هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

يا رَحمَةَ اللَهِ حُلّي في مَنازِلِنا
حَسبي بِرائِحَةِ الفِردَوسِ مِن فيكِ

إِنَّ الَّذي راحَ مَغبوطاً بِنِعمَتِهِ
كَفٌّ تَمَسُّكِ أَو كَفٌّ تُعاطيكِ

وَلَو وَهَبتِ لَنا يَوماً نَعيشُ بِهِ
أَحيَيتِ نَفساً وَكانَت مِن مَساعيكِ

.....

[الحمدان]

يا قُرَّةَ العَينِ إِنّي لا أُسَمّيكِ
أَكني بِأُخرى أُسَمّيها وَأعنيكِ

.....

[الحمدان]

بَعَثتُ بِذِكرِها شِعري
وَقَدَّمتُ الهَوى شَرَكا

فَلَمّا شاقَها قَولي
وَشَبَّ الحُبُّ فَاِحتُنِكا

أَتَتني الشَمسُ زائِرَةً
وَلَم تَكُ تَبرَحُ الفَلَكا

تَقولُ وَقَد خَلَوتُ بِها
تَكَلَّم وَاِكفِني يَدَكا

وَجَدتُ العَيشَ في سُعدى
وَكانَ العَيشُ قَد هَلَكا

.....

[الحمدان]

وَاللَهِ ثُمَّ اللَهِ فَاِستَيقِني
إِنّي لَأَرجوكِ وَأَخشاكِ

فَلا تَرُدّي عاشِقاً مُدنَفاً
يَرضى بِهَذا القَدرِ مِن ذاكِ

.....

[الحمدان]

ما رُمتُ صَرفاً لِوَجهي عَن وِصالِكُمُ
إِلاّ وَحُبُّكُمُ يَثني لَكُم عُنُقي

.....

[الحمدان]

وَبَهماءُ يَستافُ التُرابَ دَليلُها
وَلَيسَ لَهُ إِلاّ اليَمانِيّ مَخَلقُ

تَجاوَزتُها وَحدي وَلَم أَرهَبِ الرَدى
دَليلِيَ نَجمٌ أَو حَوارٌ مُحَلّقُ

.....

[الحمدان]

قَد أَلبَسُ العَيشَ ذا الرِقاعِ وَلا
أَلبَسُ ثَوبَ الإِخاءِ مُنخَرِقا

أَصبَحتُ مِثلَ السَرابِ يَدنو فَلا
يوجَدُ شَيئاً وَإِن نَأى خَفَقا

.....

[الحمدان]

لَقَد عَشِقَت أُذني كَلاماً سَمِعتُهُ
رَخيماً وَقَلبي لِلمَليحَةِ أَعشَقُ

وَلَو عايَنوها لَم يَلوموا عَلى البُكا
كَريماً سَقاهُ الخَمرَ بَدرٌ مُحلِّقُ

وَكَيفَ تَناسي مَن كَأَنَّ حَديثَهُ
بِأُذني وَإِن غُيِّبتُ قُرطٌ مُعَلَّقُ

.....

[الحمدان]

مَواعيدُ حَمّادٍ سَماءٌ مُخيلَةٌ
تَكشَّفُ عَن رَعدٍ وَلَكِن سَتَبرِقُ

إِذا جئتَهُ يَوماً أَحالَ عَلى غَدٍ
كَما وَعَدَ الكَمّونُ ما لَيسَ يَصدُقُ

وَفي نافِعٍ عَنّي جَفاءٌ وَإِنَّني
لأُطرِقُ أَحياناً وَذو اللُبِّ يُطرِقُ

وَلِلنَقرى قَومٌ فَلو كُنتُ مِنهُمُ
دُعيتُ وَلَكِن دونِيَ البابُ مُغلَقُ

.....

[الحمدان]

أَنفِقِ المالَ وَلا تَشقَ بِهِ
خَيرُ دينارَيكَ دينارٌ نَفَق

.....

[الحمدان]

خَليلَيَّ إِنَّ العُسرَ سَوفَ يَفيقُ
وَإِنَّ يَساراً في غَدٍ لَخَليقُ

ذَراني أَشُب هَمِّي بِراحٍ فَإِنَّني
أَرى الدَهرَ فيهِ فُرجَةٌ وَمَضيقُ

وَما كُنتُ إِلّا كَالزَمانِ إِذا صَحا
صَحَوتُ وِإِن ماقَ الزّمانُ أََموقُ

أََأََدماءُ لا أَسطيعُ في قِلَّةِ الثَرا
خُزوراً وَوَشياً وَالقَليلُ مُحيقُ

خُذي مِن يَدي ما قَلَّ إِنَّ زَمانَنا
شَموسٌ وَمَعروفُ الرِجالِ رَقيقُ

لَقَد كُنتُ لا أََرضى بِأَدنى مَعيشَةٍ
وَلا يَشتَكي بُخلاً عَلَيَّ رَفيقُ

.....

[الحمدان]

خَليلَيَّ إِنَّ المالَ لَيسَ بِنافِعٍ
إِذا لَم يَنَل مِنهُ أََخٌ وَصَديقُ

وَكُنتُ إِذا ضاقَت عَلَيَّ مَحَلَّةٌ
تَيَمَّمتُ أُخرى ما عَلَيَّ تَضيقُ

وَما خابَ بَينَ اللَهِ وَالناسِ عامِلٌ
لَهُ في التُقى أَو في المَحامِدِ سوقُ

وَلا ضاقَ فَضلُ اللَهِ عَن مُتَعَفِّفٍ
وَلَكِنَّ أَخلاقَ الرِجالِ تَضيقُ

.....

[الحمدان]

أَخوكَ الَّذي لا تَملِكُ الحِسَّ نَفسُهُ
وَتَرفَضُّ عِندَ المُحفِظاتِ الكَتائِفُ

.....

[الحمدان]

من كان يشجي بحبٍ ما له سبب
فإن عندي لما أشجى به سبب

حبيه طبعٌ لنفسي لا يغيره
كر الليالي ولا تودي به الحقب

إن كان لا بد للعشاق من عطبٍ
ففي هوى مثله يستغنم العطب

.....

[الحمدان]

لعمرك ما قرب الديار بنافعٍ
إذا لم يصل حبل الحبيب حبيب

وليس غريباً من تناءت دياره
ولكن من يجفى فذاك غريب

ومن يغترب والألف راعٍ لعهده
وإن جاوز السدين فهو قريب

.....

[الحمدان]

أرى كل مرتاب يخاف خياله
كأن عيون العالمين تراقبه

يكاد لفرط الخوف يبدي ضميره
لكل امرئٍ تخشى عليه عواقبه

على بوادٍ من يخاف اغتيابه
تبت لديها في الأنام مناقبه

فإياكما يا صاحبي ومشهداً
تنسيكما ما سر منه عواقبه

وإياكما والذنب ترتكبانه
وإن كان في الأحيان يعذر راكبه

فما كل معذورٍ حقيقاً بعذره
ولا كل معذولٍ تعيب معايبه

.....

[الحمدان]

وَإِنّا لَيَجري بَينَنا حينَ نَلتَقي
حَديثٌ لَهُ وَشيٌ كَوَشيِ المَطارِفِ

.....

[الحمدان]

أَلا إِنَّ قَلبي مِن فِراقِ أَحِبَّتي
وَإِن كُنتُ لا أُبدي الصَبابَةَ جازِعُ

وَدَمعِيَ بَينَ الحُزنِ وَالصَبرِ فاضِحي
وَسِتري عَنِ العُذّالِ عاصٍ وَطائع

.....

[الحمدان]

إِنَّ العُروقَ إِذا اِستَسَرَّت في الثَرى
أَندى النَباتُ بِها وَطابَ المَزرَعُ

وإِذا جَهِلتَ مِن اِمرِئٍ أَعراقَهُ
وَقَديمَهُ فَاِنظُر إِلى ما يَصنَعُ

.....

[الحمدان]

وَكَذَّبتُ طَرفي عَنكِ وَالطَرفُ صادِقٌ
وَأَسمَعتُ أُذني فيكِ مَا لَيسَ تَسمَعُ

لَقيتُ أُموراً فيكَ لَم أَلقَ مِثلَها
وَأَعظَمُ مِنها فيكِ ما أَتَوَقَّعُ

فَلا كِبرَتي تَبكي وَلا لَكِ رَحمَةٌ
وَلا عَنكِ إِقصارٌ وَلا فيكِ مَطمَعُ

.....

[الحمدان]

أَنفُسُ الشَوقَ وَلا يَنفُسُني
وَإِذا قارَعَني الهَمُّ رَجَع

أًصرَعُ القِرنَ إِذا نازَلتُهُ
وَإِذا صارَعَني الحُبُّ صَرَع

أَنا كَالسَيفِ إِذا رَوَّعتَهُ
لَم يُرَوِّعكَ وَإِن هُزَّ قَطَع

سَيفِيَ الحِلمُ وَفي مَنطَقَتي
أَسَدُ المَوتِ إِذا المَوتُ نَقَع

.....

[الحمدان]

إِذا الأَمرُ لَم يُقبِل عَلَيَّ بِوَجهِهِ
فَلي مَسلَكٌ بِاليَعمُلاتِ وَسيعُ

وَزُرتُ هُماماً يُصبِحُ الناسُ حَولَهُ
عُكوفاً عَلَيهِم ذِلَّةٌ وَخُضوعُ

وَلَمّا اِلتَقَينا سابَقَ الحَمدَ جودُهُ
فَأَجدى وَجودُ الطالِبينَ سَريعُ

وَأَملاكُ صِدقٍ أَلبَسَتني طِرازَهُم
قَصَائِدُ ما لي غَيرُهُنَّ شَفيعُ

.....

[الحمدان]

إِذا حاجةٌ أَلقَت عَلَيَّ بَعاعَها
رَكِبتُ وَحَسبي مُنصَلٌ وَقَطيعُ

يُرِدنَ اِمرأً قَد شَذَّبَ الحَمدُ مالَهُ
أَغَرَّ طَويلَ الباعِ حينَ يَبوعُ

وَما ضاعَ مالٌ أَورَثَ الحَمدَ أَهلَهُ
وَلَكِنَّ أَموالَ البَخيلِ تَضيعُ

.....

[الحمدان]

إِذا خَزَنَ المالَ البَخيلُ فَإِنَّما
خَزائِنُهُ خَطِّيَّةٌ وَدُروعُ

وَبيضٌ بِها مِسكٌ مَكانَ بَنانِهِ
وَلَكِنَّها ريحُ الدِماءِ تَضوعُ

تَروحُ بَأَرزاقٍ وَتغدو بَغارَةٍ
فَأَنتَ ذُعافٌ مَرَّةً وَرَبيعُ

.....

[الحمدان]

كَأَنَّ جُفوني كانَت العيسُ فَوقَها
فَسارَت وَسالَت بَعدَهُنَّ المَدامِعُ

.....

[الحمدان]

حَدا بَعضُهُم ذاتَ اليَمينِ وَبَعضُهُم
شِمالاً وَقَلبي بَينَهُم مُتَوَزِّعُ

فَوَاللَهِ ما أَدري بِلَيلٍ وَقَد مَضَت
حُمولُهُمُ أَيَّ الفَريقَينِ أَتبَعُ

أَشاروا بِتَسليمٍ فَجُدنا بِأَنفُسٍ
تَسيلُ مِن الآماقِ وَالسَمُّ أَدمعُ

.....

[الحمدان]

وبعض الحروف كضغط الزناد
تصيب القلوب وتدمي المقل

وبعض الحروف كشرب الدواء
تداوى الجراح وتشفي العلل

.....

[الحمدان]

تَشتَهي قُربَكَ الرَبابُ وَتخشى
عَينَ واشٍ وَتَتَّقي أَسماعَه

أَنتَ مِن قَلبِها مَحَلُّ شَرابٍ
تَشتَهي شُربَهُ وَتَخشى صُداعَه

.....

[الحمدان]

لا أَحمِلُ اللَومَ فيها وَالغَرامَ بِها
ما كَلَّفَ الَلهُ نَفساً فَوقَ ما تَسَعُ

.....

[الحمدان]

وَلا بُدَّ مِن شَكوى إِلى ذي حَفيظَةٍ
إِذا جَعَلَت أَسرارُ نَفسي تَطَلَّعُ

وَلا بُدَّ مِن شَكوى إِلى ذي مُروءَةٍ
يُواسيكَ أَو يُسليكَ أَو يَتَوَجَّعُ

.....

[الحمدان]

يقول الدكتور محمد المقرن :

لي ألف بيتٍ بالفصيح أجدتها
لكنني في حبها أتلعثم

[الحمدان]

‏مهما ابتعدت عن الفؤادِ فإنني
‏مستوطنٌ رغم المسافة أضلعَك

.....

[الحمدان]

خلف الله الذي خلّفته
ووقاك الله وعثاء السفر

إنني أشكر ما أوليتني
لم يضع حسن بلاء من شكر

ردك الله إلينا سالما
بعد غنم واغتباط وظفر

.....

[الحمدان]

لَعَمرُ أَبي زُوّارِها الصيدِ إِنَّهُم
لَفي مَنظَرٍ مِنها وَحُسنِ سَماعِ

تُصَلّي لَها آذانُنا وَعُيونُنا
إِذا ما اِلتَقَينا وَالقُلوبُ دَواعِ

وَصَفراءُ مِثلُ الخَيزُرانَةِ لَم تَعِش
بِبُؤسٍ وَلَم تَركَب مَطِيَّةَ راعِ

جَرى اللُؤلُؤُ المَكنُونُ فَوقَ لِسانِها
لِزُوّارِها مِن مِزهَرٍ وَيَراعِ

إِذا قَلَّبَت أَطرَافُها العودَ زَلزَلَت
قُلوباً دَعاها لِلصَبابَةِ داعِ

.....

[الحمدان]

كَأَنَّهُمُ في جَنَّةٍ قَد تَلاحَقَت
مَحاسِنُها مِن رَوضَةٍ وَيَفاعِ

يَروحونَ مِن تَغريدِها وَحَديثِها
نَشاوى وَما تَسقيهُمُ بِصُواعِ

لَعوبٌ بِأَلبابِ الرِجالِ وَإِن دَنَت
أُطيعَ التُقى وَالغَيُّ غَيرُ مُطاعِ

.....

[الحمدان]

كم قد خلوتُ بمن أهوى ويمنعني
منه الحياء وخوف اللّه والحَذَرُ

وكم ظفرت بمن أهوى فيقنعني
منه الفكاهة والتعليل والنظرُ

أهوى الملاح وأهوى أنْ اجالسهم
وليس لي في حرام منهم وطرُ

فذلك الحب لا إتيان معصية
لا خير في لذة من بعدها سقرُ

.....

[الحمدان]

نظرتُ إلى من زَيَّنَ اللّه وجهه
فيا نظرة كادت على عاشق تقضي

وكَّبرتُ عشراً ثم قلت لصاحبي
متى نزل البدر المنير إلى الأرضِ

تَبيّنُ عيني أنّ قلبي يحبه
وفي العين تبيان من الحبّ والبغضِ

وما هو إلاّ خَلْقُ ربِّي مُصوَّر
ولكنّ بعض الناس أملح من بعضِ

عشيّة حيّاني بوردٍ كأنّه
خدود أضيفت بعضهن إلى بعضِ

ونازعني كأساً كأنّ رضابها
دموعي لما صدَّ عن مقلتي غمضي

وولَّى وفعل الراح في حركاته
من السّكر فعل الريح بالغصن الغض

.....

[الحمدان]

بنتُ المنية بي موكّله
عقب النهار كمقتضٍ قَرضا

ألفَتْ وفاءً ليس تسأمه
فترى مواصلتي به فرضا

عَرقَتْ بنافضها وشدّتها
لحمي ورَضَّتْ اعظمي رضَّا

ولو أنّها ترمي بشِكَّتها
نِيْقاً أشمَّ لذاب وارفضَّا

.....

[الحمدان]

فيكَ لِلمَجدِ شيمَةٌ قَد كَفَتني
مِنكَ عِندَ اللِقاءِ بِالمُتَقاضي

فَإِذا المَجدُ كانَ عَوناً عَلى المَرءِ
تَقاضَيتُهُ بِتَركِ التَقاضي

.....

[الحمدان]

دَعَتني حينَ شِبتُ إِلى المَعاصي
مَحاسِنُ زائِرٍ كَالريمِ غَضِّ

كَأنَّ كَلامَهُ يَومَ اِلتَقَينا
رُقىً يَأخُذنَ في طولٍ وَعَرضِ

.....

[الحمدان]

غَمَضَ الحَديدُ بِصاحِبَيكَ فَغَمَّضا
وَبَقيتَ تَطلُبُ في الحِبالَةِ مَنهَضا

وَكَأَنَّ قَلبي عِندَ كُلِّ مُصيبَةٍ
عَظمٌ تَكَرَّرَ صَدعُهُ فَتَهَيَّضا

وَأَخٌ سَلَوتُ لَهُ فَأَذكَرَهُ أَخٌ
فَمَضى وَتُذكِرُكَ الحَوادِثُ ما مَضى

فَاِشرَب عَلى تَلَفِ الأَحِبَّةِ إِنَّنا
جُزُرُ المَنِيَّةِ طاعِنينَ وَخُفَّضا

وَلَقَد جَرَيتُ مَعَ الصِبا طَلقَ الصَبا
ثُمَّ اِرعَوَيتُ فَلَم أَجِد لي مَركَضا

وَعَلِمتُ ما عَلِمَ اِمرؤٌ في دَهرِهِ
فَأَطَعتُ عُذّالي وَأَعطَيتُ الرِضا

.....

[الحمدان]

ما كُلُّ بارِقَةٍ تَجودُ بِمائِها
وَلَرُبَّما صَدَقَ الرَبيعُ فَرَوَّضا

وَمُنيفَةٍ شَرَفاً جَعَلتُ لَها الهَوى
إِمّا مُكافَأَةً وَإِمّا مُقرَضا

حَتّى إِذا شَرِبَت بِماءِ مَوَدَّتي
وَشَرِبتُ بَردَ رُضابِها مُتَبَرِّضا

قالَت لِتِربيَها اِذهَبا فَتَحَسَّسا
ما بالُهُ تَرَكَ السَلامَ وَأَعرَضا

قَد ذُقتُ أُلفَتَهُ وَذُقتُ فِراقَهُ
فَوَجَدتُ ذا عَسَلاً وَذا جَمر الغَضا

.....

[الحمدان]

يا لَيتَ شِعري فيمَ كانَ صُدودُهُ
أَأَسَأتُ أَم رَعَدَ السَحابُ وَأَومَضا

وَيلي عَلَيهِ وَوَيلَتي مِن بَينِهِ
ما كانَ إِلاّ كَالخِضابِ فَقَد نَضا

سُبحانَ مَن كَتَبَ الشَقاءَ لِذي الهَوى
كانَ الَّذي قَد كانَ حُكماً فَاِنقَضى

.....

[الحمدان]

أَجعَلُ الحُبَّ بَينَ حِبيّ وَبَيني
قاضِياً إِنَّني بِهِ اليَومَ راضِ

فَاِجتَمَعنا فَقُلتُ يا حُبَّ نَفسي
إِنَّ عَيني قَليلَةُ الإِغتِماضِ

أَنتَ عَذَّبتَني وَأَنحَلتَ جِسمي
فَاِرحَمِ اليَومَ دائِمَ الأَمراضِ

قالَ لي لا يَحِلُّ حُكمي عَلَيها
أَنتَ أَولى بِالسُقمِ وَالإِحراضِ

قُلتُ لَمّا أَجابَني بِهَواها
شَمَلَ الجَورُ في الهَوى كُلَّ قاضِ

.....

[الحمدان]

أَظَلَّت عَلَينا مِنكَ يَوماً سَحابَةٌ
أَضاءَت لَنا بَرقاً وَأَبطى رَشاشُها

فَلا غَيمُها يُجلى فَيَيأَسُ طامِعٌ
وَلا غَيثُها يَأتي فَيُروى عِطاشُها

.....

[الحمدان]

وَخَريدَةٍ سودٍ ذَوائِبُها
قَد ضُمِّخَت بِالمسكِ وَالوَرسِ

أَقبَلنَ في رَأدِ الضَحاءِ بِها
فَسَتَرنَ عَينَ الشَمسِ بِالشَمسِ

.....

[الحمدان]

وَكاشِحٍ مُعرِضٍ عَني هَمَمتُ بِهِ
ثُمَّ اِرعَوَيتُ وَقُلتُ الناسُ بِالناسِ

.....

[الحمدان]

اليَومَ هَمٌّ وَيَبدو في غَدٍ خَبَرٌ
وَالدَهرُ ما بَينَ إِنعامٍ وَإِبآسِ

فَاِشرَب عَلى حَدَثانِ الدَهرِ مُرتَفِقاً
لا يَصحَبُ الهَمُّ قَرعَ السِنِّ بِالكاسِ

.....

[الحمدان]

أُثني عَلَيكَ وَلي حَالٌ تُكَذِّبُني
فيما أَقولُ فَأَستَحيي مِنَ الناسِ

قَد قُلتُ إِنَّ أَبا حَفصٍ لأَكرَمُ مَن
يَمشي فَخالَفَني في ذاكَ إِفلاسي

حَتّى إِذا قيلَ ما أَعطاكَ مِن صَفَدٍ
طَأطَأتُ مِن سوءِ حالٍ عِندَها راسي

.....

[الحمدان]

فإذا أضفتُ الى التنفس عَبرةً
فالجوُّ نارٌ والبسيطة ماءُ

كم أندبُ القُرناء شَجواً والصِّبا
فاتَ الصِّبا وتفرَّقَ القُرناءُ

والجمع مَع فقد الشَّبيبة بيننا
قبل الممات مُرُوَّةٌ عذراءُ

.....

[الحمدان]

وأعزّةٌ عَزَّيتُ بعد فراقهم
باليأس قلبي أن يكون لقاءُ

أشتاقُهم والى الترنُّمِ مَفزعي
والى الترنُّم يفزعُ الادباءُ

ولربّما شَبَّعته بتنفُّسٍ
فيكاد يَصدَع قلبيَ الصعداءُ

.....

[الحمدان]

كم ذا يُناصِحُ في الهوى ويُخادعُ
سَكَنٌ يُواتي مَرَّةً ويمانعُ

جزت الخيام وقد أحاط بها الدجى
فَجلا الدجى قمرُ الخيام الطالعُ

فدنوتُ منه فاعترته نفرةٌ
فمضى يقول وليس غيري سامعُ

.....

[الحمدان]

والمرءُ يُولَعُ بالمُنى وبلوغها
والدهرُ يأبى ذاك ثُمَّ يُطاوع

لك في معاتَبةِ الملوك طرائقٌ
هي للخدود إلى السعود سوافع

ومؤيَّد السلطانُ يلبسك الغنى
فلباسُ موعِدِه الوفاء الناصع

قد كان منكَ اليه ما هو سائرٌ
في الأرض تنقلهُ الرواةُ وشائع

وبعَقبِ هذا الرشّ سيلٌ دافعٌ
ووراء هذا النثّ روضٌ يانعُ

.....

[الحمدان]

وَإِذا أَقَلَّ لِيَ البَخيلُ عَذَرتُهُ
إِنَّ القَليلَ مِنَ البَخيلِ كَثيرُ

.....

[الحمدان]

إِذا رَضيتُم بِأَن نُجفى وَسَرَّكُمُ
قَولُ الوُشاةِ فَلا شَكوى وَلا ضَجَرا

.....

[الحمدان]

انا المذنب الخطأ والعفو واسعٌ
ولو لم يكن ذنبٌ لما عرف العفو

سكرت فأبدت مني الكأس بعض ما
كرهت وما ان يستوي السكر والصحو

ولا سيما اذ كنت عند خليفةٍ
وفي مجلسٍ ما أن يليق به اللغو

ولولا حميا الكأس كان احتمال ما
بدهت به لا شك فيه هو السرو

تنصلت من ذنبي تنصل ضارعٍ
الى من لديه يغفر العمد والسهو

فان تعف عني تلف خطوي واسعاً
وألا يكن عفو فقد قصر الخطو

.....

[الحمدان]

قالَ ريمٌ مُرَعَّثٌ
ساحِرُ الطَرفِ وَالنَظَر

لَستَ وَاللَهِ نائِلي
قُلتُ أَو يَغلِبَ القَدَر

أَنتَ إِن رُمتَ وَصلَنا
فَاِنجُ هَل تُدرِكُ القَمر

.....

[الحمدان]

وَما ظَفِرَت عَيني غَداةَ لَقيتُها
بِشَيءٍ سِوى أَطرافِها وَالمَحاجِرِ

وَحَوراءَ مِن حورِ الجِنانِ غَريرَةٍ
يَرى وَجهَهُ في وَجهِها كُلُّ ناظِرِ

.....

[الحمدان]

اصبِر النَّفسَ عَلى مَرِّ الحَزَن
وَإِذا عَزَّكَ مَن تَهوى فَهُن

فَلَعَلَّ الوَصلَ يَأتي مَرَّةً
فَكَأَنَّ الهَجرَ شَيءٌ لَم يَكُن

.....

[الحمدان]

بَعُدَ القَريبُ وَأَعوَزَ المَطلوبُ
وَعَدَتكَ عَنهُ حَوادِثٌ وَخُطوبُ

وَمُنيتَ مِن بُعدِ الحَبيبِ بِعاذِلٍ
يَلحى وَيَعجَبُ أَن يَحِنَّ كَئيبُ

قالوا أَساءَ حَبيبُهُ فَأَجَبتُهُم
إِنَّ الحَبيبَ وَإِن أَساءَ حَبيبُ

إِنَّ المُحِبَّ وَإِن أَقامَ بِأَهلِهِ
ما لَم يَكُن فيمَن يُحِبُّ غَريبُ

.....

[الحمدان]

لَم يَعُد ذِكراكَ لكِن لَم يَبِن
إِنَّما يَحدُثُ شَيءٌ لَم يَكُنْ

لَستَ بِالمُذنِبِ فيما بَينَنا
إِنَّما باعَدَنا رَيبُ الزَّمَنْ

.....

[الحمدان]

تَذَكَّرتُ أَيّاماً تَوَلّى سُرورُها
فَدر لعَيني عِندَ ذاكَ دَرُورُها

فَبِتُّ كَأَنّي بِالنُّجومِ مُوَكَّلٌ
أُقَلِّبُ فيها مُقلَتي وَأُديرُها

كَأَنَّ بَناتَ النَّعشِ باسِطٌ كَفَّهُ
وَقَد مَدَّ كَفاً لِلسُّؤالِ فَقيرُها

.....

[الحمدان]

أَلا يا لَها مِن لَيلَةٍ حارَ نَجمُها
وَغابَ الكَرى فيها وَطالَ قَصيرُها

تَذَكَّرتُ أَيّاماً تَوَلَّت حَميدَةً
فَعادَ لِنَفسي بَثُّها وَزَفيرُها

لَيالِيَ كانَت مَن تُحِبُّ أَميرَةً
عَلَيكَ وَمَولاةً وَأَنتَ أَميرُها

وَكانَت أَسيراً في وِثاقِكَ يَنتَهي
إِلى كُلِّ مَن تَهوى وَأَنتَ أَسيرُها

.....

[الحمدان]

ما أَسرَعَ البَينَ بَل ما أَسرَعَ الفَرَحا
إِن كُنتُ أَرجو كَما أَخشى فَلا حَرَجا

ما أم واحِد أمٍ لا أَنيسَ لَها
إِلَّا الَّذي رَسَخت بِالأَمسِ فَاِختَلَجا

باتَت وَباتَ لَها هَمٌّ يُؤَرِّقُها
من عالج في بَناتِ القَلبِ قَد وَشَجا

إِلَّا كَمِثلي وَإِن جَلَّت رَزِيتُّها
إِذا أَزعَجَ البَينُ مَن أَهواهُ فَاِنزَعَجا

.....

[الحمدان]

وَأَبدى البِلى فيها سُطوراً مُبينَةً
عِباراتُها أَن كُلُّ بَيتٍ سَيَدثُرُ

وَقَفتُ بِها صَحبي فَظَلَّت عِراصُها
بِدَمعي وَأَنفاسي تُراحُ وَتُمطَرُ

.....

[الحمدان]

الأَرضُ مُظلِمَةٌ وَالنارُ مُشرِقَةٌ
وَالنارُ مَعبودَةٌ مُذ كانَتِ النارُ

.....

[الحمدان]

إِبليسُ خَيرٌ مِن أَبيكُم آدَمٍ
فَتَنَبَّهوا يا مَعشَرَ الفُجّارِ

إِبليسُ مِن نارٍ وَآدَمُ طينَةٌ
وَالأَرضُ لا تَسمو سُمُوَّ النارِ

.....

[الحمدان]

وَقَد كُنتُ في ذاكَ الزَمانِ الَّذي مَضى
أُزارُ وَيَدعوني الهَوى فَأَزورُ

فَإِن فاتَني إِلفٌ ظَلَلتُ كَأَنَّما
يُديرُ حَياتي في يَدَيهِ مُديرُ

وَمُرتَجَّةِ الأَردافِ مَهضومَةِ الحَشا
تَحورُ بِسحرٍعَينُها وَتَدورُ

إِذا نَظَرَت صَبَّت عَلَيكَ صَبابَةً
وَكادَت قُلوبُ العالَمينَ تَطيرِ

خَلَوتُ بِها لا يَخلُصُ الماءُ بَينَنا
إِلى الصُبحِ دوني حاجِبٌ وَسُتورُ

.....

[الحمدان]

لَعَمري لَئِن أَصبَحتَ فَوقَ مُشَذَّبٍ
طَويلٍ تُعَفّيكَ الرِياحُ مَعَ القَطرِ

لَقَد عِشتَ مَبسوطَ اليَدَينِ مُبَرِّزاً
وَعوفيتَ عِندَ المَوتِ مِن ضَغطَةِ القَبرِ

وَأَفلَتَّ مِن ضيقِ التُرابِ وَغَمِّهِ
وَلَم تَفقُدِ الدُنيا فَهَل لَكَ مِن شُكرِ

فَما تَشتَفي عَينايَ مِن دائِمِ البُكى
عَلَيكَ وَلَو أَنّي بَكَيتُ إِلى الحَشرِ

فَطوبى لِمَن يَبكي أَخاهُ مُجاهِراً
وَلَكِنَّني أَبكي لِفَقدِكَ في سِرّي

.....

[الحمدان]

‏طَرِيحٌ ما دَنَا الأحبابُ منّي
ألَمْ يُخْبِرْهُمُ الإحساسُ عنّي

وكمْ زَعَموا بأن النَّبْضَ يُوحي
إليهِمْ حِينَ أَبْكي أو أُغَنّي

وكنتُ إذا تَأَذَّوا ضَجَّ نَبْضي
وأَوْحَى أنْ عليهِمْ فاطمَئنِّ

لقد أحسَنْتُ ظني في هَوَاهُمْ
وكمْ مِن خَيْبَةٍ في حُسْنِ ظنّي


د. فواز اللعبون

[الحمدان]

‏بادرِ الفُرصةَ واحذر فوتَها
فبلوغُ العِزِّ في نيلِ الفُرَصْ

واغتنِمْ عمركَ إبَّانَ الصِّبا
فهو إن زاد مع الشَّيبِ نَقَصْ

إنما الدُّنيا خيالٌ عارِضٌ
قلَّما يبقى وأخبارٌ تُقَصْ

فابتدرْ مسعاك واعلم أنَّ من
بادرَ الصَّيدَ مع الفجرِ قَنَصْ

البارودي

[الحمدان]

‏هي الأخلاق ترفع كل بيت
وإن كان البناء من الجريد

فما يجدي البناء بلا ضمير
وإن كان الجدار من الحديد

.....

[الحمدان]

يا قاضيَ الحاجاتِ جئتُكَ راجياً
كم حاجةٍ أطوي عليها أضلعي

أنتَ العليمُ بما طويتُ وكلما
ناءتْ بهِ شفتايَ نابتْ أدمعي

جُدْ بالرضا فرضاكَ أعظمُ حاجةٍ
هوَ مُنتهىظ° أملي وغايةُ مطمعي

لو سلَّ كلُّ الخلقِ كلَّ سيوفِهمْ
لم أخشَهمْ كلّا فخالقُهمْ معي

سبحانه

[الحمدان]

‏فلو جُعِلَت نفسٌ لِنَفسٍ وِقايَةً
لجُدتُ بِنَفسي أن تكونَ فِداكُما

قس بن ساعدة

[الحمدان]

‏
ما عاتَبَ الحُرَّ الكَريمَ كَنَفسِهِ
وَالمَرءُ يُصلِحُهُ الجَليسُ الصالِحُ

لبيد بن ربيعة العامري

[الحمدان]

قصيدة الابتهال لأبي العتاهية:

إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي
مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي

وَما لي حيلَةٌ إِلّا رَجائي
وَعَفوُكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنّي

فَكَم مِن زِلَّةٍ لي في البَرايا
وَأَنتَ عَلَيَّ ذو فَضلٍ وَمَنِّ

إِذا فَكَّرتُ في نَدَمي عَلَيها
عَضَضتُ أَنامِلي وَقَرَعتُ سِنّي

يَظُنُّ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي
لَشَرُّ الناسِ إِن لَم تَعفُ عَنّي

أُجَنُّ بِزَهرَةِ الدُنيا جُنوناً
وَأُفني العُمرَ فيها بِالتَمَنّي

وَبَينَ يَدَيَّ مُحتَبَسٌ طَويلٌ
كَأَنّي قَد دُعيتُ لَهُ كَأَنّي

وَلَو أَنّي صَدَقتُ الزُهدَ فيها
قَلَبتُ لِأَهلِها ظَهرَ المِجَنِّ

[الحمدان]

‏‎فَلا تَحشُر بِقَبرِكَ غَيرَ ما قَد
يَسُرُّكَ أَن تَراهُ يَومَ حَشرِ

إِلَهي لا تُعَذِبني فَإِنّي
مُقِرٌّ وَالتَجاوُزُ عَن مُقِرِّ

أَقِل يَومَ الصِراطِ عِثارَ خَطوي
فَإِنّي مُثقَلٌ مِن حَملِ وِزري

بِخِفَّةِ مَنطِقي في الذِكرِ خَفِّف
إِذا الداعي دَعاني ثِقلَ ظَهري

القاضي الفاضل

[الحمدان]

‏لا تَحـكُمنَّ بِمــا سَمعتَ عَن الـوَرى
إن شِئتَ عَـدلاً فَـاحكُمَنَّ بِمـا تَـرى

فَـلَـرُبَّ أَنـبــــــاءٍ أَتَـتـكَ مُـريـــبَـةٌ
أَعمَت عُيونَكَ عَن حَقيقةِ ماجرى

.....

[الحمدان]

أغَرُّ عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّةِ خَاتَمٌ
مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ

وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ
إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ

وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ
فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ

نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَةٍ
منَ الرسلِ والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ

فَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً
يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ

وأنذرنا ناراً وبشرَ جنةً
وعلمنا الإسلامَ فاللهَ نحمدُ

وأنتَ إلهَ الخلقِ ربي وخالقي
بذلكَ ما عمرتُ فيا لناسِ أشهدُ

تَعَالَيْتَ رَبَّ الناسِ عن قَوْل مَن دَعا
سِوَاكَ إلهاً أنْتَ أعْلَى وَأمْجَدُ

لكَ الخلقُ والنعماءُ والأمرُ كلهُ
فإيّاكَ نَسْتَهْدي وإيّاكَ نَعْبُدُ
صل الله عليه وسلم

حسان بن ثابت رضي الله عنه

[الحمدان]

وكنتُ إذا ما جئتُ مَيّا أزورُها
أرى الأرضَ تُطْوَى لي ويدنو بعيدُها

ذي الرّمّة

[الحمدان]

‏‎وإذا نظرتَ إلى السماءِ مُناجِيًا
ورجوتَ ربّكَ أن يُحقّقَ مأملَكْ

فرأيتَ مالم ترتجيهِ مع الدعا
وظننتَ أنّ الحُزن أطفأ مِشعلَكْ

لا تجزَعنّ من الحياةِ وضيقها
حاشاهُ رحمن السما أن يخذُلكْ

ولو اطّلعتَ على الغيوبِ ولُطفِها
لعلِمتَ أنّ الخيرَ فيمَ اختار لكْ

سبحانه

[الحمدان]

وما بقيت من اللذات إلا
محادثة الرجال ذوي العقول

وقد كانوا إذا عدوا قليلًا
فقد صاروا أقلّ من القليل

.....

[الحمدان]

‏وكنتُ أزعم مثل النَّاسِ إذ زعموا
بأنَّ من غاب عني غابَ عن بالي

واليوم كذَّبني قلبي وكذَّبهم
فارقتهم وأقاموا بين أوصالي

.....

[الحمدان]

‏مُعِيبٌ أن تُضاحكني نهارًا
وفي ليلِ الهُمُومِ تَفِرُّ مني

ظَننتُكَ من وعُودِ النفسِ أوفى
فسُحقًا للوعودِ وحُسن ظَنِّي

.....

[الحمدان]

قَد سَمِعنا الوَعظَ لَو يَنفَعُنا
وَقَرَأنا جُلَّ آياتِ الكُتُب

كُلُّ نَفسٍ سَتُوَفّى سَعيَها
وَلَها ميقاتُ يَومٍ قَد وَجَب

جَفَّتِ الأَقلامُ مِن قَبلُ بِما
خَتَمَ اللَهُ عَلَينا وَكَتَب

كَم رَأَينا مِن مُلوكٍ سادَةٍ
رَجَعَ الدَهرُ عَلَيهِم فَاِنقَلَب

وَعَبيدٍ خُوِّلوا ساداتِهِم
فَاِستَقَرَّ المُلكُ فيهِم وَرَسَب

لا تَقولَنَّ لِشَيءٍ قَد مَضى
لَيتَهُ لَم يَكُ بِالأَمسِ ذَهَب

وَاِسعَ لِليَومِ وَدَع هَمَّ غَدٍ
كُلُّ يَومٍ لَكَ فيهِ مُصطَرَب

يَهرُبُ المَرءُ مِنَ المَوتِ وَهَل
يَنفَعُ المَرءَ مِنَ المَوتِ الهَرَب

كُلُّ نَفسٍ سَتُقاسي مَرَّةً
كُرَبَ المَوتِ فَلِلمَوتِ كُرَب

أَيُّها الناسِ ما حَلَّ بِكُم
عَجَباً مِن سَهوِكُم كُلَّ العَجَب

أَسَقامٌ ثُمَّ مَوتٌ نازِلٌ
ثُمَّ قَبرٌ وَنُشورٌ وَجَلَب

وَحِسابٌ وَكِتابٌ حافِظٌ
وَمَوازينُ وَنارٌ تَلتَهِب

وَصِراطٌ مَن يَزُل عَن حَدِّهِ
فَإِلى خِزيٍ طَويلٍ وَنَصَب

حَسبِيَ اللَهُ إِلَهاً واحِداً
لا لَعَمرُ اللَهِ ما ذا بِلَعِب


أبو العتاهية

[الحمدان]

‌‎طويتُكِ في ضميري فاطمئنّي
ولا تخشي مُفاجأةَ الدواهي

جَرَيتِ مع العُروقِ وصِرتِ منّي
وجُزْنا في الهوى حَدَّ التناهي

أكادُ أبوحُ باسْمِكِ غيرَ أنّي
أَغارُ عليكِ مِن هَمْسِ الشِّفَاهِ

فأُخفي عنهمُ شوقي وعنّي
ولا يَدري بهِ إلا إلهي

.....

[الحمدان]

‌‎أهلاً بوجهكَ لا حُجِبتَ عن نظري
يا فِتن القلبِ بل يا نُزهةَ البَصَرِ

يافاتِن الحُسنَ إن الحُسن يأسُرنِي
كالبدرَ وجهك والعَينينَ تسحرُني

طــوبى لأعيُن قــومٍ أنت بـينهمُ
القوم في نُزهةٍ من وجهك الحسنِ

.....

[الحمدان]

‏ستَندَمُ إِنْ رَحلْتَ بِغيرِ زَادٍ
وتَشقَى إِذ يُنادِيكَ المُنادِي

أَتَرضَى أَنْ تَكُونَ رفِيقَ قومٍ
لهُم زَادٌ وَأَنتَ بِغَيرِ زَادِ

.....

[الحمدان]

عجيبٌ أن تنامَ بغَيرِ وترٍ
ولا تركع ولو للهِ ركعة

ألا ترجو من الرحمنِ قُربًا
وفضلًا من إلهكَ بل ورفعة

فلا تترك إذن ما دمتَ حيًا
قُبيلَ النومِ وترًا لو بركعة

.....

[الحمدان]

‏إنّي مَحوْتُكَ مِن حَياتي بَعدَما
قد كُنتَ مُتّصِلًا بِحَبْلِ وريدي

واللهِ ما هانَ الوِدادُ بِداخلي
لَكنْ رأيتُكَ قد مَلَلْتَ وُجودي

د. ماجد عبد الله

[الحمدان]

احْفَظْ لِسَانَكَ لَا تَبُحْ بِثَلَاثَةٍ
سِنٍّ وَمَالٍ مَا اسْتَطَعْتَ وَمَذْهَبٍ

فَعَلَى الثَّلَاثَةِ تُبْتَلَى بِثَلَاثَةٍ
بِمُكَفِّرٍ وَبحَاسِـــدٍ ومُکـذِّبِ

الأنصاري

[الحمدان]

‏والوقْتُ أَنْفَسُ ما عَنِيتُ بِحِفْظِهِ
وَأَرَاهُ أسهَلَ ما عليك يَضِيعُ

يحيي بن هبيرة

[الحمدان]

‏فَلا تَأمَن عَلَى سِرٍّ حَبيباً
فَقَد يَأتي العَدُوُّ مِنَ الحَبيبِ

البارودي

[الحمدان]

‏شبِيهةُ البدرِ مُذ بانت مَحاسنُها
تبدّد الوصفُ فيما قلتُ مِن غزلِ

يغارُ مِن ثَغرِها الريحانُ إن ضحكت
فيَرسُم الوَرد بين الثَّغْرِ والمُقَلِ

عِقدٌ مِنَ اللؤلؤ المفتون يَحرُسُه
ثغرٌ مِن الشَّهدِ والنّعناع والعسلِ

أناظرُ الوقت كي أحظى بطَلّتِها
فيقتل الصمتُ منها رقّةَ الجُمَلِ

.....

[الحمدان]

أتذكرين قُبيل الفجرِ مجلسنا
‏كأنما النجمُ عقدٌ بين أيدينا

‏نبوحُ لليلِ عن أسرارِ قصّتنا
‏بِتنا نسلّيهِ والذكرى تُسلينا

‏لم يبقَ شيءٌ من الذكرى نخبّئه
‏إلا الحنين ودمع في مآقينا

‏كنا بوصلٍ فأمسى الوصل أمنية
‏متى سنبلغ يا قلبي أمانينا

.....

[الحمدان]

‏رأيْتُ العزَّ في أدبٍ وعلمٍ
وفي الجهلِ المذلةُ والهوانُ

وما حُسنُ الرجالِ لهم بحُسنٍ
إِذا لم يسعدِ الحُسنَ البيانُ

كفى بالمرءِ عيباً أن تَراهُ
له وجهٌ وليس له لسانٌ


جرد بن عمرو

[الحمدان]

‏يا أَيُّها الزاجِرِي عَن شيمَتي سَفَهاً
عَمداً عَصَيتُ مَقالَ الزاجِرِ الناهي

يُزَيِّنُ الشِعرُ أَفواهاً إِذا نَطَقَت
بِالشِعرِ يَوماً وَقَد يُزري بِأَفواهِ

قَد يُرزَقُ المَرءُ لا مِن فَضلِ حيلَتِهِ
وَيُصرَفُ الرِزقُ عَن ذي الحيلَةِ الداهي

لا شيمَتي تُجتَوى يَوماً وَلا خُلُقي
وَلَيسَ حَبلي لِمَن صافَيتُ بِالواهي

لا بَل أَبيحُ صَديقي مَحضَ خالِصَتي
وَلَستُ عَن نَفعِهِ ما عِشتُ بِالساهي

لَقَد عَجِبتُ لِقَومٍ لا أُصولَ لَهُم
أَثرَوا وَلَيسوا وَإِن أَثرَوا بِأَشباهي

ما نالَني مِن غِنىً يَوماً وَلا عَدَمٍ
إِلّا وَقَولي عَلَيهِ الحَمدُ للهِ

.....

[الحمدان]

الحمدُ لله ثم الشُّكرُ للناسِ
المقبلينَ على حرفي وإحساسي

الصابرينَ على أوجاع قافيتي
الخائفينَ على قلبي مِن البَاسِ

المؤمنينَ بأنَّ الشِّعرَ أعذَبُهُ
ما خُطَّ بالدمعِ يَجري فوقَ قِرطاسِ

الموقنينَ بأنَّ العُسرَ يَتبَعُهُ
يُسرٌ، فلم يَخضعوا للحُزنِ واليَاسِ

.....

[الحمدان]

وَعَينُ الرِّضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ
وَلَكِنَّ عَينَ السُّخطِ تُبدي المَساوِيا

وَلَستُ بِهَيَّابٍ لِمَن لا يَهابُني
ولَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِيا

فَإِن تَدنُ مِنِّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتي
وَإِن تَنأَ عَنِّي تَلقَني عَنكَ نائِيا

كِلانا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَهُ
وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَدُّ تَغانِيا

.....

[الحمدان]

يا رب عفوًا فإني خائفٌ وجلُ
‏وليس لي صالحٌ يرجى ولاعملُ

‏وجـئت بابك يا مولاي مفتقرًا
‏إلى غناك وقد ضاقت بي الحيلُ

‏ولم أجد لي سبيلا في مدافعةٍ
‏وبي تقطعت الاسبـابُ والسبلُ

‏فاقبل إلهي معاذيري وجد كرمًا
‏فحبلُ جودك بالخيراتِ متصلُ

سبحانه

[الحمدان]

يَلُومُونَنِي أَنْ هِمْتُ وَجْداً بِحُسْنِهَا
وَأَيُّ امْرِئٍ بِالْحُسْنِ لَيْسَ يَهِيمُ

البارودي

[الحمدان]

‏لعمرُكَ ما ضاقتْ بلادٌ بأهلها
ولكنّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ

وكل كريمٍ يتّقى الذمّ بالقِرى
وللخير بين الصالحينَ طريقُ

عمرو بن الأهتم

[الحمدان]

‏لا خَيْرَ في عَزْمٍ بِغَيْرِ رَوِيَّةٍ
وَالشَّكُ وَهْنٌ إِنْ نَوَيْتَ سَرَاحا

وَاسْتَبْقِ وُدَّكَ لِلصَّدِيقِ ولا تَكُنْ
قَتَباً يَعَضُّ بِغَارِبٍ مِلْحَاحا

وَالرِّفْقُ يُمْنٌ وَالْأَنَاةُ سَعَادَةٌ
فَاسْتَأْنِ في رِفْقٍ تُلاقِ نَجَاحا

النابغة الذبياني

[الحمدان]

رُبَّما سَرَّكَ البَعيدُ وَأَصلاكَ
القَريبُ النَسيبُ ناراً وَعاراً

.....

[الحمدان]

أَنا إِن زُلتُ عَن مَقامي لِأَمرٍ
رابَني تَحتَ أَخمَصي ما يَضُرُّ

كَمُزيلٍ رِجلَيهِ عَن بَلَلِ القَطرِ
وَما حَولَهُ مِنَ الأَرضِ بَحرُ

بَرَقَت لي حَتّى إِذا قُلتُ جادَت
أَقلَعَت عَن جَهامَةٍ لا تَدُرُّ

أَيُّها البارِقُ الَّذي لَيسَ يُجدي
قَد عَرَفناكَ فَاِلتَمِس مَن تَغُرُّ

.....

[الحمدان]

يَكادُ القَلبُ مِن طَرَبٍ إِلَيهِم
وَمِن فَرطِ الصَبابَةِ يُستَطارُ

وَفي الحَيِّ الَّذينَ رَأَيتُ خَودٌ
لَعوبُ الدَلِّ آنِسَةٌ نَوارُ

بَرودُ العارِضَينَ كَأَنَّ فاها
بُعَيدَ النَومِ عاتِقَةٌ عُقارُ

إِذا نادى المُنادي كادَ يَقضي
حِذارَ البَينِ لَو نَفَعَ الحِذارُ

وَوَدَّ اللَيلَ زيدَ إِلَيهِ لَيلٌ
وَلَم يُخلَق لَهُ أَبداً نَهارُ

.....

[الحمدان]

في دمعهِ الجاري وإعوالهِ
ما يُخْبِرُ السائلَ عنْ حالهِ

رحلْتُ عِيساً كلها عامِلٌ
في حالِ إِرْقَالي وإرْقَالِهِ

حتى تناهينْ إلى ماجدٍ
صبٍّ إلى طلعةِ سُؤالهِ

.....

[الحمدان]

فتائقُ أنوار ولونُ شقائقِِ
يُمازِج أمواهَ الصَّفاح الرقائِقِِ

ونشرُ عبيرٍ معْ نسيم مُدامةٍ
تجسم في أعضا بُدُورٍ رَشائقِِ

يميسُ فتلقاه كأنَّ ثيابه
سُدلِنَ على غُصنٍ من البَانِ رائقِِ

عجبت له أنى يكونُ مُنعماً
وقد كاد يخفى عن عيونِ الخلائقِِ

.....

[الحمدان]

بِنتُ عَشرٍ وَثلاثٍ قُسِّمَت
بَينَ غُصنٍ وَكثيبٍ وَقَمَر

دُرَّةٌ بَحرِيَّةٌ مَكنونَةٌ
مازَها التاجِرُ مِن بَينِ الدُرَر

أَذرَتِ الدَمعَ وَقالَت وَيلَتي
مِن وَلوعِ الكَفِّ رَكّابِ الخَطَر

أُمَّتا بَدَّدَ هَذا لُعَبي
وَوِشاحي حَلَّهُ حَتّى اِنتَثَر

.....

[الحمدان]

يا خَليلَيَّ أَصيبا أَو ذَرا
لَيسَ كُلُّ البَرقِ يُهدي المَطَرا

لا تَكونا كَاِمرِئٍ صاحَبتُهُ
يَترُكُ العَينَ وَيَبغي الأَثَرا

ذَهَبَ المَعروفُ إِلاّ ذِكرُهُ
رُبَّما أَبكى الفَتى ما ذُكِرا

وَبَقينا في زَمانٍ مُعضِلٍ
يَشرَبُ الصَفوَ وَيُبقي الكَدَرا

.....

[الحمدان]

قَضَيْتُ لخِلصَانِي أمَيْمَةُ إنَّها
على كلِّ نِسْوانِ البِلادِ أميْرُ

بدَتْ شَرَفاً منْ فَوْقِهِنَّ كَما بَدَا
على القَزَعِ الكُلْف الدِّمَامِ صبيرُ

.....

[الحمدان]

ولما انتهينا للخيال الذي سرى
اذا الدار قفر والمزار بعيد

فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي
لعل خيالا طارقا سيعودُ

.....

[الحمدان]

أُسائِلُ أَحجاراً وَنُؤياً مُهَدَّماً
وَكيفَ يُجيبُ القَولَ نُؤيٌ وَأَحجارُ

فَما كَلَّمتَني دارُها إِذ سَأَلتُها
وَفي كَبِدي كَالنِفطِ شُبَّت لَهُ النارُ

وَعِندَ مَغاني دارِها لَو تَكَلَّمَت
لِمُكتَئِبٍ بادي الصَبابَةِ أَخبارُ

تَحَمَّلَ جيراني فَعَيني لِبَينِهِم
تَفيضُ بِتَهتانٍ إِذا لاحَتِ الدارُ

بَكَيتُ عَلى مَن كُنتُ أَحظى بِقُربِهِ
وَحَقَّ الَّذي حاذَرتُ بِالأَمسِ إِذ ساروا

.....

[الحمدان]

‏ومَنْ رُزِقَ القَناعَةَ سَوفَ يحيَا
عَزِيزَ النَّفْسِ حُرًّا ذَا سَيَادَةْ

ومَنْ قَدْ عاش في طَمَع سَيَبْقَى
ذَلِيْل النَّفْسِ مَسْلُوبَ الإِرَادَةْ

.....

[الحمدان]

‏سيصْدُقُ الغَيمُ لا تعجَل بشارتهُ
وإن تأخّرَ عن ميعادهِ المطرُ

ويفتَحُ اللهُ أبواباً مُغلّقَةً
كم بِتّ تطرُقُها يأساً وتنتَظِرُ

هي الحياةُ فعِش فيها على أملٍ
بأنّ آمالانا يوماً ستنتَصرُ

لا بُدّ للنفسِ مِن يومٍ تُسرُّ بهِ
والبِشرُ يومَ غدٍ يأتي بهِ القدَرُ

.....

[الحمدان]

‏الكَذِبُ عارٌ وخيرُ القولِ أصدَقه
والحَقُّ ما مسَّه من باطِلٍ زَهَقا

.....

[الحمدان]

‌‎وِإِذا بُليتَ بِنَكبَةٍ فَاِصبِر لَها
مَن ذا رَأَيتَ مُسلِّماً لا يُنكَبُ

.....

[الحمدان]

‏رعاهُمُ اللهُ إن حَلّوا وإن رحلوا
وإن هُمُ فعلوا بالقلبِ ما فعلوا

فإنّهم ملكوا روحي وما تركوا
شيئا لِروحِي سِواهُمْ فيه تنشَغِلُ

جاروا عليَّ بلا ذنبٍ وما عَدَلوا
ما كان ضَرّهُمُ لو أنّهم عَدَلوا

وكنتُ أغفرُ ما يأتونَ مِن زَلَلٍ
كأنّما حسناتٌ مِنهُمُ الزَّلَلُ

‏وكلّما مَطَلوا وعدًا أزيدُ لهم
حبًّا، كأنّ وفاءً كان ما مَطَلُوا

لقِيتُ في حبِِّهِِم ما ليس تحمِلُه
صُمُّ الصّخورِ وما تَعيَا بِهِ القُلَلُ

يا لَيتَهم علِموا في القلبِ منزلَهُم
أو لَيتَهُم علِموا في قلبِ مَن نَزَلوا

وليتهم علموا ماذا نُكِنُّ لهم
فربّما عمِلوا غيرَ الذي عَمِلوا

‏لولا الوفاءُ لَمَا صُنّا لهم ذِمَمًا
ولا احتَمَلْنا الذي ما كان يُحتَمَلُ

لكنّه خُلُقٌ كم ذا يُكلِّفُنا
ما ليس يَحمِلُه لو حاول الجَبلُ

حبٌّ تَغَلغَلَ في روحي وفي كَبِدي
لو شِئتُ أنساهُ لم تُسْعِفْنِيَ الحِيَلُ

عَذِّبْ فؤادي كما تهوى فكلُّ أذًى
إلا فِرَاقَك عندي هيِّنٌ جَلَلُ

‏عَذِّبْ فؤادي كما تهوى فكلُّ أذًى
إلا فِرَاقَك عندي هَيِّنٌ جَلَلُ

فقد تركتَ فؤادي لا يَلَذُّ له
شيءٌ، وليس له صبرٌ ولا أملُ

وكلُّ نارٍ فؤادي يَستخفُّ بِها
إن لم تكن بِيَدِ الهِجرانِ تشتعِلُ

إنّي بِهَجرِك قد أصبحتُ أحسُدُ مَن
ماتوا وأغبِطُ ممّا ذقتُ مَن قُتِلوا

سعيد يعقوب

[الحمدان]

‏حسناء في درب الهوى لا قيتها
تشكو إليَّ من الحظوظ العاثرة

أعطيتها مفتاح قلبي مرةً
لتقيم فيه ليلةً وتغادره

لكنها من دون أن أدري بها
كسرته وانفردت بقلبي الماكرة

قلت أخرجي قالت أنا أحييته
ويجوز أن أجتاحهُ وأُصادره

أفدي الفقيهة ما أشد دهاءها
رأي أصيل والفتاوى حاضرة

.....

[الحمدان]

الحُبُّ يَأخُذُ من جِسمِ العَاشِقِ مَا أَخَذَ مِن قَلبِه
قال المتنبي:


بادٍ هواكَ صبرتَ أم لم تَصبِرَا
وَبُكَاكَ إن لم يجرِ دمعُكَ أو جرى

كم غَرَّ صبرُكَ وابتسامُكَ صاحبًا
لما رآكَ وفي الحَشَا مَا لَا يُرَى

أمر الفؤادُ لِسَانَهُ وجفُونَهُ
فكَتَمْنَهُ وكفى بجسمِكَ مُخبِرَا

[الحمدان]

وَلا خَيرَ فِي جَهلٍ إِذَا لَم يَكُن لَهُ
حَلِيمٌ إِذَا ما أَورَدَ الأَمرَ أَصدَرا

وَلا خيرَ فِي حِلمٍ إِذَا لَم تَكُن لَهُ
بَوَادِرُ تَحمي صَفوَهُ أَن يُكَدَّرا

النابغة الجعدي

[الحمدان]

‏وحبَّبَ يومَ السَّبتِ عنديَ أنني
يُنادِمُني فيه الذي أنا أحببتُ

ومن أعجبِ الأشياءِ أنيَ مسلمٌ
تقيٌّ ولكن خيرُ أياميَ السبت

ابن الزقاق

[الحمدان]

أنتَ الكريم فما في الكون من أحدٍ
يهفو الفؤاد لنيْـلٍ من عطـايــاهُ

أنت السميع لما أشكوه من كُرَبٍ
أنت المجيب إذا ما قلتُ رباهُ

سبحانه

[الحمدان]

إنَّا إذا كثُرَتْ يوماً دراهِمُنا
ظلَّتْ إلى سُبُل الخيراتِ تَستَبِقُ

لا يألَفُ الدَّرهمُ المنقوشُ صُرَّتَنا
لكنْ يَمُرُّ عليها وهو مُنطلِقُ

بن النَّضر

[الحمدان]

زَرَعَ المعلمُ في الصُّفوفِ نَخيلا
يُعطِي وَيثمرُ عَالِماً وَجَليلا

مَا انفكَّ يَسقي كلَّ يومٍ غَرسَهُ
وَيدلِّلُ الأزهارَ والإكليلا

فَنَمَتْ مِن الفعلِ الجَميلِ حَضارةٌ
بَل أصبَحَ البلدُ البَسيطُ جَمِيلا

.....

[الحمدان]

‌‎قُم للمعلمِ وفّهِ التبجيلا
كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا

أعَلِمتَ أشرفَ او أجل من الذي
يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا

.....

[الحمدان]

مَتَّى تَجْمَعُ الْقَلْبَ الذَّكِيَّ وصَارِمًا
وأَنْـفًـا حَـمَـيَّـا تَجْتَنِبكَ الْمَظَالِمُ

وَكَنْتُ إِذَا قَــــوْمٌ غَزَوْنِي غَزْوَتَهُمْ
فَهَلْ أَنَـــا فِي ذَا يَا لَهْمَدَانُ ظَالِمُ

فَلَا صُلْحَ حَتَّى تَقْرَعَ ظ±لْخَيْلُ بِالْقَنَا
وَتَضْرِبَ بِالبِيْضِ الرِّقَاقِ الْجَمَاجِمُ

عمرو بن براقة

[الحمدان]

‏وكم من صَديقٍ لَم يكنْ ذا قرابةٍ
ولكنهُ في القلبِ دوماً من الأهلِ

.....

[الحمدان]

‌‎هل يُرجعُ الأحبابَ دَمعُ عيُوننَا
أو تُرجعُ الأشواقُ من تركونَا

لو كان يُجدي الدمعُ ما جفّتْ لنا
عينٌ، ولا عرفَ الفؤادُ سكونَا

نبكي على ذكرى ليالٍ قد خلتْ
كانتْ تُنسّينا الأسى وشجونَا

.....

[الحمدان]

غازَلتُها ومَدحتُها وهَجَوتُها
وقَصائدي فيها تَكَسَّرَ وَزنُها

فَعَرَفتُ أنَّ شعُورَها مُتَبَلِّدٌ
وازدادَ مِن فَرطِ البَلادَةِ وَزنُها

.....

[الحمدان]

لا تُسدِيَنَّ قَبيحاً إِن هَمَمتَ بِهِ
وَاِفعَل جَميلاً فَإِنَّ الخَيرَ يُغتَنَمُ

أبو العلاء المعري

[الحمدان]

ولقَد دَعوتُكَ موقِنًا بِإجَابتِي
مُتضرّعًا مُتذَلِلًا في المَسألَة

مَا ضَاقَ بَابُكَ خَالقِي عَن حَاجتِي
مَا خَابَ مَن سَألَ الكريمَ وأمّلَه

سبحانه

[الحمدان]

فإذا ظننت بإن ليلك حالكٌ
فالنورُ يأتي بعدها ليُبشرك

كم أُغلِقتْ أبوابُ عُسرٍ كلها
فتفتحت أُخرى لكي تتخيرك

.....

[الحمدان]

كَم جِئتُ بابَكَ سَائِلًا فَأجبتَنِي
مِن قبلِ حتَّىٰ أن يَقولَ لِسانِي

الشافِعي

[الحمدان]

وأعظمُ الشَّوق ما كابدت سطوتهُ
‏صمتًا وأُعييتَ عن تبيانهِ شرحا

.....

[الحمدان]

لولا*الأمانيُّ والتّسويفُ والأمَلُ
ما كان يكُنُّني سَهلٌ ولا جبلُ

وكلّما اشتدَّت بي نارٌ تُعَذّبني
فليس إِلا دموعُ العينِ تنهملُ

وقد تعلَّلتُ أسبابا لرؤيتِكُم
فكيف بي وبكم إن فاتتِ العِلَلُ

.....

[الحمدان]

‏على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ
وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ

وتعظمُ في عينِ الصغيرِ صغارها
وتصغر في عينِ العظيمِ العظائمُ

المتنبي

[الحمدان]

فراقُكِ كان أوَّلَ عهدِ دمعي
وآخِرَ عهدِ عيني بالرُّقادِ


العباس بن الأحنف

[الحمدان]

‏وقد يَجني على المشتاقِ عشقٌ
ومَن تبِعَ الهوى فقَدَ الصوابا

وقد ينأى المحبُّ لفرطِ حبٍّ
ويُغلقُ مجبَراً للوصل بابا

وقد تلقى حبيبَكَ في سرابٍ
وقد تمسي حقيقتُهُ سرابا

وكم في القرب نزدادُ ابتعاداً
وكم في البعد نزدادُ اقترابا

.....

[الحمدان]

إنّ المصائبَ طَوعًا أو كراهيةً
أعَدنَ نَحتي كما أبدَعنَ تلويني

.....

[الحمدان]

‌‎نَافَت على كُلِّ الحُضُورِ بِهَيبَةٍ
وأَناقَةٍ أَسَرَتْ بِها الأذهَـــانا

وَظَلَلتُ أَرقُبُ صَمتَها وكَلامَها
حَتّى غَدَوتُ حِيالَها حَيــرَانا

فَعَرَفتُ أَنَّ البَدرَ مَهمَا رَاقَنا
شَتَّانَ أنْ نَحظىٰ بِهِ شَتَّـانا

.....

[الحمدان]

فكلُّ بلادٍ قرّبت منكَ منزلي
وكلُّ مكانٍ أنتَ فيهِ مكاني

.....

[الحمدان]

‏وفيك مِن الجمالِ دلالُ طفلٍ
وحيدٌ بعد عُقمِ الوالدين

وفيك من الجلال مشيبُ شيخ
توضّأ بالدموعِ لركعتين

وفيك من السلاحِ سهامُ هدب
ورمحُ القدّ قوسا حاجبين

وفيك من السلام هدوءُ أمًّ
لطفل نامَ بين الرضعتين

ختمتُ بك القصيدةُ فاقرئيني
كـ بسم الله بين السورتين

.....

[الحمدان]

وأعجبُ ما على الدنيا سجودٌ
بِجَوفِ الليلِ غلّفهُ الرّجاءُ

لِتَهمِسَ بالدعاءِ بكُل صدقٍ
وإلحاحٍٍ فتسمَعُكَ السماءُ

.....

[الحمدان]

لا وقت عندي كي أجادل جاهلاً
أو أن أعرّض بالحسـود وألمزه

روحي علي أعــز من أشيائهم
ولدي ما أسعـــى إليه لأنجزه

لو أنني جادلتهــــــم شابهتهم
بطريقة تبدو إلي مقـــــــــززة

من أجمل الأشياء في دنيا القذى
رغم الغثاء تكون روحًا منجـــزة

.....

[الحمدان]

يُريكَ البشاشةَ عنــــــد اللقاءِ
ويَبْرِيكَ في الغيبِ بَرْيَ القلمْ

.....

[الحمدان]

تَعَلَّقْ بالذي أَغْنَى وأَقْنَى
‏ولا تَطْرُقْ لغَيرِ اللهِ بابا

‏وسَلِّمْ راضياً ما ثَمَّ قَلْبٌ
‏تداوَى بالرِّضا إلَّا وطابا

‏ولا تعْجَلْ على نَيْلِ الأماني
‏ستلقاها ولوْ كانتْ سرابا

‏فمَنْ تَدْعُوْهُ مَالِكُ كُلِّ شَيءٍ
‏إذا أعطاكَ أنساكَ العذابا

.....

[الحمدان]

يا قَلبُ صبرًا وتسليمًا على ثِقةٍ
لعلّ في الغَيبِ أفراحًا ولا ندري

.....

[الحمدان]

أميلُ بقلبي عنك ثمّ أرُدُّهُ
‏وأعذِرُ نفسي فيك ثمّ ألومها

.....

[الحمدان]

‏لا تسمعي للأكثريةِ في الهوى
فالأكثريةُ عاشت الحرمانا

الأكثريةُ دائماً مذمومةٌ
عُرفاً وديناً واقرأي القرآنا

.....

[الحمدان]

نَهارُكَ يا مَغْرورُ سَهوٌ وَغَفْلَة
وَلَيْلُكَ نومٌ والرَّدى لَكَ لازِمُ

وَتَكْدَح فيما سَوْفَ تُنْكِرُ غِبَّهُ
كَذلكَ في الدُّنيا تعيشُ البهائمُ

تُسَرُّ بما يَفْنى وَتَفرَحُ بالْمُنَى
كما غُرَّ باللَّذاتِ في النومِ حالمُ

.....

[الحمدان]

ماذا جنيتُ لكي تمل وصالي
إني سألتك هل تجيب سؤالي

حاولتُ أن ألقى لهجرك حجة
فوقعت بين حقيقةٍ وخيالي

كنتُ القريب وكنتَ أنت مقربي
يوم الوفاق وبهجة الإقبالي

فغدوتُ أشبهَ بالخصيم لخصمه
عجبًا إذًا لتقلب الأحوالِ

ياصاحبًا سكن الملالُ فؤادهُ
أسمعتَ مني سيءَ الأقوالِ

‏أنا ما طلبتك أن تعود لصحبتي
بعد القطيعة، أو ترق لحالي

فأنا بغيركَ كامل متكملٌ
وكذاك أنتَ على أتم كمالِ

لا أنتَ لي نقص ولا أنا سالب
منكَ الكمال فعش عزيزًا غالي

فاقطع وصالك ما استطعت وعش على
هجري فإني لا أراك تبالي

‏هي قصة بدأت بحبٍ صادق
وتنوعت يوما بكل جمالِ

فقضت ظروف الدهر أن تمضي بها
وبنا لأسوء منتهى ومآلي

أنا لن أجادلك الوفاء فما مضى
قد يستحال رجوعه بجدالِ

‏لو أن فيكَ من الوفاءِ بقيةً
لذكرتَ أياماً مضت وليالي

ووهبتني أسمى خصالِك مثلما
أنا قد وهبتُك من جميلِ خصالي

كم قُلت أنك خيرُ من عاشرتُهم
فأتيت أنت مخيبًا آماليَ

.....

[الحمدان]

رأيتُ رجالاً يضربون نساءهم
فشُلّت يميني حين أضرب زينبا

فزينبُ شمسٌ والنساءُ كواكب
إذا طلعت لم تُبدِ منهُنَّ كوكباً

.....

[الحمدان]

‏متى ما تردْ شيئًا فجاهدْ لأجلهِ
‏ولا تعجلنْ تدركْ أمورًا عواليا

‏وأتبعْ أماني القلبِ سعيًا تفزْ بها
وإلَّا قضيتَ العمرَ تحصي الأمانيا

.....

[الحمدان]

فَيا لَيتَني مِن بَعدِ مَوتي وَمَبعَثي
أكونُ رُفاتاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا

أخافُ إلهي ثم أرجو نَوالَهُ
ولكن خَوفي قاهرٌ لِرَجائِيا

ولولا رَجائي واتّكالي على الذي
تَوَحّدَ لي بالصُنعِ كهلاً وناشيا

لما ساغَ لي عذبٌ مِن الماءِ باردٌ
ولا طابَ لي عَيشٌ ولا زلتُ باكيا

.....

[الحمدان]

‏ولولا ساعةٌ أدعو إلظ°هي
بها في خَلوتي أو في صلاتي

لَأظلمَتِ الحياةُ ولستُ أدري
بغيرِ اللهِ ما شكلُ الحياة

.....

[الحمدان]

‏ازرعْ ورُودَكَ فِي دَارٍ حَللْتَ بِهَا
حتَّى يَشمَّ عَبِيرَ الوَردِ مَنْ زَارَا

أغْلى الكُنُوزِ وَراءَ المَرءِ يَترُكُها
ريحٌ تَطِيبُ إذا مَا فَارقَ الدَّارا


.....

[الحمدان]

‏صُنْ عِزَّةَ الجُرحِ لا تَكشف تَوَجُّعَهُ
جُرحُ الكريمِ عيونُ النّاسِ تُوجِعُهُ

.....

[الحمدان]

‏طِيبي فلسطينُ الأبيةُ واسلمي
واستبشري وعدُ الطهارةِ آتي

سيعودُ مسجدُكِ الحزينُ مُكَبِّرًا
وتطولُ فيهِ خواشعُ الصَّلَواتِ

صَلّتْ عليكِ ملائكُ الرحمنِ يا
قدسيّةَ الحُرُماتِ والرَّحَماتِ

.....

[الحمدان]

‏بادرِ الفُرصةَ واحذر فوتَها
فبلوغُ العِزِّ في نيلِ الفُرَصْ

واغتنِمْ عمركَ إبَّانَ الصِّبا
فهو إن زاد مع الشَّيبِ نَقَصْ

إنما الدُّنيا خيالٌ عارِضٌ
قلَّما يبقى وأخبارٌ تُقَصْ

فابتدرْ مسعاك واعلم أنَّ من
بادرَ الصَّيدَ مع الفجرِ قَنَصْ

البارودي

[الحمدان]

ما أَجمَلَ الصُّبحَ ما أحلى نَسَائمَهُ
في طَيِّها أَمَلٌ يُطوى بهِ الألَمُ

.....

[الحمدان]

‌‎‌يا ربِّ إِن عَظُمَت ذنوبي كثرةً
فلقد علمتُ بأنَّ عفوكَ أَعظَمُ

إِن كان لا يرجوكَ إِلّا مُحسنٌ
فَبِمَن يلوذُ ويستجيرُ المُجرمُ

أَدعوكَ رَبِّ كما أَمرتَ تَضَرُّعاً
فَإِذا رَدَدتَ يدي فمَن ذا يَرحَمُ

ما لي إليك وَسيلَةٌ إِلا الرجا
وجميلُ عفوك ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ

أبو نواس

[الحمدان]

قصيدة الابتهال لأبي العتاهية:

إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي
مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي

وَما لي حيلَةٌ إِلّا رَجائي
وَعَفوُكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنّي

فَكَم مِن زِلَّةٍ لي في البَرايا
وَأَنتَ عَلَيَّ ذو فَضلٍ وَمَنِّ

إِذا فَكَّرتُ في نَدَمي عَلَيها
عَضَضتُ أَنامِلي وَقَرَعتُ سِنّي

يَظُنُّ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي
لَشَرُّ الناسِ إِن لَم تَعفُ عَنّي

أُجَنُّ بِزَهرَةِ الدُنيا جُنوناً
وَأُفني العُمرَ فيها بِالتَمَنّي

وَبَينَ يَدَيَّ مُحتَبَسٌ طَويلٌ
كَأَنّي قَد دُعيتُ لَهُ كَأَنّي

وَلَو أَنّي صَدَقتُ الزُهدَ فيها
قَلَبتُ لِأَهلِها ظَهرَ المِجَنِّ

.....

[الحمدان]

‌‎فَلا تَحشُر بِقَبرِكَ غَيرَ ما قَد
يَسُرُّكَ أَن تَراهُ يَومَ حَشرِ

إِلَهي لا تُعَذِبني فَإِنّي
مُقِرٌّ وَالتَجاوُزُ عَن مُقِرِّ

أَقِل يَومَ الصِراطِ عِثارَ خَطوي
فَإِنّي مُثقَلٌ مِن حَملِ وِزري

بِخِفَّةِ مَنطِقي في الذِكرِ خَفِّف
إِذا الداعي دَعاني ثِقلَ ظَهري

القاضي الفاضل

[الحمدان]

‏أَنِستُ بِوَحدَتي وَلَزِمتُ بَيتي
فَطابَ الأُنسُ لي وَنَما السُرورُ

فَأَدَّبَني الزَمانُ فَلا أُبالي
هُجِرتُ فَلا أُزار وَلا أَزورُ

وَلَستُ بِسائِلٍ ما دُمتُ حَيًّا
أَسارَ الجَيشُ أَم رَكِبَ الأَميرُ

.....

[الحمدان]

‏يُساءُ فهمك بين الناس أحيانا
فيخلقون لك الاوصاف ألوانا

قد تكون ملاكاً عند بعضهم
وقد تكون بعين البعض شيطانا

طبائع الناس شتىَ وهي أمزجةٌ
ولن تطيق لها بالفهم إمكانا

فلا يغرك مدح لو أتوكَ بهِ
ولا يضرك ذم كيفما كانا

لايعرف النفس شخص مثل صاحبها
فكن لنفسك في التقييم ميزانا

.....

[الحمدان]

‏لا تَحـكُمنَّ بِمــا سَمعتَ عَن الـوَرى
إن شِئتَ عَـدلاً فَـاحكُمَنَّ بِمـا تَـرى

فَـلَـرُبَّ أَنـبــــــاءٍ أَتَـتـكَ مُـريـــبَـةٌ
أَعمَت عُيونَكَ عَن حَقيقةِ ماجرى

.....

[الحمدان]

وفي غابِرِ الأيامِ ما يَعِظُ الفتى
ولا خيرَ فِيمَنْ لم تَعِظُهُ التجارِبُ

.....

[الحمدان]

‏لله سلمت أمرًا لست أعملهُ
ما لي على حملِهِ ولكن سأرضاهُ

ربَّاهُ لولاكَ لا سندٌ ولا أحدٌ
فأنتَ حسبي وحسبي أنَّكَ اللهُ

سبحانه

[الحمدان]

وما بقيت من اللذات إلا
محادثة الرجال ذوي العقول

وقد كانوا إذا عدوا قليلًا
فقد صاروا أقلّ من القليل

.....

[الحمدان]

‏يا سّيدة النِساء كيفَ أخذتِني
منّي بلا إذنٍ ولا استئذانِ

من أيِّ نافذةٍ دخلتِ عواطفي
ونشرتِ هذا العِطر في بُستاني

إنّي عرفتُ من النساءِ قبائلًا
لكن كرسمكِ لم تجد ألواني

أرجوكِ باسمِ الرُوح لا تتغيريِ
إنّي بزهُور روحكِ خُلقت

.....

[الحمدان]

‏فهل تُداوِينَ قَلبي بِاللِّقا كرمًا
‏فَمَـا لِـقلبي دواءٌ غير لُقْـيـاكِ

‏لِمَ تَهجُرين مُحـبًّا لَم يَـكن أبدًا
‏يهوى سِواكِ ومَن بالهَجرِ أغْراكِ

.....

[الحمدان]

كتمتُ حُبك حَتّى مِنك ِتَكرِمَة
ثُمَّ اِستَوى فيكِ إِسراري وإعلاني

كَأَنَّهُ زَادَ حَتَّى فَاضَ مِن جَسَدِي
فَصار سُقمي بِهِ في جِسمِ كِتماني

.....

[الحمدان]

عسى كل الجروح تصير جبرًا
ويمسح حزنك الربّ الرّحيمُ

وتمضي الليل بسّامًا وتصحو
على خير وتنساك الهمومُ

لربّك قدرة فوق المآسي
ويحفظ روحك البَرُّ الكريمُ

وفيك يليق سعد وابتهاجٌ
وضيق فؤاد مثلك لا يدومُ

.....

[الحمدان]

من لي بإنسان إذا أغضبته
وجهلت كان الحلم ردّ جوابهِ

وتراه يصغي للحديث بطرفه
وبقلبِه ولعلّه أدرى بهِ

.....

[الحمدان]

أَضَعتَ بَينَ الأُلى مَضَوا حُرَقاً
أَم ضاعَ ما اِستَودَعوكَ إِذ بَكَروا

فَقالَ بَعضُ الحَديثِ يَشغَفُني
وَالقَلبُ راءٍ ما لا يَرى البَصَرُ

قَالوا بِسَلمى تَهذي وَلَم تَرَها
يا بُعدَ ما غاوَلَت بِكَ الفِكَر

.....

[الحمدان]

ويَفهَمُ قَولَ الحُكلِ لَو أَنَّ ذَرَّةً
تُساوِدُ أُخرى لَم يَفُته سوادُها

.....

[الحمدان]

وَمُترَفٍ عَقَدَ النَعيمُ لِسانَهُ
فَكَلامُهُ وَحيٌ وَإيماءِ

وَكَأَنَّما نُهِكَت قُوى أَجفانِهِ
بِالراحِ أَو شيبَت بِاِغفاءِ

لَو صافَحَ الماءَ القَراحَ بِكَفِّهِ
لَجَرَت أَنامِلُهُ كَجَريِ الماءِ

يَرنو إِلى نِعَمٍ بِنِيَّةِ مُسعِفٍ
وَلِسانُهُ وَلَقٌ عَلى لَألَأءِ

.....

[الحمدان]

حَظّي مِنَ الخَيرِ مَنحوسٌ وَأَعجَبُ ما
إِنّي أَراهُ عَلى الحِرمانِ مَحسودُ

أَغدو وَأُمسي وَآمالي قَطَعتُ بِها
عُمري تَخيبُ وَأَعمالي المَواعيدُ

وَأكرَمُ الناسِ مَن تَأتي مَواهِبُهُ
مِن غَيرِ وَعدٍ وَفيهِ الخَيرُ موجودُ

.....

[الحمدان]

إِذا اِعتَذَرَ الجاني إِليَّ عَذَرتُهُ
وَلا سِيَّما إِن لَم يَكُن قَد تَعَمَّدا

فَمَن عاتَبَ الجُهّالَ أَتعَبَ نَفسَهُ
وَمَن لامَ مَن لا يَعرِفُ اللَومَ أَفسَدا

.....

[الحمدان]

بِلادٌ يُضَرُّ الحُرُّ فيها بِنَفسِهِ
وَيُعتَبُ فيها المُسلِمُ المُتَعَفِّفُ

فَمِنها النَّجا ثُمَّ النَّجا نَحوَ بَلدَةٍ
تُكَرَّمُ فيها ما أَتَيتَ وَتُتحَفُ

.....

[الحمدان]

إِلى اللَّهِ أَشكو ما لَنا مِن ظُلامَةٍ
وَفي اللَّهِ لِلمَظلومِ كافٍ وَمُنصِفُ

تَحَيَّفنا العُمّالُ مِن كُلِّ جانِبٍ
وَلا يُستَطاعُ العامِلُ المُتَحَيِّفُ

.....

[الحمدان]

أَصبَحتَ مَولى ذي الجَلالِ وَبَعضُهُم
مَولى العُرَيبِ فَجُد بِفَضلِكَ وَاِفخَرِ

مَولاكَ أَكرَمُ مِن تَميمٍ كُلِّها
أَهلِ الفَعالِ وَمِن قُرَيشِ المَعشَرِ

فَاِرجَع إِلى مَولاكَ غَيرَ مُدافَعٍ
سُبحانَ مَولاكَ الأَجَلِّ الأَكبَرِ

.....

[الحمدان]

أَمّا البَخيلُ فَلَستُ أَعذُلُهُ
كُلُّ اِمرِئٍ يُعطي عَلى قَدَرِه

أَعطى البَخيلُ فَما اِنتَفَعتُ بِهِ
وَكَذاكَ مَن يُعطيكَ مِن كَدَرِه

أَما الكَريمُ يَحُتُّ نائِلُهُ
كَالغَيثِ يَسقي الناسَ مِن مَطَرِه

تَبَعَت عَطاياهُ مَواهِبَهُ
كَالسَيلِ مُتَّبِعاً قَفا مَطَرِه

.....

[الحمدان]

كَأنَّني فارِسٌ لا سَيفَ في يَدهِ
‏والحَربُ دائِرَةٌ والنَّاسُ تَضطَرِبُ!ط

‏أو أنَّني مُبحِرٌ تاهَت سَفينَتهُ
‏والمَوجُ يَلطِمُ عَينَيها ويَنسَحِبُ

‏يَمُدُّ عَينَيهِ لِلأفُقِ البَعيدِ فَما
‏يَبدُو لَه مُنقِذٌ في الدَّربِ أو سَببُ

.....

[الحمدان]

‏وركبتُ حُلمي وامتطيتُ عزيمتي
‏وشهرتُ في ساحِ الحياةِ مرامي

‏فلأكسحنَّ بذي الحياة مصاعبًا
‏أو لا يطب عيشي مدى الأيّامِ

.....

[الحمدان]

جاءت وفي كفِّها حلوى قدِ احترقت
والحزنُ منها على الوجه الوضيءِ بدا

فقلت مهلًا رعاك الله يا كبدي
لا يصنعُ الحلوُ حلوًا مثله أبدا

.....

[الحمدان]

وإذا حروفي أبهجتكِ تذكري
أنَّ الذي يَسقي رُباها، المَدمَعُ

غيري يُمايلُ بالقصيدة رأسَهُ
طرباً بها وأنا الذي أتوجَّعُ

.....

[الحمدان]

نَطِقٌ إذا حَطّ الكلامُ لِثامَهُ
‏أعطى بمَنطِقِهِ القلوبَ عُقولا

.....

[الحمدان]

وسُرورُ عُمري حينَ أَلقى وَجهَها
وتَرى عُيوني بَسمَةً مِن ثَغرِها

.....

[الحمدان]

ليت هندًا انجزتنا ما تعد
‏وشَفت أنفسنا مما نجد

‏واستبدّت مرّة واحدة
‏إنما العاجز من لا يستبد

‏كلما قلتُ متى ميعادنا
‏ضحكت هندٌ وقالت بعد غد

.....

[الحمدان]

أنتِ البلادُ التي تُعطي هويّتَها
‏من لا يُحبُّكِ يَبقى دونَما وَطَنِ

.....

[الحمدان]

ما خيّبَ اللهُ ظنًّا من خليقَتِهِ
‏ألطافُ ربِّك في أقدارِهِ تَجري

سبحانه

[الحمدان]

‏قالَت قُلوبُ النّاسِ حَولَكَ جَمَّةٌ
قُل لي بِرَبِّكَ أينَ باتَ مَكاني

لَو أنَّهُم في كَفَّةٍ وَبِكَفَّةٍ
أخرى هَواكِ لَمالَ بالميزانِ

لا تَسأليني أنتِ كُلُّ أماكِني
قَلبي وعَيني مِنكِ مُمتَلِئانِ

اللهُ أوجَدَني بقَلبٍ واحِدٍ
وَمَلَكتِهِ مَن لي بقَلبٍ ثاني

.....

[الحمدان]

حبيبي إليك سأهدي السلام
وروحي وقلبي وما أمتلك

وزهر البنفسج من مستهام
من الشوق في قلبه جاء لك

سأمضي بحبك نحو الأمام
إلى أن يقولوا فلانٌ هلك

فإن متُّ روحي فداء الغرام
وإن عشت إنِّيَ لن أخذلك

.....

[الحمدان]

نَعَم أُحِبُّكِ لكن لن أبوحَ بها
كم كاذبٍ قالها قَبلي وكم قاسي

ناشدتُكِ اللهَ هل تدرينَ فاتنتي
عن كِلمةٍ غيرِها تَرقَى لإحساسي

أُحِسُّ أن اشتعالي لا يلائمُها
وأن إيحاءَها يخبو بأنفاسي

كم كِلمَةٍ عذبةٍ أصبحتُ أمقُتُها
لأنها ابتُذِلَت في ألسُنِ الناسِ

.....

[الحمدان]

يا مَن غَدا سَبَبي حتَّى عُرِفتُ بهِ
حَسبي عُلاكَ إلى نَيلِ المُنى سَبَبا

لَو لم تُرِد نَيلَ ما أرجو وأطلُبُهُ
من فَيضِ جُودِكَ ما علَّمتني الطَّلبا

.....

[الحمدان]

تأوَّهَ قَلبي وَ الفُؤادُ كَئيبُ‌
وَ أرَّقَ نَومي فَالسُّهادُ عَجيبُ‌

فَمَن مُبلِغٌ عَنِّي الحُسَينَ رسالَةً
وَ إن كَرِهَتها أنفُسٌ وَ قُلوبُ‌

ذَبيحٌ بِلَا جُرمٍ كأنَّ قَميصَهُ‌
صَبيغٌ بِماءِ الارجُوانِ خَضيبُ‌

فَلِلسَّيفِ أعوالٌ وَ لِلرُّمحِ رَنَّةُ
وَ لِلخَيلِ مِن بَعدِ الصَّهيلِ نَحيبُ‌

تَزَلزَلَتِ الدُّنيا لآلِ مُحَمَّدٍ
وَ كادَت لَهُم صُمُّ الجِبالِ تَذوبُ‌

وَ غارَت نُجومٌ وَ اقشَعَرَّت كَواكِبٌ‌
وَ هُتِّكَ أستارٌ وَ شُقَّ جُيوبُ‌

يُصَلّي‌ عَلى المَبعوثِ مِن آلِ هاشِمٍ‌
وَ يُغزَي بَنوهُ إن ذا لَعَجيبُ‌

لَئِن كانَ ذَنبي حُبُّ آلِ محَمَّدٍ
فَذَلِكَ ذَنبٌ لَستُ مِنهُ أتوبُ‌

هُمُ شُفَعائي يَومَ حَشري وَ مَوقِفي‌
إذا ما بَدَت لِلنَّاظِرينَ خُطوبُ‌

الإمام الشافعي

[الحمدان]

إن شئت بيتًا بدارِ الخلدِ تسكنُها
في جَنّةٍ دورُها سبحانَ بانيها

فاثنَتا عشرةٍ للّه تركَعُها
رواتبٌ كلّها خيرٌ فأدِّيها

فاحرص بأنَّ صلاةَ الفجرِ تبدَءُها
بركعتينِ فَسمِّ اللهَ و انويها

و أربعٌ قبلَ فرضِ الظُهرِ تتبعُها
ثنتانِ بعديّةٌ للهِ راجيها

وركعتا مغربٍ فالفرضُ يسبِقها
فكبّر اللهَ ثمّ النفل تاليها

وركعتانِ تَلَت فرضَ العِشاءِ بها
يبني لكَ اللهُ بيتاً جلَّ باريها

وقم لربّكَ ليلاً نامَ نائِمُها
بِما قَدِرتَ من الركعاتِ صَلّيها

ولا تَدَعها ولو ثِنتينِ فَأْتِ بِها
فالشّفعُ أوَّلها والوترُ تاليها

وساعةً حين يرمي الشّمسِ مطلَعُها
مقدارَ رمحٍ فحانَت للضّحى فيها

بركعتَينِ وزِد إن كُنتَ تَحسبُها
غَنيمَةً واجتهد والمَس معانِيها

.....

[الحمدان]

بِأَسمائِكَ الحُسنى الَّتي بَعضُ وَصفِها
لِعِزَّتِها يَستَغرِقُ النَثرَ وَالنَظما

بِعَهدٍ قَديمٍ مِن أَلَستُ بِرَبِّكُم
بِمَن كانَ مَجهولاً فَعُرِّفَ بِالأَسما

أَذِقنا شَرابَ الأُنسِ يا مَن إِذا سَقى
مُحِبّاً شَراباً لا يُضامُ وَلا يَظما

.....

[الحمدان]

مَنْ كان يَخْضِبُ خدَّهُ بدموعِهِ
فَنُحُورُنا بِدِمَائِنا تَتَخَضَّبُ

أو كان يُتْعِبُ خيلَهُ في باطلٍ
فخيولُنا يومَ الصَّبِيْحَةِ تَتْعبُ

رِيْحُ العَبِيْرِ لكمْ ونحنُ عبيرُنا
رَهْجُ السَّنابكِ والغبارُ الأطْيبُ

ولقد أتانا مِنْ مَقالِ نبيِّنا
قَوْلٌ صحيحٌ صادقٌ لا يُكْذَبُ

لا يَسْتَوِي وغُبارُ خَيْلِ اللهِ في
أَنْفِ امرئٍ ودُخَانُ نارٍ تَلْهَبُ

هذا كتابُ اللهِ ينطِقُ بَيْنَنا
ليس الشَّهيدُ بميِّتٍ لا يُكْذَبُ

.....

[الحمدان]

فَيا مَن غابَ عَنّي وَهوَ روحي
وَكَيفَ أُطيقُ مِن روحي اِنفِكاكا

.....

[الحمدان]

لَقَد عَجِلَت عَلَيكَ يَدُ المَنايا
وَما اِستَوفَيتَ حَظَّكَ مِن صِباكا

فَلَو أَسَفي لِجِسمِكَ كَيفَ يَبلى
وَيَذهَبُ بَعدَ بَهجَتِهِ سَناكا

وَما لي أَدَّعي أَنّي وَفِيٌّ
وَلَستُ مُشارِكاً لَكَ في بَلاكا

تَموتُ وَما أَموتُ عَلَيكَ حُزناً
وَحَقَّ هَواكَ خُنتُكَ في هَواكا

وَيا خَجَلي إِذا قالوا مُحِبٌّ
وَلَم أَنفَعكَ في خَطبٍ أَتاكا

أَرى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً
وَلَيسَ كَمَن بَكى مَن قَد تَباكى

فَيا مَن قَد نَوى سَفَراً بَعيداً
مَتى قُل لي رُجوعُكَ مَن نَواكا

جَزاكَ اللَهُ عَنّي كُلَّ خَيرٍ
وَأَعلَمُ أَنَّهُ عَنّي جَزاكا

فَيا قَبرَ الحَبيبِ وَدِدتُ أَنّي
حَمَلتُ وَلَو عَلى عَيني ثَراكا

سَقاكَ الغَيثُ هَتّاناً وَإِلّا
فَحَسبُكَ مِن دُموعي ما سَقاكا

وَلا زالَ السَلامُ عَلَيكَ مِنّي
يَرُفُ مَعَ النَسيمِ عَلى ذُراكا

.....

[الحمدان]

بَطَلًا حَييتَ بِرَغمِ ألوانِ الأذى
أفلا تموتُ اليَومَ كالأبطال

قَد عِشتَ تَدعو للنِضالِ فَحانَ أن
يَحيى بِمَوتِكَ ألفُ ألفُ نِضالِ

فَلَإن قَضَيتَ فَتَحتَ كُلِّ حِجارةٍ
في القُدسِ ثأرٌ ناجِزٌ لِقِتالِ

.....

[الحمدان]

اللهُ يقضي ثم ما يَقضيهِ
للعبدِ حتمًا لازمًا يأتيهِ

إن كان خيرًا هل يجوزُ لغيرهِ
أو كان شرًا هل تُرى يُخطيهِ

.....

[الحمدان]

‏خذ العلوم ولا تعبأ بناقلها
و اقصد بذلك وجهَ الخالق الباري

إن الرجال كأشجار لها ثمرٌ
فاجنِ الثمار وخلِّ العود للنار

.....

[الحمدان]

‏أندى نصيبي في الحياةِ حديثها
‏ما أبهجَ الدُّنيا إذا يومًا حكت

‏فكأنّ أحرفها السعيدة جنة
‏وجحيمُ أيامي إذا يومًا بكت

.....

[الحمدان]

ليلٌ بلا قمرٍ ونَجمٌ قد غفا
‏و شُجونُ قلبٍ هَدّهُ طولُ الجفا

‏والعينُ ساهرةٌ وطيفُك غائبٌ
‏والروحُ تصرخُ بالحنينِ أما كفى

.....

[الحمدان]

‏وعدتُ من المعارك لستُ أدري
‏علامَ أضعتُ عُمري في النزالِ

‏وماذا عنكِ هل جربت بعدي
‏من الأهوالِ قاصمة الجبالِ

‏وهل عانيتِ ما عانيتُ جُرحاً
‏تجهّمه الطبيبُ بلا اندمال

‏على عينيكِ ألمح برق دمعٍ
‏أحالكِ يا حبيبةُ مثل حالي

.....

[الحمدان]

‏وأكذبُ لو أقولُ غدًا سأنسى
‏وأرسمُ حلميَ المجنونَ عكسا

‏أنا في الحبِّ ألفُ مدينةٍ لم
‏تنم من حزنِها فغدوتُ قُدسا

‏أنا مثلُ اليتيماتِ اللّواتي
‏تخذنَ من الحنينِ رحىً وحبسا

‏وأكذبُ لو أقولُ غدًا سأنسى
‏فهل أنساكِ يا مَن كنتِ نفسا

.....

[الحمدان]

عَسى وعَسى من بعد طولِ التفرُّقِ
على كُلّ ما نرجوا من العَيش نَلتَقي

ولو ظَفِرت عيني بشخصِكَ ساعةً
لكنتُ على عيني من العين أتَّقي

فيا ليتَ شعري كيف انت أَشَيِّقٌ
فؤادك كالمعهود أم غير شَيِّقَ

.....

[الحمدان]

ما بالُ قَلبِكَ لا يُريدُ سَماعي
أأمِنتَ قَلبي أم أرَدتَ وَداعي

أأمِنتَ قَلبي بَعدَما خَلَّيتَني
صَبًّا يَتيهُ و بِالهُمومِ يُراعي

وأرَدتَني مِثلَ الشَّريدِ مِنَ الهَوى
يَرجوكَ مِن بَعدِ الوَداعِ بِداعي

هِيَ حِيلَةٌ لَو كُنتَ تَعرِفُ حالَتي
لَخَشيتَ مِن بَينِ الأنامِ ضَياعي

.....

[الحمدان]

ما لي و لِلنَّجمِ يَرعاني وأرعاهُ
أمسى كِلانا يَعافُ الغَمضَ جَفناهُ

لي فيكَ يا لَيلُ آهاتٌ أُرَدِّدُها
أُوّاهُ لَو أَجدَتِ المَحزونَ أُوّاهُ

.....

[الحمدان]

أُخفي الهَوى و مَدامِعي تُبديهِ
و أُميتُهُ و صَبابَتي تُحيِيهِ

و مُعَذِّبي حُلوُ الشَّمائِلِ أَهيَفٌ
قَد جُمِّعَت كلُّ المَحاسِنِ فيهِ

فكأنّهُ في الحُسنِ صُورَةُ يوسفٍ
و كأنّني في الحُزنِ مِثلُ أبيهِ

إن أنكر العُشّاقُ فيكَ صبابَتي
فأنا الهوى و ابنُ الهوى و أبيهِ

.....

[الحمدان]

مضى مِن بَعدِ ما أعرضتَ عُمرُ
و حُبّكَ في فؤادي مُستَقِرُّ

حَفرتَ بِداخِلي جُرحًا عميقًا
وما كُنتَ الذي يومًا تَضُرُّ

وكَم أقسَمتُ أن أنساكَ لكن
فؤادي في يمينِهِ لا يَبرُّ

حُضورُكَ عن جميعِ الناسِ يكفي
وبُعدُكَ في حُضورِ الناسِ مُرُّ

.....

[الحمدان]

بلى سأنسى جراحًا كنتَ تُتْقنها
وسوف أغفرُ شيئًا ليسَ يُغتفَرُ

لكن سأذكرُ دمعًا ما رأفتَ بهِ
وخافقًا كادَ من كفّيكَ ينفطرُ

جبرتُ ما كسَرَت كفّاكَ محتمِلًا
لكن بذكراه شيءٌ ليسَ ينجبرُ

نَنسى الجِراحَ ولا نَنسى تَذَكُّرها
إذا بَرا الجُرحُ لَم يبرأْ بِنا الأثرُ

.....

[الحمدان]

‏لا واخَذَ اللهُ أحبابي بما صنعوا
‏إنَّ الحبيبَ لَمحبوبٌ وإن جارا

‏وإنَّ من حكمةِ المولى ورحمته
‏أن لا يُحمِّلَ أهل الحُسنِ أوزارا

.....

[الحمدان]

ما بالُ قلبك بالظنون مروَّعُ
‏ويظلُّ بعد سجودهِ يتوجَّعُ

‏أولست تسمعُ كل ما تدعو به
‏سمعُ الذي أعطاك سمعك أوسعُ

‏فاسكن وثِق أنَّ الدعاء بمأمنٍ
‏ما تاه صوتك إنَّ ربك يسمعُ

‏تأتيه يملؤك الظلام فما ترى
‏إلا فؤادك بالمحبةِ يسطعُ

‏ما خبتَ حين غفلتَ في زمن الرخا
‏أتخيب حين أتيتَهُ تتضرعُ

.....

[الحمدان]

فَرَضَ الحبيبُ دلالهُ وتمَنَّعا
وأبى بِغيرِ عذابِنا أن يقنَعا

ما حيلَتي وأنا المُكبَّلُ بالهوى
نادَيتُهُ فأصرَّ ألاَّ يسمعا

.....

[الحمدان]

ما بينَ شوقينِ قلبي فيكَ يرتحِلُ
يا قابَ قوسينِ ما للشوقِ لا يصِلُ

أيوبُ صبري و الأشواقُ تقتلهُ
يأسى على جُرحهِ لو قيل يندملُ

.....

[الحمدان]

واسَيتُهُم زمناً فلمّا جئتُهم
أشكو المواجعَ أغلقُوا الأبوابا

قل للذين تَغيّروا وتنكّروا
عمّا قليلٍ تُصبحونَ تُرابا

.....

[الحمدان]

لي في محبّتِكِ شهودٌ أربعُ
و شهودُ كل قضيةٍ اثنانِ

خفقانُ قلبي و اضطرابُ جوارحي
و نُحول جسمي و انعقادُ لساني

.....

[الحمدان]

ليت الصدور من الزجاج مصوغةً
حتى يَبين لمقلتيكَ الخافي

فترى خفيّات القلوب جليَّةً
وترى مكانكَ في صميم شغافي

.....

[الحمدان]

يا صبرَ أيوب حتى صبره يصلُ
إلى حدودٍ وهذا الصبر لا يصلُ

.....

[الحمدان]

‏أقلّبُ طرفي في السّماء تردّدًا
‏لعلّي أرى النجم الذي أنت تنظرُ

‏وأستعرض الرُّكبان من كلّ وجهةٍ
‏لعلّي بمن قد شمّ عَرفَكَ أظفرُ

‏وأستقبل الأرواح عند هبوبها
‏لعلّ نسيم الريح عنك يخبّر

‏وأمشي ومالي في الطريق مآربٌ
‏عسى نغمةٌ باسم الحبيب ستُذكر

.....

[الحمدان]

‏من ذا نلوذُ بِه في كشف كربتنا
‏و مَن عليهِ سِوى الرحمن نتّكِلُ

سبحانه

[الحمدان]

‏سبحانَ ربي الذي سوّاكِ كاملةً
وصان حُسنَكِ عن أنثى تُجارِيكِ

مذ كنتُ ما أبصرَت عينايَ فاتنةً
إلا وكنتُ أراها مِن جَواريكِ

.....

[الحمدان]

ما كان عهدُكَ يا قلبي الضَّعيف إذا
نبا بكَ الخَطبُ أن تبقى على كَمدِ

أكلما تَبتغي عزمًا ترى شَططًا
و كيفما رُمتَ صبرًا لم تكد تَجِدِ

.....

[الحمدان]

و أطيَبُ أوقاتي مِن الدهرِ خَلوةٌ
‏ يَقَرُّ بها قلبي و يصفو بها ذهني

‏و تأخُذني مِن سَورَةِ الفكرِ نَشوَةٌ
‏فأخرُجُ مِن فنٍّ و أدخُلَ في فنِّ

‏و أسمع مِن نجوى الدّفاترِ طُرفَةً
‏أزيلُ بها هَمّي وأجلو بها حُزني

.....

[الحمدان]

‏ليتَ اللَّيالي لَم تُباعدنا و لم
‏يعرفُ لنا هَذا الغيابُ سَبيلَا

‏كانَت بِنا الأيام تعدو فرحةً
‏و اليوم كم يمضِي الزَّمان ثقيلَا

‏منذُ افترقنا و الحياةُ كئيبةً
‏و الهمُّ في صَدري أقامَ نزيلَا

.....

[الحمدان]

تَغَرَّب عَنِ الأَوطانِ في طَلَبِ العُلا
و سافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ

تَفَرُّجُ هَمٍّ و اِكتِسابُ مَعيشَةٍ
و عِلمٌ و آدابٌ و صُحبَةُ ماجِدِ

و إِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ و مِحنَةٌ
و قَطعُ الفَيافي و اِكتِسابُ الشَدائِدِ

فَمَوتُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ
بِدارِ هَوانٍ بَينَ واشٍ و حاسِدِ

.....

[الحمدان]

‏فُؤادكَ موجوعٌ و وجهكَ مظلمُ
وَ عَينُكَ بِالدَّمعِ الغزيرِ تحمَّمُ

تَفَاءَل فإنَّ اللهَ ليسَ بغافلٍ
سَيُحدثُ بعدَ العُسرِ يسرًا فتبسُمُ

وكُن ثابتًا جلدًا صبورًا على الأذَى
فذاكَ و أيمُ اللهِ فوزٌ و مغنمُ

فَلولا ظلامُ اللَّيلِ في ساعةِ الدُّجَى
لمَا زَيَّنَ الأفلاكَ بدرٌ وأنجمُ

.....

[الحمدان]

إذا رُمتُ عَنها سَلوَةً قالَ شافِعٌ
مِنَ الحُبِّ ميعادُ السُّلُوِّ المَقابِرُ

سَتَبقى لها في مُضمَرِ القَلبِ و الحشا
سَريرَةُ وُدٍّ يَومَ تُبلَى السَّرائِرُ

.....

[الحمدان]

‏عَلى نسوةٍ أقصى المدينةِ قَطَّعَت
يَدَ الحُسنِ تهيامًا بِمَن هِمتُ أغبِطُه

خَجولٌ و في جُنحِ المَرايا طُيوفُهُ
تُغازلُ ضوءَ الوَجدِ و القلبُ مَسقَطُه

و أَمري تَرَدّى بينَ كِتمانِ صَبوَتي
و بَوحي و خَيرُ الأَمرِ في الحُبِّ أَوسَطُه

.....

[الحمدان]

‏يا رَبُّ نِصفي بَعيدٌ لَستُ أُبصِرُهُ
و لَستُ أَدري مَتى الأَيّامُ تُحضِرُهُ

أَنتَ الَّذي إِن رَأى المَكلومَ مُنكَسِرًا
آوى إِلَيهِ الَّذي بِالوَصلِ يُجبُرُهُ

.....

[الحمدان]

‏أنثاكَ أروعُ ما لديكَ فَضُمَّها
و على ضُلوعِكَ كالبنفسجِ لُمَّها

مَن أنتَ ، قبلَ تَجَلِّياتِ عُيونِها
حتَّى القصيدةَ كنتَ تجهلُ نظمَها

و الآن بَعضُكَ فوقَ مَبسمِ غَيمةٍ
لو قلتَ رَوَّيتَ الفراشةَ و المَها

و أظنُّها و اللهُ أعلمُ أنَّها
تنسى أباها لو صَدقتَ و أمَّها

.....

[الحمدان]

‏أنا عاشقٌ و اللَّيلُ أدمنَ لَوعتي
ما العشقُ إلَّا أن يُشاطِرَكَ السَّهَر

ما ذاقَ حُبًّا مَن تَوسَّدَ لَيلَهُ
تغفُو المَحبَّةُ حِينما يغفو البَصر

دَعنا نُسامِر ليلنا و يحفُّنا
نجمُ السُّها فيطيبُ بالحبِّ السَّمَر

دَعنا نُقاسِم لحنَ شوقٍ بينَنا
الحرفُ أنتَ و لي الرَّبابةُ و الوَتر

.....

[الحمدان]

وجّهتُ وجهي نحو بابكَ راجيًا
و الحالُ لا يخفى و أنت عليمُ

بالرغم من ذنبي فإني واثقٌ
أنَّ الحليمَ على العُصاةِ حليمُ

فأنا الفقيرُ و جئتُ بابك لائِذًا
متضرّعًا وجِلاً فأنت عظيمُ

أرجوكَ عفوًا منكَ يا ربَّ الورى
فامنُن و أكرمني فأنتَ كريمُ

سبحانه

[الحمدان]

‏في قِمَّةِ الأَشغالِ ذِكرُكَ حاضِرٌ
في القَلبِ أَنتَ فَهَل تُراكَ تَغيبُ

ما أَنتَ إِلَّا قِطعَةٌ مِن خافِقي
تَتَباعَدُ الدُّنيا و أَنتَ قَريبُ

.....

[الحمدان]

و صُن ضِحكَة الأطفالِ يا ربّ إنَّها
إذا غرَّدت في موحِشِ الرَّملِ أعشَبا

.....

[الحمدان]

لا أَظلِمُ اللَيلَ وَلا أَدَّعي
أَنَّ نُجومَ اللَيلِ لَيسَت تَغور

لَيلي كَما شاءَت فَإِن لَم تَزُر
طالَ وَإِن زارَت فَلَيلي قَصير

تُصَرِّفُ اللَيلَ عَلى حُكمِها
فَهوَ عَلى ما صَرَّفَتهُ قَدير

يُطَوِّلُ اللَيلَ مُراعاتُهُ
فَكُلُّ أَمرٍ لا يُراعى قَصير

.....

[الحمدان]

أَمّا الجِيادُ فَكُلُّ الناسِ يَحفَظُها
وَفي المَعيشَةِ أَشياءٌ مَناكيرُ

وَكُلُّ قِسمٍ فَلِلعُقبانِ أَكثَرُهُ
وَالحَظُّ شَيءٌ عَلَيهِ الدَهرُ مَقصورُ

.....

[الحمدان]

كَأَنَّما النَقعُ يَوماً فَوقَ أَرؤُسِهِم
سَقفٌ كَواكِبُهُ البيضُ المَباتيرُ

.....

[الحمدان]

يا لَيلَتي تَزدادُ نُكرا
مِن حُبِّ مَن أَحبَبتُ بِكرا

حَوراءُ إن نَظَرَت إلَيكَ سَقَتكَ
سَقَتكَ بِالعَينَينِ خَمرا

وَكَأَنَّ رَجعَ حَديثِها
قِطَعُ الرِياضِ كُسينَ زَهرا

.....

[الحمدان]

إِذا أَبصَرَ المَرءُ المُروءَةَ وَالتُقى
فَإِنَّ عَمى العَينَينِ لَيسَ يَضيرُ

رَأَيتُ العَمى أَجراً وَذُخراً وَعِصمَةً
وَإِنّي إِلى تِلكَ الثَلاثِ فَقيرُ

.....

[الحمدان]

صَحَوتَ وَأَوقَدتَ لِلجَهلِ ناراً
وَرَدَّ عَلَيكَ الصِبا ما اِستَعارا

وَأَصبَحتَ بَسلا عَلى كاعِبٍ
أَشارَت بِكَفٍّ وَهَزَّت سِوارا

.....

[الحمدان]

طالَ هَذا اللَيلُ بَل طالَ السَهَر
وَلَقَد أَعرِفُ لَيلي بِالقِصَر

لَم يَطُل حَتّى جَفاني شادِنٌ
ناعِمُ الأَطرافِ فَتّانُ النَظَر

لِيَ في قَلبِيَ مِنهُ لَوعَةٌ
مَلَكَت قَلبي وَسَمعي وَالبَصَر

وَكَأَنَّ اَلهَمَّ شَخصٌ ماثِلٌ
كُلَّما أَبصَرَهُ النَومُ نَفَر

.....

[الحمدان]

الدَهرُ طَلّاعٌ بِأَحداثِهِ
وَرُسلُهُ فيها المَقاديرُ

مَحجوبَةً تَنفُذُ أَحكامُها
لَيسَ لَنا عَن ذاكَ تَأخيرُ

.....

[الحمدان]

سَلَبتِ عِظامي لَحمَها فَتَرَكتِها
عَوارِيَ في أَجلادِها تَتَكَسَّرُ

وَأَخلَيتِ مِنها مُخَّها فَتَرَكتِها
أَنابيبَ في أَجوافِها الريحُ تَصِفرُ

خُذي بِيَدِي ثُمَّ اِرفَعي الثَوبَ فَاِنظُري
ضَنى جَسَدي لَكِنَّني أَتَسَتَّرُ

وَلَيسَ الَّذي يَجري مِنَ العَينِ ماؤُها
وَلَكِنَّها نَفسٌ تَذوبُ فَتَقطُرُ

.....

[الحمدان]

تُحاوِلُ شَيئاً قَد تَوَلّى فَوَدَّعا
وَهَيهاتَ مِنهُ أَن يَعودَ فَيَرجِعا

خَشُنتَ عَلى التَأديبِ فَهماً وَمَنطِقاً
وَلِنتَ عَلى الأَيّامِ ليتاً وَأَخدَعا

وَأَقبَلَتِ الأَيّامُ تَرتادُ مَصرَعاً
لِجَنبِكَ فَاِرتَد إِذ تَيَقَّنتَ مَضجَعا

.....