هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

يقول خليلي كيف صبرك عنهم
فقلت وهل صَبرٌ فيسأل عن كَيفِ

بقلبي هوى أذكَى من النار حَرُّهُ
وأحلى من التقوى وامضَى من السيف

.....

[الحمدان]

إنَّ المحبين أحياءٌ وإن دُفِنوا
في التُربِ أو غُرِّقوا في الماءِ أو حُرِقوا

أو يقتلوا بسيوف وسط معركة
أو حَتفَ أنفٍ وإن أضناهم الفَرقُ

لو يسمعون منادي الحب صاح بهم
يوما لَلَبَّاهُ من بالحب يحترق

.....

[الحمدان]

تَسَربلتُ للحرب ثوبَ الغَرَق
وجُبتُ البلاد لِوجدِ القلقُ

ففيك هتكتُ قِناعَ الغَوِيّ
وعنك نطقتُ لدى من نطق

إذا خاطَبوني بعلمِ الوَرَق
بَرزَتُ عليهم بعلمِ الخِرَق

.....

[الحمدان]

تَمنَّيتُ ناراً أستضيُ بضَوئِها
فلمّا أضاءَت أحرقَتني شُعاعُها

.....

[الحمدان]

فلو أنَّ لي في كل يوم وليلة
ثمانين بحراً من دموع تدفَّق

لافنيتُها حتى ابتدأتُ بغيرها
وهذا قليل للفتى حين يعشق

أهيم به حتى المماتِ لِشقوتي
وحولي من الحُبِّ المُبَرِّحِ خندق

وفوقي سَحابٌ تُمطر الشوق والهوى
وتحتي عيون للهوى تتدفق

.....

[الحمدان]

فمن كان في طولِ الهوى ذاق سلوةً
فإنّيَ من ليلى لها غيرُ ذائقِ

وأكثر شيءٍ نلته من وصالِها
أمانيُّ لم تصدق كلمحةِ بارقِ

.....

[الحمدان]

تعوَّدَ بسط الكفِّ حتى لو أنه
ثناها لقبضٍ لم تُجِبهُ أنامِلُهُ

ترَاه إذا ما جئته متهللا
كأنَّك تُعطيهِ الذي أنتَ آمِلُهُ

ولو لم يكن في كفه غيرُ رُوحِهِ
لجاد بها فليتقِّ اللهَ سائلهُ

هو البحر من أيّ النواحي أتيتَهُ
فلُجّتُهُ المعروفُ والجودُ ساحلُهُ

.....

[الحمدان]

الصبرُ يَجمُلُ في المواطن كلِّها
إِلاَّ عليك فإنّه لا يَجمُلُ

.....

[الحمدان]

سألبس للصبر ثوبا جميلا
وأُدرجُ لَيلِيَ ليلاً طويلا

وأصبِرُ بالرغم لا بالرضى
أعَلِّلُ نفسي قليلا قليلا

.....

[الحمدان]

قد تخلَّلتَ مسلكَ الروح مِنّي
ولذا سُمِّيَ الخليلُ خليلا

فإذا ما نطقتُ كنتَ حديثي
وإذا ما سكتُّ كنتَ غليلا

.....

[الحمدان]

خليلي إذا دام هَمُّ النفوسِ
على ما تراه قليلا قَتَل

فيا ساقِيَ الحيّ لا تنسني
ويا رَبَّةَ الخِدرِ غنّي زَجَل

.....

[الحمدان]

لستُ من جملةِ المحبين إن لم
أجعلِ القلبَ بيتَه والمَقاما

وطوافي إخالُهُ السيرَ فيه
وهو رُكني إذا أردتُ استلاما

.....

[الحمدان]

أَلا قاتَلَ اللَهُ الأولى كفَروا بِهِ
وَفازوا بِرأس الهرثميِّ حُسَينِ

لَقَد أَورَدوا منه قناة صَليبةً
بِشَطبٍ يَمانيّ وَرمح رَدَينيّ

رَجا في خلاف الحَقّ عَزاً وإِمرَةً
فألبسه التأميل خُفَّ حُنَين

.....

[الحمدان]

عَطاؤُكَ زَين لامريء إِن أَصَبتَه
بِخَير وَما كلّ العَطاء يزينُ

وَلَيسَ بِعار بامريء بَذلُ وَجهه
إِلَيكَ كَما بَعض السُؤال يَشينُ

.....

[الحمدان]

ما اِزددت في أَدَبي حَرفاً أُسَرَّ بِهِ
إِلّا تزيدت حَرفاً تَحتَه شومُ

كَفاكَ من يَدّعي حِذقاً بصنعنه
أَنّى تَوجَّه فيها فَهوَ مَحروم

.....

[الحمدان]

إِذا المَرءُ وَفّى الأَربَعينَ وَلَم يَكُن
لَه دون ما يَهوى حَياءٌ وَلا سِترُ

فَدَعهُ ولآ تَنفَس عَلَيهِ الَّذي أَتى
وَإِن جَرَّ أَذيال الحَياة لَهُ الدَهر

.....

[الحمدان]

إِن يأَخذِ اللَه مِن عَينيَّ نورهما
فَفي لِساني وَقَلبي منهما نورُ

قَلبي ذَكي وَعَقلي غَيرُ ذي دَخَل
وَفي فَمي صارِم كالسَيف مَأثور

.....

[الحمدان]

قالَت أَتَهزأ بي غداةَ لَقيتُها
يا لَلرجال لصَبوة العُميانِ

فأجبتها نَفسي فداؤكِ إِنَّما
أُذني وَعَيني في الهَوى سِيّان

.....

[الحمدان]

ما أَحسَنَ الغَيرةَ في حينها
وَأَقبَحَ الغيرة في كُلِّ حين

من لم يَزَل متَّهِما عرسَه
مناصباً فيها لريب الظُنون

أَوشك أَن يُغريَها بِالَّذي
يَخاف أَن يُبرِزُها لِلعُيون

حَسبُك من تحصينها وَضعُها
منك إِلى عِرض صَحيح وَدين

لا تَطَّلِع منك عَلى ريبة
فَيتبعَ المَقرونُ حبلَ القَرين

.....

[الحمدان]

ثِقي بِجَميل الصَبر مِنّي عَلى الدَهر
وَلا تَثقي بِالصَبر مِنّي عَلى الهَجر

أَصابَت فُؤادي بَعدَ خَمسين حِجّةً
عُيونُ الظِباء العُفر بالبلد القَفر

وَلست بنظّار إِلى جانِب الغِني
إِذا كانَت العَلياء في جانِب الفَقرِ

وَلَكِنَّني مرُّ العَداوة واتِرٌ
كَثير ذُنوب الشِعر وَالأسَل السُمر

.....

[الحمدان]

أَلا إِنَّما أَبكي عَلى الشِعر أَنَّني
أَرى كل وَطواط يُزاحِم في الشعر

ومن دونه بحر وَلَيل يَلُفّه
فَما ظَنُّه بِاللَيل في لُجّة البَحر

إِلَيكم إِلَيكم عَن لُؤيّ بن غالِب
فَإِنَّ لُؤيّاً لا تَبيت عَلى الوِتر

دَعوا الحَيَّة النَضناض لا تَعرِضوا لَها
فَإِنَّ المَنايا بَينَ أَنيابها الخضر

.....

[الحمدان]

إِذا لَبِسوا عَمائمهم ثَنَوها
عَلى كَرَم وَإِن سَفَروا أَناروا

يَبيع وَيَشتَري لَهمُ سِواهم
وَلَكِن بِالسُيوف همُ تِجار

إِذا ما كُنتَ جار بني خُريم
فَأَنتَ لأكرم الثِقلَينِ جار

.....

[الحمدان]

مِن كُلِّ عابِرَة إِذا وَجهتها
طلعت بِها الرُكبان كُلَّ نجاد

طوراً يمثلها المُلوك وَتارَة
بَينَ الثَديّ تُراض وَالأَكباد

.....

[الحمدان]

سَأَجزيكِ أَو يَجزيكِ عَنّيَ رَبنا
وَحَسبُك مِنّي أَن أَوَدّ وَأَحمَدا

.....

[الحمدان]

تناسَ ذنوبَ الأَقرَبين فانّه
لِكُلِّ حَميم راكِب هوَ راكبه

لَهُ هَفواتٌ في الرَخاءِ يشوبها
بنصرة يوم لا توارى كَواكبه

تَراهُ غُدوّاً ما أَمنت وَتَتّقي
بِجَبهَتِهِ يوم الوَغى مَن يُحارِبه

لِكُلِّ امرىء إِخوانُ بؤسٍ وَنعمة
وَأعظمهم في النائِبات أَقاربه

وَإِنّي لأرثي لِلكَريم إِذا غَدا
عَلى طمع عندَ اللَئيم يُطالِبُه

وَأُرثي لَهُ مِن وَقفة عِندَ بابه
كمرثيتي للطِرف وَالعلجُ راكبه

.....

[الحمدان]

إِذا ما ماتَ بَعضُك فابكِ بَعضاً
فانّ البعض من بَعضٍ قَريب

يمنّيني الطَبيبُ شِفاءً عَيني
وَهَل غَيرُ الإِلَهِ لَها طَبيب

.....

[الحمدان]

أُصغي إِلى قائِدي لِيُخبرَني
إِذا التَقَينا عَمّن يحيّيني

أُريدُ أَن أَعدِل السَلام وَأَن
أفصِل بَينَ الشَريف وَالدون

أَسمَع ما لا أَرى فَأكرَه أَن
أُخطىءَ وَالسَمعُ غَير مأمون

لِلَّه عَيني الَّتي فُجعت بِها
لَو أَنَّ دَهرا بِها يواتيني

لَو كُنت خُيّرت ما أَخَذتُ بِها
تعميرَ نوح في مِلك قارون

حقّ أَخلائي أَن يعودوني
وأن يعزّوا عَنّي وَيَبكوني

.....

[الحمدان]

لما وَجَدتُ نَديماً لا يُخالِفني
صيّرتُ نَفسي له عَبدا بِلا ثَمَن

وَصارَ لي سَكَناً أَحيا بِرؤيَتِهِ
وَصاحِبُ الراح لا يَحيا بِلا سَكَن

.....

[الحمدان]

رَسا بِالصُغد أَصلُ بَني أَبينا
وَأَفرُعنا بمرو الشاهِجانِ

فَكَم بالصَغد لي من عمّ صدق
وَخال ماجِد بالجوزَجان

.....

[الحمدان]

شَقّت عليك بواكر الأَضعان
لا بَل شَجاك تشتّتُ الجيرانِ

وهم الأُلى كانوا هَواكَ فَأَصبَحوا
قَطعوا بينهم قُوى الأَقران

وَرأيت يَومَ دبيلَ أَمراً مفظِعاً
لا يَستَطيع حواره الشَفتان

.....

[الحمدان]

شَرى نَفسَه وَأَهلَهُ وَبلادَه
ثَناءً وَلَم يَبخَس وَلَم يتندّم

وَخلّى عَن الدُنيا وَقَد أُفرشت له
محفّلة أَخلافها لَم تصرّم

.....

[الحمدان]

رَأَيتك يا زَيدُ زَيدَ النَدى
وَزَيدَ الفُخار وَزَيدَ الكَرَمِ

تَزيد عَلى نائِباتِ الخطوب
بَذلاً وَفي سابِغاتِ النِعَمِ

كَذا الخَمرُ وَالذَهَبُ المَعدَنيّ
يَجوّد هَذا وَذاكَ القدم

.....

[الحمدان]

وَخلجةِ ظَنٍّ يَسبِق الطَرفَ حَزمُها
تُشيف عَلى غُنم وَتُمكِن مِن ذَحلِ

صَدعتُ بِها وَالقَومُ فَوضى كَأَنَّهُم
بِكارةُ مِرباع تُبَصبِصُ لِلفَحلِ

.....

[الحمدان]

لَئِن أَلوى بِوَعدِكَ طولُ مطل
تُسبّ بِهِ إِلى يَوم الفِعالِ

فَكَم مِن بارِق في السَهلِ شِمنا
مخايله فخيَّم بالجِبالِ

.....

[الحمدان]

إِنَّ الأُمورَ إِذا الأَحداثُ دبّرها
دونَ الشُيوخ تَرى في بَعضِها خَللا

إِنَّ الشَباب لَهُم في الأَمرِ معجلَةٌ
وَلِلشُيوخ أَناة تدفع الزللا

.....

[الحمدان]

‏‌إذَا رضيتَ تلاشَتْ كـلُّ ضائقةٍ
ومنكَ وحدكَ يأتِي الغَوثُ والمددُ

وفِي رضاكَ أرى الآمالَ باسِمة
والكون يُشرقُ والأبعادُ والأمَـدُ

.....

[الحمدان]

يا حامل الهمّ لا تَحزُنْكَ عاصِفةٌ
هبّتْ على قلبكَ الموجوعِ فانهدَما

سيَبعَثُ اللهُ مِن آفاقِ رحمَتهِ
لُطفاً يُرمّمُ في جنْبَيكَ ما هُدِما

طمئن فؤادك فالأقدارُ حانيَةٌ
وفي الحياةِ سرورٌ يعقُبُ الألَما

وفي السماءِ هدايا الغيبِ دانيةٌ
يوما ستأتيك بالبُشرى لِتبتسِما

د ماجد عبد الله

[الحمدان]

أَلَم تَرَني صَبِرتُ عَلى خَريمٍ
وَكانَ فِداؤُهُ أَهلي وَمالي

وَلوَ أَنّي شللت مِن يَميني
لأفردت اليَمين عَن الشِمال

وَلَكِنّي صبرت عليهِ إِنّي
رأيت الصَبر أَحجى بِالرِجال

فَتى حازَ المَكارِم وَهوَ طفل
وَأورى يافِعاً زند المَعالي

وَشادَ لِقَومِهِ مَجداً سَيَبقى
بَقاءَ الراسِيات مِن الجِبال

وَكانَ لَنا الخَليفَةَ مِن أَبيهِ
لِيَنهَض بالملمّات الثِقالِ

فَلا تبعَد فكلّ فَتى أُناسٍ
سَيفجعهم بِهِ صَرفَ اللَيالي

فَإِن تَكُ للبِلى أَمسَيتَ رَهناً
فَقَد أَبقَيتَ مَجداً غَيرَ بالِ

.....

[الحمدان]

لَئِن أَلوى بِوَعدِكَ طولُ مطل
تُسبّ بِهِ إِلى يَوم الفِعالِ

فَكَم مِن بارِق في السَهلِ شِمنا
مخايله فخيَّم بالجِبالِ

.....

[الحمدان]

ومن غفلةِ الواشي إذا ما أتَيتُها
ومن زورتي أبياتها خالياً وحدي

ومن صيحّةٍ في الملتقى ثمّ سكتةٍ
وكلتاهما عندي ألذُّ منَ الخُلدِ

.....

[الحمدان]

اُختلِسَت ريحانتي من يدي
أَبكي عَلَيها آخِرَ الأَبَدِ

كانت هيَ الأُنسُ إذا استَوحَشت
نَفسي من الأقرَبِ والأبعَدِ

ورَوضةٌ كان بها مَرتَعي
ومَنهلاً كان بها مَورِدي

كانَت يدي كانت بها قُوَّتي
فاختَلَسَ الدهرُ يدي من يدي

.....

[الحمدان]

‏يَـا مَنْ رَضِيتُ بحُكمِهِ وَقَضَائِـهِ
وَدَعَوتُـــه مُستَبشـِــرًا بدُعَائِـــه

عَوَّدتَنِـي سَكـبَ الجَمِيلِ تَفَضُّلًا
وَأنَـــا المُقِــرُّ بِسُوئــِهِ وَشَقَائِــه

يَا مَن يُجِيبُ وَلَا يُخَيِّبُ رَاجِيًا
وَيُمِـدُّ عَبـدًا لَو عَصَـى بِعَطَائِـه

هَبنِي الهِدَايَةَ يَا إلهِي وَاسقِنِي
حُـلوَ اليَقِيـنِ بِعذبـهِ وَصَفَائِـه

.....

[الحمدان]

‏ليت الذينَ نحبُّهُمْ يَبقَونَ أو
أنَّا إذا رحلوا كذَلك نرحلُ

كم ليلةٍ مرَّتْ وذِكْراهُمْ معي
والقلبُ مَكْلومٌ وعَينِي تَهمُلُ

فإذا نَزَلتُ بأرضِ مَن أحبَبْتُهُمْ
ألْفَيتُ دمعي قبلَ جسمي يَنزِلُ

.....

[الحمدان]

أصبحَ ديني الذي أدينُ بهِ
ولَستُ منهُ الغداةَ مُعتَذِرا

حُبُّ عليٍّ بعدَ النبِيِّ ولا
أشتُمُ صِدّيقاً ولا عُمَرا

ثم ابنِ عفانَ في الجنانِ معَ ال
أبرارِ ذلك القتيل مُصطَبِرا

ألا ولا أشتُمُ الزُّبيرَ ولا
طلحة إن قال قائلٌ غدَرا

وعائشٌ الأمُّ لستُ أشتُمُها
من يفتريها فنحنُ مِنهُ بَرا

.....

[الحمدان]

أما ترى ذا الفلكَ السائِرا
أبيتُ من هَمٍّ به ساهرا

مُفكِّراً فيه وفي أمرهِ
فما أرى خَلقاً به خابِرا

يُخبِرُ عن لُطفِ تدابيرهِ
وكيفَ أضحى لِلوَرَى حاضِرا

يا ليتَ شِعري هل أُرى مرَّةً
أكونُ في أبراجهِ سائرا

أكونُ مع طالعهِ طالِعاً
طَوراً ومع غائِرهِ غائرا

حتى أرى جُملة تدبيرهِ
وأعرِفَ المستُورَ والظاهرا

.....

[الحمدان]

وأبيضَ أمَّا جسمُهُ فَمُدَوَّرٌ
نَقيٌّ وأما رأسهُ فمُعارُ

ولك يكتَسِب إلا لتسكُنَ وسَطه
مؤَنّثة لم تُكسَ قطُّ خِمارُ

لها أخواتٌ أربعٌ هُنَّ مِثلُها
ولكنَّها الصُغرى وهُنَّ كبارُ

.....

[الحمدان]

أذُمّ لكَ الأيام في ذات بيننا
وما لِليالي في الذي بيننَا عُذرُ

إذا لم يكن بين المحبين زَورَةٌ
سِوى ذِكرِ شيءٍ قد مضى درس الفِكر

.....

[الحمدان]

أخفيتُ عنك الهوى كي لا تفارقني
وأصعبُ الحبّ حبّ بان تلميحا

حَمَلتُ بالأمس أشواقا ً معذبة ً
وأحملُ اليوم قلبا ً منك مَذبوحا

فاذهبْ رعاك الذي أعطاك مَنزلة ً
في النفس حتى قتلتَ القلبَ والروح

.....

[الحمدان]

فلا أنتَ أعتَبتَ من زِلَّةٍ
ولا أنتَ بالَغتَ في المعذِرَه

ولا أنتَ ولَّيتني أمرها
فأغفِرَ ذنبَكَ عن مَقدِرَه

.....

[الحمدان]

ويخبرني الشروق بكل فجرٍ
‏بأن الله لا يُبقــي الظلاما

‏وأن الهــمّ يعقبهُ انفــراجٌ
‏فلا تأبه لهمّــك بل تعامـــى

.....

[الحمدان]

حيَّاكَ ربُّ الناسِ حيّاكَ
إنَّ الذي أمَّلتَ أخطاكا

أتيتَ شخصاً كيسُه قد خلا
ولو حوى شيئاً لأعطاكا

.....

[الحمدان]

تعالي تكونُ الكتبُ بَيني وبينكم
مُلاحظةً نُومي بها ونُشِيرُ

فعِندي منَ الكتب المشومة حَيرةٌ
وعنديَ من شؤم الرسول أمورُ

.....

[الحمدان]

نحنُ الذينَ إذا تخموا عُصبةٌ
من معشَر كنّا لها أنكالا

ونرى القُرومَ مخالة لقرُومِنا
فيكَ اللقاءُ تقطرُ الأبوالا

نردُ المنيةَ لا نخافُ ورودَها
تحت العجاجةِ والعيونُ تلالا

نُعطي الجزيل فلا نمُنُّ عطاؤنا
قبل السؤالِ ونحمل الأثقالا

وإذا البلادُ على الأنامِ تزلزلَت
كُنّا لِزَلزَلةِ البلادِ جبالا

.....

[الحمدان]

وعدَت بوصلٍ والزمانُ يُسَوِّفُ
حَورَاءُ ناظِرُها حُسَامٌ مُرهَفُ

نَشوانَةٌ صَهباءُ منهَلُ ثَغرِها
دُرٌّ ورِيقَتُها سلافٌ قَرقَفُ

تختالُ بينَ البدرِ منها والنَّقا
غُصنٌ يَمِيسُ به النعيمُ مُهَفهَفُ

لا تحسبَنَّ الخُلفَ شِيمَةَ مِثلِها
وَعَدَت ولكنَّ الزمانَ يُسَوِّفُ

يا بانةً قد أطلَعَت أغصانُها
وَرداً جَنِيّاً باللواحِظِ يُقطَفُ

وغزالةٍ تحكي الغَزالةُ وَجهَها
وبعينِ ناظِرِها الحُسامُ الأوطَفُ

ما تأمُرين لِمُغرَمٍ تَسطُو بهِ
أجفانُكِ المرضى ولا تستعطِفُ

أو ماءُ وجهكِ وهو صُبحٌ مُشرِقٌ
وسوادُ شعرِك وهو ليلٌ مُسدِفُ

ويهزُّ غُصنُ البانِ مِنكِ على النَّقا
فإليَّ من أحدٍ سواكِ تَشَوَّفُ

.....

[الحمدان]

من أين أبغي دواء دائي
وإنما دائي الطبيب

يا رب فرج إذاً وعجل
فإنك السامع المجيب

آمين

[الحمدان]

فصلتَ والنصرُ والتَّأييدُ جُنداكا
والعزُّ أولاكَ والتَّمكينُ أُخراكا

ورحمةُ اللَّه في الآفاقِ قد نُشرتْ
والأرضُ تُبدي تباشيراً لمبداكا

قدِ اكتستْ حُللاً من وشْيِ زَهرتِها
كأنَّ زُخرفَها في الحسنِ حاكاكا

طلعتَ بين النَّدَى والبأسِ مبتهجاً
هذا بيُمناكَ بل هذا بيُسراكا

ضِدّانِ في قَبضَتَيْ كفَّيكَ قد جُمعا
لولاهما لم يَطبْ عيشٌ ولولاكا

.....

[الحمدان]

ودَّعتَني بزَفرةٍ واعْتِناقِ
ثم نادَتْ متى يكونُ التَّلاقي

وتصَدَّتْ فأشرقَ الصبحُ مِنها
بينَ تلكَ الجيوبِ والأطواقِ

يا سقيمَ الجفونِ من غيرِ سُقمٍ
بينَ عَينيكَ مَصرعُ العُشَّاقِ

إنَّ يومَ الفِراقِ أَفظعُ يومٍ
ليتَني مِتُّ قبلَ يومِ الفراقِ

.....

[الحمدان]

اشربْ على منظرٍ أَنيقِ
وامزُجْ بريقِ الحبيبِ رِيقي

واحْلُلْ وشاحَ الكَعابِ رِفقاً
واحذَرْ على خَضرِها الرَّقيقِ

وقُل لمن لامَ في التَّصابي
إليكَ خلِّ عنِ الطَّريقِ

.....

[الحمدان]

بَيضاءُ مَضْمومةٌ مُقَرْطَقَةٌ
تَنقدُّ عن نَهدِها قراطقُها

كَأنما باتَ ناعِماً جَذِلاً
في جَنَّةِ الخُلدِ مَن يعانقُها

وأَيُّ شيءٍ أَلذُّ من أَمَلٍ
نالتْهُ معشوقَةٌ وعاشِقُها

.....

[الحمدان]

في الكِلَّةِ الصَّفراءِ ريمٌ أبيضُ
يَسْبي القلوبَ بمقلتَيهِ ويُمرِضُ

لمَّا غَدا بَينَ الحُمُولِ مُقَوَّضاً
كادَ الفُؤادُ عَنِ الحياةِ يُقَوّضُ

صَدَّ الكَرَى عَن جَفْنِ عينكَ مُعْرِضاً
لمَّا رآهُ يَصُدُّ عنْكَ وَيُعْرِضُ

أَدَّيتُ منْ حُبّي إِليكَ فَريضةً
إِنْ كانَ حُبُّ الخلْقِ مِمَّا يُفْرَضُ

.....

[الحمدان]

‏يا من يراني على ذنبي فيُمهلني
جُدْ لي بعفوكَ إن الذنبَ أشقاني

يارب هذي دموعي جئتُ أسكبها
فاغسلْ بجودك آلامي وأحزاني

آمين

[الحمدان]

‏لكل شيء إذا وافاك ميقاتُ
للعُسر وقت كما لليُسر أوقاتُ

الدهر يمضي على حُكم الإله به
فليس تُقضى بغير الله حاجاتُ

فكن على ثقة بالله مُتكلاً
وإن دهتك مُعاناة وآفاتُ

فكل شيء برب الكون مُتصلٌ
ليطمئن فؤاد تسكن الذاتُ

الكون في يده ماض برحمته
لا خوف فالأمر تدبير وآياتُ


هلال الشيادي

[الحمدان]

‏كان سليمان بن عبدالله أعمى فمدح
حُسن فتاة جميلة فاستنكرت ذلك
فقال:

تقولُ من للعمى بالحُسْن قلتُ لَها
كَفَى عَن الله في تحقيقهِ الخبرُ

القلبُ يُدرك مالا عينَ تدركُهُ
والحُسْنُ ما استحسنتْه النفس لا البَصرُ

وما العيونُ التي تعمى إذا نظرَتْ
بل القلوبُ التي يَعمىَ بها النظرُ

[الحمدان]

‏يشتاقُ قلبي إلى نَجدٍ ويَطربُهُ
نسيمُ نَجدٍ إذا ما هَبَّ خفَّاقَا

.....

[الحمدان]

سيذكرني بعدَ الفِراقِ أحِبتِي
ويبقى من المرءِ الأحاديثُ والذِّكْرُ

ورودُ الرُّبى بعد الرّبيعِ بعيدةٌ
ويُدنِيكَ منها في قواريرِهِ العطرُ

.....

[الحمدان]

أحنو عليكِ وفي فؤاديَ لَوعَةٌ
‏وأصُدُّ عنكِ ووجهُ وُدّيَ مُقبِلُ

‏وإذا هَمَمتُ بوَصلِ غيرِكِ رَدّني
‏ وَلَـهٌ إليـكِ وشـافعٌ لكِ أوّلُ

‏وأعِـزُّ ثُـمّ أذِلُّ ذِلّـةَ عـاشِقٍ
‏ والحُـبُّ فيـهِ تَعَزُّزٌ وَتَذَلّلُ

‏البحتري

[الحمدان]

لا تَلْتَمسْ من مساوي الناس ما ستروا
فيهتكَ الناسُ سترًا من مساويكَا

واذكرْ محاسنَ ما فيهم إذا ذُكروا
ولا تَعِبْ أحدًا عيبًا بما فيكا

.....

[الحمدان]

ولا عيـبَ فيهِـم غيــر أنَّ قلوبـهم
كأنــسامِ ليــلٍ بـــل أرقُّ وأعــذبُ

ولا سوءَ فيهم غيرَ أنَّ حضورهم
يــرِفُّ لــه قلـبي وللـرُّوحِ يسلـبُ

.....

[الحمدان]

مَن كان يَطلبُ مِن أيّامِهِ عَجبًا
فـلي ثمانونَ عامًا لا أرى عَجبا

الناسُ كالناسِ والأيامُ واحدةٌ
والدّهرُ كالدّهرِ والدنيا لِـمَن غَلَبا

.....

[الحمدان]

على مسرحِ الأيام نرقُصُ كالدُّمى
نُمَــثِّلُ دورَ الرُّشْــدِ والعرضُ زائفُ

نخافُ مــن الآتي ونجــهَلُ مابــهِ
ونـِأكلُ هـمَّ الأمس والأمسُ تالفُ

نــقرِّرُ أن نجتَــازَ بِالعقلِ خوفَنا
وتحــكمُنا عنـد القَــرار العواطـفُ

كَبُرنا ولكن ليس بالعُمْـر إنما
بكثرة ما انهالَتْ علينا المواقف

.....

[الحمدان]

معيَّةُ اللهِ فوقَ الكَربِ فَاصْطَبِر
‏وخيرة الله تُرضـي من به وثقا

‏ومن يوكّـل رب العــــرش كربتهُ
‏عاد البـلاء على صحـــرائه غدقا

.....

[الحمدان]

إنَّ الحياةَ وإن تزخرفَ عيشها
لقصيرةٌ والعيشُ عيشُ الآخرة

.....

[الحمدان]

صبِّح فؤادكَ بالقُــرآن فإنَّه
نورٌ أشعَّةُ شمسهِ لا تُظمِئُ

.....

[الحمدان]

ولكَم تفضَّلَ ربُنا بعطيَّةٍ
جاءت بدونِ سؤالنا إيَّاها

ياربّ فامْنُن بالعطيةِ عندما
يَسْأَلْكَ عبدٌ حاجةً أخفاها

آمين

[الحمدان]

قالت العرب
نصف جمال الإنسان في لسانه
والنصف الآخر في عقله
أما الوجه فليس أكثر من غلاف يبلى مع الزمن

‌قال الأَعْوَر الشَّنِّيّ :
أَلَمْ تَرَ مِفْتاحَ الفُـؤادِ لِـسـانَـهُ
إذا هو أَبْدَى ما يَقُولُ مِن الـفَـمِ

وكائِنْ تَرَى مِن صامِتٍ لكَ مُعْجِبٍ
زِيادَتُهُ أو نَقْصُهُ في التَّـكَـلُّـمِ

لِسانُ الفَتَى نِصْفٌ ونِصْفٌ فُـؤادُهُ
فَلَمْ يَبْقَ إلا صُورَةُ اللَّحْـمِ والـدَّمِ

[الحمدان]

فلَئِنْ سَمِعتَ نَصيحَتي وَعَصيْتَها
ما كُنتُ أَوَّلَ ناصِحٍ مَعْصيِّ

.....

[الحمدان]

وَمُعْتَرَكٍ تَهُزُّ بهِ المَنايا
ذُكورَ الهِنْدِ في أيْدي ذُكورِ

لوامِعُ يُبْصِرُ الأعْمَى سَناها
وَيَعْمَى دُونَها طَرْفُ البَصيرِ

وخافِقَةِ الذَّوائِبِ قَدْ أَنافتْ
عَلى حَمْراءَ ذاتِ شباً طَريرِ

تحومُ حَوْلَها عُقبانُ مَوْتٍ
تَخَطَّفَتِ القُلوبَ منَ الصُّدُورِ

بيومٍ راحَ في سِرْبالِ ليلٍ
فَما عُرفَ الأصيلُ منَ البُكورِ

وَعَيْنُ الشَّمْس تَرْنُو في قَتامٍ
رُنُوَّ البِكرِ ما بَينَ السُّتورِ

فَكم قصَّرْتَ منْ عُمْرٍ طويلٍ
بهِ وأطلْتَ مِنْ عُمرٍ قَصيرِ

.....

[الحمدان]

حَوْراءُ داعَبَها الهوى في حورِ
حكَمَتْ لوَاحِظُها على المَقْدورِ

نَظرتْ إِليَّ بِمُقْلَتَيْ أُدمانَةٍ
وَتَلَفّتتْ بِسوالفِ اليَعْفُورِ

وَكأنَّما غاضَ الأَسى بجُفُونها
حَتَّى أتاكَ بِلؤلؤٍ مَنْثُورِ

.....

[الحمدان]

يا مَلكاً ذلَّتْ لهُ المُلوكُ
ليسَ له في مُلكهِ شَريكُ

ثبِّتْ لعبدِ اللَّهِ حُسنَ نيَّته
واعطفه بالفضل على رعيَّته

سبحانه

[الحمدان]

سُبحانَ مَن لم تَحوِه أَقطارُ
ولم تكنْ تُدركُهُ الأَبصارُ

وَمن عَنت لوجهه الوجوهُ
فما له نِدٌّ ولا شَبيهُ

سبحانَه مِن خالقٍ قديرِ
وعالمٍ بِخلْقهِ بَصيرِ

وأَوَّلٍ ليس له ابتداءُ
وآخِرٍ ليس له انتهاءُ

أَوْسَعنا إحسانُه وفضلُهُ
وعَزَّ أَن يكونَ شيءٌ مثلُهُ

سبحانه

[الحمدان]

مَنظومةٌ هُذِّبَ ألفاظُها
ليستْ منَ الشِّعرِ الحجازيِّ

لكنَّها في الصَّوغِ نَجْديَّةٌ
صاحبُها ليسَ بِنجدِيِّ

كوفيَّةُ الإبداعِ بَصْريَّةٌ
لغيرِ كوفيٍّ وبَصْريِّ

كأنَّها شاذورةٌ عُلِّقتْ
بوجهِ دينارٍ هِرَقْلِيِّ

.....

[الحمدان]

وَرديَّةٌ يَحملُها شادنٌ
في مُشْرَبِ الحمرةِ وَرْدِيِّ

كأنّه والكأسُ في كفِّهِ
بدرُ دُجىً يَسعَى بدرِّيِّ

.....

[الحمدان]

وأعلم في المنام بكل خير
فأصبح لا أراه ولا يراني

وإن أبصرت شرّا في منامي
لقيت الشر من قبل الأذان

.....

[الحمدان]

العنكبوت بنت بيتا على وهن
تأوي إليه وما لي مثله وطن

والخنفساء لها من جنسها سكن
وليس لي مثلها إلف ولا سكن

.....

[الحمدان]

قد قسّم الله رزقي في البلاد فما
يكاد يدرك إلا بالتفاريق

ولست مكتسبا رزقا بفلسفة
ولا بشعر ولكن بالمخاريق

والناس قد علموا أني أخو جميل
فلست أنفق غلا في الرساتيق

.....

[الحمدان]

دهينا من زمان ليس فيه
سوى متشامت أو مستريب

وحاسد نعمة وصديق وقت
إذا ما غبت ذمّك في المغيب

فمن أولاك ودّا من صديق
ومن ذي قربة أو من غريب

فحبّ خديعة لمكان رفق
متى ما زال ذمّك من قريب

.....

[الحمدان]

ترى العقيان كالذهب المصفى
يركّب فوق أثفار الدواب

وكيسي منه خلو مثل كفيّ
أما هذا من العجب العجاب

.....

[الحمدان]

إن كان في العيّ آفات مقدّرة
ففي البلاغة آفات تساويها

.....

[الحمدان]

وازرعْ ورودكَ في أرضٍ تمرُّ بها
فربَّما طيبُها يَبقى مَدى الأزلِ

وربَّما لطفُها يأتيك في عبقٍ
إنْ زرتَها برهةً يومًا على عجلِ

فازرعْ مِنَ الخيرِ تحصدْ منهُ أجملَهُ
فالخيرُ يُزهرُ بالمعروفِ إنْ تَسَلِ

وَرُبَّ أمرٍ مضى ما كنتَ تحسبُه
تأتيكَ أسرارُه في أجملِ الحُللِ

.....

[الحمدان]

‏وأطيَبُ أوقاتي مِن الدهرِ خَلوةٌ
يَقَرُّ بها قلبي ويَصفو بها ذهنِي

وتأخُذني مِن سَوْرَةِ الفكرِ نَشوَةٌ
فأخرُجَ مِن فنٍّ وأدخُلَ في فنِّ

وأسمع مِن نجوى الدّفاترِ طُرفَةً
أزيلُ بها هَمّي وأجلو بها حُزني

.....

[الحمدان]

مَا كُلُّ نَبْعٍ للميـــاهِ كَزمــــزمٍ
فلِنبعِ زَمْزَم فِي القلوبِ جَلالُ

كَثُر الرِّجالُ كما ترى لكنَّهمُ
رُتَبٌ وهَلْ كلُّ الرِّجال رجالُ

.....

[الحمدان]

‏وقلبي باتَ يُرهقُنِي يُذكِّرُنِي بِمَن رَحَلُوا
ويَأخُذنِي لعالمِهِم هُنا ضَحكُوا هُنَا نَزلُوا

.....

[الحمدان]

إذا كان الصَباحُ شُروقَ شَمسٍ
فإن شُروق وجهكِ لي صباح

وإن كانَ الصَباحُ صَباحُ خَيرٍ
فأنت الخَيرُ يَتبعُهُ انشِراح

.....

[الحمدان]

أَراكَ تَنْظُرُ في الآفاقِ منتظِراً
‏وَعْدَ الشُّروق وفي عينَيكَ مَغْرِبُهُ

‏قُلْ للهمومِ التي أَبْقَتْكَ منكسِراً
‏إن طال ليل الأسى فالصبحُ يَعْقُبُهُ

.....

[الحمدان]

يأتيك بالودِّ من تنسى مودّته
‏ومن تودّ وداداً منهُ ينساك

.....

[الحمدان]

فإن تدنُ منِّي تدنُ منك مودَّتِي
‏وإن تنأ عَنِّي تَلقَنِي عنك نائِيَا

.....

[الحمدان]

اذا المَرءُ لَم يَبذِل مِنَ الوِدِّ مِثلَما
‏بَذَلتُ لَهُ فَاِعلَم بِأَنّي مُفارِقُه

.....

[الحمدان]

‏وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَكارِهٍ
‏عَلَيكَ وَلا في صاحِبٍ لا تُوافِقُه

.....

[الحمدان]

وإن خانوكَ بعدَ العهدِ يوما ً
وعادوا بعدما انقطعَ الرجاءُ

فقانونُ القلوبِ إذا أحبـت
يموتُ الحبُّ إن غابَ الوفاءُ

.....

[الحمدان]

بنفسي شادن أحسن الله له
وردا يلوح بوجنتيه

مليح قوامه والدلّ والشكل
وطيب الكلام من شفتيه

كاتباه تمتّعا منه بالقرب
فما يكتبا الذنوب عليه

هو منّي كالبدر في أفق الجو
و أراه ولا أصير إليه

.....

[الحمدان]

‏لا تقنطنَّ وثِق بالله إنَّ لهُ
ألطافٌ رقَّت عن الأذهان والفطنِ

يأتيك من لطفه ما ليس تعرفهُ
حتى تَظُنَّ الذي قد كان لم يكُنِ

.....

[الحمدان]

يا حُسْنَ إِبريقٍ أتاكَ مُعَصْفراً
قد نمَّ ظاهرُهُ على الأحشاءِ

فكأنه ظبيٌ على شَرَفٍ غدا
يعطو سالفتيْه للإِصغاء

أضحى وماء الورد في جنباته
متنفساً في أوجه الجلساء

فكأنه متسبلٌ من دُرَّةٍ
بيضاء في ياقوتة حمراءِ

.....

[الحمدان]

إِذا صَفَتِ المودةُ بين قومٍ
ودامَ إِخاؤُهمْ سَمُجَ الثناءُ

.....

[الحمدان]

مرَّ بنا ظَبيٌ هضيم الحشا
يَرقُّ في خديهِ ماءٌ الصِبا

ذكّرني مرآهُ روضَ المنى
وطيب عهد من ليالي الوفا

أيام كان العيش حلوَ الجنى
وحيثُ كان الكأس كأس الهوى

باللهِ بَلّغْ يا نسيمَ الصَبا
تلك الظبا عن تحايا الهنا

كم ليلة في سفح ذاك اللوى
ويوم أنس وسْطَ تلك الرُبى

قطعته من حيث كانت لنا
آرام أنس عاطيات الطُّلا

لم أنس عيونَ المها كلا
ولا أعطاف غصن النقا

.....

[الحمدان]

إِليكَ كما جرَّ النسيمُ بسحرة
على صفحاتِ الروض فَضْل ردائِه

سلاماً يحكي الروضَ عند اقتباله
وجِدَّتِهِ في طيبه وروائِه

.....

[الحمدان]

كم حللت الحُبى بشرْخ الشبابِ
لرياضٍ طوع المنى وروابِ

ومناخ في ظل جانب دَوْح
ومقيل بين الغصون الرطاب

حيث حلّتْ جيدَ الفروع بعِقْدٍ
من نَثير القِطار أيدي السحاب

وتمشتْ ريدانةُ الريحِ نَشْوى
مِشْيَة الخوْد في حبير الثياب

.....

[الحمدان]

لاتقطعن مع الرفيق مودة
مهما بدا بين العباد مجافيا

إذ ربما عاد الوداد لسابق
وأتاك من بعد الخصام ملاقيا

فالشد يقطع حبله من غلظة
واللين يترك وصله متراخيا

وسطا فكن احرى بكل علاقة
لتكون محمود التعامل راقيا

.....

[الحمدان]

إلى روضةِ الآدابِ ريحانة الندى
تحايا حفاظ حركتها يدُ الودِّ

فجاءت كأنفاسِ الرياح تسحّبتْ
على رشحاتِ الطَّلِّ من وجنة الورد

.....

[الحمدان]

ونديم طارحته بعض ما بي
من نزوعي إِلى لِقا الأحباب

قلت هبني منيَّته كان ماذا
يتمنى قال الصِبا والتصابي

قلت لِمْ قال ذاك باكورة العمر
وهذي معادن الأطراب

قلت هل غير ذين قال دواعي
الأنس تقضي لكل أمر عجاب

قلت شَنّفْ مسامعي وتمنى
قال بنت الكروم وابن السحاب

قلت لِمْ قال كي أُولد م هذين
فوق الكؤوس دُرَّ الحَبَاب

قلت زدني قال النديم المواتي
قلت لم قال مؤنس الأحباب

.....

[الحمدان]

فما روضة أبدت بكل كِمامة
من المائسات اللُدن للنور كوكبا

يباكوها ركبُ السَحابُ مُخضِّلاً
ويُمسي وقد عاد المُسحّ المُطَنِّبا

وينضح شريان الغمام بسُمرةٍ
عليها بطَلٍّ ما ألذَّ وأَطيبا

فترشِفه والرشف أنقع للصدى
فيغدو بها ثغر الأقاحيّ أشنبا

وما النَشْر من دارَين جاء عشية
يضمّخُ أنفاسَ الرياض مع الصَبا

وما أصَهبٌ من مسك تُبَّتَ ضمّنت
نوافجه من عنبر الشِحْر أشْهَبا

بأبهجَ منه أو بأعطَر نفحة
إِذا رحت أهديه إليك تحببا

إِليك حفاظ الود ليس ببارح
وثيق عُرَى الإِخلاض لم يُلفَ قُلَّبَا

.....

[الحمدان]

نحن في روضة من الآداب
سُقيت بالفهوم لا بالسَحاب

ضمّنا مُجتلى عرائس أفكار
جلتها قرائح الألباب

وألذُّ القريض ما كان غَضّاً
مستجدّاً قريب عهد الشباب

فاسقِ منه شرب المسامع كأساً
لبني العصر زائد الإِطراب

أنا في حانة القريض فما لي
لا أرى دفتراً شهيَّ الشراب

أنا في ذِمَّة السَحاب وأْظمَا
إِن هذا لوصمة في السَحاب

.....

[الحمدان]

لَبّيْكَ يَا رَبّي بِـكُــلّ جَـوَارِحِــيْ
فَإلَيْـكَ أسـعَـىٰ غَـايَتِيْ تَقوَاكَـا

لَبّيْكَ يَا رَبّي تَـقَـبَّــلْ طَـاعَــتِـيْ
وامْـنُن عَلَيَّ بِمُهْجَةٍ تَـخـشَـاكَـا

لَبّيْكَ يَا رَبّي فَجُـوْدُكَ غَامِرٌ
خَيْرُ العَطَايَا لـلِـفُـؤادِ هُــدَاكَـا

لَبّيْكَ يَـا رَبّـي فَـأنـتَ سَـعَـادَتِـيْ
فَالسَّعدُ يَجرِيْ من مِعِيْنِ نَدَاكَا

سبحانه

[الحمدان]

تمُـرُّ بنــا فِــي كُـلِّ يــومٍ سِهامُهـم
فتُخْطِـي وسهـمُ الأقربيـن يُصيبُ

تطيبُ جِراحُ النَّاسِ لو طالَ نَزفُها
وجـرحُ الَّـذي تَهواهُ ليـسَ يَطيـبُ

.....

[الحمدان]

‏على قَدْر طُهرِ القلبِ تأتي المواجعُ
وتجري على قَدْرِ النقاءِ المدامعُ

ويجني مَرارَ العيشِ من عاش صادقاً
ويظفرُ بالعيشِ الهنيءِ المُخادِعُ

ويرقى إلى العلياءِ مَن باعَ نفْسَهُ
وقادتْهُ نحوَ المخزِياتِ المَطامِعُ

أبا الطيِّبِ ائذَنْ لي بتحريفِ خاطرٍ
فإن زماني كَدّرتْهُ الفواجِعُ

بقلمي

[الحمدان]

وأكثر ما يزيدُ الورد حسناً
بأن يُهدى أيا صحبي إليكم

كأن الورد قبل لقاكم غصنٌ
فيزهر حين تلمسه يديكم

.....

[الحمدان]

خفّتْ منك مُسْتهاماً كئيبا
هائماً ذاهلاً مشوقاً طروبا

واستقلتْ بدارها عنك دَلاًّ
وصدوداً وجفوةً وقُطوبا

فاقْضِ من لوعة الغرام زفيراً
واقْضِ من أنّةِ الفراق نحيبا

ليت شعري ما كان ذنبُك للأيام
حتى رأيت منها عجيبا

غادرتك الصروف ولهانَ باكٍ
تندب الإِلفَ في الطلول كئيبا

.....

[الحمدان]

ولما تفاوَضْنا الحديثَ وأقبلتْ
عَليَّ بِعَتْبٍ لا أبالَكَ من عَتْب

هصرتُ بأغصانِ المنى من حديثها
وقمت صريع العَتْب أزهو على الشَرْب

تناولني الاشفاق مزجاً بقسوة
وتفتر أحياناً عن البارد العذب

لترمز أني في الهوى ملء عينها
وتظهر للواشين في سلمها حربي

فديتك لا أختار حبيك مذهبا
إِذا لم أكن جلداً على الجد واللعب

فإن تصرمي طوعاً وكرهاً ولم أكن
عليك بحال لا دعيت بذي حب

.....

[الحمدان]

لا تَلُم كَفّي إِذا السَيفُ نَبا
صَحَّ مِنّي العَزمُ وَالدَهرُ أَبى

رُبَّ ساعٍ مُبصِرٍ في سَعيِهِ
أَخطَأَ التَوفيقَ فيما طَلَبا

مَرحَباً بِالخَطبِ يَبلوني إِذا
كانَتِ العَلياءُ فيهِ السَبَبا

عَقَّني الدَهرُ وَلَولا أَنَّني
أوثِرُ الحُسنى عَقَقتُ الأَدَبا

إيهِ يا دُنيا اِعبِسي أَو فَاِبسِمي
لا أَرى بَرقَكِ إِلّا خُلَّبا

أَنا لَولا أَنَّ لي مِن أُمَّتي
خاذِلاً ما بِتُّ أَشكو النُوَبا

أُمَّةً قَد فَتَّ في ساعِدِها
بُغضُها الأَهلَ وَحُبُّ الغُرَبا

تَعشَقُ الأَلقابَ في غَيرِ العُلا
وَتُفَدّي بِالنُفوسِ الرُتَبا

وَهيَ وَالأَحداثُ تَستَهدِفُها
تَعشَقُ اللَهوَ وَتَهوى الطَرَبا

لا تُبالي لَعِبَ القَومُ بِها
أَم بِها صَرفُ اللَيالي لَعِبا

لَيتَها تَسمَعُ مِنّي قِصَّةً
ذاتَ شَجوٍ وَحَديثاً عَجَبا

كُنتُ أَهوى في زَماني غادَةً
وَهَبَ اللَهُ لَها ما وَهَبا

ذاتَ وَجهٍ مَزَجَ الحُسنُ بِهِ
صُفرَةً تُنسي اليَهودَ الذَهَبا

حَمَلَت لي ذاتَ يَومٍ نَبَأً
لا رَعاكَ اللَهُ يا ذاكَ النَبا

وَأَتَت تَخطِرُ وَاللَيلُ فَتىً
وَهِلالُ الأُفقِ في الأُفقِ حَبا

ثُمَّ قالَت لي بِثَغرٍ باسِمٍ
نَظَمَ الدُرَّ بِهِ وَالحَبَبا

نَبِّؤوني بِرَحيلٍ عاجِلٍ
لا أَرى لي بَعدَهُ مُنقَلِبا

وَدَعاني مَوطِني أَن أَغتَدي
عَلَّني أَقضي لَهُ ما وَجَبا

نَذبَحُ الدُبَّ وَنَفري جِلدَهُ
أَيَظُنُّ الدُبُّ أَلّا يُغلَبا

قُلتُ وَالآلامُ تَفري مُهجَتي
وَيكِ ما تَصنَعُ في الحَربِ الظِبا

ما عَهِدناها لِظَبيٍ مَسرَحاً
يَبتَغي مُلهىً بِهِ أَو مَلعَبا

لَيسَتِ الحَربُ نُفوساً تُشتَرى
بِالتَمَنّي أَو عُقولاً تُستَبى

أَحَسِبتِ القَدِّ مِن عُدَّتِها
أَم ظَنَنتِ اللَحظَ فيها كَالشَبا

فَسَليني إِنَّني مارَستُها
وَرَكِبتُ الهَولَ فيها مَركَبا

وَتَقَحَّمتُ الرَدى في غارَةٍ
أَسدَلَ النَقعُ عَلَيها هَيدَبا

قَطَّبَت ما بَينَ عَينَيها لَنا
فَرَأَيتُ المَوتَ فيها قَطَّبا

جالَ عِزرائيلُ في أَنحائِها
تَحتَ ذاكَ النَقعِ يَمشي الهَيذَبى

فَدَعيها لِلَّذي يَعرِفُها
وَاِلزَمي يا ظَبيَةَ البانِ الخِبا

فَأَجابَتني بِصَوتٍ راعَني
وَأَرَتني الظَبيَ لَيثاً أَغلَبا

إِنَّ قَومي اسِتَعذَبوا وِردَ الرَدى
كَيفَ تَدعونِيَ أَلّا أَشرَبا

أَنا يابانِيَّةٌ لا أَنثَني
عَن مُرادي أَو أَذوقَ العَطَبا

أَنا إِن لَم أُحسِنِ الرَميَ وَلَم
تَستَطِع كَفّايَ تَقليبَ الظُبا

أَخدِمُ الجَرحى وَأَقضي حَقَّهُم
وَأُواسي في الوَغى مَن نُكِبا

هَكَذا الميكادُ قَد عَلَّمَنا
أَن نَرى الأَوطانَ أُمّاً وَأَبا

مَلِكٌ يَكفيكَ مِنهُ أَنَّهُ
أَنهَضَ الشَرقَ فَهَزَّ المَغرِبا

وَإِذا مارَستَهُ أَلفَيتَهُ
حُوَّلاً في كُلِّ أَمرٍ قُلَّبا

كانَ وَالتاجُ صَغيرَينِ مَعاً
وَجَلالُ المُلكِ في مَهدِ الصِبا

فَغَدا هَذا سَماءً لِلعُلا
وَغَدا ذَلِكَ فيها كَوكَبا

بَعَثَ الأُمَّةَ مِن مَرقَدِها
وَدَعاها لِلعُلا أَن تَدأَبا

فَسَمَت لِلمَجدِ تَبغي شَأوَهُ
وَقَضَت مِن كُلِّ شَيءٍ مَأرَبا

حافظ إبراهيم

[الحمدان]

‏عَلَىٰ ثِقَةٍ بِوَعدِ اللَّه عِشْنَا
بِلَا يَأْسٍ وَمَا زِلنَا نَعِيشُ

تَجِيشُ قُلُوبُنَا حُزنًا وَلَكِن
بِذِكرِ اللَّـه يَهدَأ مَا يَجِيشُ

وَمَا غَيرُ الدُّعَاءِ إذَا عَجَزنَا
فَإِنَّ سِهَامَهُ لَيسَتْ تَطِيشُ

.....

[الحمدان]

لست أنسى رعبوبة بشرتني
بازديار قبيل وقت الغروب

ثم اومت إلي ان لست أنساك
ولكن أخاف منك رقبي

فتبسمت ثم أوجمت عن رَدّ
جواب من خفق قلب طروب

فمضت ريثما غفت أعين الحراس
عنا وحان وعد الحبيب

ثم جاءت تعطو بعاطل جيد
تتهادى في فضل برد قشيب

نزعت حليها وعطلت الجيد
ومالت نحوي كغصن رطيب

.....

[الحمدان]

أتيتك ربي مفعما بالأسى وصما
أتيتك ربي مفعماً بالأسى وصْما

وقد قلّدتني شَقوتي بالعنا الإثما
سألتك صفحاً يوم لا تَنجعُ الأسما

بموقف ذلّي عند عزتك العظمى
بمخفيِّ سرٍّ لا أحيط به علما

أتيتك ربي خاضعاً ضمنَ توبتي
مقرّاً بما سودتُه من صحيفتي

تقبّل خضوعي وابتهالي وحسرتي
بإطراق رأسي باعترافي بذلتي

بمد يدي أستمطر الجود والنعمى
حميّا الخطايا هاجني كاسُ صرفها

فأسكرني من دَورها سوءُ رَشفها
عسى صَحوةٌ تَهدي ضلالي بلطفها

بأسمائك الحسنى بعزة وصفها
ومن نورها أستغرق النثرَ والنظما

ألا يا تقاة اللَه عهدي بسربِكم
قريباً فأرجو أن تَفوني ببرِّكم

سألتكمُ أن تشفعوا يوم قربِكم
بعهدٍ قديمٍ من ألستُ بربِّكم

بمن جاء مجهولاً فعلَّمتَه الأسما
بجاه التي حلّت لنا مُعْقَدَ الشقا

وهَيَّتْ لنا من فضلها مقعدَ البقا
أريد بها خير الورى معدِنَ التقى

أذقنا شراب الأنس يا من إذا سقى
محبّاً شراباً لا يضامُ ولا يَظما

.....

[الحمدان]

يا ذائباً من وجده
بالكبريا لا تنصدمْ

أمُّ الكبائر إنها
تُفني الأنام وتنتقمْ

كم فاضلٍ أضحى بسي
ف خبالها كالمنهدم

قد مزقت أحشاءه
بل نفسه كي ينعدم

أضحت فضائلُ نُسكه
مرذولةً كالمنسَقم

صن قلبنا مع عقلنا
مع وهمنا يا محتكم

.....

[الحمدان]

إن الذي تخشاه أول وهلةٍ
يا راهباً بل هارباً دون الملا

أعني به الضجر الذي من شأنه
يوهي القوى كذباً عليك لتكسلا

ويريك موضعك الأنيس مروِّعاً
قصداً لأن تَلوي العنان وترحلا

وتظل تخبط شائداً ومقوِّضاً
ديراً فديراً كي تُصاد فتقتلا

ما بين صارمِ بؤس يأسٍ مرهفٍ
أو طعنِ عسّالِ التواني والقِلا

فدواؤه عمل اليدين مصلياً
تتلو أناجيل العليْ متبتّلا

.....

[الحمدان]

إِلَى اللهِ نَشْكُو فَادِحَاتِ النَّوَائِبِ
فَقَدْ فَجَعَتْنَا فِي أَجَلِّ الْمَطَالِبِ

رَمَتْنَا بِرُزْءٍ لَوْ رَمَتْ فِيْهِ يَذْبُلاً
لَزُلْزِلَ مِنْهُ رَاسِخَاتُ الْجَوَانِبِ

فتبّاً لدهر لا تزالُ خطوبهُ
تُطَالِبُ فِي أَوْتَارِهَا كُلَّ طَالِبِ

.....

[الحمدان]

ألاَ إنَّما الدُّنيَا كَمنزلِ رَاكبٍ
أناخَ عشيًّا وهُو فِي الصُّبحِ رَاحلُ

ولو يَعلمُ الإنسَانُ مَا يلتقِي غدًا
بِدارِ البَقا مَا عَاد لِلشرِّ فاعِلُ

.....

[الحمدان]

جهِلَت عُيونُ النّاسِ ما في داخلي
فوَجَدتُ ربّي بالفُؤادِ بصيرا

يا أيّها الحُزنُ المُسافرُ في دَمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيرا

ربّي معي فمَنْ الذي أخشى إذن
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا

وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بِرَبّك هـــاديًا ونَصيرا

.....

[الحمدان]

‏فـيَا مَـغْرورُ بالدُّنيا رُوَيدًا
ومنها خذ لنَفْسِكَ بالوِثاقِ

‏فـمَـا الـدُنيَا ببـاقَية لـحيٍّ
ومَـا حيّ على الدُّنيَا بباقِ

.....

[الحمدان]

إني لأدفئ روحي حين أذكركم
والدفء بالوجد فوق الدفء بالنارِ

.....

[الحمدان]

‏تبسم واملأ الدنيا جمالًا
وكن للخير في الدنيا مثالا

جمال المرء روحٌ فيه تسمو
وتسكن في تفاؤله الجبالا

.....

[الحمدان]

وتظل تسعى جاهداً في همة
والله يعطي من يشاء إذا شكر

والله يمنع إن أراد بحكمة
لابد أن ترضى بما حكم القدر

.....

[الحمدان]

نظرتُ إلى السماء وقلتُ ربي
أتيتُك تائباً أرجو رِضاكَ

أتيتُك خاضعاً والقلب يبكي
وما لي في الورى ربٌّ سِواكَ

أنا العبدُ الضعيفُ وأنت ربي
وما لي ملجأٌ إلا حِماكَ

فجُد لي يا كريمُ بفيضِ عفو
ويسر لي المسير على هُداكَ

آمين

[الحمدان]

‏هَوِّنْ عَلَيْكَ فَمَا فِي اللَّوْحِ قَدْ كُتِبَا
وَاللَّوْمُ يُورِثُكَ الْأَحْزَانَ وَالتَّعَبَا

فَاسْعَدْ بِمَا فِي يَدَيْكَ الْيَوْمَ مِنْ أَمَلٍ
وَلَا تُفَكِّرْ بِمَاضِيكَ الَّذِي ذَهَبَا

.....

[الحمدان]

يارب تعجزني الحروف لأشتكي
والحال كل الحال معروفٌ لديك

أشكو الهموم وخافقي متوجعٌ
فبأي حرفٍ والنواصي في يديك

أنت العليم بما صنعتُ ومن أنا
وعليك أنت توكلي دوماً عليك

فالطف إلهي كم دعوتُ منادياً
فهوت دموعي قبل أن أشكو إليك

آمين

[الحمدان]

‏وذكرتُهُم حتى اختنَقْتُ بِعَبرَتي
وسرى الحَنينُ بقلبيَ المفجوعِ

فوجَدتُ نفسي تائِهًا مُتقلِّبًا
بين اشتياقٍ وانتظارِ رجوعِ

ورأيتُ شَمْلي بَعدَهُم مُتناثِرًا
قد أحجَمَ النسيانُ عن تجميعي

لا تعذلوا نفسًا على أحزانِها
إنّ الأسى للفاقِدينَ طبيعي

راضٍ بأقدار السماءِ وإنني
ما كُنتُ بعدَ فِراقهم بِجَزوعِ

لكنّ عينيَ إن بكَت مِن شَوقِها
أبدَتْ خَوافيَ صَدريَ المَوجوعِ

إنّي لأذكرُ حينما ودّعتُهُم
وكأنّ قلبي ماتَ بينَ ضلوعي

فوَقَفتُ بين مُصدِّقٍ ومُكذِّبٍ
ووَدِدتُ أنْ لَوْ كانَ ماتَ جميعي

ما العيشُ ما طَعمُ الحياةِ وشمسُهُم
غرَبتْ عن الدُّنيا بغيرِ طلوعِ

واللهِ مَا مرّتْ بِعُمرِيَ لحظةٌ
تُدمي القُلوبَ كلَحظةِ التوديعِ

.....

[الحمدان]

إنّي رضيتُ بأقداري وما حمَلَتْ
رِضًا يوافِقُ ما يجري بهِ القلمُ

أمضي مع العُمرِ لا خوفٌ ولا قَلقٌ
ما دامَ قلبي بحبلِ الله يعتصمُ

.....

[الحمدان]

لجأتُ إليك معترفًا بذنبي
ويحملُ كاهلي وزرًا ثقيلا

وكم أسهو وعفوُك يحتويني
وليس سواك يهديني السبيلا

ألا يا ربّ فاجعلني مُنيبًا
إليك ورُدّني ردًّا جميلا

آمين

[الحمدان]

وإِذا خَلَوتَ بِرِيبَةٍ في ظُلمَةٍ
والنَفسُ داعيَةٌ إلى الطُغيانِ

فاِستَحيِ مِن نَظَرِ الإِلَهِ وقل لها
إنَّ الَّذي خَلَقَ الظَلامَ ... يَراني

.....

[الحمدان]

‏إلهيَ والشَّكوى إليكَ استراحةٌ
فأنتَ إلى الشَّاكي أشدُّ تَدانِيَا

إلهيَ لا تَفضح عُوَارَاً سَتَرتَهُ
فما ليَ مأمولٌ سِواكَ إلهِيَا

هلكتُ ردىً إن لم أنَل منكَ رحمةً
تُبَعِّدُ رَوعاتِي وتُدنِي أمانِيَا

لعلَّ الذي قامَ الوجودُ بجُودِهِ
يُعيدُ بِحُسنِ اللُّطفِ حَاليَ حالِيَا

ابن خاتمة الأندلسي

[الحمدان]

‏صَبرًا جميلًا على ما حَلَّ مِن وَجَعٍ
لا يقربُ اليأسُ قلبًا أُلهِمَ الصبرا

نخشى ونجهلُ ما في الغيبِ من فرَجٍ
ولا نُحيطُ بأقدارِ السما خُبْرَا

فكم قلِقْنا مِن الدنيا وشِدّتِها
وقد قضى اللهُ في آفاقهِ أمرَا

هو الرضا بِقضاءِ الله يغمُرُنا
براحةٍ ويقينٍ يجبُرُ الكَسرا

ورُبّ أمرٍ ظننّا لا انفراجَ لهُ
يخبئُ اللهُ في أَعطافِهِ البُشرى

.....

[الحمدان]

ربَّــاهُ حقِّــقْ مــا رجـوتُ فإنَّنِي
راضٍ بمــا يجـرِي عَلـيَّ ومَـا جرَى

إنْ كانَ خيرًا بـابُ جودِكَ واسعٌ
أو كـان ضُـرًّا غيــرَ صبـرٍ لا أرَى

فبمَـا حكمـتَ فإنَّنـي بـكَ مؤمنٌ
راضٍ بمـا أجـرى الحكيمُ وقدَّرا

.....

[الحمدان]

‏هَواك وإن طواهُ السِّرُّ طَيّا
يُخَبِّرُ عن تَمَكُّنِهِ السُّكُوتُ

سيَبقَى في حنايا القلبِ حَيّا
أموتُ أنا وحُبُّك لا يموتُ

.....

[الحمدان]

‏ يا غافرَ الذنبِ العظيمِ وقابلًا
لِلتَّوبِ قلبٌ تائبٌ ناجاكَا

أتَرُدُّهُ وترُدُّ صادقَ توبتي
حاشاكَ ترفُضُ تائبًا حاشاكَا

سبحانه

[الحمدان]

لا فَرقَ عِندي إنْ فَقَدتُ مَكِانَتي
صِرتُ الأخِيرَ أمِ ارتَفَعتُ وَصِيفا

فَلَقَد نَشَأتُ على الإبَاءِ مُعَوَّداً
أنّى لمثلي أن يكون ضعيفا

.....

[الحمدان]

إِلَيْكَ يَا رَبِّ إِنِّي قَدْ مَدَدْتُ يَدِي
فِي بَطْنِهَا نَارُ ذَنْبٍ أَحْرَقَتْ كَبِدِي

بَسَطْتُهَا كَيْ تَصِيرَ النَّارُ خَامِدَةً
أَنْتَ اللَّطِيفُ إِلَهِي أَطْفِئِ الوُقَدِ

ظَلَمْتُ نَفْسِيَ حَتَّى كُنْتُ أَعْرِفُهُ
إِذْ سُقْتُهَا عَنْ صِرَاطِ الحَقِّ وَ الرَّشَدِ

وَكُنْتُ أَلْعَبُ وَ الشَّهْوَاتُ تَغْلِبُنِي
حَتَّى نَسِيتُ بِأَنَّ المَوْتَ فِي الرَّصَدِ

أَلْهُو وَأَغْزِلُ وَالمِزْمَارُ يُطْرِبُنِي
وَالرَّاحُ فِي الرَّاحِ وَالكَسْلاَنُ فِي جَسَدِي

مَوْلاَيَ عَبْدُكَ هَذَا جَاءَهُ ظَمَأٌ
فَبَرِّدِ القَلْبَ يَا مَوْلاَيَ مِنْ بَرَدِ

بَلَّ الثِّيَابَ كَأَرْضٍ بَلَّهَا دِيَمٌ
مِنَ الدُّمُوعِ حَزِينًا أَجْرَهُ بِغَدِ

يَومٌ يَفِرُّ أَخٌ لِلْهَوْلِ عَنْ أَخِهِ
كَمَا تَفِرُّ ظِبَاءٌ صَوْلَةَ الأَسَدِ

يَوْمٌ يَقُولُ أَبٌ لِلْإِبْنِ لَسْتُ أَبًا
وَهَكَّذَا قَدْ تَقُولُ الأُمُّ لِلْوَلَدِ

كُلٌّ تَحَمَّلَ عِبْئًا سَوْفَ يُجْزِئُهُ
اللَّهَ مِنْ شِدَّةِ الأَحْزَانِ وَالكَمَدِ

أَطْعِمْ مَوَاوِيلَهُ يَا رَبِّ مَغْفِرَةً
فَلَيْسَ يَرْجُو سِوَى بِالوَاحِدِ الصَّمَدِ

وَاجْعَلْهُ عَاقِبَةً حُسْنًا وَعَافِيَةً
وَطْرُدْ ضَبَابَ الهَوَى طَرْدًا وَلَمْ يَعُدِ

وَاقْلِبْ مَعَاصِيَهُ فِي صُحْفِهِ كَرَمًا
وَأَنْتَ أَهْلٌ بِهِ يَا مَوْلاَيَ لِلْأَبَدِ

آمين

[الحمدان]

‏و اضحك والمآسي في خُفوقي
ودمعي حائرٌ في وسطِ عيني

وأمضي صامدًا والهمُّ حولي
وأكتمُ عبرتي والحزنُ فيني

أُخبِّئُ كلَّ جرحٍ في ابتسامٍ
فلا تدري شمالي عن يميني

وأشكو للسماءِ بكلِّ صمتٍ
فربُّ العرشِ أدرى من ظنوني

إذا ضاقتْ بيَ الدنيا كثيرًا
دعوتُ اللهَ من قلبٍ حزين

.....

[الحمدان]

‌‎اني تعبت من التذكار يا املي
وكيف انسى وهل في العشق انكارا

يمضي الزمان ويأبى القلب مفترقا
كان فيك من الاحساس انهارا

لو ان للحرف قلبا كنت اورده
ولو نطقت لقال الشعر ما اختارا

ما زلت نغمة وجد لا يغالبها
عقل ولا يحتويها البعد ان جارا

فهل تعودين ان الليل مؤتنس
بوعد طيفك لم يطفيه تكرارا

.....

[الحمدان]

‌‎وإذا البشائر لم تحن أوقاتها
فلحكمة عند الإله تأخرت

سيسوقها في حينها فاصبر لها
حتى وإن ضاقت عليك وأقفرت

وغدا سيجري دمع عينك فرحة
وترى السحائب بالأماني أمطرت

وترى ظروف الأمس صارت بلسما
وهي التي أعيتك حين تعسرت

.....

[الحمدان]

سلامٌ لكل الخطايا التي
برغم الغواية ِلم تُرتكبْ

سلام ٌ به يهتدي المذنبون
وتبت يدا كل ذنبٍ وتب

.....

[الحمدان]

يَرى البَخيلُ سَبيلَ المالِ واحِدَةً
إِنَّ الجَوادَ يَرى في مالِهِ سُبُلا

إِنَّ البَخيلَ إِذا ما ماتَ يَتبَعُهُ
سوءُ الثَناءِ وَيَحوي الوارِثُ الإِبِلا

حاتم الطائي

[الحمدان]

وَتَضِيقُ أنفاسُ المَدَى وتضيقُ
ويجيءُ فِي ثُوبِ الخَلاص رفيق

مَا أجملَ الدُّنيا بِمَن نَسلُو بِهِ
يَكَفِيْكَ مِنْ نِعَمِ الحَيَاةِ صَدُّيقَ

.....

[الحمدان]

‏يامن خزائن رزقه في قول كن
امنُن فإن الخير عندك أجمع

مالى سوى قرعي لبابك حِيلَةُ
ولئن طُرِدتُ فأي بابٍ أقرَعُ

.....

[الحمدان]

سُبْحانَ مَنْ بَدَأَ الخليقة بالقلم
وبه تأسَّسَتِ المعارف والكَلِم

هو كاتب الأقدار قبل وقوعها
يا حكمة الرحمن في كُلِّ النَّعَمْ

هي خير ميراث وزاد للأمم
إنَّ المكارم والمعارف والتقى

فعبادة الرحمن مقدام الهُدَى
وتقى النفوسِ مِنَ المَهالِكِ كَالأُجُمْ

سبحانه

[الحمدان]

نُلاقي في دروب العمرِ همًّا
وتُطوينا الليالي في جهاد

وما دُنيا الفتى إلّا سراب
يُطاردُهُ ويروى وهو صادي

وما هيَ غيرُ أيّامٍ سِراعٍ
تُساقُ إلى الفَناءِ بلا عِتادِ

كأنّ الوقت مركبه هزيل
تلاطَمُهُ الرِّياحُ بلا وِداد

لعلّ الموتَ للأجسامِ نومٌ
وأنَّ العيشَ حتمًا كالسُّهادِ

.....

[الحمدان]

فوّض لِمن وسِعت ألطافه أُمماً
‏ نِعم الوكيل ونعم العون والمدد

سبحانه

[الحمدان]

عطفت بالشعر ضبياً زادني شغفا
وجئت اصطاده فاصطادني سلفا

أذاقني في الهوى كأساً غصصت بها
وزارني في الكــرا يستطلع الهدفا

اشــار نحوي بنقش الورد في يده
فقلت هذا الذي قــد زادني كلفا

احاطنــي وسقانــي من مراشفه
وشــق ثوبــي وأحيــا ليلنا وكفى

حلفت واستوثق المحبوب من قسمي
بأن قلبــي لغيــر الطيف ما رجفا

ما إن تيقــن أن القلب مملكــة
حتى بناها بحصن الشوق وانصرفا

نوى الرحيل فأعلى سقف مطلبه
ثم أنثنى ناصحا أن أبتغي خلفا

من ذاق يا سيدي من ثغركم رُطباً
فكيف بعد الحلا يستعذب الحشفا

ومن فرشت له في الصدر متكئاً
على نهودك هل يستوثر الزغفا

ما دام قلبك يأبى أن يميل لنا
فقل وافصح فقد أبديت لي طرفا

نعم انا عاشق قد شاب مفرقه
ولم أعد شاعراً يستوقف الهجفا

لكن قلبي يرى في الطيف فاتنةً
تعيده للصبا شوقاً بها هتفا

.....

[الحمدان]

يا شادي البان ما أشجاك أشجانا
إن الذي أسقاك شوق قبلك أسقانا

كأس من الصاب والآلام مترعة
من لي بكأس إليها كنت ظمآنا

كأس من الوصل أضحى من ترشفها
قرير عين بمن يهواه نشوانا

إن أنس لا أنس يوما قلت يا أملي
متى تجود بوصل قلت لي الآنا

أسقاني الوجد من حرى مراشفه
وما ارتويت وأضحى القلب سكرانا

حين انتهينا وطيف الحب ثالثنا
وأعين البدر من علياه ترعانا

همنا بآفاق حب لا حدود لها
وبثنا الشوق إشفاقا وتحنانا

أنساني الوصل ما لاقيت من زمني
في سالف العهد آلاما وهجرانا

يا مبعث الطهر يا أصل الجمال ألا
أرجو من الدهر إرجاع الذي كانا

لا تستمع للذي قد قال خانكم
فإن في قوله زورا وبهتانا

مهما يزور فإني ما سلوتكمو
وكيف يسلى زمان الحب مذ كانا

وما يزال منى روحي وبغيتها
ومن يحب فؤاد عاد أسوانا

.....

[الحمدان]

وكم اقسمت اني حين يأتي
ساعتب بل ساقسو في العتاب

وما ان التقيه فليس يبقئ
سوئ فرحتي وصمتي واضطرابي

.....

[الحمدان]

أتخدعكَ الحياةُ وأنتَ تدري
بأنًَكَ راحلٌ عنها وذاهبْ

وتلهثُ خلفَها فتزيدُ بعداً
كشرطيَّ ولصَّ فرَّ هاربْ

وما الدنيا سوى لعبٍ ولهوٍ
فسدَّدْ واجتهدْ فيها وقاربْ

ولا تحزنْ لنازلةٍ ألمَّتْ
وثقْ دوماً بأنًَ اللهَ غالبْ

وأنَّ الحقَّ منصورٌ وباقٍ
وإنْ كثرتْ بساحتِنا المذاهبْ

.....

[الحمدان]

جاءَ المَساءُ بِرَهبَةٍ متّمرِّدا
والشمسُ ألقَت عَن غَلائلِها الرِّدا

هبَطَتْ لتأخذَ في الظَّلامِ سَكينَةً
وتَهيأتْ لِبَياتِها خَلفَ المدى

مسَحَتْ بِقُطنِ الغَيمِ أحمرَ وَجهِها
ورَمَت على المَوجِ الأشعَةَ عَسجدا

والبَحرُ ساجٍ تَشتَهي موجاتُهُ
طعمَ الرّمالِ وشاطِئاً مُتَمَدِّدا

حلَّ المَساءُ مُسَطِّراً أبديَّةً
فِيها النِّهايَةُ بَعدَ نَبضِ المُبتدا

فيها المَواتُ لِكُلِّ حيِّ ما خَلا
رَبَّ العِبادِ القادِرَ المُتَفَرِّدا

جاءَ المَساءُ يجُرُّ لَيلاً مُعتِماً
بِظلامِهِ يُلقِي وشاحاً أسوَدا

تُؤوي زَواياهُ العُيونَ وخَتلَها
وتُعيدُ بينَ المُغرَمين المَوعِدا

وتَشُكُّ مِن دُرَرِ النُّجُومِ قَلائداً
وتَصُرُّ مَندِيلاً لِتَفتَحَهُ غدا

حتّى إذا ما البَدرُ شَقَّ سَماءَهُ
أهدى التُّخُومَ بَريقَهُ المُتَبَدِّدا

والمَوجُ يَحضِنُ مِن سَناهُ جدائلاً
تَدنُو إلى الشُّطآنِ كَي تَتودَّدا

جاء المَساءُ يزُفُّ ذاكِرَةَ الحنِينِ
يجُرُّ أنواءَ الصَّبابَةِ أبعَدا

ويُكَثِّفُ الأطيافَ يغتَرِفُ المُنى
مِن مَنبَعِ النِّسيانِ حِينَ تجَمَّدا

اللَّيلٌ يقصُرُ للخَليِّ بِنَومِهِ
ويَراهُ ذُو اللُّبِّ المُسَهَّدُ سَرمَدا

جاءَ المَساءُ ولُحتِ لي أيقُونَةً
في خاطِري يَومَ ابتَدأتِ الأبجدا

يَومَ اختَرقتِ ظفائرَ الشَّمسِ التي
رَشَفَ الأصيلُ ضِياءَها مُتَعمِّدا

قَد كانَ يَوماً بالخَريفِ مُجفَّفاً
فَغدا رَبيعاً والمَساءُ تَوَرَّدا

.....

[الحمدان]

الحزن يُظلِمُ أنفساً فيُضلُّها
عن منظر اللَه العلي على الورى

فتظلُّ تخبط في قنوطٍ موبِقٍ
فتَعافُ أن تقرا وأن تتذكرا

فيَصُدُّ عنها كلُّ حُسنِ عبادةٍ
حتى تظن بأنها لن تَظفرا

فكأنها وكأنه في ضمنها
دودٌ يَشُدُّ بنابه أن يَنخَرا

حتى يراها لا تروم وداعةً
وكذاك لا ترضى الكلام الأطهرا

فارضَى بحزنٍ ترتجيه بتوبةٍ
تظفرْ بطيب النفس منه بلا مرا

.....

[الحمدان]

لو تَفرِزُ الخيرَ من شرٍّ ومن شَعَثٍ
ما دام قلبك ممزوجاً به الغضبُ

عَمى البصيرةِ يُعمي العقلَ عن طرقٍ
يكون فيها الهدى والخير والأدبُ

لن تَفرِزَ الحق والبهتان في حِكَمٍ
يكون في ضمنها الإرشاد والعطب

إن شئت تهذيبَ من واخاك مفتدياً
عليك بالحلم لا بالغيظ تنتقب

اغضب على الهاجس المُردي ومُهجِسه
فهو الجدير بغيظٍ دَأبُه الرَأَب

وإن أغظت أخاً يوماً فسِرْ عجلاً
للصلح قبل أفول الشمس ذا يجب

.....

[الحمدان]

سأصبرُ صبراً صبر أيوبَ دونَه
ولا أظهرُ الشكوى ولو مَسَّني الضرُّ

وإن قيلَ إن الصبرَ يضنى فإنني
أطيقُ الضنى في الصبر ما دام بي عُمْرُ

.....

[الحمدان]

محبة المال أشقى ما بليتَ به
إن كنت يا راهباً يلهو بك القلقُ

فمن تَريَّبَ يوماً في أمانته
يسجدْ لدى صنم المال الذي يَمِقُ

فكلٌّ شرٍّ تؤدّينا طبيعتُنا
إليه إلّا سرور المال يا حَذِق

فلا تغرَّنْك أعوامٌ بها مرضٌ
ولا تهولنْك أتعابٌ بها فَرَق

فهذه خدعةُ المَحَّال يُهْجِسُها
كيما تُصَرَّ مُسرّاً ما به السبق

تذكَّرِ الآن ما قد قيل ممتثلاً
أصل الشرور هو الأموال لو تثق

.....

[الحمدان]

يهون علينا مسُّ نارٍ ذكيةٍ
ونسلَمُ من داء الزناء المعذِّبِ

جهادٌ عظيمٌ لا يطاق احتمالُه
على كل وانٍ للزناء مسبِّب

فأوله فكرٌ يليه تصوُّرٌ
ولذته تأتي بميلٍ مرغِّب

فإن كنت ذا صبرٍ فضَعفُك بينٌ
وإن كنت ذا هونٍ فغير مؤنَّب

صن الآن قلباً من لصوص هواجسٍ
منجِّسةٍ والفكرُ غير مهذَّب

كذاك الحواس الخمس إن كنت طاهراً
ترى اللَه يغطوها بحفظٍ مرتَّب

.....

[الحمدان]

أرى جسمنا يحتاج قوتَ حياتِه
بقدْرٍ يقيه ضرَّ ضعفٍ وتُخمةِ

وأنفعُ صومٍ كان يوماً مقدّراً
على أن أوفاه يعود بقلَّةِ

فكن حذراً من تُخمةٍ وشراهةٍ
لكيلا يفاجيك الزنا ضمنَ شهوة

تمسك على ثبتٍ بحبل قناعةٍ
فكم ألمٍ وافى يشيدُ بِبطنة

دع الجسم محتاج الكفاف تعفُّفاً
وأحسنُ منه دَحضُ طعمٍ ولذة

لإن نقاء النفس من كدر العمى
يكونُ بإمساكٍ وصومٍ وصحة

.....

[الحمدان]

أيا وامقي ألبكرِ مريمَ لا تَنوا
وهدُّوا قلوباً حاربتها العواذلُ

وكونوا بأمنٍ وارتياحٍ وبهجةٍ
وحظٍّ وسعدٍ زيَّنته الفضائل

فإن التي كانت لكم مهيعَ الهدى
وحصناً وسوراً تختشيه الرذائل

غدت في سماء اللَه أكبرَ شافعٍ
تشير الأيادي نحوها والأنامل

وقد رقيت فوق المتون إلى العلا
وقد بوركت فيها العلا والمنازل

.....

[الحمدان]

يا أيها الروح المعزِّي عزِّني
بحلولك المَملُو عزاءً بالغا

فظهرت ناراً مثلَ برقٍ ساطعٍ
فرأت به الأنصار أيْداً سابغا

مُلئت قلوبُ الرسل منه شجاعةً
لما رأوا بالأفق نوراً نابغا

فاشتدَّ عزمُهم بمنحةِ عزمِه
من بعد ما قد كان صِفراً فارغا

ملأوا الأنام غرائباً حتى غدوا
مَرأىً شهيّاً أو شراباً سائغا

.....

[الحمدان]

حقّاً لقد صعد المسيح موَجَّهاً
نحو العلا ورآه كلُّ نبيهِ

وتلاحقت بصعوده آباؤُنا
كلٌّ له بالفوز حظُّ وجيهِ

ولج الإلهُ ديارَ ملكِ أبيه مع
أنصاره حقّاً بلا تمويه

وتباشرت فيه الملائك عندما
رأت الأنام نجت بنصر فقيه

والأرضُ صارت للبرية مهيعاً
لنجاتِها بعد الشَّقا والتيه

.....

[الحمدان]

قام الإله وكلُّ ميْتٍ رابضٌ
في قبره الثاوي بطيِّ ترابهِ

قام الإله مؤكداً بقيامه
بَعثاً جليّاً ناهضاً لجوابه

قام الإله ورسلُه في رهبةٍ
منه وأعداه بُلُوا بعذابه

قام الإله وحارسوه تحيّروا
من نوره وحضوره وغيابه

قام الإله وقد أقام ببعثه
أولاد آدم فاهتدَوا بجنابه

.....

[الحمدان]

ما بالُ شمسِ ضحانا في منازلها
قد غالها من أعالي جريها السَّلْخُ

والبدر من بعد ما هلّت أشعته
أطفا جمال محيّا نوره المَسخُ

وأَليلَ الليلُ في وسط النهار وقد
قام الرقود ولم يُنهضْهمُ النفخ

فقيل إنا رأينا الرب مرتفعاً
على الصليب وأوهى جنبَه الشدخ

لا غرو أن تنطوي الأكوان في نفقٍ
ويعتري نورَها التكوير والنسخ

.....

[الحمدان]

يا عينُ سحِّي بالدموع رَذاذا
فالقلبُ صيّره الأسى أفلاذا

لما تأمّل سيداً من دونه ال
أسيادُ طرّاً عاريّاً شحاذا

وأَقلَّ عودَ صليبِه في كِتْفِه
للصلب طوعاً لا يقول لماذا

وبناتُ صهيون الشقيةِ خلفه
يندبْنَه بتوجعٍ قد آذى

حتى انتهى وعناهُ أوهى جسمَه
وهناك كان الآمرَ النفّاذا

.....

[الحمدان]

أما تدري نجومُ الليلِ تشقى
إذا عنها ضياءُ البدرِ غابا

أما تدري بأنكَ روحُ روحي
وكلُ الكونِ في عينيْ سرابا

أحِبّكَ والظُنونُ تُخيفُ قَلبي
وأنْسَتْني طَعاميَ والشَرابا

.....

[الحمدان]

يا مَن جعلْتُ شغاف القلبِ مَسكَنهُ
خُذني إليكَ فإنّ الوَجدَ أشعَلَني

والله ما أشرقَت شمسٌ ولا غرَبَتْ
إلّا ذكَرتُكَ في سِرّي وفي عَلَني

.....

[الحمدان]

وإذا التقيتُكَ ذاتَ يومٍ ربَّمَا
والقلبُ بادَلَكَ الحنِينَ وسلَّمَا

وغفوتُ كالعصفورِ بَلَّلَهُ النَّدَى
لهُنَيهَةٍ بيدَيكَ كي أروِي الظَّمَا

حاولتُ أشرحُ لهفتي بعِبَارَةٍ
ولسانُ روحِي خَانَنِي وتَلَعثَما

فَصَمَتُّ لَـٰكنَّ العيونَ نواطِقٌ
منْ قالَ صمتُ العينِ ليسَ تَكَلُّما

.....

[الحمدان]

قــالت أتيتُ إليك حتــى أسـمعك
فاقصص على قلبي وقُل ما أوجعك

فلزمتُ صمتي حين أصغَت سمعها
قــالت تحــدّث لا تخف إنــي معك

قتلـوا فــؤداكَ شتتوا فيهِ الهــوى
هُــم فرقوك وقــد أتيتُ لأجمعك

مــن لطفها ثغــري تبسّـم ضاحـكاً
قــالت تبسّــم يافتــى مـا أروعك

.....

[الحمدان]

‌‎أسر الفؤاد مثقَّلا أغلاله
لم يرع في عرف الغرام جلاله

لا يستجيب إذا اتصلت مطالبا
بالوصل يصمت مغلقا جواله

لو يشترى النسيان كنت شريته
فالمرء كي يرتاح ينفق ماله

عيناه أعشقها وبسمة ثغره
وأحب طلعة بدره و خياله

كم كنت أحلم ياجتماع شتاتنا
لكنه حبس الهوى واغتاله

.....

[الحمدان]

‌‎أُخْفيكَ عنهم بعيداً بين أعماقي
ويفضحُ الحبَّ لوعاتي وأشواقي

وأُخبرُ الناس أنْ لا عِشْقَ يسكُنني
ويقرؤونك في صمتي وإطراقي

مُلَبَّسٌ بكَ مسحورٌ طغا شجَني
ولم أجِدْ ليَ في طِبِّ الهوى راقي

.....

[الحمدان]

يا ساكن الروح طول البعد يشجيني
وأنتي في القلب نبض في شراييني

تقسو علي بحب أنتي تزعمه
فأين حبك من سهدي فيشفيني

وأين حبك من روحي فينعشها
وأين حبك من ظمئي فيسقيني

يا ساكن الروح شعري لست تجهله
وأنتي في الشعر حرف ظل يغريني

هواك شعري وقيثاري وأغنيتي
وحبر حرفي شموس مـڼـك تدنيني

هواك عمري وأحلامي وأمنيتي
ورجع صوتك في صمتي يناجيني

فهل عساك بوصل مـڼـك تسعدني
وهل عساك بطول البعد تشقيني

فارفق بقلبي رويدا لا تعذبه
فصدق وصلك حلم فيه يكفيني

.....

[الحمدان]

قالت ساهتف ياحبيبي في المساء
واتى المساء فمالها لا تهتف

وجلست في صمت اراقب هاتفي
ويدي على خدي وقلبي يرجف

والهاتف المسكون بالصمت الرهيب
على يميني ميت لا يعزف

والحزن في عيني ينام ودمعتي
جمدت على جفني وروحي تنزف

ماذا دهاها كيف تنسى وعدها
لما لا تحن على الشجي وترأف

وعدت تكلمني فماذا رابها
ليظن هاتفها علي وتخلف

وفجاه عصف الرنين بهاتفي
فرفعته واناملي تتلهف

وسرى الي مع الغروب هديلها
همسا تبادلني الحديث وتلطف

راحت تضاحكني ورحت ابثها
كلفي بها فتهيم في وتسرف

ورايتني اسمو باحلامي الى
افق السماء محلقا اتعفف

ولمست من شغف النجوم وهمت في
ظل السحاب كانني متصوف

ما اروع الحب العفيف لغادة
الحسن فطرتها فما تتكلف

السحر عيناها ولفتة جيدها
فاذا مشت رقص القوام الاهيف

العطر رياها واشهى حسنها
شفتان من جمر وثغر مرهف

نغم يذوب اذا تحدث صوتها
وصبا تهيم به القلوب وتكلف

وشجا يذيب اذا تمادئ هجرها
ياويح روحي كيف ينجو المدنف

يارقة الاحساس في اعطافها
قلبي يذوب فهل تراها تنصف

.....

[الحمدان]

قال امرؤ القيس:

رجلٌ وما استسلمتُ قبلُ لفارسٍ
مالي أمام عيونِها مستسلمُ

أعود منتصرًا بكل معاركي
وأمام عينيها المليحةِ أُهزمُ

أنا شاعرٌ ما أسعفته حروفهُ
الحب من لغة المشاعر أعظمُ

لي ألف بيتٍ بالفصيحِ أُجيدُها
لكنني في حبِّها أتلعثمُ

[الحمدان]

حاشا لهامة من أتى لخلاصنا
أن تعتريها غوائلُ الأخداشِ

تكليلُها بالشوك كان مبشِّراً
بنجاة آدم من يد الأخداش

لما أمال يسوع عنا راسَه
رُفِعت بذلك هامةُ المتلاشي

حاشاك ربي من خدوشٍ أثرت
بالوسم فيك ولا أزال أُحاشي

لكن لأمرٍ شئتَه لخلاصنا
كنتَ الضمين لنا من الإرعاش

.....

[الحمدان]

رعى اللَه بستاناً تجلت رياضُه
بوطء إلهٍ كان فيه مُرَبَّصا

وصلَّى صلاةً ضِمنَهُ كي يَضمَّنا
إليه ويمحو ما بنا قد تخصصا

وقدَّم عنا ذاته كي يُحيلَنا
إليه ويحبونا شفاءً ومَخلَصا

ولما رأى ما سوف نأتي من الخطا
تألَّم مما قد رآه تَفحُّصا

وروَّى ثرى أقدامه عرقُ الشجى
وأظهر ضَعفَ الجسم ضعفاً مشخَّصا

.....

[الحمدان]

من ذا رأى الدهرَ طفلاً فوق منبرِهِ
محاوراً قالتِ الأشياخُ لي قَطُّ

سَقياً له هيكلاً قد حاز مبدؤُه
مناظراً وحوى عُقباهُ من يسطو

لكن شتان بين العبد في شرفٍ
وبين سيده والحقُّ لا يخطو

ربٌّ بدا بين خلقٍ في ذَرا جسدٍ
من فوق منبر عفوٍ فاختفى السخط

حوى سليمان منه حمةً كمُلت
وفاز بالعلم من جدواه آرسطو

.....

[الحمدان]

هاكَ سِمعانُ وارمِ بالإنقباض
واقبَلِ الطفل إنَّه بك راضِ

هذا يومٌ خُصِصتَ فيه مُعَدّاً
منذُ عصرٍ زمانُه بك ماض

نعم ما اعتضتَ من زمانك فيه
ليس شخصٌ سواك بالمعتاض

فرح الهيكلُ المنيفُ صباحاً
عند إدخالك العزيزَ التقاض

ويزين السماعَ قولُك ربي
أطلقِ العبدَ واقضِ ما أنت قاض

.....

[الحمدان]

وما ضرّني أَنْ لاَ تَرونَ فَضَائِلي
فما خَفِيتْ إلاَّ عَلى أَعْينٍ رُمدِ

.....

[الحمدان]

أنا السيفُ لا تُختشى نبوتي
إذ أُحشيتْ نبوة القاضبِ

إلى ذي القفار اعتزائي كما
إلى حيدر يعتزي صاحبي

.....

[الحمدان]

قل للحواسد إن الله أكرمنا
بما ترون ومنه الفضل والمدَدُ

الحمد لله كم فينا لخَالقنا
مواهب ليس يحصي شكرها أحدُ

فإن قدرتم على تحويل أنعمه
عنّا فدونكمُ يا قوم فاجتهدوا

فلا أزالَ إلاه الخلق أنعمه
عنّا ولا زال عنكم ذلك الحسد

.....

[الحمدان]

أخفِضُ للخلّ من جناحي
إن كان عند الخطوب خلا

وذاك مَعْ مَنْ أحبّ دأبي
أن يرع لي ذمّةً وإلاّ

.....

[الحمدان]

لا تعتبرْ ضعفَ حالي واعتبر أَدبي
وَغُضّ عَن رثَّ أطماري وأَسْمالي

فما طِلابيَ لِلّدنيا بممتنعٍ
لكنْ رأيتُ طِلابَ المجد أَسْمَالي

.....

[الحمدان]

صرفتُ عن الكيميا هِمّتي
وصرَّفتُها في اكتساب الأدبْ

فما قُلتُ للبدرِ أنت اللّجين
ولا قلتُ للشمس أنت الذهبْ

.....

[الحمدان]

غير حَظّي لا ألومُ
وهو واللهِ المشوُمُ

كلّما رمْتُ مراماً
صدّني عمّا أرومُ

لم يزلْ يقعد في ما
لستُ أرضى ويقومُ

إن أنَبّههُ لأَمرٍ
فَهْو مِكْسَالٌ نؤَومُ

.....

[الحمدان]

وأشكُو بَعْدَ ذلِكَ ما أَلاقي
مِن الأيَّام مِنْ هَمّ وضيقِ

إذا ما رُمْتُ سَيراً لِلْمعالي
وَجَدْتُ الافْتقار على طريقي

وملَّني الصَّديقُ لِسوءِ حالي
فلم أَعرِفُ عدوّي من صديقي

وكم أَشْكُو إلى مَنْ لَيْسَ يرثى
كما يشكو الأَسيرُ إلى الطُّليقِ

ولا واللهِ ما بي خوفُ فَقْرٍ
ولكِن كَيفَ أَصْنَعُ بالحقوقِ

فإنْ أنهضْ لَهَا فَبِلاَ جَنَاحٍ
وإنْ أَهْمِلْ نُسبْتُ إلى العقوقِ

.....

[الحمدان]

ما لي ولِلاْفتقار في بَلَدي
أُفٍّ لِدهرِي وعيشيَ النَكِدِ

قَدْ ركبتنيَ الديونُ واشْتملَتْ
عَلَى فؤادي بالهَمِّ والكمدِ

وكان صَدْري من قبل ذَا سِعةٍ
فَضَاقَ صَدري لِضيقِ ذَاتِ يدي

قَالوا تَلَطّفْ واحْتَلْ فقلتُ لهمْ
قَلَّ اصْطِباري وخانني جَلَدي

وليس يُغْني شَيئاً دَهَا ثُعَلٍ
والمالُ مِنّي في جَبْهةٍ الأسدِ

وبعد ذَا كلَّه فَلي ثقَةٌ
وحُسنُ ظنٍّ بالواحدِ الصَّمدِ

فَهو الَّذي بالأنَامِ قاطِبةً
أَشْفقُ مِن والدٍ على ولَدٍ

.....

[الحمدان]

لا تقف بَعْدَ عزمِ شهرِ الصّيامِ
أيها العيد وارتحِلْ بسلام

يفرحُ العالَمون بالعيد غَيري
فهو عندي كسائر الأيّام

طالَ عندي لِطُول فقري حتّى
صار عَاماً وربّ يومٍ كعام

أحمدُ الله كم سوانح آمالٍ
تَقنَّصْتُ في شباك المنام

من يكن في الورى فقيراً فإنّي
في غِنىً من ذخائر الأحلامِ

غير أني حملت نفساً أرتني
لقنوعي أن الزمان غلامي

ألفتْ نفسي القناعة حتى
ليس يُدرى عِنايَ مِن إعدامِي

لستُ أرضى ببذلِ ماء محيّاي
مَدَى الدّهر في يسيرِ حُطامِ

.....

[الحمدان]

إلى كَم ينالُ الأَرذلون مُناهُمُ
ويُعطونَ أَضْعاف العطاءِ وأحْزَمُ

قضاءُ زَمانٍ دأبه الجور في القَضا
وشيمةُ دهرٍ في الورى يتحكّمُ

يودُّ الفَصيحُ القَولِ فيه لوِ آنَّهُ
لِمَا قد يُرَى مِن قلّة الحظّ أبكُم

.....

[الحمدان]

زمانُ على الأحرار قد جار في الحكْمِ
وعاملَ أَرباب الفضائِلِ بالظّلم

يقول أناسٌ في التغرّب غربةٌ
وليس لعمري ما يقولونَ عن عِلْمِ

وها آنا ذا بينَ البريّة مفردٌ
غريبٌ وحولي أسْرتي وبنو عمّي

لقيتُ صروفَ الدهر مني بهمةٍ
وعزمٍ فما فلّت صوارمُه عزمي

وأظهرتُ للأَيام صَبر ابنِ حُرةٍ
وقد نثلتْ ما في الكنانةِ مِن سهمِ

وما طَلَبَتْ وتراً لديّ صروفُها
وما كانَ لي غير الفضائل من جُرْمِ

وكم نُوبٍ جلّيتُ بالصَّبر دُهْمَهَا
ومَا المجدُ إلا الصَّبر للنّوب الدَّهْم

.....

[الحمدان]

لَحَى اللهُ هذا الدَّهر إنْ أَنا لم أكن أَنَا
الفَارسُ الحامي الذمارَ فَمن يحمي

أتطمعُ جهْلاً أن تُجَاريني العِدا
وقد نَزَل الدهرُ الحَزُونُ عَلَى حكمي

فخاري بفِعْلي لا بقومي ومعشري
على أنّني نَجلُ الجحاجحة الشمِّ

ولي من بديع النظم كلّ غريبةٍ
كَمِثْل رِيَاضِ الحَزنِ باكرها الوسمي

فلو كانَتِ الشمسُ المنيرةِ قينَةً
لَما قُلِّدَتْ إلاّ قلائد مِن نَظْمي

وما دَنّستْ عرضي مقالَةُ حاسدٍ
وإن نَال من عرضي وبالَغَ في ذَمّي

.....

[الحمدان]

وغيداء لا تنفكَ تمل عيونها
على النّاسِ من أسحار بابل ما تُملي

تناءَيت عنها وهي تَدعو إلى الّلقا
وأعرضتُ عنها وهي تدعو إلى الوصل

وكلّفتُ نفسي عن هواها تَسَلّياً
وكم قد سلا بالمجد عن مثلها مثلي

فما خدعتني رقّةٌ من كلامها
ولا دلّ قلبي نحوها مَلَقُ الدلِّ

ومن بالعُلى والمجد أصبح مغرماً
يصدّ لعمري عن سُعادٍ وعن جُملِ

أبى الله أن أمسي وأصبح هَادمَا
لما شادَ أبائي الأكارمُ من قبلي

وما زلتُ أبدي للزّمان تجلّداً
كأنّي عمّا نابني عنه في شُغلِ

أُقضّي زماني بالأماني تَعلّةً
فما سَمَري إلا عَسَانيَ أو عَلّي

قرين هموم ليس أرجو لحلِّها
سوى الله ربّي مالكِ العقدِ والحلِّ

.....

[الحمدان]

عدمتُ الّلقا إنْ لم أوافكَ زائراً
ولو كانَ ليث الغاب دونك زائِرا

سأكشف أستار اصطباري ولم يَفُزْ
بنَيل المنى من لا يكون مجاهرِا

وأترك أقوالَ العواذلِ جانباً
وَلَو أنّها هَبّتْ عليَّ أَعاصِرا

رُوَيْدكِ يا ذاتِ اللّمَى بمتيّم
غدا مَثَلاً بينَ المحّبينَ سائِرا

فلم يُبق منّي الحُب إلاّ جوانحاً
تذوبُ اشْتياقاً أو دُموعاً بوادرا

.....

[الحمدان]

أَبَيْتُ ويأبَى لي الخَنا طيبُ محتدٍ
كريمٍ وجَدٌّ في العُلَى أيّما جَدِّ

وإنّي مِن القوم الكرام فعالُهم
وانهّم يومَ الكريهة كالأُسدِ

كفاهُم فخاراً في الأنام بأنّهمْ
لآل رسول الله كالصَّارم الهندي

وأنهمُ أهل الولاء لحيدَرٍ
وشيعتُه أهلُ المحبةٍ والودّ

.....

[الحمدان]

سرى طيفها والنجم في الأفق كالعقدِ
فكاد سناهُ لِلْعواذلِ أن يهدي

سَرَى فسرَى مِنهُ العبيرُ بعَنْبَرٍ
وفاحَ شذاه بالفتيقِ وبالندِّ

سرَى في ظلام اللَّيل والطرف ناعِسٌ
وعادَ فلم يشفِ الفؤادَ ولم يُجْدِ

فسَلّ الكَرى عَنْ جفن عيني ولم أفُزْ
بتقبيل كفِّ مِن سراهُ ولا خدِّ

وبتُّ نَديماً لِلسُّهى ذَا ندامةٍ
كئيب فؤادٍ لا أُعيدُ ولا أُبْدي

.....

[الحمدان]

إذا الحرب يوماً ضرَّسَتْ كلَّ ضَيْغَم
بَرَزتُ لها حتّى تهابني الحَرْبُ

وإنْ رُتَبُ العليا فخزنَ بماجدٍ
فَحَسْبُ العُلَى فخراً بأنّي لها ربُّ

وإن قال فيّ الحاسدون مقالةً
فما ضرَّ بدرَ التمّ أن ينبحَ الكلبُ

صبرتُ على صرف الزّمان وقد نضا
لِحَربي سَيْفاً ولا يُفَلّ لَه غربُ

.....

[الحمدان]

أأطيعُ العذولَ في السّلوانِ
لا ومَنْ قَد أضلَّهُ وهدَاني

يا عذولي في الحُبّ دعني فإنّي
فيه راضٍ بذلِّتي وهواني

وبروحي الّذي تركت منامي
فيه وَقْفاً لِطرْفِهِ الوسنانِ

غير نكرٍ عن فاضَ شاني بالدَّمع
على حُبِّهِ فَدَعْني وشاني

كلّما زاد عنْ وصالي بُعداً
زِدْتُ فيهِ بُعداً عنِ السّلوانِ

وردَاحٍ خودٍ إلى الله أشكو
جَوْرَ ألحاظِها وجور زماني

كلّما قلتُ سوف يجنحُ لِلسلم
أتى صرفُه بحرب عَوانِ

كم أرومُ اكتسابَ مجدٍ رفيعٍ
وصروفُ الزّمان تُثني عناني

.....

[الحمدان]

رُمْنا الفخارَ فَنِلْنا مِنْه مَا شِئنَا
لمَّا مَشَى في طريقِ المجدِ ماشيْنَا

نحنُ الكرامُ وأبناء الكرام فإنْ
تجهل مكارمنا فَاسْأل أعادينا

واسألْ لسانَ المعالي ما تَلاَ فِينا
وقُل لِلاَحِقنا ما أنتَ لاَفينا

فَرُبّ مجدٍ تَلاَفَينا بِنَاهُ وقَدْ
وَهَى فَمَنْ ذا تَلاَفَاهُ تَلاَفِينا

الشّمسُ والبدرُ أدْنَى مِن مَراتبنا
والأَنجمُ الشّهب غَارتْ مِنْ مَساعينا

سَعَى إلى غايةِ الْعَلْيَا فأدركها
ونالَ مِن شأوِها مَا رَام سَاعينا

.....

[الحمدان]

لَنَا طريقٌ إلى العلياء واضحةٌ
يَسيرُ رائحُنا فهيا وغادينا

يسيرُ في طريق العلياء سائِرنا
فيهتدي بنجومٍ من أيادينا

وكم بخيل تراه في الأنام ولا
والله لا كان لا مِنّا ولا فينا

هَلْ يُعْرفُ المجدُ إلاّ في منازلِنا
وَهَل يحلّ الندى إلاّ بنادينا

ما إن سُئِلْنا مَدَى الأيّامِ بَذْلَ قِرًى
إلاّ وَجُدْنا بما تحويه أيدينا

لا نسأم الضَّيفَ إن طالَتْ إقَامتُه
ولا نخيّب فينا ظنّ راجينا

.....

[الحمدان]

نمشي إلى الموت في يوم الوغى قدماً
وهاتفُ النَصر بالبشْرى يُنادينا

لَنا عَزائمُ تُدْني ما نَرومُ فَما
أدْنَى خُراسان إِنْ رُمناهُ والصِّينا

لا يَسْتميل الهوى مِنّا النّفوسَ ولاَ
حُبُّ البَقَا عن سَبيلِ المجدِ يُثْنِينا

ماذا يعيب العِدا مِنّا سوى حَسَبٍ
ضخمٍ به سَادَ قَاضِينا ودَانينا

وإننا لَوْ دَعونا الدّهْرَ نأمرُه
لَقامَ طوعاً يلبّي صوتَ داعينا

ما نابَ جاراً لَنا في الدهر نائبةٌ
إلاّ وكنّا إذن عَنْهُ الْمحامِينا

.....

[الحمدان]

قَوْمي الأُلى ما انتضوا أسيافَهم لِوَغىً
إلاّ وعادُوا لآِي النَّصرِ تالينا

قومٌ إذا لَبِسوا ثَوبَ القتام غَدَتْ
أعداؤُهم في ثياب النّصر عارينا

إن تَلْقَهمْ تَلْقَ أحْباراً جَهَابذةً
أو طاعنين العدا شَزراً ورامينا

قاموا مع القاسم المنصور واجتهدوا
وجَرَّعوا التركَ زقّوماً وغِسْلينا

ولِلمؤيّد قد أذكتْ صوارمُنا
وقائعاً أذكرتْ بدراً وصفّينا

.....

[الحمدان]

قَتَلوا الوَارمَ ظلْماً وأتَوا
بمقَالٍ منه نقْضي عَجَبا

حين قالوا يدخل النارَ وقد
قتلُوه صَابراً مُحتسِبا

.....

[الحمدان]

أغص بالحرف شوقا حين أذكره
وأكتفي بلقاءٍ في خيالاتي

وما تمنيت شيئا مثل رُؤيته
حلما أحقق فيه كل غاياتي

أضم روحي لصدري بعد غربته
وأستلذُ بحضن الذات للذات

لعل نبض فؤادي بين أضلعه
يبوح انْ قصرتْ في البووح أبياتي

.....

[الحمدان]

ولمَّا رأيتُ البدرَ فِي اللَّيلِ ساطعاً
تذكَّرته والشَّيءُ بالشَّيءِ يُذكَرُ

ومَـا كنـتُ عنـهُ سالياً غير أنَّني
أُُوارِي عنِ العُذَّالِ شوْقِي فيظهرُ

.....

[الحمدان]

ما أتعسَ الشِّعرَ بل ما أتعسَ الشُّعَرا
أربــابُ فـكـرٍ ولـكـنْ جـلّـهـمْ فُـقـرا

مـــاذا نُــؤمّــلُ والأيّـــامُ تُـرهـقُـنـا
وسعيُنا يـقـتـلُ الإلـهـامَ والـصّـوَرا

نسيرُ خــلـــفَ لُقيماتٍ قُسِمنَ لـنـا
ونـطـعـمُ الشِّعرَ حـبّـاً للجياعِ قِـرى

أعــودُ ليلاً وشيطانُ القصيدِ غـفـا
على الرفوفِ ولـم أظفرْ بما ظفرا

شـيـطـانُ شـعـري وفيٌّ لا يفارقُني
فـكـان مثلي يحبُّ الأُنسَ والسمَرا

وكــانَ أمس نديمي كـلّـمـا هجعوا
واليومَ غــابَ ولا ألقى لــهُ أثـــرا

فتّشتُ عـنـهُ كـثـيـراً دونـمـا كـللٍ
فـلـم أجـدْهُ وعــادَ القلبُ منفطِرا

فقالَ لي بعضُهمْ قـد مـاتَ مكتئباً
وقيلَ لي إنّــهُ قــد مــاتَ منتحرا

وقيلَ لي إنّــهُ في السجنِ معتقلٌ
فمن سيجلبُ عــن أوضاعِهِ خبرا

ومــن يـعـيـرُ لـنـا شيطانَهُ زمـنـاً
حتّى نترجمَ شـوقـاً للفؤادِ سـرى

.....

[الحمدان]

ستبتسمُ الحياةُ لنا وتحلو
ويغدو طعمُها عسلاً مصفىٰ

ويعْقُبُ كربَنا فرجٌ ويسرٌ
وتلتئمُ الجراحُ غداً وتُشْفىٰ

وتندثرُ الحروبُ بإذنِ ربِّي
ويُبدلُ حالَها سِلْماً وعطفا

وتَقْتتِلُ الأمانيَ فيكَ يوماً
وتزحفُ صوْبَك الأحلامُ زحْفا

فلا تيأسْ وكنْ رجلاً صبوراً
وإنْ عصفتْ رياحُ اليأسِ عصفا

وبُثَّ الفألَ في الأفاقِ عطراً
وسلْ ربَّاً عظيماً فاضَ لطفاً

.....

[الحمدان]

أقبلتُ شَطركَ بعد التِّيهِ في الترفِ
أبـكـي وأحـمـلُ أوزارًا عـلى كـتفي

ظـلـمتُ نـفسيَّ ظـلمًا كـادَ يُـهلكُني
واحـرَّ قـلباهُ مـن حالي ويا أسفي

أقــبــلـتُ أحـــمــلُ أوزارًا تـقـلِّـبُـني
مــا بـينَ مُـضطرِبٍ مـنها ومـرتجفِ

إنّــي لأبـكـي وأبـكـي والـبـكا نــدمٌ
على اقترافي ذنوبًا دنَّستْ صُحفي

يــا ربُّ إنِّــي ظـلـومٌ جـاهـلٌ جَـلِفٌ
كـم جـلَّ ذنـبي فلم أعدل ولم أخفِ

مــاذا صـنـيعي بـنـفسٍ هـمُها تـرفٌ
مـن الـحياةِ فـساقتني إلى تَلفي

.....

[الحمدان]

إيلافُنا الشّوقُ والأهاتُ حادينا
لمُؤنِسينا وسيمانا أسامينا

إيلافُنا لهفةٌ ظلَّت تُروادُنا
وقد أعَدَّت لِلُقْيانا سكاكينا

إيلافُنا حيرةٌ إيلافُنا وجعٌ
وواقعٌ واقعٌ في فخِ ماضينا

جِئنا نبيّين نستوحي مشاعرَنا
فكذّبونا وظنّونا مَجانينا

فما التُقِمنا وكُنّا محضَ أسقمةٍ
إلَّاجَعَلْنا على الأسقامِ يقطينا

وما جُزِمنا من الأحلامِ ذات هوىً
إلَّا نَحرْنا أمانينا قرابينا

مُذ قدَّر اللَّهُ في الدنيا منازِلَنا
واحدودبَ العُمرُ حتى عادَ عُرجونا

من ذلك الحينِ والأشواقُ تعصِفُ بي
ويبلغُ اليأسُ من صبري أحايينا

تبيضُّ عيناي تعوي الريحُ في رِئتي
وَيَصْفقُ الوهمُ أبوابًا توارينا

فمُقلتيَّ سُكونٌ كالدِّيامِ إذا
تساقطَ الشوقُ للدنيا أزانينا

وما رضينا بوجهِ الحُزنِ ثالثَنا
وبالأسى رابعًا أو ديدنًا فينا

فبينُنَا بينَنَا ما زالَ مُقترَفًا
كالذّنبِ ساءتْ بهِ حقّاً أيادينا

إيلافُنا الشوقُ ما كان الفضاءُ بنا
فظّا غليظًا مُغالٍ في تجافينا

للذكرياتِ ضجيجٌ في مُخيلتي
سكبتهُ فوق أوراقي دواوينا

وللسنين الخوالي ألفُ أُحجيةٍ
لاشيء فيها فقد كُنّا براهينا

إياكِ أشتاقُ يا ذات البهاءِ وقد
رضيتُ بالحُبِ وحيًا والهوى دينا

.....

[الحمدان]

كَتَبتُ قَصيدَةً عَصماءَ تَندَى
بِعِطرِ النُّصحِ والقَولِ البَديعِ

ولَكِنْ لم تَجِد في النَّاسِ عَطفاً
فَظَلَّ الحَرفُ يَجـهَـشُ كالرَّضيعِ

وجِئتُ أُغـازِلُ الحَسناءَ شِعراً
بِقَـافِـيَـةٍ على البَحـرِ السَّـريعِ

فأدهَشَني مِنَ الجمهورِ حَشدٌ
يُهَـروِلُ مُعجَبَـاً مِثلَ القَطيـعِ

ألا يـا أيُّهـا القُــرَّاءُ بَلْ يــا
دُعــاةَ الفِكْــرِ والذَّوْقِ الرَّفيـعِ

لماذا الغَثُّ يَحظَى بِاْهتِمامٍ
وكـادَ يَنالُ إعجـابَ الجَمـيعِ

أيُعقَلُ أنْ يَسودَ الجَهلُ فينا
ونحنُ نَعيشُ في الصّمتِ الفظيعِ

ونَجهَلُ جَيِّـدَ الأشعارِ ظُلْمَاً
ونُقـبِلُ لَاهَثينَ على الوَضيعِ

فَعُذراً أيُّهـا النُّـقَّــادُ عُـذراً
فَلَيْسَ الظُلمُ مِن حُسنِ الصَّنيعِ

.....

[الحمدان]

فَلتُقبِلي وَلتَملئي الأقداحا
من خمرِ حُسنٍ يُسكِرُ الأرواحا

بِيَ ظُلمتانِ رمادُ أيامٍ خَلتْ
وتَشَوُّقٌ فلتشعِلي المِصباحا

من خدِّكِ انتحلَ الرّبيعُ زُهورَهُ
لولا ابتسامكِ عِطرُهُ ما فاحا

من مُقلةِ الشّمسِ اتخذتِ خواتِمًا
ونَسَجْتِ من ألقِ النّجومِ وِشاحا

في سِفْرِ وجهِكِ كم قَرأتُ مفاتناً
لأصوغها بقصائدي إصحاحا

تَتَفَلسَفُ الألوانُ حتّى أنّها
جعلتْ سوادَ المُقلتينِ صباحا

تَرجَمتُ قولَ المِعطفِ الغافي على
قَدٍّ وأخشى هاهنا الإفصاحا

قَدْ أُقفلتْ أزرارُهُ بعنايةٍ
لكنْ خيالي يملكُ المِفتاحا

لا ذنبَ لي إنْ راحَ طرفي راشفًا
من ماءِ حُسنِكِ جيئةً ورَواحا

ضدّانِ فيكِ وداعةٌ ورعونةٌ
كيفً امتلكتِ لطافةً وسلاحاً

نَكَّرْتِ بالصَّدِ الوديعِ غرامنا
كم كانَ صَدُّكِ في الهوى فَضّاحا

عطشٌ وقافيةٌ تُراقُ حروفُها
والشِّعرُ بالعشقِ المُعتقِ باحا

فَقِفي على غُصنِ القصيدةِ غَرِّدي
في أفقِ روحي فجرُ حُبِّكِ لاحا

.....

[الحمدان]

يا مَنْ دعاني للهوى ثم انسحَبْ
لا زلتُ أجهلُ ما الحكايةُ والسببْ

وكأن قلبـــي دميةٌ تلهو بهــــا
يا ليتَ قلبي خلفَ حبّكَ ما ذهَبْ

مـــاذا أقولُ لشامِتٍ يغتابُنـــي
أأقولُ طفلاً قد هوى جمعَ اللّعبْ

إذهبْ وأطلقْ من يديكَ جوارحي
ما ذاقَ طعمَ الحبِّ يوماً مَنْ كذَبْ

.....

[الحمدان]

سلامٌ عاطرٌ بالسحر وافي
إلى عيْنَيكِ تحمِلُهُ القـــوافي

إلى خدَّيكِ وردٌ فاحَ عشقاً
مَتى ألقى هواكِ على ضِفافي

ومن شـفَتَيْكِ شهْـدٌ أم نبِيذٌ
إلى روحي يزيدُ لها العَـوافِي

فمَهـلاً ثـمَّ مَهـلاً ثم مَهـلاً
فديتُكِ ياحبيبــةُ لا تخَافي

فليسَ سواكِ أقْصِدُها بحرفي
وليسَ سواكِ من أسَرَتْ شغافي

أنا إنْ غبتُ يوماً عنكِ يبدُو
كعمرٍ في حسابِ الوقتِ وافي

لأنِّي ما أَلِفْتُ ليَ ابْتِعاداً
وما اعتادَ الفـؤادُ على التَّجافِي

فأنتِ العمـرُ يا لحظاتِ عُمـرِي
منحـتِ لعمْـرِنا عمــراً إضَافِي

أنا من قـد قـرأتكِ مفـــرداتٍ
معانيـها مــن العشقِ الخُـرافي

وبيـن يديـكِ ها أنا ذا وقفْتُ
أدوِّنُ فوق صفحتِكِ اعترافي

.....

[الحمدان]

أودعت أسراب الغرام فؤاديا
وسهرت من أجل الحبيب لياليا

لا تحسبوا الدمع الغزير يريحني
أو أنشد الشعر المنمق لاهيا

لكنها نفسي تروم ودادكم
يسمو بها شوقي تسيل قوافيا

أبكي وأجفاني يجافيها الكرى
والوجد في قلبي يزيد بكائيا

أرجو من الدنيا نعيم رضاهمُ
فتجيب أرضي بالحياة كما هيا

ياقلب إني بالغرام مكبل
فإلى متى أبقى أسير غراميا

إن قيل ذا طيف الحبيب فإنني
أرضى به وأحس فيه نجاتيا

وأبثه شكواي عل فؤاده
يحنو عليّ فيستريح فؤاديا

يا حِب لا أخشى متاهات النوى
لكنني أخشى خلودي نائيا

.....

[الحمدان]

للبدرِ في جوفِ السّماءِ مَنازل
وكذا هواكَ بجوفِ قلبي فاعل

فإذا هلَلْت فأنت أكملُ ما أرى
وإذا احتجبْتَ فأنتَ عندي كامل

يا مَن لَهُ كُتب الهوى ولأجلِهِ
أدمنتُ موتاً ما حوتْهُ جنادل

أشكو إليك الحب فارحم عاشقاً
إن مات مقتولا فأنت القاتل

.....

[الحمدان]

أجمل ماقيل في الغيرة :

اغار عليها من ابيها وامها
ومن دورة المسواك ان دار في الفم

اغار على اعطافها من ثيابها
إذا البستها فوق جسم منعم

.....

[الحمدان]

مديحُ رسول اللهِ أوَلُ وَاجِب
على مَن لهُ في رُتبة النظم إيماءُ

فمن شاءَ يحظى بالسّعادة منهمُ
ليأتُوا بمدح طيّب فيه إِنشاءُ

صلى الله عليه وسلم

[الحمدان]

يا من لهُ المشتكى ياراحم المهج
عجّل لنا بنزُول الغيث والفرج

واسق البلاد وأرو الأرض من ظمأ
بماء مُزن على الأفاق مُنتسج

وأكسها حُلل الأنوار ضافية
خُضرا مُدبّجة من نُورها البهج

حتّى يُرى وجهها الزاهي بزهرته
في بهجة بدلا من وجهها العسج

ويُصبح البرُّ من صوب الغمام يُرى
كأنّه البحرُ بالأمواج في لجج

فيقتلُ الجدب إحياءُ البلاد به
في بحره غرقا من كلّ مُختلج

.....

[الحمدان]

يا ربّ إن عظمت منّا الذُّوبُ فما
تعظيمها في عظيم العفو من نتج

وإن تجاوز في ظُلم الورى أحدٌ
حدّا تجاوز وتُب عليه لم يهج

ولا تُؤاخذ جميع العالمين به
يغدُو البريءُ مُصابا والطلوبُ نج

يا من خزائنُ رُحمى الفضل ما نفدت
منهُ اجرنا من اللأوا فلم نحج

رُحماك عمّت عُصاة العالمين عدوا
بالكفر أو ملحدا في الدين منك رج

.....

[الحمدان]

أيأبى عذُولي أن يكفّ عن العتب
وقد صحّ في حكم الهوى عندهُ قلبي

دع اللّوم عنّي واعذل الحبّ هل ترى
يُخلّصني التقليدُ من ربقة الحبّ

على أنّني مُستعذب لعذابه
أأبصرت من عدّ العذاب من العذب

إذا منّ لي طيفُ الخيال بزورة
نهاهُ سُهادُ الليل زجرا عن القرب

تُغالطني بالطّيف عن وعد وصله
غُرُور الأماني للتّبرّي من الكذب

.....

[الحمدان]

سُرُورا جنينا وسرّا عجيبا
أعاد الشّباب وزان المشيبا

وقد عمّ كلّ الورى أنسه
فلم تر في النّاس شخصا كئيبا

فلم يشكُ دهرا أخُو حاجة
ولا أوحش البينُ يوما غريبا

.....

[الحمدان]

هل من بشير إلى لقياك بالفرح
يا من مُحيّاه روضي واللمى قدحي

أمسي وأصبحُ من صهباء مُقلته
ما بين مُغتبق منها ومُصطبح

مُعلّلا بالأماني من رضاهُ كما
يُعلّلون فطيم الثّدي بالنّشح

كم أضمرُ الوجد عن واشيه مُستترا
والدّمعُ يُبرزُهُ في حال مُفتضح

يا من إذا لاح في ثوب البها أفلت
شمسُ النّهار وبدرُ التّمّ لم يلح

إلام جفني وسُهدي في مُصالحة
واللّحظ منك وقلبي غيرُ مُصطلح

أرى سفينة صبري لا فلاح لها
في بحر حُبّك أو تُفضي إلى الفلح

.....

[الحمدان]

ثق أنّ دهرك بالإقبال مُتّشحٌ
ودهر ضدّك منهُ غير متشح

وانحر بعيدك عيد النّحر مُنتصرا
لكلّ كبش من الأعداء مُنتطح

إذا السّعودُ به جاءت مُؤرّخة
بالنصر أقبل عيد النّحر والفرح

.....

[الحمدان]

فَيا فَوزَ المُصابِ منَ الإلاهِ
بداهيَةِ دَهَتهُ عَنِ الملاهي

لَقَد أمسى مُصيباً كلَّ خيرٍ
وبالوِلدانِ في الفِردَوس لاهِ

.....

[الحمدان]

فليَقتَفِ الآثارَ من رام العُلا
وليستَمِع آثارَ أحمَدَ طه

وليَغتنِم طاعاتهِ تَبِعاً فمَن
يُطِعِ الرسولَ فقَد أطاعَ اللَهَ

صل الله عليه وسلم

[الحمدان]

والدهرُ هدَّ الظَهرَ بالحَدثانِ
ونفى الشجونَ وجاء بالأشجانِ

وأقامَ بالخُلدِ البلابِلَ خُلَّداً
وبريبِهِ قد طالما أشجاني

.....

[الحمدان]

رجوعاً إلى المولى فهذا زمانُهُ
وطرحاً على الأبوابِ هذا مكانُهُ

وطُف حولَ بيتِ اللَه للعفوِ راجياً
وتُب واسأل الغفرانَ هذا أوانهُ

فمَن جاء هذا البيتَ يُرجى قبولُهُ
ومن خاف مكروهاً ففيه أمانُهُ

أما إنَّهُ بيتُ الكريم ومَن أتى
فناءَ كريمٍ له يَفُتهُ حنانُهُ

.....

[الحمدان]

وأيَّةُ قُربَةٍ أعلى وأغلى
من الترحالِ للبَيتِ الحرامِ

وأيَّةُ زَورَةٍ تمحو الخطايا
كزَورَةِ أحمدٍ خيرِ الأنامِ

صل الله عليه وسلم

[الحمدان]

فكَم من نِعمَةٍ في طيِّ نقمَه
وكم من نقمَةٍ في طيِّ نعمَه

وكم مِن شِدَّةٍ صارَت رخاءً
وأعقَبَ ضيقُها فرَجاً ورحمَه

.....

[الحمدان]

إذا شِئتَ أن تَلقى عدوَّكَ راغِماً
وتَقتُلَه غمّاً وتُحرِقَهُ هَمّاً

فسامِ للعُلى وازدَد منَ العلمِ إنّهُ
منِ ازداد عِلماً زادَ حاسدَهُ غَمّاً

.....

[الحمدان]

وكيفَ يكونُ مَحجوراً عليهِ
وقَد خَلَقَ الخلائِقَ والفِعالا

فَكُلٌّ مُلكُهُ من غيرِ حِجرٍ
تعالى اللَه عن حِجرٍ تَعالى

سبحانه

[الحمدان]

يا حسنَ بَيتِ اللَهِ وهو مُجَرَّدُ
ولنا لهَيبَةِ نورهِ إطراقُ

فكَسوهُ سوداً والقلوبُ تَوَدُّ لَو
ضَمَّت عليهِ سوادَها الأحداقُ

.....

[الحمدان]

حَمانا مِن مخوفِ الدهرِ بيتٌ
له بالذكر أركانٌ وسَقفُ

مَحوطٌ بالسرور وبالتهاني
عليه البشرُ والإقبالُ وقفُ

نَزَلنا في فناءٍ منه رَحبٍ
به الآمالُ ليس بهِنَّ خُلفُ

فأَرشَفَنا مِنَ الإكرام ثَوباً
يزيدُ على المدى طيباً ويَصفو

وألبَسَنا من الإكرام ثوباً
لهُ بالأمنِ والإسعافِ سُجفُ

يَصُدُّ عَدُوَّنا الشيطانَ عَنّا
ويُتحِفُنا ملائكةٌ تَحفُّ

.....

[الحمدان]

وأنى لهُ علمٌ بذاكَ وقد غَدا
لغَفلتِهِ العُظمى جهولاً بنَفسهِ

ومن أينَ يدري غيَّهُ من رَشادهِ
غداً وهو ساهٍ عن تصاريفِ أمسِهِ

.....

[الحمدان]

دع اﻷحزان واهجرها مليا
وعانق بالرضا وهج الثريا

هي الدنيا فلا تأسف عليها
وإن خابت ظنونك يا أخيا

فلو دامت لغيرك أو لغيري
لما وصلت إليك ولا إليا

فسل تلك القبور وساكنيها
فقيرا كان أم ملكا ثريا

أما أضحوا بظهر اﻷرض شتى
وفي بطن الثرى أمسوا سويا

فسر يا صاح في بر وتقوى
وعش حرا على الدنيا أبيا

.....

[الحمدان]

طوبى لمَن طافَ بالبَيتِ العَتيقِ وقَد
لجا إلى اللَه في سرٍّ وإجهارِ

فكُلُّ من طافَ بالبيتِ العتيقِ نَجا
حَقّاً وقد راح مَعتوقاً منَ النارِ

.....

[الحمدان]

أرجاؤُها طبقَ المنى وهواؤُها
يَشتاقهُ الولهانُ في الأسحارِ

والطبعُ مُعَتدِلٌ فقُل ما شِئتَهُ
في الظِلِّ والأزهارِ والأنهارِ

.....

[الحمدان]

من قال آمينَ أبقى اللَهُ مُهجَتَهُ
لأنّ هذا دعاءٌ يَشمُلُ البَشَرا

.....

[الحمدان]

أرسلت مقلتي دُموعاً غزاراً
وحَوت أضلُعي لهيباً وناراً

وتناءى صَبري وهَل بعدَ بُعدٍ
يَجِدُ الصَبُّ سلوَةً واصطِباراً

يا ديارَ الأحبابِ كان اختياري
أن أراكِ المساءَ والأبكارا

ليس عَزمي رضىً وعن طيبِ نَفسِ
إنّما كان بالقضاءِ اضطِرارا

واختياري أن لا أفارقَكِ الدهر
ولكن لا أملكُ الاختيارا

فعَسى اللَهُ أن يَمُنَّ بعودٍ
وعساهُ يُطفي لهيباً ونارا

آمين

[الحمدان]

ففيها علاماتُ القبولِ لأنها
تُشيرُ لإقبالِ المليكِ على العَبدِ

وتُرشِدُ أنَّ العَبدَ مهما أصابَهُ
بنائِبةٍ مولاهُ قُرِّبِ مِن بُعدِ

.....

[الحمدان]

هذِهِ روضَةُ الرسولِ فَدَعني
أبذُلِ الدَمعَ في الصعيدِ السعيدِ

لا تَلُمني على انسكابِ دُموعي
إنّما صُنتُها لهذا الصعيدِ

صل الله عليه وسلم

[الحمدان]

فَمَن جاءَ مُشتاقاً إليهِ أخا وَجدِ
وَخَلفَ ما خلّى من الأهلِ والوُجدِ

وقاسى مَشَقّاتِ الطريقِ ولم يَزَل
يُسايرُها ما بينَ غَورٍ إلى نَجدِ

ووافى إلى ذاكَ المقامِ الذي غدا
جِماعَ جميعِ الخيرِ والفخرِ والمجدِ

يُقالُ له أهلاً وسهلاً ومرحَباً
بأشرَفِ وفدٍ مرحباً بكَ مِن وَفدِ

أمِنتَ الذي تَخشى وفُزتَ بما تشا
وفوقَ الذي أمَّلتَهُ حُزتَ من رِفدِ

وأخلَفَ ما أنفَقتَهُ مُتضاعِفاً
وفَلسُكَ أمسى ألفَ ألفٍ بلا كَدِّ

ومَهما دعوتَ اللَهَ حولَ حرامهِ
أجِبتَ سريعاً دون رَيثٍ ولا ردّ

وإن شَوكَةٌ شاكَتكَ في طُرُقاتِهِ
فلا تَشكُ نلتَ الخُلدَ في جنَّةِ الخُلدِ

فتلكَ جزاءٌ للذي بَرَّ حجُّهُ
وساعَدَهُ من رَبِّهِ طالعُ السَعدِ

سبحانه

[الحمدان]

وأما ما سواهُ منَ الجَريدِ
وبَرقَةَ رَبَّةِ الخِصبِ المَديدِ

فلا تَسأل عنِ الخيراتِ فيها
ولكن قُل ألا هَل من مَزيدِ

تَجَرَّدَ مِن لبوسٍ البوسِ كلٌّ
وأبرَقَ بارقُ الزَمَنِ السَعيدِ

.....

[الحمدان]

وكيف أؤدي شكر مَن إن شَكَرتُهُ
على بِرٍّ يومٍ زادني مثلَهُ غَداً

.....

[الحمدان]

وبالكَعبَةِ الغراءِ عن كلٍّ كاعِبٍ
تَسَلّى فلا يَصبو لأغيَدَ لاعبِ

وفي روضةِ المُختارِ أصبحَ هائماً
يروحُ ويَغدو بين تِلكَ الملاعبِ

.....