هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

‏وأخذتُ أنظرُ للطَريقِ مُعاتبًا
كيفَ انتَهت بين الأَسى أيّامِي

.....

[الحمدان]

وَلَولا الهَوى ما ذَلَّ مِثلي لِمِثلِهِم
‏وَلا خَضَعَت أُسدُ الفَلا لِلثَعالِبِ

‏سَيَذكُرُني قَومي إِذا الخَيلُ أَصبَحَت
‏تَجولُ بِها الفُرسانُ بَينَ المَضارِبِ

عنترة بن شداد

[الحمدان]

واجعل مروري في القلوب كغيمةٍ
تروي العطاش وتجبر المكسورًا

واملأ فؤادي من لدنك قناعةً
أني سأبقى بالعطا مأجورًا

يا رب بابك لست أطرق بابهم
قلبٌ ببابك لم يزل مسرورًا

.....

[الحمدان]

يا غائبين خلف الديار تحيّة
كيف السبيل إليكم فأسيرُ

هلّ لي بطيرٍ أستعير جناحه
فلعلني نحو الديار أطيرُ

فالقرب منكم نعمة وسعادة
والبعد عنكم مؤلم و عسيرُ

لو كان يرجى بالدموع لقاؤكم
لجرى دمع من العيون غزيرُ

.....

[الحمدان]

يا ابن المدبِّر أنت عَلَّمتَ الورى
بذلَ النوالِ وهم بهِ بخلاءُ

لو كان مثلك في البرية آخر
في الجود لم يك بينهم فقراءُ

.....

[الحمدان]

فإن تسألي في الناس عنّا فإننا
حُلِيُّ العُلى والأرضِ ذات المناكبِ

وليس بنا عيبٌ سوى أنَّ جودنا
أضرَّ بنا والباسَ من كلِّ جانبِ

فأفنى الردى أعمارنا غيرَ ظالمٍ
وأفنى الندى أموالنا غير عائبِ

أبونا أبٌ لو كان للناس كُلِّهم
أباً واحداً أغناهُمُ بالمناقبِ

.....

[الحمدان]

لمّا ثنت جيد الغزال وأعرضت
أراك الهوى في لحظها لحظ عاتبِ

فلم أدر ما العتبى ولا كنت مذنباً
سوى أنني مستشعرٌ ثوب تائبِ

وما لحظتك العين مني بنظرة
فتقلع إلّا عن دموع سواكبِ

وإني لأستدعي بك الحزن والبكا
إذا غاض دمعي عند بعض المصائبِ

....

[الحمدان]

أرى الدهر يجفوني ونفسي عزيزة
وليس معي زهد فاسطو على دهري

وقالوا وراء النهر للرزق مطلبٌ
فقلتُ وراء السدِّ خير من الفقر

.....

[الحمدان]

لولا فواكهُ أَيلولٍ إذا اجتمعتْ
من كل نوعٍ ورَقَّ الجوُّ والماءُ

إذاَ لَمَا حَفَلتْ نفسي متى اشتملتْ
عليَّ هائلةُ الجالَيْن غبراءُ

يا حَبَّذَا ليلُ أيلولٍ إذا بردتْ
فيه مَضاجِعُنا والريحُ سَجْواءُ

وجَمَّش القُرُّ فيه الجلدَ فائتلفتْ
من الضَّجيعينِ أحشاءٌ وأحشاءُ

وأَسفر القمرُ الساري فصفحتُه
ريَّا لها من صفاءِ الجوِّ لألاءُ

يا حبذا نفحة من ريحهِ سَحَراً
تأتيك فيها من الريحان أنباءُ

قلْ فيه ما شئتَ من شهرٍ تعهَّدُهُ
في كلّ يومٍ يدٌ للَّهِ بيضاءُ

.....

[الحمدان]

سألت الأرضَ تنكيراً عليه
فلم تفعلْ فنكَّرتِ السماءُ

وصاعدُ ما تَصعَّدَ بل تَهَاوَى
ولكنْ جادَ ما صَعِد الدعاءُ

رعى هذا الأنامَ فكان ذئباً
أحصَّ وما الذئابُ وما الرِّعاءُ

.....

[الحمدان]

وجاهلٍ أعرضتُ عن جهلهِ
حتى شكا كفِّي عنِ الشكوى

قد هام وجْداً باكْتراثِي له
وقد أبتْ نفسيَ ما يهوى

إنَّ مِنَ السلوى لخيلولةً
تُوهِمني البلوى به بلوى

أحضرتُ نجوى النفسِ تمثالَهُ
مستَحيِياً من شاهِد النجوى

وقلت للشعر أَلا أَعِدْني
على طويلِ الغَيِّ مُسْتَهوَى

فقال من خاصمتَ مستهلَكٌ
ليست على أمثالهِ عَدْوى

لو كان لي في مثلهِ موضعٌ
غادرتُهُ أُحدوثةً تُروَى

بكل بيتٍ سائرٍ عائرٍ
يُسمَعُ والوجهُ لهُ يُزوَى

لكنّ من تُهدي له شتمَهُ
تُهدي إليه المَنَّ والسلوى

قوَّمتُهُ بالشتمِ يُهدَى لَهُ
فلم أجدْ قيمتَهُ تَسوى

.....

[الحمدان]

المالُ يكسِبُ ربَّه ما لم يَفضْ
في الراغبينَ إليه سوءَ ثناءِ

كالماءِ تأسِنُ بِئرُهُ إلا إذا
خبطَ السُّقاةُ جِمامَهُ بدِلاءِ

والنائلُ المُعْطَى بغيرِ وسيلةٍ
كالماءِ مُغْتَرفاً بغيرِ رِشاءِ

.....

[الحمدان]

ليس حمدُ الجفون في مَرْيها النوْمَ
ولا نَفيِها أَذى الأَقذاءِ

إنما حمدُها إذا هي حالتْ
بين طرفِ العيونِ والبُغَضاءِ

.....

[الحمدان]

أحمدُ اللَّه نيةً وثناءَ
غُدوةً بل عَشيَّةً بل مساءَ

بلْ جميعاً وبين ذلك حمداً
أبديّاً يُطبِّقُ الآناءَ

حَمْدَ مُستعظمٍ جلالاً عظيماً
من مَليكٍ وشاكرٍ آلاءَ

.....

[الحمدان]

إذا ما المدح سار بلا ثواب
من الممدوح فهو لهُ هجاءُ

لأن الناس لا يخفى عليهم
أمنعٌ كان منهُ أم عطاءُ

.....

[الحمدان]

يا أخي أين رَيْعُ ذاك اللِّقاءِ
أين ما كان بيننا من صفاءِ

أين مصداقُ شاهدٍ كان يحكي
أنك المخلصُ الصحيحُ الإخاءِ

شاهدٌ ما رأيت فعلك إلا
غير ما شاهدٍ له بالذكاءِ

كشفَتْ منك حاجتي هَنواتٍ
غُطِّيتْ برهةً بحسن اللقاءِ

.....

[الحمدان]

إن من لام جاهلاً لَطَبيبٌ
يتعاطى علاج داءٍ عياءِ

لستُ ممّن يظلُّ يربَع باللوْمِ
على منزلٍ خلاءٍ قَواءِ

.....

[الحمدان]

إذا أنت لم تَحْفل بمدحٍ من امرئٍ
فأنصِفْ ولا تَحْفِل له بهجاءِ

وإلا فقد أقررتَ أن مديحَهُ
رَضِيٌّ ولكن لا تفي بجزاءِ

بلى بجزاءِ الشرِّ بالشر ماهرٌ
ولستَ تُجازي مُحسناً ببلاءِ

يدٌ خُلقت للنُّكر لا العُرف سَلْطةٌ
صَؤول على سُؤّالها الضعفاءِ

.....

[الحمدان]

يا أيها الرجل المُدَلِّسُ نفسَه
في جملةِ الكُرَماء والأدباءِ

بالبيتِ يُنْشِدُ رُبعَه أو نصفَه
والخبزِ يُرزَأُ عنده والماءِ

تدليسه عند الكواعب لمَّةً
مخضوبةً بالخِطْر والحنّاءِ

لا تكذبنَّ فإن لُؤمكَ ناصلٌ
كنُصولِ تلك اللِّمّةِ الشمطاءِ

.....

[الحمدان]

وعاتقةٍ زُفَّت لنا من قُرى كُوثَى
تُلَقَّبُ أُمَّ الدهر أو بنْتَه الكبرى

رأت نارَ إبرَاهيم أيامَ أوقِدتْ
وحازت من الأوصافِ أوصافَها الحسنى

حكت نورها في بَرْدها وسَلامها
وباتت بطيبٍ لا يوازَى ولا يُحْكى

عَمَرنا بها الأيام في ظل ماجدٍ
له الرتبة العلياءُ والمثلُ الأعلى

.....

[الحمدان]

أحْنُو عَلَيكِ وفي فؤادي لَوْعَةٌ
وأصُدّ عَنكِ وَوَجهُ وِدّي مُقبِلُ

وأعِزُّ ثُمّ أذِلُّ ذِلّةَ عَاشِقٍ
والحُبّ فِيهِ تَعَزّزُ وَتَذَلّلُ


البحتري

[الحمدان]

ليسَ الحَبيبُ بِمَن يَأتيكَ في رَغَدٍ
‏إنَّ الحَبيبَ هوَ المَشهودُ في المِحَن

‏وَأعظَمُ الحُبِّ ما يَأتي بِلا سَبَبٍ
‏وَلا يُبَدَّلُ في سِرٍّ وَلا عَلَنِ


المتنبي

[الحمدان]

وأنا أُحبُّك دُون أيِّ تَحفظٍ
واعِيشُ فيك ولادتي ودماري

إنّي اقتَرفتُك عامِداً مُتَعمِّداً
إنْ كُنت عاراً يا لروعةِ عارِي


نزار قباني

[الحمدان]

‏وإنّي جَبانٌ في فِراق أحبَّتي
‏وإن كنتُ في غيْر الفراقِ شُجاعًا


معروف الرصافي

[الحمدان]

وَفي الوادي عَلى الأَغصانِ طَيرٌ
يَنوحُ وَنَوحُهُ في الجَوِّ عالي

فَقُلتُ لَهُ وَقَد أَبدى نَحيب
دَعِ الشَكوى فَحالُكَ غَيرُ حالي

أَنا دَمعي يَفيضُ وَأَنتَ باكٍ
بِلا دَمعٍ فَذاكَ بُكاءُ سالي

لَحى اللَهُ الفِراقَ وَلا رَعاهُ
فَكَم قَد شَكَّ قَلبي بِالنِبالِ

أُقاتِلُ كُلَّ جَبّارٍ عَنيدٍ
وَيَقتُلني الفِراقُ بِلا قِتالِ



عنترة بن شداد

[الحمدان]

‏ألاَ هَل إلى عَصرِ الصِبَا ليَ عودَةٌ
وهَيهاتَ ما قَد فات ليسَ يَعود

.....

[الحمدان]

عتَبِــي عليــكَ كــمْ تَغِيــبُ وأعتَــبُ
وتُطِيــلُ بُعـدَكَ يــا حبيبُ وأعجَــبُ

كـــمْ أدّعـــي أنَّــي سلَوتُـــكَ عامــداً
وأقـــولُ إنِّـــي قــدْ نســيتُ وأكـذبُ

أنـــا لا أبُالِــــي بالأنـــامِ مَللتُهــم
حسبِـــي بأنَّــــك مُقلتـــايَ وأقــــرَبُ

وجهي على جُدرانِ هجركَ شاحـبٌ
والقلــبُ مِـنْ جمــرِ الجَــوى يتقلَّـبُ

فاشهــدْ أيَـا جُــرحَ الغــروبِ بأنَّنـي
طيـفٌ يَــذوبُ وخافِـقٌ يَتعــذَّب

لا الوقتُ يَرحمُني ولا سَيفُ النَّوى
فمتَـى إليـكَ مِنَ المَواجـعِ أهـربُ

ومَدامعِـي عنـدَ اشتياقِــكَ عَذبَـةٌ
فالمـرُّ يَحـلُو إنْ رَضيــتَ ويَعـذُبُ

.....

[الحمدان]

عزت علي مشاعري فدفنتها
بعد الذبول فم ت قبل أواني

لا شيء يطفىء عبرةً مخنوقة
في القلب الا رحمةً تغشاني


.....

[الحمدان]

لي من هواك قريبه وبعيده
ولك الجمال بديعه وغريبه

يامن أعيذ جماله بجلاله
خوفا عليه من العيون تصيبه

إن لم تكن عيني فإنّك نورها
أولم تكن قلبي فأنت حبيبه

.....

[الحمدان]

هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ

.....

[الحمدان]

يا مَن مُحَيَّاه كاسمه حسنُ
إن نِمتَ عنِّي فليس لي وسَنُ

قد كنتُ قبل العذارِ في مِحَنٍ
حتى تَبَدَّى فَزَادتِ المحنُ

.....

[الحمدان]

أسيلُ يا حلمَ البليغِ الطاهرِ
يا زهرةً في دربِ علمٍ نادرِ

فيكِ الصبابةُ والصمودُ مآثرٌ
وخطاكِ تمضي نحوَ فجرٍ زاهرِ

تهوينَ حرفَ الضادِ حبًا صادقًا
فتفيضُ روحكِ من بيانِ الشاعرِ

.....

[الحمدان]

بشوشةٌ لو رنا حزنٌ لمبسمِها
‏تفجَّرَ السعدُ في شتَّى نواحيهِ

‏بخيزرانٍ تُزيحُ الليل عن قمرٍ
‏ليسطُعَ النُّورُ في قلبي ويحييهِ

‏فتنبتُ الروحُ ورداً آهِ لو بيَدي
‏أن اخلعَ الوردَ من روحي وأهديهِ

‏لطفلةٍ صاغها الرحمنُ من ألقٍ
‏ولم تجدْ في الورى غَيري لتُرديهِ

.....

[الحمدان]

أنا وَذِكراك والشّاي الّذي بَرَدا
غِبْ كَيفَما شِئتَ إنَّا ها هُنا أبدَا

.....

[الحمدان]

‏وأَهجُرُ عَمدًا، كي يُقالَ: لَقَد سَلا!
ولَستُ بِسالٍ عَن هواكِ إلى الحَشْرِ

ولكِنْ إذا كانَ المُحِبُّ على الذي
يُحِبُّ شفيقًا، غافَلَ النَّاسَ بالهَجْرِ

.....

[الحمدان]

وكَمْ تَغافلتُ عَن أشيَاء أعرِفُها
وكمْ تَجاهلتُ قَولاً كان يُؤذيني

وكمْ أُقابلُ شَخصًا من مَلامِحهِ
أدري يَقينًا وحَقًا لا يُدانِيني

وكمْ تَغاضَيتُ لا جُبنًا ولا خَوراً
هي المُروءَةُ مِن طَبعي ومِن دِينِي

جَازيتُ بالطِّيبِ كُل النّاسِ مُجتهداً
لعلَّ ربِّي عن طِيبي سَيجزِيني

.....

[الحمدان]

يَا طَيِبَةُ الحُسنِ البَهِيِّ تَرَفَّقِي
بفُؤَادِ صَبٍّ فِي هَوَاكِ قَدِ اكتَوَىٰ

يُخفِي وَيَكتُمُ مِن بِعَادِكِ لَوعَةً
نَزَّاعَةً لَيلَ التَّنَائِي لِلشَّوَىٰ

وَأذَابَ تَبرَ دُمُوعِهِ طَيفٌ لَكُم
فَأعَادَ مِن فَرطِ الصَّبَابَةِ مَا انطَوَىٰ

.....

[الحمدان]

مَا فاتَ ماتَ وَفِي الآمالِ مُتسعٌ
وفُسحةُ الوقتِ للسّاعِيْنَ لمْ تزَلِ

....

[الحمدان]

وبَعضُ النّاسِ صُحبَتُهم بَلاءُ
وَدَاءٌ مَا لنَا مِنهُ شفَاءُ

وبَعضُهم إذَا مَا شِئتَ شَاؤوا
أولئِكَ لِلفؤادِ هُمُ الدّواءُ

.....

[الحمدان]

الشَّوكُ في الزَّهرِ لا يُزري بِرَونَقِهِ
وأقدَرُ النّاس لولا العَفوُ ما اكْتَمَلا

وأنتَ مَن سَدَّ فاهَ الدَّهرِ نائِلُهُ
حتى ظَنَنتُكَ مِنْ فَرطِ السخاءِ بِلا

.....

[الحمدان]

لمّا التقيتك أحيا الحُبُّ أورِدتي
وأيقظ النبض في روحي وأحياها

كأنّ دُنيايَ أهدتني سعادتها
فما أرقّ وما أحلى هداياها

فيا لبهجةِ عينٍ أنت ساكِنها
ويا لفرحةِ رُوحٍ أنت دُنياها

فأنت ألطف إحساسٍ جرى بدَمي
وأنتَ أجملُ أقداري وأحلاها

.....

[الحمدان]

لا تجزعنَّ إذا نابتك نائبةٌ
ولا تضيقنَّ في خطبٍ إذا نابا

ما يُغلق الله بابًا دون قارعهِ
إلّا ويفتحُ بالتّيسيرِ أبوابا

.....

[الحمدان]

ألا تتّقينَ اللهَ في مَن قَتَلْتِهِ
‏فأمسى إليكم خاشعًا يتضرّعُ

‏فإن يَكُ جُثماني بأرضِ سِواكُمُ
‏فإنَّ فؤادي عندكِ الدّهرَ أجمَعُ

‏ألا تتّقين اللهَ في قتلِ عاشقٍ
‏له كَبِدٌ حَرَّى عليكِ تَقَطَّعُ

فيا رَبِّ حبِّبْني إليها، وأعطِني
‏المودّةَ منها أنتَ تعطي وتمنعُ

‏وإلّا فصبِّرني وإن كنتُ كارهًا
‏فإنّي بها يا ذا المَعارِجِ مُولَعُ

جميل بثينة

[الحمدان]

أظنَنتَ أني حينَما بعتَ الهَوى
‏سأطوفُ حَولكَ راجيًا أتوسَلُ

‏لا والذي جَعَّلَ القَصائِدَ في دَمِي
‏ما كنتُ مِمَن بالمَذَّلةِ يَقبلُ

.....

[الحمدان]

وإذا مررتِ فسلّمي في خفْيَةٍ
‏كي لا يراكِ الحاسدونَ أمامي

‏وإذا تعذّرَ فالسّلامُ بنظرةٍ
‏لا خيرَ في الماشين دون سلامِ

‏لم أنتظرْ وسَطَ الزّحامِ جميلةً
‏إلاكِ تغمُرُ وحدتي وزحامي

‏أنتِ التي عبرتْ خلال مَشَاعِرِي
‏فتبعتُها بتلهُّفي وسِقامي

.....

[الحمدان]

قُلْ للذين عن الأنظارِ قد ذهبوا
لأنتمُ الدّرُّ والياقوتُ والذهبُ

لا تَحسبوا البعدَ يُنسينا مودَّتَكم
إنْ يبعد الجسمُ ،فالأرواحُ تقتربُ

لكلِّ نارٍ إذا ما أُضرِمَتْ لَهبٌ
لكنما الشوقُ نارٌ ما لها لَهَبُ

يا مَنْ رحلتم وفي صدري منازلُكم
نارُ الفراقِ لها مِنْ أضلعي حطبُ

مشاعرُ القلبِ للأسبابِ خاضعةٌ
لكنما الودُّ شيءٌ ما له سببُ

أحبابَ قلبيَ ،هل مال الزمانُ بكم
أمْ أوجعتكم صروفُ الدهر والنُّوَبُ

يا ساكنينَ شَغافَ القلبِ إنَّ لنا
فوق الخدودِ دموعا فيضُها عَتَبُ

قلبي عليه جِدارُ الصبرِ مُتَّكِئٌ
لكنه في مدى ذكراهمُ يَثِبُ

.....

[الحمدان]

السيف في الغمد لا تخشي مضاربه
وسيف عينيك في الحالتين بتار

إن المفاتن في عينيك مخمره
من نظره منك يغدو المرء سكرانا

عيناك منظومه تحوي قصائدها
كي تبعث السحر تتلو منه ديوانا

فقل للقوافي إذا مالت بأحرفها
الشوق بحر وفي عينيك مرسانا

.....

[الحمدان]

‏وَذُو النَباهَةِ لا يَرضى بِمَنقَصَةٍ
لَو لَم يَجِد غَيرَ أَطرافِ القَنا عِصَما

وَذُو الدَناءَةِ لَو مَزَّقتَ جِلدَتَهُ
بِشَفرَةِ الضَيمِ لَم يَحسِس لَها أَلَما

ابن المقرب

[الحمدان]

‏أردتُ وَصْلَكَ والأقدارُ مانِعَةٌ
وليسَ لِلقلبِ إلا خِيرَةُ اللهِ

.....

[الحمدان]

وَقَدْ تَغْدِرُ الدُّنْيا فيُضْحى غَنِيُّها
فَقيراً وَيَغْنَى بَعْدَ بُؤْسٍ فَقيرُها

وَلاَ تَقْرَبِ الأَمْرَ الحَـــرامَ فإنَّـهُ
حَلاوَتُهُ تَفْنَــى وَيَبْقَـى مَرِيرُها



الحسين الأسدي

[الحمدان]

‏لا يخفى على احد أنَّ المتنبي كان متعالياً على الناس
شديد الاعتداد بنفسه ولعلَّه كان محقّاً في ذلك
وإلا لما شُغِلَ الناس به إلى يومنا هذا
يقول في إحدى قصائد صباه:


لا بِقَومي شَرُفتُ بَل شَرُفوا بي
وَبِنَفسي فَخَرتُ لا بِجُدودي

إِنْ أَكُنْ مُعْجَباً فَعُجْبُ عَجِيبٍ
لَمْ يَجْدِ فَوْقَ نَفْسِهِ مِنْ مَزِيدِ

أَنا تِربُ النَدى وَرَبُّ القَوافي
وَسِمامُ العِدا وَغَيظُ الحَسودِ

أَنا في أُمَّةٍ تَدارَكَها اللَهُ
غَريبٌ كَصالِحٍ في ثَمودِ


لكن كثرة أسفاره ومفارقة أحبابه وفراق المحبوب
هو الموت أو أخو الموت تظهر منه جانباً من الضعف
الإنساني الشديد الذي يدعوك إلى التعاطف معه
كمثل قوله:


أحَيا وَأَيسَرُ ما قاسَيتُ ما قَتَلا
وَالبَينُ جارَ عَلى ضَعفي وَما عَدَلا

وَالوَجدُ يَقوى كَما تَقوى النَّوى أَبَداً
وَالصَّبرُ يَنحَلُ في جِسمي كَما نَحِلا

لوَلا مُفارَقَةُ الأَحبابِ ما وَجَدَت
لَها المَنايا إِلى أَرواحِنا سُبُلا

يُجَنُّ شَوقاً فَلَولا أَنَّ رائِحَةً
تَزورُهُ في رِياحِ الشَرقِ ما عَقَلا

[الحمدان]

‌‎قُل للفؤادُ وقد تمادى غمّهُ
مالي اراكَ مُسهدًا مهموما

او ما علِمتَ بأن ربكُ قائلٌ
صلو عليهِ وسلمو تسليما

فبِها يفرجُ كُل كربٍ فادح
وتكون ذخرًا للمعادِ عظيما

.....

[الحمدان]

وما عبَّر الإنسان عن فضل نفسه
بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل

وليس من الإنصاف أن يدفع الفتى
يد النقص عنه بانتقاص الأفاضل

.....

[الحمدان]

‏وإن كبُرَتْ همومكَ لا تُبالِ
‏فلُطفُ اللهِ في الآفاقِ أكبرْ

‏ومن غيرُ الإلهِ يُريحُ قلباً
‏تخطّفَهُ الأسى حتى تكدّر

‏سيأتيكَ الذي ترجوهُ يوماً
‏فلا تعجَل عليهِ وإنْ تأخّرْ

‏ولا تجزعْ وقُل يا نفسُ صبراً
‏فرحمنُ السماءِ قضى وقدّر

‏سيلطفُ بالقلوبِ ويحتويها
‏ويجبرُ في الحنايا ما تكسّرْ

.....

[الحمدان]

لا خيرَ في حُسن الجُسُوم وطولهَا
‏إن لم يَزِنْ حسْن الجُسومِ عُقولُ

‏الفرزدق

[الحمدان]

سُبحان من سوّى الجَمال بوجهِهَا
‏وتقاسم الباقون ثُلثَ جمالِها

.....

[الحمدان]

‏وليتَ وجهُ أبي ما شاخ مَنظرهُ
ولا انحنى ظهرُهُ من خطوة القدمِ

وليت أُمِّي ما شاخت مَلامِحُها
ولا ذوى جسمُها من لوعةِ السَّقمِ

وليت أجدادُنا ظلُّوا ببسمتهم
على الحياةِ فهُم من أعظم النّعمِ

ياربّ حُسن حَياة في معيشتنا
وحُسنُ ذِكرٍ وأيضًا حُسن مُختَتمِ

.....

[الحمدان]

‏فَانْظُرْ إِلَى عَقْلِ الفَتَى لا جِسْمِهِ
فَالْـمَرْءُ يَكْبُرُ بِالْفِعَالِ وَيَصْغُرُ

فَلَرُبَّمَا هَزَمَ الْكَتِــيبَةَ وَاحِدٌ
وَلَرُبَّمَا جَلَبَ الدَّنيئَةَ مَعْشَـر

.....

[الحمدان]

احفظ لسانك لا تبح بثلاثة
سنٌّ ومالٍ ما استطعت ومذهبٍ

فعلی الثلاثة تبتلی بثلاثةٍ
بمکفّـــرٍ وبحاسدٍ وبمکذّبِ


محمد الأنصاري

[الحمدان]

‏وكنت أحكي لها ماكان يفزعني
فيصبح الخوف في أحضانها سكنا

وإن ضللت طريقًا عدت أتبعها
وأن أردت مقامًا كانت الوطنا

وأستريح بعينيها إذا تعبت
روحي وأنسى لديها الهم والحزنا

أُحبها لو ملكت الكون أجمعه
ماكان يبلغ في حبي لها ثمنا

من عاش ليس له أنثى تظلله
حباً فما ذاق في تلك الحياة هنا

.....

[الحمدان]

‏إن كُنتَ تشكو مِن الدنيا وقَسْوَتِها
فمَن تُراهُ مِن الأكدارِ قد سَلِما

ما دامَ عَيشُكَ في أَمْنٍ وعافيةٍ
لم يبقَ في العُمرِ ما يُخشى وإن عظُم

د. ماجد عبدالله

[الحمدان]

‏بُليت بها فقيهةً ذات جِدال
تُجادِلُ بالدَّليل وبالدَّلال

.....

[الحمدان]

كُن ماستَطعْت مِنَ الأنَام بمَعزَلِ
إنّ الكَثيرَ مِن الوَرَى لا يُصحَبُ

.....

[الحمدان]

‏وَصَيَّرَني يَأسي مِنَ الناسِ راجِياً
لِسُرعَةِ لُطفِ اللَهِ مِن حَيثُ لا أَدري

أبو العتاهية

[الحمدان]

وكـلُّ كـريمٍ يتقـي الذمَّ بالقِـرَى
وللخيـر بيـن الصالحين طـريقُ

لـعمرك مـا ضَـاقت بلاد بأهلها
ولـكنَّ أخـلاقَ الـرجـال تـضيـقُ

.....

[الحمدان]

تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي
وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي

سَقى اللَه أرضاً قد غدت لك منزلاً
بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ

ولادة بنت المستكفي

[الحمدان]

ترقّب إذا جنّ الظلام زيارتي
فإنّي رأيت الليل أكتم للسرِّ

وَبي منك ما لو كانَ بالشمسِ لم تلح
وبالبدر لم يطلع وَبالنجم لم يسرِ

.....

[الحمدان]

‏اقنع بِحَظِك في دُنياكَ ما كانَا
وَعَزِّ نفسك إِن فارَقت أَوطانا

في اللَه مِن كُلِّ مَفقودٍ مَضى عِوَضٌ
فأشَعر القَلبَ سُلوانا وَإِيمانا

أَكُلَّما سنحت ذِكرى طَربتَ لَها
مَجَّت دُموعكَ في خدّيكَ طوفانا

المعتمد بن عباد

[الحمدان]

‏هامَت بِكِ العَينُ لم تَتبَعْ سِواكِ هوًى
مَن عَلَّمَ البينَ أنَّ القلبَ يهواكِ

الشريف الرضي

[الحمدان]

‏يا ليت من يُخبرُ الأحباب عن وجعٍ
بعد الرحيلِ تخفّى في ليالينا

عن وحشة لم نكن بالأمس نعرِفُها
ما بالُها اليوم تجري في روابينا!

عن ذِكريات فقدنا لون صُورتها
صارت تفاصيلها كالليلِ تطوينا

هل من طريقٍ بحَقّ الله يجمعُنا
بعد التفرُّقِ في الدنيا ويُدنينا

.....

[الحمدان]

‏تَاللَهِ إِنَّ الشَوقَ يَفعَلُ دَهرَهُ
بِالجِسمِ ما لا تَفعَلُ الأَسقامُ

رَحَلَ الحَبيبُ فَطالَ لَيلٌ لَم يَكُن
لِقَصيرِهِ بَعدَ الرَحيلِ مُقامُ

البحتري

[الحمدان]

‏قد نلتقي أَو لا نَعُودُ لِحُبنا
كُل النتائجِ فِي النهايةِ واردةْ

أُولَى علاماتِ الرحِيلِ قطِيعَةٌ
وَدَلِيلُهَا خُطُوَاتنا المُتباعدةْ

لِلكِبرياءِ نتائجٌ مَذمُومَةٌ
بينَ الأَحبةِ لَا تَعُودُ بِفائِدةْ

.....

[الحمدان]

أَقْسَى مِنَ الْفَقْدِ حَيٌّ لَا تُرَجِّيهِ
‏شَطَّتْ بِهِ عَنْكَ أَسْفَارٌ مِنَ التِّيهِ

‏إِنْ رُحْتَ تَنْسَاهُ جَاءَ الدَّهْرُ يَذْكُرُهُ
‏مِنْ أَيْنَ تَنْسَاهُ وَالْأَيَّامُ تَحْكِيهِ

‏حَيْرَانَ وَالْحَالُ لَا يَأْسٌ وَلا أَمَلٌ
‏تَبْكِيهِ تَبْكِيهِ أَمْ تَشْكِيهِ تَشْكِيهِ

‏لَا الْعَيْنُ تَنْظُرُ فِي حُسْنٍ وَيُعْجِبُهَا
‏تَسْلُو وَلَا الْقَلْبُ يَكْفِيهِ الَّذِي فِيهِ

.....

[الحمدان]

‏فَلَو أَنَّ حَيّاً كانَ قَبراً لِمَيِّتٍ
لَصَيَّرتُ أَحشائي لِأَعظُمِهِ قَبرا

وَلَو أَنَّ عُمري كانَ طَوعَ إِرادَتي
وَساعَدَني المَقدورُ قاسَمتُكَ العُمرا

وَما خِلتُ قَبراً وَهوَ أَربَعُ أَذرُعٍ
يَضُمُّ ثِقالَ المُزنِ وَالطَود وَالبَحرا

أبو دريد الأزدي

[الحمدان]

‏أُصَلّي فَأَبْكي في الصَّلاةِ لِذِكرِها
لِيَ الويْلُ مما يكتبُ المَلَكانِ

عروة بن حزام

[الحمدان]

‏إنَّي حُسِدتُ فَزَاذَ اللَّهُ في حَسَدي
لاَ عَاش مَنْ عَاشَ يَومًا غَيْرَ مَحسُوْدِ

مَا يُحسدُ المَرْءُ إلاَّ مِنْ فَضائِلِهِ
بِالعلْمِ وَالظّرفِ أَو بِالبأسِ وَالجودِ

.....

[الحمدان]

‏يا رب إن السيل قد بلغ الزبُّى
والأمرُ في كافٍ لديك ونونِ

يا من أجبتَ دعاء نوحٍ فانتصِر
وحملتهُ في فلْككَ المشحونِ

يا من أحال النار حول خليلهِ
روْحاً وريحاناً بقولك كوني

يا من أمرتَ الحوت يلفظ يونسا
وسترتهُ بشجيرةِ اليقطينِ

يا رب إنا مثلهُ في كربةٍ
فارحم عباداً كلهم ذو النونِ

.....

[الحمدان]

مناي من الدنيا علوم أبثها
وأنشرها في كل بادٍ وحاضر

دعاء إلى القرآن والسنن التي
تناسى رجال ذكرها في المحاضر

ابن حزم

[الحمدان]

لا تَشْكُ جُرحَكَ للخلائقِ كُلِّهِمْ
وارفَع يَدَيكَ إلى إلَهِكَ شاكِيَا

واسكُبْ دموعَكَ في سجودِكَ
خشيةً إنَّ الإلَهَ يُجيبُ عَبْدًا باكِيَا

.....

[الحمدان]

كُل الذينَ أُحبهم أعدائي
ألمي و شوقي دمعتي ورفاقي

والناس من حولي وجودٌ عابرٌ
ما همني غادٍ ومن هو وباقي

أشتاق و الأشواقُ تذبحُ مهجتي
والحبُ ينزعني من الاعماقِ

سلوايا في الهجرِ دعاءٌ خافتٌ
وجداولٌ من مدمعِ الرقراقي

.....

[الحمدان]

سأصبرُ إن أطقتُ الصبر حتى
تملّ الهجر أو تهوى الوصالا


.....

[الحمدان]

وأعذبُ الوصلِ وصلٌ كنتَ تحسبُه
من المحالِ فأضحى صدفةً قَدَرَا

.....

[الحمدان]

وأعلمُ أنني قاسٍ عليها
ولكني أفيضُ من الحنانِ

طباعُ الشّرقِ لا تنفكُّ عنّي
أينفكُّ المصيفُ عن الزمانِ

وأغضبُ في دواعي الأمر حتى
يزول عن الورى معنى الأمانِ

وأُهزَمُ إن رأيتُ الدّمعَ منها
وأخسر حينها كسب الرهانِ


.....

[الحمدان]

‏بادِرِ الفرصةَ واحذر فَوتَها
فبلوغُ العزِّ في نَيلِ الفُرَصْ

.....

[الحمدان]

‏فَتَذَكَّرُوا الأحْبَابَ عنْدَ دُعَائِكُمْ
فالحُبُّ بيْنَ الصَّادِقينَ دُعَاءُ

.....

[الحمدان]

خُذني إلى عُمْرِ الصِّغارِ لَعَلَّني
إنْ مَا بَكَيْتُ تَضُمُّني الألعَابُ

أغْفُو فَلا شَيْء يُؤرِقُ خَاطِري
وَالقَلْبُ صَفْوٌ إذْ خَلآهُ عِتَابُ

فِي قِطْعَة الحَلْوى نَسيْتُ قَضِيَّتِي
أقْصَى الأمَانِي مَلْعَبُ وَتُرَابُ

.....

[الحمدان]

وَارعَ القُلُوبَ إذَا أتَتكَ حَزِينَةً
بتَلَطُّفٍ وَتَوَدُّدٍ وَحَنَان

كُن مُحسِنًا بالحُبِّ حَتَّى تَرتَوِي
لَا شَيءَ يَعدِلُ لَذَّةَ الإحسَانِ

.....

[الحمدان]

يَكَادُ الشَّوقُ يُنطقُني ولكِنْ
يَردُّ القلبَ عَنك الكِبرياءُ

ويحملُني الحنينُ إليك دوماً
ويمنعُني من البوحِ الحياءُ

وكم أرجو اللقاءِ وأشتهيهِ
وأخشى أن يَبعثِرني اللقاءُ

فرفقاً يا شقيقَ الرُّوح إني
ذوى قلبي وأعياهُ الجفاءُ

.....

[الحمدان]

جاءَ الشتاءُ وروحي في حرائقِها
‏وما أزالُ أُداري سرَّ إحراقي

‏الناسُ تُوقدُ في بَرْدِ الدجى حطباً
‏وإن قسا البَرْدُ بي أوقدتُ أشواقي

.....

[الحمدان]

كالغيمِ كنت على أرضي تُظلِلُها
‏واليوم قد عبثت شمسٌ بأفاقي

.....

[الحمدان]

هَذا الرْجَاءُ وَهَذا البُوحُ تَسمعُهُ
فَلا تُخِيّبهُ واحلُل عُقدةَ التّعبِ

سبحانه

[الحمدان]

أَقْسَى مِنَ الْفَقْدِ حَيٌّ لَا تُرَجِّيهِ
‏شَطَّتْ بِهِ عَنْكَ أَسْفَارٌ مِنَ التِّيهِ

‏إِنْ رُحْتَ تَنْسَاهُ جَاءَ الدَّهْرُ يَذْكُرُهُ
‏مِنْ أَيْنَ تَنْسَاهُ وَالْأَيَّامُ تَحْكِيهِ

‏حَيْرَانَ وَالْحَالُ لَا يَأْسٌ وَلا أَمَلٌ
‏تَبْكِيهِ تَبْكِيهِ أَمْ تَشْكِيهِ تَشْكِيهِ

‏لَا الْعَيْنُ تَنْظُرُ فِي حُسْنٍ وَيُعْجِبُهَا
‏تَسْلُو وَلَا الْقَلْبُ يَكْفِيهِ الَّذِي فِيهِ

.....

[الحمدان]

بَكَيتُ وَهَل بُكَاءُ القلبِ يُجدِيّ
فِراق أحبّتي وَحَنينُ وَجديّ

فَمَا مَعنى الحَياة إذا افتَرقنا
وَهَل يُجديّ النحِيب فَلستُ أدري

فَلا التِذكَار يَرحَمني فَأنسَى
وَلا الأشواقُ تَترُكني لِنومي

فِراقُ أحبّتي كَم هزّ وَجديّ
وَحَتى لِقائهُم سَأظلُ أبكيّ

.....

[الحمدان]

سنضحكُ مثلما يومًا بكينا
‏وسوف ننامُ حتمًا في هناءِإ

.....

[الحمدان]

وإذا أتاك الصبح فانهض حيهِ
إن الكريم لضيفه يتجملُ

أوما تراه على خصاصة عيشهِ
يأتي بوجهٍ مشرق يتهللُ


.....

[الحمدان]

نعوذ بالله مِن حرفٍ سيُبعدنا
عن القُرَآن ويُلهينا عن العملِ

ونرتجي منه فضلًا أن يسخرنا
لخدمة الدين هذا غاية الأملِ

آمين

[الحمدان]

‏حَتَّى وَإِن ضاقت الدنيا بِمَا رحُبَتْ
يَومًا عليك فبالرحمن زِدْ أَمَلَكْ

كَم شِدَّةٍ قَبلَهَا واجهت فانفرجت
لمَّا لَجَأْت لِرَبٍّ قَطُّ مَا خذلك

في كُلِّ أمرٍ تَرَيَّث لَا تَكُن عَجِلًا
فَلَن تنال سِوَى ماشاء رَبُّكَ لَكْ

.....

[الحمدان]

النفسُ أدنى عدو أنتَ حاذرهُ
والقلبُ أعظمُ ما يُبلى به الرجُلُ

وكيف نأملُ أن تَبقَى الحياة لنا
وغيرُ راجعة ٍأيامنَا الأُوَلُ

الشريف الرضي

[الحمدان]

‏إِنّي لَأَطمَعُ في الرُقادِ لِأَنَّهُ
شَرَكٌ يُصادُ بِهِ الغَزالُ الشارِدُ

فَأَظَلُّ أَقنَعُ بِالخَيالِ وَإِنَّهُ
طَمَعٌ يُوَلِّدُهُ الخَيالُ الفاسِدُ

هَيهاتَ لا يَشفي المُحِبَّ مِنَ الأَسى
قُربُ الخَيالِ وَرَبُّهُ مُتَباعِدُ

صفي الدين الحلي

[الحمدان]

‏ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا
فنجهلَ فوق جهلِ الجاهلينا

ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً
ويَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدَراً وطِينا

مَلأنَا البَرَّ حَتَّى ضاقَ عَنَّا
وماءُ البَحْر نَمْلَؤُهُ سَفِينا

لنا الدنيا ومن يمشى عليها
ونبطش حين نبطش قادرينا

إذا بَلَغَ الفطامَ لَنَا صبيٌّ
تَخِرُّ لَهُ الجَبابِرُ ساجِدِينا

عمرو بن كلثوم

[الحمدان]

‏تَناهَى سُكونُ الحُسنِ من حرَكاتِها
فليسَ لرائي وجهِها لم يَمُتْ عُذْرُ

المتنبي

[الحمدان]

‏قُلْ لي فديتُكَ منْ بشوقٍ أمطرَكْ
يـوماً و مَنْ بالشــعرِ حُبّـاً سـطَّركْ

لولاڪ ما خفقَ الفـؤادُ صبـابةً
أو بالمشــاعر ذاتَ يومٍ عطَّـرَكْ

أنتَ الذي ملڪتْ عيونُكَ مهجتي
هل كنتَ تعلمُ كيفَ عقلي صـوَّرَكْ

كنت المـلاك ولم تزل في ناظـري
عِقْدا فريـدا مُذ خطرت وأبصـرَك

.....

[الحمدان]

‏الوَرْدُ أَصْبَحَ فِي يَدَيْها ذائِبًا
مِنْ فَرْطِ رِقَّتِها وَحُلْوِ جَمالِها

حَسْناءُ لا غَيْمٌ يُوارِي حُسْنَها
بيضاءُ فاتِنَةٌ بِحُسْنِ دَلالِها

.....

[الحمدان]

‏أتُقالُ فِيكِ قَصيدَةٌ مَرْمُوقَةٌ
أنتِ القَصائِدُ مَطْلَعًا وخِتامًا

....

[الحمدان]

يا نفسُ لا تَجزَعي مِنْ شِدَّةٍ عَظُمَت
وأيقنِي مِنْ إلهِ الخَلْقِ بالفَرَجِ

كَمْ شِدَّةٍ عَرَضَت ثُمَّ انجَلَت ومَضَت
مِن بَعدِ تأثيرِها في المالِ والمُهَجِ

.....

[الحمدان]

‏قال أسامة بن منقذ في الأيَّامِ الخَوَالي:

وقالوا أَتَبكي للمَنازلِ قلتُ لا
ولكنَّما أبكي لأهلِ المَنازلِ

[الحمدان]

وَمَا الدّهْرُ إلاّ مِنْ رُواةِ قَصائِدي
إذا قُلتُ شِعراً أصْبَحَ الدّهرُ مُنشِدَا

أبو الطيب المتنبي

[الحمدان]

‏ألا إنّ شَيبَ الرأسِ ليسَ بآفةٍ
تُضيرُكَ إلا في النساءِ الجَواهِلِ


النمر بن تولب

[الحمدان]

‏لِكلِّ ذي هِمّةٍ في دهرِه أملٌ
وكلُّ ذي أملٍ في الدهرِ ذو ألَمِ

إيليا أبو ماضي

[الحمدان]

نحتاج من يحنو على أرواحنا
ما كل روحٍ عن أساها تُفصِحُ

رفقًا بنا يا وقتُ،إن لم تنتبهْ
لم يبقَ شيء في الحنايا يُجرحُ

.....

[الحمدان]

‏فَكَّرتُ في الدُنيا وَجِدَّتِها
فَإِذا جَميعُ جَديدِها يَبلى

وَإِذا جَميعُ أُمورِها عُقَبٌ
بَينَ البَرِيَّةِ قَلَّما تَبقى

وَبَلَوتُ أَكثَرَ أَهلِها فَإِذا
كُلُّ امرِئٍ في شَأنِهِ يَسعى

أبو العتاهية

[الحمدان]

وإنَّ امرأ أمسى وأصبح سالمًا
من النّاس إلّا ما جَنى لسَعيدُ

.....

[الحمدان]

‏أَرى الشَّمسَ تَشرُقُ ثُمَّ تَغرُبُ دائِمًا
وَقَلبي بِذاكَ اليَومِ ما زالَ مُمسِكا

.....

[الحمدان]

تسرب العمر رملاً من اصابعنا
ونحن ننظر في راحات ايدينا

.....

[الحمدان]

‏إذا ما الهمّ أرهق فيك روحاً
وضاق بصدرك الكونُ الفسيحُ

توجّه للرحيم وكُن منيباً
تطِبْ روحاً وقلبك يستريحُ

.....

[الحمدان]

لئِن كنتَ في الدنيا بصيرًا فإنما
‏بَلاغُك منها مثل زادِ المسافرِ

‏إذا أبقَتِ الدنيا على المرءِ دينَهُ
‏فما فاتَهُ منها فليسَ بضائرِ

أبو العتاهية

[الحمدان]

‏ما الهَمُّ إلّا مثل سجنٍ ضَيِّقٍ
واهٍ إذا ما الفألُ مَدَّ الأجنِحَةْ

لا تبتأس فالليل صُبحٌ قد غفا
وغدًا يُِمزِّق في مداهُ الأوشِحَةْ

عقد الكروب إذا النُّفُوسُ تبسَّمَت
ينبَتُّ أرضًا مثل عقد المِسبَحَةْ

.....

[الحمدان]

‏الحُرُّ للحُرِّ ميّالٌ برغبتِهِ
والوغدُ بالوغدِ مفتونٌ ومقتنعُ

والناسُ للناسِ والآفاق شاسعةٌ
والطيرُ قالوا على أشكالِها تقعُ

صرحُ العلاقاتِ يُبنى في ضمائِرِنا
على أساسٍ به الأخلاقُ تنطبعُ

عمار العماني

[الحمدان]

‏إنَّ اللَّباقةَ للَّبيبِ علامةٌ
أمَّا الفظاظةُ فهْيَ مِنْ وصْفِ الغَبِي

فاجعلْ كلامَكَ كالشَّرابِ عذوبَةً
حُلوًا يَسيغُ لشارِبٍ إنْ يَشرَبِ

وإذا أردتَ لِعَذْبِ قولِكَ مَنْهَلًا
فاغْرِفْ مِنَ القرآنِ أوْ قولِ النَّبي

فاضل أصفر

[الحمدان]

‏كُلُّ العُلومِ سِوى القُرآنِ مَشغَلَةٌ
إِلّا الحَديثَ وَعِلمَ الفِقهِ في الدينِ

العِلمُ ما كانَ فيهِ قالَ حَدَّثَنا
وَما سِوى ذاكَ وَسواسُ الشَياطينِ

الشافعي

[الحمدان]

‏وَطَرقتُ أبوابَ الْسَّعَادَةَ كُلَّها
وَبَحَثتُ عَن أُنسِي عَن اطمِئْنَانِي

والله لَم ألقَ لِقَلبي بَهجَةً
كَقِرَاءتِي وِردَاً مِنَ القُرَآنِ

.....

[الحمدان]

‏لُغتي وأفخرُ إذا بُليتُ بحبها
فَهي الجمالُ وفصلُها التبيانُ

عربيةٌ لاشك أن بيانها
مُتبسمٌ في ثغره القرآنُ

.....

[الحمدان]

بعيداً يَا صَغيرَةُ عَن طَريقي
فَدربُ الحبِ مَا عَادَتْ طَريقي

وأنتِ فَراشةُ تَنْدى جَمالاً
كَزهرٍ فاحَ مِنْ عِطرِ الرَّحيقِ

وَعُودُكِ مثلُ غصنِ البَانِ يَزهُو
وقدْ جَفَّتْ دماءٌ في عُروقي

حياتي كالحديقة في رؤاها
تنامُ على الزُّمرُّدِ والعَقيقِ

وكَم رَشَفتْ مِنَ الأزهَارِ رِيقاُ
وَفاحَ عَبيرُها من طِيبِ رِيقي

فُصولُ العَامِ أحْياهَا غَرامَاً
لتمطرَ او تَفيضَ على حَريقيْ

شَربتُ مِنَ الكُؤوسِ هوىً وذِكرى
بمُرِّ الِكأسِ والخمرِ العتيقِ

ولي بينَ النِّسا قلبٌ تلظّى
كأنِّي الزيرُ أعشقُ فاسْتَفيقِي

أَرى الأنْثُى كَحورِ البَحْرِ وَجهاً
وأهوى الغوصَ في البَحرِ العميقِ

حَياتيْ مَسرحٌ صارتْ و كَانتْ
و أبطالي مِنَ الجِنسِ الرَّقيقِ

أتيتي في ضَياعِ العُمْرِ فامْضِي
فَقَدْ ضيَّعتِ عنوانَ الطَّريقِ



هيثم المخللاتي

[الحمدان]

‏غَمَّازَتَيها إنْ تَبَسَّـمَ ثَغـرُها
بَتلاتُ وَردٍ قد رأَيتُ شَذَاها

.....

[الحمدان]

‏يا أفتَنَ الناسِ ألحَاظا إذا رَمَقا
‏وأعذبُ الناسِ ألفَاظا إذا نَطَقا

.....

[الحمدان]

وما الحياة سوى حلمٌ ألمّ بنا
قد مر كالحلم ساعات وأيام

هل عشت حقًا يكاد الشك يغلبني
أم كان ما عشته أضغاث أحلام

في مثل غمضة عين وانتباهتها
قد أصبح الطفل شيخًا أبيض الهام

لولا يقيني بربي لا شريك له
لما حسبت حياتي غير أوهام

.....

[الحمدان]

‏يُسالِمُني بالودِّ مَن لا أودُّهُ
وَيَطلُبُني بالثَّأر مَن لا أحارِبُه

.....

[الحمدان]

إِذا عاشَ الفَتى ستينَ عاماً
فَنِصفُ العُمرِ تَمحَقُهُ اللَيالي

وَنِصفُ النِصفِ يَذهَبُ لَيسَ يَدري
لِغَفلَتِهِ يَميناً مِن شِمالِ

وَثُلثُ النِصفِ آمالٌ وَحِرصٌ
وَشُغلٌ بِالمَكاسِبِ وَالعيالِ

وَباقي العُمرِ أَسقامٌ وَشَيبٌ
وَهَمٌّ بِاِرتِحالٍ وَاِنتِقالِ

فَحُبُّ المَرءِ طولَ العُمرِ جَهلٌ
وَقِسمَتَهُ عَلى هَذا المِثالِ

علي بن أبي طالب رضي الله عنه

[الحمدان]

‏وشعبٌٌ يفِرُّ من الصالحات
فِرار السليمِ مِن الأجّربِ

ويُهضمُ فينا الإمامُ الحكيم
ويُكرمُ فينا الجهول الغبي


حافظ إبراهيم

[الحمدان]

قل لي – ولو كذباً – كلاماً ناعماً
قد كـادً يقتلنــي بــك التمثـــــــال

مازلت في فن المحبــة .. طفلـــةً
بينـــي وبينـــك أبحـــر وجبــــــال

لم تستطيعـي ، بعد ، أن تتفهمـي
أن الرجـــال جميعهــــم أطفــــال

إنــي لأرفــض أن أكــون مهرجــاً
قزمــاً .. علـــى كلماتــه يحتـــال

فــإذا وقفت أمام حسنك صامتاً
فالصمت في حرم الجمال جمال

كلماتنا في الحب .. تقتل حبنـــا
إن الحروف تموت حين تقــال..

قصص الهوى قد أفسدتك .. فكلها
غيبوبــة .. وخرافــةٌ .. وخيــال

الحـــب ليــس روايــةً شرقيـةً
بختــامهــا يتـــزوج الأبطـــال

لكنــه الإبحــار دون سفينــــةٍ
وشعورنا ان الوصول محــال

هو أن تظل على الأصابع رعشةٌ
وعلى الشفاه المطبقات سؤال

هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمــو كروم حولــه .. وغــلال..

هو هذه الأزمات تسحقنا معاً ..
فنموت نحن .. وتزهر الآمال

هو أن نثور لأي شيءٍ تافهٍ
هو يأسنا .. هو شكنا القتال

هو هذه الكف التي تغتالنا
ونقبل الكف التـي تغتـــال


لا تجرحي التمثال في إحساسه
فلكم بكى في صمته .. تمثــــال

قد يطلع الحجر الصغير براعماً
وتسيل منـه جــداولٌ وظـــلال

إني أحبك من خـلال كآبتــي
وجهاً كوجه الله ليس يطال

حسبي وحسبك .. أن تظلي دائماً
ســراً يمزقنــي .. وليــس يــقال ..

نزال قباني

[الحمدان]

إذا أنت عِبْتَ النَّاس عابوا وأكثروا
عليك وأبدوا منك ما كان يُسْتَرُ

إذا ما ذكرتَ النَّاس فاترك عيوبَهم
فلا عيب إلا دون ما فيك يُذْكَرُ

فإن عِبْتَ قوما بالذي ليس فيهم
فذاك عند الله والنَّاسِ أكبرُ

وإن عِبْتَ قوما بالذي فيك مثله
فكيف يَعِيب العُورَ من هو أعورُ

.....

[الحمدان]

أُصافحُ الغيمَ مُذ كانت قصائدُنا
عن الصباحِ ، عن اللُقيا ، و عن قلقي

واليوم طيفٌ و أيامٌ و ذاكرةٌ
تكاثرَ البوحُ في روحي و في طُرقي

.....

[الحمدان]

‏لها عندي أَمـــاناتٌ بِقَلبي ..
أُراعيها .. وإنْ قَـلَّ التَّواصُل

لِرُؤيَتِها تَذُوبُ العَينُ شَوقاً ..
ورُؤيَةُ غَيرِها تَحصِيلُ حاصِل

.....

[الحمدان]

‏عيونَ المها مالي بسحركِ من يدِ
ولا في فؤادي موضع للتجلُّدِ

رويداً بقلبٍ مستهامٍ متيَّمٍ
ورفقاً بذا الجفن القريح المسهَّد

قفي زوّدينا منك يا أمَّ مالكٍ
فغيرُ كثيرٍ وقفة المتزوّد

ففي الظعن أحوى لا يرقُّ لعاشقٍ
سرى منجداً لكنَّه غير منجد

وبيض الطُّلى حور المناظر سودها
وما كحلتْ أجفانهنَّ بإثمد

لعلَّ رجاءً فات في اليوم نيله
يداركهُ حظٌ فيدرك في الغد

ذللت لسلطان الهوى بعد عزَّةٍ
وليست لذلٍ قبلها بمعوَّد

ويزعمُ أنَّ السلم بيني مبينه
فما بالُ سيفِ اللحظ ليس بمغمد

تأمل جبيناً واضحاً تحت طرَّةٍ
ترى الصبح في جنحٍ من الليل أسود

سرى القلبُ منه بين نور وظلمة
فمن أجلها أنيّ أضلُّ وأهتدي

أبن الساعاتي

[الحمدان]

إذا نادى الصّباحُ بكوبِ بـُنٍّ
وباتَ الليلُ خيطًا قد تلاشى

عَجِلْتُ لها أصوغُ الشوقَ فنًّا
بكفٍّ تسكبُ الحرفَ اندهاشا

قـوامٌ مُتْرفٌ ينسـابُ حُسنًا
يُذيبُ القلبَ عِشقًا وانتعاشا

.....

[الحمدان]

من نِداءاتِ عُمر بن أبي ربيعة الرَّقيقة:

يا أَصدَقَ الناسِ مَوعوداً إِذا وَعَدا
وَأَحسَنَ الناسِ في عَيني وَأَجمَلَهُم

[الحمدان]

أَرَجٌ لِرَيّا طَلَّةٌ رَيّاهُ
لايَبعَدِ الطَيفُ الَّذي أَهداهُ

وَمُسَهَّدٍ لَو عادَ أَهلُ كَرىً إِلى
مُحتَلِّهِم مِنهُ لَعادَ كَراهُ

يَهواكِ لا إِنَّ الغَرامَ أَطاعَهُ
عَفواً وَلا أَنَّ السُلُوَّ عَصاهُ

مُتَخَيِّرٌ أَلفاكِ خيرَةَ نَفسِهِ
مِمَّن نَآهُ الوُدُّ أَو أَدناهُ

قَد كانَ مُمتَنِعَ الدُموعِ فَلَم تَزَل
عَيناكِ حَتّى استَعبَرَت عَيناهُ

طَلَبَت عَذابَ الصَبِّ مِن كَلَفٍ بِها
وَلَوَت بِنُجحِ الوَعدِ حينَ أَتاهُ

فَانظُر إِلى الحُكمَينِ يَختَلِفانِ بي
في الدَينِ أَقضيهِ وَلا أُقضاهُ

عَيشٌ لَنا بِالأَبرَقَينِ تَأَبَّدَت
أَيّامُهُ وَتَجَدَّدَت ذِكراهُ

وَالعَيشُ مافارَقتَهُ فَذَكَرتَهُ
لَهَفاً وَلَيسَ العَيشُ ماتَنساهُ

وَلَوَ أَنَّني أُعطي التَجارِبَ حَقَّها
فيما أَرَت لَرَجَوتُ ما أَخشاهُ

وَالشَيءُ تُمنَعُهُ يَكونُ بِفَوتِهِ
أَجدى مِنَ الشَيءِ الَّذي تُعطاهُ

خَفِّض أَسىً عَمّا شَآكَ طِلابُهُ
ماكُلُّ شائِمِ بارِقٍ يُسقاهُ

لا عُذرَ لِلشَجَرِ الَّذي طابَت لَهُ
أَعراقُهُ أَلّا يَطيبَ جَناهُ

البحتري

[الحمدان]

قَد جَمَّعَ اللَهُ لِي شَملي بِقُربِكُمُ
مِن بَعدِ ما كانَ يا نَفسي الفِدا بَدَدَا

وَعادَ نَومي وَقَد كانَ الرُّقادُ جَفا
عَيني وَبُدِّلتُ مِن لَذّاتِهِ السَهَدا

وَكانَ قَد غابَ لَمّا غِبتِ عَن جَسَدي
قَلبي وَأورِثتُ همّاً فَتَّتَ الكَبِدا

وَكُنتُ أَسخَنَ خَلقِ اللَهُ كَلِّهِمُ
عَيناً وأَطوَلَهُم مِن وَحشَتي كَمَدا

فَقَرَّتِ العَينُ يا نَفسي بِقُربِكُمُ
وَغابَ هَمّي وَوافَى روحِيَ الجَسَدا

فَالحَمدُ لِلَّهِ ذي النَعماءِ يا سَكَني
حَمداً كَثيراً لِرَبِّي دائِماً أَبَدا


العباس بن الأحنف

[الحمدان]

أباحت حمىً لم يَرْعَهُ الناسُ قَبلها
وحَلّتْ تِلاعاً لم تكن قبلُ حلّتِ

كُثيّر عن عَزّة

[الحمدان]

عليكِ سَلامٌ لا سَلامَ مُوَدِّعٍ
وأنتِ مُنى نَفسِي وأنتِ سُرورُها

فَحُبُّكِ فِي قَلبِي مُقيمٌ مُصَوَّرٌ
وحُبُّكِ فِي الأحشاءِ وَسطَ ضَمِيرهَا

فَأنتُم مُنى قَلبِي وسُؤلِي وبُغيَتِي
وَأَنتُم ضِيا عَينِي اليَمِين ونُورُها

قيس بن الملوح

[الحمدان]

‏«فلا هُوَ يَقوى أن يُصَرّحَ إن شَكى
ولا هيَ تُدرى حينَ كنّى مَطالِبُه

كمن باتَ بالحُمى خِلافًا لِما بهِ
يُرى يشتكي بردًا و ما انفكّ لاهِبُه!»

بدر الدريع

[الحمدان]

أَخِفُّ عَلى لُقيا الحَبيبِ وَإِنَّني
لَعَمرُكَ في كُلِّ الأُمورِ وَقورُ

المعتمد بن عباد

[الحمدان]

قال يزيد بن الطثرية:

ومُستخبرٍ عنها ليعلمَ ما الَّذي
لها في فؤادي غيرَ أنِّي أُحاذرُهْ

وردْتُ به عمياءَ منها ولمْ أكُنْ
إذا ما وشى واشٍ بليلى أُناظرُهْ

[الحمدان]

كريمٌ يُميتُ السِّرَّ حتَّى كأنَّهُ
إذا استخبروهُ عنْ حديثكِ جاهلُهْ

رعى سرَّكُمْ في مُضمرِ القلبِ والحشا
حفيظٌ عليكمْ لا تخافُ غوائلُهْ

وأكتمُ نفسي بعضَ سرِّي تكرُّماً
إذا ما أضاعَ السِّرَّ في السِّرِّ جاهلُهْ

.....

[الحمدان]

قال ذو الرمة:

فما زلتُ أطوي النَّفسَ حتَّى كأنَّها
بذي الرِّمثِ لم تخطرْ علَى قلبِ ذاكرِ

حياءً وإشفاقاً منَ الرَّكبِ أن يروا
دليلاً علَى مستودعاتِ السَّرائرِ

[الحمدان]

حديثُهُ أو حَديثٌ عنهُ يُطرِبُنِي
هذا إذا غابَ أو هذا إذا حَضَرَا

كِلاَهُمَا حَسَنٌ عندي أُسَرُّ به
لكنَّ أحلاهُما ما وافَقَ النّظرا

.....

[الحمدان]

أَيا ريحَ الشَمالِ أَما تَرَيني
أَهيمُ وَإِنَّني بادي النُحولِ

هَبي لي نَسمَةً مِن ريحِ بَثنٍ
وَمُنّي بِالهُبوبِ عَلى جَميلِ

وَقولي يا بُثَينَةُ حَسبَ نَفسي
قَليلُكِ أَو أَقَلُّ مِنَ القَليلِ

.....

[الحمدان]

قال أبو الأسود الدؤلي:

لكل امرىء شكل من الناس مثله
وكل امرىء يهوى إلى من يشاكله

ومالك بد من نزيل فلا تكن
نزيلا لمن يسعى به من ينازله

وإن أنت نازلت الكريم فلاقه
بما أنت من أهل المروءة قائله

وإن أنت نازلت اللئيم فكن فتى
تزايله في فعله وتحامله

إذا لم تداخل عز من كان ذا حجا
وعزم وحزم لم تجد من تداخله

وما الناس إلا بالأصول فإنما
يثبت أعلى كل بيت أسفله

[الحمدان]

وإن أولى البرايا أن تواسيه
عند السرور لمن واساك في الحزن

إن الكرام إذا ما ايسروا ذكروا
من كان يألفهم في المنزل الخشن

بهجة المجالس ابن عبد البر

[الحمدان]

ويسألني الدعاءَ وليس يدري
‏بأنّي أبتدي فيهِ دعائي

‏حبيبٌ لي بعيدٌ، لهف روحي
‏عليهِ في الشّدائد والرّخاءِ

.....

[الحمدان]

‏ولقد عفوتُ عنِ المُسيءِ لأّنني
‏بالرّغم مِن عُمقِ الأسى، لا أحقدُ

‏لكنّ أيامَ الودادِ قد انتهتْ
‏فينا ، وبعضُ الودَّ لايتجدّدُ

.....

[الحمدان]

خُذي حَديثَكِ مِن نَفسي عَن النَفسِ
وَجدُ المَشوقِ المُعَنّى غَيرُ مُلتَبِسِ

الماءُ في ناظِري وَالنارُ في كَبِدي
إِن شِئتِ فَاِغتَرِفي أَو شِئتِ فَاِقتَبِسي

كَم نَظرَةٍ مِنكَ تَشفي النَفسَ عَن عَرَضٍ
وَتُرجِعُ القَلبَ مِنِّ جِدَّ مُنتَكِسِ

تَلَذُّ عَيني وَقَلبي مِنكَ في أَلَمٍ
فَالقَلبُ في مَأتَمٍ وَالعَينُ في عُرُسِ

الشريف الرضي

[الحمدان]

دمشقُ صبرًا على البلوى فَكَم صُهِرَتْ
سَبائكُ الذهبِ الغالي فَما احترقا

الجواهري

[الحمدان]

إِنّي عَشِقتُكَ لا عَن رُؤيَةٍ عَرَضَت
وَالقَلبُ يُدرِكُ ما لا يُدرِكُ البَصَر

فُتِنتُ مِنكَ بِأَوصافٍ مُجَرَّدَةٍ
في القَلبِ مِنها مَعانٍ ما لَها صُوَر

وَالناسُ قَد ذَكَروا ما فيكَ مِن شِيَمٍ
وَقَد تَخَيَّلَ فِكري فَوقَ ماذَكَروا

مَتى تَرى مِنكَ عَيني ما وَعَت أُذُني
وَيَشرَحُ الخُبرُ ماقَد أَجمَلَ الخَبَرُ

بهاء الدين زهير

[الحمدان]

رجلٌ وما استَسلَمْتُ قَبْلُ لفارسٍ
مالي أمام عيونِها مستَسلِمُ

أأعودُ منتصِرًا بِكلِّ معارِكي
وأمام عَيْنَيها البريئةِ أُهْزَمُ

أنا شاعرٌ ما أسعَفَتْهُ حروفُهُ
الحبُّ من لغةِ المشاعر أعظمُ

لي ألف بيتٍ بالفصيحِ أجدْتُها
لكنّني في حبِّها أتلَعْثَمُ

.....

[الحمدان]

لَئِنْ كُنتُ مَجهولًا بِذُلِّيَ في الهَوى
فَإِنّي بِعِزِّي عِندَ غَيرِكِ أُعرَفُ

فَلا تَعجَبي أَنِّي تَعَرَّقَني الضَنى
فَإِنَّ الهَوى يَقوى عَلَيَّ وَأَضعُفُ

يُقَرَّعُ بِاِسمي الجَيشُ ثُمَّ يَرُدُّني
إِلى طاعَةِ الحَسناءِ قَلبٌ مُكَلَّفُ

الشريف الرضي

[الحمدان]

كيفَ السّبيلُ إلى طَيفٍ يُزاوِرهُ
والنّومُ في جُملةِ الأحبابِ هاجِرُهُ

الحُبُّ آمِرُهُ والصّونُ زاجِرُهُ
والصّبرُ أوّلُ ما يأتي وآخِرُهُ

أنا الّذي إن صبا أو شفّهُ غَزلٌ
فَللعفافِ وللتّقوى مآزِرُهُ

وأشرفُ النّاسِ أهلُ الحُبّ منزلةً
وأشرفُ الحبِّ ما عفّت سرائرُهُ

ما بالُ ليليَ لا تسري كواكبُهُ
وطيفُ عزّةَ لا يعتادُ زائرُهُ

مَن لا ينامُ فَلا صبرٌ يؤازِرُهُ
ولا خيالٌ على شَحطٍ يُزاوِرُهُ

يا ساهِرًا لَعِبت أيدي الفِراقِ بهِ
فَالصّبرُ خَاذِلُهُ والدّمعُ ناصِرُهُ

إنّ الحبيبَ الّذي هَامَ الفؤادُ بِهِ
ينامُ عَن طولِ ليلٍ أنتَ ساهِرُهُ

ما أنسَ لا أنسَ يومَ البَينِ موقِفنا
والشّوقُ يَنهى البُكا عنّي ويأمُرُهُ

وقولَها ودموعُ العَينِ واكِفةٌ
هذا الفِراقُ الّذي كُنّا نُحاذِرُهُ

أبو فراس الحمداني

[الحمدان]

رُعاةَ اللَيلِ ما فَعَلَ الصَباحُ
وَما فَعَلَت أَوائِلُهُ المِلاحُ

وَما بالُ الَّذينَ سَبوا فُؤادي
أَقاموا أَم أَجَدَّ بِهِم رَواحُ

وَما بالُ النُجومِ مُعَلَّقاتٌ
بِقَلبِ الصَبِّ لَيسَ لَها بَراحُ

كَأَنَّ القَلبَ لَيلَةَ قيلَ يُغدى
بِلَيلى العامِرِيَّةِ أَو يُراحُ

قَطاةٌ عَزَّها شَرَكٌ فَباتَت
تُجاذِبُهُ وَقَد عَلِقَ الجَناحُ

مجنون ليلى

[الحمدان]

‏وَمِن عَجَبي أَنّي أَحِنُّ إِلَيكُمُ
‏وَلَم يَخلُ طَرفي مِن سَناكُم وَلا قَلبي

‏وَأَطلُبُ قُربًا مِن حِماكُم وَأَنتُمُ
‏إِلى ناظِري وَالقَلبُ في غايَةِ القُربِ

.....

[الحمدان]

في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُ
أهذِهِ صَخرةٌ أمْ هذِه كبِدُ

قدْ يقتُلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُدوا
عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِدوا

تَجري على رِسْلِها الدُنيا ويتبَعُها
رأيٌ بتعليلِ مَجراها ومُعتقَد

حُييَّتِ أُمَّ فُراتٍ إنَّ والدة
بمثلِ ما انجبَتْ تُكنى بما تَلِد

تحيَّةً لم أجِدْ من بثِّ لاعِجِها
بُدّاً وإنْ قامَ سدّاً بيننا اللَحد

بالرُوح رُدِّي عليها إنّها صِلةٌ
بينَ المحِبينَ ماذا ينفعُ الجَسد

عزَّتْ دموعيَ لو لمْ تَبعثي شَجَناً
رَجعت مِنه لحرِّ الدمع أبترِد

خَلعتُ ثوبَ اصطِبارٍ كانَ يَستُرنُي
وبانَ كِذبُ ادِعائي أنَّني جَلِد

بكَيتُ حتَّى بكا من ليسَ يعرِفُني
ونُحتُ حتَّى حكاني طائرٌ غَرِد

إنّا إلى اللهِ ! قولٌ يَستريحُ بهِ
ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحدوا

مُدَّي إليَّ يَداً تُمْدَدْ إليكِ يدُ
لابُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نتَّحِد

كُنَّا كشِقَّينِ وافي واحداً قدَرٌ
وأمرُ ثانيهما مِن أمرِهِ صَدَد

.....

[الحمدان]

لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِهِ
مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً
مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ
مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ

ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ
رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ

كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ
مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ

إِذا الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً
وَلَو إِلى السَندّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ

.....

[الحمدان]

تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
رزقَاً وَ لادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قد قُسِمَت
بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

.....

[الحمدان]

تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
رزقَاً وَ لادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قد قُسِمَت
بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

.....

[الحمدان]

تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
رزقَاً وَ لادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قد قُسِمَت
بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

.....

[الحمدان]

اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ

وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ

وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ

لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ

إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ
بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ

.....

[الحمدان]

رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ

.....

[الحمدان]

اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ

كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ

أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ
لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ

إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفقُها
بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ

بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ
بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ

لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا
لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ

.....

[الحمدان]

بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست
آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ

هَل الزَمانُ مُعِيدٌ فِيكَ لذَّتَنَا
أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ

فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ
وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ

مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ
كَما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُهُ

وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا
جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ

.....

[الحمدان]

لَأَصبِرَنَّ على دهر لا يُمَتِّعُنِي
بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ

عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً
فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ

عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا
جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ

وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ
فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ

.....

[الحمدان]

فَلَمّا اِشتَدَّتِ الهَيجاءُ كُنّا
أَشَدَّ مَخالِبًا وَأَحَدَّ نابا

وَأَمنَعَ جانِبًا وَأَعَزَّ جارًا
وَأَوفى ذِمَّةً وَأَقَلَّ عابا

أبو فراس الحمداني

[الحمدان]

أَزَينَ نِساءِ العالَمينَ أَجيبي
دُعاءَ مَشوقٍ بِالعِراقِ غَريبِ

كَتَبتُ كِتابي ما أُقيمُ حُروفَهُ
لِشِدَّةِ إِعوالي وَطولِ نَحيبي

أَخُطُّ وَأَمحو ما خَطَطتُ بِعَبرَةٍ
تَسُحُّ عَلى القُرطاسِ سَحَّ غُروبِ

.....

[الحمدان]

أَيا فَوزُ لَو أَبصَرتِني ما عَرَفتِني
لِطولِ شُجوني بَعدَكُم وَشُحوبي

وَأَنتِ مِنَ الدُنيا نَصيبي فَإِن أَمُت
فَلَيتَكِ مِن حورِ الجِنانِ نَصيبي

سَأَحفَظُ ما قَد كانَ بَيني وَبَينَكُم
وَأَرعاكُمُ في مَشهَدي وَمَغيبي

وَكُنتُم تَزينونَ العِراقَ فَشانَهُ
تَرَحُّلُكُم عَنهُ وَذاكَ مُذيبي

وَكُنتُم وَكُنّا في جِوارٍ بِغِبطَةٍ
نُخالِسُ لَحظَ العَينِ كُلَ رَقيبِ

فَإِن يَكُ حالَ الناسُ بَيني وَبَينَكُم
فَإِنَّ الهَوى وَالوِدَّ غَيرُ مَشوبِ

.....

[الحمدان]

وَإِنّي لَأَستَهدي الرِياحَ سَلامَكُم
إِذا أَقبَلَت مِن نَحوِكُم بِهُبوبِ

وَأَسأَلُها حَملَ السَلامِ إِلَيكُمُ
فَإِن هِيَ يَوماً بَلَّغَت فَأَجيبي

أَرى البَينَ يَشكوهُ المُحِبونَ كُلُّهُم
فَيا رَبُّ قَرِّب دارَ كُلِّ حَبيبِ

.....

[الحمدان]

أَلا أَيُّها الباكونَ مِن أَلَمِ الهَوى
أَظُنُّكُمُ أُدرِكتُمُ بِذَنوبِ

تَعالَوا نُدافِع جُهدَنا عَن قُلوبِنا
فَيوشِكُ أَن نَبقى بِغَيرِ قُلوبِ

.....

[الحمدان]

أَلا أَيُّها الباكونَ مِن أَلَمِ الهَوى
أَظُنُّكُمُ أُدرِكتُمُ بِذَنوبِ

تَعالَوا نُدافِع جُهدَنا عَن قُلوبِنا
فَيوشِكُ أَن نَبقى بِغَيرِ قُلوبِ

.....

[الحمدان]

كَأَن لَم تَكُن فَوزٌ لِأَهلِكَ جارَةً
بِأَكنافِ شَطٍّ أَو تَكُن بِنَسيبِ

أَقولُ وَداري بِالعِراقِ وَدارُها
حِجازيَّةٌ في حَرَّةٍ وَسُهوبِ

وَكُلُّ قَريبِ الدارِ لا بُدَ مَرَّةً
سَيُصبِحُ يَوماً وَهوَ غَيرُ قَريبِ

سَقى مَنزِلاً بَينَ العَقيقِ وَواقِمٍ
إِلى كُلِّ أُطمٍ بِالحِجازِ وَلوبِ

أَجَشُّ هَزيمُ الرَعدِ دانٍ رَبابُهُ
يَجودُ بِسُقيا شَمأَلٍ وَجَنوبِ

.....

[الحمدان]

أَزوّارَ بَيت اللَهَ مُرّوا بِيَثرِبٍ
لِحاجَةِ مَتبولِ الفُؤادِ كَئيبِ

إِذا ما أَتَيتُم يَثرِباً فَاِبدَؤوا بِها
بِلَطمِ خُدودٍ أَو بِشَقِّ جُيوبِ

وَقولوا لَهُم يا أَهلَ يَثرِبَ أَسعِدوا
عَلى جَلَبٍ لِلحادِثاتِ جَليبِ

فَإِنّا تَرَكنا بِالعِراقِ أَخا هَوىً
تَنَشَّبَ رَهناً في حِبالِ شَعوبِ

بِهِ سَقَمٌ أَعيا المُداوينَ عِلمُهُ
سِوى ظَنَّهُم مِن مُخطِئٍ وَمُصيبِ

إِذا ما عَصَرنا الماءَ فيهِ مَجَّهُ
وَإِن نَحنُ نادَينا فَغَيرُ مُجيبِ

.....

[الحمدان]

تَأَنَّوا فَبَكّوني صُراحاً بِنِسبَتي
لِيَعلَمَ ما تَعنونَ كُلُّ غَريبِ

فَإِنَّكُمُ إِن تَفعَلوا ذاكَ تَأتِكُم
أَمينَةُ خَودٍ كَالمَهاةِ لَعوبِ

عَزيزٌ عَلَيها ما وَعَت غَيرَ أَنَّها
نَأَت وَبَناتُ الدَهرِ ذاتُ خُطوبِ

.....

[الحمدان]

فَقولوا لَها قولي لِفَوزٍ تَعَطَّفي
عَلى جَسَدٍ لا رَوحَ فيهِ سَليبِ

خُذوا لِيَ مِنها جُرعَةً في زُجاجَةٍ
أَلا إِنَّها لَو تَعلَمونَ طَبيبي

وَسيروا فَإِن أَدرَكتُمُ بي حُشاشَةً
لَها في نَواحي الصدرِ وَجسُ دَبيبِ

فَرُشّوا عَلى وَجهي أُفِق مِن بَليَّتي
يُثيبُكُمُ ذو العَرشِ خَيرُ مُثيبِ

فَإِن قالَ أَهلي ما الَّذي جِئتُمُ بِهِ
وَقَد يُحسِنُ التَعليلَ كُلُّ أَريبِ

فَقولوا لَهُم جِئناهُ مِن ماءِ زَمزَمٍ
لِنَشفيهِ مِن داءٍ بِهِ بِذَنوبِ

.....

[الحمدان]

وَإِن أَنتُمُ جِئتُم وَقَد حيلَ بَينَكُم
وَبَيني بِيَومٍ لِلمَنونِ عَصيبِ

وَصِرتُ مِنَ الدُنيا إِلى قَعرِ حُفرَةٍ
حَليفَ صَفيحٍ مُطبَقٍ وَكَثيبِ

فَرُشّوا عَلى قَبري مِنَ الماءِ وَاِندُبوا
قَتيلَ كَعابٍ لا قَتيلَ حُروبِ

.....

[الحمدان]

‏لم ألق ذا شجن يبوح بحبهِ
إلا حسبتك ذلك المحبوبا

حذرًا عليك وإنني بك واثقٌ
أن لا ينال سواي منك نصيبا

العباس بن الأحنف

[الحمدان]

أنتِ النعيمُ لقلبي والعذابُ لهُ
فما أمرُّكِ في قلبي وأحلاكِ

.....

[الحمدان]

أَصونُ تُرابَ الأَرضِ كانوا حُلولُها
وَأَحذَرُ مِن مَرّي عَلَيها وَأُشفِقُ

وَلَم يَبقَ عِندي لِلهَوى غَيرَ أَنَّني
إِذا الرَكبُ مَرّوا بي عَلى الدارِ أَشهَقُ

الشريف الرضي

[الحمدان]

لَئِن كُنتُ أَخليتُ المَكانَ الَّذي أَرى
فَهَيهاتَ أَن يَخلو مَكانُكَ مِن قَلبي

وَكُنتُ أَظنُّ الشوقَ لِلبُعدِ وَحدَهُ
وَلَم أَدرِ أَنَّ الشوقَ لِلبُعدِ وَالقُربِ

خَلا مِنكَ طرفي وَامتَلا مِنكَ خاطِري
كَأَنَّكَ مِن عَيني نقلتَ إِلى قَلبي

الشريف الرّضي

[الحمدان]

‏عليها سلامُ اللهِ أنَّى استقلّتِ
وأَنَّى استقرّتْ دارُها واطمأَنّتِ

أبو تمام

[الحمدان]

يَشتاقُ قَلبي إلى نَجدٍ ويُطرِبُهُ
نَسيمُ نَجدٍ إذا ما هَبَّ خَفّاقا

وأسألُ البَرقَ أحيانًا فيُخبِرُني
عنهم بما يَملأُ الأحشاءَ إحراقا

إن أومَضَ البَرقُ نَجدِيًّا بَعَثتُ لهُ
سَحًّا من الدّمعِ مِدرارًا ومِهراقا

لو أنّ قَلبي من صَخرٍ لَقَلْقَلهُ
حادٍ بها يومَ سَفحِ المُنحَنى ساقا

.....

[الحمدان]

ويقول المتنبي :

أَشَدُّ الغَمِّ عِندي في سُرورٍ
تَيَقَّنَ عَنهُ صاحِبُهُ اِنتِقالا

[الحمدان]

أَقَمْنَا مُكْرَهِيْنَ بِهَا فَلَمَّا
أَلِفْنَاهَا رَحَلْنَا كَارِهِيْنَا

وَمَا حُبُّ الدِّيَارِ بِنَا ولَكِنْ
أَمَرّ العَيْش فُرْقَةُ مَنْ هَوِيْنَا

العباس بن الأحنف

[الحمدان]

وَجَدتُ بها وجدَ المُضِلّ بعيرَهُ
بمكّةَ والحجّاجُ غادٍ ورائحُ

.....

[الحمدان]

فلا تحملنَّ العِبءَ وحدَك كلَّهُ
فإنّي على الأعباءِ خيرُ معينِ

.....

[الحمدان]

أُحِبُّ لِحُبِّ العاصِمِيَّةِ مَعشَراً
مِنَ الناسِ ما كانوا صَديقاً وَلا أَهلا

وَأَرعاهُمُ بِالغَيبِ مِن أَجلِ حُبِّها
وَأوليهِمُ مِنّي الكَرامَةَ وَالبَذلا

جرير

[الحمدان]

لا أَحْفِلُ المَرْءَ أَوْ تُقَدِّمُهُ
شَتَّى خِصَالٍ أَشَفُّهَا أَدَبُهْ

وَلَسْتُ أَعتَدُّ لِلفَتَى حَسَبًا
حَتَّى يُرَى فِي فِعَالِهِ حَسَبُهْ

البحتري

[الحمدان]

يَقُولونَ ذَرها وَاعتَزِلها وَإِنّما
يُسَاوِى ذَهابَ النَّفسِ عِندي اعتزِالُك

ابن الدمينة

[الحمدان]

‏كَم أنقذَ اللهُ أقوامًا فأدهَشهُم
‏قالوا مُحالٌ ولكنْ ربُّنا جَبَرا

.....

[الحمدان]

هجان الثنايا مغربا لو تبسمت
لأخرس عنه كاد بالقول يفصح

هي البرء والأسقام والهم والمنى
وموت الهوى لولا التنائى المبرح

ذو الرمه

[الحمدان]

أراجعة يا مي أيامنا التي
بذى الرمث أم لا ما لهن رجوع

ولو لم يشقني الظاعنون لشاقني
حمام تغنى في الديار وقوع

تجاوبن فاستبكين من كان ذا هوى
نوائح ما تجري لهن دموع!

دعاني الهوى من نحو مي، وشاقني
هوى من هواها تالد ونزيع

إذا قلت عن طول التنائي قد
ارعوى أبي منثن منه على رجيع

ذو الرمه

[الحمدان]

ذُكِرَ الصدُّ لمن أهوى فصدْ
وبداَ يَمْزَح بالهجرِ فجدْ

مالهُ يعدل عني غيرهُ
وهو لا يعدِلُهُ عندي أَحَدْ

.....

[الحمدان]

بأبي غزال غازلته مقلتي
بين العُذيب وبين شطّي بارق

وسألت منه زيارة تشفي الجوى
فأجابني منها بوعد صادق

بتنا ونحن من الدّجى في لجّة
ومن النجوم الزّهر تحت سرادق

عاطيته والليل يسحب ذيله
صهباء كالمسك الفتيق لناشق

وضممته ضمّ الكمي لسيفه
وذؤابتاه حمائل في عاتقي

حتى إذا أخذت به سنة الكرى
زحزحته عني وكان معانقي

أبعدته عن أضلع تشتاقه
كيلا ينام على وساد خافق

القرطبي

[الحمدان]

‏بِرُوحي وَأهْلي من إذا عَرضُوا لها
بِذِكْرِي قالت دُونَهُ الرُّوحُ والأهلُ

فواعجباً أنّي خَفِيتُ ولمْ أَبِن
وقد راحَ مَملُوءً بِي الحَزنُ والسَّهلُ

طريدٌ ولي مَأوىً مُباحٌ ولي حِمىً
وحيدٌ ولي صَحبٌ غريبٌ ولي أهلُ


الشاب الظريف

[الحمدان]

‏غراميَ فيكم ما ألذَّ وأطْيَبَا
وأهلاً بِسُقمي مِن هواكمْ ومرحبَا

غزالكُمُ ذاك المَصونُ جمالُه
إلى غيرِه في الحبّ قلبي ما صَبَا

تجلّى على كلِّ القلوب فعندما
سبى حُسنُه كلَّ القلوب تحجَّبَا

الشاب الظريف

[الحمدان]

اصبر عَلى هجرِ الحبيب فربما
عاد الوصالُ وللهوى أخلاق

الشاب الظريف

[الحمدان]

‏لِي مِن هواكَ بَعيدُهُ وَقَريبُهُ
ولَكَ الجمالُ بَديعُهُ وَغَريبُهُ

يا مَن أُعِيذُ جَمالَهُ بِجلاَلِهِ
حَذَرًا عَلَيهِ مِنَ العُيونِ تُصِيبُهُ

إِن لَم تَكُن عَيني فَإِنَّكَ نُورُهَا
أَو لَم تَكُن قَلبي فأَنتَ حَبيبُهُ

الشابّ الظريف

[الحمدان]

‏إذا غيّرَ النأيُ المحبّينَ لم يكد
رسيسُ الهوى من حبِّ ميَّةَ يبرحُ

ذو الرمة

[الحمدان]

هن اللواتي في البيوت جواهر
وإذا خرجن إلى الطريق خيام

بيض نواعم ما هممن بريبةٍ
كظباء مكة صيدهن حرام

عروة بن أذينة

[الحمدان]

‏جاء ذِكر دِعبل الخزاعي عند علي بن الجهم فسبه سباً شديداً وقال
كان قد أغرى بالطعن على أبي تمام وهو خيرٌ منه دِيناً وشِعراً
فقال له أحد الجلساء لو كان أبو تمام أَخاك ما زاد على كثرة وصفك له
فقال إِلَّا يكن أَخاً بالنسب فإِنَّه أخٌ بالأدب والدِّين والمروءة
أما سمعت قوله فِيّ:


أَعَلِيُّ يا بنَ الجَهمِ إِنَّكَ دُفتَ لي
سَمّاً وَخَمراً في الزُلالِ البارِدِ

لا تَبعَدَن أَبَداً وَلا تَبعُد فَما
أَخلاقُكَ الخُضرُ الرُبا بِأَباعِدِ

إِن يُكدُ مُطَّرَفُ الإِخاءِ فَإِنَّنا
نَغدو وَنَسري في إِخاءٍ تالِدِ

أَو يَختَلِف ماءُ الوِصالِ فَماؤُنا
عَذبٌ تَحَدَّرَ مِن غَمامٍ واحِدِ

أَو يَفتَرِق نَسَبٌ يُؤَلِّفُ بَينَنا
أَدَبٌ أَقَمناهُ مُقامَ الوالِدِ

لَو كُنتَ طَرفاً كُنتَ غَيرَ مُدافَعٍ
لِلأَشقَرِ الجَعدِيِّ أَو لِلذائِدِ

أَو قَدَّمَتكَ السِنُّ خِلتُ بِأَنَّهُ
مِن لَفظِكَ اِشتُقَّت بَلاغَةُ خالِدِ

أَو كُنتُ يَوماً بِالنُجومِ مُصَدِّقاً
لَزَعَمتُ أَنَّكَ أَنتَ بِكرُ عُطارِدِ

صَعبٌ فَإِن سومِحتَ كُنتَ مُسامِحاً
سَلِساً جَريرُكَ في يَمينِ القائِدِ

أُلبِستَ فَوقَ بَياضِ مَجدِكَ نِعمَةً
بَيضاءَ حَلَّت في سَوادِ الحاسِدِ

وَمَوَدَّةً لا زَهَّدَت في راغِبٍ
يَوماً وَلا هِيَ رَغَّبَت في زاهِدِ

غَنّاءُ لَيسَ بِمُنكَرٍ أَن يَغتَدي
في رَوضِها الراعي أَمامَ الرائِدِ

ما أَدَّعي لَكَ جانِباً مِن سُؤدُدٍ
إِلّا وَأَنتَ عَلَيهِ أَعدَلُ شاهِدِ

[الحمدان]

وَلَقَد أَرَدتُ الصَبرَ عَنكِ فَعاقَني
عَلَقٌ بِقَلبي مِن هَواكِ قَديمُ

يَبقى عَلى حَدَثِ الزَمانِ وَرَيبِهِ
وَعَلى جَفائِكِ إِنَّهُ لَكَريمُ

فَصَرَمتِهِ وَصَحَحتِ وَهوَ بِدائِهِ
شَتّانَ بَينَ مُصَحَّحٍ وَسَقيمُ

قيس بن ذريح

[الحمدان]

أُريدُ سُلُوّاً عَن لُبَينى وَذِكرِها
فَيَأبى فُؤادي المُستَهامُ المُتَيَّمُ

إِذا قُلتُ أَسلوها تَعَرَّضَ ذِكرُها
وَعاوَدَني مِن ذاكَ ما اللَهُ أَعلَمُ

صَحا كُلَّ ذي وِدٍّ عَلِمتُ مَكانَهُ
سِوايَ فَإِنّي ذاهِبُ العَقلِ مُغرَمُ

قيس بن ذريح

[الحمدان]

يُعاتِبُني في الدينِ قَومي وَإِنَّما
دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا

أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة
وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا

فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً
وَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهُم بُعدا

أَسُدُّ بِهِ ما قَد أَخَلّوا وَضَيَّعوا
ثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا

وَفي جَفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها
مُكلَّلةٍ لَحماً مُدَفِّقةٍ ثَردا

وَفي فَرَسٍ نَهدٍ عَتيقٍ جَعَلتُهُ
حِجاباً لِبَيتي ثُمَّ أَخدَمتُه عَبدا

محمد بن ظفر

[الحمدان]

وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي
وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا

أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُمُ
دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدّا

فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم
وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا

وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم
وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا

وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعًا وَإِن هُمُ
دَعوني إِلى نَصيرٍ أَتَيتُهُم شَدّا

وَإِن هَبطوا غورًا لِأَمرٍ يَسوؤني
طَلَعتُ لَهُم فيما يَسُرُّهُمُ نَجدا

فَإِن قَدحوا لي نارَ زندٍ يَشينُني
قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَندا

ولا أحمل الحقدَ القديمَ عليهم
وليس رئيس القومِ مَن يحمل الحقدَا

لهم جُلُّ مالي إن تتابع لي غِنًى
وإن قلّ مالي لم أكلِّفْهُمُ رِفْدَا

وإني لَعَبْدُ الضّيفِ ما دام نازلا
وما شِيمةٌ لي غيرَها تشبِهُ العَبْدَا

محمد بن ظفر

[الحمدان]

لَيسَ العَطاءُ من الفُضولِ سَماحَةً
حَتّى تَجودَ وَما لَدَيكَ قَليلُ

.....

[الحمدان]

واللهِ ما خابَ مَن أمسى وأنتِ لهُ
يا قُرّةَ العينِ في أهلٍ وفي مالِ

الأحوص

[الحمدان]

بيتَ عاتِكةَ الذي أتَعزّلُ
حَذَرَ العِدى وبهِ الفؤادُ مُوَكّلُ

أصبَحتُ أمنَحُكَ الصُدودَ وإنّني
قَسَمًا إليكَ مع الصُدودِ لأميَلُ

.....

[الحمدان]

‏فَيا حَزَني لِنَفسي بَعدَ فَوزٍ
وَيا طولَ اِغتِرابي وَاِنفِرادي

.....

[الحمدان]

ثِقي بِعَيني فَلَو آنَستُ مِن بَصَري
خِيانَةً لَكِ لَم يَصحَبنِيَ البَصَرُ

هَواكِ سِترٌ عَلى قَلبي أَقيكِ بِهِ
مِن كُلِّ أُنثى لَها يُستَحسَنُ النَظَرُ

العباس بن الأحنف

[الحمدان]

‏وأنفك فاتنٌ حلوٌ جميل
‏يفوق أُنوفَ يعرُب أجمعينا

‏سيبدو أجملٌ إن لم تضعه
‏وتحشره بأمرِ الآخرينَ

.....

[الحمدان]

أَظُنُّ وَما جَرَّبتُ مِثلَكِ أَنَّما
قُلوبُ نِساءِ العالَمينَ صُخورُ

ذَريني أَنَم لَم أَنَل مِنكِ زَورَةً
لَعَلَّ خَيالاً في المَنامِ يَزورُ

بَكَيتُ إِلى سِربِ القَطا حينَ مَرَّ بي
فَقُلتُ وَمِثلي بِالبُكاءِ جَديرُ

أَسِربَ القَطا هَل مِن مُعيرٍ جَناحَهُ
لَعَلّي إِلى مَن قَد هَويتُ أَطيرُ

وَإِلّا فَمَن هذا يُؤَدّي تَحِيَّةً
فَأَشكُرَهُ إِنَّ المُحِبَّ شَكورُ

وَأَيُّ قَطاةٍ لَم تُساعِد أَخا هَوىً
فَعاشَت بِضَيرٍ وَالجَناحُ كَسيرُ

العباس بن الأحنف

[الحمدان]

لَيْسَ اللِّسَانُ وَإِنْ أَوْفَتْ بَرَاعَتُهُ
مُتَرْجِمًا عَنْ جَوًى مَا بَيْنَ أَضْلَاعِي

الشريف المرتضى

[الحمدان]

أَلا هَل مُنكِرٌ يا اِبنَي نِزارٍ
مَقامي يَومَ ذَلِكَ أَو مَقالي

أَلَم أَثبُت لَها وَالخَيلُ فَوضى
بِحَيثُ تَخِفُّ أَحلامُ الرِجالِ

تَرَكتُ ذَوابِلَ المُرّانِ فيها
مُخَضَّبَةً مُحَطَّمَةَ الأَعالي

وَعُدتُ أَجَرُّ رُمحي عَن مَقامٍ
تُحَدِّثُ عَنهُ رَبّاتُ الحِجالِ

فَقائِلَةٍ تَقولُ أَبا فِراسٍ
أُعيذُ عُلاكَ مِن عَينِ الكَمالِ

وَقائِلَةٍ تَقولُ جُزيتَ خَيراً
لَقَد حامَيتَ عَن حَرَمَ المَعالي

وَمُهري لايَمَسُّ الأَرضَ زَهواً
كَأَنَّ تُرابَها قُطبُ النِبالِ

كَأَنَّ الخَيلَ تَعرِفُ مَن عَلَيها
فَفي بَعضٍ عَلى بَعضٍ تُعالي

عَلَينا أَن نُعاوِدَ كُلَّ يَومٍ
رَخيصٍ عِندَهُ المُهَجُ الغَوالي

فَإِن عِشنا ذَخَرناها لِأُخرى
وَإِن مُتنا فَمَوتاتُ الرِجالِ

.....

[الحمدان]

قَد يَلتَقِي جَبَلَانِ هَذَا مُمكِنٌ
‏وَتَهُزُّهَا الأشوَاقُ وَهيَ جِبَالُ

‏أمَّا القُلُوبُ إذَا أدَارَت ظَهرَهَا
‏أن تَلتَقِي يَومًا فَذَاكَ مُحَالُ

.....

[الحمدان]

نقلُ الجبالِ الرَّواسي مِن أماكنِها
‏أخفُّ من ردِّ قلبٍ حينَ ينصرفُ

‏ العباس بن الأحنف

[الحمدان]

مَتى تجمع الْقلب الذكي وصارماً
وأنفاً حمياً تجتنبك الْمَظَالِم

وَكنت إِذا قومٌ غزوني غزوتهم
فَهَل أَنا فِي ذَا يال هَمدَان ظَالِم

فَلَا صلح حَتَّى تقدع الْخَيل بالقنا
وتضرب بالبيض الرقَاق الجماجم

وَلَا أَمن حَتَّى تغشم الْحَرْب جهرةً
عُبَيْدَة يَوْمًا والحروب غواشم

البحتري

[الحمدان]

البينُ جرّعني نقيعَ الحنظلِ
والبينُ أثكلني وإنْ لم أثكلِ

ما حسرتي أنْ كدتُ أقضي إنّما
حَسرَاتُ نَفْسي أنَّني لم أفْعلِ

نقِّلْ فؤادكَ حيثُ شئتَ من الهوى
ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأوّلِ

كمْ منزلٍ في الأرضِ يألفه الفتى
وحنينُه أبداً لأوّلِ منزلِ

أبو تمام

[الحمدان]

شَكَوتُ وَما الشَكوى لِنَفسِيَ عادَةٌ
وَلَكِن تَفيضُ النَفسُ عِندَ اِمتِلائِها

أبو تمام

[الحمدان]

كادت لعرفانِ النّوى ألفاظُها
من رقّة الشكوى تكونُ دموعًا

ابو تمام

[الحمدان]

قال أبو تمام:

إن الكرامَ إذا ما أيسروا ذكروا
من كان يألفُهُمْ في المنزلِ الخَشِنِ

[الحمدان]

وطولُ مقامِ المرءِ في الحيِّ مُخْلِقٌ
لديباجتيهِ فاغتربْ تتجددِ

فإني رأيتُ الشَّمسَ زِيدتْ مَحَبَّةً
إلى النَّاسِ أَنْ ليسَتْ عليهمْ بِسرْمَدِ

.....

[الحمدان]

وإِذا أرادَ اللّهُ نشرَ فضيلةٍ
طُويَتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ

لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورَتْ
ما كان يعرفُ طِيبُ عَرفِ العُودِ

.....

[الحمدان]

مرّت سِنُون بالوِصالِ وبِالهَنا
فكأنّها مِن قِصْرِها أيّامُ

ثم انثَنَت أيّامُ هَجرٍ بعدها
فكأنها مِن طُولِها أعوامُ

ثم انبَرَتْ تلك السّنين وأهلَها
فكأنّها وكأنّهم أحلامُ

.....

[الحمدان]

أَحارِثَ مَا طَعمُ الحَياةِ إِذا دَنا
بَغيضٌ وَفارَقتُ الحَبِيبَ المُقَرَّبا

بشّار بن برد

[الحمدان]

‏ما زَاْلَ يَسْبِقُ حَتَّى قَاْلَ حَاسِدُهُ
لَهُ طَرِيْقٌ إِلَىْ العَلْيَاءِ مُخْتَصَرُ

البحتري

[الحمدان]

قَبُولك مَنَّهُ مَنٌّ عَلَيه
وإلا يَبتَدِي يَرَهُ فَظيعَا

المتنبي

[الحمدان]

‏أزالتْ بكَ الأيّامُ عَتبي كأنّما
‏بنُوها لها ذنبٌ وأنتَ لها عُذرُ

.....

[الحمدان]

ولقد ذكرتُك في المجالس عامدًا
قاصِدًا بالذكر ايضاح النِعَم

.....

[الحمدان]

تغيبُ مغيبَ البدرِ عنَّا ومن يبتْ
بلا قمرٍ يـذْمُـمْ سـوادَ الغـياهبِ

البحتري

[الحمدان]

أَرى الناسَ لا يَرضى ذَوو العِشقَ مِنهُمُ
بِشَيءٍ سِوى حُسنُ المُؤاتاةِ وَالبَذلِ

وَإِنّي لَيُرضيني الَّذي لَيسَ بِالرِضا
وَتَقنَعُ نَفسي بِالمَواعيدِ وَالمَطلِ

هَنيئاً لِمَن يَحظى لَدى مَن يُحبُّهُ
وَيا وَيحَ مَن يَشقى بِذي الهَجرِ وَالبُخلِ

سَلامٌ عَلَيكُم عَذِّبوا أَو تَعَطَّفوا
سَأَجهَدُ أَن تَرضَوا لِأُدرِكَ أَو أُبلي


العباس بن الأحنف

[الحمدان]

وَلَو أَنَّ لي تِسعينَ قَلباً تَشاغَلَت
جَميعاً فَلَم يَفرُغ إِلى غَيرِها قَلبُ

.....

[الحمدان]

ستألف فقدان الذي قد فقدته
كإلفك وِجدان الذي أنتَ واجدُ

على أنه لابد من لَذْعِ لوعةٍ
تهبُّ أحايينًا كما هبَّ راقدُ

.....

[الحمدان]

عُلوٌ في الحياةِ وفي المماتِ
بحقٍ أنتَ إحدى المعجزاتِ

كأن الناسَ حولك حين قاموا
وفودُ نداك أيامَ الصلاتِ

كأنك قائمٌ فيهم خطيباً
وكلهم قيامٌ للصلاةِ

مددت يديك نحوهم احتفاءً
كمدِّهما اليهم بالهِبات

ولما ضاق بطنُ الأرضِ عن أن
يضم علاك من بعد الوفاةِ

أصاروا الجو قبرك واستعاضوا
عن الأكفانِ ثوبَ السافياتِ

.....

[الحمدان]

لعُظْمك في النفوس تبيت تُرعى
بحرّاس وحفّاظ ثِقات

وتوقَد حولك النيرانُ ليلا
كذلك كنت أيام الحياة

ركبتَ مطيةً من قبلُ زيدٌ
علاها في السنين الماضيات

وتلك قضية فيها تأسٍّ
تباعد عنك تعيير العداة

ولم أرَ قبل جِذعك قطُّ جِذعًا
تمكّن من عناق المَكرُمات

.....

[الحمدان]

غليلٌ باطنٌ لك في فؤادي
يُخفَّف بالدموع الجاريات

ولو أني قدَرتُ على قيام
بفرضك والحقوق الواجبات

ملأتُ الأرض من نظم القوافي
ونحت بها خِلافَ النائحات

ولكني أصَّبر عنك نفسي
مخافة أن أُعَد من الجناة

وما لك تربة فأقول تُسقى
لأنك نُصبُ هطْل الهاطلات

عليك تحيةُ الرحمن تَترى
برَحماتٍ غوادٍ رائحاتِ

.....

[الحمدان]

‏ﻭﺷَﻌﺮﻙِ ﻟﻴﻞُ اﻣﺮئ ﺍﻟﻘﻴﺲِ ﻟﻜﻦْ
‏ﺑﻐﻴﺮِ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡِ اﺭﺗﺨﻰ ﻭﺍﻧﺴﻜﺐْ

‏ﻭﻳﺎ ﻳﺎﺳﻤﻴﻦُ ﺧُﻠﻘﺖُ ﺧﺠﻮﻻً
‏ﺳﻮﻯ فِي اثنتينِ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐْ

‏ﻭﻟﻢ أﻛﺘﺐُ ﺍﻟﺸِﻌﺮَ ﻓﻴﻚِ وﻟﻜﻦْ
‏ﺃﺣَﺒﻚِ ﻣﻦ ﻧَﻔﺴِﻪ ﻓﺎنكتبْ

.....

[الحمدان]

طالت برمضاءِ القطيعة وقفتي
‏فمتى بروضةِ حُسنهم أتفيأُ

.....

[الحمدان]

يَقُولونَ ذَرها وَاعتَزِلها وَإِنّما
يُسَاوِي ذَهابَ النَّفسِ عِندي اعتزِالُك

.....

[الحمدان]

قِفِي يَا اُمَيمَ القَلبِ نَقضِ لُبَانَةً
ونَشكُ الهَوى ثُمَّ افعَلي ما بَدَالكِ

سَلِي البانَةَ الغَنَّاءَ بِالأَبطَحِ الَّذِي
بِهِ الماءُ هَل حيَّيتُ أَطلالَ دَارِكِ

وَهَل قُمتُ بَعدَ الرائِحينَ عَشِيَّةً
مَقَامَ أخي البَغضاءِ واختَرتُ ذلكِ

وهَل كَفكَفَت عَيناي في الدّارِ عَبرةً
فُرَادَى كَنَظمِ البُّؤلُؤِ المُتَهَالِكِ

ويابانَةَ الوادى أَثِيبي مُتَيَّماً
أَخا سَقَمٍ لَبَّستِهِ في حِبَالِكِ

وكلَّفتِني مَن لا أُطِيقُ كَلاَمَهُ
نَهَاراً وَلاَ لَيلاً وَلاَ بينَ ذَلِكِ

هَوِيتُ ولم تَهوَى وكُنتِ ضَعيفَةً
فهذا بَلاَءٌ قَد بُلِيتُ بِذَلِكِ

وأَذهَبُ غَضبَاناً وأرجِعُ راضياً
وأُقسِمُ ما أَرضَيتِني بَينَ ذلكِ

يَقُولونَ ذَرها وَاعتَزِلها وَإِنّما
يُسَاوِي ذَهابَ النَّفسِ عِندي اعتزِالُك

عَدِمتُكِ مِن نَفسِ فَأَنتِ سَقَيتني
كُؤُوسَ الرَّي في حُبِّ مَن لَم يُبَالِكِ

وَمَنَّيتِني لُقيَانَ مَن لَستُ لاقياً
نضهَار ولا لَيلى بَينَ ذَلِكِ

فما بِكِ من صَبرٍ ولا مِن جَلادَةٍ
ولا مِن عَزاءٍ فَاهلِكي في الهَوَالِكِ

لِيَهنِك إِمساكي بِكَفِّي عَلَى الحَشا
وإِذرَاء عَيني دَمعَها فِى زِيالِكِ

وَلَو قُلتِ طَأ في النَّارِ أَعلَمُ أَنَّهُ
هُدًى مِنكِ أَو مُدنٍ لَنَا مِن وِصَالِكِ

لَقَدَّمتُ رِجلي نَحوَهَا فَوَطئتُهَا
هُدًى مِنكِ لى أَوغَيَّةً مِن ضَلاَلِكِ

وَيُسقَى مُحِبٌّ مِن شَرَابِكِ شَربَةً
يَعيشُ بِها إِذ حِيلَ دُونَ حَلالِكِ

أَرَى النّاسَ يَرجُونَ الرَّبِيعَ وإِنّما
رَجائي الّذي أَرجو جَداً مِن نَوَالِكِ

أَينِى افِي يُمنى يَدَيكِ جَعلتِني
فَأَفرَحَ أَم صَيَّرتِني في شِمَالِكِ

لَئِن ساءَني أَن نِلتِني بِمَسَاءِةٍ
لَقَد سَرَّنى أَنّى خَطَرتُ ببالِكِ

ابن الدمينة

[الحمدان]

ألا ليت شعري عن غزال تركته
إذا ما أتاه مصرعي كيف يصنع

فلو أنني كنت المؤخر بعده
لما برحت نفسي عليه تطلع

.....

[الحمدان]

يقول رجال زوجوها لعلها
تقر، وترضى بعده بخليل

فأخفيت في النفس التي ليس بعدها
رجاء لهم والصدق أفضل قيل

وحدثني أصحابه أن مالكا
أقام ونادى صحبه برحيل

وحدثني أصحابه أن مالكا
ضروب بنصل السيف غير نكول

وحدثني أصحابه أن مالكا
خفيف على الأحداث غير ثقيل

وحدثني أصحابه أن مالكا
صروم كماضي الشفرتين صقيل

.....

[الحمدان]

أنبأنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي قال:
أخبرنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون قال:
قرأ على أبي بكر بن الأنباري
وأنا أسمع، للمؤمل:

أقاتلتي هند، وقتلي محرم
أما فيكم يا أيها الناس مسلم

يظلمها في ما تريد بعاشق
ألا حبذا ذاك الظلوم المظلم

لقد زعموا لي أنها نذرت دمي
وما لي بحمد الله لحم ولا دم

برى حبها لحمي، ولم يبق لي دما
وإن زعمت أني صحيح مسلم

ستقتل جلدا باليا فوق أعظم
وليس يبالي القتل جلد وأعظم

فلم أر مثل الحب صح قرينه
ولا مثل من لم يدر ما الحب يسقم

أآذنة لي أنت في ذكر حاجة
ألا طالما قد كنت عنها أجمجم

غدرتم، ولم نغدر، وقلتم: غدرتم
تظنون أنا منكم نتعلم

قطعنا، زعمتم، والقطيعة منكم
زعمنا، وأنتم تزعمون ونزعم

فإن شئتم كان اجتماعا، فقلتم
وقلنا، فإن القول للقول سلم

وإلا فإنا قد رضينا بحكمكم
على كل حال فاتقوا الله واحكموا

فوالله ما أجرمت جرما علمته
فإن سركم جرمي، فها أنا مجرم

وعاقبتموني في السلام عليكم
ولم يك لي ذنب سوى ذاك يعلم

فإن تمنعوا مني السلام، فإنني
لغاد على حيطانكم فمسلم

مصارع العشاق

[الحمدان]

حدثنا ابن المنبه قال: سمعت أبا الخطاب الأخفش يقول:
خرجت في سفر فنزلنا على ماء لطيء فبصرت بخيمة من بعيد
فقصدت نحوها فإذا فيها شاب على فراش كأنه الخيال
فأنشأ يقول:

ألا ما للحبيبة لا تعود
أبخل بالحبيبة أم صدود

مرضت فعادني عواد قومي
فما لك لم تري في من يعود

فلو كنت المريض، ولا تكوني
لعدتكم، ولو كثر الوعيد

ولا استبطأت غيرك، فاعلميه
وحولي من ذوي رحمي عديد


قال: ثم أغمي عليه، فمات. فوقعت الصيحة في الحي
فخرج من آخره جارية كأنها فلقة قمر، فتخطت رقاب الناس
حتى وقفت عليه فقبلته، وأنشأت تقول:

عذابي أن أعودك، يا حبيبي
معاشر فيهم الواشي الحسود

أذاعوا ما علمت من الدواهي
وعابونا وما فيهم رشيد

فأما إذ حللت ببطن أرض
وقصر الناس كلهم اللحود

فلا بقيت لي الدنيا فواقا
ولا لهم، ولا أثرى، عديد

مصارع العشاق

[الحمدان]

وماذا عليهم لو أثابوا فسلموا
وقد علموا أني المشوق المتيم

سروا ونجوم الليل زهر طوالع
على أنهم بالليل للناس أنجم

وأخفوا على تلك المطايا مسيرهم
فنم عليهم في الظلام التبسم

.....

[الحمدان]

ضعفت عن التسليم يوم فراقها
فودعتها بالطرف والعين تدمع

وأمسكت عن رد السلام، فمن رأى
محبا بطرف العين قبلي يودع

رأيت سيوف البين عند فراقها
بأيدي جنود الشوق، بالموت تدفع

عليك سلام الله مني مضاعفا
إلى أن تغيب الشمس من حيث تطلع

.....