هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

البيت الشعري الذي ألقاه الرئيس أحمد الشرع
في مؤتمر القمة الاسلامية من الأبيات:

متى تجمع القلب الذكي وصارماً
وأنفاً حمياً تجتبك المظالم ُ

متى تطلب المال الممنع بالقنا
تعش ماجداً أو تخترمك المخارمُ

وكنت إذا قومٌ غزوني غزوتهم
فهل أنا في ذا يالهمدان ظالمُ

فلا صلح حتى تقرع الخيل بالقنا
وتضرب بالبيض الرقاق الجماجمُ

ولا أمن حتى تغشم الحرب جهرة
عبيدة يوماً والحروب غواشم

[الحمدان]

قال ابن زيدون:

لَم نَعتَقِد بَعدَكُم إِلّا الوَفاءَ لَكُم
رَأيًا وَلَم نَتَقَلَّد غَيرَهُ دينا

ما حَقَّنا أَن تُقِرّوا عَينَ ذي حَسَدٍ
بِنا وَلا أَن تَسُرّوا كاشِحاً فينا

كُنّا نَرى اليَأسَ تُسلينا عَوارِضُهُ
وَقَد يَئِسنا فَما لِليَأسِ يُغرينا

بِنتُم وَبِنّا فَما اِبتَلَّت جَوانِحُنا
شَوقًا إِلَيكُم وَلا جَفَّت مَآقينا

نَكادُ حينَ تُناجيكُم ضَمائِرُنا
يَقضي عَلَينا الأَسى لَولا تَأَسّينا

حالَت لِفَقدِكُمُ أَيّامُنا فَغَدَت
سودًا وَكانَت بِكُم بيضًا لَيالينا

[الحمدان]

قال الفضل بن العباس:

اللهُ يعلَمُ أنَّا لا نُحِبُّكُمُ
وَلَا نَلُومُكُمُ أنَ لَا تُحِبُّونا

[الحمدان]

قال ابن الكيزاني:

أُصبحتُ مما بيَ لا أَدري
ماذا الذي أَصنَعُ في أَمري

إِن بحتُ لا آمَنُ من لائمٍ
والصبرُ قد ضاق به صدري

وقد تشفَّعْتُ إِليه بهِ
ولا يَرى شيئا سوى الغَدْرِ

لا حظَّ لي منه سوى صَدِّهِ
أَما لليل الصدِّ من فجْر

قتليَ بالسيف وإِن لم يَجُز
أَهْوَنُ من قتليَ بالهجرِ

[الحمدان]

قال لبيد بن ربيعة:

وَفِي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آَيَةٌ
تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدُ

[الحمدان]

قال المعتمد بن عباد:

القَلبُ قَد لجَّ فَما يُقصَرُ
وَالوَجدُ قَد جَلّ فَما يُستَرُ

وَالدَمعُ جارٍ قَطرهُ وابِلٌ
وَالجِسمُ بالٍ ثَوبُهُ أَصفَرُ

هَذا وَمَن أعشَقُهُ واصِلٌ
كَيفَ بِهِ لَو أَنَّهُ يَهجُر

[الحمدان]

وكنتُ إِذَا ما جئُت لَيْلَى تبرقعت
فقَد رابنى منها الغَدَاة سُفُورُها

....

[الحمدان]

قال المعتمد بن عباد:

يا مُعرِضًا عَنّي وَلَم أَجِن ما
يوجِبُ إِعراضًا وَلا هَجرا

قَد طالَ لَيلُ الهَجرِ فاِجعَل لَنا
بالوَصلِ في آخرِهِ فَجرا

[الحمدان]

قال صالح بن عبدالقدوس:

يُعطِيكَ مِن طَرَفِ اللِّسَانِ حَلَاوَةً
وَيَرُوغُ مِنكَ كَمَا يَرُوغُ الثَّعلَبُ

[الحمدان]

قال محمد بن سراج:

حَلَفَت لنا أن لا تخونَ عهودَنا
فكأنما حَلَفَت لنا أن لا تَفِي

[الحمدان]

قال ابو الفتح البستي:

لا تَستشِرْ غيرَ نَدْبٍ حازِمٍ يَقِظٍ
قدِ اسْتَوى مِنهُ إسْرارٌ وإعْلانُ

فللِتدابيرِ فُرْسانٌ إذا ركَضوا
فيها أبَرُّوا كما للِحَربِ فُرْسانُ

وللامُورِ مَواقيتٌ مُقَدَّرَةٌ
وكُلُّ أمرٍ لهُ حَدُّ ومِيزانُ

فلا تكُنْ عَجِلاً في الأمرِ تطلُبُه
فليسَ يُحمَدُ قبل النُّضْجِ بُحْرانُ

[الحمدان]

قال جرير:

طوى حَزَنًا في القلبِ حتى كأنَّمَا
بِهِ نَفْثُ سِحرٍ أو أشدُّ مِنَ السِّحرِ

[الحمدان]

قال أبو فراس الحمداني:

أراني وقومي فرقتنا مذاهبُ
وإن جمعتنا في الأصول المناسبُ

[الحمدان]

قال الشاب الظريف:

رَكَائِبُ سُهْدِي مِنْ قَراها المَدامِعُ
هَدَاهَا لَهيبٌ أَضْرَمَتْهُ الأَضالِعُ

أَبَيْتُ أَبِيتُ اللَّيْلَ إلَّا بِلَوعَةٍ
أَقَضَّتْ بِهَا وَجْدًا عَلَيَّ المَضاجِعُ

[الحمدان]

قال علي الحصري القيرواني:

أَقولُ لَهُ وَقَد حَيّا بِكَأسٍ
لَها مِن مِسكِ ريقَتِهِ خِتامُ

أَمِن خَدَّيكَ يعصرُ قالَ كَلّا
مَتى عُصِرَت مِنَ الوَردِ المُدامُ

[الحمدان]

قال سحيم بن وثيل:

أنَا ابنُ جَلَا وَطَّلَاعُ الثَّنَايَا
مَتَى أَضَعِ العِمَامَةَ تَعرِفُونِي

[الحمدان]

قال جرير يهجو قوما:

ولا يحذرونَ الشرَّ حتى يُصِيبَهُم
ولا يَعرِفُونَ الأمرَ إلا تَدَبُّرَا

إلا تدبرا: أي بآخِرِه

[الحمدان]

قال امرؤ القيس:

أَفَاطِمَ مَهلًا بَعضَ هَذَا التَّدَلُّلِ
وإن كُنتِ قد أزمَعْتِ صُرمِي فَأَجمِلِي

أَغَرَّكِ مني أنّ حُبَّكِ قَاتِلِي
وأنَّكِ مَهمَا تأمُرِي القَلبَ يَفعَلِ

وَإن تَكُ قَد سَاءَتكِ مني خلِيقَةٌ
فَسُلِّي ثِيَابِي مِن ثِيَابِكِ تَنسُلِ

وما ذَرَفَتَ عَينَاكِ إلا لِتَضرِبِي
بِسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ

[الحمدان]

قال ابن دانيال الموصلي:

حَسناءُ قَد كَمُلَتْ في حُسن صورَتها
فَحُسْنُها لم يَحزهُ قطُّ تَحسينُ

[الحمدان]

قال المعتمد بن عباد:

يا مَن تَعَرَّض لي يُريدُ مَساءَتي
لا تَعرضَنَّ فَقَد نُصِحتَ لمندمِ

مَن غَرّهُ مِنّي خَلائقُ سَهلَةٌ
فالسمّ تَحتَ ليان مَسّ الأَرقَمِ

[الحمدان]

قال الشاب الظريف:

أَوائِلُ حُبٍّ ما لَهُنّ أَواخِرُ
خَواطِرُ لا تَنْفكُّ عَنْهَا الخَواطِرُ

فَفِي الحُبّ مَعْنىً يَنْثَني عَنْكَ فِكْرهُ
وفِي القلبِ مَأْوىً يَلْتَوِي عَنْكَ نَاظِرُ

فَقلْبيَ في بَحْرِ الصَّبابةِ وَاقعٌ
غَرِيقٌ ولُبِّي في فَضَا الوَجْدِ طائِرُ

وَلي نَفَسٌ مِنْ لَوْعَتي مُتَصاعِدٌ
وَدَمْعي على شَطّ النَّوَى مُتَحادِرُ

أَبُوحُ وأُخْفِي هكذا سُنَّةُ الهَوَى
ولِلصَّبِّ في الشَّكْوَى عَذُولٌ وعَاذِرُ

وَلِلْوَجْدِ ما أَنْشَا لِسَاني ومَدْمَعِي
وَلِلْودِّ ما ضمَّت عليه السَّرائِرُ

[الحمدان]

قال ابن زريق البغدادي:

رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أُحسِنْ سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يَسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شُكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللهَ يَنزَعُهُ

[الحمدان]

قال البرعي:

إذا عهدوا فَلَيسَ لهم وَفاءُ
وان وعدوا فموعدهم هباءُ

وان أَرضيتهم غضبوا ملالا
وان أحسنت عشرتهم أَساؤوا

فطب نفسا جعلت فداك عنهم
وَلا تَبكي فَما يغني البكاء

[الحمدان]

قال بُجَير بن غنمة يمدح خليلا له:

ذاكَ خليلي وذو يُعاتِبُني
لا إحنَةٌ عِندَهُ وَلَا جَرِمَهْ

يَنصُرُني مِنكَ غَيرَ مُعتَذِرٍ
يرمي ورائي بِامسَهْمِ وَامسَلِمَهْ

[الحمدان]

قال قيس بن الملوح مجنون ليلى:

قضَاها لغيرِي وابتلاني بحُبِّها
فهَلّا بشيءٍ غيرِ ليلى ابتلانيا

[الحمدان]

قال محمود سامي البارودي:

غَلَبَ الْوَجْدُ عَلَيْهِ فَبَكَى
وَتَوَلَّى الصَّبْرُ عَنْهُ فَشَكَا

وَتَمَنَّى نَظْرَةً يَشْفِي بِهَا
عِلَّةَ الشَّوْقِ فَكَانَتْ مَهْلَكَا

يَا لَهَا مِنْ نَظْرَةٍ مَا قَارَبَتْ
مَهْبِطَ الْحِكْمَةِ حَتَّى انْهَتَكَا

نَظْرَةٌ ضَمَّ عَلَيْهَا هُدْبَهُ
ثُمَّ أَغْرَاهَا فَكَانَتْ شَرَكَا

غَرَسَتْ فِي الْقَلْبِ مِنِّي حُبَّهُ
وَسَقَتْهُ أَدْمُعِي حَتَّى زَكَا

آهِ مِنْ بَرْحِ الْهَوَى إِنَّ لَهُ
بَيْنَ جَنْبَيَّ مِنَ النَّارِ ذَكَا

كَانَ أَبْقَى الْوَجْدُ مِنِّي رَمَقًا
فَاحْتَوَى الْبَيْنُ عَلَى مَا تَرَكَا

إِنَّ طَرْفِي غَرَّ قَلْبِي فَمَضَى
فِي سَبِيلِ الشَّوْقِ حَتَّى هَلَكَا

[الحمدان]

قال محمود سامي البارودي:

يَا قَلْبُ مَا لَكَ لا تُفِيقُ
مِنَ الْهَوَى يَا قَلْبُ مَا لَكْ

أَوَمَا بَدَا لَكَ أَنْ تَعُودَ
عَنِ الصِّبَا أَوَ مَا بَدَا لَكْ

أَمْ خِلْتَ أَنَّ يَدَ الزَمَانِ
قَصِيرَةٌ عَنْ أَنْ تَنَالَكْ

هَيْهَاتَ صَدَّ بِكَ الْهَوَى
عَنْ أَنْ تَرِيعَ وَلَنْ أَخَالَكْ

سَلِّمْ أُمُورَكَ لِلَّذِي
أَنْشَاكَ مِنْ عَدَمٍ وَعَالَكْ

وَدَعِ التَّعَلُّقَ بِالْمُحَالِ
فَإِنَّهُ يَبْرِي مِحَالَكْ

فَعَسَاكَ تَنْزِعُ مِنْ يَدِ
الْأَهْوَاءِ يَا قَلْبِي حِبَالَكْ

[الحمدان]

قال محمود سامي البارودي:

إن المودةَ إن صحَّت غدت نسَبًا
بين الأباعدِ تُغنيهُم عنِ الرَّحِمِ

[الحمدان]

قال امرؤ القيس :

تَسَلَّت عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنِ الصِّبَا
وليسَ فؤادي عن هواها بِمُنسَلِ

[الحمدان]

قال المتنبي:

بادٍ هواكَ صبرتَ أم لم تَصبِرَا
وَبُكَاكَ إن لم يجرِ دمعُكَ أو جرى

كم غَرَّ صبرُكَ وابتسامُكَ صاحبًا
لما رآكَ وفي الحَشَا مَا لَا يُرَى

أمر الفؤادُ لِسَانَهُ وجفُونَهُ
فكَتَمْنَهُ وكفى بجسمِكَ مُخبِرَا

[الحمدان]

لعمركَ ما في اليأسِ ضرٌّ على الفتى
ولكنَّ آمالُ القلوبِ قواتِله

.....

[الحمدان]

قد عوَّدتك اللَّيالي الحُزن من صِغرٍ
حتى غدوتَ إلى الأحزانِ تنتسبُ

وردة اليازجي

[الحمدان]

لو كنتِ تدرينَ ما ألقاه من شجَنٍ
لكنتِ أرفقَ من آسى ومن صَفَحا

بشارة الخوري

[الحمدان]

بديعةُ حُسنٍ لو تراءت لكافرٍ
لسبَّح باسم الله جهرًا وكبَّرَا

.....

[الحمدان]

بَيْنِـي وبَيْن اللّـهِ عهْدٌ قاطِعٌ
أن لا أميلَ إذا استَمالَ زمانِي

.....

[الحمدان]

مَنْ لم يُجاهِد نَفسَهُ وَقتَ الصِّبَا
ضَـاعَتْ عليـهِ مَراتـبُ الأخْيَـارِ

.....

[الحمدان]

أَسِيرُ نَحوَ هَـلَاكِي غَيـرَ مُرتَـعِدِ
مَا عُدتُ مُكْتَرِثًا إِنْ أَمْطَرَتْ أَلَمًا

.....

[الحمدان]

‏لَعَمري لَئِن قَلَّت إِلَيكَ رَسائِلي
لَأَنتَ الَّذي نَفسي عَلَيهِ تَذوبُ

ابن زيدون

[الحمدان]

‏إنْ تحزني فالحزنُ رغم عيوبه
‏يغدو عليكِ مميّزًا وجميلًا

.....

[الحمدان]

وَهَل نَهنَأْ أَخي بِلَذيذِ عَيشٍ
وَإخوَتُنا بِغَزَّةَ جائِعينا

محمود آل جمعة

[الحمدان]

فَريدٍ عَنِ الأَحبابِ صَبٍّ دُموعُهُ
مَثانٍ عَلى الخَدَّينِ غَيرُ فَرائِدِ

.....

[الحمدان]

وعاندني الزمانُ وقلَّ صبري
وضاقَ بعبدكَ البلدُ الرحيبُ

البرعي

[الحمدان]

ولو أنّي خبأتُكَ في عيوني
إلى يومِ القيامةِ ما كفاني

.....

[الحمدان]

وما كُنتُ أهوى الدّارَ إلّا بِأهلِها
على الدّارِ بعدَ الراحِلينَ سلامُ

.....

[الحمدان]

فأَمّا العِتابُ فَبِالأَحِبَّةِ أَخلَقُ
والحُبُّ يَصلُحُ بِالعِتابِ ويَصدُقُ

.....

[الحمدان]

فَتاةٌ قَد كَسَاهَا الحُسنُ تاجًا
يُلَجلَجُ حِينَ يُبصِرُها الفَصِيحُ

.....

[الحمدان]

لستُ أنساكِ وقد ناديتني
بفمٍ عذبِ المناداة رقيق

ويد تمتد نحوي ك يدٍ
من خلال الموج مُدّت لغريق

آه يا قِبلة أقدامي إذا
شكتِ الأقدامُ أشواكَ الطريق

.....

[الحمدان]

أَلَيسَ عَجيبًا أَن نَكونَ بِبَلدَةٍ
كِلانا بِها يَشقى وَلا نَتَكَلَّمُ

.....

[الحمدان]

نشكو الظَّماءَ وما نشكوه عن عطشٍ
‏لكن لِغِلَّةِ قلبٍ باتَ محزونا

.....

[الحمدان]

من أينَ للحُسنِ البهيِّ خطيئةٌ
غيرَ اجتذابِ فؤادِ من يَهواهُ

.....

[الحمدان]

أنا جاهلٌ إلّا بأمرٍ واحدٍ
ما عالمي هذا بأهلِ تأنُّسِ

.....

[الحمدان]

تَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ خَوفَ فِراقِكُم
وَأَيُّ مَكانٍ لا يَضيقُ بِخائِفِ

.....

[الحمدان]

خَليلَيَّ لا وَاللَهِ ما مِن مُلِمَّةٍ
تَدومُ عَلى حَيٍّ وَإِن هِيَ اجَلَّتِ

فَإِن نَزَلَت يَوماً فَلا تَخضَعَن لَها
وَلا تُكثِرِ الشَكوى إِذا النَعلُ زَلَّتِ

فَكَم مِن كَريمٍ يُبتَلى بِنَوائِبٍ
فَصابَرَها حَتّى مَضَت وَاِضمَحَلَّتِ

وَكانَت عَلى الأَيّامِ نَفسي عَزيزَةٌ
فَلما رَأَت صَبري عَلى الذُلِ ذَلَّتِ

.....

[الحمدان]

في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد

عينان سوداوان في حجريهم
تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد

هل أنت إسبانية ساءلـتها
قالت وفي غـرناطة ميلادي

غرناطة وصحت قرون سبعة
في تينـك العينين بعد رقاد

وأمـية راياتـها مرفوعـة
وجيـادها موصـولة بجيـاد

ما أغرب التاريخ كيف أعادني
لحفيـدة سـمراء من أحفادي

وجه دمشـقي رأيت خـلاله
أجفان بلقيس وجيـد سعـاد

ورأيت منـزلنا القديم وحجرة
كانـت بها أمي تمد وسـادي

واليـاسمينة رصعـت بنجومه
والبركـة الذهبيـة الإنشـاد

ودمشق أين تكون قلت ترينه
في شعـرك المنساب نهر سواد

في وجهك العربي في الثغر الذي
ما زال مختـزناً شمـوس بلادي

في طيب جنات العريف ومائه
في الفل، في الريحـانزفي الكباد

سارت معي والشعر يلهث خلفه
كسنابـل تركـت بغيـر حصاد

يتألـق القـرط الطـويل بجيده
مثـل الشموع بليلـة الميـلاد

ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائي التاريـخ كـوم رمـاد

الزخـرفات أكاد أسمع نبـضه
والزركشات على السقوف تنادي

قالت هنا الحمراء زهو جدودن
فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي

أمجادها ومسحت جرحاً نـازف
ومسحت جرحاً ثانيـاً بفـؤادي

يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـت
أن الـذين عـنتـهم أجـدادي

عانـقت فيهـا عنـدما ودعته
رجلاً يسمـى طـارق بن زياد

نزار قباني

[الحمدان]

ولو أخّرتْ رجلي خطاها قطعتُها
وألقيتُ في كفِّ الرياحِ قيادي

فلا مُهجتي منّي إذا راعَها الشّقا
ولا الرأسُ منّي إنْ حنَتْه عوادي

ولا الروحُ مني إن تباكت وإن شكا
فؤادي أساهُ فهو ليسَ فؤادي

.....

[الحمدان]

ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه

ماذا أقول إذا راحت أصابعه
تلملم الليل عن شعري وترعاه

وكيف أسمح أن يدنو بمقعده
وأن تنام على خصري ذراعاه

غدا إذا جاء أعطيه رسائله
ونطعم النار أحلى ما كتبناه

حبيبتي هل أنا حقا حبيبته
وهل أصدق بعد الهجر دعواه

أما انتهت من سنين قصتي معه
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه

أما كسرنا كؤوس الحب من زمن
فكيف نبكي على كأس كسرناه

رباه أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء رباه

هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معا كنا قرأناه

على المقاعد بعض من سجائره
وفي الزوايا بقايا من بقاياه

ما لي أحدق في المرآة أسأله
بأي ثوب من الأثواب ألقاه

أأدعي أنني أصبحت أكرهه
وكيف أكره من في الجفن سكناه

وكيف أهرب منه إنه قدري
هل يملك النهر تغييرا لمجراه

أحبه لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه

الحب في الأرض بعض من تخلينا
لو لم نجده عليها لاخترعناه

ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه إني ألف أهواه

نزار قباني

[الحمدان]

مُزِجَت روحُكَ في روحي كَما
تُمزَجُ الخَمرَةُ بِالماءِ الزُلالِ

فَإِذا مَسَّكَ شَيءٌ مَسَّني
فَإِذا أَنتَ أَنا في كُلِّ حالِ

.....

[الحمدان]

أنا الغريبُ بأرضٍ لا أراكَ بها
الروحُ عندك إن ما سافرَ الجسدُ

في ضجة الناس بات الشوق يعزلني
كأنني في بلادٍ مابها أحدُ

.....

[الحمدان]

مـا هَبَّـتِ الريـحُ إِلّا هَزَّنـي الطَـرَبُ
إِذ كـانَ لِلقَلـبِ فـي مَرِّ الصَبا أَرَبُ

قَـد زُرتُكُـم وَعُيـونُ الخَطـبِ تَلحَظُني
شــَزراً وَتَعثُـرُ فـي آثـارِيَ النُـوَبُ

وَكَــم قَصــَدتُ بِلاداً كَـي أَمُـرَّ بِكُـم
وَأَنتُــمُ القَصــدُ لا مِصــرٌ وَلا حَلَـبُ

صفي الدين الحلي

[الحمدان]

‏كُلُّ الجِراحِ ستُنسى حينَ تلتئِمُ
إلّا الجِراحِ التي يأتي بها الكَلِمُ

جُرحُ اللسانِ شديدٌ في مرارتِهِ
يزدادُ سُمًّا إذا ما خطّهُ القلمُ

فاجعل لِسانِكَ في غمدٍ ليحفَظهُ
لا يجرحنَّ فؤاداً ليس يلتئِمُ

بين الشِفاهِ وأسنانٍ لتسجِنهُ
فلا نراهُ سِوى إن كُنتَ تبتسِمُ

.....

[الحمدان]

لِي قَلبًا تَمَلَّكَهُ الهَوَى
لَا العَيشُ يَحلُو لَهُ وَلَا المَوتُ يَقْرَبُ

كَعُصفُورَةٍ فِي كَفِّ طِفلٍ يُهِينُهَا
تُعَانِي عَذَابَ المَوتِ وَالطِّفلُ يَلعَبُ

فَلَا الطِّفلُ ذُو عَقلٍ يَرِقُّ لِحَالِهَا
وَلَا الطَّيرُ مَطلُوقُ الجَنَاحَينِ فَيَذهَبُ

قيس ليلى

[الحمدان]

وغرستُ حُبكِ في الفؤادِ وكلما
‏مضت السنينُ أراهُ دوماً يزّدهر

‏وأمامَ بيتكِ قد وضعتُ حقائبي
‏يوماً وودّعتُ المتاعبَ والسفر

‏وغفرتُ للأيامِ كُلَّ خطيئةٍ
‏وغفرتُ للدنيا وسامحتُ البشر

.....

[الحمدان]

اعتزلْ ذكرَ الأغاني والغزلْ
وقلِ الفصلَ وجانبْ مَنْ هزلْ

ودعِ الذكرى لأيامِ الصِّبا
فلأيامِ الصِّبا نجمٌ أفلْ

إنَّ أحلى عيشةٍ قضيتُها
ذهبتْ لذاتُها والإثمُ حلْ

واتركِ الغادةَ لا تحفلْ بها
تُمْسِ في عزٍّ وتُرْفَعْ وتُجَلْ

والهَ عنْ آلةِ لهوٍ أطربَتْ
وعنِ الأمردِ مرتجِّ الكفلْ

إن تبدّى تنكسفْ شمسُ الضّحى
وإذا ما ماسَ يزري بالأسلْ

زادَ إنْ قسناهُ بالبدرِ سنا
وعدلناهُ بغصنٍ فاعتدلْ

وافتكرْ في منتهى حسنِ الذي
أنتَ تهواهُ تجدْ أمراً جلَلْ

واتّقِ اللهَ فتقوى اللهِ ما
جاوزَتْ قلبَ امرئٍ إلاّ وصلْ

ليسَ مَنْ يقطعُ طرقاً بطلاً
إنما مَنْ يتّقِ اللهَ بطلْ

واهجرِ الخمرةَ إنْ كنتَ فتىً
كيفَ يسعى في جنونٍ مَنْ عقلْ

صدِّقِ الشرعَ ولا تركنْ إلى
رجلٍ يرصدُ بالليلِ زحلْ

حارتِ الأفكارُ في قدرةِ مَنْ
قدْ هدانا سبْلنا عزَّ وجلْ

كتبَ الموتَ على الخلقِ فكمْ
فلَّ مِنْ جَمْعٍ وأفنى منْ دُولْ

أينَ نمرودُ وكنعانُ ومَنْ
ملكَ الأمرَ وولّى وعزَلْ

أينَ عادٌ أينَ فرعونُ ومَنْ
رفعَ الأهرامَ مَنْ يسمعْ يخلْ

أينَ مَنْ سادوا وشادوا وبنوا
هلكَ الكلُّ ولمْ تغنِ القللْ

أينَ أربابُ الحجا أهلُ النّهى
أينَ أهلُ العلمِ والقومُ الأُوَلْ

سيعيدُ اللهُ كلاًّ منهمُ
وسيجزي فاعلاً ما قدْ فعلْ

أيْ بنيَّ اسمعْ وصايا جَمعتْ
حكماً خُصَّتْ بها خيرُ المللْ

اطلبِ العلمَ ولا تكسلْ فما
أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكسلْ

واحتفلْ للفقهِ في الدينِ ولا
تشتغلْ عنهُ بمالٍ أوْ خَوَلْ

واهجرِ النومَ وحصِّلْهُ فَمَنْ
يعرفِ المطلوبَ يحقرْ ما بذلْ

لا تقلْ قدْ ذهبَتْ أربابُهُ
كلُّ مَنْ سارَ على الدربِ وصلْ

في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى
وجمالُ العلمِ يا صاحِ العملْ

جمِّلِ المنطقَ بالنَّحوِ فَمَنْ
يُحرمِ الإعرابَ في النطقِ اختبلْ

وانظمِ الشعرَ ولازمْ مذهبي
فاطراحُ الرفدِ في الدنيا أقلْ

فهْوَ عنوانٌ على الفضلِ وما
أحسنَ الشعرَ إذا لمْ يُبتذلْ

ماتَ أهلُ الجودِ لم يبقَ سوى
مُقرفٍ أوْ مَنْ على الأصلِ اتكلْ

أنا لا أختارُ تقبيلَ يدٍ
قطعُها أجملُ مِنْ تلكَ القبلْ

إنْ تُجِزْني عنْ مديحي صرتُ في
رقِّها أوْ لا فيكفيني الخجلْ

أعذبُ الألفاظِ قولي لكَ خذْ
وأمرُّ القولِ قولي بِلَعَلْ

مُلْكُ كسرى عنهُ تغني كِسرةٌ
وعنْ البحرِ ارتشافٌ بالوشلْ

اعتبرْ نحنُ قَسَمْنا بينَهُمْ
تلقَهُ حقاً وبالحقِّ نَزَلْ

ليسَ ما يحوي الفتى عَنْ عزمِهِ
لا ولا ما فاتَ يوماً بالكسلْ

واتركِ الدنيا فمِنْ عاداتِها
تخفضُ العالي وتعلي مَنْ سَفلْ

عيشةُ الزاهدِ في تحصيلِها
عيشةُُ الجاهِدِ بلْ هذا أزلْ

كم جهولٍ وهْوَ مثرٍ مكثرٌ
وحكيمٍ ماتَ منها بالعللْ

كم شجاعٍ لم ينلْ منها غنى
وجبانٍ نالَ غاياتِ الأملْ

فاتركِ الحيلةَ فيها واتّئدْ
إنما الحيلةُ في تركِ الحيلْ

أيُّ كفٍّ لمْ تنلْ منها المنى
فبلاها اللهُ منهُ بالشللْ

لا تقلْ أصلي وفصلي أبدا
إنما أصلُ الفتى ما قدْ حصلْ

قدْ يسودُ المرءُ منْ غيرِ أبٍ
وبحسنِ السبكِ قَدْ يُنْفى الزغلْ

وكذا الوردُ منَ الشوكِ وما
ينبتُ النرجسُ إلا منْ بصلْ

معَ أني أحمَدُ اللهَ على
نسبي إذْ بأبي بكرِ اتصلْ

قيمةُ الإنسانِ ما يحسِنُهُ
أكثرَ الإنسانُ منهُ أوْ أقلْ

واكتمِ الأمرينِ فقراً وغنىً
واكسبِ الفلسَ وحاسبْ مَنْ بَطَلْ

وادّرعْ جداً وكداً واجتنبْ
صحبةَ الحمقى وأربابِ البخلْ

بينَ تبذيرٍ وبخلٍ رتبةً
فكلا هذينِ إنْ زادَ قتلْ

لا تخضْ في سبِّ ساداتٍ مضَوا
إنهمْ ليسوا بأهلٍ للزللْ

وتغافلْ عنْ أمورٍ إنَّهُ
لمْ يفزْ بالرفدِ إلاّ مَنْ غفلْ

ليسَ يخلو المرُْ عنْ ضدٍّ وإنْ
حاولَ العزلةَ في رأسِ جبلْ

غبْ عنِ النمّامِ واهجرْهُ فما
بلَّغَ المكروهَ إلاّ مَنْ نقلْ

دارِ جارَ الدارِ إنْ جارَ وإنْ
لمْ تجدْ صبراً فما أحلى النقلْ

جانبِ السلطانَ واحذرْ بطشَهُ
لا تخاصمْ مَنْ إذا قالَ فعلْ

لا تلِ الحكمَ وإنْ همْ سألوا
رغبةً فيكَ وخالفْ مَنْ عذَلْ

إنَّ نصفَ الناسِ أعداءٌ لمَنْ
وليَ الأحكامَ هذا إنْ عدلْ

فهْوَ كالمحبوسِ عنْ لذّاتِهِ
وكلا كفَّيْهِ في الحشرِ تُغَلْ

إنما النقصُ والاستثقالُ في
لفظةِ القاضي لوعظٍ ومثلْ

لا توازى لذَّةُ الحكمِ بما
ذاقَها المرءُ إذا المرْ انعزلْ

والولاياتُ وإنْ طابتْ لمَنْ
ذاقَها فالسمُّ في ذاكَ العسلْ

نَصَبُ المنصبِ أوهى جَلَدي
وعنائي منْ مداراةِ السفلْ

قصِّرِ الآمالَ في الدنيا تفزْ
فدليلُ العقلِ تقصيرُ الأملْ

إنَّ مَنْ يطلبهُ الموتُ على
غرّةٍ منهُ جديرٌ بالوجلْ

غِبْ وزُرْ غِبّاً تزدْ حباً فَمَنْ
أكثرَ التردادَ أضناهُ المللْ

خذْ بنصلِ السيفِ واتركْ غِمْدَهُ
واعتبرْ فضلَ الفتى دونَ الحللْ

حبُّكَ الأوطانَ عجزٌ ظاهرٌ
فاغتربْ تلْقَ عنِ الأهلِ بدلْ

فبمكثِ الماءِ يبقى آسناً
وسُرى البدرِ بهِ البدرُ اكتملْ

أيها العائبُ قولي عبثاً
إنَّ طيبَ الوردِ مؤذٍ بالجُعَلْ

عدِّ عَنْ أسهمِ لفظي واستترْ
لا يصيبنَّكَ سهمٌ مِنْ ثُعَلْ

لا يغرنَّكَ لينٌ مِن فتى
إنَّ للحيّاتِ لينٌ يُعتزَلْ

أنا مثلُ الماءِ سهلٌ سائغٌ
ومتى سُخِّنَ آذى وقتلْ

أنا كالخيزورِ صعبٌ كسرُهُ
وهْوَ لدْنٌ كيفما شئتَ انفتلْ

غيرَ أني في زمانٍ مَنْ يكنْ
فيهِ ذا مالٍ هوَ المولى الأجلْ

واجبٌ عندَ الورى إكرامُهُ
وقليلُ المالِ فيهمْ يُستقلْ

كلُّ أهلِ العصرِ غمرٌ وأنا
منهمُ فاتركْ تفاصيلَ الجملْ


لامية ابن الوردي

[الحمدان]

‏اِقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً
إِن بَرَّ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا

فَقَد أَطاعَكَ مَن أَرضاكَ ظاهِرُهُ
وَقَد أَضَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا

خَيرُ الخَليلَينِ مَن أَغضى لِصاحِبِهِ
وَلَو أَرادَ اِنتِصاراً مِنهُ لَاِنتَصَرا

البحتري

[الحمدان]

‏"تركتُ جميعَ النَّاسِ فيكَ محبَّةً
فيا ليتَ بعضَ النَّاسِ لي تركوكَ

.....

[الحمدان]

‏ستَندَمُ إِنْ رَحلْتَ بِغيرِ زَادٍ
وتَشقَى إِذ يُنادِيكَ المُنادِي

أَتَرضَى أَنْ تَكُونَ رفِيقَ قومٍ
لهُم زَادٌ وَأَنتَ بِغَيرِ زَادِ

.....

[الحمدان]

‏والوقْتُ أَنْفَسُ ما عَنِيتُ بِحِفْظِهِ
وَأَرَاهُ أسهَلَ ما عليك يَضِيعُ

يحيي بن هبيرة

[الحمدان]

‏فَلا تَأمَن عَلَى سِرٍّ حَبيباً
فَقَد يَأتي العَدُوُّ مِنَ الحَبيبِ

البارودي

[الحمدان]

‏إذا ألقى الزمانُ عليكَ شرًّا
وصارَ العيشُ في دُنياكَ مُرًّا

فلا تجزَع لحالِكَ بل تذكَّر
كم أمضيتَ في الخيراتِ عُمرًا

وإن ضاقَت عليكَ الأرضُ يومًا
وبِتَّ تأنُّ من دُنياكَ قهرًا

فربُّ الكونِ ما أبكاكَ إلَّا
لِتعلَمَ أنَّ بعدَ العُسرِ يُسرَا

.....

[الحمدان]

‏شبِيهةُ البدرِ مُذ بانت مَحاسنُها
تبدّد الوصفُ فيما قلتُ مِن غزلِ

يغارُ مِن ثَغرِها الريحانُ إن ضحكت
فيَرسُم الوَرد بين الثَّغْرِ والمُقَلِ

عِقدٌ مِنَ اللؤلؤ المفتون يَحرُسُه
ثغرٌ مِن الشَّهدِ والنّعناع والعسلِ

أناظرُ الوقت كي أحظى بطَلّتِها
فيقتل الصمتُ منها رقّةَ الجُمَلِ

.....

[الحمدان]

وَقَيَّدتُ نَفسي في ذَراكَ مَحَبَّةً
وَمَن وَجَدَ الإِحسانَ قَيداً تَقَيَّدا

المتنبي

[الحمدان]

‏لا تَقطَعن ذَنَب الأفعى وتُرسِلُها
إن كنت شهماً فألحِق رأسها الذَّنَبا

.....

[الحمدان]

‏يَا رَبُّ شَيئًا جَمِيلًا لِي يُفَاجِئُنِي
وَلَم يَكُن أبدًا فِي طَيِّ حُسبَانِي

آمين

[الحمدان]

أتذكرين قُبيل الفجرِ مجلسنا
‏كأنما النجمُ عقدٌ بين أيدينا

‏نبوحُ لليلِ عن أسرارِ قصّتنا
‏بِتنا نسلّيهِ والذكرى تُسلينا

‏لم يبقَ شيءٌ من الذكرى نخبّئه
‏إلا الحنين ودمع في مآقينا

‏كنا بوصلٍ فأمسى الوصل أمنية
‏متى سنبلغ يا قلبي أمانينا

.....

[الحمدان]

‏فإنَّ الموتَ أشرفُ من حياةٍ
يكون بها الهوانُ لنا قَرينا


أحمد تقي الدين

[الحمدان]

ما كان هجراً ولا كِبراً وليس أذى
أستغفر اللهَ هل أقوى فأؤذيكَ

كانت ظروفًا ثِقالاً لو علمت بها
تبكي عليَّ كما أبكي وأبكيكَ

.....

[الحمدان]

إلى رَبي وَليسَ إليّ سِواه
مَددتُّ يديَّ مرتجيًا رضاه

كريمٌ لا يَرُدّ سُؤال عَبدٍ
وما مَنع العَطيّة مَن رجاه

إليك المُشتكى لا مِنك ربي
وأنت لحادثات الدَّهر حسبي

تُروّي غِلّتي وترمّ حالي
وتؤمّن روعَتي وتزيل كربي

سبحانه

[الحمدان]

عِش راضيًا ومسامحًا ونَبيلا
‏واتــرُك حديثًا لـلرواةِ جَـميـلا

.....

[الحمدان]

قُل للطَبيبِ الذي قد جاءَ لِيُسعفُنا
لا تَهدرْ الوقتَ ليسَ الجرحُ بالبَدنُ

.....

[الحمدان]

أَبِيتُ لِوَحدِي فِي لَيلٍ بِلَا قَمَر
يَانُورَ بَدرِي هَل ضَيّعتَ عُنوَانِي

.....

[الحمدان]

هوَ العراقُ سَليلُ المَجدِ والحَسَبِ
هوَ الذي كلُّ مَن فيهِ حَفيدُ نَبي

كأنَّما كبرياءُ الأرض ِأجمَعِها
تُنْمَى إليهِ فَما فيها سِواهُ أبي

هوَ العراقُ فَقُلْ لِلدائراتِ قِفي
شاخَ الزَّمانُ جَميعا ًوالعراقُ صَبي

.....

[الحمدان]

وهجَرتهُ كَي أستَريح مِن العَنا
فوَجدتهُ في غُربَتي وغِيابِي

.....

[الحمدان]

عيناكِ مُتكئي إن مسَّني أرقُ
‏فكيف يغفو على أهدابِها قلقُ

.....

[الحمدان]

‏يا أيّها العمرُ السريعُ خذلتني
‏ووضعتَ أحمالاً على أحمالي

‏خذني إلى عمر الصغار لأنني
‏لم أنتهِ من ضحكةِ الأطفالِ

.....

[الحمدان]

‏بِاللَهِ لا تَقطَعوا عَنّا رَسائِلَكُم
فَإِنَّ فيها شِفاءَ القَلبِ وَالبَصَرِ

وَآنَسونا بِها إِن عَزَّ قُربُكُمُ
فَالأُنسُ بِالسَمعِ مِثلُ الأُنسِ بِالنَظَرِ

.....

[الحمدان]

‏يا من تركتَ يَدي عمدًا إنني
قد ضِعتُ مني حِينما أفلَتّني

ولقد بَقيتُ للحظَتي مُستَيقظًا
تبًا وأنتَ تنامُ مُنذ خَذلتَني

.....

[الحمدان]

قَعَدَ الراضونَ بِالذُلِّ فَقُم
إِنَّما الماضي إِذا هَمَّ عَزَم

ما مُقامي غَيرُ مُمضي نِيَّةٍ
دائِباً أَهدُرُ كَالفَحلِ السَدِم

أَعرِضُ الآمالَ مَشفوفاً بِها
ثُمَّ أَنساها إِذا الخَطبُ أَلَمّ

.....

[الحمدان]

لا أَلومُ الهَمَّ إِن لازَمَني
فَهُمومُ المَرءِ يَبعَثنَ الهِمَم

لَستُ بِالواني وَلَكِنّي فَتىً
ظَلَمَتهُ نائِباتٌ فَاِنظَلَم

وَزَمانٌ شُرَّعٌ أَنيابُهُ
أَبَداً يَعرُقُنا عَرقَ السَلَم

المَعازيلُ كِرامٌ عِندَهُ
وَالمَناجيبُ كَمَلفوظِ العَجَم

.....

[الحمدان]

خَضَعَ الدَهرُ لَنا ثُمَّ نَبا
وَكَذا الدَهرُ إِذا سافَ عَذَم

أَنا مِن أَبنائِهِ في مَعشَرٍ
يَتَواصونَ بِإِخفارِ الذِمَم

إِن طَواني الغَيبُ عَن أَلحاظِهِم
مَزَقّوا عِرضِيَ تَمزيقَ الأَدَم

لا يُلاقونِيَ إِلّا خائِضاً
أَخطُمُ الأَقوالَ مِنهُم وَأَزُمّ

.....

[الحمدان]

أَبقَتِ الأَيّامُ مِنّي صَعدَةً
تَزبُنُ العاجِمَ عَنها إِن عَجَم

وَإِذا زَعزَعَها الدَهرُ سَمَت
لَدنَةً تَنمي عَلى طولِ القِدَم

.....

[الحمدان]

نَحنُ قَومٌ قَسَمَ اللَهُ لَنا
بِالرَزايا وَرَضينا بِالقَسَم

إِنَّما قَصَّرَ مِن آجالِنا
أَنَّنا نَأنَفُ مِن مَوتِ الهَرَم

نِصفُ عَيشِ المَرءِ حُلمٌ وَالَّذي
يَعقِلُ العاقِلُ مِنهُ كَالحُلُم

.....

[الحمدان]

ما إِن رَأَيتُ كَمَعشَرٍ صَبَروا
لِقَوارِعِ اللَزَباتِ وَالأَزمِ

بَسَطوا الوُجوهَ وَفي ضُلوعِهِمُ
حُرَقُ الجَوى وَمَآلِمُ الكَلمِ

جَمَحَت بِهِم خَيلُ الأَسى فَثَنوا
أَعناقَها بِأَعِنَّةِ الحَزمِ

.....

[الحمدان]

لَأَستَمطِرَنَّ العِزِّ نُفساً مُريغَةً
وُرودَ عَلاءٍ أَو وُرودَ حِمامِ

وَأَستَنزِلَنَّ المَجدَ مِن قُذُفاتِهِ
وَلَو كانَ أَعلى يَذبُلٍ وَشَمامِ

مَلَلتُ مُقامي غَيرَ شَكوى خَصاصَةٍ
وَإِنّي لِأَمرٍ ما أَمَلُّ مُقامي

.....

[الحمدان]

وَلَستُ بِراضٍ عَن مَنازِلَ جَمَّةٍ
أَمُرُّ بِها في الأَرضِ مَرَّ لَمامِ

سِوى مَنزِلٍ حَصباءُ أَرضي بِجَوِّهِ
نُجومٌ وَأَظلالُ الغَمامِ خِيامي

فَذاكَ مَكاني إِن أَقَمتُ بِمَنزِلٍ
وَإِلّا فَفي أَيدي الطِلابِ زِمامي

خَفيفٌ عَلى ظَهرِ الجَوادِ تَسَرُّعي
ثَقيلٌ عَلى هامِ الرِجالِ قِيامي

.....

[الحمدان]

مَتى أَنا قائِمٌ أَعلى مَقامِ
وَلاقٍ نورَ وَجهِكَ بِالسَلامِ

وَمُنصَرِفٌ وَقَد أَثقَلتَ عِطفي
مِنَ النَعماءِ وَالمِنَنِ الجِسامِ

وَلي أَمَلٌ أَطَلتُ الصَبرَ فيهِ
لَوَ أَنَّ الصَبرَ يَنقَعُ مِن أُوامي

وَما خِفتُ النَوائِبَ تَرتَمي بي
وَقَد أَقعى بِجامِحِها لِجامي

.....

[الحمدان]

إِذا ما المَرءُ صامَ مِنَ الدَنايا
فَكُلُّ شَهورِهِ شُهرُ الصَيامِ

أَلانَ جَذَبتَ مِن أَيدي اللَيالي
عِناني وَاِشتَمَلتَ عَلى زَمامي

فَما أَخشى الزَمانَ وَلَو تَلاقَت
يَداهُ مِن وَرائي أَو أَمامي

وَلا سيما وَقَد أَمسى عَليٌّ
ظَهيري وَالسَفيرَ إِلى إِمامي

.....

[الحمدان]

إِنَّ المَنايا مُغِرّاتٌ لِأَنفُسِنا
وَإِن أَمَدَّت بِأَعوامٍ وَأَعوامِ

نَسعى بِأَقدامِنا عَنها فَتُدرِكُنا
سَبقَ الجِيادِ وَما تَسعى بِأَقدامِ

.....

[الحمدان]

إِنَّ الحَياةَ وَإِن غَرَّت مَخائِلُها
ظِلٌّ وَإِنَّ المُنى أَضغاثُ أَحلامِ

نامي البَقاءِ إِلى الذاوي تَراجُعُهُ
كُلّاً وَلا يَرجِعُ الذاوي إِلى النامي

.....

[الحمدان]

أَينَ المَراتِبُ وَالدُنيا عَلى قَدَمٍ
مَوقوفَةٌ بَينَ أَرماحٍ وَأَقلامِ

مَضى وَلَم يُغنِ ما عَدَّدتُ عَنهُ وَلا
كَسبُ العُلى وَاِجتِنابُ اللَومِ وَالذامِ

وَعادَ أَعظَمُ مَن في جَيشِهِ جُرَةً
وَلَيسَ يَملِكُ إِلّا عَضَّ إِبهامِ

.....

[الحمدان]

يَموتُ قَومٌ فَلا يَأسى لَهُم أَحَدٌ
وَواحِدٌ مَوتُهُ حُزنٌ لِأَقوامِ

سَقى الحَيا مِنكَ أَوصالاً مُفَرَّقَةً
فيها مَجامِعُ إِجلالٍ وَإِعظامِ

.....

[الحمدان]

لِلَّهِ دَرُّكِ مِن غَرّاءَ أَحرَزَها
مَوسومَةً قَلبُ ضِرغامٍ لِضِرغامِ

قَد كِدتُ أَعقِلُها لَولا مُحافَظَةً
عَلى يَدٍ سَلَفَت مِنهُ وَإِنعامِ

.....

[الحمدان]

اِذهَب كَما ذَهَبَ البَدرُ اِستَبَدَّ بِهِ
بِرُغمِ أَعيُنِنا جِلبابُ إِظلامِ

فَما لِدارِكَ مِنّا غَيرُ مَقلِيَةٍ
وَلا لِقُربِكَ مِنّا غَيرُ إِلمامِ

.....

[الحمدان]

رَأَت شَعَراتٍ في عِذارِيَ طَلقَةً
كَما اِفتَرَ طِفلُ الرَوضِ عَن أَوَّلِ الوَسمي

فَقُلتُ لَها ما الشَعرُ سالَ بِعارِضي
وَلَكِنَّهُ نَبتُ السِيادَةِ وَالحِلمِ

يَزيدُ بِهِ وَجهي ضِياءً وَبَهجَةً
وَما تُنقَصُ الظَلماءِ مِن بَهجَةِ النَجمِ

.....

[الحمدان]

أَرى نَفسي تَتوقُ إِلى النُجومِ
سَأَحمِلُها عَلى الخَطَرِ العَظيمِ

وَإِنَّ أَذى الهُمومِ عَلى فُؤادي
أَضَرُّ مِنَ النُصولِ عَلى أَديمي

وَإِنّي إِن صَبَرتُ ثَنَيتُ قَلبي
عَلى طَرفٍ مِنَ البَلوى أَليمِ

وَلي أَمَلٌ كَصَدرِ الرَمحِ ماضٍ
سِوى أَنَّ اللَيالي مِن خُصومي

.....

[الحمدان]

إِذا ما حاجَةٌ قُضِيَت بِسَيفي
شَكَرتُ لَها يَدَ اللَيلِ البَهيمِ

وَيَعرِفُني العَدُوُّ بِوَقعِ رُمحي
إِذا ما الوَجهُ مُوَّهَ بِالسُهومِ

وَما لي هِمَّةٌ إِلّا المَعالي
وَذَبُّ الضَيمِ عَن نَسبٍ صَميمِ

وَقودُ الخَيلِ تَركَعُ مِن وَجاها
وَقَد غَلَبَ النَجيعُ عَلى الكُلومِ

.....

[الحمدان]

تُريني الشَمسَ أَوَّلَ مَن يَراها
وَآخِرُ شَأوِها طَلَقُ الظَليمِ

وَحَثُّ العيسِ تَستَلِبُ الفَيافي
بِإِملاءِ الذَميلِ عَلى الرَسيمِ

جَزَعنَ اللَيلَ وَالأَفاقُ خُلسٌ
كَأَنَّ نُجومَها نَغلُ الأَديمِ

وَأَبلَجَ مِثلَ فَرقِ الرَأسِ نَهجٍ
قَطَعنَ وَما قَلِقنَ مِنَ السُؤومِ

وَماءٍ قَد تَخَفَّرَ بِالدَياجي
عَنِ الطُرّاقِ وَالسَلَمِ المُقيمِ

.....

[الحمدان]

أَرى الأَيّامَ عادِيَةً عَلَينا
بِبيضٍ مِن نَوائِبِها وَشيمِ

يُضِلُّ نُفوسَنا داءٌ عُقامٌ
فَيُسلِمُنا إِلى أَرضٍ عَقيمِ

وَنُتبِعُ بِالدُموعِ وَأَيُّ دَمعٍ
يُجيرُ وَلَو أَقامَ عَلى السُجومِ

وَيُفرِدُنا الزَمانُ بِلا قَريبٍ
يُذُمُّ مِنَ الزَمانِ وَلا حَميمِ

وَنَلقى قَبلَ لُقيانِ المَنايا
رِماحَ الداءِ تَطعَنُ في الجُسومِ

.....

[الحمدان]

هِيَ ما عَلِمتَ فَهَل تُرَدُّ هُمومُها
نُوَبٌ أَراقِمُ لا يُبِلُّ سَليمُها

أَرواحُنا دَينٌ وَما أَنفاسُنا
إِلّا قَضاءٌ وَالزَمانُ غَريمُها

فَلِأَيِّ حالٍ تَستَلِذُّ نُفوسُنا
نَفَحاتِ عَيشٍ لا يَدومُ نَعيمُها

.....

[الحمدان]

يَمضي الزَمانُ وَلا نُحِسُّ كَأَنَّهُ
ريحٌ تَمُرُّ وَلا يُشَمِّ نَسيمُها

لَم يَشفَعِ الدَهرُ الخَؤونُ لِمُهجَةٍ
في العُمرِ إِلّا عادَ وَهوَ خَصيمُها

وَكَأَنَّما الدُنيا الغَرورَةُ بُردَةٌ
بِيَدَي بِلىً وَيَروقُنا تَسهيمُها

.....

[الحمدان]

يا دَهرُ كَم أَسهَرتَني مِن لَيلَةٍ
قَد كُنتُ فيكَ أَنامُها وَأُنيمُها

وَالأَرضُ دارٌ لا يَلَذُّ نَزيلُها
عُمرَ الزَمانِ وَلا يَذيمُ مُقيمُها

كَم باعِ أَبّاءٍ تَفُلَّ بُطونُها
وَأَديمِ جَبّارٍ يَقُدُّ أَديمُها

.....

[الحمدان]

صَبراً فَما اِعتاضَ المُصابُ كَصَبرِه
شَيئاً إِذا غَمَرَ القُلوبَ هُمومُها

في الذاهِبِ المَوروثِ سَلوَةُ وارِثٍ
وَأَمَرُّ ما وَرِثَ الرِجالُ غُمومُها

.....

[الحمدان]

إِن كانَ رُزؤُكَ ذا جَسيماً فَالَّذي
يُنمى إِلَيكَ مِنَ الأُمورِ جَسيمُها

وَلَأَنتَ أَنجَدُ صابِرٍ لِمُلِمَّةٍ
وَأَعَزُّ مَن يَنجابُ عَنهُ أَرومُها

لِلنَإِباتِ مِنَ الرِجالِ جَريئُها
يَومَ اللِقاءِ وَلِلعَظيمِ عَظيمُها

.....

[الحمدان]

بِعاداً لَمَن صاحَبتُ غَيرَ المُقَوَّمِ
وَبُعداً لِكُلِّ الرَيِّ إِلّا مِنَ الدَمِ

إِذا ظُلَمٌ لَم أَمضِ فيها عَزيمَةً
فَساعَةُ لَيلي مِثلُ حَولٍ مُجَرَّمِ

وَمِن شَغَفي بِالطَعنِ أَغدو وَذابِلي
إِذا قَلَّ جُرمٌ مالَ بي في التَجَرُّمِ

وَما أَنا مِمَّن يَقبَلُ الطَعمَ قَلبُهُ
وَلَم تَعلَمِ الأَرماحُ مِن أَينَ مَطعَمي

.....

[الحمدان]

وَلَيسَ الفَتى إِلا الَّذي إِن رَأَيتَهُ
رَأَيتَ غَنِّيَ النَفسِ في ثَوبِ مُعدَمِ

قَليلُ مُقامٍ بَينَ أَهلٍ وَثَروَةٍ
كَثيرُ طُلوعٍ بَينَ وادٍ وَمَخرَم

أَمُطَّلِعٌ يَومي عَليَّ وَلَم أَخُض
دِماءَ الأَعادي بِالوَشيجِ المُقَوَّمِ

وَلَم أَجهَدِ السَيفَ الطَويلَ نِجادُهُ
أَمامَ الظُبى وَالنَقعُ بِالنَقعِ يَرتَمي

.....

[الحمدان]

إِذا اللَهُ لَم يَنصُر حُسامي عَلى العِدا
فَما أَنا إِلّا عُرضَةُ المُتَهَضِّمِ

وَإِن هُوَ نَجّى مِن فَمِ المَوتِ مُهجَتي
نَجَوتُ وَإِلّا كُنتُ أَوَّلَ مَطعَمِ

أَبيتُ وَلي في كُلِّ أَرضٍ عَزيمَةٌ
تُزَعزِعُ أَعناقَ المَطِيِّ المُحَزَّمِ

.....

[الحمدان]

بُليتُ وَأَبلاني زَماني بِعُصبَةٍ
يَخوضونَ بي في كُلِّ غَيبٍ مُرَجَّمِ

مَذايِيعُ لِلسِرِّ المَصونِ وَلَيتَهُم
أَذاعوهُ طَلقَ البُردِ لَمّا يُنَمنَمِ

قَليلُ حَديثٍ مارِقٍ غَيرُ مُكثِرٍ
وَبَدءُ مَقالٍ وارِدٍ مِن مُتَمِّمِ

زَمانُ الأَذى عِش فيهِ تُشجَ بِأَهلِه
وَتُغضِ عَلى ذُلٍّ وَمُت فيهِ تَعظُمِ

.....

[الحمدان]

خَليلَيَّ لَيسَ الدَمعُ عَنّي بِدافِعٍ
وُلوعَ غَرامٍ كَالحَريقِ المُضَرَّمِ

وَهَل أَنا إِلّا رَبُّ نَفسٍ مُعارَةٍ
وَقَلبٍ مُعارٍ لِلجَوى وَالتَأَلُّمِ

إِذا ما جَوادي مَرَّ بي في دِيارِها
تَقاضى زَفيري دائِباً بِالتَحَمحُمِ

أَحِنُّ وَلا يُرمى حَنيني بِتُهمَةٍ
وَأَدنو وَلا يُعزى دُنّوي بِمَأثَمِ

.....

[الحمدان]

وَإِنّي لَمَأمونٌ عَلى كُلِّ خَلوَةٍ
أَمينُ الهَوى وَالقَلبِ وَالعَينِ وَالفَمِ

وَغَيري إِلى الفَحشاءِ إِن عَرَضَت لَهُ
أَشَدُّ مِنَ الذُؤبانِ عَدواً عَلى الدَمِ

.....

[الحمدان]

أَِلا إِنَّ شِعري فيكَ يَبقى وَغَيرُهُ
تَطيرُ بِهِ أَيدي اللَيالي وَتَرتَمي

وَتَعقِدُ طَرفي مِنكَ في كُلِّ نَظرَةٍ
طَلاقَةُ بَدرٍ بِالمَعالي مُعَمَّمِ

وَلَولاكَ ما فاقَت بِبَغدادَ ناقَتي
وَلا كُنتُ إِلّا لاحِقاً بِالمُقَطَّمِ

وَأَولى بِلادٍ بِالمُقامِ مِنَ الدُنا
بِلادٌ مَتى يَنزِل بِها الحُرُّ يَغنَمِ

.....

[الحمدان]

قَليلٌ مِنَ الخُلّانِ مَن لا تَذُمُّهُ
وَكُثرٌ مِنَ الأَعداءِ مَن أَنتَ هَمُّهُ

وَغَيرُ بَعيدٍ مِنكَ ناءٍ تَزورُه
وَغَيرُ قَريبٍ قاطِنٌ لا تُؤَمُّهُ

مُصافيكَ في الأَيّامِ أَنفُكَ أَنفُهُ
إِذا جَلَّ ما تَلقى وَرُغمُكَ رُغمُهُ

أَلا لَيتَ بَينَ الحَيِّ لَم يَقضِ يَومَهُ
وَلَيتَ ظَليعَ الذودِ لَم يُبرَ سُقمُهُ

وَلَيتَ أَديمَ الأَرضِ يَعرى كَما اِكتَسى
مِنَ الناسِ أَو يَعفو كَما بانَ رَسمُهُ

فَما ذا الوَرى مِمَّن يُرادُ بَقاؤُهُ
وَلا المَوتُ مَعذولٌ إِذا جارَ حُكمُهُ

تُباشِرُ عَيني فيهِمُ ما يَسوءُها
وَيَلقى جَناني مِنهُمُ ما يَغُمُّهُ

.....

[الحمدان]

سَقى اللَهُ قَلباً بَينَ جَنبَيَّ رَيُّه
وَما نافِعٌ قَلبي مِنَ الماءِ جَمُّهُ

وَلَكِنَّ مُشتاقاً إِذا بَلَغَ المُنى
تَقَضّى أُوامُ القَلبِ أَو زالَ وَغمُهُ

أَما عَلِمَ الغادونَ وَالقَلبُ خَلفَهُم
يَضُمُّ زَفيراً يَصدَعُ الصَلدَ ضَمُّهُ

بِأَنَّ وَميضَ البَرقِ ما لا أَشيمُهُ
وَأَنَّ نَسيمَ الرَوضِ ما لا أَشُمُّهُ

.....

[الحمدان]

أَلا هَل لِحُبٍّ فاتَ أُولاهُ رَجعَةَ
وَإِن زادَ عِندي أَو تَضاعَفَ إِسمُهُ

لَيالِيَ أَسري في أُصَيحابِ لَذَّةٍ
وَمُخُّ الدُجى رارٌ وَقَد دَقَّ عَظمُهُ

وَأَغدو عَلى رَيعانِ خَيلٍ تَلُفُّها
صُدورُ القَنا وَالنَقعُ عالٍ أَحَمُّهُ

.....

[الحمدان]

رَأَيتُ الفَتى يَهوى الثَراءَ وَعُمرُهُ
يُرى كُلَّ يَومٍ زائِداً مِنهُ عُدمُهُ

عَقيبُ شَبابِ المَرءِ شَيبٌ يَخُصُّهُ
إِذا طالَ عُمرٌ أَو فَناءٌ يَعُمُّهُ

طَليعَةُ شَيبٍ بَعدَهَ فَيلَقُ الرَدى
بِرَأسي لَهُ نَقعٌ وَبِالقَلبِ كَلمُهُ

أُغالِطُ عَن نَفسي حِمامي وَإِنَّما
أُداري عَدوّاً مارِقاً فيَّ سَهمُهُ

وَلَيسَ يَقومُ المَرءُ يَوماً بِحُجَّةٍ
إِذا حَضَرَ المِقدارُ وَالمَوتُ خَصمُهُ

.....

[الحمدان]

فَوا عَجَبا لِلمَرءِ وَالداءُ خَلفَهُ
وَمِن حَولِهِ الأَقدارُ وَالمَوتُ أَمُّهُ

يُسَرُّ بِماضي يَومِهِ وَهوَ حَتفُهُ
وَيَلتَذُّ ما يُغذى بِهِ وَهوَ سُمُّهُ

وُرودٌ مِنَ الآجالِ لا يَستَجِمُّنا
وَوِردٌ مِنَ الآمالِ لا نَستَجِمُّهُ

إِلى كَم أَذودُ السَيفَ عَن هامِ عُصبَةٍ
أَما فيهِمُ مَن يَطعَمُ السَيفَ لَحمُهُ

.....

[الحمدان]

وَلَيسَ الفَتى مَن يُعجِبُ الناسَ مالُهُ
وَلَكِنَّهُ مَن يُعجِبُ الناسَ عِلمُهُ

تَشُفُّ خِلالُ المَرءِ لي قَبلَ نُطقِهِ
وَقَبلَ سُؤالي عَنهُ في القَومِ ما اِسمُهُ

أَساءَ جِوارُ الذُلِّ مِنّي اِبنَ هِمَّةٍ
إِذا هَمَّ واطى بَينَ رَأيَيهِ هَمُّهُ

وَلو غَيرَ قَلبي ضَمَّ ذا العَزمَ شَقَّهُ
وَلَكِنَّهُ لا يَقتُلُ الصِلَّ سُمُّهُ

.....

[الحمدان]

وَإِنّي لَدَفّاعٌ بِيَ العَزمُ وَالمُنى
إِلى كُلِّ لَيلٍ يَعقِدُ الطَرفَ نَجمُهُ

وَما تَستَدِلُّ النَجمَ عَينايَ في الدُجى
ضَلالاً وَلَكِن مِثلُ عَينيَّ جِرمُهُ

.....

[الحمدان]

شَدَدنا بِأَيدي العيسِ كُلَّ ثَنِيَّةٍ
وَمِن دونِها جونُ القَرا مُدلَهِمُّهُ

وَمُنخَرِقٍ لا يَقطَعُ الطَرفُ عَرضَه
وَلا يَنزَوي عَن أَعيُنِ الرَكبِ خَرمُهُ

تَوَهَّمتُ عَصفَ الريحِ بَينَ فُروجِهِ
يُسِرُّ إِلى سَمعي مَقالاً يُصِمُّهُ

.....

[الحمدان]

أَأَطمَعُ أَن أَنساكَ يَوماً وَإِنَّما
هَواكَ ضَجيعُ القَلبِ مِنّي وَحُلمُهُ

يَقَرُّ بِعَيني مَنظَرٌ أَنتَ قَيدُهُ
وَيَعتاقُ قَلبي مَطلَبٌ أَنتَ غُنمُهُ

وَأَنتَ الفَتى لا عاجِزٌ عَن فَضيلَةٍ
وَغَيرُ قَليلٍ مِن مَعاليهِ قَسمُهُ

.....

[الحمدان]

تَجاوَز بَعَمدٍ وَاِعفُ فَالعَتبُ إِن يَدُم
عَلى الخِلِّ يَفسُد ظَنُّ قَلبٍ وَوَهمُهُ

أَرى آخِرَ اّلخُلّانِ وُدّاً يَسوءُني
وَيَمدَحُ عِندي أَوَّلاً طالَ ذَمُّهُ

عَلى أَنَّني راضٍ بِما جَرَّ هَجرُهُ
وَهَل أَنا إِلّا القَلبُ يَلتاثُ جِسمُهُ

.....

[الحمدان]

نَهنِه عِتابَكَ إِلّا إِن هَفا جَرَمُ
بَعضُ العِتابِ عَلى الإِخلاصِ مُتَّهَمُ

ما لي أَقولُ فَلا تُصغي بِسامِعَةٍ
تَصامُمٌ بِكَ عَن ذا القَولِ أَم صَمَمُ

رِفقاً بِأَنفِكَ لا تَشمَخ عَلى مُضَرٍ
وَاِنظُر بِعَينِكَ مَن زُمّوا وَمَن خُطِموا

فَلَستَ أَوَّلَ مَن راقَت لَهُ حُلَلٌ
وَلَستَ أَوَّلَ مَن راحَت لَهُ نَعَمُ

مَن أَضمَرَ الصَدَّ عَمَّن لَيسَ يُضمِرُهُ
بَغياً مَشى في نَواحي سِرِّهِ النَدَمُ

مَن أَنهَضَتهُ لِقَطعِ الوُدِّ عُذرَتُهُ
كانَ المُذَمَّمَ مِنهُ الكَفُّ وَالقَدَمُ

.....

[الحمدان]

مَن ساءَ ظَنّاً بِمَن يَهواهُ فارَقَهُ
وَحَرَّضَتهُ عَلى إِبعادِهِ التُهَمُ

مَتى تَهَجَّمَ غَدراً سِرُّ عَهدِكُمُ
فَإِنَّ عَهدي عَلى غَدرٍ بِكُم حَرَمُ

يَصُدُّ عَنِّيَ مَن وُدّي لَهُ صَدَدٌ
وَلا أَؤُمُّ الَّذي وَدّي لَهُ أَمَمُ

.....

[الحمدان]

أَلبَسَتني نِعَماً عَلى نِعَمِ
وَرَفَعَت لي عَلَماً عَلى عَلَمِ

وَعَلَوتَ بي حَتّى مَشَيتُ عَلى
بُسطٍ مِنَ الأَعناقِ وَالقِمَمِ

فَلا أَشكُرَنَّ نَداكَ ما شَكَرَت
خُضرُ الرِياضِ صَنائِعَ الدِيَمِ

فَالحَمدُ يُبقي ذِكرَ كُلِّ فَتىً
وَيُبينُ قَدرَ مَواقِعِ الكَرَمِ

وَالشِكرُ مَهرٌ لِلصَنيعَةِ إِن
طُلِبَت مُهورُ عَقائِلِ النِعَمِ

.....

[الحمدان]

عَجِزنا عَن مُراغَمَةِ الحِمامِ
وَداءُ المَوتِ مُغرىً بِالأَنامِ

وَما جَزَعُ الجَزوعِ وَإِن تَناهى
بِمُنتَصِفٍ مِنَ الداءِ العُقامِ

وَأَينَ نحورُ عَن طُرُقِ المَنايا
وَفي أَيدي الرَدى طَرَفُ الزَمامِ

نَوائِبُ ما أَصَخنَ إِلى عِتابٍ
يَطولُ وَلا خَدِرنَ عَلى مَلامِ

.....

[الحمدان]

هِيَ الأَيّامُ تَأكُلُ كُلَّ حَيٍّ
وَتَعصِفُ بِالكِرامِ وَبِاللِئامِ

وَكُلُّ مُفارِقٍ لِلعَيشِ يَلقى
كَما لَقِيَ الرَضيعُ مِنَ الفِطامِ

وَكَم لِيَدِ النَوائِبِ مِن صَريعٍ
بِداءِ السَيفِ أَو داءِ السَقامِ

.....

[الحمدان]

وَما يَغتَرُّ بِالدُنيا لَبيبٌ
يَفِرُّ مِنَ الحَياةِ إِلى الحِمامِ

تُنافِرُ ثُمَّ تَرجِعُ بَعدَ وَهنٍ
رُجوعَ القَوسِ تَرمَحُ بِالسِهامِ

خُطوبٌ لا أُجِمُّ لَها جَوادي
وَعَزمٌ لا أَحُطُّ لَهُ لِثامي

.....

[الحمدان]

رَأَيتُ المَوتَ يَبلُغُ كُلَّ نَفسٍ
عَلى بُعدِ المَسافَةِ وَالمَرامِ

سَواءٌ إِن شَدَدتُ لَهُ حَزيمي
زِماعاً أَو حَلَلتُ لَهُ حِزامي

عَزاءَكَ ما اِستَطَعتَ فَكُلُّ حُزنٍ
يَؤولُ بِهِ الغُلوَّ إِلى الأَثامِ

.....

[الحمدان]

وَعُمرُ المَرءِ يَنقُصُ كُلَّ يَومٍ
وَلا عُمرٌ يَقَرُّ عَلى التَمامِ

وَما تُنجي الدُموعُ مِنَ المَنايا
فَتُرسِلَها بِأَربَعَةٍ سِجامِ

وَكُنّا عِندَ مُختَلِفِ اللَيالي
وَكَرِّ الدَهرِ عاماً بَعدَ عامِ

.....

[الحمدان]

أَلا لِلَّهِ كُلُّ فَتىً أَبيٍّ
عَزيزِ الأَنفِ يَغضَبُ لِلذِمامِ

يُجيرُ مِنَ الزَمانِ إِذا تَغاوى
بِصَبرٍ لِلنَوائِبِ وَاِعتِزامَ

.....

[الحمدان]

بَراني الدَهرُ سَهماً ثُمَّ وَلّى
فَجَرَّدَني مِنَ الريشِ اللُؤامِ

وَها أَنَذا أَبُثُّكَ كُلَّ بَيتٍ
رَقيقِ النَسجِ رَقراقِ النِظامِ

.....

[الحمدان]

قالَ الضَميرُ بِما عَلِم
أَنتَ المُحَكَّمُ فَاِحتَكِم

خَجِلٌ يُنَمِّقُ عُذرَهُ
وَالعُذرُ شاهِدُ مَن نَدِم

لا تَلزِمَنّي زَلَّةً
سَفَهَت عَلَيَّ بِها القَدَم

.....

[الحمدان]

هَذي الرِماحُ عِصِيُّ الضالِ وَالسَلَمِ
لَولا مُطاعَنَهُ الآراءِ وَالهِمَمِ

إِنَّ الذَوابِلَ وَالأَقلامَ أَرشِيَةٌ
إِلى العُلى لِمُلوكِ العُربِ وَالعَجَمِ

لَيسَ السُيوفُ عَنِ الأَقلامِ مُغنِيَةً
الفَريُ لِلسَيفِ وَالتَقديرِ لِلقَلَمِ

.....

[الحمدان]

الجِدُّ لا يَقتَضي إِسماعَ مُلهِيَةٍ
وَالهَزلُ يَكمُنُ في الأَوتارِ وَالنَغَمِ

وَما اِبنُ غيلٍ تُذيعُ المَوتَ طَلعَتُهُ
إِذا تَطَلَّعَ غَضباناً مِنَ الأَجَمِ

يَجلو دُجى شِدقِه عَن صُبحِ عاصِلَةٍ
مَطرورَةٍ كَشَبا المَطرورَةِ الخُذُمِ

يَوماً بِأَقدَمَ مِنّي في مُلَملَمَةٍ
شَعواءَ تُعرَفُ بِالعِقبانِ وَالرَخَمِ

.....

[الحمدان]

لَنا المَقامُ وَبَيتُ اللَهِ حُجرَتُهُ
في المَجدِ ثابِتَةُ الأَطنابِ وَالدُعُمِ

وَمَولِدي طاهِرُ الأَثوابِ تَحسَبُني
وُلِدتُ في حِجرِ ذاكَ الحِجرِ وَالحَرَمِ

.....

[الحمدان]

أَلا لَيتَ أَذيالَ الغُيوثِ السَواجِمِ
تُجَرُّ عَلى تِلكَ الرُبى وَالمَعالِمِ

وَلَولاكَ ما اِستَسقَيتُ مُزناً لِمَنزِلٍ
فَأَحمِلَ فيهِ مِنَّةً لِلغَمائِمِ

وَيارُبَّ أَرضٍ قَد قَطَعتُ تَشُقُّ بي
جُيوبَ المَلا أَيدي المَطَيِّ الرَواسِمِ

وَلَيلٍ طَويلِ الباعِ قَصَّرتُ طَولَهُ
إِلَيكَ وَقَد أَلقى يَداً في المَخارِمِ

وَعيسٍ خَطَت عَرضَ الفَلا بِرِحالِنا
تُزَعزَعُ في الأَعناقِ رُقشَ التَمائِمِ

إِذا فاحَ رَيَعانُ النَسيمِ رَأَيتَها
إِلى الجانِبِ الغَربي عوجَ الخَياشِمِ

.....

[الحمدان]

تُباري نُجومَ اللَيلِ بِالبيضِ وَالقَنا
وَضَوءَ بُدورٍ هامُها في العَمائِمِ

حَقيقٌ بِأَن لا يَهتِكَ الدَهرُ ثَوبَهُ
عَنِ العارِ كَأسٌ مِن عَجاجِ المَلاحِمِ

فَأَينَ مِنَ الدَهرِ اِستِماعُ ظُلامَتي
إِذا نُظِرَت أَيّامُهُ في المَظالِمِ

.....

[الحمدان]

أَنا الأَسَدُ الماضي عَلى كُلَّ فَعلَةٍ
تُمَشّي شِفارَ البيضِ فَوقَ الجَماجِمِ

وَفي مِثلِها أَرضَيتُ عَن عَزمِيَ المُنى
وَصافَحتُ أَطرافَ القَنا وَالصَوارِمِ

وَلَم أَدرِ أَنَّ الدَهرَ يَخفِضُ أَهلَهُ
إِذا سَكَنَت فيهِم نُفوسُ الضَراغِمِ

.....

[الحمدان]

سَأَصبِرُ حَتّى يَعلَمَ الصَبرُ أَنَّني
مَلَكتُ بِهِ دَفعَ الخُطوبِ الهَواجِمِ

وَآخُذُ ثاري مِن زَمانٍ تَعَرَّضَت
مَغارِمُهُ بَيني وَبَينَ المَغانِمِ

وَما نامَ إِغضاءً عَنِ الدَهرِ صارِمي
وَلَكِنَّني أُبقي عَلى غَيرِ راحِمِ

وَإِن أَنا أَهلَكتُ الزَمانَ فَما الَّذي
يُصَدَّعُ عَزمي في صُدورِ العَظائِمِ

.....

[الحمدان]

لَقيتُ ظَلامَ اللَيلِ في لَونِ مَفرَقي
وَفارَقتُهُ وَالصُبحُ في لَونِ صارِمي

أَجوّبُ آجامَ المَنايا وَأُسدُها
تُرَوِّعُني مِن بَينِها بِالهَماهِمِ

وَبَيني وَبَينَ القَومِ مِن آلِ يَعرُبٍ
ضَغائِنُ تَثنيني زَهيدَ المَطاعِمِ

إِذا ما جَنوا مِن مالِهِم ثَمَرَ العُلى
جَنَيتُ المَعالي مِن غُضونِ اللَهاذِمِ

.....

[الحمدان]

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً
أُلاطِمُ أَعناقَ الرُبى بِالمَناسِمِ

وَهَل تَقذِفُ البَيداءُ رَحلي إِلَيكُمُ
تَنَفَّسُ عَن لَيلي أُنوفُ المَخارِمِ

وَلابُدَّ أَن أَلقى العِدا في خَميلَةٍ
مِنَ الخَيلِ تُوَلّى بِالقَنا وَالصَوارِم

.....

[الحمدان]

وَلا بُدَّ مِن زَلَّةٍ لِلفَتى
تُعَرِّفُهُ كَيفَ قَدرُ النِعَم

فَحُسنُ العُلى بَعدَ حالِ الخُضوعِ
وَطيبُ الغِنى بَعدَ حالِ العَدَم

أَأَرجو المَعالي بِغَيرِ الطِلابِ
وَمِن أَينَ يَحلُمُ مَن لَم يَنَم

.....

[الحمدان]

إِذا صالَ بِالجَهلِ قَلبُ الجَهولِ
فَاِعذِر فَما كُلُّ جَهلٍ لَمَم

رَأى الدَهرَ يَعصِفُ بِالفاضِلينَ
فَحَبَّ مِنَ النَقضِ أَن يَغتَنِم

سَتَقبُرُني الطَيرُ كَيلا أَكونَ
سَواءً وَأَمواتَهُ في الرَجَم

ذَمَّ رِجالاً بِتَركِ المَديحِ
وَبَعضُ السُكوتِ عَنِ المَدحِ ذَم

.....

[الحمدان]

صِلِ اليَأسَ وَاِنهَض بِعِبءِ الخُطوبِ
فَما يُثقِلُ الظَهرَ إِلّا الهَرَم

وَلا تَهجُرِ العَزمَ عِندَ المَشيبِ
فَلَيسَ عَجيباً بِهَمٍّ يَهُم

.....

[الحمدان]

وَيا أَهيَفاً رَمَقَتهُ العُيونُ
وَرَفَّت عَلَيهِ قُلوبُ الأُمَم

تَضَرَّمَ خَدّاهُ حَتّى عَجِبتُ
لِعارِضِهِ كَيفَ لَم يَضطَرِم

لَئِن لَم تَجِد طائِعاً بِالنَوالِ
لَقَد جادَ عَنكَ الخَيالُ المُلِم

.....

[الحمدان]

خَرَقنا مَعَ الشَمسِ تِلكَ الفَلاةِ
وَجُبنا مَعَ اللَيلِ طِلكَ الأَكَم

صَلينا بِحَمرَةِ ذاكَ الهَجيرِ
وَعُدنا بِفَحمَةِ هَذي العُتُم

.....

[الحمدان]

غِناءُ ظُبانا عَويلُ النِساءِ
وَقَرعُ قَنانا لِطامُ اللِمَم

أَليسَ أَبونا أَعَزَّ الوَرى
جَناباً وَأَكرَمَ خالاً وَعَمّ

كَأَنَّكَ تَلقى بِهِ السَمهَريَّ
إِذا مُدَّ يَومَ وَغىً أَو أَتَم

يَقُدُّ إِذا ما نَبا العاجِزونَ
وَضَربُ الظُبى غَيرُ ضَربِ القُدُم

.....

[الحمدان]

وَأَنتِ اِبنَةُ الفِكرِ قابَلتِنا
بِعِقدٍ لِجيدِ العُلى مُنتَظِم

تَروقينَ أَسماعَنا في النَشيدِ
كَأَنَّكِ مِن كُلِّ لَفظٍ نَغَم

.....

[الحمدان]

هُوَ الدَهرُ فينا خَليعُ اللِجامِ
فَطَوراً يُغيرُ وَطَوراً يُحامي

وَإِنّي أُرَوِّعُهُ بِالوَداعِ
حَتّى يُخادِعَني بِالسَلامِ

فَمَن عَرَفَ العَيشَ خَبَّت بِهِ
عَزائِمُهُ في طَريقِ الحِمامِ

أُريدُ مِنَ الدَهرِ حَظَّ الجَبانِ
لا قَدرَ حَظِّ الشُجاعِ الهُمامِ

....

[الحمدان]

أَما يَحلَمُ الدَهرُ في فِتيَةٍ
أَماتوا المَلامَ بِجَهلِ المُدامِ

عُقارٌ يُلاحِظُ مِنها الكُؤوسَ
أَفواهُنا بِجُفونٍ دَوامِ

وَأَيّامُنا مِن خُمارِ الشَبابِ
نَشاوى تَجُرُّ ذُيولَ العُرامِ

أُعيذُكَ مِن خَجَلاتِ الهَوى
إِذا رَمَقَتهُ عُيونُ المَلامِ

.....

[الحمدان]

وَكَم لَيلَةٍ قَبلُ أُثكِلتُها
وَأَثكَلتَها فِيَّ طَيفَ المَنامِ

إِلى أَن بَدا فَجرُها مُسفِراً
يُمَزِّقُ عَنها فُضولَ اللِثامِ

تُخادِعُنا نَفَحاتُ النَسيمِ
إِذا عَبِقَت بِحَواشِ الظَلامِ

.....

[الحمدان]

وَلَو وَجَدَ الزَهرُ وَجدي عَلَيكَ
لَاِصفَرَّ فيهِ خُدودُ الثَغامِ

ذَعَرتُ الهُمومَ بِخَطّارَةٍ
تَسيلُ بِها في قُلوبِ الإِكامِ

تُلَثِّمُ مَنسِمَها بِالدِماءِ
إِذا ما اِطمَأَنَّ بِقَرعِ السَلامِ

.....

[الحمدان]

وَإِنّي شَقيقُ الوَغى وَالنَدى
رَضيعُ لِبانِ المَعالي الجِسامِ

إِذا مُضَرٌ ظَلَّلَتني القَنا
وَسالَت قَبائِلُها مِن أَمامي

لَبِستُ بِها جُنَّةً لا يُفَضضُ
مَسرودُها بِنِبالِ المُرامي

.....

[الحمدان]

أَشكو وَأَكتُمُ بَعضَ ما أَنا واجِدٌ
فَأَعافُ أَن أَشكو مِنَ الإِعدامِ

وَإِذا ظَفِرتُ مِنَ المَناقِبِ بِالمُنى
أَهوَنتُ بِالأَرزاقِ وَالأَقسامِ

جاءَتكَ تَحدوها يَدا ذي فاقَةٍ
وَهيَ السَفينُ لَهُ إِلى الإِنعامِ

فَاِعرِف لَهُ ما مَتَّ مِن شِعري بِهِ
فَلَقَد أَتاكَ بِحُرمَةٍ وَذِمامِ

.....

[الحمدان]

ضَجيعُ الهُوَينا يَغلِبُ الخَصمُ رَأيَهُ
وَأَكبَرُ سُلطانِ الرِجالِ الخَصائِمُ

.....

[الحمدان]

وَلي بَينَ أَخفافِ المَراسيلِ حاجَةٌ
سَتُصحِبُ وَالأَيّامُ بيضٌ نَواعِمُ

تُحارِبُني في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ
وَأَكبَرُ ظَنّي أَنَّها لا تُسالِمُ

أَقولُ إِذا سالَت مَعَ اللَيلِ رِفقَةٌ
تَقاذَفَها حَتّى الصَباحِ المَخارِمُ

.....

[الحمدان]

نَمُرُّ وَراءَ اللَيلِ نَكتُمُهُ السُرى
وَقَد فَضَحَتنا بِالبُغامِ الرَواسِمُ

لَهُ كُلَّ يَومٍ غارَةٌ في عَدُوِّهِ
تُشارِكُهُ فيها النُسورُ القَشاعِمُ

.....

[الحمدان]

وَما اللَيثُ إِلّا مَن يَدُلُّ بِنَفسِهِ
وَيَمضي إِذا ما بادَهَتهُ العَظائِمُ

وَما كُلُّ لَيثٍ يَغنَمُ القَومُ زادَهُ
إِذا خَفَقَت تَحتَ الظَلامِ الضَراغِمُ

.....

[الحمدان]

ذَمَمتُ دَهراً لَم يَزَل صَرفُهُ
يَطرُقُني وَفدَ الفِعالِ الذَميم

أَرى الأَسى إِن جَلَّ خَطبُ الأَسى
أَسمَحَ مِن طَبعِ العَزاءِ اللَئيم

وَالقُربُ في الوُدِّ عَلى نَأيِنا
أَحسَنُ مِن قُربِ العِدا بِالجُسوم

أَكرَمُ وُدّي دونَ خُطّابِهِ
أَن يَصِلَ الحَبلَ بِغَيرِ الكَريم

.....

[الحمدان]

ماتَ الكِرامُ فماتَت مِنِّيَ الهِمَمُ
وعدمُ مِثلي دَليلٌ أنَّهُم عدِموا

آلَمتُ إنسان عيني بل فجعتُ بهِ
إن كنتُ أبصرُ إنساناً لهُ كَرَمُ

لهفي على نِعَمٍ أندى بها نِعَمٌ
دونَ الكِرامِ وغُنمٌ حازه غَنَمُ

.....

[الحمدان]

وأجَدَرُ من أشرَكتُمُ في نعيمِكُم
شريكُكُمُ في حادِثاتِ الطَوارِقِ

.....

[الحمدان]

إذا ولَّت الدنيا عن المرء أقبلت
إليه مَذَمَّاةُ العِدا والأصادقِ

إذا المرءُ لم يُدلج إلى المال لم يَزَل
عن المالِ مَقطُوعَ العُرَى والعَلائقِ

تَصَفَّحتُ إخوان الزَّمانِ فلَم أجد
أَعَزَّ وُجُوداً من صديقٍ موافق

.....

[الحمدان]

ألا رُبَّ مَولى غرَّني في عُهودِهِ
يَمينٌ عليها صَافحتني يَمينُهُ

أكابد منه ضِدَّ ما أستخِفُّه
فأصدُقُ في وُدِّي له ويَميِنُ هُو

عِجبت لخلاق اللئام كأنهُم
عن الكَرمِ الَمعجونِ في شيمَتي نُهُوا

.....

[الحمدان]

مَن قاسَ جَدواكَ بالغمامِ فَما
أنصَفَ في الحكمِ بينَ شيئينِ

أنت إذا جُدتَ ضاحِكٌ أبداً
وذَاكَ إِن جَادَ دامِعُ العَينِ

.....

[الحمدان]

العَيبُ في الرجلِ المذكُورِ مَذكُورُ
والعَيبُ في الخاملِ المستورِ مَستورُ

كَفُوفةِ الظُّفرِ تَخفى مِن مَهانَتها
ومِثلها في سَوادِ العَينِ مَشهورُ

.....

[الحمدان]

تعَرض لي الدنيا بلذة مطعم
وزُخرفِ مَوشيِّ من اللُّبسِ رائقِ

أرادت سِفَاهاً أن تُمَوِّه قُبحَهَا
على فِكَرٍ خَاضَت بحارَ الدَّقائق

فلا تخدعينا بالسراب فإننا
قتَلنا نُهانَا في طِلابِ الحقائقِ

.....

[الحمدان]

كَدَأبِكَ كُلٌّ لا يَرى غَير نَفسه
فَعِش واحداً واضربهُمُ بِفِراقِ

زَمَانٌ تَجَافى أهلُه فكأنهم
سِيَاةُ قِسِيِّ ما لَهُنَّ تلاقي

.....

[الحمدان]

لا تنكري يا عزُّ إن ذَل الفَتَى
ذو الأصلِ واستعلى لَئيمُ المحِتدِ

إن البُزاةَ رُؤُوسُهُنَّ عواطلٌ
والتاجُ معقودٌ برأسِ الُهدهُدِ

.....

[الحمدان]

فأمطرت لُؤلؤاً من نرجسٍ وسَقَت
ورداً وعَضَّت على العُنَّاب بالبَردِ

.....

[الحمدان]

وهمةٍ في المعالي كنتُ أكبتُها
زرِّي مخافةَ أن تَجني على عُنُقي

أباحَها السُّكرُ مني فامتلا حسداً
خِلّي وأُرعدَ نَدماني من الفَرَقِ

هل تحفظُ الكأسُ يوماً سرَّ صاحبها
وسرُّها غيرُ محفوظ من الَحدَقِ

.....

[الحمدان]

قد كان يحكيه صوبُ الغيثِ منسكباً
لو كان طَلقَ المحيَّا يُمطرُ الذهبا

والدهرُ لو لم يخُن والشمسُ لو نطقت
والليثُ لو لم يُصَد والبحرُ لو عَذُبا

.....

[الحمدان]

ألا ليتَ شعري كيف أشكُرُ بعض ما
تطوَّقتُ مِن مَنِّ الحَمَامِ الُمطَوَّقِ

فَدَت مُهجَتي أيكاً عليه سقوطه
وفرخاً بَدَا من بيضه المتفلّقِ

لَسَاعدَ نَوحي نَوحَه حين مَلَّني
خليلي وخلَّى صحبتي كلُّ مُشفِقِ

كلانا سواءٌ في البكا غير أنني
بَكَيتُ لأشواقي ولا يتشوقِ

.....

[الحمدان]

بناه مكارمٍ وأساةُ كَلمٍ
دماؤهم ما الكلب الشفاءُ

فلو أن السماءَ دنت لمجد
ومكرُمةٍ دنت لهم السماءُ

.....

[الحمدان]

أيا بدراً بلا كَلَفٍ
به دونَ الوَرَى كلفِي

بما في الطرف من كَحَلٍ
وما في الَخصر من هَيَفِ

أَبِن لي دُرَّ ثَغرِك ما
بهاء الدُّرِّ في الصَّدفِ

.....

[الحمدان]

أبصره عاذلي عليه
ولم يَكُن قَبلهُما رآهُ

فقال لي لو هَوَيتَ هذا
ما لامَكَ النَّاسُ في هواه

فَظلَّ من حيثُ ليس يَدري
يَأمرُ بالُحبِّ مَن نَهَاه

.....

[الحمدان]

تأَن فالمرءُ إن تَأَنَّى
أَدركَ لا شكَّ ما تَمَنَّى

وما لمُستَوفِزٍ عَجُول
حَظِّ سوَى أنه تَعَنَّى

.....

[الحمدان]

أَصبَحَ من وُدِّي على حَرف
من لم أخُنه قطُّ في حرفِ

أسقمني طَرفُك من سُقمِهِ
وصحَّتي في سَقَم الطَّرفِ

منك صلاحي وفسادي معاً
والنفخ مُذكي النار والُمطفي

صُوِّرتَ من لُطفٍ فَلِم لا أرى
منك سوى الجفوةِ والعنفِ

.....

[الحمدان]

كيف أرجو السَّمَاحَ أو أَبتَغيه
في زمانٍ عَمَّ البِغَاءُ بَنِيه

يُولَدُ التَّوأمَانِ فيه وَكُلٌّ
منهما مُمسِكٌ بأَيرِ أَخيه

.....

[الحمدان]

تمنيتُ مَن أهوى فلما لَقيتُهُ
بُهِتُّ فلم أملك لساناً ولا طَرفا

وقد كان في قلبي أمورٌ كثيرةٌ
فلم التقينا ما نطقتُ ولا حرفا

وأطرقتُ إجلالاً له ومَهَابةً
وحاولتُ أن يَخفَى الذي بي فَلَم يَخفَا

فلو أنني مُلِّكتُ من ثغرهِ الذي
تَمَكَّن فيه الدُّرُّ قبلته ألفا

.....

[الحمدان]

أمَا من صاحبٍ أشكُو لَدَيهِ
وأَملأُ بالشِّكايَةِ مَسمَعيه

إذا زَمَن ذَمَمناه تَوَلى
أَتَى زَمَنٌ يُشوِّقُنا إليه

لَعَنَّا العامريَّ وكَانَ حَيَّا
فحين مَضَى تَرَحَّمنَا عليه

.....

[الحمدان]

عارضَ وَردُ الغصون وَجنتهُ
فاتَّفقَا في الجمالِ واختَلفا

يَزدادُ بالقَطفِ وَردُ وجنَتِهِ
ويَنقُصُ الوردُ كلَّما قُطِفَا

.....

[الحمدان]

تقولُ لو كان عاشقاً دَنِفاً
إذاً بَدَت صُفرةٌ بَخدَّيهِ

لا تثنكريه فإنَّ صُفرَتَه
غَطَّت عليها دماءُ عَينَيهِ

.....

[الحمدان]

صارَ التَّصرُّف صَرفاً
للرزقِ عمن تَصَرَّف

يَروم نفعاً فيعطي
صفعاً به الفيل يَرعَف

دَعهُ كما هو إلا
لؤمٌ بشؤمٍ مُغلَّف

وإنَّ أحسَنَ منه
بالمرءِ أن يَتَكَفَّف

.....

[الحمدان]

ظَبيٌ إذا قَتَل النُّفُوسَ بصارمٍ
من طَرفِه رَضِيَت بِقُبلَته ديَه

وإذا دَعَوتُ عليه عندَ تَعَتُّبِي
فأشدُّ ما أدعو به أن أَفدِيَه

.....

[الحمدان]

يؤلمه مَضغيَ من خُبزِه
كأنني من جسمِه أمضُغُ

وقبلَ أن أهوي إلى لقمةٍ
يصيح ياربِّ متى يَفرُغُ

بينَ يديه المِيلُ والتخُ كي
يَحسَ ما يُبلَعُ كم يبلُغُ

.....

[الحمدان]

دَعِ الطِّينَ مُعتَقِداً مَذهَبي
فقد صَحَّ فيه حَديثُ النَّبي

من الطينِ رَبِّي بَرَا آدما
فآكلُهُ آكلٌ للأَبِ

.....

[الحمدان]

ضعت بأرض الرَّيِّ في أهلها
ضياعَ حَرف الرَّاءِ في اللُّثغَه

صِرتُ بها بعد بلوغِ الغنا
يعجبُني أن أبلُغَ البُلغَة

.....

[الحمدان]

أجَّك حتى صرتُ أغسلُ ناظري
من النوَّم خوفاً ان يراكَ خاليا

ولو قَدَرت نَفسِي ضَنَيتُ بسرِّكم
إذا حجبَت سرَّ الهوى عن فُؤَادِيَا

.....

[الحمدان]

وإذا رأيتَ الفضلَ فازَ به الفتى
فاعلم بأنَّ هناك نقصاً خافياً

فالله أكملُ قُدرَةً من أن تَرَى
لكمالِه ممن بَرَاه ثانياً

.....

[الحمدان]

لا ينتظر فزعاً من قلبيَ الجزعُ
ولا يكُن للنَّوى في دَمعَتي طَمَعُ

جَهلٌ مقاميَ في أرضٍ يضيقُ بها
ذرعي ولي في بلادِ الله مُتَّسعُ

لا تقنعنَّ من الدنيا فكم كَسَلٍ
مَعناهُ عَجزٌ ولكنَّ اسمَه القنَعُ

.....

[الحمدان]

يا مَن مُحَيَّاه كاسمه حسنُ
إن نِمتَ عنِّي فليس لي وسَنُ

قد كنتُ قبل العذارِ في مِحَنٍ
حتى تَبَدَّى فَزَادتِ المحنُ

يا شعرات جميعها فِتَنُ
تَتِيه في وصفِ كُنهِها الفِطنُ

ما غيروا من عذارِه سفهاً
قد كان غُصناً فأورَقَ الغُصنُ

.....

[الحمدان]

قالوا أشتَغِل عنهمُ يوماً بغيرهِمُ
وخادِعِ النَّفسَ إن النفسَ تنخدِعُ

قد صِيغَ قَلبي على مِقدَارِ حُبِّهمُ
فما لِحُبِّ سواهُم فيه مُتَّسَعُ

.....

[الحمدان]

دعَاوَى الناسِ في الدّنيا فنونُ
وعلمُ الناسِ أكثرُهُ ظنونُ

وكم من قائلٍ أنا من فُلانٍ
وعند فُلانَة الخبرُ اليقينُ

.....

[الحمدان]

إذا هَبَّت رِياحُك فاغتَنمِهَا
فإن لكلِّ خَافِقَة سُكونُ

ولا تعقُل عن الإحسانِ فيها
فما تدري السُّكون متى يكون

.....

[الحمدان]

ألا مَن لقلب بالفِراقِ مُروَّعٍ
ودُفَّاعِ جَمرٍ صُبَّ بين ضُلوعي

وقِرطاسِ خدِّ في هواكِ مَشَقتُهُ
بأقلام هُدبي من مِدادِ دُموعي

.....

[الحمدان]

جرى قلمُ القضاءِ بما يكونُ
فَسِيَّان التَّحَرُّكُ والسكونُ

جنونٌ منك أن تَسعَى لرزقٍ
ويُرزقُ في غِشَاوتِه الجنينُ

.....

[الحمدان]

اصبر إذا ما عَرَتك نائبةٌ
لا تَستَعِن ساقطاً ولا تخضَع

فالموتُ في ماءِ دجلةٍ غَرَقاً
أَولَى من المستَغاثِ بالضُّفدع

.....

[الحمدان]

سألتُ زماني وَهو بالجهلِ مُولعٌ
وبالسُّخفِ مُهتزٌّ وبالنقصِ مُختصُّ

فقلتُ له هل من طريقٍ إلى الغنى
فقال طريقان الوقاحةُ والنَّقصُ

.....

[الحمدان]

اكفنا زحمةَ الذُّبِاب بإبعَادِ
قَذَالٍ تَنتَابُه الذُّبانُ

هبك أوتيتَ تاج ملك فأني
لك رأسٌ للتاج فيه مكانُ

ليس ما حُزتَه من المال بِدعاً
هاك قد حازتِ السُّلافَ دنانُ

.....

[الحمدان]

الضَّيمُ والموتُ عندَ الحرِّ في قَرَنٍ
سيَّان ماتت عُلاً أو مات جُثمانُ

.....

[الحمدان]

وحقِّك ما أخَّرتُ كُتبيَ عنكمُ
لِقَالةِ واشٍ أو كلامِ مُحَرّشِ

ولكنَّ دَمعي إن كَتَبتُ مُشَوِّشٌ
كتابي وما نفعُ الكتابِ الُمشوَّشِ

.....

[الحمدان]

لو ماتَ لم يأكلِ الطعامَ إذا
ما كان ذاك الطعامُ من كِيسِهِ

إن لم نشاهد دُخَانَ مَطبَخِهِ
فقد شهِدنا دُخَانَ تَعبِيِسهِ

.....

[الحمدان]

خليليَّ ليس الرَّأي ما تَرَيَان
فَشأنكما أنِّي ذَهبتُ لِشَاني

خليليَّ لولا أنَّ في السَّعي نفعه
لما كان يوماً يدأبُ القَمَرانِ

.....

[الحمدان]

وعهدِ شبابٍ قد خَلعتُ جديدَهُ
على خُلَّبيِّ الودِّ غير أمين

نَجَلتُ له سرَّ الهوى وأبحتُه
حِمى النُّصحِ إني ناصحٌ لقريني

إذا قلتُ قد أعطى القيادَ رأيتُني
ألفُّ على كَفِّيَّ حَبلَ حَرونِ

فلما تأبى قَلبُه غَيرَ خَفقةٍ
بودِّ كبيت العنكبوتِ ظنين

أطرتُ غُرابَ البينِ في عَرَصاتِهِ
وقلتُ تأمَّل غيرُ دينك ديني

وودَّعتُ أسبابَ الصَّبابِة بَعدَهُ
فأخفيتُ دَمعي واختربتُ حنيني

.....

[الحمدان]

تزوَّج والقوتُ عن نفسِه
يضيقُ وذاك من الهندسَه

كما فأرةٌ لم تَسَع جُحرَها
فشدَّت على الذَّنَبِ المكنسه

.....

[الحمدان]

من كلِّ شيءٍ لطُلاَّبِ العُلا بَدَلٌ
أرضٌ بأرضٍ وَسُلطَانٌ بِسُلطانِ

.....

[الحمدان]

ودوحة أُنسٍ أصبحت ثمراتُها
أغاريدَ تجنيها ندامى وجلاسُ

تغنَّى عليها الطيرُ وهي رطيبةٌ
فلما عَسَت غنَّى على عودِها الناسُ

.....

[الحمدان]

لك الأموالُ من بيضٍ وصُفرٍ
وأموالي المحابرُ والطروسُ

خُطامُك دارسٌ عما قليلٍ
وما لدروس آدابي دروسُ

توهم أن فضلك أُفقُ فضلي
وقد محقت لياليها الشموسُ

وتطمع في مساواتي ضلالا
وأين من الدنانير الفلوسُ

.....

[الحمدان]

رأيتُ العودَ مشتقاً
من العود بإتقانِ

فهذا طِيبُ آنافٍ
وهذا طِيبُ آذانِ

.....

[الحمدان]

وإذا كَلمتَ تَعلُّماً فاعمَل به
إنَّ الفَعَالَ هو الكمالُ الثاني

.....

[الحمدان]

ليسَ الشَّجاعَةُ كُلُّها خَوض الرَّدى
عَاصي هواه أشجَعُ الشُّجعانِ

.....

[الحمدان]

أصبحتُ لا أدري ولا لَيلى دَرَت
من طول تدآب الحوادثِ مَن أنا

.....

[الحمدان]

هَزَزت إليك الشعر سَهلاً قيادُهُ
وخَلَّيتُ منه صَعبَهُ الُمتَشَزِّنَا

وما الشعرُ إلا ما تَصَيَّد أَنفُساً
وطَرَّبَ آذاناً ورَفه ألسُنَا

.....

[الحمدان]

أيها الكاتبُ الذي حيَّر الخلقَ
بخطَّين بين مسكٍ ونَقسِ

فجَلا المسك في صحيفة عاج
وجلا النَّقش في صحيفة طِرسِ

ليت جِسمي النَّحيفَ من بَعضِ أقلا
مك أضحَى ولَيتَ نَقسَك نفسي

فَلَعَلِّي يوماً أَمَسُّ بناناً
منك يا سيدي فَيَذهب مَسِّي

.....

[الحمدان]

أيا عاجزاً ما في البريَّة عاجزٌ
بأعجزَ منه أنت في العجز مُعجزُ

غدَوتَ أميرَ العاجزين يقودُهم
لواؤُك قد حفُّوك ساعة تَبرُزُ

.....

[الحمدان]

يَطَّلبُ الغائصُ في بحره ال
لؤلؤ والعاشقُ في حجرِه

فإن يكن عَبدُك ذا فاقةٍ
أغناه دمعُ العينِ عن دُرِّهِ

.....

[الحمدان]

يُسرُّ بِخَزنِ المالِ قَومٌ ولم أكن
لدى الَخزنِ إلا مثلَ تصحيفه حزنا

.....

[الحمدان]

ماليَ في عُذُريَّتي عُذرُ
قَد انقَضَى العُمرُ فلا عُمرُ

إن الثلاثين التي قد مَضَت
فيها لذي مُعتَبرٍ خُبرُ

هَبنيَ قد عَمَّرت أَمثالها
أَلَيسَ عُقبَاها هو القبرُ

أستغفرُ الله فكم مُذنبٍ
يُرجَى له من ربِّه الغَفرُ

.....

[الحمدان]

قَضَيْتُ لخِلصَانِي أمَيْمَةُ إنَّها
على كلِّ نِسْوانِ البِلادِ أميْرُ

بدَتْ شَرَفاً منْ فَوْقِهِنَّ كَما بَدَا
على القَزَعِ الكُلْف الدِّمَامِ صبيرُ

.....

[الحمدان]

أَسفي عليهِ ممدَّداً فوقَ الخصي
شبهُ العليلِ فديتُهُ من نائِمِ

طمعُ الغَوانِي في انْتِظارِ قيامِهِ
طمعُ الرَّوافضِ في انْتِظارِ القائم

.....

[الحمدان]

أَتَوْنِي فعَابوا مَنْ أُحبُّ جَهالَةً
وذاكَ على سمعِ المحبِّ خَفيفُ

فما فيهِ عَيْبٌ غيرَ أَنَّ جُفونهُ
مِراضٌ وأَنَّ الخَصْرَ منه ضَعيفُ

.....

[الحمدان]

قال لهُ البرْقُ وقالت لهُ
الرِّيحُ جميعاً وهُما ما هُما

أأنتَ تَجري مَعَنا قال لا
إن شِئتُ أضحكْتُكُما مِنكما

هذا ارْتِدَادُ الطّرْف قد فُتُّه
إلى المَدَى سَبقاً فمَنْ أنتُما

.....

[الحمدان]

يَا وَاهِبَ النِّعَمِ العِظَامِ وَ مُكرمي
هَبْنِي حَيَاةً في رِضَاكَ تَضُمُّني

آمين

[الحمدان]

‏إنَّ الرِّضا عند النوائبِ سلوَةٌ
‏والصبرُ إن حلَّ الأسى تطبيبُ

‏ما طالَ ليلٌ أو تداعَت كربةٌ
‏إلا ولطفُ الله منك قريبُ

.....

[الحمدان]

ولقد رأيتُ وما رأيتُ كحُسنِها
‏ وجهًا أغَرَّ ومَبسَمًا وَضَّاحَا

.....

[الحمدان]

ما كانَ لِلحُسنِ قاموسٌ نُراجِعُهُ
‏لَدى ظُهورِ غَريبٍ ما فَهِمناهُ

‏حَتّى رَأَيناكَ تَحوي الحُسنَ أَجمَعُهُ
‏فَكُنتُ قاموسَنا فيما جَهِلناهُ

.....

[الحمدان]

سَرَتِ الهُمومُ فَبِتنَ غَيرَ نِيامِ
وَأَخو الهُمومِ يَرومُ كُلَّ مَرامِ

ذُمَّ المَنازِلَ بَعدَ مَنزِلَةِ اللِوى
وَالعَيشَ بَعدَ أُولائِكَ الأَقوامِ

.....

[الحمدان]

بَعضُ العُيُونِ إذا نَاظَرتَهَا سَلَبتْ
‏مِنكَ الفُؤَادَ فَكَيفَ الوَجهُ إن بَانا

.....

[الحمدان]

ليتَ الجميعَ يغادرونَ لنلتقيْ
‏وعلى ضفافِ الحلمِ نُقتلُ واقعيْ

‏ونصوغُ من ريقِ النجومِ قصائدًا
‏بالضوء تهطلُ كي تسابق أدمعيْ

‏هل ضرّ هذا الكون نبض لقائنا
‏أم أن هذا الحزنَ أدمن أضلعيْ

‏قُل للمسافاتِ البعيدةِ بيننا
‏أرجوك بحقِ الله أن تتواضعي

.....

[الحمدان]

يا مَنْ سَقانِي كأسَ حُبِّه هَا أنا
‏ما بينَ وجْدي واشتِياقي والعَنا

‏ذُقتُ الهَنَا حينَ التقيْنا لحظةً
‏ومُنذ افترقنَا ،لاسُرورَ و لا هَنا

‏ماذا جَرى أيْنَ الوِصالُ وأيْنَ ما
‏قدْ قِيل فِي يَومِ التَّلاقِي بَيننا

.....

[الحمدان]

قالت اَتُحِبُني بَعدَ الذي كانا
فقلتُ إِنّي اُحِبُكِ رُغمَ ما كانا

ماضيكِ لا اَنوي اِثارَتَهُ
حَسبي بِاَنَّكِ ها هُنا الآنا

تَتَبَسَمينْ وَتُمسكينَ يَدي
فَيَعودُ شَكّي فيكِ إيمانا

عَن اَمسِ لا تَتَكَلَمي اَبَداً
وتَأَلَقي شَعراً وَاَجفانا

أَخطاؤكِ الصُغرى أمُرُّ بِها
وَأُحَوِّلُ الأَشواكَ رَيحَانا

لَولا المَحَبَةُ فِي جَوانِحِهِ
ما أَصْبَحَ الإِنسانُ إِنسْانا

زَمَنٌ مَضي وبَقيتِ غاليَةً
لا هُنتي اَنتِ ولا الهَوي هانا

.....

[الحمدان]

بكِ اكتفيتُ فَلَمْ اعبأ بِما انْشغَلوا
سيّان بعدك مَن جاؤوا وَمَنْ غابوا

أنتِ المسافرُ في قلبي وأوردتي
والكلُّ بعدكِ في عيني أغرابُ

.....

[الحمدان]

غريبٌ أن تتوهَ وأنت منِّي
‏كنفسي حين تبحثُ عن أمَانك

‏وأغرَبُ منهُ حين أحسُّ أنَّي
‏لخوفي منكَ أرغبُ باحتِضَانك

.....

[الحمدان]

إذا طَلَعَت شَمسُ النَهارِ فَسَلِّمي
فَآيَةُ تَسليمي عَلَيكِ طُلوعُها

بِعَشرِ تَحِيّاتٍ إِذا الشَمسُ أَشرَقَت
وَعَشرٍ إِذا اِصفَرَّت وَحانَ رُجوعُها

وَلَو أَبلَغَتها جارَةٌ قَولِيَ اِسلَمي
بَكَت جَزَعاً وَاِرفَضَّ مِنها دُموعُها

وَبانَ الَّذي تَخفي مِنَ الوَجدِ في الحَشا
إِذا جائَها عَنّي هَديثٌ بَرَوعَها

.....

[الحمدان]

وتَمرُّ أقدارٌ عليكَ كئيبةٌ
فَيَرَاكَ رب القلب تَصبرُ رَاضِيا

ولسَوفَ يُعطي بِالرِّضَا مَا تَرتَضِي
مِن بعدِ أن تُمسي وتُصبحُ دَاعيا

الجَبرُ بَعد الكَسرِ عادةُ ربِّنَا
لن يَترُكَ الرَّحمنُ قلبكَ باكِيا

.....

[الحمدان]

أنتِ البداياتُ ما أحلى بداياتي
‏يا يوميَ العذبَ يا ماضيّ والآتي

أهواكِ أهواكِ كم أهواكِ معتقداً
‏أن الهوى ويحهُ فوقَ اعتقاداتي

الحبُّ لولاكِ ما استعذبتُهُ أبداً
‏ولا رفعتُ له مُبيضَّ راياتي

ما الحبُّ! هل تعرفينَ الحبَّ فاتنتي
‏إذَن سَلي عنه إطراقي وآهاتي

.....

[الحمدان]

‏ولي حاجةٌ ياربّ أنتَ عليمُها
‏ولي دعوةٌ في القلبِ أنتَ مُجيبُها

‏وماحيلةٌ للنفس ياربّ إنّها
‏أتتكَ بشكواها وأنتَ طبيبُها

‏وماخاب ظنّي في أمورٍ وكلتُها
‏إليك وأنتَ اللهُ أنت حسيبها

آمين

[الحمدان]

‏وتَغَيّرَتْ منكَ الطِّباعُ ولمْ تَعُدْ
‏تَحنو عليَّ وبي تُحِسُّ وتَشعُرُ

‏أنكَرتَ ما بيني وبينَكَ في الهَوى
‏أوَمِثلُ ما بيني وبينَكَ يُنكَرُ؟!

‏وتَرَكتَني لِلرِّيحِ يَجري زَورقي
‏وفقاً لِما تَهوى وكَيفَ تُدَبِّرُ

‏كيفَ النجاة لهُ وبَحرُكَ هائج
‏ويكاد من أمواجه يتكسرُ

.....

[الحمدان]

قُولي لقَلبك أنّني أحبَبتُهُ
فلَعلَّ صَوت الحُب يَبلغُ مسمَعك

رِفقاً بحَالي إن قَلبي مُوجَعٌ
وشِفَاؤُه في أن يَراك ويَسمَعك

مهما ابتعدتِ عن الفؤادِ فإنني
مستوطنٌ رغم المسافة أضلعَك

إن كنتِ قررتَ الرحيلَ تذكري
أنّي تركتُ الناس كي أبقى معك

.....

[الحمدان]

مَاذَا جَنَيْتُ لِكَي تَمِلَّ وِصَالِي
‏إنِّي سَأَلتُكَ هَلْ تُجِيبُ سُؤالِي

‏حَاوَلتُ أن ألقَى لِهجرِكَ حُجَّة
‏فَوَقَعتُ بَينَ حَقِيقَةٍ وخَيَالِي

.....

[الحمدان]

يا من إليها من ظلمها الهرب
ردي فؤادي فقل ما يجب

ردي حياتي إن كنت منصفة
ثم إليك الرضا أو الغضب

طلبت قلبي فلم أفتك به
سبحان من لا يفوته الطلب

.....

[الحمدان]

نمت بسري في الهوى أدمعي
ودلت الواشي على موضعي

يا معشر العشاق إن كنتم
مثلي وفي حالي فموتوا معي

.....