقا لَهُنَّ مَدامِعُ
رُبىً شَفَعَت ريحُ الصَبا لِرِياضِها
إِلى الغَيثِ حَتّى جادَ وَهوَ هَوامِعُ
فَوَجهُ الضُحى غَدواً لَهُنَّ مُضاحِكٌ
وَجَنبُ النَدى لَيلاً لَهُنَّ مُضاجِعُ
كَساكِ مِنَ الأَنوارِ أَصفَرُ فاقِعٌ
وَأَبيَضُ ناصِعٌ وَأَحمَرُ ساطِعُ
لَئِن كانَ أَمسى شَملُ وَحشِكِ جامِعاً
لَقَد كانَ لي شَملٌ بِأُنسِكِ جامِعُ
أُسيءُ عَلى الدَهرِ الثَناءَ فَقَد قَضى
عَلَيَّ بِجَورٍ صَرفُهُ المُتَتابِعُ
أَيُرضِخُنا رَضخَ النَوى وَهوَ مُصمِتٌ
وَيَأكُلُنا أَكلَ الدَبا وَهوَ جائِعُ
وَإِنّي إِذا أَلقى بِرَبعِيَ رَحلَهُ
لِأُذعِرُهُ في سِربِهِ وَهوَ راتِعُ
أَبو مَنزِلِ الهَمِّ الَّذي لَو بَغى القِرى
لَدى حاتِمٍ لَم يُقرِهِ وَهوَ طائِعُ
إِذا شَرَعَت فيهِ اللَيالي بِنَكبَةٍ
تَمَزَّقَ عَنهُ وَهوَ في الشَرعِ شارِعُ
وَإِن أَقدَمَت يَوماً عَلَيهِ رَزِيَّةٌ
تَلَقّى شَباها وَهوَ بِالصَبرِ دارِعُ
لَهُ هِمَمٌ ما إِن تَزالُ سُيوفُها
قَواطِعَ لَو كانَت لَهُنَّ مَقاطِعُ
أَلا إِنَّ نَفسَ الشِعرِ ماتَت وَإِن يَكُن
عَداها حِمامُ المَوتِ فَهيَ تُنازِعُ
سَأَبكي القَوافي بِالقَوافي فَإِنَّها
عَلَيها وَلَم تَظلِم بِذاكَ جَوازِعُ
أَراعي ضَلالاتِ المُروءَةِ مُهمَلٌ
وَحافِظُ أَيّامِ المَكارِمِ ضائِعُ
وَعاوٍ عَوى وَالمَجدُ بَيني وَبَينَهُ
لَهُ حاجِزٌ دوني وَرُكنٌ مُدافِعُ
تَرَقَّت مُناهُ طَودَ عِزٍّ لَوِ اِرتَقَت
بِهِ الريحُ فِتراً لَاِنثَنَت وَهيَ ظالِعُ
أَنا اِبنُ الَّذينَ اِستُرضِعَ الجودُ فيهِمُ
وَسُمِّيَ فيهِم وَهوَ كَهلٌ وَيافِعُ
سَما بِيَ أَوسٌ في السَماءِ وَحاتِمٌ
وَزَيدُ القَنا وَالأَثرَمانِ وَرافِعُ
وَكانَ إِياسٌ ما إِياسٌ وَعارِقٌ
وَحارِثَةٌ أَوفى الوَرى وَالأَصامِعُ
نُجومٌ طَواليعٌ جِبالٌ فَوارِعُ
غُيوثٌ هَوامِيعٌ سُيولٌ دَوافِعُ
مَضَوا وَكَأَنَّ المَكرُماتِ لَدَيهِمُ
لِكَثرَةِ ما أَوصَوا بِهِنَّ شَرائِعُ
فَأَيُّ يَدٍ في المَجدِ مُدَّت فَلَم تَكُن
لَها راحَةٌ مِن جودِهِم وَأَصابِعُ
هُمُ اِستَودَعوا المَعروفَ مَحفوظَ مالِنا
فَضاعَ وَما ضاعَت لَدَينا الوَدائِعُ
بَهاليلُ لَو عايَنتَ فَضلَ أَكُفِّهِم
لَأَيقَنتَ أَنَّ الرِزقَ في الأَرضِ واسِعُ
إِذا خَفَقَت بالبَذلِ أَرواحُ جودِهِم
حَداها النَدى وَاِستَنشَقَتها المَطامِعُ
رِياحٌ كَريحِ العَنبَرِ المَحضِ في النَدى
وَلَكِنَّها يَومَ اللِقاءِ زَعازِعُ
إِذا طَيِّئٌ لَم تَطوِ مَنشورَ بَأسِها
فَأَنفُ الَّذي يُهدى لَها السُخطُ جادِعُ
هِيَ السُمُّ ما يَنفَكُّ في كُلِّ بَلدَةٍ
تَسيلُ بِهِ أَرماحُهُم وَهوَ ناقِعُ
أَصارَت لَهُم أَرضَ العَدُوِّ قَطائِعاً
نُفوسٌ لِحَدِّ المُرهَفاتِ قَطائِعُ
بِكُلِّ فَتىً ما شابَ مِن رَوعِ وَقعَة
وَلَكِنَّهُ قَد شِبنَ مِنهُ الوَقائِعُ
إِذا ما أَغاروا فَاِحتَوَوا مالَ مَعشَرٍ
أَغارَت عَلَيهِم فَاِحتَوَتهُ الصَنائِعُ
فَتُعطي الَّذي تُعطيهِمُ الخَيلُ وَالقَنا
أَكُفٌّ لِإِرثِ المَكرُماتِ مَوانِعُ
هُمُ قَوَّموا دَرءَ الشَآمِ وَأَيقَظوا
بِنَجدٍ عُيونَ الحَربِ وَهيَ هَواجِعُ
يَمُدّونَ بِالبيضِ القَواطِعِ أَيدِياً
وَهُنَّ سَواءٌ وَالسُيوفُ القَواطِعُ
إِذا أَسَروا لَم يَأسِرِ البَأسُ عَفوَهُم
وَلَم يُمسِ عانٍ فيهِمُ وَهوَ كانِعُ
إِذا أَطلَقوا عَنهُ جَوامِعَ غُلِّهِ
تَيَقَّنَ أَنَّ المَنَّ أَيضاً جَوامِعُ
وَإِن صارَعوا في مَفخَرٍ قامَ دونَهُم
وَخَلفَهُمُ بِالجَدِّ جَدٌّ مُصارِعُ
عَلَوا بِجُنوبٍ موجِداتٍ كَأَنَّها
جُنوبُ فُيولٍ ما لَهُنَّ مَضاجِعُ
كَشَفتُ قِناعَ الشِعرِ عَن حُرِّ وَجهِهِ
وَطَيَّرتُهُ عَن وَكرِهِ وَهوَ واقِعُ
بِغُرٍّ يَراها مَن يَراها بِسَمعِهِ
فَيَدنو إِلَيها ذو الحِجى وَهوَ شاسِعُ
يَوَدُّ وِداداً أَنَّ أَعضاءَ جِسمِهِ
إِذا أُنشِدَت شَوقاً إِلَيها مَسامِعُ
ابو تمام
الحمدان
08-08-2024, 09:54 AM
إِن كانَ غَيَّرَكَ الإِثراءُ وَالنِعَمُ
فَلَن يُغَيِّرَني عَن مَحتَدي العَدَمُ
إِذا أَناخَ عَلَيَّ الدَهرُ كَلكَلَهُ
قَراهُ صَبراً وَعَزماً مِنِّيَ الكَرَمُ
فَإِن عَلَتنِيَ مِن أَزمانِهِ ظُلَمٌ
صَبَرتُ نَفسِيَ حَتّى تُكشَفَ الظُلَمُ
فَكُلُّ هَذا مَنَحتُ الحادِثاتِ بِهِ
إِنّي اِمرُؤٌ لَيسَ تَرضى الضَيمَ لي الهِمَمُ
ابو تمام
الحمدان
08-08-2024, 09:55 AM
أَلِلعُمرِ في الدُنيا تُجِدُّ وَتَعمُرُ
وَأَنتَ غَداً فيها تَموتُ وَتُقبَرُ
تُلَقِّحُ آمالاً وَتَرجو نَتاجَها
وَعُمرُكَ مِمّا قَد تُرَجّيهِ أَقصَرُ
وَهَذا صَباحُ اليَومِ يَنعاكَ ضَوؤُهُ
وَلَيلَتُهُ تَنعاكَ إِن كُنتَ تَشعُرُ
تَحومُ عَلى إِدراكِ ما قَد كُفيتَهُ
وَتُقبِلُ بِالآمالِ فيهِ وَتُدبِرُ
وَرِزقُكَ لا يَعدوكَ إِمّا مُعَجَّلٌ
عَلى حالَةٍ يَوماً وَإِمّا مُؤَخَّرُ
وَلا حَولُ مَحتالٍ وَلا وَجهُ مَذهَبٍ
وَلا قَدَرٌ يُزجيهِ إِلّا المُقَدِّرُ
لَقَد قَدَّرَ الأَرزاقَ مَن لَيسَ عادِلاً
عَنِ العَدلِ بَينَ الناسِ فيما يُقَدِّرُ
فَلا تَأمَنِ الدُنيا إِذا هِيَ أَقبَلَت
عَلَيكَ فَما زالَت تَخونُ وَتُدبِرُ
فَما تَمَّ فيها الصَفوُ يَوماً لِأَهلِهِ
وَلا الرِفقُ إِلّا رَيثَما يَتَغَيَّرُ
وَما لاحَ نَجمٌ لا وَلا ذَرَّ شارِقٌ
عَلى الخَلقِ إِلّا حَبلُ عُمرِكَ يَقصُرُ
تَطَهَّر وَأَلحِق ذَنبَكَ اليَومَ تَوبَةً
لَعَلَّكَ مِنهُ إِن تَطَهَّرتَ تَطهُرُ
وَشَمِّر فَقَد أَبدى لَكَ المَوتُ وَجهَهُ
وَلَيسَ يَنالُ الفَوزَ إِلّا المُشَمِّرُ
فَهَذي اللَيالي مُؤذِناتُكَ بِالبِلى
تَروحُ وَأَيّامٌ بِذَلِكَ تَبكُرُ
وَأَخلِص بِذا لِلَّهِ صَدراً وَنِيَّةً
فَإِنَّ الَّذي تُخفيهِ يَوماً سَيَظهَرُ
وَقَد يَستُرُ الإِنسانُ بِاللَفظِ فِعلَهُ
فَيُظهِرُ مِنهُ الطَرفُ ما كانَ يَستُرُ
تَذَكَّر وَفَكِّر في الَّذي أَنتَ صائِرٌ
إِلَيهِ غَداً إِن كُنتَ مِمَّن يُفَكِّرُ
فَلا بُدَّ يَوماً أَن تَصيرَ لِحُفرَةٍ
بِأَثنائِها تُطوى إِلى يَومِ تُنشَرُ
ابو تمام
الحمدان
08-08-2024, 09:55 AM
أَرى أَلِفاتٍ قَد كُتِبنَ عَلى راسي
بِأَقلامِ شَيبٍ في مَهارِقِ أَنقاسِ
فَإِن تَسأَليني مَن يَخُطُّ حُروفَهُ
فَأَيدي اللَيالي تَستَمِدُّ بِأَنفاسي
جَرَت في قُلوبِ الغانِياتِ لِشَيبَتي
قُشَعريرَةٌ مِن بَعدِ لينٍ وَإِيناسِ
وَقَد كُنتُ أَجري في حَشاهُنَّ مَرَّةً
مَجارِيَ جاري الماءِ في قُضُبِ الآسِ
فَإِن أُمسِ مِن وَصلِ الكَواعِبِ آيِساً
فَآخِرُ آمالِ العِبادِ إِلى الياسِ
ابو تمام
العصر العباسي
الحمدان
08-08-2024, 09:55 AM
طالَ هَذا اللَيلُ بَل طالَ السَهَر
وَلَقَد أَعرِفُ لَيلي بِالقِصَر
لَم يَطُل حَتّى جَفاني شادِنٌ
ناعِمُ الأَطرافِ فَتّانُ النَظَر
لِيَ في قَلبِيَ مِنهُ لَوعَةٌ
مَلَكَت قَلبي وَسَمعي وَالبَصَر
وَكَأَنَّ اَلهَمَّ شَخصٌ ماثِلٌ
كُلَّما أَبصَرَهُ النَومُ نَفَر
بشار بن برد
الحمدان
08-08-2024, 09:55 AM
اِرفُق بِعَمرٍو إِذا حَرَّكتَ نِسبَتَهُ
فَإِنَّهُ عَرَبِيٌّ مِن قَواريرِ
ما زالَ في كيرِ حَدّادٍ يُرَدِّدُهُ
حَتّى بَدا عَرَبِيّاً مُظلِمَ النورِ
إِن جازَ آباؤُهُ الأَنذالُ في مُضَرٍ
جازَت فُلوسُ بُخارى في الدَنانير
وَاِشدُد يَدَيكَ بِحَمّادٍ أَبي عُمَرٍ
فَإِنَّهُ نَبَطِيٌّ مِن دَنانيرِ
بشار بن برد
الحمدان
08-08-2024, 09:56 AM
صَحَوتَ وَأَوقَدتَ لِلجَهلِ ناراً
وَرَدَّ عَلَيكَ الصِبا ما اِستَعارا
وَأَصبَحتَ بَسلا عَلى كاعِبٍ
أَشارَت بِكَفٍّ وَهَزَّت سِوارا
بشار بن برد
الحمدان
08-08-2024, 09:56 AM
وَعَيَّرَني الأَعداءُ وَالعَيبُ فيهِمُ
وَلَيسَ بِعارٍ أَن يُقالَ ضَريرُ
إِذا أَبصَرَ المَرءُ المُروءَةَ وَالتُقى
فَإِنَّ عَمى العَينَينِ لَيسَ يَضيرُ
رَأَيتُ العَمى أَجراً وَذُخراً وَعِصمَةً
وَإِنّي إِلى تِلكَ الثَلاثِ فَقيرُ
بشار بن برد
الحمدان
08-08-2024, 09:57 AM
هَزَزتُكَ لا لِأَنّي وَجَدتُكَ ناسِياً
لِأَمري وَلَكِنّي أَرَدتُ التَقاضِيا
وَلَكِن رَأَيتُ السَيفَ مِن بَعدِ سَلِّهِ
إِلى الهَزِّ مُحتاجاً وَإِن كانَ ماضيا
بشار بن برد
العصر العباسي
الحمدان
08-08-2024, 10:09 AM
تُنسى كأنك شعرٌ قيل في رجلٍ
الناسُ تكرهُهُ وقد قَضَى الرجلُ
تُنسَى كأنِّك غصنٌ جفَّ موردُهُ
حتى العصافيرُ تهجُرُهُ وترتَحِلُ
تُنسى كأنك بابٌ لا صريرَ له
ولا يواسيه زوارٌ ولا أملُ
......
الحمدان
08-08-2024, 10:12 AM
يا من برؤيتها أصيرُ رسولا
ومصاحفًا وتواترًا وأصولا
يا من إذا ألقتْ بصمتِ جمالها
ألقى الجمالُ مشاتلًا وهطولا
يا من تدوسُ على الفؤادِ بغيلةٍ
قد صار مسرًى.. كعبةً وخيولا
يا من بدمعي كم لقيتها جمرةً
وأراها من شوقي تموجُ سيولا
إنْ ساءلوكِ النّاس قولي إنني:
قد متُّ عشقًا، نازفًا، مقتولا.
......
الحمدان
08-08-2024, 10:15 AM
لَم يَطُل لَيلي وَلَكِن لَم أَنَم
وَنَفى عَنّي الكَرى طَيفٌ أَلَم
وَإِذا قُلتُ لَها جودي لَنا
خَرَجَت بِالصَمتِ عَن لا وَنَعَم
نَفِّسي يا عَبدَ عَنّي وَاِعلَمي
أَنَّني يا عَبدَ مِن لَحمٍ وَدَم
إِنَّ في بُردَيَّ جِسماً ناحِلا
لَو تَوَكَّأتِ عَلَيهِ لَاِنهَدَم
خَتَمَ الحُبُّ لَها في عُنُقي
مَوضِعَ الخاتَمِ مِن أَهلِ الذِمَم
فَاِهجُرِ الشَوقَ إِلى رُؤيَتِها
أَيُّها المَهجورُ إِلّا في الحُلُم
حَدِّثيني عَن كِتابٍ جاءَني
مِنكِ بِالذَمِّ وَما كُنتُ أُذَم
بشار بن برد
الحمدان
08-08-2024, 11:20 AM
وإذا رُزِقتَ بمَنْ يُحبُّكَ صَادقًا
حَافـظْ عَليـهِ فَمِثلُـهُ لا يُوجَـدُ
يَكفِيـكَ قَلـبٌ واحِدٌ عَـنْ أمَّـةٍ
تَحظَى بهِ بعدَ العَناءَ وتَسْعـدُ
محمد الشيعاني
الحمدان
08-08-2024, 11:24 AM
نَفسي وعُمريَ والفؤادُ فداكَ
ما لي بدنيا العاشقينَ سواكَ
أنت الَّذي منَح الفؤادَ طَراوةً
ماكُنتُ أَهجسُ نَبضَهُ لولاكَ
يا مَن أَراهُ بِصحوتي وطيوفُهُ
ساوَت بأحلامِ الهوى الإدراكَ
كَم كنتُ تائِهةً ودربيَ موحشٌ
حتى عَلِمتُ بأنني أَهـــواكَ
كُن دائِماً بالقُربِ إنَّك مُنيَتـي
فالقلبُ ما في لحظةٍ يَنساكَ
يبقى غيابُكَ بالرحيلِ يَهزُّنــي
وأَعيشُ أَيّامي على ذكـــراكَ
إن قلتُ شعراً لاتَشُكَّ بِغايَتي
إياكَ أَعني دائماً إيّــــــاكَ
وإذا رُزِقتَ بمَنْ يُحبُّكَ صَادقًا
حَافظْ عَليهِ فَمِثلُهُ لا يُوجَدُ
يَكفِيكَ قَلبٌ واحِدٌ عَنْ أمَّةٍ
تَحظَى بهِ بعدَ العَناءِ وتَسْعدُ
أراكَ تَزيدُ في عَينِي جَمالا
وأَعشَقُ كُلَّ يَومٍ مِنكَ حَالا
تَزيدُ مَلاحةً وأَزيدُ عِشقًا
فَحالي فيكَ يَنتَقِلُ انتِقالا
......
الحمدان
08-08-2024, 11:26 AM
شَكَوْنَا إِلَى أَحْبَابِنَا طُولَ لَيْلِنَا
فَقَالُوا لَنَا مَا أَقْصَرَ اللَّيْلَ عِنْدَنَا
وَذَاكَ لِأَنَّ النَّوْمَ يَغْشَى عُيُونَهُمْ
سِرَاعًا وَلَا يَغْشَى لَنَا النَّوْمُ أَعْيُنَا
إِذَا مَا دَنَا اللَّيْلُ الْمُضِرُّ لِذِي الْهَوَى
جَزِعْنَا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ إِذَا دَنَا
فَلَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُلَاقُونَ مِثْلَ مَا
نُلَاقِي لَكَانُوا فِي الْمَضَاجِعِ مِثْلَنَا
الحافظ ابن كثير
الحمدان
08-08-2024, 11:31 AM
يروى أَن رَجُلًا واعَدَتْه امْرَأَةٌ فعثَرَ عَليها أَهْلُها فَضَرَبُوهُ بعِصِيِّ التَّنْضُب وَكَانَ شَجَرُ أَرضها إِنما كَانَ التنضبَ فَضَرَبُوهُ بِعِصِيِّها
فقال متوجعاً
رَأَيْتُكِ لَا تُغْنِينَ عنِّي بِقُرَّةٍ
إِذا اخْتَلَفَتْ فيَّ الهَراوَى الدَّمامِكُ
فأَشْهَدُ لَا آتِيكِ مَا دامَ تَنْضُبٌ
بأَرْضِكِ أَو صُلْبُ العَصا مِنْ رجالِكِ
الحمدان
08-08-2024, 11:34 AM
ما بيننا و بينكم لا ينتهي بعامْ
لا ينتهي بخمسةٍ أو عشرةٍ و لا بألفِ عامْ
طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ
و نحنُ باقونَ على صدوركمْ
كالنقشِ في الرخامْ
نزار قباني
الحمدان
08-08-2024, 11:37 AM
وماكنتُ في زيف الحياةِ بطامعٍ
وماعشتُ عمري للأنامِ ذليلا
نأيتُ بنفسي عن أمورٍ كثيرةٍ
ولم أتخذ غير الجميلِ خليلا
وعاشرتُ من عاشرتُ لينًا وعفةً
وماكنتُ إن شح الزمان بخيلا
أُحبُّ سمو النفس عن كل خسةٍ
وللخير أسعى ما أستطعت سبيلا
فلا يستقيمُ المجد دون مروءةٍ
ولا عاشقٌ للمكرمات رذيلا
......
الحمدان
08-09-2024, 12:49 PM
طِبنا بِذكرِكَ سَيّدي
كيف اللّقاءُ أَيَا تُرى؟
أنتَ الأمينُ الصّادقُ
المبعوثُ خيراً للوَرى
صلّى عليكَ اللهُ ما
لاحَ الغمامُ وأْمطرَا
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
الحمدان
08-09-2024, 12:51 PM
أنا مُتعب والعاصفات بداخلي
تأبى السكون وليلُها لا ينجلي
أنا مرهقٌ جرّاء كل مشاعري
وسئمتُ أن تبقىظ° بصدرٍ مُمتلي
كم بحّ صوتي للقنوطِ مُحاربا
فُرسانهُ لا تدخلي لا تدخلي
والله ما شئتُ التشاؤم إنّما
لا صُبح في أفقي يلوحُ ويعتلي
صبري عجولٌ والترقب موجعٌ
وغدا سؤالي حائرا ماذا يلي
......
الحمدان
08-09-2024, 12:57 PM
صَاحبَ من النّاس كبَار العُقول
واتْرك الجُهّال أَهْل الفُضول
واشْرب نقيع السُمِّ من عَاقلِ
واسْكب على الأرض دَواَء الجَهول
......
الحمدان
08-09-2024, 12:58 PM
وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ
وَيلقاهُ مِن بَعدِ الموَدَّةِ بالجَفا
وَينكِرُ عَيشًا قد تقادَمَ عَهدُهُ
وَيظهرُ سرًا كانَ بالأَمسِ قد خَفا
......
الحمدان
08-09-2024, 01:00 PM
قَدَّمْتَ عُمْرَكَ لِلأحلامِ قُرْبَانَا
هَلْ خَانَكَ الحُلْمُ أَمْ أَنتَ الذي خَانَا
وَالآن تحملُ أحلامًا مُبعثرةً
هَل هانَ حُلْمُكَ أم أنتَ الذي هَانَا
......
الحمدان
08-09-2024, 01:02 PM
وَمَا ندَمِي عَلى مَن سابَ حُبِّي
فَلستُ عَلَى الرَّخِيصِ أُسِيلُ دَمعًا
وَلكِنَّ النَدَامَةَ في سِنينٍ
مَضَت مِن عُمرِنَا مِن غيرِ رُجعَى
......
الحمدان
08-09-2024, 01:04 PM
قُل لِلذي ظنَّ أنَّا قد نسِناهُ
العِينُ تؤنسُهَا بالدَمعِ ذكراهُ
مَا غابَّ عنَّا وإن وارتهُ أتربةٌ
فالروحُ ترثيهِ امّا القلبُ مَثواه
......
الحمدان
08-09-2024, 02:07 PM
عرا المكارم خطب شيب بالكدر
فأخضر الربع اقفى جادب القفر
وغاب مجد شخوص لانظير لها
لم يبق من بعده للمجد من اثر
رزء له العروة الوثقى قد انفصمت
عن ثقلها تندب الاسلام بالوزر
فالنجم اصدع والاكوان ذاهلة
والشمس قد كورت تبكي على القمر
لله من فادح ابكى الهدى بدم
فاق الصياب بغيث غادق القطر
وانحلت جسد الاسلام اعضله
مذ حل بالدين كسر غير منجبر
لله يوم له اغرت قطام به
اعدى الانام فدار العين بالشزر
فأتى الوصي بسيف منقع ضددا
اشقى مراد فكان عبرة العبر
شق المفارق من قرم بضربته
فشج فج الندى بالاصقل الصرر
اسفي عليه ينال منه بما
قد شق فرق الهدى والمجد والخطر
لهفي لشبليه كل قائل ولها
بندبه ناعيا للحق في هدر
افديه تنعاه العباد بقولها
من بعد جودك في الدنيا لمفتقر
الشيخ رضوان الزبيدي
الحمدان
08-09-2024, 02:09 PM
أمَّاهُ أنشدتُ الحنانَ قصائداً
فوجدتُ نبعكِ جارياً بحواري
فغرفتُ منهُ أيا حنونةُ غرفةً
فتأثَّرت عيني بدمعٍ جارِ
واهتزَّ نبضُ القلبِ يرسم أحرفاً
ألفاً وميماً ثم ياءَ فَخَاري
أمِّي وأمِّي ثمَّ أمِّي مَن بها
أوصى النبيُّ بنصهِ المختارِ
د.وائل جحا
الحمدان
08-09-2024, 02:10 PM
مالِي ومالُ العِشْقِ
مالِي ومالُ هُواهُ
رَغْمَ الجُفَا والبُعْدِ
أَنا لا أرَى إلاهُ
شَاكٍ إلَيْهِ جُرَاحِي
فَقُل لِي مَن سِوَاهُ
يُعافي لِي فُؤَادًا
تُرِيَاقُهُ لُقِيَاهُ
أَمْضَيْتُ أَكْثَرَ عُمُرِي
أَسْعَى لِنِيلِ رِضَاهُ
والعُمْرُ مهْمَا طَالَ
واللهُ ما كفّاهُ
من بين كُلِّ الخَلْقِ
قد ذُبْتُ في عَيْنَاهُ
من بين كُلِّ النَاسِ
سُبْحَانَ مَن سَوَاهُ
أنس السبيعي
الحمدان
08-09-2024, 02:11 PM
قُلْ يا فؤادي كيفَ كُنتَ تعيش
قَبْلَ اللقاءِ من الحبيبِ الأوّلِ
رغمَ الجفاءِ وكثرةِ التهميش
لَمْ يَعْتَرِكَ اليأسٌ ولم تتململِ
رغمَ الفراقِ ورغمَ كلّ قساوةٍ
عبثاً تسامحهُ بكلّ تذللِ
أنس السبيعي
الحمدان
08-09-2024, 02:11 PM
مشغولةٌ عنِّي ولي قلبُ
يشتاقها من دونما سببُ
ماحيلتي مازال في يدها
شغفي وفي شفتيها لي طلبُ
ردَّت عليَّا الحسنَ ماتركت
عقلي فلا يبدي لها عتبُ
ماشفَّها وجدٌ وما أرِقَتْ
عيني وأسراب الجوى تثبُ
ليلٌ ككحلِ الطّرفِ مشتعلٌ
وجدي وأطياف اللُقا حطبُ
محمود أبوزيد محمود
الحمدان
08-09-2024, 02:13 PM
أنا النارُ قلبي فلا تسأليني
عن الليلِ بعدَ انتهاءِ الحنينِ
وعن أنجُمِ الشوقِ في مقلتيَّا
وجفْناكِ تُوري المسا في عيوني
سرقتُ منَ الأحبَّةِ لحظَ عيني
ولم أدرِ الَّذي خلَّت جفوني
لِطيفِكِ فيهُما نزلٌ وملهى
يُسامرُ في الضلوعِ بما تديني
كبعضِ الليلِ فيه صفاءُ بدرٍ
تمدَّد فوق شطٍّ من لُجَيْنِ
وموجَ النهرِ يسكُنهُ انعكاسٌ
على قمرٍ بهِ لم يستكينِ
فيُغمِضُ موجَه النهرُ ارتياباً
كغمضي فيكِ للطيفِ السجينِ
تفرُّ ملاحةٌ من ضوءِ عيني
فما خبأتُ منكِ بهِ تبِيني
كأنَّ صدى اللُقيا شموسٌ
متىظ° فتَّحتُ عيني تفضحيني
محمود أبوزيد محمود
الحمدان
08-09-2024, 02:15 PM
بقلبك قولي إن لي قلب سامعٌ
ولو كنت في أرض الثريا بعيده
أشيري برفع الكف هذا سلامنا
فإني أعي كفا لكفي وديده
فحياك يا ذكرى وحيا سلامك
وأهلا بروحٍ أرسلته مجيده
فما اطيب الريح بصبح معطرٍ
من البعد تأتينا معاني جديده
عبدالرحمن الجربوع
الحمدان
08-09-2024, 02:16 PM
أَيْنَ أَنْتَ فَبَعْدَ هَجْرِكَ
حَالِي كُلُّهُ اخْتَلَّفَ
كُلُّ ضَلْعٍ مِنْ ضِلَوعَيْ
بِاسْمِكَ الْغَالِي هَتَفَ
غَابَ عَقْلِي وَفُؤَادِي
صَارَ كَالْوَغْدِ التَّرِفَ
لَا يُجِيدُ الْعَيْشَ إلَّا
فِي نَعِيمٍ مُزْدَّلِف
وَفُؤَادِي بَعْدَ بُعْدِكَ
صَارَ دَوْمًا يَرْتَجِف
لَا يُحِسُ الدِّفْءَ حَتَّى
بِجَفْنِ عَيْنِكَ يَلْتَحِف
يَطْوي الْفَيَافِيَ كُلَّ لَيْلٍ
وَلَا يَرَاكَ مَعَ الْأَسَف
وَيَعُودُ صَبّاً هَائِماً
دُونَ الْحَبِيبِ وَالْكَنَف
دَاعِياً رَبَّ الْقَدَر
بِأَنْ تَجْمَعَكُمَا الصُّدُف
أنس السبيعي
الحمدان
08-09-2024, 02:17 PM
أبا خالدٍ والمرءُ يعرفُ قدْرَهُ
وقد سبقت منّا إليك المنافعُ
علام ولم صعّرت خدّكَ معرضًا
ومالت بعطفيك العروق الأخادعُ
حذارِ الذي أُنبيتُ أنّك قاصدٌ
إليهِ ولا يخْدعكَ في ذاك خادعُ
فكن مثلما كنّا وللحرّ صولةٌ
إذا لم يكن عن صولةِ الحرّ مانعُ
أتعرضُ عنّي أن دعيتَ معلّمًا
وذاك إذا فكّرت في الضدّ قاطعُ
إذا لم يزدكَ العلمُ إلّا تكبّرًا
فإنَّكَ في بيدِ الجهالةِ ضائعُ
فإنّكَ إن أدخلتَ في العلْمِ إصْبعًا
فقد بقيَت في الجهْلِ منْكَ أصَابعُ
أبو السَّمْحِ الخولاني
الحمدان
08-09-2024, 02:17 PM
ليتَ للعينِ رخصةً من سباتِ
تعتقُ القلبَ من لظى الذكرياتِ
ليتني أستكينُ برهةَ ليلٍ
تلهبُ النومَ في جوى حدقاتي
أتوارى هناكَ خلفَ خمودي
أسلكُ الصمتَ من جميعِ الجهاتِ
لستُ أهوى الحياةَ من غيرِ خِلٍّ
يجتبيهِ الفؤادُ في الخلواتِ
سهمُ عينيهِ ثاقبٌ يستبيني
يخطفُ اللبَّ سالبًا سكناتي
أرتوي من عذابهِ عذبَ وجدٍ
سائغٍ من سلالةِ المسكراتِ
بينَ جنبيهِ قاطنٌ كلُّ كلّي
خاشعٌ كالقنوتِ في الصلواتِ
يملأُ الروحَ عطرُهُ والحنايا
كاندماجِ الدموعِ بالأغنياتِ
أمنياتٌ صغيرةُ الحجمِ لكن
نظرةُ البختِ لا ترى أمنياتي
لهفُ نفسي عليهِ فاقَ احتمالي
عاتِقُ الصبرِ لا يُقِلُّ شتاتي
يا سوادَ الصباحِ إذ لا تلاقي
داكنُ الفقدِ* باثقُ الظلماتِ
ساعةُ الوصلِ طائرٌ في سماءٍ
ولها في الهجيرِ سبيُ العُتاةِ
إنهُ البعدُ ساحقٌ كالمنايا
يُضرمُ الموتَ في ربوعِ الحياةِ
لن ينالَ الهناءَ مترفُ حالٍ
لا ولا عائلٌ طوى الأزماتِ
كلّنا للشقاءِ طُعمٌ هزيلٌ
ضامرُ البأسِ شاحبُ القسماتِ
ليسَ أكذوبةً هواهُ وليلي
فائقُ السهدِ ناحلُ الخطواتِ
لا حروفٌ تشفي غليلَ اشتياقي
لا عروشٌ تهزّها كلماتي
هديل الدليمي
الحمدان
08-09-2024, 02:18 PM
الناسُ جنسانِ أخيارٌ وأشرارُ
والكلُّ تعلوهُ أحكامٌ وأقدارُ
ولا مفرَّ من الأحداثِ إن وقعت
أقدارها كِسَفاً فالدّهرُ غَدَّارُ
معادنٌ ميّزت بينَ الأنامِ فذا
درٌ ثمينٌ وذا رملٌ وأحجارُ
يسمو من القوم من أخلاقهُ جُبِلَت
على المروءةِ ليسَ الخبثُ والعارُ
كم كشّفَ الدّهرُ من ناسٍ مزيفةٍ
حواضرٌ في الرّخا في الضيقِ فُرّارُ
لَكم أتونا وهم في شرِّ ضائقةٍ
ونحنُ غوثٌ بيومِ النحسِ حُضَّارُ
وكم أغثنا أناساً كان ظنّهمُ
أنَّ الغياثَ انقضى والناسُ خُوَّارُ
نحنُ الّذين إذا ضامَ الزمانُ أخاً
قامت لنصرتهِ سُمرٌ وأشفارُ
ويُعرفُ المرءُ إن دارت طواحنها
حربٌ تلظّى لها هولٌ وأخطارُ
وإنّ قومي بيومِ الروعِ ما رجفت
لهم قلوبٌ ولم تخمد لهم نارُ
وخيلُ قومي على الأعداءِ قد دعست
وللحوافرِ في الهاماتِ آثارُ
عوامرٌ أثبتوا في السوحِ أرجلهم
وللقبائلِ إقبالٌ وإدبارُ
فقلبهم في اشتدادِ الحربِ مصطبرٌ
وكفّهم في سنينِ القحطِ مهمارُ
ما ضيمَ من حلَّ في أكنافهم فهمُ
عونُ الضعيفِ منيعٌ فيهمُ الجارُ
مدحتُ قومي وهم للمدحِ مفخرةٌ
وكلُّ قومٍ لهم في المدحِ مقدارُ
......
الحمدان
08-09-2024, 02:19 PM
عجباً لبرامجَ قد دُسَّت
في شهرِ الخيرِ فمَنْ تعني؟!
وكأنِّي أسمعُ أجوبةً
من شيطانٍ قالَ اسمعني
إنِّي صُفِّدتُ ولكنِّي
جهَّزت لكم شرَّاً منِّي
شاشاتٍ تفسدُ أخلاقاً
عُرْياً يسطو باسمِ الفنِّ
نوابي من إنسٍ سهروا
فأراحوا نوابَ الجنِّ
شهرٌ قُيِّدتُ بهِ لكنْ
هيَّأتُ من استلموا عنِّي
من يُشغلُ عن هديٍ بهمُ
يرضيني في وسطِ السجنِ
د.وائل جحا
الحمدان
08-09-2024, 02:22 PM
ألَا أعيدوا قمرَ اللياليْ
فالليْلُ قاسٍ وَجِلُ الأهوالِ
وظُلمةُ الليلِ بلا أقمارِ
أرضٌ قفارٌ دونَ أيِّ دارِ
تجوبُ هائمًا بلا إرشادِ
ولا دليلٍ أو مدادِ زادِ
فأسالُ البدرَ الذي تجلّى
منْ سُحُبِ الخمار رُوحي قَتلا
وليليَ الفاحمُ قد تظلّما
ونورُ وجهكِ الدُريِّ تمّا
أيمن عمار ماجد
الحمدان
08-09-2024, 02:23 PM
حلَّ الظَّلامُ وضاقت الآفاقُ
وطغى علينا الهمُّ والإرهاقُ
ماذا نقول أَنكبةٌ حلَّت بنا
أَمْ نَكْسَةٌ جاءت بها الأَبواقُ
أم أنَّه النَّصرُ الذي راياته
تَعْلو بِه الأَنسَابُ والأَعراقُ
كان الصَّباحُ يَطوفُ حولي فسحةً
في جوفهِ تَتَمايلُ الأوراقُ
والآن عجَّ الليلُ في طرقاته
شَبَحٌ بأمر لصوصهِ يَنْسَاقُ
وَبنصفهِ الموتى يزيدُ حشودهم
نحوي ويَجْتَثُّ الهوى إِِملاقُ
وعليه أذنابٌ تطولُ ديارنا
كلٌ إلى بابِ العميل سِبَاقُ
لَبَسوا قناعَ الزَّيفِ في ندواتهم
وجه العمالة حاكها النَّماقُ
رسموا خطوطَ العرضِ حسب مزاجهم
كلٌ لهُ في رسمها إِحقَاقُ
وتقاسموها في الخريطةِ كعكةً
كلٌّ لهُ حسبُ المذاق مذاقُ
زياد النهمي
الحمدان
08-09-2024, 02:24 PM
ألا إني أتيتُ ، فأكرموني
وفوق رؤوسكم فلتحملوني
أنا العيدُ الذي يهدي سَناهُ نفوساً تهتدي بهُدى الأمين
وأحمل بهجتي لمَن احتواني معطرةً ببارقة الحنين
احمد عبدالرحيم
الحمدان
08-09-2024, 02:25 PM
لا برَّ في الحبِّ يا أهلَ الهوى قسمي
وَلاَ وَفَتْ لِلْعُلَى إِنْ خُنْتُكُمْ ذِمَمِي
وإن صبوتُ إلى الأغيارِ بعدكمُ
فَلاَ تَرَقَّتْ إِلى هَامَاتِهَا هِمَمِي
وَإِنْ خَبَتْ نَارُ وَجْدِي بِالسُّلُوِّ فَلاَ
وَرَّتْ زِنادِي وَلاَ أَجْرَى النُّهَى حِكَمِي
ولا تعصفرَ لوني بالهوى كمداً
إِنْ لَمْ يُوَرِّدْهُ دَمْعِي بَعْدَكُمْ بِدَمِي
وَلاَ رَشَفْتُ الْحُمَيَّا مِنْ مَرَاشِفِهَا
إِنْ كَانَ يَصْفُو فُؤَادِي بَعْدَ بُعْدِكُمِ
وَلاَ تَلَذَّذْتُ فِي مُرِّ الْعَذَابِ بِكُمْ
إِنْ كَانَ بَعْذُبُ إِلاَّ ذِكْرُكُمْ بِفَمِي
خلعتُ في حبكم عذري فألبسني
تجرّدي في هواكم خلعة َ السقمِ
ما صرتُ بالحبِ بينَ الناسِ معرفة ً
حتى تنكّرَ فيكم بالضّنى علمي
لَقَدْ قَضَيْتُمْ بِظُلْمِ الْمُسْتَجِيرِ بِكُمْ
وَيْلاَهُ مِنْ جَوْرِكُمْ يَا جِيرَة َ الْعَلَمِ
أَمَا وَسُودِ لَيَالٍ في غَدَائِرِكُمْ
طالت عليَّ فلم أصبح ولم أنمِ
لولا قدودُ غوانيكم وأنملها
ما هزَّ عطفي ذكرُ البانِ والعلمِ
كلا ولولا الثنايا من مباسمكم
ما شاقني بالثنايا بارقُ الظلمِ
يَا جِيرَة َ الْبَانِ لابِنْتُمْ وَلاَ بَرِحَتْ
تبكي عليكم سوراً أعينُ الدّيمِ
ولا انجلى عنكمُ ليلُ الشبابِ ولا
أفلتمُ يا بدورَ الحيِّ من إضمِ
مَا أَحْرَمَ النَّوْمَ أَجْفَانِي وَحرَّمَهُ
إلا تغيّبكم يا حاضري الحرمِ
غِبْتُمْ فَغَيَّبْتُمُ صُبْحِي فَلَسْتُ أَرَى
إلا بقايا ألمّت فيه من لممي
صَبْراً عَلَى كُلِّ مُرٍّ في مَحَبَّتِكُمْ
يا أملحَ الناسِ ما أحلى بكم ألمي
رِفْقاً بِصَبٍّ غَدَتْ فِيكُمْ شَمَائِلُهُ
......
الحمدان
08-09-2024, 02:26 PM
فَإِلاَمَ يَفْجَعُنِي الزَّمَانُ بِفَقْدِهِم
وَلَقَدْ رَأَى جَلَدِي عَلَى حِدْثَانِهِ
عَتْبِي عَلَى هذّا الزَّمَانِ مُطَوَّلٌ
يُفْضِي إِلَى الإِطْنَابِ شَرْحُ بَيَانِهِ
هَيْهَاتِ أَنْ أَلْقَاهُ وَهْوَ مُسَالِمي
إِنَّ الأَدِيبَ الْحُرَّ حَرْبُ زَمَانِهِ
ياقلب لاتشك الصبابة بعدما
أوقعت نفسك في الهوى وهوانه
تَهْوَى وَتَطْمَعُ أَنْ تَفِرَّ مِنَ الْهَوَى
كيف الفرار وأنت رهن ضمانه
يا للرّفاقِ ومن لمهجة ِ مدنفٍ
نِيرَانُهَا نَزَعَتْ شَوَى سُلْوَانِهِ
لم ألقَ قبلَ العشقِ ناراً أحرقت
بشراً وحبُّ المصطفى بجنانهِ
كَهْفُ الْوَرَى غَيْثُ الصَّرِيخِ مَعَاذُهُ
وَكَفِيلُ نَجْدَتِهِ وَحِصْنُ أَمَانِهِ
الْمُنْطِقُ الصَّخْرَ الأَصَمَّ بِكَفِّهِ
والمخرسُ البلغاءَ في تبيانهِ
لطفُ الإلهِ وسرُّ حكمتهِ الذي
قد ضاقَ صدرُ الغيثِ عن كتمانهِ
قِرْنٌ بِهِ التَّوْحِيدُ أَصْبَحَ ضَاحِكاً
وَالشِّرْكُ مُنْتَحِباً عَلَى أَوْثَانِهِ
نَسَخَتْ شَرَائِعُ دِينِهِ الصُّحُفَ الأُلَى
فِي مُحْكَمِ الآيَاتِ مِنْ فُرْقَانِهِ
تمسي الصّوارمُ في النّجيعِ إذا سطا
وخدودها مخضوبة ٌ بدهانهِ
مَا زَالَ يَرْقُبُ شَخْصُهُ الآفَاقَ فِي
طرفٍ تحامى النومُ عن أجفانه
وجِلاً يظنُّ النومَ لمعَ سيوفهِ
ويرى نجومَ الليلِ من خرصانهِ
قلبُ الكميِّ إذا رآهُ وقد نضا
سَيْفاً كَقُرْطِ الْخَوْدِ في حُلْقَانِهِ
وَلَرُبَّ مُعْتَرَكٍ زَهَا رَوْضُ الظُّبَى
فِيهِ وَسُمْرُ الْقُضْبِ من قُضْبَانِهِ
خضبَ النَّجيعُ قتيرَ سردِ حديدهِ
فشقيقهُ يزهو على غدرانهِ
تبكي الجراحُ النجلُ فيهِ والرّدى
مُتَبَسِّمٌ وَالْبيضُ مِنْ أَسْنَانِهِ
فَتَكَتْ عَوَامِلُهُ وَهُنَّ ثَعَالِبٌ
بَجَوَارِحِ الآسَادِ مِنْ فُرْسَانِهِ
جِبْرِيلُ مِنْ أَعْوَانِهِ مِيَكالُ منْ
أخدانهِ عزريلُ من أعوانهِ
......
الحمدان
08-09-2024, 02:26 PM
لعمري لئن ألهى الفرزدق قيده
ودرج نوار ذو الدهن وذو الغسل
ليبعثن مني غداة مجاشع
بديهة لأداني الجراء ولا وعل
البعيث المجاشعي
الحمدان
08-09-2024, 02:27 PM
وأرسل بكراً مالك يستحثنا
يحاذر مخاريب المنون فلم يئل
أمالك مهما يفضه الله تلقه
وإن حان ريث من رفيقك أو عجل
البعيث المجاشعي
الحمدان
08-09-2024, 02:28 PM
ألا حييا الربع القواء وسلما
وربعا كجثمان الحمامة أدهما
بصارة فالقوين لايا عرفته
كما عرف الحبر الكتاب النمنما
من الغاليات في وسام كأنما
تثاب رضابا من سحاب محطما
مدحنا لها روق الشباب فعارضت
جناب الصبي في كاتم السر أعجما
بني الحظفي هل تدفنن أباكم
كليباً ومولاكم حراماً ليلتما
فكل كليبي عليه علامة
من اللؤم تبدو حاسراً ومعمما
فإنك قد جاريت سابق حلبة
نجيب جياد بين فرعين معلما
لزاز حضار يسبق الخيل عفوه
على الدفعة الأولى وفي العقب مرجما
لقى حملته أمه وهي ضيفة
فجاءت بنز للنزالة أرشما
مدامن جوعات كأن عروقه
مسارب حيات تشرين سمسما
فألقى عصا طلح ونعلا كأنها
جناح سماني صدرها قد تجذما
وأبيض ذي تاج أشاطت رماحنا
بمعترك بين السنابك أقتما
هوى بين أيدي الخيل إذ خطرت به
صدور العوالي ينضح المسك والدما
ونحن حدرنا طيئاً عن بلادها
ونحن رددنا الحوفزات مكلما
ضربنا بطون الخيل حتى تداركت
ذوي كلع والأشعثين وخثعما
وكل معد قد جزينا قروضهم
فبؤسي ببؤسي أو بنعماء أنعما
البعيث المجاشعي
الحمدان
08-09-2024, 02:29 PM
ونحن وقعنا في مزينة دفعة
غداة التقينا بين غيق وعيهما
ونحن جلبنا يوم قدس إدارة
قبائل خيل تترك الجو أقتما
ونحن بموضوع حمينا ديارنا
بأسيافنا والسبي أن ينقسما
البعيث المجاشعي
الحمدان
08-09-2024, 02:29 PM
أأن أمرعت معزى عطيقة وارتعت
تلاعاً من المروت أحوى حميمها
تعرضت لي حتى ضربتك ضربة
على الرأسٍ يكبو لليدين أميمها
إذا قاسها الآسي النطاسي أرعشت
أنامل كفيه وجاشت هزومها
كليب لئام الناس قد تعلمونه
وأنت إذا عدت كليب لئيمها
لقى مقعد الأحساب منقطع به
إذا القوم راموا خطة لا يرومها
أترجو كليب أن يجيء حديثها
بخير وقد أعبى كليبا قديمها
على عهد ذي القرنين كانت مجاشع
أعزاء لا يسطيعها من يضيمها
البعيث المجاشعي
الحمدان
08-09-2024, 02:29 PM
نجحت بطولات كأن نجاءها
هوى القطا تعرو المناهل جونها
طوين سقاء الخمس ثمت قلصت
لورد المياه واستنبت قرونها
إذا ما وردن الماء في غلس الضحى
بللن أوادي لبس خزر يشينها
جعلن حباب الماء حين حملنه
إلى غصص ثد ضاق عنها وتينها
إذا شئن أن يسمعن والليل واضع
هذا ليلة والريح تجري فنونها
تناوم سرب في أناصيصه السنا
بقايا أفاني لصيف حمراً بطونها
إذا ملأت منها قطاة سقاءها
فلا تعكم الأخرى ولا تستعينها
البعيث المجاشعي
الحمدان
08-09-2024, 02:30 PM
يقولون ليلى بالمغيب أمينة
له وهو راع سرها وأمينها
فإن تك ليلى استودعتني أمانة
فلا وأبي ليلى إذا لا أخونها
أأرضى بليلى الكاشحين وأبتغي
كرامة أعدائي بها وأهينها
معاذة وجه الله إن شمت العدى
بليلى وإن لم تجزئي ما أدينها
البعيث المجاشعي
الحمدان
08-09-2024, 02:30 PM
فإن تك ليلى حملتني لبانة
فلا وأبي ليلى إذا لا أخونها
حفظت لها السر الذي كان بيننا
ولا يحفظ الأسرار إلا أمينها
البعيث المجاشعي
الحمدان
08-09-2024, 02:30 PM
سائل سليطاً إذ ما الحرب أفزعها
ما بال خيلكم قمساً هواديها
لا يرفعون إلى داع أعنتها
وفي جواشنها داء يجافيها
البعيث المجاشعي
العصر الاموي
الحمدان
08-09-2024, 03:56 PM
ما تكبر الدنيا ترا بعين مخلوق
الا وتصغر صورته في نظرها
وما كل شخص رام للصيته وفوق
ولا كل من هو شال وزنه قدرها
يا كم رجلٍ تعجبه درب شاهوق
وبعد الصعوبة عافها ثم نفرها
وما يرتفع رجّال بالكذب والعوق
ولو يرتفع لحظات ينزل بثرها
مايرفع الرجال ما غير منطوق
ويمنى تهامل غيثها مع مطرها
وماعمر زاد العمر بالخوف مطبوق
علم بصحيفة عند ربك قرّرها
وما تقصر الاعمار بإقدام مخلوق
لو عاش عمره بين نار وشررها
وما كل ما نطرده في يوم ملحوق
ما يوم جبنا بطرد هرجه ثمرها
من ساقته نفسه مع الدرب محقوق
من هو تبع للنفس حس بخطرها
إما تسوق النفس او عشت مسيوق
ونيّال حيٍّ ساقها واقتدرها
الثوب ما يسترك لا صار مشقوق
والذكر ثوب الانس ساتر ظهرها
إيهاب اليحيوي
الحمدان
08-09-2024, 04:04 PM
ويأبى نصفُ قلبي أنْ يرى في
ضياعي نصفَهُ تحتَ انحرافي
وحينَ اختارتِ الأحزانُ نبضي
إلى محوِ الأسى كان انصِرافي
دنا منّي وميضُ الهمسِ عُشْبًا
ففي سهلِ الرؤى أرعى خِرافي
سأزرعُني سنابلَ ذكرياتي
وأمنحُ طاحِنًا قمحَ اعترافي
وأظمأُ لستُ أشرَبُ بسملاتٍ
وأتركُها لأيّامِ اغترافي
ولا أرمي على مستقبلٍ لي
ظُنونًا؛ إنّهُ الماضي الخُرافِي
تسيرُ عليَ أيّامٌ وتمشي
حكاياتٌ ولمْ يأتِ انجِرافي
أراني أستظِلُّ لهيبَ عُمْرٍ
وفي الماءِ احتراقي واحترافي
بغداد سايح
الحمدان
08-09-2024, 04:04 PM
إذا امتَّدَتْ إلى قلبٍ عُروقُهْ
وقالوا نبْضُهُ الأنقى شُرُوقُهْ
فقُلْ: يحلو منَ الشرَفِ امتدادٌ
لهُ غيثٌ تُسابِقُهُ بُرُوقُهْ
أمانًا يرتدي ويخِيطُ أمْنًا
يرُوقُ المكرُماتِ وكمْ ترُوقُهْ
أقامَ جِنانَهُ خيرًا وسِلْمًا*
ولو وصَلتْ إلى عُمْقٍ حُروقُهْ
بغداد سايح
الحمدان
08-09-2024, 04:05 PM
حُــبُّـهـا مــالــحٌ قــتـلْـكَ الــبـحـارِ
دُونـها الـقلبُ راغـبٌ في انتِحارِ
أيـنـمـا تـنـبُـتُ الـلـقـاءاتُ تـحـلـو
نـبضةُ الـشوقِ يا رُبى الأسحارِ
لابتساماتها الأحاسيسُ تحكي
مــا سـيـحْكيهِ لـؤلـؤٌ عــنْ مـحارِ
أيّـهـا الـحُـبُّ بـعـدكَ الـموجُ بـاكٍ
مَـنْ سـيُرخي سـعادةَ الإبْـحارِ
بغداد سايح
الحمدان
08-09-2024, 04:06 PM
عنْ صباحي يقولُ هذا الصباحُ
أنَّ تــاريـخَ قـهـوتـي مُـسْـتـباحُ
فـاكْتُبِ الـحُبَّ لـلفناجينِ دفـئاً
دُونَ حُــــبٍّ جـمـيـعُـنا أشْــبـاحُ
يصعدُ الضوءُ منْ عيونِ الليالي
يـا نـزولَ الـهوى ويـفنى النُّباحُ
انـهزامي أمامَ عِشقي انتصارٌ
فـي اشتياقي خسائري أرْباحُ
بغداد سايح
الحمدان
08-09-2024, 04:06 PM
قِ قـلـبكَ مــنْ مـطـبّاتِ الـغـرامِ
وعِ الأملَ اضطراماً في اضطرامِ
فِ بـالـكـلماتِ نـهـراً مـسـتضيئاً
ورِ الــوجــعَ احــتـرامـاً لاحــتِـرامِ
مـتى تـجِئِ الـهوى يُـبصِرْ فـؤادٌ
جـــواريَـــهُ بــعــيــداتِ الْـــمــرامِ
كـبُـعْدِ سـمـائهِ عــنْ جُـرْحِ بـحرٍ
يــجــودُ لــنــا اقــتــداءً بــالـكـرامِ
بغداد سايح
الحمدان
08-09-2024, 04:06 PM
شـاخ قلبي هوىً وكان شُجاعا
أطـعـمتْهُ الـخـطوبُ فــيَّ فـجاعا
كـبـرَ الـقـلبُ كـالـسفينةِ تُـرخي
لـسـمـائي شـراعَـهـا الأوجــاعـا
أيّـهـا الـقـلبُ لا تـكـنْ مـنـكَ لـيلاً
حـالـكَ الـمنتأى يـعافُ اضْـطِجاعا
قدْ يعودُ الصدى إلى صوتِ نبضٍ
يــا دمــي أرجــعِ الــرؤى إرجـاعا
بغداد سايح
الحمدان
08-09-2024, 04:07 PM
الـمـالُ والـنـفسُ والـنـسيانُ سُـرّاقُ
هـمْ سـارقوا ضـوئنا فـالعُمْرُ إشْـراقُ
مـا نـحنُ يـا لـهبَ الدنيا سوى شجَرٍ
يـأتـي الـخـريفَ فـتـبكي مـنْـهُ أوْراقُ
مـا يـحطبُ الـموتُ مـنّا غير وشوشةٍ
يرجو بها الدفءَ حيثُ الصمْتُ إحراقُ
خــمْـرُ الـبـهـاء تــرانـا لـلـهوى عِـنـباً
حــتـى يـصـيـحَ مــن الـخـدّينِ دُرّاقُ
بغداد سايح
الحمدان
08-09-2024, 04:08 PM
أضـاءَ الـمجدُ ما انطفأتْ قُريْشُ
ولــكـنًّ الـخـيـانةَ فـيـكَ جـيـشُ
بـمـاءِ الـطـهرِ يـغـدُرُ كــلُّ طـيـنٍ
بــــهِ تــمـتـدُّ قـهـقـهـةٌ فـطَـيْـشُ
عـلـى جـمْـرٍ نــأى عــرَبٌ بـمـجدٍ
وتحتَ الغربِ حاكمُهُمْ جُحيْشُ
فــأمَّـا قـبـلـهمْ فـالـعـيشُ مــوتٌ
وأمَّـــا بـعـدهمْ فـالـموتُ عـيْـشُ
بغداد سايح
الحمدان
08-09-2024, 04:09 PM
وبعضُ الناسِ حبَّةُ "باقِلاوَةْ"
وبـعضُهُمُ الـمرارةُ لا الحلاوَةُ
وبـعضُهُمُ الـصلاةُ لـهُ طـريقٌ
إلـى الـجنّاتِ تـسبِقُهُ التِّلاوَةْ
وبـعضُهُمُ الـمكارِهُ فـيهِ تـنمو
فلا الأخلاقُ تنبُتُ لا الطِّلاوَةْ
وبـعـضُهُمُ الـمـكارِمُ مـنهُ نـهْرٌ
ولـيسَ بِـقابضٍ عـنها عِـلاوةْ
بغداد سايح
الحمدان
08-09-2024, 04:10 PM
هَلْ كُنْتَ مِثْلِيَ يَا جَدَّاهُ تَرْتَجِفُ؟
لَمَّا تَمَكَّنَ مِنْكَ الوَجْدُ وَالشَّغَفُ
هَلْ خَابَ ظَنُّكَ حِيْنَ الشَّمْسِ قَدْ أَفَلَتْ
بِرَبَّةٍ كَالوَرَى تَأْتِيْ وَتَنْصَرِفُ
هَلِ انْتَبَذْتَ مَكَانَاً نَائِيَاً لِتَرَى
رُوْحَ الحَقِيْقَةِ وَالأَسْرَارِ تَنْكَشِفُ
وَقَفْتُ مِثْلَكَ بَيْنَ البَيْنَ مُضْطَرِبَاً
أَنْ أَدَّعِي العِلْمَ أَمْ بِالعَجْزِ أَعْتَرِفُ
وَصِرْتُ أَسْمَعُ أَصْوَاتَاً وَأَفْهَمُهَا
وَفِيْ الخَيَالَاتِ سِرٌ بَاتَ يَنْكَشِفُ
بِأَنَّ جِلْدِيَ تَارِيْخٌ وَأَنْسِجَتِي
مُذْ أَوَّلِ الدَّهْرِ لِلْقَوْمِ الأُلَى صُحُفُ
وَأَنَّنِي الآكِلُ المَأْكُوْلُ مُذْ وَطَأَتْ
أَقْدَامُ آدَمَ حَتَّى تَسْقُطَ الكِسَفُ
مَنْ مَسَّهُ الضُّرُ أَوْ مَنْ مَسَّهُ تَرَفُ
هَذَا التُّرَابُ وُجُوهٌ فَوْقَهَا نَقِفُ
كُنْهُ المِيَاهِ الَّتِي نَظْمَا وَتَشْرَبُهَا
أَشْلَاءُ أَهْلٍ لَنَا قَدْ نَالَهَا تَلَفُ
هَذَا الغُبَارُ بَقَايَا جِلْدِ مَنْ ذَهَبُوا
إِلَى الفَنَاءِ لِيَأْتِيْ بَعْدَهُمْ سَلَفُ
هُنَا بَقَايَا لِخَدٍ تِلْكَ جُمْجُمَةٌ
ذَاك المُهَشَّمُ مِنْ أَطْرَافِهِ كَتِفُ
أَمْشِي مَعَ النَّهْرِ، وَالأَمْوَاجُ تُخْبِرُنِي
أَنَّ الحُقُوْلَ لِقَطَّافِيْنَ قَدْ قُطِفُوا
حَيْثُ الجِرَارُ عُيُوْنٌ ذَابَ بُؤْبُؤُهَا
تَكَادُ تَهْتِفُ لَوْلَا أَنَّهَا خَزَفُ
أُسْقِي اليَمَامَاتِ دَمْعَاً سَالَ مِنْ حَدَقٍ
خَلْفَ الجُنُوْدِ لِغَادَاتٍ بِهَا شُغُفُ
ثَوْبِيْ القَتِيْلُ بِهِ وَالقَاتِلُ اجْتَمَعَا
حَيْثُ النَّقَائِضُ وَالأَضْدَادُ تَأْتَلِفُ
وَيْحِيْ أَدُوْسُ عَلَى أَهْلِيْ بِلَا خَجَلٍ
إِذَا مَشَيْتُ وَبِالأَسْلَافِ أَلْتَحِفُ
الرَّاحِلُوْنَ وَإِنْ شَادَ البُنَاةُ لَهُمْ
فِيْ رَبْعِهَا غُرَفَاً مِنْ فَوْقِهَا غُرَفُ
مَنْ عَلَّمَ النَّهْرَ أَنْ يَجْرِيْ إِلَى أَزَلٍ؟
مَنْ يَأْمُرُ اللَّيْلَ أَنْ يَنْأَى وَيَزْدَلِفُ؟
أَيَطْلَعُ الطَّلْعُ مِنْ أَكْمَامِهِ زُمَرَاً
بِأَلْفِ لَوْنٍ وَشَكْلٍ كُلُّهَا صُدَفُ؟
هَذَا النَّخِيْلُ نَبِيَّاتٌ حَمَلْنَ لَنَا
رَسَائِلَ اللهِ يَتْلُو آيَهَا السَّعَفُ
يَا كُلَّ مَنْ مَاتَ.. يَا آتٍ لِعَالَمِنَا
أَنْتَ الجَمِيْعُ وَمِنْكَ الكُلُّ مُقْتَطَفُ
زكي العلي
الحمدان
08-09-2024, 04:11 PM
يا توأم الروح التي اسرت خافقي
حتى استطار القلب في عشقها مسرورا
كيف هدرتي دمي و تركتي
القلب يلهب من الم الفراق سعيرا
سفكتي دمي حتى ارتوت منه
الحقول و استقام المرج منه نظيرا
يا ربة الخال الذي استقام في وسط
الجبين حتى استحالت العينين بدرا منيرا
هل تهدرين دمي و انت بريئة
كاد دمي المهدور ان يستحيل غديرا
لا تستعبدي القلب الذي ملكته
فان هذا القلب بالأمس كان اميرا
بالامس كنت قريبة تستنشق
الروح من ضوع شذاك عبيرا
يكاد يستحيل اليوم نشر عبيرك
في خافقي الم يشق الصدور زفيرا
ان كان وجد الناس في الحب كبوة
فقد كان وجديَ في الحادثات غزيرا
صالح المنديل
الحمدان
08-09-2024, 04:12 PM
وَيَشْتِمُنِي ضَبْعٌ غَدَا لِيَ حَاسِدَا
وَيُنْصِفُنِي مَنْ كَانَ بِالْحَقِّ شَاهِدَا
فَيَا حَاسِدِي مَهْلَاً عَلَيَّ فَإِنَّنِي
سَأُبْقِيكَ فِي غَيْضٍ مِنَ الْغَيْظِ سَاهِدَا
طاهر يونس حسين
الحمدان
08-09-2024, 04:13 PM
أَرَى الدَّنِيءَ بَاتَ لَا يَزِينُهُ
شَيْءٌ وَلَوْ حَازَ النَّفِيسَ الْغَالِيَا
وَأَنَّ ذَا الْإِحْسَانِ بَاقٍ فَضْلُهُ
وَإِنْ غَدَا يَحْوِي الرَّثِيثَ الْبَالِيَا
طاهر يونس حسين
الحمدان
08-09-2024, 04:14 PM
إذا جنَّ الدُجى فاضت دموعي
وفي الأسحارِ حزني يحتويني
ويأتي الليلُ بالويلات حولي
وذكرى قد ترامت في سنيني
وأصبِــرُ لِلبَلا صبــرًا جميلًا
لَعّـلَ الله يُجْـزي الخيرَ فيني
وأمرُ اللهِ بعدَ العُسرِ يُســرٌ
وذلكَ في الكتابِ وفي يَقِيني
وكم من زلةٍ قد كُنتُ فيها
وستــر الله لطفًـا يقتفيني
فإن حانَ الرحيلُ إليكَ ربّي
رِضاكَ مُنايَ في الدُنيا وَدينِي
طه مقبول
الحمدان
08-09-2024, 04:15 PM
لنا من الوجد في معنى حبائبنا
فناء كل وهذا عين مذهبنا
لما صفا في هواهم كأس شربنا
قد سحب الناس أذيال الظنون بنا
وفرق الناس فينا قولهم فرقا
يا سادتي منهج الزلفى بسيركم
ونهلة الخير من إحسان خيركم
جئنا إليكم ومذ جزنا بديركم
فكاذب قد رمى بالظن غيركم
وصادق ليس يدري أنه صدقا
الصيادي
الحمدان
08-09-2024, 04:15 PM
منزلنا رحب لمن زارنا
ما عاقنا في سوحه عائق
شيدت مبانيه بأيدي الرضا
نحن سواء فيه والطارق
فمن أتانا نال ما يبتغي
وقلبنا بربنا واثق
ودارنا للكل دار الرجا
وربنا الواسع والرازق
الصيادي
الحمدان
08-09-2024, 04:16 PM
أمر على الديار ديار ليلى
بقلب في جناح الوجد طارا
فامكث ف جوانبها بشوق
أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي
ولا هبهن أجج في نارا
ولا حسن الرسوم أطار نومي
ولكن حب من سكن الديارا
الصيادي
الحمدان
08-09-2024, 04:17 PM
رعى اللَه أياماً تقضت بشيخون
وحيى لويلات مضين بمتكين
ليال لنا في ظل أستاذنا الذي
به العز للإسلام والحق والدين
هزبر بنى الغوث الرفاعي وكوكب الر
رجال ومولاهم بقصد وتمكين
أبو المجد صياد السباع فتى الوغى
إذا خاف في البيدا صدور السلاطين
سليل حسين أحمد القوم صدرهم
أمام وصول جاءنا بالبراهين
أبو الخير شيخ الشام واليمن الذي
جلا شرف الغر الكرام الميامين
علي جناب شاد آثار أهله
بسر فشته الأوليا في الدواوين
مغيث إذا ضاق الخناق ومنجد
إذا ما اختبا الفرسان بين الصواوين
ولي عريض الجاه شهم مكرم
غيور شديد الباس غوث المساكين
لقد خلع الأغيار بالصدق وانتحى
إلى طور سينا القرب من غير تلوين
فرق له معنى نسيم اللقا كما
له راق خمر الارتقا بالفناجين
وطابت له الأوقات باللَه فانطوى
به نشء سر الوقت والآن والحين
ودارت له في الكون أقداح عزةٍ
بلا قطعة تجري لنصب الموازين
فتى من بنى قوم كرام أماجد
محبتهم فرض على كل ذي الدين
إمام من السادات آل أئمة الهدى
وطيرق الاصطفا للمريدين
سليل رسول اللَه وارث علمه
وفي الوقت غوث خير هاد ومأمون
أناديه ملهوف الفؤاد وليس لي
سواه من الأعداء راع يحاميني
بلى هو ذخري والوسيلة والرجا
وحصني ومأمولي وعنوان تاميني
عليه رضاء اللَه ما لاح بارق
وما نسم الغربي بإرجاء متكين
الصيادي
الحمدان
08-09-2024, 04:17 PM
لأعتاب صياد السباع أمامنا
أمام شيوخ العارفين ابن أحمد
رفعت أموري والتجأت بظله
ولا شك كنز الخير آل محمد
الصيادي
الحمدان
08-09-2024, 04:18 PM
وَما لُمتُهُ يَوماً عَلَيها وَقَد حَكى
تَأَخُّرُها مِنهُ تَعَذُّرَها عَنهُ
لِيَهنِكَ فَضلٌ لا يُنالُ لَهُ كُنهُ
كَأَنَّ العُلا مَعنىً وَقيلَ لَهُ كُنهُ
وَلَم يَستَمِع يَوماً نِصائِحَ دَهرِهِ
إِذا قالَ في مالٍ يَجودُ بِهِ صُنهُ
وَلي فيهِ آمالٌ إِذا ما تَأَخَّرَت
كَفانِيَ عَنها ما تَقَدَّمَها مِنهُ
القاضي الفاضل
الحمدان
08-09-2024, 04:18 PM
نِعَمٌ شَواهِدُها عَلَيَّ كَثيرَةٌ
فَلِسانُها يُطريكَ فيهِ لِساني
وَاللَهِ لا أَنسى حَديثَ قَديمَها
إِن عُيِّرَ الإِنسانُ بِالنِسيانِ
القاضي الفاضل
الحمدان
08-09-2024, 04:19 PM
الشُكرُ وَالإِحسانُ في دينِ العُلا
مِثلانِ لَكِن يَسبِقُ الإِحسانُ
رَضِيَ الإِلَهُ بِهِ لِأَفضَلِ نِعمَةٍ
ثَمَناً فَهانَت بَعدَهُ الأَثمانُ
وَالشُكرُ جارٌ وَالجَميلُ مُجاوِرٌ
وَالحَزمُ أَن تَتَواصَلَ الجيرانُ
ضَيفٌ وَيُقنِعُهُ الحَديثُ لَهُ قِرىً
وَعَلى الحَديثِ تَجَمَّعُ الضِيفانُ
عِندي لَهُ وَطَنٌ وَبَعدَ نُزولِهِ
لا كانَ أَن تَنبو بِنا الأَوطانُ
إِن زِدتَني وَجَحَدتُ ما أَولَيتَني
يَوماً فَإِنَّ زِيادَتي نُقصانُ
مَلَأَ اليَدَينِ بِجودِهِ وَشَكَرتُهُ
فَلَتُملَأَنَّ بِشُكرِهِ الأَزمانُ
أَيقَظتَ مِن سِنَةِ الإِياسِ مَطامِعي
فَلِذا يُشَكِّكُ شُكرِيَ اليَقظانُ
وَلَتُنجِدَنِّي في ثَنائِكَ أَلسُنٌ
إِن كانَ يُنجِدُ مَن يَقولُ لِسانُ
لِلشِعرِ ميزانٌ فَكَيفَ بِشُكرِهِ
جوداً يَفيضُ وَما لَهُ ميزانُ
وَالشُكرُ لِلنَعماءِ إيمانٌ كَما
شَهِدَ الكِتابُ وَكُفرُها كُفرانُ
مِنَنٌ يُذَكِّرُ ناظِري قَلبي بِها
أَبَداً فَيُنسى عِندَها النِسيانُ
ظَهَرَت عَلى كُلٍّ بِها وَتَظاهَرَت
أَعلامُ فَصلٍ ما بِها كِتمانُ
أَسرَرتَها عَن أَن تَبوحَ بِسِرِّها
وَعَلى الثَناءِ بِسِرِّها الإِعلانُ
القاضي الفاضل
الحمدان
08-09-2024, 04:19 PM
يُعابُ لَهُ الزَمانُ وَذاكَ أَولى
بِهِ مِن أَن يُعابَ بِهِ الزَمانُ
يَقَرُّ بِكَ العَلاءُ فَأَنتَ فينا
كَذِكرِكَ ما اِستَقَرَّ بِهِ مَكانُ
إِذا سَفَرَت وُجوهُهُمُ إِلَيكُم
أَراكَ القَلبُ ما جَحَدَ العِيانُ
وَقُلنا اللَهُ أَكبَرُ وَهوَ فَجرٌ
إِذا ما لاحَ قَد سُمِعَ الأَذانُ
عُلىً جَرَّت لَهُ حالاً فَحالاً
وَلَولا الزُجُّ ما اِرتَفَعَ السِنانُ
القاضي الفاضل
الحمدان
08-09-2024, 04:25 PM
مالِي وَقفتُ عَلى القبور مُسلِّمًا
قبرَ الحَبيب فَلم يرُدَّ جَوابي
أَحَبيبُ مالك لا ترُدُّ جَوابنا
أَنسيتَ بَعدي خِلَّة الأَحباب
قالَ الحَبيبُ وَكيفَ لِي بجَوابكُم
وَأَنا رَهينُ جَنادِلٍ وَتراب
أَكلَ التُرابُ مَحاسِني فنسيتُكُم
وَحُجبت عَن أَهلي وَعَن أَترابي
......
الحمدان
08-09-2024, 04:30 PM
بَلغت بي الأشواقُ أبلغَ مَبلغٍ
فتحدَّثت عِيني بمَا لا ينبغي
أفشَت حَديثًا في الحَشا خبّأتهُ
يا عِين لا تبدي الحَنين وتفرغِي
......
الحمدان
08-09-2024, 04:51 PM
على أي حال لليالي أعاتب
وأي صروف للزمان أغالب
كفى حزنا إني على القرب نازح
وإني على دعوى شهودي غائب
وأني على حكم الحوادث نازل
تسالمني طوراً وطوراً تحارب
سلوتهم إلا اد كار معاهد
لها في الليالي الغابرات غرائب
وإن نسيم الريح منهم يشوقني
إليهم وتصبيني البروق اللواعب
ابن خلدون
الحمدان
08-09-2024, 04:51 PM
ضحكت وجوه الدهر بعد عبوس
وتجللتنا رحمة من بوس
وتوضحت غرر البشائر بعد ما
انبهمت فأطلعها حداة العيس
صدعوا بها ليل الهموم كأنما
صدعوا الظلام بجذوة المقبوس
فكأنهم بثوا حياة في الورى
نشرت لها الآمال من مرموس
قرت عيون الخلق منها بالتي
أضفت من النعماء خير لبوس.
فكأن قومي نادمتهم قرقف
شربوا النعيم لها بغير كؤوس
يتمايلون من المسرة والرضى
ويقابلون أهلة بشموس
من راكب وافى يحيي راكباً
وجليس أنس قاده لجليس
ومشفع لله يؤنس عنده
أثر الهدى في المعهد المأنوس
يعتد منها رحمة قدسية
فيبوء للرحمن بالتقديس
طب بإخلاص الدعاء وإنه
يشفي من الداء العياء ويوسي
يا ابن الخلائف والذين بنورهم
نهجت سبيل الحق بعد دروس
والناصر الدين القويم بعزمة
طرد استقامتها بغير عكوس
هجر المنى فيها ولذات المنى
في لذة التهجير والتغليس
حاط الرعية بالسياسة فانضوت
منه لإكرم مالك وسؤوس
أسد يحامي عن حمى أشباله
حتى ضووا منه لأمنع خيس
قسماً بموشي البطاح وقد غدت
تختال زهواً في ثياب عروس
والماثلات من الحنايا جثما
يخبرن عن طسم وفل جديس
خوص مضمرة البطون كأنها
أنضاء ركب في الفلاة حبيس
وخز البلى منها الغوارب والذرى
فلفتن خزراً بالعيون الشوس
لبقاك حرز الأنام وعصمة
وحياة أرواح لنا ونفوس
ولأنت كافل ديننا بحماية
لولاك ضيع عهدها وتنوسي
الله أعطاك التي لا فوقها
وحباك حظاً ليس بالموكوس
تعنو القلوب إليك قبل وجوهنا
سيان من رأس ومن مرءوس
فإذا أقمت فإن رعبك راحل
يحمي على الأعداء كل وطيس
وإذا رحلت فللسعادة آية
تقتادها في موكب وخميس
وإذا الأدلة في الكمال تطابقت
جاءت بمسموع لها ومقيس
فانعم بملكك دولة عادية
تشقي الأعادي بالعذاب البيس
وإليكها مني على خجل بها
عذراء قد حليت بكل نفيس
غذراً فقد طمس الشباب ونوره
وأضاء صبح الشيب عند طموس
لولا عنايتك التي أوليتني
ما كنت أعنى بعدها بطروس
والله ما أبقت ممارسة النوى
مني سوى مرس أحم دريس
أنحى الزمان علي في الأدب الذي
دارسته بمجامع ودروس
فسطا على وفري وروع مأمني
واجتث من دوح النشاط غروسي
ورضاك رحمتي التي أعتدها
تحيي منى نفسي وتذهب بوسي
ابن خلدون
الحمدان
08-09-2024, 04:53 PM
هل غير بابك للغريب مؤمل
أو عن جنابك للأماني معدل
هي همة بعثت إليك على النوى
عزماً كما شحذ الحسام الصيقل
متبوأ الدنيا ومنتجع المنى
والغيث حيث العارض المتهلل
حيث القصور الزاهرات منيفة
تعنى بها زهر النجوم وتحفل
حيث الخيام البيض يرفع للعلا
والمكرمات طرافها المتهدل
حيث الحمى للعز في ساحاته
ظل أفاءته الوشيج الذبل
حيت الكرام ينوب عن نار القرى
عرف الكباء بحيهم والمندل
حيث الرماح يكاد يورق عودها
مما تعل من الدماء وتنهل
حيث الجياد أملهن بنو الوغى
مما أطالوا في المغار وأوغلوا
حيث الوجوه الغر قنعها الحيا
والبشر في صفحاتها يتهلل
حيث الملوك الصيد والنفر الألى
عز الجوار لديهم والمنزل
من شيعة المهدي بل من شيعة
التوحيد به الكتاب يفصل
بل شيعة الرحمن ألقى حبهم
في خلقه فسموا بذاك وفضلوا
شادوا على التقوى مباني عزهم
لله ما شادوا بذاك وأثلوا
قوم أبو حفص أب لهم وما
أدراك والفاروق جد أول
نسب كما اطردت أنابيب القنا
وأتى على تقويمهن معدل
سام على هام الزمان كأنه
للفخر تاج بالبدور مكلل
فضل الأنام حديثهم وقديمهم
ولأنت إن فضلوا أعز وأفضل
وبنوا على قلل النجوم ووطدوا
وبناؤك العالي أشد وأطول
ولقد أقول لخائض بحر الفلا
والليل مزبد الجوانب أليل
ماض علىغول الدجى لا يتقي
تيهاً وذابله ذبال مشعل
متقلب فوق الرحال كأنه
طيف بأطراف المهاد موكل
يبغي منال الفوز من طرق الغنى
ويرود خصبها الذي لا يمحل
أرح الركاب فقد ظفرت بواهب
يعطي عطاء المنعمين فيجزل
لله من خلق كريم في الندى
كالروض حياه ندى مخضل
هذا أمير المؤمنين إمامنا
في الدين والدنيا إليه الموئل
هذا أبو العباس خير خليفة
شهدت له الشيم التي لا تجهل
مستنصر بالله في قهر العدا
وعلى إعانة ربه متوكل
سبق الملوك إلى العلا متمهلا
لله منك السابق المتمهل
فلأنت أعلى المالكين وإن غدوا
يتسابقون إلى العلاء وأكمل
قايس قديماً منكم بقديمهم
فالأمر فيه واضح لا يجهل
دانوا لقومكم بأقوم طاعة
هي عروة الدين التي لا تفصل
سائل تلمساناً بها وزناتة
ومرين قبلهم كما قد ينقل
وأسأل بأندلس مدائن ملكها
تخبرك حين استيأسوا واستوهلوا
واسأل بذا مراكشاً وقصورها
ولقد تجيب رسومها من يسأل
يا أيها الملك الذي في نعته
ملء القلوب وفوق ما يتمثل
لله منك مؤيد عزماته
تمضي كما يمضي القضاء المرسل
جئت الزمان بحيث أعضل خطبه
فافتر عنه وهو أكلح أعصل
والشمل من أبنائه متصدع
وحمى خلافته مضاع مهمل
والخلق قد صرفوا إليك قلوبهم
ورجوا صلاح الحال منك وأملوا
فعجلته لما انتدبت لأمره
بالبأس والعزم الذي لا يمهل
ذللت منه جامحاً لا ينثني
سهلت وعراً كاد لا يتسهل
وألنت من شرس العتاة وذدتهم
عن ذلك الحرك الذي قد حللوا
كانت لصولة صولة ولقومه
يعدوا ذؤيب بها وتسطو المعقل
ومهلهل تسدي وتلحم في التي
ما أحكموها بعد ففي مهلهل
عجب الأنام لشأنهم بادون قد
قذفت بحيهم المطي الذلل
رفعوا القباب على العماد وعندها
الجرد السلاهب والرماح العسل
في كل ظامي الترب متقد الحصى
تهوي للجته الظماء فتنهل
جن شرابهم السراب ورزقهم
رمح يروح به الكمي ومنصل
حي حلول بالعراء ودونهم
قذف النوى إن يظعنوا أو يقبلوا
كانوا يروعون الملوك بما بدوا
وغدت ترفه بالنعيم وتخضل
فبدوت لا تلوي على دعة ولا
تأوي إلى ظلل القصور تهدل
طوراً يصافحك الهجير وتارة
فيه بخفاق البنود تظلل
وإذا تعاطي ضمراً يوم الوغى
كأس النجيع فبالصهيل تعلل
مخشوشنا في العز معتملاً له
في مثل هذا يحسن المستعمل
تفري حشا البيداء لا يسري بها
ركب ولا يهوي إليها جحفل
وتجر أذيال الكتائب فوقها
تختال في السمر الطوال وترفل
ترميهم منهما بكل مدجج
شاكي السلاح إذا استعار الأعزل
وبكل أسمر غصنه متأود
وبكل أبيض شطه متهدل
حتى تفرق ذلك الجمع الألى
عصفت بهم ريح الجلاد فزلولوا
ثم استملتهم بأنعمك التي
خضعوا لعزك بعدها وتذللوا
ونزعت من أهل الجريد غواية
كانت بهم أبداً تجد وتهزل
خربت من بنيانها ما شيدوا
وقطعت من أسبابها ما أصلوا
ونظمت من أمصاره وثغوره
للملك عقداً بالفتوح يفصل
فسددت مطلع النفاق وأنت لا
تنبو ظباك ولا العزيمة تنكل
بشكيمة مرهوبة وسياسة
تجري كما يجري فرات سلسل
عذب الزمان لها ولذ مذاقه
من بعد ما قد مر منه الحنظل
فضوى الأنام لعز أروع مالك
سهل الخليقة ماجد متفضل
وتطابقت فيك القلوب على الرضى
سيان منها الطفل والمتكهل
يا مالكاً وسع الزمان وأهله
دعة وأمناً فوق ما قد أملوا
فالأرض لا يخشى بها غول ولا
يعدو بساحتها الهزبر المشبل
والسفر يجتابون كل تنوفة
سرب القطا ما راعهن الأجدل
سبحان من بعلاك قد أحيا المنى
وأعاد حلي الجيد وهو معطل
سبحان من بهداك أوضح للورى
قصد السبيل فأبصر المتأمل
فكأنما الدنيا عروس تجتلى
فتميس في حلل الجمال وترفل
وكأن مطبقة البلاد بعدله
عادت فسيحاً ليس فيه مجهل
وكأن أنوار الكواكب ضوعفت
من نور غرته التي هي أجمل
وكأنما رفع الحجاب لناظر
فرأى الحقيقة في الذي يتخيل
مولاي غاضت فكرتي وتبلدت
مني الطباع فكل شيء مشكل
تسمو إلى درك الحقائق همتي
فأصد عن إدراكهن وأعزل
وأجد ليلي في امتراء قريحتي
وتعود غوراً بينما تسترسل
فأبيت يعتلج الكلام بخاطري
والنظم يشرد والقوافي تجفل
من بعد حول أنتقيه ولم يكن
في الشعر حولي يعاب ويهمل
فأصونه عن أهله متوارياً
أن لا يضمهم وشعري محفل
وهي البضاعة في القبول نفاقها
سيان فيها الفحل والمتطفل
وبنات فكري إن أتتك كليلة
مرهاء تخطر في القصور وتخطل
فلها الفخار إذا منحت قبولها
وأنا على ذاك البليغ المقول
وإليك من سير الزمان وأهله
عبراً يدين بفضلها من يعدل
صحفاً تترجم عن أحاديث الألى
غبروا فتجمل عنهم وتفصل
تبدي التبابع والعمالق سرها
وثمود قبلهم وعاد الأول
والقائمون بملة الإسلام من
مضر وبربرهم إذا ما حصلوا
لخصت كتب الأولين لجمعها
وأتيت أولها بما قد أغفلوا
وألنت حوشي الكلام كأنما
شرد اللغات بها لنطقي ذلل
أهديت منه إلى علاك جواهراً
مكنونة وكواكباً لا تأفل
وجملته لصوان ملكك مفخرا
يبأى الندي به ويزهو المحفل
والله ما أسرفت فيما قلته
شيئاً ولا الاسراف مما يجمل
ولأنت أرسخ في المعارف رتبة
من أن يموه عنده متطفل
فملاك كل فضيلة وحقيقة
بيديك تعرف وضعها إن بدلوا
والحق عندك في الأمور مقدم
أبداً فماذا يدعيه المبطل
والله أعطاك التي لا فوقها
فاحكم بما ترضى فأنت الأعدل
أبقاك ربك للعباد تربهم
فالله يخلقهم ورعيك يكفل
ابن خلدون
الحمدان
08-09-2024, 04:53 PM
هذي الديار فحيهن صباحاً
وقف المطايا بينهن طلاحا
لا تسأل الأطلال إن لم تروها
عبرات عينك واكفاً ممتاحا
فلقد أخذن على جفونك موثقاً
أن لا يرين مع البعاد شحاحا
إيه عن الحي الجميع وربما
طرب الفؤاد لذكرهم فارتاحا
ومنازل للظاعنين استعجمت
حزناً وكانت بالسرور فصاحا
ابن خلدون
الحمدان
08-09-2024, 04:54 PM
أبى الطيف أن يعتاد إلا توهما
فمن لي بأن ألقى الخيال المسلما
وقد كنت استهديه لو كان نافعي
وأستمطر الأجفان لو تنقع الظما
ولكن خيال كاذب وطماعة
تعلل قلباً بالأماني متيما
يا صاحبي نجواي والحب لوعة
تبيح بشكواها الضمير المكتما
خذا لفؤادي العهد من نفس الصبا
وظبي النقا والبان من اجرع الحمى
ألا صنع الشوق الذي هو صانع
فحبي مقيم أقصر الشوق أو سما
وإني ليدعوني السلو تعللاً
وتنهاني الأشجان أن اتقدما
لمن دمن اقفرن إلا هواتفاً
تردد في أطلالهن الترنما
عرفت بها سيما الهوى وتنكرت
فمجت على آياتها متوسما
وذو الشوق يعتاد الربوع دوارساً
ويعرف آثار الديار توهما
تأوبني والليل بيني وبينه
وميض بأطراف الثنايا تضرما
أجد لي العهد القديم كأنه
أشار بتذكار العهود فأفهما
عجبت لمرتاع الجوانح خافق
بكيت له خلف الدجى وتبسما
وبت أرويه كؤوس مدامعي
وبات بطاعني الحديث عن الحمى
وصافحته عن رسم دار بذي عصا
لبست بها ثوب الشبيبة معلما
لعهدي بها تدني الظباء أو انسا
وتطلع في آفاقها الغيد أنجما
أحن إليها حيث سار بي الهوى
وأنجد رحلي في البلاد وأتهما
ابن خلدون
الحمدان
08-09-2024, 04:54 PM
صحا الشوق لولا عبرة ونحيب
وذكرى تجد الوجد حين تثوب
وقلب أبى إلا الوفاء بعهده
وإن نزحت دار وبان حبيب
ولله مني بعد حادثة النوى
فؤاد لتذكار العهود طروب
يؤرقه طيف الخيال إذا سرى
وتذكي حشاه نفحة وهبوب
خليلي إلا تسعدا فدعا الأسى
فإني لما يدعو الأسى لمجيب
ألما على الأطلال يقض حقوقها
من الدمع فياض الشئون سكوب
ولا تعذلاني في البكاء فإنها
حشاشة نفسي في الدموع تذوب
فيمم منه الحفل لا متقاعس
لخطب ولا نكس اللقاء هيوب
وراح كما راح الحسام من الوغى
تروق حلاه والفرند خضيب
شواهد اهدتهن منك شمائل
وخلق بصفو المجد منك مشوب
هما النيران الطالعان على الهدى
بآياتفتح شأنهن عجيب
شهابان في الهيجا غمامان في الندى
تسح المعالي منهما وتصوب
يدان لبسط المكرمات نماهما
إلى المجد فياض اليدين وهوب
ابن خلدون
الحمدان
08-09-2024, 07:11 PM
أَلَم تَسأَلِ الدارَ الغَداةَ مَتى هِيا
عَدَدتُ لَها مِنَ السَنينَ ثَمانِيا
بِوادِي الظِباءِ فَالسَليلِ تَبَدَّلَت
مِنَ الحَيِّ قَطراً لا يُفِيقُ وَسافِيا
أَرَبَّت عَلَيهِ كُلُّ وَطفَاءَ جَونةٍ
وَأَسحَمَ هَطالٍ يَسُوقُ القَوارِيا
فَلاَ زَالَ يَسقِيهَا ويَسقِي بِلاَدَهَا
مِنَ المَزنِ رِجافٍ يَسوقُ السَواريا
يُسَقّي شَرِيرَ البَحرِ جَوداً تَرُدُّهُ
حَلائبُ قُرحٍ ثِمَّ أَصبَحَ غادِيا
عَهِدتُ بِها الحَيَّ الجَميعَ كَأَنَّهُم
عِظامُ المُلُوكِ عِزَّةً وَتَبَاهِيا
لَهُم مَجلِسٌ غُلبُ الرَقابِ مَراجحٌ
قِدارُ الحِفاظِ يَدفَعُونَ الأَعَادِيا
وَفِتياِن صِدقٍ غيرُ وَخشٍ أُشابَةٍ
مَكاسِيبُ لِلمالِ الطَرِيفِ مَعاطيا
إِذا ظَعَنُوا يَوماً سَمِعتَ خِلالَهُم
غِناءً وَتَأييهاً وَنَقراً وَحادِيا
وَرَنَّةَ هَتّافِ العَشِيِّ مُكَبَّلٍ
يُنازِعُهُ الأَوتارَ مَن لَيسَ رَامِيا
يُنازِعُهُ مِثلُ المَهاةِ رَفِيقَةٌ
بِجَسِّ النَدامى تَترُكُ القَلبَ رانِيا
غَدا فَتَيا دَهرٍ فَمَرّا عَلَيهِمُ
نَهارٌ وَلَيلٌ يَلحَقانِ التَواليا
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:11 PM
فَمَن يَكُ سائِلاً عَنّي فَإِنّي
مِنَ الفِتيانِ فِي عامِ الخُنانِ
مَضَت مِئةٌ لِعامِ وُلِدتُ فِيهِ
وَعَشرٌ بَعدَ ذاكَ وَحِجَّتانِ
فَقَد أَيقَنت صُروفُ الدَهرِ مِنّي
كَما أَبقَت مِنَ السيفِ اليَماني
تَفَلَّلَ وَهوَ مَأثُورٌ جُرازٌ
إِذا جُمِعَت بِقائِمِهِ اليَدانِ
أَلا زَعَمَت بَنُو كَعبٍ بأَنّي
أَلا كَذَبُوا كَبِيرُ السِنِّ فاني
جَلَبنا الخَيلَ مِن تَثلِيثَ حَتّى
أَتَينَ عَلى أَوارَةَ فَالعَدانِ
أَتَينَ عَلى المُنَقَّى مُمسَّكاتٍ
خِفافَ الوَطءِ مِن جَذبِ الزَمانِ
يُعارِضُهُنَّ أَخضَرُ ذُو ظِلالٍ
عَلى حَافاتِهِ فِلَقُ الدِنانِ
وَظَلَّ لِنِسوَةِ النُعمانِ منّا
عَلى سَفَوانَ يَومٌ أَرَوناني
فَأَردَفنا حَلِيلَتَهُ وَجِئنا
بِما قَد كانَ جَمَّعَ مِن هِجانِ
فَظَلتُ كَأَنَّنِي نادَمتُ كِسرى
لَهُ قاقُزَّةٌ وليَ اثنَتانِ
وَشَارَكنا قُرَيشاً في تُقاها
وَفي أَحسابِها شِركَ العِنانِ
بِما وَلدَت نِساءُ بَني هِلالٍ
وَما ولَدَت نِساءُ بَني أَبانِ
أَلا أَبلِغ بَني خَلَفٍ رَسُولاً
أحَقّاً أَنَّ أَخطَلَكُم هَجاني
فَلَولا أَنَّ تَغلِبَ رَهطُ أُمّي
وَكعبٍ وَهوَ مِنّي ذُو مَكانِ
تَرَاجَمنا بِصَدرِ القَولِ حَتّى
نَصِيرَ كَأَنَّنا فَرَسا رِهانِ
أَتاني ما يَقُولُ بَنُو جُعَيلٍ
بِوادٍ مِن عَنِيَّةَ أَو عِيانِ
أَتاني نَصرُهُم وَهُمُ بَعِيدٌ
بِلاَدُهُمُ بِلادُ الخيزُرانِ
لَقَد جَارى أَبُو لَيلى بِقَحمٍ
وَمُنتكِثٍ عَلى التَّقرِيبِ وَانِ
إِذا أَلقى الخَبارَ كَبا لِفيهِ
يَخِرُّ عَلى الجَحافِلِ وَالجِرانِ
فَمَن يَحرِص على كِبَري فإنّي
مِنَ الفِتيانِ أَزمانَ الخُنانِ
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:12 PM
ما لِي وَما لإِبنَةِ المَجنُونِ تَطرُقُني
بِالليلِ إِنَّ نَهاري مِنكِ يَكفِيني
لا أَخذَعُ البَوَّ بَوَّ الزَعمِ أَرأَمُهُ
وَلا أُقيمُ بِدارِ العَجزِ وَالهُونِ
وَشرُّ حَشوِ خِباءٍ أَنتَ مُولِجُهُ
مَجنونَةٌ هُنَّباءٌ بِنتُ مَجنُونِ
تَستَخبِثُ الوَطبَ لَم تَنقُص مَرِيرَتَهُ
وَتَقضِمُ الحَبَّ صِرفاً غَيرَ مَطحُونِ
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:12 PM
قالَت أُمامَةُ كَم عُمِرتَ زَمَانَةً
وَذَبَحتَ مِن عِترٍ عَلى الأَوثانِ
وَلَقَد شَهِدتُ عُكاظَ قَبلَ مَحَلِّها
فِيها وَكُنتُ أُعَدُّ مِنَ الفِتيانِ
وَالمُنذرَ بنَ مُحرّقٍ في مُلكِهِ
وشهدتُ يَومَ هَجائِنِ النُعمانِ
وَعُمِرتُ حَتّى جاءَ أَحمدُ بالهُدى
وَقَوارعٍ تُتلى مِن الفِرقانِ
وَلَبِستُ مِن الإِسلامِ ثَوباً واسِعاً
مِن سَيبِ لا حَرِمٍ وَلا مَنّانِ
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:12 PM
أَقامُوا بِها حَتّى أَبَنَّت دِيارُهُم
عَلى غَيرِ دَينٍ ضارِبٍ بِجِرانِ
تَواهَسَ أَصحابِي حَدِيثاً سَمِعتُهُ
خَفِيّاً وأَعضادُ المَطيِّ عَوانِي
كَأَنَّ قَذىً بالعَينِ قَد مَرِحَت بِهِ
وَما حاجَةُ الأُخرى إِلى المَرَحانِ
طَلِيعَةُ قَومٍ أَو خميسٌ عَرَمرَمٌ
كَسَيلِ الأتيِّ ضَمَّهُ القَذَفانِ
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:13 PM
أَرارَ اللَهُ مُخَّكَ في السُّلامى
عَلى مَن بِالحِنينِ تُعَوِّلِينا
فَلَستِ وَإِن حَنَنتِ أَشدَّ شوقاً
وَلكِنِّي أُسِرُّ وَتُعلِنينا
وَبي مِثلُ الَّذي بِكِ غَيرَ أَنّي
أَجلُّ عَن العِقالِ وَتُعقَلينا
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:14 PM
عُقَيلِيَّةٌ أَو مِن هِلالِ بنِ عامِرٍ
بذي الرِمثِ مِن وادِي المِياهِ خِيَامُها
إِذا اِبتَسَمَت في الليلِ وَالليلُ دُونَها
أَضاءَ دُجى الليلِ البَهِيمِ اِبتِسامُها
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:14 PM
حَكَيتَ لَنا الصِدّيقَ لَمّا وَلِيتَنا
وَعُثمانَ وَالفارُوقَ فاِرتاحَ مُعدِمُ
وَسَوَّيتَ بينَ النَّاسِ في الحَقِّ فَاِستَوَوا
فَعادَ صَباحاً حالِكُ الليلِ مُظلِمُ
أَتَاكَ أَبُو لَيلَى يَجُوبُ بِهِ الدُّجَى
دُجى الليلِ جَوّابُ الفَلاةِ عَثَمثَمُ
لِتَجبُرَ مِنهُ جَانباً ذَعذَعَت بِهِ
صُرُوفُ اللَيالي وَالزَمانُ المُصَمِّمُ
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:14 PM
الحَمدُ لِلَهِ لاَ شَرِيكَ لَهُ
مَن لَم يَقُلها فَنَفسَهُ ظَلَما
المُولِجِ الليلَ في النهارِ
وَفِي الليلِ نَهاراً يُفرِّجُ الظُّلَما
الخافِضِ الرافِعِ السَماءَ عَلى ال
أَرضِ وَلَم يَبنِ تَحتَها دِعَما
الخالِقِ البارِئِ المُصَوِّرِ في ال
أَرحامِ ماءً حَتّى يَصِيرَ دَما
مِن نُطفَةٍ قَدَّها مُقدّرُها
يَخلُقُ مِنها الأَبشارَ وَالنَسَما
ثُمَّ عِظاماً أَقَامَها عَصَبٌ
ثُمَّتَ لَحماً كَساهُ فَالتأَما
ثُمَّ كَسا الرِيشَ والعَقائِقَ أَب
شاراً وَجِلداً تَخالُهُ أَدَما
وَالصوتَ وَاللَونَ وَالمَعايِشَ وَال
أَخلاَقَ شَتّى وَفَرَّقَ الكَلِما
ثُمَّتَ لاَ بُدَّ أَن سَيَجمَعُكُم
وَاللَهِ جَهراً شَهادَةً قَسَما
فَائتَمِرُوا الآنَ ما بَدا لَكُمُ
وَاِعتَصِمُوا إِن وَجَدتُمُ عِصَما
فِي هذِهِ الأَرضِ وَالسَماءِ وَلا
عِصمَةً مِنهُ إِلاَّ لِمَن رَحِما
يا أَيُّها الناسُ هَل تَرَونَ إلى
فَارِسَ بادَت وَخَدُّهَا رَغِما
أَمسُوا عَبِيداً يَرعَونَ شاءَكُمُ
كَأَنَّما كانَ مُلكهُم حُلُما
مِن سَبَأ الحاضِرينَ مآرِبُ إِذ
يَبنُونَ مِن دُونِ سَيلِهِ العَرِما
فَمُزِّقُوا فِي البِلادِ واعتَرَفُوا
الهونَ وَذاقُوا البَأساءَ والعَدَما
وَبُدِّلُوا السِدرَ وَالأَراكَ بِهِ الخَم
طَ وَأَضحى البُنيانُ مُنهَدِما
يا مالِكَ الأَرضِ وَالسَماءِ وَمَن
يَفرَق مِنَ اللَهِ لا يَخَف أَثَما
إِنِّي اِمرُؤٌ قَد ظَلَمتُ نَفسِي وَإِلاَّ
تَعفُ عَنّي أُغلا دَماً كَثِما
أُطرَحُ بِالكَافِرِينَ في الدَرَكِ ال
أَسفَلِ يَا رِبِّ أصطَلي الصَرِما
يَرفَعُ بالقارِ والحَدِيدِ مِنَ ال
جَوزِ طِوالاً جُذُوعُها عُمُما
نُودِيَ قُم وَاركَبَن بأَهلِكَ إنَّ
اللَهِ مُوفٍ لِلناسِ ما زَعَما
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:15 PM
وَأَيَّ فَتىً وَدَّعتُ يَومَ طُوَيلِعٍ
عَشِيَّةَ سلَّمنا عَليهِ وَسَلَّما
رَمى بِصدورِ العِيسِ مُنخَرَقِ الصَبا
فَلَم يَدرِ خَلقٌ بَعدَها أَينَ يَمَّما
فَيا جازِيَ الفِتيانِ بِالنِعمِ اِجزِهِ
بِنُعماهُ نُعمَى وَاِعفُ إِن كانَ أَظلَما
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:16 PM
لِمَنِ الدَيارُ عَفَونَ بِالتهطالِ
بَقِيَت عَلى حِجَجٍ خَلَونَ طِوالِ
بَكَرَت تَلُومُ وَأَمسِ ما كلَّلتُها
وَلقد ضَلَلتُ بِذاكَ أيَّ ضَلالِ
وَكَأَنَّ عِيرَهُمُ تُحَثُّ غُدَيَّةً
دَومٌ يَنُوءُ بِيانِعِ الأَوقالِ
أَرَأَيتَ إِن بَكَرَت بِلَيلٍ هامَتِي
وَخَرَجتُ مِنها بالِياً أَوصالِي
هَل تَخمِشَن إِبلي عَليَّ وجُوهَها
أَو تَضرِبَنَّ نُخُورَها بِمآلِي
وَإِذا رأَيتُ السَّيلَحِينَ وَبارِقاً
أَغنَينَ عَن عَمرٍو وَأُمٍّ قتالِ
مَلَكَ الخَوَرنَقَ والسَدِيرَ ودانَهُ
ما بَينَ حِميَرَ أَهلِها وَأُوالِ
حَلاَّ بأُبليٍّ وَراحَ عَلَيهِما
نَعَمُ القَطِينِ وَعازِبُ الخَوّالِ
حَتّى إِذا خَفَقَ السِماكُ وَأَسحَرا
وَتَبالَيا في الشَّدِّ أيَّ تَبالِ
سَلَّى سَلامانُ اللُبانَةَ عَنهُما
بِنَمِيرَةٍ زَرقاءَ بَينَ ظِلالِ
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:16 PM
جَزِعتَ وَقَد نَالَتكَ حَدُّ رِماحِنا
بِفَوهاءَ يُثنَى ذِكرُها فِي المَحافِلِ
إِذا جاءَ ذُو خُرجَينِ مِنهُم مُقَعنِساً
مِنَ الشَأمِ فاعلَم أَنَّه شرُّ قافِلِ
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:17 PM
كَأَن لَم تَرَبَّع في الخَلِيطِ مُقِيمةً
بِتَنهِيَةٍ بَينَ الشَقائقِ فَالعَزلِ
وَلَم تَعدُ أَفراسٌ يُبَوِّئنَ أَهلَها
عَلى وَجَلٍ جَنبَي سَرارٍ إِلى الدَحلِ
وَلَستُ وَإِن عَزُّوا عَليَّ بِهالِكٍ
خُفاتاً ولَا مُستَهزِمٍ ذاهِبِ العَقلِ
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:17 PM
باتَت تُذَكِّرِنُي بِاللَهِ قاعِدَةً
وَالدَمعُ يَنهَلُّ مِن شَأنَيهِما سَبَلا
يا بنَةَ عَمِّي كِتابُ اللَهِ أَخرَجَني
عَنكُم وَهَل أَمنَعَنَّ اللَهَ ما فَعَلا
فَإِن رَجَعتُ فَرَبُّ الناسِ يُرجِعُني
وَإِن لَحِقتُ بِرَبّي فَابتَغي بَدَلا
ما كُنتُ أَعرَجَ أَو أَعمًى فَيَعذِرَني
أَو ضارِعاً مِن ضنًى لَم يَستَطِع حِوَلا
وَحَاجَة مِثلِ حَرِّ النارِ داخِلَةٍ
سَلّيتُها بأَمونٍ ذُمِّرَت جَمَلا
مَطوِيَّةِ الزَّورِ طَيَّ البِئرِ دَوسَرةٍ
مَفرُوشِة الرِجلِ فَرشاً لَم يَكُن عَقَلا
كَأَنَّها بَعدَما جَدَّ النَجاءُ بِها
بِالشيِّطينِ مَهاةُ سُروِلَت رَمَلا
باتَت بِذِي الحَومِ تُزجِيهِ ويَتبَعُها
سِيدٌ أَزَلُّ إِذا ما استَأَنسَت مَثَلا
فاستَشعَرَت وَأَبى أَن يَستَجِيبَ لَها
فَأَيقَنَت أَنَّهُ قَد ماتَ أَو أُكِلا
فَهاجَها بَعدَما رِيَعت أَخو قَنَصٍ
عارِي الأَشاجعِ مِن نَبهانَ أَو ثُعَلا
بِأَكلُبٍ كَقِداحِ النَبعِ يُوسِدُها
طِملُ أَخُو قَفرَةٍ غَرثانُ قَد نَحَلا
فَلَم تَدَع وَاحِداً مِنهُنَّ ذا رَمَقٍ
حَتّى سَقَتهُ بِكَأسِ المَوتِ فَانجَدَلا
إِذا أَتى مَعرَكاً مِنها تُعرِّفُهُ
مُحرَنبِئاً عَلَّمَتهُ المَوتَ فانقَفَلا
حَتّى إِذا هَبَطَ الأَفلاَحَ وَاِنقَطَعَت
عَنُه الجَنُوبُ وَحَلَّ الغائِطَ السَهِلا
أَشكى وَلَهَّفَ أمَّيهِ وَقَد لَهِفَت
أُمّاهُ والأُمُ مِمّا يُنحِلُ الخَبَلا
وَما عَصَيتُ أَمِيراً غَيرَ مُتَّهَمٍ
عِندي وَلكِنَّ أَمرَ المَرءِ ما ارتَجَلا
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:18 PM
وَأَخرَجَ مِن تَحتِ العَجاجَةِ صَدرَهُ
وَهزَّ اللِجامَ رأسُهُ فَتَصَلصَلا
أَمام هَوِيِّ لا يُنادَى وَلِيدُهُ
وَشَدِّ وَأَمرِ بالعِنانِ لِيُرسَلا
وَلاَ مَلِقٌ يَنزُو ويُندِرُ رَوثَهُ
أُحادَ إِذا فَأسُ اللِجامِ تَصَلصَلا
تَنَحَّى عَلَيهِ كُلُّ أَسقَفَ جانىءٍ
بِجَبهتِهِ حَتّى يَكِلَّ وَيَعمَلا
فَأَبرَزَ عَن أَثرٍ قَدِيمٍ كَأَنَّهُ
مَدَبُّ دَبىً سُودٍ سَرى ثُمَّ أَسهَلا
ضَلالَ خَوِيٍّ إِذ تَفَوَّزَ عَن حِمىً
لِيَشرَبَ غِبّاً بِالنِباجِ وَنَبتَلا
وَيَومَ دَعا وِلدانُكُم عِبدُ كَودَرٍ
فَخالُوا لَدى الداعِي ثَرِيدا مُفَلفَلا
وَقى اِبنُ زِيادٍ وَهوَ عُقبَةُ خَيرِكُم
هُبيرةَ يَنزُو فِي الحَدِيدِ مُكَبَّلا
وَباتَ فَرِيقٌ يَنضَحونَ كَأَنَّما
سُقُوا ناطِفاً مِن أَذرِعاتٍ مُفَلفَلا
قُرُومٍ تَسامَى عِندَ بابٍ دِفاعُهُ
كَأَن يُؤخَذُ المَرءُ الكَرِيمُ فَيُقتَلا
كَما حُلَّ عَن وَقرى وَقَد عَضَّ حِنوُها
بِغارِبِها حَتّى أَرادَ لِيَجزِلا
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:18 PM
أَلا حَيِّيَا لَيلى وَقُولا لَها هَلا
فَقَد رَكِبَت أَمراً أَغَرَّ محجَّلا
دَعِي عَنكِ تَهجاءَ الرِجالِ وَأَقِبِلي
عَلى أَذلَغيِّ يَملأُ استَكِ فَيشلاَ
بُرَيذِيَنةٌ بَلَّ البَراذِينَ ثَفرُها
وَقَد شَرِبَت مِن آخِرِ اللّيلِ أُيَّلا
وَقَد أَكَلَت بَقلاً وَخِيماً نَباتُهُ
وَقَد نَكَحَت شَرَّ الأَخايِلِ أَخيَلا
وَكَيفَ أُهاجِي شاعِراً رُمحُهُ اُستُهُ
خَضِيبَ البَنانِ لا يَزالُ مُكَحَّلا
فَلاَ تَحسَبِي جَريَ الرِهانِ تَرَقُّشاً
وَرَيطاً وإِعطاءَ الحَقِينِ مُجَلَّلا
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:18 PM
لِمَنِ الدارُ كَأَنضاءِ الخِلَل
عَهدُها مِن حِقَبِ العَيشِ الأُوَل
بِمَغامِيدَ فَأعلى أُسُنٍ
فَحُناناتٍ فَأَوقٍ فالجَبَل
فَبِرَعمَينِ فَرَيطاتٍ لَها
وَبِأَعلى حُرَّياتٍ مُتنَقَل
فَذِهابُ الكَورِ أَمسَى أَهلَهُ
كُّلُّ مَوشِيٍّ شَواهُ ذُو رَمَل
دارُ قَومِي قَبلَ أَن يُدرِكَهُم
عَنَتُ الدَهرِ وَعَيشٌ ذُو خَبَل
وَشَمُولٍ قَهوَةٍ باكَرتُها
فِي التَبَاشِيرِ مِنَ الصُّبحِ الأُوَل
باشَرَتهُ جَونَةٌ مَرشومَةٌ
أَو جَدِيدٌ حَدَثُ القارِ جَحَل
وَضَعَ الأُسكُوبُ فِيهِ رُقَعاً
مِثلَ ما يُرقَعُ بالكَيِّ الطَحِل
فَشَرِبنا غَيرَ شُربٍ واغِلٍ
وَعَلَلنا عَلَلاً بَعدَ نَهَل
وَعَناجِيجَ جِيادٍ نُجُبٍ
نَجلِ فَيّاضٍ وَمِن آلِ سَبَل
قُصِرَ الصَنعُ عَلَيها دائِماً
فَإِذَا الصَاهِلُ مِنهُنَّ صَهَل
جاوَبَتهُ حُصُنٌ مُمسَكَةٌ
أَرِناتٌ لَم يُلَوِّحها الهَمَل
مِثلَ عَزفِ الجِنِّ في صَلصَلَةٍ
لَيسَ فِي الأَصواتِ مِنهُنَّ صَحَل
فَجَرى مِن مِنخَرَيهِ زَبَدٌ
مِثلَ ما أَثمَرَ حُمّاضُ الجَبَل
فَعَرَفنا هِزَّةً تأخُذُهُ
فَقَرَّناهُ بِرَضراضٍ رِفَل
أَيَّدِ الكاهِلِ جَلدٍ بازِلٍ
أَخلَفَ البازِلَ عاماً أَو بَزَل
فظَنَنّا أَنَّهُ غالِبُهُ
فَزَجَرناهُ بِيَهياهٍ وَهَل
رُفِعَ السوطُ وَلَم يُضرَب بِه
فَأَرَنَّ الوَقعُ مِنهُ وَاحتَفَل
كَلِياً مِن حِسِّ ما قَد مَسَّهُ
وَأَفانِينِ فُؤادٍ مُحتَمَل
فَاستَوَت لِهزِمَتا خَدّيمِها
وَجَرَى الشَفُّ سَواءً فاعتَدَل
فَتآيا بِطَرِيرٍ مُرهَفٍ
جُفرَةَ المَحزِمِ مِنهُ فَسَعَل
عَسَلانَ الذِئبِ أمسى قارِباً
بَرَدَ اللّيلُ عَلَيه فَنَسَل
خارِطٌ أَحقَبُ فِلُو ضامِرٌ
أَبلَقُ الحَقوَينِ مَشطُوبُ الكَفَل
فَأَدَلَّ العَيرُ حَتّى خِلتَهُ
قَفَصَ الأَمرانِ يَعدُو فِي شَكَل
قالَ صَحبي إِذ رَأَوهُ مُقبِلاً
ما تَراهُ شَأنُهُ قُلتُ أَدَل
لَيتَ قَيساً كُلَّها قَد قَطَعَت
مُسحُلاناً فَحَصِيدا فَتُبَل
فَالأَشافِيَّ فَأَعلى حامِرٍ
فَلِوَى الخُرِّ فَأَطرافَ الرَجَل
جَاعِلِينَ الشّامَ حَمّاً لَهُمُ
وَلَئِن هَمُّوا لَنِعمَ المُنتَقَل
مَوتُهُ أَجرٌ وَمَحياهُ غِنىً
وَإِليِه عَن أَذاةٍ مُعتَزَل
سَأَلتَنِي جارَتي عَن أَمتي
وَإِذا ما عَيَّ ذُو اللُّبَِ سَأَل
سَأَلَتني عَن أُنَاسٍ هَلَكُوا
شَرِبَ الدَهرُ عَليهِم وَأَكَل
بَلَغُوا المُلكَ فَلَمّا بَلَغُوا
بِخِسارٍ وانتَهى ذاكَ الأَجَل
وَضَعَ الدَهرُ عَلَيهِم بَركَةً
فَأُبِيدُوا لم يُغادِر غَيرَ فَل
وَأُراِني طَرِباً في إِثرِهِم
طَرَبَ الواِلهِ أَو كالمُختَبل
أَنشُدُ الناسَ وَلا أُنشِدُهُم
إِنّما يَنشُدُ مَن كانَ أَضَل
لَيتَ شِعرِي إِذ قَضى ما قَد مَضى
وَتَجَلّى الأَمرُ لِلّهِ الأَجَل
ما يُظَنَّنَّ بِناسٍ قَتَلُوا
أَهلَ صِفِّينَ وَأَصحابَ الجَمَل
وَاِبنَ عَفّانَ حَنيفاً مُسلِماً
وَلُحُومَ البُدنِ لَمّا تُنتَقَل
أَيَنامُونَ إِذا ما ظَلَمُوا
أَم يَبِتُونَ بِخَوفٍ وَوَجَل
وَلَهُم سِيما إِذا تُبصِرُهُم
بَيَّنَت رِيبَةَ مَن كانَ سَأَل
فَتَمَطّى زَمخَريٌّ وارِمٌ
مِن ربِيعٍ كُلَّما خَفَّ هَطَل
مَنَعَ الغَدرَ فَلَم أَهُمم بِهِ
وَأَخُو الغَدرِ إِذا هَمَّ فَعَل
خَشيَةُ اللَهِ وَأَنّي رَجُلٌ
إِنَّما ذِكري كَنارٍ بِقَبَل
يَتَواصونَ بِقَتلي بَينَهُم
مُقبِلي نَحويَ أَطرافَ الأَسل
إِن تَري هَمّيَ أَمسى شاغِلي
وَإِذا ما نُوجِيَ الهَمُّ شَغَل
مِثلُ هِيمانِ العَذَارى بَطنُهُ
يَلهَزُ الروضَ بِنُقعاِن النَفَل
لَم يُقَايِظني عَلى كاظِمَةٍ
سَمَكُ البَحرِ وحَولِيُّ الدَقَل
إِذ هُمُ مِن خَيرِ حَيِّ سُوقَةً
وَطِىءَ الأَرضَ بِسَهلٍ أَو جَبَل
لِغَرِيبٍ قَامَ فِيهِم سائِلاً
وَلِجارٍ جُنُبٍ جاءَ فَحَل
يَستَخِفُّونَ إِلى الداعي بِهِم
وَإِلى الضيفِ إِذا الضيفُ نَزَل
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:19 PM
وَمِن أَيَّامِنا يَومٌ عَجِيبٌ
شَهِدناه بِأَقرِيَةِ الرِداعِ
فَلَمّا أَن تَلاَقَينا ضُحَيّاً
وَقَد جَعَلُوا المِصاعَ عَلى الذِراعِ
هُما فَتنَانِ مَقضِيٌّ عليهِ
لِساعَتِهِ فَآذَنَ بِالوَداعِ
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:19 PM
وَلَقَد أَغدُو بِشَربٍ أُنُفٍ
قَبلَ أَن يَظهَرَ فِي الأَرضِ رَبَش
مَعَنا زِقُّ إِلى سُمَّهَةٍ
تَسِقُ الآكَالَ مِن رَطبٍ وَهَش
فَنَزَلنا بِمَلِيعٍ مُقفِرٍ
مَسَّهُ طَلُّ مِنَ الدَجنِ وَرَش
وَلَديَنا قَينَةٌ مُسمِعَةٌ
ضَخمَةُ الأَردافِ مِن غَيِر نَفش
وَإِذا نَحُن بِإٍجلٍ نافِرٍ
وَنَعامٍ خِيطُهُ مِثلُ الحَبَش
فَحَملنا ماهِناً يُنصِفُنا
فَوقَ يَعبُوبٍ مٍنَ الخَيلِ أَجَش
ثُمَّ قُلنا دُونكَ الصَيَد بِهِ
تُدرِكِ المَحبُوبَ مِنّا وَتعِش
فَأَتانا بِشَبُوبٍ ناشِطٍ
وَظَليمٍ مَعَهُ أُمٌّ خُشَش
فاشتَوَينا مِن غَرِيضٍ طَيَّبٍ
غَيرِ مَمنُونٍ وَأُبنا بِغَبَش
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:19 PM
زَمِيرُ الهَبانِيقِ فِي زَمخَرٍ
مَجُوفٍ إِذا ما ارتَجَسنَ ارتِجَاسا
فلَمّا كَسَعتُهُمُ بالرِماحٍ
أَخلَّوا إِليهِنَّ حوماً دِحاسا
كَأَنَّ تَجاوُبَ أَصواتِها
إِذا ما قَرَبنَ المِياهَ الخِماسا
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:20 PM
لَبِستُ أُناساً فَأَفنَيتُهُم
وَأَفنَيتُ بَعدَ أُناسٍ أُناسا
ثَلاَثَةَ أَهِلينَ أَفنَيتُهُم
وَكانَ الإِلهُ هُوَ المُستآسا
وَعِشتُ بِعَيشَينِ إِنَّ المَنونَ
تَلَقّى المَعايِشَ فِيها خِسَاسا
فَحِيناً أُصادِفُ غِرّاتِها
وَحِيناً أُصادِفُ مِنها شِمَاسا
نَشَأتُ غُلاَماً أُقاسِي الحُروبَ
وَيَلقى المُقاسُونَ مِنِّي مِرَاسا
وَحُمرٍ مِنَ الطَعنِ غُلبِ الرِقابِ
كَالأُسدِ يَفتَرِسُونَ افِترَاسا
شَهِدتُهُمُ لا أُرَجِّي الحَياةَ
حَتّى تَساقَوا بِسُمرٍ كِيَاسا
وَخَيلِ يُطابِقنَ بِالدّارِعِينَ
طِباقَ الكِلابِ يَطَأنَ الهَراسا
فَلَمّا دَنَونا لِجَرسِ النُبوحِ
وَلا نُبصِرُ الحَيَّ إِلاَّ التِماسا
أَضاءَت لَنا النارُ وَجهاً أَغَرَّ
مُلتَبِساً بالفُؤادِ التِباسا
يُضيءُ كَضوءِ سِراجِ السَلِيطِ
لَم يَجعَلِ اللَهُ فِيهِ نُحاسا
بِآنِسَةٍ غيرِ أُنسِ القِرافِ
تَخلِطُ بالأُنسِ مِنها شِماسا
إِذا ما الضَجِيعُ ثَنى جِيدَها
تَثَنَّت عَليهِ فَكانَت لِباسا
بِعِيسٍ تَعَطَّفُ أَعنَاقُها
كَما عَطَّفَ الماسِخيُّ القِياسا
سَبَقتُ إِلى فَرَطٍ ناَهِلٍ
تَنابِلَةً يَحفِرونَ الرِّساسا
وَحَربٍ ضَروسٍ بِها ناخِسٌ
مَرَيتُ بِرُمحِي فَكانَ اعتِساسا
أَمامَ لِواءِ كَظِلِّ العُقابِ
مَن يأتِهِ يَلقَ طَعناً خِلاسا
فَأَصبَحَ فِي الناسِ كَالسَّامرِيِّ
إِذ قالَ مُوسَى لَهُ لاَ مِساسا
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:20 PM
أَلا دِيارَ الحَيِّ بَينَ مُحَجَّرٍ
إِلَى جانِبِ القَمرى كَأَن لَم تَغَيَّرِ
وَقَفتَ بِها لاَ أَنتَ قاضٍ لُبانَةً
وَلا اليَأسُ يَشفِي حاجَةَ المُتَذَكِّرِ
أَلا أَيُّها الباكِي عَلى ما يَعُولُهُ
تَجَمَّل عَلى ما يُحدِثُ الدَهرُ وَاصِبِر
أَلَمَّ خَيالٌ مِن أُمَيمَةَ مُوهِناً
طُروقاً وأَصحابِي بِدارَةِ خَنزَرِ
إِذا انتَمَيا فَوقَ الفِراشِ عَلاَهُما
تَضَوُّعُ رَيَّا رِيحِ مِسكٍ وَعَنبَرِ
فَإِن كُنتَ لاَ تَرضى بِما كانَ جائِياً
فَإِن كانَ تَنكيِرٌ لَدَيكَ فأَنكِرِ
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:21 PM
المَرءُ يَرغَبُ في الحَياة
وَطولُ عَيشٍ قَد يَضُرُّهُ
تَفَنى بَشَاشَتُهُ وَيَبقى
بَعدَ حُلوِ العيشِ مُرُّهُ
وَتَسُوؤُهُ الأَيّامُ حَتّى
ما يَرى شَيئاً يَسُرُّهُ
كَم شامِتٍ بِي إِن هَلَكتُ
وَقَائِلٍ لِلَّهِ دَرُّهُ
النابغة الجعدي
الحمدان
08-09-2024, 07:21 PM
تَذَكَّرتُ وَالذّكرَى تُهيِّجُ للفَتَى
وَمِن حَاجَةِ المَحزُونِ أَن يَتَذَكَّرا
نَدامايَ عِندَ المُنذِرِ بِنِ مُحَرِّقٍ
أَرَى اليَومَ مِنهُم ظاهرَ الأَرضِ مُقفِرا
تَقَضّى زَمَانُ الوَصلِ بَيني وَبَينَها
وَلَم يَنقَصِ الشوقُ الَّذي كانَ أَكثَرا
وَإِنِّي لأَستَشفي برُؤيةِ جارِها
إِذا ما لِقَاؤُها عَليَّ تَعَذَّرا
وَأُلقي عَلى جِيرانِها مَسحةَ الهَوى
وَإِن لَم يَكُونُوا لي قَبيلاً وَمَعشَرا
تَرَدَّيتُ ثَوبَ الذُلِّ يَومَ لَقيتُها
وَكانَ رِدَائي نَخوةً وَتَجَبُّرا
حَسِبنا زَماناً كُلَّ بيضاءَ شَحمَةً
لَيَالِيَ إِذ نَغزُو جُذاماً وحِميَرا
إِلى أَن لَقِينا الحيَّ بَكرَ بِنَ وَائلٍ
ثَمانِينَ ألفاً دارِعِينَ وحُسَّرا
فَلَمّا قَرَعنا النّبعَ بِالنّبعِ بَعضَهُ
بِبَعضٍ أَبَت عِيدَانُهُ أَن تُكسَرا
سَقَيناهُمُ كَأساً سَقَونا بِمِثلِها
وَلَكِنَّهُم كانُوا عَلى المَوتِ أصبَرا
إِذا المَرءُ لَم يَطلُب مَعاشاً يَكُفُّهُ
شَكا الفَقرَ أَو لاَمَ الصَديقَ فأَكثَرا
وَلا خَيرَ في جَهلٍ إِذا لَم يَكُن لَهُ
حَلِيمٌ إِذا ما أَورَدَ الأَمرَ أَصدَرا
أُقِيمُ عَلى التَقوَى وَأَرضَى بفِعلِهِ
وَكُنتُ مِنَ النارِ المَخُوفَةِ أَوجَرا
إِذا الوَحشُ ضَمَّ الوَحشَ في ظُلُلاَتِها
سَوَاقِطُ مِن حَرٍّ وَقَد كانَ أَظهَرا
وَكَلباً وَلَخماً لَم نَزَل مُنذُ أَحمَضَت
يُحَمِضُنا أَهلُ الجَنابِ وَخيبَرا
مُنَكِّبَ رَوقَيهِ الكِناسَ كَأَنَّهُ
مُغَشًّى غَمىً إِلاَّ إِذا ما تَنَشَّرا
وَإِنَّ امرأً أَهدَى إِليكَ قَصِيدةً
كَمُستَبضِعٍ تَمراً إِلى أَرضِ خَيبَرا
فَمَن يَكُ لَم يَثأَر بِأَعراضِ قَومِهِ
فَإِنِّي وَرَبِّ الرَاقِصاتِ لأَثأَرا
فَقَرَّبتُ مِبراةً تَخالُ ضُلُوعَها
مِن الماسِخِيَّاتِ القِسيَّ المُوَتَّرا
بِنَفسِي وَأَهلِي عُصبَةً سَلَمِيَّةً
يُعِدُّون للهَيجا عَناجِيج ضُمَّرا
وَقالُوا لَنا أَحيُوا لَنا مَن قَتَلتُمُ
لَقَد جِئتُمُ إِدًّا مِن الأَمرِ مُنكَرا
وَلَسنا نَرُدُّ الرَوحَ في جِسمِ مَيّتٍ
وَكُنّا نُسِيلُ الرَوحَ مِمَّن تَنشَّرا
نُميتُ وَلا نُحيِي كَذَلِكَ صُنعُنا
إِذا البَطَلُ الحَامِي إِلى الموتِ أَهجَرا
مَلَكنا فَلَم نَكشِف قِناعاً لِحرَّةٍ
ولَم نَستَلِب إِلاَّ القِنَاعَ المسمَّرا
وَلَو أَنَّنا شِئنا سِوى ذاكَ أَصبَحَت
كَرائِمُهُم فِينَا تُباعُ وَتُشتَرى
وَلكنَّ أَحساباً نَمَتنا إِلى العُلى
وَآباءَ صِدقٍ أَن نَرُومَ المحقَّرا
النابغة الجعدي
الحمدان
08-10-2024, 01:40 AM
غَشيتَ لِلَيلى بِشَرقٍ مُقاما
فَهاجَ لَكَ الرَسمُ مِنها سَقاما
بِسِقطِ الكَثيبِ إِلى عَسعَسٍ
تَخالُ مَنازِلَ لَيلى وِشاما
تَجَرَّمَ مِن بَعدِ عَهدي بِها
سَنونَ تُعَفّيهِ عاماً فَعاما
ذَكَرتُ بِها الحَيَّ إِذ هُم بِها
فَأَسبَلَتِ العَينُ مِنّي سِجاما
أُبَكّي بُكاءَ أَراكِيَّةٍ عَلى
فَرعِ ساقٍ تُنادي حَماما
سَراةَ الضُحى ثُمَّ هَيَّجتُها
مَروحَ السُرى تَستَخِفُّ الزِماما
كَأَنَّ قُتودي عَلى أُحقَبٍ
يُريدُ نَحوصاً تَؤُمُّ السِلاما
شَتيمٌ تَرَبَّعَ في عانَةٍ
حِيالٍ يُكادِمُ فيها كِداما
فَسائِل بِقَومي غَداةَ الوَغى
إِذا ما العَذارى جَلَونَ الخِداما
وَكَعباً فَسائِلهُمُ وَالرِبابَ
وَسائِل هَوازِنَ عَنّا إِذا ما
لَقيناهُمُ كَيفَ نُعليهِمُ
بَواتِرَ يَفرينَ بَيضاً وَهاما
بِنا كَيفَ نَقتَصُّ آثارَهُم
كَما تَستَخِفُّ الجَنوبُ الجَهاما
عَلى كُلِّ ذي مَيعَةٍ سابِحٍ
يُقَطِّعُ ذو أَبهَرَيهِ الحِزاما
وَجَرداءَ شَقّاءَ خَيفانَةٍ
كَظِلِّ العُقابِ تَلوكُ اللِجاما
تَراهُنَّ مِن أَزمِها شُزَّباً
إِذا هُنَّ آنَسنَ مِنها وَحاما
وَيَومُ النِسارِ وَيَومُ الجِفارِ
كانا عَذاباً وَكانا غَراما
فَأَمّا تَميمٌ تَميمُ بنُ مُرٍّ
فَأَلفاهُمُ القَومُ رَوبى نِياما
وَأَمّا بَنو عامِرٍ بِالنَسارِ
غَداةَ لَقونا فَكانوا نَعاما
نَعاماً بِخَطمَةَ صُعرَ الخُدودِ
لا تَطعَمُ الماءَ إِلّا صِياما
بشر بن أبي خازم
الحمدان
08-10-2024, 01:41 AM
تَناهَيتَ عَن ذِكرِ الصَبابَةِ فَاِحكُمِ
وَما طَرَبي ذِكراً لِرَسمٍ بِسَمسَمِ
مَنازِلُ مِن حَيٍّ عَفَت بَعدَ مَلعَبٍ
وَنُؤيٌ كَحَوضِ الجِربَةِ المُتَهَدِّمِ
تَظَلُّ النِعاجُ العينُ في عَرَصاتِها
وَأَولادُها مِن بَينِ فَذٍّ وَتَوأَمِ
تَبَيَّن خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
غَرائِرَ أَبكارٍ بِبُرقَةٍ ثَمثَمِ
دَعاهُنَّ رِدفي فَاِرعَوَينَ لِصَوتِهِ
فَيا لَكِ بَعداً نَظرَةً مِن مُكَلِّمِ
عَلَيهِنَّ أَمثالٌ خُدارى وَفَوقَها
مِنَ الرَيطِ وَالرَقمِ التَهاويلُ كَالدَمِ
وَمِنها خَيالٌ ما يَزالُ يَروعُنا
وَنَحنُ بِوادي الجَفرِ جَفرِ يَبَمبَمِ
إِذا ما اِنتَبَهتُ لَم أَجِد غَيرَ فِتيَةٍ
وَغَيرَ مَطِيٍّ بِالرِحالِ مُخَزَّمِ
أَلا إِنَّ خَيرَ المالِ ما كَفَّ أَهلَهُ
عَنِ الذَمِ أَو مالٌ وَقى سوءَ مَطعَمِ
لِأَمنَعَ مالاً ما حَييتُ بِأُلوَةٍ
سَأَمنَعُهُ إِن سَرَّني غَيرَ مُقسِمِ
وَأَترُكُها لِلناسِ إِنَّ اِجتِنابَها
سَيَمنَعُني مِن مَأثَمٍ أَو تَنَدُّمِ
وَقَد أَتَناسى الهَمَّ عَندَ اِحتِضارِهِ
بِناجٍ عَلَيهِ الصَيعَرِيَّةُ مُكدَمِ
كُمَيتٍ كِنازِ اللَحمِ أَو حِميَرِيَّةٍ
مُواشِكَةٍ تَنفي الحَصى بِمُلَثَّمِ
كَأَنَّ عَلى أَنسائِها عِذقَ خَصبَةٍ
تَدَلّى مِنَ الكافورِ غَيرَ مُكَمَّمِ
تُطيفُ بِهِ طَوراً وَطَوراً تَلِطُّهُ
عَلى فَرجِ مَحرومِ الشَرابِ مُصَرَّمِ
تَشُبُّ إِذا ما أَدلَجَ القَومُ نيرَةً
بِأَخفافِها مِن كُلِّ أَمعَزَ مُظلِمِ
وَتَأوي إِلى صُلبٍ كَأَنَّ ضُلوعَهُ
قُرونُ وُعولٍ في شَريعَةِ مَأزِمِ
تَلاقَت عَلى بَردِ الصَقيعِ جِباهُها
بِعوجٍ كَأَمثالِ العَريشِ المُدَمَّمِ
لَها عَجُزٌ كَالبابِ شُدَّ رِتاجُهُ
وَمُستَتلِعٌ بِالكورِ ضَخمُ المُكَدَّمِ
وَأَتلَعُ نَهّاضٌ إِذا ما تَزَيَّدَت
يُزاعُ بِمَجدولٍ مِنَ الصِرفِ مُؤدَمِ
إِذا أَرقَلَت كَأَنَّ أَخطَبَ ضالَةٍ
عَلى خَدِبِ الأَنيابِ لَم يَتَثَلَّمِ
كَأَنَّ بِذِفراها عَنِيَّةَ مُجرِبٍ
يَحُشُّ بِها طالٍ جَوانِبَ قُمقُمِ
وَقَد بَلِيَ الأَخفافُ إِلّا وَشائِظاً
بَقينَ لَها مِثلَ الزُجاجِ المُهَضَّمِ
وَقَد تَخِذَت رِجلي لَدى جَنبِ غَرزِها
نَسيفاً كَأُفحوصِ القَطاةِ المُثَلَّمِ
إِذا صامَ حِرباءُ العَشِيِّ رَأَيتَها
مَناسِمُها بِالجَندَلِ الصُمِّ تَرتَمي
إِذا اِنبَعَثَت مِن مَبرَكٍ فَنِعالُها
رَعابيلُ يُثرينَ التُرابَ مِنَ الدَمِ
تَقاصَرُ أَضواءُ الضُحى لِنَجائِها
إِذا أَنجَدَت بِالراكِبِ المُتَعَمِّمِ
فَما فَتِئَت تَرمي بِرَحلي أَمامَهُ
وَأَحلاسِهِ مِن مُؤخِرٍ وَمُقَدَّمِ
إِذا وَضَعَتهُ بِالجُبوبِ رَأَيتَهُ
كَشاةِ الكِناسِ الأَعفَرِ المُتَجَرثِمِ
إِلى رَبِّكِ الخَيرِ اِبنِ قُرّانَ فَاِعمَلي
ثُمامَةَ مَأوى كُلِّ مُثرٍ وَمُعدَمِ
مَتى تَبلُغيهِ تَبلُغي خَيرَ سوقَةٍ
فَعالاً وَأَعطى مِن تِلادٍ وَمَغنَمِ
وَأَبقى إِذا دَقَّ المَطِيُّ عَلى الوَجى
وَأَنكى لِأَعداءٍ وَأَتقى لِمَأثَمِ
وَأَوهَبَ لِلكومِ الهِجانِ بِأَسرِها
تُساقُ جَميعاً مِثلَ جَنَّةِ مَلهَمِ
مَتى تَبلُغيهِ تَعلَمي أَنَّ سَيبَهُ
عَلى الراكِبِ المُنتابِ غَيرُ مَحَرَّمِ
بشر بن أبي خازم
الحمدان
08-10-2024, 01:42 AM
لَمِنَ الدِيارُ غَشيتُها بِالأَنعُمِ
تَبدو مَعارِفُها كَلَونِ الأَرقَمِ
لَعِبَت بِها ريحُ الصَبا فَتَنَكَّرَت
إِلّا بَقِيَّةَ نُؤيِها المُتَهَدِّمِ
دارٌ لِبَيضاءِ العَوارِضِ طَفلَةٍ
مَهضومَةِ الكَشحَينِ رَيّا المِعصَمِ
سَمِعَت بِنا قيلَ الوُشاةِ فَأَصبَحَت
صَرَمَت حِبالَكَ في الخَليطِ المُشئِمِ
فَظَلِلتَ مِن فَرطِ الصِبابَةِ وَالهَوى
طَرِفاً فُؤادُكَ مِثلَ فِعلِ الأَهيَمِ
لَولا تُسَلّي الهَمَّ عَنكَ بِجَسرَةٍ
عَيرانَةٍ مِثلِ الفَنيقِ المُكدَمِ
زَيّافَةٍ بِالرَحلِ صادِقَةِ السُرى
خَطّارَةٍ تَهِصُ الحَصا بِمُلَثَّمِ
سائِل تَميماً في الحُروبِ وَعامِراً
وَهَلِ المُجَرِّبُ مِثلُ مَن لا يَعلَمُ
غَضِبَت تَميمٌ أَن تُقَتَّلَ عامِرٌ
يَومَ النِسارِ فَأُعقِبوا بِالصَيلَمِ
كُنّا إِذا نَعَروا لِحَربٍ نَعرَةً
نَشفي صُداعَهُمُ بِرَأسٍ صِلدَمِ
نَعلو القَوانِسَ بِالسُيوفِ وَنَعتَزي
وَالخَيلُ مُشعَلَةُ النُحورِ مِنَ الدَمِ
يَخرُجنَ مِن خَلَلِ الغُبارِ عَوابِساً
خَبَبَ السِباعِ بِكُلِّ أَكلَفَ ضَيغَمِ
مِن كُلِّ مُستَرخي النِجادِ مُنازِلٍ
يَسمو إِلى الأَقرانِ غَيرَ مُقَلَّمِ
فَفَضَضنَ جَمعَهُمُ وَأَفلَتَ حاجِبٌ
تَحتَ العَجاجَةِ في الغُبارِ الأَقتَمِ
وَرَأَوا عُقابَهُمُ المُدِلَّةَ أَصبَحَت
نُبِذَت بِأَفضَحَ ذي مَخالِبَ جَهضَمِ
أَقصَدنَ حُجراً قَبلَ ذَلِكَ وَالقَنا
شُرُعٌ إِلَيهِ وَقَد أَكَبَّ عَلى الفَمِ
يَنوي مُحاوَلَةَ القِيامِ وَقَد مَضَت
فيهِ مَخارِصَ كُلِّ لَدنٍ لَهذَمِ
وَبَنو نُمَيرٍ قَد لَقينا مِنهُمُ
خَيلاً تَضِبُّ لِثاتُها لِلمَغنَمِ
فَدَهِمنَهُم دَهماً بِكُلِّ طِمِرَّةٍ
وَمُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِحالَةِ مِرجَمِ
وَلَقَد خَبَطنَ بَني كِلابٍ خَبطَةً
أَلصَقنَهُم بِدَعائِمِ المُتَخَيِّمِ
وَصَلَقنَ كَعباً قَبلَ ذَلِكَ صَلقَةً
بِقَناً تَعاوَرُهُ الأَكُفُّ مُقَوَّمِ
حَتّى سَقَينا الناسَ كَأساً مُرَّةً
مَكروهَةً حُسُواتُها كَالعَلقَمِ
بشر بن أبي خازم
الحمدان
08-10-2024, 01:43 AM
لَقَد دافَعتُ عَلقَمَةَ بنَ عَمرٍو
تُجاهَ البابِ مُجتَمَعَ الخُصومِ
وَمَسعوداً وَأَرقَمُ لَم أُضِعهُ
وَإِذ أَرقيهِما كَرُقى السَليمِ
سَأَجزيكُم بِما أَبلَيتُموني
وَقَد يَأتي الثَوابُ مِنَ الكَريمِ
بشر بن أبي خازم
الحمدان
08-10-2024, 01:43 AM
لَم تَرَ عَيني وَلَم تَسمَع بِمِثلِهِمُ
حَيّاً كَحَيٍّ لَقيناهُم بِبُسيانا
العاطِفينَ عَلى ما كانَ مِن أَلَمٍ
كَأَنَّما خُضِبوا وَرساً وَشَيّانا
خَيرُ الرِجالِ لِمَن نالَت رِماحُهُمُ
وَلا فَوارِسَ إِذ يَدعونَ إِنسانا
ماذا تَذودونَ لِلَّهِ أُمُّكُمُ
جَمعَ الحَليفَينِ فُرساناً وَرُكبانا
بشر بن أبي خازم
الحمدان
08-10-2024, 01:43 AM
أَتَعرِفُ مِن هُنَيدَةَ رَسَم دارٍ
بِخَرجَي ذَروَةٍ فَإِلى لِواها
وَمِنها مَنزِلٌ بِبِراقِ خَبتٍ
عَفَت حِقباً وَغَيَّرَها بِلاها
أَرَبَّ عَلى مَغانيها مُلِثٌّ
هَزيمٌ وَدقُهُ حَتّى عَفاها
وَما أَشجاكَ مِن أَطلالِ هِندٍ
وَقَد شَطَّت لِطِيَّتِها نَواها
وَقَد أَضحَت حِبالُكُما رِثاثاً
بِطاءَ الوَصلِ قَد خَلُقَت قُواها
لَيالِيَ لا تَطيشُ لَها سِهامٌ
وَلا تَرنو لِأَسهُمِ مَن رَماها
وَمَوماةٍ عَلَيها نَسجُ ريحٍ
يُجاوِبُ بومَها فيها صَداها
فَلاةٍ قَد سَرَيتُ بِها هُدوءاً
إِذا ما العَينُ طافَ بِها كَراها
بِصادِقَةِ الهَواجِرِ ذاتِ لَوثٍ
مُضَبَّرَةٍ تَخَيَّلُ في سُراها
إِلَيكَ نَصَصتُها تَعلو الفَيافي
بِمَوماةٍ يَحارُ بِها قَطاها
عُذافِرَةٍ أَضَرَّ بِها اِرتَحالي
وَحَلّي بَعدَهُ حَتّى بَراها
أَشُجُّ بِها إِذا الظَلماءُ أَلقَت
مَراسِيَها وَأَردَفَها دُجاها
إِلى أَوسِ بنِ حارِثَةَ بنِ لَأمٍ
لِيَقضِيَ حاجَتي وَلَقَد قَضاها
فَما وَطِئَ الحَصى مِثلُ اِبنِ سُعدى
وَلا لَبِسَ النِعالَ وَلا اِحتَذاها
إِذا ما المَكرُماتُ رُفِعنَ يَوماً
وَقَصَّرَ مُبتَغوها عَن مَداها
وَضاقَت أَذرُعُ المُثرينَ عَنها
سَما أَوسٌ إِلَيها فَاِحتَواها
نَمى مِن طَيِّئٍ في إِرثِ مَجدٍ
إِذا ما عُدَّ مِن عَمرٍو ذُراها
وَأَضحى مِن جَديلَةَ في مَحَلٍّ
لَهُ غاياتُها وَلَهُ لُهاها
نَمَوهُ في فُروعِ المَجدِ حَتّى
تَأَزَّرَ بِالمَكارِمِ وَاِرتَداها
غِياثُ المُرمِلينَ إِذا أَناخوا
بِهِ في اللَيلَةِ الغالي قِراها
لَهُ كَفّانِ كَفٌّ كَفُّ ضُرٍّ
وَكَفُّ فَواضِلٍ خَضِلٌ نَداها
إِذا ما شَمَّرَت حَربٌ عَوانٌ
يَخافُ الناسُ عُرَّتَها كَفاها
يُجيبُ المُرهَقينَ إِذا دَعَوهُ
وَيَكشِفُ عَن أَطاخيها دُجاها
بَخيلٍ تَحسِبُ الزَفَراتِ مِنها
زَئيرَ الأُسدِ مَشدوداً قَراها
بشر بن أبي خازم
الحمدان
08-10-2024, 01:44 AM
لِلَّهِ دَرُّ بَني الحَدّاءِ مِن نَفِرٍ
وَكُلُّ جارٍ عَلى جيرانِهِ كَلِبُ
إِذا غَدَوا وَعِصِيُّ الطَلحِ أَرجُلُهُم
كَما تُنَصَّبُ وَسطَ البيعَةِ الصُلُبُ
بشر بن أبي خازم
الحمدان
08-10-2024, 01:45 AM
وَأَفلَتَ حاجِبٌ فَوتَ العَوالي
عَلى شَقّاءَ تَلمَعُ في السَرابِ
وَلَو أَدرَكنَ رَأسَ بَني تَميمٍ
عَفَرنَ الوَجهَ مِنهُ بِالتُرابِ
بشر بن أبي خازم
الحمدان
08-10-2024, 01:48 AM
دَنا أجلي، فَأنكَرني عَذولُ
وجسْمِي باردٌ، قَلِقٌ، نَحيلُ
كأنَّ العُمْرَ ماءٌ فوقَ كَفٍّ
إذا ارتجَفتْ أصابعُها يَسيلُ
ويُمسي محْضَ ذكْرى مِن كلام
ويُنْسَى كلَّما اتَّسَعَ الرَّحيلُ
سألتُ الناسَ: هلْ أُنْسَى؟ أَجابوا:
عبيرُ الورْدِ يَمْحوهُ الذُّبولُ
فما أَحَدٌ أَصَابَ الخُلْدَ ذِكْرًا
كَمَن ضَحِكَتْ لِمولدهِ الطُّلولُ
يتيمٌ قدْ بَراهُ الفَرْدُ فَرْدًا
بِلا أمٍّ، ولا عَمٍّ يُقيلُ
أتاهُ الوحْيُ؛ لا إِنْسٌ فَيَنْسَى
ولا جِنٌ لَهُ قلْبٌ مَلولُ
وَجاءَ الصَّوْتُ مِلءَ الغارِ: اقْرأْ
فَقـالَ مُحَمَّدٌ: مـاذا أَقـــولُ؟!
ولَسْتُ بقارئٍ ما لَسْتُ أدْري
ولَسْتُ بِغافلٍ عمّا تَقولُ
فَنادى: يا خَليلةُ دثِّريني
لَهيبُ البرْدِ في روحي نَزيلُ
وصوتُ الحقِّ في الأسماعِ يَسْري
لهُ وقْعٌ على صَدْري ثَقيلُ
فما وَجِلَت، كأنَّ القلْبَ يدْري
وما كَتمَتْ، فأَنْطقَها الذُّهولُ
لعمرُكَ قد حَملْتَ الكَلَّ رِفْقًا
وغيرُكَ في الوَرَى أَبدًا عَجُولُ
لأنتَ نبيُّ مَنْ وَهَبَ البَرايا
سؤالَ الغيْبِ فانتبهتْ عُقولُ
وَشاعَ الأمرُ بينَ النّاسِ حتّى
تَقطَّعَ في خُطى الهَجْرِ السَّبيلُ
فَجاءوا أرضَ طيبةَ في خَفاءٍ
كَأنَّ خُطاهمُ العَجْلى خُيولُ
وسائرةٍ إلى ثَوْرٍ تَلاها
حَمامُ الأيْكِ يَسبِقهُ الهَديلُ
على أعتابهِ قوْمٌ تَناهوْا
بأنَّ الغارَ مَهْجورٌ، مَهيلُ
تولَّوْا بعدَما شاهَت وُجوهٌ
فما قَدِرُوا، وما تمَّ الدُّخولُ
وما بَصَروا ولو نَظروا وغالَوْا
وما ظَفَروا وإنْ صَدَقَ الدَّليلُ
فَسارَ الصَّاحبانِ على جَناح
خِفافًا ويكأنَّ الأرضَ مِيلُ
تآخَى النَّاسُ، والقَصْواءُ أرْسَت
مَكانَ البَيْتِ يَشْهَدُها سَلولُ
عَلا شَأنُ الظَّلومِ فَجاءَ يسْعَى
وصَوْتُ الموْتِ تقْرَعُهُ الطُّبولُ
وما شَهِدُوا قُبيْلَ الصُلْحِ حَرْبًا
كبدرٍ يوْمَ عافَتْها الفُلولُ
تـلاهُ الفتـحُ، والأصْنـامُ قـتْـلى
فلا هُبَلٌ ولا عُزَّى تَصُولُ
أُسَارَى دونَ قيدٍ قدْ أَفاضوا
كريمٌ تحتَ إمرتـهِ ذَليلُ
وطافَ البيْتَ سَبْعًا في وَداعٍ
كما قمَرٍ سَيدْركُهُ الأُفول
أَلا يا أَيّها النَّاسُ اسْمَعُوني
لَعلِّي بعْدَ عاميَ لا أَحُولُ
وجاءَ الموْتُ في خَجَلٍ، وألقَى
كِتابَ الغيْبِ: قدْ آنَ الرَّحيلُ
مَضى، والأرضُ خاشعةٌ تصلي
عليهِ، ودمْعُ قِبلَتِها يَسيلُ
محمد خضير
الحمدان
08-10-2024, 01:51 AM
سألتُ النَّاسَ، والموتى أجابوا
مُحالٌ ما لمِنْ ذَهبوا إيابُ
كمَا نَبْلٍ رمَتْها القوسُ غَدْرًا
فما آبتْ، وما فاءَ المصابُ!
نُعاقرُ في رِوَىً كأسَ المنايا
ويقتلُنا على ظمأٍ سَرابُ
أبي في قبضة الدنيا تداعى
نَحيلَ الجسمِ تُثقِلهُ الثِّيابُ
وجاؤوا يَحْمِلونَ النَّعشَ فَرْدًا
تُشيِّعـهُ المـآذنُ والقِبـابُ
توارَى في الثَّرى وأدارَ ظَهْرًا
إلى دُنيا بها القُرْبُ اغترابُ
مَضى، لا شيءَ في يُسراهُ يُرجى
وفي يمناهُ يبتسمُ الكتابُ
وقفتُ بقبرهِ أنْعي وأبكي
على وجهٍ تغمَّدهُ الترابُ
ولولا أنَّ دمْعًا فاضَ منِّي
لصاحَ القبرُ: أمْطَرني السَّحابُ
فَقلتُ الآنَ تعذِرُني وننْسى
بأنَّ الموتَ يكملهُ الغيابُ
محمد خضير
الحمدان
08-10-2024, 01:54 AM
بِلا ظلٍ، كأنَّ الشّمْسَ تَخْبو
وجِسْمي في نُحولٍ ظلَّ يَحْبو
رآني الناسُ لمّا صحتُ خوفًا
ولولا الصوتُ ما بَصَروا وهَبُّوا
أنا ليْ في الهوى قلبٌ جَوادٌ
خلاف النّاسِ إنْ فارقتُ يكبو
خُذينيْ نحو عُمْريْ لو قَليلًا
فَهذا الموتُ يَحْدو وهوَ ركْبُ
يسيِّرُنا فُرادى... أو بَرايا
إلى جُبٍّ لهُ في العِشقِ دَرْبُ
وما أدري، أتقْتلُني ظُنونيْ؟
وما أدري إلامَ القلبُ يَصْبو؟
إلى عَيْشٍ كسيفِ العُمْرِ ماضٍ
وقدْ صَدَقوا بأنَّ السّيفَ يَنْبو!
لعمرُكِ ما سَلاني الحُبُّ ذنْبًا
ولكنَّ الهوَى للرُّوحِ ذَنْبُ
محمد خضير
الحمدان
08-10-2024, 01:56 AM
لا تسأليني، أتعَبتْني الأسئلَهْ
هَرِمَ الجَوابُ كأنَّ ثغْرًا أهْملَهْ
الصمْتُ غيظٌ، والكلامُ مَشيئَتيْ
إنْ شِئْتِ طاولْتُ الرَّدَى كيْ أسألَهْ
كمْ راحلٍ حَمَلَ الفُراتُ رُفاتَهُ
حتّى استَوى في كلِّ بيْتٍ أرملَهْ!
شَقَّتْ ثيابَ القَهْرِ، لا حُزنًا
على صمتِ المنازلِ، بلْ ضياعِ المنزلَهْ
لمـّا مَشى مُتَخفِّفًا مِنْ ذُلِّنا
نَسْرُ العِراقِ، وذُلُّنا قدْ أثقلَهْ
رَجَفتْ أيادي الغَدْرِ لمـّا طوَّقتْ
عُنُقًا تَبسَّمَ في فَضاءِ المِقْصلَهْ
ومَضى يُرتِّبُ للبلادِ نَهارَها
لكنَّ موتًا في الظَّلامِ تَعجَّلَهْ
يا سائليْ... نصرٌ أضلَّ طريقَنا
تاهَت بَنادقُنا ونَحنُ البوْصَلَهْ
دَمُنا الحَرامُ تَحلَّلتْهُ سُيوفُنا
أمْ أنَّ سيفَ الخائفينَ تحلَّلَهْ؟!
بغدادُ تسْكُنها الحياةَ بعُسْرةٍ
والموتُ في جَنَباتها ما أسهلَهْ
في كلّ جَنْبٍ عُصْبةٌ... قرآنُها
دَمُنا بـِمحرابِ العُروبةِ رتَّلَهْ
فَـ «يَزيدُ» إنْ ألقَى حديثًا للهَوى
راحَ الذي تَبِعَ «الحُسينَ» فأوَّلَهْ
غُرَباءُ واتَّفَقوا على جَسدٍ لَها
فتقطّعتْ أوصالُها، والرأْسُ لَهْ
هذا العِراقُ عِراقُنا، مَهْما عَلا
صوتُ الطغاةِ، فكلُّ صمْتٍ مرحَلَهْ
هذا النشيدُ لثائرٍ، في صَدْرهِ
حَمَلَ العراقَ وذادَ عنهُ لِنحْمِلَهْ
محمد خضير
الحمدان
08-10-2024, 01:57 AM
أحوازُ كمْ بَكَت الطُّلولُ حَوادِثا
حتَّى أماطَ لِثامَ حُزْني منْ رَثى
صَمَتَ الدُّعاةُ فَغافَلتْكِ رَزيئةٌ
ومَضى «أزادُ» إلى حِماكِ مُحَدِّثا
أوفى وعودَ النَّار مِلءَ ضِرامها
ولسانُ ضادٍ عَنْ ثراكِ تَنكَّثا
بَتَروا العُروبةَ منْ خلافٍ، عندَما
سَقَطَ الذِراعُ؛ القلبُ مِنْكِ تَشَبَّثا
و «دُجيلُ» أسْرى في البلادِ مُناديًا:
هبُّوا لتبْعثَنا الوقائِعُ مَبْعَثا
محمد خضير
الحمدان
08-10-2024, 01:58 AM
هوَ الليلُ استفاقَ، فقلْتُ: أَهْلا
بِمَن صَبَغَ النَّهارَ، وسالَ ظِلّا
أَتتْني تَسْألُ التوَّاقَ صَبْرًا
على جَسَدٍ، بهِ العُشّاقُ قتْلى
وراحَت تخلَعُ الأشْواقَ، نَشْوَى
رَشُوفٌ، رَخْصَةُ الخدَّيْنِ، خَجْلى
قَوامُ الكَأسِ إنْ دارت علينا
وسَاقيها الرُّخامُ إذا أهَلَّاْ
كأنَّ الماءَ بُرْدَتُها، ويَجْريْ
على نهدين في عَطَشٍ أَطَـلَّاْ
طوَتْني تحْتَها، ما عُدْتُّ أَدْري
أَخمرٌ باغَتَ الشَّفَتينِ، أمْ لا؟
لَثِمْتُ وما اكتفيْتُ وصرْتُ أَدْري
بأنَّا... طِفْلَـةٌ تجْتـاحُ طِفْلا
علَوْتُ الخيْلَ، لمْ أُمْسِكْ يَميني
إذا أَعْلُو، يكونُ الجُودُ بُخْلا
وكنْتُ إذا غَرسْتُ الغُصْنَ رَطْبًا
نَما في لَذَّةٍ، وَرَوتْهُ دَلَّا
كما بِكْرٍ تَـرُدُّ الخوْفَ، آهتْ
وألقَتْ في قَرارِ البئْرِ حَبْلا
صَبا شَوْقًا، كَسيْفٍ زارَ غِمْدًا
ترَدَّدَ في الدُّخولِ، فَزادَ وَصْلا
بكَى فوْقَ اللّمَى لمّا ارتوينا
فما وَرَدَ العِطاشُ كحَوْضِ ليلى
محمد خضير
الحمدان
08-10-2024, 02:00 AM
نقولُ الشِعْرَ في كَذَبٍ مَتى ما
أصَبْنا صِدْقهُ أمسى كلاما
كأنـَّا والحقيقةُ في صراعٍ
يُحيلُ حَـلالَ نشْوتِها حَراما
فَيأْسِرُنا بلا حرْبٍ ونرضى
ويُرْسِلُنا بلا سِلْمٍ حَماما
ومـا في بَحْرِنـا مــاءٌ لطيرٍ
وما كـنّـا لمن عطِشوا غَماما
أبانَا الشعرَ، في موْتٍ وُلدْنا
على أعتـابِ قافيــةٍ يَتامى
لنا في كفِّ مَن حضَروا سَلامٌ
وفي كفِّ الغيابِ لَنا سُلامى
محمد خضير
الحمدان
08-10-2024, 02:05 AM
وَكُلُّ فِعَالِ المَرءِ تُجزَى بِمَا نَوَى
فَيَا رَبُّ أَخلِصِ اللُّبَابَ وَمَا حَوَى
لَكَ الحَمدُ دَائِمًا لِمَا قَد هَدَيتَنَا
فَلَولَاكَ رَبَّنَا لَدُمنَا عَلَى هَوَى
ابو الحسنى
الحمدان
08-10-2024, 02:14 AM
سَما لَكَ شَوقٌ مِن نَوارٍ وَدونَها
سُوَيقَةُ وَالدَهنا وَعَرضُ جِوائِها
وَكُنتُ إِذا تُذكَر نَوارُ فَإِنَّها
لِمُندَمِلاتِ النَفسِ تَهياضُ دائِها
وَأَرضٍ بِها جَيلانُ ريحٍ مَريضَةٍ
يَغُضُّ البَصيرُ طَرفَهُ مِن فَضائِها
قَطَعتُ عَلى عَيرانَةٍ حِميَرِيَّةٍ
كُمَيتٍ يَئِطُّ النِسعُ مِن صُعَدائِها
وَوَفراءَ لَم تُخرَز بِسَيرٍ وَكيعَةٍ
غَدَوتُ بِها طَيّاً يَدي في رِشائِها
ذَعَرتُ بِها سِرباً نَقِيّاً كَأَنَّهُ
نُجومُ الثُرَيّا أَسفَرَت مِن عَمائِها
فَعادَيتُ مِنها بَينَ تَيسٍ وَنَعجَةٍ
وَرَوَّيتُ صَدرَ الرُمحِ قَبلَ عَنائِها
أَلِكني إِلى ذُهلِ بنِ شَيبانَ إِنَّني
رَأَيتُ أَخاها رافِعاً لِبِنائِها
لَقَد زادَني وُدّاً لِبَكرِ بنِ وائِلٍ
إِلى وُدَّها الماضي وَحُسنِ ثَنائِها
بَلاءُ أَخيهِم إِذ أَنيخَت مَطِيَّتي
إِلى قُبَّةٍ أَضيافُهُ بِفِنائِها
جَزى اللَهُ عَبدَ اللَهِ لَمّا تَلَبَّسَت
أُموري وَجاشَت أَنفُسٌ مِن ثَوائِها
إِلَينا فَباتَت لا تَنامُ كَأَنَّها
أُسارى حَديدٍ أُغلِقَت بِدِمائِها
بِجابِيَةِ الجَولانِ باتَت عُيونُنا
كَأَنَّ عَواويراً بِها مِن بُكائِها
أَرِحني أَبا عَبدِ المَليكِ فَما أَرى
شِفاءً مِنَ الحاجاتِ دونَ قَضائِها
وَأَنتَ اِمرُؤٌ لِلصُلبِ مِن مُرَّةَ الَّتي
لَها مِن بَني شَيبانَ رُمحُ لِوائِها
هُمُ رَهَنوا عَنهُم أَباكَ فَما أَلوا
عَنِ المُصطَفى مِن رَهنِها لِوَفائِها
فَفَكَّ مِنَ الأَغلالِ بَكرَ بنَ وائِلٍ
وَأَعطى يَداً عَنهُم لَهُم مِن غَلائِها
وَأَنقَذَهُم مِن سِجنِ كِسرى بنِ هُرمُزٍ
وَقَد يَئِسَت أَنفارُها مِن نِسائِها
وَما عَدَّ مِن نُعمى اِمرُؤٌ مِن عَشيرَةٍ
لِوالِدِهِ عَن قَومِهِ كَبَلائِها
أَعَمَّ عَلى ذُهلِ بنِ شَيبانَ نِعمَةً
وَأَدفَعَ عَن أَموالِها وَدِمائِها
وَما رُهِنَت عَن قَومِها مِن يَدِ اِمرِئٍ
نِزارِيَّةٍ أَغنَت لَها كَغَنائِها
أَبوهُ أَبوهُم في ذَراهُم وَأُمُّهُ
إِذا اِنتَسَبَت مِن ماجِداتِ نِسائِها
وَما زِلتُ أَرمي عَن رَبيعَةَ مَن رَمى
إِلَيها وَتُخشى صَولَتي مِن وَرائِها
بِكُلِّ شُرودٍ لا تُرَدُّ كَأَنَّها
سَنا نارِ لَيلٍ أوقِدَت لِصِلائِها
سَتَمنَعُ بَكراً أَن تُرامَ قَصائِدي
وَأَخلُفُها مَن ماتَ مِن شُعَرائِها
وَأَنتَ اِمرُؤٌ مِن آلِ شَيبانَ تَستَقي
إِلى دَلوِكَ الكُبرى عِظامُ دِلائِها
لَكُم أَثلَةٌ مِنها خَرَجتُم وَظِلُّها
عَلَيكُم وَفيكُم نَبتُها في ثَرائِها
وَأَنتَ اِمرُؤٌ مِن ذُهلِ شَيبانَ تَرتَقي
إِلى حَيثُ يَنمي مَجدُها مِن سَمائِها
وَقَد عَلِمَت ذُهلُ بنُ شَيبانَ أَنَّكُم
إِلى بَيتِها الأَعلى وَأَهلُ عَلائِها
الفرزدق
الحمدان
08-10-2024, 02:15 AM
أَبيتُ أُمَنّي النَفسَ أَن سَوفَ نَلتَقي
وَهَل هُوَ مَقدورٌ لِنَفسٍ لِقاؤُها
وَإِن أَلقَها أَو يَجمَعِ اللَهُ بَينَنا
فَفيها شِفاءُ النَفسِ مِنّي وَداؤُها
أُرَجّي أَميرَ المُؤمِنينَ لِحاجَةٍ
بِكَفَّيكَ بَعدَ اللَهِ يُرجى قَضاؤُها
وَأَنتَ سَماءُ اللَهِ فيها الَّتي لَهُم
مِنَ الأَرضِ يُحيِي مَيِّتَ الأَضِ ماؤُها
كِلا أَبَوَيكَ اِستَلَّ سَيفَ جَماعَةٍ
عَلى فِتيَةٍ تَلقى البَنينَ نِساؤُها
فَما أُغمِدَ حَتّى أَنابَت قُلوبُهُم
وَسَمَّحَ لِلضَربِ الشَآمي دِماؤُها
لِنِعمَ مُناخُ القَومِ حَلّوا رِحالَهُم
إِلى قُبَّةٍ فَوقَ الوَليدِ سَماؤُها
بَناها أَبو العاصي وَمَروانُ فَوقَهُ
وَيوسُفُ قَد مَسَّ النُجومَ بِناؤُها
فَإِن يَبعَثِ المَهدِيُّ لي ناقَتي الَّتي
يَهيجُ لِأَصحابي الحَنينَ بُكاؤُها
وَإِن يَبعَثوها بِالنَجاحِ فَقَد مَشَت
إِلَيكُم عَلى حَوبٍ وَطالَ ثَواؤُها
وَإِنَّ عَلَيها إِن رَأَت مِن غِمارِها
ثَنايا بِراقٍ أَن يَجِدَّ نَجاؤُها
الفرزدق
الحمدان
08-10-2024, 02:19 AM
ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ
وكلُّ نعيمٍ لا مَحَالةَ زَائِلُ
إذَا المرءُ أسرى ليلةً ظنَّ أنَّهُ
قضى عَمَلًا والمرءُ مَا عَاشَ آمِلُ
لبيد بن ربيعة
الحمدان
08-10-2024, 02:24 AM
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ
كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
على ديار من الإسلام خالية
قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما
فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ
حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ
إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
......
الحمدان
08-10-2024, 02:27 AM
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً
كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ
كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ
لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ
فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم
قتلى وأسرى فما يهتز إنسان؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ
وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ؟
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ
أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ
أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم
واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ
عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ
لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما
كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت
كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً
والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ
إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
......
الحمدان
08-10-2024, 02:28 AM
خالَطَ القَلبَ هُمومٌ وَحَزَن
وَاِدِّكارٌ بَعدَما كانَ اِطمَأَنّ
فَهوَ مَشغوفٌ بِهِندٍ هائِمٌ
يَرعَوي حيناً وَأَحياناً يَحِنّ
الأعشى
الحمدان
08-10-2024, 02:29 AM
وَمَا أَنَا وَالأَيَّامُ شَتَّى صُرُوفُهَا
بِمُهْتَضِمٍ جَارِي وَلا خَاذِلٍ خِلِّي
أَسِيرُ عَلَى نَهْجِ الْوَفَاءِ سَجِيَّةً
وَكُلُّ امْرِئٍ فِي النَّاسِ يَجْرِي عَلَى الأَصْلِ
البارودي
الحمدان
08-10-2024, 02:30 AM
رحم الله أبا نواس فقد قال بعد توبته
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً
فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ
فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ
أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعًا
فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ
ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا
وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ
الحمدان
08-10-2024, 02:34 AM
أُقَضِّ العُمرَ تشبيها
على الناسِ وتَمويها
أرى الأيام لا تبقى
على حالٍ فأحكيها
فيومٌ شرَّها فِيَّ
ويوم شرَّتِي فيها
أبو الفتح الإسكندري
الحمدان
08-10-2024, 02:37 AM
أَريدُ سُلُوَّكُم وَالقَلبُ يَأبى
وَأَعتِبُكُم وَمِلءُ النَفسِ عُتبى
وَأَهجُرُكُم فَيَهجُرُني رُقادي
وَيُضويني الظَلامُ أَسىً وَكَربا
وَأَذكُرُكُم بِرُؤيَةِ كُلِّ حُسنٍ
فَيَصبو ناظِري وَالقَلبُ أَصبى
وَأَشكو مِن عَذابي في هَواكُم
وَأَجزيكُم عَنِ التَعذيبِ حُبّا
وَأَعلَمُ أَنَّ دَأبَكُمُ جَفائي
فَما بالي جَعَلتُ الحُبَّ دَأبا
أحمد شوقي
الحمدان
08-10-2024, 02:38 AM
أَفنَيتَ عُمرَكَ وَالذُنوبُ تَزيدُ
وَالكاتِبُ المحصي عَلَيكَ شَهيدُ
كَم قُلتَ لَستُ بِعائِدٍ في سَوأَةٍ
وَنَذَرتَ فيها ثُمَّ صِرتَ تَعودُ
حَتّى مَتى لا تَرعَوي عَن لَذَّةٍ
وَحِسابُها يَومَ الحِسابِ شَديدُ
وَكَأَنَّني بِكَ قَد أَتَتكَ مَنِيَّةٌ
لا شَكَّ أَنَّ سَبيلَها مَورودُ
أبو نوَّاس
الحمدان
08-10-2024, 02:40 AM
وَإِنّا لَنُرمى كُلَّ يَومٍ بِعِبرَةٍ
نَراها فَما نَزدَادُ إِلّا تَمادِيا
نُسَرُّ بِدارٍ أَورَثَتنا تَضاغُنًا
عَلَيها وَدارٍ أَورَثَتنا تَعادِيا
إِذا المَرءُ لَم يَلبَس ثِيابًا مِنَ التُقى
تَقَلَّبَ عُريانًا وَإِن كانَ كاسِيا
أبو العتاهية
الحمدان
08-10-2024, 02:42 AM
بني هاشم رهط النبي فإنني
بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب
وأرمى وأرمي بالعداوة أهلها
وإني لأوذى فيهم وأُؤَنَّـبُ
......
الحمدان
08-10-2024, 02:43 AM
أَأُعلِنُ ما بي أَم أُسِرُّ فَأَكتُمُ
وَكَيفَ وَفي وَجهي مِنَ الحُبِّ مَعلَمُ
أَثيبوا بِوُدٍّ أَو أَثيبوا بِهَجرَةٍ
وَلا تَقتُلوني إِنَّ قَتلي مُحَرَّمُ
رَكِبتُ عَلى اِسمِ الله بَحرَ هَواكُمُ
فَيا رَبِّ سَلِّم أَنتَ أَنتَ المُسَلِّمُ
شَكَوتُ إِلَيها حُبَّها فَتَبَسَّمَت
وَلَم أَرَ شَمسًا قَبلَها تَتَبَسَّمُ
مسلم بن الوليد
الحمدان
08-10-2024, 02:54 AM
أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم
فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لأمْيَلُ
فَقَد حُمَّت الحاجاتُ واللَيلُ مُقمِرٌ
وَشُدَّت لِطِيّاتٍ مَطايا وَأَرُحلُ
وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى
وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ
سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ
وَلي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ
وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ
هُمُ الرَهطُ لا مُستَودَعُ السِرَّ ذائِعٌ
لَدَيهِم وَلا الجاني بِما جَرَّ يُخذَلُ
وَكُلٌّ أَبِيٌّ باسِلٌ غَيرَ أَننَّي
إِذا عَرَضَت أُولى الطَرائِدِ أَبسَلُ
وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الزادِ لَم أَكنُ
بِأَعجَلِهِم إِذ أَجشَعُ القَومِ أَعجَلُ
وَما ذاكَ إِلاّ بَسطَةٌ عَن تَفَضُّلٍ
عَلَيهِم وَكانَ الأَفضَلَ المُتَفَضَّلُ
وَلي صاحِبٌ من دونِهم لا يَخونني
إِذا التبسَت كفِّي بِهِ يَتَأكّلُ
وَإِنّي كَفانِي فَقدُ مَن لَيسَ جازِياً
بِحُسنى وَلا في قُربٍه مُتَعَلَّلُ
ثَلاثَةُ أَصحابٍ فُؤادٌ مُشَيَّعٌ
وَأَبيَضُ إِصليتٌ وَصَفراءُ عَيطَلُ
هَتوفٌ مِنَ المُلسِ المُتونِ يَزينُها
رَصائِعُ قَد نيطَت إلَيها وَمِحمَلُ
إِذا زَلَّ عَنها السَهمُ حَنَّت كَأَنَّها
مُرَزَّأَةٌ عَجلى تُرِنُّ وَتُعوِلُ
وَأَغدو خميصَ البَطنِ لا يَستَفِزُّني
إِلى الزاد حِرصٌ أَو فُؤادٌ مُوَكّلُ
وَلَستُ بِمِهيافٍ يُعَشّي سَوامَهُ
مُجَدَّعَةً سُقبانَها وَهيَ بُهَّلُ
وَلا جَبأَ أَكهى مُرِبٍّ بِعِرسِهِ
يُطالِعُها في شَأنِهِ كَيفَ يَفعَلُ
وَلا خَرِقٍ هَيقٍ كَأَنَّ فُؤادَهُ
يَظَلُّ بِهِ المُكَّاءُ يَعلو وَيَسفِلُ
وَلا خالِفٍ دارِيَّةٍ مُتَغَزَّلٍ
يَروحُ وَيَغدو داهِناً يَتَكَحَّلُ
وَلَستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دونَ خَيرِهِ
أَلَفَّ إِذا ما رُعتَهُ اِهتاجَ أَعزَلُ
وَلَستُ بِمِحيارِ الظَلامِ إِذا اِنتَحَت
هُدى الهَوجِل العِسّيفِ يَهماءُ هَوجَلُ
إِذا الأَمَعزُ الصُوّانُ لاقى مَناسِمي
تَطايَرَ مِنهُ قادِحٌ وَمُفَلَّلُ
أَديمُ مِطالَ الجوعِ حَتّى أُميتَهُ
وَأَضرِبُ عَنهُ الذِكرَ صَفحاً فَأَذهَلُ
وَأَستَفُّ تُربَ الأَرضِ كَيلا يَرى لَهُ
عَلَيَّ مِنَ الطَولِ اِمُرؤ مُتَطَوَّلُ
وَلَولا اجتِنابُ الذَأم لَم يُلفَ مَشرَبٌ
يُعاشُ بِهِ إِلّا لَدَيَّ وَمَأكَلُ
وَلَكِنَّ نَفساً مُرَّةً لا تُقيمُ بي
عَلى الذَأمِ إِلّا رَيثما أَتَحَوَّلُ
وَاَطوي عَلى الخُمصِ الحَوايا كَما اِنطَوَت
خُيوطَةُ مارِيٍّ تُغارُ وَتُفتَلُ
وَأَغدو عَلى القوتِ الزَهيدِ كَما غَدَا
أَزَلُّ تَهاداهُ التَنائِفُ أَطحَلُ
غَدا طاوِياً يُعارِضُ الريحَ هافِياً
يَخوتُ بِأَذنابِ الشِعابِ وَيَعسَلُ
فَلَمّا لَواهُ القوتُ مِن حَيثُ أَمَّهُ
دَعا فَأَجابَتهُ نَظائِرُ نُحَّلُ
مُهَلهَةٌ شِيبُ الوُجوهِ كَأَنَّها
قِداحٌ بِكَفَّي ياسِرٍ تَتَقَلقَلُ
أَو الخَشرَمُ المَبعوثُ حَثحَثَ دَبرَهُ
مَحابيضُ أَرداهُنَّ سامٍ مُعَسَّلُ
مُهَرَّتَهٌ فوهٌ كَأَنَّ شُدوقَها
شُقوقُ العِصِيَّ كَالِحاتٌ وَبُسلُ
فَضَجَّ وَضَجَّت بِالبَراح كَأَنَّها
وَإِيّاه نوحٌ فَوقَ عَلياءَ ثُكَّلُ
وَأَغضى وَأَغضَت وَاِتَّسى وَاِتَّسَت بِهِ
مَراميلُ عَزّاها وَعَزَّتهُ مُرمِلُ
شَكا وَشَكَت ثُمَّ اِرعَوى بَعدُ وَاِرعَوَت
وَلَلصَّبرُ إِن لَم يَنفَع الشَكوُ أَجمَلُ
وَفاءَ وَفاءَت بادِراتٌ وَكُلُّهَا
عَلى نَكَظٍ مِمّا يُكاتِمُ مُجمِلُ
وَتَشرِبُ أَسآرِيَ القَطا الكُدرُ بَعدَما
سَرَت قَرَباً أَحناؤُها تَتَصَلصَلُ
هَمَمتُ وَهَمَّت وَاِبتَدَرنا وَأَسدَلَت
وَشَمَّرَ مِنّي فارِطٌ مُتَمَهَّلُ
فَوَلَّيتُ عَنها وَهَي تَكبو لِعَقرِهِ
يُباشِرُهُ مِنها ذُقونٌ وَحَوصَلُ
كَأَنَ وَغاها حَجرَتَيهِ وَحَولَهُ
أَضاميمُ مِن سِفرِ القَبائِلِ نُزَّلُ
تَوافَينَ مِن شَتّى إِلَيهِ فَضَمَّها
كَما ضَمَّ أَذوادَ الأَصاريمِ مَنهَلُ
فَعَبَّت غِشاشاً ثُمَّ مَرَّت كَأَنَّها
مَعَ الصُبحِ رَكبٌ مِن أُحاضَةَ مُجفِلُ
وَآلَفَ وَجهَ الأَرضِ عِندَ افتِراشِها
بِأَهدَأ تُنبيهِ سَناسِنُ قُحَّلُ
وَأَعدِلُ مَنحوضاً كَأَنَّ فُصوصَهُ
كِعابٌ دَحاها لاعِبٌ فَهيَ مُثَّلُ
فَإِن تَبتَئِس بِالشَنفَرى أُمُّ قَسطَلٍ
لَما اِغتَبَطَت بِالشَنفَرى قَبلُ أَطوَلُ
طَريدُ جِناياتٍ تَياسَرنَ لَحمَهُ
عَقيرَتُهُ لأَيَّها حُمَّ أَوَّلُ
تَنامُ إِذا ما نامَ يَقظى عُيونُها
حِثاثاً إِلى مَكروهِهِ تَتَغَلغَلُ
وَإِلفُ هُمومٍ ما تَزالُ تَعودُهُ
عِياداً كَحُمّى الرَبعِ أَو هِيَ أَثقَلُ
إِذا وَرَدت أَصدَرتُها ثُمَّ إِنَّها
تَثوبُ فَتَأتي مِن تُحَيتٍ وَمِن عَلُ
فَإِمّا تَرَيني كَاِبنَةِ الرَملِ ضاحِياً
عَلى رِقَّةٍ أَحفى وَلا أَتَنَعَّلُ
فَإِنّي لَمَولى الصَبرِ أَجتابُ بَزَّهُ
عَلى مِثلِ قَلبِ السِمعِ وَالحَزمَ أَفعَلُ
وَأُعدِمُ أَحياناً وَأَغنى وَإِنَّما
يَنالُ الغِنى ذو البُعَدةِ المُتَبَذَّلُ
فَلا جَزعٌ مِن خَلَّةٍ مُتَكَثَّفٌ
وَلا مَرحٌ تَحتَ الغِنى أَتَخَيَّلُ
وَلا تَزدَهي الأَجهالُ حِلمي وَلا أَرى
سِؤولاً بِأعقابِ الأَقاويلِ أَنمُلُ
وَلَيلَةِ نَحسٍ يَصطَلِيَ القَوسَ رَبُّها
وَأَقطُعَهُ اللاتي بِها يَتَنَبَّلُ
دَعَستُ عَلى غَطشٍ وَبَغشٍ وَصُحبَتي
سُعارٌ وَإِرزيزٌ وَوَجرٌ وَأَفكُلُ
فَأَيَّمتُ نِسواناً وَأَيتَمتُ آلَدَةً
وَعُدتُ كَما أَبدَأتُ وَاللَيلُ أَليَلُ
وَأَصبَحَ عني بِالغُمَيصاءِ جالِساً
فَريقانِ مَسؤولٌ وَآخَرُ يَسأَلُ
فَقالوا لَقَد هَرَّت بِلَيلٍ كِلابُنَا
فَقُلنا أَذِئُبٌ عَسَّ أَم عَسَّ فُرغُلُ
فَلَم تَكُ إِلّا نَبأَةً ثُمَّ هَوَّمَت
فَقُلنا قَطاةٌ ريعَ أَم رِيَعَ أَجدَلُ
فَإِن يَكُ مِن جِنٍّ لَأَبَرحُ طارِقاً
وَإِن يَكُ أُنساً ماكَها الأُنسُ تَفعَلُ
وَيَومٍ مِنَ الشِعرى يَذوبُ لَوابُهُ
أَفاعيهِ في رَمضائِهِ تَتَمَلمَلُ
نَصَبتُ لَهُ وَجهي وَلا كِنَّ دونَهُ
وَلا سِترَ إِلّا الأَتُحَمِيَ المُرَعبَلُ
وَضافٍ إِذا هَبَّت لَهُ الريحُ طَيَّرَت
لَبائِدَ عَن أَعطافِهِ ما تَرَجَّلُ
بَعيدٌ بِمَسَّ الدُهنِ وَالفَليُ عَهدُهُ
لَهُ عَبَسٌ عافٍ مِنَ الغِسلِ مُحوِلُ
وَخَرقٍ كَضَهرِ التِرسِ قَفرٍ قَطَعتُهُ
بِعامِلَتَينِ ظَهرُهُ لَيسَ يُعمَلُ
وَأَلحَقتُ أولاهُ بِأُخراهُ موفِياً
عَلى قُنَّةٍ أُقعي مِراراً وَأَمثِلُ
تَرودُ الأَراوِيَ الصُحمُ حَولِي كَأَنَّها
عَذارى عَلَيهنَّ المُلاءُ المُذَيَّ
وَيَركُدنَ بالآصالِ حَولِي كَأَنَّني
مِنَ العُصم أَدفى يَنتَحي الكَيحَ أَعقَلُ
الشنفرى ... لامية العرب
الحمدان
08-10-2024, 03:57 AM
يا ربِّ قد أشرَفَت نَفسي وقد عَلِمَتْ
علمًا يقينًا لقد أحصيتَ آثاري
يا مُخرِجَ الرُّوح مِن جسمي إذا احتضرَتْ
وفارجَ الكربِ زحزِحني عن النَّارِ
يعتقد بأن هذا آخر ما قاله ذو الرمة
الحمدان
08-10-2024, 04:01 AM
١- وَما الناسُ إِلّا العاشِقونَ ذَوُو الهَوى
وَلا خَيرَ فيمَن لا يُحِبُّ وَيَعشَقُ
٢- فعِشْ وحيدًا فما في العشقِ مَنفَعَةٌ
وصُنْ فؤادَكَ عن حُزنٍ وعن ألَمِ
٣- وَرُؤيَةُ اللَّحمِ مَشوِيًّا علىٰ جَمْرٍ
يُنسيكَ ليلىٰ وَ مَا في العَينِ مِن حَورِ
توضيح لأن الأبيات غير مرتبة الشكل
الحمدان
08-10-2024, 04:04 AM
وأتى ليسأل شيخهُ مستفتيًا
ما حكمُ مَن سرق الفؤادَ وهاجرا؟
الشَّيخُ أعياهُ السُّؤال ولم يجب
ترك المنصَّة واستدار وغادرا
......
الحمدان
08-10-2024, 04:06 AM
إني أراكَ بعين قلبي جنةً
يا من بقُربك مرَّ الحياةِ يطيبُ
وأرى الحياةَ بدونِ وصلك مُرَّةٌ
وأرى جروحي مالهنَّ طبيبُ
وأرى الغروبَ إذا التقينا متعةً
وأرى الشروقَ لدى الفراقِ غروبُ
......
الحمدان
08-10-2024, 04:08 AM
يقول أبو الأسود الدؤلي
تَعَوَّدتُ مَسَّ الضرِّ حَتَّى أَلِفْتُهُ
و أَسْلَمَنِي طُولُ البَلاءِ إلى الصَّبْرِ
و تقول عائشة التيمورية
إِنِّي أَلِفتُ الحُزنَ حَتَّى إِنَّنِي
لَو غَابَ عَنِّي سَاءَنِي التَّأخِيرُ
الحمدان
08-10-2024, 04:11 AM
وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً
إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا
وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ
وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ
وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ
تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا
وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ
السموأل
الحمدان
08-10-2024, 04:14 AM
اقرَأ سَلامي على مَن لا أُسَمّيهِ
وَمَن بِروحي مِنَ الأسواءِ أَفديهِ
وَمَن أُعَرَّضُ عَنهُ حينَ أذكُرُهُ
فَإِن ذَكَرتُ سِواهُ كُنتُ أَعنيهِ
أَشِر بِذِكري في ضمنِ الحَديثِ لَهُ
إنَّ الإشارةَ في مَعنايَ تَكفيهِ
وَ اِسأَلهُ إِنَ كانَ يُرضيهِ ضَنى جَسَدي
فَحَبَّذا كُلَّ شيءٍ كانَ يُرضيهِ
بهاء الدين زهير
الحمدان
08-10-2024, 04:18 AM
اللَهُ يَعلَمُ أَنّا لا نُحِبُّكُمُ
وَلا نَلومُكُمُ أَلّا تُحِبّونا
كُلٌّ لَهُ نِيَّةٌ في بُغضِ صاحِبِهِ
بِنِعمَةِ اللَهِ نَقليكُم وَتَقلونا
......
الحمدان
08-10-2024, 04:20 AM
بانَـتْ صَـدُوفُ فقلبُـهُ مخـطـوفُ
ونـأَتْ بجانبِـهـا علـيـكَ صَــدُوفُ
واسْتَوْدَعَتْـكَ مـنَ الزَّمانـةِ إِنَّـهـا
مِـمَّـا تَـــزُورُكَ نـائِـمـًا وتَـطُــوفُ
واسْتَبْدَلَـتْ غَيْـرِي وفـارَقَ أَهْلُهـا
إِنَّ الغَـنِـيَّ عـلـى الفَقِـيـرِ عَنِـيـفُ
سبيع بن خطيم التيمي
الحمدان
08-10-2024, 04:21 AM
أَحِنُّ إِلى لَيلى وَإِن شَطَّتِ النَوى
بِلَيلى كَما حَنَّ اليَراعُ المُثَقَّبُ
يَقولونَ لَيلى عَذَّبَتكَ بِحُبِّها
أَلا حَبَّذا ذاكَ الحَبيبُ المُعَذِّبُ
مجنون ليلى
الحمدان
08-10-2024, 04:41 AM
ذكرتك والخطيُّ يخطرُ بيننا
وقد نهلت منا المُثَقَّفَةُ السُّمرُ
فواللَه ما أدري وإنِّي لصادقٌ
أداءٌ عَرَاني من حِبابِك أم سِحرُ
فإن كان سحراً فاعذريني على الهوى
وإن كان داءٌ غيره فذلك العُذرُ
أبو عطاء السندي
الحمدان
08-10-2024, 04:43 AM
هوايَ مع الركب اليمانينَ مُصّعدٌ
جنيبٌ وجثماني بمكَّةَ موثقُ
عجبتُ لمسراها وأنَّى تخلَّصَتْ
إليَّ، وبابُ السجن دوني مُغْلَقُ
ألمَّتْ فحيَّت ثم قامت فودعتْ
فلمّا تولت كادتِ النفسُ تَزْهَقُ
فلا تحسبي أني تخشَّعتُ بعدكم
لشيء ولا أني من الموتِ أفْرَقُ
ولكنْ عرتني من هواكِ ضمانةٌ
كما كنتُ ألقى منكِ إذ أنا مُطْلَقُ
جعفر بن علبة الحارثي
الحمدان
08-10-2024, 04:44 AM
فُؤَادِي بسهم المقلتينِ رماهُ
وقَلْبي بِنار الوَجْنتيْنِ كَوَاهُ
فقال الحشا أَهلاً به حين زارَه
وقال الْهَوى لَبَّيْك حِين دَعَاهُ
فَبَلَّغْتُ نفسِي من غَرامِي مَرامَها
وآتيتُ قَلبي في هُوَاهُ هُدَاهُ
وعزَّ على قلبِ العذولِ لَجَاجَتي
وعزَّ على قلبي اللَّجوجِ عَمَاهُ
يقولُ عَذَولِي في هَوَاهُ لِعلَّةٍ
فقُلْتُ وهَلْ في العَالمِين سِوَاهُ
بنفسِي حبيبٌ أَخجَل المِسْك مِسْكُهُ
وإِن سأَلونِي عنه فَهْو لَمَاهُ
حبيبٌ تولَّى حسنُه كبْت عُذَّلي
عليهِ وعُذَّالُ المحبِّ عِدَاهُ
يهيمُ بِه بدرُ التَّمَام محبَّةً
وغيرُ عجيبٍ أَن يُحبَّ أَخاهُ
ابن سناء الملك
الحمدان
08-10-2024, 04:49 AM
وأَخفَت هواها وهو عنديَ بيّنٌ
وأخفيت حبي وهيَ واللهِ تعلمُ
فما ضرَّها أني كتمتُ محبتي
ولا ساءني منها الهوى حينَ يُكتمُ
مصعب السحيباني
الحمدان
08-10-2024, 04:49 AM
وَقَد أَمسَوا يَعيبوني بِأُمّي
وَلَوني كُلَّما عَقَدوا وَحَلّوا
لَقَد هانَت صُروفُ الدَهرِ عِندي
وَهانَت أَهلُهُ عِندي وَقَلّوا
وَلي في كُلِّ مَعرَكَةٍ حَديثٌ
إِذا سَمِعَت بِهِ الأَبطالُ ذَلّوا
قَطَعتُ رِقابَهُم وَأَسَرتُ مِنهُم
وَهُم في عُظمِ جَمعِهِمِ اِستَقَلّوا
وَأَحصَنتُ النِساءَ بِحَدِّ سَيفي
وَأَعدائي لِعُظمِ الخَوفِ فَلّوا
أُثيرُ عَجاجَها وَالخَيلُ تَجري
ثِقالاً بِالفَوارِسِ لا تَمَلُّ
عنترة بن شداد
الحمدان
08-10-2024, 01:29 PM
أَلا أَينَ الأُلى سَلَفوا
دُعوا لِلمَوتِ وَاختُطِفوا
فَوافَوا حينَ لا تُحَفٌ
وَلا طُرَفٌ وَلا لُطَفُ
تُرَصُّ عَلَيهِمُ حُفَرٌ
وَتُبنى ثُمَّ تَنخَسِفُ
لَهُم مِن تُربِها فُرُشٌ
وَمِن رَضراضِها لُحُفُ
تَقَطَّعَ مِنهُمُ سَبَبَ
الرَجاءِ فَضُيِّعوا وَجُفوا
أبو العتاهية
الحمدان
08-10-2024, 01:31 PM
اِصبِر لِكُلِّ مُصيبَةٍ وَتَجَلَّدِ
وَاِعلَم بِأَنَّ المَرءَ غَيرُ مُخَلَّدِ
أَوَما تَرى أَنَّ المَصائِبَ جَمَّةٌ
وَتَرى المَنِيَّةَ لِلعِبادِ بِمَرصَدِ
مَن لَم يُصِب مِمَّن تَرى بِمُصيبَةٍ
هَذا سَبيلٌ لَستَ فيهِ بِأَوحَدِ
وَإِذا ذَكَرتَ مُحَمَّداً وَمَصابَهُ
فَاِذكُر مُصابَكَ بِالنَبِيِّ مُحَمَّدِ
أبو العتاهية
الحمدان
08-10-2024, 01:36 PM
وما أدري لعلّ الخير يأتي
إليّ إذا تعاظمتِ الظروفُ
تكاد لجُلّها تُفني وتفنى
إذا رُفعتْ إلى الله الكفوفُ
مصعب السحيباني
الحمدان
08-10-2024, 01:36 PM
يا راحِلاً وَجَميلُ الصَّبْرِ يَتْبَعُهُ
هَلْ من سبيلٍ إلى لُقْياكَ يَتَّفِقُ
ما أنصَفَتْكَ جُفوني وهيَ دامِيَةٌ
ولا وَفى لكَ قلبي وهو يحترِقُ
ابن الفارض
الحمدان
08-10-2024, 01:37 PM
أَيا عَبلَ لَو أَنَّ الخَيالَ يَزورُني
عَلى كُلِّ شَهرٍ مَرَّةً لَكَفاني
لَئِن غِبتِ عَن عَينَيَّ يا اِبنَةَ مالِكٍ
فَشَخصُكِ عِندي ظاهِرٌ لِعِياني
غَداً تُصبِحُ الأَعداءُ بَينَ بُيوتِكُم
تَعَضُّ مِنَ الأَحزانِ كُلَّ بَنانِ
فَلا تَحسَبوا أَنَّ الجُيوشَ تَرُدُّني
إِذا جُلتُ في أَكنافِكُم بِحِصاني
دَعوا المَوتَ يَأتيني عَلى أَيِّ صورَةٍ
أَتى لِأُريهِ مَوقِفي وَطِعاني
عنترة بن شداد
الحمدان
08-10-2024, 01:38 PM
يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَذِّبُ قَلبَهُ
أَقصِر فَإِنَّ شِفاءَكَ الإِقصارُ
نَزَفَ البُكاءُ دُموعَ عَينِكَ فَاِستَعِر
عَينًا لِغَيرِكَ دَمعُها مِدرارُ
مَن ذا يُعيرُكَ عَينَهُ تَبكي بِها
أَرَأَيتَ عَينًا لِلبُكاءِ تُعارُ؟
العباس بن الأحنف
الحمدان
08-10-2024, 01:40 PM
إِلَيكُم يَحِنُّ القَلبُ في كُلِّ ساعَةٍ
وَنَحوَ مَغانيكُم تَلَفَّتَ ناظِري
وَما عَرَضَت لي خَطرَةٌ مُذ بَعُدتُم
فَلَم يَكُ إِلّا نَحوَكُم عَفوَ خاطِري
وَإِنّي لَخَفّاقُ الفُؤادِ كَما بَدا
نَسيمُكُمُ مِن نَحوِ سَلعٍ وَحاجِرِ
وَلِلَّهِ ما يُبديهِ جِدُّ حَديثُكُم
بِقَلبِيَ مِن سِرِّ الهَوى في مَحاجِري
أَلا يا سَقى اللَهُ الجَزيرَةَ إِنَّها
لَأَهلٌ لِأَن تُسقى بِدَرِّ المَواطِرِ
وَلِم لا وَقَد حازَت مِنَ الفَضلِ جُملَةً
يُقَصِّرُ عَن أَوصافِها كُلُّ شاعِرِ
ابن سهل الأندلسي
الحمدان
08-10-2024, 01:41 PM
وَكَيفَ أَصبِرُ عَنكُم بَعدَ مَعرِفَتي
أَن لَيسَ لي عِوَضٌ مِنكُم وَلا بَدَلُ
إِذا نَشَطتُ لِشَخصٍ في مُعاشَرَةٍ
جَرَّبتُهُ فَثَنى عَن وُدِّهِ الكَسَلُ
ابن سهل الأندلسي
الحمدان
08-10-2024, 01:48 PM
فَلا تَحسِباني أَذرِفُ الدَمعَ عادَةً
وَلا تَحسِباني أُنشِدُ الشِعرَ لاهِيا
وَلَكِنَّها نَفسي إِذا جاشَ جَأشُها
وَفاضَ عَلَيها الهَمُّ فاضَت قَوافِيا
يَشُقُّ عَلى الإِنسانِ خَدعُ فُؤادِهِ
وَإِن خادَعَ الدُنيا وَداجى المَداجِيا
إيليا أبو ماضي
الحمدان
08-10-2024, 01:50 PM
وَلَمّا رَأَوا بَعضَ الحَياةِ مَذَلَّةً
عَلَيهِم وَعِزَّ المَوتِ غَيرَ مُحَرَّمِ
أَبَوا أَن يَذوقوا العَيشَ وَالذَمُّ واقِعٌ
عَلَيهِ وَماتوا مَيتَةً لَم تُذَمَّمِ
......
الحمدان
08-10-2024, 01:53 PM
كانَ الشعرُ يحثُّ العربَ على مكارم الأخلاق والشجاعة والبأس والقوة ومن ذلك سأروي لكم قصتين.
الأولى
عندما كان أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في حربه مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب* كرم الله وجهه
كان معاوية في يوم هرير وهو أشد أيام حرب صفين وقال : وجدتني أهمُّ بالفرار وما حبسني إلا قول عمرو بن الإطنابة :
ابت لي عفَّتِي وأَبى بَلائي
وأَخذِي الحَمدَ بالثَمَنِ الرَبِيحِ
وإِعطائي على المكروهِ مالي
وضَربي هامَةَ البَطَلِ المُشِيحِ
ابت لي أَن أُقضِّي في فعالي
وأَن أُغضِي على أمرٍ قبيحِ
فأما رُحتُ بالشرفِ المُعلى
وإِما رُحتُ بالموتِ المُرِيحِ
و الثانية :
عبدالملك بن مروان سيقت له جارية من اليمن مع بعض الهداية وكانت الجارية جميلة جدًا وعندما وصلت كانت قد أتت لعبدالملك رسالة تبلغه بابتداء فتنة عبدالرحمن بن أشعث وكانت من الفتن العظيمى في ملكه
فجلس إليها ساعة وقال ما استفدت* فائدةً هي أحب اليّ منك ولكن يمنعني قول الأخطل :
قَومٌ إِذا حارَبوا شَدّوا مَآزِرَهُم
عَنِ النِساءِ وَلَو باتَت بِأَطهارِ
وقال عبدالملك : ولإن فعلت ذلك إنّي لألئَمُ العرب
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : تعلموا الشعر فإنه يورث المروءة
الحمدان
08-10-2024, 01:55 PM
لا جَزىٰ اللهُ دَمْعَ عَينَيَّ خَيرًا
وجَزىٰ اللهُ كُلَّ خيرٍ لِساني
نَمَّ دَمْعي؛ فليس يَكْتُمُ شيئًا،
ووجدتُ اللِّسانَ ذا كتمانِ
كنتُ مثلَ الكتابِ أخفاهُ طَيٌّ،
فاستدلُّوا عليه بالعُنوانِ
العباس بن الأحنف
الحمدان
08-10-2024, 01:57 PM
وَلَم تُخلَق لِتَعمُرَهَا وَلَكِن
لِتَعبُرَهَا فَجِدَّ لِمَا خُلِقتَا
الألبيري
قال ابن رجب ما يشبه هذا،
فقد قال في مطلع تائيته:
أفِي دَارِ الخَرَابِ تَظَلُّ تَبنِي
وَتَعمُرُ مَا لِعُمرَانٍ خُلِقتَا
الحمدان
08-10-2024, 02:04 PM
دعِ القصائدَ لاحرفٌ ولاقلمُ
يُبلسمُ الجُرحَ أو يشفى بهِ الألمُ
دعِ القصائدَ قدْ ماتتْ مشاعرنا
مذْ ماتَ قيسٌ وعافَ الدارَ معتصمُ
دعِ القصائدَ وارحلْ مثلما رحلوا
فاللصُّ قاضٍ وذا المسروقُ مُتَّهمُ
دعِ القصائدَ لاخيلٌ لتعرفنا
لا السيفُ لا الرمحُ لا القرطاسُ لا القلمُ
ماعادَ فينا دمٌ يجري لنسكبهُ
ليصبحَ الشعرُ قلباً فالحروفُ دمُ
من بعد ماكانَ عرشُ الشعرِ يجمعنا
بتنا على عُشرِ شَرعِ الشعرِ نُنْقَسَمُ
يا أمةً قد سرى (فيروس) فرقتنا
فيها وأعجبُ منها كيف تبتسمُ
يا أمّةً نكأتْ فينا هزائمنا
وكيف يضحكُ مغلوبٌ ومنهزمُ
كل الجراحِ بنا ماعاد يسعفنا
طبٌّ ولابلسمتْ أوجاعنا القممُ
الداءُ منّا وفينا ألفُ معضلةٍ
أيُصلحُ الشعرُ ماعاثوا وماهدمُوا
قدْ باتَ يرعى بنا ذئبٌ ونحرسهُ
قلْ لي بربِّكَ ماذا يفعلُ الغنمُ
قد قال ربي بحبل الله فاعتصموا
حتى دمانا أباحوها وما اعتصموا
هل يبلغُ المجدَ مذلولٌ ومنكسرٌ
أو يُحْسنِ الجريَ من غاصتْ به القدمُ
لن نرفعَ الرأسَ بعد اليوم ياوطني
حتى يرفرفَ في الأقصى لنا علمُ
حتى يصافحَ نهرُ النيلِ دجلتنا
ويلثمُ التينُ والزيتونُ* نخلهمُ
ياشامُ ياصرخةً بُحَّتْ بحنجرتي
ياجفلةَ الآهِ إن أودى بي الندمُ
يابسمة الطفل يا خيراتَ سنبلةٍ
يارقَّةَ الوردِ يُهدى حينَ نختصمُ
دعِ القصائدَ واكتبْ نصرَ* أمَّتنا
فأجملُ الشّعرِ من تحيا بهِ الأممُ.
فائز أبوجيش
الحمدان
08-10-2024, 02:06 PM
إِذَا هَمَّ هَمًّا لَم يَرَ اللَّيلَ غُمَّةً
عَلَيهِ وَلَم تَصعُب عَلَيهِ المَرَاكِبُ
قَرَى الهَمَّ إِذ ضَافَ الزَّمَاعَ فَأَصبَحَت
مَنَازِلُهُ تَعتَسُّ فِيهَا الثَّعَالِبُ
جَلِيدٌ كَرِيمٌ خِيمُهُ وَطِبَاعُهُ
عَلَى خَيرِ مَا تُبنَى عَلَيهِ الضَّرَائِبُ
إِذَا جَاعَ لَم يَفرَح بِأَكلَةِ سَاعَةٍ
وَلَم يَبتَئِس مِن فَقدِهَا وَهْوَ سَاغِبُ
يَرَى أَنَّ بَعدَ العُسرِ يُسرًا وَلَا يَرَى
إِذَا كَانَ يُسرٌ أَنَّهُ الدَّهرَ لَازِبُ.
قَتَّالُ الكِلَابِي
الحمدان
08-10-2024, 02:09 PM
أُمِّي وَإِنْ مَلأَ المَشِيبُ عَوارِضِي
سَأَظَلُّ طِفْلاً عِنْدَهَا أَتَدَلَّلُ
وَتَظَلُّ أُمِّي فَوْقَ كُلِّ مُهِمةٍ
حتّىظ° شُموخِي عندهَا يَتَذلَّلُ
......
الحمدان
08-10-2024, 02:14 PM
فَكَم مِن كَريمٍ يُبتَلى بِنَوائِبٍ
فَصابَرَها حَتّى مَضَت وَاِضمَحَلَّتِ
وَكانَت عَلى الأَيّامِ نَفسي عَزيزَةٌ
فَلما رَأَت صَبري عَلى الذُلِ ذَلَّتِ
......
الحمدان
08-10-2024, 02:17 PM
لا بُدَّ مِن تَلَفٍ مُقيمٍ فَاِنتَظِر
أَبِأَرضِ قَومِكَ أَم بِأُخرى المَصرَعُ
وَلَقَد أَرى أَنَّ البُكاءَ سَفاهَةٌ
وَلَسَوفَ يولَعُ بِالبُكا مِن يَفجَعُ
وَليَأتِيَنَّ عَلَيكَ يَومٌ مَرَّةً
يُبكى عَلَيكَ مُقَنَّعًا لا تَسمَعُ
وَتَجَلُّدي لِلشامِتينَ أُريهِمُ
أَنّي لَرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ
وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها
وإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ
أبو ذؤيب الهذلي
الحمدان
08-10-2024, 02:19 PM
هل جازَ هجركَ لي بالله هل جازا
أم تحسب الهجر للأحباب إنجازا؟
سكنتَ قلبي وما استأذنتني أبداً
وقلتُ قلبي بأحلى ساكنٍ* فازا
واليومَ تمضي بلا إذنٍ وتتركني
وما استطعتُ لغير الحزنِ إحرازا
شغافُ قلبك تنساني وأذكرها
كأنها العُرب إذ ينسون أهوازا
.......
الحمدان
08-10-2024, 02:20 PM
فَإِن تَمنَعوا لَيلى وَتَحموا بِلادَها
عَلَيَّ فَلَن تَحموا عَلَيَّ القَوافِيا
فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها
فَهَذا لَها عِندي، فَما عِندَها لِيا؟
القيس بن الملوح
الحمدان
08-10-2024, 02:22 PM
أما لجميلٍ عندكُنَّ ثَــوَابُ
وَلَا لمسيءٍ عندكُنّ متابُ
لقد ضَلَّ مَـنْ تَحْوِي هَـوَاهُ خريدةٌ
وقد ذَلَّ من تقضي عليهِ كِعابُ
ولكنني والحمدُ لله حازِمٌ
أعِزُّ إِذَا ذلتْ لهُنّ رقابُ
وَلَا تملكُ الحسناءُ قلبيَ كلّه
وَإِنْ شملتها رِقّةٌ وشبابُ
وَأَجْرِي وَلَا أُعْطِي الْهَوَى فَضْلَ مِقْوَدِي
وأهفو وَلَا يخفى عليَّ صوابُ
إِذَا الخلُّ لمْ يهجركَ إِلَّا ملالة
فليس له إِلَّا الفراق عتابُ
إِذَا لمْ أجد من بلدةٍ ما أُرِيدُهُ
فعندي لِأُخْرَى عَزْمةٌ وَرِكَــابُ
أبو فِراس الحمداني
الحمدان
08-10-2024, 02:23 PM
إِذَا المَرءُ لَم يَغضَب لَهُ حِينَ يغضَبُ
فَوارِسُ إِن قِيلَ اركَبوا المَوتَ يَركَبُوا
ولَم يَحبُهُ بالنَّصرِ قَومٌ أَعِزَّةٌ
مَقَاحِيمُ في الأَمرِ الَّذي يُتَهَيَّبُ
تَهَضَّمَهُ أَدنى العَدُوِّ ولم يَزَل
وإن كانَ عِضًّا بالظُّلامَةِ يُضرَبُ
فَآخِ لِحَالِ السَّلمِ مَن شِئتَ واعلَمَن
بأنَّ سِوَى مولاكَ فِي الحَربِ أَجنَبُ
ومولاكَ مولاكَ الَّذي إن دَعَوتَهُ
أجَابكَ طَوعًا وَالدِّمَاءُ تَصَبَّبُ
فَلا تَخذُلِ المَولى وإن كَانَ ظَالِمًا
فَإنَّ بِهِ تُثأَى الأُمُورُ وتُرأَبُ
قُرَادُ بنُ عَبَّاد
الحمدان
08-10-2024, 02:24 PM
يَا رَاحِلاً غَابَ صَبْرِي بَعْدَ فُرْقَتِهِ
وَأَصْبَحَتْ أَسْهُمُ الأَشْوَاقِ تُصْمِينِي
إِنْ كَانَ يُرْضِيكَ مَا أَلْقَاهُ مِنْ كَمَدٍ
فِي الْحُبِّ مُذْ غِبْتَ عَنِّي فَهْوَ يُرْضِينِي
لَمْ أَلْقَ بَعْدَكَ يَوْماً أَسْتَبِينُ بِهِ
وَجْهَ الْمَسَرَّةِ إِلَّا ظَلَّ يُبْكِينِي
قَدْ كُنْتُ لا أَكْتَفِي بِالشَّمْلِ مُجْتَمِعَاً
فَالْيَوْمَ نَظْرَةُ عَيْنٍ مِنْكَ تَكْفِينِي
محمود البارودي
الحمدان
08-10-2024, 02:25 PM
عَبِثَ الحَبيبُ وَكانَ مِنهُ صُدودُ
وَنَأى وَلَم أَكُ ذاكَ مِنهُ أُريدُ
يُمسي وَيُصبِحُ مُعرِضاً مُتَغَضِّباً
وَإِذا قَصَدتُ إِلَيهِ فَهوَ يَحيدُ
وَيَضِنُّ عَنّي بِالكَلامِ مُصارِماً
وَبِمُهجَتي وَبِما يُريدُ أَجودُ
إِنّي أُحاذِرُ صَدَّهُ وَفِراقَهُ
إِنَّ الفِراقَ عَلى المُحبِّ شَديدُ
يا مَن دَعاني ثُمَّ أَدبَرَ ظالِماً
إِرجِع وَأَنتَ مُواصِلٌ مَحمودُ
إِنّي لَأُكثِرُ ذِكرَكُم فَكَأَنَّما
بِعُرى لِساني ذِكرُكُم مَعقودُ
أَبكي لِسُخطِكِ حينَ أَذكُرُ ما مَضى
يا لَيتَ ما قَد فاتَ لي مَردودُ
لا تَقتُليني بِالجَفاءِ تَمادِياً
وَاِعنَي بِأَمري إِنَّني مَجهودُ
مازالَ حُبُّكِ في فُؤادي سَاكِناً
وَلَهُ بِزَيدِ تَنَفُّسي تَرديدُ
فَيَلينُ طَوراً لِلرَّجاءِ وَتارَةً
يَشتَدُّ بَينَ جَوانِحي وَيَزيدُ
حَتّى بَرى جِسمي هَواكِ فَما تُرى
إِلاّ عِظامٌ يُبَّسٌ وَجُلودُ
لا الحُبُّ يَصرِفُهُ فُؤادي ساعةً
عَنهُ وَلا هُوَ ما بَقيتُ يَبيدُ
وَكَأَنَّ حُبَّ الناسِ عِندِيَ ساكِنٌ
وَكَأَنَّهُ بِجَوانِحي مَشدودُ
أَمسى فُؤادي عِندَكُم وَمَحَلُّهُ
عِندي فَأَينَ فُؤادِيَ المَفقودُ
ذَهَبَ الفُؤادُ فَما أُحِسُّ حَسيسَهُ
وَأَظُنُّهُ بِوِصالِكُم سَيَعودُ
وَاللَهِ لا أَبغي سِواكِ حَبيبَةً
ما اِخضَرَّ في الشَجَرِ المُوَرِّقِ عودُ
العباس بن الأحنف
الحمدان
08-10-2024, 02:27 PM
بَيْنَ الوِلَادَةِ و الـمَمَـاتِ حِكَايَـةٌ
لكَ يَا ابنَ آدَمَ أَنْتَ مَنْ تَرْوِيْـهَا
فَاكْتُبْ بِفِعْلِ الـخَيْرِ كُلَّ فُصُوْلِـهَا
فَجَمِيْعُ فِعْلِكَ سَوْفَ يُسْطَرُ فِيْهَا
وخِتَامُ كُلِّ حِكَايَـةٍ مَهْمَـا تَـكُنْ
مَوْتٌ سَيَأْتِي بَغْـتَــةً يُــنْهِيْهَا
......
الحمدان
08-10-2024, 02:28 PM
تَمُرُّ بِعَسكَرِ المَوتى
وَقَلبُكَ مِنهُ لا يَجِفُ
كَأَنَّ مُشَيِّعيكَ وَقَد
رَمَوا بِكَ ثَمَّ وَانصَرَفوا
فُنونُ رَداكِ يا دُنيا
لَعَمري فَوقَ ما أَصِفُ
فَأَنتِ الدارُ فيكِ الظُلمُ
وَالعُدوانُ وَالسَرَفُ
وَأَنتِ الدارُ فيكِ البَغيُ
وَالبَغضاءُ وَالشَنَفُ
وَأَنتِ الدارُ فيكِ الهَمُّ
وَالأَحزانُ وَالأَسَفُ
وَأَنتِ الدارُ فيكِ الغَدرُ
وَالتَنغيصُ وَالكُلَفُ
وَفيكِ الحَبلُ مُضطَرِبٌ
وَفيكِ البالُ مُنكَسِفُ
وَفيكِ لِساكِنيكَ الحَينُ
وَالآفاتُ وَالتَلَفُ
أبو العتاهية
الحمدان
08-10-2024, 02:32 PM
تجري مِن اللهِ أقدارٌ بحِكمتهِ
وليسَ للنفسِ إلا الصبرُ والأملُ
فالحمدُ للهِ إنْ طالَ البلاءُ بِها
والحمدُ للهِ حينَ الهمُّ يرتحلُ
.....
الحمدان
08-10-2024, 02:36 PM
كانَ بشّار أعمى ..
وعلى عُميهِ فقد كان والله مُبدعًا في الوصف دقيقا في التشبيه يزينُ وصفهُ الجمال والبهاء
وحسبك والله قوله:
وَدَعجاءِ المَحاجِرِ مِن مَعَدٍّ
كَأَنَّ حَديثَها ثَمرُ الجِنانِ
إِذا قامَت لِمَشيَتِها تَثَنَّت
كَأَنَّ عِظامَها مِن خَيزُرانِ
يُنَسّيكَ المُنى نَظَرٌ إِلَيها
وَيَصرِفُ وَجهُها وَجهَ الزَمانِ
الحمدان
08-10-2024, 02:44 PM
ماذا أقول في النبي الرسول؟
هل أقول للبدر حييت يا قمر
السماء؟
أم أقول للشمس أهلاً يا كاشفة الظلماء!
أم أقول للسحاب سلمت يا حامل الماء؟
يا من تضوّع بالرضوان أعظمه
فطاب من طيب تلك القاع والأكمُ
اسلك معه حيثما سلك
فإن سنته سفينة نوح
من ركب فيها نجا
ومن تخلف عنها هلك
نزل بزُّ رسالته في غار حراء
وبيع في المدينة وفصل في بدر
فلبسه كل مؤمن فيا سعادة من لبس
ويا خسارة من خلعه فقد تعس وانتكس
إذا لم يكن الماء من نهر رسالته فلا تشرب
إذا لم يكن الفرس مسوَّماً على علامته فلا تركب
بلال بن رباح صار باتباعه سيداً بلا نسب
وماجداً بلا حسب وغنيّاً بلا فضة ولا ذهب
أبو لهب عمه لما عصاه خسر
وتبّْ سيصلى ناراً ذات لهب
د . عائض القرني
الحمدان
08-10-2024, 03:59 PM
أُحِبكِ ما حييتُ ولستُ أدري
لماذا دائمًا يزدادُ حُبّي!
فأنتِ إليّ أقربُ من وريدي
وحُبكِ دونَ كُل الناسِ حَسبي
وحولي ألفُ أُمنيةٍ وأحلى
أماني الروحِ أن تبقَيْ بقُربي
فقُربكِ راحتي وأمانُ روحي
من الأيامِ، فليحفظكِ ربي
د. ماجد عبدالله
الحمدان
08-10-2024, 05:31 PM
شَوقِي يزيدُ ومَدْمَعِي رقرَاقُ
يا وَيحَ قلبي كَم لَكم يَشتاقُ
مَا كنتُ أَعلمُ قَبلَ بُعدِي عَنكُم
كَم مِن همُومٍ يَحمِلُ العُشَّاقُ
سَقِمَ الفُؤَادُ وليسَ يَنفَعُهُ الدَوَا
ما غِير رؤيَاكُم لهُ التِّريَاقُ
......
الحمدان
08-10-2024, 05:37 PM
لا تطلبي الوصلَ إنّي صِرتُ أكرهُهُ
أقسى منَ الهَجرِ بعضُ الوصلِ أحيانا
أرجوكِ كُفّي عن التمثيلِ وانصرفي
ففي ضلوعي من الآهاتِ بُركانا
دمعاتُ عينيكِ هذي لا تؤثّرُ بي
فوفّريها لقد دمَّرتِ إنسانا
إنَّ الذي رغمَ كلِّ البُعدِ جمَّعنا
هو الذي رغمَ كلِّ القربِ أقصانا
......
الحمدان
08-10-2024, 05:38 PM
وما ندمتُ على ما كُنتُ أفعلهُ
وسوفَ أُكمِلُ أيّامي بلا ندمِ
هي الحياةُ محطّات وأعبرها
كما البقيةُ من سعدٍ الى ألمِ
......
الحمدان
08-10-2024, 05:41 PM
وإنّي لأُغضي مقلتيَّ على القذى
وألبسُ ثوبَ الصبر أبيضَ أبلجا
وإني لأدعو الله والأمرُ ضيقٌ
عليَّ، فما ينفكُّ أن يتفرَّجا
وكم من فتىً ضاقت عليهِ وجوههُ
أصاب لها من دعوةِ الله مخرجا
......
الحمدان
08-10-2024, 05:42 PM
ما كان عهدُكَ يا قلبي الضَّعيف إذا
نبا بكَ الخَطبُ أن تبقى على كَمدِ
أكلما تَبتغي عزمًا ترى شَططًا
وكيفما رُمتَ صبرًا لم تكد تَجِدِ
......
الحمدان
08-10-2024, 05:43 PM
لــذاذاتُ الحيــــــاةِ إلــــى زوالٍ
سوى ثَمَرٍ مِنَ الأطـــراسِ يُجنَى
قلوبٌ بالعُـــــــلا شُغِلَت فَعَافت
علائقُهـا هَـــــــوَى سَلمَى ولُبْنَى
شعر زياد المنيفي
الحمدان
08-11-2024, 10:42 AM
كَفى البَدرَ حُسناً أَن يُقالَ نَظيرُها
فَيُزهى وَلَكِنّا بِذاكَ نَضيرُها
وَحَسبُ غُصونِ البانِ أَنَّ قَوامَها
يُقاسُ بِهِ مَيّادُها وَنَضيرُها
أَسيرَةُ حِجلٍ مُطلَقاتٌ لِحاظُها
قَضى حُسنُها أَن لا يُفَكَّ أَسيرُها
تَهيمُ بِها العُشّاقُ خَلفَ حِجابِها
فَكَيفَ إِذا ما آنَ مِنها سُفورُها
وَلَيسَ عَجيباً أَن غُرِرتُ بِنَظرَةٍ
إِلَيها فَمِن شَأنِ البُدورِ غُرورُها
وَكَم نَظرَةٍ قادَت إِلى القَلبِ حَسرَةً
يُقَطَّعُ أَنفاسَ الحَياةِ زَفيرُها
فَواعَجَبا كَم نَسلُبُ الأُسدَ في الوَغى
وَتَسلُبُنا مِن أَعيُنِ الحورِ حورُها
فُتورُ الظُبى عِندَ القِراعِ يُشيبُنا
وَما يُرهِفُ الأَجفانَ إِلّا فُتورُها
وَجُذوَةُ حُسنٍ في الحُدودِ لَهيبُها
يَشُبُّ وَلَكِن في القُلوبِ سَعيرُها
إِذا آنَسَتها مُقلَتي خَرَّ صاعِقاً
جَناني وَقالَ القَلبُ لا دُكَّ طورُها
وَسِربِ ظِباءٍ مُشرِقاتٍ شُموسُهُ
عَلى جَنَّةٍ عَدُّ النُجومِ بُدورُها
تُمانِعُ عَمّا في الكِناسِ أُسودُها
وَتَحرُسُ ما تَحوي القُصورُ صُقورُها
تَغارُ مِنَ الطَيفِ المُلِمَّ حُماتُها
وَيَغضَبُ مِن مَرِّ النَسيمِ غَيورُها
إِذا ما رَأى في النَومِ طَيفاً يَزورُها
تَوَهَّمَهُ في اليَومِ ضَيفاً يَزورُها
نَظَرنا فَأَعدَتنا السَقامَ عُيونُها
وَلُذنا فَأَولَتنا النُحولَ خُصورُها
وَزُرنا فَأُسدُ الحَيِّ تُذكي لِحاظَها
وَيُسمَعُ في غابِ الرِماحِ زَئيرُها
فَيا ساعِدَ اللَهُ المُحِبَّ لِأَنَّهُ
يَرَى غَمَراتِ المَوتِ ثُمَّ يَزورُها
وَلَمّا أَلَمَّت لِلزِيارَةِ خِلسَةً
وَسَجفُ الدَياجي مُسبَلاتٌ سُتورُها
سَعَت بِنا الواشونَ حَتّى حُجولُها
وَنَمَّت بِنا الأَعداءُ حَتّى عَبيرُها
وَهَمَّت بِنا لَولا غَدائِرُ شِعرِها
خُطى الصُبحِ لَكِن قَيَّدَتهُ ظُفورُها
لَيالِيَ يُعديني زَماني عَلى العِدى
وَإِن مُلِئَت حِقداً عَلَيَّ صُدورُها
وَيُسعِدُني شَرخُ الشَبيبَةِ وَالغِنى
إِذا شانَها إِقتارُها وَقَتيرُها
وَمُذ قَلَبَ الدَهرُ المِجَنَّ أَصابَني
صَبوراً عَلى حالٍ قَليلٍ صَبورُها
فَلو تَحمِلُ الأَيّامُ ما أَنا حامِلٌ
لَما كادَ يَمحو صِبغَةَ اللَيلِ نورُها
سَأَصبِرُ إِمّا أَن تَدورَ صُروفُها
عَلَيَّ وَإِمّا تَستَقيمُ أُمورُها
فَإِن تَكُنِ الخَنساءُ إِنِّيَ صَخرُها
وَإِن تَكُنِ الزَبّاءُ إِنّي قَصيرُها
وَقَد أَرتَدي ثَوبَ الظَلامِ بِحَسرَةٍ
عَلَيها مِنَ الشوسِ الحُماةِ جُسورُها
كَأَنّي بِأَحشاءِ السَباسِبِ خاطِرٌ
فَما وُجِدَت إِلّا وَشَخصي ضَميرُها
وِصادِيَةِ الأَحشاءِ غَضّي بِآلِها
يَعُزُّ عَلى الشِعرى العَبورِ عُبورُها
يَنوحُ بِها الخِرَّيتُ نَدباً لِنَفسِهِ
إِذا اِختَلَفَت حَصباؤُها وَصُخورُها
إِذا وَطِئَتها الشَمسُ سالَ لُعابُها
وَإِن سَلَكَتها الريحُ طالَ هَديرُها
وَإِن قامَتِ الحَربا تُوَسِّدُ شَعرَها
أَصيلاً أَذابَ الطَرفَ مِنها هَجيرُها
تَجَنَّبُ عَنها لِلحِذارِ جَنوبُها
وَتَدبِرُ عَنها في الهُبوبِ دَبورُها
خَبَرتُ مَرامي أَرضِها فَقَتَلتُها
وَما يَقتُلُ الأَرضينَ إِلّا خَبيرُها
بِخُطوَةِ مِرقالٍ أَمونٍ عِثارُها
كَثيرٍ عَلى وَفقِ الصَوابِ عِثورُها
أَلَذُّ مِنَ الأَنغامِ رَجعُ بَغامِها
وَأَطيَبُ مِن سَجعِ الهَديلِ هَديرُها
نُساهِمُ شِطرَ العَيشِ عيساً سَواهِماً
لِفَرطِ السُرى لَم يَبقَ إِلّا شُطورُها
حُروفاً كَنَوناتِ الصَحائِفِ أَصبَحَت
تُخَطُّ عَلى طِرسِ الفَيافي سُطورُها
إِذا نُظِمَت نَظمَ القَلائِدِ في البُرى
تَقَلَّدُها خُضرُ الرُبى وَنُحورُها
طَواها طَواها فَاِغتَدَت وَبُطونُها
تَجولُ عَليها كَالوِشاحِ ظُفورُها
يُعَبِّرُ عَن فَرطِ الحَنينِ أَنينُها
وَيُعرِبُ عَمّا في الضَميرِ ضُمورُها
تَسيرُ بِها نَحوَ الحِجازِ وَقَصدُها
مَلاعِبُ شِعبَي بابِلٍ وَقُصورُها
فَلَمّا تَرامَت عَن زَرودَ وَرَملِها
وَلاحَت لَها أَعلامُ نَجدٍ وُقورُها
وَصَدَّت يَميناً عَن شُمَيطٍ وَجاوَزَت
رُبى قَطَنٍ وَالشُهبُ قَد شَفَّ نورُها
وَعاجَ بِها عَن رَملِ عاجٍ دَليلُها
فَقامَت لِعِرفانِ المُرادِ صُدورُها
غَدَت تَتَقاضانا المَسيرَ لِأَنَّها
إِلى نَحوِ خَيرِ المُرسَلينَ مَسيرُها
تَرُضُّ الحَصى شَوقاً لِمَن سَبَّحَ الحَصى
لَدَيهِ وَحَيّا بِالسَلامِ بَعيرُها
إِلى خَيرِ مَبعوثٍ إِلى خَيرِ أُمَّةٍ
إِلى خَيرِ مَعبودٍ دَعاها بَشيرُها
وَمَن أُخمِدَت مَع وَضعِهِ نارُ فارِسٍ
وَزُلزِلَ مِنها عَرشُها وَسَريرُها
وَمَن نَطَقَت تَوراةُ موسى بِفَضلِهِ
وَجاءَ بِهِ إِنجيلُها وَزَبورُها
وَمَن بَشَّرَ اللَهُ الأَنامَ بِأَنَّهُ
مُبَشِّرُها عَن إِذنِهِ وَنَذيرُها
مُحَمَّدُ خَيرُ المُرسَلينَ بِأَسرِها
وَأَوَّلُها في الفَضلِ وَهوَ أَخيرُها
أَيا آيَةَ اللَهِ الَّتي مُذ تَبَلَّجَت
عَلى خَلقِهِ أَخفى الضَلالَ ظُهورُها
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ يا خَيرَ مُرسَلٍ
إِلى أُمَّةٍ لَولاهُ دامَ غُرورُها
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ يا خَيرَ شافِعٍ
إِذا النارُ ضَمَّ الكافِرينَ حَصيرُها
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ يامَن تَشَرَّفَت
بِهِ الإِنسُ طُرّاً وَاِستَتَمَّ سُرورُها
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ يا مَن تَعَبَّدَت
لَهُ الجِنُّ وَاِنقادَت إِلَيهِ أُمورُها
تَشَرَّفَتِ الأَقدامُ لَمّا تَتابَعَت
إِلَيكَ خُطاها وَاِستَمَرَّ مَريرُها
وَفاخَرَتِ الأَفواهُ نورَ عُيونِنا
بِتُربِكَ لَمّا قَبَّلَتهُ ثُغورُها
فَضائِلُ رامَتها الرُؤوسُ فَقَصَّرَت
أَلَم تَرَ لِلتَقصيرِ جُزَّت شُعورُها
وَلَو وَفَتِ الوُفّادُ قَدرَكَ حَقَّهُ
لَكانَ عَلى الأَحداقِ مِنها مَسيرُها
لِأَنَّكَ سِرُّ اللَهِ الأَيَّدِ الَّتي
تَجَلَّت فَجَلّى ظُلمَةَ الشَكِّ نورُها
مَدينَةُ عِلمٍ وَاِبنُ عَمِّكَ بِابُهاَ
فَمِن غَيرِ ذاكَ البابِ لَم يُؤتَ سورُها
شَموسٌ لَكُم في الغَربِ رُدَّت شَموسُها
بِدورٌ لَكُم في الشَرقِ شُقَّت بِدَورُها
جِبالٌ إِذا ما الهَضبُ دُكَّت جِبالُها
بِحارٌ إِذا ما الأَرضُ غارَت بُحورُها
فَآلُكَ خَيرُ الآلِ وَالعِترَةُ الَّتي
مَحَبَّتُها نُعمى قَليلٌ شَكورُها
إِذا جولِسَت لِلبَذلِ ذُلَّ نِظارُها
وَإِن سوجِلَت في الفَضلِ عَزَّ نَظيرُها
وَصَحبُكَ خَيرُ الصَحبِ وَالغُرَرُ الَّتي
بِها أَمِنَت مِن كُلِّ أَرضٍ ثُغورُها
كُماةٌ حُماةٌ في القِراعِ وَفي القِرى
إِذا شَطَّ قاريها وَطاشَ وَقورُها
أَيا صادِقَ الوَعدِ الأَمينِ وَعَدتَني
بِبُشرى فَلا أَخشى وَأَنتَ بَشيرُها
بَعَثتُ الأَماني عاطِلاتٍ لِتَبتَغي
نَداكَ فَجاءَت حالِياتٍ نُحورُها
وَأَرسَلتُ آمالاً خِماصاً بُطونُها
إِلَيكَ فَعادَت مُثقَلاتٍ ظُهورُها
إِلَيكَ رَسولَ اللَهِ أَشكو جَرائِماً
يُوازي الجِبالَ الراسِياتِ صَغيرُها
كَبائِرُ لَو تُبلى الجِبالُ بِحَملِها
لِدُكَّت وَنادى بِالثُبورِ ثَبيرُها
وَغالِبُ ظَنّي بَل يَقينِيَ أَنَّها
سُتُمحى وَإِن جَلَّت وَأَنتَ سَفيرُها
لِأَنّي رَأَيتُ العُربَ تَخفُرُ بِالعَصا
وَتَحمي إِذا ما أَمَّها مُستَجيرُها
فَكَيفَ بِمَن في كَفِّهِ أَورَقَ العَصا
تُضامُ بِيَ الآمالُ وَهوَ خَفيرُها
وَبَينَ يَدَي نَجوايَ قَدَّمتُ مَدحَةً
قَضى خاطِري أَلّا نُجيبَ خَطيرُها
يُرَوّي غَليلَ السامِعينَ قُطارُها
وَيَجلو عُيونَ الناظِرينَ قَطورُها
هِيَ الراحُ لَكِن بِالمَسامِعِ رَشفُها
عَلى أَنَّهُ تَفنى وَيَبقى سُرورُها
وَأَحسَنُ شَيءٍ أَنَّني قَد جَلَوتُها
عَليكَ وَأَملاكُ السَماءِ حُضورُها
تَرومُ بِها نَفسي الجَزاءَ فَكُن لَها
مُجيزاً بِأَن تُمسي وَأَنتَ مُجيرُها
فَلِاِبنِ زُهَيرٍ قَد أَجَزتَ بِبُردَةٍ
عَلَيكَ فَأَثرى مِن ذَويهِ فَقيرُها
أَجِرني أَجِزني وَاِجزِني أَجرَ مِدحَتي
بِبَردٍ إِذا ما النارُ شَبَّ سَعيرُها
فَقابِل ثَناها بِالقُبولِ فَإِنَّها
عَرائِسُ فِكرٍ وَالقَبولُ مُهورُها
وَإِن زانَها تَطويلُها وَاِطِّرادُها
فَقَد شانَها تَقصيرُها وَقُصورُها
إِذا ما القَوافي لَم تُحِط بِصِفاتِكُم
فَسِيّانِ مِنها جَمُّها وَيَسيرُها
بِمَدحِكَ تَمَّت حِجَّتي وَهيَ حُجَّتي
عَلى عُصبَةٍ يَطغى عَلَيَّ فُجورُها
أَقُصُّ بِشِعري إِثرَ فَضلِكَ واصِفاً
عُلاكَ إِذا ما النَاسُ قُصَّت شُعورُها
وَأَسهَرُ في نَظمِ القَوافي وَلَم أَقُل
خَليلَيَّ هَل مِن رَقدَةٍ أَستَعيرُها
صفي الدين الحلي
الحمدان
08-11-2024, 10:44 AM
إذا المَرءُ أبدىظ° فيكَ فَرطَ مَحبَّةٍ
وَ بَالغَ في بَذلِ الوِدادِ وَ أكثَرَا
فإيَّاكَ أنْ تَغترَّ مِن بَذْلِ وُدِّهِ
وَ لو مَدَّ مَا بينَ الثُّرَيَّا إلىظ° الثَّرَىظ°
فَمَا حُبُّهُ لِلذَّاتِ فِيكَ، وَ إنَّما
لأمرٍ إِذا مَا زَالَ عنكَ تَغَيَّرَا
......
الحمدان
08-11-2024, 10:47 AM
سيدركُ ثأرَ اللّٰه أنصارُ دينِهِ
وَ لِلّٰهِ أَوْسٌ آخرونَ وَ خزرجُ
كأَنَّ الزِّجَاجَ اللَّهذمياتِ منهمُ
فَتِيلٌ بِأطرافِ الرُّدينِيِّ مُسْرجُ
يَودُّ الذي لَاقَوْهُ أنَّ سلاحَهُ
هنالكَ خَلْخَالٌ عليه وَ دُمْلُجُ
أفي الحَقِّ أن يُمسوا خِماصًا وَ أنتُمُ
يكادُ أخوكُم بِطنةً يتبعَّجُ
تَمَشُّون مختالين في حُجراتِكم
ثِقالَ الخُطىٰ أكفالُكم تترجرجُ
وليدُهُم بادي الطَّوىٰ وَ وليدُكم
مِن الريفِ ريّانُ العِظام خَدَلَّجُ.
ابن الرومي
الحمدان
08-11-2024, 10:49 AM
لَا يُدرِكُ الغَايةَ القُصوىٰ سِوىٰ رجلٍ
ثَبْتِ العَزيمةِ مَاضٍ حيثُ يَنخَرِطُ
إنْ مَسَّهُ الضَّيْمُ نَاجىٰ السَّيفَ مُنتصِرًا
أو هَمَّهُ الأمْرُ لَم يَعلَقْ بِهِ الثَّبَطُ
فاقْذِفْ بِنَفسِكَ في أقصىٰ مَطالِبِها
إنَّ النَّجَاحَ بِسَعي المَرءِ مُرتَبِطُ
قَد يَظفَرُ الفَاتِكُ الألوىٰ بِحَاجَتِهِ
وَ ليسَ يُدرِكهَا الهَيَّابَةُ الخَلِطُ
البارودي
الحمدان
08-11-2024, 10:52 AM
ضَلَالًا لِهٰذا الموتِ مَن ظَنَّ نَفْسَهُ
وَ مُنْذُ مَتَىٰ يخشىٰ المنايَا مُرِيدُها
فَواللّٰه إنْ مِتنا وَ عِشْنا وَ لَم تَكن
علىٰ مَا أرَدناها المنايا، نُعِيدُها
وَ نَسْتَعرِضُ الأعمارَ خيلًا أمامنا
فَلَا نَعتلي إلَّا التي نَستجيدُها
كَتَقْلِيبِ ثَوبٍ مِن ثِيابٍ كثيرةٍ
قَديمُ المنايا عندنا وَ جديدُها
إلىٰ أنْ نَرَىٰ مَوتًا يَليقُ بِمِثلِنا
ليَنْشأَ مِن موتِ الكِرَامِ خُلُودُها
تميم البرغوثي
الحمدان
08-11-2024, 10:54 AM
وَ لِلدُّنيا دَوائِرُ دائِراتٌ
لِتَذهَبَ بِالعَزيزِ وَ بِالذَّليلِ
وَ لِلدُّنيا يَدٌ تَهَبُ المَنايا
وَ تَستَلِبُ الخَليلَ مِنَ الخَليلِ
وَ مَا لَكَ غَيرُ تَقوى اللّهِ مَالٌ
وَ غَيرُ فِعالِكَ الحَسَنِ الجَميلِ.
أبو العتاهية
الحمدان
08-11-2024, 11:08 AM
تَعَوَّدَ بَسْطَ الكَفِّ حتى لَوَ انَّهُ
ثَنَاها لِقَبْضٍ، لَم تُطِعه أنامِلُهْ
تَرَاه إذا مَا جِئتَهُ مُتَهَلِّلًا
كَأنَّكَ تعطيه الذي أنتَ سَائِلُهْ
......
الحمدان
08-11-2024, 11:11 AM
إِنِّي أقُولُ لِنَفسِي وَ هيَ ضَيِّقَةٌ
وَ قد أناخَ عليها الدَّهرُ بِالعَجَبِ
صَبْرًا علىٰ شِدَّةِ الأيامِ إنَّ لها عُقبَىٰ
وَ مَا الصَّبرُ إلَّا عِند ذِي الحَسَبِ
سَيفتح اللّٰه عَن قربٍ بِنَافِعةٍ
فِيها لِمثلِكَ رَاحَاتٌ مِنَ التَّعَبِ
......
الحمدان
08-11-2024, 11:14 AM
إنِّي أحِبُّكِ قَاصِدًا مُتَعَمِّدًا
سلََّمتُ قَلبًا هَامَ فِي عَينَيكِ
عُمرِي فِدَاكِ خُذيهِ لَا تَتَرَدَّدِي
أنتِ الحَيَاةُ وَحُلوُهَا بيَدَيكِ
إن شِئتِ ظُلمًا فَاظلِمِينِي إنَّنِي
لَكِ مِنكِ فِيكِ فَلَا مَلَامَ عَلَيكِ
أو شِئتِ عَدلًا فَاعدِلِي يَا مُنيَتِي
إنَّ الهَوَىٰ فِي الحَالَتَينِ إلَيكِ
......
الحمدان
08-11-2024, 11:18 AM
وَجَدتُ سُكوتي مَتجَراً فَلَزِمتُهُ
إِذا لَم أَجِد رِبحاً فَلَستُ بِخاسِرِ
وَما الصَمتُ إِلّا في الرِجالِ مُتَاجِرٌ
وَتاجِرُهُ يَعلو عَلى كُلِّ تاجِرِ
الشافعي
الحمدان
08-11-2024, 11:20 AM
وليس خَليلِي بالمَلولِ ولا الذي
إذا غبتُ عنه بَاعَني بخليلِ
ولكنْ خَليلِي مَن يَدومُ وصالُه
ويَحفظ سرِّي عند كل دخيلِ
أحمد بن حنبل
الحمدان
08-11-2024, 12:04 PM
اشوف قدري في عيون الرياجيل
ولا الرخوم رخوم لو يمدحوني
من قدم النا الصاع نوفيه بالكيل
وراعي الوفا والطيب يسوى عيوني
ولاني منزلها لهرج المهابيل
ارفع نظر عيني ولو طالعوني
والمجلس اللي فيه من القال والقيل
اجنبه لوكان هم قد دعوني
سعد العصيمي
الحمدان
08-11-2024, 12:48 PM
هو صادق اللي قال وعد الحر دين
مير البلاء من وين للحر الوفى
كثرت مواجيب الرجل والوقت شين
قلت مواريده وعيا ما صفى
حتى القريب اللي معك والوقت زين
معك.. معك..وان عضك الوقت اختفى
اتجيه في حاجه وتاخذ حاجتين
عطية المنه وهرج ف القفى
احمد ال سليم
الحمدان
08-11-2024, 12:53 PM
لا تخضعَنَّ لِمَخلوقٍ عَلى طَمَع
فَإِنَّ ذَلِك وهنٌ مِنكَ في الدينِ
وَاَسترزِق اللَه ممّا في خزائنهِ
فإِنَّما الأَمرُ بينَ الكافِ والنون
إِنَّ الَّذي أَنت ترجوهُ وتَأمَلُهُ
مِنَ البَرِيَّة مسكينُ اِبنُ مِسكين
ما أَحسن الجود في الدُنيا وفي الدينِ
علي بن أبي طالب
الحمدان
08-11-2024, 12:56 PM
إنَّ الكِرًام وإن ضاقت معِيشَتُهُم
دَامَت فضِيلتُهُم والأصلُ غلَّابُ
لِلهِ درُّ أُنَاسٍ أينما ذُكِرُوا
تطِيبُ سيرَتُهُم حتَّى وإن غابُوا
وَلَرُبَّ مكرُمَةٍ جَمعَت شَمَائِلَهُم
صارت لنا غيثاً يَسرِي وَيَنسَابُ
إن حدَّثُوا أحداً فالصِّدقُ منطقُهُم
أو عامَلوهُ فلا يشقَى ويرتابُ
......
الحمدان
08-11-2024, 01:30 PM
مَاذا جَنيت لكِي تملَ وِصَالي
إني سألتُكَ هَل تجيب سؤالي
حَاولت أن القى لِهَجرك حِجة
فوَقعتُ بَين حَقيقة وَخيال
كُنت القريب وَكُنت انتَ مُقربي
يَوم الوَفاق وَبُهجَة الأقبَال
فغدوتَ أشبَه بالخصِيم لِخصمهُ
عَجبًا إذًا لِتقلب الاحوَالِ
يَا صَاحِبًا سَكن المِلال فؤادهُ
أ سَمِعتَ مِني سِيء الأقوالِ ؟
لِتميل عَنّي ثم تكرهُ رؤيتي
وَيكُون حُلمَك أن تَرى إذلالي
أنا مَا طَلبتُكَ أن تَعود لِصُحبَتي
بعَد القطِيعة ، أو تَرُقَ لحَالي
فأنا بغِيـرك كامِل مُتكمِّل
وَكذاك أنت عَلى أتم كمال
لا أنت لي نقصٌ وَلا أنا سالب
منك الكَمالُ فعِش عَزيز غالي
لَو أنَّ فِيكَ مِنْ الوَفاءِ بَقِيةً
لذَكرت ايَامً مَضتْ وَليَالي
ووهبتَني أسمَى خِصَالك مِثلمَا
أنا قَد وَهبتُك مِن جَمِيل خِصَالي
كم قُلتُ أَنكَ خِيرَ مَن عَاشَرتَهُم
فأتيتَ أنت مُخيبً أمَالي
......
الحمدان
08-11-2024, 01:33 PM
وماكنتُ في زيف الحياةِ بطامعٍ
وماعشتُ عمري للأنامِ ذليلا
نأيتُ بنفسي عن أمورٍ كثيرةٍ
ولم أتخذ غير الجميلِ خليلا
وعاشرتُ من عاشرتُ لينًا وعفةً
وماكنتُ إن شح الزمان بخيلا
أُحبُّ سمو النفس عن كل خسةٍ
وللخير أسعى ما أستطعت سبيلا
فلا يستقيمُ المجد دون مروءةٍ
ولا عاشقٌ للمكرمات رذيلا
......
الحمدان
08-11-2024, 01:35 PM
يا غائبونَ حنينُنا لا ينطفي
يمضي الزمانُ وودكمْ يتجدَّدُ
إنْ تسألوا عن حالنا بغيابكم
لسنا فقط نشتاقُ بل نتوَجَّدُ
......
الحمدان
08-11-2024, 01:36 PM
يصحُّ الودّ منكَ فيحتويني
وأسرح في خيالاتِ الأماني
وتكتُبني المشاعرُ نبْضَ حرفٍ
تسطّرهُ تفانين البيانِ
وأغرق في المُنى فأراك تومي
إلي بحبل وصلك والتداني
بحضن هواك أغفو ذاتَ هَمٍّ
وفي عينيك واحاتُ الأمانِ
......
الحمدان
08-11-2024, 01:38 PM
لَن تُطفئ الأوهامُ نُورَ تفاؤلي
فأنا القويُّ وهِمّتي لا تُزهَقُ
وأنا الغنيُّ بحُسنِ ظنّي بالذي
يُعطي العطايا للعبادِ ويُغدِقُ
وأنا المليءُ بِبَهجةٍ ألقى بها
جَمْعَ الهمومِ عن الضلوعِ يُفرّقُ
أحيا ونورُ اللهِ يسكنُ أضلُعي
فعلامَ أمضي في الحياةِ وأقلَقُ
......
الحمدان
08-11-2024, 01:39 PM
وأشدُّ ما يَلْقَى الفَتى في دَهْره
فَقْدُ الكرامِ وصُحبةُ اللُّؤماءِ !
شَقِيَ ابنُ آدمَ في الزمانِ بعقلِهِ
إنّ الفضيلةَ آفةُ العُقلاءِ
البارودي
الحمدان
08-11-2024, 01:59 PM
قالوا سيُنسيكَ الزَّمان هواهمُ
ويجفُّ منِ طولِ الفراقِ ودادُ
مرَّ الزَّمانُ وبات قلبي كلَّما
ذُكِروا يقول هل الزَّمان يُعادُ؟
......
الحمدان
08-11-2024, 02:11 PM
عرفت لماذا.. كنت قتلي وقاتلي
لأن الذي يعطيني الخبز، آكلي
لأني بلا ريحٍ.. إلى الريح أنتمي
فيوماً يمانياً، ويومين (باهلي)
وطوراً غروبياً، وطوراً مشرقاً
وحيناً صدىً، حيناً نشيداً (سواحلي)
وآناً بلا وقتٍ، وآناً مؤقتاً
قناعي علائيٌ، ووجهي تنازلي
أأروي حكاياتي؟ جفوني محابرٌ
لأقلام غيري، حبر غيري أناملي
لأني دخلت السجن شهراً، وليلةً
خرجت، ولكن أصبح السجن داخلي
لقد كنت محمولاً على نار قعره
فكيف تحملت الذي كان حاملي؟
ومن يطلق السجن الذي صرت سجنه؟
ومن يطرح العبء الذي صار كاهلي؟
تخشبت والأيام مثلي تخشبت
أتمضين يا أيام؟ من أين؟ حاولي
من الآن حاول أنت.. كيف تريدني؟
سكت لماذا؟ هزّني من مفاصلي
تقولين: حقي أصبح اليوم باطلاً
عليَّ إليه، أمتطي ظهر باطلي
أتدرين؟! أنساني التمرغ ها هنا
جيني، وأنستني المنافي شمائلي
تقولين: ماذا أنتوي يا هواجسي؟
أتنوين شيئاً؟ فارقيني وناضلي
أما فيك ما لم يحترق بعد؟ كل ما
أعي، أنني أفنيت حتى تفاعلي
أجب غير هذا، أعشبت فيك جمرةٌ
وهذا اختلاجي فيك أزهى دلائلي
دمي صار ماءً رمدتني وحوله
قميصي، أتخشى أن تفيق شواعلي؟
تصيخ إلى شيءٍ يجادل هجعتي
ومن أي ذراتي ينادي مجادلي؟
أحس بقلبي الآن ركض ولادةٍ
عن الصمت يلهيني، عن الرعب شاغلي
أبيني وبيني ثالثٌ إسمه أنا؟
أمني أتى غيري؟ أيبدو مشاكلي؟
تحولت غائياً، من الموت أبتدي
إلى غايةٍ أعلى، ستضحي وسائلي
أللمرء ميلادٌ يموت ومولدٌ
بلا أي حد؟ ما الذي يا تساؤلي؟
أصوتي سوى صوتي؟ أجرب صيحةً
هنا مولدي يا فجر، قبل خمائلي
سقوني دمي، كي أرتوي دائماً بلا
حنينٍ، فنادتني إليها مناهلي
ترمدت كي أغلي وأندى، وها أنا
أتيت، وفي وجهي شظايا مراحلي
صباح المنى يا (قاع جهران) هل ترى
على لحيتي لون الشعير (القباتلي)؟
أتعرفني يا عم (عيبان) من أنا؟
أتنوين يا شمس الربى أن تغازلي؟
إلى شهوة الأعراس أسرجت مدفني
ومن قطع شرياني بدأت تواصلي
أما كنت ميتاً؟ إنما كنت أغتلي
وأعلو على قتلي، لأجتث قاتلي
البردوني
الحمدان
08-11-2024, 02:20 PM
عرفت لماذا.. كنت قتلي وقاتلي
لأن الذي يعطيني الخبز، آكلي
لأني بلا ريحٍ.. إلى الريح أنتمي
فيوماً يمانياً، ويومين (باهلي)
وطوراً غروبياً، وطوراً مشرقاً
وحيناً صدىً، حيناً نشيداً (سواحلي)
وآناً بلا وقتٍ، وآناً مؤقتاً
قناعي علائيٌ، ووجهي تنازلي
أأروي حكاياتي؟ جفوني محابرٌ
لأقلام غيري، حبر غيري أناملي
لأني دخلت السجن شهراً، وليلةً
خرجت، ولكن أصبح السجن داخلي
لقد كنت محمولاً على نار قعره
فكيف تحملت الذي كان حاملي؟
ومن يطلق السجن الذي صرت سجنه؟
ومن يطرح العبء الذي صار كاهلي؟
تخشبت والأيام مثلي تخشبت
أتمضين يا أيام؟ من أين؟ حاولي
من الآن حاول أنت.. كيف تريدني؟
سكت لماذا؟ هزّني من مفاصلي
تقولين: حقي أصبح اليوم باطلاً
عليَّ إليه، أمتطي ظهر باطلي
أتدرين؟! أنساني التمرغ ها هنا
جيني، وأنستني المنافي شمائلي
تقولين: ماذا أنتوي يا هواجسي؟
أتنوين شيئاً؟ فارقيني وناضلي
أما فيك ما لم يحترق بعد؟ كل ما
أعي، أنني أفنيت حتى تفاعلي
أجب غير هذا، أعشبت فيك جمرةٌ
وهذا اختلاجي فيك أزهى دلائلي
دمي صار ماءً رمدتني وحوله
قميصي، أتخشى أن تفيق شواعلي؟
تصيخ إلى شيءٍ يجادل هجعتي
ومن أي ذراتي ينادي مجادلي؟
أحس بقلبي الآن ركض ولادةٍ
عن الصمت يلهيني، عن الرعب شاغلي
أبيني وبيني ثالثٌ إسمه أنا؟
أمني أتى غيري؟ أيبدو مشاكلي؟
تحولت غائياً، من الموت أبتدي
إلى غايةٍ أعلى، ستضحي وسائلي
أللمرء ميلادٌ يموت ومولدٌ
بلا أي حد؟ ما الذي يا تساؤلي؟
أصوتي سوى صوتي؟ أجرب صيحةً
هنا مولدي يا فجر، قبل خمائلي
سقوني دمي، كي أرتوي دائماً بلا
حنينٍ، فنادتني إليها مناهلي
ترمدت كي أغلي وأندى، وها أنا
أتيت، وفي وجهي شظايا مراحلي
صباح المنى يا (قاع جهران) هل ترى
على لحيتي لون الشعير (القباتلي)؟
أتعرفني يا عم (عيبان) من أنا؟
أتنوين يا شمس الربى أن تغازلي؟
إلى شهوة الأعراس أسرجت مدفني
ومن قطع شرياني بدأت تواصلي
أما كنت ميتاً؟ إنما كنت أغتلي
وأعلو على قتلي، لأجتث قاتلي
البردوني
الحمدان
08-11-2024, 02:22 PM
كَفى البَدرَ حُسناً أَن يُقالَ نَظيرُها
فَيُزهى وَلَكِنّا بِذاكَ نَضيرُها
وَحَسبُ غُصونِ البانِ أَنَّ قَوامَها
يُقاسُ بِهِ مَيّادُها وَنَضيرُها
أَسيرَةُ حِجلٍ مُطلَقاتٌ لِحاظُها
قَضى حُسنُها أَن لا يُفَكَّ أَسيرُها
تَهيمُ بِها العُشّاقُ خَلفَ حِجابِها
فَكَيفَ إِذا ما آنَ مِنها سُفورُها
وَلَيسَ عَجيباً أَن غُرِرتُ بِنَظرَةٍ
إِلَيها فَمِن شَأنِ البُدورِ غُرورُها
وَكَم نَظرَةٍ قادَت إِلى القَلبِ حَسرَةً
يُقَطَّعُ أَنفاسَ الحَياةِ زَفيرُها
فَواعَجَبا كَم نَسلُبُ الأُسدَ في الوَغى
وَتَسلُبُنا مِن أَعيُنِ الحورِ حورُها
فُتورُ الظُبى عِندَ القِراعِ يُشيبُنا
وَما يُرهِفُ الأَجفانَ إِلّا فُتورُها
وَجُذوَةُ حُسنٍ في الحُدودِ لَهيبُها
يَشُبُّ وَلَكِن في القُلوبِ سَعيرُها
إِذا آنَسَتها مُقلَتي خَرَّ صاعِقاً
جَناني وَقالَ القَلبُ لا دُكَّ طورُها
وَسِربِ ظِباءٍ مُشرِقاتٍ شُموسُهُ
عَلى جَنَّةٍ عَدُّ النُجومِ بُدورُها
تُمانِعُ عَمّا في الكِناسِ أُسودُها
وَتَحرُسُ ما تَحوي القُصورُ صُقورُها
تَغارُ مِنَ الطَيفِ المُلِمَّ حُماتُها
وَيَغضَبُ مِن مَرِّ النَسيمِ غَيورُها
إِذا ما رَأى في النَومِ طَيفاً يَزورُها
تَوَهَّمَهُ في اليَومِ ضَيفاً يَزورُها
نَظَرنا فَأَعدَتنا السَقامَ عُيونُها
وَلُذنا فَأَولَتنا النُحولَ خُصورُها
وَزُرنا فَأُسدُ الحَيِّ تُذكي لِحاظَها
وَيُسمَعُ في غابِ الرِماحِ زَئيرُها
فَيا ساعِدَ اللَهُ المُحِبَّ لِأَنَّهُ
يَرَى غَمَراتِ المَوتِ ثُمَّ يَزورُها
وَلَمّا أَلَمَّت لِلزِيارَةِ خِلسَةً
وَسَجفُ الدَياجي مُسبَلاتٌ سُتورُها
سَعَت بِنا الواشونَ حَتّى حُجولُها
وَنَمَّت بِنا الأَعداءُ حَتّى عَبيرُها
وَهَمَّت بِنا لَولا غَدائِرُ شِعرِها
خُطى الصُبحِ لَكِن قَيَّدَتهُ ظُفورُها
لَيالِيَ يُعديني زَماني عَلى العِدى
وَإِن مُلِئَت حِقداً عَلَيَّ صُدورُها
وَيُسعِدُني شَرخُ الشَبيبَةِ وَالغِنى
إِذا شانَها إِقتارُها وَقَتيرُها
وَمُذ قَلَبَ الدَهرُ المِجَنَّ أَصابَني
صَبوراً عَلى حالٍ قَليلٍ صَبورُها
فَلو تَحمِلُ الأَيّامُ ما أَنا حامِلٌ
لَما كادَ يَمحو صِبغَةَ اللَيلِ نورُها
سَأَصبِرُ إِمّا أَن تَدورَ صُروفُها
عَلَيَّ وَإِمّا تَستَقيمُ أُمورُها
فَإِن تَكُنِ الخَنساءُ إِنِّيَ صَخرُها
وَإِن تَكُنِ الزَبّاءُ إِنّي قَصيرُها
وَقَد أَرتَدي ثَوبَ الظَلامِ بِحَسرَةٍ
عَلَيها مِنَ الشوسِ الحُماةِ جُسورُها
كَأَنّي بِأَحشاءِ السَباسِبِ خاطِرٌ
فَما وُجِدَت إِلّا وَشَخصي ضَميرُها
وِصادِيَةِ الأَحشاءِ غَضّي بِآلِها
يَعُزُّ عَلى الشِعرى العَبورِ عُبورُها
يَنوحُ بِها الخِرَّيتُ نَدباً لِنَفسِهِ
إِذا اِختَلَفَت حَصباؤُها وَصُخورُها
إِذا وَطِئَتها الشَمسُ سالَ لُعابُها
وَإِن سَلَكَتها الريحُ طالَ هَديرُها
وَإِن قامَتِ الحَربا تُوَسِّدُ شَعرَها
أَصيلاً أَذابَ الطَرفَ مِنها هَجيرُها
تَجَنَّبُ عَنها لِلحِذارِ جَنوبُها
وَتَدبِرُ عَنها في الهُبوبِ دَبورُها
خَبَرتُ مَرامي أَرضِها فَقَتَلتُها
وَما يَقتُلُ الأَرضينَ إِلّا خَبيرُها
بِخُطوَةِ مِرقالٍ أَمونٍ عِثارُها
كَثيرٍ عَلى وَفقِ الصَوابِ عِثورُها
أَلَذُّ مِنَ الأَنغامِ رَجعُ بَغامِها
وَأَطيَبُ مِن سَجعِ الهَديلِ هَديرُها
نُساهِمُ شِطرَ العَيشِ عيساً سَواهِماً
لِفَرطِ السُرى لَم يَبقَ إِلّا شُطورُها
حُروفاً كَنَوناتِ الصَحائِفِ أَصبَحَت
تُخَطُّ عَلى طِرسِ الفَيافي سُطورُها
إِذا نُظِمَت نَظمَ القَلائِدِ في البُرى
تَقَلَّدُها خُضرُ الرُبى وَنُحورُها
طَواها طَواها فَاِغتَدَت وَبُطونُها
تَجولُ عَليها كَالوِشاحِ ظُفورُها
يُعَبِّرُ عَن فَرطِ الحَنينِ أَنينُها
وَيُعرِبُ عَمّا في الضَميرِ ضُمورُها
تَسيرُ بِها نَحوَ الحِجازِ وَقَصدُها
مَلاعِبُ شِعبَي بابِلٍ وَقُصورُها
فَلَمّا تَرامَت عَن زَرودَ وَرَملِها
وَلاحَت لَها أَعلامُ نَجدٍ وُقورُها
وَصَدَّت يَميناً عَن شُمَيطٍ وَجاوَزَت
رُبى قَطَنٍ وَالشُهبُ قَد شَفَّ نورُها
وَعاجَ بِها عَن رَملِ عاجٍ دَليلُها
فَقامَت لِعِرفانِ المُرادِ صُدورُها
غَدَت تَتَقاضانا المَسيرَ لِأَنَّها
إِلى نَحوِ خَيرِ المُرسَلينَ مَسيرُها
تَرُضُّ الحَصى شَوقاً لِمَن سَبَّحَ الحَصى
لَدَيهِ وَحَيّا بِالسَلامِ بَعيرُها
إِلى خَيرِ مَبعوثٍ إِلى خَيرِ أُمَّةٍ
إِلى خَيرِ مَعبودٍ دَعاها بَشيرُها
وَمَن أُخمِدَت مَع وَضعِهِ نارُ فارِسٍ
وَزُلزِلَ مِنها عَرشُها وَسَريرُها
وَمَن نَطَقَت تَوراةُ موسى بِفَضلِهِ
وَجاءَ بِهِ إِنجيلُها وَزَبورُها
وَمَن بَشَّرَ اللَهُ الأَنامَ بِأَنَّهُ
مُبَشِّرُها عَن إِذنِهِ وَنَذيرُها
مُحَمَّدُ خَيرُ المُرسَلينَ بِأَسرِها
وَأَوَّلُها في الفَضلِ وَهوَ أَخيرُها
أَيا آيَةَ اللَهِ الَّتي مُذ تَبَلَّجَت
عَلى خَلقِهِ أَخفى الضَلالَ ظُهورُها
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ يا خَيرَ مُرسَلٍ
إِلى أُمَّةٍ لَولاهُ دامَ غُرورُها
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ يا خَيرَ شافِعٍ
إِذا النارُ ضَمَّ الكافِرينَ حَصيرُها
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ يامَن تَشَرَّفَت
بِهِ الإِنسُ طُرّاً وَاِستَتَمَّ سُرورُها
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ يا مَن تَعَبَّدَت
لَهُ الجِنُّ وَاِنقادَت إِلَيهِ أُمورُها
تَشَرَّفَتِ الأَقدامُ لَمّا تَتابَعَت
إِلَيكَ خُطاها وَاِستَمَرَّ مَريرُها
وَفاخَرَتِ الأَفواهُ نورَ عُيونِنا
بِتُربِكَ لَمّا قَبَّلَتهُ ثُغورُها
فَضائِلُ رامَتها الرُؤوسُ فَقَصَّرَت
أَلَم تَرَ لِلتَقصيرِ جُزَّت شُعورُها
وَلَو وَفَتِ الوُفّادُ قَدرَكَ حَقَّهُ
لَكانَ عَلى الأَحداقِ مِنها مَسيرُها
لِأَنَّكَ سِرُّ اللَهِ الأَيَّدِ الَّتي
تَجَلَّت فَجَلّى ظُلمَةَ الشَكِّ نورُها
مَدينَةُ عِلمٍ وَاِبنُ عَمِّكَ بِابُهاَ
فَمِن غَيرِ ذاكَ البابِ لَم يُؤتَ سورُها
شَموسٌ لَكُم في الغَربِ رُدَّت شَموسُها
بِدورٌ لَكُم في الشَرقِ شُقَّت بِدَورُها
جِبالٌ إِذا ما الهَضبُ دُكَّت جِبالُها
بِحارٌ إِذا ما الأَرضُ غارَت بُحورُها
فَآلُكَ خَيرُ الآلِ وَالعِترَةُ الَّتي
مَحَبَّتُها نُعمى قَليلٌ شَكورُها
إِذا جولِسَت لِلبَذلِ ذُلَّ نِظارُها
وَإِن سوجِلَت في الفَضلِ عَزَّ نَظيرُها
وَصَحبُكَ خَيرُ الصَحبِ وَالغُرَرُ الَّتي
بِها أَمِنَت مِن كُلِّ أَرضٍ ثُغورُها
كُماةٌ حُماةٌ في القِراعِ وَفي القِرى
إِذا شَطَّ قاريها وَطاشَ وَقورُها
أَيا صادِقَ الوَعدِ الأَمينِ وَعَدتَني
بِبُشرى فَلا أَخشى وَأَنتَ بَشيرُها
بَعَثتُ الأَماني عاطِلاتٍ لِتَبتَغي
نَداكَ فَجاءَت حالِياتٍ نُحورُها
وَأَرسَلتُ آمالاً خِماصاً بُطونُها
إِلَيكَ فَعادَت مُثقَلاتٍ ظُهورُها
إِلَيكَ رَسولَ اللَهِ أَشكو جَرائِماً
يُوازي الجِبالَ الراسِياتِ صَغيرُها
كَبائِرُ لَو تُبلى الجِبالُ بِحَملِها
لِدُكَّت وَنادى بِالثُبورِ ثَبيرُها
وَغالِبُ ظَنّي بَل يَقينِيَ أَنَّها
سُتُمحى وَإِن جَلَّت وَأَنتَ سَفيرُها
لِأَنّي رَأَيتُ العُربَ تَخفُرُ بِالعَصا
وَتَحمي إِذا ما أَمَّها مُستَجيرُها
فَكَيفَ بِمَن في كَفِّهِ أَورَقَ العَصا
تُضامُ بِيَ الآمالُ وَهوَ خَفيرُها
وَبَينَ يَدَي نَجوايَ قَدَّمتُ مَدحَةً
قَضى خاطِري أَلّا نُجيبَ خَطيرُها
يُرَوّي غَليلَ السامِعينَ قُطارُها
وَيَجلو عُيونَ الناظِرينَ قَطورُها
هِيَ الراحُ لَكِن بِالمَسامِعِ رَشفُها
عَلى أَنَّهُ تَفنى وَيَبقى سُرورُها
وَأَحسَنُ شَيءٍ أَنَّني قَد جَلَوتُها
عَليكَ وَأَملاكُ السَماءِ حُضورُها
تَرومُ بِها نَفسي الجَزاءَ فَكُن لَها
مُجيزاً بِأَن تُمسي وَأَنتَ مُجيرُها
فَلِاِبنِ زُهَيرٍ قَد أَجَزتَ بِبُردَةٍ
عَلَيكَ فَأَثرى مِن ذَويهِ فَقيرُها
أَجِرني أَجِزني وَاِجزِني أَجرَ مِدحَتي
بِبَردٍ إِذا ما النارُ شَبَّ سَعيرُها
فَقابِل ثَناها بِالقُبولِ فَإِنَّها
عَرائِسُ فِكرٍ وَالقَبولُ مُهورُها
وَإِن زانَها تَطويلُها وَاِطِّرادُها
فَقَد شانَها تَقصيرُها وَقُصورُها
إِذا ما القَوافي لَم تُحِط بِصِفاتِكُم
فَسِيّانِ مِنها جَمُّها وَيَسيرُها
بِمَدحِكَ تَمَّت حِجَّتي وَهيَ حُجَّتي
عَلى عُصبَةٍ يَطغى عَلَيَّ فُجورُها
أَقُصُّ بِشِعري إِثرَ فَضلِكَ واصِفاً
عُلاكَ إِذا ما النَاسُ قُصَّت شُعورُها
وَأَسهَرُ في نَظمِ القَوافي وَلَم أَقُل
خَليلَيَّ هَل مِن رَقدَةٍ أَستَعيرُها
صفي الدين الحلي
الحمدان
08-11-2024, 02:23 PM
ومَن يَكُ أرعاه الحمى اخواتُهُ
فمالي من أختٍ عَوانٍ ولا بِكرِ
تعادى السنونَ عن جراجبَ جلةٍ
مهاريسَ ليست من دياتٍ ولا مَهرِ
تناصي ضريبَ الحَمصِ ليلةَ غَبِّها
نصاءَ بني سَعدٍ على سَمَلِ العَذرِ
اذا احتَطَبَته نِيبُها قذَفت به
بلاعِيمُ أكراشٍ كأوتيةِ الغَفرِ
وما ضرَّها إن لم تكن رَعِتِ الحمى
ولم تطلب الخيرَ الملاوِذَ من بشرِ
جِبالٌ اذا صافَت هضابٌ اذا شتت
وفي القيظِ يعطفَن المياهَ على العَشرِ
مياهُ سوىً يحملَنها قبلَ العِرى
دليف الروايا بالمثممةِ الخُضرِ
بناتُ عِلَندى المنكبينِ كأنَّما
تُزِيِّنُهُ الإخصابُ بالمَغَرِ الحُمرِ
اذا رفع الراعي الهُراوةَ فوقَه
تخمَّطَ انكارَ العزيزِ من القَهرِ
يُعضُ عليها الحاسدونَ بنانَهم
وليس بأيديهم غنايَ ولا فَقرِي
طوالُ القِرى لا يلعنُ الضيفَ اهلُها
اذا هو ارغى وَسطَها بَعدمضا يَسري
اذا لم يَكُن فيها حلوبٌ تكشَّفَت
عن السَّيفِ مَصقولاً وأبيضَ كالبَدرِ
وما اتقي السَّاقَ التي تتقى بها
اذا ما تعادى الراتِكاتُ من العَقرِ
ويكفيك ألاَّ يَرحلَ الضيفُ لائماً
كراديسُ من نابٍ تغامسُ في القدرِ
القطامي التغلبي
الحمدان
08-11-2024, 02:24 PM
ألا يا ديارَ الحَيِّ بالأخضَرِ أسلَمي
وليس على الأيامِ والدهرِ سالِمُ
تراوَحَها العصرانِ طوراً مسفَّةً
وطوراً صَباً من آخر الليلِ خارمُ
تَحِلُّ بها والحيُّ حيٌّ بغبطةٍ
تقرُّ بهم عَيناكَ لو دام دائمُ
ولم أرَ ذا شَرِّ تمايَلَ شَرُّهُ
على قومِهِ إلا انتمى وهو نادِمُ
فلو أنني هانَت عليّ عشيرتي
لسُبَّ عروضٌ واستُحِلَّت محارِمُ
إذن لانطَوَت عني شُعوبٌ وأقبلت
عليّ شكاةٌ منهم وملاوِمُ
وذي شَفَقٍ ما يَأتليني نصيحةً
عَصَيتُ وقلبي للَّذي قالَ فاهِمُ
فقلت له لا أنتَ راجعُ ما مضى
عليّ ولا ماف ي غد أنتَ عالِمُ
فأقبلَ مني حين وَدَّعتُ باطلي
أخٌ لك ذو شَغبٍ على من يُراجِمُ
وما هِندوانيِّ تنقّاه صيقَلٌ
بضربَتِهِ عند الكريهَةِ صارِمُ
بأصدقَ مني يبتليني وتبتَلى
له وقعةٌ منها تُتَرُّ الجماجِمُ
ومجهولةٍ قد خَرَّمَ السَّيلُ نُؤيَها
إذا اعتادَ عُثنونٌ من الصَّيفِ رازِمُ
ترى فَرطَ حَولَيها الأثافيَّ كأنّها
لدى موقدِ النارِ الحمامُ الجواثِمُ
واسُّ اواريِّ الديارِ كأنها
حياضُ عراكٍ هَدَّمتها المواسِمُ
وذي عِزَّةِ ضَخم السَّوادِ اذا هَوى
إِلى الأشعراتِ الدّالِحُ المُتزاحِمُ
ألا طالما احلولى نيامي وجرّني
الى الفضلات الأغيدُ المتناعِمُ
أخو من خلا واللهوُ ما أن يهمَّه
مراحٌ ولا غادٍ على الحيِّ سائِمُ
اذا حَلَّ جَنبَي عَرعَرٍ ركزت به
زجاجُ الرماحِ الاكثرون الأكارِمُ
بقودٍ واسلافٍ وسدٍ كأنهم
مخارمُ موصولٌ بهنَّ مخارِمُ
وَحل بنو سَعدٍ بيبرينَ فيهم
طوالُ القنا والمقرباتُ الصَّلادِمُ
وحَلَّ بنو قَيسِ بنِ عيلانَ دونَهُم
وباتَ بنو بَكرٍ هُناكَ الأعاجِمُ
تَذكرَّتُ هَمّاماً وذكَّرَني به
زَمانٌ كأحناءِ الرحالةِ آزِمُ
بأبيضَ ما ينفَكُّ عاقدَ رايةٍ
لمردٍ على جردٍ لَهُنَّ هماهِمُ
وَخُيَّرَ فاختارَ الجهادَ وقد يُرى
لديهِ نساءٌ مرشقاتٌ نواعِمُ
لإفراسِه يَوماً على الدَّربِ غارَةٌ
تصلصِلُ في اشداقِهنَّ الشَّكائِمُ
نَمى بك يا هَمّامُ شيخٌ ورَثتَهُ
بنى لك والآباءُ بانٍ وهادِمُ
فقُل لبني مَروان لا تَجعَلَنَّهُ
كآخَرَ يمتدُّ الضُّحى وهو نائِمُ
فأصبَحَ قومي قد تَفَقَّدَ منهُمُ
رجالُ العوالي والخطيبُ المراجِمُ
وما لمثاباتِ العروشِ بقيةٌ
اذا سُلَّ من تَحتِ العروشِ الدعائِم
ألم تَرَى للبُنيان تَبلى بيوُتهُ
وتبقى من الشَعرِ البيوتُ الصوارمُ
القطامي التغلبي
الحمدان
08-11-2024, 02:24 PM
قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ضُباعا
ولا يَكُ مَوقِفٌ مِنك الوَداعا
قفي فادي أسيرَكِ إنَّ قَومي
وَقَومَك لا أرى لهُمُ اجتماعا
وكيف تجامُعٌ مَعَ ما استحلاَّ
مِن الحُرَمِ العِظامِ وما أضاعا
ألم يَحزُنكِ أنَّ حبالَ قَيسٍ
وَتغلِبَ قد تبايَنَت انقطاعا
يُطيعونَ الغُواةَ وكان شَرّاً
لمُؤتَمِرِ الغُوايةِ أن يُطاعا
ألم يُحزنكِ أنَّ ابني نِزارٍ
أسالا من دمائهما التَّلاعا
وصارا ما تَغُبُّهما أمورٌ
تزيدُ سنى حريقهما ارتفاعا
كما العَظمُ الكسيرُ يُهاضُ حتى
يُبَتَّ وانما بَدَأَ انصداعا
فأَصبَحَ سيلُ ذلك قد تَرَقّى
إِلى مَن كان مَنزِلُهُ ياقفا
وكنت أظنُّ أنَّ لذاك يَوماً
يَبُرُّ عن المخبّأةِ القِناعا
وَيَومَ تلاقَتِ الفِئتانِ ضَرباً
وطَعناً يَبطَحُ البَطَلَ الشُّجاعا
ترى منه صُدورَ الخيلِ زُوَراً
كأنَّ به نُحازاً أو دُكاعا
وَظَلَّت تَعبِطُ الايدي كلوماً
تَمُجُّ عُروقُها عَلَقاً متاعا
قوارِشَ بالرماحِ كأنَّ فيها
شواطِنَ يُنتَزَعنَ بها انتزِاعا
كأنَّ الناسَ كلَّهم لأُمٍّ
ونحن لعِلَّةٍ عَلت ارتفاعا
فهم يتبيَّنون سنى سيوفٍ
شَهَرنَاهُنَّ أياماً تباعا
فكلُّ قبيلةٍ نظروا إلينا
وَحَلّوا بيننا كرِهوا الوقاعا
ثبتنا ما من الحيّينِ إِلا
يَظَلُّ يرى لكوكبهِ شعاعا
وكنا كالحريقِ أصابَ غاباً
فيخبو ساعةً وَيَهُبُّ ساعا
فلا تبعد دماءُ ابني نِزارٍ
ولا تقرر عيونُك يا قُضاعا
أمورٌ لو تدبرها حليمٌ
إذَن لنهى وهيَّبَ ما استطاعا
ولكنَّ الأديمَ إذا تفرَّى
بِلىً وتَعيُّناً غَلَبَ الصَّناعا
ومَعصيةُ الشفيقِ عليك مما
يَزيدُك مَرَّةً منه استماعا
وَخيرُ الأمرِ ما استقبلتَ منه
وليس بأن تَتَبعَهُ اتِّباعا
كذاكَ وما رأيت النَّاسَ إِلاَّ
إِلىما جَرَّ غاوِيَهم سِراعا
تراهُم يغمِزون مَن استركّوا
ويجتنبونَ مَن صَدَقَ المصاعا
وأما يومَ قلتُ لعبدِ قيسٍ
كلاماً ما أريدُ له خِداعا
تَعَلَّم أنَّ الغَيَّ رُشداً
وأنَّ لهذهِ الغُمَمِ انقِشاعا
ولو يُستخبرُ العلماءُ عَنَّا
وَمَن شَهِدَ الملاحِمَ والوَقاعا
بتغلِبَ في الحروبِ ألَم يكونوا
أشَدَّ قبائِلَ العَرَبِ امتناعا
زمانَ الجاهليةِ كُلُّ حيٍّ
أبَرنا من فصيلتِهِ لِماعا
أليسوا بالالى قَسَطوا قديماً
على النُعمانِ وابتَدروا السِطاعا
وَهم وَرَدوا الكلابَ على تميمٍ
بجيشٍ يَبلَعُ الناسَ ابتلاعا
فما جبنوا ولكنَّا أُناسٌ
نُقيمُ لَمن يُقارِعُنا القِراعا
فأما طيِّءٌ فإذا أتاها
نذائِرُ جيشنا ولجوا القِلاعا
وأما الحيُّ من كَلبٍ فإنّا
نُحلُّهم السواحِلَ والتِلاعا
ومن يكُن استلامَ إِلى ثَويِّ
فقد اكرمتَ يا زُفَرُ المتاعا
أكُفرَاً بعد رَدِّ المَوتِ عني
وبَعدَ عَطائِكَ المائةَ الرِّتاعا
فلو بيدي سواك غَداةَ زَلَّت
بيَ القدمانِ لم أرجُ اطِّلاعا
إذَن لَهَلَكتُ لو كانت صغاراً
من الاخلاقِ تُبتَدَعُ ابتداعا
فلم أرَ منعمينَ أقلَّ منا
واكرمَ عندما اصطنعوا اصطناعا
من البيضِ الوجوهِ بني نُفَيل
أَبَت أخلاقُهم إِلاَّ اتساعا
بني القَرمِ الذي علِمَت مَعَدٍّ
تَفَضَّل فوقها سعةً وباعا
وظهرِ تنوفةٍ حدباءَ تَمشي
بها الركبانُ خائفةً سِراعا
قِذافٍ بذاتِ الواحٍ تراها
ولا يرجو بها القومُ اضطجاعا
قطعت بذاتِ الواحٍ تراها
أمامَ القومِ تَندَرِعُ اندراعا
وكانت ضربةً من شدقميٍّ
إذا ما استَنَّت الابلُ استناعا
ومن عَيرانةٍ عَقَدَت عليها
لِقاحاً ثم ما كسرت رجاعا
لأولِ قَرعةٍ سَبَقت اليها
من الذَودِ المرابيعَ الضباعا
فلما رَدَّها في الشَّولِ شالت
بذيَّالٍ يكونُ لها لِفاعا
فَتَمَّ الحَولُ ثمَّتَ اتبعتها
ولمّا ينتج الناسُ الرِباعا
فصافَت في بناتِ مَخاضِ شَولٍ
يَخَلنَ أمامَها قرعاً نِزاعا
وصافَ غلامُنا رجلاً عليها
إرادةَ أن يفوّقَها ارتضاعا
فلما أَن مَضَت سنتانِ عنها
وصارَت حِقَّةً تعلو الجذاعا
عرفنا ما يرى البُصَراءُ منها
فآلينا عليها أن تُباعا
وقُلنا مهِّلوا لثنِيَّتَيهَا
لكي تزدادَ للسَّفرِ اضطلاعا
فلما أن جَرى سِمَنٌ عليها
كما بطّنت بالفَدَنِ السياعا
أمَرتُ بها الرجالَ ليأخذوها
ونحن نظن أن لن تُستطاعا
إذا التيّازُ ذو العضلاتِ قلنا
إليكَ اليكَ ضاق بها ذراعا
فلأياً بعد لأيِ أَدرَكوها
على ما كانَ إذ طَرَحوا الرقاعا
فما انقلبَت من الروّاضِ حتى
اعارَته الاخادعَ والنخاعا
وسارت سيرةً نُرضيكض منها
يكادُ وسيجُها يُشفي الصُّداعا
كأنَّ نُسوعَ رحلي حين ضمَّت
حوالِبَ غُرَّزاً وَمِعاً جياعا
على وَحشيةٍ خَذَلَت خَلوجٍ
وكان لها طلا طِفلٌ فضاعا
فكرَّت عند فيقتها اليه
فألفَت عندَ مَربضهِ السباعا
لَعِبنَ به فلم يترُكنَ إِلاَّ
إهاباً قد تَمَزَّقَ أو كراعا
فَسافَتهُ قليلاً ثمَّ وَلَّت
لها لَهَبٌ تثيرُ به النقاعا
أَجَدَّ بها النجاءُ فأصحبتها
قوائمُ قلمَّا اشتكت الظُلاعا
كأنَّ سبيبةً من سابريٍّ
أُعِيرَتها رِداءً أو قناعا
وما غَرَّ الغواةُ بعنبسيٍّ
يُشرِّدُ عن فرائسِهِ السَّباعا
إذ رأسٌ رأيتَ به طِماحاً
شدوت له الغمائِمَ والصِّقاعا
القطامي التغلبي
الحمدان
08-11-2024, 02:24 PM
ألا بَكَرَت مَيِّ بغيرِ سَفاهَةٍ
تعاتِبُ والمودودُ يَنفَعُه العَزرُ
فَقُلتُ لها إنّي بحلمِكِ واثِقٌ
وغنَّ سوى ما تأمرينَ هُوَ الآمرُ
وتَرعِيَّةٍ لم يَدرِ ما الخمرُ قبلَنا
سقيناهُ حتى صارَ قيداً له السُّكرُ
فثمَّ كفيناهُ البَدادَ ولم نكُن
لننكدَهُ عما يَضِنُّ به الصَّدرُ
وَظلَّ الى أن باتَ عندي بنعمةٍ
الى أن غدا لا لومَ أهلي ولا خَمرُ
غطاريفُ يَدعون الكريمَ أخاهم
وإن لم يكن فيهم له مِنهُمُ صَهرُ
وتغلِبُ حَيَّ وَرَّثَ المجدَ وائلاً
مَراسِلُها حُشدٌ مرافِدُها غُزرُ
دَعوا النَمرَ لا تثنوا عليهم خِنايَةً
فقد أحسنت فيما خلا بينَنا النَمرُ
وكنا كما كانوان إذا نَزَلت بهم
من المُعضلاتِ لا عَوانٌ ولا بِكرُ
وكنا إذا نابَت من الدَّهرِ نوبةٌ
كفتها الهوادي من بني جُشَمَ الزهرُ
ألم تَرَ همّاماً فتى تغلِب الذي
تعاورُه الأيامُ واضطَرَّهُ الدَّهرُ
بنى بَينَ حَيَّي وائِلٍ بصنيعةٍ
فلا تغلِبٌ لامَت أخاها ولا بَكرُ
لَعَمرُ أبي أمِّ الأراقم إنها
لَغرّاءُ مذكارٌ تجنُّبُها النَّززُ
ولو ثَوَّبَ الدّاعي بشَيبانَ زَعزَعَت
رماحٌ وجَاشَت من جوانِبِها القِدرُ
لَجِيميةٌ خرساءُ أو ثعلبيَّةٌ
يُحشنَ حُمَيَّاها المساعِرةُ الزَهرُ
هُمُ يَومَ ذي قارٍ اناخوا وجالَدوا
كتائبَ كسرى بعد ما وَقَد الجَمرُ
وظلت بناتُ الحُصنِ بالمِسكِ تطّلي
اليهم وقد طابَت بأيدِيهِمُ الخَمرُ
القطامي التغلبي
الحمدان
08-11-2024, 02:25 PM
إنَّا مُحيّوكَ فأسلَم أيُّها الطَّللُ
وإن بُلِيتَ وإن طالت بك الطِّيَلُ
إني اهتديتُ لتسليمٍ على دمَنٍ
بالغمرِ غيَّرهُنَّ الأعصُرُ الأوَلُ
صافَت تُمَعِّج أَعناقَ السيولِ به
من باكرٍ سَبِطٍ أو رائِحٍ يَبِلُ
فَهُنّ كالخِللِ الموشي ظاهرُها
أو كالكتابِ الذي قد مَسَّهُ البَلَل
كانت منازلَ مِنَّا قد تحِلُّ بها
حتى تغيَّرَ دَهرٌ خائِنٌ خَبِلُ
ليس الجديدُ به تبقى بشاشتُه
إِلا قليلاً ولا ذو خِلةٍ يَصِلُ
والعَيشُ لا عَيشَ إِلاَّ ما تَقَرُّ به
عَينٌ ولا حالةٌ إِلا سَتَنتَقِلُ
والنَّاسُ مَن يَلقَ خيراً قائلونَ له
ما يَشتَهي ولأُمِّ المخطِىءِ الهَبَلُ
قد يُدرِكُ المتأني بَعضَ حاجَتِهِ
وقد يكونُ مع المُستَعجِلِ الزَّلَلُ
أمسَت عُلَيّةُ يرتاحُ الفؤادُ لها
وللرواسِمِ فيما دونَها عَمَل
بكل مخترقٍ يجري السَّرابُ به
يُمسي وراكبُه مِن خَوفِهِ وَجِلُ
يُنضي الهِجانَ التي كانت تكونُ بها
عُرضيَّة وَهبابٌ حينَ تَرتحِلُ
حتى ترى الحُرَّةَ الوجناءَ لاغبةً
والأرحبيِّ الذي في خَطوه خَطَلُ
خُوصاً تُديرُ عيوناً ماؤُها سَرِبٌ
على الخدودِ إذا ما اغرورق المُقَلُ
لواغبَ الطَّرفِ منقوباً حواجِبُها
كأنها قُلُبٌ عاديّةٌ مُكُلُ
يَرمي الفِجاجَ بها الركبانُ معترِضاً
اعناقَ بُزَّلِها مُرخَىً لها الجُدُلُ
يَمشينَ رَهواً فلا الاعجازُ خاذلةٌ
ولا الصدورُعلى الاعجازِ تَتَّكِلُ
فَهُن معترضاتٌ والحصى رَمِضٌ
والرِّيحُ ساكِنةٌ والظِلُّ مُعتَدِلُ
يَتبَعنَ ساميةَ العينينِ تحسَبُها
مَجنونةً أَو ترى مالا ترى الابل
لما وَرَدنَ نَبِيّاً واستتبَّ بها
مُسحَنفِرٌ كخطوطِ السِّيحِ مُنسَحِلُ
على مَكانٍ غِشاشٍ ما يُقيم به
إِلاَّ مغيِّرُنا والمُستقي العَجِلُ
ثم استَمَرِّ بها الحادي وجنَّبَها
بَطنَ التي نبتُها الحَواذانُ والنَفَلُ
حتى وَرَدنَ رَكيَّاتِ العُوَيرِ وَقَ
كادَ المُلاءُ من الكتّانِ يَشتَعِلُ
وقد تعرَّجتُ لما وَرَّكَت أرَكاً
ذاتَ الشِّمالِ وعن أيمانِنا الرِجَلُ
على مُنادٍ دَعانا دَعوةً كَشَفَت
عَنَّا النُعاسَ وفي أَعناقِنا مَيَلُ
سَمِعتُها ورِعانُ الطَودِ مُعرضةٌ
من دونِها وكثيبُ العَيثةِ السَّهلُ
فقلت للرَّكبِ لمَّا أَن علا بهمُ
مِن عَن يمينِ الحُبيَّا نظرَةٌ قَبَلُ
ألمحةً من سنى برقٍ رأى بَصَري
أَم وَجهَ عاليةَ اختالَت بهِ الكِلًلُ
تُهدي لنا كُلَّ ما كانت علاوتُنا
ريحَ الخُزامى جرى فيهاالندى الخَضِلُ
وقد أَبِيتُ إذا ما شئتُ باتَ معي
على الفِراشِ الضجيعُ الأغيَدُ الرَّتِلُ
وقد تُباكرني الصَّهباءُ ترفعُها
اليَّ ليِّنةٌ أطرافُها ثِمِلُ
أقولُ للحَرفِ لمّا أَن شكَت أُصُلا
من السِّفارِ فأفنى نَيَّها الرَّحَلُ
إن ترجِعي مِن أبي عُثمانَ مُنجحةً
فقد يَهونُ على المُستَنجحِ العَمَلُ
أَهلُ المدينةِ لا يَحزُنكَ شانُهم
إذا تخطَّأَ عبدَ الواحِدِ الأَجلُ
أمَّا قريشٌ فَلَن تلقاهم أبَداً
إِلاَّ وهم خيرُ مَن يحفى وَينتَعِلُ
إِلاَّ وهُم جَبَلُ الله الذي قَصُرت
عَنه الجبالُ فما ساوى به جَبَلُ
قَومٌ هُمُ ثبّتوا الاسلامَ وامتنعوا
قَومَ الرسولِ الذي ما بَعدَه رُسُلُ
مَن صالحوه رأى مِن عَيشهِ سَعةً
ولا ترى مَن أرادوا ضَره يثِلُ
كَم نالني مِنهُمُ فضلٌ على عَدَمٍ
إذ لا أكادُ مِن الإقتارِ أَحتَمِلُ
وَكَم مِنَ الدَّهرِ ما قد ثبّتوا قدمي
إذ لا أزالُ مَعَ الأعداءِ أَنتَضِلُ
فلا هُمُ صالحوا مَن يبتغي عَنتي
ولا هُمُ كدَّروا الخَيرَ الذي فعَلُوا
هُمُ الملوكُ وابناءُ الملوكِ هُمُ
والآخذون به والسَّاسَةُ الأُوَلُ
القطامي التغلبي
الحمدان
08-11-2024, 02:25 PM
بعَثتُكَ مُرتاداً ففًزتَ بِنَظرَة
وأغفلتني حتَّى أسأتُ بكَ الظَّنَّا
فناجَيتَ من أهوى وكنتُ مباعداً
فيا ليت شعري عن دنوِّكَ ما أَغنى
وردَّدتَ طرفاً في محاسن وجههَا
ومَتَّعتَ باستماع نَغمتِها أدنَا
أرى أثراً منها بعينك بيِّناً
لقد أخذت عيناك من عَينها حُسنا
فيا ليتني كنتُ الرسولُ وكُنتَني
فكنتَ الذي يُقصَى وكنتُ الذي أُدنَى
القطامي التغلبي
الحمدان
08-11-2024, 02:25 PM
وَما مُغزِلٌ تَرعى بِأَرضِ تَبالَةٍ
أَراكاً وَسِدراً ناعِماً ما يَنالُها
وَتَرعى بِها البُردَينِ ثُمَّ مَقيلُها
غَياطِلُ مُلتَجٌّ عَلَيها ظِلالُها
كَأَنَّ سَحيقَ الإِثمِدِ الجَونِ أَقبَلَت
مَدامِعَ عُنجوجٍ حُدِرنَ نَوالَها
تَتَبَّعُ أَفنانَ الأَراكِ مَقيلُها
بِذي العُشِّ يُعري جانِبَيهِ إِختِصالَها
مُيَمَّمَةً رَوضَ الرُبابِ عَلى هَوىً
فَمِنها مَغانٍ غَمرَةٌ فَسَيالُها
بِأَحسَنَ مِن لَيلى وَلَيلى بِشِبهِها
إِذا هُتِكَت في يَومِ عيدٍ حِجالُها
وَما ذِكرُهُ بَعدَ الصِبا عامِرِيَّةً
عَلى دُبُرٍ وَلَّت وَوَلّى وِصالُها
حَلَفتُ بِحَجٍّ مِن عُمانَ تَحَلَّلوا
بِبِئرَينَ بِالبَطحاءِ مُلقىً رِحالَها
يَسوقونَ أَنضاءً بِهِنَّ عَشِيَّةً
وَصَهباءَ مَشقوقاً عَلَيها جِلالُها
بِها ظِعنَةٌ مِن ناسِكٍ مُتَعَبِّدٍ
يَمورُ عَلى مَتنِ الحَنيفِ بِلالَها
لَئِن جَعفَرٌ فاءَت عَلَينا صُدورُها
بِخَيرٍ وَلَم يُردَد عَلَينا خَيالَها
فَشِئتُ وَشاءَ اللَهُ ذاكَ لِأُعنِبَن
إِلى اللَهِ مَأدى خَلفَةٍ وَمُصالَها
القتال الكلابي
الحمدان
08-11-2024, 02:26 PM
ياصاحِبَيَّ أَقِلّا بَعضَ إِملالي
لا تَعذُلاني فَإِنّي غَيرُ عَذّالِ
وَإِستَحيِيا أَن تَلوما أَو أَلومَكُما
إِنَّ الحَياءَ جَميلٌ أَيَّما حالِ
إِنّي إِهتَدَيتُ إِبنَةَ البَكرِيِّ مِن أُمَمٍ
مِن أَهلِ عَدوَةِ أَو مِن بَرقَةِ الخالِ
القتال الكلابي
الحمدان
08-11-2024, 02:26 PM
ياصاحِبَيَّ أَقِلّا بَعضَ إِملالي
لا تَعذُلاني فَإِنّي غَيرُ عَذّالِ
وَإِستَحيِيا أَن تَلوما أَو أَلومَكُما
إِنَّ الحَياءَ جَميلٌ أَيَّما حالِ
إِنّي إِهتَدَيتُ إِبنَةَ البَكرِيِّ مِن أُمَمٍ
مِن أَهلِ عَدوَةِ أَو مِن بَرقَةِ الخالِ
القتال الكلابي
الحمدان
08-11-2024, 02:27 PM
لِكاظِمَةَ المِلاحَة فَإِترُكيها
وَذُمّيها إِلى خِلِّ الخِلالِ
وَلاقي مِن نُفاثَةَ كُلَّ خِرقٍ
أَشَمَّ سَمَيدَعٍ مِثلِ الهِلالِ
كَأَنَّ سلاحَهُ في جِذعِ نَخلٍ
تَقاصَرُ دونَهُ أَيدي الرِجالِ
القتال الكلابي
الحمدان
08-11-2024, 02:27 PM
إِذا ما لَقيتُم راكِباً مُتَعَمِّماً
فَقولوا لَهُ ما الراكِبُ المُتَعَمِّمُ
فَإِن يَكُ مِن كَعبِ إِبنِ عَبدٍ فَإِنَّهُ
لَئيمُ المُحَيّا حالِكُ اللَونِ أَدهَمُ
دَعَوتُ أَبا كَعبٍ رَبيعَةَ دَعوَةً
وَفَوقي غَواشي المَوتِ تُنحي وَتَنجُمُ
وَلَم أَكُ أَدري أَنَّهُ ثُكلُ أُمِّهِ
إِذا قيلَ لِأَحرارِ في الكُربَةِ أَقدُموا
فَلَو كُنتَ مِن قَومٍ كِرامٍ أَعِزَّةٍ
لَحامَيتَ عَنّي حينَ أُحمى وَأُضرَمُ
دَعَوتُ فَكَم أَسمَعتُ مِن كُلِّ مُؤدَنٍ
قَبيحِ المُحَيّا شانَهُ الوَجهُ وَالفَمُ
سِوى أَنَّ آلَ الحارِثِ الخَيرِ ذَبَّبوا
بِأَعيَطَ لا وَغلٌ وَلا مُتَهَضّمُ
أَلا إِنَّهُم قَومي وَقَومُ إِبنِ مالِكٍ
بَنو أُمِّ ذِئبٍ وَإِبنِ كَبشَةَ خَيثَمُ
وَلَكِنَّما قَومي قُماشَةُ حاطِبٍ
يُجَمِّعُها بِالكَفِّ وَاللَيلُ مُظلَمُ
القتال الكلابي
الحمدان
08-11-2024, 02:27 PM
تَرَكتُ إِبنَ هَبّارٍ وَرائي مُجَدِّلاً
وَأصبَحَ دوني شابَةٌ فَأَرومُها
بِسَيفِ إِمرِئٍ لَن أُخبِرَ الدَهرَ بِإِسمِهِ
وَإِن حَضَرَت نَفسي إِلَيَّ هُمومُها
القتال الكلابي
الحمدان
08-11-2024, 03:36 PM
أنا ابن من غامروا في الريح قافلةً
إلى الخلود وجوًا كنت طائرَهُ
ومن يقدُّونَ من أحلامهم لغةً
تصوغُ أولَ معناهمْ وآخرَهُ
الخالدونَ خلودَ الشعرِ في دمهم
والشاهقونَ مدىً أهدى مآثرَهُ
......
الحمدان
08-11-2024, 03:37 PM
لا تزِدّ في حزن قلبٍ ضيّعَكْ
بعدَ عمرٍ كان حضني مَخدَعَكْ
يا لهَا! الأَيَّامَ مرّت سهوَةً
ومضتُ كالبرق حتى تَخدَعَكْ
هَل بأمر الحُبُّ يَومًا نلتقي
ثم تغري الرُّوحَ كيما تَتبَعَكْ
يَا بَدِيعَ الوَصفِ هَبنِي طَلَّةً
ضَجَّ شَوقُ القَلبِ بِي مَا أَروَعَكْ
كُلُّ فَقدٍ دونَ فقدِك هيّنٌ
غابَتِ الدنيا وما فيها معَكْ
يَا نَدِيمَ الرُّوحِ هذي أدمعي
ليت فيض الدمع عني أَقنَعَكْ
رُدَّ كُلِّي هَانِئًا يا كلّهُ
وَارحم الرِّمشَ وَقَاوِمْ مَطمَعَكْ
......
الحمدان
08-11-2024, 03:39 PM
وأخاف من ثقلي عليك فأنثني
عن طرق بابك، والفؤاد مولَّهُ
ضدّان: شوقُك وافتعالُ كرامةٍ
نخفي الهوى، والحبّ يعرف أهلهُ
......
الحمدان
08-11-2024, 03:42 PM
أوما ترى ماحلّ في وطني وما
حيل الصباح به كئيباً كالمساء
أوما ترى أشلاء أمّتي التي
بها طرّز التاريخ حلّاً وأكتسى؟!
أنظر إلى أعلامهم هذا هنا
وكذا هنا والكلّ بات منكّسا
أهُمُ غثاءٌ ؟! ذاك قول نبينا
أم أنه ليل التخاذل عسعسا
......
الحمدان
08-11-2024, 04:06 PM
إلَهِي لَسْتُ لِلفِردَوسِ أهْلًا
ولَا أقْوَى عَلَى نَارِ الجَحِيمِ
فَهَبْ لِي تَوبَةً واغفِر ذُنُوبِي
فَإنَّكَ غَافِرُ الذَّنبِ العَظِيمِ
أبو نواس
الحمدان
08-11-2024, 04:10 PM
ومن أقصى المدينة قد أتيتُ
وبالبشرى لساعيها.. سعيتُ
تبعت الحلم حتى ضل قلبي
وكم قلباً.. بإحساسي هَدَيتُ
وفي صدري سراجٌ من ضياءٍ
ويجري في مدى الشريان زيتُ
وأملأ ساحة الدنيا وروداً
وأنزع شوك قلبي ما اشتكيتُ
وأحمل دمعهم في كف عيني
وإن طابت مواجعهم شُفِيتُ
ولم تدمع من الآلام عيني
ومن خوفي على غيري بكيتُ
وألبسهم رداءً من سروري
وفي كفنٍ على كتفي اكتفيتُ
وأُسْقِيهم على ظمأي بكأسي
كأني قد سُقيتُ إذا سَقَيتُ
وإن مرت على سمعي خطايا
وضاقت بي ثيابي ما حكيتُ
وأنظر للحياة.. بعين راضٍ
ويكسوني إذا ساءت سكوتُ
رأيت جمالها في كل شيء
فكم حسناً سَمِعتُ.. وكم رأيتُ
......
الحمدان
08-11-2024, 04:13 PM
ماذا تُؤَمِّلُ مِن قَومٍ إِذا غَضِبوا
جاروا عَلَيكَ وَإِن أَرضَيتَهُم مَلّوا
فَاِستَغنِ بِاللَهِ عَن أَبوابِهِم كَرَما
إِنَّ الوقوفَ عَلى أَبوابِهِم ذُلُّ
......
الحمدان
08-11-2024, 04:38 PM
شفاءُ أولي الإخلاص ذكرُ محمدٍ
فإن شئت أن تشفي صدورهم أفشِ
شرابٌ لذيذٌ سائغٌ يبردُ الظما
ويبرئ من لذع اشتياق ومن نهش
شذاهُ ذكيُّ ينشُر المَيْتَ نشرهُ
وينعشُ منه الروحَ وهو على نعش
شغفتُ بأمداحِ النبي محمدٍ
فسمعاً لما أملي وسمعاً لما أنشي
شفيتك مما تبتغي من حديثه
وإنْ لم يكنْ وبلٌ فأكثرُ من طشِّ
شجا العرب غزو المصطفى عام تسعة
إلى الروم في محلٍ شديد وفي محشِ
شأى حلبة السّباق عثمان إذ غزا
وقد هَزَّ جيشاً وحده رابط الجاش
شكوا فسقتهمْ في تبوكَ غمامةٌ
وفاضتْ لهم عينٌ شفتْ ظمأ الجيش
شواهدُ آياتٍ كأخذِ أكيْدر
وقد قام جنحُ الليل في طلبِ الوحش
شيوخُ ثقيف عندَ أوبته أتوْا
بإسلامهم قهراً من القهر والبطش
شموسُ الهدى في كلِّ أفق تطلعتْ
فمنْ ناظرٍ تهدى ومن ناظر تعش
شعاعُ ولكنْ للعيون تفاضلٌ
فهل يستوي حالُ الأصحاءِ والعُمش
شفيعُ العباد المذنبين محمدٌ
ومنقذُهم والنارُ نحوهم تمشي
شفاعتُه تُنجيهم من عذابها
إذا ما رَجوْا من شدة الشوه والدهش
شمائله بشرٌ وبرٌ ورحمةٌ
وما شئتَ من أخلاق ذي لطف هشّ
شريعتُه خيْر الشرائع إنها
صفاءٌ بلا شوبٍ ونصحٌ بلا غشِ
شعارٌ كريمٌ شرّف اللهُ أهله
فيغشيهُم من فضله خيرَ ما يغشي
شرفنا بدين المصطفى وبحبّه
فذلك رقمٌ في الجوانح كالنقش
شببنا به والدهرُ محدودب القرى
وصرنا من القصر المشيد من الحفش
شهدنا بأن الهاشمي محمداً
رسولٌ أتاه الوحيُ من عند ذي العرش
مالك بن المرحل
الحمدان
08-11-2024, 04:39 PM
هلُمّوا ففي مدح النبيِّ تنزُّهُ
وفيه لعطشان الفؤاد ترفُّه
هيامُ الفتى يشفي بورد زلاله
فينقع من ذاك الغليل وينقه
هلا إن عندي روضةً أدبيةً
وآنيةً فيها شراب مفوّه
هديتُ بأخبار الرسول حمامةً
ولاغروَ أن يحكي الحمامُ المدلَّهُ
هديُّ أبي بكر أتى عام تسعة
إلى مكة وهو الأميرُ المنوّه
هنالكَ أقراهم عليُّ براءةً
فأسمعهم وهو الخطيب المفوّه
هَفَتْ عند نبذ العهدِ أفئدةُ العدا
فطاروا وكانوا نوّماً فتنبّهوا
هدى اللّهُ أهل الأرض طراً فأقبلت
إليه وفودٌ العربُ لم يبق مدره
هو الوعدُ نصرُ الله والفتحُ أقبلا
لينفذ حُكم كان في الوعد يُفْقَهُ
همتْ أدمعي لما تذكرَّت حجةً
دنتْ لرسول اللّه فالجفن أمره
هي الحجةُ الكبرى أتاها مودّعاً
وقد كَمُلت عشر وحان التوجّه
هراقت لها تلك المعالمُ أدمعاً
وأمستْ على آثاره تتأوّه
هوى العلمُ السامي فلا أمر في منىً
بل الخوفُ عند الخيف والأرض مهمه
همومُ الورى من بعد تسعين ليلةً
ألمّت بأصحاب التألُّه ولَّه
همُوا عرفُوا قدرَ النبي وحقّه
وهمْ نقلُوا أحكامَه وتفقّهوا
هُدوا فهدوا بالناس تحت لوائهم
فما ضلَّ إلا أعمَهُ القلب أكمه
هضابٌ سقتها ديمةُ نبويةُ
ففيها جنى للمنضوي وتنزّهُ
هباتُ رسولِ اللّه غُرُّ جليلةٌ
وهلْ لرسول اللّه في الخلق مُشْبه
هُمُول بنان تُدهش السحبَ حيرةً
إذا شهدتْ منها الهمولُ وتشده
هلالٌ تبدّى ثم أقمر للورى
وأبدر لكنْ عن سرارِ يُنزّهُ
مالك بن المرحل
الحمدان
08-11-2024, 04:39 PM
ولما أراد اللّهُ إنفاذ حكمه
وآن لمنشور الرسالة أن يطوى
وحانتْ وفاةُ المصطفى بعدما وفى
بما سمعتْ أذناه في ليلة النجوى
وقد طبّق الدنيا بدعوة ربّه
وبلّغها حتى إلى الغاية القصوى
وأربى على الستين فازداد أربعاً
وقيل ثلاثٌ وهو أحسن ما يروى
وخُيّر فاختار الوفادة مُسْرعاً
على اللّه لم يخْتر متاعاً ولا مثوى
وهى عُمدُ الصبْر الجميل لموته
فلا أدمع ترقى ولا أضلُع تروى
ورى كلُّ زند حينَ واراه قبره
فصرّح من روّى وباح بما روّى
وفى بعهودِ المصطفى كلُّ مؤمنٍ
ومن لاذَ بالتقوى وبالسبب الأقوى
وقى اللّه أعلام الهُدى كلَّ فتنة
فما اجتمعوا إلا على البرّ والتقوى
وفاةُ رسولِ اللّه أوهتْ قواهم
غداة غدا ربعُ النبوّة قد أقوى
وداعُ رسول اللّه أودعهم جوىً
فكلُّهم يبكي ويعلنُ بالشكوى
ولا غروَ أن يبكوا عليه وقد بكتْ
ملائكةُ الرحمانْ كلُّهم شَجْوَا
وقوفاً يهيلون الترابَ برحمةٍ
ويدعونَ والرضوانُ قد سبق الدعوى
وداداً وحبّاً في رسول تشوّفت
إليه عيونُ الحورِ في جنة المأوى
وليٌّ صفيٌّ شرّف اللّه قدره
فأودعه العليا ورفّعهُ عُلوا
وفيٌّ حييٌّ وجههُ روضةُ الرضا
كريمٌ رحيمٌ كفُّه جدولُ الجدوى
وصولٌ عطوفٌ الحق للناسِ رحمةٌ
وقلّدهم منّاً وطوقهم عفوا
وهوبٌ فما تَسْلَون إلا بمنةٍ
فقد عرفوا من أجله المنَّ والسلوى
وسيلةُ هذا الخلق حبُّ محمدٍ
فمنْ يكُ ظمآنَ دلى معهم دلوا
وددتُ ولو أحيا بما قد وددْته
أتيتُ إلى قبر الرسول ولو حبوا
مالك بن المرحل
الحمدان
08-11-2024, 04:40 PM
لآلى من سجع ودمعٍ تكفّلا
بندبة ندبِ من حلى مجده العلا
لأجلِ وفاةِ المُصطفى فاضَ مدمعٌ
ومدّ رثائي من دموعي جدولا
لآن لنفسي أن تفيظ صبابةً
إذا ذكرتْ تلك الشمائل والحلا
لأحمد خير العالمينَ محامدٌ
بها خُصَّ بين المرسلين وفُضلا
لأسمائه من أحرف الحمدِ بنيةٌ
فقل افعلا أو فاعلاً أو مُفعّلا
لأفعاله تصريفُ علم وحكمةٍ
وما اعتلّ فعلٌ من علاه بل اعتلا
لأعلامهِ في الكتبِ ذكرٌ مُنزّل
أتى مُجْملاً في بعضها ومُفصلا
لآياته نورٌ من الحقِ ساطعٌ
هو النصُّ لا تبغي لديه تأوّلا
لإتيانه بالمعجزاتِ عجائبٌ
وأخبارُه عما يكونُ وما خلا
لإدراكه ما في الدراسة كلِّها
وما خطَ في القرطاس حرفاً وما تلا
لإحرازهِ آمادَ كلِّ فضيلة
من العلمِ والآداب في عرب الفلا
لأوجب منْ يرثى ويبْكي لفقده
نبيٌّ لإرشاد البريّة أرسلا
لأجدر من تهدى المدائح نحوَه
هلالٌ بأنوار النبوءة أكملا
لأولى عباد اللّه بالحمد أحمدُ
لكثرة ما أولى ووالى وما ائتلا
لأي مُصابٍ يُذخرُ الدمعُ بعدَه
أما جُمعت فيه المصائبُ قل بلى
لأسعد أهل الأرض منْ زار قبره
فسلّم من قرب وصلّى مع الملا
لأحظاهم بالقرب من مَسَّ جلدُه
ثراه فأضحى في الضريحِ مقبّلا
لأنتَ الذي أخلدت يا نفس دونهم
فقومي فلم تعطِ الخلودَ فتمهلا
لأبت ولم يألُ النذيرُ فكمْ عسى
أناديك في ناديك ويك هلا هلا
لأخترقن البيد نحوَ محمدٍ
إذا أذن اللّه الكريمُ وسهّلا
مالك بن المرحل
الحمدان
08-11-2024, 04:40 PM
يقرُّ بعيني أن أرى أرض طيبة
وذلكَ أقصى ما أحبُّ من الدنيا
يَحِنُّ فؤادي كلّما حنَّ راكبٌ
ففاحت على أزراره تلكم الريّا
يُحركني برقُ الحجاز إذا سَرَى
فأدعوا لأوطان الأحبّة بالسقيا
يقاودُ قلبي من وفاةِ محمدٍ
بتاريخ أشجانٍ ترى في الحشا وريا
يميناً لقدْ حنّت غداة وفاته
جبالُ حنين حينَ أسمعت النعيا
يلملمُ ملموم ويدبلُ دابلٌ
ورضوى بحزنِ الحزن لا يرتضى بقيا
ينادي ثبيرُ بالثبورِ تأسفاً
ولعييَ حرا وهو أحرى بأن يعيا
يمينُ رسول اللّه كانتْ غمامة
تفيض على الدنيا فتحسُبها ريّا
يدٌ ما بَدتْ إلا لتنزيل رحمةٍ
وتفريج كرْبٍ فالأنام بها يحيا
يسارُ الورى ما كانَ لولا يمينُه
ولولا نوالُ البحر لم يلبسوا حلْيا
يواقيتُ أسماط الكلامِ كلامُه
هو المنطقُ العلوي واللغة العليا
يقرّطُ أسماع الأنام بحلْيه
فكلُّهم تَستعْذبُ الأمر والنهيا
يحيّي فيستحيي ولم يرَ منظراً
بأحسنَ من وجه الحبيب إذا استحيا
يبوئي من يلقى جنانَ قبوله
ويَسْقيه منْ معسولِ ألفاظه أريا
يُلاقيه بالبشرى ويأتيه بالقرى
ويُسمعه الذكرى ويُقرئه الوحيا
يحقُ لأهل الأرض أن يجعلو البكا
عليه شعاراً والسراء لهم رأيا
يدُ الدهرِ ما ناحتْ حمامةُ أيكةٍ
تزيّتْ بطوقِ ما تزيد به زيّا
يودُّ المُعنَّى أن يعاينَ طيْبةً
ويقضى لهُ فيها المماتُ أو المحيا
يموتُ بعهدٍ أو يعيشُ بغبطةٍ
ففي كلِّ حالِ منهما نحمدُ السعيا
يقينٌ لعلَّ اللّه ينفعني به
فيبلغ ما يهوى إلى الغاية القصيا
مالك بن المرحل
الحمدان
08-11-2024, 04:45 PM
تدري وش اللي بالخلايق : يمشيك
ويحـط لك بـ الناس ، قيمه و شيمه
طيبك و اخـلاقك ، وصادق مباديك
ونفسٍ بشـوشه بـ التعامل حشيمه
......
الحمدان
08-11-2024, 05:10 PM
يا عابراً في الروح ليتك تهتدي
سُبل المجيءِ إلى الفؤادِ لتسكنا
حسبي بأن ألقاك لستَ مُعاتباً
ما زال في الأحلام متسع لنا
ما زلتُ أتبعُ ظلَّ طيفك في المدى
و أمد شوقي كي يعود لي الهنا
جُد بالحنان فإن كلّي واهن
أرضيتَ أن أفنى بحبك واهنا
......
الحمدان
08-11-2024, 05:11 PM
ياعاشقَ اللحنِ ما أصلحتُ أوتاري
إلا لأعزفَ منها لحنيَ السّاري
تجري إليك القوافي وهي شاخصةٌ
ترنو إليكَ بإجلالٍ وإكبارِ
تمتدّ نحوَك كفُّ الشعرِ طاهرةً
من سوءِ لفظٍ ومن تشويهِ أفكارِ
كأنما ساحةُ الأشواقِ حينَ جرى
مِحراثُ شعريَ فيها حقلُ أزهارِ
......
الحمدان
08-11-2024, 05:14 PM
انتظرنا عربياً واحداً
يسحبُ الخنجرَ من رقبتنا
انتظرنا هاشمياً واحداً
انتظرنا قُرَشياً واحداً
دونكشوتاً واحداً
قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربهِ
انتظرنا خالداً ، أو طارقاً ، أو عنترة
فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة
أرسلوا فاكساً إلينا ، استلمنا نصهُ
بعدَ تقديم التعازي و انتهاء المجزرة !
نزار قباني
الحمدان
08-11-2024, 05:16 PM
إنّا رَضِينا بِما في اللّوحِ من قَدَرٍ
ما كانَ أظهَرهُ المولى وأخفَاهُ
لأنّ حكمتهُ في الناسِ جاريةٌ
حاشاهُ يُسألُ عمّا كان أجراهُ
فإنْ جرى فضلُهُ فيما نؤمّلهُ
فالحمدُ للهِ عِرفانًا بنُعماهُ
وإنْ تأخّرَ ما نرجو لخيرتهِ
فغايةُ اللُّطفِ فيمَا اختارَهُ اللهُ
......
الحمدان
08-11-2024, 06:38 PM
تمشي الهوينى في حشايَ كأنها
بلقيس تمشي فوق صرحٍ أمردِ
وكأنَ قلبي ابن داوود الذي
لَمَّا رأتهُ آمنتْ بالمشهدِ
......
الحمدان
08-11-2024, 06:39 PM
للهِ دُرُّ جَمِيلَةٍ أحبَبتُهَا
فيهَا منَ الأوصَافِ مَا لم يُوصفِ
وَتَعطَّفَت بالحُسنِ تُبدِي زِينَةً
يا حُسنَ زِينتِهَا وَحُسنَ المِعطَف
فكأنَّهَا في طُهرهَا ابنَةُ مَريمٍ
وكأنَّهَا في حُسنهَا ابنَةُ يُوسفِ
......
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond