تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 [121] 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
01-14-2025, 05:02 PM
‏ﻟﻴﺲ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿًﺎ ﻋﻠﻰ مَا ﺃﻧﺖَ ﻗﺎﺿﻴﻪِ
‏ﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻲَ ﻳﻜﻔﻴﻪِ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪِ

‏ﻳﺎﺭﺏّ ﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﻥِ ﻣﻘﺪﺭﺓٌ
‏ﻓﺒﺎﻋﺪِ ﺍﻟﺤﺰﻥَ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﺁﻭﻳﻪِ

.....

الحمدان
01-14-2025, 05:03 PM
حتى لو إن النفس بالعزله تهيم
كم واحدٍ مجروح لكن ماشكى

لاتقنع بجملة ترا قلبي سليم
القلب ماله صوت لا منّه بكى

.....

الحمدان
01-14-2025, 05:58 PM
كلي يقينٌ برب الكون سبحانه
إِني قريبٌ يقولُ الله فادعوني

يُغيثني اللهُ مهمـا أظلمت سبلي
كما أغاث ببطن الحوتِ ذا النون

.....

الحمدان
01-14-2025, 06:02 PM
أتُراهُ يدري بأنَّ القلبَ مَسكنهُ
ولستُ أُبصرُ بالعينينِ إلا

القلبُ يسألُ عيني حينَ أذكرهُ
ياعينُ قولي متى باللهِ نلقاهُ

.....

الحمدان
01-14-2025, 06:37 PM
وهَب لي أُُنسًا منكَ يُذهِبُ وَحشتي
ويَبسُطُ قلبًا ذا انقباضٍ ويشرَحُ

بهاء الدين زهير

الحمدان
01-14-2025, 06:38 PM
وفي الصُبحِ نرجو بلوغَ المساءِ
وإن جاءَ قلنا متىٰ يرحلُ

تمرُّ الحياةُ ونحنُ ننادي
علىٰ العَجزِ فينا ألا تخجلُ

.....

الحمدان
01-14-2025, 06:40 PM
لَوْ أَنَّ قَلْبَكَ لِي يَرقّ ويَرْحَمُ
مابِتُّ مِنْ خَوْفِ الهَوى أَتأَلَّمُ

وأَبيتُ مَبْذُولَ الدُّموعِ مُعذّبًا
كَلِفًا وَأَنْتَ مُمنَّعٌ وَمُنعَّمُ

الشاب الظريف

الحمدان
01-14-2025, 06:42 PM
وما الحياةُ سِوى حُلمٍ أَلَمَّ بنا
قد مَرَّ كالحُلمِ ساعاتي وأيَّامي

هل عشتُ حقّا يكادُ الشكُّ يغلبُني
أم كانَ ماعشتُهُ أضغاثَ أحلام

.....

الحمدان
01-14-2025, 08:03 PM
أغيبُ عنك بوُدٍّ لا يغيّرُهُ
نأيُ المَحَلّ ولا صَرفٌ من الزمنِ

فإن أعش فلعلّ الدهرَ يجمعُنا
وإن أمُت فقتيلُ الهمّ والحَزَنِ

قد زيّن اللهُ في عينيّ ما صنعَت
حتّى أرى حسنًا ما ليس بالحسَنِ

تعتَلُّ بالشُّغلِ عنّا ما تُكاتبُنا
والشغلُ للقلبِ ليس الشغلُ للبَدَنِ


العباس بن الأحنف

الحمدان
01-14-2025, 09:26 PM
إذا لاقاك بالإحسان قلبٌ
فبالإحسان تسكبهُ ودودا

وليس الأسرُ في الحديد شديدًا
كأسر العفو يُطلقنا قعودا

.....

الحمدان
01-14-2025, 09:28 PM
دربُ الكُسالى نعيمٌ في مسالكهِ
أمّا الطُموحُ فتدمى دونَهُ المُقَلُ

.....

الحمدان
01-14-2025, 09:29 PM
جزى اللّٰهُ دهرًا هذَّب النَّفسَ فعلُهُ
‏ولولاهُ ماكنتُ الحليمَ المُهذَّبا

.....

الحمدان
01-14-2025, 09:42 PM
هي الأيامُ تَجمَعُ بَعد بُعدٍ
وتَفجَعُ بَعد قُربِ واِلْتِئامِ

.....

الحمدان
01-14-2025, 09:42 PM
ولكنني أدنو وأرجو وأدَّعي
لعل النوايا شافعاتٌ لباذلِ

.....

الحمدان
01-14-2025, 09:43 PM
إنّي تعبتُ وكلُ أحلامي أنا
أن أستريحَ مِن الحنينِ قليلا

حذيفة العرجي

الحمدان
01-14-2025, 09:46 PM
عليكِ السلامُ سلام الوداع
وداعِ هوىً مات قبل الأجل

.....

الحمدان
01-14-2025, 09:47 PM
وَما في الأَرضِ أشقى من مُحِبٍ
وَإنْ وَجد الهَوى حلوَ المَذاقِ

تَراهُ باكِيًا في كل حينٍ
مَخافَةَ فرقةٍ أََوْ لاِشتِياقِ

فَيَبكي إِن نَأوا شَوقًا إِِلَيهِمْ
وَيَبْكي إِن دَنوا خَوفَ الفُراقِ

فَتَسخَنُ عَيْنُه عِندَ التَنائِي
وَتَسْخَن عَيْنُه عِندَ التَلاق

.....

الحمدان
01-14-2025, 09:52 PM
إليك يارب آمالي مهاجرةٌ
ماخاب عبدٌ وربُّ الكونِ مولاهُ

كلُّ الأماني على الرزَّاق هينةٌ
فارفع يديك فإن الواهبَ الله



......

الحمدان
01-14-2025, 09:54 PM
وقد ذُقتُ مِن حلوِ الزمانِ ومرِّهِ
‏فلا الحلو أنساني هواك ولا المرُ

‏الرافعي

الحمدان
01-14-2025, 09:55 PM
‏ياراقدَ اللِّيلِ محزونًا بأوّلهِ
إنّ البشائر قد يطرقنَ أسحارًا

.....

الحمدان
01-15-2025, 12:35 PM
وأعشَقُ الصُّبحَ إذ تَسريْ نسائمُهُ
‏تعيدُ في كلِّ روحٍ بسمةَ الأمَلِ

‏لنا معَ الصُّبح أمالٌ نُرجيها
‏ونسألُ اللهِ فيهِ صالحَ العمل

.....

الحمدان
01-15-2025, 01:35 PM
‏ويصبحُ الضيفُ أولانا بمنزلِنا
نرضى بذاكَ ويمضي حُكمُه فِينَا

أبو فراس الحمداني

الحمدان
01-15-2025, 03:54 PM
كُلُّ حَيٍّ إِلى المَماتِ يَصيرُ
كُلُّ حَيٍّ مِن عَيشِهِ مَغرورُ

لاصَغيرٌ يَبقى عَلى حادِثِ الدَهرِ
أَلا لا وَلَيسَ يَنجو الكَبيرُ

كَيفَ نَرجو الخُلودَ أَو نَطمَعُ
العَيشَ وَأَبياتُ سالِفينا القُبورُ

رُبَّ يَومٍ يَمُرُّ قَصداً عَلَينا
تَسفي الريحُ تُربَها وَتَمورُ

أبو العتاهية

الحمدان
01-15-2025, 03:56 PM
تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالكرام فلاح

.....

الحمدان
01-15-2025, 03:57 PM
إن ضاع عند الناسِ حُسن صنيعي
ماضاع عند اللهِ حبةَ خردلِ

.....

الحمدان
01-15-2025, 03:59 PM
لاخَيرَ في قُربى بِغَيرِ مَوَدَّةٍ
وَلَرُبَّ مُنتفِعٍ بِوُدِّ أَباعِدِ

وَإِذا القرابَةُ أَقبلَت بِموَدَّةٍ
فَاِشدُد لَها كَفَّ القَبولِ بِساعِدِ

أبو تمام

الحمدان
01-15-2025, 04:00 PM
لا تيأسوا أن تستردُّوا مجدكم
فلربَّ مغلوبٍ هوىٰ ثمَّ ارتقىٰ

حافظ ابراهيم

الحمدان
01-15-2025, 04:21 PM
قَد مَرَّ عامٌ يا سُعادُ وَعامُ
وَاِبنُ الكِنانَةِ في حِماهُ يُضامُ

صَبّوا البَلاءَ عَلى العِبادِ فَنِصفُهُم
يَجبي البِلادَ وَنِصفُهُم حُكّامُ

أَشكو إِلى قَصرِ الدُبارَةِ ما جَنى
صِدقي الوَزيرُ وَما جَبى عَلّامُ

قُل لِلمُحايِدِ هَل شَهِدتَ دِماءَنا
تَجري وَهَل بَعدَ الدِماءِ سَلامُ

سُفِكَت مَوَدَّتُنا لَكُم وَبَدا لَنا
أَنَّ الحِيادَ عَلى الخِصامِ لِثامُ

إِنَّ المَراجِلَ شَرُّها لا يُتَّقى
حَتّى يُنَفِّسَ كَربَهُنَّ صِمامُ

لَم يَبقَ فينا مَن يُمَنّي نَفسَهُ
بِوِدادِكُم فَوِدادُكُم أَحلامُ

أَمِنَ السِياسَةِ وَالمُروءَةِ أَنَّنا
نَشقى بِكُم في أَرضِنا وَنُضامُ

إِنّا جَمَعنا لِلجِهادِ صُفوفَنا
سَنَموتُ أَو نَحيا وَنَحنُ كِرامُ

وَدَعا عَلَيكَ اللَهَ في مِحرابِهِ
الشَيخُ وَالقِسّيسُ وَالحاخامُ

لاهُمَّ أَحيِ ضَميرَهُ لِيَذوقَها
غُصَصاً وَتَنسِفَ نَفسَهُ الآلامُ


حافظ ابراهيم

الحمدان
01-15-2025, 04:22 PM
ما لي أَرى الأَكمامَ لا تُفَتِّحُ
وَالرَوضَ لا يَذكو وَلا يُنَفِّحُ

وَالطَيرَ لا تَلهو بِتَدويمِها
في مُلكِها الواسِعِ أَو تَصدَحُ

وَالنيلَ لا تَرقُصُ أَمواهُهُ
فَرحى وَلا يَجري بِها الأَبطَحُ

وَالشَمسَ لا تُشرِقُ وَضّاءَةً
تَجلو هُمومَ الصَدرِ أَو تَنزِحُ

وَالبَدرَ لا يَبدو عَلى ثَغرِهِ
مِن بَسَماتِ اليُمنِ ما يَشرَحُ

وَالنَجمَ لا يَزهَرُ في أُفقِهِ
كَأَنَّهُ في غَمرَةٍ يَسبَحُ

أَلَم يَجِئها نَبَأٌ جاءَنا
بِأَنَّ مِصراً حُرَّةٌ تَمرَحُ

أَصبَحتُ لا أَدري عَلى خِبرَةٍ
أَجَدَّتِ الأَيّامُ أَم تَمزَحُ

أَمَوقِفٌ لِلجِدِّ نَجتازُهُ
أَم ذاكَ لِلّاهي بِنا مَسرَحُ

أَلمَحُ لِاِستِقلالِنا لَمعَةً
في حالِكِ الشَكِّ فَأَستَروِحُ

وَتَطمِسُ الظُلمَةُ آثارَها
فَأَنثَني أُنكِرُ ما أَلمَحُ

قَد حارَتِ الأَفهامُ في أَمرِهِم
إِن لَمَّحوا بِالقَصدِ أَو صَرَّحوا

فَقائِلٌ لا تَعجَلوا إِنَّكُم
مَكانَكُم بِالأَمسِ لَم تَبرَحوا

وَقائِلٌ أَوسِع بِها خُطوَةً
وَراءَها الغايَةُ وَالمَطمَحُ

وَقائِلٌ أَسرَفَ في قَولِهِ
هَذا هُوَ اِستِقلالُكُم فَاِفرَحوا

إِن تَسأَلوا العَقلَ يَقُل عاهِدوا
وَاِستَوثِقوا في عَهدِكُم تَربَحوا

وَأَسِّسوا داراً لِنُوّابِكُم
لِلرَأيِ فيها وَالحِجا أَفسِحوا

وَلتَذكُرِ الأُمَّةِ ميثاقَها
أَلّا تَرى عِزَّتَها تُجرَحُ

وَتَنتَخِب صَفوَةَ أَبنائِها
فَمِنهُمُ المُخلِصُ وَالمُصلِحُ

وَلِيَتَّقِ اللَهَ أُولو أَمرِها
أَن يُسكِتوا الأَصواتَ أَو يُرفِحوا

أَو تَسأَلوا القَلبَ يَقُل حاذِروا
وَصابِروا أَعداءَكُم تُفلِحوا


حافظ ابراهيم

الحمدان
01-15-2025, 04:22 PM
أَيا صوفِيا حانَ التَفَرُّقُ فَاِذكُري
عُهودَ كِرامٍ فيكِ صَلّوا وَسَلَّموا

إِذا عُدتِ يَوماً لِلصَليبِ وَأَهلِهِ
وَحَلّى نَواحيكِ المَسيحُ وَمَريَمُ

وَدُقَّت نَواقيسٌ وَقامَ مُزَمِّرٌ
مِنَ الرومِ في مِحرابِهِ يَتَرَنَّمُ

فَلا تُنكِري عَهدَ المَآذِنِ إِنَّهُ
عَلى اللَهِ مِن عَهدِ النَواقيسِ أَكرَمُ

تَبارَكتَ بَيتُ القُدسِ جَذلانُ آمِنٌ
وَلا يَأمَنُ البَيتُ العَتيقُ المُحَرَّمُ

أَيُرضيكَ أَن تَغشى سَنابِكُ خَيلِهِم
حِماكَ وَأَن يُمنى الحَطيمُ وَزَمزَمُ

وَكَيفَ يَذِلُّ المُسلِمونَ وَبَينَهُم
كِتابُكَ يُتلى كُلَّ يَومٍ وَيُكرَمُ

نَبِيُّكَ مَحزونٌ وَبَيتُكَ مُطرِقٌ
حَياءً وَأَنصارُ الحَقيقَةِ نُوَّمُ

عَصَينا وَخالَفنا فَعاقَبتَ عادِلاً
وَحَكَّمتَ فينا اليَومَ مَن لَيسَ يَرحَمُ


حافظ ابراهيم

الحمدان
01-15-2025, 04:23 PM
لاهُمَّ إِنَّ الغَربَ أَصبَحَ شُعلَةً
مِن هَولِها أُمُّ الصَواعِقِ تَفرَقُ

العِلمُ يُذكي نارَها وَتُثيرُها
مَدَنِيَّةٌ خَرقاءُ لا تَتَرَفَّقُ

وَلَقَد حَسِبتُ العِلمَ فينا نِعمَةً
تَأسو الضَعيفَ وَرَحمَةً تَتَدَفَّقُ

فَإِذا بِنِعمَتِهِ بَلاءٌ مُرهِقٌ
وَإِذا بِرَحمَتِهِ قَضاءٌ مُطبِقُ

عَجِزَ الرُماةُ عَنِ الرُماةِ فَأَرسَلوا
كِسَفاً يَموجُ بِها دُخانٌ يَخنُقُ

تَتَعَوَّذُ الآفاقُ مِنهُ وَتَنثَني
عَنهُ الرِياحُ وَيَتَّقيهِ الفَيلَقُ

وَتَنابَلوا بِالكيمِياءِ فَأَسرَفوا
وَتَساجَلوا بِالكَهرُباءِ فَأَغرَقوا

وَتَنازَلوا في الجَوِّ حينَ بَدا لَهُم
أَنَّ البَسيطَةَ عَن مَداهُم أَضيَقُ

نَفِسوا عَلى الحيتانِ واسِعَ مُلكِها
فَتَفَنَّنوا في سَلبِهِ وَتَأَنَّفوا

مَلَكوا مَسابِحَها عَلَيها بَعدَ ما
غَلَبوا النُسورَ عَلى الجِواءِ وَحَلَّقوا

إِن كانَ عَهدُ العِلمِ هَذا شَأنُهُ
فينا فَعَهدُ الجاهِلِيَّةِ أَرفَقُ


حافظ ابراهيم

الحمدان
01-15-2025, 04:24 PM
طَمَعٌ أَلقى عَنِ الغَربِ اللِثاما
فَاِستَفِق يا شَرقُ وَاِحذَر أَن تَناما

وَاِحمِلي أَيَّتُها الشَمسُ إِلى
كُلِّ مَن يَسكُنُ في الشَرقِ السَلاما

وَاِشهَدي يَومَ التَنادي أَنَّنا
في سَبيلِ الحَقِّ قَد مِتنا كِراما

مادَتِ الأَرضُ بِنا حينَ اِنتَشَت
مِن دَمِ القَتلى حَلالاً وَحَراما

عَجِزَ الطُليانُ عَن أَبطالِنا
فَأَعَلّوا مِن ذَرارينا الحُساما

كَبَّلوهُم قَتَلوهُم مَثَّلوا
بِذَواتِ الخِدرِ طاحوا بِاليَتامى

ذَبَحوا الأَشياخَ وَالزَمنى وَلَم
يَرحَموا طِفلاً وَلَم يُبقوا غُلاما

أَحرَقوا الدورَ اِستَحَلّوا كُلَّ ما
حَرَّمَت لاهايُ في العَهدِ اِحتِراما

بارَكَ المَطرانُ في أَعمالِهِم
فَسَلوهُ بارَكَ القَومَ عَلاما

أَبِهَذا جاءَهُم إِنجيلُهُم
آمِراً يُلقي عَلى الأَرضِ سَلاما

كَشَفوا عَن نِيَّةِ الغَربِ لَنا
وَجَلَوا عَن أُفُقِ الشَرقِ الظَلاما

فَقَرَأناها سُطوراً مِن دَمٍ
أَقسَمَت تَلتَهِمُ الشَرقَ اِلتِهاما

أَطلَقوا الأُسطولَ في البَحرِ كَما
يُطلِقُ الزاجِلُ في الجَوِّ الحَماما

فَمَضى غَيرَ بَعيدٍ وَاِنثَنى
يَحمِلُ الأَنباءَ شُؤماً وَاِنهِزاما

قَد مَلَأنا البَرَّ مِن أَشلائِهِم
فَدَعوهُم يَملَئوا الدُنيا كَلاما

أَعلَنوا الحَربَ وَأَضمَرنا لَهُم
أَينَما حَلّوا هَلاكاً وَاِختِراما

خَبِّروا فِكتورَ عَنّا أَنَّهُ
أَدهَشَ العالَمَ حَرباً وَنِظاما

أَدهَشَ العالَمَ لَمّا أَن رَأَوا
جَيشَهُ يَسبِقُ في الجَريِ النَعاما

لَم يَقِف في البَرِّ إِلّا رَيثَما
يُسلِمُ الأَرواحَ أَو يُلقي الزِماما

حاتِمَ الطُليانِ قَد قَلَّدتَنا
مِنَّةً نَذكُرُها عاماً فَعاما

أَنتَ أَهدَيتَ إِلَينا عُدَّةً
وَلِباساً وَشَراباً وَطَعاما

وَسِلاحاً كانَ في أَيديكُمُ
ذا كَلالٍ فَغَدا يَفري العِظاما

أَكثِروا النُزهَةَ في أَحيائِنا
وَرُبانا إِنَّها تَشفي السَقاما

وَأَقيموا كُلَّ عامٍ مَوسِماً
يُشبِعُ الأَيتامَ مِنّا وَالأَيامى

لَستُ أَدري بِتَّ تَرعى أُمَّةٍ
مِن بَني التَليانِ أَم تَرعى سَواما

ما لَهُم وَالنَصرُ مِن عاداتِهِم
لَزِموا الساحِلَ خَوفاً وَاِعتِصاما

أَفلَتوا مِن نارِ فيزوفَ إِلى
نارِ حَربٍ لَم تَكُن أَدنى ضِراما

لَم يَكُن فيزوفُ أَدهى حِمَماً
مِن كُراتٍ تَنفُثُ المَوتَ الزُؤاما

إيهِ يا فيزوفُ نَم عَنهُم فَقَد
نَفَضَت إِفريقِيا عَنها المَناما

فَهيَ بُركانٌ لَهُم سَخَّرَهُ
مالِكُ المُلكِ جَزاءً وَاِنتِقاما

لَو دَرَوا ما خَبَّأَ الشَرقُ لَهُم
آثَروا فيزوفَ وَاِختاروا المُقاما

تِلكَ عُقبى أُمَّةٍ غادِرَةٍ
تَنكُثُ العَهدَ وَلا تَرعى الذِماما

تِلكَ عُقبى كُلِّ جَبّارٍ طَغى
أَو تَعالى أَو عَنِ الحَقِّ تَعامى

لَو دَرَت رومَةُ ما قَد نابَها
في طَرابُلسَ أَبَت إِلّا اِنقِساما

وَأَبى كُلُّ اِشتِراكِيٍّ بِها
أَن يَرى التاجَ عَلى رَأسٍ أَقاما

أَعلَنوا ضَمَّ مَغانينا إِلى
مُلكِ فِكتورَ وَلَم يَخشَوا مَلاما

أَعلَنوا الضَمَّ وَلَمّا يَفتَحوا
قَيدَ أُظفورٍ وَراءً أَو أَماما

فَاِعجَبوا مِن فاتِحٍ ذي مِرَّةٍ
يَحسَبُ النُزهَةَ في البَحرِ صِداما

وَيَرى الفَتحَ اِدِّعاءً باطِلاً
وَاِفتِراءً وَاِحتِجاجاً وَاِحتِكاما

أَيُّها الحائِرُ في البَحرِ اِقتَرِب
مِن حِمى البُسفورِ إِن كُنتَ هُماما

كَم سَمِعنا عَن لِسانِ البَرقِ ما
يُزعِجُ الدُنيا إِذا الأُسطولُ عاما

عامَ شَهرَينِ وَلَم يَفتَح سِوى
هُوَّةٍ فيها المَلايينُ تَرامى

دَفَنوا تاريخَهُم في قاعِها
وَرَمَوا في إِثرِهِ المَجدَ غُلاما

فَاِطمَئِنّي أُمَمَ الشَرقِ وَلا
تَقنَطي اليَومَ فَإِنَّ الجَدَّ قاما

إِنَّ في أَضلاعِنا آفئِدَةً
تَعشَقُ المَجدَ وَتَأبى أَن تُضاما


حافظ ابراهيم

الحمدان
01-15-2025, 04:25 PM
قُتِلَ الإِنسانُ ما أَكفَرَهُ
طاوَلَ الخالِقَ في الكَونِ وَسامى

أَحرَجَ الغَيبَ إِلى أَن بَزَّهُ
سِرَّهُ بَزّاً وَلَم يَخشَ اِنتِقاما

قُوَّةَ الرَحمَنِ زيدينا قُوىً
وَأَفيضي في بَني الشَرقِ الوِئاما

أَفرِغي مِن كُلِّ صَدرٍ حِقدَهُ
إِملَإِ التاريخَ وَالدُنيا كَلاما

أَسأَلُ اللَهَ الَّذي أَلهَمَنا
خِدمَةَ الأَوطانِ شَيخاً وَغُلاما

أَن أَرى في البَحرِ وَالبَرِّ لَنا
في الوَغى أَندادَ طوجو وَأُياما


حافظ ابراهيم

الحمدان
01-15-2025, 04:25 PM
تَعَلَّموا فَالعِلمُ مِفتاحُ العُلا
لَم يُبقِ باباً لِلسَعادَةِ مُغلَقا

ثُمَّ اِستَمَدّوا مِنهُ كُلَّ قِواكُمُ
إِنَّ القَوِيَّ بِكُلِّ أَرضٍ يُتَّقى

وَاِبنوا حَوالَي حَوضِكُم مِن يَقظَةٍ
سوراً وَخُطّوا مِن حِذارٍ خَندَقا

وَزِنوا الكَلامَ وَسَدِّدوهُ فَإِنَّهُم
خَبَؤوا لَكُم في كُلِّ حَرفٍ مَزلَقا

وَاِمشوا عَلى حَذَرٍ فَإِنَّ طَريقَكُم
وَعرٌ أَطافَ بِهِ الهَلاكُ وَحَلَّقا

نَصَبوا لَكُم فيهِ الفِخاخَ وَأَرصَدوا
لِلسالِكينَ بِكُلِّ فَجٍّ مَوبِقا

المَوتُ في غِشيانِهِ وَطُروقِهِ
وَالمَوتُ كُلُّ المَوتِ أَلّا يُطرَقا

فَتَحَيَّنوا فُرَصَ الحَياةِ كَثيرَةً
وَتَعَجَّلوها بِالعَزائِمِ وَالرُقى

أَو فَاِخلُقوها قادِرينَ فَإِنَّما
فُرَصُ الحَياةِ خَليقَةٌ أَن تُخلَقا

وَتَفَيَّئوا ظِلَّ الأَريكَةِ وَاِقصِدوا
مَلِكاً بِأُمَّتِهِ أَبَرَّ وَأَرفَقا

لازالَ تاجُ المُلكِ فَوقَ جَبينِهِ
تَحتَ الهِلالِ يَزينُ ذاكَ المَفرِقا


حافظ ابراهيم

الحمدان
01-15-2025, 04:26 PM
لي فيكَ حينَ بَدا سَناكَ وَأَشرَقا
أَمَلٌ سَأَلتُ اللَهَ أَن يَتَحَقَّقا

أَشرِق عَلَينا بِالسُعودِ وَلا تَكُن
كَأَخيكَ مَشئومَ المَنازِلِ أَخرَقا

قَد كانَ جَرّاحَ النُفوسِ فِداوِها
مِمّا بِها وَكُنِ الطَبيبَ مُوَفَّقا

هَلَّلتُ حينَ لَمَحتُ نورَ جَبينِهِ
وَرَجَوتُ فيهِ الخَيرَ حينَ تَأَلَّقا

وَهَزَزتُهُ بِقَصيدَةٍ لَو أَنَّها
تُلِيَت عَلى الصَخرِ الأَصَمِّ لَأَغدَقا

فَنَأى بِجانِبِهِ وَخَصَّ بِنَحسِهِ
مِصراً وَأَسرَفَ في النُحوسِ وَأَغرَقا

لَو كُنتُ أَعلَمُ ما يُخَبِّئُهُ لَنا
لَسَأَلتُ رَبّي ضارِعاً أَن يُمحَقا

أَولى الأَعاجِمَ مِنَّةً مَذكورَةً
وَأَعادَ لِلأَتراكِ ذاكَ الرَونَقا

وَتَغَيَّرَت فيهِ الخُطوبُ بِفارِسٍ
حَتّى رَأَيتُ الشاهَ يَخشى البَيدَقا

وَأَدالَ مِن عَبدِ الحَميدِ لِشَعبِهِ
فَهَوى وَحاوَلَ أَن يَعودَ فَأَخفَقا

أَمسى يُبالي حارِساً مِن جُندِهِ
وَلَقَد يَكونُ وَما يُبالي الفَيلَقا

وَرَمى عَلى أَرضِ الكِنانَةِ جِرمَهُ
بِالنازِلاتِ السودِ حَتّى أَرهَقا

حَصَدَت مَناجِلُهُ غِراسَ رَجائِنا
وَلَو أَنَّها أَبقَت عَلَيهِ لَأَورَقا

فَتَقَيَّدَت فيهِ الصِحافَةُ عَنوَةً
وَمَشى الهَوى بَينَ الرَعِيَّةِ مُطلَقا

وَأَتى يُساوِمُ في القَناةِ خَديعَةً
وَلَوَ اِنَّها تَمَّت لَتَمَّ بِها الشَقا

إِنَّ البَلِيَّةَ أَن تُباعَ وَتُشتَرى
مِصرٌ وَما فيها وَأَلّا تَنطِقا


حافظ ابراهيم

الحمدان
01-15-2025, 04:39 PM
يُحَدثنِي الصبَاحُ حَديثَ فألٍ
‏بأنَّ الحُزنَ يَعقبه ابتهاَجُ

ويُخبِرنيِ محيَّا الشَّمس طلقًا
‏ألا إنَّ الكروبَ لهَا انفراجُ

.....

الحمدان
01-15-2025, 04:41 PM
وفِي العتابِ وصالٌ كنتُ أجهلهُ
وفِي الوصالِ عتابٌ كنتُ أُخفيهِ

وللعيون متاهاتٌ متى ندبتْ
شوقاً أقلّتْ سحاباً حيث تسقيهِ

وأشجعُ الحبِّ أنْ تحيا فتكتمهُ
وأعدل الشوق ماتسعى لتُبديهِ

.....

الحمدان
01-15-2025, 05:49 PM
أطلقتُ قلبي في سمائكِ فانطلقْ
وازدادَ شوقا ًفي غيابكِ فاحترق

كجمالكِ المنقوِش فوقَ مداخلي
من أين نلتِ بعالمي هذا الظ±لق

اني اعيذكِ من عيونٍ حولنا
يحميكِ من نظراتهم ربُّ الفلق

خجلٌ تورّدَ في خدودكِ صامتا
حاكى بحمرتهِ سويعاتِ الشفق

تمشين والأعشابُ تنصتُ للخطى
ياحلوةَ الخطواتِ في أبهى نسق

كل ُّ الخرائطِ اشّرتكِ بأحمر ٍ
بحرا ًعظيمَ الموج ِ ينذر بالغرق

حرّكتُ بوصلتي إليكِ وطابَ لي
أن اركبَ الموجَ العنيدَ بلا قلق

لن يعرفوا من انتِ رغم فضولهم
تبقينَ سرا بين قلبي والورق

.....

الحمدان
01-15-2025, 05:58 PM
‏إنِّي أحبُّكِ بَينَ القَلبِ وَالوَرَعِ
‏مَابَينَ مُندَفِعٍ مِنِّي وَمُرتَدِعِ

‏الشَّوقُ يَدفعُنِي وَالعَقلُ يَمنَعُنِي
‏وَالحَالُ تُخبرُنِي ذَا مَوضِعُ الوَجَعِ

‏ذِكرَاكِ دِفءٌ وَبَردٌ فَرحَةٌ وَأسَىً
‏نُورٌ وَنَارٌ كمَوصُولٍ وَمُنقَطِعِ

.....

الحمدان
01-15-2025, 06:27 PM
مَلِكٌ إِذا ماجالَ في يَومِ اللِقا
وَقَفَ العَدُوُّ مُحَيَّرًا في شانِهِ

وَالنَصرُ مِن جُلَسائِهِ دونَ الوَرى
وَالسَعدُ وَالإِقبالُ مِن أَعوانِهِ

.....

الحمدان
01-15-2025, 06:28 PM
لا وقتَ عندي كي أجادلَ جاهلاً
‏أو أن أعرِّضَ بالحسود وألْمِزَهْ

‏روحي أعزُّ علي من أشيائهمْ
‏ولديّ ما أسعَى إليهِ لأُنجِزَهْ

.....

الحمدان
01-15-2025, 06:31 PM
هل شاب حبك مثل شَعرك سيدي
فرفعتَ راية شيبك استنفارا

فأجبتها ماشاب رأسي إنٍما
وقع الرمادُ بمفرقي فأنارا

من نار حبك ياحبيبة مسّني
هذا البياض أتطفئين النار

سيعود شعري أسودا لكن لي
قلب أقر حبيبتي إقرارا

سيدوم فيه الشيب عند فراقنا
ياليت لي في حبنا أعمارا

.....

الحمدان
01-15-2025, 06:32 PM
‏إذا عزَّ اللقاءُ كتبتُ شِعراً
‏بهِ ألقاك تجسيداً ومعنى

‏فأُوقِف واقعي وأعيد أمسي
‏فأبكي حينَ أذكر كيف كنّا

.....

الحمدان
01-15-2025, 09:05 PM
فكم شجاعٍ أضاع الناسُ هيبتَهُ
وكمْ جبانٍ مُهابٍ هيبةَ الأسَدِ

وكم فصيحٍ أمات الجهلُ حُجَّتَهُ
وكم صفيقٍ لهُ الأسماعُ في رَغَدِ

وكم كريمٍ غدا في غير موضعهِ
وكم وضيعٍ غدا في أرفعِ الجُدَدِ

دار الزمان على الإنسان وانقلبَتْ
كلُّ الموازين واختلَّـتْ بمُستندِ

جعفر عباس

الحمدان
01-15-2025, 10:06 PM
ياساكن الروح طول البعد يشجيني
وأنت في القلب نبض في شراينيني

تقسو علي بحب أنت تزعمه
فأين حبك من سهدي فيشفيني

وأين حبك من روحي فينعشها
وأين حبك من ظمئي فيسقيني

ياساكن الروح شعري لست تجهله
وأنت في الشعر حرف ظل يغريني

هواك شعري وقيثارتي وأغنيتي
وحبر حرفي شموس منك تدنيني

هواك عمري وأحلامي وأمنيتي
ورجع صوتك في صمتي يناجيني

فهل عساك بوصل منك تسعدني
وهل عساك بطول البعد تشقيني

فأرفق بقلبي رويداً لاتعذبه
فصدق وصلك حلم فيه يكفيني

.....

الحمدان
01-15-2025, 10:10 PM
مرض الفؤاد من الفراق فكلما
فارقت محبوبا تلاه حبيب

ياقلب لاتحزن فذا حال الدنا
الوصل شمس والفراق مغيب

اسأل إلهك أن يلملم شملنا
مع من نحب فإنه لمجيب

في جنة الفردوس حيث الملتقى
فيها سيبقى والحياة تطيب

.....

الحمدان
01-15-2025, 10:18 PM
‏وقد نُحبّ أُناسًا دون رُؤيتهم
لاشيء غير انجذاب الروح للروحِ

جلال الدين الرومي

الحمدان
01-15-2025, 10:22 PM
‏من لم يرِدك فلا تردهُ
ليكنْ كمن لَم تستفدهُ

وباعد أخاك ببعدهِ
فإذا نأى شبراً فزدهُ

بشار بن برد

الحمدان
01-15-2025, 10:27 PM
أعرض عن الدنيا الدنية زاهدًا
فالزهدُ عند أولي النهى زهدانِ

زهدٌ عن الدنيا وزهدٌ في الثنا
طوبى لمن أمسى له الزهدانِ

.....

الحمدان
01-15-2025, 10:39 PM
يامنْ مررتَ بدارٍ أهلها رحلوا
أبلغْ سلاماً تلاهُ مغرمٌ ثملُ

واحملْ إليَّ منْ أحجارِ منزلهمْ
لعلها لمستْ يوماً بمنْ نزلوا

وانظرْ ملياً في أرجاءِ مسكنهمْ
لعلهم تركوا شيئاً بهِ أملُ

إنْ كانَ كأساً فقد ذاق الشفاه ألا
ياطيب من ذاقوا ياطيب من حملوا

علي ألاقي به من عطرهم عبقاً
ولتملئِ الكأسَ منْ ماءٍ بهِ اغتسلوا

أكان ذنبي أنا أم ذنب من هجروا
هم ولعوا قلبي في الحب واعتزلوا

قدكان قلبي أسيراً في مودتهم
لكن أحبابي جاروا وماعدلوا

قالوا سنبقى على عهد الهوى أبداً
ياطيب ماقالوا ياليتهم فعلوا

إن شاء ربي سأحيا في مودتهم
حتى ألاقيهم أو يحضر الأجل

.....

الحمدان
01-15-2025, 11:03 PM
ازرع جميلك وارحل غير منتظر
واترك بفعلك مايخلد أثرك

لاتنتظر شكرهم فالناس قد جبلوا
على التنكر للمعروف والضجر

واقصد بفعلك وجه الله محتسباً
فالله يعطيك ماترجو بلا ضرر

.....

الحمدان
01-15-2025, 11:06 PM
‏الآن ترحلُ بعدما استعمرتني
وتقول عذراً إنَّها الأقدارُ

تمضي ونبضُ القلبِ فيك معلّقٌ
وتعي بأن غرامكَ استعمارُ

لاعُذرَ يقنعُني بأنّك مُجبَرٌ
في الحُبِّ لاتجدي معي الأعذارُ

دارت بنا الدُنيا وأنت خذلتني
وغداً بها تتبدَّلُ الأدوارُ

.....

الحمدان
01-15-2025, 11:15 PM
ضَحِكَت عُبَيلَةُ إِذ رَأَتني عارِياً
خَلَقَ القَميصِ وَساعِدي مَخدوشُ

لاتَضحَكي مِنّي عُبَيلَةُ وَاِعجَبي
مِنّي إِذا اِلتَفَّت عَلَيَّ جُيوشُ

وَرَأَيتِ رُمحي في القُلوبِ مُحَكَّماً
وَعَلَيهِ مِن فَيضِ الدِماءِ نُقوشُ

أَلقى صُدورَ الخَيلِ وَهيَ عَوابِسٌ
وَأَنا ضَحوكٌ نَحوَها وَبَشوشُ

إِنّي أَنا لَيثُ العَرينِ وَمَن لَهُ
قَلبُ الجَبانِ مُحَيَّرٌ مَدهوشُ

إِنّي لَأَعجَبُ كَيفَ يَنظُرُ صورَتي
يَومَ القِتالِ مُبارِزٌ وَيَعيشُ

عنترة بن شداد

الحمدان
01-15-2025, 11:50 PM
أسهر مع الليل طول الليل واغني
ياليل ياعين في ليلى وعينيها

من اجل ليلى وعينيها خُلق فني
وانغام صوتي خلقها الله لاذنيها

ليلاي ياحب انا منه وهو مني
ياجنة الكون والكونين دونيها

يامُنْيتي ذا تمنى كل متمني
عيني بحرقة دموعي ذاب جفنيها

انتي هوى الروح ذا به عشت متهني
ونتي حياتي بطعمَيْها ولونَيها

حني على الروح ياقطر الندى حني
روحي بفرقاك ماتت بين بينيها


الباهوت هلال

الحمدان
01-15-2025, 11:57 PM
ورأيتُ أدمُعَ عينِها مسكوبةً
تُبدي خَوافيَ قلبها المَوجوعِ

فسألتُها عَن حالِها لكنّها
بخِلتْ عليّ بِردِّها المَسمُوعِ

فعرَفتُ أنّ الحُزنَ أطفأَ نبضَها
زمَنًا ولم يسمحْ لهُ برجوعِ

فأتيتُ أمسَحُ دمعَها وبِداخلي
مَوجٌ مِن الأوجاعِ هزَّ ضُلوعي

وكأنّ مابيني وبينَ شُعورِهَا
صِلَةٌ فإِنْ حَزِنَتْ يَئِنُّ جميعي

وإذا تمادى الهمُّ في أعماقِها
تبكي ولكنّ الدُّموعَ دمُوعي

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:11 AM
من ذلك الوجه يبدو أنه جندي
لا بل يريمي سأدعو جدّ مبتعد

أظنّه مكرد القاضي كقامته
لا بل مثنى الرادعي مرشد الصّيّدي

لعلّه دبعيّ أصل والده
من يافع أمّه من سورة المسد

عرفته يمينا في تلفّته
خوف وعيناه تاريخ من الرمد

من خضرة القات في عينيه أسئلة
صفر تبوح كعود نصف متّقد

رأيت نخل المكلا في ملامحه
شمّيت عنب الحشا في جيده الغيد

من أين يا بني ولا يرنو وأسأله
أدنو قليلا صباح الخير يا والدي

ضمّيته ملء صدري أنّه وطني
يبقى اشتياقي وذوبي الآن ياكبدي

يسعد صباحك ياعمّي أتعرفني
فيك اعتنقت أنا قبّلت منك يدي

لاقيت فيك بكيلا حاشدا عدنا
ماكنت أحلم أن ألقى هنا بلدي

رأيت فيك بلادي كلّها اجتمعت
كيف التقى التسعة المليون في جسد

عرفت من أنت ياعمّي تلال بنا
عيبان أثقله غاب من البرد

شمسان تنسى الثريّا فوق لحيته
فاها وينسى ضحى رجليه في الزبد

صخر من السدّ يجتاز المحيط إلى
ثان ينادي صداه من رأى عمدي

ما اسم ابن أمي سعيد في تبوك وفي
سيلان يحيى وفي غانا أبو سند

وأنت ياعمّ في نيجيريا حسن
وفي الملاوي دعّوتي ناصر العنّدي

سافرت في سنة الرامي هربت على
عمّي غداه قبرنا ناجي الأسدي

من بعد عامين من أخبار قتل أبي
خلف اللّحيّة في جيش بلا عدد

أيام صاحوا قوى الإدريسي احتشدت
وقابلوها بجيش غير محتشد

رحلت في تلك التاريخ أذكره
كأنها ساعة ياسعد لم تزد

صياح قالوا سعود قبل خطبتها
حبلى وحيكان لم يحبل ولم يلد

والدوحيّة تهمي في مراتعنا
أغاني العار والأشواق والحسد

ودّعت أغنامي العشرين محصنة
حتى أعود وحتى اليوم لم أعد

من مات يا ابني من الباقي أتسألني
فصول مأساتنا الطولى بلا عدد

ماذا جرى في السنين الست من سفري
أخشى وقوع الذي مادار في خلدي

مارست ياعمّ حرب السبع متقدا
تقودني فطنة أغنى من الوتد

كانت بلا أرجل تمشي بلا نظر
كان القتال بلا داع سوى المدد

وكيف كنتم تنوحون الرجال بلا
نوح نموت كما نحيا بلا رشد

فوج يموت وننساه بأربعة
فلم يعد أحد يبكي على أحد

وفوق ذلك ألقى ألف مرتزق
في اليوم يسألني مالون معتقدي

بلا اعتقاد وهم مثلي بلا هدف
ياعمّ ما أرخص الإنسان في بلدي


عبدالله البردوني

الحمدان
01-16-2025, 12:20 AM
مافي المقام لذي عقلٍ وذي أَدبِ
من راحةٍ فدعِ الأَوطانَ واغتربِ

سافر تجِد عوضاً عمن تفارِقُهُ
وانصب فَإِن لذيذ العيشِ في النصبِ

إِنّي رأَيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ
إِن ساح طاب وإِن لم يجرِ لم يطبِ

وَالشمس لو وَقفت في الفلكِ دائمةً
لملها الناس من عجمٍ ومن عربِ

والتبرُ كالتربِ ملقىً في أَماكنهِ
والعودُ في أَرضهِ نوعٌ من الحطبِ

فَإِن تغربَ هذا عزَّ مطلبهُ
وإِن تغربَ ذاك عز كالذهبِ

الشافعي

الحمدان
01-16-2025, 12:23 AM
ياتائهَ النفسِ في بحرِ الأسى غرقا
تجوبُ وحدكَ بينَ الشكِّ والقلقِ

يامن ظننت بأن العقل مرشدُكَ
لكنه اليوم أضحى مصدر الغرقِ

تسألُ القلب عن معنى الحياةِ فلا
يلقى سؤالكَ غيرَ الصمتِ في الطرقِ

مابينَ حلمٍ قديمٍ كنتَ تملِكه
وبينَ واقعكَ المرِّ الذي اختنقِ

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:37 AM
متى الدُنيا تَرقُّ على الشَريدِ
وتُعطي زاهداً مثلَ المُريدِ

متى القلبُ الذي أمسى حزيناً
يعودُ إلى السعادةِ من جديدِ

متى رأيي السجينُ يصيرُ حُراً
تعبتُ منَ السلاسلِ والقيودِ

متى الأيامُ تضحكُ لي بصدقٍ
وتمسحُ أدمُعاً فوقَ الخدودِ

متى تتفهمُ الذكرى اشتياقي
وتفهمُ أنّها كلُّ الوجودِ

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:39 AM
‏حسناءُ باهرةُ الأوصافِ كاملةٌ
ياليتني عن عيونِ الناسِ أُخفيها

كم كنتُ أقبِسُ منها ضوءَ بَسْمَتِها
وكم رشفتُ سُلافَ الشَّهْدِ مِن فيها

قالت تُحِبُّ مُلاقاتي فقلتُ لها
أَحَبُّ عندي مِن الدنيا ومَن فيها

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:41 AM
‏لِلّهِ بُحتُ بما في الروحِ من أَلَمٍ
ما أجمل البَوْحَ للمولى وأحلاهُ

سيرفَعُ الحُزنَ عن قلبي ويمنحه
مِن البشائرِ مايُنسيهِ بلواهُ

وإن تأخّرَ ما أرجُوهُ من أمَلٍ
فلُطفُ ربي تجلّى حين أخفاهُ

سحائِبُ اللُّطفِ في الحالَيْنِ تُمطِرُني
ماقدّرَ اللهُ مِن أمرٍ سأرضاه

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:44 AM
ياسائلاً عني هوتك عيوني
وهواك نبضي لهفتي وجنوني

إن كنتَ لاتدري فقربك غايتي
وهواك بهجة خاطري وشجوني

يا أُيها النائي المقيم بخافقي
وروَيت من نبع الهوى مكنوني

مزّق بدربك كل أوراق الأسى
واكتب على لوح السعادة كوني

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:48 AM
ولي حاجةٌ ياربِّ أنتَ عليمُها
ولي دعوةٌ في القلبِ أنتَ مُجيبها

وما حيلةٌ للنفس ياربِّ إنَّها
أتتكَ بِشكواها وأنتَ طبيبها

وما كنتُ مخذولًا وما كنتُ بائسًا
وما كنتُ مُرتابًا وأنتَ حبيبها

وما خاب ظنِّي في أمورٍ وكلتُها
‏إليكَ وأنتَ اللهُ أنتَ حسيبها

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:50 AM
أَوْدى بيَ الحُزْنُ واغْتالَ الجَوَى جَلَدي
وفرَّقَ الشَّجْوُ بينَ الرُّوحِ والجَسَدِ

واستهدَفَتْنِي صُروفُ الدَّهرِ راميةً
تُصوِّبُ النَّبْلَ نحوَ القَلْبِ والكَبِدِ

ما لِلَّيالي إذا سَلَّتْ صوارِمَها
بين الخلائِق لاتُبقي على أحدِ

.....

الحمدان
01-16-2025, 11:13 AM
مَليحٌ قامَ يَجذِبُ غُصنَ بانٍ
‏فمالَ الغُصنُ مُنعطِفًا عليهِ

وَمَيلُ الغُصنِ نَحوَ أخيهِ طَبعٌ
‏وشِبهُ الشَّيءِ مُنجَذِبٌ إليهِ

....

الحمدان
01-16-2025, 11:16 AM
‏اختر لقلبك من يعيد له الحياةْ
حتى وإن كانت عيونك لاتراهْ

الموت للأجساد موت واحد
لكن لقلبك ألف موت واشتباه

واختر لعقلك في الأنام شبيهه
حتى لو اختلفت رياح الإتجاه

واختر لنفسك من يرتل صمتها
وعظيم سرك لاتؤمّنه سواه

دنياك يابن الأكرمين سفينة
فاختر لروحك من يقودك للنجاةْ

.....

الحمدان
01-16-2025, 11:18 AM
أناْ إنْ شكوتُ فليس لي في لوْمِكم
أرَبٌ يزيدُ عِتابُكم إيلامي

ما حاجتي وأنا الغريقُ لوَعْظِكمْ
إنْ لم تراعوا حُرْمتي وذِمامي

قوموا معي أو وفَّروا أحلامَكم
فلديّ مايكفي من الأحلامِ

.....

الحمدان
01-16-2025, 11:22 AM
‏كم جئت بابك سائلاً فأجبتني
من قبلِ حتى أن يقولَ لساني

واليوم جئتك تائباً مستـغفراً
شيءٌ بقلبي للهدى ناداني

عينايَ لو تبكي بقيةَ عمرها
لاحتجت بعد العمرِ عمراً ثانِ

إن لم أكن للعفو أهلا خالقي
فلأنت أهلُ العفو والغفرانِ

.....

الحمدان
01-16-2025, 11:26 AM
تلكَ الخطاباتُ الكسولةُ بيننا
خيرٌ لها خيرٌ لها أن تُقْطَعَا

إنْ كانت الكلماتُ عندكِ سُخْرَةً
لاتكتبي فالحبّ ليس تبرّعا

إني لأقرأ ماكتبتِ فلا أرى
إلاّ البرودةَ والصقيعَ المفْزِعا

عفويةً كوني وإلاّ فاسكتي
فلقد مللتُ حديثَكِ المتميّعا

.....

الحمدان
01-16-2025, 11:28 AM
حَجَريّةَ الإحساس لن تتغيّري
إني أخاطبُ ميّتاً لن يَسمعا

ما أسخفَ الأعذارَ تبتدعينها
لو كان يمكنني بها أن أقنعا

سنةٌ مضتْ وأنا وراء ستائري
أستنظر الصيفَ الذي لن يرجعا

.....

الحمدان
01-16-2025, 11:33 AM
وأجملُ الناسِ مِقلالٌ من الكَلِمِ
وأفصحُ القولِ إيحاءٌ بغيرِ فَمِ

وأحسنُ الناسِ مَن للناسِ أنفعُهمْ
وأسوأ الناسِ زَهَّادٌ بذي رَحِمِ

وأصعبُ الجرحِ جَرحُ الرُّوحِ أحسبُهُ
وأهوَنُ الجرحِ سَيَّالٌ ببعضِ دَمِ

وأعظمُ الصّبرِ صَبرُ المرءِ يتبعُهُ
حمدٌ وشكرٌ وتسليمٌ لذي كرَمِ

.....

الحمدان
01-16-2025, 11:37 AM
‏جاءَ الشتاءُ وروحي في حرائقِها
‏وما أزالُ أُداري سرَّ إحراقي

‏الناسُ تُوقدُ في بَرْدِ الدجى حطبًا
‏وإن قسا البَرْدُ بي أوقدتُ أشواقي

.....

الحمدان
01-16-2025, 11:38 AM
مابين برد الشتاء والوقت وسكاتك
ذابت شموع الفجر والليل يحرقها

وتروح عنّي وتترك ضيقة شتاتك
ضلوع صدري هبوب الليل يكسرها

.....

الحمدان
01-16-2025, 11:41 AM
صَبَاحٌ تَنَفَّسَ رُوحَ الحَياةِ
فَأيّقَظَ فِي كُلِّ قَلبٍ مُنَاه

فَيَارَبُّ إِنَّا رَجَونَاكَ فَضلَاً
فَحَقِّْقْ لِمَنْ قَدْ دَعِاكَ رَجَاه

.....

الحمدان
01-16-2025, 11:52 AM
‏وهجُ التفاؤلِ قد أنار قلوبنا
فأضاءَ بَينَ المُقلَتَينِ سُبَاتي

والصبح يُغدِقُ خيره بحفاوةٍ
لِيَفيقَ قلبي مِن دُجىٰ الظُّلُماتِ

فغدَوتُ أكتبُ بالأمانِي أحرُفي
وبعثتُ رُوحًا مِن صميمِ رُفاتِي

والله يسري في عُروقي نورهُ
بالذِّكرِ والقرآنِ والصلواتِ

فعَرفتُ أنّ الذكرَ سرّ تَوَهُّجي
والغيثُ يَهطِلُ مِن سما الرَّحَماتِ

هذا صباح الخَير يزهو نُورهُ
فيطيبُ يومي من جميع جِهاتِي

.....

الحمدان
01-16-2025, 11:56 AM
ومن أجرى دموع الناس ظلما
سيحضره العقاب إلى يديه

ومن يبك الكرام يجد جزاء
يسيل فؤاده من مقلتيه

فعدل الله عند الناس حي
وظلم العبد مردود عليه

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:05 PM
إذا ما الصبح أسفر عن شروقٍ
ووجه الليل بالإظلام ولى

وصاغ الطير بالتسبيح لحناً
وقام العبد للمولى وصلى

وضاءت في عيون الأفق شمسٌ
ونور الفجر بالبشرى تدلى

فقل حمداً لرب الكون دوماً
وهذا اليوم مما فات أحلى

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:10 PM
سُيُوفُ الْبُعْدِ كَمْ أَدْمَتْ فُؤَادِي
إِلَامَ الْقَلْبُ يَحْتَمِلُ ابْتِعَادَا

أَنَا فِي الْقَلْبِ مَنْ أَكْثَرْتُ مِنْهَا
بِهَذِي الْيَدِّ قَدْ غُرِسَتْ عِنَادَا

مُحَالٌ أَنْ أَلُومَ الْقَلْبَ يَوْمَاً
عَلَى حُبٍّ وَأُلْزِمَهُ الْحِيَادَا

يَحِنُّ الْقَلْبُ أَحْبَابِي لِوَصْلٍ
وَيَأْسَفُ نَادِمَاً لَمَّا تَمَادَى

هُنَا لَكُمُ الْإشَارَةُ فَافْهَمُوهَا
بَِقلْبٍ بِالْمَحَبَّةِ قَدْ تَنَادَى

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:12 PM
يَاليلُ دُمْ لي لا أريدُ براحَا
حَسبِي بوجهِ معذِّبي مصباحَا

حسبِي به نورًا وحسبيَ ريقُهُ
خمرًا وحسبِيَ خدُّه تفَّاحَا

حسبِي بمضحِكِهِ إذا استَضحكتُهُ
مُستَغنيًا عن كلِّ نجمٍ لاحَا

طَوّقتهُ طوقَ العناقِ بساعِدٍ
وَجعلتُ كفِّي للئامِ وشَاحَا

هذَا هو اليومُ النعيمُ فخَلِّنا
مُتعانِقينِ فلا نُريدُ بَراحَا

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:19 PM
عَجزتُ بأن أخفيكِ سِرّاً بِخَافقي
وكفَّ سَوادُ العينِ يَبكيكِ سَاهِرَا

تَعَالي وفكّي القيدَ عَن سِرِّ حُبّنَا
وقولي لكلِّ الناسِ أحببتُ شَاعِرَا

وبوحي فَما بِالحُبِّ لومٌ إذَا هَوى
فؤادُ فتاةٍ صَاحَ بالحبِ جَاهِرا

تَعَالي فَهذا الليلُ أمسى مُؤرّقي
وغيركِ دونَ النَاسِ مَارُمتُ سَامِرَا

فَقَد رَبحَ العُذّالُ في كِسرِ خَاطِري
ولستُ أناجي اليومَ إلّاكِ جَابِرَا

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:23 PM
ماذنب قلبي إن وهبتك موطنا
فأبيت إلا أن تكون غريبا

لمَ كلما أدنو إليك تصدني
تغتال من للجرح جاء طبيبا

إن كنت تسأل عن دليل مشاعري
سترى دموعي النازفات مجيبا

إن كنت تبحث عن صديقٍ مخلصٍ
لم تلق مثلي صادقا وقريبا

وإذا أردت لنبض قلبك مسكنا
هذا فؤادي فاتخذه حبيبا

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:25 PM
‏كلُّ المراكبِ غادرتْ مينائي
شطّي وحيدٌ باردُ الأجواءِ

حتى المنارة بالسوادِ توشَّحتْ
والصخرُ يلطمُ خدّهُ بالماءِ

يارملُ أرجِعْ لي خطاهُم إنها
كانت لقلبي نبضة الأحياءِ

ياريحُ لملم لي عطورَهم التي
كانت لروحي بلسم الإشفاءِ

مذ غادروني والشرودُ سجيتي
حار الطبيبُ بعلّتي ودوائي

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:54 PM
‏وإنِّي لأهوَى النومَ مِن غيرِ نَعسَةٍ
لعَلَّ لِقَاءً فِي المنَامِ يكُونُ

تُخبرُنِي الأحلامُ أنِّي أرَاكُمُ
فيَا ليتَ أحلامَ المنَامِ يقِينُ

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:56 PM
‏ثمّ ماذا ثمّ إني
في اشتياقي سأغني
حين يغفو الشوق لحظة
يعلو صوت الجرح مني
يُسكتُ الألحان حزنًا
يبدأ القلبُ يردد
ما الذي أغناك عنّي

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:57 PM
‏غَابُوا وَزَادُوا فِي الغِيَابِ سِنِينَا
غَابُوا لِيَزدَادَ الحَنِينُ حَنِينَا

غَابُوا وَمَا عَلِمُوا بأنَّ غِيَابَهُمْ
سَلبَ السَّعَادَةَ واسْتَحَالَ أنِينَا

هَذِي عُيُونِي قَدْ بَكتْ لِفِراقِهِمْ
دَمعًا مُذِيبًا لِلجُفُونِ سَخِينَا

أوَّاهُ لَو عَادُوا لَقَالُوا لَيتَنَا
لمْ نَترُكِ الصَّبَّ الكسِيرَ حَزِينَا

.....

الحمدان
01-16-2025, 12:58 PM
تغَزّل بي ولا تُخْفي هيامي
وقُل شيئاً فديتُك في غرامي

فقلت لها حديثُ العين يكفي
وهل سأظلُّ أنزِفُ كل عامِ

لساني مُوغِلٌ في الصّمت لكن
فؤادي لايكفُّ عن الكلامِ

.....

الحمدان
01-16-2025, 01:00 PM
‏ويحملني الحنين إليك طفلًا
‏وقد سلب الزمانُ الصبرَ مني

‏وألقى فوق صدرك أمنياتي
‏وقد شقيَ الفؤادُ مع التمني

‏غرست الدرب أزهاراً بعمري
‏فخيّبت السنون اليومَ ظني

‏وأسلمت الزمان زمام أمري
‏وعشتُ العمرَ بالشكوى أغني

‏وكان العمر فيك ومنك أمناً
‏وضاعً الأمن حين رحلت عني

.....

الحمدان
01-16-2025, 01:51 PM
إِن الأَفاعي وإِن لانت ملامسها
عند التقلب في أَنيابها العطبُ

عنترة بن شداد

الحمدان
01-16-2025, 01:53 PM
فَتىً يخوض غمار الحرب مبتسماً
وينثني وسنان السيف مُختضبُ

ويخوض الشيخ في بحرِ المنايا
ويرجع سالماً والبحر طامي

ويأتي الموت طفلاً في مهودٍ
ويلقى حتفهُ قبل الفطامِ

فَلا ترض بمنقصةٍ وذلٍّ
وتقنع بِالقليلِ من الحطامِ

فعيشكَ تحتَ ظلِّ العزِّ يوماً
ولا تحتَ المذلةِ أَلفَ عامِ

عنترة بن شداد

الحمدان
01-16-2025, 01:54 PM
‏اكتُمْ ضميرَك من عَدُوِّكَ جاهداً
‏وحَذَارِ لاتُطْلِعْ عليه رفِيقَا

‏فلَرُبَّمَا انْقَلَبَ الصَّدِيقُ مُعَادِياً
‏ولَرُبّمَا رَجَعَ العَدُوُّ صَدِيقا

.....

الحمدان
01-16-2025, 01:56 PM
الْصَمتُ زَيْنٌ وَالسُّكُوتُ سَلَامَةٌ
فَإِذَا نَطَقْتَ فَلَا تَكُنْ مِكْثَارًا

مَا إِنْ نَدِمْتُ عَلَى سُكُوتِي مَرَّةً
وَلَقَدْ نَدِمْتُ عَلَى الْكَلَامِ مِرَارًا

.....

الحمدان
01-16-2025, 01:58 PM
‏لمّا أتى بالعيرِ إخوةُ يوسفٍ
قالوا بأنَّ أخاهُ في يومٍ سرقْ

وأسرَّها في نفسهِ متكتِّماً
لمْ يبدها رغم القساوة مانطقْ

بعضُ العتابِ البوحُ فيه خطيئةٌ
والبعضُ كالطوفانِ يأتي بالغرقْ

وتغافلُ المرء العزيز لحكمةٍ
لبقاءِ ودٍّ أو لحشمةِ ماسبقْ

.....

الحمدان
01-16-2025, 02:01 PM
وكن ناشراً للخير دوماً
لعل الله يجزيك الجنانَ

وطاوٍ للشرور بكل حالٍ
فنشرُ الشرِ يسقيك الهوانَ

.....

الحمدان
01-16-2025, 02:05 PM
فلايعقِبُ الأحزان إلا سعاده
ولايعقِبُ الحرمان إلا عطاءً

.....

الحمدان
01-16-2025, 02:10 PM
رحلوا ولستُ مُبالياً فليرحلوا
ياليتهم لورائهم لن ينظروا

كي لا أرقَّ لهم بكلَّ صبيحةٍ
أو في مسائي للخواليَ أذكرُ

رحلوا ولستُ بباخعٍ نفسي على
أثارهم والقلبُ لايتحسرُ

أني لأعجبُ كيفَ أصبحَ قاسياً
قلبي الذي بحنينهِ يتفجرُ

سأقولُ إنْ سألوا فؤادي عنهمُ
لله أنَّا راجعونَ ونحشرُ

.....

الحمدان
01-16-2025, 02:13 PM
كَم مِن حَزينٍ لاتَرى في وجههِ
إلاّ الَرِّضا وفُـؤادُهُ يتمَزَّق

ولَكَمْ بَشوشٍ لو خَبِرْتَ حَياتَه
لَعَرفتَ أهلَ الصَّبرِ كيفَ تخَلَّقوا

ماكلُّ مَنْ ذَرَفَ الدُّموعَ مُعذَّبٌ
أو كلُّ من تَلقاهُ يَضحَكُ يَصدقُ

هي قصَّةٌ أدرى بِها أصحابُها
والله أعلَمُ بالقُلوبِ وأرْفَقُ

.....

الحمدان
01-16-2025, 02:18 PM
سَلبَ النّومَ خَيالٌ مَر بِي
في فؤادي لحبيب غائب

فاستثار الطيف قلبا مثقلا
أضرم الحب فأهوى جانبي

يا خليل الروح هلا زرتنا
في شروق الشمس أو في المغرب

أو فزرني في منامي علنا
نلتقي لو في زوايا الحجب

ابن الخطيب

الحمدان
01-16-2025, 02:19 PM
أظلم الكون لفرقاك ولاح
طائر ذل لهجراك جناح

نظرة يا حلوتي منك حياة
يشرق الكون ويرتاد الصباح

أزهر الورد لذكراك وفاح
أذن الساقي إلى هذا الفلاح

ابن الخطيب

الحمدان
01-16-2025, 02:23 PM
ماعدتُ أعرفُ أينَ تهدأُ رحلتي
‏وبأيِّ أرضٍ تستريحُ ركابي

‏غابت وجوهٌ كيفَ أخفتْ سرَّها
‏هرَبَ السؤالُ وعزَّ فيهِ جوابي

.....

الحمدان
01-16-2025, 02:26 PM
بِالصيفِ ضيَّعتُ حبّي ولَم تزلْ
نارُ الفِراقِ بِقلوبِنا ظِلالُهَا

ولَها عِتابٌ فِي الزمانِ كأنّها
حسناءُ راحَ مَعَ الحِجاجِ جمالُهَا

ورمَت نَواظِرُها الهَوَى فتَنَاوَحتْ
ريحُ العواطِفِ وصلُها وفِصالُهَا

فَغَدت لَيالِي الأشوَاق تُؤلِم جرحنَا
وتعود بالذكرى حسرةً أَحوالُها

.....

الحمدان
01-16-2025, 02:28 PM
لولاك ماحضن الغرام قصائدي
كلا ولا ورد القصيدة أزهرا

لولاك ماعلم الجميع بلهفتي
وترنمت بصبابتي كل الورى

عجّل بوصلك يا جميل فإنني
أحيا الثواني فى غيابك اشهرا

.....

الحمدان
01-16-2025, 02:30 PM
من أين جئتَ لها يا أيها الألمُ
وهي الدواء إذا مامسّنا السّقمُ

خذ ماتشاء فداءً عن توجّعها
أوّاه لو كانت الآلامُ تُقْتَسَمُ

.....

الحمدان
01-16-2025, 02:34 PM
ووحدي كنت وحدي
عندما قاومت وحدي
وحدة الروح الأخيرة
عندما لاتستطيع أن تقترب
ولا أن تبتعد
ولا تستطيع أن تنسى
ولا تستطيع أن تتجاوز
فأهلاً بك في المنتصف المميت
الذي لاحول لك فيه ولا قوة
اليوم أخطو برفق أكثر
بعد أن ركضت طويلًا
خوفًا من أن يفوتني شيء
وفاتني كل شيء
لقد كبرنا دون أن ننتبه
لم يسمح لنا أن نكبر على مهل
أيقتلك الغياب
أنا يقتلني الحضور الباهت
الذي يشبهُ العَدم
لم يَفُتني القطار وحدهُ
بل فاتتني المحطَّة
وضلَّني الطّريق
وخانَني رِفاق السَّفر
تُنسى كأنَّكَ لم تَكُنْ
تُنْسَى كمصرع طائرٍ
ككنيسةٍ مهجورةٍ
تُنْسَى كحبّ عابرٍ
تُنْسَى كوردة في الليل
مرة واحدة في العمر
يندفع المرء بغزارة
من بعدها يُصاب بالبرود
نحو كل شيء وللأبد
أخبرني أين يُباع النسيان
وأين أجد ملامحي السابقه
وكيف لي أن أعود لنفسي
لاشيء يعجبني أريد أن أبكي
ربما لم يكن شيئآ
مهما بالنسبة لك ياريتا
لكنه كان قلبي


محمود درويش

الحمدان
01-16-2025, 02:48 PM
أبو الطيّب المُتنبّي
شاعر العرب

هل تعلم أن المتنبي هو القائل :
مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ

وهو القائل :
على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ

وهو القائل :
ماكلُّ مايتمناه المرءُ يدركُهُ
تجري الرياحُ بما لاتشتهي السفنُ

وهو القائل :
لايَسلَمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى
حتى يُراقَ على جوانبِهِ الدَّمُ

وهو القائل :
إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكْتَهُ
وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تمرَّدا

وهو القائل :
أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سرْجُ سابِحٍ
وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ

وهو القائل :
ذو العقلِ يشقى في النعيـمِ بعقلهِ
وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ يَنْعَمُ

وهو القائل :
فلا مجدَ في الدنيا لمن قلَّ مالُهُ
ولا مالَ في الدنيا لمن قلَّ مجدُهُ

وهو القائل :
ومِن العداوةِ ماينالُكَ نفعُهُ
ومِن الصداقةِ مايَضُرُّ ويُؤْلِمُ

وهو القائل :
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ
فهي الشهادةُ لي بأني فاضلُ

وهو القائل :
وإذا لم يكنْ مِن الموتِ بدٌّ
فمن العجزِ أن تكون جبانا

وهو القائل :
إذا غامرتَ في شرفٍ مرُومٍ
فلا تقنعْ بما دون النجومِ

فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقيرٍ
كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ

وهو القائل :
أغايةُ الدينِ أن تَحفوا شواربكم
يا أمةً ضحكت من جهلِها الأممُ

وهو القائل :
لا بقومي شرفتُ بل شرفوا بي
وبنفسي فخرتُ لابجدودي

وهو القائل :
أنا الذي نظرَ الأعمى إلى أدبي
وأسمعتْ كلماتي مَن به صممُ

فالخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفُني
والسيف والرمح والقرطاسُ والقلمُ

وهو القائل :
ليس التعللُ بالآمالِ من إربي
ولا القناعةُ بالإقلالِ من شيمي


-معظم هذه الأشعار سارت مسرى
الأمثال على ألسنة الناس
أبو الطيّب المُتنبّي واسمه
أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي
ولقبه شاعر المتنبي (303هـ - 354هـ)
(915م - 965م)
أعظم شعراء العرب
وأكثرهم تمكنًا من اللغة العربية
وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها
وله مكانة سامية لم تُتح مثلها
لغيره من شعراء العرب بعد الإسلام
فيوصف بأنه نادرة زمانه
وأعجوبة عصره.وظل شعره
إلى اليوم مصدر إلهام ووحي
للشعراء والأدباء
وهو شاعر حكيم
وأحد مفاخر الأدب العربي
وتدور معظم قصائده حول نفسه
ومدح الملوك
ولقد قال الشعر صبيًا
فنظم أول أشعاره
وعمره 9 سنوات
واشتُهِرَ بحدة الذكاء واجتهاد

الحمدان
01-16-2025, 02:51 PM
يانازِلينَ عَلى الحِمى وَدِيارِهِ
هَلّا رَأَيتُم في الدِيارِ تَقَلقُلي

قَد طالَ عِزَّكُم وَذُلّي في الهَوى
وَمِنَ العَجائِبِ عِزَّكُم وَتَذَلَّلي

لاتَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ
بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ

عنترة ابن شداد

الحمدان
01-16-2025, 02:52 PM
فلو خُيّرتُ في وطن لقُلتُ هواكَ أوطاني
ولو أنساك ياعمري حنايا القلب تنساني

أماتَ الحب عشّاقاً وحبك أنتَ أحياني
إذا ماضعتُ في دربي ففي عينيكَ عنواني

.....

الحمدان
01-16-2025, 02:55 PM
غِب ماتشاءُ فمَا عليكَ عِتاب
وارجِع فمِن حقِّ الحبيبِ إيَاب

أنا لا أردُّ ببابِ قلبيَ عابِرًا
أوكيفَ لو وقفُوا بهِ الأحبابُ

إن لَم تجِد في الكونِ بَابًا لِلهوى
فأنا وقلبي كُلُّنا أبوابُ

.....

الحمدان
01-16-2025, 02:58 PM
فتَحتُ قلبي لكلِّ الناسِ محتسِباً
‏أجري وما كان لي في الناسِ أطماعُ

‏أرى معايبَ أقوامٍ فأستُرُها
‏وأشترى بنفيسِ الودِّ مَن باع

‏وما أزالُ أُداري مَن يكايدُني
‏مُدَّثِّراً بسمتي والقلبُ مُلتاعُ

‏لي قُدرةٌ في احتمالِ الناسِ كلِّهِمُ
‏إلا الذينَ لهمْ في الحُمْقِ إبداعُ

.....

الحمدان
01-16-2025, 03:00 PM
لقد لامني في حب ليلى أَقاربي
أَبي وابن عمي وابن خالي وخاليا

يقولون ليلى أَهلُ بيت عداوةٍ
بِنفسي ليلى من عدوٍّ وماليا

أَرى أَهل ليلى لايريدون بيعها
بشيءٍ ولا أَهلي يريدونها لِيا

قضى اللَهُ بِالمعروف منها لغيرنا
وبالشوق والإِبعاد منها قضى ليا

قسمت الهوى نصفين بيني وبينها
فنصف لها هذا لهذا وذا لِيا

قيس بن الملوح

الحمدان
01-16-2025, 03:02 PM
وتعلمُ أنني أهواك جدًا
أذوبُ وأيّ قلبٍ لايذوبُ

وتعلمُ أن هذا البُعدَ ذنبٌ
فما لك عن ذنوبك لاتتوبُ

هَواكَ وإن طواهُ السِّرُّ طَيًّا
يُخَبِّرُ عن تَمَكُّنِهُ السُّكُوتُ

سيَبقَى في حنايا القلبِ حَيًّا
أموتُ أنا وحُبُّك لايموتُ

الحارث الخراز

الحمدان
01-16-2025, 03:30 PM
‏لاتغيبوا طويلاً ثم تأتوا
تسألوا عن الحال
فالتفاصيل تموت مع الوقت
والحكايات تتغير
فعلًا يذكرني

بقول الشاعر :
من لم يزرنا والديارُ مُخيفةً
لامرحبًا بهِ والدّيارُ أمانُ

وقال آخر :
مُعيبٌ أن تُضاحكني نهارًا
وفِي ليل الهمومِ تفرُّ منِّي

وقال آخر :
إن كنتَ عنِّي حين أبغيكَ غائبًا
فبُعدكَ أولى حين تُقضى حوائجي

وختم الآخر بقوله :
ليسَ الحَبيبُ بِمَن يَأتيكَ في رَغَدٍ
إنَّ الحَبيبَ هوَ المَشهودُ في المِحَن

الحمدان
01-16-2025, 03:37 PM
سلامٌ إذا حان وقت مماتي
وغطّى التراب الطهورُ رُفاتي

وصرت بظلمة قبري وحيدًا
ولا من شفيعٍ سوى حسناتي

فلا تذكروني بسوءٍ فيكفي
الذي قد جنيتُ طوال حياتي

دعوني أنم في ضريحي سعيدًا
وعُذرًا على كل ماضٍ وآتِ

.....

الحمدان
01-16-2025, 03:40 PM
أتجرؤ حين تسأل كيف حالُك
وقد بالغت في شحّ الوصالِ

تغيبُ كأنّ قلبك صار صخرًا
وعُذْرك دائمًا رهن انشغالي

رجوتك لاتقُل في الحُب قولاً
ولا تذكر جميلات اللّيالي

فهجرُك قد أطاح بجسر حُبي
وأنْساني يميني مِن شمالي

.....

الحمدان
01-16-2025, 03:58 PM
وأظلُ أرسمُ بالخيال عوالمي
ماحيلةُ المضطر غير خيالهِ

.....

الحمدان
01-16-2025, 04:06 PM
‏ولي حاجةٌ ياربّ أنتَ عليمُها
‏ولي دعوةٌ في القلبِ أنتَ مُجيبُها

‏وماحيلةٌ للنفس ياربّ إنّها
‏أتتكَ بشكواها وأنتَ طبيبُها

.....

الحمدان
01-16-2025, 04:57 PM
وإنِّي أتجاهل ولست بجاهل
وغضيض البصر ولست بأعمى

.....

الحمدان
01-16-2025, 05:54 PM
مالي فتُنت بلحظك الفتاكِ
وسلوت كل مليحة إلاك

يُسراك قد ملكتْ زمام صبابتي
ومضلتي وهداي في يمناكِ

فإذا وصلت فكل شيء باسم
وإذا هجرت فكل شيء باك

هذا دمي في وجنتيك عرفته
لاتستطيع جحوده عيناك

لو لم أخف حر الهوى ولهيبه
لجعلت بين جوانحي مثواك

إني أغار من الكؤوس فجنبي
كأس المدامة أن تقبّل فاك

لك من شبابك أو دلالك نشوة
سحر الأنام بفعلها عطفاك

.....

الحمدان
01-16-2025, 06:14 PM
بالأمسِ كُنتُ بخيرٍ لايُهزِمني الأَسى
واليومَ أَرجعُ خُطوةً أُثْقِلَتْ بالخَوفِ

الحُزنُ يكبُرُ في دَواخِلي كأنَّهُ
غَيْمٌ يُخيِّمُ لايُفارِقُ طَيفي

مَتى أُغادرُ ذلكَ اليومِ الَّذي
أَلقَى بهِ نَفسي على حافَّةِ النَّزفِ

.....

الحمدان
01-16-2025, 06:16 PM
تَأخُذنِي الليَالِي لِأمَاكِن لَا أُريدهَا
وَتُرَاودُنِي الأَسئِلة هَل تَعُود ذِكرَياتُهَا

لقَد مَررتُ بِأسوأ أَيامِي وَأَوجَاعُهَا
وَلَا أُرِيد لِدمُوعِي أن تَبُوحَ بِأسُرَارهَا

اسيل الريشي

الحمدان
01-16-2025, 06:19 PM
وكم صاحبتُ في عمري أناسًا
وهبتُ لهم فؤادي ثمّ غابوا

وكنتُ إذا وهبتُ الحبَّ صِرفًا
أرى هِبَتي تضيعُ ولا أُجابُ

وكم كُتِبَتْ حروفي في كتابٍ
طواهُ البَيْنُ واحترقَ الكِتابُ

وكنتُ قددتُها من تِبرِ قلبي
فما يُجدي إذا ضاعت عِتابُ

.....

الحمدان
01-16-2025, 06:21 PM
يَاشَمْسَ صُبْحي يابَهاءَ قَصَائِدي
يَالَيلَ عِشْقٍ يَشْتَفي بهَلاكي

كُلُّ النساءِ الى جَمَالكِ تَنْتَمي
سُبْحَانَهُ مِنْ بالجَمالِ حَباكِ

لَولاكِ مَاكانَ الجَمالُ ولا بَدَا
وسِوَاكِ هُنَّ مَوَاضِعُ الإشْرَاكِ

.....

الحمدان
01-16-2025, 06:25 PM
والشوقُ لازال في قَلبي يُؤَرقني
بَعدَ الأحبةِ قل لي مّن أعاتبُهُ

ماَللحبيبِ جَفاَ من بعدٍ رقَّتهِ
وشطّ بالبعدِ بعد الوصلِ قاَربهُ

أصابَ قَلبي بسهمٍ منْ كِنانتهِ
كّأنه الموتُ ترميني عقاربُهُ

ياَللبعادِ فكم أبكى القلوبَ دماً
وأشعلَ الشوقَ أحزاناً تُحاربهُ

ياَظالمي بالهوى قد زِدتني تعباً
والعيشُ بعدكَ سائتني تجارتهُ

مهلاً فديتُكَ قد أرهقتَ قاَفيتي
والحبُّ دونك قد غصّت مشاربهُ

أنتَ الحبيبُ وإن قد زدتَني تعباً
والقلبُ قلبك لابل أنتَ صاحبهُ

.....

الحمدان
01-16-2025, 06:31 PM
هَلْ زَادَكَ التِّرْحالُ في هِجْراني
أَمْ رَاقكَ الهِجْرانُ كي تَنْسَاني

أَمْ غَرَّكَ البُعْدُ الطَّويلُ فَخِلْتَني
أنْسَى سِنينَ البُعْدِ والحِرْمانِ

لا ياصَفِيَّ الرّوحِ لَمْ أنسَ الهَوَى
مَاغَيَّرَ الهِجْرانُ مِن وِجداني

مَاغَيَّرَ التِّرْحالُ ميثاقَ الهَوَى
مازِلْتَ طَيفاً يَقْتَفي اذْهاني

إهْجُرْ سِنينَاً في غيابكَ وانْسَني
والعن سنيني في الهَوَى وَزَماني

تَبْقَى خَليلَ القَلْبِ لو عَذَّبْتَني
ï»»يَسْتبيح القَلْب خلٌ ثان

.....

الحمدان
01-16-2025, 06:33 PM
‏وين ابلقاك ياشهد الحروف
لين يرضى علي عذب اللما

جيت للشعر واتعبني الوقوف
عند بابه وبي جوع وظما

ماذبح لي مصابيح وطيوف
ولا سقاني الكواكب في السما

ان سألني حبيبي والكفوف
تضرب الغيم والاشعار ما

عن قصيدي تذكرت الظروف
وقلت شعري نسيته انما

ليتني قبل اشوفك ما اشوف
وليت قلبي قبل حبّك عمى

.....

الحمدان
01-16-2025, 06:35 PM
سأظل أذكر مُكرمات عطائكم
مهما تعثر في الدروب مساري

وأجود في مردود بعض وفائكم
يافيض أرباحي وكل ضماري

إني سأبقا للدفاء سمائكم
مهما تجاهلت النجومُ مداري

.....

الحمدان
01-16-2025, 06:39 PM
قالوا حبيبُكَ خلف البحر مَنفاهُ
قلتُ الحبيبُ هنا في الصدر سُكناهُ

عينايَ تبْصِرُهُ في دار غربته
كذاكَ تبصرُني في البُعْد عيناه

يوم الوداع بكى جمرا على كتفي
وقد تمكن من كفيَّ كفاه

تحَدَّرَ الدمعُ والأنفاسُ ساخنة
ورعشةُ العشق تغشاني وتغشاه

توَهَّجَ الثغرُ مشتاقا على خجل
كما توهجَ في كفيَّ خداه

ياراكبين سنام البحر معذرة
هل الزمان الذي أضناه أرضاه

ذكراه تسكن في روحي وفي كبدي
ولن تغيبَ إذا ماغابَ ذكراه

بعضُ القلوب تعيشُ العمرَ في دمنا
والبعض عند غروب الشمس ننساه

.....

الحمدان
01-16-2025, 06:41 PM
فتركت في سطر الغياب مواجعي
وتركت في دربِ الوداعِ ظنوني

ووضعتُ عنواناً بداخلِ قصتي
قد فاقَ من ذاكَ الغيابِ حنيني

فإذا مررتِ بقصتي فترفقي
رحماكِ في وجع غفى وسنينِ

ثم أكتبي سطرَ الختامِ لعلهُ
يطفي مدامع لهفتي وجفوني

لاينتهي وجع الغيابِ بخافقي
حتى تعودي أو تموت عيوني

.....

الحمدان
01-16-2025, 06:50 PM
عِطْرٌ وبِضْعُ رَسائِلٍ وسَلامُ
وحروفُ شوقٍ بَينَهنَّ ملامُ

ذَا ماتَبَقّى مِنْ رَحيلِ حَبيبَتي
والليلُ تَنْأى بينَهُ الأحلامُ

وسطورُ عِشقٍ في قَديمِ دَفاتِري
مَاتَتْ وظَلَّ بِسَطْرِها الإبْهَامُ

وشموعُ وَجدٍ في الظلامِ تَلَبّدتْ
وَتَفَاقَمتْ في صَمْتِها الآلامُ

وبطَاقةُ في العيدِ مَاتَ زَمَانُها
وتَجَمّدَ التَقويمُ والأرقَامُ

والقُبْلَةُ الحَمراءُ في منديلِهَا
جَفَّتْ وَجَفَّتْ بَعدها الأيَّامُ

والساعةُ الخرساءُ دام سُباتُها
والمِعْطفُ الوَرديُ والأقلامُ

وكأنَّها قبلَ الرَّحيلِ تَنَبَأتْ
وتَبَدّلتْ في بَوحِها الأنْغامُ

فَتَحَوّلتْ شبه الشِتاءِ قَسَاوَةً
لِيِموتَ في مِحْرابِها الإلهامُ

ويَعُمَّ صَمْتي في جَميعِ قَصائدي
والصَمتُ في بُعْدِ الحبيبِ كلامُ

.....

الحمدان
01-16-2025, 06:53 PM
وأراكَ فيِ كـُلِّ الوجوهِ ولا يُرَى
إلاك َمكتوبٌ هُنا بجبينِي

أنتَ الذِي أحببتهُ رغمَ النَوى
أبحرتُ فيِ عينيكَ ملءَ يقينيِ

لولا عيُونكَ مَاعَرفتُ حلا الهَوى
ولكنتُ قدْ ضَيّعتُ كلّ سنينِي

لا ليسَ يعنينِي الوجودُ بأسرهِ
أنتَ الذِي دونَ الورَى يعنيني

.....

الحمدان
01-16-2025, 06:56 PM
اعطيت عينيكِ القصائد كلها
وإذا اردتِ فمهجتي اعطيها

عيناكِ اروع قصة سحرية
عجزت بحور الشعر ان ترويها

سيظل قلبي في عيونكِ مبحرا
وقصائدي ستظل غرقى فيها

واظل اخفي كل اسرار الهوى
إلا إليكِ فإنني ابديها

.....

الحمدان
01-16-2025, 06:57 PM
وكَمِ ادَّعَينا أننا اعتَدْنا الفِراقْ
وقُلوبنا نَسِيَتْ ولم تَمُتِ اشتِياقْ

‏وكَمِ ادَّعَينا واصْطَنَعنا بَسمةً
فتَبَدَّلت دَمعًا أفاضَ بِهِ اختِناقْ

وكَمِ انتظَرنا الدَهرَ يَحلُو مرَّةً
فيُذِيقُنا بِقسَاوةٍ مُرَّ المَذاقْ

ولَكَم تَحَدَّينَا الحَيَاةَ وندَّعِي
أنَّا بخيرٍ ما خَسِرنا في السِبَاقْ

ولقد أُسِرنَا بالهَوى وحَنِينِه
لا نَابَنَا سَعدٌ ولا مِنْهُ انعِتَاقْ

كَم بِتُّ أرقبُ بَدرَ ليلِي أدهرًا
لم يأتِ بدرٌ إنَّمَا جَاءَ المحَاقْ

فمتى سَتُهدِيني اللَيَالي فَرحةً
وتُعَانقُ الروحُ المنى أنقَى عناقْ

ومتى سَتَسقِيني الأمَاني شَربةً
تَروي فؤادًا ظَامِئًا عَذبَ التَلاقْ

.....

الحمدان
01-16-2025, 06:59 PM
أتى بكِ الحظُّ أو جاءت بكِ الصُّدفُ
لا ضير عندي ولا في ذاك نختلفُ

بيتُ القصيدِ بأني كنت منتظراً
بزوغ شمسٍ على أبوابها أقفُ

وفجأةً أشرقت عيناكِ في غسقي
ماذا أحدثُ عن عينيكِ ما أصِف

حوراءُ نجلاءُ دعجاءٌ وناعسةٌ
عن وصف عينيك جفّ الحبر والصحف

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:01 PM
‏روحي إليك بكلِّها قد أجمعَت
لو أنَّ فيكَ هلاكَها ما أقلعَت

‏تبكي إليكَ بكُلِّها عن كلِّها
حتى يقالُ من البكاءِ تقطَّعَت

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:04 PM
أخشَى عَلى قَلبي اليَتيمِ سَيُسْرَقُ
ويَهيمُ فيكَ وبالهَوى يَتَعَلّقُ


أمُعذّبي مَالي ومالكَ والنَوى
ذَرني وَحيدَاً في السَماءِ أحلّقُ

أغلَقتُ بَابَاً للغَرامِ أذلّني
لكنَ جُرحيْ في الحشَا مُتعَمِّقُ

ضَمّدتهُ عُمْرَاً وعُوفيَ واكتَوَى
وَبقيتُ مِن نارِ الهَوَى أتحرقُ

في دَاخلي تيهٌ وَأنتَ تَسيرُ بي
أخشَى عَليَّ إذا نَطقتُ سَأعشقُ

وأنا خَريفٌ والريَاحُ عَصفنَ بي
صَعبٌ عَلى غُصني اليَبوسِ يُورّقُ

أمِّمْ تَوَاريخي تَعَالَ فَقَد أرى
قلبي يَعودُ إلى الهُيامِ ويخفقُ

فَمَشَاعِري حَيرَى وَقَلبُكَ بَابُها
وإذا جَفوتَ فأيّ بابٍ أطرقُ

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:25 PM
وَعدٌ لعَينَيكِ عِندِي ماوَفَيتِ بِهِ
ياقُرْبَ مَاكَذَبَتْ عَينيَّ عَينَاكِ

حكَتْ لِحَاظُكِ مافي الرّيمِ من مُلَحٍ
يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي

كَأنّ طَرْفَكِ يَوْمَ الجِزْعِ يُخبرُنا
بما طوى عنك من أسماء قتلاك

أنتِ النّعيمُ لقَلبي وَالعَذابُ لَهُ
فَمَا أمَرّكِ في قَلْبي وَأحْلاكِ

عندي رسائل شوق لست أذكرها
لولا الرقيب لقد بلغتها فاك

سقى منى وليالي الخيف ماشربت
مِنَ الغَمَامِ وَحَيّاهَا وَحَيّاكِ

إذ يَلتَقي كُلُّ ذي دَينٍ وَماطِلَهُ
منا ويجتمع المشكو والشاكي

لمّا غَدا السّرْبُ يَعطُو بَينَ أرْحُلِنَا
مَاكانَ فيهِ غَرِيمُ القَلبِ إلاّكِ

هامت بك العين لم تتبع سواك هوى
مَنْ عَلّمَ العَينَ أنّ القَلبَ يَهوَاكِ

حتّى دَنَا السّرْبُ ما أحيَيتِ من كمَدٍ
قتلى هواك ولا فاديت أسراك

ياحبذا نفحة مرت بفيك لنا
ونطفة غمست فيها ثناياك

وَحَبّذا وَقفَة وَالرّكْبُ مُغتَفِلٌ
عَلى ثَرًى وَخَدَتْ فيهِ مَطَاياكِ

لوْ كانَتِ اللِّمَة ُ السّوْداءُ من عُدَدي
يوم الغميم لما أفلتِّ أشراكي

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:28 PM
ما الحب إلا قصة مطوية
صفحاتها الأقدار والمكتوب

نرضى وفي الأعماق نار لم تخب
وجراحنا للذكريات تجيب

إن غاب عنا من نحب اصابه
في القلب غرز مالهن طبيب

نبكي على الأطلال رغم جفافها
فالدمع في حضن الحنين عجيب

إن لم يكن في وصله مانرتجي
فالصبر في درب الهوى مطلوب

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:31 PM
مَانَامَ جَفْنٌ بَعْدَهُمْ وتَرَغَّدتْ
عَينٌ بِلَيلٍ والمَنَامُ تَمَنَّعَا

والقَلْبُ يَشْكو فَقْدَهُمْ بِمَرَارَةٍ
والدَّمْعُ أودَى بالخدودِ وفَرَّعَا

يَاقَاصِداً دار اﻷحبة قلْ لَهُمْ
في دَرْبِهِمْ ظَلَّ الهَوَى وتَرَبَّعا

أبْلِغْ سَلامَاً للحَبيبِ وعُدْ لَنا
فَالشّوقُ عِندي للجَوابِ تَلَوَّعا

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:36 PM
لم يبقَ لي وطنٌ في الأرض يحرسني
إلا عيونك يامن لست أنساها

كل الجهات التي قد كنت أسلكها
تبعثرت وتشظت في زواياها

إلا جهاتك يا أماه كم بَعُدت
عني وما زلت رغم البُعدِ ألقاها

أنت التي كلما غنيت أغنيةً
أو كلما قلت شعرا كان معناها

أو كلما عشقتني في الهوى امرأةٌ
رأيت وجهك يعلو في محياها

أنا بدونك يا أماه لا امرأةٌ
تلملم القلب مهما كان مرآها

بك الزمان الذي يقسو نلينه
فكم دموعٍ إذا مرت مسحناها

وبسمةُ منكِ يا أمي تُعلمُنا
أسرارَ عمرٍ طويلٍ كم جهلناها

حكيمةٌ أنتِ يا أمي معلمةٌ
فحكمةُ الدهرِ قد أعطتتك يمناها

إن البلاد التي عاشت تتطاردنا
لولا عيونكِ يا أمي تركناها

لولا وجودكِ فيها لم يكن أبدا
فيها ابتسامٌ ولا هشت ثناياها

أنا ابنك العاشقُ المفتونُ سيدتي
وأنت من في صميمِ الروح مثواها

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:37 PM
وما كتمتُ عن الذين أحبهمْ
حُبِّي ولستُ بكاتمٍ أشواقي

ولقد عَلِمتُ بأن حُبَّكَ قِسمةٌ
مقسومةٌ مِن قاسمِ الأرزاقِ

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:39 PM
يقولُونَ لم ينظُرْ عواقبَ أمرِهِ
ومثليَ من تَجْري عليه العواقبُ

أرى ملءَ عينيَّ الرّدى فأخُوضهُ
إذِ الموتُ قُدّامي وخلفي المعايبُ

عَليّ طِلابُ المجدِ من مُستقَرِّهِ
وَلا ذَنبَ لي إِن حارَبَتني المَطالِبُ

إِذا اللهُ لَم يَحرُسكَ مِمّا تَخافُهُ
فَلا الدِّرعُ مَنّاعٌ وَلا السّيفُ قاضِبُ

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:40 PM
لَعَمرُكَ مالامَ اِمرَءاً مِثلُ نَفسِهِ
كَفى لِاِمرِئٍ إِن زَلَّ بِالنَفسِ لائِما

تَأَخَّرتُ أَستَبقي الحَياةَ فَلَم أَجِد
لِنَفسي حَياةً مِثلَ أَن أَتَقَدَّما

فَلَستُ بِمُبتاعِ الحَياةِ بِسُبَّةٍ
وَلا مُبتَغٍ مِن رَهبَةِ المَوتِ سُلَّما

الحصين بن حمام الفزاري

الحمدان
01-16-2025, 07:41 PM
كلُّ مَن لاقيتُ يَشكو دهرهُ
ليتَ شِعري هذه الدُّنيا لِمَن

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:42 PM
تَرَكتُ إِلَيكَ الناسَ طُرّاً وَكُلُّهُم
يَتوقُ إِلى قُربي وَيَهوى مَقامِيا

وَيَمنَعُني مِن عادَةِ الشِعرِ أَنَّني
رَأَيتُ لِباسَ الذُلِّ بِالمالِ غالِيا

إِذا لَم أَجِد بُدّاً مِنَ السَيفِ شِمتُهُ
وَفَقدِ ذَلولٍ أَركَبُ الصَعبَ ماشِيا

فَإِن كُنتُ لا أَعلو عَلى عودِ مِنبَرٍ
فَلَستُ أُلاقي غَيرَ مَجدِيَ عالِيا

الشريف الرضي

الحمدان
01-16-2025, 07:44 PM
أَدهَى الْمَصَائِبِ غَدرٌ قَبلَهُ ثِقَةٌ
‏وَأَقْبَحُ الظُّلْمِ صَدٌّ بَعدَ إِقْبَالِ

‏قَلْبِي سَلِيمٌ وَنَفْسِي حُرَّةٌ وَيَدِي
‏مَأْمُونَةٌ وَلِسَانِي غَيْرُ خَتَّالِ

‏لَكِنَّنِي فِي زَمَانٍ عِشْتُ مُغْتَرِبَاً
‏فِي أَهْلِهِ حِينَ قَلَّتْ فِيهِ أَمثَالِي

محمود البارودي

الحمدان
01-16-2025, 07:45 PM
كمَرّ السحابِ يمرّ البشر
‏فناسٌ كغيمٍ وناسٌ مطر

‏وناسٍ بقوا في الحياةِ طويلًا
‏ولم تذكر الأرضُ منهم أثر

‏ومهما أردنا مكوثًا فإنّا
‏محالٌ علينا بأن نستقر

‏وتمضي الحياةُ ونمضي عليها
‏ونبقى بها دائمًا في سفر

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:46 PM
وَداعا ما أردت لكَ الوَداعا
ولكنْ كانَ لي أملٌ فضاعا

وكمْ في الشرقِ مثلي من مُرَجٍّ
أرادَ لكَ النجاحَ فما استطاعا

أمان الله والدُّنيا هَلوكٌ
أبتْ إلَّا التحوُّلَ والخِداعا

الجواهري

الحمدان
01-16-2025, 07:47 PM
كفاك ياليلُ لاتستدرجِ الأرقا
من غير شيءٍ فؤادي مترعٌ قلقا

والذكرياتُ استعدتْ وهي قادرةٌ
أن تطردَ النومَ حتى تبلغَ الفلقا

فكن لطيفا على عيني ورشّ بها
بعض النعاسِ وهَدهِد قلبي القلِقا

قلبي الذي عاش والكتمان حرفته
لم يقصدِ البوح لولا أنه عشقا

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:48 PM
ما أَحسَنَ الوُدَّ إِذا كانَ مَن
تَهواهُ يَجزي الوُدَّ بِالوُدِّ

وَأَنعَمَ العاشِقَ في عَيشِهِ
إِن دامَ مَن يَهوى عَلى العَهدِ

وَأَقبَحَ الوَصلَ إِذا لَم يَكُن
يوفي الَّذي يَهواهُ بِالوَعدِ

العباس بن الاحنف

الحمدان
01-16-2025, 07:49 PM
فَلَمْ يُبقِ منّي الشَّوقُ غيْرَ تَفَكُّرٍ
ولوعاتِ تذْكارٍ بها قلق الورَى

تَفَانَتْ دُموعي في الصَّبابَةِ والجَوَى
فَلَوْ شئْتُ أَنْ أَبْكي بكيتُ تفكُّرَا

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:50 PM
أَتَهجُرُني وَتَغصِبُني كِتابي
وَما في الحَقِّ غَصبي وَاجتِنابي

أَيَجمُلُ أَن أُبيحَكَ مَحضَ وُدّي
وَأَنتَ تَسومُني سوءَ العَذابِ

فَدَيتُكَ كَم تَغُضُّ الطَرفَ دوني
وَكَم أَدعوكَ مِن خَلفِ الحِجابِ

وَكَم لي مِن فُؤادِكَ بَعدَ قُربٍ
مَكانَ الشَيبِ في نَفسِ الكَعابِ

ابن زيدون

الحمدان
01-16-2025, 07:51 PM
أُخفي هَوىً لَكِ في الضُلوعِ وَأُظهِرُ
وَأُلامُ في كَمَدٍ عَلَيكِ وَأُعذَرُ

وَأَراكِ خُنتِ عَلى النَوى مَن لَم يَخُن
عَهدَ الهَوى وَهَجَرتِ مَن لا يَهجُرُ

وَطَلَبتُ مِنكِ مَوَدَّةً لَم أُعطَها
إِنَّ المُعَنّى طالِبٌ لا يَظفَرُ

البحتري

الحمدان
01-16-2025, 07:52 PM
دَرَجَ الزَمانُ وَأَنتَ مَفتونُ المُنى
وَمَضى الشَبابُ وَأَنتَ ساهٍ مُطرِقُ

عَجَباً يَلَذُّ لَكَ السُكوتُ مَعَ الهَوى
وَسِواكَ يَبعَثُهُ الغَرامُ فَيَنطِقُ

خُلِقَ الغَرامُ لِأَصغَرَيكَ وَطالَما
ظَنّوا الظُنونَ بِأَصغَرَيكَ وَأَغرَقوا

وَرَمَوكَ بِالسَلوى وَلَو شَهِدوا الَّذي
تَطويهِ في تِلكَ الضُلوعِ لَأَشفَقوا

أَخفَيتَ أَسرارَ الفُؤادِ وَإِنَّما
سِرُّ الفُؤادِ مِنَ النَواظِرِ يُسرَقُ

نَفِّس بِرَبِّكَ عَن فُؤادِكَ كَربَهُ
وَاِرحَم حَشاكَ فَإِنَّها تَتَمَزَّقُ

حافظ ابراهيم

الحمدان
01-16-2025, 07:53 PM
ياعالم الغيبِ ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنت تعلمُ إعلاني وإسراري

وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
علي ماخدشته كل أوزاري

أحببتُ لقياكَ حسن الظن يشفع لي
أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:54 PM
لاتحسَبُوني في الهوى مُتَصَنّعاً
كَلَفي بِكُمْ خُلُقٌ بغيرِ تكلُّف

أخفَيتُ حُبّكُمُ فأخفاني أسىً
حتى لعَمري كِدْتُ عني أختفي

وكتمْتُهُ عنّي فلو أبدَيْتُهُ
لوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْف الخَفي

ولقد أَقولُ لِمَنْ تحَرّشَ بالهوى
عرّضْتَ نفسَكَ للبَلا فاستهدف

أنتَ القَتِيْلُ بأيّ مَنْ أحبَبْتَهُ
فاختر لنَفْسِكَ في الهوى من تصطفي


ابن الفارض

الحمدان
01-16-2025, 07:56 PM
ياقالعَ البابِ الذي عن هَزِهِ
عَجزَت أكفٌ أربعونَ وأربعُ

ياهازمَ الأحزابِ لايثنـيهِ عن
خوضِ الحِمامِ مدججٌ ومدرعُ

.....

الحمدان
01-16-2025, 07:59 PM
للتمييز بين الضَّادِ والظَّاءِ :


وَالضَّادَ بِاسْتِطَالَةٍ وَمَـخْرَجِ
مَيِّزْ مِنَ الظَّاءِ وَكُلُّهَا تَجِي

فِي الظَّعْنِ ظِلُّ الظُّهْرِ عُظْمُ الْحِفْظِ
أيْقِظْ وَأَنْظِرْ عَظْمَ ظَهْرِ اللَّفْظِ

ظَاهِرْ لَظَى شُوَاظُ كَظْمٍ ظَلَمَا
اغْلُظْ ظَلامَ ظُفْرٍ انْتَظِرْ ظَمَا

أَظْفَرَ ظَنًّا كَيْفَ جَا وَعِظْ سِوَى
عِضِينَ ظَلَّ النَّحْلِ زُخْرُفٍ سَوَا

وَظَلْتَ ظَلْتُمْ وَبِرُومٍ ظَلُّوا
كَالْحِجْرِ ظَلَّتْ شُعَرَا نَظَلُّ

يَظْلَلْنَ مَحْظُورًا مَعَ المُحْتَظِرِ
وَكُنْتَ فَظّا وَجَمِيعَ النَّظَرِ

إِلاَّ بِوَيْلٌ هَلْ وَأُولَى نَاضِرَهْ
وَالْغَيْظُ لاَ الرَّعْدُ وَهُودٌ قَاصِرَهْ

وَالْحَظُّ لاَ الْحَضُّ عَلَى الطَّعَامِ
وَفِي ظَنِينٍ الْخِلاَفُ سَامِي

وَإِنْ تَلاَقَيَا البَيَانُ لاَزِمُ
أَنْقَضَ ظَهْرَكَ يَعَضُّ الظَّالِمُ

وَاضْطُرَّ مَعْ وَعَظْتَ مَعْ أَفَضْتُمُ
وَصَفِّ هَا جِبَاهُهُم عَلَيْهِمُ


المقدمة الجزريّة: بَابُ الضَّادِ والظَّاءِ

الحمدان
01-16-2025, 08:01 PM
مَن عاذِري في الحُبِّ مِن عاذِلٍ
يَشوبُ حُبّي فيهِ بِالباطِلِ

يَسُومُنِي هَجراً لِمَن وَصلُه
في هَجره مِن شَرَفِ الواصِلِ

رِيمٌ رَمى مُحتَسِباً لِلوَرى
قَلبِي بِسَهمٍ لِلهَوى قاتِلِ

ناحِل خصرَين هُما أَثبَتا
جسم الضَنى في جِسمِيَ الناحِلِ

سِرٌّ طَواهُ الحُبُّ فِي مُقلَةٍ
باحَت بِهِ في دِمعِها الهامِلِ

ياعَجَباً مِن ساكِنٍ مُقلَتي
كَيفَ نَجا مِن دِمعِها السائِلِ

ابن سراج المالقي

الحمدان
01-16-2025, 08:02 PM
وأقبل يمشي بالبساط فما درى
إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي

المتنبي
يصف رسول الروم

الحمدان
01-16-2025, 11:06 PM
‏كم غابَ غيرُكَ لم أَشعُرْ بغَيبتِهِ
وأنتَ إن غبتَ لاحتْ لي سَجاياكا

أراكَ مِلْئَ جِهاتِ الأرضِ مُنْعكِساً
كأنّما هذه الدنيا مَرَاياكا

.....

الحمدان
01-16-2025, 11:06 PM
‏إِن غِبتَ لم أَلقَ إِنسانا يُؤنِّسُني
‏وإِن حضرت فكُلُّ الناسِ قَد حضروا

.....

الحمدان
01-17-2025, 12:46 AM
وشِفَاءُ قلبي منْ عَنَا الأحزانِ
ألقاهُ عندَ تلاوةِ القرآنِ

إنَّ الذي جافى كتابَ الله في
هذي الحياةِ يعيش في الحرمان

يافوز من جعل الكِتاب رفيقَهُ
ذاك امرؤ بمعيةِ الرَّحمن

الحمدان

الحمدان
01-17-2025, 01:44 PM
وَأظَلُ أَحْلمُ والدُّعَاءُ رَفِيقِي
مَا حِيلَةُ الْمُضْطَرِ غُيْرُ دُعَاهِ

فيا سيّدي جُد بالهِباتِ فإنني
مقيمٌ على الأعتاب لستُ بتاركِ

.....

الحمدان
01-17-2025, 02:03 PM
كم شجاعٍ أضاع الناسُ هيبتَهُ
وكمْ جبانٍ مُهابٍ هيبةَ الأسَدِ

وكم فصيحٍ أمات الجهلُ حُجَّتَهُ
وكم صفيقٍ لهُ الأسماعُ في رَغَدِ

وكم كريمٍ غدا في غير موضعهِ
وكم وضيعٍ غدا في أرفعِ الجُدَدِ

دار الزمان على الإنسان وانقلبَتْ
كلُّ الموازين واختلَّـتْ بمُستندِ

.....

الحمدان
01-17-2025, 02:18 PM
أراهُ يُبعدني وقلبهُ من الشوقِِ يتعذّبُ
يتجاهلنِي وعيونهُ لوصالي تترقّبُ

في البعدِ يشتاقني ويزدادُ لهفةً
يُراقبني خِفْيةً وينتظرُ مالهُ أكتبُ

شامخةٌ أمامَ الجميعِ وأمامي طِفلةٌ
تَحِنُّ لأشيائي تشتمّها وبها تلعبُ

فَما الحيلةُ لطفلةٍ أفقدها الحبّ عقلها
فلا هي تركتني ولا أنا لغيرها أذهبُ

ذكَرَتْني عندَ الصاحباتِ أنِّيَ حُلمها
وَذكرتها عندَ الأصحابِ أنّي فيها أرغبُ

.....

الحمدان
01-17-2025, 02:24 PM
من ذا الذي اغواك حين تركتني
ونبذت عهدي بعد ما قاسمتني

انت الذي حلفتني وحلفت لي
أغلظت بالأقسام حين عرفتني

أخلفت عهدك والعهود غليظة
وحلفت انك لا تخون وخنتني

عاهدتني ألا تميل عن الهوى
وحلفت لي يا غصن الا تنثني

هب النسيم ومال غصنك وانثنى
يا باخلاً بالوصل انت قتلتني

البو سعيدي

الحمدان
01-17-2025, 02:27 PM
ولو أن ليلى الأخيليةَ سلمت
عليَّ ودوني جندلٌ وصفائحُ

لسلمتُ تسليمَ البشاشةِ أوزقا
إليها صدى من جانب القبر صائحُ

ولو أن ليلى في السماء لأصعدتُ
بطَرفي إلى ليلى العيونُ الكواشحُ

.....

الحمدان
01-17-2025, 02:33 PM
يامن نقشتم على قلبي مودتكم
وصرتمُ في قرار العين سكانا

عذري إليكم فما ضاعت مودتكم
وما أرتضينا بغير الشوق عنوانا

لو طال صمتي فقلبي ليس ينساكم
لاتحسبو الصمت تقصير ونسيانا

.....

الحمدان
01-17-2025, 03:28 PM
‏قد أصبح الصبح يامن بِتَّ منتَظراً
‏شمسَ النهارِ لتحيي ميِّتَ الأملِ

‏قم للحياة وراوِد كل فرحتِها
‏واشرب مباهجها رهواً على مهل

‏واسعدْ براحةِ بال لا انقضاء لها
‏واركن إلى اللهِ من رهق ومن كسل

‏لا بأس إن مرَّ حزن زارنا خَطِفاً
‏واصحب بقاياكَ بين الجدِّ والهزلِ

.....

الحمدان
01-17-2025, 04:02 PM
خاصمتها إثر ذنبٍ في المسا حصلا
ورحتُ دونَ وداعٍ أقصدُ العملا

وفي الظهيرة عُدتُ للبيت مُكتئِبا
وصلتُ لكن سرور الروح ما وصلا

رأيتها عندَ فتح الباب باكية
ودمعُها أغرقَ الخدّينَ والمُقلا

عانقتها عند ظني أنها ندِمت
وصرتُ أسردُ في توصيفها غزلا

يا أقرب الناس مِن قلبي كفى ألماً
فدمعُ عينيكِ لولا الحبّ ما نزلا

ففارقتني وقالت لم يكُن ألماً
بل كنتُ أقطعُ بالسكّينةِ البصلا

.....

الحمدان
01-17-2025, 04:33 PM
غزال الفلا مهلك عليا دلا دلا
رويدك بمن ربي بحبك قد ابتلاه

دلا لاتبلا قلب في عشقك ابتلا
ولاتحرمه بالهجر سعده ولا سلاه

كفاك التغلي جد بلقياك ياغلا
من اغلاك لاترخص مقامه ولاغلاه

انا من فؤاده من هوى غيركم خلا
ولاكن ماضي عشقتك توهك خلاه

قد اعلنت لك فالحب ياغالي الولا
وولاك فالقلب الولي والي الولاه

وسبحان من زادك من الحسن والحلا
بصورة تجلت واظهرت قدرة اللاه

قمر في ظلام الليل قد بان وانجلا
وتحلا الليالي من جماله ومن حلاه

وانا فيه حاير بين كلمة نعم ولا
وضامي وخلي حاقن العذب في دلاه

الحمدان
01-17-2025, 04:43 PM
‏إن الذي أحيا الحياةَ بلطفهِ
‏سيُعيد للقلبِ الحزينِ رضاهُ

‏ستبدد الاوجاعُ آن مصيرها
‏وسيشرق الفجرُ النديّ سناهُ

‏وستعتلي فوق المآسي فرحةٌ
‏ويزولُ عن جوفِ الفؤادِ عناهُ

‏وتهلُّ من عمقِ المباهج أدمعٌ
‏وتفيض حمدًا وتكبرُ الأفواهُ

.....

الحمدان
01-17-2025, 04:55 PM
‏أَمَّا الحَنينُ فأَمْرُهُ مكْتُوبُ
لا البُعدُ يمنعُهُ ولا المَحْبُوبُ

قد كان حظّي في الغَرَامِ مَدَامِعٌ
تجريْ وقلبٌ مُتعبٌ ولهيبُ

ما كلّ من نهواهُ يبقىٰ دائماً
فلكلّ شيءٍ قِسْمةٌ ونصيبُ

.....

الحمدان
01-17-2025, 04:55 PM
ما الحب إلا قصة مطوية
صفحاتها الأقدار والمكتوب

نرضى، وفي الأعماق نار لم تخب
وجراحنا للذكريات تجيب

إن غاب عنا من نحب، اصابه
في القلب غرز مالهن طبيب

نبكي على الأطلال رغم جفافها
فالدمع في حضن الحنين عجيب

إن لم يكن في وصله ما نرتجي
فالصبر في درب الهوى مطلوب

.....

الحمدان
01-17-2025, 04:56 PM
قَلِّل من الأصحابِ وانتقِ مُخلصًا
يدنُو إليك إذا الجميع تباعدوا

.....

الحمدان
01-17-2025, 04:57 PM
‏عار على الحرِّ أن يحيا بأقنِعةٍ
وأن يعيشَ ولو يوماً بوجهين

.....

الحمدان
01-17-2025, 05:45 PM
أتَأذَنُ لي فَدَيتُكَ بالسلامِ
عليك وفي القليلِ مِن الكلامِ

أتغدُو للحديثِ إلى فقيهٍ
وتنظُرُ في الحلالِ وفي الحرامِ

فهل حدّثتَ عن قتلي بشيءٍ
إلى الفقهاءِ يابدرَ التَّمامِ

أبو نواس

الحمدان
01-17-2025, 05:49 PM
فَسُحْقاً لِدَارٍ لايَدُومُ نَعِيمُها
وَتَبَّاً لِخِلٍّ لايَدُومُ عَلَى الْعَهْدِ

وَكَيْفَ يَلَذُّ الْمَرْءُ بِالْعَيْشِ بَعْدَمَا
رَأَى أَنَّ سُمَّ الْمَوْتِ فِي ذَلِكَ الشَّهْدِ

.....

الحمدان
01-17-2025, 05:49 PM
أخا الجنّ بلّغها السلامَ فإنّني
من الإنسِ مُزوَرُّ الجناحِ كَتومُ

أخا الجنّ لا ندري إذا لم يُدِم لنا
خليلٌ صفاءَ الوُدّ كيفَ نُديمُ

ولا كيفَ بالهجرانِ والقلبُ آلفٌ
ولا كيفَ يرضى بالهوانِ كريمُ

ابن الدمينة

الحمدان
01-17-2025, 05:51 PM
لغز...

وجارية تجري وليس لها أرجل
وفي بطنها حمل وليس لها بعل

إذا عطشت عاشت وعاش جنينها
وإذا شربت ماتت ومات لها الحمل

الحمدان
01-17-2025, 05:52 PM
وَأغارُ مِن ثغرٍ يُنادِي بِاسمِها
حَتى وإن قَصَدَ المُنَادِي غَيرَها

وأغارُ من أهلِ القَبيلَةِ كلِّهمْ
كَانُوا لها عِند الشّدائدِ ظَهرَها

وأغَارُ مِن مِرآتها فَهِي التِي
قد أبصَرَت كل الجَمَال فسَرَّها

.....

الحمدان
01-17-2025, 05:54 PM
تُعتبـر من أرقّ التحايا...

سَلامٌ وَإنْ كَانَ السّلامُ تَحِيَّةً
فوَجْهُكَ دونَ الرّدّ يكفي المُسَلِّمَا
- البحتري


نسيت من يدهِ أن أستردُ يدي
طال السَلام وطالت رفَةُ الهُدُبِ
- منصور الرحباني

الحمدان
01-17-2025, 06:01 PM
عامٌ مضى والخوفُ تحت وسادتي
لاتبتُ عنك ولا كسرتُ قيودي

عامٌ مضى وأنا أعدّ هزائمي
وأعيدُ رسم خرائطي وحدودي

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:02 PM
مُنذ عامٍ كانَ موعِدُنا غدًا
كَم غَدٍ ولّى وما حانَ لِقَاء

وانقضى صيفٌ وصيفٌ وأنا
صيفُ أحلامي خريفٌ وشِتاء

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:05 PM
وَمِنَ الْبَلِيَّةِ أَنْ تُحِبَّ
وَلا يُحِبُّكَ مَنْ تُحِبُّهْ

وَيَصُدُّ عَنْكَ بِوَجْهِهِ
وَتُلِحُّ أَنْتَ فَلا تُغِبُّهْ

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:06 PM
وإذا مررتِ فسلّمي في خفْيَةٍ
كي لايراكِ الحاسدونَ أمامي

وإذا تعذّرَ فالسّلامُ بنظرةٍ
لاخيرَ في الماشين دون سلامِ

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:07 PM
لو كنتَ تَسمعُ ما يقولُ تكلَّما
دَنِفُ الفؤادِ إليكَ منكَ تظلَّما

لم تخشَ فِيه اللَه يومَ منعتَه
حقّ التحيةِ حيثُ مرَّ مسلِّما

هجرَ الكَرى عَينيهِ حينَ هَجرتَهُ
فهناكَ إن كَراه منكَ تعَلما

مَلَّ الحياةَ مِن الذي في قلبهِ
فلئِن تمتَّعَ بالحياةِ فقَلما

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:09 PM
ياتائهَ النفسِ في بحرِ الأسى غرقا
تجوبُ وحدكَ بينَ الشكِّ والقلقِ

يامن ظننت بأن العقل مرشدُكَ
لكنه اليوم أضحى مصدر الغرقِ

تسألُ القلب عن معنى الحياةِ فلا
يلقى سؤالكَ غيرَ الصمتِ في الطرقِ

مابينَ حلمٍ قديمٍ كنتَ تملِكه
وبـينَ واقعكَ المرِّ الذي اختنقِ

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:10 PM
فكرامتي محفوظةٌ ومشاعري
أولى لغيرك بعد ما أهملتَها

عُد للغيابِ فإنّ عيني لم تعُد
تلك التي تَبكيكَ حين تركتَها

فلكُلِّ قلبٍ في الحياة كرامةٌ
ولكلّ حبٍ لا يُراعى مُنتهى

ما عادت الذكرى تُكدّرُ خاطري
أكمِل غيابكَ فالحنينُ قد انتهى

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:11 PM
أينَ العهودُ التي كانتُ تُظَلِّلُنا
يا لِلقلوبِ التي تُرجى وتُفتقَدُ

كم مِن غَريبٍ تُوَافِينا مَودّتُهُ
ومَن نُؤمِّلُ منهُ القُربَ يبتعدُ

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:14 PM
ماليس يُعقَلُ أَنْ تغيبَ لِبُرْهَةٍ
فأَذوبَ شوقًا نازفًا وحنينا

وأَعيشَ أَوجاعَ المُفارقِ ريثما
تَأْوِي إليَّ ولا أزالُ حزينا

وأُزاحِمَ العشَّاقَ أَمرَ قلوبِهم
وأَفيضَ دَمعًا ساخنًا وأَنِينا

فكأنَّ بُرْهَةَ من يُحبُّ بساعةٍ
وكأنَّ في بعضِ الغيابِ سِنِيْنا

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:15 PM
وَكَم تَلَاقٍ لِقَومٍ مِن قُلُوبِهِمُ
كَمَا أرَادُوا على بُعدِ المَسَافَاتِ

وَالقُربُ قُربُ خَبِيئَاتِ الصُّدُورِ وَمَا
تَحوِي الضَّمَائِرُ لَا قُربُ المَحَلَّاتِ

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:18 PM
‏مَن نَمَّ في الناس لم تُؤمَنْ عقاربُهُ
على الصديق ولم تُؤمَنْ أفاعيهِ

كالسَّيلِ بالليلِ لا يدري به أحد
مِن أين جاء ولا مِن أين يأتيهِ

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:19 PM
مساء الخير مؤتلقاً كأنتمْ
يبث ندىٰ القصيدة حيث كنتمْ

إذا قالوا مساء النور فعلاً
تأكد أنكم بالنور جئتم

أحلتم وجهه المُسْود صبحاً
وفي أهداب أنجمه انسكبتم

بقلمي

الحمدان
01-17-2025, 06:21 PM
واحذَر مِن الناسِ لا تمنَحهُمُ ثقةً
عمياءَ حتى ترى من أَمرِهمْ رَشَدا

فكَم وُجوهٍ خُدِعنا بابتسَامَتِها
كأنّ مِنها على ما نبتغي رصَدا

يُبدون طيبَ النوايا حينَ نسمَعُهُم
ويُضمِرونَ لنا الأحقادَ والحسدا

قد يُفسِدُ الأمرَ إفصاحٌ لذي حَسدٍ
ولنْ يَرُدّ إلَينا الدَّمعُ ما فَسَدا

فإنْ رُزِقتَ بأمرٍ فاخفِ فرحَتَهُ
واكتُمهُ في القلبِ لا تُخبِر به أحدا

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:23 PM
وما غربة الإنسان في غير دارهِ
ولكنها في قُرب من لا يشاكله

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:24 PM
ومَا تَغَرَّبتُ عَن أهْلي وعَن سَكني
‏لكِن يُنَازعُني إحسَاسُ مُغتَرِبِ

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:24 PM
وما قتلَتْنـي الحادثاتُ وإنما
حياةُ الفتَى في غير موضعه قَتْلُ

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:25 PM
رِفقًا بِمَن أوصى الحَبيبُ بِقَلبها
خيًرا وخيرُ الناسِ مَن يُدْنِيها

إنْ كانَ ربُّ الناسِ أكرمَ قدرَها
فعلامَ يُنكِرُهُ الذي يُشقيها

أحسِن إليها والمكارِمُ جمّةٌ
فإذا عَجِزتَ فكُنْ لها كأبيها

إنّ الرِّجالَ مَواقِفٌ وأجلُّهُم
مَن يُكرِمُ الأنثى ولا يؤذيها

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:26 PM
وان جار الزمان عليك فاصبر
وسل مولاك توفيقا واجرا

لعل الله أن يجزيك خيرا
ويملا قلبك المكسور صبرا

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:26 PM
وتظنُّ جهلًا أنَّ عُسرَك دائمُ
وبأنَّ كل المُقبلاتِ هزائمُ

ونسيت ما لله من لُطفٍ يُـرى
فلكم أتتك من اللطيفِ نسائمُ

لكنَّنا ننسى ويغلبُ خوفنا
وإذا نظرنا فالحياةُ مواسِمُ

فإذا رأيت صِعابَها قد أقبلت
فهُناك بُشرى بينها وغنائمُ

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:27 PM
ياربِّ كم زدتَ الفؤادَ بنعمةٍ
وملأتَ دربي مِنّةً ألطافا

ياربِّ قلبي في يديكَ فهَب لهُ
جبرًا وراءَ الكسرِ كي يتعافى

وإذا غشانا الموجُ تعلم ضعفنا
قرّب لنا وسط البحارِ ضِفافا

كلّ الذي نرجوهُ ربِّ قبولنا
والعفوُ منكَ وأن نعودَ خِفافا

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:35 PM
اللّٰهُ يَعلَمُ كَمْ بِالقَلبِ مِنْ ألَمٍ
واللّٰهُ يَعلَمُ كَمْ بِالقَلبِ مِنْ أمَلِ
‌‏
‏وأنَّهُ فِي كِلَا الحَالَينِ مُعتَمَدِي
‏وأنَّهُ فِي كِلَا الحَالَينِ مُتَّكَلِي

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:37 PM
أَيا مَن لَيسَ لي مِنهُ مُجيرُ
بِعَفوِكَ مِنْ عَذابِكَ أَستَجيرُ

أَنا العَبدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنبٍ
وَأَنتَ السَيِّدُ المَولىٰ الغَفورُ

فَإِنْ عَذَّبتَني فَبِسوءِ فِعلي
وَإِنْ تَغفِرْ فَأَنتَ بِهِ جَديرُ

أَفِرُّ إِلَيكَ مِنكَ وَأَينَ إِلّا
إِلَيكَّ مِنكَ يٙفِرُّ المُستَجيرُ

أبو نواس

الحمدان
01-17-2025, 06:42 PM
كأن القلب قبل العين يعشقه
فعشق القلب قبل العين الهاما

فعشق القلب مثل الروح لا يفني
وعشق العين لايبقي وان دام

تزوغ العين بين الحسن والحسن
ويحي القلب عند العشق أحلاما

وذاب القلب والأرواح قد ذابت
فقال الناس كان الحب اجراما

فقلت الحق لو حبي هو جرمي
فإن القلب بالاجرام قد هاما

.....

الحمدان
01-17-2025, 06:47 PM
وكم من شدةٍ في الليل ضاقت
وجاء الصبح في أبهى انفراجه

فكيف ينام في الأسحار عبدٌ
له في النفس عند اللهِ حاجه

.....

الحمدان
01-17-2025, 07:01 PM
أرسلتُ روحي إلى داري تطوف بها
لمّا خُطانا إليها ما لها سُبُلُ

أن تسأل الدار إن كانت تذَكَّرُنا
أم أنّها نسيت إذ أهلها رحلوا

أن تسأل السقف هل ما زال مُنتصباً
فوق الجدار شموخاً رغم ما فعلوا

أم أنّها ركعت للأرض ساجدةً
تشكو إلى الله في حزنٍ وتبتهلُ

أن تسأل النخل هل أكمامه نضجت
أن تسأل التين والزيتون متّصلُ

أمّا القطوف من الأعناب دانيةً
مثل اللآلئ كالحوراء تكتملُ

أم شجرة التوت والأغصان فارعةٌ
ناءت بحملٍ وقد طابت به الأكُلُ

هيهات يا دارُ أن تصفو الحياة بنا
ويرجع الجمع بعد النأي يكتملُ

لكنّ روحي ستبقى فيك ساكنةً
ما لي بأطمة لا شاةٌ ولا جَمَلُ

إن متُّ يا دار أو طال الزمان بنا
فالصبر يا دار لا يضعف لنا أملُ

أو عدتُ يا دار هل ألقاك باسمة
أم في اللقاء يعزّ القول والجُمَلُ

ويصبح الهمس نجوانا فلا كَلِمٌ
والعينُ تهطل سحّاً تغدق المُقَلُ

بالله يا دار لا تُبْدِيْ معاتبتي
أني رحلت بحالي دونما قُبَلُ

ما كان لبٌّ بساعات الرحيل
وما وقت أتيح إذ النيران تنهملُ

لابدّ لليل من صبحٍ يبدّده
ويَسْطع النور والظلْماء ترتحلُ

ويرجع الحقّ فوق الكفّ عالية
راياته البيض لا كفرٌ ولا دجلُ

علائمُ الصبح قد لاحت مبشّرةً
لم يبقَ في الساح لا عُزّى ولا هُبَلُ

فأوّل النصر للأوثان نكسرها
فعلُ الخليل وفعلُ المصطفى مثَلُ

لن تسكت الحرب لو ستين محولة
حتّى يطهّر وجه السهل والتللُ

أغرى بك الفرس أن تغدو لنا ملكاً
يخلف جبلّة ما أعيتهم الحيلُ

لكن غباءك أن صدّقت مَكْرَهمُ
كالطفل فارجع ففي أوهامك الأجلُ


نادر شاليش

الحمدان
01-17-2025, 07:03 PM
المرء يُعرف في الأنام بفعله
وخصائل المرء الكريم كأصله

أصبر على حلو الزمان ومرّه
واعلم بأن الله بالغ أمره

لا تستغب فتستغاب وربّما
من قال شيئاً قيل فيه بمثله

وتجنب الفحشاء لا تنطق بها
ما دمت في جدّ الكلام و هزله

وإذا الصديق أساء عليك بجهله
فاصفح لأجل الله ليس لأجله

.....

الحمدان
01-17-2025, 07:05 PM
كم عالمٍ متفضل قد سبّه
من لا يُساوي غرزةً في نعله

البحر تعلو فوقه جيف الفلا
والدرّ مطمور بأسفل رمله

وأعجب لعصفور يزاحم باشقا
إلاّ لطيشته وخفّة عقله

إيّاك تجني سكرًا من حنظل
فالشيء يرجع بالمذاق لأصله

في الجو مكتوبٌ على صحف الهوى
من يعمل المعروف يُجز بمثله

.....

الحمدان
01-17-2025, 07:07 PM
إن الكريمَ إذا ناديت قال نعم
‏ فكيف بالله ذي الإنعامِ والكرمِ

‏فابسط له الكفَ لن تأتيك فارغة
‏فقد سألت الذي سواك من عدمِ

سبحانه وتعالى

الحمدان
01-17-2025, 07:08 PM
‏أصلحْ فؤادك فالسعادةُ سرّها
‏في كلّ ما تسمو به الأرواحُ

‏واهجرْ سبيلَ المفسدين وقمْ إلى
‏عملٍ ينيرُ سبيلَهُ الإصلاحُ

.....

الحمدان
01-17-2025, 07:14 PM
مالِلحياةِ بِنا يَطِيرُ قِطارُها
وبِنا يُحَلِّقُ لَيلُها ونهارُها

فالأرضُ تسبَحُ في الفضاءِ حَثيثةً
وكأنّها تمضي به أقدارُها

تجري بِنا مغمورةً بمياهها
لم تنسَكِبْ نحوَ الفضاءِ بحارُها

بين النجوم تَعَلَّقَتْ وتألَّقَتْ
وتميّزَتْ أنَّ الحياةَ شِعارُها

كالدُّرَّةِ الزَّرقاءَ وسْطَ غِلافِها
من شمسِها مَوصولَةٌ أنوارُها

أرضُ النَّدَى يالَلبَهَاءِ ويالَها
قد زانَها بجمالِها جبَّارُها

بجوارِها قمرٌ يضيءُ مَساءَها
فهو الوحيدُ من الكواكبِ جارُها

من ثغرِها كُلُّ الحياةِ تكوَّنَتْ
وتطوَّرتْ في حضنها أطوَارُها

من بعد طولِ تأمُّلٍ وتفكُّرٍ
ظهرت لنا وتكشَّفَتْ أسرارُها

وَبَدَا لنا أنْ الحياةَ جَميلةٌ
وثمينةٌ لاينبغي إهدارُها

مادُمتَ قد أُهْدِيتَها ورُزِقْتَها
عِشْها كما قد عاشَها أبْرَارُها

واعلمْ بأنَّكَ بعد ذلك راحلٌ
هَلْ مُمكنٌ لِحياتِنا تِكْرارُها

أوَّاهَ مِن قِصَرِ الحياةِ فَلمْ تَطُلْ
سُرعانَ ما بِكَ يَنتَهي مِشوَارُها

محمد سالم الحكمي

الحمدان
01-17-2025, 07:45 PM
فِدا عَينَيكِ كلُّ ضِيَاءِ عَينِي
وكلّ نسَائمِ الصُّبحِ الصَّبُوحِ

جمال مرسي

الحمدان
01-17-2025, 07:58 PM
إنَّ الشدائدَ تنخُلُ الأصّحابا
تُبقي الوفيَّ وتسقطُ الكذّابَا

.....

الحمدان
01-17-2025, 08:02 PM
كم مُستغيثٍ بلُطفِ اللهِ في أملٍ
جاءتهُ بعدَ جميل الصبرِ بُشراهُ

ياربّ مَن باتَ في جنبيْهِ أُمنيةً
حقّق لهُ يا إلهي ما تمناّهُ

.....

الحمدان
01-17-2025, 08:13 PM
‏أسكنتُ أحلامي زجاجات الرضا
أودعتها بحر الدعاء فأبحرت

إن شاء ربي أن تعود لضفتي
أو ربما هي خيراً إن غادرت

.....

الحمدان
01-17-2025, 09:05 PM
وَأَسْعَدُ مَافِيْ العُمْرِ لُقْيَاكَ بِالَّذِيْ
تُحِبُّ وَإنْ كانَ اللِّقَاءُ ثَوَانيَا

.....

الحمدان
01-17-2025, 10:06 PM
غَضِبَ الأَحمَقُ إِذ مازَحتُهُ
كَيفَ لَو كُنّا ذَكَرنا المَمرَغَه

أَو ذَكَرنا أَنَّهُ لاعَبَها
لُعبَةَ الجِدِّ بِمَزحِ الدَّغدَغَه

سَوَّدَ اللَهُ بِخَمسٍ وَجهَهُ
دُغُنٍ أَمثالِ طينِ الرَدَغَه

خُنفُساوانِ وَبِنتا جُعَلٍ
وَالَّتي تَفتَرُّ عَنها وَزَغَه

يَكسِرُ الشِعرَ وَإِن عاتَبتَهُ
في مَجالٍ قالَ هذا في اللُغَه


ابان

الحمدان
01-17-2025, 10:06 PM
إِذا قامت بَواكيكَ
وَقَد هَتَّكنَ أَستارَك

أَيُثنينَ عَلى قَبرِك
أَم يَلعَنَّ أَحجارَك

وَما تَترُك فيَ الدُنيا
إِذا زُرتَ غَداً نارَك

تُرى في سَقرِ المَثوى
وَإِبليسَ غَداً جارَك

لِمَن تَترُك زِقَّيكَ
وَدَنَّيكَ وَأَوتارَك

وَخَمساً مِن بَناتِ اللَي
لقَد أُلبِسنَ أَطمارَك

تَعالى اللَهُ ما أَقبَح
إِذ وَلَّيتَ أَدبارَك


ابان

الحمدان
01-17-2025, 10:07 PM
أطاع الفريضة والسُّنَّة
فتاه على الأنس والجِنَّهْ

كأنَّ لنا النار من دونه
وأفراده اللّه بالجَنَّهْ

وينظر نحوي إذا زرته
بعين حماة إلى كَنَّهْ


العبدي

الحمدان
01-17-2025, 10:07 PM
لو كان يُعْطى المُنى الأعمام في ابن أخ
أصبحت في جوف قرقورٍ إلى الصينِ

قد كان همّاً طويلاً لا يقام له
لو كان رؤيتنا أياك في الحِينِ

فكيف بالصبر إذ أصبحت أكثر في
مجال أعيننا من رمل يبرينِ

يا ابغض الناس في عسر وميسرة
وأقذر الناس في دنيا وفي دينِ

تِيه الملوك إذا فَلْسٌ ظفرت به
وحين تفقده ذلَّ المساكينِ

لو شاء ربِّي لأضحى واهباً لأخي
بمرِ ثكلك أجراً غير ممنونِ

وكان خيراً له لو كان مؤتزرا
في السالفات على غُرمُول عنِّينِ

وقائل لي ما أضناك قلت له
شخص ترى وجهه عيني فيضنيني

إنّ القلوب لتطوى منك يا ابن أخي
إذا رأتك على مثل السكاكينِ

لا يحمدونك في خَلق ولا خُلق
إذا رأوك ولا دنيا ولا دينِ

وكيف تخشى شهادات يقوم بها
ثلاثة شاهدا زور ومجنونِ


العبدي

الحمدان
01-17-2025, 10:08 PM
حدائق ملتفة الجنانِ
رست بشاطي ترع ريَّانِ

تمتار بالأعجاز للأذقانِ
لا ترهب المحل من الأزمانِ

ولا توفّي ختل الذؤبانِ
ولا ترى ناشدة الرعيانِ

ولا تخاف عَرَّة الأوطانِ
سحم الرؤوس كمت الأبدانِ

لها بيوم البارح الحَنَّانِ
مثل تناجي الخُرَّد الحِسانِ

إن هي أبدت زينة الرهبانِ
لاحت بكافور على إهانِ

يطلع منها كبد الإنسانِ
إذا بدت ملمومة البنانِ

عُلَّتْ بِوَرْسٍ أو بزعفرانِ
حتى إذا شُبِّهَ بالآذانِ

من حُمرِ الوحش لدى العيانِ
شَقَّفَهُ عِلجان ماهرانِ

عن لؤلؤ صيغ على قضبانِ
مصوغة من ذهب خلصانِ

ثم يُري للسبع والثماني
قد حال مثل الشذر في الجمانِ

يضحك عن مشتبه الأقرانِ
كأنّه في ناضر الأغصانِ

زُمَرَّدٌ لاح على تيجانِ
حتى إذا تمَّ له شهرانِ

وأنسدلت عثاكل القنوانِ
كأنّها قضب من العقيانِ

فُصِّلن بالياقوت والمرجانِ
رأيته مختلف الألوانِ

من قانىء أحمر أرجواني
وفاقع أصفر كالنيرانِ


العبدي

الحمدان
01-17-2025, 10:08 PM
لم أنله فنلته بالأماني
في منامي سرَّا من الهجرانِ

واصلَ الحلم بيننا بعد هجر
فاجتمعنا ونحن مفترقانِ

غير أنَّ الأرواح خافت رقيبا
فطوت سرّها عن الأبدانِ

منظر كان لذة القلب إلاّ
أنه منظر بغير عيانِ


العبدي

الحمدان
01-17-2025, 10:09 PM
هي عوراء باليمين وهذا
أعور باليسار وافق شَنَّا

بين شخصيهما ضرير إذا ما
قعدت عن شماله تتغَّنى


العبدي

الحمدان
01-17-2025, 10:09 PM
يا من فدت نفسه نفسي ومن جُعلتْ
له وقاء لما يخشى واخشاهُ

أبلغِ أخانا أدام اللّه نعمته
أنّي وإن كنت لا ألقاه ألقاهُ

وإنَّ طرفي موصول برؤيته
وإن تباعد عن مثواي مثواهُ

ما نعمة قدمت عندي ولا حدثت
إلاّ ومنه بها أحظاني اللّهُ

ولا بلاء جميل جرَّ لي حسنا
إلاّ به نلت أولاه وأُخراهُ

اللّه يعلم أنى لست اذكره
وكيف يذكره من ليس ينساهُ

عُدّوا فهل حَسَن لم يحوه حَسَن
وهل فتى عدلت جدواه جدواهُ

البحر يفنى ولا تفنى مكارمه
والقطر يحصى ولا تحصى عطاياه

أراني اللّه ما قلبي يزاوله
وحاطه وتولاّه وأبقاه

لا شيء مما نرى إلاّ له شبه
وما لكم آل إبراهيم أشباهُ



العبدي

الحمدان
01-17-2025, 10:10 PM
بدت بين أثوابِ الحداد كأنّها
هلالٌ أتى من غمرة فتموّها

فسقياً لذاك الوجه يومَ لقيته
صبيحة يوم النحر أشعثَ أمرها

لقد حاولت تشويهه كنه جَهدِها
وهل يستطيع البدر أن يتشوها


العبدي

الحمدان
01-17-2025, 10:10 PM
وما سُرَّ قلبي مُذ شَطت بك النوى
أنيسٌ ولا كأسٌ ولا مُتَصَرَّفُ

وما ذقت طعم الماء إِلاَّ وَجَدتهُ
كان ليس بالماء الذي كنتُ أعرفُ

ولم أشهد اللذات إلاَّ تكلُّفاً
وأيّ سرورٍ يقتضيهِ التكلّفُ

ابن زريق

الحمدان
01-17-2025, 10:11 PM
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي لومه حَداً أَضَرَّبِهِ
مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللوم يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً
مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ
فَضُلِّعَتْ بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ

يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ
مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ

ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ
رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ

كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ
مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ

إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً
وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ

تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ واصِلَةً
رزقَاً وَلا دَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت
بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه
إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ

أستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ

وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ

وكم تشفَّع فى أن لا أفارقه
وللضرورة حالٌ لا تُشَفِّعُه

وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ

لا أَكُذبُ اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ
عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ

إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ
بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ

رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ

وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ

اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
كأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ

كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ

أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ
لو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ

إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفقُها
بحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ

بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ
لَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ

لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا
لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ

ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي
بِهِ وَلا أَنَّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ

حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ
عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ

قَد كُنتُ مِن رَيبِ دهرِي جازِعاً فَرِقاً
فَلَم أَوقَّ الَّذي قَد كُنتُ أَجزَعُهُ

بِاللَهِ يا مَنزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست
آثارُهُ وَعَفَت مُذ بِنتُ أَربُعُهُ

هَل الزَمانُ مَعِيدُ فِيكَ لَذَّتُنا
أَم اللَيالِي الَّتي أَمضَتهُ تُرجِعُهُ

فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ
وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ

مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ
كما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُهُ

وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا
جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ

لَأَصبِرَنَّ على دهر لا يُمَتِّعُنِي
بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ

عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً
فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ

عَل اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا
جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ

وَإِن تُنلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتُهُ
فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ


ابن زريق

الحمدان
01-17-2025, 11:24 PM
عِنْدِي مُعَتَّقَةٌ تَوَدُّكَ صَافِيَهْ
وَنَدِيْمُكَ الدَّمِثُ الرَّقِيْقُ الحَاشِيَهْ

فَإِذَا طَرِبْتَ إِلَى السَّمَاعِ تَرَنَّمَتْ
بِيْضَاءُ ذَاهِبَةٌ بِعَقْلِكَ دَاهِيَهْ

تَصِلُ الغِنَاءَ يَمِيْنَهَا بِشَمَالِهَا
كَمُثَلَّثٍ أَضْلاَعُهُ مُتَسَاوِيَهْ

وَتُجِيْبُهَا سَوْدَاءُ تُعْمِلُ نَايَهَا
فَتُرِيْكَ كَافُوراُ يُقَاوِمُ غَالِيَهْ

فَاحْضَرْ فَقَدْ حَضَرَ السُّرُورُ وَلاَ تَدَعْ
يَوْمَاً يَفُوتُكَ فَهِيَ دُنْيَا فَانِيَهْ


محمود الحسين

الحمدان
01-17-2025, 11:25 PM
لَبِسَ القِبَاءَ فَلَمْ يَعِبْهُ وَأَيْقَنُوا
أَنَّ النُّهَى وَالحَزْمَ حَشْوُ قِبَائِهِ

وَغَدَا فَنَاطَ إِلَى شَبَا أَقْلاَمِهِ
سَيْفَاً يَصُولُ بِهِ عَلَى أَعْدَائِهِ

مُتَّقَدِّمَاً بِمَنَاقِبِ اَوْفَتْ بِهِ
فَضْلاً عَلَى الأَشْرَافِ مِنْ أَكْفَائِهِ

فَكَأَنَّ رَوْنَقَ وَجْهِهِ مِنْ سَيْفِهِ
وَكَأَنَّ حِدَّةَ سَيْفِهِ مِنْ رَائِهِ


محمود الحسين

الحمدان
01-17-2025, 11:25 PM
جَاءَتْ فَأَكْبَرَهَا طَرْفِي فَقُمْتُ لَهَا
وَقَدْ يَقُومُ لأَتْبَاعِي مَوَالِيْهَا

ثُمَّ اسْتَهَلَّتْ فَغَنَّتْ وَهْيَ مُحْسِنَةٌ
فِي بَعْضِ أَبْيَاتِ شِعْرٍ قُلْتُهُ فِيْهَا

فَأَحْسَنَتْ وَأَصَابَتْ فِي صِنَاعَتِهَا
وَمَا أَخَلَّتْ بِشَيءٍ مِنْ مَعَانِيْهَا

وَلَمْ أَزَلْ دُونَ نَدْمَانِيَّ مُقْتَرِحَاً
شِعْرِي عَلَيْهَا تُغَنِّيْنِي وَأَسْقِيْهَا

حَتَّى رَأَيْتُ عُيُونَ الشَّرْبِ تَلْحَظُنِي
لَحْظَ الحَسُودِ فَلَمْ أَحْفِلْ بِهِمْ تِيْهَا

هِيَ الشَّبِيْبَةُ تُطْرِيْنِيَ وَتَشْفَعُ لِي
عِنْدَ الفَتَاةِ فَتُرْضِيْنِي وَأُرْضِيْهَا

تَهْوَى مُنَاجَاتُهَا نَفْسِي وَيُقْنِعُهَا
بَعْضُ العِنَاقِ وَبَعْضُ اللَّثْمِ يَكْفِيْهَا

وَلاَ أَهْمُّ بِشَيءٍ غَيْرَ ذَاكَ بَلَى
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مَصُّ الرِّيْقِ مِنْ فِيْهَا

غُصْنِي نَضِيْرٌ وَأَخْلاَقِي مُحَبَّبَةٌ
إِلَى القِيَانِ رَقِيْقَاتٌ حَوَاشِيْهَا

كَمْ مِنْ حَدِيْثٍ قَصِيْرٍ لِي أَصِيْدُ بِهِ
قَلْبَ الفَتَاةِ وَأَشْعَارٍ أُسَدِّيْهَا

تَوَدُّ كُلُّ فَتَاةٍ حِيْنَ تَسْمَعُهَا
أَنِّي بِهَا دُوْنَ خَلْقِ اللَّهِ أَعْنِيْهَا

فَكَيْفَ أَخْشَى صُدُودَ الغَانِيَاتِ وَقَدْ
أَخَذْتُ عَهْدَ أَمَانٍ مِنْ تَجَنِّيْهَا


محمود الحسين

الحمدان
01-17-2025, 11:26 PM
قَدْ أَتَانَا الَّذِي بَعَثْتَ إِلَيْنَا
وَهْوَ شَيْءٌ فِي وَقْتِنَا مَعْدُومُ

طَلْعَةٌ غَضَّةٌ أَتَتْنَا تُحَاكِي
سَفْطَاً فِيْهِ لُؤلُؤٌ مَنْظُومُ

وَكَثِيْرٌ مَا قَلَّ عِنْدَكَ عِنْدِي
إِذْ حَبَانِي بِهَا رَئِيْسٌ عَظِيْمُ

مَا جَوَادٌ مَنْ جَادَ بِالمَالِ لَكْنْ
المُوَاسِي هُوَ الجَوَادُ الكَرِيْمُ


محمود الحسين

الحمدان
01-17-2025, 11:26 PM
وَطَيِّبٍ أَهْدَى لَنَا طَيِّبَاً
فَذَلَّنَا المُهْدَى عَلَى المُهْدِي

يَا جَانِي البِطِّيْخِ مِنْ غَرْسِهِ
جَنَيْتَ مِنْهُ ثَمَرَ الحَمْدِ

لَمْ تَأْتِنَا حَتَّى أَتَتْنَا لَهُ
رَوَائِحٌ تُغْنِي عَنِ النَّدِّ

بِظَاهِرٍ أَخْشَنَ مِنْ قُنْفُذٍ
وَبَاطِنٍ أَلْيَنَ مِنْ زُبْدِ

كأنَّما تَقْشِرُ مِنْهُ المُدَى
عَنْ زَعْفَرَانٍ دِيْفَ بالشَّهْدِ

كَأَنَّمَا فِي جَوْفِهِ قَهْوَةٌ
يُنْقَعُ فِيْهَا مَنْدَلٌ هِنْدِي


محمود الحسين

الحمدان
01-17-2025, 11:27 PM
مَا بَالُ طَفْشِيْلكَ قَدْ أُخِّرَتْ
عَنَّا وَمَا نَعْهَدُ تَأخِيْرَا

فَهَاتِهَا فِي حَلْيَهَا تُجْتَلَى
كَالرَّوْضِ إِذْ صُوِّرَ تَصْوِيْرَا

زَخَارِفُ الوَشْي وَأَلْوَانُهُ
تِبْرٌ مِنَ الجَوْهَرِ مَنْثُورَا

والجَزَرُ الغَضُّ بَأَرْجَائِهَا
يَحْكِي لَنَا فِيْهِ الدَّنَانِيْرَا

وَأَصْفَرٌ يَضْحَكُ فِي أَخْضَرٍ
كَأَنَّمَا وَاجَهَ مَهْجُورَا

والبَيْضُ فِيْهَا نَرْجِسٌ تِبْرُهُ
فِي فِضَّةٍ قُدِّرَ تَقْدِيْرَا

وَالزَّيْتُ قَدْ ضَيَّقَ أَنْفَاسَهَا
رِيّاً وَقَدْ عَمَّ الأَبَازِيْرَا

خَبِيْصَةٌ صَفْرَاءُ لَكِنَّهَا
تَحْوِي مِنَ النَّبْتِ عَقَاقِيرا


محمود الحسين

الحمدان
01-17-2025, 11:28 PM
أُدْنُ مِنَ الدَّنِّ بِي فِدَاكَ أَبِي
وَاشْرَبْ وَهَاتِ الكَبِيْرَ وانْتَخِبِ

أَمَا تَرَى الطَّلَّ كَيْفَ يَلْمَعُ فِي
عُيُونِ نَوْرٍ يَدْعُو إِلَى الطَّرَبِ

فِي كُلِّ عَيْنٍ لِلطَّلِّ لُؤْلُؤَةً
كَدَمْعَةٍ فِي جُفُونِ مُنْتَخِبِ

وَالصُّبْحُ قَدْ جُرِّدَتْ صَوَارِمُهُ
وَاللَّيْلُ مِنْهَا قَدْ هَمَّ بِالْهَرَبِ

وَالجَوُّ فِي حَلَّةٍ مُمَسَّكَةٍ
قَدْ كَتَبَتْهَا البُرُوقُ بِالذَّهَبِ

فَهَاتِهَا كَالْعَرُوسِ مُحْمَرَّةَ
الخَدَّيْنِ فِي مِعْجَزٍ مِنَ الحَبَبِ

كَادَتْ تَكُنُ الهَوَاءَ فِي أَرَجِ
العَنْبَرِ لَوْ لَمْ تَكُنْ مِنَ العِنَبِ

فِيؤ كَفِّ رَاضٍ عَنِ الصُّدُودِ وَقَدْ
غَضِبْتُ فِي حُبِّهِ عَلَى الغَضَبِ

فَلَوْ تَرضى الكَأسَ حِيْنَ يَمْزُجُهَا
رَأَيْتَ شَيْئَاً مِنْ أَعْجَبِ العَجَبِ

نَارٌ حَوَتْهَا الزُّجَاجُ يُلْهِبُهَا ال
مَاءُ وَدُرٌّ بِغَيْرِ مَا ثُقَبِ


محمود الحسين

الحمدان
01-17-2025, 11:28 PM
أَلَسْتَ تَرَى الظَّلاَمَ وَقَدْ تَوَلَّى
وَعُنْقُودَ الثُّرَيَّا قَدْ تَدَلَّى

فَدُونَكَ قَهْوَةً لَمْ يَبْقَ مِنْهَا
تَقَادُمُ عَهْدِهَا إِلاَّ الأَقَلاَّ

بَزَلْنَا دَنَّهَا واللَّيْلُ دَاجٍ
فَصَيَّرَتِ الدُّجَى شَمْسَاً وَظِلاَّ


محمود الحسين

الحمدان
01-17-2025, 11:29 PM
يَا مَنْ أَنَامِلُهُ كَالْعَارِضِ السَّارِي
وَفِعْلُهُ أَبَدَاً عَارٍ مِنْ العَارِ

أَمَا تَرَى الثَّلْجَ قَدْ خَاطَتْ أَنَامِلُهُ
ثَوْبَاً يُزَرُّ عَلَى الدُّنْيَا بِأَزْرَارِ

نَارٌ وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ بِمُبْدِيَةٍ
نُورَاً وَمَاءٌ وَلَكِنْ لَيْسَ بِالجَارِي

وَالرَّاحُ قَدْ أَعْوَزَتْنَا فِي صَبِيْحَتِنَا
بَيْعَاً وَلَوْ وَزْنُ دِيْنَارٍ بِدِيْنَارِ

فَجُدْ بِمَا شِئْتَ مِنْ رَاحٍ يَكُونُ لَنَا
نَارَاً فَإِنَّا بِلاَ رَاحٍ وَلاَ نَارِ


محمود الحسين

الحمدان
01-17-2025, 11:29 PM
هَتَفَ الصُّبْحُ بِالدُّجَى فَاسْقِنِيْهَا
قَهْوَةً تَتْرُكُ الحَلِيْمَ سَفِيْهَا

لَسْتُ تَدْرِي لِرِقَّةٍ وَصَفَاءٍ
هِيَ فِي كَأسِهَا أَمِ الكَأٍسُ فِيْهَا


محمود الحسين

الحمدان
01-17-2025, 11:30 PM
مَنْ كَانَ يَحْوِي صَيْدَهُ الفَضَاءُ
وَلِلْبُزَاةِ عِنْدَهُ ثَوَاءُ

فَإِنَّ صَيْدِي مَا حَوَاهُ المَاءُ
بِأَكْلُبٍ سَاعِدُهَا رِشَاءُ

يَظَلُّ وَالمَاءُ لَهُ غَطَاءُ
كَمَا طَوَتْ هِلاَلَهَا السَّمَاءُ

كَأَنَّهُ مِنَ الحُرُوفِ رَاءُ
أَوْ هُوَ نِصْفُ خَاتَمٍ سَوَاءُ

يَحْمِلُ سُمَّاً آسْمُهُ غِذَاءُ
تُرْمَى بِهِ القُلُوبُ وَالأَحْشَاءُ

وَعَطَبٌ فِيْهِ لَنَا إِحْيَاءُ
أَمْتَعَنَا القَرِيْسُ وَالشِّوَاءٌ


محمود الحسين

الحمدان
01-17-2025, 11:31 PM
يَارُبَّ نَهْرٍ مُدْفَإٍ مَلْآنِ
جَمِّ المُدُودِ مُعْمَرِ المَغَانِي

الدُّحْرُ والشُّبُوطُ والبَنَانُ
كَالطَّلْعِ مَجْنِيَّاً مِنَ الجِنَانِ

أَوْ كَقُدُودِ أَذْرُعِ الغَوَانِي
مَكْسُوَةٍ مِنْ صَنْعَةِ الرَّحْمَنِ

كَأَنَّمَا يَنْظُرُ مِنْ عِقْيَانِ
أَوْ يَتَطَرَّفْنَ بِأُرْجُوَانِ

بَاكَرْتُهُ مَعْ بَاكِرِ الغِرْبَانِ
فِي فِتْيَةٍ أَفَاضِلٍ أَقْرَانِ

يُعْنَوْنَ بِالدِّيْوَانِ وَالمَيْدَانِ
وَلاَ يَعِفُّونَ عَنِ القِيَانِ

بِمِثْلِ أَحْدَاقٍ بِلاَ أَجْفَانِ
كَأَنَّهَا جِلْدَةُ أُفْعُوَانِ

تُزْعِجُ بِالأَطْمَاعِ وَالحِرْمَانِ
أَجْرَى عَلَى مَايِرِهَا الغَرْثَانِ

مِنَ الضَّوَارِي الغُضُفُ الآذَانِ
وَكَاسِرِ البُزَاةِ والعِقْبَانِ


محمود الحسين

الحمدان
01-17-2025, 11:33 PM
وَاثَبْتُ مَاءً فِي أَدِيْمِ مَاءِ
بَيْضَاءَ مِثْلَ الفِضَّةِ البَيْضَاءِ

ذَاتَ حُلًى وَمُقْلَةٍ زَرْقَاءِ
مُفْضِيَة اللَّحْمِ عَنِ الأَعْضَاءِ

أَوْدَعْتُهَا أَجْوَفَ ذِي الْتِظَاءِ
كَالصَّبِّ مَطْوِيَّاً عَلَى الجَفَاءِ

ثُمَّ ثَنَاهَا عَنْهُ بِانْثِنَاءِ
مُخْتَالَة فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءِ

كَأَنَّمَا بُزَّتْ مِنَ الصَّهْبَاءِ
لَمْ تَكُ إِلاَّ فُرْصَةَ البَيْدَاءِ


محمود الحسين

الحمدان
01-17-2025, 11:34 PM
اسْمَعْ مَقَالاً مِنْ أَخ ذَا وُدِّ
وَذَاكَ أَنِّي كُنْتُ حِلْفَ وَجْدِ

بِشَادِنٍ فِي كُلِّ حُسْنٍ فَرْدِ
مَلِيْحِ خَدٍّ وَمَلِيْحِ قَدِّ

كَبَدْرِ تَمٍّ فِي قَضِيْبِ رَنْدِ
قَدْ زَارَنِي الآنَ بِغَيْرِ وَعْدِ

جَاءَ مُفَاجَأَةً وَلَيْسَ عِنْدِي
إِلاَّ طَعَامَاً غَيْرَ مُسْتَعِدِّ

دَجَاجَةٌ فِي شَبَهِ السَّمَنْدِ
نَبِيْلَةٌ وَفَخْرُهَا بِالْهِنْدِ

عَظِيْمَةُ الزَّوِْ بِصَدْرٍ نَهْدِ
أَجْرَيْتُ مِنْهَا فِي مَجَارِي العِقْدِ

مُرْهَفَةً ذَاتَ شَبَاً وَحَدِّ
لِغَيْرِ مَا ذَحْلٍ وَغَيْرِ حِقْدِ

بَلْ رَغْبَةً فِيْهَا شَبِيْه الزُّهْدِ
وَلَمْ تَزَلْ بِالْمَاءِ كَفُّ العَبْدِ

تَغْرِقُ بَيْنَ رِيْشِهَا وَالجِلْدِ
وَفُصِّلَتْ أَعْضَاؤُهَا مِنْ بَعْدِ

مَعْ لُبِّ أُتْرُجٍّ بَلَوْنِ الشَّهْدِ
بَلْ طَعْمُهُ عَنْ طَعْمِهِ ذَا بُعْدِ

حَتَّى إِذَا أَسْرَعَهَا بِالوَقْدِ
صَلَّ عَلَيْهَا اللَّوْزَ مِثْلَ الزُّبْدِ

وَعُلِّيَتْ بَعْدُ بِمَاءِ وَرْدٍ
ثُمَّ أَتَى يَسْعَى بِهَا كَالمُهْدِي
كَأَنَّهَا قَدْ بُخِّرَتْ بِالنَّدِّ


محمود الحسين

الحمدان
01-17-2025, 11:34 PM
مَنَحْتُكَ الْوُدَّ مِنِّي
فَجازِ بِالُودِّ مِنْكا

لَوْ كانَ قَلْبِي مُطِيعاً
طَمِعْتُ في الصَّبْرِ عَنْكا

لكِنَّهُ فِيكَ عاصٍ
يَكُفُّ إِنْ لَمْ يُعِنْكا

إِنْ خُنْتَ بِالْغَيْبِ عَهْدِي
فأَنَّنِي لَمْ أَخُنْكا


الراضي

الحمدان
01-17-2025, 11:53 PM
يا مُلْزمِي بِالذَّنْبِ ما لَمْ أَفْعَل
وموليّا عَنْ وَجْهِ وُدٍّ مُقْبل

أَوَ ما نَهاكَ جَمالُ وَجْهِكَ أَنْ تَرَى
مُتَعالِياً فِي الظُّلْمِ غَيْرَ المُجْملِ

عَدَلَ الخَلِيفَةُ جَعْفَرٌ فِي مَلْكِهِ
وعَلَيَّ فِي مُلْكِ الْهَوَى لَمْ يَعْدِلِ

مَلِكٌ يُسابِقُ وَعْدَهُ إِنْجازُهُ
وَيَجُودُ مُبْتَدِئاً بِما لَمْ يُسْأل

سَمَّاهُ مُقْتَدِراً إلهٌ قادِرٌ
وَعَلا بِهِ عِزٌّ الْعَلِي وَالمُعْتَلَي

طالَ المُلوكَ بِعَفْوِهِ ونَوالِهِ
وكَذا يَطُولُ لَهُمْ بِعُمْرٍ أَطْوَلِ


الراضي

الحمدان
01-17-2025, 11:53 PM
طابَ عَيْشِي بِرَغْمِ أَنْفِ الْعَذُولِ
وَتَمتَّعْتُ مِنْ وِصالِ وَصُولِ

وَأَتانا الهَواءُ عَنْ غَيْرِ وَعْدٍ
فَرَأَيْنا تِشْرِينَ فِي أَيْلُولِ

فأَقْبَلَ الْكأْسَ يا خَلَيلَي مِنْ
ساقٍ مَلِيحٍ دلالُهُ مَقْبُولِ

زادَ طِيبَ الأَقْداحِ كَفَّاهُ طِيباً
وَأَعارَ الشَّمُولَ طِيبَ الشَّمُولِ


الراضي

الحمدان
01-17-2025, 11:54 PM
كُرِّي المَلامَ فَباغِي اللَّوْمِ مَخْصُومُ
والدَّهْرُ مُذْ كانَ مَحْمُودٌ وَمَذْمُومٌ

بِسُرَّ مَنْ رَى بِلادِ المُلْكِ طابَ لَنا
مُعَرَّسٌ عَيشُهُ بِالَّلهْوِ مَنْظُومُ

أَرْضٌ مَتى اخْتُلِسَتْ أَلْحاظُها نَظَراً
اهْتاجَ ذُو طَرَبٍ وارتاح مَهْمُومُ

وَالْحَيْرُ والْقَصْرُ والفاطُولُ جَنَّتُها
والْجَعْفَرِيُّ بِكَفِّ الدَّهْرِ مَزْمُومُ

مَنازلٌ آنَسَتْ دَهْراً فَأَوْحَشَها
ظُلْمُ الزمَّانِ فَمَثْلُوم ومَهْدُومُ

عَفَتْ وغَيَّرَها وَصْلُ الرِّياحِ لَها
والوَصْلُ مِنْهَا بِحَبْلِ الهَجْرِ مَحْتُومُ

أَنَّى أَرَى رَجْعَةً لِلدَّهْرِ يَلْحَظُها
غَنِمْتُها إِنْ وَفَتْ والْعَيْشُ مَغْنُومُ

وَسَوْفَ يَنْزِعُ بِي ذِكْرٌ يُشَوِّقُنِي
إِلَى ذُراكِ فَيَبْدُو مِنْهُ مَكْتُومُ

وَإنْ أَحُلُّكِ لا آسى عَلَى بَلَدٍ
وَحَبْلُهُ مِنْ حِبالِي فِيكِ مَصْرُومُ

أَرَجْعَةَ الدَّهْرِ هَلْ وَعْدٌ فَامُلُهُ
أَمْ عَطْفُ عَدْلِكِ مَفْقُودٌ وَمُعْدُومُ

وَما شَجانِي كَذِكْرَى خِلْتُها حُلُماً
كَأَنَّ قَلْبِي لَها بِالذَّكْرِ مَكْلُومُ

أَيْنَ الزَّمانُ الَّذِي أَسْهَرْتُ عاذِلَتِي
فِيهِ وغُودِرَ خَصْمِي وَهُوَ مَخْصُومُ

بَيْنَ الصَّراةِ وكَرْخايا تَمَرُّدُهُ
وَالْعَيْشُ مِنْ نَكباتِ الدَّهْرِ مَعْصُومُ

والغَضْبُ دِينٌ وَشُرْبُ الرّاحِ مُفْتَرضٌ
وَالْهَتْكُ مُسْتَعْمَلٌ والصَّوْنُ مَثْلُومُ


الراضي

الحمدان
01-17-2025, 11:54 PM
مَنْ ذا يُقِيمُ دَعائِمَ الإِسْلامِ
وَيَعُمّ بِالإفْضالِ والإِنْعامِ

فِينا النُّبُوَّةِ والخِلافَةُ حُكْمُنا
ماضٍ كما شِئْنا عَلَى الأيَّامِ

لاَ يَنْقُضُ الأَعْدَاءُ مُبْرَمَ أَمْرِنا
وَبِنا تَمامُ النَّقْضِ وَالإِبْرامِ

أَمْضِي منَ الأَجَلِ المُعَجَّلِ أَمْرُنا
يَأْتِيكَ قَبْلَ الفِكْرِ والأَوْهَامِ


الراضي

الحمدان
01-17-2025, 11:55 PM
حَبيبٌ لَيْسَ يَنْصِفُنِي
وَمَوْلىً لَيْسَ يَرْحَمُنِي

أَمُرُّ بِهِ فَيُبْعِدُنِي
وَأُنْصِفُهُ فَيَظْلِمُنِي

وَلِي أَمَلٌ يَلُوذُ بِهِ
يُعَنِّينِي وَيُطْمِعُنِي

يَضِنُّ بِوَعْدِهِ فإِذا
أجابَ إلَيْهِ أَخْلَفَنِي

أَما تَرْثِي لِمُكْتَئِبٍ
أسِيرٍ فِي يَدِ الْحَزَنِ


الراضي

الحمدان
01-17-2025, 11:55 PM
أرى ماءً وبي عَطَشٌ شديدٌ
ولكن لا سبيلَ إلى الورودِ

أما يكفيكِ أنَّكِ تَملِكيني
وأنّ الناسَ كلَّهُمُ عبيدي

وأنَّكِ لو قطعتِ يدي ورجلي
لقلتُ من الرضا أحسنتِ زيدي


الأمين

الحمدان
01-17-2025, 11:56 PM
ألا لا أرى شيئاً ألَذَّ من الوعدِ
ومِن أمَلٍ فيهِ وإن كان لا يُجدي

ومن غفلةِ الواشي إذا ما لقيتهُ
ومن زورتي أبياتها خالياً وَحدي

ومن ضِحكَةٍ في الملتقى ثم سَكتَةٍ
وكِلتاهما عِندي ألذُّ من الشَّهدِ


الأمين

الحمدان
01-17-2025, 11:57 PM
جعلت فداك قد طال اشتياقي
وليس تزيدني إلا مطالا

كتبت إليك استدعى نوالاً
فلم تكتب إلي نعم ولا لا

نصحت لكم حذاراً أن تعابوا
فعاد علي نصحكم وبالا

سأصبر أن أطقت الصبر حتى
يمل الصبر أو تهوى الوصالا


بن داود