هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

وَصَفَ البدرُ حُسنُ وَجهِكَ حتى
خِلتُ أَنّي أّراهُ لَستُ أراكا

وإذا ما تَنَفَّسَ النرجسُ الغَضُّ
تَوَهَّمتُهُ نَسيمَ ثناكا

خُدَعٌ لِلمُنى تُعَلِّلني فيكَ
بإِشراقِ ذا ونكهةِ ذاكا

لأُقيمنَّ ما حَييتُ على الشك
رِ لهذا وذاك إذ حَكَياكَا

.....

[الحمدان]

لا تَحقِرَنَّ امرَأَ مِن أَن تكونَ لَهُ
أُمٌّ منَ الرومِ أو سَوداءُ عَجماءُ

فإنما أُمهاتُ القَومِ أَوعِيَةٌ
مُستودعاتٌ وللأحسابِ آباءُ

فَرُبَّ مُعرِبةٍ لَيست بِمُنجِبَةٍ
ورُبَّما أنجَبَت لِلفَحلِ سَوداءُ

.....

[الحمدان]

يا فَتحُ يا فاتِحاً لبَلوائي
ويا عليماً بِطولِ شَكوائي

الحمدُ للهِ لا شريكَ لهُ
مولاكَ عَبدي وأنتَ مَولائي

.....

[الحمدان]

واللهُ يعلمُ ما أقولُ فإنهُ
جَهدُ الأليَّةِ من حنيفٍ راكعِ

ما إن عصيتُكَ والغُواةُ تُمِدُّني
أسبابها إلا بنيَّةِ طائعِ

فعَلوتُ حتى لم يكن عن مثلِهِ
عفوٌ ولم يشفَع لَديكَ بشافعِ

إلا العلوَّ عن العقوبةِ بعدما
ظفِرَت يداكَ بمُستَكينٍ خاضعِ

ورحَمتَ أطفالاً كأفراخِ القطا
وحنينَ والهةٍ كقوسِ النازعِ

نفسي فداؤكَ إن تَضِلَّ معاذري
وألوذُ منكَ بفضلِ حلمٍ واسعِ

سبحانه

[الحمدان]

لمّا رأيتُ الذنوبَ جلَّت
عن المُجازاةِ بالعِقابِ

جعَلتُ فيه العقابَ عفواً
أقسى منَ الضَّربِ للرِّقابِ

.....

[الحمدان]

ليسَ يُزري السّوادُ بالرّجلِ الشَّهمِ
ولا بالفتى الأديبِ الأريبِ

إن يكن للسوادِ منكَ نصيبُ
فَبياض الأخلاقِ منكَ نصيبي

.....

[الحمدان]

يا خيرَ مُنتَصِفٍ يُهدى له الرَّشَدُ
ويا إماماً به قد أشرَقَ البَلدُ

تشكو إليكَ عميدَ القوم أرمَلَةٌ
عُدِّي عليها فلم يُترك لها سَبَدُ

وابتُزَّ منِّي ضياعي بَعدَ مَنعَتِها
ظُلماً وفُرِّقَ منِّي الأهلُ والولدُ

.....

[الحمدان]

أرى ماءً وبي عَطَشٌ شديدٌ
ولكن لا سبيلَ إلى الورودِ

أما يكفيكِ أنَّكِ تَملِكيني
وأنّ الناسَ كلَّهُمُ عبيدي

وأنَّكِ لو قطعتِ يدي ورجلي
لقلتُ من الرضا أحسنتِ زيدي

.....

[الحمدان]

ألا لا أرى شيئاً ألَذَّ من الوعدِ
ومِن أمَلٍ فيهِ وإن كان لا يُجدي

ومن غفلةِ الواشي إذا ما لقيتهُ
ومن زورتي أبياتها خالياً وَحدي

ومن ضِحكَةٍ في الملتقى ثم سَكتَةٍ
وكِلتاهما عِندي ألذُّ من الشَّهدِ

.....

[الحمدان]

إِنّي استَحَيتُكَ أَن أَفوهَ بحاجَتي
فَإِذا قَرأتَ صَحيفَتي فَتَفَهَّمِ

وَعَلَيكَ عَهدُ اللَهِ إِن أَنبأتَهُ
أَهلَ السَيالَةِ إِن فَعَلتَ وَإِن لَمِ

.....

[الحمدان]

أحب مكارم الأخلاق جهدي
وأكره أن أعيب وأن أعابا

وأصفح عن سباب الناس حلماً
وشر الناس من يهوى السبابا

.....

[الحمدان]

وقالوا كيف حالك قلت خير
نقضي حاجةً وتفوت حاج

اذا ازدحمت هموم الصدر قلنا
عسى يوماً يكون لها انفراج

نديمي هرتي وانيس نفسي
دفاتر لي ومعشوقي السراج

.....

[الحمدان]

لَو هاجَ صَحبُكَ شَيئاً مِن رَواحِلِهم
بِذي شَناصِيرَ أَو بالنَعفِ مِن عُظُمِ

حَتّى يَروا رَبرَباً حوراً مَدامِعُها
وَبِالهُوَينا لَصادوا الوَحشَ مِن أَمَمِ

.....

[الحمدان]

يا أَثلُ لا غِيَراً أُعطى وَلا قوداً
عَلامَ أَو فيمَ إِسرافاً هَرَقتُ دَمي

إِلّا تُريحي عَلَينا الحَقَّ طائِعَةً
دونَ القضاةِ فَقاضِينا إِلى حَكَمِ

صادَتكَ يَومَ المَلا مِن مَثعَرٍ عرضاً
وَقَد تُلاقي المَنايا مَطلَعَ الأَكَمِ

بِمُقلَتَي ظَبيَةٍ أَدماءَ خاذِلَةٍ
وَجيدُها يَتَراعي ناضرَ السَلَمِ

ما أَنجَزَت لَكَ مَوعوداً فَتَشكُرها
وَلا أَنالَتكَ مِنها برَّةَ القَسَمِ

.....

[الحمدان]

قُل لِلَّذي ظَلَّ ذا لَونَينِ يأكُلُني
لَقَد خَلَوتَ بِلَحمٍ عادمِ البَشَمِ

إِيّاكَ لا أُلزَمَن لحيَيكَ مِن لَجَمي
نَكلاً يَنكِّلُ قَرّاصاً مِن اللُجَمِ

يَدُقُّ لحيَيكَ أَو تَنقادُ مُتَّبِعاً
مَشيَ المُقيَّدِ ذي القِردانِ وَالحلَمِِ

إِنّي إِذا ما امرُؤٌ خَفَّت نَعامَتُهُ
إِلَيِّ وَاِستُحصَدت مِنه قوى الوَذَمِ

عَقَدتُ في مُلتَقى أَوداجِ لُبَّتِهِ
طَوقَ الحَمامَةِ لا يَبلى عَلى القِدَمِ

إِنّي امروءٌ لا أَصوغُ الحليَ تَعمَلُهُ
كَفّايَ لَكِن لِساني صائِغَ الكَلِمِ

إِنَّ الأَديمَ الَّذي أَمسيتَ تَقرِضَهُ
جَهلاً لَذو نغَلٍ بادٍ وَذو حلَمِ

وَلا يَئِطُّ بأَيدي الخالِقينَ وَلا
أَيدي الخَوالقِ إِلّا جَيِّدُ الأَدَمِ

.....

[الحمدان]

ظَعَنَ الخَليطُ بلُبِّكَ المُتَقَسِّمِ
وَرَموكَ عَن قَوسِ الخِبالِ بِأَسهُمِ

سَلَكوا عَلى صَفَرٍ كَأَنَّ حُمولَهُم
بالرَضمَتَينِ ذُرى سَفينٍ عُوَّمِ

.....

[الحمدان]

هُمو نَبَتوا فرعاً بِكُلِّ شَرارَةٍ
حَرامَ فَأَشبى فَرعُها وَأَرومُها

.....

[الحمدان]

وَكَيفَ وَقَد صاروا عِظاماً وَأَقبُراً
يَصيحُ صَداها بالعَشيِّ وَهامُها

تَفانَوا وَلَم يَبقوا وَكُلُّ قَبيلَةٍ
سَريعٌ إِلى وِردِ الفَناءِ كِرامُها

.....

[الحمدان]

وَكانَت أُمورُ الناسِ مُنبِتَةَ القوى
فَشَدَّ الوَليدُ حينَ قامَ نِظامها

خَليفَةُ حَقٍّ لا خَليفَةُ باطِلٍ
رَمى عَن قَناةِ الدينِ حَتّى أَقامَها

.....

[الحمدان]

وَطارِقِ هَمٍّ قَد قَرَيتُ هِلالَهُ
يَخُبُّ إِذا اِعتَلَّ المَطيُّ وَيَرسِمُ

.....

[الحمدان]

وَمُستَنبِحٍ تَستَكشِطُ الريحُ ثَوبَهُ
لِيَسقُطَ عَنهُ وَهوَ بِالثَوبِ مُعصِمُ

عَوى في سَوادِ اللَيلِ بَعدَ اِعتِسافِهِ
لِيَنبحَ كَلبٌ أَو لِيَفزَعَ نُوَّمُ

فَجاوَبَهُ مُستَسمِعُ الصَوتِ لِلقرى
لَهُ مَعَ إِتيانِ المُهِبِّينَ مَطعَمُ

يَكادُ إِذا ما أَبصَرَ الضَيفَ مُقبِلاً
يُكَلِّمُهُ مِن حُبِّهِ وَهوَ أَعجَمُ

.....

[الحمدان]

أَلا ما لِرَسمِ الدار لا يَتَكَلَّمُ
وَقَد عاجَ أَصحابي عَلَيهِ فَسَلَّموا

بِأَخزَمَ أَو بِالمُنحَنى مِن سوَيقَةٍ
أَلا رُبَّما أَهدى لَكَ الشَوقَ أَخزَمُ

وَغَيَّرَها العَصرانِ حَتّى كَأَنَّها
عَلى قِدَمِ الأَيّامِ بُردٌ مُسَهَّمُ

.....

[الحمدان]

أَغشى الطَريقَ بِقُبَّتي وَرواقِها
وَأَحلُّ في قُلَلِ الرُبا وَأُقيمُ

إِنَّ امرأً جَعَلَ الطَريقَ لِبَيتِهِ
طُنُباً وَأُنكِرَ حَقُّهُ لَلَئيمُ

.....

[الحمدان]

وَعَميمَةٌ قَد سُقتُ فيها عائِراً
غُفلاً وَمِنها عائِرٌ مَوسومُ

طَبَّقتُ مِفصَلَها بِغَيرِ حَديدَةٍ
فَرأى العَدوُّ غَناي حَيثُ أَقومُ

.....

[الحمدان]

إِنّي لَمَيمونٌ جِواراً وَإِنَّني
إِذا زَجَرَ الطَيرَ العِدا لَمشومُ

وَإِنّي لمَلآنُ العِنانِ مُناقِلٌ
إِذا ما وَنى يَوماً أَلَفُّ سئومُ

فَوَدَّ رِجالٌ أَنَّ أُمّي تَقَنَّعَت
بِشَيبٍ يُغَشِّي الرأسَ وَهيَ عَقيمُ

.....

[الحمدان]

أَرى المال وَالإِنسان للدهر نهبةً
فَلا البخل مبقيهِ وَلا الجود خاربه

لكل امرىء رزق وَللرزق جالِبٌ
وَلَيسَ يَفوت المَرءَ ما خَطّ كاتبه

.....

[الحمدان]

وَمَهما أُلامُ عَلى حُبِّهم
فَإِنّي أُحِبُّ بَني فاطِمَهْ

بَني بِنتِ مَن جاءَ بالمُحكَمات
وَبالدينِ وَالسُنَّةِ القائِمَهْ

فَلَستُ أُبالي بِحُبّي لَهُم
سِواهُم مِنَ النَعَمِ السائِمَهْ

.....

[الحمدان]

أَرى الناسَ في أَمرٍ سَحيلٍ فَلا تَزَل
عَلى حَذَرٍ حَتّى تَرى الأَمرَ مُبرَما

وَأَمسِك بأطرافِ الكَلامِ فَإِنَّهُ
نَجاتُكَ مِمّا خِفتَ أَمراً مُجَمجَما

فَإِنَّكَ لا تَستَطيعُ رَدَّ الَّذي مَضى
إِذا القَولُ عَن زَلااتِهِ فارَقَ الفَما

وَكائِن تَرى مِن وافِرِ العِرضِ صامِتاً
وَآخَرَ أَردى نَفسَهُ أَن تَكَلَّما

.....

[الحمدان]

لَمّا رأَيتُ الحادِثاتِ كَنَفنَني
وَأَورَثنَني بُؤسى ذَكَرتُ أَبا الحَكَمْ

سَليلَ مُلوكٍ سَبعَةٍ قَد تَتابَعوا
هُم المُصطَفَونَ وَالمُصَفَّونَ بالكَرَمْ

.....

[الحمدان]

لولا النساءُ لما تَرَنَّمَ شاعرٌ
ولَمَا تَعَلَّقَ بالهوَى الغَلاّبِ

أما الرجالُ فقسوةٌ وصلافةٌ
شتانَ بين الزهرِ والأخشابِ

.....

[الحمدان]

ماذا تفيدُ دموعُ الحزنِ تذرفها
‏أيُرجعُ الدمعُ ما أودى بهِ القدرُ

.....

[الحمدان]

خالِفْ هواكَ إذا دعاكَ لرِيبةٍ
فَلَرُبَّ خَيرٍ في مُخالَفَةِ الهَوَى

.....

[الحمدان]

قل للذي أحصى السنين مفاخرًا
‏يا صاحِ ليس السرّ في السنواتِ

‏لكنه في المرء كيف يعيشها
‏في يقظةٍ أم في عميق سباتِ

.....

[الحمدان]

فَسَوْفَ تَصْفُو اللَّيَالي بَعْدَ كُدْرَتِها
‏وَكُلُّ دَوْرٍ إِذَا ما تَمَّ يَنْقَلِبُ

.....

[الحمدان]

ولربما تأتي المسرة بغتة
و تراك تنسى كل أيام الألم

ثق بالذي أعطاك قلباً طيباً
ستطيب دنيانا وتزدحم النعم

.....

[الحمدان]

وإذا نظرت إلى السماء مناجِيا
ورجوت ربك أن يحقق مأملك

فرأيت مالم ترتجيهِ مع الدعا
وظننت أنّ الحُزن أطفأ مشعلك

لا تجزعن من الحياةِ وضيقها
حاشاه رحمن السما أن يخذلك

ولو اطلعت على الغيوب ولطفها
لعلمت أنّ الخير فيم اختار لك

.....

[الحمدان]

أَيَّامُ عُمْرِكَ تَمْضِي لَا رُجُوعَ لَهَا
فَارْسُمْ بِهَا لَوْحَةً مِنْ أَجْمَلِ الصُّوَرِ

لَا شَيْءَ يَبْقَى سِوَى ذِكْرَاكَ شَاهِدَةٌ
نِعْمَ الشَّهَادَةُ إِنْ تَدْعُو لِمُفْتَخَرِ

للّهِ مَنْ عَاشَ فِي دُنْيَاهُ مُجْتَهِدًا
يَسْمُو بِهِمَّتِهِ العَلْيَا إِلَى القَمَرِ

.....

[الحمدان]

يا لَيتَني زَهْرَةٌ تَساقَتْ
مع النَدى قُبْلَة الحبيبِ

ولَيتَني جَدوَلٌ تَهادىِ
ما بَيْنَ زَهْرٍ وبينَ طيبِ

وذاكَ أني أَراكَ تَرنو
للزَهرِ في غُصنِهِ الرَطيبِ

وتَعْشَقُ النَهْرَ حينَ يجري
مُرَجِعَ اللحْنِ والضُروبِ

وأَنَني مِنْ هُيامِ قَلبي
وَشِدَةِ الوَجْدِ واللهيبِ

أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ
على مُحيَّاكَ يا حبيبي

.....

[الحمدان]

‏إذا الجُودُ لم يُرْزَقْ خَلاصاً من الأذَى
‏فَلا الحَمدُ مكسوباً وَلا المالُ باقِيَا

‏وَللنّفْسِ أخْلاقٌ تَدُلّ على الفَتى
‏أكانَ سَخاءً ما أتَى أمْ تَسَاخِيَا

.....

[الحمدان]

يا قَلبُ ذُب يا مُهجَتي اِنفَطِري
يَا طَرفُ فِض بِالأَدمُعِ الحُمرِ

أَغمَضتُ أَجفاني عَلى مَضَضٍ
وَطَوَيتُ أَحشائي عَلى الجَمرِ

وَخَشيتُ أَنَّ الوَجدَ يَسلِبُني
حِلمي وَيَغلِبُني عَلى أَمري

فَرَجِعتُ أَدراجي أُغالِبُهُ
بِاليَأسِ آوِنَة وَبِالصَبرِ

وَخَرَجتُ لا أَلوي عَلى أَحَدٍ
وَرَضيتُ بَعدَ الزُهدِ بِالكُفرِ

أَشفَقتُ مِن هَمّي عَلى كَبِدي
وَخَشيتُ مِن دَمعي عَلى نَحري

.....

[الحمدان]

عَن أَيِّ ثَغرٍ تَبتَسِم
وَبِأَيِّ طَرفٍ تَحتَكِم

حَسَنٌ يَضِنُّ بِحُسنِهِ
وَالحُسنُ أَشبَهُ بِالكَرَم

أَفديهِ مِن ظُلمِ الوُشاةِ
وَإِن أَساءَ وَإِن ظَلَم

البحتري

[الحمدان]

قال ابن الوردي:

كَمْ مِنْ صديقٍ صدوقِ الودِّ تحسبُهُ
في راحةٍ ولديهِ الهمُّ والنَّكَدُ

لا تغبطنَّ بني الدنيا بنعمتهم
فراحةُ القلبِ لم يظفَر بها أحدُ

[الحمدان]

قال أبو نواس مادحا:

فما جازَهُ جودٌ ولا حلَّ دونَهُ
ولكن يسيرُ الجودُ حَيثُ يَسِيرُ

[الحمدان]

قال أبو ذؤيب الهُذَلِيّ:

وإذا المنيَّةُ أنشبت أظفارَها
ألفَيتَ كُلّ تميمةٍ لا تَنفَعُ

[الحمدان]

وإذا جميل الوجهِ لم
يأتِ الجميل فما جمالُه

ما خير أخلاقِ الفتى
إلا تقاهُ واحتمالُه

.....

[الحمدان]

قال أيوب الجهني:

وإنْ تَجَلَّدَ قلبي عند نازلةٍ
فما تَجَلَّدَ عند الخُرَّدِ الغِيْدِ

وإنَّ أَصْلَبَنا عُودًا وأَغْلَظَهُ
مَن كان عند الغواني لَيِّنَ العُودِ

[الحمدان]

قال ابن الرومي:

يا شبيهَ البدرِ في الحُسن وفي بُغدِ المَنَالِ
جُد فَقَد تَنفَلِقُ الصَّخرَةُ بالمَاءِ الزُّلَالِ

[الحمدان]

قال بشار بن برد:

‏إذا كنتَ في كُلِّ الأمور معاتبًا
صديقَكَ لم تَلْقَ الَّذي لا تُعاتِبُهْ

فعِش واحدًا أو صِلْ أخاك فإنَّهُ
مقارفُ ذَنْبٍ مَرَّةً ومُجانِبُهْ

إذا أنتَ لم تشربْ مرارًا على القذى
ظمِئتَ وأيُّ الناسِ تصفو مشارِبُهْ

[الحمدان]

قيل أن آخر ما قاله ذو الرمة قوله:

يا رَبُّ قَد أَشرَفَت نَفسي وَقَد عَلِمَت
عِلمًا يَقينًا لَقَد أَحصَيتُ آثاري

يا مُخرِجَ الروحِ مِن جِسمي إِذا اِحتَضَرَت
وَفارِجَ الكَربِ زَحزِحني عَنِ النارِ

[الحمدان]

قال أبو تمام يصف معركة عمورية يمدح فيها المعتصم ويذم المنجمين الذين نصحوه
أن لا يفتحها إلا في الصيف:

السَّيفُ أصدَقُ أنباءً مِنَ الكُتُبِ
فِي حَدِّهِ الحدُّ بين الجدِّ واللعِبِ

بيضُ الصفائِحِ لا سُودُ الصحائِفِ فِي
مُتُونِهِنَّ جلَاءُ الشَكِّ والرِّيَبِ

وَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً
بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ

أَينَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ وَما
صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَذِبِ

تَخَرُّصًا وأحاديثًا مُلَفَّقَةً
لَيسَت بِنَبعٍ إِذا عُدَّت وَلا غَرَبِ

عَجائِبًا زَعَموا الأَيّامَ مُجفِلَةً
عَنهُنَّ في صَفَرِ الأَصفارِ أَو رَجَبِ

وَخَوَّفوا الناسَ مِن دَهياءَ مُظلِمَةٍ
إِذا بَدا الكَوكَبُ الغَربِيُّ ذو الذَنَبِ

وَصَيَّروا الأَبرُجَ العُليا مُرَتَّبَةً
ما كانَ مُنقَلِبًا أَو غَيرَ مُنقَلِبِ

يَقضونَ بِالأَمرِ عَنها وَهيَ غافِلَةٌ
ما دارَ في فُلُكٍ مِنها وَفي قُطُبِ

لَو بَيَّنَت قَطُّ أَمراً قَبلَ مَوقِعِهِ
لَم تُخفِ ما حَلَّ بِالأَوثانِ وَالصُلُبِ

فَتحُ الفُتوحِ تَعالى أَن يُحيطَ بِهِ
نَظمٌ مِنَ الشِعرِ أَو نَثرٌ مِنَ الخُطَبِ

فَتحٌ تَفَتَّحُ أَبوابُ السَماءِ لَهُ
وَتَبرُزُ الأَرضُ في أَثوابِها القُشُبِ

يا يَومَ وَقعَةِ عَمّورِيَّةَ اِنصَرَفَت
مِنكَ المُنى حُفَّلًا مَعسولَةَ الحَلَبِ

أَبقَيتَ جَدَّ بَني الإِسلامِ في صَعَدٍ
وَالمُشرِكينَ وَدارَ الشِركِ في صَبَبِ

[الحمدان]

قال الشيخ المكودي المغربي :

لا تسألنّ بُنيَّ آدم حاجةً
وسل الذي أبوابه لا تُحجبُ

الله يغضبُ إن تركت سؤاله
و بُنَيَّ آدم حينَ يُسألُ يغضبُ

[الحمدان]

قال طرفة بن العبد:

إذا القومُ قالوا من فتىً خِلتُ أنني
عُنِيتُ فلم أكسَل ولم أتَبَلَّدِ

[الحمدان]

قال عنترة بن شداد :

لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ
وَلا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ

إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها
عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ

فَتىً يَخوضُ غِمارَ الحَربِ مُبتَسِماً
وَيَنثَني وَسِنانُ الرُمحِ مُختَضِبُ

إِن سَلَّ صارِمَهُ سالَت مَضارِبُهُ
وَأَشرَقَ الجَوُّ وَاِنشَقَّت لَهُ الحُجُبُ

[الحمدان]

قال ابن الكيزاني:

تِه كيفَ شئت دَلالا
لا صبر لي عنك لا لا

إني لأحمَدُ قلبًا
صبَا إليك ومالا

فلست أبغي بحالي
سِواك ما عشتُ حالا

[الحمدان]

قال النابغة الجعدي:

وَلا خَيرَ فِي جَهلٍ إِذَا لَم يَكُن لَهُ
حَلِيمٌ إِذَا ما أَورَدَ الأَمرَ أَصدَرا

وَلا خيرَ فِي حِلمٍ إِذَا لَم تَكُن لَهُ
بَوَادِرُ تَحمي صَفوَهُ أَن يُكَدَّرا

فَفِي الحِلمِ خَيرٌ مِن أُمورٍ كَثيرةٍ
وفِي الجَهلِ أَحيانًا إِذا ما تَعَذَّرا

[الحمدان]

هذه نفسك قد أهملتها

وعلى فعل الدُّنا ربيتها

كم لذِيذًا سالفًا غذيتها

إن أهنى عيشة قضيتها

ذهبت لذّاتها والإِثمُ حلّ

.....

[الحمدان]

قال ابن زمرك:

ذروني فإني بالعلاء خبيرُ
أَسيرُ فإِنّ النَّيِّراتِ تسيرُ

فكم بتُّ أطوي الليل في طلب العُلا
كأني إلى نجْمِ السماء سفيرُ

بعزمٍ إذا ما الليل مَدَّ رِواقَه
يكر على ظلمائه فينيرُ

أخو كلف بالمجد لا يستفزه
مِهاد إذا جَنَّ الظلامُ وثيرُ

[الحمدان]

قال أسامة بن منقذ:

أحبَابَنَا لي عندَ خَطْرةِ ذِكرِكُم
نَفَسٌ تَقومُ له حنَايا أضلُعِي

أُنْسِيتُ بَعدَكُمُ السرورَ وأنكَرَتْ
عَيْنِي الكَرى ونَبا بِجَنبي مَضْجَعِي

ألْقَى نَسيمَ الرّيحِ من تِلقَائِكُم
بخُفُوتِ مكرُوبٍ وأنّةِ مَوجَعِ

وإذا السحابُ سَرى فَنَارُ بُروقِه
من زَفْرتي ومياهُه من أدْمُعي

[الحمدان]

قال شهاب الدين التلعفري:

قاسُوكَ بالبدرِ المنيرِ فأَخطؤوا
والبَدرُ يَعلمُ أنَّ وجهَكَ أضوأُ

[الحمدان]

قال الأعشى:

عُلِّقتُهَا عَرَضًا وَعُلِّقَت رَجُلًا
غَيرِي وَعُلِّقَ أخرَى غيرَهَا الرَّجُلُ

وعُلِّقَتهُ فتاةٌ ما يُحَاوِلُهَا
ومِن بني عمِّهَا مَيتٌ بِهَا وَهِلُ

وعلَّقَتَني أُخَيرَى ما تُلَائمني
فاجتمَعَ الحُبُّ حُبٌّ كُلُّهُ تَبِلُ

[الحمدان]

قال ابو منصور الثعالبي:

لقد طَرِبَ المحبُّ إلى الحبيبِ
كما طَرِبَ المريضُ إلى الطبيبِ

وأذعنَ للهوى القلبُ المعنَّى
كإذعانِ الشبيبةِ للمشيبِ

ألا يا حبَّذا مَسْرى نسيمٍ
نسيبِ الروحِ يا لكَ من نسيبِ

[الحمدان]

قال محمود الوراق:

وَإِذا مَرِضتَ مِنَ الذُّنوبِ فَداوِها
بِالذِّكرِ إِنَّ الذِّكرَ خَيرُ دَواءِ

وَالسُّقمُ في الأَبدانِ لَيسَ بِضائِرٍ
وَالسُّقمُ في الأَديانِ شَرُّ بَلاءِ

[الحمدان]

قال أسامة بن منقذ:

قُل للّوائِم كُفّوا عن مَلامِكُمُ
فإنَّه يَستَثِيرُ الهمَّ والأَسَفَا

لا تُذكروني تَجَنِّيهِ وهَجْرَتَهِ
فحبُّه شَاغِلٌ عن كلِّ ما سَلَفَا

إذا عرضتُ على قلبِي إساءَتَهُ
هَفَا وأنكرَ منها كلَّ ما عَرَفَا

وإن هممتُ بصبرٍ عنه واجَهَنِي
من وجْهِهِ بشفيعٍ زادَني شَغَفَا

[الحمدان]

قال ابن الدهان الموصلي:

كَم بَينَ أَجفانِك مِن صارِم
يسُلُّه اللَحظُ عَلى الهائِمِ

يا ظالِماً حَكَّمتُه فاِعتَدى
إليكَ أَشكو مِنكَ يا ظالِمي

ما أَبعَدَ المَظلومَ مِن حَقِّهِ
إِن كانتِ الدَعوى عَلى الحاكِمِ

لَم أَدرِ مِن أَينَ دَهاني الهَوى
وَجار بي عَن خَطِّهِ السالمِ

[الحمدان]

قال ابن هذيل التجيبي عندما حضرته المنية
وقد ماتت زوجته قبله بزمن :


إذا مِتُّ فادفِنِّي حِذاءَ حَليلَتي
يُخالِطُ عَظمي في التُّرابِ عِظامَها

ولا تَدفِنَنِّي في البَقيعِ فإنَّني
أُريدُ إلى يَومِ الحِسابِ التِزامَها

ورَتِّب ضَريحي كَيفَما شاءَه الهَوى
تَكونُ أَمامي أَو أَكونُ أَمامَها

لَعَلَّ إِلهَ العَرشِ يَجبرُ صَدعَتي
فَيُعلِي مَقامِي عِندَهُ ومَقامَها

[الحمدان]

قال ابن نباتة المصري:

يا قلب أنتَ ومقلتي
متحاربان كما أرى

هاتيك تمنعك الهدوّ
وأنتَ تمنعها الكرى

وأنا الذي قاسيتُ
بينكما العذاب الأكبرا

كفَّا المدامع والأسى
فلقد كفى ما قد جرى

لا آخذَ الرحمن من
مَلَك الحشا فتجبرا

قابلت رونقَ خدِّه
فصبغت دمعي أحمرا

يا ناعس الأجفان قد
حكَمَ الهوى أن أسهرا

ما كانَ أريح عاشقًا
لو أن وصلكَ يُشترى

[الحمدان]

قال أبو فراس الحمداني:

وأعزُّ ما يبقى ودادٌ دائِمٌ
إنَّ المناصبَ لا تدومُ طويلا

[الحمدان]

قال ابن الفارض :

دَعْ عنكَ تَعنيفي وذُقْ طعم الهَوَى
‏فإذا عشِقْتَ فبعدَ ذلكَ عَنّفِ

[الحمدان]

أَسَدٌ في الغيلِ يَحمي أَشبُلاً
قَلَّما يَعتادُهُ فيهِ القَرَمْ

مُطرِقٌ يَكذِبُ عَن أَقرانِه
يَنقُضُ الكَلمَ إِذا الكِلمُ التأَمْ

.....

[الحمدان]

فلو أنَّني أشكو الذي قدْ أصابَني
إلى مَيتٍ في قبرِهِ لبكَى لِيَا

.....

[الحمدان]

وَفارَقتُ الحَبيبَ بِلا وَداعٍ
وَوَدَّعتُ البِلادَ بِلا سَلامِ

المُتنبي

[الحمدان]

عيناكَ بحرٌ لا يُرى شطآنُهُ
وأنا الغريقُ وضاعَ بي مرساني

أنا موجةٌ عاصٍ أنا إعصارُ هوى
لكنّ حبَّك يُطفئُ الطوفانِ

ما جئتُ أملكُ غيرَ صدقِ مشاعري
وحديثَ قلبٍ صادقِ الخفقانِ

إن شئتِ فاصبري على نارِ الهوى
أو فارحلِي فلقد تعوَّدتُ الهَوانِ

لكنْ أراكِ وكلُّ شيءٍ يختفي
فأعيشُ طفلًا في يديكِ ثواني

.....

[الحمدان]

‏فِي الجُبنِ عَارُ وفِي الإِقدَام مَكرَمةٌ
والمرءُ بالجُـبن لاَ ينجُو منَ القَـدرِ

.....

[الحمدان]

وإني لتعروني لذكراكِ رعدةٌ
لها بين جلدي والعظام دبيبُ

فما هو إلا أن أراها فجاءة
فأبهت حتى ما أكاد أجيبُ

عروة بن حزام

[الحمدان]

آهِ من ضيعة المنى وشقائي
خلف زور من بارق الأوهامِ

كلما شمتُ من بروق الأماني
نفحاتٍ مرّت بغير سلامِ

خالد أبو جعفر

[الحمدان]

آهِ ما أخيبني مِنْ غارسٍ
شجرَ الآمالِ لكن ما جَنى

كلما حُدِّثتُ عن نجمٍ بدا
حدَّثتني النفسُ أن ذاك أنا

أملٌ أخشى عليه زَمَني
فلو اسطعْتُ أطلتُ الزَّمَنا

الجواهري

[الحمدان]

رَدُّ الجموحِ الصعبِ أسهلُ مَطلبًا
مِن ردِّ دمعٍ قد أصابَ مَسيلا

.....

[الحمدان]

نقلُ الجبالِ الرواسي عن مواضعها
أخفُّ من نقلِ نفسٍ حين تنصرفُ

هَمّوا بهجري وكانت في نفوسهمُ
بقيةٌ من هوى باقٍ فما وَقفوا

العباس بن الأحنف

[الحمدان]

فدقَّتْ وجلَّتْ واسبكَرَّتْ وأُكمِلَتْ
فلو جُنَ إِنسانٌ من الحسنِ جُنّتِ

الشّنفرى

[الحمدان]

إغراقُهُ بالفكرِ أم إشفاقُهُ
عصَفَا به أم ثَمَّ مَن يشتاقُهُ

مترنّحٌ في مشيِهِ متقلبٌ
في فرشِهِ مستغرقٌ إطراقُهُ

وَحشانُ يأنسُ للأوابدِ قلبُهُ
ويضجُّ إن نادى عليه رفاقُهُ

متقنّعُ بالصمتِ لم يلقَ الكلامَ
على مقاسِ همومِهِ إطلاقُهُ

يلحى إذا طلعَ الصباحُ حياتَهُ
ويرقُّ إن حلّ الدجى خفّاقُهُ

خالد أبو جعفر

[الحمدان]

يا حبيبا تجنّى مال بل ملَّ منا
ونأى إذ رمانا بالهوى فاستكَنّا

واستفز الأماني طربًا ويحهنّ
كُنّ مكنونَ قلبي فسقى يومَ كنّ

خالد أبو جعفر

[الحمدان]

أيها المشتهي رجوع زمان
من صباه فيه مسرة نفسه

ليت لي من صباي بعض سرور
أرتجي لو يعود ذاهب أمسه

كان أنسي لقاء موتي فقل لي
من صبيّ في موته كل أنسه

.....

[الحمدان]

فدعِ الزواج أخا القوافي إنه
أجَلٌ أتاكَ يمدُّ كفّاً ناعما

.....

[الحمدان]

أَبِالبُخلِ تَطلُبُ ما قَدَّمَت
عَرانينَ جادَت بِأَموالِها

فَهَيهاتَ خالَفتَ فِعلَ الكِرامِ
خِلافَ الجِمالِ بِأبوالِها

.....

[الحمدان]

ليس لي مالٌ سوى كرمي
فيه أمنٌ لي من العدمِ

لا أقول الله يظلمني
كيف أشكو غير متَّهمِ

قنِعت نفسي بما رزِقَت
وتمطِّت في العلى هِمَمي

ولبستُ الصبرَ سابغةً
فهي من قرني إلى قدمي

فإذا ما الدهر عاتبني
لم يجدني كافر النعمِ

.....

[الحمدان]

أَسَدانِ فِي ضِيقِ الْمَكَرِّ تَجاوَلا
وَكِلاهُما كُفْءٌ كَرِيمٌ باسِلُ

فَتَخالَسا سَلَبَ النُّفُوسِ كِلاهُما
وَسْطَ الْمَجالِ مُجالِدٌ وَمُقاتِلُ

وَكِلاهُما حَسَرَ الْقِناعَ حَفِيظَةً
لَمْ يُثْنِهِ عَنْ ذاكَ شُغْلٌ شاغِلُ

فَاذْهَبْ عَلِيُّ فَما ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ
قَوْلٌ سَدِيدٌ لَيْسَ فِيهِ تَحامُلُ

.....

[الحمدان]

أَلا مُخْبِرٌ بَعْدَ الْفِراقِ يُخَبِّرْنا
فَمَنْ ذا الَّذِي يا قَوْمُ أَشْغَلَكُمْ عَنَّا

فَلَوْ كُنْتُ أَدْرِي أَنَّهُ آخِرُ اللِّقا
لَكُنَّا وَقَفْنا لِلْوداعِ وَوَدَّعْنا

أَلا يا غُرابَ الْبَيْنِ هَلْ أَنْتَ مُخْبِرِي
فَهَلْ بِقُدُومِ الْغائِبِينَ تُبَشِّرْنا

لَقَدْ كانَتِ الْأَيَّامُ تَزْهُو لِقُرْبِهِمْ
وَكُنَّا بِهِمْ نَزْهُو وَكانُوا كَما كُنّا

أَلا قاتَلَ اللَّهُ النَّوَى ما أَمَرَّهُ
وَأَفْجَعَهُ ماذا يُرِيدُ النَّوَى مِنَّا

ذَكَرْتُ لَيالِي الْجَمْعِ كُنَّا سَوِيَّةً
فَفَرَّقَنا رَيْبُ الزَّمانِ وَشَتَّتْنا

لَئِنْ رَجَعُوا يَوْماً إِلَى دارِ عِزِّهِمْ
لَثَمْنا خِفافاً لِلْمَطايا وَقَبَّلْنا

وَلَمْ أَنْسَ إِذْ قالُوا: ضِرارٌ مُقَيَّدٌ
تَرَكْناهُ فِي دارِ الْعَدُوِّ وَيَمَّمْنا

فَما هَذِهِ الْأَيَّامُ إِلَّا مُعارَةً
وَما نَحْنُ إِلَّا مِثْلُ لَفْظٍ بِلا مَعْنَى

أَرَى الْقَلْبَ لا يَخْتارُ فِي النَّاسِ غَيْرَهُمْ
إِذا ما ذَكَرْهُمْ ذاكِرٌ قَلْبِيَ الْمُضْنَى

سَلامٌ عَلَى الْأَحْبابِ فِي كُلِّ ساعَةٍ
وَإِنْ بَعُدُوا عَنَّا وَإِنْ مُنِعُوا مِنَّا

.....

[الحمدان]

وَإِنَّا مَعْشَرٌ مَنْ ماتَ مِنَّا
فَلَيْسَ يَمُوتُ مَوْتَ الْمُسْتَكِينِ

وَإِنِّي إِنْ يُقالُ قَضَى ضِرارٌ
لَباكِيَةٌ بِمُنْسَجِمٍ هَتُونِ

وَقالُوا لِمْ بُكاكِ فَقُلْتُ مَهْلاً
أَما أَبْكِي وَقَدْ قَطَعُوا وَتِينِي

.....

[الحمدان]

وإنّي لَمن قوم تشيبُ سراتُهم
كذاك ومنهم نائل وفَعَالُ

ولو لَقَيت ما كنتُ ألقى من العدَى
إذاً شابَ منها مَفرقٌ وقَذالُ

ولكنها في كلَّةٍ كُلَّ شتوةٍ
إِذاً شابَ منها مَفرقٌ وقَذالُ

تُصانُ وتُعَل المسكَ حتى كأنّها
إذا وضَعَت عَنها النصيفَ غَزَالُ

.....

[الحمدان]

إذا ما خرجنا خَرَّت الأكم سُجّداً
لُغرَّ علا حَيزومُه وعلاجُمه

لإذا نحن سِرنا بين شرق ومغربٍ
تحرَّكَ يقظانُ التراب ونائمه

وتفزع منا الانسُ والجنُّ كلُّها
ويُشربُ مهجورُ المياه وعائمه

ستمنعُ مُرَّى والشموس أخاهما
إذا حكم السلطان حكماً يُضاجمهُ

.....

[الحمدان]

أأَن كنا لَكُم لَجأ وكهفا
إذا خَرجت مُخبأَةُ الحجالِ

وكُنّا المدركينَ بكل وترٍ
شآكم في دهوركُمُ الخوالي

وكُنا فَخرُ فاخركم إذا ما
نبا بالفخر طلابُ المعالي

أبحتم حُرمَة الأعراض منّا
وأظهرتم لنا خنعَ المَقال

وأضمرتم لنا الشنآن لمَّا
فرعناكم إلى السور العَوالي

فأعفُونا من الأموالِ فينا
وسامُونا إلى شرفَ الفعالِ

فَمَا ذَنبُ الجواد إلى أخيه
إذا جريا وكل غير آل

.....

[الحمدان]

تَنفسَ الصبحُ، والرَّحمنُ أكرمَنا
بالخيرِ، بالفضلِ، بالإيمانِ، بالنِّعَمِ

يا ربِّ حمدًا كما يَرضيكَ خالقَنا
أكرمتَنا بالرِّضا يا واسعَ الكرمِ

سبحانه

[الحمدان]

وصن ماء وجهك مهما بقيت
تعز وتسلم ولا تغتبن

.....

[الحمدان]

عن بالجميل إذا ما حضرت
وجد بالسكوت إذا لم تعن

وزن ما تقول قبل الكلام
فقد يعدم الرأي من لم يزن

.....

[الحمدان]

وما كثرة التحقيق في العلم نافع
إذا لم يكن من بذره العمل المرضي

فإن انسكاب الغيث ليس بنافع
إذا كان وقع الماء في سبخ الأرض

.....

[الحمدان]

هو الشوق حتى يستوي القرب والبعد
وصدق الوفا حتى كأن القلى ود

فلا رقدت عين يؤرقها هوى
ولا خمدت نار يسعرها خد

ألا في سبيل الأعين النجل ما جرى
بمنعرج الجرعاء حيث انطوي العهد

عشية أدناني وأقصاهم الهوي
برغمي وأرضاهم وأسخطني البعد

تذكر عيشاً قد طوى نشره النوي
وعفراً عفا من سربها الأجرع الفرد

.....

[الحمدان]

خليلي نجدٌ تلك أم أنا حالم
لقد كذبتني العين ما هذه نجد

بلى هذه نجد فأين ظباؤها
أحجبها عزام اغتالها فقد

وما صنعت من بعدنا تلكم الدما
وكيف ذوت هاتيكم القضب الملد

أرثت يد الأيام برد جمالها
وخيط بأيدي الحادثات لها برد

كأن قد أضل البين في عرصاتها
مني أو عليها في فؤاد النوي حقد

لقد خلدت مما دهاك جهنم
بأحشائنا يا جنة فاتها الخلد

[الحمدان]

إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتي
كأنك مملوك لكل رفيق

وكن مثل طعم الماء عذباً مبرداً
على الكبد الحري لكل صديق

.....

[الحمدان]

إذا المرء لم يكرم صديقاً ولم يهن
عدواً ولم يبرز لخصم يحاربه

فذاك الذي إن عاش لا يعتني به
ولم تبكه إن مات يوما أقاربه

.....

[الحمدان]

هو الدهر يأتي صرفه بالعجائب
يشوب بمر السلب حلو الموهب

بلوناه طوراً سالباً إثر واهب
يمر وطوراً واهباً إثر سالب

فذاك حياة المجد من قد فقدتها
وشكرا فقد كانت ختام المصائب

.....

[الحمدان]

وبكرة ما رأى الراؤن مشبهها
كأنها سرقت سراً من الزمن

غيم وطل وروض مونق وهوى
يجري مع الروح مجرى الروح في البدن

غنت بها الطير ألحاناً وساعدها
رقص الغصون على إيقاعها الحسن

لقد سكرنا وما الصهباء دائرة
فيها ولا نغمات العود في اذن

.....

[الحمدان]

تلك المطايا البزل أم سفن طغى
بها الآل تخفى تارة وتبين

تمور لرجع الحدو حتى كأنما
عراها بأصوات الحداة جنون

إذا لمحت برق العواصم لم تكد
مناسمها تقوى بهن حزون

تلفت تلقاء الشآم كأنما
تخلى لها بالرقمتين جنين

.....

[الحمدان]

ما اعجب الدهر في تصرفه
والدهر لا تنقضي عجائبه

فكم رأينا في الدهر من أسد
بالت على رأسه ثعاليه

.....

[الحمدان]

إذا كنت في بلدة نازلا
وحلى الشتاء حلول المقيم

فلا تبرزنّ إلى أن ترى
من الصحو يوما صحيح الأديم

فكم زلقة في حواشي الطريق
ترد الثياب يخزي عظيم

وكم من لئيم غدا راكبا
يحبّ البلاء لماش كريم

.....

[الحمدان]

أشيب ولم أقض الشباب حقوقه
ولم يمض من عهد الشباب قديم

تفاريق شيب في السواد لوامعٌ
وما خير ليل ليس فيه نجوم

.....

[الحمدان]

من لي برد الصبا واللهو والغزل
هيهات ما فات من أيامك الأول

طوى الجديدان ما قد كنت انشره
وأنكرتني ذوات العين النجل

وقد نهاني النهى عنها وأدبني
فلست أبكي على رسم ولا ظلل

.....

[الحمدان]

ما لي أرى ذمتي يستمطرون دمي
ألست أولاهم بالقول والعمل

كيف السبيل إلى ورد خبعثنة
طلائع الموت في أنيابه العصل

وما يريدون لولا الحين من أسد
بالليل مشتمل بالجمر مكتحل

لا يشرب الماء إلا من قليب دم
ولا يبيت له جار على وجل

لولا الإمام ولولا حق طاعته
لقد شربت دما أحلى من العسل

.....

[الحمدان]

غزالٌ ما اجتلاه الطرفُ إلا
تحيرني ملاحةُ وجنتيهِ

خذوا بدمي محاسنه وخصوا
مقبله وبردَ ثنيتيهِ

.....

[الحمدان]

محبٌّ نال مكتتماً صفاه
وأسعده الحبيب على هواه

أضاع اللهوُ أنفسَ ما يعاني
وما عذرُ المضيع لما عناه

فأصبح لا يلام بما جناهُ
من التقصير إنسان سواهُ

أسر ندامةَ الكسعي لما
رأت عيناه ما فعلت يداهُ

.....

[الحمدان]

كلما قلت على الذكرى سلام
هتفت بالقلب أيام خوال

لم تدم لي يا حبيبي غير ذكرى
ليت شعري هل أرى تلك المجالي

قد تراءت لي على بعد المدى
ما أحيلاها إذا مرت ببالي

يا لذكرى القلب أيام لقا
كل ما فيها نعيم لخيالي

يا حبيبي هل نسيت الأمس لما
كنت نجمي بين سمار الليالي

وضفاف النيل مهوى حبنا
وعلى شطيه ساعات الوصال

حين ترنو لي بطرف ساحر
ورنت عيني بقلب غير خالي

ليتني والبعد يفري خافقي
بالذي لاقيت من ذات الجمال

أعرف الحب هنيئا طيبا
لا أجافيه لغدر أو مطال

يا حبيبي بالذي آتاك حسنا
يأسر القلب بألوان الدلال

ارع حبي ذاكرا أيامنا
فعلى ذكراك للعهد اتكالي

عبدالله الفيصل

[الحمدان]

يا طير هيجت آلامي وأشجاني
بما تغنيه من ألحان ولهان

بي مثل ما بك من أحزان مغترب
فالكل منا وحيد ما له ثان

بعثت شكواي ألحانا مرتلة
وأنت شكواك ترجيع لألحاني

تشكو فراق رفيق كنت تألفه
أما أنا فشكاتي بعد أوطاني

أين المصيف وأيام به سلفت
وأين يا طير أحبابي وخلاني

أين الجبال التي تكسو أعاليها
بمذهب من كثيف السحب هتان

وأين مني شهار أين هضبته
يا حبذا فيه أفراحي وأحزاني

وأين مني(....)؟ أين مجلسنا
في ظلمة الليل أرعاها وترعاني

وأينلا أين ساعات مفضلة
كانت بما راح فيها خير أزماني

أيام كنا وذاك الروض يجمعنا
جمع الأزاهر في ساحات نيسان

إن عز يوما على الأيام عودتها
فالحلميا طير أدناها وأدناني

عبدالله الفيصل

[الحمدان]

يا ناعس الطرف قد فازت أعادينا
واستبشروا بمناهم في تجافينا

وكف عنا كؤوس الصفو ساكبها
وعاد بالشجو والأحزان يسقينا

وودعتنا أماني الوصل مسرعة
حتى غدونا بمنأى عن أمانينا

واستسلمت لظلام اليأس انفسنا
إلا العلالات من ذكرى تلاقينا

وكان بالأمس شادي الورق يطربنا
لكنه إن يغني اليوم يشجينا

فقد سمعتم إلى إرجاف عاذلنا
وقد أطعتم وشايات الهوى فينا

ما كان ظني بكم يا منتهى أملي
أن الوشاة تقصيكم فتقصينا

وأن ما زعم الحساد مقتدر
أن يطمئت إليه قلبكم حينا

وأنكم تؤثرون الشك إن عرضت
به البوارق من إرعاد لاحينا

وأنكم قد صممتم عن معاذرنا
لم تسمعوها واسمعتم أهاجينا

زعمتمونا نقضنا عهدهم وغدا
لنا بغيركمو شكل يعينا

و ما عنانا سواكم في الدنى أحد
ولا غرينا به أن بات يغرينا

إنا وإياكم نجمان في فلك
يديره الحب في آفاق ماضينا

مهما اختصمنا فإن الشوق يجمعنا
أو افترقنا فإن الحب يدنينا

فما ترى اليوم من صبري ومن جلدي
فللكرامة فضل من تأسينا

عبدالله الفيصل

[الحمدان]

أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي
أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي

يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي
وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي

وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي
ِإلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِنِّ

وَقَدْ كَادَ الشَّبَابُ لِغَيْرِ عَوْدٍ
يُوَلِّي عَنْ فَتَىً في غَيْرِ أَمْنِ

وَهَا أَنَا فَاتَنِي القَدَرُ المُوَالِي
بِأَحْلاَمِ الشَّبَابِ وَلَمْ يَفُتْنِي

كَأَنَّ صِبَايَ قَدْ رُدَّتْ رُؤاهُ
عَلَى جَفْنِي المُسَهَّدِ أَوْ كَأَنِّي

يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِي
وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي

وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ
أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي

كَأَنِّي طَافَ بِي رَكْبُ اللَيَالِي
يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَعَنِّي

عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي
وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي

وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَوْلاً
وَلَكِنِّي شَقِيـتُ بِحُسْنِ ظَنِّي

وَبِي مَمَّا يُسَاوِرُنِي كَثِـيرٌ
مِنَ الشَّجَـنِ المُؤَرِّقِ لاَ تَدَعْنِي

تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي
وَتَشْقَى بِالظُّنُـونِ وَبِالتَّمَنِّي

أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيحٌ
حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي

عبدالله الفيصل

[الحمدان]

يا ناعس الطرف قد فازت أعادينا
واستبشروا بمناهم في تجافينا

وكف عنا كؤوس الصفو ساكبها
وعاد بالشجو والأحزان يسقينا

وودعتنا أماني الوصل مسرعة
حتى غدونا بمنأى عن أمانينا

واستسلمت لظلام اليأس انفسنا
إلا العلالات من ذكرى تلاقينا

وكان بالأمس شادي الورق يطربنا
لكنه إن يغني اليوم يشجينا

فقد سمعتم إلى إرجاف عاذلنا
وقد أطعتم وشايات الهوى فينا

ما كان ظني بكم يا منتهى أملي
أن الوشاة تقصيكم فتقصينا

وأن ما زعم الحساد مقتدر
أن يطمئت إليه قلبكم حينا

وأنكم تؤثرون الشك إن عرضت
به البوارق من إرعاد لاحينا

وأنكم قد صممتم عن معاذرنا
لم تسمعوها واسمعتم أهاجينا

زعمتمونا نقضنا عهدهم وغدا
لنا بغيركمو شكل يعينا

و ما عنانا سواكم في الدنى أحد
ولا غرينا به أن بات يغرينا

إنا وإياكم نجمان في فلك
يديره الحب في آفاق ماضينا

مهما اختصمنا فإن الشوق يجمعنا
أو افترقنا فإن الحب يدنينا

فما ترى اليوم من صبري ومن جلدي
فللكرامة فضل من تأسينا


عبدالله الفيصل

[الحمدان]

فكأنّني ألِفٌ ولامٌ في الهوى
وكأنَّ موعِد وصلكُم تنوين

.....

[الحمدان]

فؤادي وهل في ضلوعِي فؤادٌ
لقد كدتُ أنساهُ لولا الصَّدى

.....

[الحمدان]

ليس الغريبُ الذي تنأى الدِّيار بهِ
إنّ الغريبَ قريبٌ غيرُ مَودُودِ

.....

[الحمدان]

البَذلُ عَذبٌ وللمَجهودِ عاقِبَةٌ
وتُستطابُ ثمارُ السّعي بالمُقَلِ

.....

[الحمدان]

لا تَرتَجي مِن عبادِ اللّه مَسألةً
فَالعبدُ عَبدٌ وربُّ العَبدِ مَن يَهَبُ

سبحانه

[الحمدان]

وَلي واحِدٌ ما لي مِنَ الناسِ غَيرُهُ
أَرى أَنَّهُ الدُنيا وَإِن قُلتُ واحِدُ

.....

[الحمدان]

هُوَ اللَهُ رَبّي وَالقَضاءُ قَضاؤُهُ
وَرَبّي عَلى ما كانَ مِنهُ حَميدُ

سبحانه

[الحمدان]

ولقدْ سالتُ اللّهَ جمعَ شتاتِنا
علنًا وسِرًّا بالدّعـاءِ اُتمتـمُ

يا ربّ فاجمعني بهِ في محفلٍ
انتَ الكريمُ وانتَ برٌّ مُنعِـمُ

آمين

[الحمدان]

لو أنَّ عيني إليك الدهرَ ناظرةٌ
جاءَت وفاتي ولم أشبَع من النظرِ

.....

[الحمدان]

فضياعُ عمري في سبيلك هيّنٌ
لكنّني أخشى ضياعك من يدي

.....

[الحمدان]

إِنِّي زَعِيمٌ لَئِنْ لَمْ يَجْتَنِبْ سَخَطِي
أَنْ تُزْهِقَ السَّاقَ يَوْماً نَعْلُهُ زَلَلا

فِي مَأْقِطٍ يُبْتَلَى أَهْلُ الْحِفاظِ بِهِ
وَيَحْشِدُ الْجَهْدُ فِيهِ الْوانِيَ الْوَكِلا

وَإِنْ أَرادَ اعْتِراضاً دُونَ ذِي حُرَمٍ
فَلَنْ أُحَمِّلَهُ إِلَّا الَّذِي احْتَمَلا

.....

[الحمدان]

وَإِنِّي لَأَرْجُو مِنْ مَلِيكِي وَخالِقِي
وَمِن فارِسِي الْمَوْسُومِ فِي الصَّدْرِ هاجِسُ

دَلَفْتُ لَهُ تَحْتَ الْغُبارِ بِطَعْنَةٍ
عَلَى ساعَةٍ فِيها الطِّعانُ يُخالِسُ

.....

[الحمدان]

وَلَمَّا أَتانِي أَنَّ مَوْتاً وَرَهْطَهُ
بَنِي باسِلٍ جَرُّوا جُنُودَ الْأَعاجِمِ

نَهَضْتُ إِلَيْهِمْ بِالْجُنُودِ مُسامِياً
لِأَمْنَعَ مِنْهُمْ ذِمَّتِي بِالْقَواصِمِ

فَجِئْنا إِلَيْهِمْ بِالْحَدِيدِ كَأَنَّنا
جِبالٌ تَراءَى مِنْ فُرُوعِ الْقَلاسِمِ

فَلَمَّا لَقِيناهُمْ بِها مُسْتَفِيضَةً
وَقَدْ جَعَلُوا يَسْمُونَ فِعْلَ الْمُساهِمِ

صَدَمْناهُمُ فِي واجِ رَوْذَ بِجَمْعِنا
غَداةَ رَمَيْناهُمْ بِإِحْدَى الْعَظائِمِ

فَمَا صَبَرُوا فِي حَوْمَةِ الْمَوْتِ ساعَةً
لِحَدِّ الرِّماحِ وَالسُّيُوفِ الصَّوارِمِ

كَأَنَّهُمُ عِنْدَ انْبِثاثِ جُمُوعِهِمْ
جِدارٌ تَشَظَّى لِبْنُهُ لِلْهَوادِمِ

أَصَبْنا بِها مَوْتاً وَمَنْ لَفَّ جَمْعَهُ
وَفِيها نِهابٌ قِسْمُهُ غَيْرُ عاتِمِ

تَبِعْناهُمُ حَتَّى أَوَوْا فِي شِعابِهِمْ
نُقَتِّلُهُمْ قَتْلَ الْكِلابِ الْجَواحِمِ

كَأَنَّهُمُ فِي واجِ رَوْذَ وَجَوِّهِ
ضَئِينٌ أَصابَتْها فُرُوجُ الْمَخارِمِ

.....

[الحمدان]

شَهِدْتُ بِأَنَّ اللهَ حَقٌّ وَإِنَّنِي
لِآلِهَةِ الْأَحْجارِ أَوَّلُ تارِكِ

وَشَمَّرْتُ عَنْ ساقِ الْإِزارِ مُهاجِراً
إِلَيْكَ أَجُوبُ الْقَفْرَ بَعْدَ الدَّكادِكِ

لِأَصْحَبَ خَيْرَ النَّاسِ نَفْساً وَوالِداً
رَسُولَ مَلِيكِ النَّاسِ فَوْقَ الْحَبائِكِ

.....

[الحمدان]

أَطَعْنا رَسُولَ اللهِ لَمَّا تَقَطَّعَتْ
بُطُونُ الْأَعادِي بِالظُّبَى وَالْخَواطِرِ

فَنَحْنُ قَبِيلٌ قَدْ بُنِي الْمَجْدُ حَوْلَنا
إِذا اجْتُلِبَتْ فِي الْحَرْبِ هامُ الْأَكابِرِ

بَنُو الْحَرْبِ نَفْرِيها بِأَيْدٍ طَوِيلَةٍ
وَبِيضٍ تَلالا فِي أَكُّفِّ الْمَغاوِرِ

تَرَى حَوْلَهُ الْأَنْصارَ تَحْمِي أَمِيرَهُمْ
بِسُمْرِ الْعَوالِي وَالصِّفاحِ الْبَواتِرِ

إِذا الْحَرْبُ دارَتْ عِنْدَ كُلِّ عَظِيمَةٍ
وَدارَتْ رَحاها بِاللُّيُوثِ الْهَواصِرِ

تَبَلَّجَ مِنْهُ اللَّوْنُ وَازْدادَ وَجْهُهُ
كَمِثْلِ ضِياءِ الْبَدْرِ بَيْنَ الزَّواهِرِ

.....

[الحمدان]

أَجارَتَنا مَنْ يَجْتَمِعْ يَتَفَرَّقِ
وَمَنْ يَكُ وَهْناً لِلْحَوادِثِ يُغْلِقِ

وَمَنْ لا يَزَلْ يُوفِي عَلَى الْمَوْتِ نَفْسَهُ
صَباحَ مَساءَ يا بْنَةَ الْخَيْرِ يَعْلَقِ

أَجارَتَنا كُلُّ امْرِئٍ سَتُصِيبُهُ
حَوادِثُ إِلَّا تَكْسِرِ الْعَظْمَ تُعْرِقِ

وَتَفْرِقُ بَيْنَ النَّاسِ بَعْدَ اجْتِماعِهِمْ
وَكُلُّ جَمِيعٍ صالِحٌ لِلتَّفَرُّقِ

فَلا السَّالِمُ الْباقِي عَلَى الدَّهْرِ خالِدٌ
وَلا الدَّهْرُ يَسْتَبْقِي جَنِيناً لِمُشْفِقِ

.....

[الحمدان]

يا خَيْرَ مَنْ مَرِحَتْ كُمْتُ الْجِيادِ بِهِ
عِنْدَ الْهِياجِ إِذا ما اسْتُوقِدَ الشَّرَرُ

إِنَّا نُؤَمِّلُ عَفْواً مِنْكَ تُلْبِسُهُ
هَذِي الْبَرِيَّةَ إِذْ تَعْفُو وَتَنْتَصِرُ

فاعْفُو عفا اللهُ عَمَّا أَنْتَ راهِبُهُ
يَوْمَ الْقِيامَةِ إِذْ يُهْدَى لَكَ الظَّفَرُ

.....

[الحمدان]

وَذَكَّرتُهُ بِاللَهِ بَيني وَبَينَهُ
وَما بَينَنا مِن مُدَّةٍ لَو تَذَكَّرا

وَبِالمَروَةِ البَيضاءِ يَومَ تَبالَةٍ
وَمَحبَسَةِ النُعمانِ حَيثُ تَنَصَّرا

.....

[الحمدان]

تَمارَيتُمُ في العِزِّ حَتّى هَلَكتُمُ
كَما أَهلَكَ الغارُ النِساءَ الضَرائِرا

فَإِن يَكُ فيكُم عِزَّةٌ وَهيَ فيكُمُ
فَإِنَّ لَنا عِزّاً عَزيزاً وَناصِرا

حُماةٌ يَشُبّونَ الحُروبَ وَسادَةٌ
يَجُرُّ عَلَيهِم آخَرونَ الجَرائِرا

.....

[الحمدان]

فَإِن كُنتَ تَشكو مِن خَليلٍ مَخانَةً
فَتِلكَ الحَواري عَقُّها وَنُصورُها

.....

[الحمدان]

وَمَطوِيَّةٍ طَيَّ القَليبِ حَبَستُها
لِذي حاجَةٍ لَم أَعيَ أَينَ مَصادِرُه

.....

[الحمدان]

الشاتِمِيَّ وَمِن دوني ذُرا حَضَنٍ
وَالفِعلُ مُختَلِبٌ وَالقَولُ مَأثورُ

أَنتُم مَجاهيلُ حَرّامونَ ثاوِيَكُم
وَفي الحُروبِ مَقاليعٌ عَواويرُ

لا تَبرَحونَ عَلى أَبوابِ مَلأَمَةٍ
تَعازَرونَ بِها ما لَألَأَ الفَورُ

كَأَنَّكُم نَبَطِيّاتٌ بِمَزرَعَةٍ
قُشرُ الأُنوفِ دَراديرٌ مَآديرُ

تَرى صُدورَهُمُ سُمراً مُحَشَّرَةً
وَفي أَسافِلِهِم نَشرٌ وَتَشميرُ

إِذ هُم شَعاريرُ بِالأَشرافِ تَبطَحُهُم
زُرقُ الأَسِنَّةِ وَالبيضُ المَباتيرُ

تَدعو أَواخِرَهُم أَولاهُمُ جَزَعاً
وَالخَيلُ مُكرَهَةٌ وَالمَوتُ مَحذورُ

وَالمُقصِياتُ إِذا ما العُسرُ دارَ بِنا
وَالمَكرُماتُ إِذا دارَ المَياسيرُ

وَالحامِلاتُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ
فيهِ إِسارٌ وَتَقتيلٌ وَتَعفيرُ

.....

[الحمدان]

أَتَتنا قُرَيشٍ حافِلينَ بِجَمعِهِم
عَلَيهِم مِنَ الرَحمَنِ واقٍ وَناصِرُ

فَلَمّا دَنَونا لِلقِبابِ وَأَهلِها
أُتيحَ لَنا رَيبٌ مَعَ اللَيلِ ناجِرُ

أُتيحَت لَنا بَكرٌ وَحَولَ لِوائِها
كَتائِبُ يَخشاها العَزيزُ المُكاثِرُ

جَثَت دونَهُم بَكرٌ فَلَم نَستَطِعهُمُ
كَأَنَّهُمُ بِالمَشرَفِيَّةِ سامِرُ

وَما بَرِحَت خَيلٌ تَثورُ وَتَدَّعي
وَيَلحَقُ مِنهُم أَوَّلونَ وَآخِرُ

لَدُن غَدوَةً حَتّى أَتى اللَيلُ وَاِنجَلَت
عَمايَةُ يَومٍ شَرُّهُ مُتَظاهِرُ

وَما زالَ ذاكَ الدَأبُ حَتّى تَخاذَلَت
هَوازِنُ وَاِرفَضَّت سُلَيمٌ وَعامِرُ

وَكانَت قُرَيشٌ يَفلِقُ الصَخرَ حَدُّها
إِذا أَوهَنَ الناسَ الجُدودُ العَواثِرُ

وَكانَت قُرَيشٌ لَو ظَهَرنا عَلَيهِمُ
شِفاءً لِما في الصَدرِ وَالبُغضُ ظاهِرُ

.....

[الحمدان]

أَبي فارِسُ الضَحياءِ يَومَ هُبالَةٍ
إِذا الخَيلُ في القَتلى مِنَ القَومِ تَعثَرُ

.....

[الحمدان]

إذا ضاقتْ بِكَ الأبوابُ أرْضًا
‏فَبَابُ اللهِ دَومًا لا يَضيقُ

‏فَقُمْ للبابِ وابْتَهلِ اضطرارًا
‏بإخلاصٍ كَما يدعو الغَريقُ

‏وأبْشِرْ سَوفَ تَنْهَمِرُ العطايا
‏فَمَنْ تدعوهُ مَنَّانٌ رَفِيقُ

سبحانه

[الحمدان]

فإذا وقَفتَ بباب ربِّكَ سائلًا
‏جهِّز فؤادكَ لا تُجهِّز أحرفك

‏وكِّله أمرَ الغَمغمَاتِ وثِق بهِ
‏فالله يعلمُ كل حزنٍ أرجفَك

سبحانه

[الحمدان]

دعِ اللَّومَ إن اللَّومَ عونُ النوائِبِ
ولا تتجاوز فيه حدَّ المُعاتِبِ

فما كلُّ من حطَّ الرحالَ بمخفِقٍ
ولا كلُّ من شدَّ الرحال بكاسبِ

ابن الرومي

[الحمدان]

أينَ الملوكُ التي دانت لعزَّتها
من كل أوب إليها وافدٌ يفد

حوضٌ هنالك مورودٌ بلا كذبٍ
لا بدَّ من وردِه يوماً كما وردوا

.....

[الحمدان]

وأَغْضُوا عَنِ الفَحْشاءِ لا تَعْرِضُوا لها
ولا تَطْلُبُوا حَرْبَ العَشِيرَةِ بالقَلْبِ

ولا تَقْضِبُوا أَعْراضَهَمُ في وُجُوهِهِمُ
ولا تَلْمسُوها في المجالسِ والرَّكْبِ

ولا تَأكُلُوا مالاً بإِثْمٍ ولا تَكُنْ
مُعانِدُهُ بالتُّرَّهاتِ وبِالغَضْبِ

.....

[الحمدان]

يُخَوِّفُنا بِهِجْرَتِهِ فَتانا
كَما تَخْشَى الْمُفَرَّكَةُ الطَّلاقا

يُفَجِّعُنا بِأَمْرٍ كُلَّ يَوْمٍ
كَما تَخْشَى الْمُقَيَّدَةُ الْإِباقا

أَراهُ لا يزالُ لَهُ قَرِينٌيُ
واعِدُهُ غُدُوّاً وَانْطِلاقا

وَكانَ كَأَنَّهُ سَوْمٌ مَرِيضٌ
فَلَمَّا أَنْ أَذِنْتُ لَهُ أَفاقا

دأَحِينَ رَأَيْتَ أَنْ كَبِرَتْ بَناتِي
وَشابَ الرَّأْسُ أَزْمَعْتَ الْفِراقا

فَقَدْنِي الْآنَ مِنْكَ وَقَدْكَ مِنِّي
إِذا جاوَزْتَ لِلذَّوْمِ الْعِراقا

وَحالَتْ بَيْنَنا أَجْبالُ طَيٍّ
وَكانَ الدَّهْرُ هَمّاً وَاشْتِياقا

تُخَبِّرُنِي بِأَنَّ الرُّومَ ضانٌتُ
مَيِّزُها وَتَرْتَتِقُ ارْتِتاقا

فَيَوْماً قَدْ حَنَيْتُ عَلَيْكَ ظَهْرِ
يإِلَى الْأَحْشاءِ ضَمّاً وَاعْتِناقا

وَيَوْماً قَدْ حَوَيْتُ عَلَيْكَ نَهْيِي
أُخَيِّرُكَ الْمَتالِي وَاللِّحاقا

وَيَوْماً قَدْ سَعَيْتُ عَلَيْكَ حَتَّى
أَكَلَّ الْقَوْمَ وَالْقَلَصَ الْعِتاقا

.....

[الحمدان]

تَدارَكتُ عَبدَ اللَةِ قَد ثُلَّ عَرشُهُ
وَقَد عَلِقَت في كَفَّةِ الحابِلِ اليَدُ

سَمَوتُ لَهُ بِالرُكبِ حَتّى لَقيتُهُ
بِتيمارَ يَبكيهِ الحَمامُ المُغَرِّدُ

[الحمدان]

وَدَعوتُ رَبّي بِالسَلامَةِ جاهِداً
لِيُصِحَّبَني فَإِذا السَلامَةُ داءُ

.....

[الحمدان]

‏يَا عَينُ جُودي بالدّموعِ وأكثرِي
رَحَلَ الّذينَ نُحِبُّهم فتصبّرِي

.....

[الحمدان]

‏ولا أؤخّر شُغلَ اليوم عن كسلٍٍ
إلى غدٍ إن يومَ العاجزين غدُ

.....

[الحمدان]

أَناسِيَةٌ ما كانَ بَيني وَبينَها
وَقاطِعَةٌ حَبلَ الصَفاءِ ظَلومُ

تَعالَوا نُجَدِّد دارِسَ الوَصلِ بَينَنا
كِلانا عَلى طولِ الجَفاءِ مَلومُ

العباس بن الأحنف

[الحمدان]

‏وإذا أنا أسديتُ يومًا نعمةً
‏أغضيتُ لم أمنُنْ ولم أتبخترِ
‏
‏كالعطرِ يعبَقُ في المجالسِ نَشْرُه
‏والفضلُ منسوبٌ إلى المتعطِّرِ

.....

[الحمدان]

‏ولقد قرأتُ جميلَ كلّ تغزّلٍ
شِعراً ونثراً من شذا الشُّعراءِ

لكنّني لم ألقَ أكثرَ روعةً
من قولهِ «تمشي على استحياءِ»

.....

[الحمدان]

‏وإنّي جَبانٌ في فِراق أحبَّتي
وإن كنتُ في غيْر الفراقِ شُجاعا

.....

[الحمدان]

‌‎وعاجزُ الرأي مضياع لفرصتهِ
حتى إذا فات أمرٌ عاتب القدرا

.....

[الحمدان]

‏يَهُونُ الجُرْحُ مِنْ كَفِّ الأعَادِي
وَيَعْظُمُ حِينَ يَجْرَحُكَ القَرِيبُ

وَيُجْبَرُ فِي فُؤَادِكَ كُلُّ كَسْرٍ
سِوَى كَسْرٍ يُخَلِّفُهُ الحَبِيبُ

.....

[الحمدان]

‏وَكَانَ يَأوي إلىظ° قَلبي ويسكنُهُ
وَكَان يَحمِلُ فِي أضْلاعهِ دَارِي

.....

[الحمدان]

وليس الهجرُ يؤلمني ولكن
جمالُ الذكريات يهزُّ قلبي

أخادعُ حُزن روحي بالتمنّي
فأين حنان ذاك القلب عني

.....

[الحمدان]

إنَّ المفاتِنَ في عَينيكِ مُخمّرةٌ
مِن نضرَةٍ منكِ يغدو المرْءُ سَكرانا

عَيناكِ مَنْضومَةٌ تَحوي قَصائِدُها
كي تَبعَثُ السِّحْرَ نَتلو مِنْهُ ديوانا

.....

[الحمدان]

كَم مِن حَديثٍ في الفُؤادِ مُكَبَّلٍ
وَكَم مِن سُؤالٍ في اللِّسانِ أَسيرُ

وَكَم مِن دُموعٍ في المَآقي حَبيسَةٍ
تَكادُ مِنَ الكِتمانِ فينا تَغورُ

حَمَلنا جِراحًا لا تُداوى بِمَرهَمٍ
وَأَوجاعَ رُوحٍ ليسَ يُداويها الطَبيبُ

.....

[الحمدان]

إِذَا أَحْبَبْـتَ أَقْبِلْ بِانْفِعَـالٍ
وِإِنْ فَارَقْتَ فَارْحَلْ فِيْ هُدُوءِ

وَدَعْ لِلصَّـفْحِ أَرْصِفَةً وَمَرْسَى
لَـعَـلَّ الـخِـلَّ يَجْنَحُ لِـللُّجُــوءِ

وَكُـنْ لِلسِّـرِّ بَيْنَـكُـمَا حَفِيـظَـاً
فَـلَا تَـذْكُـرْهُ فِـيْ يَـوْمٍ بِسُــوءِ

إِذَا نِصْفُ الحَيَاةِ غَدَى فَرَاغَاً
فَغَادِرْهُ إِلَى النِّصْفِ المَلِـيءِ

هِـيَ الأَحْقَادُ فَـانِـيَـةٌ وَيَبْـقَـى
نَقَاءُ الحُبِّ فِي القَلْبِ البَرِيءِ


محمد حسين الغامدي

[الحمدان]

وضياء عمري والحياة وأُنسها
وحبيب روحي دائمًا أبدًا معي

لو شُقّ عن صدري فقلبي مصحفٌ
لا فارق القرآن يومًا أضلعي


أمل الشيخ

[الحمدان]

‌‎إنْ سَاءلوكِ فَقُولي: كَان يعشقنِي
بِكُلِّ مَا فـيهِ مِن عُنفٍ وإصرَارِ

وَكَانَ يَأوي إلىٰ قَلبي ويسكنُهُ
وَكَان يَحمِلُ فِي أضْلاعهِ دَارِي

وإنْ مَضيتُ فَقولي: لمْ يكن بَطَلًا
لـكِـنَّهُ لـم يُقَبّل جـبهةَ الـعارِ

.....

[الحمدان]

مَا بَيْنَنَا الْعُذْرُ كَيْ تَأْتِي بِهِ خَجلَاً
مَا بَيْنَنَا يَا صَدِيْقِي الْحُزْنُ وَالْأَسَفُ

هَاتِ الْهُمُوْمَ الَّتِي أشْقَتْكَ وارمِ بِهَا
وهَاتِ رَأسَكَ إنِّي هَا هُنَا كَتِفُ

.....

[الحمدان]

مالي أرى الشمع يبكي في مواقده
من حرقة النار أم من فرقة العسل

.....

[الحمدان]

يا كاسِرَ القلبِ مهلاً حينَ تفطُرهُ
هلاَّ سكبْتَ على الأوجاعِ جُبرانا

نامتْ عُيونُكَ طولَ الَّليلِ مُنعَمَةٌ
ما نامَ قلبُ الَّذي آذيتَ سهرانا

.....

[الحمدان]

تفاءل إنّ بعد العُسر يُسراً
وحُكْمُ اللَّه حبّاً نرتضيهِ

ونشكو همنا لله ليلاً
فُيشرق صُبحنا والبِشر فيهِ

صباح الاهدل

[الحمدان]

ما بال قمري في غُيومهِ عالقٌ
من أبهتَ النُور العظيمَ وأظلمهْ

لا تَحزني فالحُزن لم يُخلق لكِ
صدري لهَمكِ قبلَ حُضنك يحملُهْ

من ذا الذي يطغى عليك ويُحزنك
أولم يَرى حُسنً تجلاَ فأخجلهْ

.....

[الحمدان]

وَيَلُفُّنِي وَجَعُ الحَنِينِ وَأدَّعِي صَبراً
وَجَوفِي بِالأَسَى يَتَقَطَّعُ

وَأَذُوبُ مِن شَوقِي لَهُم لَكِنَّنِي
مِن فَرطِ حُزنِي أَعيُنِي لَا تَدمَعُ

وَطُيُوفُ أَحبَابِي تَمُرُّ بِخَاطِرِي
وَالقَلبُ مِن شَجَنٍ بهِ يَتَصدَّعُ

يَا لَيتَ مَن غَابُوا سَلَونَا بَعدَهُم
أو لَيتَ مَن نَبكِيه يَوماً يَرجِعُ

سعود الشمري

[الحمدان]

‏إِنّي رأيتُ الصَبرَ خير مُعَوّل
في النائباتِ لِمَن أَرادَ مُعَوِّلا

وَرَأَيتُ أَسباب القُنوعِ مَنوطَةً
بِعُرا الغِنى فَجَعَلتها لي مَعقِلا

فَإِذا نَبا بي منزِلٌ لا يُرتضى
جاوَزتُهُ وَاِختَرتُ عَنهُ مَنزِلا

وإِذا غلا شيءٌ عَلَيَّ تَرَكتُهُ
فَيَكونُ أَرخَصَ ما يَكونُ إِذا غَلا

.....

[الحمدان]

‌‎وها أنا ألقى في التغافُلِ راحتي
بهِ طابَ لي عَيشي وطابت لياليا

أُداري وأنسى ما يُكدُّر خاطري
وأُغمِضُ جَفني لا عليّ ولا لِيا

فما كان من قَولٍ جميلٍ حفظتهُ
وألقَيتُ ما يُدمي الشعورَ ورائيا

تئِنُّ قلوبٌ خالطَ الغيظُ نبضَها
وتهنأُ ما دامَ التغافلُ باقيا

.....

[الحمدان]

لا شيء يرهقني لعمرك إنني
روح الظلام وأهله وقبائله

هيهات أن يبلي الغياب جلادتي
ويضل بي بعد الرعونة كاهله

أنا لست من يهدي الزمان زمانه
ما خاب مخلوق وربك كافله

محمد القيسي

[الحمدان]

‏سَمراء باهرةُ المحاسنِ عيبُها
أن اكتمال جمالها جبّارُ

لمّا بدت هتف الزمانُ مكبراً
ثم انحنتْ لجلالها الأزهارُ

ورمى الهواءُ المستفزُّ لثامَها
فتلألأتْ مِن وجهها الأنوارُ

هذي الجميلةُ في مساء ظهورِها
جعلتْ عيونَ الناظرين تحارُ

.....

[الحمدان]

وإذا مَررتَ بشِدَّةٍ فصبرْ لها
إنّ الحـيـاةَ شـدائـدٌ ورخـاءُ

.....

[الحمدان]

لا تأمنَنَّ الحَربَ إنَّ استِعارَهَا
كضبَّةَ إذ قالَ الحَديثُ شُجُونُ

الفرزدق

[الحمدان]

‏سمراءُ يا بُنّ الجمال ونفحِهِ
يا قهوةً منها الفتونُ يضوعُ

من قالَ إن الليل ليس بفاتنٍ
ذابت على حسن المساء شموعُ

وبلونه عبقُ السكون وغابةٌ
فيها يضمدُ شوقه الموجوعُ

ترنوا العيونُ إلى المساء تأملاً
والليل سكرٌ والأنامُ هجوع

للسُمر وقعٌ في الوجود وفتنةٌ
ولهنّ في عمق الفؤادِ وقوع

.....

[الحمدان]

فَما الحُبُّ إِن ضاعَفتُهُ لَكَ باطِلٌ
وَلا الدَمعُ إِن أَفنَيتُهُ فيكَ ضائِعُ

وَغَيرُكَ إِن وافى فَما أَنا ناظِرٌ
إِلَيهِ وَإِن نادى فَما أَنَ سامِعُ

كَأَنِّيَ موسى حينَ أَلقَتهُ أُمُّهُ
وَقَد حَرِمَت قِدماً عَلَيهِ المَراضِعُ

بهاء الدين زهير

[الحمدان]

‏ما زلت تَدفع كُلَّ أمرٍ فادحٍ
حتَّى أتى الأمر الذي لا يُدفع

.....

[الحمدان]

يا أيها الرجل المعذب قلبه
أقصر فإن شفاءك الإقصار

نزف البكاء دموع عينك فاستعر
عيناً لغيرك دمعها مدرارُ

من ذا يُعيرك عينه تبكي بها
أرأيت عيناً للبكاء تُعارُ

.....

[الحمدان]

‏مَا كُنْتُ ذَا غَيٍّ وَلَكِنْ إِذَا الْهَوَى
أصابَ حليمَ القومِ أصبحَ غاويا

إِلَى اللَّهِ أَشْكُو نَظْرَة ً مَا تَجَاوَزَتْ
حمى العينِ حتى أوردتني المهاويا

رَمَيْتُ بِهَا عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ فَلَمْ تَعُدْ
عَلَى النَّفْسِ إِلاَّ بِالَّذِي كَانَ قَاضِيَا

.....

[الحمدان]

‏يقولونَ ليْ ما بالُ قلبِكَ واثقًا
‏وحولكَ أمواجُ المصائبِ تعصِفُ

فقلتُ لهُم إنّيْ اعتصمْتُ بخالقي
‏فمن أيّ شيءٍ يا تُرى أتخوَّفُ

سبحانه

[الحمدان]

واتركِ الدنيا فمن عاداتِها
‏تخفضُ العالي وتُعليْ من سَفَلْ

‏كم شجاعٍ لم ينلْ منها المنى
‏وجبانٍ نالَ غاياتِ الأملْ

ابن الوردي

[الحمدان]

‏ولا ينالُ المعالي الغُرّ غير فتىً
يدوسُ شوكَ العوالي غيرَ مُنتعلِ

.....

[الحمدان]

‏لا يكذبُ المرءُ إِلا من مهانتِه
أو عادةِ السوءِ أو من قلةِ الأدبِ

لعضُّ جيفةِ كلبٍ خيرُ رائحةٍ
من كذبةِ المرءِ في جدٍ وفي لعبِ

.....

[الحمدان]

‌‎أَدهَى الْمَصَائِبِ غَدْرٌ قَبْلَهُ ثِقَةٌ
وَأَقْبَحُ الظُّلْمِ صَدٌّ بَعْدَ إِقْبَالِ

قَلْبِي سَلِيمٌ وَنَفْسِي حُرَّةٌ وَيَدِي
مَأْمُونَةٌ وَلِسَانِي غَيْرُ خَتَّالِ

لَكِنَّنِي فِي زَمَانٍ عِشْتُ مُغْتَرِبَاً
فِي أَهْلِهِ حِينَ قَلَّتْ فِيهِ أَمْثَالِي

.....

[الحمدان]

‌‎لا تأسَفنَّ على غَدرٍ جُزيتَ بهِ
إنَّ القُلوبَ بقَدرِ الضُرِّ تنتفعُ

لا تأسَفنَّ ولا تأسَى إذا ارتحَلُوا
فالكُل ماضٍ وما للحُزنِ مُتَّسعُ

حَدِّث فُؤادكَ ماذا أنتَ خاسِرهُ
البالُ مُتزنٌ والهَمُّ منقطعُ

.....

[الحمدان]

‌‎هل كُنتَ خلقًا من محاسنِ أُمةٍ
أم كنت حُسنًا مالهُ أشباهُ

مذْ لاح طيفُكَ لم أبح بمقولةٍ
إلا مقولةُ جلَ من سواهُ

.....

[الحمدان]

‌‎فَلا تَحسِباني أَذرِف الدَمع عادَةً
وَلا تَحسِباني أُنشِد الشِعر لاهِيا

وَلَكِنَّها نَفسي إِذا جاش جَأشُها
وَفاض عَلَيها الهَم فاضَت قَوافِيا

.....

[الحمدان]

‏لا تُوهِمُوهَا بالوعودِ وترحَلوا
فَلربّما كتب الرحيل شِتاتها

بالله رفقاً بالقلوبِ فَإنهَا
تَبني على تِلك الوعودِ حياتها

.....

[الحمدان]

يا ضيعةَ الأعمارِ إن مرَّت سُدىً
في غَفلةٍ وملذَّةٍ وملاهِي

إنَّ الحَياة تَفنى ويَفنى سَعدُها
ويظلُّ منها ما لِوجهِ اللهِ

.....

[الحمدان]

تَعَوَّضتُ مِن واهاً بِآهٍ وَمِن هَوىً
بِهَونٍ وَمِن إِخوانِ صِدقٍ بِخَوّانِ

وَما كُلُّ بَيضاءٍ بَروقٍ بِشَحمَةٍ
وَما كُلُّ مَرعىً تَرتَعيهِ بِسُعدانِ

فَيا لَيتَ شِعري هَل لِدَهرِيَ عَطفَةٌ
فَتُجمَعَ أَوطاري عَلَيَّ وَأَوطانـــي

.....

[الحمدان]

‏هَوِّن عليكَ فما الدُنيا بِدائِمَةٍ
‏ولا المقادير تجري كلها سعدُ

.....

[الحمدان]

«قال الأصمعيّ: حدَّثني بعض العتابيّين قال: كتب كلثوم بن عمرو العتابيّ إلىٰ رجل في حاجة: بسم الله الرَّحمٰن الرحيم، أطال الله بقاءك، وجعله يمتدُّ بك إلىٰ رضوانه والجنَّة، أمّا بعد فإنَّا كنّا عندنا روضة من رياض الكرم، تبتهج النفوس بها، وتستريح القلوب إليها، وكنا نيعفها من النّجعة إجلالًا لزهرتها، وشفقة علىٰ خضرتها، وادّخارًا لثمرتها، حتّىٰ مرَّت بنا في سفرتنا هذه سنة كانت من سني يوسف، اشتدَّ علينا كلبها، وأخلفت غيومها، وكذبتنا بروقها، وفقدنا صالح الإخوان فيها، وانتجعتك وأنا بانتجاعي إيّاك شديد الشَّفقة عليك، مع علمي بأنَّك نعم وضع الزّاد، وأنَّك تغطي أعين السّاد، والله يعلم أنّي لا أعتدُّ بك إلّا في حومة الأهل، واعلم أنَّ الكريم إذا استحيا مِن إعطاء القليل، ولم يحضره الكثير، لم يعرف جوده، ولم تعل همَّته
وقد قيل في ذلك:

«ظِلُّ اليَسارِ عَلىٰ العَبّاسِ مَمدودُ
وَقَلبُهُ أَبَدًا بِالبُخلِ مَعقودُ

إِنَّ الكَريمَ لَتَخفىٰ عَنكَ عُسرَتُهُ
حَتّىٰ تَراهُ غَنِيًّا وَهوَ مَجهودُ

وَلِلبَخيلِ عَلىٰ أَموالِهِ عِلَلٌ
زُرقُ العُيونِ عَلَيها أَوجُهٌ سودُ

إِذا تَكَرَّهتَ أَن تُعطي القَليلَ وَلَم
تَقدِر عَلىٰ سَعَةٍ لَم يَظهَرِ الجودُ

أَورِق بِخَيرٍ تُرَجّىٰ لِلنَّوالِ فَما
تُرجىٰ الثِّمارُ إِذا لَم يورِقِ العودُ

بُثَّ النَّوالَ وَلا تَمنَعكَ قِلَّتُهُ
فَكُلُّ ما سَدَّ فَقرًا فَهوَ مَحمودُ».

فشاطره ماله حتّىٰ بعث إليه قيمة نصف خاتمه، وأعطاه فرد نعله».

[الحمدان]

‏سَنحيا بعدَ كُربتِنا ربيعًا
‏كأنّنا لمْ نذُق بالأمسِ مُرّا

‏سَتَخْضَرُّ الدُرُوبُ إذا رَضِينَا
‏ويَنْبُتُ في يَبَابِ العُمْرِ زَهْرَا

.....

[الحمدان]

‏وَإِن عَجَزتَ عَنِ الخَيراتِ تَفعَلُها
‏فَلا يَكُن دونَ تَركِ الشَرِّ إِعجازُ

.....

[الحمدان]

آلَيتُ لاَ أَرجِعُ حَتَّى أَضرِبَا

بِسَيفِيَ المَصقُولش ضَرباً مُعجِبا

أَنَا ابنُ خَيرِ مَذحِجٍ مُرَكَّبا

[الحمدان]

إنِّي إذا مَا الحَربُ أَبدَت نَابَها
وَأَغلَقَت يَومَ الوَغَى أبوَابَها

وَمَزَّقَت مِن حَنَقٍ أثوَابَها
كُنَّا قَدَامَاها وَلاَ أذنَابَها

لَيسَ العَدُوُّ دُونَنا أَصحَابَها
مَن هَابَها اليَومَ فَلَن أَهابَها

.....

[الحمدان]

بانَ الشَّبابُ فَلَمْ أَحْفَلْ بِهِ بالا
وَأَقْبَلَ الشَّيْبُ وَالْإِسْلامُ إِقْبالا

وَقَدْ أُرَوِّي نَدِيمِي مِنْ مُشَعْشَعَةٍ
وَقَدْ أُقَلِّبُ أَوْراكاً وَأَكْفالا

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِذْ لَمْ يَأْتِنِي أَجَلِي
حَتَّى لَبِسْتُ مِنَ الْإِسْلامِ سِرْبالا

.....

[الحمدان]

أَصْبَحْتُ شَيْخاً أَرَى الشَّخْصَيْنِ أَرْبَعَةً
وَالشَّخْصَ شَخْصَيْنِ لَمَّا مَسَّنِي الْكِبَرُ

لا أَسْمَعُ الصَّوْتَ حَتَّى أَسْتَدِيرَ لَه
وَحالَ بِالسَّمْعِ دُونِي الْمَنْظَرُ الْعَسِرُ

وَكُنْتُ أَمْشِي عَلَى السَّاقَيْنِ مُعْتَدِلاً
فَصِرْتُ أَمْشِي عَلَى ما تُنْبِتُ الشَّجَرُ

إِذا أَقُومُ عَجَنْتُ الْأَرْضَ مُتَّكِئاً
عَلَى الْبَراجِمِ حَتَّى يَذْهَبَ النَّفَرُ

.....

[الحمدان]

كَأَنَّ الْفَتَى لَمْ يَعِشْ لَيْلَةً
إِذا صارَ رَمْساً عَلَى صَوْأَرِ

وَأَطْوَلُ عُمْرِ الْفَتَى فِتْنَةٌ
فَأَطْوِلْ بِعُمْرِكَ أَوْ أَقْصِرِ

.....

[الحمدان]

وَرَدَتْ قَدِيداً فَالْتَوَى بِذِراعِها
ذُؤْبانُ بَكْرٍ كُلُّ أَطْلَسَ أَفْحَجِ

رَجُلٌ صَدِيقٌ ما بَدَتْ لَكَ عَيْنُهُ
فَإِذا تَغَيَّبَ فَاحْتَفِظْ مِنْ دُعْلُجِ

.....

[الحمدان]

قَصَّرَ الْعُدْمُ بِي وَلَوْ كُنْتُ ذا مالٍ
كَثِيرٍ لَأَجْلَبَ النَّاسُ حَوْلِي

وَلَقالُوازأَنْتَ الْكَرِيمُ عَلَيْنا
وَلَحَطُّوا إِلَى هَوايَ وَمَيْلِي

وَلَكِلْتُ الْمَعْرُوفَ كَيْلاً هَنِيّاً
يَعْجَزُ النَّاسُ أَنْ يَكِيلُوا كَكَيْلِي

.....

[الحمدان]

إِنّي رأيتُ الصَبرَ خير مُعَوّل
في النائباتِ لِمَن أَرادَ مُعَوِّلا

وَرَأَيتُ أَسباب القُنوعِ مَنوطَةً
بِعُرا الغِنى فَجَعَلتها لي مَعقِلا

فَإِذا نَبا بي منزِلٌ لا يُرتضى
جاوَزتُهُ وَاِختَرتُ عَنهُ مَنزِلا

وإِذا غلا شيءٌ عَلَيَّ تَرَكتُهُ
فَيَكونُ أَرخَصَ ما يَكونُ إِذا غَلا

.....

[الحمدان]

فَتَكنا بِمَسعودِ بنُ عَمرٍو لِقيلِهِ
لَبِبَّةَ لا تُخرِج مِنَ السِجنِ نافِعا

وَلا تَخرُجَن مِنُ عَطِيَّةَ وَاِبنَهُ
فَخُضنا لَهُ شَوباً مِنَ السُمِّ ناقِعا

وَكانَت لَهُ في الأَزدِ حالٌ عَظيمَةٌ
وَكانَ لِما يَهوى مِنَ الأَمرِ مانِعا

فَقالَت تَميمٌ نَحنُ أَصحابُ ثارِهِ
وَلَن يَنتَهوا حَتّى يَعَضّوا الأَصابِعا

وَيَصلَوا بِحَربِ الأَزدِ وَالأَزدُ جَمرَةٌ
مَتى يَصطَلوها يُصبِحِ الأَمرُ جاشِعا

فَقُل لِتَميمٍ ما أَرَدتُم بِكِذبَةٍ
تَكونُ لَها الأَوطانُ مِنكُم بَلاقِعا

.....

[الحمدان]

ما إِن أُبالي إِذا أَرواحُنا قُبِضَت
ماذا فَعَلتُم بِأَوصالٍ وَأَبشارِ

تَجري المَجَرَّةُ وَالنَسرانِ عَن قَدَرٍ
وَالشَمسُ وَالقَمَرُ الساري بِمِقدارِ

وَقَد عَلِمتُ وَخَيرُ القَولِ أَنفَعُهُ
أَنَّ السَعيدَ الَّذي يَنجو مِنَ النارِ

.....

[الحمدان]

أَحجّاج لَم تَشهد مقام بناتهِ
وَعمّاتهِ يُندبنهُ اللّيلَ أَجمعا

أَحجّاج لم تقتل بِه إِن قَتلتهُ
ثَماناً وعشراً واِثنتين وأربعا

أَحجّاج من هذا يَقومُ مقامهُ
عَلينا فَمهلاً لا تَزِدنا*تَضَعضعا

أَحجّاج إمّا أَن تَجودَ بِنعمةٍ
عَلينا وإمّا أَن تُقتّلنا مَعا

.....

[الحمدان]

رائعة من روائع فضيلة الشيخ
د. سعود بن إبراهيم الشريم
أبيات ذكرها الشيخ حفظه الله
في خطبة الاستسقاء
يوم 20 / 1 / 1430هجري


شربت مرارةً وبكيت جمراً
عـلـى فـقـدٍ لأيـامٍ خـوالـي

لأيام بها الـخـيـرات طـرّا
بها آباؤنا حازوا المعالي

ونالوا من ذرا العلياء شأوا ً
فصاروا في التدين خير آلِ

وكانوا كلما استسقوا لجدبٍ
سـقـاهـم ربـهـم إثـر ابتهالِ

فأضحوا شامةً من بعد تيه
وعـمّـوا بالصفا كـل الفعالِ

كبير القوم لا يؤذي صغيراً
وجُـل الـنـاس لـلـقـرآن تالِ

وأفــقــرهـم تَـعـفُـفـه شـعـار
وأغنى القوم لا يشقى بمالِ

وكانوا عن حمى ديني حماةً
وقـد ضـربـوا لـنـا خير مثالِ

فصرنا بعدهم قومًا وحوشاً
تناوش بعضنا بعـضًا لقالِ

فـأرَّقـنـا بـمـرقـدنـا ذنوبٌ
ونخشى أن نُردَّ إلى سفالِ

ونلقى قحطنا في كل عامٍ
فما بال الملا فـيـنـا وبالِ

فإن الله ذو أخـذٍ وبـيـلٍ
شديد ربنا عند المحالِ

فـــــــآهٍ ثـــــم آهٍ ثـــــم آهٍ
لأزمانٍ مضت مثل الخيالِ

ألا قوموا فندعوا اليوم ربًّا
رحـيـمـًا محـسـنًا بـرًّا بفالِ

ونـبـدأ في الـدعـا بـالحمد
إنا لنحمد بالغدو والآصالِ

إلهي إن في الأمطار شحًّا
ونـزرًا لا يـدانـيـه مـقـالي

وإن الأرض تشكو اليوم جدبًا
وتـشـكـو غـورة الـمـاء الزلالِ

فأمست في رباع القوم قفرًا
وعـظـمًا بين أنياب السعالِ

ومـاتـت مـن بـهـائـمـنا ألوفٌ
لأن السعر في الأعلاف غالي

وأقـبـلـت الـديـار عـلـى بــلاءٍ
لعامٍ من صدى الأمطار خالي

إلـهـي لـيـس للأنعام عشبٌ
لترعى في حواشيه الجـزالِ

ولا نبتٌ يباس فـي ثراها
ولا كلأٌ يرام على الجبـالِ

فأمست بعد طاوية بطونًا
وبـاركـةً بـلا شـد العـقـالِ

وصار الطير لا ينوي نزولًا
فـلا مــاءٌ يـرام إلـى بـلادي

أغثنا أغثنا يا إله الكون إنا
عـبـيـد نـبـتـغـي حـسـن النوال

وإن بنا من اللأواء جهداً
وإنك عـالـم عن كل حال

فلا تمنع بذنب القوم قطرًا
ولا تمنع عبادك من سجالِ

ألا ربــاه أرسـلـهـا ريـاحًـا
تقل بها من السُحب الثقالِ

وسقها رحمةً في أرض قفرٍ
تـبـاكـت طـول أيـامٍ عـضالِ

ألا غيثًا مـغـيـثًـا يا إلـهـي
وسَحًّا نافعًا يـا ذا الجـلالِ

هـنـيـئًـا في ثـنـايـاه مريئـًا
مغيثـا أو مريعـا في الكمالِ

وأغـدقـه وأطـبـقـه وجـلـل
مـواقـع قـطـره بـيـن التلال

لـتُـحـيـي بـلـدةً مـيـتًـا تـعـالت
بها أصوات من في القحط بالِ

وتُـسـقـيـه أنـاسـيـا كثيرا
وأنعاماً غدت دون احتمال

فصبُ الماء في الآكام صبا
وأنبت زرعـنا فوق الرمال

وأحيي الأرض بالخيرات دوما
لـتـلـزم قـطـرنا مـثـل الـظـلال

وتبلغ فرحة الإمطار دورًا
مـزمـلـةً بـأنَّـات الــعــيـالِ

فيشحذ كل ملهوفٍ غياثًا
بزخـاتٍ كـحـبـات اللآلي

ألا إنَـا دعــونـاك اضـطـرارًا
وأنت لدعـوة المضطر والي

وإنـا قــد رفـعـنـاهـا أكـفًّـا
فــلا ترْدُدْ أكـفًّـا لـلـسـؤالِ

د. سعود الشريم

[الحمدان]

أرى العمال آفتنا علينا
بعاجلِ نَفعِهِم ظلموا العِبَاد

افهل لك أن تَداركَ ما لدينا
وتدفَع عن رعيَّتك الفَسَادا

وتعزلَ تابعاً أبداً هَواه
يخرِّب مِن بلادَتِهِ البِلادَا

إِذا قلتُ أقصرَ عن مداهُ
تمادَى في ضَلالته وزادَا

.....

[الحمدان]

وقد تنظرُ العينان والعقل شاردٌ
وقد تضحكُ الأسنان والقلبُ نازفُ

أنس المغربي

[الحمدان]

وَلَقَد قُلتُ لابنَتي وَهيَ تَكوي
بِدَخيلِ الهُمومِ قَلباً كَئيبا

وَهيَ تَذري مِنَ الدُموعِ عَلى الخَدْ
دَينِ مِن لَوعَةِ الفِراقِ غُروبا

عَبراتٍ يَكدنَ يَجرَحنَ ما جُز
نَ بِهِ أَو يَدَعنَ فيهِ نُدوبا

حَذَرَ الحَتفِ أَن يصيبَ أَباها
وَيُلاقي في غَيرِ أَهلٍ شَعوبا

أُسكُتي قَد حَزَزتِ بِالدَمعِ قَلبي
طالَما حَزَّ دَمعُكُنَّ القُلوبا

فَعَسى اللَّهُ أَن يُدافِعَ عَنّي
رَيبَ ما تَحذرينَ حَتّى أَؤوبا

لَيسَ شَيءٌ يَشاؤُهُ ذو المَعالي
بعَزيزٍ عَلَيهِ فَاِدعي المُجيبا

وَدَعي أَن تُقَطّعي الآنَ قَلبي
أَو تريني في رِحلَتي تَعذيبا

أَنا في قَبضَةِ الإِلَهِ إِذا كُن
تُ بَعيداً أَو كُنتُ مِنكِ قَريبا

كَم رَأَينا اِمرأً أَتى مِن بَعيدٍ
وَمُقيماً على الفِراشِ أُصيبا

وَدَعيني مِن اِنتِحابِكِ إِنّي
لا أُبالي إِذا اِعتَزَمتُ النَحيبا

حَسبِيَ اللَّهُ ثُمَّ قَرَّبتُ لِلسَي
رِ عَلاةً أَنجِب بِها مَركوبا

.....

[الحمدان]

‏فـيَا مَـغْرورُ بالدُّنيا رُوَيدًا
ومنها خذ لنَفْسِكَ بالوِثاقِ

‏فـمَـا الـدُنيَا ببـاقَية لـحيٍّ
ومَـا حيّ على الدُّنيَا بباقِ

.....

[الحمدان]

إني لأدفئ روحي حين أذكركم
والدفء بالوجد فوق الدفء بالنارِ

زكي مبارك

[الحمدان]

‏إنَّ الحَيَاةَ لَثَوبٌ سَوفَ نَخلَعُهُ
وكُلُّ ثَوبٍ إذَا مَا رَثَّ يَنخَلِعُ

.....

[الحمدان]

‏وكانَ الحُبُّ للقُرآنِ رائِدُنَا
ومَانِلنَا الأمَانِي البيضَ لَولاهُ

.....

[الحمدان]

‏ألا يا صبحُ بشّر كل قلبٍ
علاهُ الهمُّ واسودَّت سماؤه

بأنَّ الكرب ليلٌ يقتفيه
صباحٌ يملأ الدنيا بهاؤه

.....

[الحمدان]

‏تبسم واملأ الدنيا جمالًا
وكن للخير في الدنيا مثالا

جمال المرء روحٌ فيه تسمو
وتسكن في تفاؤله الجبالا

.....

[الحمدان]

أَلا أَيُّها الباغي البرازَ تَقَرَّبَن
أَساقيكَ بِالطَعنِ الغدافَ المُقَشَّبا

فَأَيُّ فَتى في الحَربِ وَالمَوتُ سيبُهُ
عَلى شارِبيهِ فَاِسقِني مِنهُ وَاِشرَبا

وَدونَكها نَجلاءَ يَنضَحُ فَرعُها
نَجيعاً دَماً مِن داخِلِ الجَوفِ مُثغَبا

حَباكَ بِها مَن لا يُصَرَّدُ كَأَسُهُ
إِذا ما سَقاها مَن إِلى المَوتِ ثَوَّبا

أَخو غَمَراتٍ لا يُرَوَّعُ جَأشهُ
إِذا المَوتُ بِالمَوتِ اِرتَدى وَتَعَصبا

يُباشِرُ في الحَربِ السُيوفَ وَلا يَرى
لِمَن لَم يُباشِرها مِنَ المَوتِ مَهرَبا

أَغَرُّ نَماهُ مازِنٌ بِفِعالِهِ
وَكانَ نَجيبَ الأُمَّهاتِ فَأَنجَبا

.....

[الحمدان]

وَما الْعَيْشُ إِلَّا الْمالُ فَاحْفَظْ فُضُولَهُ
وَلا تُهْلِكَنْهُ فِي الضَّلالِ فَتَنْدَمِ

فَإِنِّي وَجَدْتُ الْمالَ عِزّاً إِذا الْتَقَتْ
عَلَيْكَ ظِلالُ الْحَرْبِ تَرْهُمُ بِالدَّمِ

إِذا جَلَّ خَطْبٌ صُلْتَ بِالْمالِ حَيْثُما
تَوَجَّهْتَ مِن أَرْضَيْ فَصِيحٍ وَأَعْجَمِ

وَهابَكَ أَقْوامٌ وَإِنْ لَمْ تُصِبْهُمُ
بِنَفْعٍ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُحْمَدْ وَيُكْرَمِ

وَيُعْطَى الَّذِي يَبْغِي وَإِنْ كانَ باخِلاً
بِما فِي يَدَيْهِ مِنْ مِتاعٍ وَدِرْهَمِ

وَفِي الْفَقْرِ ذُلٌّ لِلرِّقابِ وَقَلَّما
رَأَيْتَ فَقِيراً غَيْرَ نِكْسٍ مُذَمَّمِ

يُلامُ وَإِنْ كانَ الصَّوابُ بِكَفِّهِ
وَيَحْمَدُ آلاءَ الْبَخِيلِ الْمُدَرْهِمِ

كَذَلِكَ هَذا الدَّهْرُ يَرْفَعُ ذا الْغِنَى
بِلا كَرَمٍ مِنْهُ وَلا بِتَحَلُّمِ

وَلَكِنْ بِما حازَتْ يَداهُ مِنَ الْغِنَى
يَصِيرُ أَمِيراً لِلَّئِيمِ الْمُلَطَّمِ

.....

[الحمدان]

‏إنْ طال شوقُ العالمينَ لبعضهم
فالشوقُ نحوكَ لا يُحاطُ مداهُ

صَلَّى عليكَ اللهُ ما رُفِعَ النِّدا
وتـحـرَّكـتْ بـالباقيــاتِ شِــفاهُ
ﷺ

[الحمدان]

‏وأعذبُ الوصلِ وصلٌ كنتَ تحسبُه
من المحالِ فأضحى صدفةً قَدَرَا

.....

[الحمدان]

وأحسُّ أني قد أتيتُ إلى الحياة
‏لكي أذوقَ مرارةً من غير داع

.....

[الحمدان]

فينا مِنَ الصَبرِ الجَميلِ بَقِيَّةٌ
لِحَوادِثٍ خَلفَ العُيوبِ جِسامِ

.....

[الحمدان]

وَلَسْتُ على حَالٍ تَسُرُّ وإنني
على كُلِّ ما ألقاهُ راضٍ وَصابِرُ

.....

[الحمدان]

لَيسَ الوقوفُ عَلى الأطلالِ مِن خُلُقي
ولا البُكاءُ عَلى مَا فَاتَ من شِيَمي

بَلِ التَفَتُّحُ لِلدُّنيا وَرَونَقِهَا
وَالسَّعيُ جَادًّا لِما يَعلُو بِهِ هِمَمِي

.....

[الحمدان]

وَخَيْلٍ وَشَيْخِ اللِّحْيَتَيْنِ قُرونُها
فَرِيقانِ مِنْهُمْ حاسِرٌ وَمُلَأَّمُ

فَتِلْكَ مَخاضِي بَيْنَ أَيْكٍ وَحَيْدَةٍ
لَها نَهَرٌ فَخَوْضُهُ مُتَغَمْغِمُ

تَرى هَدَبَ الطَّرْفاءِ بَيْنَ مُتونِها
وَوُرْقَ الْحَمامِ فَوْقَها تَتَرَنَّمُ

.....

[الحمدان]

إِذا ما امْرُؤٌ عاشَ الْهُنَيْدَةَ سالِماً
وَخَمْسِينَ عاماً بَعْدَ ذاكَ وَأَرْبَعا

تَبَدَّلَ مُرَّ الْعَيْشِ مِنْ بَعْدِ حُلْوِهِ
وَأَوْشَكَ أَنْ يَبْلَى وَأَنْ يَتَسَعْسَعا

وَيَأْذى بِهِ الْأَدْنى وَيَرْضَى بِهِ الْعِدا
إِذا صارَ مِثْلَ الرَّأْيِ أَحْدَبَ أَخْضَعا

رَهِينَةَ قَعْرِ الْبَيْتِ لَيْسَ يَرِيمُهُ
لِقىً ثاوِياً لا يَبْرَحُ الْمَهْدَ مَضْجَعا

يُخَبِّرُ عَمَّنْ ماتَ حَتَّى كَأَنَّما
رَأى الصَّعْبَ ذا الْقَرْنَيْنِ أَوْ راءَ تُبَّعا

.....

[الحمدان]

كَمْ مِنْ أَخٍ لِي كَرِيمٍ قَدْ فُجِعْتُ بِهِ
ثُمَّ بَقِيتُ كَأَنِّي بَعْدَهُ حَجَرُ

لَا أَسْتَكِينُ على رَيْبِ الزَّمانِ وَلا
أُغْضِي عَلى الْأَمْرِ يَأْتِي دُونَهُ الْقَدَرُ

مِرْدَى حُرُوبٍ أُدِيرُ الْأَمْرَ حابِلَهُ
إِذْ بَعْضُهُمْ لِأُمُورٍ تَعْتَرِي جَزَرُ

قَدْ أَطْعَنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلاءَ أُتْبِعُها
طَرْفاً شَديداً إِذا ما يَشْخَصُ الْبَصَرُ

.....

[الحمدان]

لَقَدْ خُلِّفْتُ حَتَّى مَلَّ أَهْلِي
ثَوائِي فِيهِمُ وَسَئِمْتُ عُمْرِي

وَحُقَّ لِمَنْ أَتَتْ مِئَتانِ عاماً
عَلَيْهِ وَأَرْبَعٌ مِنْ بَعْدِ عَشْرِ

يَمَلُّ مِنَ الثَّواءِ وَصُبْحِ يَوْمٍ
يُغادِيهِ وَلَيْلٍ بَعْدُ يَسْرِي

فَأَبْلَى جِدَّتِي وَبَقِيتُ شِلْواً
وَباحَ بِما أَجَنَّ ضَمِيرُ صَدْرِي

أوس بن ربيعة

[الحمدان]

ما أَنا إِنْ أَحْسَنْتُما بِي وَحُلْتُما
عَنِ الْعَهْدِ بِالْغِرِّ الصَّغِيرِ فَأُخْدَعُ

حَوَيْتُ مِنَ الْغاياتِ تِسْعِينَ حِجَّةً
وَخَمْسِينَ حَتَّى قِيلَ أَنْتَ الْمُقَزَّعُ

خنابه بن كعب

[الحمدان]

عَلَيَّ لِسانٌ صارِمٌ إِنْ هَزَزْتُهُ
وَرُكْنِي صَفِيفٌ وَالْفُؤادُ مُوَفَّرُ

كَبِرْتُ وَأَفْنَى الدَّهْرُ حَوْلِي وَقُوَّتِي
فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْطِقٌ لَيْسَ يَهْذِرُ

وَبَيْنَ الْحَشا قَلْبٌ كَمِيٌّ مُهَذَّبٌ
مَتَى ما يَرَ الْيَوْمَ الْعَشَنْزَرَ يَصْبِرِ

أَهُمُّ بِأَشْياءٍ كَثِيرٍ فَتَعْتَقِي
مَشِيَّةُ نَفْسٍ إِنَّها لَيْسَ تَقْدِرُ

تَلَعَّبَتِ الْأَيَّامُ بِي فَتَرَكْنَنِي
أَجَبَّ السَّنامِ حائِراً حِينَ أَنْظُرُ

أَرَى الشَّخْصَ كَالشَّخْصَيْنِ وَالشَّيْخُ مُولَعٌ
بِقَوْلِ أَرَى وَاللهِ ما لَيْسَ يُبْصِرُ

خنابه بن كعب

[الحمدان]

أنا قاهِرُ الظَّالمِين الّذِي
بِيَ الصَّعْب يُقْرَنُ حتَّى يليناَ

لا أغبِطُ من كانَ لي ظالماً
عذابِي أليمٌ على الظَّالميناَ

عَذَابي أليمٌ لمنْ مَسَّهُ
وصَفْحِى جميلٌ عن الجاهليناَ

وأمرٍ عُنيت بهِ عُضْلَةٍ
سَرَرْتُ بتفريجهِ الأقربيناَ

وقومٍ جَدَعْتُ عَرَانينَهُمْ
فجاءَ قَماَقِمُهُمْ يُهْرَعُوناَ

تَرَاهُمْ لَدَىَّ من الذُّلّ لي
كمِثْل البائِم لا يَنطِقوناَ

أجُودُ بمالي على سائلي
وألْفَي بأسرَارِ هِنْدٍ ضَنِيناَ

نافع الزبيري

[الحمدان]

فَواللهِ ما يَدْرِي الْفَتَى كَيْفَ يَتَّقِي
إِذا هُوَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ اللهُ واقِيا

وَلا تَحْفَلُ النَّخْلُ الْمُعِيمَةُ رَبَّها
إِذا أَصْبَحَتْ رَيَّا وَأَصْبَحَ ثاوِيا

.....

[الحمدان]

رعى اللهُ الأحبةَ حيثُ حلُّوا
لهم في القلبِ مرتحلٌ وحلُّ

خيولُ الشوقِ مسرجةٌ إليهم
تبارت حيثما هلُّوا وحلُّوا

.....

[الحمدان]

- نبالغ في الحُبِّ فنُحبُّ الشَّخص وبلده:

إنِّي أُحبُّ بلادًا أنت ساكنُها
وساكِنيها وليسوا مِن ذوِي نَسَبي


- ونبالغُ في البغضِ فنكرهُه وبلده:

أنا كَرهتُك لا أُخفيكَ من زمنٍ
‏وصِرتُ أكرهُ من كرهي لك البلدا

[الحمدان]

يا من أحبَّكَ قلبي حين أبصرَهُ
‏ فاستيقظَ النورُ في الأرواحِ وازدَهَرا
‏
‏ما كنتَ عشقًا يُضلّ الروحَ في طربٍ
‏  لكنْ طريقًا إلى الرحمنِ ما سَطَرا
‏
‏أحببتُ فيكَ نقاءَ القلبِ وانسكبَتْ
‏ منكَ السكينةُ حتى الحزنُ قد غفرا

.....

[الحمدان]

إلهي ذنوبي قد تعاظم خطرها
وليس على غير المسامح متكل

إلهي أنا العبد المسيء وليس لي
سواك ولا علم لدي ولا عمل

إلهي أقلني عثرتي وخطيئتي
لأني يا مولاي في غاية الخجل

إلهي ذنوبي مثل سبعة أبحر
ولكنها في جنب عفوك كالبلل

ولولا رجائي إن عفوك واسع
وأنت كريم ما صبرت على زلل

إلهي بحق الهاشمي محمد
أجرني من النيران إني في وجل

وباللطف والعفو الجميل تولني
وبالخير فامنن عند خاتمة الأجل

.....

[الحمدان]

وتباح غيبة لمستفت ومن
رام إغاثة لدفع منكر

ومعرف متظلم متكلم
في معلن فسقاً مع المحذر

.....

[الحمدان]

الهي مهما اردت الحنو
وجدتك اشفق مني عليّ

ومهما اردت اليك المسير
وجدتك اقرب مني اليء

ومهما رجونك في حاجة
وجدت الذي ارتجيه لديّ

....

[الحمدان]

وما فخرنا بالسابقين وانمابنا
وبهم دارت علينا المناطق

نراضعهم كأس المعالي روية
نضارعهم في مجدهم ونسابق

وعالمنا الكشفي تحت لوائنا
مغاربه دانت لنا والمشارق

هو الفذ بالفيوم ينشر بنده
وتهوى لديه للسجود المفارق

.....

[الحمدان]

تَحَدَّثَ مَنْ لاقَيْتُ أَنَّكَ قاتِلِ
يقُراقِرُ أَعْلَى بَطْنِ أُمِّكَ أَعْلَمُ

تَبالَةُ والْعَرْضانِ تَرْجٌ وَبِيشَةٌ
وَقَوْمِيَ تَيْمُ اللَّاتِ وَالْإِسْمُ خَثْعَمُ

.....

[الحمدان]

أرِْقتُ مِن بارقٍ بالجِزْعِ لمّاعِ
بدا فهيَّجَ أشواقي وأوجاعي

أهدَى الحنينَ وقد لاحتْ لوامِعُهُ
لمغرمٍ مِن بعادِ الحيَّ مُرْتاعِ

مصاحبُ البينِ ما تنفكُّ أينُقُهُ
مغذّةً بينَ أجراعٍ وأجزاعِ

تَعافُ أن تردَ الماءَ الجِمامَ وأنْ
ترعَى الجميمَ على خِصْبٍ واِمراعِ

في كلَّ هَجْلٍ بعيدِ القفرِ تقطعُهُ
سواهماً بينَ اِيجافٍ واِيضاعِ

تهوى بكلَّ ربيطِ الجأْشِ مُدَّرعٍ
ماضي العزيمةِ حامي العِرْضِ شرّاعِ

يحمي السوامَ إذا الأذوادُ أهملَها
رعاتُها وأناخوها بِجَعْجاعِ

مُهَمّلاتٍ غَدَتْ في كلَّ ناحيةٍ
مضاعةً لم تَصُنْها سطوةُ الراعي

.....

[الحمدان]

تقسم قلبي فِي محبة معشر
بكل فتى منهم هواي منوط

كَانَ فؤادي مركز وهم لَهُ
محيط وأهوائي لديه خطوط

.....

[الحمدان]

الأَرضُ داري إِذا ما
رأَيتُ رِزقاً هنيّا

إِن طابَ عَيشي بِأَرض
أَقَمتُ فيها مَليّا

.....

[الحمدان]

أَخي لا تُسوِّف بالمتاب فَقَد أَتى
نَذيرُ مَشيبٍ لا يُفارِقُهُ الهَمُّ

وَإِنَّ فتىً مِن عُمرِه أَربَعونَ قَد
مَضَت مَع ثَلاثٍ عَدُّها عُمرٌ جَمُّ

.....

[الحمدان]

فنوحٌ وإبراهيمُ الذبيحُ ويوسُفُ
ووالده يعقوبُ أيوبُ داودُ

وموسى وعيسى والنبيُّ محمّدٌ
أولى العزم فاعلمهُم فعلمُكَ محمودُ

.....

[الحمدان]

كانَ الزَمانُ بِلُقياكُم يُمَنّينا
وَحادِثُ الدَهرِ بِالتَفريقِ يَثنينا

فَعِندَ ما صَدَقَت فيكُم أَمانينا
أَضحى التَنائي بَديلاً مِن تَدانينا

.....

[الحمدان]

أَتَطلُبُ مِن أَخٍ خُلُقاً جَليلاً
وَخَلقُ الناسِ مِن ماءٍ مَهينِ

فَسامِح أَن تُكَدَّرَ وُدَّ خِلٍّفَ
إِنَّ المَرءَ مِن ماءٍ وَطينِ

.....

[الحمدان]

توق حدود الله لا يأت محرما
إذا شئت أن تحظى بجناته العليا

وإن أمكنت يوما من الدهر لذة
فخذها ولا تنس النصيب من الدنيا

.....

[الحمدان]

أبدي ابتساما والنار في كبدي
ولي فؤاد تذيبه الحرق

كالمندل الرطب من خصائصه
يضوع للناس وهو يحترق

.....

[الحمدان]

تَعَوَّضتُ مِن واهاً بِآهٍ وَمِن هَوىً
بِهَونٍ وَمِن إِخوانِ صِدقٍ بِخَوّانِ

وَما كُلُّ بَيضاءٍ بَروقٍ بِشَحمَةٍ
وَما كُلُّ مَرعىً تَرتَعيهِ بِسُعدانِ

فَيا لَيتَ شِعري هَل لِدَهرِيَ عَطفَةٌ
فَتُجمَعَ أَوطاري عَلَيَّ وَأَوطانـــي

.....

[الحمدان]

إذا مَا كانَ في الأخلاقِ قبحٌ
فحسنُ المرءِ مهما زاد وَهمُ

جمالُ الشكلِ مطلوبٌ ولكن
جمال الرُّوح يا صاح الأهمُّ

.....

[الحمدان]

تَعدو الذِئابُ عَلى مَن لا كِلابَ لَهُ
وَتَتَّقي مَربَضَ المُستَنفِرِ الحامي

.....