هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

ماذا تفيدُ دُموعُ الحُزنِ تذرفها
‏أيُرجِعُ الدمعُ ما أودى بهِ القدرُ

.....

[الحمدان]

أين الجمـــالُ وأين اللونُ والنسبُ
أين اللُّغـــــات وأين الجاه والرتبُ

أين الثــراءُ وأين المــــــالُ مَڪنزهُ
أيــن التڪبرُ وأيـن اللهوُ والطربُ

أين العيونُ بها الأڪحالُ هل بقيت
أين التفـاخرُ بالأجســــامُ إذ وثبــوا

قل لـي بِربك هل مِـن إثرهــا سترى
إلَّا الجمـاجم قد دُڪت بهـــا التُربُ


.....

[الحمدان]

‏ألا هل على اللَّيْلِ الطويلِ مُعين
إذا نَزَحَتْ دارٌ وحَنَّ حَزينُ

أُكابِدُ هذا الَّليلَ حتى كأنما
على نَجْمِه ألّا يَغُورَ يَمِينُ

فوالله ما فارَقْتُكُم قالِياً لكم
لكنَّ مايُقْضَى فَسَوفَ يكونُ

.....

[الحمدان]

‏سقى الله نجداً والمقيم بأرضها
سحاباً غوادٍ خالياتٍ من الرَّعدِ

ابن الدمينة

[الحمدان]

للّه درك من نجيب لم يزل
طَرْفُ الكمال بفضله مكحولا

طوقت أعناق الرجال أيادياً
فغدوا حماماً والثناء هديلا

وعرفت للفضلاء قدراً لم يزل
بين الأنام منكراً مجهولا

عكسوا أساليب المعارف كلها
وجنوا فصار الفاضل المفضولا

.....

[الحمدان]

هذا وقتل النفس ذاك وغيره
لم يندفع عندي به ما قيلا

فالخمر مسكرها مزيل للحجى
من غير نفع يقتضي التحليلا

بخلاف ما فعل النبي فإنه
أبدى له وجها تراه جميلا

والذبح للأنعام نفع فيه مع
عوض لها بالخير قام كفيلا

فانظر إلى هذا المقال وذاما
تلقاه فيه بالذهول عليلا

أعطيت مرا أيها البحر الذي
أجرى ينابيع العلوم طويلا

.....

[الحمدان]

والفاء لم تك في الجواب وإنه
عار عن الفا واقرأ التنزيلا

.....

[الحمدان]

إذ لم يكن موسى مريدا عندما
قتل الغلام العالم التبديلا

وكذاك لم يخف الذي قد خافه
خضر فأنكر إذ رأى التنكيلا

والبعد في جعل الضمير لربنا
لم لا يزول بما يرى مقتول

.....

[الحمدان]

ما لذَّةُ الحُبِّ لولا أن نكون معًا
‏الكفُّ بالكفِّ والأنفاسُ تتَّصِلُ

.....

[الحمدان]

‌‎ولا خير في خل يخون خليله
ويلقاه من بعدِ المودة بالجفا

وينكِر عيشا قد تقادم عهده
ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا

سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا

.....

[الحمدان]

إنزل بنابلس برأس العين
وانظر خمايلها برأس العين

.....

[الحمدان]

لله بالبيت المقدس جامع
بهر النواظر نوره وضياؤه

منه الجوانب واسعات تنجلي
وزهت بطلعة قبتيه سماؤه

حيث المدارس حوله قد أشرقت
تمتد من أشجاره أفياؤه

والمسجد الأقصى المبارك فاتح
كفا وفيه الكاس يدفق ماؤه

.....

[الحمدان]

‏إني أُريدُك كيفما كُنت معي
‏حربًا وسِلمًا جنّتي نيراني

‏فأُريدُ أن انسى زماني كلّهُ
‏لتكون لي يا فرحتي أزماني

‏وتكون لي دُنيًا وعمرًا دائمًا
‏فاليومَ فيك تورّدت أغصاني

‏سافرتُ في عينيك يومًا واحدًا
‏فودَدتُ لو أبقى لدهرٍ ثاني

.....

[الحمدان]

وإنْ تسأَلْ عن الأحوال إنّا
لكَ اشتقنا ونفرحُ بالسُّؤَالِ

وما كفّ الحنينُ وما سلَونا
عسى الرحمن يأذنُ بالوصالِ

.....

[الحمدان]

فَمَا سِرتُ مِن مِيلٍ وَلَا سِرتُ لَيلَةً
‏مِنَ الدَّهـرِ إلَّا اعتَادَنِي مِنك طَائِفُ

‏وَلَا مـرَّ يَـومٌ مُـذ تَرَامَت بكَ النَّوَى
‏وَلَا لَـيـلـةٌ إلَّا هَــوَى مِـــنــك رَادِفُ

‏أهُــمُّ سُــلُــوًّا عَــنــك ثــمَّ تَـــردُّنِي
‏إلَيكَ وتُـثـنِـيـنِـي عَلَيكَ العَوَاطِف

.....

[الحمدان]

ثابر على التقوى تكن ناجياً
يوم وفود الخلق عزاً حفاه

وعامل الله تكن رابحاً
بالفوز والحوز لما قد حباه

.....

[الحمدان]

‏فيُدنيني إليك الشَّوقُ حتى
تكاد تئنُّ في صدري العِظام

.....

[الحمدان]

‏نحتاج من يحنو على أرواحنا
ما كل روحٍ عن أساها تُفصحُ

رفقًا بنا يا وقت إن لم تنتبهِ
لم يبقَ شيءٌ في الحنايا يُجرحُ

.....

[الحمدان]

‏كم طموحِ ما تجيبه جهود ولا سنين
تدركه دعوات الأسحار في ركعة وتر


وتركم يا أحبة غفر الله لنا ولكم

[الحمدان]

امراة النابغة الجعدي تناشده الله
أن يبقى وأن لا يخرج غازيا
ولكنه يجيبها بأنه لا عذر له في القعود فقال:

باتت تذكرني بالله قاعدة
والدمع ينهل من شأنيهما سبلا

يابنت عمي كتاب الله أخرجني
كرهًا وهل أمنعن الله ما بذلا

فإن رجعت فرب الناس أرجعني
وإن لحقت بربي فابتغي بدلًا

ما كنت أعرج أو أعمى فيعذرني
أو ضارعًا من ضنى لم يستطع حولًا

‏رضي الله عنه هو من حجج الله عز وجل
على أنّ القرآن معجز

واسمه قيس بن عبد الله بن عُدَس بن ربيعة
الجعدي العامري أبو ليلى شاعر مفلق صحابي
من المعمّرين اشتهر في الجاهلية وسمي (النابغة)
لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر
ثم نبغ فقاله ووفد على النبي ﷺ فأسلم
وهو القائل :

وَلا خيرَ فِي حِلمٍ إِذَا لَم تَكُن لَهُ
بَوَادِرُ تَحمي صَفوَهُ أَن يُكَدَّرا

فَفِي الحِلمِ خَيرٌ مِن أُمورٍ كَثيرةٍ
وفِي الجَهلِ أَحياناً إِذا ما تَعَذَّرا

[الحمدان]

يا من ترى قلـبـي وتـعـلـم سـرّهُ
وتحـيط بي يا رب فـي خلواتي

هـذي دمـوعـي والدمـوع عزيزةٌ
مـا كـنـت أذرفـها سـوى بصلاتي

هـوّنْ عـلـى قـلـبـي بـلاءً هـدّنـي
رُحـمـاك بـي يـا واسـع الرّحماتِ

إن مـرّ بـي وجـعٌ فـأنـت تجيرني
وبـك الـغــنـى بـك تـنـتـهي أنّاتي

ما لي سـواك وليس ينقذ خافقي
إلا رضـاك عـلـيّ مـلء حــيــاتــي

سبحانه

[الحمدان]

ولو سَدَّ غيري ما سَـدَدْتُ اكْتَفوا بهِ
وما كـان يَـغْـلـو التِّبْرُ لو نَفَقَ الصُّفْرُ

ونَـحْـنُ أُنــاسٌ لا تَــوَسُّــطَ عـنــدنا
لنا الـصَّـدْرُ دونَ الـعـالـمينَ أو القَبْرُ

تَـهـونُ عـلـيـنـا فـي المعالي نُفوسُنا
ومن خَطَبَ الحَسْناءَ لم يُغْلِها المَهْرُ

أعَزُّ بَـنـي الـدُّنيا وأعْـلـى ذَوي العُلا
وأكْـرَمُ مَـنْ فَـوقَ الـتُّـرابِ ولا فَخْرُ

.....

[الحمدان]

كـأنَّ فُـؤادِي بَـيـنَ أظـفـارِ طـائِـرٍ
إذا سَنحَت ذِكراك مِن كُلِّ مَسنَحِ

وذِكراك ما لم تُسعِفِ الدَّارُ بيننَا
تبـاريحُ مِـن عَيشِ الحياةِ المُبرِّحِ

.....

[الحمدان]

وحَسْنَاءَ لـم تُحْسِنْ صَنِيعاً ورُبَّمَا
صَبَوْتُ إِلَى حَسْنَاءَ سَيءٌ صَنِيعُها

عَجِبْتُ لـهـا تُـبْدِي القِلَى وأَوَدُّها؛
ولِلنَّفسِ تَعْصِينِي هَـوىً وأُطِيعُها

.....

[الحمدان]

سيصْدُقُ الغَيمُ لا تعجَل بشارتهُ
وإن تـأخّـرَ عــن مـيـعـادهِ المطرُ

ويـفـتَـحُ اللهُ أبـــوابــاً مُـغـلّـقَــةً
كـم بِـتّ تـطـرُقُـهـا يأساً وتنتَظِرُ

هي الحياةُ فعِش فيها على أملٍ
بـأنّ آمــالانــا يـومـاً سـتـنـتَـصـرُ

لا بُـدّ للـنـفـسِ مِـن يـومٍ تُـسرُّ بهِ
والـبِـشـرُ يـومَ غدٍ يأتي بهِ القدَرُ

[الحمدان]

مَا بَـالُ قَـلـبـكَ يَا مَجنُونُ قَد هَلعَا
فِي حبِّ مَن لَا تَرَى فِي نَيلهِ طَمَعَا

الـحَـبُّ والـودُّ نِـيـطَـا بـالـفـؤادِ لهَا
فَأصـبَـحَـا فِـي فُـؤَادِي ثابِتَينِ مَعَا

.....

[الحمدان]

طَرفٌ يُرَاعِي الـنَّـجمَ وَهوَ مُؤَرَّقُ
وَجَوًى تَـكَـادُ بهِ الـجَوَانِحُ تُحرَقُ

وَمَعَ الَّذِينَ أوَدُّهُم لِي فِي الدُّجَى
عَــتَـبٌ يَــرِقٌّ وَعَــبــرَةٌ تَـتَـرَقــرَقُ

إنِّي لَأذكُـرُهُم عَلَى شَـحطِ النَّوَى
فَتَظَلُّ عَـيـنِـي بالـمَـدَامِـعُ تَـشرَقُ

.....

[الحمدان]

وَيلَاهُ مِن حَاجَةٍ فِي النَّفسِ هَامَ بهَا
قَـلبِـي وَقَـصَّـرَ عَـن إدرَاكِـهَـا بَـاعِـي

أسـعَـى لَـهَـا وَهـيَ مِـنِّـي غَـيرُ دَانِيَةٍ
وَكيفَ يَبلُغُ شَـأوَ الـكَـوكَـبِ السَّاعِي

.....

[الحمدان]

عَــادَ الـجَـمَـالُ فَـكُـلُّ الـشَّـوقِ يَلـقَـاكِ
فَـجـرٌ تَـمَـطَّـى وَصُـبـحٌ بَـــاتَ يَــرعَاكِ

مَا كَانَتِ الشَّمسُ فِي الأكوَانِ مُشرِقَةً
لَـولَا تَـسَـامَـت إلَـى الـعَـلـيَـاءِ عَـيـنَـاكِ

لَو غَـابَ بَـدرُ الـدُّجَـى عَن لَيلَتِي خَفَرًا
مَــا لِــي ضِــيَــاءٌ إلَــى لُــقــيَـــاكِ إلَّاكِ

.....

[الحمدان]

إنِّي تَـتَـبَّعتُ أدوَاءَ القُلُوبِ فَلَم
أجِـد أشَـدَّ عَـلَـيـهَـا مِـن تَنَـائِيهَا

الشَّوقُ مَهلَكَةُ الأروَاحِ فِي صِلَةٍ
فَكيفَ إن عَزَّ فِي الدُّنيَا تَلَاقِيهَا

.....

[الحمدان]

أغـيــبُ عـنـكِ بـــوُدٍّ لا يُـغـيِّــرُهُ
نأيُ المَحلِّ ولا صَرفٌ من الزمنِ

فإن أعِش فـلـعـلَّ الدهرَ يجمعُنا
وإن أمُت فقتيلُ الهمِّ والحزَنِ

.....

[الحمدان]

إِنّي عَـشِـقـتُـكَ لا عَن رُؤيَةٍ عَرَضَت
وَالـقَـلـبُ يُـدرِكُ مـا لا يُـدرِكُ البَصَر

فُـتِـنـتُ مِـنـكَ بِـأَوصـــافٍ مُـجَــرَّدَةٍ
فـي الـقَـلـبِ مِنها مَعانٍ ما لَها صُوَر

وَالناسُ قَد ذَكَروا ما فيكَ مِن شِيَمٍ
وَقَـد تَـخَـيَّـلَ فِـكـري فَـوقَ ماذَكَروا

مَتى تَرى مِنكَ عَيني ما وَعَـت أُذُني
وَيَـشـرَحُ الخُبرُ مـاقَـد أَجـمَـلَ الخَبَرُ

.....

[الحمدان]

وَجَـهٌ يَـكِـلُّ الـطَـرفُ عَنهُ إِذا بَدا
هُوَ بِـالـعَـفـافِ وَبِـالتُقى مَوسومُ

يَحسُدنَ وَجـهَـكِ يا ظَلومُ جَمالَهُ
هَيهاتَ ما لَكِ في الجَمالِ قَسيمُ

وَغَـبَـطـتُ نَـفـسي إِذ رَأَيتُكِ مَرَّةً
مَـن لا يَــراكِ فَــإِنَّــهُ مَـــحـــرومُ

.....

[الحمدان]

بيضاءُ أوقَدَ خديها الصِّبا وسقى
أجفانهَا مـن سُـلاف الـراح ساقيها

في حـمـرةِ الورد شـكـلٌ من تلهّبها
وللـقـضـيـب نـصـيـبٌ مـن تـثـنيها

.....

[الحمدان]

أُحِـبُّـكِ حُـبّـاً لَــو جَـزَيـتِ بِبَعضِـهِ
أَطــاعَــكِ مِـنّـي قــائِــدٌ وَجَـنـيبُ

وَفي القَلبِ داءٌ في يَديكِ دَواؤُهُ
أَلا رُبَّ داءٍ لا يَـــــراهُ طَــبـــيـــبُ

سَرى لَكِ مِن أَوطـانِـهِ كُلُّ عارِضٍ
تَضاحَـكَ فيهِ البَرقُ وَهُـوَ قَطوبُ

وَلا زالَ خَـفّـاقُ النَسيمِ مُــرَقـرِقاً
عَـلـيـكِ وَأَنـواءُ الـغَـمـامِ تَـصـوبُ

.....

[الحمدان]

لَأنتَ عِندي وإنْ سَـاءَت ظُنُونَكَ بي
أَحلَى مِنَ الأَمنِ عندَ الخَائِفِ الوَجلِ

.....

[الحمدان]

كأنَّ نـفـسَـك لا ترضـاك صاحبَها
إلا وأنـت على المفضالِ مفضالُ

ولا تـعــدُّك صــوَّانًـا لـمـهـجـتـهـا
إلا وأنـت لـهـا فــي الـرَّوعِ بـذَّالُ

لولا المـشـقـةُ ســادَ الناسُ كلُّهُمُ
الـجـودُ يُـفـقـرُ والإقـــدامُ قـتَّـالُ

وإنـمـا يـبـلــغُ الإنـسـانُ طـاقَـتَـهُ
ما كـلُّ مـاشـيـةٍ بالـرحـلِ شِملالُ

إنَّا لـفـي زمـنٍ تــركُ الـقـبـيـحِ بـه
من أكـثرِ الناسِ إحسـانٌ وإجمالُ

ذكرُ الفتى عمرهُ الثاني وحاجتُهُ
ما قاتَهُ وفضولُ العـيشِ أشغالُ

.....

[الحمدان]

يَا بَاعَةَ الخَمرِ كُفُّوا عَن مَفَاخِرِكُمْ
عَـن فِـتـيَـةٍ بَيعُهُم يَومَ الهِيَاجِ دَمُ

خَـلُّـوا الفَـخَـارَ لِعَلَّامِين إنْ سُئلُوا
يَومَ الـسُّـؤالِ وَعَـمَّـالِينَ إن عَلِمُوا

.....

[الحمدان]

ففي الأرضِ أحبابٌ وفيها منازلٌ
فلا تَبكِ مِن ذِكرى حبيبٍ ومنزِلِ

ودَعْ قـــولَ امـرئ الـقـيـس إنّــه
مُضِلٌّ ومَــن ذا يهتدي بمضلِّلِ

.....

[الحمدان]

وَحيدٌ مِنَ الـخـلّان فـي كُلِّ بلدةٍ
إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ

المتنبّي

[الحمدان]

وحيدٌ مِن الخلّانِ في أرضِ غُربةٍ
ألا كلُّ مَن يـبـغـي الـوفـاءَ وحيدُ

.....

[الحمدان]

وَلَولا الـهَـوى ما ذَلَّ مِـثـلـي لِـمِـثلِهِم
‏وَلا خَـضَـعَـت أُسـدُ الـفَـلا لِلـثَـعـالِبِ

‏سَيَذكُرُني قَومي إِذا الخَيلُ أَصبَحَت
‏تَجولُ بِـهـا الـفُـرسانُ بَينَ المَضارِبِ

.....

[الحمدان]

مِـمّـا أَضَـرَّ بِــأَهــلِ الـعِـشـقِ أَنَّــهُـمُ
هَوُوا وَما عَرَفوا الدُنيا وَما فَطِنوا

تَـفـنـى عُـيـونُـهُـمُ دَمـعًـا وَأَنـفُسُهُم
فـي إِثـرِ كُـلِّ قَـبـيـحٍ وَجـهُـهُ حَسَنُ

.....

[الحمدان]

دعوتك من نجد فهل أنت سامع
تهيم بوجد نحو ليلى تزورها

.....

[الحمدان]

أرَى النَّاسَ يَرجُونَ الرَّبِيعَ وإنَّما
رَبِيعِي الذِي أرجُـو نَوالُ وِصَالِكِ

.....

[الحمدان]

خُذْ مـا تَـراهُ وَدَعْ شَـيْئًا سَمِعْتَ بهِ
فِي طَلعَةِ البَدرِ ما يُغنيكَ عن زُحَلِ

.....

[الحمدان]

خَيرُ الخَليلَينِ مَن أَغضى لِصاحِبِهِ
وَلَـو أَرادَ انـتِـصـارًا مِـنـهُ لَانتَصَرا

.....

[الحمدان]

‏دثِّريني بالدُّعاءِ فإنَّني
عارٍ وريحُ الشَّرِّ ليلٌ شاتي

قَدَماكِ يا أُمَّاهُ تذكرتي إلى
دارِ النَّعيمِ فكيفَ بالدعواتِ

.....

[الحمدان]

‏رِفقًا بِمَن أوصى الحَبيبُ بِقَلبها
خيًرا، وخيرُ الناسِ مَن يُدْنِيها

إنْ كانَ ربُّ الناسِ أكرمَ قدرَها
فـعلامَ يُنكِـرُهُ الـذي يُشقيها

أحسِن إليـها والمـكارِمُ جمّـةٌ
فـإذا عَجِزتَ فـكُنْ لها كـأبيها

إنّ الرِّجـالَ مَـواقِـفٌ وأجلُّـهُم
مَـن يُكرِمُ الأنـثى ولا يـؤذيهـا

.....

[الحمدان]

لها وجهٌ تحاسده المِلاحُ

‏تذوبُ به القلوب وتستباحُ

‏إذا جنَّ المساءُ يصير بدرًا

.....

[الحمدان]

‏ياهل الصدور الضايقه عيّنو خيـر
‏لجروحـكم عـندي عـلاجن يضمّـد

‏لآشـانت ظروف الزمن والمقآدير
‏صلوّ على خيرالبريه محمد
ﷺ

[الحمدان]

أنت المقرب للبعيد النائي
أنت المبشر منيتي بمنائي

.....

[الحمدان]

ألا إن قبض الدين كالقبض للجمر
ومن يستطيع الجمر إلا أخا الصبر

.....

[الحمدان]

سقى ثراك فقيد الحي صيبة
من رحمة هملت من فيض رضوان

محل العراق وجار الله نخبتنا
ما زلت مجتهداً في قمع شيطان

تديم صوماً وتحمي العين عن وسن
مرتلاً بصلاة نظم قرآن

حتى ثويت رهين النفس في حرم
استودع الله ربي عين الأخوان

.....

[الحمدان]

فلا يلتفت في الشيء غيرا فكلما
سوى الله غير فاتخذ ذكره حصنا

وكل مقام لا يقمفيه إنه
حجاب فجد السير فاستنجد العونا

ومهما ترى كل المراتب تحتلى
عليك فحل عنها فعن مثلها حلنا

وقل ليس لي إلا مرادك مطلب
ولا صورةتجلى ولا طرفة تجنى

.....

[الحمدان]

القتل في الحب أسنى منية الرجل
طوبى لمن مات بين السيف والأسل

سيف اللحاظ ورمح القد كم قتلا
من مستهام فقاداه إلى الأجل

لو تعلم الروح فيمن أهدرت تلفاً
أصخت ومقدارها في نيل ذاك علي

إن الغرام وإن أشفىالسقيم به
على الهلاك لدرياق من العلل

يا حبذا سقمي فيهم وسفك دمي
به ارتفعت بلا شك على زحل

أحباب قلبي بعيش قد مضى بكم
جودوا بوصل فأنتم غاية الأمل

.....

[الحمدان]

أشكوا انقطاعي وهجري والصدود لكم
إن تقطعوا بانصرام الود ما حيلي

وحق معنى جمال يجتلى أبداً
من حسن طلعتكم قدماً من الأزل

ما حلت عنكم ولا أبغي بكم بدلاً
فليس من شيمتي ميل إلى البدل

هيهات أن أنثني يوما إلى أحد
وليس غيركم في الكون يصلح لي

.....

[الحمدان]

سر سري لم يغب
وتراني أطلب

أن أراني حاضراً
إذ به عيش يطب

فتعجب يا فتى
من بعيد مقترب

إن أغب عن طلبي
فشهودي ما كذب

.....

[الحمدان]

من يكن في خلدي
ليس شيء يحجبه

دائماً عندي معي
وفؤادي يطلبه

ذا عجيب كل من
خاله يستغربه

شمسه إن طلعت
كان سري مغربه

.....

[الحمدان]

بجمع وفرق وفرق وجمع
وشرع وحق وحق وشرع

ينال الفتى كلما يرتجي
بتنزيه طرف وإلقاء سمع

وترك هوى باتباع الهدى
وتقديس سر وتنزيه طبع

عليك بها أيها إنها
جماع لخير ومفتاح جمع

.....

[الحمدان]

استبق للخير تغنم
وارحم الخلق لترحم

قد روينا في حديث
مسند ليس ليكتم

إنما رب البرايا
لأولي الرحمة يرحم

نجل شماع رواه
وروينا عنه فأفهم

من طريق عن فريق
سلسلوه فتقدم

.....

[الحمدان]

فَيا فَوزَ المُصابِ منَ الإلاهِ
بداهيَةِ دَهَتهُ عَنِ الملاهي

لَقَد أمسى مُصيباً كلَّ خيرٍ
وبالوِلدانِ في الفِردَوس لاهِ

.....

[الحمدان]

والدهرُ هدَّ الظَهرَ بالحَدثانِ
ونفى الشجونَ وجاء بالأشجانِ

وأقامَ بالخُلدِ البلابِلَ خُلَّداً
وبريبِهِ قد طالما أشجاني

.....

[الحمدان]

رجوعاً إلى المولى فهذا زمانُهُ
وطرحاً على الأبوابِ هذا مكانُهُ

وطُف حولَ بيتِ اللَه للعفوِ راجياً
وتُب واسأل الغفرانَ هذا أوانهُ

فمَن جاء هذا البيتَ يُرجى قبولُهُ
ومن خاف مكروهاً ففيه أمانُهُ

أما إنَّهُ بيتُ الكريم ومَن أتى
فناءَ كريمٍ له يَفُتهُ حنانُهُ

.....

[الحمدان]

وأيَّةُ قُربَةٍ أعلى وأغلى
من الترحالِ للبَيتِ الحرامِ

وأيَّةُ زَورَةٍ تمحو الخطايا
كزَورَةِ أحمدٍ خيرِ الأنامِ

.....

[الحمدان]

فكَم من نِعمَةٍ في طيِّ نقمَه
وكم من نقمَةٍ في طيِّ نعمَه

وكم مِن شِدَّةٍ صارَت رخاءً
وأعقَبَ ضيقُها فرَجاً ورحمَه

.....

[الحمدان]

إذا شِئتَ أن تَلقى عدوَّكَ راغِماً
وتَقتُلَه غمّاً وتُحرِقَهُ هَمّاً

فسامِ للعُلى وازدَد منَ العلمِ إنّهُ
منِ ازداد عِلماً زادَ حاسدَهُ غَمّاً

.....

[الحمدان]

وكيفَ يكونُ مَحجوراً عليهِ
وقَد خَلَقَ الخلائِقَ والفِعالا

فَكُلٌّ مُلكُهُ من غيرِ حِجرٍ
تعالى اللَه عن حِجرٍ تَعالى

.....

[الحمدان]

يا حسنَ بَيتِ اللَهِ وهو مُجَرَّدُ
ولنا لهَيبَةِ نورهِ إطراقُ

فكَسوهُ سوداً والقلوبُ تَوَدُّ لَو
ضَمَّت عليهِ سوادَها الأحداقُ

.....

[الحمدان]

حَمانا مِن مخوفِ الدهرِ بيتٌ
له بالذكر أركانٌ وسَقفُ

مَحوطٌ بالسرور وبالتهاني
عليه البشرُ والإقبالُ وقفُ

نَزَلنا في فناءٍ منه رَحبٍ
به الآمالُ ليس بهِنَّ خُلفُ

فأَرشَفَنا مِنَ الإكرام ثَوباً
يزيدُ على المدى طيباً ويَصفو

وألبَسَنا من الإكرام ثوباً
لهُ بالأمنِ والإسعافِ سُجفُ

يَصُدُّ عَدُوَّنا الشيطانَ عَنّا
ويُتحِفُنا ملائكةٌ تَحفُّ

.....

[الحمدان]

وأنى لهُ علمٌ بذاكَ وقد غَدا
لغَفلتِهِ العُظمى جهولاً بنَفسهِ

ومن أينَ يدري غيَّهُ من رَشادهِ
غداً وهو ساهٍ عن تصاريفِ أمسِهِ

.....

[الحمدان]

طوبى لمَن طافَ بالبَيتِ العَتيقِ وقَد
لجا إلى اللَه في سرٍّ وإجهارِ

فكُلُّ من طافَ بالبيتِ العتيقِ نَجا
حَقّاً وقد راح مَعتوقاً منَ النارِ

.....

[الحمدان]

أرجاؤُها طبقَ المنى وهواؤُها
يَشتاقهُ الولهانُ في الأسحارِ

والطبعُ مُعَتدِلٌ فقُل ما شِئتَهُ
في الظِلِّ والأزهارِ والأنهارِ

.....

[الحمدان]

طالت جراحك أمتي
والروح أوجعها الأنين

يا أمتي رفقا بنا
فالحال مُكْتَئِبٌ حزين

في الشام نار تصطلي
والقدس شاحبة الجبين

الشيخ مات من الأسى
والأم فارقت الجنين

والطفل شَابَ ولم يزل
غضّاً بعمر الياسمين

.....

[الحمدان]

‏نام الجميع وكيف النوم يطرقني
والنار في قلبي المشتاق تضطرم

ناموا هنيئا لكم إذ ليس يشغلكم
من الهوى أَمل مثلي ولا أَلم

أبيت وحدي في الظلماء تؤنسني
ذكرى الحبيب فتدميني وأَبتسم

يرفرف المجد فوقي والغرام معا
كلاهما خافق مايخفق العلم

.....

[الحمدان]

َمَرٌ قد أشرقَ فوقَ الحُسنِ كله
وروحُهُ تُضيءُ كلَّ قلبٍ يُحسَبُ

عيناهُ كالبحرِ صفاءٌ وعمقٌ
وشفاهُهُ وردٌ إذا ابتسمَ يُعَطَّفُ

للهِ يا لها من هيبةٍ وجمالٍ
يحتارُ الوصفُ أمامَ كلِّ ما يُوصفُ

وابتسامُهُ شمسٌ والحياءُ طيفٌ
يُسحرُ القلوبَ إذا مرَّ وتَرَفرفُ

.....

[الحمدان]

لا السيفُ يفعلُ بي ما أنتِ فاعلةٌ
ولا لقاءُ عدوَّي مثلَ لُقياك

لو باتَ سهمٌ من الأعداءِ في كَبدي
ما نالَ مِنَّيَ ما نالتْهُ عيناك

.....

[الحمدان]

فأنتِ الأساسُ وأنتِ الكيانْ
وأنتِ الـسكونُ وأنتِ الأمـانْ

وأنتِ الجميعُ ومنكِ الجمـيعُ
بكـــلِّ زمــانٍ وكـلِّ مـكـــانْ

.....

[الحمدان]

مررت على البلاد وليس فيها
سوى نعش وأطيـــــــاف كذوبةْ

سألت عن الفقيد ومــن نعاه
فقالت غزةٌ نعش العروبةْ

وقفت أسائل الأجيال وحدي
وتعصف في المدى ريح غضوبةْ

وما لي حيلة إلا ضـــــــميرٌ
يراجـــــــع كــــل ثانية ذنوبـــهْ

.....

[الحمدان]

شَكَوتُ إِلَيها حُبَّها فَتَبَسَّمَت
وَلَم أَرَ شَمساً قَبلَها تَتَبَسَّمُ

فَقُلتُ لَها جودي فَأَبدَت تَجَهُّماً
لِتَقتُلَني يا حُسنَها إِذ تَجَهَّمُ

.....

[الحمدان]

قالوا السياسةُ شرعٌ ما به نصفٌ
فهل تكونُ جنوناً ما به وَرَع

وهل يُريدونَ بعدَ اليومِ تجربةً
وفي تذكُّرِ ما قد فاتَ مُرتَدَع

قلبَ العُروبةِ هل بُشرى نُسرُّ بها
أنَّ السُّويداءَ بُرْءٌ ما به وجع

واللاذقيةُ هل ربٌّ يقوم بها
أم ربُّها العَلمُ المحبوبُ يرتفع

وفي الجزيرةِ هل زالت وساوسُها
وهل توَّحدتِ الآراءُ والشِّيَع

دمَشقُ إنَّ معي قلباً أضيقُ به
يكادُ من خلجاتِ الشوقِ ينخلع

من قصيدة إلى شباب سوريا
محمد مهدي الجواهري

[الحمدان]

‏ربَّاهُ، غزَّةُ في حِماكَ فلا تدَع
للظالمينَ إلى حِماكَ سبيلا

كن في نحورِ المعتدينَ ولا تُعِد
للسائلينَ دُعاءَهم مخذولا

آمين

[الحمدان]

فيا ليتَ كلَّ اثنين بينهما هوى
من الناسِ والأنعامِ يلتقيانِ

عروة بن حزام

[الحمدان]

بَيني وَبَينَكَ ما لَو شِئتَ لَم يَضِعِ
سِرٌّ إِذا ذاعَتِ الأَسرارُ لَم يَذِعِ

يا بائِعًا حَظَّهُ مِنّي وَلَو بُذِلَت
لِيَ الحَياةُ بِحَظّي مِنهُ لَم أَبِعِ

يَكفيكَ أَنَّكَ إِن حَمَّلتَ قَلبِيَ ما
لَم تَستَطِعهُ قُلوبُ الناسِ يَستَطِعِ

ابن زيدون

[الحمدان]

الوردُ ينبتُ بينَ الشوكِ احيانا
والدرُّ يسكن أصدافا وقيعاناً

والشَهدُ والسُمُّ في الأحشاءِ مجتمعُ
والنحل يقطف ازهارا وريحانا

والأرضُ واحدةٌ والزرعُ مختلفٌ
والكل أضحى بنفس الماءِ رياناً

والخلقُ ليسُوا سواءً في مذاهبهَا
وليس كلُّ بني الإنسانِ إنسانا

.....

[الحمدان]

أَما لِجَميلٍ عِندَكُنَّ ثَوابُ
وَلا لِمُسيءٍ عِندَكُنَّ مَتابُ

لَقَد ضَلَّ مَن تَحوي هَواهُ خَريدَةٌ
وَقَد ذَلَّ مَن تَقضي عَلَيهِ كَعابُ

وَلَكِنَّني وَالحَمدُ للهِ حازِمٌ
أَعِزُّ إِذا ذَلَّت لَهُنَّ رِقابُ

وَلا تَملِكُ الحَسناءُ قَلبِيَ كُلَّهُ
وَإِن شَمِلَتها رِقَّةٌ وَشَبابُ

وَأَجري فَلا أُعطي الهَوى فَضلَ مِقوَدي
وَأَهفو وَلا يَخفى عَلَيَّ صَوابُ

إِذا الخِلُّ لَم يَهجُركَ إِلّا مَلالَةً
فَلَيسَ لَهُ إِلّا الفِراقَ عِتابُ

إِذا لَم أَجِد مِن خُلَّةٍ ما أُريدُهُ
فَعِندي لِأُخرى عَزمَةٌ ورِكابُ

وَلَيسَ فِراقٌ ما اِستَطَعتُ فَإِن يَكُن
فِراقٌ عَلى حالٍ فَلَيسَ إِيابُ

صَبورٌ وَلو لَم تَبقَ مِنّي بَقِيَّةٌ
قَؤولٌ وَلَو أَنَّ السُيوفَ جَوابُ

وَقورٌ وَأَحداثُ الزَمانِ تَنوشُني
وَلِلمَوتِ حَولي جيئَةٌ وَذَهابُ

ابو فراس الحمداني

[الحمدان]

‏عيناكِ يــا حسناءُ سِرُّ هزيمتي
بهما أذوبُ وفي هواكِ أُسَتسلِّمُ

ما عادَ ينفعُني السلاحُ وعِزَّتي
فالحبُّ سيفٌ لا يُـــرَدُّ ويَحسِمُ

.....

[الحمدان]

أَتَأذَنُ لي فَدَيتُكَ بِالسَلامِ
عَلَيكَ وَفي القَليلِ مِنَ الكَلامِ

أَتَـغــدو لِلحَـديــثِ إِلـى فَـقيـهٍ
وَتَنظُرُ في الحَلالِ وَفي الحَرامِ

فَهَل حَدَّثتَ عَن قَتلي بِشَيءٍ
إِلى الفُقَهاءِ يا بَدرَ التَمامِ

أبو نواس

[الحمدان]

مـا كَـانَ قَـلْـبِـي دُمـيَـةً كَي يُـشْـتَرَى
يَا مَـنْ غَـرَسْـتَ بــذورَ هَـجْـرِكَ خِـنْـجَرَا

قَـلْـبِـي الَّــذِي هَــيَّـأتُـهُ لَـكَ وَاحَـةً
شَــوْكُ الــغِـيَـابِ بِــأَرْضِـهَ قَـدْ أَثْـمـرَا

أَتَـظُـنُـنِـي لَـو جِـئْـتَ تَـسْـكُـبُ أَدْمعَـاً
أَنْـسَـى بِـدَمـعِكَ يَا حَـبِـيبِي مَا جَـرَى

الـدَّرْبُ لِلْـهِـجْـرَانِ أَنْـتَ مــهَدْتَـه
ولِـقـاؤُنَــا بَــعـدَ الـرَّحـيـلِ تَــعَــثْــرَا

شَـاهَـتْ مرَايَـا الـوَصْـلِ مُـنْـذُ تَـحَـطَّمتْ
أَطْيَـافُ وَحْيِـكَ فِـي خَـيَـالِـي والـكَـرَى

وَغَـدَتْ غُــصُـونُ الـودِّ يَـبْـسَاً مــذْنَــأَتْ
عنِّي خُـطَـاكَ وَوَجْــهُ هَـجْـرِكَ أَسْـفَـرَا

ف تَرَكْـتَـنِي وَحدِي يُـؤَرْجِـحُـنِي الـنَّـوَى
مُـتَـعَلـقَـاً بَـيْــنَ الـثُّرّيَّـا والثَّـرَى

أَشْـكُـو لِـنَـجْـمَـاتِ الـسَّـمَـاءِ تَـغَـرُّبِـي
مَـا بَـيْـنَ كَـيْـفَ وَبَـيْنَ أَيْـنَ وَيَـا تُـرَى

لا شَيْءَ يُـؤْنِسُنِي سِـوَى رَجْـعِ الـصَّدَى
وَتَـعَـثُـرِ الـخُطـوَاتِ فِي لَـيْـلِ الـسُّـرَى

وَالـمِـقـعَدِ الخَـالِي سِـوَى مِـنْ ذِكْــرَةٍ
كَـانَـتْ كَعُـشْـبٍ فِـي الـخَيَالِ اخـضَرَا

وَالـيَـومَ عُدْتَ بُـعَـيْـدَ هَـجـرِكَ نَــادِمَـاً
كِيْ تُبْــدِيَ الأَعـذَارَ لِي وَتُــبَــرِّرَا

تُغرِي بِنَـظـرَتِـكَ الـبَـرِيـئَـةِ مُـهجَـتِـي
وَتُرِيِـقُ فِي سَمـعِـي حَدِيـثَكَ كَـوْثَـرَا

أوَ مَا كَفَـتكَ سِهَـامُ غَــدْرِكَ فِـي دَمِـي
فَأتَـيْـتَ تَـنْـهَـلُ مِـنْ دِمَائِـي أَنهُـرَا

أَم جِئْتَ مُــعـتَـذِرَاً تَــمُــدُّ يَـدَ الـهَـوَى
لِـتُعِيـدَ مَـا أُنْـسِيـتُه وتُـكَـرِّرَا

لا يَا نَدِيـمَ الـظِّـلِّ خَطْـوِي لَـم يَـزَلْ
نَجمَاً بِآفَاقِ الـسَّمَـاءِ تَـبَخـتَـرَا

فَأَنَا الأمِـيرَةُ فَـوقَ عَرْشِ بَـهَـائِـهَا
وَوَصِيَفَتِي الزُّهرَى وَعَبدِي المُشْتَرَى

وَأَنَا السَّمِـيرَةُ فِي أَغَارِيـدِ الصِّـبَا
وَالعَندَلِـيـبُ إِذَا شَــدَوْتُ اسْـتَـبشَـرَا

هَـيهَـاتَ تَسكُنُ مُقلَـتِي بَعدَ النَّـوَى
فَدمُوعُ عَيْنِي فِي الدُّجَى لَنْ تَـغفِرَا

جَفَّـتْ يَنَابِـيـعُ المَحَـبـةِ بَـيْنَـنَـا
لَمَّا تَـعكَّـرَ صَـفوُنَــا وَتَـكَـدَّرَا

يَـا مَنْ ظَنَـنْـتَ بَـأَنَّ قَلبِـي دُميَـةٌ
قَلْبُ الأَسِيرَةِ مِنْ هَـوَاكَ تَحَـرَّرَا

.....

[الحمدان]

لِماذا أَعودُ إِلَيكَ لِأَشقى
إِذا الحُبُّ ضاعَ فَماذا تَبَقّى

أَمِن أَجلِ عَهدِ هَوانا القَديمِ
أُصادِقُ عَصفًا وَرَعدًا وَبَرقا

إِذا ما نَسِيتُ الَّذي قَد لَقِيتُ
فَكَيفَ سَأَنسى الَّذي سَوفَ أَلقى

أَعودُ إِلَيكَ بِغَيرِ اندِفاعٍ
وَمِن غَيرِ قَلبٍ يَرِفُّ شَوقا

وَلَو كُنتُ أَقدِرُ أَلّا أَعودَ
لَسِرتُ إِلَى الغَربِ إِن سِرتَ شَرقا

زَعَمتَ بِأَنِّي سَأَسلو وَأَنسى
وَأَحرَقتَ تاريخَ حُبِّيَ حَرقا

فَلَم أَستَطِع رَغمَ شِدّةِ بَأسي
وَعِزّةِ نَفسي سِوى أَن أَرِقّا

لِأَنَّكَ أَجمَلُ أَيّامِ عُمري
وَأَسمى قَصائِدِ شِعري وَأَبقى

فَمِن بَعدِ حُبّكَ، ما زارَ قَلبي
حَبيبٌ جَديدٌ وَما ذُبتُ عِشقًا

كَأَنَّكَ كُلُّ الَّذي كُنتُ أَرجو
وَآخِرُ كَأسٍ مِنَ الحُبِّ أُسقى

أَعودُ إِلَيكَ بِصَمتِ جُروحي
فَلا تَستَطيعُ الجِراحاتُ نُطقًا

أَعودُ لِأَمنَحَ عَينيكَ أَمنًا
فَلَيتَكَ تَمنَحُ لِلقَلبِ خَفقا

وَلَيتَكَ تَفهَمُ مَعنى رُجوعي
إِلَيكَ بِجُرحٍ سَيَزدادُ عَُمقًا

بِنََـبضَةِ قَلبيَ الجَريحِ أَدُقُّ
وَما كُنتُ أَقدِرُ أَلّا أَرِقّا

لِأَنِّي أُحِبُّكَ وَالحُبُّ عِندي
يَفيضُ حَنانًا وَلِينًا وَرِفقال

مِنَ الحُبِّ حاوَلتُ أَن أَستَقيلَ
لِأَنِّي رَأَيتُ المُحِبّينَ غَرقى

وَلَمّا أَعدتُ قِراءةَ شِعري
وَجَدتُكَ أَرقى حُروفي وَأَنقى

فَكانَ قَراريَ الأَخيرَ الرُّجوعَ
إِلَيكَ، لِأَنِّي أَرى المَوتَ حَقّا

وَلا فَرقَ عِندي إِذا مُتُّ حَرقًا
بِنارِ اضطِهادِكَ أَو مُتُّ شَنقًا

.....

[الحمدان]

تَقولُ وَليدَتي لَمّا رَأَتني
طَرِبتُ وَكُنتُ قَد أَقصَرتُ حينا

أَراكَ اليَومَ قَد أَحدَثتَ شَوقاً
وَهاجَ لَكَ الهَوى داءً دَفينا

وَكُنتَ زَعَمتَ أَنَّكَ ذو عَزاءٍ
إِذا ما شِئتَ فارَقتَ القَرينا

بِرَبِّكَ هَل أَتاكَ لَها رَسولٌ
فَشاقَكَ أَم لَقيتَ لَها خَدينا

فَقُلتُ شَكا إِلَيَّ أَخٌ مُحِبٌّ
كَبَعضِ زَمانِنا إِذ تَعلَمينا

فَقَصَّ عَلَيَّ ما يَلقى بِهِندٍ
فَذَكَّرَ بَعدَ ما كُنّا نَسينا

وَذو الشَوقِ القَديمِ وَإِن تَعَزّى
مَشوقٌ حينَ يَلقى العاشِقينا

وَكَم مِن خُلَّةٍ أَعرَضتُ عَنها
لِغَيرِ قِلىً وَكُنتُ بِها ضَنينا

أَرَدتُ فِراقَها وَصَبَرتُ عَنها
وَلَو جُنَّ الفُؤادُ بِها جُنونا

.....

[الحمدان]

أَجمَعَت خُلَّتي مَعَ الهَجرِ بَينا
جَلَّلَ اللَهُ ذَلِكَ الوَجهَ زَينا

أَجمَعَت بَينَها وَلَم نَكُ مِنها
لَذَّةَ العَيشِ وَالشَبابِ قَضَينا

فَتَوَلَّت حُمولُها وَاِستَقَلَّت
لَم تُنِل طائِلاً وَلَم نَقضِ دَينا

فَأَصابَت بِهِ فُؤادي فَهاجَت
حَزَناً لي مُبَرِّحاً كانَ حَينا

.....

[الحمدان]

قُل لِلمَنازِلِ بِالظَهرانِ قَد حانا
أَن تَنطِقي فَتُبيني القَولَ تِبيانا

رُدّي عَلَينا بِما قُلنا تَحيَّتَنا
وَحَدِّثينا مَتى بانَ الَّذي بانا

قالَت وَمَن أَنتَ أُذكُر قالَ ذو شَجَنٍ
قَد هاجَ مِنهُ نَحيبُ الحُبِّ أَحزانا

قالَت فَأَنتَ الَّذي أَرسَلتَ جارِيَةً
وَهناً إِلى الرَكبِ تُدعى أُمَّ سُفيانا

ثُمَّ أَنَختَ وَراءَ العِرقِ أَبعِرَةً
أَتَينَ مِن رَكبِهِ الأَعلى وَرُكبانا

.....

[الحمدان]

ذاكَ الزَمانُ الَّذي فيهِ مَوَدَّتُكُم
فَقَد تَبَدَّلَ بَعدَ العَهدِ أَزمانا

وَقَد مَضَت حِجَجٌ مِن بَعدُ أَربَعَةٌ
وَأَشهُرٌ وَاِنتَقَصنا العامَ شَعبانا

فَبُتُّ ما إِن أَرى شَيئاً أُسَرُّ بِهِ
إِلّا الحَديثَ وَغَمزَ الكَفِّ أَحيانا

حَتّى إِذا الرَكبُ ريعوا قُمتُ مُنصَرِفاً
مَشيَ النَزيفِ يَكُفُّ الدَمعُ تَهتانا

.....

[الحمدان]

أَعمَلَت طَرفَها إِلَيَّ وَقالَت
حُبَّ بِالسائِرينَ زَوراً إِلَينا

ثُمَّ قالَت لِأُختِها قَد ظَلَمنا
إِن رَجَعناهُ خائِباً وَاِعتَدَينا

وَضَرَبنا الحَديثَ ظَهراً لِبَطنٍ
وَأَتينا مِن أَمرِنا ما اِشتَهَينا

في خَلاءٍ مِنَ الأَنيسِ وَأَمنٍ
فَشَفَينا غَلَيلَهُ وَاِشتَفَينا

فَلَبِثنا بِذاكَ عَشراً تِباعاً
فَقَضَينا دُيونَنا وَاِقتَضَينا

كانَ ذا في مَسيرِنا وَرَجَعنا
عَلِمَ اللَهُ مِنهُ ما قَد نَوَينا

.....

[الحمدان]

أَلا أَيُّها المرء الَّذي لست قاعداً
ولا قائماً في القوم إلا انبرى ليا

فَجئني بعمٍ مثل عمي أَو أَبٍ
كمثل أَبي أَو خال صدقٍ كَخاليا

كَعمرو بن عمرو أَو زرارة ذي الندى
أَو البشر من كل فرعتُ الروابيا

.....

[الحمدان]

ما أَحسن الغيرة في حينها
وأَقبح العيرة في كل حين

من لم يزل متهما عرسه
مناصباً فيها لوهم الظنون

يوشك ان يغريها بالَّذي
يَخاف أَو ينصبها للعيون

حسبك من تحصينها ضمها
منك الى خلق كريم ودين

لا تظهرن منك على عورة
فيتبع المقرون حبل القرين

.....

[الحمدان]

أَتوعدني وانت بذات عرق
وقد غصت تهامة بالرجال

وَقَد سال الفجاج فجاج نجد
بجرد الخليل والاسل النهال

.....

[الحمدان]

إِذا مت فانعيني لأَضياف شقة
رمى بهم داج بهيم الغياطل

يشب لهم ناري فيعرف ضوءها
وَيحتل بيتي بالفضاء المقابلِ

ولست بوقاف اذا الخيل اسرعت
ولست بعباسٍ الى الضيف باسلِ

ولكنه يَلقاه مني تحيَّة
وَيأَتيه قبل العذر بذلي ونائلي

وَيَلقاهم وجهي طليقاً وعاجلا
قراي ومن خير القرى كل عاجل

.....

[الحمدان]

أَتى يخبط الظلماء وَالليل دامس
يسائل عن غيري الَّذي هو آملُ

فقلت لَها قومي إِليه فيسري
طَعاماً فان الضيف لا بد نازِلُ

يَقول وقد القى مراسيه للقرى
ابن ليَ ما الحجاج بالناس فاعلُ

فَقلت لعمري ما لِهَذا طرقتنا
فكل ودع الحجاج ما أَنت آكلُ

أَتانا وَلَم يعدله سحبان وائل
بياناً وعلماً بِالَّذي هو قائلُ

فَما زالَ عنه اللقم حتىّ كأَنه
من العي لما أَن تكلم باقلُ

.....

[الحمدان]

غير أَنّي امرؤ أَعمم حلماً
يكره الجهل والصبا أَمثالي

وَيُلام الكبير إِن هو يوماً
راجع الجهل بعد شيب القذالِ

.....

[الحمدان]

أَيُّها السائل عما قد مَضى
هَل جديد مثل ملبوس خلق

أَنا مسكين لمن انكرني
ولمن يعرفني جد نطق

لا أَبيع الناس عرضي إِنَّني
لَو أَبيع الناس عرضي لنفق

.....

[الحمدان]

اتقِ الأحمق أَن تصحبه
إِنَّما الأَحمق كالثوب الخلق

كُلما رقعت منه جانباً
حرّكته الريح وهناً فانخرق

أَو كصدع في زجاج فاحش
هَل ترى صدع زجاج متفق

وَإِذا جالسته في مجلسٍ
أَفسد المجلس منه بالخرق

وإِذا نهنهته كي يرعوي
زاد جهلا وَتَمادى في الحمق

واذا الفاحش لاقى فاحشاً
فهناكم وافق الشن الطبق

إِنَّما الفحش ومن يعتاده
كَغُراب السوء ما شاء نعق

.....

[الحمدان]

تعلم بأَنَّ الأصدقاء ثلاثة
وَما كل من آخيته بصديقِ

وأَصفاهم وداً أَخو الطبع منهم
وأَثبتهم في وحدة وفريقِ

فَذلك موثوق به في أُموره
وَفي كل ما حالٍ أَعز وثيقِ

وأكذبهم وداً أَخو الكأس إِنَّه
صديق صبوح دائم وغبوقِ

وَبينهما المضطر يلتمس الَّتي
جميعهم فيها بكل طَريقِ

فَذاكَ تُدانيه فتدنيه مرةً
وَتَجفوه أُخرى منك فعل رَفيقِ

تُكافيه في الحالاتِ ما كانَ يرتجى
وَتحذر منه القرب عند مضيقِ

وَكلهم في طبعه يحذر الَّتي
تضرّ وَيَرجو النفع كل شروقِ

.....

[الحمدان]

كان صورتها في الوصف إِذ وصفت
دينار عين من المصرية العتقِ

أَو درة أَعيت الغواص في صدفٍ
أَو ذَهَبٌ صاغه الصواغ في ورقِ

.....

[الحمدان]

إِن ادع مسكيناً فَلَستُ بمنكر
وهل ينكرنّ الشمس ذر شعاعها

لعمرك ما الاسماء إِلّا عَلامةٌ
منار ومن خير المنار ارتفاعها

.....

[الحمدان]

إِذا ما خليلي خانَني وائتمنته
فَذاكَ وداعيه وذاكَ وداعها

رددت عليه وده وتركتها
مطلقة لا يُستَطاع رجاعها

وإِني امرؤ مني الحياء الَّذي تَرى
أَعيش بأَخلاق قَليل خداعها

أَواخي رجالا لست أَطلع بعضهم
على سرّ بعض غير أَني جماعها

يظلون شتى في البلاد وسرهم
الى صخرة أَعيا الرجال انصداعها

لكل امرىء شعب من القلب فارغٌ
وموضع نجوى لا يرام اطلاعها

.....

[الحمدان]

أرى كل ريح سوف تسكن مرة
وكل سماء لا محالة تقلعُ

واني والاضياف في بردة معاً
اذا ماتَ نصف الشمس والنصف ينزع

طَعامي طعام الضيف والرحل رحله
ولم يلهني عنه غزال مقنعُ

أَحدثه إِن الحَديثَ من القرى
وَتعرف نفسي انه سوف يهجَعُ

.....

[الحمدان]

وَنار دعوت المعتفين بضوئها
فَباتو عليها أَو هديت بها سفرا

تضرّم في ليل التمام وقد بدت
هوادي نجوم اللَيل تحسبها جمرا

وَضيف يخوض الليل خوضاً كأَنَّما
يَخوض به حتى تأوبنيبحرا

وَكَم من كَريم بوأته رماحه
فتاة اناس لا يَسوق لها مهرا

.....

[الحمدان]

واني امرؤ لا آلف البيت قاعداً
الى جنب عرسي لا أُفارقها شبرا

ولا مقسم لا تبرح الدهر بيتها
لأَجعله قبل المَمات لها قبرا

إِذا هي لم تحصن أَمام فنائها
فَلَيسَ ينجيها بنائي لها قصرا

ولا حامل ظني ولا قال قائل
على غيرة حتىّ أَحيط به خُبرا

.....

[الحمدان]

وعوراء من قبل امرئ قدرددتها
بسالمة العينين طالبة عذرا

ولو انني اذ قالها قلت مثلها
أَو اكبر منها أَورثت بيننا غمرا

فأَعرضت عنه واِنتظرت به غداً
لعل غداً يبدي لناظره أَمرا

لأَنزع ضباً جاثماً في فؤاده
وأَقلم اظفاراً أَطال بِها حفرا

.....

[الحمدان]

وَكانَت لَهُ في الأَزدِ حالٌ عَظيمَةٌ
وَكانَ لِما يَهوى مِنَ الأَمرِ مانِعا

فَقالَت تَميمٌ نَحنُ أَصحابُ ثارِهِ
وَلَن يَنتَهوا حَتّى يَعَضّوا الأَصابِعا

وَيَصلَوا بِحَربِ الأَزدِ وَالأَزدُ جَمرَةٌ
مَتى يَصطَلوها يُصبِحِ الأَمرُ جاشِعا

فَقُل لِتَميمٍ ما أَرَدتُم بِكِذبَةٍ
تَكونُ لَها الأَوطانُ مِنكُم بَلاقِعا

.....

[الحمدان]

شهدت عليك بطيب المشاش
وأنك بحر جواد خضم

وأنك سيد أهل الجحيم
إذا ما ترديت فيمن ظلم

نظيراً لهامان في قعرها
وفرعون والمكتنى بالحكم

.....

[الحمدان]

يكاد الشوق ينطقني ولكن
يرد القلب عنك الكبرياء

ويحملني الحنين إليك دوماً
ويمنعني من البوح الحياء

وكم أرجو اللقاء وأشتهيه
وأخشى أن يبعثرني اللقاء

فرفقاً يا شقيق الروح إني
ذوى قلبي وأعياه الجفاء

.....

[الحمدان]

لعمريَ إن الأذى
من الناس لا ينضبُ

عجبت لهم غيهم
و شرًا لهم يصحبُ

و إني لَمن حسن ما
أظن بهم أعجبُ

.....

[الحمدان]

وكَم لا بأس ندَّت عن شِفاهٍ
وفي قلبِ المُعَنَّى أَلفُ بَأسِ

.....

[الحمدان]

وكم من ضحكةٍ أخفت أنينًا
وكم من بسمةٍ وارت مآسي

وكم من خلوةٍ شهدت نحيبًا
لقومٍ في المجامعِ كالرواسي

.....

[الحمدان]

وكم من صوتٍ يعلو بضحكةٍ
وفي القلب صرخات وأنين

وكم من شخصٍ يظهر قوةً
وفي داخله ضعف وحنين

وكم من ليلٍ يخفي وجعًا
وفي النهار ألف ضحكةٍ وفرحةٍ

وكم من حلمٍ يبدو جميلًا
وفي الواقع ألف تحدي وخطر

.....

[الحمدان]

فَلَيتَكَ تَحلُو وَالحَياةُ مَريرَةٌ
وَلَيتَكَ تَرضى وَالأنامُ غِضابُ

وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ
وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ

إِذا صَحَّ مِنكَ الوُدُّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ
وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابُ


ابيات للشافعي تعبر عن صدق المحبة لله

[الحمدان]

ومن عجبٍ أني أحنُّ إليهم
وأسألُ عنهم من لقيتُ وهم معي

وتطلبُهم عيني وهم في سَوادها
ويشتاقُهم قلبي وهم بين أضلعي

.....

[الحمدان]

يَا حُلـوَةَ العَـينِ إنَّ السِحْـرَ يُغرِقُـنِي
قَلبِي ضَعِيفٌ وَلَا يَقوى عَلَى الدَعّجِ

يَا حُلـوَةَ الـوَجهِ رِقِّـي إنَنِـي بَـشَـرٌ
تَـفدِيكِ نَـفسِي وَتَفـدِي فِتنَـةَ الغَنَجِ

.....

[الحمدان]

قُل لِي بِرَبِّكَ أَيُّ عَدْلٍ أَنْ تَرَى
شَوْقِي وَمِنْكَ البُعْدُ قَدْ أَعْيَانِي

وَهَجَرْتَ قَلْبًا غَارِقًا فِي عِشْقِه
وَتَرَكْتَنِي فِي التِّيهِ وَالأَشْجَانِي

وَتَظَلُّ تَمْضِي لا تُبَالِي بِالهَوَى
آهٍ فَيَا لِلْهَجْر كَمْ أضْنَانِي

....

[الحمدان]

إياكِ أن يُغريكِ وجهُ قصائدي
‏ما كلّ شعرٍ للقتيلِ يُمثّلُهْ

‏تبدو المدينةُ في الظلام وديعةً
‏فإذا ارتجاها تائهٌ لا توصلُهْ

‏غامرتُ واستنزفتُ كلَّ عواطفي
‏والحبُّ غدّارٌ ويُغري أوَّلُـهْ

‏سأظلّ منتظراً بشاطئ خيبتي
‏حتّى أرى قلبي وعنّي أسألُهْ

حذيفة العرجي

[الحمدان]

عهدتُك لا تُطيقُ الصبرَ عني
وتعصي في ودادي من نهاكا

فكيفَ تغيّرت تلكَ السَّجايا
ومَن هذا الذي عني ثناكا

.....

[الحمدان]

إنِّي كَرهتُ من البريةِ أربعةْ
مُتملٍّقٌ يَبغِي الهَوانَ وإمَّعَةْ

ومُنافقٌ يُبْدِي المَودَّةَ كَاذِبًا
وَمدَاهِنٌ جعل الثلاثةَ مَرتعَهْ

وكَذَا عَشقتُ من البريةِ أربَعَةْ
مُتعَلِّمٌ يَبغِي الجَمَالَ ويَجْمَعَه

وَحَكيمُ قَولٍ في الأنَامِ وصادقٌ
وَأنِيسُ قَلبٍ جَاء بِالدنيا مَعَهْ

.....

[الحمدان]

كان إبراهيم عبدالقادر المازني رحمه الله
ذا دعابةٍ لدرجة أنه أوصى أنْ يُكتب على قبره:

أيها الزائرُ قَبري
اتلُ ماخُطَّ أمامَكْ

هاهُنا فاعلَم عِظامي
ليتَها كانَت عِظامَكْ

[الحمدان]

احقاً شبت يا احلى الشبابِ
وغطى الثلج رأسك في غيابي

وظن الناس انك صرت كهلاً
بما ضيعت من عمـرٍ ببابـي

فدعني احضن الشيبات دعني
احدثهن عن شيخ الشبابي

فحتى لو بلغت القرن عمراً
فعشريني انت على حسابي

....

[الحمدان]

قُلْ لِلعَفِيفةِ بالخِمارِ الأسودِ
يَا دُرَّةً شُدِّي وَثاقَكِ واثْبُتِي

وَلتَعلَمي أنَّ الخِمارَ كَرامَةٌ
وَصِيانَةٌ مِن كُلِّ ذِئْبٍ غَادِرِ

[الحمدان]

‏يُساءُ فهمك بين الناس أحيانا
فيخلقون لك الاوصاف ألوانا

قد تكون ملاكاً عند بعضهم
وقد تكون بعين البعض شيطانا

طبائع الناس شتىَ وهي أمزجةٌ
ولن تطيق لها بالفهم إمكانا

فلا يغرك مدح لو أتوكَ بهِ
ولا يضرك ذم كيفما كانا

لايعرف النفس شخص مثل صاحبها
فكن لنفسك في التقييم ميزانا

.....

[الحمدان]

‏مِن غَيرِ قَصدٍ قَد وَصَلتُ لِبابِكُم
مُتَرَدِّداً، مُتَحَيِّراً، مُتَسائِلا

مُتَلَعثِماً، مُتَخَوِّفاً، مُتَوَجِّساً
مُتَرَقِّباً، مُتَأَمِّلاً، مُتَفائِلا

مُتَصَوِّراً أَنّي سَأَلقى عِندَكُم
قَلباً يَفيضُ مَحَبَّةً وَتَوَدُّدا

.....

[الحمدان]

أنا وأنتِ وهذا الليلُ والقمرُ
نذوبُ حُبًّا ولايدري بنا البشرُ

فلا نَمَلُ إذا طالَ اللقاءُ ولا
ندعو الصباحَ كأنّا عنهُ نستتِرُ

فإذا صحوتُ فأنت أولُ خاطري
وإذا غفا جفني فأنتَ الآخرُ

.....

[الحمدان]

‏يا أيها القَمَرُ المُنِيرُ السّاحِرُ
الأمْلَحُ العَالي الرّفِيعُ البَاهرُ

بَلّغْ شَبيهتَكَ السّلامَ وَهَنِّها
بالنّومِ واشْهَدْ لي بأني ساهرُ

.....

[الحمدان]

ثقي بي يا مُعَذِّبَتِي فَإِنِّي
سَأَحفَظُ فِيكِ مَا ضَيَّعَتِ مِنِّي

وَإِن أَصْبَحتِ قَد أَرضَيتِ قَوماً
بِسُخطي لَم يَكُن ذا فيكِ ظَنِّي

.....

[الحمدان]

ومن ظـن أن الحياةَ نعـيـمٌ
وظلٌ ظليلٌ وفرشُ حـريـرْ

تصادمَ في واقعٍ من جحيمٍ
وضـلَّ متاهاتِـهـا كالضـريـرْ

.....

[الحمدان]

‏تقولُ أنّى ببالي جئتَ أتصلُ
وهلْ تغادرُهُ يا أيّها الرجلُ

وكلُّ شيءٍ أمامي أنتَ تسكنهُ
بكلّ تفصيلةٍ والشوقُ يشتعلُ

فأنتَ في قطعةِ الشوكلاهِ ساخنةٍ
وأنتَ في قهوتي من قبل ما تصلُ

وأنتَ في الشّمعِ يذوي مِنْ تلوّعهِ
وفي شراهةِ عطري حينَ ينتقلُ

.....

[الحمدان]

من يقنعُ العقلَ أن الليلَ مرقدُه
لا مَوْطِن الفكرِ والتذكارُ والألمُ

.....

[الحمدان]

‏ياساهِرًا لَعِبَت أَيدي الفِراقِ بِهِ
فَالصَبرُ خاذِلُهُ وَالدَمعُ ناصِرُهُ

إِنَّ الحَبيبَ الَّذي هامَ الفُؤادُ بِهِ
يَنامُ عَن طولِ لَيلٍ أَنتَ ساهِرُهُ

.....

[الحمدان]

هزايمي في الهَوى تبدو معطرةً
‏انِـي بـحُبكِ مَـهزومٌ ومنـتصرُ

‏ماذا يكون الهوى الا مخـاطرةً
‏وانتِ اجمَل ما فِي حبُّكِ الخطرُ

.....

[الحمدان]

‏أسابِقُني إليكِ ولسْتُ أدرِيْ
أمامِي او يَمينيْ مِن شِماليْ

أرى كلّ الجِهاتِ إليكِ تُؤديْ
ولكنْ لا سبيلَ إلى الوصالِ

وما دامَ النّوى قدَرٌ عليْنا
فليسَ إلى الخيالُ سوى الخيالِ

.....

[الحمدان]

تراهُ يَدري أن القلبَ مَسكنهُ
وَلستُ ابصرُ بالعينينِ إلا هوَ

القَلبُ يَسألُ عَيني حينَ اذكرهُ
يَا عَينُ قولِي مَتى باللهِ نَلقاهُ

.....

[الحمدان]

ومَليحةٍ تَرمي السِّهامَ سَديدةً
بالحُسنِ، أمّا الفكرُ غيرُ سديدِ

تدعو إلى الإلحادِ في كلماتها
وجمالُها يَدعو إلى التوحيدِ

.....

[الحمدان]

خمر الكلام اللي من شفاك معسول
أبيه يدرج في عروقي وينساب

سوالفك فيها من السحر مفعول
تاثيرها على الجوارح والاعصاب

بأملا عيوني من تهاياك وأقول
يا وجه صبحٍ لبّس الليل جلباب

عذر القصيد إليا قصر عنك مقبول
اوصافك أكبر من مدى شعر وأعجاب

.....

[الحمدان]

قُل للمليحةِ إن ثغركِ فاتنٌ
‏ذاب الفؤادُ لمبسم المُتكلمِ

‏الوجهُ بدرٌ والعيونُ كأنها
‏سهمٌ يُداوي موضعِ المُتألمِ

.....

[الحمدان]

لم أسل عنك ولم أخنك ولم يكن
في القلب مني للسلو مكان

لكن رأيتك قد مللت مودتي
فعلمت أن دواءك الهجران

.....

[الحمدان]

وبزهدٍ وخضوعٍ ورجا
إن وجهي في خشوعٍ سجدا

وانتحى نحوكَ يدعو رافعًا
ناظرًا يدمعُ خوفًا و يدا

راجيًا غفرانَكَ اللهمَّ لا
يرتجي إلاكَ ربي أحدا

آمين

[الحمدان]

‎أعاتبُ طيفهُ إن لم يزُرنِي
لعل الطيفُ أوعى للعتابِ

ألا ياطيفَهُ أبلغهُ عني
بأن الشوقَ أفقدني الصّواب


.....

[الحمدان]

أتاكَ اللَّيلُ يا قلبي أتاكا
‏بهِ تلقىظ° الذيِ صنعَتِ يٌداكَاِ

.....

[الحمدان]

إنِّي أحبُّك بَينَ القَلبِ وَالوَرَعِ
مَا بَينَ مُندَفِعٍ مِنِّي وَمُرتَدِعِ

الشَّوقُ يَدفعُنِي وَالعَقلُ يَمنَعُنِي
وَالحَالُ تُخبرُنِي ذَا مَوضِعُ الوَجَعِ

ذِكرَاك دِفءٌ وَبَردٌ فَرحَةٌ وَأسَىً
نُورٌ وَنَارٌ كمَوصُولٍ وَمُنقَطِعِ

.....

[الحمدان]

دَع عنكَ تبريرَ الجِراح ونَزفهَا
مَن كُنتَ غالٍ عِندهُ لَن يوجِعَك

.....

[الحمدان]

‏وتبقَينَ أنتِ المساء الأنيق
‏وطيفًا يداعبُ وجهَ الشفقْ

‏ونورًا ينيرُ ظلامَ السنين
‏وعطرًا يبدّدُ ليلَ الأرق

.....

[الحمدان]

‏يوسفيّة ولٰكنْ ...

قريبٌ رغم بُعدكَ عنْ عيوني
وتأخذني لأبعدِ منْ جنوني

أُحبُّكَ غايةً في الطهرِ لٰكنْ
أقدّسُ فيكَ آلاءَ المجونِ

وما إنْ أحتسي منْ فيكَ شهدي
أدوخُ أدوخُ يا تَرِفَ الشجونِ

ويا أشهى مِنْ السكراتِ طعماً
وأزكى مِنْ عطورِ الزيزفونِ

أريدكَ همسةً ضمّاً عناقاً
أريدكَ في الحقيقةِ والظنونِ

أريدكَ قُبلةً تُرضي غروري
وتغسلُ ما تكدّسَ من فتوني

فبي امرأةُ العزيز وأنتَ قلبٌ
ليوسفَ خلفَ قضبانِ السجونِ

وداد العاقل

[الحمدان]

فوالله ما مـال الفـؤادُ لغيـركـم
وإنـي على جـور الـزمانِ صبـورُ

بَـعِدتُم ولم يَـبعُد عن القـلب حُبـكم
وغبتُـم وأنتـم في الفـؤادِ حضـور

.....

[الحمدان]

إِذا مـا اِلتَقَينـا وَالوُشـــــــاة بِمَجلِـسٍ
فَلَيسَ لَنا رُسلٌ سِوى الطَّرفُ بِالطَّرفِ

فَـإِن غَـفَـلَ الواشــونَ فُـزتُ بِـنَـظـرَةٍ
وَإِن نَظَروا نَحوي نَظَرتُ إِلى السَّقفِ

.....

[الحمدان]

لا تأمنن رديءَ الأصلِ والنسبِ
فالناسُ يا صاحِ أعراقٌ وأجناسُ

أو تركننَ لذي لؤمٍ وذي ضعةٍ
واحذرْ فواللهِ إن العرقَ دساسُ

وكلُّ نفسٍ بها عيبٌ ومنقصةٌ
وليس يُحسبُ في أوصافها باسُ

إلا الدناءةُ تدني شأنَ صاحبِها
والغدرُ أسوأُ ما قد يفعلُ الناسُ

.....

[الحمدان]

‏قُلْ لِمَنْ مَسَّتِ الأَوجَاعُ مُهْجَتَهُ
يَأوِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُؤْوِيهِ

سبحانه

[الحمدان]

مَا كان فِي القلبِ كيفَ العينُ تَفقِدُهُ
إن غابَ عن بَصرِي فالقلبُ يُبصِرُهُ

.....

[الحمدان]

إلهي ما رفعْتُ يدَيَّ إلَّا
إلَيكَ فأنتَ للدَّاعي قَرِيبُ

يَخيبُ الظَّنُّ في كلِّ البَرايَا
ولكنْ فِيك ربِّي لا يَخِيبُ

سبحانه

[الحمدان]

قد أقبلَ الصُّبحُ مَـسـرُوْرًا وَمُـبـتَـهِجًا
وَأنتَ مَـا زِلـتَ فِـي حُــزنٍ وَإعْــــرَاضِ

لَن يُرجِعَ الـدَّمعُ مَا قَـدْ فَـاتَ مِن زَمنٍ
فَــلَا تَــعِــش بين أَوهَـــامٍ وأنْــقَــاضِ

مَـاذا يُــفِـيــدُّكَ مَــاضٍ بِتَّ تــَذْكُــرُهُ
قَدْ اِنتَهًّى الأَمْسُ فَاقْلِبْ صفحَةَ المَاضي

د. مَاجِد عَبْداللَّه

[الحمدان]

‏فيا حَكَمي المأمولَ جُرتَ معَ الهَوى
‏ويا ثِقَتي المأمونَ خُنتَ معَ الـدَهــرِ
‏
أبو فراس

[الحمدان]

لا تخش من بدع لهم وحوادث
ما دمت فى كنف الكتاب وحرزه

من كان حارسـه الكتاب ودرعــه
لم يخش من طعن العدو ووخزه

والله ما هاب امــرؤ شبهاتهم
إلا لضعف القلب منه وعجزه

مدارج السالكين لابن القيم

[الحمدان]

‏وما أنا بِالمغلوبِ دونَ مرامِهِ
‏ولكنَّهُ قدْ يخذُلُ المرْءَ جهْدُهُ
‏‏
البارودي

[الحمدان]

أأحبابنا هل ذلك العيش عائدٌ
كما كانَ إذ أنتم ونحنُ جميعُ

وقلتم ربيعٌ موعدُ الوصل بيننا
فهذا ربيعٌ قد مضى وربيعُ

.....

[الحمدان]

ولي يومٌ سأرحل دون ريبٍ
فهلّا ما نشرتُ نشرتموهُ

لعلَّ الله يجزينا بخيرٍ
وما من سيّءٍ عنِّي ادفنوهُ

بقلمي

[الحمدان]

‏لموتُ الفَتى خيرٌ له من معيشةٍ
‏يَكون بـهـا عبئاً ثَقيلًا عَلى الناسِ

الزهاوي

[الحمدان]

ومضيتُ لا أخشى الوقوعَ لأنّ لـي
‏خِلاً إذا ما طحتُ يُمسكُ معصمي

.....

[الحمدان]

يا من يعاتب مذبوحـاً على دمـه
ونـزف شريانه ما أسهـل العـتبا

من جــرب الكي لا ينسـى مواجعه
ومن رأى السم لا يشقى كمن شربا

.....

[الحمدان]

‏يا رب رحماك واكشف ما ألمّ بنا
‏وامنح ثوابك إكرامًا لمن صبروا

آمين

[الحمدان]

ونحنُ أنــــاسٌ لا توسـطَ عندنا
لنا الصدرُ دون العالمين أو القبرُ

.....

[الحمدان]

‏عيرت امرأة شاعراً بالشيب فقال لها :

تهزّأت أَن رَأَت شَيبي فَقُلتُ لَها
لا تهزئي مَن يَطُل عُمرٌ بِهِ يَشِبِ

شَيبُ الرِجالِ لَهُم عِزٌّ وَمَكرُمَةٌ
وَشَيبُكُنَّ لَكُنَّ الويل فَاِكتَئِبي

.....

[الحمدان]

‏يقودني الشوق نحو النور والألق
فقد مكثتظ“ طويلآ في دجى الغسق

تجتاحني رغبة للشعر كامنة
بين الحنايا وفي الشريان والحدق

ماذا أقول لحرف ذاب من كلفٍ
ومهجةِ قد أُريقتْ في ربى الأرقِ

ماذا أقول وقد غاصت قوافلنا
هل ينقذ الموج إنساناً من الغرقِ

.....

[الحمدان]

‏فأين ودادك المألوف عني
وأين عتابك القاسي الرقيقُ

وأين حديثك المملوء عشقًا
وأين كلامك العذب الأنيقُ

وأين لقاؤنا يا نبض قلبي
وفي عينيك يسحرني البريق

عسى الرحمن يأذن في لقاءٍ
ويجمع بيننا يومًا طريقُ

.....

[الحمدان]

‏قلبي تعلّق في مكانٍ بيننا
يحتارُ من يهوى إذا جافاكِ

ويخافُ يرجع لي فلا يعتادني
هل يَتركُ الأطهارَ للأفّاكِ

فأنا كذبتُ عليكِ قلتُ أحبُّنا
وأنا أحبك لا أحبّ سواكِ

حتى أنا لولاكِ ما أحببتُني
ولما عشقتُ قصائدي لولاكِ

.....

[الحمدان]

وعلّمتُ القصيدةَ أن حُزني
عظيمٌ مثل حُزنِ الأنبياءِ

وأنْ لا شعرَ إلّا ما تربّى
كطفلٍ بين أحضانِ النساءِ

.....

[الحمدان]

ولا خَيْرَ في خِلٍّ يَخُونُ خَليلَهُ
ويَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بالجَفَا

ويُنكِرُ عَيْشاً قد تَقَادَمَ عَهدُهُ
ويُظهِرُ سِرّاً كانَ بالأَمسِ قد خَفَا

.....

[الحمدان]

ما عاد قلبي في هواك يذوبُ
‏بيني وبين الحُبِّ خمس حروبُ

‏هَجرٌ وفُرقى واشتياقٌ وغيرةٌ
‏والخامِسة مِنك كيفَ أتوبُ

.....

[الحمدان]

لم تخْلُ منكِ خَواطري ونَواظري
‏في حالِ تَسْهادي وحينَ أنامُ

‏فبِطِيبِ ذِكرٍ منكِ تَبدأُ يَقظَتي
‏وبشَخصِ طَيفِكِ تُختَمُ الأحلامُ

صفي الدين الحلي

[الحمدان]

مساء النورِ يا قمرًا
يشاغلُ حُسنُهُ خَلَدي

وإن كان الهَوى بَلَدًا
فأنتَ اليومَ لي بَلَدي

.....

[الحمدان]

مالي سِواكَ فَلا تُغادِرُ عَالَمي
أتظُنُّ أنّي في هَواكَ سَأشرِكُ

لا والَّذي أجراكَ بينَ نَسائِمي
إنّي أُحبّك ليتَ قَلبكَ يُدرِكُ

.....

[الحمدان]

‏باللهِ أفتُوني إذا أنا صائمٌ
ورأيتُ سَيِّدتي تُزيلُ وِشاحَها

ماذا عليَّ إذا قَطَفْتُ ورُودَها
ولَثَمتُ مِن وَجَناتِها تُفّاحَها

.....

[الحمدان]

وكأنها لبهائِها ولُحسنِها
خُلقتْ من الياقوتِ والمَرجَانِ

حارتْ حروفُ النورِ في وصفِ التي
أهوى وأَعجزَ حُسنُها تِبْيَاني

.....

[الحمدان]

بعد أن قتلو فرسان بني بكر
مثل همام وجساس وعيال مره العشره
وأولاد همام وجميع القيادة لقبيلة بني بكر
وفي اخر المطاف ضهر جحدر في ميدان المعركه
يصول ويجول ويقول :

خلقت من الجبال أشد قلبا
وقد تفنى الجبال ولست أفنى

أنا الحصنُ المشيدُ لآلِ بكرا
إذا ما شادتِ الأبطالُ حصنا

شبيهُ اللّيلِ لوني غيرَ أَنّي
بفعلي منْ بياض الصُّبح أَسنى

جوادي نسبتي وأبي وأمي
حُسامي والسنانُ إذا انْتسبْنا

[الحمدان]

قالَت أراكَ مُحدِّقًا صَوبَ السَّما
أمَلَلتَ وجهيَ أم سَئمتَ مِنَ السَّمَرْ

فأجبتُها إنِّي أُعالِجُ حَيرَتي
مُتَسَائلًا مَن فيكُما كانَ القَمَرْ

.....

[الحمدان]

‏لستُ ذليلاً كي اُعز بِقُربهم
انا عزيزٌ لا يُذل جواري

اخترت نفسي والنفوسُ عزيزةٌ
أنا لا أعيشُ العمرَ دون خيارِ

لك أن تغيب لن أموت بغُربةٍ
فالأرضُ أرضي والمدارُ مداري

لك أن تجِفّ لن أموت من الظما
انا من جرت فوق الثرى أنهاري

لك أن تهُبّ لن أطيح فداخلي
جبلٌ وريحُ الحبِ محض غبار

.....

[الحمدان]

عيشُ الفتى في فَناءِ الذّلِّ منقصةٌ
والموتُ في العزِّ فخرُ السّادةِ النُّبَلِ

البارودي

[الحمدان]

خيال الليل يسكن في رؤايا
وخيل الصمت تصهل في دجايا

صراخ الآه يصخب في فؤادي
وكل الحزن يخلق من آسيا

سؤال كشر الأنياب نحوي
ويسألني بعنف من آنايا

يعاتبني ويضنيني بماذا
ويسأل من أنا ولم عنايا

يحاول مقتلي ويريد صلبي
فأهرب نحو أحضان المرايا

أيسأل من أنا وأنا سؤال
تذيله القنابل والشظايا

أنا طفل وعمري ألف عام
وليد غدي وأسكن في صبايا

أفتش داخلي عني فأحبوا
إلي أمسي ولا ألقي خطايا

أنا جفن ضناه الدمع نعيا
أنا الطوفان يعبر في حشايا

أنا الموؤد في رمس الأماني
أنا حلم تغازله المنايا

أنا ابن الريح والأمطار أمي
وخلت الغيم تمطرني الحكايا

أنا وطن تؤرقه دموع
جفاف الأرض يسقي من بكايا

أنا لون سماوي حزين
اكابر أن أعيش بلا سمايا

أنا نجم تؤرقه الليالي
أنا ركن حبيس في الزوايا

اتعرفني لتقرأ صمت بوحي
اتدرك ما تخبئه شفايا

أنا عني فقيد لم أجدني
وتحملني كما طفل يدايا

أواري داخلي أوجاع قومي
وأحمل فوق أكتافي الضحايا

خفافيش المساء تنام صبحا
وصبحي مات حزنا في مسايا


أسامة الرضي

[الحمدان]

أُحِبُّكِ حُبّاً لَو تُحِبّينَ مِثلَه
أَصابَكِ مِن وَجدٍ عَلَيَّ جُنونُ

قَتيلٌ مِنَ الأَشواقِ أَمّا نَهارُهُ
فَباكٍ وَأَمّا لَيلُهُ فَأَنينُ

مجنون ليلى

[الحمدان]

- ‏أكثر ما يؤلم النفس الرقيقة التي تتحلى بمكارم الأخلاق هو غدر الصديق أو القريب المؤتمن، ولابن الرومي في هذا الباب أبيات هي الغاية لفظاً ومعنى:

وإخوانٍ تخذتهمُ دروعاً
فكانوها ولكنْ للأعادي

وخِلتهم سهاماً صائبات
فكانوها ولكن في فؤادي

وقالوا قد صفت منا قلوبٌ
لقد صَدَقوا ولكن من ودادي


- والأشد ألماً تكون من الحبيب الذي تتغاضى عن عيوبه وهو يجرح روحك بها حتى يدفعك إلى طرف الهجران فلله در الحارث بن خالد المخزومي حين قال:

صَحِبتُكَ إِذ عَيني عَلَيها غِشاوَةٌ
فَلَمّا اِنجَلَت قَطَّعتُ نَفسي أُلومُها

عَطِفتُ عَلَيكَ النَفسَ حَتّى كَأَنَمّا
بِكَفَّيكَ بُؤسي أَو عَليكَ نَعيمُها

[الحمدان]

أنا رجلٌ إذا أحببتُ أنثى
وهبتُ لها أحاسيسًا ونفسا

وأغلقتُ المحَاجر عن سِواها
وصرتُ لها من الأحبَاب قيْسا

الغوث محمد

[الحمدان]

‏ولادَّة بنت الخليفة المستكفي غارت على ابن زيدون حين رأته يسترق النظر إلى جاريتها فلما غادر أرسلت له رسالة فيها:

أغارُ عليكَ من نفسي ومنِّي
ومنكَ ومن زمانِكَ والمكانِ

ولو أنَّي خَبَأْتُكَ في عُيوني
إلى يومِ القيامةِ ما كفاني

[الحمدان]

وأطيبُ الشّاي ما تأتيك تحملُهُ
بنتُ الكرام على مرّ السّويعاتِ

تقول يا نور عيني قمْ لنشربها
شاياً من الحبّ تحلو بالموداتِ

.....

[الحمدان]

‏جاءت مُعذّبَتي في غَيهبِ الغَسَقِ
كَأنّها الكَوكَبُ الدريُ في الأُفُقِ

فَقُلتُ نَورتِني يا خَيرَ زائِرَةٍ
أما خَشيتي مِنَ الحُراسِ في الطُرُقِ

فَجاوَبتني ودَمعُ العَينِ يَسبِقُها
مَن يَركبِ البَحرَ لا يأمن من الغَرَقِ

ابن الخطيب

[الحمدان]

‏يا آسري بالأمسِ طيفُك زارني
فخلط بينَ حقيقتي وتوهَمي

ودعتهُ ملئ ابتسامةِ عاشقٍ
وكتبتُ إلهامي ليقرأ مُلهمي

.....

[الحمدان]

‏يا مُبْحرًا في البُعدِ كيف لُقاكَ
قُلْ لي فما يَشفي الفؤاد سِواكَ

مازلت في أملٍ أراكَ وإنني
في كل شيئٍ في الوُجود أراكَ

ثِقْ أن طيفك لايُفارق أعيُني
وكأن صوتكَ غرَّني وصداكَ

.....

[الحمدان]

‏وعلى الطريق رأيتُ كل حكايتي
هل أترك الدربَ القديم ينادي

وأسير وحدي والحياةُ كأنها
نغماتُ حزنٍ صامتٌ بفؤادي

.....

[الحمدان]

‏عَشِقتُكِ عِشقاً مَحَىظ° كُلَّ عِشقٍ
وما امتدَّ عِشقٌ كـعِشقِيَّ مدَّا

وصُنتُ العُهودَ وفَاءً وحُبَّاً
وما قيلَ يوماً بأن خُنتُ عهدا

فهاقد علمتِ بنارِ اشْـتَيَاقِيْ
فما بالُ جفنيكِ عنِّي تصَدى

.....

[الحمدان]

تجـري الرياحُ بما شـاء الإلهُ لـها
لله نحـنُ ومـوجُ البـحرِ والسُـفنُ

.....

[الحمدان]

‏قال الأديب الكبير الرافعي في كتاب السَّحاب الأحمر
لا يصح الحبُّ بين اثنين إلا إذا أمكن لأحدهم
أن يقول للآخر يا أنا
أخذ هذا المعنى البديع من سعدي الشيرازي
من أبيات بلغت الغاية رِقَّةً وخيالاً :

قال لي المحبوبُ لمَّا زرتهُ
من ببابي قلتُ بالباب أنا

قال لي أخطأتَ تعريفَ الهوى
حينما فرَّقتَ فيهِ بيننا

ومضى عامٌ فلمَّا جِئتهُ
أَطرُقُ البابَ عليهِ مُوهِنا

قالَ لي مَن أنتَ قلتُ انظُر فمَا
ثَمَّ إلا أنتَ بالبَابِ هُنَا

قال لي أحسَنتَ تعريفَ الهَوَى
وعَرَفتَ الحُبَّ فادْخل يا أنَا

[الحمدان]

يقول ابن القيّم رحمه الله في ميميّته :

‏
‏فَيا ساهِيًا في غمْرَةِ الجهلِ والهوى
‏صريعَ الأماني عن قريبٍ ستندمُ

‏وبالسُّنَّة الغرَّاء كن متمسِّكًا
‏هي العُروةُ الوُثقى التي ليس تُفْصَمُ

‏تمَسَّك بها مَسْكَ البخيلِ بمالِه
‏وعَضَّ عليها بالنواجِذِ تسلَمُ

‏ودَع عنك ما قد أحدثَ الناسُ بعدها
‏فمَرتعُ هاتيكَ الحوادثِ أوْخَمُ

فياليْتَ شِعري كيفَ حالكُ عندما
‏تطايَرُ كُتبُ العالمين وتُقسَمُ

‏أتأخذُ باليمنى كتابك أم تكُن
‏بأخرى وراء الظَّهرِ منك تُسلَّمُ

‏فبادِر إذًا مادام في العمر فُسحةٌ
‏وعدلُكَ مقبولٌ وصرفُكَ قيِّمُ

‏وجِدَّ وسارِع واغتنم زمن الصِّبا
‏ففي زمن الإمكانِ تسعى وتغنمُ

[الحمدان]

تباً لعمرٍ لغير الله نهدره
وتباً لدنياً سقتنا من مآسيها

ما للحياة نغالبها فتغلبنا
وغيرنا يغلب الدنيا بما فيها

بقلمي

[الحمدان]

تبقى الأماني ما عشْنا معلَّقةً
حتى وإن أبطأتْ يأتي بها اللهُ

سبحانه

[الحمدان]

وأعظَمُ ما تُكَلِّفُني اللّيالي
سُكوتٌ عندما يَجِبُ الكَلامُ

.....

[الحمدان]

‏هَل يِدركُ الليل أنّا مِن تشَوّقنَا
‏نَباتُ حتَّى طلوع الفجرِ ننتَحبُ

‏أمْ تُدركُ الشمس أنَّا عندَ غيبَتِها
‏يَستحضُر القلبُ من غابوا فَيكتَئبُ

.....

[الحمدان]

‏ولا تمشِ فوق الأرض إلّا تواضعاً
فكم تحتـها قومٌ هـم منك أرفــعُ

فإن كنت في عزّ وخير ومنعةٍ
فكم مات من قوم هم منك أمنعُ


اللهم اجعلني واياكم من المتواضعين

[الحمدان]

ولو شاء بشر كان من دون بابه
طماطم سود أو صقالبة حمر

ولكن بشراً سهل الباب للتي
يكون لبشر غبها الحمد والأجر

بعيد مراد العين مارد طرفه
حذار الغواشي باب دار ولا ستر

.....

[الحمدان]

مررت على بغل تزفك تسعة
كأنك ديك مائل الرأس أعور

تخيرت أثواباً لزينة منظر
وأنت إلى وجه يزينك أفقر

.....

[الحمدان]

نضرب جماجم أقوام على حنق
ضرباً ينكل عنا سائر الأمم

.....

[الحمدان]

ما أقرب الأشياء حين يسوقها
قدر وأبعدها إذا لم تقدر

الجد انهض بالفتى من كده
فانهض بجد في الحوادث أو ذرا

وإذا تعسرت الأمور فأرجها
وعليك بالأمر الذي لم يعسر

فسل الفقيه تكن فقيها مثله
من يسع في عمل بفقه يمهر

وتدبر الأمر الذي تعنى به
لا خير في عمل بغير تدبر

فلقد يجر المرء وهو مقصر
ويخيب جد المرء غير مقصر

ذهب الرجال المقتدى بفعالهم
والمنكرون لكل أمر منكر

وبقيت في خلف يزين بعضهم
بعضاً ليدفع معور عن معور

.....

[الحمدان]

تكنّفني الواشون من كل جانب
ولو كان واشٍ واحد لكفانيا

إذا ما قعدنا مقعدا نستلذه
تواشوا بنا حتى أمل مكانيا

.....

[الحمدان]

يسعى أناسٌ ويشقى آخرون بهم
ويسعد اللّه أقواماً بأقوام

وليس رزق الفتى من حسن حيلته
لكن حدود وأرزاق بأقسام

كالصيد يحرَمه الرامي المجيد وقد
يرمي ويرزقه من ليس بالرامي

.....

[الحمدان]

فما كيّسٌ في الناس يحمد رأيه
فيوجد إلا وهو في الحبّ أحمق

وما من فتى ما ذاق طعم مرارة
فيعشق إلا ذاقها حين يعشق

.....

[الحمدان]

ما هاج عينك أَم قد كادَ يبكيها
من رسم دارٍ كَسُحقِ البردِ باقيها

فلا غَنيمةَ توفي بالذي وَعَدَت
ولا فؤادك حتى الموتِ ناسيها

.....

[الحمدان]

ولما عصاني القلبُ أَظهرتُ عَولةً
وَقُلتُ ألا قَلبٌ بِقَلبي أبادِلُه

وكنتُ أعيرُ قبلَكَ من بكى
وأَنتَ على من ماتَ بَعدَكَ شاغِلُه

.....

[الحمدان]

لمالُ المرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْني
مَفَاقِرَهُ أَعَفُّ مَنَ القُنُوعِ

يَسُدُّ به نوائبَ تَعْتَرِيهِ
مِنَ الأيّامِ كالنَّهْرِ الشّروعِ

.....

[الحمدان]

فإنْ أَكُ في شرارِكُم قليلاً
فإنّي في خياركُم كثيرُ

بُغاث الطّيْر أكثرها فِراخاً
وأمُّ الصّقْرِ مِقْلاتٌ نَزُورُ

.....

[الحمدان]

ليس بيني وبينَ قَيْسٍ عِتَابٌ
غيرُ طَعْنِ الكُلَى وضَرْبِ الرّقابِ

فَهَلْ مِنْ خالدٍ إنْ ما هلكْنا
وَهَلْ بالموتِ يا للنّاسِ عارُ

.....

[الحمدان]

لَعمري لقد أَنْصَفْتُ والنَّصْفُ عَادَتي
وعايَنَ طَعْناً في العَجاجِ المُعَايِنُ

ولولا رَجائي أنْ تَؤوبُوا بِنُهْزَةٍ
وأنْ تَغْسِلُوا عاراً وَعَتْهُ الكنائنُ

لناديتُ للهيَجا رجالاً سِواكُمُ
ولكنّما تحمي الملوكَ البطائنُ

أَتَدْرُونَ مَنْ لاَقَيْتُمُ فُلَّ جَيْشُكُمْ
لَقِيتُمْ لُيوثاً أَصَحَرَتْها العَرَائنُ

لقيتُمْ صَناديدَ العِراقِ ومَنْ بِهمْ
إذا جاشَتِ الهِيجاءُ تُحْمَى الظّعائنُ

ومَا كانَ مِنْكُم فارِسٌ دونَ فارِسٍ
ولكِنّهُ ما قَدّر اللهُ كائنُ

.....

[الحمدان]

‏ولست أدعو سوى الرحمن يحفظكم
يا خير من سكنوا في القلب إخوانا

طــبتم فـطابت بكــل الـود صحبتكم
حتى جــزيتم مـن الرحــمن رضوانا

أدعــو الاله لــكـم دومـاً لـيكرمكــم
في السر عـفواً وفـي الإعلان غفرانا

.....

[الحمدان]

إذا لَمْ أَعُدْ بالحِلْمِ منّي عليكمُ
فَمَنْ ذا الذي بَعْدِي يُؤَمَّلُ للحِلْمِ

خُذِيها هَنيئاً واذكري فِعْلَ مَاجدٍ
جَزَاكِ عَلَى حَرْبِ العداوةِ بالسِّلْمِ

.....

[الحمدان]

وإنّ سَفَاهَ الشّيخِ لا حِلْمَ بَعْدَه
وإنّ الفَتَى بَعْدَ السّفاهةِ يَحْلَمُ

وما قَتَلَ السّفَاهةَ مِثْلُ حِلْمٍ
يَعودُ بهِ على الجَهْلِ الحليمُ

فلا تَسْفَهْ وإنْ مُلّيتَ غَيْظاً
عَلَى أحدٍ فإنّ الفحشَ لُومُ

ولا تقطعْ أخاً لكَ عِنْدَ ذَنْبٍ
فإِنّ الذّنْبَ يعفوهُ الكريمُ

.....

[الحمدان]

لا تَبعَثِ الأَشواقَ نَحوي إِنَّني
أَمسَيتُ عَن دَربِ الهَوى أتَجَنَّبُ

قَد كُنتُ أَكتُبُ في هَواكَ قَصائِدًا
وَاليَومَ صَمتي في الحُروفِ يُكَذِّبُ

أَحرَقتُ كُلَّ رَسائِلٍ أَرسَلتَها
وَمَحَوتُ ذِكراكَ الَّتي لا تَذهَبُ

.....

[الحمدان]

مَا ضرَّهُ حِين أحترقتُ لأجلهِ
ووهبتُهُ مَا لم أكُن أعطيهِ

قلبًا وذاكرةً ودَمعَ وسادةٍ
سَهرًا ترعرع في رُبى ماضيهِ

مَا ضرَّهُ لو صَان بعض وعودهِ
نحو الذي بحيـاتهِ يفديهِ

هيهات أن يَلقى السَؤالُ إجابةً
أو يفهَم الأشـواق مَن أعنيهِ

.....

[الحمدان]

أَغَرَّ رَجَالاً من قريشٍ تتابعوا
عَلَى سَفَهٍ منّي الحَيَا والتكَرّمُ

.....

[الحمدان]

أَمَا والذي نادى مِنَ الطّورِ عَبْدَهُ
نِداءً سَميعاً فاستجابَ وسَلّمَا

لق كِدْتُ لولا الله لا شيءَ غيرُهُ
تبارَكَ رَبّي ذو العلي أنْ أُصمِّمَا

ولكِنّني رَوّيتُ في الحِلْمِ والنُّهَى
وقَدْ قال فيه ذو المقال فَأَحكما

.....

[الحمدان]

أَدِمْ إدامَةَ حِصْنٍ أو خُذَنْ بيدي
حَرْباً ضَروساً تَشُبُّ الجَزْلَ والضّرَمَا

في جارِكُمْ وابنكُمْ إذْ كانَ مَقْتَلُهُ
شَنْعاءَ شَيّبتِ الأصداغَ واللِّمَمَا

أَعْيَا المَسُودُ بها والسّيّدون فَلَمْ
يوجَدْ لها غَيْرُنا مَوْلىً ولا حَكَمَا

.....

[الحمدان]

أتاني زائراً ورأى عَلِيّا
قَليلَ المالِ مُنْقَطِعَ الخَليلِ

فأَجْزَلتُ العطاء له ودَبّتْ
عَقَارِبُهُ لِسَالِفَةِ الدّخولِ

فلم يرضَ الكثيرَ وقد أراهُ
سَخُوطاً للكثيرِ وَلِلْقَلِيلِ

.....

[الحمدان]

ليسَ مَنْ قد غذاهُ طِفْلاً صغيراً
وسقاهُ مِن ثَدْيهِ بالخذولِ

هي أَوْلَى بهِ وَأْقْرَبُ رُحْماً
من أبيه وفي قضاء الرسولِ

أنّهُ ما جَنَتْ عليه وَرَقّتْ
هي أَوْلَى بذا الغلامِ الجميلِ

.....

[الحمدان]

فيا قَبَحَ اللهُ العِتَابَ وأَهْلَهُ
ألم تَرَ ما أصبحتُ فيه من الشُّغْلِ

فدع ذا ولكنْ هَلْ لك اليومَ حيلةٌ
تردُّ بها قَوماً مَراجِلُهُمْ تَغْلي

دَعَاهُمْ عَلِيٌّ فاستجابوا لدعوةٍ
أحبَّ إليهمْ من ثَرا المالِ والأَهْلِ

إذا قلتُ هابوا حَوْمَةَ الموتِ أَرْقَلُوا
إلى الموتِ إرقالَ الهَلُوكِ إلى الفَحْلِ


.....

[الحمدان]

أكانَ الجبانُ يَرَى أنّهُ
يُدافِعُ عَنْهُ الفِرارُ الأَجَلْ

فقد تُدرِكُ الحادثاتُ الجبانَ
ويسلمُ منها الشجاعُ البطلْ

.....

[الحمدان]

نظرت وهرشى بيننا وبصاقها
فركن كسابٍ فالصوى من أساهمِ

إلى ضوء نار دون سلع يشبها
ضعيف الوقود فائر غير سائم

.....

[الحمدان]

سبقنا ولم نسبق وضمنا ولم نضم
لنا ذاك محتوماً على الناس محكما

فما عد إنسان بأمثل هاشم
إذا عددوا الاباء أسنى وأكرما

وما أفتخر الأقوام إلا بفضلنا
وما وجدوا إلا لنا متجشما

ونحن خصصنا بالنبوة منهم
وكان لهذا الناس عزاً مقدما

ونحن ولينا الحجر والبيت دونهم
ونحن حفرنا جانب الحجر زمزما

.....

[الحمدان]

ما تصابى الكبير بعد اكتهالِ
ووقوف الكبير في الأطلالِ

موحشات من الأنيس قفارا
دارسات بالنقف من أملال

.....

[الحمدان]

لنا حقان حق الخمس جارٍ
وحق قد أنار به الرسول

فكل عطية وصلت إلينا
وإن سحبت بخدعتها الذيول

ففي حكم القرآن لنا مزيد
على ما كان لا قال وقيل

أنؤخذ حقنا وتحوز حمدا
وهذا ليس تقبله العقول

.....

[الحمدان]

وإنك والحنين إلى سليمى
حنين العود في الشول البزاعِ

تحن ويزدهيها الشوق حتى
حنا جرهن كالقصب اليراع

ليالي إذ تخالف من نحاها
إذ الواشي بنا غير المطاع

تحل الميث من كنفي مراخٍ
إذا ارتبعت وتشرب بالرقاع

.....

[الحمدان]

أعيني ألا تبكيا لمصيبتي
وكل عيون الناس عني أصبرُ

أعيني جودا من دموع غزيرة
فقد حق اشفاقي وما كنت أحذر

بكيت لفقد الأكرمين تتابعوا
وصلّوا المنايا دارعون وحسر

من الأكرمين البيض من آل هاشم
لهم سالف من واضح المجد يذكر

مصابيح أمثال الأهلَة إذ هم
لدى الجود أو دفع الكريهة أبصر

بهم فجعتنا والحوادث كاسمها
تميم وبكر والسكون وحمير

وهمدان قد جاشت علينا وأجلبت
هوازن في افناء قيس واعصر

وفي كل حي نضحةٌ من دمائنا
بمرتقب يعلو عليكم ويشهر

.....

[الحمدان]

ليس خطيب القوم باللجلاج
ولا الذي يزحل كالهلباجِ

ورب بيداء وليل داج
هتكته بالنص والإدلاجِ

.....

[الحمدان]

وقافية عقام قلت بكر
رعان نجد محكمات

يَؤُبْنَ مع الركاب بكل مصر
ويأتين الأقاول بالسراتِ

غواثر لا سواقط مكفآت
بإسناد ولا متنخلات

.....

[الحمدان]

هيهات منك قعيقعان وبلدحٌ
فجنوب أثبرة فبطن عسابِ

فالهاوتانِ فكبكبٌ فتجاوب
فالبوص فالأفراغ من أشقاب

.....

[الحمدان]

تأمل خليلي هل ترى من ظعائن
بذي السرح أو وادي غران المصوّبِ

جزعن غرانا بعدما متع الضحى
على كل موار الملاط مذربِ

.....

[الحمدان]

فَقُلتُ لَها فيئي إِلَيكِ فإِنَّني
حَرامٌ وإِنّي بَعدَ ذاكَ لَبيبُ

.....

[الحمدان]

إِنَّكَ والمَدحَ كالعَذراءِ يُعجِبُها
مَسُّ الرِجالِ وَيَثني قَلبَها الفَرَقُ

.....

[الحمدان]

وَكُن مَعقِلاً لِلحِلمِ واصفَح عَن الخَنى
فإِنَّكَ راءٍ ما حَييتَ وَسامِعُ

وأَحبِب إِذا أَحبَبتَ حُبّاً مُقارِباً
فإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ نازِعُ

وأَبغَض إِذا أَبغَضتَ بَغضاً مُقارِباً
فإِنَكَ لا تَدري مَتى أَنتَ راجِعُ

.....

[الحمدان]

وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها
لِجارَتِها ما إِن يَعيشُ بأَحوَرا

.....

[الحمدان]

أَشَدُّ قِبالَ نَعلي أَن يَراني
عَدوّي لِلحَوادِثِ مُستَكينا

.....

[الحمدان]

وَيومَ طَلَعنا مِن غُرابٍ ذَكَرتُها
عَلى شَرَفٍ بادي المَهولَةِ والحُزنِ

.....

[الحمدان]

إِنّي مِن قُضاعَةَ مَن يَكِدها
أَكِدهُ وَهيَ منّي في أَمانِ

وَلَستُ بِشاعِرِ السَفسافِ فيهِم
وَلَكِن مِدرَهُ الحَربِ العَوانِ

سأَهجو مَن هَجاهُم مِن سِواهِم
وأَعرِضُ مِنهُم عَمَّن هَجاني

.....

[الحمدان]

فإِنَّ الدَهرَ مؤتَنِفٌ جَديدٌ
وَشَرُّ الخَيلِ أَقصَرُها عِنانا

وَشَرُّ الناسِ كُلُّ فَتىً إِذا ما
مَرَتهُ الحَربُ بَعدَ العَصبِ لانا

.....

[الحمدان]

لَقَد أَراني والغُلامَ الحازِما
نُزجي المَطيَّ ضُمَّراً سَواهِما

مَتى تَظنُّ القُلَّصَ الرَواسِما
والجِلَّةَ الناجيَةَ العَياهِما

يَبلُغنَ أُمَّ قاسِمٍ وَقاسِما
خَوداً كأَنَّ البوصَ والمآكِما

مِنها نقاً مُخالِطٌ صَرائِما
إِذا هَبَطنَ مستَحيراً قائِما

وَرَجَّعَ الحادي لَها الهَماهِما
أَرجَفنَ بِالسَوالِف الجماجِما

تَسمَعُ للمَروِ بِهِ قَماقِما
كَما يَطنُّ الصَيرَفُ الدَراهِما

.....

[الحمدان]

وَرُبَّ كَلامٍ قَد جَرى مِن مُمازِحٍ
فَساقَ إِلَيهِ سَهمَ حَتفٍ فَعَجَّلا

فَدَع عَنكَ قُربَ المَزحِ لا تَقرُبَنَّهُ
كَفى بِامرىءٍ وَعظاً إِذا ما تَكَهَّلا

.....

[الحمدان]

ما إِن نَفى عَنكَ قَوماً أَنتَ تَكرهُهُم
كَمِثلِ وَقمِكَ جُهّالاً بِجُهّالِ

.....

[الحمدان]

وَكُنّا وَديدي أُلفَةٍ وَتَقرُّبٍ
صَفيَّينِ لَم نَحفِل مَقالاً لِقائلِ

فَغَيَّرنا صَرفٌ مِنَ الدَهرِ عاثِرٌ
وَساعٍ سَعى ما بَينَنا بِالغَوائِلِ

.....