هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

وقفت على ربع لمية ناقتي
فما زلت أبكي عنده وأخاطبه

نظرت إلى أظعان مي كأنها
ذرى النخل أو أثل تميل ذوائبه

فأسبلت العينان والقلب كاتم
بمغرورق نمت علي سواكبه

بكى وامق، جاء الفراق، ولم يجل
جوائلها، أسراره أو معاتبه

إذا سرحت من حب مي سوارح
على القلب آتته جميعا عوازبه

إذا نازعتك القول مية أو بدا
لك الوجه منها أو نضا الدرع سالبه

فيا لك من خد أسيل ومنطق
رخيم ومن خلق تعلل جاذبه

ذو الرمه

[الحمدان]

مبادلة شعورية بين ابن شعيب وجبران
قال لي:

راضون منك بنقطة فابعث بها
إن النقاط من الحبيب كتاب


فقلت:
مَا أَجْمَلَ الشِّعرَ الذي أَهْدَيْتَني
فَأَباحَ حُبَّكَ لِلوِصالِ عِتابُ

رَاضُونَ مِن يَأْسٍ، أَتَتْ فَياضةً
بِالشَّوقِ تَهْتِفُ زَانها الإِعرابُ

وَطَلبتَ مِن فَيضِ المَحبَّةِ نُقْطةً
عَجْماءَ يُعربُ بَوْحَها الكُتَّابُ

هِي نُقطةُ الخَالِ التي رُسِمتْ عَلَى
وَجْهِ الحَبيبِ وَصَانها الطُّلابُ

بَلْ نُقطةُ القَطعِ التي نَرْجو بِها
ودَّاً مَدِيداً لا يَليهِ مُصابُ

هِي زِيْنةٌ فَوقَ الحُروفِ وَتَحْتها
لَوْ صُحِّفتْ أَعيا الوَرى الإِغرابُ

عَبدَ الإِلهِ وَفِيكَ كُلُّ سَجِيَّةٍ
عُذْراً وَعَفواً فَالصَّفاءُ يُشابُ

فَنوائبُ الأَيامِ حَالتْ بَيننا
وَأَخافُ أَنْ يُشْقي الرِّضَا النُّوّابُ

[الحمدان]

عندما خرج توبه في غزاة له فأوصى ابن عمه:
إذا أتيت الحاضرة من بني عبادة
فناد بأعلى صوتك:

عفا الله عنها هل أبيتن ليلة
من الدهر لا يسري إلي خيالها

فخرجت ليلى الاخيليه وهي تقول:

وعنه عفا ربي وأحسن حاله
فعز علينا حاجة لا ينالها

[الحمدان]

جلست لها كيما تمر لعلي
أخالسها التسليم إن لم تسلم

فلما رأتني والوشاة تحدرت
مدامعها خوفا ولم تتكلم

مساكين أهل العشق ما كنت أشتري
حياة جميع العاشقين بدرهم

.....

[الحمدان]

أنساكِ من حِرصي عليكِ وخائفُ
أن ينهبَ اسمكِ من ضميري حاسدُ

فمتى أراكِ وانتِ بدرُ طالعَ
طال الزمانُ وانتِ ظبيُ شاردُ

مهذل الصقور

[الحمدان]

‏إِنّ الخيول وإن تراها أُرهِقَت
‏ سَيثورُ منها من يكون أَصِيلا

حتى وإن حجَبَ الغبارُ عدوها
تْسمع لها عند اللقاء صهيلا

‏ستعودُ تَعدو بالرَّغمِ من آلمِها
‏ فالحرُّ يبقى شامخًا وجليلَا

.....

[الحمدان]

‏يا ربّ تعلمُ ما في القلبِ مِن أملٍ
‏لا تحرم القلبَ مِن حُلمٍ يُناجيه

آمين

[الحمدان]

من ذا الذي اغواك حين تركتني
ونبذت عهدي بعد ما قاسمتني

انت الذي حلفتني وحلفت لي
أغلظت بالأقسام حين عرفتني

أخلفت عهدك والعهود غليظة
وحلفت انك لا تخون وخنتني

عاهدتني ألا تميل عن الهوى
وحلفت لي يا غصن الا تنثني

هب النسيم ومال غصنك وانثنى
يا باخلاً بالوصل انت قتلتني

.....

[الحمدان]

ولو أن ليلى الأخيليةَ سلمت
عليَّ ودوني جندلٌ وصفائحُ

لسلمتُ تسليمَ البشاشةِ أوزقا
إليها صدى من جانب القبر صائحُ

ولو أن ليلى في السماء لأصعدتُ
بطَرفي إلى ليلى العيونُ الكواشحُ

.....

[الحمدان]

العبد لامنّه عصى طوع مولاه
تولّجه شيـطان الأنـفس وذلّه

وان كـان ربه بالـمرُوفه تولّاه
نادى له منادى السعادة ودلّه

.....

[الحمدان]

وتأنَسُ النّفسُ في نفْسٍ تُوافِقُها
‏بالفكرِ والطّبع والغايات والقيم

‏والرُّوح لِلرُّوح تَدري من يُناغمُهَا
‏كَالطَّير للطير في الإنشَاد مَيَّال

‏لا تَألف الرُّوحُ إلَّا مَن يُلَاطِفُهَا
‏ويَهْجُر القَلب مَنْ يَقسُو وَيجْفَاه

.....

[الحمدان]

‏يا مَن لهُ حلمٌ يعيشُ لأجلهِ
والدربُ صَعبٌ والنهايةُ تُقْلِقُ

أَوْكِل أموركَ للذي رفعَ السما
ولِمن بهِ كُلّ الرجاءِ يُعلّقُ

ودَعِ الغيوبَ لِلُطفهِ فلرُبّما
تُمسي وتُصبحُ والرّجاءُ مُحقّقُ

.....

[الحمدان]

‏مقاديرُ من جَفنَيكِ حَوّلنَ حاليا
فذقتُ الهوى من بعد ما كنتُ خاليا

وما الحبُّ إلا طاعةٌ وتجاوزٌ
وإن أكثروا أوصافَه والمعانيا

وما هو إلا العينُ بالعين تلتقي
وإن نوّعوا أسبابَه والدواعيا

وعندي الهوى موصوفُه لا صفاتُه
إذا سألوني ما الهوى قلتُ ما بيا

أحمد شوقي

[الحمدان]

‏وقد زعموا أنَّ المُحِبَّ إذا دنا
يَملُّ وأنَّ النَّأيَ يَشفي مِن الوَجدِ

بكُلٍّ تداوَينا فلَم يُشْفَ ما بنا
علىٰ أنَّ قُربَ الدَّارِ خيرٌ مِن البُعدِ

.....

[الحمدان]

تفائل فالصبح يأتي مشرقاً
من بعد ليل مظـلم القسـمات

والله يرزقــك فلا تـك يائسـاً
لاتُذهـبنّ العــمر في حســرات

.....

[الحمدان]

‏قَد أوجعوكَ فدع للهِ ما فعلوا
‏وأحدثوا فيكَ جرحًا ما لَهُ دمَلُ

‏فارفأْ بنفسكَ لا تشقى على وَجَلٍ
‏يا قلبُ ما تنفعُ الأحزانُ والوَجَلُ

.....

[الحمدان]

‏يَا رَبُّ وَالقَلبُ الضَّعِيفُ يُكِنُّهُ
‏صَدرٌ يَكادُ بمَا بِهِ يَتَكَلَّمُ

‏مَاذَا أقُولُ بأيِّ شَيءٍ أبتَدِي
‏حَسبِي بأنَّكَ يَا إلهِي تَعلَمُ

سبحانه

[الحمدان]

‏ما دامتِ الشمسُ تأتي بعد ظُلمتِنا
فليعلَمِ اليـأسُ أنّ القادم الأمل

.....

[الحمدان]

‏أحبابُ قلبيَ آذاني تجاهُلُهمْ
وكُنتُ أحسبُهُم في ضِيقتي سنداَ

لم يحفظوا تضحياتي في محبّتهم
قد ضيّعوها وضاعتْ في الزحامِ سُدى

يا فاقدين شعورَ الصّدقِ في زمنٍ
ماتَ الوفاءُ على أيامهِ كمَداَ

ما عادَ في خاطري لَومٌ على أحدٍ
ما قيمةُ اللومِ والإحساسُ قد فُقِدا

.....

[الحمدان]

‏وما كنتُ في زيف الحياة بطامعٍ
وما.عشتُ عمري للأنام ذليلا

نأيتُ بنفسي عـن أمورٍ كثيرةٍ
ولم أتخذ غير الجميل خليلا

وعاشرتُ من عاشرتُ لينًا وعفةً
وماكنتُ إن شح الزمان بخيلا

أحبُّ سمو النفس عن كل خسةٍ
وللخير أسعى ما استطعت سبيلا

.....

[الحمدان]

‏عجبًا لمن في بيتهِ يتأَففُ
ولأهلِه من نفسِهِ لا ينصِفُ

ويَكُون عِندَ النَّاسِ شخصًا أخرَ
مِن لُطفِهِ وحنانِه لا يُعرَفُ

يَغترُّ فِيهِ الناسُ حَتى إنْ مشَي
ما بينهم قالوا أتانا الاحنفُ

الاحنف

[الحمدان]

‏إنّي أخافُ إذا عاد الزّمانُ بنا
ألّا نَعودَ إلى أيّامِنا الأُوَلِ

.....

[الحمدان]

وكُنْ رزِينًا طويلَ الصّمتِ ذا فِكرَ
فإن نطقت فلا تُكثِر مِن الخُطَبِ

ولا تُجِب سائلًا مِن غير ترويةٍ
وبالذي عنه لَم تُسأل فلا تُجِب

....

[الحمدان]

تَغَرَبتُ أَسَأَلُ مَن عَنَّ لي
مِنَ الناسِ هَل مِن صَديقِ صَدوقِ

فَقالوا عَزيزانِ لا يُوجَدانِ
صَديقٌ صَدوق وَبيضُ الأنوقِ

.....

[الحمدان]

أَرى حَرباً مُغيّبةً وَسِلماً
وَعَهداً لَيسَ بِالعَهدِ الوَثيقِ

أَرى أَمراً تُنَقَّضُ عُروَتاهُ
وَحَبلاً لَيسَ بِالحَبلِ الوَثيقِ

.....

[الحمدان]

لَو كانَ بِالحِيَل الغَنِيِّ لَوَجدَتَني
بِنُجومِ أَقطارِ السَماءِ تَعَلُّقي

لَكِنَّ مَن رِزقِ الغِنى حُرم الحجى
ضِدّانِ مُفتَرِقانِ أَيّ تَفَرُّقِ

.....

[الحمدان]

سَمِعتُكَ تَبني مَسجِداً مِن خيانَةٍ
وَأَنتَ بِحَمدِ اللَهِ غَير مَوفَّقِ

كَمطعمَةِ الزهّادِ مِن كَدِّ فَرجِها
لَها الوَيلُ لا تَزني وَلا تَتَصَدَّقي

.....

[الحمدان]

دُونَكها مُترَعَةً دِهاقا
كَأساً فارِغاً موجت زَعاقا

إِنّا لِقَومٌ ما نَرى ما لاقى
أَقَدَّ هاماً وَأَقَطَّ ساقا

.....

[الحمدان]

أَفٍّ عَلى الدُنيا وَأَسبابِها
فَإِنَّها لِلحُزنِ مَخلوقَة

هُمومُها ما تَنقَضي ساعَةً
عَن مَلِكٍ فيها وَعِن سُوَقه

.....

[الحمدان]

أَرى الدُنيا سَتُؤذِنُ بِانطِلاقِ
مُشَمِّرَةً عَلى قَدَمٍ وَساقِ

فَلا الدُنيا بِباقيَةٍ لِحَيٍّ
وَلا حَيّ عَلى الدُنيا بِباقِ

.....

[الحمدان]

مالي عَلى فَوتِ فائِتٍ أَسَفُ
وَلا تَراني عَلَيهِ أَلتَهِفُ

ما قَدَّرَ اللَهُ لِي فَلَيسَ لَهُ
عَنّي إِلى سِوايَ مُنصَرِفُ

فَالحَمدُ لِلّهِ لا شَريكَ لَهُ
ماليَ قوتٌ وَهَمّيَ الشَرَفُ

أَنا راضٍ بِالعسرِ وَاليَسارِ فَما
تُدخلُني ذِلَةً وَلا صَلفُ

.....

[الحمدان]

يا حَبَّذا مَقامُنا بِالكُوفَه
أَرضٌ سواءٌ سَهلَةٌ مَعروفَه

تَطرُقَها جِمالُنا المَعلوفَه
عِمي صَباحاً وَاسلَمي مَألوفَه

.....

[الحمدان]

عَرَفتُ وَمَن يَعتَدِل يَعرِفِ
وَأَيقَنتُ حَقّاً فَلَم أَصدِفِ

عَنِ الحِكَمِ الصِدق آياتها
مِنَ اللَهِ ذي الرَأفَةِ الأَرأَفِ

رَسائِلُ تُدرَسُ في المُؤمِنينَ
بِهِنَّ اصطَفى أَحمَدُ المُصطفى

فَأَصبَحَ أَحمَدُ فينا عَزيزاً
عَزيز المَقامَةِ وَالموقِفِ

فَيا أَيُّها الموعِدوهُ سَفاهاً
وَلَم يَأتِ جَوراً وَلَم يَعنِفِ

أَلَستُم تَخافونَ أَمرَ العَذابِ
وَما آمَنَ اللَهَ كَالأَخوَفِ

.....

[الحمدان]

قَدِّم لِنَفسِكَ في الحَياةِ تَزَوُّداً
فَلَقَد تَفارِقُها وَأَنتَ مُوِّدِعُ

وَاهتَمَّ لِلسَفَرِ القَريبِ فَإِنَّهُ
أَنأى مِنَ السَفَرِ البَعيدِ وَأَشسَعُ

وَاجعَل تَزَوُّدَكَ المَخافَةَ وَالتُّقى
وَكَأَنَّ حَتفَكَ مِن مسائِكَ أَسرَعُ

وَاقنَع بِقوتِكَ فَالقِناعُ هُوَ الغِنى
وَالفَقرُ مَقرونٌ بِمنَ لا يَقنَعُ

وَاَحذَر مُصاحَبَةَ اللِئام فإِنَّهمِ
مَنَعوكَ صَفوَ وِدادِهِم وَتَصَنَّعوا

أَهَلُ التَصَنُّعِ ما أَنَلتَهُمُ الرِضى
وَإِذا مَنعتَ فَسُمُّهُم لَكَ مُنقَعُ

.....

[الحمدان]

لا تَفشِ سِرّاً ما اِستَطَعتَ إِلى اِمرئٍ
يَفشي إِلَيكَ سَرائراً يُستَودَعُ

فَكَما تَراهُ بِسِرِّ غَيرِكَ صانِعاً
فَكَذا بِسِرِّكَ لا مَحالَةَ يَصنَعُ

لا تَبدَأَنَّ بِمَنطِقٍ في مَجلِسٍ
قَبلَ السُؤالِ فَإِنَّ ذاكَ يَشنعُ

فَالصَمتُ يُحسِنُ كُلَّ ظَنٍ بِالفَتى
وَلَعَلَّهُ خَرقٌ سَفيهٌ أَرقَعُ

وَدَعِ المُزاحَ فَرُبَّ لَفظَةِ مازِحٍ
جَلَبَت إَلَيكَ مساوئاً لا تُدفَعُ

وَحِفاظَ جارِكَ لا تُضِعهُ فَإِنَهُ
لا يَبلُغُ الشَرَفُ الجَسيمُ مُضيِّعُ

وَإِذا اَستَقالَكَ ذو الإِساءَةٍ عَثرَةً
فَأَقِلهُ إِنَّ ثَوابَ ذَلِكَ أَوسَعُ

وَإِذا ائتُمِنتَ عَلى السَرائِرِ فَاِخفِها
وَاَستُر عُيوبَ أَخيكَ حينَ تَطلَّعُ

.....

[الحمدان]

لا تَبدَأَنَّ بِمَنطِقٍ في مَجلِسٍ
قَبلَ السُؤالِ فَإِنَّ ذاكَ يَشنعُ

فَالصَمتُ يُحسِنُ كُلَّ ظَنٍ بِالفَتى
وَلَعَلَّهُ خَرقٌ سَفيهٌ أَرقَعُ

وَدَعِ المُزاحَ فَرُبَّ لَفظَةِ مازِحٍ
جَلَبَت إَلَيكَ مساوئاً لا تُدفَعُ

وَحِفاظَ جارِكَ لا تُضِعهُ فَإِنَهُ
لا يَبلُغُ الشَرَفُ الجَسيمُ مُضيِّعُ

وَإِذا اَستَقالَكَ ذو الإِساءَةٍ عَثرَةً
فَأَقِلهُ إِنَّ ثَوابَ ذَلِكَ أَوسَعُ

وَإِذا ائتُمِنتَ عَلى السَرائِرِ فَاِخفِها
وَاَستُر عُيوبَ أَخيكَ حينَ تَطلَّعُ

.....

[الحمدان]

لَكَ الحَمدُ يا ذا الجودِ والمَجدِ وَالعُلا
تَبارَكتَ تُعطي مَن تَشاءَ وَتَمنَعُ

إِلَهي وَخَلّاقي وَحِرزي وَمَوئِلي
إِلَيكَ لَدى الإِعسارِ وَاليُسرِ أَفزَعُ

إِلَهي لَئِن جُلتُ وَجَمَّت خَطيئَتي
فَعَفوُكَ عَن ذَنبي أَجَلُّ وَأَوسَعُ

إِلَهي لَئِن أَعطَيتَ نَفسي سُؤلُها
فَها أَنا في أَرضِ النَدامَةِ أَرتَعُ

إِلَهي تَرى حالي وَفَقري وَفاقَتي
وَأَنتَ مُناجاتي الخَفيَّةِ تَسمَعُ

إِلَهي فَلا تَقطَع رَجائي وَلا تُزِغ
فُؤادي فَلي في سَيبِ جُودِكَ مَطمَعُ

إِلَهي لِئَن خَيَّبتَني أَو طَرَدتَني
فَمَن ذا الَّذي أَرجو وَمَن لي يَشفَعُ

إِلَهي أَجِرني مِن عَذابِكَ إِنَّني
أَسيرٌ ذَليلٌ خائِفٌ لَكَ أَخضَعُ

.....

[الحمدان]

إِلَهي فَإِن تَعفو فَعَفوُكَ مُنقِذي
وَإِلا فَبالذَنبِ المُدَمِّرِ أُصرَعُ

إِلَهي بِحَقِّ الهاشِميِّ وَآلِهِ
وَحُرمَةُ إِبراهيمَ خِلَّكَ أَضرَعُ

إِلَهي فَاِنشُرني عَلى دينِ أَحمَدٍ
تَقيّاً نَقيّاً قانِتاً لَكَ أَخشَعُ

وَلا تَحرِمَنّي يا إِلَهي وَسَيِّدي
شَفاعَتَهُ الكُبرى فَذاكَ المُشفَّعُ

وَصَلِّ عَلَيهِ ما دَعاكَ مُوَحِّدٌ
وَناجاكَ أَخيارٌ بَبابِكَ رُكَّعُ

.....

[الحمدان]

قَصرُ الجَديدِ إِلى بَلى
وَالوَصلُ في الدُنيا اِنقطاعُهُ

أَيُّ اِجتِماعٍ لَم يَصِر
لِتَشتُّتٍ مِنهُ اِجتِماعُهُ

أَم أَيُ شَعبٍ لِاِلتئا
مٍ لَم يُفَرِّقهُ اِنصِداعُهُ

يا بُؤسَ لِلدَهرِ الَّذي
ما زالَ مُختَلِفاً طِباعُهُ

قَد قيلَ في أَمثالِهِم
يَكفيكَ مِن شَرٍّ سَماعُهُ

.....

[الحمدان]

وَداوِ عَدواً داءَهُ لا تُدارِهُ
فَإِنَّ مُداراة العِدى لَيسَ تَنفَعُ

فَإِنَّكَ لَو دارَيتَ عامَينِ عَقرَباً
وَقَد مُكِّنَت يَوماً مِنَ الدَهرِ تَلسَعُ

.....

[الحمدان]

دَعِ الحِرصَ عَلى الدُنيا
وَفي العَيشِ فَلا تَطمَع

وَلا تَجمع مِنَ المالِ
فَلا تَدري لِمَن تَجمَع

وَلا تَدري أَفي أَرضِ
كَ أَم في غَيرِها تُصرَع

فَإِنَّ الرِزقَ مَقسومٌ
وَسوءُ الظَنِّ لا يَنفَع

فَقيرٌ كُلُّ مَن يَطمَع
غَنيٌّ كُلُّ مَن يَقنَع

.....

[الحمدان]

قل لمن يفهم عني ما أقول
أقصر القول فذا شرح يطولا

ثم سر غامض من دونه
ضربت واللَه أعناق الفحول

أنت لا تعرف إياك ولا
تدر من أنت ولا كيف الوصول

لا ولا تدري صفاتٍ ركبت
فيك حارت في خفياها العقول

.....

[الحمدان]

تَعَلَّم أَنَّ خَيرَ الناسِ مَيتٌ
عَلى جَفرِ الهَباءَةِ لا يَريمُ

لقد فجعت به قيس جميعاً
موالي القوم والقومُ الصميمُ

وعم به لمقتلهِ بعيدٌ
وخصَّ به لمقتله صميمُ

وَلَولا ظُلمُهُ مازِلتُ اَبكي
عَلَيهِ الدَهرَ ما طَلَعَ النُجومُ

وَلَكِنَّ الفَتى حَمَلَ بنَ بَدرٍ
بَغى وَالبَغيُ مَرتَعُهُ وَخيمُ

أَظُنُّ الحِلمَ دَلَّ عَلَيَّ قَومي
وَقَد يُستَجهَلُ الرَجُلُ الحَليمُ

.....

[الحمدان]

وَمارَستُ الرَجالَ وَمارَسوني
فَمُعوَجٌّ عَلَيَّ وَمُستَقيمُ

فَلا تَغشَ المَظالِمِ لَن تَراهُ
يُمَتَّعُ بِالغِنى الرَجُلُ الظَلومُ

وَلا تَعجَل بِأَمرِكَ وَاِستَدِمهُ
فَما صَلّى عَصاكَ كَمُستَديمُ

أُلاقي مِن رِجالٍ مُنكَراتٍ
فَأُنكِرُها وَما أَنا بِالغَشومِ

وَلا يُعِتبكَ عَن قُربٍ بَلاءٌ
إِذا لَم يُعطِكَ النَصَفَ الخُصومُ

.....

[الحمدان]

لا تَضَعِ المَعروفَ في ساقِطٍ
فَذاكَ صِنعُ ساقِطٍ ضائِعُ

وَضعَهُ في حُرٍّ كَريمٍ يَكُن
عُرفكَ مِسكاً عُرفَهُ ضائِعُ

.....

[الحمدان]

أَمَّا النَّهارُ فَدَمْعُ عَيْنِي ساكِبٌ
وَأَبِيتُ لَيْلِي كَالسَّلِيمِ مُسَهَّدا

فَلَعَلَّ رَبّاً قَدْ هَداكَ لِدِينِهِ
وَبِدِينِهِ لا تَتْرُكَنِّي مُوْحَدا

وَاعْلَمْ بِأَنَّكَ إِنْ قَطَعْتَ قَرابَتِي
وَعَقَقْتَنِي لَمْ أُلْفَ إِلَّا لِلْعِدَى

.....

[الحمدان]

أَلا مُخْبِرٌ بَعْدَ الْفِراقِ يُخَبِّرْنا
فَمَنْ ذا الَّذِي يا قَوْمُ أَشْغَلَكُمْ عَنَّا

فَلَوْ كُنْتُ أَدْرِي أَنَّهُ آخِرُ اللِّقا
لَكُنَّا وَقَفْنا لِلْوداعِ وَوَدَّعْنا

أَلا يا غُرابَ الْبَيْنِ هَلْ أَنْتَ مُخْبِرِي
فَهَلْ بِقُدُومِ الْغائِبِينَ تُبَشِّرْنا

لَقَدْ كانَتِ الْأَيَّامُ تَزْهُو لِقُرْبِهِمْ
وَكُنَّا بِهِمْ نَزْهُو وَكانُوا كَما كُنّا

أَلا قاتَلَ اللَّهُ النَّوَى ما أَمَرَّهُ
وَأَفْجَعَهُ ماذا يُرِيدُ النَّوَى مِنَّا

ذَكَرْتُ لَيالِي الْجَمْعِ كُنَّا سَوِيَّةً
فَفَرَّقَنا رَيْبُ الزَّمانِ وَشَتَّتْنا

لَئِنْ رَجَعُوا يَوْماً إِلَى دارِ عِزِّهِمْ
لَثَمْنا خِفافاً لِلْمَطايا وَقَبَّلْنا

.....

[الحمدان]

فَما هَذِهِ الْأَيَّامُ إِلَّا مُعارَةً
وَما نَحْنُ إِلَّا مِثْلُ لَفْظٍ بِلا مَعْنَى

أَرَى الْقَلْبَ لا يَخْتارُ فِي النَّاسِ غَيْرَهُمْ
إِذا ما ذَكَرْهُمْ ذاكِرٌ قَلْبِيَ الْمُضْنَى

سَلامٌ عَلَى الْأَحْبابِ فِي كُلِّ ساعَةٍ
وَإِنْ بَعُدُوا عَنَّا وَإِنْ مُنِعُوا مِنَّا

.....

[الحمدان]

وَلَستُ بِخالِعٍ عَنّي ثِيابي
إِذا هَرَّ الكُماةُ وَلا أُرامي

وَلَكِنّي يَجولُ المُهرُ تَحتي
إِلى الغاراتِ بِالعَضبِ الحُسامِ

.....

[الحمدان]

نَومُ اِمرئٍ خَيرٌ لَهُ مِن يِقَظَة

لَم يَرُضَ فيها الكاتِبينَ الحَفَظَه

وَفي صُروفِ الدَهرِ لِلمَرءِ عِظَه

.....

[الحمدان]

اصبِر عَلى الدَهرِ لا تَغضَب عَلى أَحَدٍ
فَلا تَرى غَيرَ ما في الدَهرِ مَخطوطُ

وَلا تَقيمَنَّ بِدارٍ لا انتِفاعَ بِها
فَالأَرضُ واسِعَةٌ وَالرِزقُ مَبسوطُ

.....

[الحمدان]

لا تُفسِدَن سابِقَ إِحسانٍ مَضى
وَاللَهُ لا يُغلَبُ فيما قَد مَضى

.....

[الحمدان]

إِن كُنتَ ذا عِلمٍ بِما اللَهُ قَضى
فَاِثبُت أُصادِقْكَ وَسَيفي مُنتَضى

وَاللَهُ لا يُرجِعُ شَيئاً قَد مَضى
وَاللَهُ لا يُبرِمُ شَيئاً نُقِضا

.....

[الحمدان]

الْواهِبُ الْأَلْفَ لا يَبْغِي بِها بَدَلاً
إِلَّا الْإِلَهَ وَمَعْرُوفاً بِما اصْطَنَعا

.....

[الحمدان]

يا راكِباً إنَّ الْأُثَيْلَ مَظِنَّةٌ
مِنْ صُبْحِ خامِسَةٍ وَأَنْتَ مُوَفَّقُ

بَلِّغْ بِهِ مَيْتاً فَإِنَّ تَحِيَّةً
ما إنْ تَزالُ بِها الرَّكائِبُ تَخْفُقُ

مِنِّي إِلَيْكَ وَعَبْرَةً مَسْفُوحَةً
جادَتْ لِمائِحِها وَأُخْرَى تَخْنُقُ

هَلْ يَسْمَعَنَّ النَّضْرُ إِنْ نادَيْتُهُ
إِنْ كانَ يَسْمَعُ مَيِّتٌ أَوْ يَنْطِقُ

ظَلَّتْ سُيُوفُ بَنِي أَبِيهِ تَنُوشُهُ
للَّهِ أَرْحامٌ هُناكَ تُمَزَّقُ

أَمُحَمَّدٌ وَلَأَنْتَ نَجْلُ نَجِيبَةٍ
مِنْ قَوْمِها وَالْفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِقُ

قَسْراً يُقادُ إِلَى الْمَنِيَّةِ مُتْعَباً
رَسْفُ الْمُقَيَّدِ وَهْوَ عانٍ مُوثَقُ

ما كانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ وَرُبَّما
مَنَّ الْفَتَى وَهْوَ الْمَغِيظُ الْمُحْنَقُ

لَوْ كُنْتَ قابِلَ فِدْيَةٍ لَفَدَيْتُهُ
بِأَعَزِّ ما يُغْلِي بِهِ مَنْ يُنْفِقُ

.....

[الحمدان]

لَنا ما تَدَّعونَ بِغَيرِ حَقٍّ
إِذا ميزَ الصِحاحُ مِنَ المِراضِ

عَرَفتُم حَقَّنا فَجَحَدتُموهُ
كَما عُرِفَ السَوادُ مِنَ البَياضِ

كِتابُ اللَهِ شاهِدُنا عَلَيكُم
وَقاضينا الإِلَهُ فَنِعمَ قاضِ

.....

[الحمدان]

لا تسألي الناسَ عن مالي وكثرته
وسائلي القومَ عن ديني وَعن خُلُقي

قد يعلمُ الناسُ أنّا من سَراتِهمُ
إذا سما بصرُ الرِّعدِيدةِ الفرِقِ

أُعطي السِّنانَ غداةَ الرَوع نِحلتَهُ
وعاملَ الرُمحِ أَروِيهِ من العَلَقِ

وأَطعَنُ الطعنةَ النِّجلاءَ عن عُرُضٍ
تَنفي المسابيرَ بالإزبادِ والفَهَقِ

عَفُّ الإياسَةِ عما لستُ نائلَه
وإن ظُلِمتُ شديدُ الحِقدِ والحَنَقِ

وأكشِفُ المأزِقَ المكروبَ غُمَّتُهُ
وأكتُم السرَّ فيه ضربةُ العُنُقِ

قد يُقتِرُ المرءُ يوماً وهوَ ذو حَسَبٍ
وقد يَثُوبُ سوامُ العاجِزِ الحَمِقِ

قد يَكثرُ المالُ يوماً بعد قِلّتِهِ
ويكتسي العودُ بعد الجَدبِ بالورقِ

وقد أجودُ وما مالي بذي فَنَعٍ
وقد أكُرُّ وراءَ المُجحَرِ البَرقِ

وأهجرُ الفعلَ ذا حُوبٍ وَمَنقَصَةٍ
وأتركُ القولَ يُدنيني من الرَّهَقِ

.....

[الحمدان]

إذا مُتُّ فادفِنِّي إِلى جَنبِ كَرمَةٍ
تُرَوّي عظامي بعد موتي عُروقُها

ولا تَدفِنَنّي بالفلاةِ فإنّني
أخافُ إذا ما مُتُّ أن لا أذوقُها

.....

[الحمدان]

إني أكُرُّ على الأُولى إذا فَزِعوا
يوماً وأحبِسُ تحتَ الراية الفَرَسَا

أغشى الصِياحَ وتَغشاني مُضاعَفَةٌ
من الحَديدِ إذا ما بَعضُهم خَنَسَا

.....

[الحمدان]

ألا سَقِّني يا صاحِ خمراًفإنّني
بما أنزلَ الرحمنُ في الخمرِ عالمُ

وجُد لي بها صِرفاً لأَزدادَ مَأثماً
ففي شُربها صِرفاً تتِمُّ المآثمُ

هي النّارُ إِلاَّ أنّني نلتُ لذةً
وقضَّيتُ أوطاري وإن لام لائمُ

.....

[الحمدان]

كفى حَزَناً أن تُطعَنَ الخيلُ بالقَنا
وأُصبِحَ مَشدوداً عليَّ وَثَاقيا

إذا قُمتَ عَنّاني الحديدُ وأُغلِقَت
مَصارعُ من دوني تُصِمُّ المُناديا

وقد كنتُ ذا مالٍ كثيرٍ وإخوةٍ
فأصبحتُ منهم واحداً لا أخا ليا

فإن مُتُّ كانت حاجةً قد قَضيتُها
وخَلّفتُ سَعداً وحدَه والأمانيا

وقد شَفّ جسمي أنني كلّ شارقٍ
أعالجُ كبلاً مُصمَتاً قد بَرَانيا

.....

[الحمدان]

إنّ الكرامَ على الجياد مَقيلُهم
فذَري الجيادَ لأهلها وتَعَطَّري

.....

[الحمدان]

ألَم تَرَني وَدَّعتُ ما كنتُ أشربُ
من الخمر إذ رأسي لَكَ الخيرُ أشيبُ

وكنتُ أروِّي هامَتي من عُقارها
إذِ الحدُّ مأخوذٌ وإذ أنا أُضرَبُ

فلمّا دَرَوا عنِّي الحدودَ تركتُها
وأضمرتُ فيها الخيرَ والخيرُ يُطلَبُ

وقال ليَ النَدمانُ لما تركتُها
أألجِدُّ هذا مِنكَ أم أنتَ تَلعبُ

وقالوا عجيبٌ تركُكَ اليومَ قهوةً
كأنَي مجنون وجِلديَ أجربُ

سأتركُها للهِ ثم أذُّمها
وأهجرُها في بيتها حيثُ تُشرَبُ

.....

[الحمدان]

إن كانتِ الخمرُ قد عَزّت وقد مُنِعَت
وحالَ من دونها الإسلامُ والحرَجُ

فقد أباكِرُها رِياً وأشربُها
صِرفاً وأطرَب أحياناً فأمتزجُ

وقد تقومُ على رأسي مُغنّيةٌ
فيها إذا رَفعت من صوتها غُنُجٌ

تُرفِّعُ الصوتَ أحياناً وتخفِضُهُ
كما يَطِنُّ ذبابُ الروضةِ الهَزِجُ

.....

[الحمدان]

إِذا أَذِنَ اللَهُ في حاجَةٍ
أَتاكَ النَجاحُ بِها يَركُضُ

وَإِن أَذِنَ اللَهُ في غَيرِها
أَتى دونَها عارِضٌ يَعرِضُ

.....

[الحمدان]

أَتَمُّ الناسُ أَعرَفُهُم بِنَقصِه
وَأَقمَعُهُم لِشَهوَتِهِ وَحِرصِه

فَدانِ عَلى السَلامَةِ مَن يُداني
وَمَن لَم تَرضَ صُحبَتَهُ فَأَقصِه

وَلا تَستَغلِ عافيَةً بِشَيءٍ
وَلا تَستَرخِصَنَّ أَذىً لِرُخصِه

وَخَلِّ الفَحصَ ما اِستَغنَيتَ عَنهُ
فَكَم مُستَجلِبٍ عَيباً لِفَحصِه

.....

[الحمدان]

أَيَحسَبُ أَولادَ الجَهالَةِ أَنَنا
عَلى الخيلِ لَسنا مِثلَهُم في الفَوارِسِ

فَسائِل بَني بَدرٍ إِذا ما لَقيتَهُم
بِقَتلي ذَوي الأَقرانِ يَومِ التَمارُسِ

وَهَذا رَسولُ اللَهِ كَالبَدرِ بَينَنا
بِهِ كَشَفَ اللَهُ العِدى بِالتَناكُسِ

وَإِنّا أُناسٌ لا نَرى الحَربَ سِبَّةً
وَلا نَنثَني عِندَ الرِماحِ المُداعِسِ

فَما قيلَ فينا بَعدَها مِن مَقالَةٍ
فَما غادَرَت منّا جَديداً لِلاَبَسِ

...

[الحمدان]

‏فِي الجُبنِ عَارُ وفِي الإِقدَام مَكرَمةٌ
والمرءُ بالجُـبن لاَ ينجُو منَ القَـدرِ

.....

[الحمدان]

‏نام الجميع وكيف النوم يطرقني
والنار في قلبي المشتاق تضطرم

ناموا هنيئا لكم إذ ليس يشغلكم
من الهوى أَمل مثلي ولا أَلم

أبيت وحدي في الظلماء تؤنسني
ذكرى الحبيب فتدميني وأَبتسم

يرفرف المجد فوقي والغرام معا
كلاهما خافق مايخفق العلم

.....

[الحمدان]

وَإِنّا أُناسٌ لا نَرى الحَربَ سِبَّةً
وَلا نَنثَني عِندَ الرِماحِ المُداعِسِ

فَما قيلَ فينا بَعدَها مِن مَقالَةٍ
فَما غادَرَت منّا جَديداً لِلاَبَسِ

.....

[الحمدان]

لا تَأمَنِ المَوتَ في ظَرفٍ وَلا نَفَسٍ
وَلَو تَمَنَعتَ بِالحُجّابِ وَالحَرَسِ

وَاعلَم بِأَنَّ سِهامَ المَوتِ نافِذَةٌ
في كُلِ مُدَّرَعٍ مِنا وَمُتَّرِسِ

ما بالُ دُنياكَ تَرضى أَن تُدَنِّسَهُ
وَثَوبَكَ الدَهرُ مَغسولٌ مِنَ الدَنَسِ

تَرجو النَجاةَ وَلَم تَسلُك مَسالِكَها
إِن السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ

.....

[الحمدان]

أَخوكَ أَخوكَ مَن يَدنو وَتَرجو
مَوَدَّتَهُ وَإِن دُعِيَ اِستَجابا

إِذا حارَبت حاربَ مَن تُعادي
وَزادَ سِلاحُهُ مِنكَ اِقتِرابا

يواسي في الكَريهةِ كُلَّ يّومٍ
إِذا ما مُضلِعُ الحَدَثانِ نابا

وَكنتُ إِذا قَريني جاذَبَتهُ
حِبالي ماتَ أَو تَبِعَ الجِذابا

فَإِن أَهلِك فَذي حَنَقٍ لَظاهُ
عَلَيّ يَكادُ يَلتَهِبُ التِهابا

مَخَضتُ بِدَلوِهِ حَتّى تَحَسّى
ذَنوبَ الشَرِّ مِلأى أَو قِرابا

بِمثلي فَاِشهَدِ النَجوى وَعالِن
بِيَ الأَعداءَ وَالقَومَ الغِضابا

فَإِنَّ الموعِدِيَّ يَرَونَ دوني
أُسودَ خَفِيَّةَ الغُلبَ الرِقابا

كَأَنَّ عَلى سَواعِدِهِنَّ وَرساً
عَلالونَ الأَشاجِع أَو خضابا

كَأَنَّ هَوِيَّها لَمّا اِشمَعَلَّت
هُوِيُّ الطَيرِ تَبتَدِرُ الأَيابا

.....

[الحمدان]

العِلمُ زَينٌ فَكُن لِلعِلمِ مُكتَسِباً
وَكُن لَهُ طالِباً ما عِشتَ مُقتَبِسا

أركِن إِلَيهِ وَثِق بِاللَهِ وَاَغنِ بِهِ
وَكُن حَليماً رَزينَ العَقلِ مُحتَرِسا

لا تَأثَمَنَّ فَإِمّا كُنتَ مُنهَمِكاً
في العِلمِ يَوماً وَإِمّا كُنتَ مُنغَمِسا

وَكُن فَتىً ماسِكاً مَحَضَ التُّقى وَرِعاً
لَلدّينِ مُغتَنِماً لِلعِلمِ مُفتَرِسا

فَمَن تَخلَّقَ بِالآدابِ ظَلَّ بِها
رَئيسَ قَومٍ إِذا ما فارَقَ الرُؤَسا

وَاَعلَم هُديتَ العِلمَ خَيرٌ صَفا
أَضحى لِطالِبِهِ مِن فَضلِهِ سَلِسا

.....

[الحمدان]

فَتىً كانَ يُدنيهِ الغِنى مِن صَديقَهِ
إِذا ما هُوَ اِستَغنى وَيُبعِدُهُ الفَقَرُ

فَتىً لا يَعدُّ المالَ رَبّاً وَلا تُرى
بِهِ جَفوَةٌ إِن نالَ مالاً وَلا كِبرُ

فَتىً كانَ يُعطي السَيفَ في الرَوعِ حَقَّهُ
إِذا ثَوَّبَ الداعي وَتَشقى بِهِ الجُزرُ

وَهَوّنَ وَجدي أَنَني سَوفَ أَغتَدي
عَلى إِثرِهِ يَوماً وَإِن نَفَسَ العُمرُ

.....

[الحمدان]

إنِّي شَممتُ من العُطُورِ جميعَها
وعرفتُ أطيبها على الإطلاقِ

كُلُّ العُطُورِ سينْتهي مفْعولُها
ويَدومُ عِطْرُ مَكَارمِ الأخلاقِ

.....

[الحمدان]

‏ويأخُذني إليك الشوقُ حتى
أراني في خيالاتي أذُوبُ

فلا أنت القريبُ هُنا أراهُ
ولا أنت البعيدُ فلا تُجيب

عشقتُك صادقاً من كلِّ قلبي
وما لي فيك يا قلبي نصيبُ

لقد فاضَ الهوى منّي ولكن
إذا وجدَ الهوى فُقدَ الحبيب

.....

[الحمدان]

لَحى اللَهُ جَدّاً راضِعاً لَو أَفادَني
غَداةَ التَقى الرَجلانِ في كَفِّ ساهِكِ

فَإِن تَزعُمي أَنّي جَبُنتُ فَإِنَّني
أَفِرُّ وَأَرمي مَرَّةً كُلَّ ذلِكِ

أُقاتِلُ حَتّى لا أَرى لي مُقاتِلاً
وَأَنجو إِذا ما خِفتُ بَعضَ المَهالِكِ

.....

[الحمدان]

السِلمُ سِلمٌ وَلا يَنفَكُّ ضِغثُهُمُ
أَو يَنحَرَ البَكرَ مِنّا مَرَّةً رَجُلُ

إِذا أَجاروا عَوى في بَيتِ جارِهِمُ
إِمّا حِرابٌ وَإِمّا مِثلَهُ قُتِلوا

كَم مِن عَقيدٍ وَجارٍ حَلَّ عِندَهُمُ
وَمِن مُجارٍ بِعَهدِ اللَهِ قَد قَتَلوا

.....

[الحمدان]

كَأَنَّ هَزيزَ الريحِ بَينَ فُروجِهِ
عَوازِفُ جِنٍّ زُرنَ جِنّاً بِجَيهَما

.....

[الحمدان]

سَلِّ الهُمومَ الَّتي باتَت مُؤَرِّقَةً
بِجَسرَةٍ كَعَلاةِ القَينِ شِملالِ

عَلياءَ نَضّاخَةِ الذِفرى مُذَكَّرَةٍ
عَيرَانَةً مِثلَ قَوسِ الفِلقَةِ الضالِ

كَأَنَّ أَوبَ يَدَيها حينَ أَعجَلَها
أَوبُ المِراحِ وَقَد نادَوا بِتَرحالِ

مَقطُ الكُرينِ عَلى مَكنوسَةٍ زَلَقٌ
في ظَهرِ حَنّانَةِ النيرَينِ مِعوالِ

حَلَّت بِنَعفَي شَرافٍ وَهيَ عاصِفَةٌ
تَخدي عَلى يَسَراتٍ غَيرِ أَعصالِ

جارَت مِنَ الدورِ فَالمَوشومِ فَاِغتَرَفَت
بِقاعِ فَيحانِ إِجلاً بَعدَ آجالِ

عَلى طَريقٍ كَظَهرِ الأَيمِ مُطَّرِدٍ
يَهوي إِلى قُنَّةٍ في مَنهَلٍ عالي

.....

[الحمدان]

لَنا صاحِبٌ قَد خانَ مِن أَجلِ نَظرَةٍ
سَقيمُ الفُؤادِ حُبُّ كَلبَةَ شاغِلُه

.....

[الحمدان]

صَفوحٌ بِخَدَّيها وَقَد طالَ جَريُها
كَما قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُجادِلُ

.....

[الحمدان]

أَلا إِنَّما الداءُ العَياءُ مَرامُنا
أَموراً تُواتي غَيرَنا وَهوَ أَخرَقُ

وَتَزدادُ شَرّاً أَن نَرومَ صَغيرَها
فَكَيفَ عَظيمُ الأَمرِ فيها يُوَفَّقُ

.....

[الحمدان]

جَزى اللَهُ خَيراً مِن أَميرٍ وَبارَكَت
يَدُ اللَهُ في ذاكَ الأَديمِ المُمَزَّقِ

فَمَن يَسعَ أَو يَركَب جَناحَي نَعامَةٍ
لِيُدرِكَ ما قَدَّمتَ بِالأَمسِ يُسبَقِ

قَضَيتَ أُموراً ثُمَّ غادَرتَ بَعدَها
بَوائِجَ في أَكمامِها لَم تُفَتَّقِ

أَبَعدَ قَتيلٍ بِالمَدينَةِ أَظلَمَت
لَهُ الأَرضُ تَهتَزُّ العِضاهُ بِأَسؤُقِ

تَظَلُّ الحَصانُ البِكرُ يُلقي جَنينَها
نَثا خَبَرٍ فَوقَ المَطِيِّ مُعَلَّقِ

وَما كُنتُ أَخشى أَن تَكونَ وَفاتُهُ
بِكَفَّي سَبَنتى أَزرَقِ العَينِ مُطرِقِ

.....

[الحمدان]

فَأَظهَرَ وُدّاً وَالعَداوَةُ سِرُّهُ
لِحاجَتِهِ كانَت إِلَيَّ فَأَسرَفا

فَكُنتُ لَهُ بِالإِحتِراسِ وَغَيرِهِ
لَدُن ظَهَرَت مِنهُ المَودَّةُ مُضعِفا

لِعِلمي بِهِ أَن سَوفَ يَرجِعُ بِالَّتي
تَكونُ عَلَينا مِنهُ بِالعَودِ أَخوَفا

.....

[الحمدان]

تُلاقينَ قَيساً وَأَشياعَهُ
فَيوقِدُ لِلحَربِ ناراً فَنار

أَخو الحَربِ إِن لَقحَت بازِلاً
سَما لِلعُلا وَأَجَلَّ الخَطار

.....

[الحمدان]

صُنِ السَرَ عَن كُلِّ مُستَخبِرٍ
وَحاذِر فَما الحَزمُ إِلّا الحِذِر

أَسيرُكَ سِرُّكَ إِن صُنتَهُ
وَأَنتَ أَسيرٌ لَهُ إِن ظَهَر

.....

[الحمدان]

إِنَّما نِعمَةَ دُنيا مُتعَةً
وَحياةُ المَرءِ ثَوبٌ مُستَعار

وَصُروفُ الدَهرِ في أَطباقِهِ
حَلقَةٌ فيها إرتِفاعٌ وَانحِدار

بَينَما الإِنسانُ في عليائِها
إِذ هَوى في هُوّةً مِنها فَغار

.....

[الحمدان]

رَأَتكَ اللَيالي يا اِبنَ آدَمَ ظالِماً
وَخيرُ الوَرى مَن يَعفُ عِندَ اِقتِدارِهِ

يَقولُ لَكَ العَقلُ الَّذي زَيَّنَ الوَرى
إِذا لَم تَكُن تَقْدِر عَدوَّكَ دارِهِ

وَلاقيهِ بِالتَرحيبِ وِالرَحرِ وَالقِرى
وَيَمّم لَهُ ما دُمتَ تَحتَ اِقتِدارِهِ

وَقبِّل يَدَ الجاني الَّذي لَستَ قادِراً
عَلى قَطعِها وَارقُب سُقوطَ جِدارِهِ

إِذا لَم تَكُن في مَنزِلَ المَرءِ حُرَّةٌ
تَدبِّرُه ضاعَت مَصالِحَ دارِهِ

فَإِن شِئتَ أَن تَختَر لِنَفسِكَ حُرَّةً
عَلَيكَ بِبَيتِ الجودِ خُذ مِن خيارِهِ

وَإيّاكَ وَالبَيتِ الدَنيءِ فَرُبَّما
تُعار بِطولٍ في الزَمانِ بِعارِهِ

فَفيهنّ من تَأتي الفَتى وَهُوَ مُعسِرٌ
فَيُصبِحُ كُلُّ الخَيرِ في وَسَطِ دارِهِ

وَفيهِنّ مَن تَأتيهِ وَهوَ مُيَسَّرٌ
فَيُصبِحُ لا يَملُكُ عَليقَ حِمارِهِ

وَفيهِنّ مَن لا بَيَّضَ اللَهُ عَرضَها
إِذا غابَ عَنها الشَخصُ طَلَّت لِجارِهِ

وَفيهِنَّ نِسوَةٌ يخربُ كَعبُها
وَفيهِنَّ مَن تُغنيهِ عِندَ اِفتقارِهِ

فَلا رَحِمَ الرَحمَنُ خائِنَةَ النِسا
وَيَحرِقُ كُلَّ الخائِناتِ بِنارِهِ

.....

[الحمدان]

أَغمِّضُ عَيني في أُمورٍ كَثيرَةٍ
وَإِنّي عَلى تَركِ الغُموضِ قَديرُ

وَما مِن عَمى أُغضي وَلَكِن لَرُبَما
تَغامى وَأَغضى المَرءُ وَهُوَ بَصيرُ

وَأَسكُتُ عَن أَشياءَ لَو شِئتُ قُلتُها
وَلَيسَ عَلَينا في المَقالِ أَميرُ

أَصبِّرُ نَفسي بِاِجتِهادي وَطاقَتي
وَإِنّي بِأَخلاقِ الجَميعِ خَبيرُ

.....

[الحمدان]

يُعَزّونَني قَومُ بِراءٌ مِنَ الصَبرِ
وَفي الصَبرِ أَشياءُ أَمرُّ مِنَ الصَبرِ

يَعَزّي المُعَزّي ثُمَ يَمضي لِشَأنِهِ
وَيَبقى المُعَزّى في أَحَرِّ مِنَ الجَمرِ

.....

[الحمدان]

النارُ أَهونُ من رُكوبِ العارِ
وَالعارُ يُدخُلُ أَهلَهُ في النارِ

وَالعارُ في رَجُلٍ يَبيتُ وَجارُهُ
طاوي الحَشى مُتَمَزِّقُ الأَطمارِ

وَالعارُ في هَضمِ الضَعيفِ وَظُلمِهِ
وَإِقامةِ الأَخيارِ بِالأَشرارِ

.....

[الحمدان]

وَلا خَيرَ في الشَكوى إِلى غَيرِ مُشتَكي
وَلا بُدَّ مِن شَكوى إِذا لَم يَكُن صَبرُ

.....

[الحمدان]

لَئِن ساءَني دَهرٌ عَزَمتُ تَصَبُّراً
فَكُلُ بَلاءٍ لا يَدومُ يَسيرُ

وَإِن سَرَّني لَم اَبتَهج بِسُروره
فَكُلُّ سُرورٍ لا يَدومُ حَقيرُ

.....

[الحمدان]

سُبحانَ رَبِّ العِبادِ يا وَبرَه
وَرازِقُ المُتَّقينَ وَالفَجَره

لَو كانَ رِزقُ العِبادِ عَن جَلَدٍ
ما نِلتَ مِن رِزقِ رَبِّنا مَدَرَه

.....

[الحمدان]

مَساكينُ أَهلِ الفَقرِ حَتّى قُبورِهِم
عَلَيها تُرابُ الذُلِّ بَينَ المَقابِرِ

.....

[الحمدان]

أَيا مَن لَيسَ لِي مِنهُ مُجيرُ
بَعَفوكَ مِن عِقابِكَ أَستَجيرُ

أَنا العَبدُ المُقِرُّ بِكُلِ ذَنبٍ
وَأَنتَ السَيِّدُ الصَمَدُ الغَفورُ

فَإِن عَذَّبَتني فَالذَنبُ مِنّي
وَإِن تَغفِر فَأَنتَ بِهِ جَديرُ

سبحان

[الحمدان]

يعيبُ رِجالٌ زَماناً مَضى
وَما لِزَمانٍ مَضى مِن غِيَر

أَرى اللَيلَ يَجري كَعَهدي بِهِ
وَأَنَّ النَهارَ عَلَينا يَكِر

وَلَم تَحبِسِ القَطرَ عَنّا السَما
وَلَم تَنكَشف شَمسُنا وَالقَمَر

فَقُل لِلَّذي ذَمَّ صَرفَ الزَمانِ
ظَلَمتَ الزَمانَ فَذُمَّ البَشَر

.....

[الحمدان]

يا طالِبَ الصَفوِ في الدُنيا بِلا كَدَرٍ
طَلبتَ مَعدومَةً فايأسَ مِنَ الظَفَرِ

وَاعلَم بِأَنكَ ما عَمَّرَتَ مُمتَحَنٌ
بِالخَيرِ وَالشَرِّ وَالمَيسورِ وَالعُسرِ

أَنّى تَنالَ بِها نَفعاً بِلا ضَرَرٍ
وَأَنَّها خُلِقَت لِلنَفعِ وَالضَرَرِ

في الجُبنِ عارٌ وَفي الإِقدامِ مَكرُمَةٌ
وَمَن يَفِرَّ فَلَن يَنجو مِنَ القَدَرِ

.....

[الحمدان]

عَسى مَنهَلٌ يَصفو فَيَروي ظَميَةٍ
أَطالَ صَداها المنهَلُ المُتكَدِّرُ

عَسى بِالجَنوبِ العارِياتِ سَتَكتَسي
وَبِالمُستَذَلِّ المُستَضامِ سَيُنصَرُ

عَسى جابِرُ العَظمِ الكَسيرِ بِلُطفِهِ
سَيَرتاحُ لِلعَظمِ الكَسيرِ فَيُجبَرُ

عَسى صُوَراً أَمسى لَها الجورُ دافِناً
يُتاحُ لَها عَدلٌ يَجيءُ فَتَظهَرُ

عَسى اللَهُ لا تَيأس مِنَ اللَهِ إِنَّهُ
يَسيرٌ عَلَيهِ ما يَعِزُّ وَيَعسُرُ

.....

[الحمدان]

دُبُّوا دَبيبَ النَملِ قَد آنَ الظَفَر

لا تُنكِروا فَالحَربُ تَرمي بِالشَرَر

إِنّا جَميعاً أَهلُ صَبرٍ لا خَوَر

.....

[الحمدان]

إِذا اِجتَمَعَت عَليا مَعَدٍّ وَمُذحَجٍ
بِمَعرَكَةٍ كُبرى فَإِنّي أَميرُها

مُسلِمَةً أَكفالَ خَيلي في الوَغى
وَمَكلومَةً لِبانُها وَنُحورُها

حَرامٌ عَلى أَرماحِنا طَعنُ مُدبرٍ
وَتَندَقُّ مِنها في الصُدورِ صُدورُها

.....

[الحمدان]

أَبٌنّي إِنَّ مِنَ الرِجالِ بَهيمَةً
في صورَةِ الرَجُلِ السَميعِ المُبصِرِ

فَطِنٌ بِكُلِّ رَزّيَةٍ في مالِهِ
وَإِذا أُصيبَ بِدينِهُ لَم يَشعُرِ

.....

[الحمدان]

أَريدُ بِذاكُم أَن تَهِشّوا لِطَلقَتي
وَأن تُكثِروا بِعدي الدُعاءَ عَلى قَبري

وَأَن تَمنَحوني في المَجالِسِ وُدَّكُم
وَإِن كُنتُ عَنكُم غائِباً تُحسِنوا ذِكري

.....

[الحمدان]

رَأَيتُ الدَهرَ مُختَلِفاً يَدورُ
فَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورُ

وَقَد بَنَتِ المُلوكُ بِهِ قَصوراً
فَلَم تَبقَ المُلوكُ وَلا القُصورُ

.....

[الحمدان]

وَلَيسَ كَثيراً أَلفُ خِلٍّ وَصاحِبٍ
وَإِنَّ عَدّوا واحِداً لَكَثيرُ

.....

[الحمدان]

إِذا كُنتَ لا تَدري وَلَم تَكُ سائِلاً
عَنِ العِلمِ مَن يَدري جَهِلتَ وَلَم تَدرِ

.....

[الحمدان]

إِنّي عَجِزتُ عَجزَةً لا أَعتَذِر
سَوفَ أَكيسُ بَعدَها وَاَستَمِر

أَرفَعُ مِن ذَيلِيَ ما كُنتَ أَجُر
وَأَجمَعُ الأَمرَ الشَتيتَ المُنتَشِر

إِن لَم يُباغتني العَجولُ المُنتَصِر
أَو تَترُكوني وَالسِلاحُ يَبتَدِر

.....

[الحمدان]

وَما ظَبيَةٌ تَسبي القُلوبَ بَطَرفِها
إِذا اِلتَفَتت خِلنا بِأَجفانِها سِحرا

بِأَحسَنَ مِنهُ كَلَّلَ السَيفُ وَجهَهُ
دَماً في سَبيلِ اللَهِ حَتّى قَضى صَبرا

.....

[الحمدان]

قَد يَعلَمُ الناسَ أَنّا خَيرُهُم نَسَبا
وَنَحنُ أَفخَرَهُم بَيتاً إِذا فَخِروا

رَهطُ النَبِيِّ وَهُم مَأَوى كَرامَتِهِ
وَناصِرو الدينِ وَالمَنصورُ مَن نَصَروا

وَالأَرضُ تَعلَمُ أَنّا خَيرُ ساكِنِها
كَما بِهِ تَشهَدُ البَطحاءُ وَالمَدَرُ

وَالبَيتُ ذو السِترِ لَو شاؤوا تُحَدِّثُهُم
نادى بِذَلِكَ رُكنُ البَيتِ وَالحَجَرُ

.....

[الحمدان]

كُنتَ السَوادَ لِناظِري
فَبَكى عَلَيكَ الناظِرُ

مَن شاءَ بَعدَكَ فَليَمُت
فَعَلَيكَ كُنتُ أُحاذِرُ

.....

[الحمدان]

ما إِن تَأَوَّهتَ في شَيءٍ رُزِئتَ بِهِ
كَما تَأَوَّهتَ لِلأَطفالِ في الصِّغَرِ

قَد ماتَ والِدُهُم مِن كانَ يَكفُلُهُم
في النائِباتِ وَفي الأَسفارِ وَالحَضَرِ

.....

[الحمدان]

تَؤمِّلُ في الدُنيا طَويلاً وَلا تَدري
إِذا جَنَّ لَيلٌ هَل تَعيشُ إِلى الفَجرِ

فَكَم مِن صَحيحٍ ماتَ مِن غَيرِ عَلَّةٍ
وَكَم مِن عَليلٍ عاشَ دَهراً إِلى دَهرِ

وَكَم مِن فَتىً يُمسي وَيُصبِحُ آمِناً
وَقَد نُسِجَت أَكفانُهُ وَهوَ لا يَدري

.....

[الحمدان]

ذَهَبَ الرِجالُ المُقتَدى بِفِعالِهِم
وَالمُنكِرونَ لِكُلِّ أَمرِ مُنكَرِ

وَبَقيتُ في خَلَفٍ يَزَيِّنُ بَعضُهُم
بَعضاً لِيَدفَعَ مُعوِراً عَن مُعوِرِ

سَلَكوا بِنِيّاتِ الطَريقِ فَأَصبَحوا
مُتَنَكِّبينَ عَنِ الطَريقِ الأَكبَرِ

.....

[الحمدان]

أَلَم تَرَ أَنَّ الفَقرَ يُرجى لَهُ الغِنى
وَأَنَّ الغِنى يُخشى عَلَيهِ مِن الفَقرِ

.....

[الحمدان]

دَليلُكَ أَنَّ الفَقرَ خَيرٌ مِنَ الغِنى
وَأَنَّ القَليلَ المالِ خَيرٌ مِنَ المُثري

لِقاؤُكَ مَخلوقاً عَصى اللَهَ لِلغِنى
وَلَم تَرَ مَخلوقاً عَصى اللَهَ لِلفَقرِ

.....

[الحمدان]

بَلَوتُ صُروفَ الدَهرِ سِتينَ حُجَّةً
وَجَرَّبتُ حالَيهِ مِنَ العُسرِ وَاليُسرِ

فَلَم أَرَ بَعدَ الدينِ خَيراً مِنَ الغِنى
وَلَم أَرَ بَعدَ الكُفرِ شَرّاً مِنَ الفَقرِ

.....

[الحمدان]

أَحسَنتَ ظَنَّكَ بِالأَيامِ إِذ حَسُنَت
وَلَم تَخَف سوءَ ما يَأتي بِهِ القَدَرُ

وَسالَمَتكَ اللَيالي فَاِغتَرَرتَ بِها
وَعِندَ صَفوِ اللَيالي يَحدُثُ الكَدَرُ

.....

[الحمدان]

جَميعُ فَوائِدِ الدُنيا غُرورُ
وَلا يَبقى لِمَسرورٍ سُرورُ

فَقُل لِلشامِتينَ بِنا أَفيقوا
فَإِنَّ نَوائِبَ الدُنيا تَدورُ

.....

[الحمدان]

وَهَوِّن عَلَيكَ فَإِنَّ الأُمورَ
بِكَفِّ الإِلَهِ مَقاديرُها

فَلَيسَ بِآتيكَ مَنهِيُّها
وَلا قاصِرٌ عَنكَ مَأمورُها

.....

[الحمدان]

غِنى النَفسِ يَكفي النَفسَ حَتّى يَكُفَّها
وَإِن أَعسَرَت حَتّى يَضُرُّ بِها الفُقرُ

فَما عَسرةٌ فَاِصبِر لَها إِن لَقيتَها
بِدائِمَةٍ حَتّى يَكونُ لَها يُسرُ

وَمَن لَم يُقاسِ الدَهرَ لَم يَعرِفِ الأَسى
وَفي غِيَرِ الأَيّامِ ما وَعَد الدَهرُ

.....

[الحمدان]

إِصبِر قَليلاً فَبَعدَ العُسرِ تَيسيرُ
وَكُلُّ أَمرٍ لَهُ وَقتٌ وَتَدبيرُ

وَلِلمُهَيمِنِ في حالاتِنا نَظَرٌ
وَفَوقَ تَقديرِنا لِلّهِ تَقديرُ

.....

[الحمدان]

خاطِر بِنفَسكِ لا تَقعُد بِمُعجِزَةٍ
فَلَيسَ حَرٌّ عَلى عَجزٍ بِمَغدورِ

إِن لَم تَنل في مَقامٍ ما تُحاوِلُهُ
فَاِبلُ عُذراً بِإِدلاجٍ وَتَهجيرِ

.....

[الحمدان]

حَرِّض بنيكَ عَلى الآدابِ في الصِغَرِ
كَيما تَقَرَّ بِهِم عَيناكَ في الكِبَرِ

وَإِنَّما مَثَلُ الآدابِ تَجمَعُها
في عِنفُوانِ الصِبا كَالنَقشِ في الحَجَرِ

هِيَ الكُنوزُ الَّتي تَنمو ذَخائِرُها
وَلا يُخافَ عَلَيها حادِثَ الغِيَرِ

إِنَّ الأَديبَ إِذا زَلَّت بِهِ قَدَمٌ
يَهوي إِلى فَرُشِ الديباجِ وَالسُرُرِ

الناسُ إِثنانِ ذو عِلمٍ وَمُستَمِعٍ
واعٍ وَسائِرُهُم كَاللّغوِ وَالعَكَرِ

.....

[الحمدان]

وَفي الجَهلِ قَبلَ المَوتِ مَوتٌ لِأَهلِهِ
وَأَجسادُهُم قَبلَ القُبورِ قُبورُ

وَإِنَّ اِمرَءاً لَم يُحيِ بِالعِلمِ مَيِّتٌ
وَلَيسَ لَهُ حَتّى النَشورِ نُشورُ

.....

[الحمدان]

تَفنى اللَذاذَةُ مِمَّن نالَ صَفوَتَها
مِنَ الحَرامِ وَيَبقى الإِثمُ وَالعارُ

تُبقي عَواقِبَ سوءٍ في مَغَبَّتِها
لا خَيرَ في لَذَةٍ مِن بَعدِها النارُ

.....

[الحمدان]

إِذا المُشكِلاتَ تَصَدَّينَ لِي
كَشَفتُ حَقائِقُها بِالنَظَر

وَإِن بَرَقَت في مَخيلِ الظُنو
نِ عَمياءَ لا يَجتَليها البَصَر

مُقَنَّعَةٌ بِغُيوبِ الأُمورِ
وَضَعتُ عَلَيها صَحيحَ الفِكَر

مَعي أَصمَعَ كَظَبا المُرهِفاتِ
أَفري بِهِ عِن بَناتِ السِيَر

لِساناً كَشَقشَقَةِ الأَرحَبِييِ
أَو كَالحُسامِ اليَماني الذَكَر

وَقَلباً إِذا اِستَنطَقَتهُ الهُمومُمُ
أَربى عَلَيها بِواهي الذَرَر

وَلَستُ بِإِمَّعَةٍ في الرِجالِ
أَسائِلُ هَذا وَذا ما الخَبَر

وَلكِنَّني مُذرِبُ الأَصغَرَينِ
أُبَيِّنُ مَع ما مَضى ما غَبَر

.....

[الحمدان]

لَهفَ نَفسي وَقَليلٍ ما أُسِرُّ
ما أَصابَ الناسُ مِن خَيرٍ وَشَرِّ

لَم أَرِد في الدَهرِ يَوماً حَربَهُم
وَهُمُ الساعونَ في الشَرِ الشِمِرِّ

.....

[الحمدان]

لِلنّاسِ حِرصٌ عَلى الدُنيا بِتَدبيرِ
وَصَفوُها لَكَ مَمزوجٌ بَتَكديرِ

كَم مِن مُلِحٍّ عَلَيها لا تُساعِدُهُ
وَعاجِزٍ نالَ دُنياهُ بِتَقصيرِ

لَم يُرزَقوها بِعَقلٍ حينما رُزِقوا
لَكِنَّهُم رُزِقوها بِالمقاديرِ

لَو كانَ عَن قُوَّةٍ أَو مُغالَبَةٍ
طارَ البُزاةُ بِأَرزاقِ العَصافيرِ

وَلُقمَةٌ بِجَريشِ الملِحِ آكُلُها
أَحَبُّ مِن لُقمَةٍ تُحشى بِزَنبورِ

كَم لُقمَةٍ جَلَبَت حَتفاً لِصاحِبِها
كَحَبَةِ القَمحِ دَقَّت عُنقَ عَصفورِ

.....

[الحمدان]

الناسُ في زَمَنِ الإِقبالِ كَالشَجَرَة
وَحَولَها الناسُ ما دامَت بِها الثَمَرَه

حَتّى إِذا ما عَرَت مِن حَملِها اِنصَرَفوا
عَنها عُقوقاً وَقَد كانوا بِها بَرَرَه

وحاوَلوا قَطعَها مِن بَعدِ ما شَفِقوا
دَهراً عَلَيها مِنَ الأَرياحِ وَالغَبَرَه

قُلتُ مُروءاتُ أَهلِ الأَرضِ كُلِّهِمُ
إِلّا الأَقَلُّ فَلَيسَ العَشرُ مِن عَشَرَه

لا تَحمَدَنَّ اِمرِءاً حَتّى تُجَرِّبُهُ
فَرُبَّما لَم يوافِق خُبرَهُ خَبَرَه

.....

[الحمدان]

ما هَذِهِ الدُنيا وَطالِبُها
إِلّا عَناءً وَهوَ لا يَدري

إِن أَقبَلَت شَغَلَت دِيانَتَهُ
أَو أَدبَرَت شَغلَتَهُ بِالفَقرِ

.....

[الحمدان]

إِن عَضَّكَ الدَهرُ فَاِنتَظِر فَرَجاً
فَإِنَّهُ نازِلٌ بِمُنتَظِرِه

أَو مَسَّكَ الضُرُّ أَو بُليتَ بِهِ
فَاِصبِر فَإِنَّ الرَخاءَ في أَثَرِه

كَم مِن مُعانٍ عَلى تَهَوُّرِهِ
وَمُبتَلٍ ما يَنامُ مِن حَذَرِه

وَآمِنٍ في عَشاءِ لَيلَتِهِ
دَبَّ إِلَيهِ البَلاءُ في سَحَرِه

مَن مارَسَ الدَهرَ ذَمَّ صُحبَتَهُ
وَنالَ مِن صَفوِهِ وَمِن كَدَرِه

.....

[الحمدان]

وَاللَهِ لَو عاشَ الفَتى مِن دَهرِهِ
أَلفاً مِنَ الأَعوامِ مالِكَ أَمرِهِ

مُتَلَذِّذاً فيهِ بِكُلِّ هَنِيَّةٍ
وَمُبَلَّغاً كُلَّ المُنى مِن دَهرِهِ

لا يَعرِفُ الآلامَ فيها مَرَّةً
كَلّا وَلا جَرَتِ الهُمومُ بِفِكرِهِ

ما كانَ ذَاكَ يُفيدُهُ مِن عُظمِ ما
يَلقى بِأَوَّلِ لَيلَةٍ في قَبرِهِ

.....

[الحمدان]

لَئِن ساءَني دَهرٌ لَقَد سَرَّني دَهرُ
وَإِن مَسَّني عُسرٌ فَقَد مَسَّني يُسرُ

لِكُلٍّ مِنَ الأَيّامِ عِندي عادَةٌ
فَإِن ساءَني صَبرٌ وَإِن سَرَّني شُكرُ

.....

[الحمدان]

دَواؤُكَ فيكَ وَما تُبصِرُ
وَدَاؤُكَ مِنكَ وَما تَشعُرُ

أَتَزعُمُ أَنَّكَ جُرمٌ صَغير
وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ الأَكبَرُ

فَأَنتَ الكِتابُ المُبينُ الَّذي
بِأَحرُفِهِ يَظهَرُ المُضَمَرُ

وَما حاجَةٌ لَكَ مِن خارِجٍ
وَفِكرُكَ فيكَ وَما تُصدِرُ

.....

[الحمدان]

‏الحُرُ لِلحُرِ مَيالٌ بِرَغبَتِهِ
وَالوَغدُ بِالوَغدِ مَفتونٌ وَمُقتَنِعُ

وَالناسُ لِلناسِ وَالآفاقُ شَاسِعَةٌ
وَالطَيرُ قالوا عَلى أشكَالِها تَقَعُ

.....

[الحمدان]

يا غَائِبَةً وفِي الأَعْمَاقِ مَنْزِلُكِ
مَا زَالَ يَمْلَأُ قَلْبِي بِاللِّقَا أَمَلُ

لَا تَحْسَبِي البُعْدَ أَنْسَانِي مَوَدَّتَكِ
فَحَبْلُ وُدِّي بَاقٍ لَيْسَ يَنْفَصِلُ

لَنْ يُوحِشَ اللَّهُ قَلْبِي رَغْمَ لَهْفَتِهِ
لِأَنَّكِ فِي دُعَائِي حِينَ أَبْتَهِلُ

.....

[الحمدان]

كم جئت بابك سائلا فأجبتني
من قبل حتى أن يقول لساني

واليوم جئتك تائباً مستغفراً
شيء بقلبي للهدى ناداني

عيناي لو تبكي بقية عمرها
لاحتجت بعد العمر عمراً ثاني

فأنت أهل العفو والغفران
إن لم أكن للعفو أهلا خالقي

وتشققت عطشا له أركاني
روحي لنورك يا إلهي قد هفت

فاقبل بفضلك توبة القلب الذي
قد جاء هرباً من دجى العصيان

وإجعله في وجه الخطايا ثابتاً
صلباً قوياً ثابت الإيمان

وامنن بعفوك إن عفوك وحده
سيعيد نبض النور في الإنسان

....

[الحمدان]

وليس الهجر يؤلمني ولكن
جمال الذكريات يهز قلبي

أُخادع حزن روحي بالتمني
فأين حنان ذاك القلب عني

.....

[الحمدان]

‏تَنَفَّسَ الصُّبْحُ والرَّحْمٰنُ يُكْرِمُنا
بِالخَيْرِ بالفَضْلِ بالإِيْمانِ بالنِّعَمِ

يَا رَبّ حمداً كَمَا يُرْضِيْكَ خَالِقُنا
أَكْرَمْتَنَا بالرِّضىٰ يا واسِعَ الكَرَمِ

.....

[الحمدان]

إِلَيكَ أَشكو عُجَري وَبُجَري
وَمَعشَراً غَشّوا عَلَيَّ بَصَري

إِنّي قَتَلتُ مُضَري بِمُضَري
شَفَيتُ نَفسي وَقَتَلتُ مَعشَري

.....

[الحمدان]

إِصبِر عَلى مَضَضِ الإِدلاجِ في السَحَرِ
وَفي الرَواحِ إِلى الحاجاتِ وَالبُكرِ

لا تَضجَرَنَّ وَلا يَحزُنكَ مَطلَبُها
فَالنَجحُ يَتلَفُ بَينَ العَجزِ والضَجَرِ

إِنّي رَأَيتُ وَفي الأَيّامِ تَجرِبَةٌ
لِلصَبرِ عاقِبَةٌ مَحمودَةُ الأَثَرِ

وَقَلَّ مَن جَدَّ في أَمرٍ يُطالِبُهُ
وَاِستَصحَبَ الصَبرَ إِلّا فازَ بِالظَفَرِ

.....

[الحمدان]

فَإِنَّ لِلحَربِ عُراماً شَزرا
إِنَّ عَلَيها سائِقاً عَشَنزَر

ايَنصِفُ مَن أَحجَمَ وَتَنَمَّرا
عَلى نَواحيها مَزَجّاً زَمجَرا

.....

[الحمدان]

يا ذا الَّذي يَطلُبُ مِنّي الوِترا
إِن كُنتَ تَبغي أَن تَزورَ القَبرا

حَقّاً وَتُصلى بَعدَ ذاكَ الجَمرا
فَاِدنُ تَجِدني أَسَداً هِزَبرا

أَسعَطُكَ اليَومَ زُعافاً مُرّاً
لا تَحسَبَنّي يا اِبنَ عاصٍ غَرّا

.....

[الحمدان]

عَجَباً لَقَد سَمِعتَ مُنكَراً
كِذباً عَلى اللَهِ يُشيبُ الشَعرا

يَستَرِقُ السَمعَ وَيَغشى البَصَرا
ما كانَ يَرضى أَحمَدٌ لَو خُيِّرا

أَن يُقرِنوا وَصِيَّهُ وَالأَبتَرا
شاني الرَسولِ وَاللَعينَ الأَخزَرا

كِلاهُما في جُندِهِ قَد عَسكَرا
قَد باعَ هَذا دينَهُ فَأَفجَرا

.....

[الحمدان]

تلِكُم قُرَيشُ تَمَنّاني لِتَقتُلَني
فَلا وَرَبِّكَ ما بَرّوا وَما ظَفِروا

فَإِن بَقيتُ فَرَهنٌ ذِمَّتي لَكُمُ
بِذاتِ وَدقَينِ لا نَعفو لَها أَثَرُ

وَإِن هِلِكتُ فَإِنّي سَوفَ أورِثُهُم
ذَلَّ الحَياةِ فَقَد خانوا وَقَد غَدَروا

.....

[الحمدان]

أَي يَومَيَّ مِنَ المَوتَ أَفِر
يَومَ لا يَقدِرُ أَو يَومَ قَدِر

يَومَ ما قُدِّرَ لا أَرهَبُهُ
وَإِذا قَدِّرَ لا يُنجي الحَذَر

.....

[الحمدان]

إِذا شِئتَ أَن تَستَقرِضِ المالَ مُنفِقاً
عَلى شَهَواتِ النَفسِ في زَمَنِ العُسرِ

فَسَل نَفسَكَ الإِنفاقَ مِن كَنزِ صَبرِها
عَلَيكَ وَإِنظاراً إِلى زَمَنِ اليُسرِ

فَإِن سَمَحَت كُنتَ الغَنيَّ وَإِن أَبَت
فَكُلُّ مَمنوعٍ بَعدَها واسِعُ العُذرِ

.....

[الحمدان]

ومعلم القرآن أجمل من يُرى
‏لا ذاقت العينان فقد جمالهِ

‏ما ذاك إلا والدٌ مِن حولهِ
‏ أبناؤهُ حملَ الهُدى لعيالهِ

.....

[الحمدان]

يَخرُجنَ مِن خَلَلِ الغُبارِ عَوابِساً
تَحتَ العَجاجَةِ في الغُبارِ الكابي

وَإِذا الأَسِنَّةُ أُشرِعَت لِنُحورِها
أَبدَينَ حَدَّ نَواجِذِ الأَنيابِ

يَحمِلنَ فِتيانَ الوَغى مِن جَعفَرٍ
شُعثاً كَأَنَّهُمُ أُسودُ الغابِ

وَمُدَجَّجينَ تَرى المَغاوِلَ وَسطَهُم
وَذُبابَ كُلِّ مُهَنَّدٍ قِرضابِ

يَرعَونَ مُنخَرِقَ اللَديدِ كَأَنَّهُم
في العِزِّ أُسرَةُ حاجِبٍ وَشِهابِ

.....

[الحمدان]

قَومٌ لَهُم عَرَفَت مَعَدٌّ فَضلَها
وَالحَقُّ يَعرِفُهُ ذَوُو الأَلبابِ

.....

[الحمدان]

أَلَم تَرَ فيما يَذكُرُ الناسُ أَنَّني
ذَكَرتُ أَبا لَيلى فَأَصبَحتُ ذا أَرَب

فَهَوَّنَ ما أَلقى وَإِن كُنتُ مُثبِتاً
يَقيني بِأَن لا حَيَّ يَنجو مِنَ العَطَب

.....

[الحمدان]

أَرى النَفسَ لَجَّت في رَجاءٍ مُكَذِّبِ
وَقَد جَرَّبَت لَو تَقتَدي بِالمُجَرَّبِ

وَكائِن رَأَيتُ مِن مُلوكٍ وَسوقَةٍ
وَصاحَبتُ مِن وَفدٍ كِرامٍ وَمَوكِبِ

وَسانَيتُ مِن ذي بَهجَةٍ وَرَقَيتُهُ
عَلَيهِ السُموطُ عابِسٍ مُتَغَضِّبِ

وَفارَقتُهُ وَالوُدُّ بَيني وَبَينَهُ
بِحُسنِ الثَناءِ مِن وَراءِ المُغَيَّبِ

.....

[الحمدان]

فَأَيَّ أَوانٍ لا تَجِئني مَنِيَّتي
بِقَصدٍ مِنَ المَعروفِ لا أَتَعَجَّبِ

فَلَستُ بِرُكنٍ مِن أَبانٍ وَصاحَةٍ
وَلا الخالِداتِ مِن سُواجٍ وَغُرَّبِ

قَضَيتُ لُباناتٍ وَسَلَّيتُ حاجَةٍ
وَنَفسُ الفَتى رَهنٌ بِقَمرَةِ مُؤرِبِ

وَفِتيانِ صِدقٍ قَد غَدَوتُ عَلَيهِمُ
بِلا دَخِنٍ وَلا رَجيعٍ مُجَنَّبِ

.....

[الحمدان]

طَرِبَ الفُؤادُ وَلَيتَهُ لَم يَطرَبِ
وَعَناهُ ذِكرى خُلَّةٍ لَم تَصقَبِ

سَفهاً وَلَو أَنّي أَطَعتُ عَواذِلي
فيما يُشِرنَ بِهِ بِسَفحِ المِذنَبِ

لَزَجَرتُ قَلباً لا يَريعُ لِزاجِرٍ
إِنَّ الغَويَّ إِذا نُهي لَم يُعتِبِ

فَتَعَزَّ عَن هَذا وَقُل في غَيرِهِ
وَاِذكُر شَمائِلَ مِن أَخيكَ المُنجِبِ

.....

[الحمدان]

ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم
وَبَقيتُ في خَلفٍ كَجِلدِ الأَجرَبِ

يَتَأَكَّلونَ مَغالَةً وَخِيانَةً
وَيُعابُ قائِلُهُم وَإِن لَم يَشغَبِ

وَلَقَد أَراني تارَةً مِن جَعفَرٍ
في مِثلِ غَيثِ الوابِلِ المُتَحَلَّبِ

مِن كُلِّ كَهلٍ كَالسِنانِ وَسَيِّدٍ
صَعبِ المَقادَةِ كَالفَنيقِ المُصعَبِ

مِن مَعشَرٍ سَنَّت لَهُم آباؤُهُم
وَالعِزُّ قَد يَأتي بِغَيرِ تَطَلُّبِ

.....

[الحمدان]

يا هَرِمَ اِبنَ الأَكرَمينَ مَنصِبا
إِنَّكَ قَد وَليتَ حُكماً مُعجِبا

فَاِحكُم وَصَوِّب رَأيَ مَن تَصَوَّبا
إِنَّ الَّذي يَعلو عَلَيها تُرتُبا

لَخَيرُنا عَمّاً وَأُمّاً وَأَبا
وَعامِرٌ خَيرُهُما مُرَكَّبا

.....

[الحمدان]

هَل تَعرِفُ الدارَ بِسَفحِ الشَربَبَه
مِن قُلَلِ الشِحرِ فَذاتِ العُنظُبَه

جَرَّت عَلَيها أَن خَوَت مِن أَهلِها
أَذيالَها كُلُّ عَصوفٍ حَصِبَه

يَمَّمنَ أَعداداً بِلُبنى أَو أَجا
مُضَفدَعاتٌ كُلُّها مُطَحلَبَه

.....

[الحمدان]

فَبِتنا حَيثُ أَمسَينا قَريباً
عَلى جَسداءَ تَنبَحُنا الكَليبُ

نَقَلنا سَبيَهُم صِرماً فَصِرماً
إِلى صِرمٍ كَما نُقِلَ النَصيبُ

غَضِبنا لِلَذي لاقَت نُفَيلٌ
وَخَيرُ الطالِبي التَرَةِ الغَضوبُ

جَلَبنا الخَيلَ سائِلَةً عِجافاً
مِنَ الضُمرَينِ يَخبِطُها الضَريبُ

.....

[الحمدان]

قوما تَجوبانِ مَعَ الأَنواحِ
في مَأتَمٍ مُهَجِّرِ الرَواحِ

يَخمِشنَ حُرَّ أَوجُهٍ صِحاحِ
في السُلُبِ السودِ وَفي الأَمساحِ

.....

[الحمدان]

حَمِدتُ اللَهَ وَاللَهُ الحَميدُ
وَلِلَّهِ المُؤَثَّلُ وَالعَديدُ

فَإِنَّ اللَهَ نافِلَةٌ تُقاهُ
وَلا يَقتالُها إِلّا سَعيدُ

.....

[الحمدان]

قُضِيَ الأُمورُ وَأُنجِزَ المَوعودُ
وَاللَهُ رَبّي ماجِدٌ مَحمودُ

وَلَهُ الفَواضِلُ وَالنَوافِلُ وَالعُلا
وَلَهُ أَثيثُ الخَيرِ وَالمَعدودُ

وَلَقَد بَلَت إِرَمٌ وَعادٌ كَيدَهُ
وَلَقَد بَلَتهُ بَعدَ ذاكَ ثَمودُ

.....

[الحمدان]

أُضاحِكُ ضَيفي قَبلَ إِنزالِ رَحلهُ
وَيُخصِبُ عِندِي وَالزَمانُ جَديبُ

وَما الخِصبُ لِلأَضيافِ أَن تُكثِرَ القِرى
وَلَكِنَّما وَجهُ الكَريمِ خَصيبُ

.....

[الحمدان]

لَنا حَيّةٌ تَنقَضُّ مِن رَأسِ صَخرَ
ةٍتَلَقَّمُ حَيّاتِ الحُزونَةِ وَالبَحرِ

وَقَد ظَهَرَت لِلتَغلِبِيينَ حَيَّةٌ
كَحَيَّةِ مُوسى يَومَ أُيِّدَ بِالنَصرِ

.....

[الحمدان]

فآنَسَت بَعدَما مالَ الرُقادُ بِنا
بِذي سَلامانِ ضَوءاً مِن سَنا نارِ

كَلامِح البَرقِ أَحياناً تُطَفّقهُ
ريحٌ خَريقٌ دَبورٌ بَينَ أَستارِ

.....

[الحمدان]

نَزَلنا بِإِحساءِ العُذَيبِ وَلَم تَكُن
لَنا هِمَّةٌ إِلّا اِغتِيالَ المَنازِلِ

لِنَحوِيَ أَرضاً أَو نُناهِبَ غارَةً
يَصيخُ لَها ما بَينَ بُصرى وَبابِلِ

.....

[الحمدان]

‏تبقى صَنائعُهم في الأرضِ بعدَهُمُ
‏والغَيثُ إن سار أبقى بعدَه الزَّهَرَا

‏صفي الدين الحلي

[الحمدان]

يا رِحلَةَ العُمرِ هَل ضَلَّت مَسالِكُنا
أم نَحنُ في دَربِ الأيّامِ نَرتَحِلُ

كَم قَد قَطَعنا فِجاجاً في مَسيرَتِنا
وَالدَربُ يَمتَدُّ لا يَدري بِهِ الأمَلُ

.....

[الحمدان]

أَبِيتُ اللَّيلَ مُرتَفِقاً أُناجي
بصدقِ الوجدِ كاذبةَ الأماني

فتَشهدُ لي علَى الأَرقِ الثُّريَّا
ويَعلمُ ما أُجِنُّ الفَرقدانِ

.....

[الحمدان]

تَعَمَّدني النصيحةَ في اِنفِرادٍ
وَجَنِّبني النَّصيحَةَ في الجَماعَة

‏فَإِنَّ النُّصحَ بَينَ النـاسِ نَوعٌ
‏مِنَ التَّوبيخِ لا أَرضىظ° اِستِماعَه

.....

[الحمدان]

وَكُنتُ أَكتُم حُبّي في الهَوى زَمَناً
حَتّى تَكَلَّمَ دَمعُ العَينِ فَاِنكَشَفا

سَأَلتُ قَلبي عَن صَبري فَأَخبَرَني
بِأَنَّهُ حينَ سِرتُم عَنّيَ اِنصَرَفا

.....

[الحمدان]

سَتغلبكَ الأيّام إن كنتَ واهِناً
وإِن كنتَ صبّاراً فَذو الصَّبرِ أغلَبُ

.....

[الحمدان]

يَنتابُني قلقُ المصيرِ وكلّما
‏آنستُ لطفَ الله عادَ هدوئي

.....

[الحمدان]

فإن رأيتَ دمُوعِي وهي ضَاحِكَةٌ
‏فالدَمعُ مِن زَحمَة الآلام يَبتَسِمُ

.....

[الحمدان]

إِنَّ الأُمورَ إِذَا مَا الله يَسَّرهَا
أتَتكَ من حَيث لا تَرجُو وَتَحتَسِبُ

ثِق بِالإِلـه وَلا تَركَن إِلَى أحدٍ
فَاللهُ أكرَمُ من يُرجى وَيُرتَقَبُ

سبحانه

[الحمدان]

بَعضُ العُيُونِ إذا نَاظَرتَهَا سَلَبتْ
‏مِنكَ الفُؤَادَ فَكَيفَ الوَجهُ إن بَانا

.....

[الحمدان]

أنا وحزني ذنبٌ سوفَ تحملهُ
‏ولستُ ربًّا لكي أهديكَ غفرانا

.....

[الحمدان]

تاهت طريقكَ التفت فأنا الرُجوع
وأنا بُكاؤكَ حين تَخذلك الدموع

وأنا سَماؤك حين تطلعُ حالمًا
وأنا سريركَ حين يتعبك الطّلوع

وأنا ظلامُكَ حين يُغريك الدُّجى
وسطوعك العالي إذا شئت السطوع

أو شئت كن طيرًا أنا كلُّ المدى
أو شئت كن قلبًا أنا كلُّ الضلوع

.....

[الحمدان]

غِبتُم فَما لِيَ مِن أُنسٍ لِغَيبَتِكُم
سِوى التَعَلُّلِ بِالتَذكارِ وَالأَمَلِ

.....

[الحمدان]

وَكنتُ في كَلَفي الداعي إِلى تَلَفي
مِثلَ الفراشِ أَحَبَّ النارَ فَاِحتَرَقا

.....

[الحمدان]

قَد هَوّن الصَبرُ عِندي كلَّ نازِلةٍ
وليّنَ العَزمُ حَدّ المَركب الخَشنِ

.....

[الحمدان]

دَرَجَ الزَمانُ وَأَنتَ مَفتونُ المُنى
وَمَضى الشَبابُ وَأَنتَ ساهٍ مُطرِقُ

.....

[الحمدان]

قد أفعل الشيء لا أبغي به أملا
ولا أبالي الورى ماذا يقولونا

همي ضميري فإن أرضيته فعلى
رأى العباد السلام المستخفينا

.....

[الحمدان]

ما عادَ يُجدِي فِي الحَياةِ عِتابُ
‏فَالقَلبُ مُضنىً والشُعورُ مُصابُ
‏
وسِنينُ عُمرِي قَد ترنّحَ خَطْوُها
‏تَمضِي وفِي طرَفِ الطريقِ سَرابُ
‏
مِن أينَ تَأتِي راحَتِي فمَشاعِري
‏ظَمأى، وحَولِي سُدّتِ الأبوابُ
‏
إنّي بَذلتُ الحُبَّ نَبضًا طاهِرًا
‏أسَفِي عَلى مَن خَيّبوهُ وَخابُوا

.....

[الحمدان]

‏وَسَلي الفَوارِسَ يُخبِروكِ بِهِمَّتي
‏وَمَواقِفي في الحَربِ حينَ أَطاها

عنترة بن شداد

[الحمدان]

قَومٌ إذا نُودوا لِدفعِ ملمّةٍ
والقَوم بَين مدعسٍ ومكردسِ

لَبسوا القلوب عَلى الدّروعِ وأقبَلوا
يَتهافَتون عَلى ذهاب الأنفسِ

.....

[الحمدان]

يا دَهرُ أُفٍّ لَكَ مِن خَليلِ
كَم لَكَ في الإِشراقِ وَالأَصيلِ

مِن صاحِبٍ وَماجِدٍ قَتيلِ
وَالدَهرُ لا يَقنَعُ بِالبَديلِ

وَالأَمرُ في ذاكَ إِلى الجَليلِ
وَكُلُّ حَيٍّ سالِكُ السَبيلِ

.....

[الحمدان]

فَنَفسَكَ أَكرِمها فَإِنَّكَ إِن تَهُن
عَلَيكَ فَلَن تُلفي لَكَ الدَهرَ مُكرِما

.....

[الحمدان]

مَتى يَبلُغُ البُنيانُ يَوماً تَمامَهُ
إِذا كُنتَ تَبنيهِ وَغَيرُكَ يَهدِمُ

.....

[الحمدان]

دُمُوعُ العَينِ قَد سَالت وَلَكن
دُمُوعُ القَلبِ هَل تَلقَى سَبِيلا

.....

[الحمدان]

ما بالُ قَلبكَ بالظّنون مروّعُ
ويَظل بَعد سُجودهِ يَتوجّعُ

أوَلستَ تَسمع كُل ما تَدعو بهِ
سَمعُ الذي أعطاكَ سَمعك أوسعُ

فَاسكن وثِق أنّ الدُعاء بِمأمنٍ
ما تَاه صَوتك إنّ ربّك يَسمعُ

تَأتيهِ يَملؤكَ الظَلام فَما تَرىظ°
إلّا فؤادك بالمَحبّة يَسطعُ

.....

[الحمدان]

إِذا لَمْ أَجِدْ خِلًّا تَقِيًّا فَوَحْدَتِي
أَلَذُّ وَأَشهَى مِن غَوِيٍّ أُعاشِرُهْ

وَأَجلِسُ وَحْدِي لِلعِبادَةِ آمِنًا
أَقَرُّ لِعَينِي مِن جَليسٍ أُحاذِرُهْ

.....

[الحمدان]

نَعَم، دَعتِ الدُّنيا إِلى الغَدرِ دَعوَةً
أَجابَ إِلَيها عالِمٌ وجَهولُ

فَيا حَسرَتي مَن لِي بِخِلٍّ مُوافِقٍ
أَقولُ بِشَجوي مَرَّةً ويَقولُ

.....

[الحمدان]

وهَجرتني حتّى تفجّر الجَفا
في قلبيَ المَسكون بالأشجانِ

وتَركتني وَحدي أُكابِد وَحشَتي
ما بَين نارِ الصّمتِ والأحزانِ

إن كنتَ قَد مللتَ صحب مَودّتي
فلِمَ ادّعيتَ الودّ في الأزمانِ

قَد كنتَ لِي وطنًا فَصارَت غربةً
ورَميت قلبي في صَقيع هوانِ

.....

[الحمدان]

لا تَقْطَعَنَّ يَدَ المَعروفِ عَنْ أَحَدٍ
ما دُمْتَ تَقْدِرُ فالأيامُ تَارَاتُ

واشْكُرْ فَضِيلةَ صُنْعِ اللهِ إِذْ جَعَلَتْ
إِلَيْكَ لا لَكَ عِنْد الناسِ حَاجَاتُ

قد مات قومٌ وما ماتت فَضائلُهُم
وعاشَ قَومٌ وهُم في الناسِ أمْواتُ

.....

[الحمدان]

نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا
وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا

وَنَهجو ذا الزَمانَ بِغَيرِ ذَنبٍ
وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا

وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ
وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا

.....

[الحمدان]

إنَّ الرضا عند النوائبِ سلوَةٌ
والصبرُ إنْ حلَّ الأسى تطبيبُ

ما طالَ ليلٌ أو تداعَت كربةٌ
إلا ولطف الله منك قريبُ

سبحانه

[الحمدان]

أَضحى التَنائي بَديلاً مِن تَدانينا
وَنابَ عَن طيبِ لُقيانا تَجافينا

ابن زيدون

[الحمدان]

وَأَجْمَلُ البَوْحِ فِي كَفَّيْنِ تَرْفَعُهَا
بِهَا تُنَاجِي كَرِيمًا يَسْمَعُ الدَّاعِي

سبحانه

[الحمدان]

الحمدُ للّه كم بالفضلِ أكرمنا
وفوقَ كُل الذي نرجُوه أعطانا

سبحانه

[الحمدان]

لا تَيأَسَنَّ وكُن بِرَبِّكَ واثِقاً
واصبِر فَحُكمُ اللهِ ليسَ بهِ عِوَج

فَاللهُ يَمتَحِنُ العِبادَ لِكَي يَرىظ°
صَبرَ العِبادِ وبَعدَها يَأتي الفَرَج

.....

[الحمدان]

أنت الحبيـب وأيُ حـبٍ يرتقي
‏لمقامِ حبك سيدي وذُراهُ

‏صلى عليـك الله ما نطقت على
‏مر الزمانِ من الورى أفواه
ﷺ

[الحمدان]

وقائلٍ لي فذا خَيرٌ أُريدَ لنا
فلتَحمَدِ اللهَ كُلُّ الأمرِ قد كُتِبَا

قابَلتُها بلسانِ الشُّكرِ أحمدُهُ
والقلبُ فيهِ مِنَ الأقدارِ ما طَلبَا

يا قلبُ فارفَع مِن الرّاياتِ أَقوَمَهَا
وأقْوَمُ الأمرِ صبرٌ للبَلا نُصِبَا

الحمدُ للهِ حمدًا نَستعينُ بهِ
وحَمدُهُ هِبَةٌ يا سَعدَ مَن وُهِبَا

سبحانه

[الحمدان]

وَحيداً تُلاقِيني اللّيالِي بِثقلِها
غَريبٌ فَلا أُنْسٌ يُواسِي كَسرَتي

عَليلٌ أحَاطَتني الجُروح بِعنفِها
سَقيمٌ فَلا طبٌّ يُداوي عِلّتي

.....

[الحمدان]

الحُزنُ أكبرُ مِن جَميعِ قَصائدي
ماذا سَتَصنعُ للحَزينِ قصيدة

أحتاجُ شعرَ العالمينَ لوهلةٍ
كَي أستَطيعَ كِتابةَ التَّنهيدة

.....

[الحمدان]

ولما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً
تجاهلْتُ حتى ظُنَّ أنّيَ جاهلُ

فوا عَجَبا كم يدّعي الفضْل ناقصٌ
ووا أسَفا كم يُظْهِرُ النّقصَ فاضلُ

.....

[الحمدان]

نَحتاجُ مَن يَحنو عَلَى أرواحِنَا
مَا كلّ رُوحٍ عَن أسَاها تُفصِحُ

رِفقاً بِنَا يَا وَقت إنْ لَم تَنتَبِه
لَم يَبقَ شَيءٌ فِي الحَنايا يُجرَحُ

.....

[الحمدان]

لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ
مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها

فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها
وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها

.....

[الحمدان]

يا أبيضَ القَلبِ لا تَحزَن إذا زَعَموا
‏أنّ البَياضَ بِهذا العصرِ تَغفيلُ

‏دَعِ السَّوادَ الذِي يَغشى ضَمائِرهم
‏وعِش نَقيّاً فِداكَ القَال والقِيلُ

.....

[الحمدان]

يا مَن يُعانِقُ دُنيا لا بَقاءَ لَها
يُمسي وَيُصبِحُ في دُنياهُ سَفّارا

هَلّا تَرَكتَ لِذي الدُنيا مُعانَقَةً
حَتّى تُعانِقَ في الفِردَوسِ أَبكارا

إِن كُنتَ تَبغي جِنانَ الخُلدِ تَسكُنُها
فَيَنبَغي لَكَ أَن لا تَأمَنَ النارا

.....

[الحمدان]

لَا تَحسَبنَّ العَينَ خُصَّت بالبُكَا،
فَالقَلبُ يَنزِفُ وَالعُيُونُ سُكُوتُ

.....

[الحمدان]

إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تُجِبهُ
فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ

فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنهُ
وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَموتُ

.....

[الحمدان]

‏لَم نَعتزِل بَوحَ القلوبِ تَعمُّداً
لَكِن قَليلٌ مَن لَه نَرتاحُ

ذَهبَ الّذينَ إذَا رَميتَ بِنَظرةٍ
فهموا الحَديثَ وهُم لَه مِفتاحُ

.....

[الحمدان]

إِني لتطربُني الخِلالُ كريمةً
طربَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقِ

ويَهُزُّني ذكْرُ المروءةِ والندى
بين الشمائلِ هزةَ المشتاقِ

.....

[الحمدان]

يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ
يا مَن يُعَدُّ عَلَيهِ العُمرُ بِالنَفَسِ

اِحفَظ لِشَيبِكَ مِن عَيبٍ يُدَنِّسُهُ
إِنَّ البَياضَ قَليلُ الحَملِ لِلدَنَسِ

.....

[الحمدان]

أتراكَ تَعرف عِلّتي وشفائِي
‏يا دَاء قَلبي في الهَوى ودَوائي

‏ما رَقّ قَلبك لِي كأنّ شِكايَتي
‏كانَت لِمَسمعِ صَخرةٍ صمّاءِ

.....

[الحمدان]

في ضِفَّتيَّ وبينَ أشعاري
تجري حروفي عكس تياري

وتدورُ مثلَ الريحِ بوصلَتي
فيضيعَ قصدي بين أفكاري

وتجفف الأفكارُ عاطفتي
فيجيءَ شعري يابساً عاري

وأرى حروفي حين أذرفها
تحكي لبعض الناس أخباري

فَعَلَى مقام الرَّاست أعزِفُها
وإلى الصَّبَا تنسابُ أوتاري

.....

[الحمدان]

ما هَذِهِ الدُنيا وَطالِبُها
إِلّا عَناءً وَهوَ لا يَدري

إِن أَقبَلَت شَغَلَت دِيانَتَهُ
أَو أَدبَرَت شَغلَتَهُ بِالفَقرِ

.....

[الحمدان]

ما أَكثَرَ الناسَ لا بَل ما أَقَلَّهُمُ
اللهُ يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُل فَنَدا

إِنّي لَأَفتَحُ عَيني حينَ أَفتَحُها
عَلىظ° كَثيرٍ وَلَكِن لا أَرى أَحَدا

.....

[الحمدان]

ولا حزنٌ يدوم ولا سرورٌ
ولا بؤسٌ عليك ولا رخاء

إذا ما كنت ذا قلب قنوع ٍ
فأنت ومالك الدنيا سواء

.....

[الحمدان]

‏فِداكَ القَلبُ لا تَحزَن لِشَيءٍ
‏لِأنّك إنْ حَزنتَ فأنتَ مِنّي

‏ولا تُسبِل دُموعَكَ كلَّ حِينٍ
‏وخُذ دَمعي وخُذ إنْ شِئتَ عَيني

.....

[الحمدان]

ولَقد طَلبتُك فِي المَواطِنِ كلِّها
روحي فِداكَ وطَال بي ترحالُها

أمَلي يُعاضِدُني وحُبّكَ حارِسي
ولِقاكَ غايَة مُنيَتي و كمَالُها

.....

[الحمدان]

سَكَنَ الظَلامُ وَباتَ قَلبُكَ يَخفِقُ
وَسَطا عَلى جَنبَيكَ هَمٌّ مُقلِقُ

حارَ الفِراشُ وَحِرتُ فيهِ فَأَنتُما
تَحتَ الظَلامِ مُعَذَّبٌ وَمُؤَرَّقُ

دَرَجَ الزَمانُ وَأَنتَ مَفتونُ المُنى
وَمَضى الشَبابُ وَأَنتَ ساهٍ مُطرِقُ

.....

[الحمدان]

أَنا مَن أَهوى وَمَن أَهوى أَنا
نَحنُ روحانِ حَلَلنا بَدَنا

نَحنُ مُذ كُنّا عَلى عَهدِ الهَوى
تُضرَبُ الأَمثالُ لِلناسِ بِنا

فَإِذا أَبصَرتَني أَبصَرتَهُ
وَإِذا أَبصَرتَهُ أَبصَرتَنا

أَيُّها السائِلُ عَن قِصَّتِنا
لَو تَرانا لَم تُفَرِّق بَينَنا

روحُهُ روحي وَروحي روحُهُ
مَن رَأى روحَينِ حَلَّت بَدَنا

.....

[الحمدان]

وَطالَ عَلَيَّ اللَيلُ حَتّى كَأَنَّهُ
بِلَيلَينِ مَوصولٌ فَما يَتَزَحزَحُ

كَأَنَّ الدُجىٰ زادَت، وَما زادَتِ الدُجى
وَلَكِن أَطالَ اللَيلَ هَمٌّ مُبَرِّحُ

لَقَد هاجَ دَمعي نازِحٌ بِنزوحِهِ
وَنَومي إِذا ما نَوَّمَ الناسَ أَنزَحُ

.....

[الحمدان]

فَإِن تَسأَلَنّي كَيفَ أَنتَ فَإِنَّني
صَبورٌ عَلى رَيبِ الزَمانِ صَليبُ

حَريصٌ عَلى أَن لا يُرى بي كَآبَةٌ
فَيشمُتُ عَادٍ أَو يُساءَ حَبيبُ

.....

[الحمدان]

لا يَستَميلُ الهَوَى منّا النّفوسَ وَلَا
حُبُّ البَقَا عَن سَبيلِ المَجدِ يُثنينَا

.....

[الحمدان]

حضرت فكنت في بصري مقيما
وغبت فكنت في وسط الفؤاد

وما شطت بنا دار ولكن
نقلت من السواد إلى السواد

.....

[الحمدان]

تَنَكَّرَ لِي دَهري وَلَم يَدرِ أَنَّني
أَعزُّ ورَوعاتُ الخُطوبِ تَهونُ

فَظَلَّ يُريني الخَطبُ كَيفَ اِعتِداؤُهُ
وَبِتُّ أُريهِ الصَبرَ كَيفَ يَكونُ

.....

[الحمدان]

قد تَخدِشُ الرُوحَ أحزانٌ فَتُبكيها
فَتَبحثُ الرُّوحُ عَن رُوحٍ تُسَلّيها

داويتُ بالأمسِ أرواحًا مُجَرّحةً
واليومَ تَرجو رُوحي مَن يُدَاويها

.....

[الحمدان]

لَا تَعترِض في الأمرِ تُكفَى شؤونَه
وَ لَا تَنصحَن إِلَّا لِمَن هوَ قابِلُه

وَ لَا تَخذُلِ المولَى إذا مَا مُلِمَّةٌ
ألَمَّت وَ نازِل في الوغى مَن يُنازِلُه

.....

[الحمدان]

والوَقتُ أنفَسُ ما عُنيتَ بِحفظِهِ
و أرَاهُ أسهَلَ مَا عَليكَ يَضيعُ

.....

[الحمدان]

فُؤادي بَينَ أَضلاعي غَريبُ
يُنادي مَن يَودُّ فَلا يُجيبُ

أَحاطَ بِهِ البَلاءُ فَكُلَّ يَومٍ
تُقارِعُهُ الصَبابَةُ وَالنَحيبُ

لَقَد جَلَبَ البَلاءَ عَلَيَّ قَلبي
فَقَلبي مُذ عَلِمتُ لَهُ جَلوبُ

فَإِن تَكُنِ القُلوبُ كَمِثلِ قَلبي
فَلا كانَت إِذاً تِلكَ القُلوبُ

.....

[الحمدان]

وحيدٌ مِن الخِلّانِ في أرضِ غربَةٍ
ألَا كُلّ مَن يَبغي الوَفاءَ وحيدُ

.....

[الحمدان]

وبَعضُ النّاسِ صُحبَتُهم بَلاءُ
وَدَاءٌ مَا لنَا مِنهُ شفَاءُ

وبَعضُهم إذَا مَا شِئتَ شَاؤوا
أولئِكَ لِلفؤادِ هُمُ الدّواءُ

.....

[الحمدان]

والهمُّ يخترمُ الجسيمَ نحافةً
ويُشيبُ ناصية الصَّبيّ ويُهرِمُ

ذو العَقلِ يَشقى في النَّعيمِ بِعقلِهِ
وأخو الجَهالَةِ في الشَقاوةِ يَنعمُ

.....

[الحمدان]

نَفسي بِرَغمِ الحادِثاتِ فَتِيَّةٌ
عودي عَلى رَغمِ الكَوارِثِ مورِقُ

إِنَّ الَّذي أَغرى السُهادَ بِمُقلَتي
مُتَعَنِّتٌ قَلبي بِهِ مُتَعَلِّقُ

واثَقتُهُ أَلّا أَبوحَ وَإِنَّما
يَومَ الحِسابِ يُحَلُّ ذاكَ المَوثِقُ

وَشَقيتُ مِنهُ بِقُربِهِ وَبِعادِهِ
وَأَخو الشَقاءِ إِلى الشَقاءِ مُوَفَّقُ

صاحَبتُ أَسبابَ الرِضا لِرُكوبِهِ
مَتنَ الخِلافِ لِما بِهِ أَتَخَلَّقُ

وَصَبَرتُ مِنهُ عَلى الَّذي يَعيا بِهِ
حِلمُ الحَليمِ وَيَتَّقيهِ الأَحمَقُ

.....

[الحمدان]

وَرَمَوكَ بِالسَلوى وَلَو شَهِدوا الَّذي
تَطويهِ في تِلكَ الضُلوعِ لَأَشفَقوا

أَخفَيتَ أَسرارَ الفُؤادِ وَإِنَّما
سِرُّ الفُؤادِ مِنَ النَواظِرِ يُسرَقُ

.....

[الحمدان]

فرُبّ عَدوٍ قَد أضَرّكَ فِي الخَفا
وبَانَ صَديقًا والطِباعُ كَما هِيا

ورُبّ صَديقٍ قَد تَجافَى أدهرًا
ومَا انفَكّ ذِكرُكَ فِي فُؤادِه باقِيا

.....

[الحمدان]

وَخطيئَةُ القَلبِ النَّقي بأنَّهُ
‏لَيظُنّ أَنَّ النَّاسَ تَصفو مِثلَهُ

.....

[الحمدان]

نَنسى الجِراح ولا نَنسى تَذكّرها
إذا بَرا الجُرحُ لم يَبرأ بِنَا الأَثَر

.....

[الحمدان]

ألَا لَيتَ شِعري مَا لِحُزني ومَاليا
ومَا للتّنائي يَستبيحُ دِمائيا

فُؤادي أَكنَّ الحُزن فِي نبَضاتِه
وأرخَى الأيادِي لِلمُهيمِنِ راجِيا

أُناجيكَ رَبّي أنْ تُقرّبَ بُغيَتي
وتُبِعدَ هَمّاً قَد ألمَّ بِحالِيا

.....

[الحمدان]

أبكِي اشتِياقَاً كلّمَا ذُكِروا
وأَخو الغَرام يُهيجه الذّكرُ

وأنَا الغَريبُ الدّارِ عَن وَطَني
وعلَى اغترابيَ يَنقضِي العمرُ

.....

[الحمدان]

فَيا رَبِّ إِذ صَيَّرتَ لَيلى هِيَ المُنى
فَزِنّي بِعَينَيها كَما زِنتَها لِيا

وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها
فَإِنّي بِلَيلى قَد لَقيتُ الدَواهِيا

.....

[الحمدان]

مَن لِي بِإنسانٍ إذَا أغضَبتُهُ
وجَهِلْتُ، كان الحلمُ رَدَّ جَوابِهِ

وتَراهُ يُصغِي لِلحَديثِ بطَرفِه
وبِقَلبِه، ولَعلَّه أدرَى بِهِ

.....

[الحمدان]

في القَلبِ شَيءٌ لا يُقالُ بِأحرفٍ
‏سَينالُ مِن قَلبي الصَّغيرِ إذا بَقي

.....

[الحمدان]

مَا كُلُّ نَفسٍ نَستَطِيعُ فِرَاقِهَا
فَفِرَاقُ مَن سَكَنَ الفُؤَاد مَمَاتُ

فَإِذَا صَمَتنَا وَالحَبيبُ مُهَاجِرٌ
بَعضُ الشُعُورِ تَخُونُهُ الكَلِماتُ

فَالصَمتُ لَا يَعنِي الِرضَا لَكِنَّنَا
مَوتَى فَهَل يَتَحَدَّثُ الأَموَاتُ

.....

[الحمدان]

تَخيُّر الصَمت أولَى مِن مُعاتَبةٍ
فَرتبة الصَّمتِ تَبقى أبلَغُ الرُّتبِ

.....

[الحمدان]

وتظنُّ جَهلًا أنَّ عُسرَك دائِمُ
‏وبأنَّ كل المُقبلاتِ هزائِمُ

‏ونَسيتَ مَا لِله مِن لُطفٍ يُـرَى
‏فَلكَم أتَتكَ مِن اللَّطيفِ نَسائِمُ

لكنَّنا نَنسَى ويَغلبُ خَوفنَا
‏وإذَا نَظرنا فَالحياةُ مَواسِمُ

فَإذَا رَأيتَ صِعابَها قَد أقبَلَتْ
‏فهُناكَ بُشرَى بَينها وغَنائِمُ

.....

[الحمدان]

‏تسَلَّ عَمَّا مَضَى إِذْ لَيسَ مرتَجعًا
‏وأَقلِلِ الفِكرَ فِيمَا بَعدُ لَم يَقَعِ

.....