هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

‏يا ربِّ قد مسَّ الفُؤاد قَساوةٌ
وتشقَّقَت روحِي وأضْناها السَّقَم

يا ربِّ إني جِئتُ بابكَ لائذًا
مُتضرعًا أخشى عَذابكَ والنِّقم

مالي سِوى رَكبٍ لِبابك سُقتُه
لمْ يُغنِ عنِّي ما جَمعتُ ولَنْ ولَمْ

مالي سِوى ضَعفي وقلَّةَ حِيلَتي
مالي سِوى دمعٍ تَرَقرَقَ في الظُّلَمْ

.....

[الحمدان]

أعيشُ تناقضًا عقلي وقلبي
‏فكيف العيشُ بينهُما يكون

‏فليتكَ رغمَ ما ألقاهُ تدري
‏بأنكَ رغم ذلكَ لا تهُون

.....

[الحمدان]

من أين جئتَ لها يا أيها الألمُ
وهي الدواء إذا ما مسّنا السّقمُ

خذ ما تشاء فداءً عن توجّعها
أوّاه لو كانت الآلامُ تُقْتَسَمُ

.....

[الحمدان]

- مررت بدارهم شوقاً إليهم
لعلي ألمح الأحباب فيها

فما من نائم في الدار يصحوا
وما من زائر يدنو إليها

سألت الجار ما الأخبار قل لي
فقال الدار أبقى من ذويها

أمَا تعلم بأن الناس تمضي
وأن الدار تنعي ساكنيها

- ولسان حالنا جميعا نقول بعد فراق الاحباب


يا طارق الباب رفقاً حين تطرقه
فإنه لم يعد في الدار أصحابُ

تفرقوا فى دروب الأرض وانتثروا
كأنه لم يكن أنسٌ وأحبابُ

إرحم يديك فما في الدار من أحدٍ
لا ترجُ رداً فأهل الوُدِّ قد رحلوا

ولترحم الدار لا تُوقظ مواجعها
للدُور روحٌ كما للناس أرواحٌ

[الحمدان]

‏وبي شوق إليك أعلّ قلبي
وما لي غير قربك من طبيبِ

أغار عليك من خلوات غيري
كما غار المحب على الحبيبِ

وما أحظى إذا ما غبتَ عني
بحسنٍ للزمان ولا بطيبِ

أُشاق إذا ذكرتك من بعيدٍ
وأطرب إن رأيتك من قريبِ

الشريف الرضي

[الحمدان]

عاشِر من الناسِ من تهوى طبيعتَهُ
وما عليكَ ملامٌ حين تندفعُ

الحُـرُّ للحُرِّ ميالٌ برغبتِهِ
والنذل بالنذلِ مفتونٌ ومقتنعُ

والناسُ للناسِ والآفاقُ شاسعةٌ
والطيرُ قالوا على أشكالِها تقعُ

صرحُ العلاقاتِ يُبنىٰ في ضمائِرِنا
على أساسٍ به الأخلاقُ تنطبِـعُ

.....

[الحمدان]

إن البدايات غدت مجلات
من النهايات لمرئيات

من صلحت له البداية صلحت
وأفلحت له النهاية أفلحت

ومن تكن بربّه بدايته
تكن إليه مجتلى نهايته

فداخل الأشياء بالله بدت
فيها نهاية له وأيدت

ومن له بداية التفويض
لله ما انتهى إلى النقيض

وهكذا بدابة التوكل
تتبعها نهاية المكمّل

فكل من أحبّه به اشتغل
مسارعاً نافة تخلّط العمل

آثر مولاه أمرٌ به اعتنى
على السوى والعكس مجلّى لنا

ومؤثر عليه من عنه اشتغل
فانظر لحمق من عن الحق عدل

وأفرد القلب له تعال
واجعل سواه جملة وبالاً

ومن يكن يوقن أنّ الله
يطلبه طالبه انتباها

بصدق طلب إليه فإذا
سارع لله بجهدٍ نفذ

وعلمه أنّ الامور في يده
يجمعه إليه من تجلّده

منجمعاً إليه بالتوكُّل
مفوّضاًُ إلهي بالتوسّل

وإنّه لا بدّ من بناء ذا
أعنى الوجود أن يكون نافذا

وأن ترى منهدماً دعامه
وأن ترى منسلباً كرامه

البريفكاني

[الحمدان]

حبهم فرضي ونفلي
وحديثي ثم شغلي

واليهم حبل وصلي
درة العقد الثمين

أمهم جل علاها
عطر الكون شذاها

ما حوى الدهر سواها
بنت جود بنت دين

.....

[الحمدان]

لهبت في الحشا لفقدك نار
يا عزيز ما عنك عندي اصطبار

.....

[الحمدان]

مقال صحيح ان في الشعر حكمة
وما كل شعر في الحقيقة محكم

وان قيل في التنزيل قد جاء ذمه
فقد جاء فيه مدحه فتوسموا

.....

[الحمدان]

مهلا فللدين أعوان وأنصار
وان تمادى عتات الغي أو جاروا

حمى الشرية محروس بنجدتهم
والكل منهم بيوم الحرب كرار

ما ضر هم شنئان المارقين وان
طخى وجاهم فأهل الشرع أقمار

ألم تر الناس قد خانت ضمائرهم
أمر الاله وأهل الحق أحرار

غاروا على الدين مذ غار الجهول به
والله حقا لأهل الدين يغتار

قد أيد الله أقواما بنصرتهم
للشرع فالخير فيهم أينما ساروا

في مثلهم قال ذو صدق مقالته
والحق والصدق للأقوال معيار

تحيا بهم كل ارض ينزلون بها
كأنم لبقاع الارض أمطار

فمنهم المصطفى والمرتضى رتبا
من الكمال بعيد الصيت طيار

والفاضل العالم الندب الذي شهدت
بفضله الجم أنجاد وأغوار

ما سير الفكر في تحقيق مسألة
إلا وقامت براهين وآثار

أنعم به من رشيد قد تفرد في
ارشاده فاضاءت منه أنوار

أمر المعاد واثبات النبوة مع
لوم من الدين لم يرهقه انكار

وقد أقام لنا هذا الهمام على
نكيرهم حججا يقضي به الثار

وذاك شأن أمام في تمكنه
طود وفي العلم والعرفان تيار

له حسام يقول الحق منصلت
في زمرة الجهل فتاك وبتار

وسنة الله تجري في خلفته
ولم يزل في الورى صفو واكدار

والناس منهم هداة يستضاء بهم
وآخرون عمات في الردى حاروا

.....

[الحمدان]

ولا أدري أيوجدُ مثل صحبي
‏وهل أحدٌ يحبُّ الصَّحب مثلي

‏لهم بين الحنايا فيض حُبٍ
‏همُ الأدنون لي من بعد أهلي

.....

[الحمدان]

وَجِبْرِيلُ رَسُولُ اللَّهِ فِينَا
وَرُوحُ الْقُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ

وَقَالَ اللَّهُ قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا
يَقُولُ الْحَقَّ إنْ نَفَعَ الْبَلَاءُ

شَهِدْتُ بِهِ فَقُومُوا صَدِّقُوهُ
فَقُلْتُمْ لَا نَقُومُ وَلَا نَشَاءُ

وَقَالَ اللَّهُ قَدْ سَيَّرْتُ جُنْدًا
هُمْ الْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ

لَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ مَعَدٍّ
سِبَابٌ أَوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَاءُ

فَنُحْكِمُ بِالْقَوَافِي مَنْ هَجَانَا
وَنَضْرِبُ حِينَ تَخْتَلِطُ الدِّمَاءُ

حسان بن ثابت

[الحمدان]

عطّرْ صبـــاحَك تحمــيداً وتهليلا
‏إنْ رمت عن حمأةِ الأحزانِ تحويلا

‏وشارك الطــير في تسبيح خالقه
‏وأنعـش الـــرّوح بالقـــرآن ترتيلا

‏وانثر لنا من حروف الفأل أجملَها
‏فكــم تضيء لنا في النفس قنديل

.....

[الحمدان]

مقال صحيح ان في الشعر حكمة
وما كل شعر في الحقيقة محكم

وان قيل في التنزيل قد جاء ذمه
فقد جاء فيه مدحه فتوسموا

.....

[الحمدان]

حبهم فرضي ونفلي
وحديثي ثم شغلي

واليهم حبل وصلي
درة العقد الثمين

أمهم جل علاها
عطر الكون شذاها

ما حوى الدهر سواها
بنت جود بنت دين

.....

[الحمدان]

لهبت في الحشا لفقدك نار
يا عزيز ما عنك عندي اصطبار

.....

[الحمدان]

قد نزَّهَ الإلهُ أنبياءها
فقصَّ في مُنزلهِ أنباءَها

وجاء في القرآنِ كلُّ ما نُقِلْ
عن أنبياءِ اللهِ طبقَ ما عَقِلْ

فالشكرُ والمِنَّةُ للرحمنِ
إذ كذَّبَ العهدينِ بالقرآنِ

لولاهُ كان الأنبياءُ البَرَرهْ
بمقتضى العهدينِ شرَّ الفَجَرهْ

ما كان ذنبُ الرسلِ للعهدينِ
كي فيهما تُرمى بكلِّ شَينِ

.....

[الحمدان]

لبرئك كان هذا الكون صاب
فجرعه مصابك ألف صاب

وذكرك كان للحفلات جمعا
جمالا بالحضور وبالغياب

تشرف في ثواك تراب قبر
بقرب حمى الوصي أبي تراب

وقبرك قد حوى غمرات علم
غزير اللج أم ديم السحاب

يمد عليك ضيق اللحد وسعا
ومنك البيد ضيقة الرحاب

نعمت بمورد التسنيم عذبا
وأنفسنا تخلد بالعذاب

تجدد حزننا ولنا قلوب
مخرقة بأظفار المصاب

ودكت ذروة لعلاك طالت
على الشم القوارع والهضاب

وعلمت الورى الأحكام حقا
وقد أفجعت فاتحة الكتاب

.....

[الحمدان]

أتى بلطيفة شوهاء دلت
على سفه تسافل للحضيض

تخيل أنها بكر ولكن
من اللائي يئسن من المحيض

.....

[الحمدان]

قد ألم البرد مني كل جارحة
حتى اللسان فأعياني عن الكلم

وأنملي ارتعشت مما أكابده
لا أتسطيع بها قبضا على قلمي

أشكو لك البرد يا كهفي ويا أملي
قد سل صارمه ظلما لسفك دمي

فقلت للنفس قري بعدما اضطربت
ففي حمى ابن معز الدين فاعتصمي

أبو المعز ومن ذل العزيز له
وفضله قد غدا نارا على علم

فدم مدى الدهر واسلم فيه وانه ومر
فخد شانيك أضحى موضع القدم

.....

[الحمدان]

يا بن الكرام عداك السقم والألم
ولا عراك رعاك الخالق السألم

إذا اشتكيت شكا الإسلام أجمعه
وإن سلمت فكل الناس قد سلموا

فدى لكفك كم أنعشت من رمق
من العفاة وفيها كم يصان دم

أبقاك باريك للراجين ملتجئا
وفى حمى بيتك العافون تعتصم

من معشر شرعوا للناس نهج هدى
لولا مناهجهم لم تهتد الأمم

بجعفر وابنه نور الفقاهة قد
أهدى الورى وتجلت عنهم الظلم

لو قيل من للهدى يحمون بيضته
بعد النبي وأهل البيت قلت هم

.....

[الحمدان]

معي فلنهن الدين والآية الكبرى
بأكرم مولود به عمت البشرى

فمن منحنى الزوراء وافت إلى الحمى
بمولده السامي بشائرها تترى

تفرع من زيتونة رضوية
يرد سنا أنوارها الشمس والبدرا

زكا أصله والفرع يتبع أصله
فحاز من الجدين في مهده الفخرا

.....

[الحمدان]

أَخبَرَ المُرجِفُونَ أَنَّ سَعيداً
سوفَ يأتِي وقد عَلاهُ الوَقارُ

أَينَما سِرتُ فالمناصِبُ نحوي
تَتدانى وَبِي لديها اعتبارُ

لا تَقُل دارُها بشرقِيِّ نجدٍ
كلُّ نجدٍ للعامِرِيَّةِ دارُ

.....

[الحمدان]

لراشدِ الماجدِ ذي المحامِدِ
مكارمٌ أقذَت عيُونَ الجاحِدِ

أخوهُ مولانا الهمامُ مَن غَدا
مُقتَفِياً في الفَضلِ أَثرَ الوَالِدِ

كِلاهُما في الفضل قد تحدرا
إِلى المَعالي مِن غَمامٍ واحِدِ

شُكراً لنجدٍ إِذ أَرتنا مِثلَكُم
ذاتاً سمَت في طُرُقِ المحامِدِ

لَو لَم يَكُن ذِهني غدا مُشَتَّتاً
بِخِدمَةٍ قد أَثقَلَت سَواعِدِي

لكنتُ أَهدَيتُ لكُم فرائِداً
تروقُ للرائِي لها وَالرائِدِ

أحمد باشا

[الحمدان]

زُرتُ ذاتَ الخالِ في جُنحِ الدُجى
وهداني من ثناياها السَنا

وأَثيثُ الشعرِ قد جلَّلها
وترى مِن ها هُنا مَن ها هُنا

والكرَى صافحَ مِنها جَفنَها
جَفنُها أَذهَبَ عَنِّي الوَسَنا

ما رَأت عينايَ مُذ لاقَيتُها
مِثلَها في الغيدِ وجهاً حَسنا

طلعت شمساً ولاحت قمراً
ورنَت ظبياً ومالَت غُصُنا

فلَثمت الخدَّ وارتاعت وكم
راعها الطارِقُ مِنِّي مَوهِنا

أحمد باشا

[الحمدان]

ذكَرَ الحِمَى فتحرّكَت أَشجَانُهُ
وَجَرَت دماً مِن ذِكرِهِ أَجفانُهُ

ما بالُ هذا كلَّما ذكرَ الحِمى
تبدُو لَنا مُحمَرَّةً أَردانُهُ

ظَبيٌ أَدارَ على القلوبِ مُدامَةً
مِن كأسِ عَينَيهِ فهذا خانُهُ

وتورَّدَت وَجَناتُهُ فكأنَّما
أَهدى إليهِ شَقائِقاً نُعمَانُهُ

لِلّه عصرٌ قد تصرَّمَ وانقَضى
رَقَّت لياليهِ وراق زمانُهُ

أَيَّامَ أَمرَحُ فِي رِداءِ شبيبَتي
مُذ شاقَنِي مِن وَشيهِ رَيعانُهُ

والنَهرُ مُطَّردُ الكُعُوبِ يَحُفُّهُ
رَوضٌ أَريضٌ أَينَعَت أَفنانُهُ

فتَرانَمَت أَطيارُهُ وَتَراقَصَت
أَشجارُهُ وَتَعانَقَت أَغصانُهُ

والطَيرُ يَقرا في الغُصونِ مُرَتِّلاً
فكأَنَّما أَوراقُها قُرآنُهُ

حتّى إِذا ما الصُبحُ لاحَ قرارُهُ
وتدفَّقَت مِن فَجرِهِ غُدرانُهُ

فارَقتُهُ لا عَن قِلىً وملالَةٍ
لكنَّ هذا الدَهرُ هذا شانُهُ

أحمد باشا

[الحمدان]

ونادَمتُ ذاتَ الخالِ في جُنح ليلَةٍ
بها أَنفُ إِبريقي مِنَ الراحِ يَرعَفُ

أُناوِلُها كأساً أَرَقَّ مِنَ الهَوى
وَأَذكى مِنَ المِسكِ الذَكِيِّ وَأَلطفُ

وحيَّيتُها فِي وَردَةٍ مِن مُدامَةٍ
كأنِّي بها مِن وَجنَةِ الخَدِّ أَقطُفُ

وترشُفُ من ثَغري مُداماً مُرَوَّقاً
وَثَغرِي مِن خَمرِ اللَمى يَتَرَشَّفُ

إِلى أَن أَمالَ الكاسُ غُصنَ قوامِها
وكم رَنَّحَت غُصنَ المحبِّينَ قَرقَفُ

فمالَت إِلى جَنبِي مِنَ الراحِ وانثَنَت
تُغَنِّي بِشِعري في ثَناها وَتَهتِفُ

وتُذرِي دُمُوعاً مِن جُفونٍ كأنَّها
بِأَيدي الأَسى مِن لُجَّةِ البَحرِ تَغرفُ

فلمَّا تبدَّى الفجرُ وانصَدَعَ الدُجى
وخِفتُ مِنَ الواشِي بذِكريَ يُرجِفُ

تولَّيتُ عَنها والفؤادُ مُخَيِّمٌ
لَدَيها وَجَفني بالمدامِعِ يذرُفُ

فباتَ رَفِيقي مُسعِداً لي عَلى الجَوى
ولكن عَلى بذلِ الدُمُوع يُعَنِّفُ

أحمد باشا

[الحمدان]

شَدَدتُ رِحالِي للنَخِيلِ وَلَم أَكُن
أَمِيلُ إِلى لُطف الرِياضِ أَو الشَجَر

بَلى لأَداءِ الواجِباتِ لراشدٍ
شَدَدتُ رِحالِي للتَنَزُّهِ وَالثَمَر

وَلَستُ بميّالٍ إِلى غُصُنِ النَقا
وَلا لِحَمامِ الأَيكِ في الأَيكِ إِن هَدَر

وَلكنَّنِي حُدِّثتُ أَنَّ بها فتىً
أَحادِيثُهُ تَزهُو عَلى الدُرِّ وَالدُرَر

توشَّحَ قَلبي فِي هَواهُ لِأَنَّهُ
يَحِلُّ محلَّ السَمع مِنِّي والبَصَر

وَكَم لِي وَإِيَّاهُ أَكِيدِ مَحَبَّةٍ
ربَطتُ بها حَبلَ الوِدادِ مِن الصِغَر

فَأَقبَلتُ مِن أَهلِي إِلَيهِ لَعَلَّني
أُلاقِي زَماناً لَيسَ فِي صَفوِهِ كَدَر

ويا لَيتَنِي في عينِ فِكرِي وخاطِرِي
أَراهُ فَأُطفِي ما بِقَلبِيَ مِن شَرَر

فَكَم أَجَّجَ البُعدُ المُبَرِّحُ فِي الحَشا
ضِرامَ غَرامٍ أَحرَقَ القَلبَ وَالفِكَر

وَمَن نازَعَ الأَشواقَ يَوماً فَإِنَّهُ
يَطُولُ بِهِ لَيلُ الهمُومِ على قِصَر

وَمَن راحَ مَشغُوفاً بِطُولِ حَنينهِ
سَيُصبِحُ مَغلُوباً أَطالَ أَمِ اقتَصَر

فَعُذراً لِصَبٍّ أَحرَقَ الوَجدُ قَلبَهُ
وَباتَ لَدى جَمرِ الغِرامِ عَلى سَقَر

أحمد باشا

[الحمدان]

سقَاها الهوى باللوَى صَرخَدا
وشَوَّقَها الرَعدُ لمَّا حَدَا

وأَرَّقَها البرقُ في ليلَةٍ
تردَّت مِنَ الجَونِ في أَسوَدا

تُعاني مِنَ الوجدِ أَنواعَهُ
وتطوِي الفَلا فَدفَداً فَدفَدا

تَحِنُّ إِلى أَثلاتِ الأَثيلِ
وتطلُبُ مِن مائِهِ مَورِدا

تَرُومُ النَقَا بل ظِباءَ النَقا
فنفسِي لِتلكَ الظِبَاءِ الفِدا

لقد صَيَّرَتني أُعانِي السُهادَ
وَأَرعى الصَبّاحَ إِلى أَن بَدَا

فيا ظَبيَةً قَد رَعَت بالعُذَيبِ
عَراراً فغُذِّي بقطرِ النَدى

أَنيلي نَوالاً وَجُودِي لَنا
بوصلٍ يبلُّ الحَشا وَالصَدى

فقَد بلغت نفسِيَ المُنتَهَى
وَجرَّعَها الصَبرُ كاسَ الرَدى

فمَا أَنا مِمَّن يُقاسِي العَنا
وَلا مَن يَلِينُ لكيدِ العِدا

بعيدُ المنالِ قريبُ النَوالِ
كريمُ الجدُودِ كثيرُ الجَدا

فلِي هِمَّةٌ قُرِنت بالسُها
وَزانَت برونَقِها الفَرقَدا

كَمَا زانَ آلُ عُمَيرِ الوَرى
بعلمٍ وَفِعلٍ بعيد المَدى

أَلَم تَرَ أَنَّ عَبدَ اللَطيفِ
ساجَلَ في شِعرِهِ أَحمَدَا

يَرُومُ العُبورَ بِبحرِ العرُوضِ
وَإِن كانَ تيّارُهُ مُزبِدا

أَديبٌ تَردّى بثَوبِ الكمالِ
وَجرَّ عَلى الناسِ فَضلَ الرِدا

وَيُورِدُ أَفكَارَهُ صادِراً
وَيَصدُرُ في الأَمرِ إِن أَورَدَا

وَأَقلامُهُ إِن أَرادَ القَريضَ
تَراها لَهُ رُكَّعاً سُجَّدا

وَيَنظِمُ مِن شِعرِهِ جَوهَراً
فَيَنتَثِرُ الدُرُّ إِن أَنشَدَا

فَلا زالَ فِي ذاتِهِ مُفرَداً
كَما صِرتُ في مدحِهِ مُفرَدَا

أحمد باشا

[الحمدان]

إن المذاهبُ كالمناهلِ في الهدى
والمرءُ مثل الوارد الظمآنِ

والنفسُ إن رَويت بأوّلِ منهلٍ
غنِيت بلا كُرهٍ لشُربِ الثاني

.....

[الحمدان]

يا صاح قل هذي الدراري الغرر
أم النجوم السائرات الزهر

كلا فتلك ليس هذه وذي
فاح من الفيحاء نشرها الشذى

منظومة نظمها محمد
جواهر العلم بها تلضد

توضح بالميراث كل مشكل
حاربه الآخر مثل الأول

ما مثلها أوضح في المسالك
ولا ينال قط في المدارك

فصولها تشرق كالشموس
عدا الذي يختص بالمجوس

بحيث لا حاجة للاسلام
فيه ولا مهم للأحكام

ناظمها من كل فن حازا
حقيقة العلوم لا المجازا

مهذب الأخلاق زاكي النفس
كونها خالقها من قدس

كان لمهدي الورى نعم الخلف
قد قام بالأحكام عن خير السلف

إن غاص في بحر علوم ما التقط
إلا الغوالي من دراريه فقط

في عصرنا كان هو العلامة
دام لأرباب الهدى علامه

التبريزي

[الحمدان]

هل في العلا من رتبة لم أكن
رقيت في الشأو لأعلاها

جرت بي النفس الى غاية
نفس امرىء لم تجر مجراها

فيالها مراتباً قد سمت
ود السهى يسمو لأدناها

عن خطة الاذلال عزاًل ها
أبعدها اللّه وأقصاها

ولم أزل أرجو لنفسي كما
أعزها اللّه بدنياها

يختار من لطف بتوفيقه
لها نجاة يوم أخراها

التبريزي

[الحمدان]

بحب المها سالت مع الدمع من عيني
حشاي كماء قد تفجر من عين

وبيضاء يشكو القلب من هجرها العنا
وما جر لي ذاك العناء سوى عيني

وبالصد جسمي كاد يخفى من الضنى
وما صنعت بي ذاك إلا على عين

أراها وإن بانت وشط مزارها
بقلبي لا في مسقط الرمل من عين

أطار فؤادي ما يجن من الهوى
كأن له فيها جناحين من عين

عن أحمر مني الخد بعد اصفراره
فعيني تذيل الدمع منها بلاعين

وعيناء لم تبعث سوى السحر عينها
لعشاقها مما بها كان من عين

ولو لم تصد فيها القلوب صبابة
لما سميت في الأرض للصيد من عين

ولو انها في جنة الخلد لأغتدت
من العين حسنا لا تعد سوى عين

وعوذها الباري بطرة شعرها
فكف بها عنها الا صابة في عين

حمت ورد خديها أفاعي جعودها
وما كان إلا عقرب الصدغ من عين

تسمي الورى شمس العراقين وجهها
ولولا اسمها ما كان في مصر من عين

وان الحميا الصرف خمرة ريقها
فدع عنك ذكر الراح تعصر من عين

اذا عن محياها أماطت لثامها
فللشمس تغطو فيه ما كان من عين

قد اختذتها البيض والسمر قبلة
فليس سواها في المحاسن من عين

التبريزي

[الحمدان]

لم يبق لي صبر ولا سلوان
غاض السلو وفاضت الاجفان

فكأن وجدي بارق متالق
وكان دمعي عارض هتان

.....

[الحمدان]

لمن الركب على واد قبا
تتهادى العيس فيهم طربا

مشرقات في الدياجي لهم
أوجه غرّ تباهي الشهبا

تحمل الريح إذا مرت بهم
ارج الند وانفاس الكبا

يستدلون إذا خاضوا الدجى
قمرا يجلو سناه الغيهبا

ادلجوا يزجون في اظعانهم
رشأ أحوى يعاطي ربربا

شرعوا سمر القنا واعتقلوا
بالضبا يحمون ارام الظبا

ووراء الركب مطويّ على
لوعة تصلي حشاه لهبا

يتبع الاطعان طرفاً دامعاً
وفؤاداً شفه برح الصبا

قد تحروا منبت العشب وقد
عاد مغناهم بدمعي معشبا

نزلوا السفح فيا عين اسفحي
في نوى الاحباب دمعاً صيبا

غربت شمس التلاقي منهم
فاسهري الليل وراعي الشهبا

ابو المحاسن

[الحمدان]

هم انتدبوني للعظائم فانجلت
عظائمهم مني بأشجع منتدب

فصابرتها والرعب يقذف بالحشى
ونار الوغى ترمي وتقذف باللهب

ابو المحاسن

[الحمدان]

رأيت الشقيق الغض يزهو فهاج لي
غراماً له بين الضلوع وجيب

يذكرني خد الحبيب وكلما
يذكرني المحبوب فهو حبيب

ابو المحاسن

[الحمدان]

عليك بحسن الصبر فالصبر منحة
من الله ان الله جم مواهبه

فأيسر ما في الصبر تنفيس كربة
وتفريج غم تعتريك غواربه

وليس بمغن عنك بث وعبرة
وشكوى زمان لا ترد نوائبه

واعظم رزء فقد اصطباره
وان كثرت ارزاؤه ومصائبه

ومن جد في أمر يعز طلابه
ينل بجميل الصبر ما هو طالبه

ابو المحاسن

[الحمدان]

حديث الدهر أصدقه الفناء
وأكذب ما ينمقه البقاء

نؤمل في الزمان صفاء عيش
وما في هؤه الدنيا صفاء

ولكنا رأيناها بعين
عليها من مساويها غطاء

هي الداء العضال وليس يرجى
بغير الاعتبار له شفاء

وما أيامها إلا ركاب
ونحن الركب والموت الحداء

ولو كان الخلود بها نعيماً
لفازت بالخلود الانبياء

ابو المحاسن

[الحمدان]

الم تر كيف قوضت المنايا
بناء العلم فانتقض البناء

فقيد قد فقدنا الصبر عنه
فذل الدمع إذ عز العزاء

نسر بما سيلقي من نعيم
ولكنا لضيعتنا نساء

ولو سيم الفدا رخصت وهانت
نفوس كان يغليها الفداء

كأن مدامع الباكين مدت
بنائله فعم بها الرواء

ابو المحاسن

[الحمدان]

أمعمرا عمر النسور إلى متى
تبقى وأنت الميت في الاحياء

حدث فلا حرج حديث جذيمة
ما كان قصته مع الزباء

وعن البسوس وماضيات حروبها
حدث فانك حاضر الهيجاء

ابو المحاسن

[الحمدان]

يا من يؤمل بالتمني راحة
من طول همّ مؤلم وعناء

خل التمني فهو هم شاغل
ومن الدواء مهيج للداء

ابو المحاسن

[الحمدان]

أبا حسن أنت الذي فاق مجده
ومن فوق أيديهم غدا نقطة الفاء

تواضعت لاسم الله جل جلاله
فصرت له يا عينه نقطة الباء

ابو المحاسن

[الحمدان]

حديث الدهر أصدقه الفناء
وأكذب ما ينمقه البقاء

نؤمل في الزمان صفاء عيش
وما في هؤه الدنيا صفاء

ولكنا رأيناها بعين
عليها من مساويها غطاء

هي الداء العضال وليس يرجى
بغير الاعتبار له شفاء

وما أيامها إلا ركاب
ونحن الركب والموت الحداء

ولو كان الخلود بها نعيماً
لفازت بالخلود الانبياء

وما يسترجع الباكي فقيدا
وان ادمى محاجره البكاء

الم تر كيف قوضت المنايا
بناء العلم فانتقض البناء

فقيد قد فقدنا الصبر عنه
فذل الدمع إذ عز العزاء

نسر بما سيلقي من نعيم
ولكنا لضيعتنا نساء

ولو سيم الفدا رخصت وهانت
نفوس كان يغليها الفداء

كأن مدامع الباكين مدت
بنائله فعم بها الرواء

فيا من قد رأى قمرا منيرا
يمد سنا الشموس له ضياء

غياث الملتجي في الخطب يلقي
لديه الأمن ان عظم البلاء

وغوث المرتجى يلقى لديه
وشيك النجح ان خاب الرجاء

منار هدى أضاء وكل سار
له في ضوء طلعته اهتداء

ودارت حوله العلماء شعثا
كما دارت على الورود الظماء

وشرع محمد يبكي حسيناً
بعين كان منه لها ضياء

ولا عجب وقد وسع البرايا
نداه ان يضيق بها الفضاء

وكانت تستعير ذكاء منه
سناً فاليوم كاسفة ذكاء


ابو المحاسن

[الحمدان]

اقلا علي اللوم فيما جنى الحب
فإن عذاب المستهام به عذب

وصلت غرامي بالدموع وعاقدت
جفوني على هجر الكرى الانجم الشهب

تقاسمن مني ناظرا ضمنت له
دواعي الهوى ان لا يجف له غرب

فليت هواهم حمّل القلب وسعه
فيقوى له أوليت ما كان لي قلب

فأبعد بطيب العيش عني فليس لي
به طائل ان لم يكن بيننا قرب

الا في ذمام الله عيس تحملت
بسرب مهاً للدمع في اثرها سرب

وكنا وردنا العيش صفوا فاقبلت
حوادث أيام بها كدر الشرب

عدمناك من دهر خؤون لأهله
إذا ما انقضى خطب له راعنا خطب

ابو المحاسن

[الحمدان]

عليك بحسن الصبر فالصبر منحة
من الله ان الله جم مواهبه

فأيسر ما في الصبر تنفيس كربة
وتفريج غم تعتريك غواربه

وليس بمغن عنك بث وعبرة
وشكوى زمان لا ترد نوائبه

واعظم رزء فقد اصطباره
وان كثرت ارزاؤه ومصائبه

ومن جد في أمر يعز طلابه
ينل بجميل الصبر ما هو طالبه

ابو المحاسن

[الحمدان]

رأيت الشقيق الغض يزهو فهاج لي
غراماً له بين الضلوع وجيب

يذكرني خد الحبيب وكلما
يذكرني المحبوب فهو حبيب

ابو المحاسن

[الحمدان]

هم انتدبوني للعظائم فانجلت
عظائمهم مني بأشجع منتدب

فصابرتها والرعب يقذف بالحشى
ونار الوغى ترمي وتقذف باللهب

ابو المحاسن

[الحمدان]

عذيري من هم ابيت احاربه
وحيداً سوى عزم تسل قواضبه

وماذا عسى ان يبلغ الضرب ساعدي
بلا مسعد والخصم تردي كتائبه

كأن الدراري الزاهرات اسنة
لوامع في ليل تخب مقانبه

كأن سواد الليل صبغة غادر
بعهد وداد من خليل يصاحبه

كأن نجوم الأفق اخلاق ماجد
سري من الفتيان زهر مناقبه

كأن الثريا كف ابلج باسط
إلى الوفد كفاً تستهل سواكبه

كأن سهيلا خافقاً متوقداً
حشا عاشق بالوجد تذكو لواهبه

كأن السها اختار الخمول لعلمه
بأن نبيه الذكر جم متاعبه

ابو المحاسن

[الحمدان]

إذا محكمات الرأي شاقتك فاتبع
هدى اشيب قد حنكته تجاربه

اراعك من شيبي سنا البرق في الدجى
فما لشبابي لم ترعك غياهبه

رقيت إلى أوج البهاء وهذه
بقودي يا شمس الجمال كواكبه

الفت مشيبي والخضاب خلابة
ومن حق الفي انني لا اخالبه

أكذب نفسي وهي جد عليمة
بأمري فما شأن البياض وخاضبه

ابو المحاسن

[الحمدان]

أخذنا إلى المجد الأثيل سبيله
فذلت لنا من بعد لأي مصاعبه

ضربنا بسيف الحق من رد حكمه
وذلك سيف لا تفل مضاربه

ارى الحق اقوى كل شيء وانما
يعود ضعيفاً حين يضعف صاحبه

على السيف ان يفري الضريبة ماضياً
وليس عليه ان يقصر ضاربه

ابو المحاسن

[الحمدان]

يا أمة نبذت وراء ظهورها
بعد النبي إمامها وكتابها

ماذا نقمت من الوصي ألم يكن
لمدينة العلم الحصينة بابها

أم هل سواه أخ لأحمد مرتضى
من دونه قاسى الكروب وصعابها

حبيب شعبان

[الحمدان]

يا ابيضَ القلبِ لاتحزن اذا زعموا
إن البياضَ بهذا العصرِ تغفيلُ

دعِ السوادَ الذي يغشى ضمائرهم
وعش نقيًّا فداكَ القالُ والقيلُ

.....

[الحمدان]

والخيلُ تبدأُ من دمشق مسارها
وتُشدُّ للفتحِ الكبير ركابُ

والدّهرُ يبدأُ من دمشقَ وعندَها
تَبقى اللغات وتُحفظُ الأنسابُ

ودمشقُ تعطي للعروبةِ شكلَها
وبأرضِها تتشكل الأحقابُ

.....

[الحمدان]

ستصرخ للعدل الحكيم بعولة
وتشكوك يوم الحشر لا تعرف الحشرا

لها الله من مظلومة كظلامة
لديك لها لا تستطيع لها حصرا

وأفجع ما قاسته منك وكلها
فجايع أن أرقيت صدر ابنها شمرا

فعلىّ على الخطاب عالي كريمة
خضيبا ورضت صدره الخيل والظهر

فكابد حر السيف وهو على ظماً
وظلّ بحر الصيف ملقى على الغبرا

خضيبا بقانٍ من دماه بكت له
السماء دما والأرض والأفق إحمرا

عليك أبا السجاد ما أحسن البكا
وما أقبح الدنيا بفقدك والصبرا

أنقضي ولم تشرب من الماء قطرة
تريبا وفيك الناس تستنزل القطرا

وتعدوا عليك العاديات مجرداً
ترض لك الصدر الذي استودع السرا

ويرفع منه الثغر بالعود شامت
بمرأى كريمات لكم هتكت أسرى

حواسر يبدو للنواظر نورها
ويغدوا لها عمن توسمها سترا

حبيب شعبان

[الحمدان]

يَا قدسُ يَا حَسنَاءُ طَالَ فِرَاقُنَا
وتَـلَاعَبتْ بِقُلُوبِنَــا الأشجَـانُ

مِن أينَ نَأتِي والحَوَاجِزُ بَينَنَا
ضَعفٌ وفُـرقةُ أُمَّــةٍ وهَـوَانُ

.....

[الحمدان]

فِي رحلةِ العُمرِ وَالأيَّامُ مُسرِعَةٌ
لا تنسَ من أنتَ أو مَا وجهَةُ السَّفرِ

.....

[الحمدان]

خذ من شبابك للهرم
ومن السلامة للسقم

ومن الغنى لنقيضه
تأمن مغبات الندم

طه مظلوم

[الحمدان]

حرص الشيخ على حشد الحطام
فحوى الوارث ما قد جمعا

بدد المال على جمع الأثام
فأضاع الدين والدنيا معا

طه الراوي

[الحمدان]

‏‎لا يسهر الليل إلا نائمُ العصْرِ
وليس للشوق ذنبٌ في الذي يجري

فنمْ بليلك إن الليل مرحمةٌ
وإن سهرت فلا تسحبْ على الفجرِ

.....

[الحمدان]

‏لا تيأسي فاعتلالُ الروحِ لَيسَ لَهُ
شيءٌ يُداويهِ إِلّا الصبرُ والأملُ

ما أَنتِ إِلّا كغُصنٍ حينَ يعطِفُهُ
ظَرفٌ سيرجعُ للدُّنيا ويعتدلُ

تفاءلي وأَلِحّي بالدُّعا وثِقي
أنّ السحائِبَ بالبُشرى ستنهَمِلُ

ستُصبِحِينَ على خيرٍ على فرَحٍ
ما دامَ قلبُكِ بالرحمنِ يتّصلُ

.....

[الحمدان]

‏‎يامن أراقِبُهُ و الوصلُ منقطعٌ
كيف السبيلُ إلى اعلانِ أشواقي

كالغيمِ كُنتَ على أرضي تُظلِلُها
واليوم قَد عبثت شمسٌ بأفاقي

يا ويح نفسي ياحُلُمًا يرافقني
لم أنسَ طيفك بل يسري بأحداقي

الحبُ أتعبنا قد قالها سلفٌ
هل من طبيبٍ لداء الحب او راقي

.....

[الحمدان]

تَصفو الحَياةُ لِجاهِلٍ أَو غافِلٍ
عَمّا مَضى فيها وَما يُتَوَقَّعُ

المتنبي

[الحمدان]

واللهِ واللهِ أيمانٌ مكــرَّرة
ثلاثة عن يمينٍ بعد ثانيهـا

لو أنَّ في صخرةٍ صَمَّا ململمـةٍ
في البحر راسية مُلْسٍ نواحيهـا

رزقًا لعبدٍ برَاها الله لانفلقــــت
حتى تؤدي إليه كلَّ ما فيهـا

أو كان فوق طِباق السَّبْع مسلكها
لسهَّل الله في المرقى مراقيهـا

.....

[الحمدان]

‏لا تلتفتْ لترى الرماة فربما
فُجِعَ الفؤادُ لرؤية الرامينا

فلربما أبصرتَ خِلًّا خادِعًا
قد بات يرمي في الخفاء سنينا

ولربما أبصرتَ قومًا صُنْتَهمْ
باتوا مع الرامين والمؤذينا

كم في الحياة مِن الفجائع فانطلقْ
لا تلتفت وذرِ البلاءَ دفينا

د جمال الحمداء

[الحمدان]

سبعونَ عذراً إن جفا أُعطيهِ
‏وأزيدُهُ بالحبِّ ما يُغنِيهِ

‏لكن إذا بالذيلِ يلعبُ عامداً
‏قولوا لمن وَلدتْهُ أن ترثِيهِ

.....

[الحمدان]

خذ من شبابك للهرم
ومن السلامة للسقم

ومن الغنى لنقيضه
تأمن مغبات الندم

.....

[الحمدان]

تقابل الغراب والغراب
وقد علا بينهما السباب

وقال كل منهما لصاحبه
وجهك كالديجور في غياهبه

ولو رأى العائب لون وجهه
ما عاب وجه غيره في وجهه

.....

[الحمدان]

قال ‎الشافعي رحمه الله في مرض موته :
ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأُهنيها
أو إلى النار فأعزيها ثم بكى وأنشأ يقول :

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
جعلتُ رجــائي دون عفوك سُلَّما

تعاظـــمني ذنبي فـــلما قـرنــتُه
بعفوك ربي كان عفوك أعـــــظما

سير أعلام النبلاء ( ٦٧/١٠)

[الحمدان]

‏إن ضاق صدركَ مرّةً
والهمُ في صمتٍ وَلَج

غـدًا سـتشرِقُ للمدى
وغدًا ضِياؤك ينْبلِج

ضاقت لكِن لا تخف
ضاقت عليك لِتنفرج

.....

[الحمدان]

‏تقولُ نسيتَني فحلفتُ كلّا
وهل يُنسى الصّباحُ إذا تجلّى

نسيتُ لأجلك النّسيانَ حتّى
توارى عن مخيّلتي وولّى

د. عبدالرحمن العشماوي

[الحمدان]

‏كم مِن فَوادحَ كالجِبالِ عظيمةٍ
لكنَّ فقْدَ الأُمِّ… أعظمُ فادحَةْ!

رُحماكَ ربِّى بالتي عاشتْ على
تَقواكَ صالحةً وماتتْ صالحَةْ

‏سَبْعٌ وشوقي في فمي شبَّابَةٌ
وكأنَّما كانَ الرحيلُ… البارِحَةْ!

تاللهِ ما ماتَتْ… شَذاها كلَّما
وافى تبيتُ بهِ الليالي فائِحَةْ!

‏اللهَ ما أحلاهُ طيفاً…! لم أزلْ
أسلُو بهِ… والشوقُ نارٌ لافحَةْ

أُمِّي… ويَسكبُنِي ندائيَ لوعةً
فتذوبُ جارحةٌ وتُحْرَقُ جارحَةْ!

‏لهفي على قلبي… توسَّدَ حُزنَهُ
شوقاً وعيني في دموعي سابحَةْ

نعقَتْ على الأغصانِ غِربانُ النّوى
فترحَّلَتْ… عنهُ الطيورُ الصادحَةْ

‏مُذ غادرتْ ستُّ الحبايبِ غادرتْ
روحي… وذكراها سهامٌ جارحةْ

يا أربحَ الصفَقاتِ هل مِن صفقةٍ
كَالبِرِّ في كفِّ الـمُوفَّقِ رابحةْ؟!

‏فاحفظْ إلهي كُلَّ أُمٍّ… لم تزلْ
نهراً وطُوبى للقلوبِ الـمَاتحةْ

وارحمْ إلهي كُلَّ أمٍّ… ودَّعتْ
إنَّ الحياةَ بغيرِ أُمٍّ… كالحةْ


عيسى جرابا


رد الدكتور فواز اللعبون مواساة للشاعر عيسى جرابا

‏أُمٌّ كأمِّكَ لم تَمُتْ فانظر إلى
آثارِها في نبضِ قلبِكَ واضحَةْ

الميِّتُونَ هُمُ الذين نراهُمُ
بعيونِنا ولهمْ قُلوبٌ كالِحَةْ

‏حتى ولو غابوا فتلك طيوفُهمْ
في الروحِ غاديةٌ عليكَ ورائحَةْ

مثلُ الأزاهرِ تستثيرُكَ مَنْظَراً
حتى ولو لم تَستَثِرْكَ الرائحَةْ

‏كم يستبدُّ بنا الفراقُ كأنهُ
لم يَدْرِ أن الموتَ أعظمُ جائحَةْ

ليتَ الفراقَ يذوقُ من آلامِنا
وتُذِيبُ نيرانُ الحنينِ جوانِحَهْ

‏قل للذي يُهْدي النصائحَ في هوى
أحبابِنا يَحْفَظْ لديهِ نصائحَهْ

لو أنه لاقَى الذي نلقاهُ مِن
ألمِ الفراقِ لناحَ مثلَ النائحَةْ

مهمَا قسا ألمُ الفراقِ فإن لي
روحاً إلى سُلوانِ ربي طامحةْ

ما إنْ أمُدّ إليه في ليلٍ يدِي
إلا وقَرّبَ لي الأماني النازحةْ

[الحمدان]

كانت زوجة الشاعر أبي الغمر تشجعه
على القتال مع الفرسان فقال:

باتت تشجعني عرسي وقد علمت
أن الشجاعة مقرونٌ بها العطبُ

للحرب قومٌ أضل الله سعيهم
إذا دعتهم إلى مكروهها وثبوا

ولست منهم ولا أهوى فعالهم
لا الجد يعجبني منهم ولا اللعبُ

[الحمدان]

- يقول أبو الأسود الدؤلي:

تَعَوَّدتُ مَسَّ الضرِّ حَتَّى أَلِفْتُهُ
وأَسْلَمَنِي طُولُ البَلاءِ إلى الصَّبْرِ

- وتقول عائشة التيمورية:

إِنِّي أَلِفتُ الحُزنَ حَتَّى إِنَّنِي
لَو غَابَ عَنّي سَاءَنِي التَّأخِيرُ

[الحمدان]

‏حَتّى رَجَعتُ وَأَقلامي قَوائِلُ لي
المَجدُ لِلسَيفِ لَيسَ المَجدُ لِلقَلَمِ

المُتنبي

[الحمدان]

‏‎أرَى المُتَشاعِرينَ غَرُوا بذَمّي
ومَن ذا يَحمَدُ الدّاءَ العُضالا

ومَنْ يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ
يَجدْ مُرّاً بهِ المَاءَ الزُّلالا

وقالوا هَلْ يُبَلّغُكَ الثّرَيّا
فقُلت نَعَمْ إذا شئتُ استِفالا

جَوابُ مُسائِلي ألَهُ نَظِيرٌ
ولا لكَ في سُؤالكَ لا ألاَ لا

المتنبي

[الحمدان]

‏أَمَّا الحَنينُ فأَمْرُهُ مكْتُوبُ
لا البُعدُ يمنعُهُ ولا الحبيب

قَد كان حظّي فِي الغَرَامِ مَدَامِعٌ
تجريْ وقلبٌ مُتعبٌ ولهيبُ

ما كلّ من نهواهُ يَبقى دائماً
فلكُلّ شَيءٍ قِسْمةٌ وَنَصيبُ

.....

[الحمدان]

قل لهذا البخيل مالك مالك
صرت مثل الأجير تحرس مالك

إن تكن باكياً على خسر حال
فابك يا أيها المسخم حالك

.....

[الحمدان]

أميل مع الحقيقة حيث مالت
وأجعل ظل رايتها شعاري

وأدحض بالدليل هراء خصمي
فإن مارى فإني لا أماري

.....

[الحمدان]

حرب تفاقم فيها الويل والحرب
ومنظر الأرض من أهوالها عجب

كأنما الأرض فيها بيضة شويت
فكاد يفلقها من حره اللهب

والجو معتكر تدوى قذائفه
والبر مضطرم والبحر مضطرب

وللدماء انحدار في مسايلها
كأنها من عيون الأرض تنسرب

كأنما الأرض بالآثام قد غمرت
فجاء يغسلها هذا الدم الشرب

فالجاهلية خير من حضارتكم
يا معشرا بطروا النعماء فاحتربوا

قد حرموا أشهرا لا يفزعون بها
إلى السلاح وإن أوذوا وإن غضبوا

فأشهر حرم في العام أربعة
ما إن تغير بها خيل ولا نجب

والنار تلتهم الأوصال تصهرها
كأنما هي في أتونها حطب

ويح العجائز والأطفال ويحهم
من هول موقفهم والنار تلتهب

لا ملجأ يعصم المرضى ولا وزر
ولا صديق ولا جاه ولا حسب

.....

[الحمدان]

‏وَلَكِـنَّـا نُعَـاشِـرُ مَـنْ لَقِينَـا
عَلَى حُكْـمِ الْمُـرُوءَةِ وَالتَغَابِـي

البارودي

[الحمدان]

حبذا يومنا بدار منير
نحتسي أكؤس السرور دراكا

بين ماء جار وروض نضير
ورفاق تخالهم أملاكا

أو زهورا ما بين تلك الزهور
أو بدورا توطنت أفلاكا

.....

[الحمدان]

أين الشهامة أين العدل والشمم
يا أمة غضبت من جورها الأمم

يا للمروءة من قوم زعانفة
لؤم الطباع لهم بين الورى علم

طاشت حلومهم والبغى مرتعه
وخم فعمت سماء المغرب الظلم

فالسلم مضطرب والأمن مستلب
والبر محتدم والبحر مضطرم

أني فررتم ونار الغيظ تحرقكم
والذل يتبعكم والخذل والندم

تقتلون شيوخاً ما لها وزر
وصبيية ونساء مالها عصم

يا للفظاعة من روما وما صنعت
ظلت بنوها وعن سبل الرشاد عموا

.....

[الحمدان]

هلا صبرتم على خطب ألم بكم
والسيف يعمل والأرماح تزدحم

والجند تقتلكم والعرب تذبحكم
والموت يخطب والهامات تنحطم

ليس الشجاعة قتل الشيب من أمم
عار بأن تقتل الأطفال والحرم

جئتم بجيشكم الجرار يحرسه
الأسطول تقذف منه النار والحمم

فكان ما كان مما فل عزمكم
فالجمع مفترق والجيش منهزم

.....

[الحمدان]

فنحن قوم إذا ما استغضبوا غضبوا
لكنهم يكرهون الظلم إن ظلموا

فالعدل شيمتنا والبأس عادتنا
والدين مرشدنا والحلم والشمم

جاءوا بأغنامهم ترعى بساحتنا
وأننا أسد ذاك البر لو علموا

ومن رعى غنما في أرض مأسدة
مات الرعاء وبادت تلكم الغنم

.....

[الحمدان]

يبكي الشباب أناس كان ذنبهم
أن يرتعوا في رياض اللهو واللعب

وقد مشت بهم أيام صبوتهم
من منظر عجب في مخبر عجب

أما شبابي فقد أبليت جدته
بين المحابر والأقلام والكتب

.....

[الحمدان]

هو الموت فيه العز إن كنت تعلم
فمت موتة فيها الفخار مسلم

فلا خير في عيش إذا اسود يومه
ولا خير في يوم به الذل يحكم

.....

[الحمدان]

ألم تر أن الغرب أضحى مشمراً
لقتلك فانهض إنك اليوم ضيغم

فها هو نادى اليوم هل من مبارز
فان تدعي العليا فبارزه تسلم

ويا شرق لاسترداد عزك فانتبه
فذي فرصة إن جزتها اليوم تندم

.....

[الحمدان]

ومذ عزّ فيما بيننا القرب واللقا
وعقد اجتماع الشمل أضحى مبددا

بعثت اشتياقاً نحوكم وتولهاً
برسمي تذكاراً لودي مؤكدا

.....

[الحمدان]

ألا هل ترى بغداد عيني وهل أرى
رصافتها فيها السرور مصاحبي

وأمسي أجر الذيل تيهاً بكرخها
خلي جروح من سهام المصائب

.....

[الحمدان]

ألا حبذا ماء بدجلة جارياً
واحبب بقوم قد أقاموا هنالكا

وأيامنا بالكرخ يا سعد أنني
لهنّ ذكور ما دجى الليل حالكا

.....

[الحمدان]

هجم الشرك على رحل النسا
فانطوي حزناً وموري ياسما

هتكوا أي حجاب للرسول
واستباحوا حرمة الطهر البتول

عجباً قد أبهر العشر العقول
سلب نسل الغي نسل الأنبيا

علموا أي نساء وبنات
قبلما قد هجموا للحجرات

.....

[الحمدان]

مروا برمل البان يوماً علما
عثر الزمان بنا برمل البان

استاف نفحة رمله العبق التي
علقت بواديه من الأردان

وإذا سجا الليل البهيم فانني
اشتاقكم فقفوا على الكثبان

.....

[الحمدان]

خوف الصدود كتمت عنك صبابتي
وعن المخالط خيفة العذال

فاعر لساني السمع بثة وامق
يشكو ضناه عسى ترق لحالي

شهد الوشاح عليك مذ انطقته
حنقاً بأنك مخرس الخلخال

وبقوس حاجبك النبال بريتها
من نرجس وارشتها لقتالي

.....

[الحمدان]

وقفنا وللأحشاء رقص على الغضا
وقد رقصت فوق النطاق فروعها

أودعها فوق الكثيب ومهجتي
تودعها فوق الكثيب ضلوعها

اسائلها والعين عبرى متى اللقا
فتعرب عن بعد التلاقي دموعها

عقارب صدغ لا يفيق لديغها
ورقش جعود ليس يرقى لسيعها

.....

[الحمدان]

فلا النفسُ يُسليها البعادُ فتنثني
ولا هي عمَّا لا تنالُ تَطيبُ

قيس بن الملوح

[الحمدان]

وَمَضَيتُ أَسألُ خِنجرًا أَخْمدتَهُ
أَتُراهُ حِينَ قَتلتَنِي قَد أَوْجعكَ

.....

[الحمدان]

وَضاقَ مِن نَفسِهِ ما كانَ مُتَّسِعاً
حَتّى الرَجاءُ وَحَتّى العَزمُ وَالأَمَلُ

.....

[الحمدان]

وأخاف من ثقلي عليك فأنثني
‏عن طرق بابك والفؤاد مولَّهُ

‏ضدّان شوقُك وافتعالُ كرامةٍ
‏نخفي الهوى والحبّ يعرف أهلهُ
‏
عمّار البعجاوي

[الحمدان]

حياةُ المرءِ علمٌ فاغتنمهُ
وموتُ القلب جهل فاجتنبهُ

.....

[الحمدان]

حيِّ الَّذينَ على أَمجَادِهِم تَعِبُوا
بَعدَ المَنَصَّاتِ لا حُزنٌ ولا تَعَبُ

سَتَذكُرُ الأَمسَ بالإجلالِ مُبتَسِمًا
إِنَّ المَشَقَّةَ فِي خُطواتِنَا رُتَبُ

.....

[الحمدان]

للهِ همٌّ كان حلمًا دائما
تهذي بهِ مستيقظًا أو نائما

حلوُ التخرّجِ لن تحسّ بطعمهِ
حتّى تذوقَ الكأسَ مرَّا عَلقما

.....

[الحمدان]

اليومَ حلمٌ قد أطلّ حقيقةً
قد كانَ بالأمسِ القريبِ خيالا

.....

[الحمدان]

تقول نسيتَني فحلفتُ كلا
وهل يُنسى المساءُ إذا تجلى

نسيتُ لأجلكِ النّسيانَ حتى
توارى عن مُخيلتي وولّى

.....

[الحمدان]

إذا المرءُ لم يبذُل من الوُد مثل ما
بذَلتُ له فاعلم بأني مفارِقُهُ

فلا خَيرَ في وُدِّ امرئٍ متكارهٍ
عليكَ ولا في صاحبٍ لا توافقُهُ

مسلم بن الوليد

[الحمدان]

والطفْ بعبدكَ في الدارينَِّ إن لهُ
صبراً متى تدعهُ الأهوالُ ينهزم

.....

[الحمدان]

يا رَحمةَ اللهِ هُبِّي وابعَثي سببًا
يَنجو بأُمَّتِنا من لُجَّةِ الغَرَقِ

.....

[الحمدان]

ويحمِلُني الحنينُ إليك طِفلًا
‏وقد سلبَ الزّمانُ الصّبرَ منّي

‏وكانَ العُمر في عَينيك أمنًا
‏وضاعَ الأمنُ حين رحلت عنّي

.....

[الحمدان]

وتَغَيّرَتْ منكَ الطِّباعُ ولمْ تَعُدْ
تَحنو عليَّ وبي تُحِسُّ وتَشعُرُ

أنكَرتَ ما بيني وبينَكَ في الهَوى
أوَمِثلُ ما بيني وبينَكَ يُنكَرُ

.....

[الحمدان]

كم أنقذ اللهُ أقوامًا فأدهشهم
قالوا مُحالٌ .. ولكن ربّنا جَبَرا

.....

[الحمدان]

أكلُّ زماني فيك همٌ ولوعةٌ
وكل نصيبي منك قلبٌ مروِّعُ

الجواهري

[الحمدان]

في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُ
أهذِهِ صَخرةٌ أمْ هذِه كبِدُ

قدْ يقتُلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُدوا
عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِدوا

.....

[الحمدان]

تَجري على رِسْلِها الدُنيا ويتبَعُها
رأيٌ بتعليلِ مَجراها ومُعتقَد

أعيا الفلاسفةَ الأحرارَ جهلُهمُ
ماذا يخِّبي لهمْ في دَفَّتيهِ غد

.....

[الحمدان]

ليتَ الحياةَ وليت الموتَ مرَحمَةٌ
فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لبَد

ولا الفتاةُ بريعانِ الصِبا قُصفَتْ
ولا العجوزُ على الكّفينِ تَعتمِد

.....

[الحمدان]

عزَّتْ دموعيَ لو لمْ تَبعثي شَجَناً
رَجعت مِنه لحرِّ الدمع أبترِد

خَلعتُ ثوبَ اصطِبارٍ كانَ يَستُرنُي
وبانَ كِذبُ ادِعائي أنَّني جَلِد

.....

[الحمدان]

بكَيتُ حتَّى بكا من ليسَ يعرِفُني
ونُحتُ حتَّى حكاني طائرٌ غَرِد

كما تَفجَّرَ عَيناً ثرَّةً حجَرٌ
قاسٍ تفَجَّرَ دمعاً قلبيَ الصَلد

.....

[الحمدان]

إنّا إلى اللهِ قولٌ يَستريحُ بهِ
ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحدوا

مُدَّي إليَّ يَداً تُمْدَدْ إليكِ يدُ
لابُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نتَّحِد

.....

[الحمدان]

لا يُوحشِ اللهُ رَبعاً تَنزِلينَ بهِ
أظُنُ قبرَكِ رَوضاً نورُه يَقِد

وأنَّ رَوْحكِ رُحٌ تأنَسِينَ بها
إذا تململَ مَيْتٌ رُوْحُهُ نَكَد

.....

[الحمدان]

كلُّ ما في الكون حب وجمالُ
بتجليك وإن عز المنالُ

بسط النور فكم ثائر بحر
هادئاً بات وكم ماجت رمال

.....

[الحمدان]

عيشُنا غض وميدان الصبا
فيه مجرىً للتصابي ومجال

يا أحباي وكم من عثرة
سلفت ما بالُ هذي لا تقال

.....

[الحمدان]

أيها الناعمُ في لذاته
لذةُ النفس على الروح وَبال

شهوة غرَّتك فانقدْتَ لها
ومُنى المرء شعور وكمال

.....

[الحمدان]

أوما ترى ماحلّ في وطني وما
حيل الصباح به كئيباً كالمساء

أوما ترى أشلاء أمّتي التي
بها طرّز التاريخ حلّاً وأكتسى

أنظر إلى أعلامهم هذا هنا
وكذا هنا والكلّ بات منكّسا

أهُمُ غثاءٌ ذاك قول نبينا
أم أنه ليل التخاذل عسعسا

.....

[الحمدان]

في القلوبِ ضجيجٌ لا نبوحُ بهِ
‏بعضُ الكلامِ بقلبِ الحُرِّ موؤدُ

.....

[الحمدان]

أما كفاني ما ألقاهُ من زمني
حتى أغالبَ فيكَ الشوقَ والزمنا

.....

[الحمدان]

‏أتُراكَ تُبصِرُ لِلسَّعادَةِ مَوطِنًا
‏أمْ تاهَ قلبُكَ في دُجى الأحزانِ

.....

[الحمدان]

‏رَثَى أحد الشّعراءِ ابنًا له في قصيدةٍ ومنها :

وَيلي إذَا مَا اجتمعنَا حولَ مائِدةٍ
‏ونَحنُ بعدكَ جَمعٌ ناقِصَ العدَدِ

[الحمدان]

يا حافظَ العهدِ أعطَاهُ مَواثِقَهُ
ما عاشَ أنَّ عُراهُ ليسَ تَنفَصِمُ

أَعطتكَ مَوثِقهَا الدنيا وأُسرَتُها
أنَّ المُفاداةَ جيشٌ ليسَ يَنهزِمُ

.....

[الحمدان]

في أمسِ كاليومِ حوانا منزلٌ
منكِ لنا أهلٌ به ومرحب

راق به منكِ الصفاءُ والندى
والسَمَرُ الحُلوُ الشَهيُّ الطّيب

.....

[الحمدان]

يا خيالي لكِ الشفاءُ السريعُ
والغدُ المشرقُ الأنيسُ البديعُ

أنَّ في البيتِ وحشةً لمُحيّاكِ
وشوقاً تُطوَى عليه الضُلوع

.....

[الحمدان]

أنا عبدُ الوفاء والحبُّ دُنياي
هما دون من عَبَدتُ ودِيني

والرجولاتُ دونَ ذَينِ هباءٌ
وإنِ استعصَمتْ برُكنٍ رَكين

.....

[الحمدان]

أطلق لها السيف لا خوف ولا وجل
أطلق لها السيف وليشهد لها زحل

أطلق لها السيف قد جاش العدو لها
فليس يثنيه إلا العاقل البطل

.....

[الحمدان]

أسرج لها الخيل ولتطلق أعنتها
كما تشاء ففي أعرافها الأمل

دع الصواعق تدوي في الدجى حمما
حتى يبان الهدى والظلم ينخذل

.....

[الحمدان]

أطلق لها السيف جرده باركه
ما فاز بالحق إلا الحازم الرجل

واعدد لها علما في كل سارية
وادع إلى الله أن الجرح يندمل

.....

[الحمدان]

يا مالك الحسن أنت الآمرُ الناهي
على القلوب فدارُك قلبي الواهي

إن لم يكن منك للعاشق مرحمةٌ
خفف لظى الوجد عنهم خفْ من الله

يكفيك ما فعلتْ عيناك في كبدي
أواه من حرّ قلبٍ فيك أوّاه

.....

[الحمدان]

يا ربّ ما لي على نار الهوى جلدٌ
وقد بُليتُ بقاسي القلب تياهِ

جعلتَ قلبي لأجفانِ الظِبا غرضاً
فعافني أو فصبرني على آهِي

ما حيلة الصبّ والأحداقُ ساحرةٌ
تُصبي الحليمَ ومنها داؤنا الداهي

.....

[الحمدان]

دعا الفؤاد فلبّى مسرعاً عَجِلاً
طوعَ البنانِ له من دون إكراهِ

أجاب منه إشاراتِ الجفونِ وقد
تُغني الإشارة عن نطقٍ بأفواهِ

لم يعصِه فلِمَ استبْقاه يُلهب في
نارِ الغرام وما أدراكم ما هي

.....

[الحمدان]

جنيت من خدّها ورداً ونسرينا
ومن مراشفها شهداً وزرجونا

غداة زارت بلا وعدٍ ولا أملٍ
يوماً لقد كان عيد الدهر ميمونا

صافحتها فرأت يمناي راجفةً
والوجدُ أظهر في وجهي تلاوينا

.....

[الحمدان]

حتى متى يا فؤادي أنت منعكفٌ
على الهوى لا تزال الدهر مفتونا

هو الغرام فسلْ عنه معانيه
كم ذا تعنّى وذاق الذل والهونا

كثيرُ عزةَ غالَ الحب عزته
وقيسُ ليلى دعاه الناس مجنونا

.....

[الحمدان]

فخلّ عنك التصابي واتئد فلقد
لاح المشيبُ يُجلي فودي الجونا

واستغفرِ اللهَ ممّا قد ولعت به
أيامَ كان الصبا يا قلبُ يغرينا

.....

[الحمدان]

سلوها لماذا غير السقم حالها
ترى شغِفت حباً وإلا فما لها

تبدّل ذاك الورد بالورس وانطفا
سناها ورقّت فهي تحكي خيالها

أظنّ هوى الغزلان قد هدّ حيلها
فإني رأيت الريم يوماً حيالها

.....

[الحمدان]

صبرت عليها صبر حرٍّ فلم يفد
ولو رامها ذو خدعة لاستمالها

ولمّا بلغتُ اليأس من نيل وصلها
فررت بنفسي لا عليها ولا لها

وقلت لقلبي وهو يذكر عهدها
رويدك هذي بغيةٌ لن تنالها

تركت هواها واشتغلت بغيرها
ومن قطعت حبلي قطعتُ حبالها

.....

[الحمدان]

لو شاء دعوة من مضى من قبلنا
لبّته أرواح القرون الأولى

ومن العجائب أنّ أول طائع
قلبي الشجيّ فلم غدا متبولاً

هُنَّ العيون وما لنا من عشقها
بُدٌّ فصبراً يا فؤاد جميلاً

.....

[الحمدان]

أشكو لمعتلّ النسيم صبابتي
ولربما سلى العليل عليلا

وأبيت والذكرى تثير بمهجتي
حرقاً قضين على العيون همولا

ويلاه من يوم الفراق فإنه
يومٌ على العشاق كان وبيلا

.....

[الحمدان]

وبكيت حتى كدت أن أبكي السما
والأرض إذ جدّ الحبيب رحيلا

ملكٌ بروحي قد سرى ولو أنه
حفظ الأمانة خلته جبريلا

لو لم نجد في الوحي من ألحاظه
ضعفاً عبدنا الناظر المكحولا

.....

[الحمدان]

من اطلع القمر الزاهي بطلعته
وأودع السحر في أجفان مقلته

أما ونور جبين منه محتجب
ما تشرق الشمس إلا من أسرته

لولا توهم قلبي راح مرشفه
ما راح نشوان لا يصحو لسكرته

غدوت ما بين أرباب الهوى علماً
لما خلعت عذاري في محبته

الله أكبر كم أوحت لواحظه
سر الغرام لقلبي يا لصبوته

من منقذي أو مجيري من هوى رشأ
يكن ناظره ما في كنانته

يا لائمي في الهوى اقصر ملامك عن
صب تهتك واعجب من خلاعته

.....

[الحمدان]

تحركوا يا عباد اللَه واغتربوا
إن القعود جماع الضر والضرر

فأطيب الماء ما يجري وأخبثه
ما ليس يبرح في الأحواض والغدر

.....

[الحمدان]

قد شاء أهل الغرب أن تيحكموا
في العالمين بحجة الإشراف

نبذوا الشرائع والعهود جازفوا
بمصالح الضعفاء كل جزاف

ما كان هذا عصر نور عندنا
بل عصر نيرٍ راهص الأكناف

.....

[الحمدان]

ثلاثٌ يعزُّ الصَبرُ عند حلولِها
هوانٌ وضيمٌ واقترابُ مشيبِ

وستٌّ يذلُّ العَزمُ دون احتمالِها
ويذهلُ عنها لبُّ كل لَبيبِ

خُروجُ اضطرارٍ عن بلادٍ يحبُّها
وقصدُ جوارٍ في ديار غَريبِ

وهجرُ ذوي عَهدٍ وتركُ معاهدٍ
وفرقةُ أَصحابٍ وَفقدُ حَبيبِ

.....

[الحمدان]

رب ليلٍ بالتداني جادَ لي
بتُّ فيه اجتلي غَيداً سُقاتي

والتهاني كَالأَماني تنجلي
والأواني دار منها خُذ وهاتِ

لا تَسل عن مَجلس ما بيننا
غَير أَولاد وَراح والبنات

يرتجين الوَصل إن أهمم به
يتمنّعنَ وهنَّ الراغبات

.....

[الحمدان]

في حالة البُعد روحي كُنت أَرسلُها
مع النسيم وقد كانَت على ثقةِ

وطالما وفدت والشَوقُ يقدمها
تقبّل الأَرضَ عني وهي نائبتي

.....

[الحمدان]

وإني وتهيامي بعزّةَ بعدَما
ذللتُ على حُكمِ الغَرام وعزَّتِ

ووجدي عَلى عَهد التَواصل عندما
تَخلّيت فيما بيننا وتخلَّتِ

لكالمرتجي ظلَّ الغمامة كلَّما
تمنّى وَلِيَّ القَطْرِ ضنّت فولّتِ

إذا رامها رامَت سِواه وإن يكن
تبوّأ منها للمقيل اضمحلّتِ

كأني وإياها سحابةُ محملٍ
رآها على بأسٍ دَنَت واطمأنّت

ولكنّها ضنّت عليه فإنّه
رجاها فلما جاوزته استهلّت

.....

[الحمدان]

يقول رجال في التغرُّبِ والنَوى
وغبَّ انتقالِ الأمر للهم مفرجُ

وقلت فساد الدَهر بالدَهر قائمٌ
متى يستقيم الظلُّ والعُودُ أَعوجُ

.....

[الحمدان]

أَقول له والليل قد مدَّ سترَهُ
علينا وقد نامَت عُيونُ الحَواسدِ

وطافَت زجاجاتٌ بأيدي سقاتِها
كأن بدوراً قد سعت بالفَراقد

تُرى عن يقين أَنتَ عندي مواصلي
بغير رقيب بعد ذاكَ التباعد

أم الشمس أهدتها إِلى يديَ السَما
فصافحتُها طبقَ الأَمانيِّ باليد

.....

[الحمدان]

خذ الحَظ واغنم من زَمانك ما صَفا
فما كُلُّ وَقتٍ دَهرُنا بالمساعد

وما العَيش إلا غَفوةٌ وانتباهةٌ
تَيَقَّظْ لما ترجو على رغمِ راقد

.....

[الحمدان]

إذا كلّمتني بالعيونِ الفَواترِ
جَعلتُ لها الأجفانَ قلبي وخاطري

وإن أَمرت أَمراً عَليَّ امتثالُه
رَددتُ عليها بِالدُموعِ البَوادرِ

ولم يَعلم الواشون ما كانَ بَينَنا
وَما تفعل الأَشجانُ بينَ السَرائرِ

لقد جهلت أَمري وعابوا تذلُّلي
وقد قُضِيَت حاجاتُنا في الضَمائرِ

.....

[الحمدان]

ألا لِيَقُل من شاء ما شاء إنما
هويتُ وما أسلو وما ليَ من عُذر

فدَعهم للومي ما استطاعوا فإنما
يُلامُ الفتى فيما استطاعَ من الأَمر

قضى اللَهُ حباً للملاحة فاصطبر
أو اجزع فلا منجاة من ذا الهَوى العُذْري

فسلّم لمن أحببته واقصر الهَوى
عليه فقد تجري الأُمورُ على قدر

.....

[الحمدان]

فَواللَه ما أَدرى أَأَحلامُ نائمٍ
وإلا خيالاً كان ذاكَ التَجَمُّعُ

وليلى وقد نادى منادي رحيلِنا
تجلّت لنا أَم كانَ في الرَكب يُوشعُ

.....

[الحمدان]

ولا بدّ من شَكوى إِلى ذي مروءة
يصونُك أن ترجو سِواه ويمنعُ

ترى الكَفَّ منهُ واللسان وقلبه
يواسيك أَو يسليك أَو يتوجّعُ

.....

[الحمدان]

صَدَحَ البلبل يشدو إنهُ صوت الحياة
كيف يا بلبل تشدو في زمانِ النكسات

صوتك الواعدُ يسري بيننا كالنسمات
يبعثُ الآمــال فينا ويعلمنا الثبـات

إنه البطل الشهـيد كالجبال الشامخات
أسـدٌ في الله يثري شامةٌ بين الكماة

في جنان الخلد يزهو يستعيد الذكريات
يرتشف من كلِّ عزمٍ وينالُ المكرمات

عاش في الدنيا غريباً بين أنياب الطغاة
عاش في الدنيا أسيراً أطلقته الطلـقات

رُبَّ أيامٍ قضاها في خِضَـمِّ المعمعات
لم يذق للـنوم طعماً لم يجد فيها الفتات

أيها البطـل المسجى في وقـارٍ وثبات
نَم قـرير العيـن أنعم إنَّ نصر الله آت

.....

[الحمدان]

‏قالوا بأنَّ القلبَ مثلُ زجاجةٍ
إنْ كُسِرتْ من ذا الذي يمحو الأثرْ

فاحذر بأن تؤذي مشاعر مسلمٍ
كَسْر ُ القلوب جريمةٌ لا تُغْتفرْ

.....

[الحمدان]

وقد يُبكِيكَ حالُ العسرِ يوماً
وعندَ اليُسرِ تَشعرُ بالسّعادةْ

فإن تكُ في همومٍ أو سرورٍ
تنل بـالصّبرِ والشّكرِ الإفادةْ

سيُكرمكَ الرّحيمُ بذاكَ فضلاً
تنالُ بهِ من الحُسنى زيادةْ

فسلّم ما ترى للهِ دوماً
ولا تقنط وأحسن في العبادةْ

.....

[الحمدان]

طيري إلى الغيمِ دوري حولَ كوكبِنا
لا تجلسي بينَنا فالأرضُ للبشرِ

أنتِ مدارٌ وفي عينيكِ ملحمةٌ
بين النجومِ وبين الشمسِ والقمرِ

.....

[الحمدان]

‏من أجمل ما جاء في العفو عن المحبوب
قولُ كُثيّر عزة :

هَنيئًا مَرِيئًا غَيرَ داءٍ مُخامِرٍ
لِعَزَّةَ مِن أَعراضِنا ما اِستَحَلَّتِ

أَسِيئي بِنا أَو أَحسِني لا مَلومَةً
لَدِينا وَلا مَقلِيةً إِن تَقَلَّت

[الحمدان]

‏‎وَأَكثَرُ مِن تَلقى يَسُرُّكَ قَولُهُ
وَلكِن قَليلٌ مَن يَسُرُّكَ فِعلُهُ

وَقَد كانَ حُسنُ الظَنِّ بَعضَ مَذاهِبي
فَأَدَّبَني هذا الزَمانُ وَأَهلُهُ

.....

[الحمدان]

‏وما الناسُ إلا كالديارِ وأهلُها
بها يومَ حلّوها وغدوًا بَلاقِعُ

وما المرءُ إلا كالشهابِ وضَوئهِ
يَحورُ رمادًا بعد إذ هو ساطعُ

وما البِرُّ إلا مُضمَراتٌ من التُقى
وما المالُ إلا مُعمَراتٌ ودائعُ

وما المالُ والأهلونَ إلا وَديعَةٌ
ولا بدّ يومًا أن تُرَدّ الودائعُ

لبيد بن ربيعة

[الحمدان]

لك الحمد يامولاي ماذا أسطّرُ
وذكرك للأرواح مسكٌ وعنبر

لك الحمد أن أهديت قلبي لتوبةٍ
من الذنب عن فعل القبيح وتستر

تجليت بالأسحار لمن بات قلبه
منيبًا وأواهًا وعيناه تقطرُ

.....

[الحمدان]

زُفَّت فواطمُ للطُّهورِ مُكرَّمًا
في موكبٍ تُحيي السَّما أملاكُهُ

جاء النبيُّ وباسمُه قد بشّروا
هذا عليٌّ زوجُها وملاكُهُ

يا فرحةَ الدنيا بليلةِ طُهرِها
قد أشرقتْ بنجومها أفلاكُهُ

فاطمُ وعليُّ وما أدراكَ ما
نَورانِ قد كمُلتْ بهم أخلاقُهُ

.....

[الحمدان]

أَلَا لا جَوًى مَسَّ الفُؤادَ كَذا الجَوى
وَلا ذَنبَ عِندي لِلزَّمانِ كَذا الذَّنبِ

خَلا مِنكَ طَرفي وَامتَلا مِنكَ خاطِري
كَأَنَّكَ مِن عَيني نُقلتَ إِلى قَلبي

.....

[الحمدان]

لا أَذكُرُ الدَهرَ يَومًا مِنكَ أَبهَجَني
وَالدَهرُ يَبعَثُ مِنّي الحُزنَ وَالعِبَرا

طَرفي يُحَسِّنُ لي شَخصًا أَضَرَّ بِهِ
كَأَنَّ طَرفي عَدوّي كُلَّما نَظَرَا

البحتري

[الحمدان]

بحياةِ عصياني عليكَ عواذلي
وبطاعتي فيك الهَوى أستشفعُ

وَبما رَعيتُ لَك الودادَ أَرومُه
إن كانَت القُربات عندك تَنفعُ

هل تذكرين ليالياً بتنا بها
والعُمرُ يحلو والمدام تشعشعُ

وأَنا وَأَنت كما أَراد لَنا الهَوى
لا أَنت باخلةٌ ولا أَنا أَقنعُ

.....

[الحمدان]

لا بُد للدَمع بعد الجَري أن يَقِفا
فطالما واجدٌ بعد السهادِ غَفا

وما عَلى أَهيفٍ بالدلِّ ممتنعٍ
وهبه ذابَ فؤادي عندَه أَسفا

وبي غَزال إذا صادفتُ غرَّتَهُ
رأَيتُ بدرَ الدَياجي قد سما شَرَفا

.....

[الحمدان]

رَوِّح فؤادَك من شميم حديقةٍ
راق المدامُ بها ورقَّ الساقي

وانظر تَرى أَغصانَها وزهورَها
تهدي الصفا لنواظرِ العشّاق

هي جَنّةٌ للمتقين وَمعبدٌ
للعابدين وزهرةُ المشتاق

روضٌ به تحيى النفوس فمسجدٌ
للصالحين ومهبطُ الفسّاق

.....

[الحمدان]

قالت وَقَد وَدّعتُها يا صاحبي
أَترى الزَمانَ يَسرُّنا بتلاقي

فأَجبتُها ويُعيد أَياماً خلت
ويَضمُّ مُشتاقاً إِلى مُشتاق

.....

[الحمدان]

دَنَت لوصالي بعد طُول التفرقِ
فيا لَيت شعري أين أَو كَيفَ نلتقي

وقالو حبيبي جاد لي بلقائه
ودونَ التلاقي كلُّ بيداءَ سملقِ

.....

[الحمدان]

أتيتك ربي مفعماً بالأسى وصْما
وقد قلّدتني شَقوتي بالعنا الإثما

سألتك صفحاً يوم لا تَنجعُ الأسما
بموقف ذلّي عند عزتك العظمى

بمخفيِّ سرٍّ لا أحيط به علما
أتيتك ربي خاضعاً ضمنَ توبتي

مقرّاً بما سودتُه من صحيفتي
تقبّل خضوعي وابتهالي وحسرتي

.....

[الحمدان]

الحزن يُظلِمُ أنفساً فيُضلُّها
عن منظر اللَه العلي على الورى

فتظلُّ تخبط في قنوطٍ موبِقٍ
فتَعافُ أن تقرا وأن تتذكرا

فيَصُدُّ عنها كلُّ حُسنِ عبادةٍ
حتى تظن بأنها لن تَظفرا

فكأنها وكأنه في ضمنها
دودٌ يَشُدُّ بنابه أن يَنخَرا

حتى يراها لا تروم وداعةً
وكذاك لا ترضى الكلام الأطهرا

فارضَى بحزنٍ ترتجيه بتوبةٍ
تظفرْ بطيب النفس منه بلا مرا

.....

[الحمدان]

لو تَفرِزُ الخيرَ من شرٍّ ومن شَعَثٍ
ما دام قلبك ممزوجاً به الغضبُ

عَمى البصيرةِ يُعمي العقلَ عن طرقٍ
يكون فيها الهدى والخير والأدبُ

لن تَفرِزَ الحق والبهتان في حِكَمٍ
يكون في ضمنها الإرشاد والعطب

إن شئت تهذيبَ من واخاك مفتدياً
عليك بالحلم لا بالغيظ تنتقب

اغضب على الهاجس المُردي ومُهجِسه
فهو الجدير بغيظٍ دَأبُه الرَأَب

وإن أغظت أخاً يوماً فسِرْ عجلاً
للصلح قبل أفول الشمس ذا يجب

.....

[الحمدان]

محبة المال أشقى ما بليتَ به
إن كنت يا راهباً يلهو بك القلقُ

فمن تَريَّبَ يوماً في أمانته
يسجدْ لدى صنم المال الذي يَمِقُ

فكلٌّ شرٍّ تؤدّينا طبيعتُنا
إليه إلّا سرور المال يا حَذِق

فلا تغرَّنْك أعوامٌ بها مرضٌ
ولا تهولنْك أتعابٌ بها فَرَق

فهذه خدعةُ المَحَّال يُهْجِسُها
كيما تُصَرَّ مُسرّاً ما به السبق

تذكَّرِ الآن ما قد قيل ممتثلاً
أصل الشرور هو الأموال لو تثق

.....

[الحمدان]

يهون علينا مسُّ نارٍ ذكيةٍ
ونسلَمُ من داء الزناء المعذِّبِ

جهادٌ عظيمٌ لا يطاق احتمالُه
على كل وانٍ للزناء مسبِّب

فأوله فكرٌ يليه تصوُّرٌ
ولذته تأتي بميلٍ مرغِّب

فإن كنت ذا صبرٍ فضَعفُك بينٌ
وإن كنت ذا هونٍ فغير مؤنَّب

صن الآن قلباً من لصوص هواجسٍ
منجِّسةٍ والفكرُ غير مهذَّب

كذاك الحواس الخمس إن كنت طاهراً
ترى اللَه يغطوها بحفظٍ مرتَّب

.....

[الحمدان]

تمسك على ثبتٍ بحبل قناعةٍ
فكم ألمٍ وافى يشيدُ بِبطنة

دع الجسم محتاج الكفاف تعفُّفاً
وأحسنُ منه دَحضُ طعمٍ ولذة

لإن نقاء النفس من كدر العمى
يكونُ بإمساكٍ وصومٍ وصحة

.....

[الحمدان]

كُلِّلَتْ بالمجد بِكرٌ قد غدت
في مصاف الرسْل نوراً وسلاما

خُصِّصت بالمجد حقّاً وسمت
وسمت يا صاح حقّاً أن تُساما

فرح الآبُ بفوز ابنته
وحباها الفخر إرثاً ومقاما

فرح الإبنُ بعليا أُمِّه
مذ رآها بلغت منه مراما

فرح الروحُ المعزّي مُذ رأى
عِرسَه الأملاكُ تهديها السلاما

.....

[الحمدان]

عُمْري بعُمر هَواكَ والعُمرُ الذي
قد مَرَّ قبلَ لقائِنا لا يُحْسَبُ

يا أيّها النبضُ المُسافرُ في دَمي
أفديكَ في روحي ولا أتَهَيَّبُ

لو تطلبِ القَلبَ المُتَيّمَ نِلتَهُ
فالموتُ حُبّاً فيكَ أحلى مطلبُ

إنْ كُنتُ أجْهَرُ في هَواكَ فلَمْ تكُنْ
شمسٌ بغربالِ التَكَتُّمِ تُحْجَبُ

عَجَباً أموتُ من الهوى وتشوّقي
والناسُ تنظُرُني ولا تتعجبُ

وأراكَ في الطيرِ المسافرِ والمدى
مثل الهوى ومداكَ فيهِ الأرحبُ

أهواكَ يا مَنْ في وجودكَ إنّني
بينَ الزهورِ وعطْرِها أتَقَلَّبُ

.....

[الحمدان]

فإن التي كانت لكم مهيعَ الهدى
وحصناً وسوراً تختشيه الرذائل

غدت في سماء اللَه أكبرَ شافعٍ
تشير الأيادي نحوها والأنامل

وقد رقيت فوق المتون إلى العلا
وقد بوركت فيها العلا والمنازل

.....

[الحمدان]

إذا كنت تخشى منكراً وحسابه
وتفزع من لقيا نكير وترهب

فلذ بالذي لو أذنب الناس كلهم
ولاذوا به لم يبق في الناس مذنب

.....

[الحمدان]

أشكو اليك عسى ترق لمهجة
دبت بها الأشواق أي دبيب

أوهت قواها يوم منعرج اللوى
لفتات مياس القوام رطيب

رشأ أقام قيامتي فنصيبه
مني الوداد وقل منه نصيبي

رشأ ليوسف في ملاحة وجهه
ينمى وينمى نسبة لشبيب

اصفيته محض الوداد وسامني
فيه هوانا عاذلي ورقيبي

.....

[الحمدان]

عيشـوا مع النَّـاس بالحسنى وباللِّينِ
لا تُرهقُـوا حالَكُم مع كل مسكينِ

من جَـاءَ جَاءَ ومن ولَّى فـلا حَرَج
الحبُّ دِينٌ ولا إكراه في الدِّين

.....

[الحمدان]

لَيْـسَ الجَمَـالُ جَمَـالَ وَجْهِكَ إِنَّـمَا
هُـوَ مَـا يَشِـعُّ سَنَـاهُ فِــي الأَعْمَـاقِ

فَالْبَــسْ كَمَــا تَبْغِـيْ فَأَجْمَـلُ حُلَّـةٍ
تِلْـكَ الَّتِـي نُسِجَـتْ مِـنَ الأَخْـلَاقِ

.....

[الحمدان]

غني كاسمه عن كل نعت
واكرم بالغني عن النعوت

جمال العالمين أبو جميل
قريب رجا النوال بعيد صيت

.....

[الحمدان]

قد كان دون البرايا لي أخو ثقة
أحله من فؤادي بين أفلاذي

وكنت أيقنت لا خلف بموعده
وان همته انجاز ميعادي

اقمت حولاً على الميعاد ارقبه
كما يؤمل برقا خلبا صادي

وحين حققت منه خلف موعده
فلم تثق بعده نفسي بميعاد

.....

[الحمدان]

أهم بأمر الحزم في كل موطن
فينبو ويكبو صارمي وجوادي

ومازلت أسعى للمعالي وأنثني
وقد حيل ما بيني وبين مرادي

.....

[الحمدان]

وهبني جلست على مسند
وترمقني عين من يحسد

حقيق به دون كل الأنام
أنا وحقيق بي المسند

.....

[الحمدان]

وإني من قوم يبين بطفلهم
من الحدس عنوان الرياسة في المهد

إذا لم يكن لي ناصر من بني أبي
فعزمي وحزمي يغنيان عن الحشد

إذا أدرك العليا همام بقومه
فنفسي تناجيني بادراكها وحدي

.....

[الحمدان]

لي بالثوية لو تواصل ظبية
بخلت علي بطيفها المعتاد

غناء لو اسرت فؤاد متيم
فيها فما لأسيرها من فاد

ودعتها والقلب من دهش النوى
في طاعة الاتهام والانجاد

لعبت بها الأيام بعد تمنع
وعدت عليها للزمان عوادي

.....

[الحمدان]

رام العذول بان اخفي الهوى سفها
ودون ما رامه حجب واستار

اخفي هواه ويبديه ومن عجب
يذيعه يا لقومي وهو ستار

.....

[الحمدان]

لا كف واكف غيث فيك قد وكفا
اكناف كوفان آبت منيتي وكفا

لم أنس ناعم عيش قد نعمت به
ومورد قد صفا لي من أهيل صفا

إذ فيك صرف زماني غافل سنة
عني وعن مجلسي طرف الرقيب غفا

.....

[الحمدان]

ومنكر قتل شهيد الورى
ووجهه ينبئ عن حاله

اللون لون المسك في خده
والريح ريح المسك من خاله

.....

[الحمدان]

وخيرية جاءت من الهند بغتة
وخص بها ظلماً أهيل النمارق

جرى قلم فيها وجف وقد جرت
على نهجه أقلام كل منافق

.....

[الحمدان]

إن قلبا أخفى الغرام زمانا
عاد فيه الهوى كما قد كانا

حركت ساكن التياعي بدور
ركب اللَه تحتها اغصانا

بي شموساً بدت بنعمان ليلا
فكست حلة الضحى نعمانا

شمت من بينهن ظبية خدر
سحبت للردى بنا اردانا

كنت من قبلها عزيزاً ولكن
ذقت ذلاً من حبها وهوانا

.....

[الحمدان]

وَمَا أنْسَ مِ الأشْيَاء لاَ أَنْسَ قَوْلَها
تَقَدَّمْ فَشَيِّعْنَا إلى ضَحْوَةِ الْغَدِ

فأصْبَحْتُ مِمَّا كَانَ بَيْنِي وبَيْنها
سِوَى ذِكْرِهَا كَالْقَابِضِ الْمَاء بِاليَدِ

الأحوص الأنصاري

[الحمدان]

ألم ترني من فرط شكٍّ وريبةٍ
أُري الناسَ حتى صاحبي نظرًا شزرا

لبستُ لباس الثعلبيِّين مكرَهًا
وغطّيت نفسًا إنما خُلقت نسرا

ومسّحتُ من ذيلِ الحَمام تملقًا
وأُنزِلتُ من عليا مكانته صقرا

وعُدتُ مليءَ الصدر حقدًا وقرحةً
وعادَت يدي من كلِّ ما أمّلَت صفرا

أقولُ اضطرارًا قد صبرتُ على الأذى
على أنني لا أعرف الحرَّ مضطرّا

.....

[الحمدان]

يا ربّ بصِّرْني بقصديَ إنني
أعمى إذا لمْ تهْدِني لِصوابي

فلقد علَتْني من هَوايَ غِشاوةٌ
زلَّتْ برِجلي حين لاح طِلابي

وتشابهَتْ في ناظرَيَّ طرائقي
وتقاعسَتْ عن مُنْتهايَ رِكابي

يا ربّ أدركني وزَكِّ بصيرتي
فلقد بلغْتُ من الشتات نِصابي

يا ربّ أَحْيِ مَوَاتَ قلبي واكْفني
عجْزَ المُرِيدِ وحَيرةَ المُرتابِ

.....

[الحمدان]

‏لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا
‏فيهتك النـاس ستـرا مـن مسـاويكا

‏واذكـر محاسن مـا فيهم إذا ذكروا
‏ولا تـعـب أحـــدا عـيــبـا بمـا فيـكـا

.....

[الحمدان]

يا آخذ الروح مني والفؤاد معا
وتارك الجسم رهن الشوق والمحن

لا أخذ الجسم حيث الروح عندكم
ولا مزية بعد الروح للبدن

.....

[الحمدان]

وَإِنّي عَلى هَذا الجَفاءِ لَصابِرٌ
لَعَلَّ حَبيبي بِالرِضى لِيَ راجِعُ

بهاء الدين زهير

[الحمدان]

عَتبتُ علىٰ نَاسٍ أضَاعوا موَدَّتِي
‏وَكلّ كريمٍ خانَهُ الصحبُ يعتب

.....

[الحمدان]

رحمك الله يا أنس الشريف...

مضى الصوت المجلجل حين صمتٍ
مضى صوت الأرامل والثكالى

شجاعًا عشت كم هُدّدت لكن
لصوت الظُّلم لم تترك مجالا

لإن كان الحديد سلاح قومٍ
فقد أبلغت في الحرب المقالَ

قتالًا كان ما أبلغتَ هلّا
تعلّم ناكصٌ منك القتالَ

فيا أنس الشريف سقاك غيثٌ
من البركات لا يجد انفصالا

عمّار البعجاوي

[الحمدان]

أرى طولَ الوصالِ أشدَّ حزنًا
إذا أفضَى إلى طولِ انقِطاعِ

تميم البرغوثي

[الحمدان]

أرى الناس ميالين نحو التمدن
فكل تراه ذا وجوه وألسن

يقولون إنا بالتمدن ترتقي
ولبس لهم إلا قشور التمدن

يريدون مثل الاجنبي ترقيا
وذاك محال منهم غير ممكن

.....

[الحمدان]

لقد رفضوا الشرع التدين ضلة
كأن الذي يرقى برفض التدين

يحبون بين الناس كل منافق
وكل شرير بالتهتك معلن

يحسن في تلك الزخارف وجهه
كأن مقادير الفتى بالتحسن

يحامي عن الاوطان جهلا بزعمه
ولم يحمها من نفسه بالتوطن

.....

[الحمدان]

تُخْفِي الِهَوَى وَتَِبِِيتُ اِلِلَّيْلَ في وَجَلِ
حَيْرانَ طَِرْفٍ بِعَدِّ الِنَِجْمِ مُِِشْتَغِلِ

تَِبْكِي بِِِدَمْعٍ عَلِِى الاََطْلالِ مُنْهَمِلِ
لَولا الِهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمِْعَاً عِلى طَلَلِ

.....

[الحمدان]

قَدْ صِِارَ سِِرُّكَ في أَهْل الهَوَى عَلَنا
وَأَنْتَ تُخْفِي الِّذِي أَخْفاكَ مِنْه عَنِا

وَكَمْ نَفَى عَنْكَ عُذْرِيُّ الِهَوَى وَسَنِِا
وَأَثْبَتَ الِِوَجِْدُ خَطَّيْ عَبْرَةٍ وَضَنا

مِثلَ الِبهارِ عِلِى خَدَّيكَ والعَنَِمِ
فَكَمْ تَِنُوحُ عَلى الاََطْلالِ وَالدِّمَنِ

.....

[الحمدان]

إِنّ المُحِبَّ عن العُذّالِ في صَمَم
فَكَم طَلائِعِ إِنْذارٍ وَكَم رُسُلِ

بَدَتْ بِفَوْدِي فَما أَقْصَرْنَ مِن أَمَلي
فَكَيفَ تَطْمَعُ في رُشْدِي بِعَذْلِكَ لِي

.....

[الحمدان]

إنّ الطَّعامَ يُقَوِّي شَهْوَةَ النَّهِمِ
فَلا تَذَرْها عَلى ما تَشْتَهِي هَمَلا

فَرُبَّ شَهْوَةِ نَفْسٍ قَرَّبَتْ أَجَلا
فَالنَّفْسُ طَوْعُ الفَتَى إِنْ جارَ أَوْ عَدَلا

فَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ إِنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلى
حُبِّ الرَّضاعِ وإِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ

.....

[الحمدان]

لِلْغَيِّ طَبْعَاً وَلِلاََْسْواءِ سائِمَة
فَافْطُنْ لَها وَهْيَ بِالطَّاعاتِ قائِمَةٌ

وَراعِها وَهْيَ في الاََعْمالِ سائِمَة
وإِنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تُسِمِ

كَم خاتَلَتْكَ وما زَالَتْ مُخاتِلَةًِ
تُولِيْكَ قَطْعَاً تَراها فِيهِ واصِلَةِ

كَم زَيَّنَتْ عِزَّةً بِالذُّلِّ شامِلَةًِ
كَم حَسَّنَتْ لَذَّةً لِلمَرْءِ قاتِلَةً

.....

[الحمدان]

وقد يهلكُ الإنْسانُ مِن وجهِ أمْنِهِ
وينجو بإذنِ اللهِ مِن حيثُ يَحْذَرُ

أبو العتاهية

[الحمدان]

زَعَمتُم بِأَنَّ الصَّبرَ أكرَمُ صَاحِبٍ
صَدَقتُمُ ولكن قد تَقضَّى بِهِ عُمرِي

.....

[الحمدان]

فَاضَ الدّلالُ مِن الدّلال تَخيّلُوا
‏كيفَ النّدَى فوقَ الزّهُورِ تكلّلا

.....

[الحمدان]

آياتُ حَقٍّ لاََِهْلِ الزَّيْغِ قامِعَةٌ
مِنها بُرُوقُ الهُدَى في الكَوْنِ لامِعَةٌ

فَالاِِنْسُ تَلْهَجُ والاََمْلاكُ صادِعَةٌ
والجِنُّ تَهْتِفُ وَالاََنْوارُ ساطِعَةٌ

والحَقُّ يَظْهَرُ مِن مَعْنىً وَمِن كَلِمِ
كَم بُشِّرُوا لَو يُلَقَّوْنَ الهُدَى بِنِعَمْ

وَأُنْذِرُوا لَو يُوَقَّوْنَ الرَّدَى بِنِقَمْ
لكِنَّهُمْ مِن عَمىً لَجُّوا بِهِ وَصَمَمْ

عَمُوا وَصَمُّوا فَإِعْلانُ البَشائِرِ لَمْ
يُسْمَعْ وبارِقَةُ الاِِنْذارِ لَمْ تُشَمِ

.....

[الحمدان]

تَعَلُّلاًَ بِأَباطيلٍ لَهُمْ كَذِبٍ
مِن بَعْدِ ما رَأَوُا الآياتِ مِن كَثَبٍ

وَبَعْدَ ما عايَنُوا في الاَُفْقِ مِن شُهُبٍ
مُنْقَضَّةٍ وَفْقَ ما في الاََرْضِ مِن صَنَمِ

هَوَتْ رُجُوماً فَوَجْهُ الوَحْيِ مُبْتَسِمٌ
عَنْ أَبْلَجٍ مِنْهُ شَمْلُ الدِّينِ مُنْتَظِمٌ

فَكُلُّ مُسْتَرِقٍ لِلسَمْعِ مُنْقَصِمٌ
حَتّى غَدا عَن طَرِيقِ الوَحْيِ مُنْهَزِمٌ

مِن الشَّياطِينِ يَقْفُو إِثْرَ مُنْهَزِمِ
رُمُوا مِن النَّجْمِ مُنْقَضَّاً بِتُرَّهَةٍ

.....

[الحمدان]

كَمْ أَنْعَشَتْ مَيْتَ إِمْلاقٍ سَماحَتُهُ
كَمْ أَبْرَأَتْ وَصِبَاً بِاللَمْسِ راحَتُهُ

وَأَطْلَقَتْ أَرِبَاً مِن رِبْقَةِ اللَّمَمِ
مَوْلىً لَهُ مِن لُبابِ المَجْدِ صَفْوَتُهُ

وَمِن مَنِيعٍ رَفِيعِ القَدْرِ صَهْوَتُهُ
أَماتَت الكُفْرَ وَالتَضْلِيلَ دَعْوَتُهُ

.....

[الحمدان]

قَدِيمَةٌ صِفَةَ المَوْصُوفِ بِالقِدَمِ
جاءَتْ تُبَشِّرُنا طَوْرَاً وَتُنْذِرُنا

حِرْصاً عَلَيْنا وَبِالعُقْبَى تُبَصِّرُنا
وَمِن مَصارِعِ عادٍ كَمْ تُحَذِّرُنا

.....

[الحمدان]

أَعْظِمْ بِمُعْجِزَةٍ لِلْوَعْدِ مُنْجِزَةٍ
وَفِيَّةٍ بِالمَعانِي الغُرِّ مُوْجَزَةٍ

لِمِلَّةِ الحَقِّ ما دامَتْ مُعَزِّزَةٍ
دامَت لَدَيْنا فَفاقَتْ كُلَّ مُعْجِزَةٍ

.....

[الحمدان]

لَقَد ظَفِرْتَ بِحَبْلِ اللهِ فَاعْتَصِمِ
كَم أَيْقَظَتْ لو دَعَتْ لَمّا دَعَتْ يَقِظا

واسْتَحْفَظَتْ لو أَصابَتْ مَن لها حَفِظا
فَكُنْ بِوَعْظٍ لَها إِنْ تَتْلُ مُتَّعِظا

.....

[الحمدان]

قَد تُنْكِرُ العَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِن رَمَدٍ
وَيُنْكِرُ الفَمُ طَعْمَ الماءِ مِن سَقَمِ

.....

[الحمدان]

يا خَيْرَ مَن أَمَّلَ الرَّاجِي سَماحَتَهُ
وَمَن لِجَدْواهُ مَدَّ الغَيْثُ راحَتَهُ

يا مَن بِه يَجِدُ المَكْرُوبُ راحَتَهُ
يا خَيْرَ مَن يَمَّمَ العافُونَ ساحَتَهُ

.....

[الحمدان]

بُشْرَى لَنا مَعْشَرَ الاِِسْلامِ إنَّ لَنا
مِن العِنايةِ رُكْنَاً غَيْرَ مُنْهَدِمِ

.....

[الحمدان]

أكرم بداع كرمنا في اطاعته
لَمّا دَعا اللهُ داعِينا لِطاعَتِهِ

بِأَكْرَمِ الرُسْلِ كُنّا أَكْرَمَ الاَُمَمِ
مَوْلىً بِهِ اللهُ أَصْفانا بِنِعْمَتِهِ

وَاخْتَصَّنا وَاصْطَفانا أَهْلَ مِلَّتِهِ
دَعا فَمُذْ بَلَغَتْ أَنْباءُ دَعْوَتِهِ

.....

[الحمدان]

يَرْمِي بِمَوْجٍ مِن الاََبْطالِ مُلْتَطِمٍ
كَم جَرَّ نَحْوَ العِدَى مِن فَيْلَقٍ لَجِبٍ

رَبِيطِ جَأْشٍ كَمَوْجِ البَحْرِ مُضْطَرِبٍ
يَرْمِي بِشُهْبٍ كَما تَنْقَضُّ مِن شُهُبٍ

.....

[الحمدان]

كَم قادَ أَرْعَنَ مَوّارَاً بِجائِحَةٍ
بِعُوَّمٍ في عُبابِ الآلِ طافِحَةٍ

يَسْطُو بِشُوسٍ مَصالِيتٍ جَحاجِحَةٍ
يَجُرَّ بَحْرَ خَمِيسٍ فَوقَ سابِحَةٍ

.....

[الحمدان]

فَيا لَنَفْسٍ تَمادَتْ في شَرارَتِها
لا تَرْعَوِي عَن قَبِيحٍ مِن زَعارَتِها

تَعْتاضُ عَن رِبْحِها أَشْنَى خَسارَتِها
فَيا خَسارَةَ نَفْسٍ في تِجارَتِها

.....

[الحمدان]

لَم تَشْتَرِ الدِّينَ بِالدُنْيا ولَم تَسُمِ
وَيا لاََِسْيانَ ساهِي القَلْبِ غافِلِهِ

مُسْتَبْدِلٍ حَقَّهُ جَهْلاًَ بِباطِلِهِ
يَبْتاعُ عاجِلَهُ الفانِي بِآجِلِهِ

.....

[الحمدان]

لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ
فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ

هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ
مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ

وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ
وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ

.....

[الحمدان]

أَينَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ
وَأَينَ مِنهُم أَكالِيلٌ وَتيجَانُ

وَأَينَ ما شادَهُ شَدّادُ في إِرَمٍ
وَأينَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ

وَأَينَ ما حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ
وَأَينَ عادٌ وَشدّادٌ وَقَحطانُ

.....

[الحمدان]

فَجائِعُ الدُهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ
وَلِلزَمانِ مَسرّاتٌ وَأَحزانُ

وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها
وَما لِما حَلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ

دهى الجَزيرَة أَمرٌ لا عَزاءَ لَهُ
هَوَى لَهُ أُحُدٌ وَاِنهَدَّ ثَهلانُ

.....

[الحمدان]

يا غافِلاً وَلَهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ
إِن كُنتَ في سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ

وَماشِياً مَرِحاً يُلهِيهِ مَوطِنُهُ
أَبَعدَ حِمص تَغُرُّ المَرءَ أَوطانُ

.....

[الحمدان]

يا أَيُّها المَلكُ البَيضاءُ رايَتُهُ
أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لا كانوا

يا راكِبينَ عِتاق الخَيلِ ضامِرَةً
كَأَنَّها في مَجالِ السَبقِ عقبانُ

وَحامِلينَ سُيُوفَ الهِندِ مُرهَفَةً
كَأَنَّها في ظَلامِ النَقعِ نيرَانُ

.....

[الحمدان]

‏لَقَد زِدتُ بِالأَيّامِ وَالناسِ خِبرَةً
وَجَرَّبتُ حَتّى هَذَّبَتني التَجارِبُ

.....

[الحمدان]

قد رأينا النارَ فيهم تشتعلْ
والمدى في قبضتِنا حينَ نزلْ

قد سمعنا صرخةَ الخوفِ الجليّ
من رُبى تلِّ العدوِّ المُشتعلْ

قد هربتم من لظى سيفِ الوليّ
مثل جمرٍ في رياحٍ تَنْفَعِلْ

قد رأينا القدسَ تبكي فرحَاً
والدُّجى من فوقِها باتَ يَزِلْ

.....

[الحمدان]

خيرَ البريةِ بعد أحمدَ من له
منِّي الهوى وإلى بنيةِ تطرُّبي

رُدّت عليهِ الشمسُ لما فاته
وقتُ الصلاةِ وقد دنتْ للمغربِ

حتى تبلّج نورُها في وقتِها
للعصرِ ثم هوت هُوِيَّ الكَوْكبِ

صهرُ النبيِّ وجارُه في مسجدٍ
طُهْرٍ بِطَيبَة للرسولِ مُطَيَّبِ

.....

[الحمدان]

كَتَبَ الإلهُ ليَغلِبَنَّ بجُندِهِ
ولَيَنصُرَنَّ الحقَّ والإيمانَا

فَلتضربوا الأعناقَ يَا حرّاسَنا
ولتَقطعوا لِلغاصِبينَ بَنَانا

فَكأنّما زُبُر الحَديدِ قلوبكم
رُصّوا الصّفوفَ واِرفعوا البُنيانا

واللهُ أيَّدَكم وسَدَّدَ رميَكم
فَامضُوا فإنَّ اللهَ لَن يَنسانَا

.....

[الحمدان]

قُل للحبيبِ الذي طالتْ قَطيعَتَهُ
ولجَّ في الهجرِ مع حُبي وإشفاقي

لَتَقرَعَنَّ عليَّ السِّنَّ مِنْ نَدَمٍ
إذا تذَكرتَ يوماً بَعضَ أخلاقِي

ظافر الحداد

[الحمدان]

إِنَّ المُحِبّينَ قَومٌ بَينَ أَعيُنِهِم
وَسمٌ مِنَ الحُبِّ لا يَخفى عَلى أَحَدِ

العباس بن الأحنف

[الحمدان]

عُمْري إلى التِّسْعينَ يَرْكُضُ مُسْرِعًا
والنَّفْسُ واقِفَةٌ على العِشْرِينَ

.....

[الحمدان]

لمّا ابتسمتَ تساقطت أحزاني
‏وعرفتُ بعد التّيهِ أين مكاني

‏فلتخبرني يا نهايةُ أدمُعي
‏كيفَ انتصرت على الأسى بثوانِ

‏وهدمت أسوار الدموعِ ببسمةٍ
‏وبنيت أفراحاً بغيرِ مباني

‏حبٌّ كبيرٌ في دواخلِنا نما
‏فإلى متى نخشى من الإعلانِ

.....

[الحمدان]

وغدًا سيجري دمعُ عينكَ فرحةً
وترى السَّحائب بالأماني أمطرتْ

وترى ظروفَ الأمسِ صارت بلسمَا
وهيَ التي أعيتك حين تعسرتْ

وتقول سُبحان الذِّي رفعَ البلاء
مِن بعدَ أنْ فُقدَ الرجاءُ تيِسرتْ

.....

[الحمدان]

وَمَـن عَـرَفَ الأَيّامَ مَعرِفَتي بِها
وَبِالناسِ رَوّى رُمحَهُ غَيرَ راحِمِ

فَلَيسَ بِـمَـرحـومٍ إِذا ظَفِـروا بِـهِ
وَلا في الرَدى الجاري عَلَيهِم بِآثِمِ

.....

[الحمدان]

أتُلامُ؟ نفسٌ في قناعَتِهَا وقد
أزِفَ الرحيلُ وكُلُّ نفسً فانيَةْ

.....

[الحمدان]

أَعِندكُم نَبَأ مِن أَهلِ أَندَلُسٍ
فَقَد سَرى بِحَدِيثِ القَومِ رُكبَانُ

كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم
قَتلى وَأَسرى فَما يَهتَزَّ إِنسانُ

ماذا التَقاطعُ في الإِسلامِ بَينَكُمُ
وَأَنتُم يا عِبَادَ اللَهِ إِخوَانُ

.....

[الحمدان]

يا رُبَّ أمٍّ وَطِفلٍ حيلَ بينهُما
كَما تُفَرَّقُ أَرواحٌ وَأَبدانُ

وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ برزت
كَأَنَّما هيَ ياقُوتٌ وَمُرجانُ

يَقُودُها العِلجُ لِلمَكروهِ مُكرَهَةً
وَالعَينُ باكِيَةٌ وَالقَلبُ حَيرانُ

لِمثلِ هَذا يذوبُ القَلبُ مِن كَمَدٍ
إِن كانَ في القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ

.....