تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 [38] 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
07-21-2024, 02:14 PM
أحبكِ، فوق حدود التصور
فوق الأساطيرِ فوق الخيال

أحبكِ، ما آن أن تعلمي أن
نسيانَ أمركِ أمرٌ محال

أحبكِ، هلاَّ تريحين قلبيَ
من سَطوةِ الأمنيات الثقال

أحبُّ، وأعلم أني تورطـت
في حبِّ شيءٍ بعيدِ المنال

أريدك حقاً! فهلاَّ اقتربتي
فإني مللتُ الرجا والسؤال

أيا امرأةً سكنت نصفَ قلبي
ونصفٌ تقيّدهُ بالحبال

أسيرٌ.. وكيف بمثلي أسيرٌ
يموتُ إذا فارق الاحتلال!

أيا امرأة جاوزت ما أُريد
وما لا أريد.. وما لا يطال

أسرُّ الخلود نما تحت عينيكِ
أم صاغكِ الله حسناً زلال

أفينوسُ أنتِ؟ أعشتارُ أنتِ؟
أمِ الله خصَّكِ سرَّ الجمال

أوجهُكِ؟ أم سلسبيل ضياءٍ
تحجُّ إليهِ قلوب الرجال

أعيناكِ؟ أم جندُ هارون يسقون
نقفورَ من ماطرات النبال

أقلبكِ؟ أم جنّة الخلد للعا
شِقين فطابت وطاب المآل

أخَصركِ؟ أم لحن موزارت يشدو
إذا مالَ، من حسنهِ الكونُ مال

لعَمركِ إني أريد وصالاً
أدكّ بهِ راسيات الجبال

أريدكِ حتى أحلَّق عشقاً
وأقطف توتكِ غضاً حلال

فأغفو على ومضِ عينيك حيناً
وأطفو على ناعمات التلال

أريدكِ عشقاً يدك حصوني
وإن ألفُ ألفٍ لقلبك آل

أريدكِ، شئتِ، أبيتِ، جفوتِ
دنوتِ، هجرتِ، نسيتِ الوصال

خذيني إليكِ.. عصارةَ شوقٍ
فما عدت أقوى على الاحتمال


سالم المالكي

الحمدان
07-21-2024, 02:14 PM
أزائرةَ الأحلام ليس منالي
قريبٌ، ولا الأيام تستر حالي

تُقاذفني للوهم روحي وإنني
عزيزٌ على ظلم الهوى متعالي

رجوتُ ولو أن الرجاء يفيدُني
لما بتُّ ظمآناً ونهرُكِ حالي

أغاليتي هل من لقاءٍ يضمنا؟
على غرةٍ، غالٍ يحدّث غالي

أحنّ وأشواق اللقا تستريبني
تعالي ولو زيفاً إليَّ تعالي!

تعالي إلى ظلٍ ورفّ حمامةٍ
ونغمة عصفورٍ وراحة بالِ

وجنةِ فردوسٍ وبيتٍ يضمنا
وأجمل أيامٍ وخير ليالي

تعالي إلى روحٍ كأن صريرها
أقاصيصُ ركبانٍ بطودٍ خالي

أعلل نفسي باللقاء وإنني
لأعلم ألا قُربَ منكِ يُرى لي

وأصبر حتى يَعجبون وإنهم
يظنون قلبي من غرامكِ سالي

وبي من عظيم الوجد ياحلوة اللمى
كأن هموم العالمين عيالي


سالم المالكي

الحمدان
07-21-2024, 02:15 PM
لا تستري شوق العيون فإنها
عمَّا حَوَته قلوبنا لَتقولُ

لا تخجلي ودعي البحارَ تموج من
ولهٍ.. وغيمات السكون تسيلُ

ومُرِي السماءَ فتنحني للقائنا
ومُرِي الجبال الشامخاتِ تميلُ

واستوقفي اللحظات حتى نرتوي
فكثيرُها عند اللقاءِ قليلُ

يا ليلُ دعنا فالحديقةُ أزهرت
ونمت ورودٌ دونها وحقولُ

لا تمضِ يا ليل الأحبّة إنّني
سأبيتُ في أحضانها يا ليلُ

وَلَهي.. أفيكِ يُلام حرفي والحديث
بوصف حبك والمديح يطولُ؟

إنّي أحبُ فلا تلمني في الهوى
فالقلبُ ليس له سواكَ خليلُ

إنّي أحبُ وهل لمثليَ سلوةٌ
أم هل لقلبيَ في الهوى تبديلُ

الحب ضوء الله في أجسادنا
لولاه ما هذا الوجودُ جميلُ

الحب تلمود الحياة ودينها
والنور والتوراة والإنجيلُ

وأنا نزارُ اختارني فكأنني
يا حبُّ بين العاشقين رسولُ!

يا حلوة العينين كيف يهزُّنا
حسَدٌ.. وما للحاسدينَ سبيلُ!

منذ اليدينِ تلاقتا واهتزَّتا
ما ابتلَّ من وجعٍ لنا منديلُ

لا شاطئاً نرسو به سيمَلُّنا
لا موعداً نهفو له سيزولُ

لا أحرفاً تختالنا.. تغتالنا
لا خنجراً في وجهنا مسلولُ

هذي الحياة تشدُّنا فتمسَّكي
إنّي على أعطافها محمولُ

هذي الحياة لنا.. فلا تتمهَّلي
لقد ابتدا يا حلوتي أيلولُ

هذي الحياة لنا.. سنحياها معاً
حتى ينام مع الدجى القنديلُ

يا ربَّة الحسنِ البهيِّ تَوقَّدي
مهما عَلَتْكِ زوابعٌ وسيولُ

يا ربَّتي.. شُدي وثاقَ مَحبَّتي
لأموتَ.. إنِّي في هَواكِ قتيلُ


سالم المالكي

الحمدان
07-21-2024, 02:16 PM
أحبكِ، هل تدرين ما أنتِ في قلبي؟
وأيُّ عذابٍ ساقني نحوه حبي؟

وهل لكِ أن تدرين أن بخاطري
غرامٌ تجاوز فيك مرحلة الحبِّ

أحبكِ، لا أدري أحُلمٌ أعيشهُ؟
مُذ ارتشفت عيناي من نهركِ العذبِ

سوى أنني إن يذكروكِ بمجلسٍ
تفتّتتِ الأضلاع وارتعشت هُدبي

أفاتنتي، ذكراكِ تحرق مهجتي
كما تستعرُّ النار في يابس العشبِ

أفاتنتي، لو ذقتِ مثلي من الهوى
لسرَّك أن تستوطني هاهنا قربي

هي العشقُ.. أرجو وصلها كل ليلةٍ
هي المستحيل المحض في البعدِ والقربِ

أكتِّم حباً ليس يبلى مع النوى
وأضمر شوقاً قد تولى على لبّي

وأشكو لمن صاغ الجمال بطفلةٍ
وأن تصف اللا عيب، ذاكَ من العيبِ

فشَعرٌ كأن الحسن نام بليلهِ
ووجهٌ كأن الليل ضربٌ من الكِذبِ

بياض غمامٍ قد تغشّته ظلمةٌ
فأبيضه يسبي.. وأسوده يسبي!

وعينٌ كأنّ الموت من نظراتها
إذا نظرتني آذنت طبلة الحربِ

وطرفٌ كسولٌ فاترُ اللحظ ناعمٌ
كأن لِحاظ العين سَكرى بلا شربِ

بها كسلُ الإصباحِ مع حدةِ القنا
فليت حياتي بين جفنيكِ والهُدبِ

وحمرةُ خدٍ من حياءٍ يشوبها
وثغرٌ من الياقوتِ ليس من التُرب

أحبكِ.. ما ذنبي إذا القلب خانني؟
وإن خنت نفسي فيكِ بالله ما ذنبي؟

إليكِ شكوتُ الروحَ يقتلها الظما
كما يشتكي العطشانُ من شدة الجدبِ

سوى أن شكوى الناسِ للناس ذلةٌ
وشكوى فؤادي منكِ قتلٌ مع الصلبِ

إلامَ أذوق الموت في كل ليلة!
وريقكِ يشفي علة الروحِ والقلب

ولو خيّروني بين ريقكِ والدنى
لما اخترت غير الموت في فمكِ الرطبِ

إذا قلت أنسى، مرّني طيفكِ الشجي
وأجرى دموع العاشقِ الوَلِهِ الصبِّ

وقلبٌ يكاد يفر من بين أضلعي
ليسبحَ في أجواء حبك كالسّحبِ

معذبتي قد فاض صدري من الجوى
متى يحكم الأحباب بالوصل يا ربي؟


سالم المالكي

الحمدان
07-21-2024, 02:16 PM
أوتسأليني، هل أحبكِ، بعد ما
أشعلتِ نار الحب في أعماقي

أوتسأليني، هل أحبكِ، بعد ما
قد ذبتُ من لهفٍ ومن أشواقِ

أوتسأليني، هل أحبكِ؟ ربما
لم تقرأي ما خُطَّ في أوراقي

أوتسأليني؟ واسألي من جرب
الـعشقَ اللذيذ وذاق مثل مذاقي

أنا عاشقٌ قد ذاب من فرط الهوى
وتبخر الباقي إلى الآفاقِ

لا تسأليني! إنني أسألكِ هل
ذاك الذي بيني وبينكِ باقي؟

أوتذكرين لقاءنا ذا موعدٍ
والشمس نائمةٌ بلا إقلاقِ

قد جاءنا ركبُ الظلام ومرنا
متعجباً من خلوة العشاقِ!

والفجر يسقينا كؤوساً من طِلا
طاب الهوى منها وطاب الساقي

قد تُهت في صحراء عينكِ وانقضى
دربي وضاعت فيهِ كل نياقي

لا تحرميني ومضَ عينكِ واجعلي
عينيكِ تسترخي على أحداقي

فالموت في ألحاظ عينكِ قسوةٌ
لكنَّ دون وميضها إحراقي

فأنا بدونك لا أكون.. ولا أطيق
العيش في الدنيا بغير تلاقي

أقسمت ألا عيش بعدك.. إنما
هل ترغبين العيش بعد فراقي


سالم المالكي

الحمدان
07-21-2024, 02:17 PM
إني أحبكِ لو ترين– محبةً
أخشى تفاقمها إلى الإشراكِ!

حباً عميقاً لا يرامُ فناؤه
حباً بلا وعيٍ ولا إدراكِ

يا للغرابة أن يروقكِ صمتُنا
ويلَذ للنظرات أن تعصاكِ

إن شئتِ أسميتِ المحبة لعبةً
أو شئتِ نصَّبت الهوى مولاكِ

أخشى على نفسي غراماً ظالماً
وأخافُ أن يقتادني لهلاكي

أخشى جفونكِ أن تدمّر مهجتي
ياحلوةَ الأهداب كم أخشاكِ!

يا من لها عرشُ الجمال بأسرهِ
كيف الهروبُ.. وعالمي عيناكِ؟

عيناكِ لؤلؤتان صعبٌ نيلها
يزهو بلمسِ بريقها جَفناكِ

سبحان من صاغ العذوبة والطفو
لة فيهما.. سبحان من سوّاك

كم أحسد الأقداح ترتشفينها
إذ عانقَتها قرب فيكِ يداكِ

والوجنتان حديقةٌ محميةٌ
قد حَفّت الأزهارَ بالأشواكِ

ياحمرةَ الخدِّ البهيِّ.. تمهّلي
أبدمِّ قلبي خالقي روّاكِ؟

أوَتقتليني بعدما أيقنتِ أنـي
في إساركِ هالكٌ.. رُحماكِ!

يا جور قهقهة الرياح بمهجةٍ
لم يروِها إلا السحابُ الباكي

أأموتُ ظمآناً وثغرُكِ يانعٌ
والقلب لا يرمي إلى سلواكِ

أنتِ الخيال فليس لي من واقعٍ
أنا ليس لي في عالمي إلاّكِ

قد مرّت الأعوامُ من عمري ولم
أعرف لها طعماً بلا رؤياكِ

فمحوتُ من ورق الهويةِ مولدي
وكتبت ميلادي بيومِ لقاكِ


سامي المالكي

الحمدان
07-21-2024, 02:18 PM
يا زائري في المسا قد قلتَ ذات مسا
لا لن تضيع حكايانا مع الغلسِ

وقلت لي أن لي بالصدر صومعةً
ما كفَّ رهبانها قرعاً على النُقُسِ

وأن لي في ثنايا الروح أغنيةً
لا تنتهي أبداً إلا مع النفَسِ

حتى إذا خلتني في النور مروحةً
أطوي الغمام ولا أخشى من العسسِ

رميت رمحك في غدرٍ فأسقطني
ورُحت تضحك من حُمقي ومن هوسي

تركتني في دجى الأيام هامدةً
كجثةٍ طويت في سرمد الدمسِ

تركتني أحتسي حزني كمئذنةٍ
جوفاء قد تُركت يوماً بأندلسِ

يا زائري في المسا، صمتي سيقتلني
أشكو من الحب أم أشكو من الخرسِ

يا زائري إنني أذوي، ويفضحني
من سائر الناس دمعٌ غير منحبسِ

لمن أخبئُ هذا الحُسن يا وجعي
ومن سيقطف من طُهري ومن دَنسي

لمن ثناياي، أنفاسي، ومدفأتي
ومن سيهوي بماء الخُلد في قبسي

حقاً ستترك قلبي مثل منفضةٍ؟
وعالمي بغبار الراحلين كُسي؟

حقاً ستتركني للموت يخطفني؟
ولستَ رغم نداءاتي بمرتكسِ؟

حقاً أنا نقطةٌ سوداءَ حالكةٌ؟
لطّختُ صفحتك البيضاء بالنجَسِ؟

يا ويلتي ليتني ما كنت دُميتهُ
يا ليتني قد أحطتُ القلبَ بالحرسِ

لو أنني كنتُ للأقدار عارفةً
ما كنتُ أبحرُ في موجٍ من اليَبسِ!

لو أنني لم أدع قلبي يضيّعني
لما غدا فارس الأحلام مفترسي

يا زائر الحُلم دع قلبي وسر قُدُماً
ولن أبوح بما خلّفت بالفرسِ


سامي المالكي
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 02:18 PM
عشقتُ عينيكِ بحراً لا قرار لهُ
عمري شراعٌ على شطآنِه قلقُ

عشقت عينيك أنواءٌ معربدةٌ
وموسماً عاصفاً في طبعه النزقُ

عشقتها شفقاً ناء تجاذبني
فيه الطفولة والأحلام والألقُ

عشقتُ عينيك والأمواج نازفةٌ
عشقتها ودماء الورد تحترقُ

عشقتها والمدى وعد وأخيلةٌ
تنثال حيناً، فيصحو دونها الأفقُ

عيناك مرفأ أحلام مُشتَّتةٌ
تهفو إليه إذا ما غالها الغسقُ

وجنَّة من ظلالٍ يستجيرُ بها
مهاجرون.. بأرض الغربة احترقوا

تموج بالغيب والأسرار ساهمةٌ
كأنَّها للغد المجهول تنطلقُ

ماذا بعينيك؛ شوق أم مكابدةٌ
عنيفة.. أم نداء فيهما لبقُ

كم يغرق اللحن في أعماقها مدناً
وبين أهدابها كم يولد الشَّفَقُ

لا لون للفجر إنْ لم تشرقا معهُ
سِحْراً تَضُجّ به الساحات والطُّرُقُ

تقُولُ عَيناكِ: أَشْواقُ الرَّبيعِ دُمىً
مَمْسُوخةٌ، وأحاديثُ الهوى ورَقُ


محمد الثبيتي
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 02:19 PM
ضحكةٌ تبعثُ السرورَ، وصوتٌ
يتهادى مع الأثيرِ بيانا

وحديثٌ كأنّه الشهدُ أحيت
خاطراً هامَ لوعةً أزمانا

ذابَ في مسمعيّ منهُ رحيقٌ
فغدا القلبُ حائراً سكرانا

ولها مبسمٌ إذا لاح كالقو
س أصابَ الذهولُ منك الجَنانا

حينما تُطبقُ الشفاهَ على الصّ
مْتِ تُغنّي بهمسةٍ ألحانا

شفتانِ كأنّها الجمرُ حين
وكما الثّلجِ ريقُها أحيانا

سكبتْهُ فماجَ في شفتيّ
حلماً يجعلُ الحياةَ جِنانا

والثنايا تموسقُ الصوتَ عذب
يتثنّى بخطوهِ فرحانا

ناعساً سالَ تاركاً شفتيْه
لؤلؤاً شعّ في الدّجى ألوانا

ريشةٌ للحروفِ ترسمُ ما جل
من الحزنِ في الفؤادِ ورانا

أخصبتْ مرتعَ الفؤادِ جمال
ثمّ ولّتْ فعادَ ملكاً مهانا

ليتَها إن رأتْ شرايين قلبي
ثائراتٍ تُهدئُ البركانا

ليتها والرّضابُ عطرٌ لذيذٌ
تمنحُ القلبَ – لحظةً سلوانا

هي حواء صوتهُا كرذاذٍ
عانقَ الروحَ رقةً وحنانا

متعي قلبيَ الحزينَ بوهمٍ
إنّ سرّ الحياة وهمٌ، وكانا


احمد اللهيب
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 05:49 PM
يا شادي البان ما أشجاك أشجانا
إن الذي أسقاك الشوق أسقانا

كأس من الصاب والآلام مترعة
من لي بكأس إليها كنت ظمآنا

كأس من الوصل أضحى من ترشفها
قرير عين بمن يهواه نشوانا

إن أنس لا أنس يوما قلت يا أملي
متى تجود بوصل قلت لي: الآنا

أسقاني الوجد من حرى مراشفه
وما ارتويت وأضحى القلب سكرانا

حين انتهينا وطيف الحب ثالثنا
وأعين البدر من علياه ترعانا

همنا بآفاق حب لا حدود لها
وبثنا الشوق إشفاقا وتحنانا

أنساني الوصل ما لاقيت من زمني
في سالف العهد آلاما وهجرانا

يا مبعث الطهر يا أصل الجمال ألا
أرجو من الدهر إرجاع الذي كانا

لا تستمع للذي قد قال خانكم
فإن في قوله زورا وبهتانا

مهما يزور فإني ما سلوتكمو
وكيف يسلى زمان الحب مذ كانا

وما يزال منى روحي وبغيتها
ومن يحب فؤاد عاد أسوانا


الامير عبدالله الفيصل
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 05:51 PM
لما نظرت إلي أمس مشيحة
بين الجموع بلحظك المرتاب

وجرت على شفتيك بسمة حائر
ما بين شبه رضا وشبه عتاب

أبصرت في عينيك عمري كله
وعرفت أني قد أضعت شبابي

ورأيت نفسي في الحياة وضيعها
أشكو إغترابي في ندي صحابي

وهتفت بي:من أنت؟ لما أنكرت
عيناي شخصي وهو غض إهاب

ولقيتني ألقى الورى وكأنني
منهم على وهم ولمع سراب

وسمعت قلبي في الضلوع معاتبي
بوجيبه يا صفوة الأحباب

ولمست في الأجفان وكف مدامعي
كالجدول المترقرق المنساب

ورجعت للمحراب أنشد عزلتي
لكن خيالك كان في محرابي

أين المفر(( ومنك ثم إليك ما
أسعى)) وما بي في غرامك ما بي


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 05:51 PM
يا ناعس الطرف قد فازت أعادينا
واستبشروا بمناهم في تجافينا

وكف عنا كؤوس الصفو ساكبها
وعاد بالشجو والأحزان يسقينا

وودعتنا أماني الوصل مسرعة
حتى غدونا بمنأى عن أمانينا

واستسلمت لظلام اليأس انفسنا
إلا العلالات من ذكرى تلاقينا

وكان بالأمس شادي الورق يطربنا
لكنه إن يغني اليوم يشجينا

فقد سمعتم إلى إرجاف عاذلنا
وقد أطعتم وشايات الهوى فينا

ما كان ظني بكم يا منتهى أملي
أن الوشاة تقصيكم فتقصينا

وأن ما زعم الحساد مقتدر
أن يطمئت إليه قلبكم حينا

وأنكم تؤثرون الشك إن عرضت
به البوارق من إرعاد لاحينا

وأنكم قد صممتم عن معاذرنا
لم تسمعوها واسمعتم أهاجينا

زعمتمونا نقضنا عهدهم وغدا
لنا بغيركمو شكل يعينا

و ما عنانا سواكم في الدنى أحد
ولا غرينا به أن بات يغرينا

إنا وإياكم نجمان في فلك
يديره الحب في آفاق ماضينا

مهما اختصمنا فإن الشوق يجمعنا
أو افترقنا فإن الحب يدنينا

فما ترى اليوم من صبري ومن جلدي
فللكرامة فضل من تأسينا


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 05:52 PM
يا صغير السن يا مرهفه
شوق نم جافيته اتلفه

إن تكن تقوى على طول النوى
فهو في بعدك ما أضعفه!

أو تكن لا تعرف الوجد الذي
لم يبنه آن أن تعرفه

فلقد أدنيته من حتفه
وسوى وصلك لن يسعفه

أنت قلب يبذل الوعد له
فإذا استنجزه سوفه

وجبين مشرق مؤتلق
من رآه مرة أدفنه

وقوام يتهادى في الربى
فيقول البان ما أهيفه

وفم لو قال من ينعته
هو كالعناب ما عرفه

وثنايا لؤلؤ مؤتلف
ألق سبحان من ألفه

وعلى صدرك لحنا غرد
كلف الترجيع ما كلفه

وبأردافك حاد صلف
مثقل خطوك ما أصلفه!

فجميل منك بعد الظلم يا
أمل المحروم أن تنصفه


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 05:53 PM
أرى الصبر أوشك أن ينفذا
وأوشكت في القرب أن أبعدا

وأوشك قلبي أن يستريح
وأوشك طرفي أن يرقدا

وكدت أعايش هذا الأنام
وقد عشت بينهم مفردا

يخيل لي أنني قد أضعت
شبابي وقلبي وعمري سدى

وأن حياتي وأسبابها
خطبت بها عندكم فرقدا

تناءيتم زمنا طائلا
وبنا كما كان رجع الصدى

فإن تلتق اليوم أشباحنا
فذاك لقاء غريب المدى

تقربه اليوم دنيا الخيال
ويبعده كل حاد حدا

يذكرنا كل أمس مضى
وكل غريب به شدا

وما نحن إلا الزمان الذي
عدا في الأنام على من عدا

نصوره صورة في الضمير
ونبدي على ضعفنا ما بدا

فيحسبنا الناس أقوى على
يد الدهر مما يكيد العدى

ولكننا إن خلونا إلى
خواطرنا نستجير الردى

وإن لاح في بابكم عاذل
مررنا به ركعا سجدا

نحاذر من أن ترانا العيون
ونخشى على البؤس أن نحسدا

فعد لي حبيبي كما قد عهدت
على الدهر يا سيدي مسعدا

وخل النواح ودنيا الانين
فقد أوشك العمر أن ينفذا

ومد حبيبي إلى من براه
غرامك عطفا وأهد اليدا

أو اهزأ كما شئت بالذكريات
وأذهب في الحب كبش الفدا


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 05:53 PM
قضيت على حبي قضيت على ودي
وانت التي قد كنت أوري بها زندي

شككت بإخلاصي فعكرت صفونا
كما ارتبت في حب ترعرع في مهدي

فآثرت أن تقضي على الحب والهوى
بما جئت من شك وما شئت من بعد

تريدين مني أن أبوح بحبنا
وأبدي الذي قد كنت أخفي ولا أبدي

ولست بمن يرضى لليلاه بالخنا
ولا بانخداع بالسراب من الوعد

فلي شيمة تأبى علي خداعها
إذا ما استجاش القلب تبصرني جندي

ولي من غرامي ما يقدس حبها
ولي من وفائي ما يذكرني عهدي

إذا ما احتواني الليل أبديت لوعتي
ويعلمها نجم رقيب على سهدي

أناجيه والآلام تفري حشاشتي
بما يعتريني من غرام ومن وجد

فلا تظلميني بالملام فإنني
كفيل بحمل العبء عبء الهوى وحدي

وفارقت مغناك الذي تعهدينه
وإن كان في مغناك يا غادتي سعدي

وأخفيت في الأحشاء نار صبابتي
وإن كان هذا موردي ظلمة اللحد

فما بعد هذا الشك حب مؤمل
ولا بعد هذا الشك في الوصل ما يجدي


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 05:54 PM
تسائلني العواذل ما اقتراحي
وأنت على الزمان مدى اقتراحي

فإن لجوا بعذل واستطالوا
فلست بسامع تفنيد لاح

أما علموا بأني منك مضنى
وأن القلب مني غير صاحي

وأني أنهل الذكرى مداما
أعل بها مسائي أو صباحي

فهل ترك الغرام بي اقتدارا
على هجريك يا ذات الوشاح

وهل ترك المدلة من سبيل
إلى النسيان أو للحب ماح

فطيبي واهنأي فالقلب حصن
يحصنه القوي من السلاح

فإني في هواك وجدت سقمي
كما أني لقيت به ارتياحي

ففي نظراتك الحيرى عذابي
وفيها سر برءي من جراحي

وفي لقياك آمال كبار
فأنت من الدنى كأسي وراحي


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 05:55 PM
كان حلما يا فؤادي حبها
وخيالا ما ألاقي من هواها

قبل هذا الشوق والوجد الذي
تركته في فؤادي مقلتاها

فإذا بي ولقاها غايتي
أجد الحب صحيح من سواها

خدعتني بالمنى معسولة
فمضت كالريح يا قلبي مناها

ذكريات الأمس ما أعذبها!
ليتها ظلت كما كنت أراها!

جنة ذات زهور غضة
عبقت طيبا كما لذ جناها

يسعد القلب إذا مرت به
ساعة الذكرى وأيام صفاها

فيغني طاردا لوعته
مبعدا عن نفسه كل سجاها


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 05:55 PM
لولا الهوى ووفاؤك المعهود
خفقت لغيرك في الفؤاد بنود

وتبسم القلب الذي رويته
ما شئت من شوق به تسهيد

حرصا عليك وأنت في أحشائه
قبس يشب هيامه ويزيد

والنار تعشق إن تغب فإذا دنت
بك فر من رمضائها الموؤود

قلب به مثواك يا من تيمت
بهواه أنفاس لها تصعيد

ولعل أنفاس الربيع تعيده
وترد سيرته منى فيعود

وإليك مرجعه وأنت بداية
لولاك لم يبعث لها ترديد

إني وربك في هواك موحد
إن كان عندك في الهوى توحيد

أشدو بذكرك والغرام يسوقني
لنهاية في الحب وهي بعيد

فاحفظ ودادي إنه أغلى الذي
يفنى فؤاد دونه ويبيد


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 05:56 PM
ألاقي من عذابك ما ألاقي
وحبك في حنايا القلب باق

وتسرف في الصدود وفي التجني
وأسرف في التياعي واشتياقي

ولو يدري فؤادك ما أعاني
وما أقاه من ألم الفراق

لما أمعنت في هذا التجافي
ولا أذللت من دمعي المراق

ولكني كتمتك هول ما بي
وما زال التجلد من خلاقي

فلو زعم العواذل بي سلوا
فكل حديثهم محض اختلاق

وما أبدي لهم غير التآسي
وإن كانت ضلوعي في احتراق

وكم حسبوا عناني جد طلق
وقلبي جد مشدود الوثاق

واخشى أن يقال صريع شوق
يلاقي في المحبة ما يلاقي

وأغرق في ظلام الليل يأسي
فأغرق في اصطباحي واغتباقي

وأنهل من لمى ذكراك عذبا
أعل به ووهم رضاك ساق

ويبسط لي الخيال ظلال أنس
أعيش بها إلى يوم التلاقي

أعيذك أن تعين علي سقمي
معونتك الدموع على المآقي


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 05:56 PM
حالي بمعترك الحوادث حالي
فيم السؤال ولات حين سؤال

فيم التساؤل والسؤال وقد بدا
لك ما ترى من محنتي وهزالي

أأنا الملوم لأني أنزلت آ
مالي بمواكب حسنك الخذال؟

أم كان حسن الظن مني زلة
جوزيت عنها فاجع الأهوال

لم ألق من صفح لديك وإن يكن
ذنبي إليك ومنك في إقبالي

أقبلت محتشدا إليك بمهجة
أصفى من المترقرق السلسال

فأعرتني أذن السميع معللا
أملي برقة كاذب ختال

فظننتني أضحيت أسعد عاشق
أمتعته برضى وطيب وصال

وغدوت أبسم للورى متجاهلا
عين الرقيب وقولة العذال

غردا أهز معاطف الأغصان من
نغم الغدو إليك والآصال

ما يزعج الصد المؤرق بالي
في حلو فردوس وراحة بال

يا شقوة الآمال لما أن بدت
للعين شمس وفاك وشك زوال

شيعتها بدم الجفون وكابدت
في إثرها عيناي سهد ليال

ومشى اليقين إلي بعد تشكك
في القلب هيج همسه بلبالي

ورأيت كيف خدعت فيك وطالما
خدع الظماء ببارق الأوشال

فرجعت للظماء الذي هو قاتلي
بعد الفراق وخيبة الآمال

ومن العجائب أن أجيئك عاتبا
أتراك تصغي ساعة لمقالي؟

هي منية عرضت لقلب قد سلا
عن وده لما رآك السالي

ولى من الحب الذي ولى فما
لي ناشرا منه الصحائف ما لي؟!

فلقد طويت براحتيك كتابه
ودفنت فيه سوانحي وخيالي


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 05:56 PM
لا الصد يشجي ولا لقياك تسعدني
فما أنا مثل ما قد كنت تعهدني

فلا البلابل تسبيني صوادحها
في مطلع النور إن غنت على فنن

ولا الزهور إذا ما الطل بللها
توحي لي الشعر أو بالحسن تفتنني

وما أنا بالذي تغريه بارقة
من الوصال ولا الهجران يهدمني

فقد نسيت من الأيام أعذبها
كما تناسيت آهات تعذبني

نسيت ما كان من حب وموجدة
شغلت عنها بما يصبو له وطني!

روحي الفداء له إن قيل تضحية
إن الشقاء بما يعليه يسعدني

لن تعرف اليأس روحي والشباب يد
إذا دهتني دواهي الدهر تسندني

فيا بني وطني بالعلم سعدكمو
وليس في الجهل الا فادح المحن
فعرفوا الغرب ما للشرق من منن

ذودوا الغواة من الأوطان وانتبذوا
من فرق الشمل بالغايات والفتن


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 05:57 PM
ودعت أيام الربيع الناضر
ودفنت آمالي ووحي خواطري

ووأدت ما في القلب من ذكر الصبا
ونفضت عن ذهني خيال الشاعر

لا حب والغدر الخئون يحوطه
ولى الغرام مع الحبيب الغادر

هي وردة ظمأى وقد رويتها
إذ قل عنها الغيث ماء نواظري

أيقظتها بل صغتها في قالب
من نور آمالي وزين مشاعري

ومنحتها قلباعلى أترابها
قد عز يرعاها بحب طاهر

لم أدر حين سقيتها ورعيتها
أني سأجزى بالعقوق السافر

يا قلب لا يحزنك ما ضيعته
من حبك الوافي لعهد غابر

بل لا يروعك الزمان بمكره
إن الكريم ليبتلى بالماكر

هل كان ذاك الود إلا خدعة
خلابة مبذولة من فاجر!

كم ذا بذلت صداقة ومحبة
وجنيت ما يجني فقيد بصائر

فاربأ بنفسك أن تكون معذبا
وانظر إلى الماضي بعين الساخر

فالحب ما ينأى بقصدك عن هوى
زيف كأهواء الدعي الهاجر


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 05:57 PM
يا طير هيجت آلامي وأشجاني
بما تغنيه من ألحان ولهان

بي مثل ما بك من أحزان مغترب
فالكل منا وحيد ما له ثان

بعثت شكواي ألحانا مرتلة
وأنت شكواك ترجيع لألحاني

تشكو فراق رفيق كنت تألفه
أما أنا فشكاتي بعد أوطاني

أين المصيف وأيام به سلفت؟
وأين يا طير أحبابي وخلاني

أين الجبال التي تكسو أعاليها
بمذهب من كثيف السحب هتان؟

وأين مني شهار؟ أين هضبته؟
يا حبذا فيه أفراحي وأحزاني!

وأين مني(....)؟ أين مجلسنا؟
في ظلمة الليل أرعاها وترعاني

وأينلا أين ساعات مفضلة
كانتبما راح فيها خير أزماني؟

أيام كنا وذاك الروض يجمعنا
جمع الأزاهر في ساحات نيسان

إن عز يوما على الأيام عودتها
فالحلم يا طير أدناها وأدناني


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 05:58 PM
قد سالت من أنت؟ قلت أنا الذي
قضيت عمري مدنفا أهواك

وأطعت عينيفي الغرام وخافقي
أقضي الليالي السود في نجواك

أرنو إليكعلى بعادك مثلما
يرنو الحزين لساطع الأفلاك

وأبث للنجم المسهد لوعتي
يا ليتنيبعد النوى ألقاك

ما كنت أؤمن بالعيون وفعلها
حتى دهتني في الهوى عيناك

الحسن قد ولاك حقا عرشه
فتحكمي في قلب من يهواك

قلبي كما تبغين إلف صبابة
قد مل كل خريدة إلاك

بالله يا أملي الحبيب ترفقي
إني وربك في الهوى مضناك

فرنت إلي وقد تألق لحظها
أفديه من لحظ رنا فتاك

ونضت عن الوجه الوسيم وتمتمت
يا روحه الظمأى علي رواك

وتعانق الروحان في روض الهوى
فثملت حتى غبت عن إدراكي


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 05:59 PM
كلما قلت: على الذكرى سلام
هتفت بالقلب أيام خوال

لم تدم لي يا حبيبي غير ذكرى
ليت شعري هل أرى تلك المجالي؟

قد تراءت لي على بعد المدى
ما أحيلاها إذا مرت ببالي!

يا لذكرى القلب أيام لقا
كل ما فيها نعيم لخيالي

يا حبيبي! هل نسيت الأمس لما
كنت نجمي بين سمار الليالي؟

وضفاف النيل مهوى حبنا
وعلى شطيه ساعات الوصال

حين ترنو لي بطرف ساحر
ورنت عيني بقلب غير خالي

ليتني والبعد يفري خافقي
بالذي لاقيت من ذات الجمال

أعرف الحب هنيئا طيبا
لا أجافيه لغدر أو مطال

يا حبيبي! بالذي آتاك حسنا
يأسر القلب بألوان الدلال

ارع حبي ذاكرا أيامنا
فعلى ذكراك للعهد اتكالي


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 06:00 PM
مرحى فقد وضح الصواب
وهفا إلى المجد الشباب

عجلان ينتهب الخطى
هيمان يستدني السحاب

في روحه أمل يضيء
وفي شبيبته غلاب

قد فارق الجهل العقيم
وهش للعلم اللباب

ورنا إلى مستقبل
يرقى له متن الصعاب

قد راح يستهدي العلا
ويصارع الموج العباب

في الأرض أو في البحر أو
في الجو فوق ذرى الضباب

ذاكم لعمري عدة الوطن
الكريم المستطاب

ما المجد يطلب بالمنى
كلا ولا السمر القضاب

المجد يبنى بالعلوم
تهز عالمنا العجاب

والعلم راية كل شعـب
ناهض سامي الرغاب

وعليه فلنبن الحياة
و لا نساوم في الثواب

ولننطلق في عزمنا
مثل انطلاقات الشهاب

كيما نرى فوق السها
كيما نمجد في المآب

هذي نصيحة مخلص
يهوى المجادة والطلاب

كرمتموني دائما
فلكم حياتي يا شباب


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 06:01 PM
الشعر يوحيه الشباب
وخياله الزاهي العجاب

من لي بهوقد افتقدت
لذائذيعهد الشباب!

الشعر يوحيه الربيع
وجماله الترف البديع

من لي به ويد الخريف
تذوي أزاهير الربيع

الشعر هزات الفؤاد
للوصل أو خوف البعاد

ودعته لما رأيـت
فؤاده لبس الجماد

الشعر يبعثه الخيال
إن عز في الدنيا منال

من لي به وقد افتقدت
دبى الحقيقة والخيال


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 06:01 PM
هل تذكرينا وداعينا مصافحة
أودعت فيها كريم الأصل يمناك

أو تذكرين بوادي وج وقفتنا
وقد أفاضت علينا الطهر عيناك

وحين غنت على الأغصان شادية
أنشودة الحب في ترديدها الباكي

أنت الحياة لقلب جد مكتئب
وليس يسعده بالوصل إلاك

ماذا يضيرك لو حققت أمنيتي
فيسعد القلبمن شوق لرؤياك

ففيك للقلب أهواء مجمعة
وفي لقاءك دنيا الشاعر الشاكي

أقصى أماني لو تبدين باسمة
أستلهم الشعر من باهي محياك

دنياي نار من الهجران محرقة
إذا نأيت و روض حين ألقاك

فإن نسيت ودادا كان يجمعنا
على العفاف فقلبي ليس ينساك

والذكريات إذا ما عز قربك لي
سلوى فؤاد على الأيام يهواك


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 06:02 PM
يا توأمَ الروحِ ونورَ البصرْ
ضاقتْ مُنى الروح بهذا السفرْ

وغَشَّتِ الوَحدةُ عيني فما
يؤنسُ عيني كلُّ هذا البشرْ

سوى محياكَ دُجىً حالكٌ
فأين منه لمحةٌ للنظرْ

تُسعِدُ أيامي وليلي كما
يَسعَدُ بالأنجمِ نِضْوُ السهرْ

وتذهبُ الوحشةُ عن خاطرٍ
كم غالبَ الشوقَ وكم ذا صبرْ

يهواكَ إن غِبتَ وإن حاضراً
يهواكَ في الوحدة أو في السمرْ

وما له إن غِبتَ من سامرٍ
سوى صدى أيامنا والذِّكَرْ

وما أمرَّ الدهرَ إن مرَّ بي
من غير أن يُملا فراغُ العُمُرْ!

أيُّ طيوبٍ ليس يُوحي بها
إلا محيّا في شباب الزَّهَرْ

يا مُوحِشَ النفس وفي النفس من
هواه أشتاتُ المُنى والفِكَرْ

لا أوحشَ الله خيالي من الحبِّ
ولا تلكَ الليالي الأُخَرْ

حيث صِباكَ البرعمُ الغضُّ في
أوراقه يشتاقه من عَبَرْ

يوحي إلى الدنيا أهازيجَهُ
مُبتدعاً في كلِّ قلبٍ وَتَرْ

فيصدحُ الكون بأوصافه
كم صَوَّرَ اللهُ وكم ذا ابتكرْ


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 06:02 PM
ليلةٌ مرَّتْ بدهري
لم تَكُن مِن خَيطِ عُمري

إنْ تَكُن مرَّتْ سَريعاً
فهي مَا زالتْ بفِكري

لَستُ أدري كَيف مرَّتْ
يا حبيبي لَستُ أدري

قدْ نَسيتُ النفسَ فيها
وجعلتُ الحبَّ خَمري

كانَ لَيلي مُستَنيراً
إذ أضَاء اللَّيلُ بَدري

أسعدُ الأوقاتِ عِندي
عندَما هدهدْتَ صَدري

طارَتِ النَّفسُ شعاعاً
سابحاً في الخُلْدِ يَسري

ليتَها عادتْ سريعاً
ليلةٌ مرَّتْ بعُمري


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 06:03 PM
حارَتِ الأشعارُ في ماذا تقولْ
شَرَدَ الفِكرُ وقد جَدَّ الرحيلْ

أزمعوا بيناً وشدّوا رَحْلَهم
فتوارى طيفُ أحلامي الجميلْ

وتهاوى الدمعُ في آثارهم
وهو كالجمر على الخدِّ يسيلْ

إنها روحي أراها أدمعاً
تملأ الأجفان و الليلُ يطولْ!

يا فؤادي إن يكنْ جَدَّ النوى
فلياليكَ من اليوم شُكولْ

ليس فيهن رؤىً بسّامةٌ
كل ما فيهنَّ شكوى وذهولْ

ولقد أقفرتِ الدنيا فما
تبصرُ الأعينُ إلا ما يهولْ

أربُعٌ مُقفرةٌ في صمتها
وشقاءٌ ليته عنا يزولْ!

وظلالٌ يبستْ أغصانُها
وأمانٍ لم تزلْ فيكَ تجولْ

ما تراها يا فؤادي ضَلَّةً
تَعِبَتْ فيها نفوسٌ وعقولْ

إن تكنْ بالوهم تحيا بعد ما
جدَّ منه البينُ فالوهمُ ذليلْ

ما ترانا سُفِحَتْ أدمعُنا
وكذاك الدمعُ للوجدِ رسولْ

نحن صرعى لَفَتاتٍ ورؤىً
وأمانٍ ما إليهنّ سبيلْ


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 06:03 PM
سمراءُ يا حُلْمَ الطفولَهْ
يا مُنيةَ النفس العليله

كيفَ الوصولُ إلى حماكِ
وليس لي في الأمر حيلَهْ

إن كان في ذُلّي رِضاكِ
فهذه روحي ذليلَهْ

ووسيلتي قلبٌ به
مثواكِ إن عزَّتْ وسيلَهْ

فلترحمي خفقانَهُ
لَكِ واسمعي فيهِ عُويلَهْ

قلبٌ رعاكِ وما ارتضى
في حبِّهِ أبداً بديلَهْ

أسعدْتِهِ زمناً وروّى
وصلُكِ الشافي غَليلَهْ

ما بالُ قلبِكِ ضلَّ عنهُ
فما اهتدى يوماً سبيلَهْ

وسبيلُكِ الذكرى إذا
ما داعبتْكِ رؤىً جميلَهْ

في ليلةٍ نَسَجَ الغرامُ
خيوطَها بيدٍ نحيلَهْ

وأطالَ فيها سُهدَ كُلِّ
مُتَيَّمٍ يشكو خليلَهْ

سمراءُ يا أملَ الفؤادِ
وحُلْمَهُ منذ الطفولَهْ


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 06:03 PM
هدهدتُ حبي في المِهادْ
ووأدتهُ قبل الفطامْ

ميعاده يومَ المَعادْ
يومٌ تُعادُ به العظامْ

أملٌ أضاء به الفؤادْ
لما خبا ساد الظلامْ

الشوق عندي في ازديادْ
وعلى الهوى مني السلامْ

عَفَتِ البلادُ مع العبادْ
واستثقلتْ نفسي الكلامْ

قد هَدَّني طولُ البِعادْ
لما تركتُكِ في الرَّغامْ

لما دفنتُكِ يا سُعادْ
أسقيتِني الموتَ الزؤامْ

حاربتُ نومي والوِسادْ
والقلبُ أمسى كالحطامْ


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 06:04 PM
أراكَ فما لعينكَ لا تراني
وأنتَ وصَبوتي فَرَسا رِهانِ

نصبتُ حِبالتي لَكَ فاستحالتْ
حُبىً وبقيتَ منطلقَ العِنانِ

ولي فوق السُّها عزمٌ طموحٌ
فمن عني ثناكَ ومن ثناني

مضى زمنُ المحال فلا تمنٍّ
فقد كَذَبَتْ بواديكَ الأماني

وها أنا في هواكَ أضعتُ عمري
مُقاربةً على أملِ التداني

ومهما عنَّ وصلٌ عنَّ شأنٌ
لكم عني فساعاتي ثوانِ

ولولا الحُبُّ في الأعناق رِقٌّ
مَلَكْتُكَ باليمين وباليماني

ولو فوقَ العنان تَخِذْتَ مثوىً
هتكتُ عليكَ أغشية العَنانِ

دعوتُ الشِّعرَ فيكَ فما عصاني
ولانَ قيادُهُ بعد الحِرانِ

أتى جبريلُهُ وأَسَرَّ وحياً
إليَّ كأنه رَجْعُ المثاني


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 06:04 PM
كم أنتَ واللهِ تُحسَدْ
باللْحظِ والروحِ والقدّْ

عيناك عينا مهاةٍ
والشعر كالليلِ أسودْ

والثغرُ عِقدُ لآلٍ
يا ليتني فيه أُنضَدْ

إني وحيدُ القوافي
وأنتَ بالحسن أَوحَدْ

ففيمَ هذا التجافي
والهجرُ يا حلو والصَّدّْ

لكم سهرتُ الليالي
وقلت: يا نجمُ فاشْهَدْ

بأنَّني منهُ مضنى
وأنني فيه أُحْسَدْ

وأنّه يتجنّى
وأنَّني أَتَجلَّدْ

وكلَّما رُمتُ وعداً
بهجرِه يتوعَّدْ

وإنْ خلوتُ بنفسي
وجدتُها تَتَمرَّدْ

أقول، يا نفسُ صبراً
فبابُه غيرُ موصَدْ

أقولها وفؤادي
على اللظى يتوقَّدْ

مُنى غدي أنتَ لكنْ
سيَّان أمسي والغَدّْ

وأنتَ محرابُ قلبي
فحيثما كنتَ يَسجُدْ


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 06:05 PM
ردوا سهام الجفون
عن قلبي المسكين

لا توقظوها جراحا
أغفى عليها حنيني

ولا تعيدو عذابي
ولا تزيدوا شجوني

فقد بذلت شبابي
ضحية للعيون

أما رحمتم حطاما
ناداكم بالأنين

مروعات خطاه
بين المنى والظنون

يرجو ويخشى هواكم
ما بين حين وحين

ويبسم الثغر منه
على فؤاد حزين

فإن رأيتم عليه
مذلة المسكين

تبينوها فإني
غير الدليل المهين

وإنما هو حبي
أفضى بسري المصون

فلتسمعوه نشيدا
مجدد التلحين

في صمته ولغاه
أثارة من فتون

وفي لحاظي دليل
على أساي الدفين

كتمته وغرامي
باد كصبح مبين

يراه كل البرايا
في خفة المستهين

مخاطرا بحياة ملأى
بشتى الفنون

فإن أردتم بقائي
ردوا سهام الجفون


عبدالله الفيصل

الحمدان
07-21-2024, 06:05 PM
أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي
أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي

يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي
وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي

وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي
ِإلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِنِّ

وَقَدْ كَادَ الشَّبَابُ لِغَيْرِ عَوْدٍ
يُوَلِّي عَنْ فَتَىً في غَيْرِ أَمْنِ

وَهَا أَنَا فَاتَنِي القَدَرُ المُوَالِي
بِأَحْلاَمِ الشَّبَابِ وَلَمْ يَفُتْنِي

كَأَنَّ صِبَايَ قَدْ رُدَّتْ رُؤاهُ
عَلَى جَفْنِي المُسَهَّدِ أَوْ كَأَنِّي

يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِي
وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي

وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ
أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي.كَأَنِّي

طَافَ بِي رَكْبُ اللَيَالِي
يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَعَنِّي

عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي
وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي

وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَوْلاً
وَلَكِنِّي شَقِيـتُ بِحُسْنِ ظَنِّي

وَبِي مَمَّا يُسَاوِرُنِي كَثِـيرٌ
مِنَ الشَّجَـنِ المُؤَرِّقِ لاَ تَدَعْنِي

تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي
وَتَشْقَى بِالظُّنُـونِ وَبِالتَّمَنِّي

أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيحٌ
حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي


الأمير عبدالله الفيصل
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 07:43 PM
دَمّي عليَّ من الثرى يا غانية
بالأمس ما أبكاكِ قد أبكانِيَهْ

لصبيةٍ عمريّةٍ مضريّةٍ
أدركْتُ أسرارَ الثرى في ثانيَةْ

وقرعتُ أبوابَ السماءِ مُهلِّلاً
وهتَكْتُ أستار الملوكِ علانيَةْ

عَرَفَتْ ملوكُ الجنِّ ريحَ عِمامتي
ونَكَحْتُ منهم سبعةً وثمانيَةْ

ودفنتُ قرْطاً في صفيحةِ قرْمَدٍ
وشرِبْتُ من دمِ ذي الصواعِ بآنِيَةْ

ولقد نُصِرْتُ بدعوةٍ من والدي
شيخٌ على حبسِ الحِمى أسمانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني
أُعْطي إذا ربُّ الملا أعطانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني
أُسقي كؤوسَ المُرِّ من أسقانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني
أُثني لكلّ عظيمةٍ أركانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني
لا يشتكي ضرب الرقابِ سِنانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني
أعلو إذا ودَقُ السحابِ علانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني
أنِفٌ وعن ما لا يُعِزُّ حشانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني
فكّاكُ خوْلةَ مجلسٍ تنخانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني
مطلوبُ أوّلَةٍ ومطْلَبُ ثانيَةْ

مولودُ تاسعةٍ ووالدُ تاسعٍ
قطّاعُ قفرٍ لا يلينُ جنانِيَهْ

ليثٌ إذا عضَّ الزمانُ بنابِهِ
غيثٌ إذا هبّتْ عليّ يمانِيَةْ

أدنو لكلّ مجنّدٍ بمهنّدٍ
وتعارَفَتْ قُضُبُ السيوف بنانيَهْ

نزّالُ أودِيَةٍ تعجُّ سِباعُها
لا أرتضي في النائباتِ هوانيَهْ

متأبّطٌ يوم الكريهةِ صارماً
هضْبٌ إذا فَدْمُ الحِرابِ كسانيَهْ

وحجابُ عارِيِةٍ أجابِ لصوتِها
فخَضَبْتُ منه الروح حينَ دهانيَهْ

ولقد حضَنْتُ الموتَ دونَ حبيبتي
وكَرَرْتُ بين الطارقاتِ حِصانيَهْ

أقْدَمْتُ مُعتَمِداً على ذي عِزّةٍ
فحَمَى حصانيَ منهُمُ وحمانيَهْ

سبحانَ من خرّتْ لهَيبةِ مُلْكِهِ
جِنُّ البرابرِ وانْجَلَتْ أحزانيَهْ

فكأنني بالرمحِ أضرِبُ قائلاً
الأرضُ أرضي والزمانُ زمانيَهْ

نحن الفراعنةُ الشدادُ تخالُنا
من بأسِنا يوم اللقاءِ زبانيَةْ

شُعْثُ المفارقِ لم أكُنْ لأَسُودَهُمْ
لو لم يرَوْا سمَطَ الدُّخَانِ غشانيَهْ

من خيرِ عامِرَ كلّها في منسَبٍ
الأصلُ أصليَ والكيانُ كيانيَهْ

لي في عُلاَ عُليا سُبَيْعٍ منزِلٌ
أُفْضِي إليهِ إذا الزمانُ رمانيَهْ

وبنو عمومتنا السهولُ فإنهم
رفعوا من اللبناتِ كل مُدانيه

الدهرُ يومان فيومٌ فيه
ألقاني ويومٌ فيهِ ما ألقانيَهْ

أتُلامُ؟ نفسٌ في قناعَتِهَا وقد
أزِفَ الرحيلُ وكُلُّ نفسً فانيَةْ


ناصر الفراعنه

الحمدان
07-21-2024, 07:43 PM
سقيفة معبدٍ في أرض فارس
سقيفة صدر ابو فارس يفارس

على كتفي نقلت اليوم حتفي
ولي بالجنة العليا هجارس

بخدّ صَبيّةٍ من نسل هاشم
ورسني من بنات الجانّ وارس

ألا يا عيطموس الجانّ صيحي
ودقّي لي على صوت المهارس

وطيري بي لسبعٍ بعد سبعٍ
بأجنِحَةٍ كأجنحة النوارس

هجوسٍ يوم اهوجسها تشادي
رباعيّات رهبانٍ تجارس

انا العبد الذي صَبَأوا أليهِ
ذوي الملك الجبابرة الغطارس

أنا العبد الذي صلّوا عليهِ
بقفرٍ دمدم الآثار دارس

بعشرينٍ رأى ما لا رأى من
بني التسعين من دارسْ ومارس

لصيحَتِهِ تزلزل قصر مارد
ودهمٍ من بني بكرٍ تكارس

سبيعيّ وذو معنى ومبنى
صناديد الوغى الأسد العتارس

زيازيمٍ شغاميمٍ أشاوس
زحازيحٍ طحاطيحٍ أشارس

سلاطينٍ شياطينٍ صوارم
وإن حمي الوغى عُمْيٌ أخارس

ورثنا قيصراً في عرش روما
ومن كسرى ورثنا ملك فارس

تسلطنّا بنجد ألف عامٍ
وفي التاريخ تذكيرٌ لدارس

أقمنا دولةً في إثْر دولة
على مضَضِ وبرد الدهر قارس

جلينا ظلمة الأتراك حتّى
تصوّف ربّهم في شهر مارس

كسرنا شوكة الباشا محمّد
ضراب الترك أولاد البطارس

جعلناهم شعوبا في العراق
وفي مصر يلمّون السبارس

عسفنا كلّ عربيدٍ مدجّج
فما من ضربنا انجته المتارس

ندلّه إبلنا جوساً وقسرا
وترعى عنوةً عشب العضارس

تدرّسنا على روس الرماحِ
وليس سوى الحروب لنا مدارس

لنا في صفحة التاريخ مسهم
بأمّات الكتب ذات الفهارس

ولنا في الأنجم العليا مصلّى
وفي أقصى بلاد الأرض غارس

بعبدتنا سبينا ألف حرّة
وعبلة عشق عنترة الفوارس

فمنّا من تلاعب بالأسنّة
ومنّا من تلاعب بالأدارس

ومنّا حربةٌ في كل هيجا
ومنّا ضربةٌ في كل فارس

فإن كانوا كما كنّا وكنّا
كما كانوا فما للدهر حارس

ومن يستبدل الآيه بآيه
عليه انياب كلْ لاشٍ تضارس

رمانا الدهر في يد كل واطي
قلال الأصل أبناء الهدارس

زمانٍ به مماليك العبيدِ
بلحم أسيادها قامت تفارس

زمانٍ به سراحين الذيابة
خضاب كفوفها الداء النقارس

انا العبد الذي صبأوا إليهِ
ذوي الملك الجبابرة الغطارس



ناصر الفراعنه

الحمدان
07-21-2024, 07:44 PM
يا بدرُ دَعْ عنك لومي واترك الأمرا
ما أنت مني بما قد هاجني أدرا

إني إلى من بدت آياتهُ قدماً
فتحت للنور من أرجائها صدرا

أوّاه مما يهيجُ الصدر أوّاهُ
وأجهد القلب تَذْكاراً وأضناهُ

قد ينجب الضيق من أرحامهِ فرجاً
بأمر من لا لهُ في الخلق أشباهُ

سبحان من لا يداني اسمَه اسم
ولا يحيطُ به قولٌ ولا رسمُ

علّام ما فضَحَت نفسٌ وما ستَرَت
حِرْصَاً وما ضمّ في أحشائه جسمُ

الخالق ابن آدمٍ من نطفة قَذِرَهْ
في أصلها يستوي الإنسان والحشَرَة

فلا يجازي بسوء الكفرِ موجِدَهُ
كالقزّ من بطن دودٍ كان من شجَرَهْ

بأمرهِ انقلبت أفعىً عصا موسى
وأنشَرَت ميّتاً حياً يدا عيسى

لولاه ما اتّفقت قومٌ ولا اختلفت
ولا لذي الريح أفضى عرشُ بلقيسا

برحمةٍ منه أجلى ضرّ أيوبَا
وبا ابن يعقوب داوى عين يعقوبا

مبدىً معيدٌ وربٌ واحد أحدٌ
طوبى لمن شكروا نعماءهُ طوبى

على سليمانَ أمضى حُجّة النمْلَهْ
عدلاً وفرعون أدمت رأسهُ قمْلَهْ

مقتاً ونمروذ أوطت أنفه صِغَرا
بعوضةٌ أسقطت أصنامهُ جُمْلَهْ

سبحانه الله مجري النجم بالفلكِ
كالفلك في البحر أو كالعير في السكك

مزجي الهواء فما في البرّ ينعشهُ
وهو الهلاك لما في البحر من سمكِ

ذو الطول ليس لهُ مثلٌ ولا ندُّ
ولا لنعمائهِ حدٌّ ولا عدُّ

أسرى بأحمد في الأسحار ممتطياً
سرج الظلام وحبل الليل ممتدُّ

بأمرهِ سيقَ أهل الحِجْر بالحجْرِ
وعادُ أهلكها من حيث لا تدري

سبحان من لاسمهِ انشقّت كواكبها
وشقّت الليل عن كرهٍ يدُ الفجرِ

بأمرهِ انشق في عليائه القمرُ
طوعاً وعن عين ماءٍ يفلق الحجرُ

سبحان من تدرك الأبصار قدرتهُ
وليس يدركهُ في قُدْرةٍ بصَرُ

الجاعل السبع فوق السبعِ أبراجا
والشمس ضوء سراجٍ كان وهّاجا

والمنزل الغيث من أيدي حواملهُ
ماءً يشقّ بطون الرمل ثجّاجا

الباعث الرزق صوْباً راكباً صوْبا
والملبس الشمس من جنح الدجى ثوبا

والمرسل الريح في أعقابها مطرٌ
تجوب في كل قفرٍ دارسٍ جَوْبا

ربٌّ إلى النحل في أكنانها أوحى
وألهم الطير في أعشاشها البوحَا

باسمهِ سبّحت أسرابها سُبُحَاً
تهوي وناحت على أغصانها نَوْحَا

سبحان من باسمهِ ذو النون إذ نادى
من ظلمة النون أنجاهُ وقد كادا

من التراب ومن نورٍ ومن نارٍ
قد أنشأ الخلق أزواجاً وأفرادا

سبحانه ُالله ما هبت نسيم صبا
وما دبا فوقها من كائن وحبا

وما ربت من غيوم المعصرات رباً
وما نبا السيف يوماً والحصان كبا

وما علا شفقٌ بل واختفى شفقُ
وما نهارٌ تعلى كَوْرَهُ غسقُ
سبحان من خلق السبع الطباق ومن

لهُ على طبقٍ منها اعتلى طبقُ
بكل حرفٍ من القرآن أتلوهُ

وكل اسمٍ له يرضاه أدعوهُ
أن لا أكون بلا أثرٍ ولا أثرٍ

فرداً وحيداً رياح الدهر تذروهُ
بحق ما ألجأ القوم الملوك لَكَا

حتى من الخوف أضحوا يحتمون بِكَا
رب اشفنا واحمنا أنت العليم بنا

أنا وأهلي ومن فوق البساط بكى
بحق أن ليس لي يوماً غنى عنْكَا

وأنّ لا خير إلا قد أتى منكَا
ربِ اعف عني واجعلني على سعةٍ

منك فإني مللتُ المنزل الضنكا


ناصر الفراعنه
السعودية

الحمدان
07-21-2024, 10:56 PM
لها ثغر اذا حزنت تبسم
وان فرحت كأن البدر في الفم

ثناياها اذا ضحكت أغارت
عليها الشمس ونجم الأفق سلم

فشمس الارض ما غابت افولا
ولم تأفل اذا ما الليل اقدم

وان أرخت ليالينا ظلاماً
وأصبح جاحظ العينين اغشم

تراها ترسل الأنواء حتى
يعود النور كما الإصباح معلم

اذا نظرت إليك وكنت اعمي
لمحت النور بالانواء يرسم

فعيناها اذا نظرت توارى
هلال الأفق وان غضت تقدم

وتبصر في ظلام الليل ما لا
يراه الناس ونور الصبح قد عمّ

وتسمع في الضجيج الهمس جهراً
وتفهمها ولو كنت أبكم لها

قلب رقيق الحس فيه
وعقل راجح خال من الهم

اذا نطقت وقالت كان خيرا
وان صمتت فاللاقوال تفهم

تلازمها جبال الصمت حتى
تعى الأقوال وبالافعال تهتم

واذناها الى الإنصات ترنو
وتسمع كل إنسان تكلم

لها روح خفيف الظل فيه
ووجدان رهيف الحس والدم

تشاركني صروف الدهر حباً
وتصنع من خضم الغم مغنم

وتنسج من خيوط الحزن فرحا
وتجعل من صميم الهم مرهم

وتجعل من لهيب النار بردا
وتجعل من رديء الماء زمزم

اذا سامرتها فالليل يحلو
وان جالستها همي تهدم

لها خلق ما يوما تعالت
لها أدب يطفيء نار جهنم


طاهر الجعفري

الحمدان
07-21-2024, 11:07 PM
وَ إِنِّي لَأَستَهدي الرِّياحَ سَلامَكُم
إِذا أَقبَلَت مِن نَحوِكُم، فَرَقيبُ

وَ أسأَلُها حَمْلَ السَّلَامِ إِلَيكُمُ
فَإِن هِيَ يَومًا بَلَّغَت فَأَجيبوا

......

الحمدان
07-21-2024, 11:11 PM
الجسمُ في بَلَدٍ وَالرُّوحُ في بَلَدِ
‏يَا وحشَة الرُّوحِ بَلْ يَا غُربَةَ الجَسَدِ

‏إِنْ تَبْكِ عَيْنَاكَ لي يَا مَنْ كلِفْتُ بِهِ
‏مِنْ رَحمَةٍ فَهُما سَهْمانِ في كَبِدي

......

الحمدان
07-21-2024, 11:12 PM
وَصَلْتُكِ لَمَّا كَانَ لي فِيــكِ رَغْبَةٌ
وَأَعْرَضْتُ لَمَّا صِرْتِ نَهْبا مُقَسَّمَا

وَلَا يَلْبَثُ الحَوضُ الجَديِدُ بِنَاؤُهُ
عَلَى كَثْرَةِ الوُرَّادِ أَنْ يَتَهَدَّمَا

......

الحمدان
07-22-2024, 01:06 PM
تَأَبَّدَتْ مَعْقُلَةٌ فَوَاحِفُ
فَمِذْنَبُ البُرْدَيْنِ فَالنَواصِفُ

وَقَدْ يُرَى حَيٌّ بِهَا لَفَائِفُ
وَلِلْنَوَى بِالمُنْتَوَى مَصَارِفُ

وَالصَرْفُ يُنْئِي عَنْكَ أَوْ يُساعِفُ
يَوْماً بِمَنْ أَنْتَ لَهُ مُؤَالِفُ

وَخَلْج أَشْطان النَوَى مَقَاذِفُ
وَبَلْدَةٍ لِغَوْلِها نَسائِفُ

لِلْهامِ فِي أَرْجائِها هَواتِفُ
وَلِارْتِجَاسِ الجِنِّ فِيها عازِفُ

وَظُعْنُها وَالعِيسُ بِي خَوانِفُ
إِلَى سُدىً تُشْفَى بِهِ الشَفاشِفُ

دَاوٍ عَلَى جَمَّاتِهِ قَراطِفُ
كَأَنَّما أَنْقَعَ وَرْساً دائِفُ

لأَمْدَحَنَّ وَالعَرُوفُ عارِفُ
بِمُسْتَجِدّاتٍ لَها طَرائِفُ

لَها مَسِيرٌ وَلَها مَواقِفُ
أَسَّسَها صَنْعٌ بِهِنَّ قَائِفُ

خَلِيفَةً آباؤُهُ خَلائِفُ
لَهُ إِذَا عُدَّ القَدِيمُ الآثِفُ

مَجْدُ القَدِيمِ وَالجَزِيلُ الرادِفُ
وَسالِفٌ مُرْتَفِعٌ وَسَالِفُ

في مُشْمَخِرّاتٍ لَهَا مَناعِفُ
دُونَ الَّتِي مِنْ دُونِهَا نَفانِفُ

وَمِنْ بَنِي مَرْوانَ عِزٌّ شارِفُ
راسٍ إِذا مَا اهْتَزَّتِ الرَواجِفُ

ما طَرَدَ اللَيْلَ النَهارُ العاطِفُ
وَوُدُّ أَخْوَالِكَ كَهْفٌ كاهِفُ

إِذَا أَضَرَّ بِالقَنَا المُحَاجِفُ
أَيّامَ آجالٍ لَها مَتالِفُ

أَسَوْكَ حَتَّى يَأْمَنَ المَخَاوِفُ
وَلِلْوَلِيدِ العَدْلُ وَالتَكَالِفُ

مِن أَوْق أَثْقالٍ لَها مَآزِفُ
لا تَسْتَطِيعُ حَمْلَها المَزَاحِفُ

وَلا السَرَاةُ الجِلَّةُ الغَطارِفُ
إِذَا أَلَحَّ القُحَم الأَوانِفُ

وَمَنْحُ كَفَّيْكَ رَبِيعٌ وَاكِفُ
جَوْد إِذا ما أَخْلَف المُخالِفُ

غَيْثٌ إِذَا ما اغْبَرَّتِ العَواصِفُ
يُفْرِغُ فِي بَحْرِكَ بَحْرٌ قاصِفُ

مَدٌّ وَمِنْ بَحْرِكَ يُسْقَى الغارِفُ
رِيّاً وَبَعْضُ المُسْتَقَى مَرَاشِفُ

ثَمْدٌ بَكِيءٌ وَقَلِيلٌ ناشِفُ
يا ابْنَ اليَزِيدَيْنِ اليَزِيدُ الطارِفُ

مِنَ الرَدَى وَالكامِلُ الخُنادِفُ
وَبِالعِراقَيْنِ لِمَنْ يُخَالِفُ

ذُو مِرَّة أَنْيَابُهُ صَوارِفُ
يُوسُفُ وَالعايِفُ ضَيْماً عائِفُ

بِالمُحْسِنِينَ مُحْسِنٌ مُلاطِفُ
وَهوَ لِمَنْ شاوَسَ سَمٌّ ذائِفُ

وَفِيهِ حِينَ تُبْتَغَى الشَراسِفُ
قَهْرٌ وَإِضْرارٌ وَعَسْفٌ عاسِفُ

وَقَاصِدٌ إِنْ قَصَدُوا مُناصِفُ
يَشْتَدُّ حَتَّى تَبْرأَ النَكائِفُ

مِنَ المِراضِ وَالطِحالُ الشاغِفُ


رؤبة بن العجاج
العصر العباسي

الحمدان
07-22-2024, 01:06 PM
قَدْ سَاقَنِي مِنْ نازِعِ المَسَاقِ
قَدْرٌ وَحاجاتُ امْرِئٍ تَوَّاقِ

إِذَا سُرَى المَهْرِيَّةِ العِتاقِ
خاضَتْ إِلَيْكَ اللَيْلَ بِالأَعْناقِ

وَالأَرْكُبِ الرامِينَ بِالأَرْواقِ
فِي سَبْسَبٍ مُنْجَرِد الأَخْلاقِ

غَيْرِ الفِجاجِ عَمِق الأَعْماقِ
يُفْضِي إِلَى نازِحَة الأَمآقِ

خَوْقاءُ مُفْضاهَا إِلَى مُنْخاقِ
إِذَا جَرَى مِنْ آلِها الرَقْرَاقِ

رَيْقٌ وَضَحْضاحٌ عَلَى القَيَاقِي
غَرَفْنَ مِنْ نائِلِكَ الدَفّاقِ

مَجْداً وَعَذْباً لَيْسَ بِالزُعاقِ
سَجْلُكَ سَجْلٌ مُتْرَعُ الإِتْآقِ

رَحْبُ الفُرُوغِ مُكْرَبُ العَرَاقِي
تَسْقِي بِهِ الحَقَّ سَقَاكَ السَاقِي

مِنْ كَأْسِهِ بِلَذَّةٍ دِهاقِ
بِلالُ يَا ابْن الأَنْجُم الأَطْلاقِ

لَيْسَ بِنَحْساتٍ وَلا أَمْحاقِ
وَالأَبْيَضَيْنِ البَدْرِ وَالإِشْراقِ

فِي الأَشْعرِينَ طَيِّبِي الأَعْراقِ
أَحْسابُهُمْ عالِيَةُ النَفاقِ

مِنْ أُسْرَةٍ لِمَجْدِهِم مَراقِ
مِنْ حَظِّكُمٍْ وَعِظَم الأَخْلاقِ

فِيكُمْ جَلالاتٌ عَنِ الدِقاقِ
عَرَّضْتُ نَفْسِي وَدَنَا انْطِلاقِي

وَالمالُ يَفْنَى وَالثَناءُ باقِ
ما وَجْزُ مَعْرُوفِكَ بِالرِماقِ

وَمَا مَوَاخاتُكَ بِالْمِذَاقِ
وَلا كَبَرْقِ الخُلَّبِ الرَيَّاقِ


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:07 PM
كَيْفَ إِذَا مَوْلَاكَ لَمْ يَصِلْكا
وَقَطَع الأَرْحامَ قَطْعاً بَتْكَا

يَبْرِي مَعَ البارِي وَلَمْ يَرِشْكا
وَالأَرْضُ لَوْ تَمْلِكُ لَمْ تَسَعْكا

وَلا تَهَيَّبْهُ وَلَمْ يَهَبْكا
ما لِامْرِءٍ أَفَّكَ قَوْلاً إِفْكا

تَلْبِيقَ زُورٍ وَاقْتِرافاً بَشْكا
وَكُلَّ نَمّامٍ يُرِيدُ النَزْكا

لا تَرَكَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَسْكا
حاسَبَهُ اللَّهُ حساباً ضَنْكا

بِذاك إِنْ كان الكَذُوب أَرْكا
عَلَيَّ أَعْلاقَ الشَرِيك الشَرْكا

كُنْتَ إِذَا عَضَّ الخُصُومُ المَحْكا
وَعَيَّ أَعْيَا أَمْرِهِمْ فَالْتَكَّا

لَمْ تَدَعِ الأَمْرَ الخَلِيطَ لَبْكا
إِذِ الضَلِيعُ بِالضَلِيعِ اصطَكَّا

لَمْ تَكُ أَنَّاناً وَلا مُلْتَكّا
يا ابْنَ الرَفِيعِ حَسَباً وَسَمْكا

فِي الأَكْرَمِينَ مَعْدِناً وَبُنْكا
ماذا تَرَى رَأْيَ أَخٍ قَدْ عَكّا

عاذَ بِحاجاتٍ فَلّاقَى مَعْكا
حَتَّى هَلَكْتَ أَوْ رَهِبْتَ الهُلْكا

وَحَمَلَ الدَيْنُ عَلَيَّ البَرْكا
وَجَرَّ أَرْحاءٍ دَهَكْنَ دَهْكا

أَهْلَكَنِي أَلَّا يَزالَ يَلْكا
صاحِبُ دَيْنٍ لا يَنِي مِحَكّا

أَعْرُكُهُ عَنِّي فَيَأْبَى العَرْكا
سَوْقَ الأَجِيرِ المُتْعِب الأَفَكَّا

فَقَدْ أَبَى إِلّا رُكُوباً حَكّا
بِالحَرْكِ مِنْهُ أَنْ يُنَحّى حَرْكا

حَتَّى كَأَنِّي مُسْتَغِبٌّ وَعْكا
مِنْ داءِ شَكْوَى أَوْ أُرَى مُنْفَكّا

فَقَدْ رأَيْتُ باكِياً وَضِحْكا
فَوَالَّذِي أَضْحَكَ ثُم أَبْكَى

ما كُنْتُ أَخْتارُ خَلِيلاً عَنْكا
وَذاكَ حَقٌّ لا يَكُونُ شَكَّا

أَحْسِبُ عِنْدَ الجِدِّ أَنِّي مِنْكا
فَقَدْ ذَكَرْتُ لَوْ قَطَعْتُ سِلْكا

غُلَيْمَةً مِنَ الدُخانِ رُمْكا
ما إِنْ عَدَا أَصْغَرُهُمْ أَنْ زَكّا

مِثْلَ الفِراخِ يَأْمُلُونَ مِنْكا
عَوْدَ رَبِيعٍ وَوَلِيّاً سَفْكا

قَدْ كُنْتَ تُبْلِي مِنْكَ جَوْداً سَهْكا
إِذَا العَناجِيجُ مَهَكْنَ مَهْكا
لَوْلا تَرَى ما لَا يَكُونُ رِكّا

مِنْكَ لَقَدْ عَلَّمْتُ هَمِّي الفَتْكا
فَرُمْتُ رُوماً أَوْ غَزَوتُ التُرْكا

عَلَى المَطايا أَوْ عَلَوْتُ الفُلْكا
أَوْ هَتَكَت أَيْدِي المَطايَا هَتْكا

لَيْلاً تُدانِي لَيْلَهُ فَاسْتَكّا
عَلَى زِوَرّاتٍ أُغِرْنَ دَمْكا

يَنْضُون أَثْباجَ رِمالٍ وُرْكا
أَوْ جاوَزَتْ مِنْ أَرْضِ كَلْبٍ بِرْكا

شُهْباً تَرَى الثَلْجَ عَلَيْها شَبْكا
إِن الَّذِي رابَكَ لَم أَرِبْكا

فَإِنْ تَدَعْ جَهْدِي فَلَم أَدَعْكا
حُبّاً وَنُصْحاً وَثَناءً مِسْكا

فَرِحْتُ أَنْ زادَكَ رَبِّي مُلْكا
فَازْدَدْتَ لِي تَناسِياً وَتَرْكا

وَقُلْتَ إِذْ كانَ العَطاءُ بَكّا
أَمَا أَمَا ما هِيَ إِلّا تِلْكا


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:08 PM
لَمّا رَأَتْنِي أُمُّ عَمرٍو لَمْ أَنَمْ
كَصاحِبِ اللَدْغَة مِنْ دَيْنٍ وَهَمْ

قالَتْ وَمَنْ قالَ الصَوابَ لَمْ يُلَمْ
إِنَّ الفَتَى العَبْدِيَّ حَرْبَ بْنَ حَكَمْ

في مَعْدِنٍ إِنْ زُرْتَهُ مِنَ الكَرَمْ
كَمْ لَكَ مِنْ خالٍ وَمِنْ جَدٍّ لِهَمْ

بِهِ تَزَيَّدْتَ عَلَى وَثْبِ القُحَمْ
مَدَّ لَكَ المُنْذِرُ فِي المَجْد الأَشَمْ

مَجْداً نَمَى مِنْ عَهْدِ عادٍ وَإِرَمْ
وَلَكَ أَعْلامٌ رَفِيعاتُ القِمَمْ

وَشَرَفٌ أَتَمَّهُ اللَّهُ فَتَمّ
فَنِعْمَ بَانِي المَكْرُماتِ وَالعَلَمْ

أَنْتَ إِذَا ما عَضَّ بِالناسِ العَدَمْ
أَنْتَ رَبِيع الأَقْرَبِينَ وَالعَمَمْ

لِزائر الأَكْفاءِ إِنْ خَطْبٌ أَلَمّ
شَدَّ بِنابَيْه العِضاض أَو أَزَمْ

إِلَيْكَ أَشْكُو الهَمَّ مِنْ أَمْرٍ أَهَمْ
أَجْفَى عَلَى النَوْمِ وَدَيْناً كَالسَقَمْ

أَنْتَ المُجارِي جَرْيَ سَبّاقٍ خَذِمْ
إِلَى المَدَى الأَقْصَى بِعافِ مُعْتَزِمْ

قَدْ علِمُوا أَنَّكَ إِذْ عَيَّ البرَمْ
وَأَلْبَسَ الأَرْضَ الضَبابُ وَالقَتَمْ

وَسَنَةٌ شَهْباءُ صَمّاءُ الصَمَمْ
مُنْحَدَرُ الوابِلِ وَكّافُ الدِيَمْ

وافٍ إِذَا عاهَدْتَ مَنّاعُ الحَرَمْ
تُجْلِي بِتَنْوِيرِكَ أَلْوانَ الظُلَمْ

وَإِن أَلَحَّتْ غُمَّةٌ مِنَ الغُمَمْ
فَرَّجَها مِنْكَ ضِياءٌ مُدَّعِمْ

إِلَى عِمادٍ ثَبْتُهُنَّ لَمْ يُرَمْ
وَأَنْتَ بَحْرٌ مَدَّهُ بَحْرٌ قِذَمْ

إِذا ازْدَهَتْهُ رِيحُ غَيْمٍ أَوْ شَبَمْ
طارَ العَدَوْلِيُّ كَأَقْحافِ البُرَمْ

بِالساحِلَيْنِ عَنْ بُذاخِيٍّ غِطَمْ
مُعْتَلِج الأَعْرافِ مُلْتَجِّ الحُوَمْ

إِذَا الْتَقَتْ أَرْكانُهُ بِمُزْدَحَمْ
سَرَّحَ عَنْهُ وَهوَ رَحْبُ المُنْثَلَمْ



رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:09 PM
قُلْتُ إِذا مُسْتَمِعٌ أَرَمَّا
لَأَهْدِيَنَّ مِدْحَةً تَنَمَّا

إِلَى ابْنِ عَمٍّ لَمْ يَزَلْ مِعَمَّا
إِلَى فَتىً يطْرَدُ عَنْهُ الذَمّا

مَجْدٌ وَذَرْعٌ لَمْ يَزَلْ لِهَمَّا
يا نَصْرُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَتَمّا

نِعْمَتَهُ فِي كُنْهِ مَن أَلَمّا
يا نَصْرُ إِنِّي لَمْ أَزَلْ مُحْتَمَّا

أَخْشَى وَيَكْفِي اللَّهُ ما أَهَمّا
عَلَيْكَ رَيْباً وَخُطُوباً جَمّا

لا تَرْجُ خالاً جافِياً أَوْ عَمَّا
وَاعْلَمْ إِذَا ما الأَمْرُ ضَمَّ ضَمّا

إِنَّ لأَقْوامٍ أَباً وَأُمَّا
يا نَصْرُ إِنَّ الحَيَّة الأَصَمّا

يَحْرِقُ ناباً وَيَمُجُّ سُمّا
يَقْتُلُ قَتْلاً أَنْ يَشَمَّ شَمّا

فَارْكَبْ بِجَدٍّ دَارِعاً مُعْتَمّا
وَلا تَمُوتَنَّ بِأَرْضٍ غَمّا

فَالسَيْلُ بِالوادِي إِذا ما طَمّا
أَبْدَى عُرُوقَ شَجَرٍ وَاقْتَمَّا
قَدْ كُنْتَ تَهْدِي المُهْتَدِينَ أَمّا


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:09 PM
يا حَرْبُ يا ابْنَ حَكَمٍ لِلمُعْتَمِي
أَنْت امْرُؤٌ تُعْرَفُ بِالتَكَرُّمِ

بَنَى لَكَ المُنْذِرُ ما لَمْ يُهْدَمِ
وَسَمَكَ الجارُودُ سَمْك الأَجْسَمِ

مِنَ الفَعَالِ وَالدَسِيع الأَعْظَمِ
فَما ظَلَمْتَ الناسَ بِالتَجَهضُمِ

وَبِالفَعالِ لَكَ فِي المُقَدَّمِ
نُورٌ مَضَى تَنْوِيرُهُ لَمْ يُظْلمِ

وَمِنْ تَمِيمٍ لَكَ فِي العَرَمْرَمِ
غُلْبٌ رَوَاسِيهِنَّ فِي مُجْرَنْثَمِ

وَالرِفْدُ مِنْ كُلِّ أَغَرَّ سَرْطَمِ
مِنْ عَدَد الأَحْياءِ فِي مُحْرَنْجَمِ

قَدْ عَلِمُوا أَنَّكَ غَيْرُ تَوْأَمِ
تَرْمِي وَراءَ قَذْفِهِمْ وَتَرْتَمِي

وَراءَ جَرْي السابِقِ المُصَمِّمِ
رَمَيْتَ عَنْ عِرْضِكَ رَمْيَ المِرْجَمِ

بِحسَبٍ تَمَّ وَرَأْيٍ فَدْغَمِ
وَعِنْدَ إِمْرارِ المُغَارِ المُبْرَمِ

تَمُد أَدْراك القَوِيِّ المُحْكَمِ
وَتَقْبَل الأَخْلاقَ بِالتَقَمُّمِ

وَسَطْتَ عَبْدَ القَيْسِ عِنْد الأَنْجُمِ
أَشْراطِهِنَّ وَالسِماكِ المِرْزَمِ

إِذَا امْرُؤٌ آخَيْتَهُ لَمْ يَنْدَمِ
وَلَمْ تَزَلْ مِنْكَ فُضُولُ المُنْعِمِ

يُمْطِرْن أَدْجان الغُبُوث السُجَّمِ
سَبَحْتَ مِنْ غَلْوِ الجَوادِ المِخْدَمِ


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:10 PM
أَيَّ قَلُوصِ راكِبٍ تَراها
شالُوا عَلَيْهِنَّ فَشُلْ عَلاها

وَاشْدُدْ بِمَثْنَى حَقَبٍ حَقوَاها
ناجِيَةً وَناجِياً أَباها

وَاهَا لِلَيْلَى ثُمَّ وَاها واها
هِيَ المُنَى لَوْ أَنَّنا نِلْناها

يا لَيْتَ عَيْنَيْها لَنا وَفاها
بِثَمَنٍ نُرْضِي بِهِ أَباها

إِنَّ أَباها وَأَبَا أَباها
قَدْ بَلَغَا فِي المَجْدِ غايَتَاها


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:11 PM
لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَرَى جِدَبّا

في عامِنَا ذا بَعْدَ ما اخْضَبّا

إِنَّ الدَبَى فَوْق المُتُونِ دَبّا

وَهَبَّتِ الرِيحُ بِمُورٍ هَبّا

تَتْرُكُ ما أَبْقَى الدَبَى سَبْسَبَّا

كَأَنَّهُ السَيْلُ إِذا اسْلَحَبّا

أَوْ كَالحَرِيقِ وافَقَ القَصَبّا

والتِبْنَ وَالحَلْفاءَ فَالْتَهَبّا

حَتَّى تَرَى البُوَيْزِلَ الإِرْزَبّا

مِنْ عَدَمِ المَرْعَى قَدِ اقْرَعَبّا

تُبّاً لأَصْحابِ الشَوِيِّ تُبّا


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:13 PM
لَهزَم خَدَّيَّ بِهِ مُلَهْزِمُهْ
ورَعْنُ مَقْرُومٍ تَسامَى آرِمُهْ

وَالحَجْرُ وَالصَمّانُ يَحْبُو أَوْجَمُهْ
وَلا مَعاً مُخَفِّقٌ فَعَيْهَمُهْ

فَصَارَ إِذْ لَمْ يَبْقَ إِلَّا شِرْذِمُهْ
عايَنَ حَيّاً كَالحِراجِ نَعَمُهْ

يَكُون أَقْصَى شَلِّهِ مُحْرَنْجَمُهْ
عَضَّ السِفارِ فَهْوَ آزٍ زِيمُهْ

إِذا الْتَقَتْ أَرْبَعَ أَيْدٍ تَهْجِمُهْ
حَفَّ حَفِيفَ الغَيْثِ جادَتْ دِيَمُهْ

يَمْسُدُ أَعْلَى لَحْمِهِ وَيَأْرِمُهْ
جَادَتْ بِمَطْحُونٍ لها لا تَأْجِمُهْ

تَطْبُخُهُ ضُرُوعُها وَتَأْدِمُهْ
ماذَا يُبَنِّي خِنْدِفاً وَتَهْدِمُهْ

وَيَسْتَجِيشُ عَسْكَراً وَتَهْزِمُهْ
وَمَغْنَماً تَجْمَعُهُ وَتَقْسِمُهْ

مَرْوانُ لَمَّا أَنْ تَهاوَت أَنْجُمُهْ
وَخانَهُ في حُكْمِهِ مُنَجِّمُهْ

في بَطْنِهِ غاشِيَةٌ تُتَمِّمُهْ
الشِعْرُ صَعْبٌ وَطَوِيلٌ سُلَّمُهْ

إِذا ارْتَقَى فِيهِ الَّذِي لا يَعْلَمُهْ
زَلَّتْ بِهِ إِلَى الحَضِيضِ قَدَمُهْ

وَالشِعْرُ لا يَسْطِيعُهُ مَنْ يَظْلِمُهْ
يُرِيدُ أَنْ يُعْرِبَهُ فَيُعْجِمُهْ


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:14 PM
مِنْ مَنْزِلات أَصْبَحَتْ رَمِيما
فَحَيْثُ ناصَى المَدْفَعُ النَظِيما

وَقَدْ أَرَى ذاكَ فَلَنْ يَدُوما
يُكْسَيْنَ مِنْ لِينِ الثِيابِ نِيما

تَسْمَعُ لِلْجِنِّ بِها زِيزيما
وَلِلأَداوِيِّ بِها تَحذِيما

هَزَّ الرِياحِ القَصَبَ الهُمْهُوما
وَالهُوجُ يَذْرِينَ الحَصَى المَهْجُوما

يَنْهَمْنَ في الذارِ الحَصَى المَنْهُوما
حَتَّى إِذا ما خاضَتِ البَرِيما

أَحْقَبَ يَحْذُو رَهَقَى قَيْدُوما
عَبْلاً تَرَى في خَلْقِهِ تَفْئِيما

وَاتَّخَذَ الشَدَّ لَهُنَّ قُوما
يَعْرِضُ حَتَّى يَنْصِبَ الخَيْشُوما

مُغايِراً أَوْ يَرْهَبُ التَأْيِيما
حَتَّى إِذَا ما أَنِفَ التَنُّوما

وَسَخِطَ العِنْهَةَ وَالقَيْصُوما
تَرَبَّعَتْ مِنْ قُنَّةَ الخُرْطُوما

وَهيَ تَرَى لَوْلا تَرَى التَحْرِيما
رَوْضاً بِجَشّابِ النَدَى مَأْدُوما

مُنْفَجِرَ الكَوْكَبِ أَوْ مَدْسُوما
فَخِمْنَ إِذْ هَمَّ بِأَنْ يَخِيما

غَبَّى عَلَى فُتْرَتِهِ التَعْشِيما
مِنْ زَغَفِ الغُذَّامِ وَالحَطِيما

رَصْعاً كَسَاها شِيَةً نَمِيما
تَئِنُّ حِينَ تَجْذِبُ المَخْطُوما

أَنِينَ عَبْرَى أَسْلَمَتْ حَمِيما
بُكاءَ ثَكْلَى فَقَدَتْ حَمِيما

فَهْيَ تُرَثّي بِأَبٍ وَابْنِيما
إِنَّ تَمِيماً خُلِقَتْ مَلْمُوما

سالِمُهُ فَوَّقَكَ السَلِيما
يَمُطُو بِنا مَنْ يَطْلُبُ الوُغُوما

حَتَّى إِذَا الدَهْرُ اسْتَجَدَّ سِيما
مِنَ البِلَى يَسْتَوْهِبَ الوَسيما

رِداءَهُ وَالبِشْرَ وَالنَعِيما
بِشَيْظَمِيٍّ يَفْهمُ التَفْهِيما

يَعْتَقِم الأَجْدالَ وَالخُصُوما
وَيَعْتَقِي بِالعُقَمِ التَعْقِيما

دَيَّثْتُ مِنْ قَسْوَتِهِ التَحْرِيما
كَأَنَّ بِلْساماً بِهِ أَوْ مُوما


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:15 PM
شَيَّب أَصْداغِي الهُموم الهِمَمُ
لَيْلَةٌ لَيْلَا وَيَوْمٌ أَيْوَمُ

قَدْ رابَنِي النِسْيانُ والتَوَهُّمُ
فَكِدْتُ مِنْ طُول اللَيالِي أَهْرَمُ

وَما ارْمَأَزَّ الأُسْحُمانُ الأَسْحَمُ
تَهْوِي الدَواهِي حَوْلَهُ وَيَسْلَمُ

فَالآنَ تُبْلَى بِي الجِيادُ السُهَّمُ
وَلا تُجارِيني إِذا ما سَوَّموا

وَشَخَصَت أَبْصارُهُمْ وَأَجْذَمُوا
لا تَشْتُمِ الناسَ كَما لا تُشْتَمُ


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:16 PM
لَوْ كَانَ مِنْ دُونِ رُكامِ المُرْتَكَمْ
وَأَرْمُلِ الدَهْنا وَصَمّانِ الوَجَمْ

وَعارِضِ العِرْضِ وَأَعْناقِ العَرَمْ
لَمْ يَسْمَعِ الرَكْبُ بِهَا رَجْعَ الكِلَمْ

إِلَّا وَساويسَ هَيانِيمِ الهَنَمْ
لا وَقَعٌ في نَعْلِهِ وَلا عَسَمْ

مَرّاً جَنُوباً وَشَمالاً تَنْدَقِمْ
وَانْصاعَ وَثَّابٌ بِهَا وَما عَكَمْ

كَأَنَّهُ شَلّالُ عاناتٍ كُدُمْ
كَأَنَّما تَغَرِيدُهُ بَعْدَ العَتَمْ

مُرْتَجِسٌ جَلْجَلَ أَوْ حادٍ نَهَمْ
أَوْ راجِزٌ فِيهِ لَجاجٌ وَيَهَمْ

أَنْتَ الحَلِيمُ وَالأَمِيرُ المُنْتَقِمْ
تَصْدَعُ بِالْحَقِّ وَتَنْفِي مِنْ ظُلَمْ

بِأَبِهِ اقْتَدَى عَدِيٌّ في الكَرَمْ
وَمَنْ يُشابِهُ أَبَهُ فَما ظَلَمْ


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:17 PM
وَالخَيْلُ تَجْرِي بَعْدَ خَرْقٍ خَرْقا
تَنْجُو وَأَدْناهُنَّ يَلْقَى مشْقا

بِأَرْبَعٍ لا يَعْتَنِفْنَ العَفْقا
يَهْوِينَ شَتَّى وَيَقَعْنَ وَفْقا

لا يَكْدَحُ الناسُ لَهُنَّ صَفْقا
وَإِنْ هَمَرْنَ بَعْدَ مَعْقٍ مَعْقا

عَرَفْتَ مِنْ ضَرْبِ الحَرِيرِ عِتْقا
فِيهِ إِذا السَهْبُ بِهِنَّ ارْمَقّا

أَلَا نُبالِي إِذْ بَدَرْنا الشَرْقا
أَيَوْمُ نَحْسٍ أَمْ يَكُونُ طَلْقا

كَيْفَ تَرَى الكامِلَ يَقْضِي فَرْقا
وَالمَرْءُ ذُو الصِدْقِ يُبَلِّي الصِدْقا

لَوْلا شَكِيمُ المِسْحَلَيْنِ انْدَقّا
إِذا العَجاجُ المُسْتَطارُ انْعَقَّا


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:18 PM
مِنْ حُسْنِ جِسْمِي وَالشَبابِ العُسْنُقِ
إِذْ لِمَّتِي سَوْداءُ لَمْ تَمَرَّقِ

حَتَّى انْتَهَى شَيْطانُ كُلِّي مُفْرِقِ
حَتَّى رَأَيْنَ الشَيْبَ ذا التَلَهْوُقِ

يَغْشَى عِذارِي لِحْيَتِي وَيَرْتَقِي
وَمَخْفِق أَطْرافُهُ فِي مَخْفِقِ

أَخْوَقَ مِنْ ذاكَ البَعِيد الأَخْوَقِ
إِذا أَنْفَأَت أَجْوافُهُ عَنْ سَمْلَقِ

مَرَّتْ كَجِلْدِ الصَرْصَران الأَمْهَقِ
مِنْ بُعْدِ مَغزايَ وَبُعْدِ المُغْفِقِ


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:18 PM
يا لَيْتَ شِعْرِي عَنْكُمُ حَنِيفا
وَقَدْ جَدَعْنا مِنْكُمُ الأُنُوفا

أَتَحْمِلُونَ بَعْدَنا السُيُوفا
أَوْ تَغْزِلُونَ الخِرْفِعَ المَنْدُوفا

إِنَّ الرَبيعَ الجَوْدَ وَالخَرِيفا
يَدَا أَبِي العَبَّاسِ وَالصُيُوفا


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:19 PM
ما بالُ عَيْنِي دُمْعُها ذَرِيفُ
مِنْ مَنْزِلاتٍ خِيمُها وُقُوفُ

وَقَدْ تُرَى يَوْماً بِها صَدُوفُ
كَالشَمْسِ لا في ضَوْئِها النَصِيفُ

مَهِيلُ أَفْيافٍ لَها فُيُوفُ
أَنْتَ إِذا ما انْحَدَرَ الخَشيفُ

ثَلْجٌ وَشَفّانُ لَهُ شَفِيفُ
وَلَّتْ حُباراهُمْ لَها حَفِيفُ

وَرَدْتُ وَاللَيْلُ لَهُ سُجُوفُ
وَرَاكِبُ المِقْدارِ والرَدِيفُ

أَفْنَى خُلُوفاً قَبْلَها خُلُوفُ
بِيَعْمَلاتٍ سَيْرُها ذَرِيفُ


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:20 PM
أَقْفَرَ مِنْ أُمِّ اليَمانِي لَعْلَعُ

فَبَطْنُ ذِي قَارٍ فَقارٌ بَلْقَعُ

كَغُصْنِ بانٍ عُودُهُ سَرَعْرَعُ

كَأَنَّ وِرْداً مِنْ دِهانٍ يُمْرِعُ

لَوْنِي وَلَوْ هَبَّتْ عَقِيمٌ تَسْفَعُ

كَأَنَّهُ مَدَّ إِلَيْنا أَقْطَعُ

مُكَعْبَر الأَرْساغِ أَوْ مُكَنَّعُ

وَلَا تَنِي أَيْدٍ عَلَيْنا تَضْبَعُ

بِما أَصَبْناها وَأُخْرَى تَطْمَعُ

وَالجِنُّ والإِنْسُ إِلَيْنا هُنَّعُ

فَامْدَحْ ذَوي خِنْدِفَ مَدْحاً يَرْفَعُ


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:20 PM
وَقَدْ كَفَى مِنْ بَدْئِهِ ما قَدْ بَدا
وَإِنْ ثَنَى فِي العَوْدِ كانَ أَحْمَدا

لَمْ يَغْنَ بِالعَلْياءِ إِلَّا سَيِّدا
وَلا شَفَى ذا الغَيِّ إِلَّا ذُو الهُدَى

وَعِزُّنا عِزٌّ إِذا تَوَحَّدا
تَثَاقَلَتْ أَرْكَانُهُ وَاعلَوَّدَا

كُنْتُمْ كَمَن أَدْخَلَ في جُحْرٍ يَدا
فَأَخْطَأ الأَفْعَى وَلَاقَى الأَسْوَدا


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:21 PM
نَحْنُ اللَّذُونَ صبَّحُوا الصَباحا

يَوْمَ النُخَيْلِ غارَةً مِلْحاحا

نَحْنُ قَتَلْنَا المَلِكَ الجَحْجاحا

دَهْراً فَهَيَّجْنا بِهِ أَنْواحا

لا كَذِبَ اليَوْمِ وَلا مِزاحا

مَذْحِجَ فَاجْتَحْناهُمُ اجْتِياحا

فَلَمْ نَدَعْ لِسارِحٍ مُراحا

إِلَّا دِياراً أَوْ دَماً مُفاحا

نَحْنُ بَنُو خُوَيْلِدٍ صِراحا


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:22 PM
في مُكْفَهِرِّ الطِرْيَمِ الشَرَنْبَثِ
أَقْعَثَنِي مِنْهُ بِسَيْبٍ مُقْعَثِ

لَيْس بِمَنْزُورٍ وَلا بِرَيِّثِ
دُونَكَ مَدْحاً مِنْ أَخٍ مُلَيَّثِ

عَنْكَ بِما أَوْلَيْتَ فِي تَأَثُّثِ
لا خَيْرَ في وُدٍّ امْرِئٍ مُلَثْلِثِ


رؤبة بن العجاج

الحمدان
07-22-2024, 01:23 PM
ما لِي إِذا أَجْذِبُها صَأَيْتْ
أَكِبَرٌ قَدْ عَالَنِي أَمْ بَيْتْ

لَيْتَ وَهَلْ يَنْفَعُ شَيْئاً لَيْتْ
لَيْتَ شَباباً بِيعَ فَاشْتَرَيْتْ


رؤبة بن العجاج
العصر العباسي

الحمدان
07-22-2024, 02:32 PM
طلعَ الصباحُ ونورُ وجهكِ غائبٌ
فكأنما صبحي بلا إشراقِ

الدفء أنتِ أيا مُناي وصبوتي
والكونُ دونكِ فاقدٌ لمذاقِ

.....

الحمدان
07-22-2024, 02:35 PM
يُحكى أنَّ أعرابيًّا كانَ كثيرَ الهجاء
فلمَّا ماتَ أوصى أنْ يُكتَبَ على قبرهِ :

أَيُّـهَا الزَّائِـرُ قَبْـرِي
اِتْلُ مَا خُطَّ أَمَامَكْ

هَا هُنَا صَارَتْ عِظَامِي
لَيْتَـهَا كَانَتْ عِظَامَكْ

الحمدان
07-22-2024, 02:39 PM
‏تغنّى النّاسُ في قَمَرٍ مُنيرٍ
‏وما عَلِمُوا الشَّبِيهَ بِمَن تَشَبَّه

‏تَشَبَّهَ بالتي مَلَكَت فُؤادي
‏فما أبقَت لمُردِفِها مَحَبَّة

‏فَظُلمَةُ لَيلَتي والبِدرُ بادٍ
‏بِغَيبَتِها ، بِعَيني .. مُستَتِبَّة

‏كَأنِّي بَعدَ أَنْ غَابَت مُكِبّاً
‏على وَجهي ، وللظَّلمِاءِ قُبَّة

......

الحمدان
07-22-2024, 02:46 PM
‏ألزمتُ نفسي بالتغافُلِ دائماً
ردّ الإساءة بالإساءةِ يهدمُ

ماكان حبُّ الإنتقام طريقتي
كانت ردودي بالّتي هِيَ أكرمُ

......

الحمدان
07-22-2024, 02:47 PM
‏ويحسبُ مَنْ يراقبُنَــا بأنّا
عَلى غَيرِ السّعـادَةِ لا نُفِيـقُ

ومَا عَلِمُوا بأنّ لَنا .. خَيــالاً
تَضيقُ بِنا الحياةُ ولا يَضِيقُ

......

الحمدان
07-22-2024, 02:49 PM
قل لي.. لماذا اخترتني؟
وأخذتَني بيديك من بين الأنام

ومشيت بي ومشيت ثم تركتني
كالطفل يبكي في الزِّحام

إن كنت يا مِلح المدامعِ بعتني
فأقل ما يرِث السكوت منَ الكلام

هو أن تؤشّر مِن بعيدٍ بالسلام
أن تغلق الأبواب إنْ قررت

ترحل في الظلام ، ما ضر لو
ودعتنِي؟ ومنحتني فصل الخِتامْ


......

الحمدان
07-22-2024, 02:53 PM
الشِّعرُ في عينيكِ يُكتب نصفه
والنصف يُكتبُ في جميل هواكِ

والورد منك فأنتِ أنتِ عبيره
وغرامه المجنون، ليس سواكِ

وأنا الغريب إذا تغرب حبنا
عنَّا فقلبي لا يرى إلاكِ

إن كنتِ قُربي أو تباعد دربُنا
بالعينِ أو بالقلبِ سوف أراكِ

كوني لي السُّكنى فحبُّكِ موطني
وأنا وروحي في الهوى سُكناكِ

......

الحمدان
07-22-2024, 03:00 PM
يا من ببُعدكَ قد سلبتَ مشاعري
‏وحنونُ طيفكَ لا يغيبُ ويرحلُ

‏فالعينُ حنّت أن تراكَ أمامَها
‏والدّمعُ من حرّ الصبابةِ مُسبلُ

‏والروحُ من بعدِ الفراقِ عليلةٌ
‏والقلبُ في جبرِ اللقاءِ مُؤمّلُ

‏طالَ الغيابُ وما لوصلكَ حيلةٌ
‏فمتى بربّك بالسعـادةِ تُقبلُ

......

الحمدان
07-22-2024, 03:02 PM
كلُّ الأماني أبشروا ستجيئكم
كالأرضِ تبهجُكم إذا جاءَ المطر


لا تيأسوا من رحمةِ الله الذي
سيثيبكم نعماءَه مدَّ البصر

صبراً فإن اللهَ يعطي جنةً
وسعادةَ الدنيا لعبدٍ قد صبر

......

الحمدان
07-22-2024, 03:23 PM
‏متابعيني كلهم قمـــة الذوق
من حُبهـم حتى التواصــل هويته

اناوهم تشبيه عاشق ومعشوق
وغلاتهم داخـل خفوقي بنيته

هذا كلام القلب من كل الاخفوق
من قلب صادق بالمحبه حكيته

ارسل لهم حبي مع كامل الشوق
لكل غالـي في حياتــي هديته


الحمدان .....

الحمدان
07-22-2024, 03:28 PM
وما المرءُ إلا ظلُّ طَيفٍ سينقضي
وتأتي ظلالٌ بعدَه وطُيُوفُ

وما العمرُ إلا غَفوَةٌ بعد غفوةٍ
وما الناسُ إلا وَمْضَةٌ وخُسُوفُ

فمُرَّ على الدنيا خفيفًا كما الندى
فإنّا على هذي الحياةِ ضيوفُ

......

الحمدان
07-22-2024, 03:33 PM
أتظنّ أنّ المجدَ يأتي فجأةً
‏مَنْ جَدّ يلقى، والمزارع يحصدُ

‏انهضْ فدرب العز صعبٌ شائكٌ
‏هل حقق الأحلامَ شخصٌ يرقدُ

‏لا بدّ تشقى، والعناءَ تذوقهُ
‏إن كنتَ للعلياء حقًّا تنشُدُ

‏ودَعِ المثبّطَ والمخذّلَ لا تُرعْ
‏إنّ الفعالَ على الرجال لَتشهدُ

......

الحمدان
07-22-2024, 03:35 PM
وطالَ اعترافي بالزّمانِ وصَرفِهِ
فلستُ أبالي مَنْ تغولُ الغوائلُ

فلوْ بانَ عضْدي ما تأسّفَ منكبي
ولو ماتَ زَندي ما بكتْهُ الأناملُ

المعري

الحمدان
07-22-2024, 03:37 PM
قالو بأن القلب مثل زجاجةٍ
إن كُسِّرت من ذا الذي يمحو الأثرْ

فاحذر بأن تؤذي مشاعر مسلمٍ
كَسْرُ القلوب جريمةٌ لا تغتفـــرْ

......

الحمدان
07-22-2024, 04:13 PM
نَدعوا الى التّوحيد طولَ حياتنا
في كل حين في الخفا والمشهدِ

ونُحارب الشرك الخبيث وأهله
حربًا ضروسا باللسان وباليدِ

وكذلك البدع الخبيثة كلها
نقضي عليها دون باب المسجدِ

هذي طريقتنا وهذا نهجنا
فعلى ما أنتم دوننا بالمرصدِ

......

الحمدان
07-22-2024, 04:18 PM
سل الرماح العوالي عن مخازينا
وسل أهل غزة كم خاب الرجا فينا

سبعون عاماً وأقصانا تدنسه
قمامة الغرب ألقوها بوادينا

أهل غزة كم يرجون نصرتنا
ونحن في الملاهي لا شئ يعنينا

يساق للموت مليونان من رفح
ونحن في العد مليارين تحصينا

جيوشنا وطائرات الحرب صامتةٌ
لم تحمي إلا ملاهينا ووالينا

أين المروءة أين الدين يجمعنا
ونخوة الجار ما عادت تدانينا


.......

الحمدان
07-22-2024, 04:20 PM
لأقعُدّن على الطريق وأشتكي
وأقول مظلوماً وأنت ظلمتني

لأدعيّن عليك في غسق الدُجى
يبليك ربي مثلما أبليتني

......

الحمدان
07-22-2024, 04:22 PM
أنا ميِّتٌه والهمُّ قد أكلَ المدَى
والآكلُ الملهوفُ في حُلُمِي فِدَا

ماذا أقولُ لِقاتلٍ هو مقتَلي؟
مهما فِعَالي واجَهَتْ كانت سُدَى

......

الحمدان
07-22-2024, 04:22 PM
ما زلتُ أسمُو في الإيابِ لِبعضِنا
وهناكَ في نَفسِي لهُ لَبَعِيـــــــدُ

ما حيلتي إلَّا لِأُشغِلَ حيِّزًا
فيهِ امتلاءُ العُمرِ والتَّمدِيدُ

والموتُ جاري في العِبادِ وإنَّمَا
من ماتَ شَوقًا هل يكونُ شهيدُ

......

الحمدان
07-22-2024, 04:23 PM
أتبكر أم أنتَ العشيةَ رائحُ
وفي الصَدرِ من إضمارك الحزنَ قادحُ

لفُرقةِ قومٍ لا أحب فراقهم
كأنَّك عنهم بعد يومين نازحُ


ورقة بن نوفل

الحمدان
07-22-2024, 04:25 PM
وداعٌ أخيرٌ والوداعُ قدِ انقضى
فما بيننا أبلى به الدهرُ مِن عهدِ

وتعلمهُ نفسي ولكن تشبَّثت
بأطرافِ لُطفٍ نسجُها لم يزَلْ جِلدِي

وإني ولم أرضَ الفِراقَ وإنما
بما قدَّر الجبارُ أمضي بلا ردِّ

......

الحمدان
07-22-2024, 04:40 PM
رايتُ بحلمي اننا التقينا
مصادفه بين الزحام

حديثٌ قصير جرى بيننا
سؤال عن الحال ثم سلام

واما العيون فقالت كثيرا
وازهر قلبي لوقع الكلام

فليت اللقاء يكون يقينا
وليت الفراق حديث منام

......

الحمدان
07-22-2024, 04:47 PM
ﻳﺎ ﺑﺎﺋﻊَ ﺍﻟﺼَّﺒﺮِ ﻻ‌ ﺗُﺸﻔِﻖْ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸَّﺎﺭﻱ
ﻓﺪِﺭﻫَﻢُ ﺍﻟﺼَّﺒﺮِ ﻳَﺴﻮَﻯ ﺃﻟﻒَ ﺩﻳﻨﺎﺭِ

ﻻ‌ ﺷﻲﺀَ ﻛﺎﻟﺼَّﺒﺮِ ﻳَﺸﻔﻲ ﺟُﺮﺡَ ﺻﺎﺣِﺒﻪِ
ﻭﻻ‌ ﺣَﻮَﻯ ﻣﺜﻠَﻪُ ﺣﺎﻧﻮﺕُ ﻋَﻄَّﺎﺭِ

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗُﺨﻤِﺪُ ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﻥَ ﺟُﺮﻋﺘُﻪُ
ﻛﺒﺎﺭِﺩِ ﺍﻟﻤﺎﺀِ ﻳُﻄﻔﻲ ﺣِﺪَّﺓَ ﺍﻟﻨَّﺎﺭ

ﻭﻳَﺤﻔﻆُ ﺍﻟﻘﻠﺐَ ﺑﺎﻕٍ ﻓﻲ ﺳﻼ‌ﻣﺘﻪِ
ﺣﺘﻰ ﻳُﺒَﺪَّﻝَ ﺇﻋﺴﺎﺭٌ ﺑﺈﻳﺴﺎﺭ

ﺇﻥ ﺍﻟﺴَّﻼ‌ﻣﺔَ ﻛَﻨﺰٌ ﻛﻞُّ ﺧﺮﺩﻟﺔ
ﻣﻨﻪُ ﺗﻘُﻮَّﻡُ ﻣِﻦ ﻣﺎﻝٍ ﺑﻘﻨﻄﺎﺭِ

......

الحمدان
07-22-2024, 04:49 PM
وَإِنّي لَنَجمٌ تَهتَدي بِيَ صُحبَتي
إِذا حالَ مِن دونِ النُجومِ سَحابُ

غَنِيٌّ عَنِ الأَوطانِ لا يَستَفِزُّني
إِلى بَلَدٍ سافَرتُ عَنهُ إِيابُ

......

الحمدان
07-22-2024, 04:50 PM
قد كنتُ أحسبُ حين القلب ودّعهم
‏أني سأصبر.. لا دمعٌ ولا أرَقُ

‏لكنني مذ نأوا عني وفي كبدي
‏بركان شوق به الأحشاء تحترقُ

‏أبيتُ والدمع في خدّي كساقية
‏قد استوى في عيوني الليلُ والفلَقُ

‏إليك يارب أشكو ما أكابده
‏فقد براني الأسى والهمُّ والقلَقُ

......

الحمدان
07-22-2024, 04:52 PM
مَنْ عاشَرَ النّاسَ لاقى مِنهُمُ نَصبَاً
لأنَّ سوسَهُمُ بَغْيٌ وعُدْوانُ

ومَنْ يُفَتِّشْ عنِ الإخوانِ يقلِهِمْ
فَجُلُّ إخْوانِ هَذا العَصرِ خَوّانُ

ابو الفتح البستي

الحمدان
07-22-2024, 04:54 PM
ستنزاحُ لا شكّ يا صاحبي
‏بأمرِ الإله وفي العاجلِ

‏ويأتيك سعدٌ على غرّةٍ
‏ويرمي بهمّك في قاحلِ

‏ويصفو لك العيشُ من بعدها
‏وتهزأ من حزنك الراحلِ

......

الحمدان
07-22-2024, 04:56 PM
وكلته دائماً أن يحمي لي ظهري
فخانني حارساً للظهرِ في الجهرِ

هذا الذي لوث الأعماق في بحري
وعاد معتذراً في الليل كالبدر

هل خلتني ناسياً ما ذقتُ من غدْرِ
لأدعُوَنَّ عليك ليلة القدْرِ

لأدعُوَنَّ عليك مهدراً عمري
ما أطيب العمر في أمثال ذا الهدرِ

لأدعُوَنَّ عليك دعوة الحرِّ
لما لقد ظلم في حبس شريرِ

جرحي الذي داخلي كم جاء بالمرِّ
ومهجتي ثائرة في حضرة الغدرِ

دع عنك لومي أيا من لامني تدري
بأنني فارسٌ أصبو الى الثأرِ

والله ما تدركُ نفسٌ إذا تسري
في كل معتركٍ ما ذقت من قهرِ

ولا سقتْ غيمة كالفيض من نهري
ولا بدتْ أنجمٌ إلا شكا ثغري

عهدٌ عليَّ إذا قد شاب بي شعري
لأدعُوَنَّ عليك آخر العمرِ

هذا الذي بيننا حكمٌ لدى الباري
إلى اللقاء غدا في موقف الحشرِ.

......

الحمدان
07-22-2024, 04:59 PM
‏الواضعـونَ علـى الأوجاعِ كفّـهمُ
والمنصتونَ إذا طرفُ الخليلِ حكا

والصانعونَ سلاماً في وجودهمُ
والـقائلونَ لقلـبي لاتـخف دَركا

والغائبونَ وما غابت لهم صورٌ
سواءَ أشرقَ قرصُ الشمسِ أم دَلَكا

......

الحمدان
07-22-2024, 05:00 PM
‏يَا رَبّ فِي القَلبِ همٌّ ليسَ يَرفَعُهُ
‏إلَّاكَ يَا كاشِفَ الأحزَانِ وَالكُرَبِ

‏يَستَأسِدُ الهَمُّ فِي صَدرِي فَأدفَعُهُ
‏بالذِّكرِ وَالدَّمعِ والإلحَاحِ فِي الطَّلبِ

‏هَذَا الرَّجاءُ وهَذا البَوحُ تَسْمَعُهُ
‏فلا تُخيِّبْهُ وَاحلُلْ عُقدَةَ التَّعَبِ

......

الحمدان
07-22-2024, 05:02 PM
ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ محبرتي
والغيم قافيتي.. والأفقَ أشعاري

إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني
بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار

وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه
وكان يحمل في أضلاعهِ داري

وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً
لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ

لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي
فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري

وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
بل كان طفلي ومحبوبي وقيثاري

او سألوك فقولي لم يكن قمرا
لكنه كان عندي كل اقماري

د . غازي القصيبي يرحمه الله

الحمدان
07-22-2024, 05:08 PM
رأى المجنون فى البيداء ذئبا
فجر له من الاحسان ذيلا

فلاموه على ما كان منه
وقالوا قد انلت الذئب نيلا

فقال دعوا الملامةان عين
رأته مرة فى حي ليلى

......

الحمدان
07-22-2024, 05:13 PM
‏سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا

مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَا

......

الحمدان
07-22-2024, 05:15 PM
قل للذين تغيروا وتنكروا
ما ضرّني بُعد ولا نكرانُ

أنا لا أبالي إن تبدل ودكم
ماصابني نقصٌ ولا خسرانُ

مادمت أحيا والكرامة داخلي
ما عابني صدٌّ ولا نسيانُ

......

الحمدان
07-22-2024, 05:18 PM
قُلْ للذين تغيَّروا وتخَلُّوا
زادوا بَيادِرَ قمحِنا ما قَلُّوا

نزهو ومُلْكُ الشوقِ رهنُ يمينِنا
فنُعِزُّ إنْ شئنا به ونُذِلُّ

......

الحمدان
07-22-2024, 05:23 PM
وكنَّا لا نغيبُ عن التلاقي
‏وإن ماجت بنا الأشواقُ جئنَا

‏فلم أقصد ولم تقصد فراقي
‏ولكنا بلا تخطيط غبنَا

‏فما عدنا وما عاد التلاقي
‏وما نال الفوادُ لما تمنَّى

‏تفرَّقنا وصار الذكرُ باقِ
‏وبعد الوصلِ صار اليوم "كنَّا"

......

الحمدان
07-22-2024, 05:25 PM
أنا إنْ أَشجُو ففيهِمْ شَجَني
ولئنْ أَبكي فدَمْعي لَهُمُ

وابْتسامي أَنْ أَرى طلعَتَهُمْ
وعُبوسي إنْ هُمُ ما ابْتَسموا

عهدُهُمْ ديني ورُوحي قربُهُمْ
وغَرامي فيهُمُ مُعْتَصِمُ

لا انْقَضى فيهِمْ شُجوني أَبداً
كيفَ والشَّجْوُ اصْطِلامٌ منهُمُ

......

الحمدان
07-22-2024, 05:28 PM
لَم أسلُ عنكَ ولم أخُنكَ ولَم يكن
‏في القلبِ عندي للسُّلوِّ مكان

‏لكنْ رأيتكَ قد مَلِلتَ زيارتي
‏فعَلمتُ أن دواءكَ الهجران


العباس بن الأحنف


الحمدان
07-22-2024, 05:30 PM
هُنَّ القَواريرُ، رِفقاً بالقَواريرِ
‏ وهُنَّ لو كُنتَ تَدري كالأزاهيرِ

‏هُنَّ الفَراشاتُ أَلواناً وهَفهَفةً
‏فهل يُطِقنَ احتمَالاً للأَعاصيرِ

‏فإنْ نَظرنَ مَنحنَ القَلبَ راحتَه
‏وإن نَطَقنَ فإيقاعُ المزاميرِ

‏يَغرسنَ في البيتِ أَزهارَ الحنانِ فما
‏جَزاؤهنَّ سُوى حُبٍّ وتَقديرِ

......

الحمدان
07-22-2024, 05:36 PM
عجزت حروف الشعر نطق مشاعري
أمن سيقرأ أحروفي وكلامي

فوقفت أفتعل الكلام بخاطري
كي ما ينمق للعروبة حامي

من أين أبتدئ الكلام بمذهبي
ولمن يكون تأثري وخصامي

إني لأرثي في البقاع عروبتي
معتصم عصري مات في الأحلام

عجزت بحور الشعر تخرج ضامري
قد عجز في يم الحياة لجامي

أبتاه عذرا قد خرست وأنني
يوما فطمت مطيتي وحسامي

وعجزت عن نطق الكلام وربما
تعب الكلام إذا أبحت غرامي

سأظل في طول البلاد موحدا
ويظل في كل الكهوف ظلامي


أحمد عبد الحي

الحمدان
07-22-2024, 05:40 PM
إذا ما الناس بالناس استجاروا
هرعتُ لمن يُجيرُ ولا يُجارُ

فأين يُفَرُّ منه سوى إليه
إذا ما ضاق بالعبد الفِرارُ؟

وقفتُ بباب جودك يا إلهي
فقيراً ليس لي إلاّكَ جارُ

أجرُّ خطيئتي وأسوقُ حبي
وحسن الظن يسبقه انكسارُ

فجد برضاكَ يامولاي عفواً
وفضلاً ماطوى الليلَ النهارُ

......

الحمدان
07-22-2024, 05:42 PM
أوصيك صبراً، فالسرور مواسمٌ
‏وغداً سرورك بعد حزنك يكمُلُ

‏إنْ مرَّ يومك مُـثقلاً لا تبتئسْ
‏ فغداً بإذن الله يومُك أجملُ

......

الحمدان
07-22-2024, 05:49 PM
حين رأيت في عمّانْ مذبوحاً

على أيدي رجالَ الباديهْ

غطيتُ وجهي بيَدي

و صحتُ : يا تاريخ !

هذي كربلاءُ الثانيهْ

يا مجهضي الثورةَ

و هي بعدُ ، في ملابسَ العروسْ

يا قاتلي الربيعَ في أولِهْ

يا سارقي الشموسْ

هلْ أنتمْ ، كما ادعيتمْ ، عربٌ

أم أنكُمْ مَجوسْ؟

كلّ الكتاباتَ التي أكتبها

تغسِلها الكآبَهْ

فبعدَ أنْ تمزقتْ دفاتري

صارتْ فلسطينُ هي الكآبَهْ

بقدر ما يتسعُ الفِداءْ

تتسعُ السَماءْ

مساحةُ النصرَ الذي نطلبهُ

تكون في مساحة العَطاءْ

كلّ أديبٍ عندَنا لا يحملُ الصَليبْ

يصيرُ حمالاً على مرفأ تَلْ أبيبْ

نزار قباني

الحمدان
07-22-2024, 06:45 PM
ألا يا قومُ قد برحَ الخفاءُ
وبان الصبرُ منّي والعزاءُ

تعجبَ صاحبي لضياع مثلي
وليس لداء محرومٍ دواء

جفاني سيدٌ قد كان بَرّاً
ولم أذنب فما هذا الجفاءُ

حللت بداره وعلمتُ أنّي
بدارٍ لا يخيبُ بها الرجاءُ

فلمّا شاب رأسي في ذراهُ
حجبتُ لعقبِ ما بعدَ اللقاءُ

فإن تنأ ستور الإذنِ عنّا
فما نأتِ المحبّةٌ والثناءُ

وإن يك كادني ظلماً عدوٌّ
فعند البحث ينكشف الغطاء

ألم ترَ أنّ بالآفاقِ منّا
جماجمَ حشوُ أقبرِها الوفاء

وقد وصف الزمان لنا زيادٌ
وقال مقالةً فيها شفاء

ألا يا رُبَّ مغمومٍ سيحظى
بدولتنا ومسرورٍ يساءُ

أمنتصرَ الخلائفِ جدت فينا
كما جادت على الأرض السماء

وسعتَ الناسَ عدلاً فاستقاموا
بأحكامٍ عليهنّ الضياءُ

وليس يفوتنا ما عشتَ خيرٌ
كفانا أن يطول لك البقاءُ


يزيد المهلبي

الحمدان
07-22-2024, 06:46 PM
صبغتُ الرأس ختلاً للغواني
كما غطى على الريب المريبُ

أُعلّلُ مرّةً وأُساءُ أخرى
ولا تحصى من الكبَرِ الذنوبُ

أسوّفُ توبتي خمسين عاماً
وظنّي أنّ مثلي لا يتوبُ

يقوّمُ بالثقاف العودُ لدناً
ولا يتقوّم العودُ الصليبُ


يزيد المهلبي

الحمدان
07-22-2024, 06:47 PM
لا حُزنَ إلّا أراه دون ما أجدُ
وهل كمن فقدت عيناي مفتقَدُ

لا يبعدَن هالكٌ كانت منيّتهُ
كما هوى عن غطاء الزبيةِ الأسدُ

لا يدفعُ الناس ضيماً بعد ليلتهم
إذ لا تمَدُّ إلى الجاني عليك يدُ

لو أنّ سيفي وعقلي حاضران له
أبليتهُ الجهد إذ لم يبله أحدُ

جاءت منيّته والعينُ هاجعةٌ
هلّا أتته المنايا والقنا قصد

هلّا أتته أعاديه مجاهرةً
والحربُ تسعر والأبطالُ تجتلد

فخرّ فوقَ سرير الملك منجدلاً
لم يحمه ملكه لمّا انقضى الأمَدُ

قد كان أنصارُه يحمون حوزتَهُ
وللردى دون أرصاد الفتى رصَدُ

وأصبح الناس فوضى يعجبون له
ليثاً صريعاً تنزّى حولهُ النقَدُ

علتكَ أسيافُ من لا دونهُ أحَدٌ
وليسَ فوقَكَ إلّا الواحدُ الصمَدُ

جاءوا عظيماً لدنيا يسعدون بها
فقد شقوا بالذي جاءوا وما سعدوا

ضجّت نساؤكَ بعد العزّ حين رأت
خدّاً كريماً عليهِ قارِتٌ جسِدُ

أضحى شهيدُ بني العباس موعظةً
لكلّ ذي عزّةٍ في رأسهِ صيَدُ

خليفةٌ لم ينل ما نالَهُ أحدٌ
ولم يضع مثلَهُ روحٌ ولا جسد

كم في أديمك من فوهاء هادرةٍ
من الجوائفِ يغلي فوقَها الزبَدُ

إذا بكيتَ فإنّ الدمعَ منهملٌ
وإن رثيتَ فأنَ القول مطرِدُ

إنّا فقدناكَ حتى لا اصطبار لنا
وماتَ قبلك أقوامٌ فما فُقدوا

قد كنتُ أسرِفُ في مالي وتخلف لي
فعلّمتني الليالي كيف أقتصدُ

لمّا اعتقدتُم أناساً لا حلوم لهم
ضعتم وضيّعتم من كان يعتَقَدُ

ولو جعلتُم على الأحرار نعمتُكم
حمَتكم السادةُ المذكورةُ الحُشُدُ

قومٌ هم الجذمُ والأنسابُ تجمعُهُم
والمجد والدين والأحلامُ والبلدُ

إنّ العبيدَ إذا أذللتهم صلحوا
على الهوان وإن أكرمتَهُم فسدوا

ما عندَ عبدٍ لمن رجّاهُ محتملٌ
ولا على العبد عند الحرب معتمدُ

فاجعل عبيدكَ أوتاداً مشمّخةً
لا يثبت البيتُ حتى يقرعَ الوتدُ

إذا قريشٌ أرادوا شدَ ملكهمُ
بغير قحطانَ لم يبرح بهِ أوَدُ

قد وتِرَ الناس طُرّاً ثمّ قد صمتوا
حتّى كأَنّ الذي نيلرا به رشَدُ

من الأُلى وهبوا للمجد أنفسَهم
فما يبالونَ ما نالوا إذا حمدوا


يزيد المهلبي

الحمدان
07-22-2024, 06:47 PM
يقول ذوو التشؤُّمِ ما لقينا
كما لقي ابن سهلٍ من يزيدِ

أتَتهُ منيّةُ المأمون لما
أتاهُ يزيدُ من بلدٍ بعيد

فصيّرَ منه عسكرَهُ خلاءً
وفرَّقَ عنه أفواجَ الجنودِ

فقلتُ لهم وكم مشؤومِ قومٍ
أباد لهم عديداً من عديدِ

رأيتُ ابن المعذّلِ يالَ عمرو
بشؤمٍ كان أسرعَ في سعيد

فمنه موتُ جلّةِ آل سلمٍ
ومنه قض آجامِ البريد

ولم ينزل بدارٍ ثمّ يمسي
ولما يستمع لطم الخدود

وكلُّ مديحِ قوم قال فيهم
فإنّ بعقبهِ يا عين جودي

إذا رجلٌ تسمّعَ منه مدحاً
تنسّمَ منه رائحةَ الصعيد

فلو حصفَ الذين يبيح فيهم
أثاروا منه رائحةَ الطريدِ

فليسَ العزُّ يمنعُ منه شؤماً
ولا عتباً بأبوابِ الحديدِ


يزيد المهلبي

الحمدان
07-22-2024, 06:48 PM
بكّر على غيمٍ أتاكَ مجدّداً
طلعت عليك نجومهُ بالأسعدِ

وبعَقبِ ليلٍ ثرَّةٍ أخلافُهُ
رقَدَ المحبّ وعينُهُ لم ترقُدِ

يومٌ يردُّ على الفتى أطرابَهُ
ويكف عاديةَ الزمان المعتدي

لبسَ السحائبَ جوُّهُ وكأنّهُ
يختالُ بين ممسّكٍ ومورَّدِ

إنّ السرورَ قصيرةٌ أيّامهُ
إن لم تبادر وقتَهُ لم يوجدِ


يزيد المهلبي

الحمدان
07-22-2024, 06:48 PM
ليهنِكَ ملكٌ بالسعادة طائرُه
مواردهُ محمودةٌ ومصادرُه

فأنت الذي كنا نرجّى فلم نخب
كما يرتجى من واقع الغيث باكرُه

بمنتصرٍ باللَه تمّت أمورُنا
ومن ينتصر باللَه فاللَه ناصرُه


يزيد المهلبي

الحمدان
07-22-2024, 06:49 PM
ما استشرف الناس عيداً مثل عيدهمُ
مع الإمام الذي باللَه ينتصرُ

غدا بجمعٍ كجنح الليل يقدمهُ
وجهٌ أغرُّ كما يجلو الدجى القمرُ

يؤمُهُّم صادعٌ بالحقّ أحكمَهُ
حزمٌ وعلمٌ بما يأتي وما يذرُ

لو خُيِّرَ الناسُ فاختاروا لأنفسهم
أحظّ منك لما نالوه ما قدروا


يزيد المهلبي

الحمدان
07-22-2024, 06:49 PM
سقى اللَه مصراً خفّ أهلوهُ من مصر
وماذا الذي يبقى على عقَبِ الدهر

ولو كنتُ فيه إذ أبيح حريمُهُ
لمُتُّ كريماً أو صدرتُ على عُذرِ

أبيحَ فلم أملك له غير عَبرةٍ
تُهيبُ بها أن حاردت لوعة الصدرِ

ونحنُ ردَدنا أهلها إذ ترحّلوا
وقد نظمَت خيل الأزارق بالجسر

ومن يخشَ أطراف المنايا فإنّنا
لبسنا لهنّ السابغاتِ من الصبر

فإنّ كريهَ الموت عذبٌ مذاقُهُ
إذا ما مزجناهُ بطيبٍ من الذكر

وما رُزِقَ الإنسانُ مثل منيّةٍ
أراحت من الدنيا ولم تخزِ في القبر


يزيد المهلبي

الحمدان
07-22-2024, 06:50 PM
ليشكُر بنو العباس نعمى تجدّدت
فقد وعدَ اللَه المزيد على الشكر

لقد جنّبتكُم أسرةٌ حسدتكُم
فسلَت على الإسلامِ سيفاً من الكفر

وقد نغّصتهم جولةٌ بعد جولةٍ
يبيتون فيها المسلمينَ على ذعرِ


يزيد المهلبي

الحمدان
07-22-2024, 06:50 PM
قالوا تمنّ فقلت القوتَ في دعةٍ
ببطن مرّة لا وحلٌ ولا سهكُ

بطنٌ إذا افترشَ المسكينُ تربتَهُ
رأيتَ أنظفَ فرشٍ يفرشُ الملكُ

لي حرّةٌ من عباد اللَه صالحةٌ
لا الجارَ تؤذى ولا الإسلامَ تنتهكُ

والصقر والكلب إما كنت ذا جلدٍ
وإن ضعفتُ فريشي الدبق والشبكُ

وطائرات على برجٍ مطوّقة
كأنّما ريشُها السمورُ والفنكُ

وإن يفاجئكَ أضيافٌ أتاكَ لهم
مقلوُّ بسرٍ به البرنيُّ ينعلكُ

في منزلٍ لم يكن من مكسبٍ سحتٍ
ولا يخاف به من عاملٍ درَكُ

تُسلم النسك للنساك خلوتُه
ويستر الفتك من قوم إذا فتكوا

يا منزلاً لم يساعدني الزمان به
لم يدر لي بأن أحيا به الفلك

لقد تمنّيت عيشاً ليس يعرفهُ
إلّا بصيرٌ بطيبِ العيش محتنكُ


يزيد المهلبي

الحمدان
07-22-2024, 06:51 PM
إنّي لرحّالٌ إذا الهمّ برَك
رحب اللبان عند ضيق المعترك

عُسري على نفسي وسري مشترك
لا تهلك النفس على شيءٍ هلك

فليس للهمّ لما فات درَك
لا تنكرَن ضراعتي لا أمّ لك

رُبَّ زمانٍ ذُلُّهُ أرفقُ بك
لا عار إن ضامكَ دهرُ أو ملك


يزيد المهلبي

الحمدان
07-22-2024, 06:52 PM
وهبتُم لنا يا آل وهبٍ مودَّةً
فأبقت لنا جاهاً ومجداً يؤثّل

فمن كان للآثام والذلِّ أرضُهُ
فأرضكم للأجرِ والعزّ منزلُ

رأى الناسُ فوق المجد مقدار مجدكُم
فقد سألركم فوق ما كان يسألُ

يقصّرُ عن مسعاكمُ كلّ آخرٍ
وما فاتكُم ممّن تقدّمَ أوّل

بلغتُ الذي قد كنت أملتهُ لكم
وإن كنتُ لم أبلغ بكم ما أؤمّل

وماليَ حقٌّ واجبٌ غير أنّني
بجودكمُ في حاجتي أتوسّلُ

وأنّكم أفضلتمُ وبررتمُ
وقد يستتمّ النعمةَ المتفضّل

وأوليتمُ فعلاً جميلاً مقدّماً
فعودوا فإنّ العودَ بالحرّ أجملُ

وكم ملحفٍ قد نال ما رام منكمُ
ويمنعُنا من مثل ذاك التجمّل

وعوّدتمونا قبل أن نسأل الغنى
ولا بذل للمعروفِ والوجهُ يبذلُ


يزيد المهلبي

الحمدان
07-22-2024, 06:53 PM
إلبس أخاكَ على ما كان من خلُقٍ
واحفظ مودّتَه بالغيبِ ما وصَلا

فأطولُ الناس غمّاً من يريدُ أخاً
ذا خُلّةٍ لا يرى في ودّهِ خلَلا


يزيد المهلبي

الحمدان
07-22-2024, 06:53 PM
سيبقى فيكَ ما يهدي لساني
إذا فنيت هدايا المهرجان

قصائدُ تملأُ الآفاقَ مِمّا
أحلّ اللَه من سحر البيان

بها ينفي الكرى السارون عنهم
وتُلهي الشرب أوتارُ القيانِ

بمعتمدٍ على اللَهِ استجرنا
فبتنا آمنينَ من الزمانِ


يزيد المهلبي

الحمدان
07-22-2024, 06:54 PM
ولقد بررتَ الطالبيةَ بعدما
ذمّوا زماناً قبلَها وزمانا

ورَددتَ ألفةَ هاشمٍ فرأيتَهم
بعد العداوة بينهم إخوانا

أمّنتَ ليلهمُ وجدتَ عليهمُ
حتى نسوا الأحقاد والأضغانا

لو يعلمُ الأسلافُ كيف بررتهم
لرأوكَ أثقل من بها ميزانا


يزيد المهلبي
العصر العباسي

الحمدان
07-22-2024, 08:05 PM
‏تغنّى النّاسُ في قَمَرٍ مُنيرٍ
‏وما عَلِمُوا الشَّبِيهَ بِمَن تَشَبَّه

‏تَشَبَّهَ بالتي مَلَكَت فُؤادي
‏فما أبقَت لمُردِفِها مَحَبَّة

‏فَظُلمَةُ لَيلَتي والبِدرُ بادٍ
‏بِغَيبَتِها بِعَيني مُستَتِبَّة

‏كَأنِّي بَعدَ أَنْ غَابَت مُكِبّاً
‏على وَجهي وللظَّلمِاءِ قُبَّة

......

الحمدان
07-22-2024, 08:08 PM
أشتاقُ يا ربِّي إليه كأنَّني
‏أمٌّ أضاعتْ في الزِّحام صَغيرا

‏يا مَن أقرَّ لأمِّ موسَى عَينها
‏عُدْ بي إليه لكي أعودَ قَريرا

‏هَذي بقايا الذِّكريات يضمُّها
‏قلبٌ من الأشواقِ زاد سَعيرا

‏أرجُوكمُ ألْقُوا عليَّ قميصَه
‏لأعودَ مِن ظُلَمِ الحَنين بصِيرا



......

الحمدان
07-22-2024, 08:11 PM
‏وَ فيك من الجمال دلالُ طفلٍ
‏وحيدٍ بعد عُقمِ الوالدينِ

‏وفيكِ من الجلالِ مُشيبُ شيخٍ
‏توضأ بالدموعِ لركعتينِ

‏وفيك من السلامِ هُدوءُ أُمٍ
‏لِطِفلٍ نامَ بين الرَضعتينِ

‏ختمتُ بك القصيدةِ فاقرئيني
‏كبسمِ اللهِ بين السورتينِ

......

الحمدان
07-22-2024, 08:14 PM
يا ذا الفؤادِ الـــذي بالهَمِّ مُزدَحِمٌ
والكَربُ فيهِ عظيمٌ ضَارَعَ الجَبَلا

لُذْ بالإلهِ وأصعِــــــــدْ كلَّ مسـألَةٍ
إليهِ تَلقَ السرورَ المُرتَجَى حصلا

زياد المنيفي

الحمدان
07-22-2024, 09:08 PM
ما كان الإحساس أبداً بنا عبثاً
كان دوماً لنا من أعظم النعمْ

يعذبنا أحيانا لكن يميزنا
ومن صميم الألم أعذب النغمْ

ومن نبض القلب رفقٌ يحاوطنا
ومن دفئ الروح لمسٌ بلا كَلِمْ

ومن عُمق الشعور نداء بلا صوت
يسرى له الجزء والكل بلا قدمْ

وللحب وشْمٌ يملؤنا بلا مَحْوٍ
وَشْمٌ حلالٌ والذى أحلَّ القَسَمْ


......

الحمدان
07-22-2024, 10:36 PM
هَنيئاً لأَرضِ الصَّالِحية كُلَّما
سَمَت مَنزِلاً بِالفَضلِ فازَت بِأَرفَعا

فَبَينا نُجومِ التّمِ مِنها طَوالِع
تَبَوَّأها بَدر المَكارِمِ مطلَعا

فَلا فضل إِلا حلّها حينَ حلّها
فقُل لمعاديها عثرت فلا لَعا

فَيا سَيدي إِن فاتَ حَظي موضع
بِقُربِك فاجعَل لي بِقَلبِكَ مَوضِعا

فَإنِّي أَنا الرق الذي إن بلوته
تجد شاهِداً منه عَلَى صِدقِ ما ادَّعَى


عبدالعزيز بن صالح العلجي
السعودية

الحمدان
07-22-2024, 10:36 PM
لِيَهن بَنِي الإِسلامِ فَجرٌ مِنَ الهُدى
مَحا نُورُهُ لَيلَ المَكارِهِ مُذ بَدا

وَيَهنِيهُمُ حِفظُ الثُغورِ وَطيبَةٍ
وَأُمِّ القُرى لا عانَقَتها يَدُ الرَّدى

بعَزمِ إِمامٍ ثَبَّتَ اللَّه أمرَهُ
وَأَورَثَهُ حِلماً وَرَأياً مُسَدَّدا

وَقَلَّدَهُ المَولى رِعايَةَ خَلقِهِ
فَأَعطاهُ عِلماً كافِياً ما تَقَلَّدا

فَكانَت مُلُوكُ الأَرضِ شاهِدَةً لهُ
بأَن كانَ في فَنِّ السِّياسَةِ أَوحَدا

إِذا رَاعَتِ الأَعداءَ هَيبَةُ جُندِهِ
عَلاهُم بِرَأيٍ كانَ أَمضَى وَأَجوَدا

يكادُ لِحُسنِ الرَّأيِ يُدرِكُ يَومَهُ
بِظَنٍّ صدُوقٍ مُنتَهى أَمرِهِ غَدا

حكيمٌ بِأطرافِ الأمورِ إِذا التَوَت
يَفُكُّ بِحلمٍ ما التَوَى وَتَعَقَّدا

فأَعداهُمُ طاشَت وَحارَت عُقُولُهُم
فكُلُّ جِهاتٍ مِنهُ تُهدِي لَها الرَّدى

عَلَى أَنَّهُ أَحلَى المُلُوكِ لَطافَةً
وَأَحسَنُهُم بِشراً وَأَجزَلُهُم نَدى

وَأَوصَلُهُم رَحماً وَأَشرَفُهُم سَناً
وَأَوسَعُهُم عَفواً وَأَقدَرُهُم يَدا

وَأَعظَمُهُم عِندَ الحِفاظِ حَفِيظَةً
وَأَكثَرُهُم عِندَ الإِلهِ تَعَبُّدا

وَأَنصَرُهُم لِلشَّرعِ مِن غَيرِ مِريَةٍ
وَأَقوَمُهُم سَيراً عَلَى سُنَنِ الهُدى

وَأَعلاهُمُ هَمّاً وَقَدراً وَهَيبةً
وَأَقوَاهُمُ دَفعاً لِقارِعَةِ العِدا

مآثِرُ عن آبائِهِ الصيِّدِ نالَها
وقَد زادَهُ الرَّحمنُ فَضلاً وَسُؤدَدا

بهِ حَرَسَ اللَّه الجَزِيرَةَ فاغتَدَت
أَعَزَّ عَلَى الأَعداءِ نَيلاً وَأَبعدا

وَكانَت يَدُ الإِفرنجِ مَدَّت لأَهلِها
مِنَ البَغيِ كَيداً يُشبِهُ اللَّيلَ أَسوَدا

فأَشرَقَ كالبَدرِ المُنيرِ بأُفقِهِ
فأَصبَحَ ليلُ البَغيِ عنها مُشَرَّدا

فقُل لبَنِي الإِسلامِ يَهنِيكُمُ بِهِ
مَساعِي إِمامٍ أَثبَتَت فوقكُم يَدا

فأَدُّوا لَهُ شُكراً وَقُومُوا بِنَصرِهِ
بكُلِّ سَبيلٍ وَارتَضُوه المُقَلَّدا

وَقُولُوا لَهُ أَنتَ المُسَوَّدُ وَالَّذي
يكُونُ لَهُ التَّقديمُ وَصفاً مُخَلَّدا

وَقولُوا لِعُبّادِ الصَّليبِ تَقَهقَرُوا
وَكُفُّوا عَنِ الإِسلامِ كَفّاً مُؤَبَّدا

فَذِي أُمَّةٌ رَبُّ البَرِيَّةِ لَم يَزَل
يُقيمُ لها مِنها إِماماً مُجَدِّدا

وَلَيسَت خُرافاتُ التَّمَدُّنِ بينَكُم
خَدَعتُم بِهَا الحَمقى غَبِيّاً وَأَنكَدا

وَلَكِنَّها آياتُ حَقٍّ بِأَمرِها
نُعِيدُ عَلَيكُم بأسَ قَتلٍ مُجَدَّدا

بأَيدي كِرامٍ مُخلِصينَ لِرَبِّهم
يَبيعُونَ دُنياهُم بأَعلَى وَأَبعَدا

وَأَنتُم عَلِمتُم ما لكُم في مِثالِنا
مُصابَرَةٌ إِذ يُجعَلُ الشَّرعُ مَقصِدا

وَأُنهِي سَلاماً للأمامِ مُبَتَّلا
أَلَذَّ مِنَ الشّهدِ الصَّريحِ وَأَجوَدا

نُهَنِّيكَ شُكراً بَل نُهَنِّي نُفُوسَنا
بِحِفظِ بِلادِ اللَّهِ مُستَنزِلِ الهُدى

وَعَالَجتَها عَن حِكمَةٍ وَسِياسَةٍ
فَنَحَّيتَ عَنَها داءَها المُتَجَسِّدا

فلا زِلتَ تُهدِي كُلَّ يَومٍ مُؤَثِّراً
وَدَولَتُكَ العُظمى تَزِيدُ عَلَى المَدى

فيَا أَيُّها الشَّهمُ الكَريمُ تَعَطُّفاً
عَلَى أَهلِ بَيتِ اللَّهِ شُكراً لِمَن هَدى

كَذَلِكَ سُكَّانُ المَدِينَةِ إِنَّهُم
لَهُم حَرَمٌ يَرعَاهُ كلُّ مَن اهتَدى

تَعَهَّد بإِحسانٍ فَقِيراً وَعالِماً
فأَكرَمُ جَذبِ الناسِ ما كانَ عَن نَدى

وَإِنَّا لَكُم دَاعُونَ بالغَيبِ خِفيَةً
مَحَبَّةَ دِينٍ لا لِنَحظَى وَنُحسَدا

وَنَهوى بأَنَّ الأَرضَ تُعطِيكَ حُكمَها
وَيُجمَعُ شَملُ المُسلِمين كَما بَدا

وَإِنَّكَ ذُو عَطفٍ عَلَيهِم وَرَأفَةٍ
تُرَبِّيهِمُ بالبَأسِ وَالعَطفِ والنَّدى

وَتَهجُرُ غَمضَ النَّومِ والناسُ نُوَّمٌ
لِتَدفَعَ عَنهُم وارِدَ الخَوفِ وَالرَّدى

وَتَأبى لَذيذاً مِن طَعامٍ وَمَشرَبٍ
لِتَضرِبَ بالغاراتِ في أَوجُهِ العِدا

حَبيبيَ هَل أَبقَيتَ لِلنَّاسِ مَشغَلاً
سِوى دَعَواتٍ قائِمينَ وَسُجَّدا

وَإِنَّكَ قَد وُلِّيتَ فِينا مُوَفَّقاً
مُهاباً جَليلاً ذا وَقارٍ مُسَدَّدا

فتىً عَمَّ كلَّ النَّاسِ إِنصافُهُ بِهِم
فَما أَحَدٌ إِلا عَنِ البَغيِ أَخلَدا

فَأَدناهُمُ أَعلاهُمُ عِندَ حَقِّهِ
وَأَعلاهُمُ أَدناهُمُ إِن تَمَرَّدَا

جَرى جَريُكَ العَالِي بوافِي سِياسَةٍ
وَحِكمَةِ ذِي عِلمٍ وَهَيبَةِ أَمجَدا

وَلَم نَكُ نَدرِي قبلَهُ أَنَّ وَقتَنا
حَوَى مِثلَ هَذا السَّيدِ الشَّهمِ سَيِّدا

وَثَمَّ لَنا شَكوى مِنَ الوَقتِ فارعَهَا
تكُن بِدُعاءِ المُسلمينَ مُؤَيَّدا

خَدائِعُ أَعداءٍ تُسَمّى تَمَدُّنا
تَبُثُّ عَلَى الإِسلامِ شَرّاً مُفَنَّدا

مَدارِسُ قامَت فِتنَةً وَخَديعَةً
فَتَعلِيمُها زُورٌ وَتَهذيبُها رَدى

فَغَرُّوا بها الحَمقَى إِلى أَن تَجاذَبَت
وَعَمَّت عُمُوماً لا يُقاسُ لَهُ مَدى

فَنأملُ بَسطَ السَّيفِ حَتّى تُزِيلَها
وَتَقطَعَ مِنها أَصلَها المُتمَدِّدا

وَتَحرقَ تَأليفاتها فَهيَ قَد سَرَت
وَتَزجُرَ عَن تَقويمِها وَتُهَدِّدا

أَنالَكُمُ النَّصرَ المُبينَ إِلهُكُم
وَأَلزَمَكُم ما دُمتُمُ سُبُلَ الهُدى


عبدالعزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:37 PM
زِيادَةُ مَجدٍ كُلَّ يَومٍ لَكُم تَجرِي
وَنَحنُ لَكُم نَزدادُ شُكراً عَلَى شُكرِ

أَخا المَجدِ عبدَ اللَّه لا زالَ حافِظاً
شَرِيعَةَ رَبِّ الناسِ بِالنَّهيِ والأَمرِ

تَذُبُّ بِبَأسٍ مِنكَ عَنها مُسَوِّراً
حِماها بنَفي الخاطِئِينَ وبِالأطرِ

فَتَى جَلَوىٍّ حُبُّنا فيكَ صادِقٌ
لأنَّكَ فِي أُفقِ المَمالِكِ كالبَدرِ

فَنَسأَلُ رَبَّ الناسِ طُولَ حَياتِكُم
وَتأييدَكُم بالعِزِّ وَالحِفظِ والنَّصرِ

سَبَقتَ مُلُوكَ الأَرضِ حِفظاً لِبَلدَةٍ
لَها بِكَ فَخرٌ باهِرٌ أَيَّما فَخرِ

شَكَرنا إِمامَ المُسلِمينَ لأنَّهُ
أَقامَكَ فيها وَهوَ عن فضلِهِم يَدرِي

دَرَى أنَّكَ الفَردُ الَّذي لَيسَ مِثلَهُ
مُهابٌ جَليلاً في المَهابَةِ وَالقَدرِ

قَوِيماً عَلَى حِفظِ المَمالِكِ قائِماً
مَقامَ زِيادٍ في السِّياسَةِ أَو عَمرِو


عبدالعزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:37 PM
دَعُوا سالِفاً من ذِكرِ لَيلَى وَمِن هِندِ
وَذِكرى أَحاديثِ الرُّصافَةِ والرَّندِ

وَلَكن تَعالَوا عَطِّرُوا مَجلِسَ الهَنا
بِعَودِ أَبِ الأَحساءِ أَعنِي أَبا الحَمدِ

فَتىً جَلَويٍّ مَن نُقَرِّعُ باسمِهِ
قلُوبَ الأَعادِي مِثلَ قارِعَةِ السَّدِّ

فَهَيبَتُهُ العُظمَى هَدَت كلَّ ظَالِمٍ
فَداعِي أَذاهُ لا يُعيدُ وَلا يُبدِي

وَأَظهَرَ عَدلاً في الأَنامِ كأنَّهُ
جِبالٌ أَحاطَت كلَّ مُستَضعَفِ الجُهدِ

فَتىً هَمُّهُ نَصرُ الشَّريعَةِ وَالهُدى
وَحِفظُ حُدودِ اللَّهِ في القُربِ وَالبُعدِ

وَكانَت حُدودُ اللَّهِ قَبلُ مُضاعَةً
كَأن لَم يَكُن لِلَّه في الشَّرعِ مِن حَدِّ

كأنَّ كِتابَ اللَّهِ لا يَدرُسُونَهُ
وما كانَ فيهِ مِن وَعيدٍ وَمِن وَعدِ

فمُذ قامَ عَبدُ اللَّهِ لِلَّهِ ناهِضاً
بِنَهضَةِ ضِرغامٍ عَظيمٍ مِنَ الأُسدِ

أَعادَ حُدودَ اللَّهِ في أُفُقِ العُلا
تُضِيءُ نُجُومُ الأُفقِ عَنها وَتَستَهدِي

وَمَدَّت هناكَ الصَّالِحُونَ أَكُفَّهُم
دعاءً لِهَذا السَّيِّدِ المَاجِدِ الفَردِ

وَوَلَّت جنُودُ الفِسقِ عَنّا ضَئِيلةً
أَذَلَّ وَأَخزَى في الأَنامِ مِنَ القِردِ

إِذا فَاسِقٌ أَغوَاهُ مِن نَفسِهِ الهَوى
تَغَشَّاهُ خَوفٌ مِنهُ يُثنِيهِ لِلرُّشدِ

فيا ماجِداً مُذ غابَ عَنَّا لَطِيفُهُ
فَهَامَت بِهِ الأَحساءُ وَجداً عَلَى وَجدِ

طَلَعتَ عَلَيها طلعَةَ الشَّمسِ لِلوَرى
فظَلَّت تُغَنِّي فيكَ بِالشُّكرِ وَالحَمدِ

عَلَى أَنَّ فَرعاً مِنكَ فينا أَقَمتَهُ
فأَعظِم بهِ من ماجِدٍ مُشرِقِ السَّعدِ

شَأى شأوَكَ العالِي بحُسنِ سِياسَةٍ
وَعَزمٍ مُلُوكِيٍّ وَهَيبَةِ ذِي مَجدِ

سُعُودٌ أَدامَ اللَّه طالِعَ سَعدِهِ
وَصَيَّرَهُ ما عاشَ يَجرِي عَلى رُشدِ

وَلا عَجَبٌ إِذ نالَ ما نالَ مِن عُلاً
فَقَد كانَ يَسعَى في مَساعِيكَ لِلمَجدِ

فَيا ضَيغَماً بَل يا شِهاباً إِذا اِنجَلَى
تَنَحَّت شَياطِينُ الضَّلالِ عَلَى كَدِّ

أَلا إِنَّ لِلشَيطانِ جُنداً مِنَ الوَرى
فحافِظ عَلى التَمزيقِ في ذَلِكَ الجُندِ

وَناصِرُ دِينِ اللَّهِ يُولِيهِ رَبُّهُ
فُتُوحاً وَنَصراً جاءَ عَن أَصدَقِ الوَعدِ

وَناصِرُ دينِ اللَّهِ يَحيى مُبَشَّراً
لَهُ العِزُّ في الدُّنيا وفِي جَنَّةِ الخُلدِ

وَنَحنُ بِحَمدِ اللَّهِ عِندَكَ لم نَزَل
نُسَرُّ بِعَزمٍ مِنكَ ماضٍ وَلا يُكدِي

وَنَشكُرُ إِحسانَ الإِمامِ بِفَضلِهِ
فَوَلَّى عَلَينا سَيِّداً عالِيَ الجَدِّ

وَقُورٌ عَلَى الشِّدّاتِ أَمضَى عَزائِماً
إِلَى حَلَبات المَجدِ مِن مُرهَفِ الحَدِّ

وَكَم للإِمامِ مِن أَيادٍ عَظيمَةٍ
إِذا قُوبِلَت بالعَدِّ جَلَّت عَن العَدِّ

وَأَنتُم بحَمدِ اللَّهِ بَيتٌ مَعَظَّمٌ
فَضائِلُكُم فِي المَجدِ سابِقَةُ العَهدِ

وَأَقوى مُلُوكِ الأَرضِ في نُصرَةِ الهُدى
وَفِي الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالحِفظِ لِلحَدِّ

وَأَعظَمُهُم حِلماً وَعَفواً وَهِمَّةً
وَأَخلاقُ أَملاكٍ أَلَذُّ مِنَ الشّهدِ


عبدالعزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:38 PM
ثَناءٌ عَظيمٌ في عُلاكَ قلِيلُ
لأَنَّكَ فَردٌ ما لَدَيكَ مَثيلُ

أَيا مَلِكاً أَحيَت مَعالِيهِ سالِفاً
مِن المَجدِ حَتّى عادَ وَهوَ يَقُولُ

رجعتُ بِعبدِ اللَّه فيكُم لأنَّهُ
قَؤولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعولُ

فَتى جَلَوِيٍّ عابد اللَّهِ ذا العُلا
لِذكراكَ شأنٌ في الأَنامِ جَليلُ

مَعالِيكَ أَمثالُ النُّجومِ سَوابقٌ
لَها غُرَرٌ مهما بدَت وَحُجُولُ

أَجَلُّ رِجالِ الصِيدِ مَجداً وَعِفَّةً
وَأَصدَقُهُم لِلقَولِ حينَ يَقُولُ

وَأَقواهُمُ صَبراً عَلَى كلِّ حادِثٍ
ولِلشَرِّ عِندَ النائِباتِ حَمُولُ

فعدلُكَ عدلٌ قامَ في أَوجُهِ الوَرى
يَخِرُّ لهُ الجَبّارُ وهوَ ضَئيلُ

لكَ المجلِسُ العالِي وَقاراً وَهيبَةً
تباعَدَ عَنهُ هُجنَةٌ وفضُولُ

رَعَى اللَّه لِلأَوصافِ مِنكَ فَإِنَّها
تَرُدُّ حَسُودَ الطَّرفِ وَهوَ كَليلُ

شَكَرناكَ إِذ طَهَّرتَ بلدَتَكَ الَّتي
لَهَا مِنكَ ظِلٌّ بِالأَمانِ ظَليلُ

نَفَيتَ ذَوِي الإِلحادِ مِنها فأَفصَحَت
بِشُكرك مَنزُولٌ بِها وَنَزيلُ

فَلا زِلتَ لِلدِّينِ الحنيفِيِّ ناصِراً
تَقُومُ عَلَى أَعدائِهِ وَتَصُولُ

لَنا كُلَّ يَومٍ مِن مَعاليكَ مَطلَعٌ
يَسِيرُ كَسَيرِ الشَّمسِ وَهوَ جَليل

شَكرنا إِمامَ المُسلِمينَ فإِنَّهُ
بَصِيرٌ إِذا اختَارَ الرِّجالَ دَليلُ

أَقامَكَ حِفظاً لِلبِلادِ وَأَهلِها
فآمَنَ مِنها خائِفٌ وَسَبيلُ


عبدالعزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:39 PM
أَبى الهَمُّ إِلا أَن يَكُونَ مَعِي مَعِي
وَيَبقَى سَميري فِي مَسِيري وَمَضجَعِي

وَإِنِّي لأَرضى الهَمَّ إِذ كانَ داعِياً
إِلَى سَعيِ مَرضِيِّ الفِعالِ سَمَيدَعِي

وكم هِمَّةٍ لَو تَحمِلُ الشُّمُّ بَعضَها
لَعادَت بِحالِ الخاشِعِ المُتَصَدِّعِ

أَو البَحرُ تَيّاراً لعَادَت سَفِينُهُ
رَواكِدَ فِي وَجهٍ مِنَ الأَرضِ بَلقَعِ

تَحَمَّلتُها حَتّى لَوِ اسطَعتُ كَتمَها
عَنِ القَلبِ لَم يَشعُر بِها بَينَ أَضلُعِي

نَزاهَةُ أَخلاقٍ وَغَيرَةُ ماجِدٍ
عَلى السِّرِّ أَن يُبدى إِلَى غَيرِ أَلمَعِي

يَقُولُونَ أَوحَشتَ البلادَ وَأَهلَها
وَرَوَّعتَها بالبَينِ كُلَّ مُرَوَّعِ

وَلَو عَلِمُوا مَن ذا تُشَدُّ لِقَصدِهِ
مَطايايَ قالُوا قَد أَصَبتَ فأَسرعِ

أَلَيسَ إِلَى خَيرِ المُلوكِ وَفَخرِهِم
وَمُحِيي لنا شخص النَدى بَعدَ ما نُعِي

إِلى مَلِكٍ يُنمَى لآلِ خَلِيفَةٍ
سُراةٌ لَهُم فِي المَجدِ أَشرَفُ مَوضِعِ

تُراثُهُمُ الفِعلُ الجَميلُ وَهِمَّةٌ
يَذِلُّ وَيَخزَى عِندَها كُلُّ مُدَّعِ

أُسُودٌ إِذا خاضُوا الغِمَارَ وَإِنَّهُم
بدُورٌ إِذا حَلُّوا الصُّدُورَ بِمَجمَعِ

إِذا الناسُ باعُوا واشتَروا في حُطامِهِم
عَلوا فاشتَروا حمداً عَلى كُلِّ مَسمَعِ

وَإِن غَيرُهُمُ باهَى بِكُلِّ سَفاهةٍ
وَسابَقَ في مَيدانِها غَيرُ مُقلِعِ

تَباهَوا بِأَحلامٍ ثِقَالٍ وسابَقُوا
إِلَى أَدَبٍ كالعَنبَرِ المُتَضَوِّعِ

بِآدابِهِم يَرتَاضُ كُلُّ مُهَذَّبٍ
وَعِندَ نَداهُم يَنتَهِي كُلُّ مَطمَعِ

وَلا سِيَّما عِيسَى الهُمامُ الَّذي بِهِ
أَوَالٌ تَناهَت فِي العُلا وَالتَّرَفُّعِ

تَطاوَلَتِ الشِّعرَى عُلُوّاً وَرِفعَةً
وَباهَت بِهِ فَخراً عَلَى كُلِّ مَوضِعِ

هُوَ الجَبَلُ الرَّاسِي وَقاراً وَهَيبَةً
وَحَزماً وَعَزماً مَع سِياسَةِ أَلمَعِي

تُذَكِّرُنا أَوصافُهُ حِلمَ أَحنَفٍ
وَبأسَ كُلَيبٍ فِي جَلالَةِ تُبَّعِ

بَنُوهُ لَدَيهِ كَالبُدُورِ كَوامِلاً
مَتى تَرَهُم عَينٌ تَذِلّ وَتَخشَعِ

أَقُولُ وَقَد مَتَّعتُ قَلبِي بِذِكرِهِم
يُنازِعُ هَمِّي هِمَّتِي وَتَمَنُّعِي

متَى لثَمَت أَقدامُنا تُربَ دارِهِم
أَيا هِمَّتي زِيدِي وَيا هَمُّ أَقلعِ

أَبَا حَمَدٍ أَلقَى بِنَا الشَّوقُ إِنَّنا
رَأَينَاكَ فَرداً فِي الفَضائِلِ أَجمَع

أَبا حَمَدٍ لَولاكَ لَم يَبقَ مُرشِدٌ
إِلَى شِيَمِ السَّادَاتِ مِن كُلِّ أَروَع

رَأَيناكَ حُرّاً هامِعَ الجُودِ كلِّهِ
وَحُبُّ الجَوادِ الشَّهمِ شِيمَةُ مَن يَعِي


عبدالعزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:39 PM
ما لِلمُحِبِّ عَلى الصُّدُودِ قَرَارُ
فهَلِ الأَحِبَّةُ آذَنُوا فَيُزَارُوا

ما بالهُم جَهِلُوا عُهُوداً بالحِمى
شَهِدَت بِها مِن بَعدِنا الآثارُ

رَعياً لِناسٍ بعدَ عِلمٍ أَنكَرُوا
عَهدِي وَلمّا يَحسُنِ الإِنكارُ

هُم وَجَّهُوا قَلبِي إِلى سُبُلِ الهَوى
حتَّى استَقامَ عَلى الطَّريقِ وَجارُوا

آهاً لأَيّامٍ مَضَت لي عِندَهُم
في القَلبِ مِن وَجدٍ بِها إِعصَارُ

أَيّامَ يَظهَرُ لي مَلِيحٌ أَحوَر
الصُّبحُ مِن طَلَعاتِهِ إِسفارُ

مُستَطرِقٌ ما عِيبَ إِلا أَنَّهُ
بِطِباعِهِ عَن عاشِقيهِ نِفَارُ

غَنِجُ الدَّلالِ كأنَّ في أَجفانِهِ
خَمراً عَلى شَبحِ القُلُوبِ تُدارُ

يا لَيتَ شِعرِي هَل لِعَودِ وِصالِهِ
سبَبٌ وَتَجمَعُ بَينَنا الأَقدارُ

أَتُراهُ ما نَسِيَ العُهودَ وَإِنَّما
أَلهَاهُ عَن آرابِهِ الأَغيارُ

وَالدَّهرُ قد يُثنِي الفَتَى عَن عَزمِهِ
وَتَجيشُ في كَرّاتِهِ الأَكدارُ

أَشكُو مُصارَمَة الزَّمانِ وَما رَمى
بِيَدِ الحَوادِثِ جَيشُهُ الجَرّارُ

كَشِكايَةِ الأحساءِ عِندَ مُسَوَّدٍ
جَمعُ العَظائِم في يَدَيهِ صِغارُ

قَرمٌ إِذا ما حَلَّ داراً حَلَّها
الإِقبالُ وَالإِعظامُ وَالإيسارُ

جَمَعَ السَّعادَةَ وَالمَهابَةَ وَالبَها
جُنداً فهُنَّ لِجُندِهِ أَنصارُ

مِن آلِ هاشِمٍ الذينَ تَمَوَّلُوا
الكَرَمَ الأَصِيلَ وَلِلكِرامِ أَعارُوا

البَأسُ فيهم وَالنَّدَى فَعِقابُهُم
تَلَفٌ وَنائِلُ جُودِهِم مِدرَارُ

يَتَجَمَّلُ الملكُ الخِضَمُّ بفضلِهِم
وَبِذكرِهِم تَتَجَمَّلُ الأَخبارُ

وَإِذا عَرَى عَرشُ المَمالِكِ خِفةً
فَلَهُ ثَباتٌ مِنهُمُ وَقَرارُ

أَمِنَت بِهِ نَجدٌ وكانَت قَبلَهُ
رَوعَاءَ مِلءُ أَدِيمِها أَخطارُ

نَجمٌ تَجَلّى في مَطالِعِ سَعدِهِ
مِن خَلفِهِ وَأَمامِهِ الأَنوَارُ

رَجَمَ الإِمامُ بِهِ شَياطِينَ الوَرى
فَالكلُّ مِنهُ لِوَجهِهِ خُرّارُ

يا ابنَ النَّجابَةِ وَالنَّقابَةِ إِنَّما
أَنتُم نُجُومُ الأَرضِ وَالأَقمارُ

فإِذا العُصَاةُ تَعَصَّبَت وَتَمَرَّدَت
فَلَها نَكالٌ مِنكُمُ وَدَمارُ

يا ابنَ الأَكارِمِ قَد مَلَكتَ رِقابَنا
وَبِمِثلِ سَعيكَ تُملَكُ الأَحرارُ

فَعَلامَ تَترُكُها وَأَنتَ أَمِيرُها
مَن لا يُبالِي إِن عَرَاهُ العارُ

قَد عادَ لِلأَحساءِ داءٌ مُعضِلٌ
حارَت بِهِ الآراءُ والأَنظارُ

وَبَغَى عَلَيها مِن وُلاةِ أُمُورِها
مَن لا يُبالِي إِن عَرَاهُ العارُ

كُنَّا نَخافُ مِنَ البُغاةِ خَرابَها
وَالآنَ قادَ خَرابَها العُمّارُ

في كلِّ يَومٍ لِلنِّكايَةِ وَالأَذَى
يَبدُو بِها مِن حالِهِم أَطوَارُ

حُكَّامُها رَجُلانِ إِمَّا مُسلِمٌ
وَاهٍ وَإِمَّا مُسرِفٌ جَبّارُ

إِن دامَ هَذا فَالحِساءُ مَصِيرُها
خَبَرٌ تَقُومُ بِنَقلِهِ السُّمارُ

يا سَيِّداً تَشقَى العِداةُ بِخَوفِها
مِنهُ وَيَسعَدُ في حِماهُ الجارُ

يا نِعمَةَ السُّلطانِ أَنتَ عَلى الوَرى
تَحيَى بِسَعيِكَ أَنفُسٌ وَدِيارُ

حاشاكَ أَن تَرضَى عَلَى بَلَدٍ لَها
نَظَرٌ عَلى حُسناكَ وَاستِبشارُ

وَإِذا دَهَتها الحادِثاتُ فَما لَها
إِلا إِلَيكَ تَلَفُّتٌ وَقَرارُ

وَالحُبُّ أَكسَبَها لِفَضلِكَ نِسبَةً
فَلَها بِذاكَ تَشَرُّفٌ وَفَخارُ

أَوَ ما علِمتَ بأنَّ مُعظَمَ أَهلِها
لمّا أَذاعَت سيرَكَ الأخبارُ

ما بينَ كاظِمِ غيظِهِ مُتَقَطِّعٍ
أَسَفاً وَحُرٍّ دَمعُهُ مِدرارُ

فاغضَب لَهَا يا ابنَ الأَكارِمِ غَضبَةً
تَنأى بِها عن سُوحِها الأَكدارُ

إِن لَم تَكُن لِمقامِها ذا غَيرَةٍ
تَحمي حِماها مِن أَذى وَتَغارُ

فَمنِ الَّذي يُرجَى لِدَفعِ كُرُوبِها
عَنها وَأَنتَ السَّيِّدُ الأَمّارُ

هُم أَرسَلُوني شافِعاً وَمُقدِّماً
جاهِي وَأَنتَ المَقصِدُ المُختارُ

إِذ كُنتَ أَنتَ أَخا النَّجابَةِ وَالعُلا
وَسِواكَ فيهِ عَنِ العُلا إِقصَارُ

وَلَقَد أَتيتُكَ وافِداً بِنَجِيبَةٍ
شُهَداؤُها بِوِدَادِكُم أَبرَارُ

حَسناءُ لا تَبغِي سِواكَ مِنَ الوَرى
وَلَها النَزاهَةُ وَالعَفافُ شِعارُ

وَمُرادُها الأَسنَى قَبُولُكَ وَالرِّضا
فَإِذا رَضِيتَ انقادَتِ الأَوطارُ


عبدالعزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:40 PM
لَقد طالَ لُبثِي بالحِمى لم أُكَلّمِ
وَعِيلَ اصطِبارِي في الهَوى وَتَكَتُّمِي

وفي ذلكَ المَغنى فتاةٌ كريمَةٌ
إِلى خَيرِ أَصلٍ في العَشِيرَةِ تَنتَمي

هِيَ الشَّمسُ في نُورٍ وَرِفعَةِ مَنصبٍ
وَتَفقِدُ مِنها الشَّمسُ حُسنَ التَبَسُّمِ

وَتَسقِي بِعَينَيها وَرِقَّةِ لَفظِها
عَتيقَةَ خَمرٍ لا تُدارُ عَلى فَمِ

وَتِلكَ الَّتي لا تُمسِكُ العَينُ دَمعَها
عَلى فائِتٍ مِن عَهدِها المُتَقَدِّمِ

وَقد طالَما أَرجُو الليالي تَرُدُّ لِي
مَعاهِدَ أُنسٍ طالَ مِنها تَنَعُّمِي

أَأَشكُو الليالي أَم نِكايَةَ قَومِنا
فَليسَ أذاها مِن أَذاهُم بأعظَمِ

ولمّا رَأَينا قومَنا وَسُراتنا
سِراعاً إِلى غِرّاتِنا بالتَهَجُّمِ

وَأَيقَنَ أَصحابِي بِأَنَّ مُقامَنا
عَلى مِثلِ هَذا مَحضُ عَجزٍ مُوَهَّمِ

وَبالبَصرَةِ الفَيحاءِ قَومٌ نَعُدُّهُم
لَنا مَعقِلاً نأوِي إِلَيهِ وَنَحتَمِي

رَحَلنا عَلى مُستَحسَنَاتٍ سَوابِقٍ
مَطايا وَأَلواحِ السّفينِ المُنَظَّمِ

فَجِئنا إِلى أَكنافِ قَومٍ أَعِزَّةٍ
مَتى جاءَ نادِيهِم أَخُو البُؤسِ يَنعَمِ

فَرُوعُ الهُداةِ الغُرِّ مِن آل هاشمٍ
فهل مِثلُ هذا الأَصلِ أَصلٌ لِمنتَمي

بِهِم يَستَقِرُّ المُلكُ إن خَفَّ عَرشُهُ
فأَعظِم بِهِم لِلمُلكِ طَوداً وَأَكرِمِ

وَهُم لِفُرُوعِ المجدِ أَصلٌ مُؤَثَّلٌ
وَإِنعامُهُم جَارٍ عَلى كُلِّ مُنعِمِ

أَتيناهُمُ كَي نَستَجِيرَ وَنَحتَمِي
لِوَقعٍ عَظيمٍ هائِلِ الخَطبِ مُؤلِمِ

فقابَلَنا مِنهُم بَشيرٌ وَنَجدَةٌ
هُمامٌ أَبى في المَجدِ غيرَ التَقَدُّمِ

تَصاغَرَ ما جِئنا لَهُ وهوَ لَم يَكُن
صَغِيراً لدى غيرِ الهُمامِ المُفَخَّمِ

وَلِم لا يُهِينَنَّ العَظائِمَ سَيِّدٌ
كرِيمٌ نماهُ أَكرَمٌ بَعدَ أَكرَمِ

أَخُو هِمَّةٍ تَأبى الفَواضِلَ مَغنَماً
وَلكن تَرى العَلياءَ أَكبَرَ مَغنَمِ

يكادُ يَذُوبُ الخَصمُ مِن هَيبَةٍ لَهُ
إِذا ما جَلا مِن غَيرَةٍ عَينَ أَرقَمِ

وَيَذهَبُ هَمُّ الوَفدِ مِن نُورِ وَجهِهِ
لِما راقَ فيهِ مِن حَياً وَتَكَرُّمِ

أَقَرَّ الأَعادِي بَعدَ جَهدٍ بِأَنَّهُ
فَريدٌ فَعَضُّوا أصبعَ المُتَنَدِّمِ

بآرائِهِ تَلقى الأُمُورُ نَجاحَها
ويَبشِرُ وَجهُ المُلكِ بَعدَ التَجَهُّمِ

وَمُذ شَكَتِ الأَحساءُ عِندَ إِمامها
وكانَ لَهُ عَطفٌ عَلى كُلِّ مُسلِمِ

خليفَةُ دِينِ اللَّهِ فِينا وَظِلُّهُ
عَلَى مُنجِدٍ في أَيِّ أَرضٍ وَمُتهِمِ

تَدارَكَها مِنهُ بِأَشهَمَ باسِلٍ
هُمامٍ لأَخطارِ العُلا ذِي تَجَشُّمِ

فأَصبَحَ وادِيها خَصِيباً وَوَجهُها
صَبيحاً وَمَن فيها بِبالٍ مُنَعَّمِ

أَيا طالِبَ الفَضلِ الَّذي كُنتَ نِلتَهُ
بِسَعي أَغَرٍّ لَم يَكُن بِمُذَمَّمِ

هَنيئاً لَكَ القَدرُ الجَليلُ لأَنَّهُ
أَتى عَن أَميرِ المُؤمِنينَ بأنعُمِ

رضاهُ وَأَعطاهُ السِيادَةَ أَهلها
وَإِن لم يُقَدِّم غيرَ قَرمٍ مُقَدَّمِ

فَإِن يُعطِكِ السُلطانُ رُتبَةَ سَيِّدٍ
تَدُوسُ عَلى هامِ الثُّرَيّا بِمَنسِمِ

فلم يُعطِها إِلا حقيقاً مُسَوَّداً
بفِعلٍ كريمٍ أَو بِجَدٍّ مُكَرَّمِ

فكم لَكَ مِن جَدٍّ كَريمٍ وَمِن أَبٍ
تَمَنَّى البرايا مَسَّ نَعلَيهِ بِالفَمِ

أَقَرَّ البَرايا أَنَّ إِدراكَ فَضلِكُم
مُحَالٌ فلم يَخطُر وَلَو بِالتَوَهُّمِ

وَمَن ذا يُساوي أَهلَ بَيتِ نُبُوَّةٍ
شَهِدنا ثَناهُم بِالكِتابِ المُعَظَّمِ

وَلِي فِيكَ حُبٌّ صادِقٌ لَستُ أَبتَغِي
عليهِ جَزاءً غيرَ قُربِكَ فاعلَمِ

وَفِيمَن سِواكُم لا أُحَبِّرُ مِدحَةً
أَبَت ذاكَ آبائِي وَيَأبَى تَكَرُّمِي

وَفِيكُم إِذا أَنشَدتُ شَرَّفتُ مَنطِقي
وَشَرَّفتُ أَقلامِي وَكَفِّي وَمِعصَمِي


عبدالعزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:41 PM
دِيارُ لِوا نَجدٍ أَتاها سُعُودُها
وعادَ لَها بالأَروَعِ الشَّهمِ عِيدُها

هُمامٌ أَتى الأحساءَ وهيَ مَريضَةٌ
يُظَنُّ بِها أَنَّ الشِّفا لا يَعُودُها

فَعادَ شِفاها مُذ أَتاها وَأصبحَت
مُنعَّمَةً يَربَدُّ غَيظاً حَسُودُها

وَصارَت شَياطِينُ اللوَى مِن مَخافَةٍ
أَجَلُّ مُناها أَن تُزادُ قُيُودُها

فَنَشكُرُ بعدَ اللَّهِ قَرماً مُتَوَّجاً
أَيادِيه بادٍ كلَّ يَومٍ جَديدُها

إِمام الهُدى عبدَ الحَميدِ الَّذي بِهِ
وَصَولَتِهِ الكُفَّارُ بادَت جُنُودُها

خَليفَةَ دِينِ اللَّهِ أَيَّانَ يَمَّمَت
عَساكِرُهُ باللَّهِ تَعلُو حُدُودُها

إماماً يُوالِي أُمَّةً أَحمَدِيَّةً
ظِلالاً تَقِيها أَو غِياثاً يَجُودُها

وقَد خَصَّنا بابنِ الأكارِمِ طالِبٍ
يَذُبُّ العِدا عن أَرضِنا وَيَذُودُها

أَيا هاشِمِيَّ الأَصلِ من خيرِ عِترَةٍ
هُمُ الصِّيدُ ساداتُ الوَرى وَأُسُودُها

رَمَى بِكَ سُلطانُ البَرايا مُهِمَّةً
عَلَى غيرِكَ اشتَدَّت فَهَانَ شَدِيدُها

وَما الأَكرَمُونَ استَكثَرُوهُ مِنَ العُلا
قلِيلٌ إِذا يُنمى إليكُم وجُودُها

ومَن ذا يُضاهِي عِترَةً هاشِمِيَّةً
عَلِيٌّ وَسِبطاهُ الكِرامُ جُدُودُها

ويا طالِبَ العَليا وَقد ظَفِرَت بِها
يَدٌ مِنكَ صِدقاً وَعدُها وَوَعِيدُها

رَجَوناكَ تَكسُو المُلكَ عِزّاً وَبَهجَةً
ومِثلُكَ مَن يُرجى لِجُلّى يُفِيدُها

فإِنَّ ضِعافَ الحلمِ حَطُّوا سَماءهُ
عَلَى الأَرضِ حَتى نالَ مِنهُ قُرُودُها

وَلَيسَ يَحُوطُ المُلكَ إِلأ مُسَوَّدٌ
أَخُو عَزَماتٍ لَيسَ تَنبُو حُدودُها

أَبِيٌّ فلم تَظفَر عِداهُ بِرِقَّةٍ
ولا أَلزَمَتهُ خُطَّةً لا يُرِيدُها

وهذِي بُيوتُ المَجدِ سَهلٌ بِناؤُها
عَليكَ وَشُمُّ العِزِّ سَهل صُعُودُها

وَإِن كانَ أَهلُ البيتِ ما شَيَّدُوا العُلا
فَأَيُّ رِجالِ العالَمِينَ يَشِيدُها

فَجَرِّد سُيوفَ البَأسِ واجعَل غِمادَها
لِئاماً طَغَى مِن طُولِ أَمنٍ عَنِيدُها

قَبائِلُ سُوءٍ بالإِهانَةِ عُوِّدُوا
وَقَد طالَ عَن لُقيا الهَوانِ عُهُودُها

وَغَرَّهُمُ الإِكرامُ مِنكَ وهكَذا
يَجورُ بإِكرامِ الكِرامِ عَبيدُها

وَظَنُّوا بأَنَّ المُلكَ لَيسَ لِرَعيِهِ
أُسُودٌ ولا يَحوِي رِجالاً تَسُودُها

فَهانَ مُوَلَّى الحُكمِ فيهِم وَقَدرُهُ
وَلَم يَحتَرِمهُ وَغدُها وَرَشِيدُها

وقادُوا إِليهِ كلَّ يَومٍ بَلِيَّةً
قَوافِلَ تَسبيها وَقَتلَى تَقُودُها

وَمِن عَسكَرِ السُلطانِ خَمسِينَ غادَروا
عَلى وَهَدَاتِ الرَّملِ يَجرِي صَدِيدُها

وما رَدَّهُم عَهدٌ وَثِيقٌ ولا يَدٌ
عَلَيهِم مِنَ الإِنعامِ يُرجَى مَزِيدُها

وقَد خَتمَ الإِحسانُ فيهِم لَوَ اَنَّهُ
يَهُونُ بِهِ طُغيانُهُم وَجُحُودُها

فَلا بُدَّ فيهِم مِن عَظِيمِ نِكايَةٍ
تَذُوبُ احتِراقاً مِن لَظاها كُبُودُها

سَحابَةِ جُندٍ صَبَّحَتهُم بِصيحَةٍ
وَهُم وَبَنوها عادُها وَثَمُودُها

ولا تَرضَ مِنهُم باليَسِير تَعَطُّفاً
وَعَفواً فَإِنَّ العَفوَ مِمّا يَزيدُها

وَأَجِّج بِهَذِي الدارِ ناراً عَظيمَةً
مِن الحَربِ أَشلاءُ الأَعادِي وَقُودُها

وَأَخِّر جَبَانَ القلبِ إِنَّ لِرَأيهِ
مَناهِجَ سُوداً تُفسِدُ المُلكَ سُودُها

وَجازِ جَميعَ الناسِ إِلا مُجَرِّباً
لهُ هِمَّةٌ ما لانَ في الحَربِ عُودُها

وَذا نَجدَةٍ آراؤُهُ وَحُسامُهُ
سَواءٌ عَلى حَوضِ المَنايا وُرُودُها

وَأَشرَفُ إرسالِ المُلوكِ إِلى العِدا
خَمِيسٌ تَكَدَّى مِن مَجارِيهِ بِيدُها

فإِن كُنتَ حَقّاً مُرسِلاً فكتائِباً
يَرُوعُ الأَعادي بأسُها وحَديدُها

وَخُذ ما بأَيديهِم وَأَجرِ دِماءَهُم
فيا طالَما أَجرَى الدِّماءَ شَديدُها

وَأَبقِ لَهم مِنهُم مَواعِظَ يَنتَهي
بِها عَن فَسادٍ كَهلُها وَوَليدُها

وَأَنتَ لكَ الرَّأيُ السَّديدُ وهِمَّةٌ
مَوارِدُها تَأبَى عَلى مَن يُرِيدُها

وَأَنتَ سَحابٌ مُمطِرٌ غيرَ أَنَّهُ
غِياثٌ عَلى قَومٍ وَقَومٍ تُبيدُها

لَنا مِنكَ كَفٌّ أَهلَكَت كُلَّ ظالِمٍ
وَكَفٌّ يُداوِي مُشتَكِي الضُّرِّ جُودُها

وَبِالحالِ هَذي الدارُ تَشكُوكَ ضَعفَها
لَعلَّكَ بالرِّفقِ العَمِيمِ تَقُودُها

فَعَطفاً عَلَيها يا ابنَ هاشِمٍ إنَّها
لَها قَدَمٌ بالحقِّ قامَت شُهُودُها

فَهُم لِرسُولِ اللَّهِ سارُوا مَحَبَّةً
وَذَلِكَ قَبلَ العُربِ تَأتِي وُفُودُها

فأكرَمَ مَثوَاهُم لَدَيهِ وَوافَقُوا
بِطَيبَةَ أُولى جُمعَةٍ حانَ عِيدُها

وَأَوَّلُ دارٍ بَعدَ طَيبَةَ شُيِّدَت
مَنابِرُها فيها وَشاعَت حُدُودُها

وَفيها هُداةٌ كلَّما حانَ لَيلُهُم
تَقاسَمَهُ تَسبيحُها وَسُجُودُها

وَمن عُلَماءِ الشَّرعِ فيها جَهابِذٌ
تَصَدَّت لِطُلابِ العُلُومِ تُفِيدُها

وَمُنذُ شُهُورٍ لازَمَتها حَوادِثٌ
أَقَلُّ نَصِيبٍ من أَذاها يُبيدُها

وَقَبلَ وُقُوعِ الحادِثاتِ فلَم تزَل
قلِيلَةُ يُسرٍ وَالقَليلُ يُؤُودُها

وَثَمَّ لَها شَكوى سِوى الضَّعفِ وَالعدا
وَجَدوَاكَ بحرٌ لَم يَخِب مُستَزِيدُها

وَإِنَّا لَنَرجُو أَن تكونَ لها أَباً
وَيَعلُو بِمَسعاكَ الحَمِيدِ سُعُودُها

وَذِي بِنتُ فِكرٍ أَورَدَتها مَحَبَّةٌ
وَعَزَّ عَلى غَيرِ الكَريمِ وُرُودُها

وَلَستُ كَمَن قالَ القَريضَ تَعَرُّضاً
لدُنيا سَيَبلى جَدُّها وَجَدِيدُها

وَلَكِنَّني أَهوى فَتىً دَأبُهُ العُلا
وَأَنتَ الذي تَسعى لَها وَتَرُودُها


عبدالعزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:41 PM
بِمَقدَم هذا الليثِ والقَمَرِ الساري
سَحابٌ أَتى بالرِيِّ يَروِي جديدَها

وبالبَأسِ يُفنِي كلَّ أَظلَمَ جَبّارِ
وَإِنَّا حَمِدنا اللَّه ثُمَّ إِمامنا

مَنارَ الهُدى عبدَ الحَميدِ يَدَ الباري
خَليفَةَ دينِ اللَّه حامِي شِعارِهِ

مُؤَيَّدَةٌ منهُ بجُندٍ وَأَنصارِ
فقَد خَصَّنا بابنِ الأكارِمِ طالِبٍ

لِيَرفَعَ ظُلماً مِن طُغاةٍ وَفُجّارِ
أَيا هاشِميّاً من قديمٍ جُدُودُهُ

غِياثُ الوَرى في حِينِ ضِيقٍ وإِعسارِ
لقَد عَفَتِ الأحساءُ حتَّى أَعَدتَها

بِرَأيٍ وَعَزمٍ مِنكَ لَيسَ بِخَوّارِ
وَشَرَّفتَها مِن بَعدِ طُولِ خُمُولِها

وَخلَّصتَها من وَصمَةِ الذُلِّ وَالعارِ
ومِمّا عَلاها مِن وَقارٍ وهَيبَةٍ

أُعِيدَت عَواديها نَواكِسَ أَبصارِ
ولا عَجَبٌ إِذ أَنتَ مِن أَشرَفِ الوَرى

ولا شَرَفٌ إِلا ومِن عِندِكُم طارِي
وكلٌّ سَعى لِلمَجدِ مِن نَهجِ سَعيكُم

وكلٌّ بِنَهجِ الفَضلِ مِن فَضلِكُم سارِي
لنا مِنكَ أهنا مَنزِلٍ حِينَ نَلتَجي

وأَكرَمُ أَخلاقٍ وأَطيَبُ أَخبارِ
وَأَحسَنُ وَجهٍ بالسِيادَةِ مُشرِقٍ

وَأَبسَطُ كَفٍّ بالفَواضِلِ مِدرارِ
فلا زِلتَ في كلِّ المَساعِي مُظَفَّراً

مُعاناً مِنَ المَولى بِجَبرٍ وَإِبصارِ


عبدالعزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:42 PM
أَيا سَيِّداً مازالَ يُولِي جَمِيلَهُ
وَمِن فَضلِهِ أَن خَصَّنِي مِنهُ بِالتُحَف

سَلَكتَ مِنَ الإِحسانِ بِي كلَّ وجهَةٍ
سِوى خَصلَةٍ كَمَّلتَها الآنَ بالظَرَف

تَنازَلتَ إِحساناً بِها وَتَفَضُّلا
كَما هِي عاداتُ الكِرامِ ذَوِي الشَرَف

فَزِن بِقَبُولٍ ما بِها من طَرافَةٍ
فَلا زالَ لِي مِن بَحرِ عَلياكَ مُغتَرَف


عبدالعزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:42 PM
أَيَا فاضِلاً فَضلُهُ بينَ الأَنامِ جَلِي
كَنارِ لَيلٍ عَلى عالٍ مِنَ الجَبَلِ

أَهدَيتَ نَظماً مَليحاً في تَناسُقِهِ
أَغنَت نَضارَتُهُ عن أَمثَلِ الحُلَلِ

ما كانَ أَشهَى عِتاباً فيهِ دَلَّ عَلى
إِخلاصِ وُدٍّ عظيمٍ غيرِ مُنتَحَلِ

فاعلَم هُدِيتَ بأَنِّي ما قَصَدتُ جَفاً
فإِنَّكُم قُرَّةُ الأَلبابِ والمُقَلِ

لكِنَّما قَدَرٌ مَع حاجَةٍ عَرَضَت
وَعَزمِ عَودٍ لَكُم يا غايَةَ الأَمَلِ

وَالقَلبُ عِندَكَ مَأنُوسٌ وَمُغتَبِطٌ
بكلِّ وَصفٍ لكُم بين الأَنامِ جَلِي

لا زِلتَ يا صاحِبي مُستَرشَداً لِهُدى
وَمُستَعاناً عَلى ما حادِثٍ جَلَلِ


عبدالعزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:43 PM
دَعِ الناسَ إِنَّ الناسَ تُوسِي وَتُؤلِمُ
وَرَبُّكَ يَقضِي ما يَشاءُ وَيَحكُمُ

يَرى عَبدُهُ إِحسانَهُ مُتَنَوِّعاً
شَهِيّاً ولا يَشهَى وَرَبُّكَ أَعلَمُ

فكَم حالَةٍ بالعَبدِ ظُنَّت خَسارَةً
فلَمَّا تَعَدَّتهُ إِذا هِيَ مَغنَمُ

وَلاحِظ كِراماً سالِفِينَ هُمُ هُمُ
عَلى فَضلِهِم في الناسِ رِيعُوا وَأُولِمُوا

عَلى أَنَّ بعضَ الصالِحِينَ مُفَضِّلٌ
خِلافَ هَواهُ حُكمُهُ وَمُقَدِّمُ

ولِلَّهِ أَلطافٌ بِطَيِّ قَضائِهِ
أَخو الفَهمِ في أَسرارِها يَتَفَهَّمُ

فمُوسى بِقَذفِ اليَمِّ تَمَّ عُلُوُّهُ
تَرَقَّى إِلى أَعلَى الذُّرا وَهوَ مُكرَمُ

وَيُوسُفُ بعدَ الجُبِّ وَالسِجنِ حِقبَةً
حَوَى المُلكَ وَهوَ المُستَفادُ المُعَظَّمُ

وبِالصَّبرِ وَالتَّقوى تَنالُ هِباتِهِ
وَأَتقَى الوَرى عِندَ المُهَيمِنِ أَكرَمُ

فعبد العَزيزِ بنَ الفَتَى عُمَرَ الذي
إِلى آلِ عَكّاسٍ نَماهُ المُتَرجِمُ

عَهِدناكَ ذا فَهمٍ ذَكِيٍّ وَذا حِجاً
وَأَنتَ بِحَمدِ اللَّهِ حَبرٌ مُقَدَّمُ

فَلا تَكتَرِث مِمّا قَضى اللَّهُ إِنَّهُ
هُوَ الذُّخرُ وَالباغِي سِوى اللَّه يُعدِمُ


عبدالعزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:43 PM
أَيا نَجلَ إِبراهيمَ تَطلُبُ وَاعِظاً
ولا وَعظَ كالقُرآنِ وَالسُنَّةِ الغَرّا

تَدَبَّر كِتابَ اللَّهِ عِندَ تَهَجُّدٍ
وَلا سيَّما وَالناسُ في نَومِهِم سَكرَى

يُلاقِكَ مِن مَولاكَ أَكبَرُ وَاعِظٍ
عَلى قَلبِكَ المُشتَاقِ أَنوارُهُ تَترَى

وَأَقبِل عَلى الفِقهِ المُعَظَّمِ قَدرُهُ
هُوَ المَنهَجُ المأمُونُ وَالحُجَّةُ الكُبرَى

تَكُن نافِعاً لِلمُسلِمينَ وَحَيثُما
تَحِلُّ عَلى قَومٍ تَكُن فيهِمُ صَدرا

وَلا تُضِعِ الأَوقاتَ في غَيرِ صالحٍ
فَمن ضَيَّعَ الأوقاتَ نالَ بِها خُسرا

فَعُمرُ الفَتَى ما عاشَ مَزرَعُ سَعيِهِ
فَمَن لَم يُراعِ الوقتَ لا يَعمُرُ الأُخرى

وَلا تَصحَبَنَّ الناسَ إِلا بِحالَةٍ
تُصِيبُ حَلالَ الرِّزقِ أَو تَكسِبُ الأَجرا

وَفي كُلِّ عَقدٍ أَنتَ مُجريهِ فابنِهِ
عَلَى الشَّرعِ حَتَّى لا تُصِيبَ بِهِ وِزرا

وَلا تَتَخِذ مِن دُونِ رَبِّكَ مَقصِداً
فَإِنَّ إِليهِ العِزَّ وَالفَتحَ وَالنَّصرا


عبدالعزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:44 PM
أَيا نَجلَ الأَماثِلِ آلِ بَكرٍ
وَمَن نالَ الفَخارَ بِغَيرِ نُكرِ

تَفَنَّنَ في العُلُومِ فكلُّ فَضلٍ
حَواهُ العلمُ في بَرٍّ وَبحرِ

ولا تَسأم وَلا تطلُب سِواهُ
وقابِلهُ بِتَقريرٍ وفِكرِ

وجانِب جاهِلاً عنهُ تَلاهى
بِأَنواعِ المَكاسِبِ خَوفَ فَقرِ

فَإِنَّ الرِّزقَ قَدَّرَهُ إِلَهي
فَللأسبابُ تَغطِيةٌ لِسِرِّ

فإِن نَنظُر لأسبابِ البَرايا
لِجَلبِ مَعيشَةٍ أَو دَفعِ ضُرِّ

وَجَدنا العلمَ أَقواها لِدَفع
وَأَحظاها بِمَكرُمَةٍ وَيُسرِ

فَقَد سَجَدَ المَلائِكُ حينَ أَربَى
عَليهِم آدمٌ بالعِلمِ فادرِ

وَكَم بالعلمِ نالَ العِزَّ قَومٌ
وَكَم بِالعِلمِ أَثرَى بَعدَ عُسرِ

وَأَعنِي عِلمَ شَرعِ اللَّهِ فينا
وَلا أَعنِي بهِ عِلماً لِعَصرِ

فإِنَّ تَعَلُّمَ العَصرِيِّ جَهلٌ
يُوافِقُ كُلَّ مَفتُونٍ وَدَهرِي

فَلا تَطلُب بِعِلمِ اللَّهِ دُنيا
فَفِي هَذا الهَوانُ وكلُّ خُسرِ

وَدُنياكَ الَّتِي لا بُدَّ نُطها
بِأمثَل مَن تَرى يَسعَى بأَجرِ

ولا تَحزَن عَلى ما فاتَ مِنها
وَقَد عُوِّضتَ عَنها بِالأَبَرِّ

وَما قَد فاتَ لَم يَذهَب وَلَكن
تَراهُ في الصَّحيفَةِ يَومَ نَشرِ

وَإِن تَعفُ فَإِنَّ العَفوَ خَيرٌ
وَخَيرُ الناسِ ذُو عَفوٍ وَصَبرِ

وَإِن تُضطَرَّ في حالٍ لِشَيء
فَسَل أَقوَى وَأَرحَمَ كُلِّ بَرِّ

قَريبٌ مِنكَ إِن تَدعُوهُ يَسرِي
لَهُ التَّصريفُ في خَلقٍ وَأَمرِ

وَحَسِّن بِالإِلَهِ البَرِّ ظَنّاً
تَجِدهُ عِندَ ذاكَ لِكُلِّ برِّ

وَعظِّم أَمرَهُ في كُلِّ حالٍ
تُعَظَّم في الأَنامِ بِكلِّ قَدرِ

وَقَرِّب نَفسَكَ الدُّنيا إِلَيهِ
بأَخلاقٍ يَراها كُلُّ حَبرِ

تَراها في الكِتابِ عَلَيكَ تُتلَى
فَحَقِّقهَا وَراقِبها بِحَصرِ

وجاهِد نَفسَكَ الدُّنيا عَلَيها
لِتَحظَى بِالكَمالِ وَطِيبِ ذِكرِ

وَجانِب لِلفُضُولِ وَكُلِّ لَغوٍ
فَفِي هَذا إِضاعَةُ كُلِّ حُرِّ

وَأَعطِ الجارَ وَالقُربَى حُقوقاً
قَضاها اللَّه في آياتِ ذِكرِ

وَصَفِّ النَّفسَ مِن حَسَدٍ وَبَغيٍ
ولاقِ الناسَ في لُطف وَبِشرِ

وبِالمَعرُوفِ فأمُر لا تُبالِ
وَقُم بِالنَّهيِ عَن فُحشٍ وَنُكرِ

وَتِلكَ نَصِيحَةٌ جاءَت إِلَيكُم
دَعاها حُبُّكُم يا آلَ بَكرِ

فأنتُم قُرَّةٌ لِلعَينِ دُمتُم
عَلى نَهجِ الرَّشادِ بِكُلِّ عَصرِ


عبدالعزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:44 PM
كَذَبَت أُرُبّا حِينَ أَنكَرَتِ السَّما
كشَّافُها لِقُلُوبِها ذاتِ العَمى

إِنَّ السَّماءَ لِلُطفِها كَزُجاجَةٍ
تَخفَى لَدَى الجارِي فَجرِّب تَعلَما

واقرَأ لِتُهدى آيَةَ الصَّرحِ الَّذي
سَوَّى سُلَيمانٌ عَلى حُوتٍ وَما

وَانظُر إِلى الصَّرحِ اختَفَى مَعَ قُربِهِ
فكَيفَ لا تَخفَى عَلى بُعدٍ سَما

لَكِن غُبارُ الجَوِّ يُخفِي لُطفَها
فَلِذا أُرِيناها إِراءً مُحكَما

وَاعلَم إِذا قَد سُلِّمَت هَذِي لَهُم
فالدِّينُ قَد جَثُّوهُ جَثّاً مُعظَما

وَانظُر وَراجِع بَعدَما قَد حَرَّفُوا
آيَ الكِتابِ تَعَنُّتاً وَتَعَظُّما

بَل كَذَّبُوا الرُّسلَ الكِرامَ وَجَهَّلُوا
خَيرَ الأَنامِ مُحَمَّداً ما أَعظَما

هَل كانَ يُدعى واحِدٌ مِنهُم عَلَى
هَذِي الجَرائِمِ في الشَّريعَةِ مُسلِما

سُحقاً لَها مِن فِرقَة خَدَّاعَةٍ
سَحَرُوا غَبِيّاً مُؤمِناً مُستَسلِما

مَه لا تُعَظِّم زُخرُفاً خَدَعُوا بِهِ
قَد كانَ نَقضُهُمُ الشَّريعَةَ أَعظَما

باعُوا الشَّريعَةَ لِلأَعادِي بِالدُّنا
وَاستَبدَلُوا عاراً بِها والمَأثَمَا

جاهِدهُمُ إِن كُنتَ عَبداً مُؤمِناً
إِنَّ الدِّفاعَ عَنِ الشَّريعَةِ حُتِّما


عبد العزيز بن صالح العلجي

الحمدان
07-22-2024, 10:45 PM
ثم تَقرَّب لِمَولاكَ العَلِي
بِالمُنجِيَاتِ مِن صِفاتِ الكُمَّلِ

مِن تَركِ ضِحكٍ مُفسِدٍ لِلعَقلِ
وَمُذهِبِ الهَيبَةِ مِن ذِي فَضلِ

كَذاكَ إِكثارُ الكَلامِ الساقِطِ
فهوَ قَبيحٌ جالبُ المَساخِطِ

وَلازمِ الفِقهَ مِنَ العُلُومِ
يُقِمكَ في مَنهَجِهِ القَويمِ

مُلتَزِماً أَربَعةً قَد عُرِفُوا
بالعِلمِ والإِيمانِ مِمَّن سَلَفُوا

أَحمَدُ وَالنُّعمانُ ثُمَّ الشافِعي
وَمالِكٌ شَيخُ الجَميعِ الأَلمَعِي

أُولَئِكَ الهُداةُ وَالنُّجُومُ
نَهجُهُمُ عَلى الهُدى قَويمُ

أَعلامُ حَقٍّ لِلمُرِيدِ السَّارِي
داعِيَةٌ لِسُنَّةِ المُختارِ

وَاتلُ كِتابَ اللَّهِ في أَوقات
مُلاحِظاً تَدَبُّرَ الآياتِ

تَهدِيكَ لِلبَاري فَتَرجُو رَحمَتَه
حيناً وَحِيناً مُذ تَخافُ سَطوَتَه

فَهوَ العُلُومُ وَالكَمَالُ وَالشَّرَف
لا يَعتَرِيهِ باطِلٌ وَلا جَنَف

وَالحَظ إِلَى الجَنَّةِ في القُرآنِ
تَزِدكَ في عِبادَةِ الرَّحمنِ

وَالحَظ إِلى النار تَجِدها ناهِيَه
عَن طُرُقٍ إِلى الفَسادِ غاوِيَه

وَانظُر إِلى نَفسِكَ في دُنياكَا
تَجِدكَ منقُولاً بِها لِذاكا

فابذُل مِنَ الأَسبابِ ما يُنجِيكا
فَتُدرِكَ الرَّحمَةَ مِن بارِيكا

وَاعلَم بِأنَّ الرِّزقَ رَبِّي قدَّرَه
فالسَعيُ فِيهِ سَبَبٌ ما كَثَّرَه

فَكَم ضَعيفٍ سَوَّدَتهُ الدُّنيا
وَكَم قَوِيٍّ سَعيُهُ مَا أَغنَى

لَكِنَّما الأَسبابُ كَالحِجابِ
لِيَحصُلَ الإِيمانُ بِالغِيابِ

وَلا تَكُن أَيضاً مُضيعاً للسَّبَب
فَبَذلُهُ بِالشَّرعِ رُبَّما وَجَب

وَلازِمِ التَّقوى تَكُن أَنتَ الأَجَلّ
فَهيَ الَّتي تُنجِيكَ مِن بَينِ العَمَل

وَهيَ امتِثالُ ما إِلهُنا أَمَر
وَالكَفُّ عَن كُلِّ الَّذي عَنهُ زَجَر

وَباشِرِ المُسلِمَ بِالتَّحِيَّه
أَو كَلِماتٍ عِندَهُ مَرضِيّه

وَانصَح لهُ نُصحَ الصَديقِ الصادِقِ
ولاقِهِ في الأَمرِ كالمُوافِقِ

إِلا إِذا أَتَى الرَدى أَو قالَ بِه
فَرُدَّهُ بِاللطفِ حتّى يَنتَبِه

ولا تَرُدَّ مِن جَلِيسِكَ الخَبَر
وَلا تُضَعِّفهُ فَذا لَهُ ضَرَر

وَإِن أَتى بِهَفوةٍ في المَجلِسِ
فَاستُر عَلَيهِ سَترَ خِلٍّ مُؤنِسِ

وَلا تُعَقِّبهُ بِذِكرَاها أَبَد
فالحُرُّ لَم يَشمَت وَلَم يَفضَح أَحَد

وَجاهِدِ النَّفسَ عَلَى حَملِ الأَذى
مِن مُسلِمٍ تَكُن إِماماً يُحتَذى

وَاجهَر إِذا لَقِيتَ بالسَلامِ
بِذاكَ وَصَّى سَيِّدُ الأَنامِ

لا تَجعَلَن إِشارَةً تَحِيَّه
تكُن عَدُوَّ السُنَّةِ السَنِيَّه

إنَّ السلامَ هَيئَةُ الأَبرارِ
وَمَن يُشِيرُ تابِعُ الكُفّارِ

وَاحذَر مِنَ التَصفِيقِ بَعدَ الخُطَبِ
كَهَيئَةِ الإِماءِ عِندَ اللعِبِ

فَقَد نَهَى الرجالَ سَيِّدُ البَشَر
عَن فِعلِهِ فَذاكَ شَيءٌ مُحتَقَر

وَاعرف كَراماتِ الرِّجالِ باللحى
سودا وَبيضا كالصَباحِ اتَّضَحا

فَهيَ لَهُم فَضلٌ عَلَى النِّساءِ
ميزاً وَحُسناً عِندَ كُلِّ رائِي

وأَمرَ الرَسُولُ أَن تُوَفَّرا
فَحَلقُها يُعَدُّ قُبحاً مُنكَرا

وَالحَلقُ لِلِّحيَةِ مَع ضِيقِ السَلَب
يَعتَادُهُ أهلُ الضَلالِ وَالرِيَب

وَمِثلُهُ اللهوُ بأنواعِ اللعِب
حاشَا لِعاقِلٍ إِلَيهِ يَنتَسِب

لأنَّهُ مُضَيِّعُ الأَوقاتِ
وَمُذهِبٌ لأَشرَفِ الصِّفاتِ

وَهادِمٌ لِلدِّينِ وَالمَرُوءةِ
وَيَسِمُ الإِنسانَ بالسَّفاهَةِ

وَاحذَر مِنَ القُبعَةِ لُبسُ المَرَدَه
فَدِينُ مَن يَلبَسُها قَد أَفسَدَه

فقَد أَتانا في الحَدِيثِ المُسنَدِ
عَن سَيِّدِ الرُّسلِ الكَريمِ الأَمجَدِ

فَمَن بِقَومٍ فاعلَمَن تَشَبّها
فَذاكَ مِنهُم فاعلَمن وانتَبِها

فَتابِعِ الكِرامَ في الأَفعالِ
ذَوِي النُّهى وَالمَجدِ وَالكَمالِ

وَلا تَكُن مُشابِهَ الطَّغامِ
مَن قالَ فيهِ اللَّهُ كالأنعامِ

وَشُربُكَ التُنباكَ شَينٌ وَقَذر
وَاللَّه بالتَطهيرِ في الشَرعِ أمَر

وَقَد أَتى السّواكُ عَن نَبِيِّنا
وَقالَ إِنَّ اللَّه يَرضاهُ لَنا

وَفضلُهُ التَنظِيفُ وَالطُّهرُ الحَسَن
فَكَيفَ تُفسِدُهُ بِذَلِكَ النَّتَن

وَاحذَر حُضُوراً في مَجالِسِ البِدَع
فَهوَ مُضاهاةٌ لِما اللَّهُ شَرَع

وَقَد نَهاكَ عَنهُ رَبُّكَ العَلِي
فَلا تُخالِف أَمرَهُ فَتَبتَلِي

وَاصحَب إِذا صَحِبتَ كُلَّ فاضِلِ
مُستَكمِلاً للدِّينِ وَالفَضائِلِ

إِنَّ الجَلِيسَ يَغرِسُ الأَخلاقا
وَإِن يُنافِق أَورَثَ النِفاقا

إِنَّ الجَلِيسَ عِندَ كُلِّ الحُكَما
يَغرِسُ في جَلِيسِهِ ما أَحكَما


عبد العزيز بن صالح العلجي
السعودية

الحمدان
07-22-2024, 10:53 PM
مسافرٌ في دروبِ التيهِ تدفعُني
إلى الجهاتِ التي لا أشتهي ريحي!

وكلما الْتفتَتْ روحي لوجهتِها
تقلَّبَتْ بي على دربي تباريحي!

ماضٍ إلى زَمَنٍ ما كان لي زَمَناً
وما لأبوابِهِ كانت مَفاتيحي

يا رَبَّ يُونُسَ أرجِعْني إلى زَمَني
تَعِبتُ، والحُوتُ لا يُصغي لتسبيحي!


......

الحمدان
07-22-2024, 10:55 PM
‏مَن رَامَ نَيلَ العُلَا جلَّىٰ لهَا الهِمَمَا
و أدركَ المَجدَ مَن قد جَدَّ و اقتَحَمَا

و حقَّقَ الفوزَ مَن لمْ يَستَمِعْ أبدًا
إلَّا إلىٰ قَائِلٍ: مَا أطيبَ القِمَمَا!

مُسْتَسْهِلًا لِلصُّعُوبَاتِ التِي عَرضَتْ
مَهمَا قَسَتْ، وَاثقًا، باللَّهِ مُعتَصِمَا


.....

الحمدان
07-23-2024, 02:09 PM
مِن بَعدِ أن كُنتَ لي تاجاً على الراسِ
أراكَ في ناظري من أتفهِ الناسِ

لطالما كُنتَ كالمجنونِ تتبعُني
حتى تمكّنْتَ من قلبي وإحساسي

فصِرتَ تسألُ عن حالي مُجامَلةً
ولا تشارِكُني حُزني وإيناسي

نارُ الحنينِ طوال الليلِ تحرِقُني
وأنت لاهٍ ولا تدري بإحساسي

يا باردَ القلب قُل شيئاً يُطمئِنُني
لا تُبقِني غارقاً في بَحرِ وسواسي

حتى مَتى أكتمُ الأوجاعَ مُنكسِراً
ولا يلينُ لحالي قَلبُكَ القاسي

أنت الذي قد قتلتَ الحُبَّ مِن زمنٍ
فلا تلُمْني إذا أخمَدْتُ أنفاسي

دورُ البراءةِ لن يعفيكَ من وجعي
ولا التودّدُ يشفيني من الباسِ

توسُّلاتكَ ما زالتْ بذاكرتي
ودمعُ عينكَ محفورٌ بكرّاسي

لا تنسَ ماضيكَ والأيامُ شاهدةٌ
فإن نسيتَ فإني لستُ بالناسي


د . ماجد عبدالله
السعودية

الحمدان
07-23-2024, 02:09 PM
وإن كبُرَتْ همومكَ لا تُبالِ
فلُطفُ اللهِ في الآفاقِ أكبرْ

ومن غيرُ الإلهِ يُريحُ قلباً
تخطّفَهُ الأسى حتى تكدّر

سيأتيكَ الذي ترجوهُ يوماً
فلا تعجَل عليهِ وإنْ تأخّرْ

ولا تجزعْ وقُل يا نفسُ صبراً
فرحمنُ السماءِ قضى وقدّر

سيلطفُ بالقلوبِ ويحتويها
ويجبرُ في الحنايا ما تكسّرْ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:10 PM
أحبابُ قلبيَ آذاني تجاهُلُهمْ
وكُنتُ أحسبُهُم في ضِيقتي سنداَ

أظهَرْتُ من طيبتي حُباً يُظَلّلُهم
وأضمروا الغدرَ والأحقادَ والحسدا

لم يحفظوا تضحياتي في محبّتهم
قد ضيّعوها وضاعتْ في الزحامِ سُدى

يا فاقدين شعورَ الصّدقِ في زمنٍ
ماتَ الوفاءُ على أيامهِ كمَداَ

ما عادَ في خاطري لَومٌ على أحدٍ
ما قيمةُ اللومِ والإحساسُ قد فُقِدا؟!


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:10 PM
أحِنُّ إلى لقائكَ كُل صُبحٍ
وتبكي العينُ إنْ حلّ الغُروبُ

وما واللهِ دمعي باختياري
ولكنّ العيونَ لها نحيبُ

أكادُ أجنّ مما يعتريني
فعيْشي دونَ نبضكَ لا يطيبُ

ولي روحٌ تكادُ تذوبُ وجداً
ومَن لِفراقِ عينكَ لا يذوبُ

قريبٌ أنتَ من روحي وقلبي
وحُبكَ لا تُواريهِ الخُطوبُ

فإنْ تكُ غائباً عني زماناً
فإنكَ عن خيالي لا تغيبُ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:11 PM
لا ترحلي عن ناظريّ حبيبتي
ولتصفحي عمّن جفاكِ وضيّعِكْ

أنا آسفٌ، سأقولها وأعيدُها
فلَعلَّ صَوت الحُب يَبلغُ مسمَعِكْ

واللهِ ما عادت لقلبي راحةٌ
مِن بعدِ أن آذاكِ حتى أوجعِكْ

رِفقًا بحَالي إن قَلبي مُوجَعٌ
وشِفَاؤُه في أن يَراكِ ويَسمَعِكْ

مهما ابتعدتِ عن الفؤادِ فإنني
مستوطنٌ رغم المسافةِ أضلعِكْ

إن كنت قررتِ الرحيلَ تذكري
أنّي تركتُ الناسَ كي أبقى مَعِكْ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:11 PM
كم من فؤادٍ ضاق بعد سرورهِ
وكستْهُ أوجاعُ السنين لبوسا

تتزاحمُ الكلمات في أعماقهِ
أيبوحُ أم يُبقي الكلام حبيسا؟!

فإذا تكلّم بالذي في جوفهِ
أُخِذ الكلام مُحرّفاً معكوسا

لا تعذلوهُ إذا تلحّف صمتهُ
أو عاش مجروح الشعور يؤوسا

لم تتّسع هذي الحياةُ لِبَوْحه
لِيظلّ كُلّ كلامهِ محبوسا


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:11 PM
وإذا البشائرُ لم تَحِن أوقاتها
فلِحكمةٍ عندَ الإله تأخرتْ

سيسُوقها في حينها فاصبرلها
حتى وإن ضاقتْ عليكَ وأقفَرتْ

تجري دموع اليأسِ منكِ وربما
عند الصباحِ ترى البشائرَ أنورَتْ

فغداً سيجري دمع عينكَ فرحةً
وترى السحائبَ بالأماني أمطرَتْ

وترى ظُروفَ الأمسِ صارت بلسَماً
وهي التي أَعيَتْك حينَ تعسّرتْ

وتقولُ سبحانَ الذي رفعَ البلا
مِن بعد أن فُقد الرجاءُ تيسرتْ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:12 PM
ماذا يَضيرُكِ إنْ أتيتُكِ نادماً
وسكبتُ دمعَ العينِ بين يديكِ

وجمعتُ أزهارَ الحدائقِ كلّها
ونثرتُها عِطراً على خدّيكِ

وقطفتُ من شفتيّ أعذبَ قُبلةٍ
ورسمتُها وشماً على شفتيكِ

أتُراكِ مِن بعد القطيعةِ ترحمي
مَن هدّهُ الترحالُ مِنكِ إليكِ

إني سئمتُ مِن الظلامِ حبيبتي
واشتقتُ نورَ الصبح في عينيكِ

وفقدتُ عصفورَ الصباحِ يزورني
حتى أُحمّلهُ السلامَ عليكِ

واللهِ لن تهنا الحياةُ بناظري
يا جنّتي حتى أعودَ إليكِ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:12 PM
إذا بِتَّ تطوي في ضلوعك ضِيقةً
وأقبلَ كلّ الهمّ نحوكَ وارتمى

وأدبرَتْ الآمالُ مِن بعدِ قُربها
وأوشكَ دمعُ العينِ أن يتكلّما

فيا قلبُ لا تحزن لما فاتَ وانقضى
فمَن أدمنَ الأحزانَ زادَ تألُّما

ومَن أَلِفَ الشكوى إلى الناسِ زادَهُ
دوامُ التشكّي حسرةً وتندُّما

ستأتيكَ مِن ربّ السماءِ بشائرٌ
لِتُنسيكَ ما تلقى مِن الضيقِ والظما

إذا جبرَ الرحمنُ بالُّلطفِ خاطراً
سينسى ليالٍ بات فيها مُحَطّماً


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:13 PM
يا مَن طَواهُ الأسى واغتالهُ السّهَرُ
هوّن عليكَ فماذا ينفعُ الكدَرُ؟!

كُل الهمومِ بإذن اللهِ عابرةٌ
وقلبُكَ الغضّ بالبُشرى سينغَمِرُ

صبراً فإنّ يدَ الأقدارِ حانيةٌ
واسأل إذا ضاقت الأيام مَن صبروا

سيصْدُقُ الغَيمُ لا تعجَل بشارتهُ
وإن تأخّرَ عن ميعادهِ المطرُ

ويفتَحُ اللهُ أبواباً مُغلّقَةً
كم بِتّ تطرُقُها يأساً وتنتَظِرُ

هي الحياةُ فعِش فيها على أملٍ
بأنّ آمالانا يوماً ستنتَصرُ

لا بُدّ للنفسِ مِن يومٍ تُسرُّ بهِ
والبِشرُ يومَ غدٍ يأتي بهِ القدَرُ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:13 PM
وكمْ فُتِحتْ أبوابُ خيرٍ ونعمةٍ
وقد حاولَ الحُسّادُ بالأمسِ سَدّها

إذا قدّر الرحمنُ إِتمامَ حاجةٍ
فلا تملكُ الدنيا ولا الناسُ صَدّها


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:14 PM
يا قاضي الحاجاتِ كم من حاجةٍ
فُقِدَ الرجا بقضائها فقَضَيْتها

كم نامَ قلبي مُثقَلاً بهمومهِ
فإذا به يصحو وقد فرّجْتَها

كم دعوةٍ مُزِجت بدمعِ توسّلي
أودَعْتُها لكَ خالقي فأجبْتَها

وأنا الذي أذنَبتُ عُمريَ كلّهُ
فسَتَرْتَ كلّ خطيئةٍ وغفرتَها

ما زلتَ يا ربّاهُ تجبُرُ خاطري
وتغيثُ هذي الروحَ منذُ خلقتَها

فلك الثناءُ مع المحامدِ كُلّها
من مَبدأِ الأيامِ حتى المُنتهى


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:14 PM
ورأيتُ أنّي في المنــامِ أضُمّــهُ
ضـمّ الوليـدِ لأُمّـهِ فـي المرقَـدِ

فصَحَوْتُ مِن نَومي وصُورةُ وجههِ
في ناظري كالحُلمِ، كالأملِ الندي

كم للحبيبِ مِن المحبّةِ في دمي
روحي فِداهُ وكُل ما ملَكَتْ يدي

سأظـلُّ طُولَ العُمـرِ أُنشِدُ ذكرهُ
ياربّ صـلّ على الحبيبِ مُحمّـدِ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:15 PM
ولكم سهرتُ الليلَ أنتظرُ اللقا
وسلكتُ درب التائهين طويلا

ما عادَ يحملُني الحنين فإنني
أمسيتُ من بعدِ الفراقِ عليلا

قلبي على كفّي وهبتكَ نبضهُ
ماكنتُ بالنبضِ البريءِ بخيلا

لو كنتَ تسمعُ نبضهُ لرَحِمتهُ
إنّ المُتيّمَ لا يعيشُ طويلا

خُذ ما تشاءُ وعُد إليّ فإنني
سأذوبُ حُزنًا إن رأيتَ بديلا


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:15 PM
ولقد عفوتُ عنِ المُسيءِ لأنّني
بالرغمِ مِن عُمقِ الأسى، لا أحقدُ

لكنّ أيامَ الودادِ قد انتهتْ
فينا، وبعضُ الودِّ لا يتجدّدُ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:16 PM
مَوجوعةٌ تُخفي الدموعَ ولَيتَها
تَبكي، لعلّ فؤادهَا يرتاحُ

أخشى عليكِ حبيبتي طولَ الأسى
فيغيب عنكِ الفجرُ والإصباحُ

فبُكاكِ يا وجَعي لقلبيَ رحمةٌ
ولنبضِ قلبكِ غُمّةٌ تَنزاحُ

إنّ العيونَ تبوحُ سِراً عندما
تتوجّعُ الأجسادُ والأرواحُ

فلتغسِلي بالدمعِ همّكِ رُبما
تُشفى بهِ بين الضلوعِ جِراحُ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:16 PM
قد كنتُ أحسبُ أن الشوقَ يُرجِعُهُ
وأنّ دمعَ المآقي سوف يُرضيهِ

لكنّهُ صدّ عن قلبي فأوجَعهُ
ياليتهُ قد درى عمّا أقاسيهِ

وليتَ عينيهِ مِن بعد الجفاءِ ترى
تقلُّب الروحِ من تيهٍ إلى تيهِ

يا من سقاني لذيذَ الحُب من يدهِ
إني ظمِئتُ فمَن للقلبِ يرويهِ!

قد مسّهُ منكَ داءٌ لا شفاءَ لهُ
وأنتَ وحدكَ دونَ الناسِ تشفيهِ

يا أجملَ الناس في عيني ويا أملاً
لطالما بِتُّ في ليلي أناجيهِ

سأحفظُ العهدَ إن طالَ البعادُ بنا
وأكتمُ الشوقَ في قلبي وأخفيهِ

لأنّ روحكَ في جنبيّ ساكنةٌ
فليحفظ اللهُ قلبي والذي فيهِ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:16 PM
تأمّل في الحياةِ ترى أموراً
ستعجبُ إن بدا لك كيف كانتْ

فكم مِن كُربةٍ أبكتْ عيوناً
فهوّنها الكريمُ لنا فهانتْ

وكم مِن حاجةٍ كانت سراباً
أرادَ اللهُ لُقياها فحانت

وكم ذُقنا المرارة مِن ظروفٍ
برغمِ قساوةِ الأيامِ لانتْ

هي الدنيا لنا فيها شؤونٌ
فإن زيّنتِها بالصبرِ زانتْ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:17 PM
حُلْوٌ بِعيني حينَ يغمُرُهُ الرضا
ويَزيدُ مِن بعدِ الخِصامِ جَمالا

عَذبُ بكلّ صفاتهِ فكأنّهُ
جمَعَ المحاسنَ صورةً وخِصالا

حتى الجنونُ أُحِبُّهُ في طبْعِهُ
كالطفلِ يلهو يَمْنَةً وشِمالا

هو هكذا حُلوٌ بكُل ظروفهِ
إنْ لم يكُن كالبدرِ كانَ هِلالا

سُبحان من جعلَ النقائِض تلتقي
في مُقلَتيْهِ، مَهابةً ودلالا

يا لائمي في حُبّهِ وجُنونهِ
وفّر عناءَكَ، قد طلبْتَ مُحالا


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:17 PM
ماذا سأفعلُ والآلامُ تعصِرُني
والدّهرُ حمّلني وَهْناً على وهني

أُخفِي الأسى ودموعُ العينِ تكشِفهُ
ماعادَ يُخفيهِ إسراري ولا علَني

لطالما كان قلبي رغمَ قسْوَتهمْ
كالبَحرِ يُعطي بلا مَنٍّ ولا ثَمَنِ

بذَلْتُ روحي وأيّامي لأُسعِدَهم
ولم أجد مِنهُمُ قلباً ليُسعِدني

حتى يدِي مسّها مِن جورهم ألَمٌ
فالكلّ ينهلُ منها ثم يهجُرُني

إلى متى سوف أُعطيهمْ، كفى وجعاً
ياليتَ قلبيَ لمْ يُخلقْ ولم يَكُنِ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:18 PM
لم تعرفِ الدّنيا كحُبِّ محمدٍ
حُباً تجاوزَ في تساميهِ المدى

مَن لم يذُق في العُمرِ لذّةَ حُبهِ
أنّا لهُ يلقى لِحُبٍ مَورِدا

ياربّ أسعِدنا برؤيةِ وجههِ
فالشوقُ زادَ مع الحياةِ توقُّدا

صلّى عليكَ إِلهُنا ما أشرَقتْ
شمسٌ وما لبّى المُصلّون الندا


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:18 PM
قلبي الذي كان مثل الزهرِ ريّانا
ما بالُهُ صارَ بعد الحُبِّ ظمآنا

يُلَملِمُ النبضَ في جنبَيّ مُنكسِراً
حيناً، وينبِضُ بالأشواقِ أحيانا

لا الليلُ يُطفئُ ما يطويهِ مِن ألمٍ
ولا الصباحُ يداوي فيهِ تِحنانا

أوّاهُ كم باتت الأشواقُ توجِعُني
ما أعذبَ الحبّ لولا أنهُ هانا

شُكراً لمن أشعلوا في القلبِ حُبّهُمُ
وقدّموهُ إلى النسيانِ قُربانا

وأيقظوا فيه نبضاً صادقاً ونَسُواْ
أنّ الذي يحمِلُ الإحساسَ إنسانا

سألتكُم بالذي أوهى مشاعِرَكُم
ردّوا إليّ هدوئي للذي كانا


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:19 PM
أتحزَنُ والسعادةُ عند ربي
ستَهطِلُ بعدَ أحزانٍ ثقيلة

أتجزَعُ والبشائِرُ قادِماتٌ
لِتَشفي الجرحَ والروحَ العليلة

أتظمأُ والغديرُ هناكَ باقٍ!
غدًا يجري لِتَشربَ سلسبيله!

غداً يأتي الصباحُ بكُل شوقٍ
ودِفءٍ خلفَ نِسمَتهِ العليلة

وروحكَ سوفَ تحتضِنُ الأماني
وإن كانت تراها مُستحيلة!

فقُل لفؤادكَ الموجوعِ صبراً
فخلفَ الصبرِ أشياءٌ جميلة


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:20 PM
مالي أرى اليأسَ في عَينَيكَ مُرتسِما
وقلبُكَ الغضُّ بالأحزانِ قد وُسِما

إن كُنتَ تشكو من الدنيا وقَسْوَتِها
فمَن تُراهُ مِن الأكدارِ قد سَلِما؟!

ما دامَ عَيشُكَ في أَمْنٍ وعافيةٍ
لم يبقَ في العُمرِ ما يُخشى وإن عظُما

يا حاملَ الهمّ لا تَحزُنْكَ عاصِفةٌ
هبّتْ على قلبكَ الموجوعِ فانهدَما

سيَبعَثُ اللهُ مِن آفاقِ رحمَتهِ
لُطفاً يُرمّمُ في جَنْبَيكَ ما هُدِما

طمئن فؤادكَ فالأقدارُ حانِيَةٌ
وفي الحياةِ سرورٌ يعقُبُ الألَما

وفي السماءِ هدايا الغيبِ دانيةٌ
يوماً ستأتيكَ بالبُشرى لِتبتسِما


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:20 PM
يا ربّ جئتُكَ خاضعًا متوسّلًا
فالدمعُ فاضَ من العيونِ وما انتهى

فأنا الذي قصّرتُ عُمريَ كُلّهُ
وأتيتُ بابكَ دامِعًا متأوِّها

أمّــاهُ يا ربي تئِــنٌّ توجُّـعًا
فمواجعُ الأقدارِ فاقتْ حِملها

خوفي عليها ربِّ قد بلغَ المدى
إنْ لم تكُن أنتَ المغيثُ فمن لها؟

فاكتب لها من فيضِ رحمتك التي
تجلو وتكشفُ يا إلهي ما بِها

سُؤلي وكلّ توسّلي يا خالقي
أن ترفع البلوى وتحفظ قلبها


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:21 PM
ماكُنتُ مِمّن يمنحونَ قلوبَهم
للعابرينَ بِلَهفةٍ وتذلُّلِ

لكنّني استسْلَمتُ حينَ عرَفتُهُ
فمنَحتُهُ في القلبِ أعمقَ منزلِ

فكأنّ سحرَ الليلِ من أسراراهِ
ولوجههِ نورٌ كصُبحٍ مُقبلِ

واللهِ ما طابَ المعيشُ بدونهِ
تبلى الحياةُ ونبضُ قلبي ما بلِي

فمِن السعادةِ أنّه في داخلي
بُستانُ أزهارٍ يُثيرُ تغزُّلي

ومِن الجنونِ بأنني أحببتُهُ
حُباً يفوقُ تصوّري وتخيُّلي

سأصونُهُ مادامَ قلبي نابضاً
وأقولُ ياربّ السماءِ احفظهُ لي


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:22 PM
يا نفسُ عودي للحياةِ وأمّلي
فالخيرُ آتٍ في الصباحِ المُقبلِ

لا تجزعي مما أصابكِ وارفعي
للهِ في الآفاقِ كفّ مُؤَمِّلِ

وتوشّحي ثوبَ السعادةِ والرضا
وتلحّفي بالصبرِ كي لا تذبُلي

فلَعَلَّ أوجاعَ السنينِ ستنْتَهِي
وعَسى الأَسى يوماً يزولُ وينْجَلِي

فاللهُ باللُّطف الخفِيّ يُجيرُنا
ويُبدّلُ الأحزانَ بالفرحِ الجَلي

سُبحانهُ وسِعَ الخلائقَ فضلُهُ
حاشاهُ تُعجِزُهُ إجابةُ سائلِ

فترقّبي غيمَ السماءِ وأبشري
وإذا تأخّرت الغيومُ تفاءلي


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:22 PM
قلبي مع الأصحاب أمسى مُنهكا
لكنني ما كُنتُ يوماً تارِكا

إن مسّهُم حُزنٌ بكَيْتُ لأجلهم
أو حلّت البُشرى أتيْتُ مُبارِكا

يتبدّلونَ ولم أزل رغمَ الأسى
بعُرى المودّة بيننا مُسْتمْسِكا

أخشى عليّ من الأذى لكنني
مازِلتُ رغم أذاهُمُ مُتماسِكا

في كل يومٍ صرتُ ألقى منهمُ
غدراً، فتغرَقُ ذكرياتي في البُكا

عاملتهُم بسجيّتي فطَوَيْتُ في
جنبيّ قلباً صارَ ينبضُ مُنهَكا

ذنبي بأنّي مُسرِفٌ في طيبتي
والطيّبونَ على الدوامِ كذلكَ

حسبي صفاءُ سريرتي ونقاؤها
وإليكَ ياربّ السماءِ المُشتكى


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:23 PM
رفَعتُ في شاطئ الآمالِ أشرعتي
وحُسنُ ظني بربّ الناسِ بوصلتي

مَضيْتُ في رحلةِ الأيامِ مُبتسماً
وكانت الغيمةُ البيضاءُ مؤنِسَتي

وقلتُ ياخالقي أنتَ الأمانُ فكم
أمّنْتَني بشعورٍ فاقَ أخْيِلتي

لطالما سُدّتِ الأبوابُ أزمِنةً
كأنّ أقفالها تهوى مُعانَقتي

فكان فضلُكَ يأتيني ويغمُرني
يرُدّ لي بسمةً ماتتْ على شفتي

رغمَ الذي حلّ مِن دمعٍ ومِن ألمٍ
تبقى فضائل ربي بين أوردتي

عسى الذي حقّقَ الرؤيا ليوسفهِ
يُريحُ قلبيَ في تحقيق أمنِيتي


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:23 PM
إنّ القلوبَ وإن طالَ البِعادُ بها
يوماً ستُرجِعُها الذكرى لماضيها

تعودُ في لهفةٍ والشوقُ يغمُرُها
ولوعَةُ الحُبّ تسري في مآقيها

رِفقاً بها لا تلوموها على زمَنٍ

مضَى بآلامهِ، فالّلومُ يؤذيها

لولا الوفاءُ وحُسنُ الظنّ ما رجَعَتْ
عطشى تحِنّ لمن يحنو ويرويها

ماقيمةُ الحُبّ إلّا في مُسامَحةٍ
تشفي القلوبَ وتُحيي كلّ مافيها


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:24 PM
وأقسى ما على الإنسانِ صَحبٌ
أضاعوا الودّ لما استُودِعُوهُ

شعورٌ طالما أبكى وأدمى
قلوباً، واسألوا مَن جرّبوهُ

إذا ما المرءُ منا عاشَ صَفْواً
أتَوْهُ، وإن تكدّرَ أهملُوهُ

وهل تُرجى الصداقةُ عندَ قومٍ
إذا وقعَ الصديقُ تجنّبُوهُ

إنِ الأصحابُ باعوا الودّ فينا
وساموهُ العذابَ وضيّعوهُ

فلا أسَفٌ ولا عتَبٌ عليهم
فعندَ الضيقِ تنكشِفُ الوُجوهُ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:25 PM
لعَمري كم صبَرنا واحتمَلْنا
شتاءَ العُمرِ ننتظرُ الربيعا

فلا بردُ الشتاءِ مضى سريعًا
ولا وردُ الربيعِ أتى مُطيعا

فصِرنا كالطيورِ نطيرُ خوفاً
ونلتحِفُ الفضا نخشى الوقوعا

وبِتْنا نكتمُ الأوجاع فينا
ونحبسُ في مآقينا الدموعا

وليسَ لنا سوى صبرٍ جميلٍ
يداوي الروحَ والنبضَ الوجيعا

إذا ما الحبُّ في الأعماقِ عانى
مِن الإهمالِ أوشكَ أن يضيعا

فإن ضِعنا وضاعَ الحبّ منّا
فلن نرضى مردًّا أو رجوعا


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:25 PM
أقولُ لمن باعَ الودادَ وضيّعهْ
وشيّعهُ بعدَ الصفاءِ وودّعه

سمِعتَ من الواشي فصدّقتَ قولَهُ
وعاقبْتَني بظنونكَ المُتسرّعة

وليسَ على الدنيا أضلُّ من الذي
يُعيرُ إلى الواشي خُطاهُ ومسمعَه

فليتكَ لم تسمع لقولِ وشايةٍ
أتَتْكَ بألوانِ الظنونِ مُشبّعة

ولكنّها الأطباعُ عادت لأصلِها
وكم صاحبٍ طبعُ اللئامةِ أرجعَه!

تراهُ لطيفًا طيّبَ القلبِ باسمًا
ولكنّ سوءَ الطبعِ يسكنُ أضلُعه

فشُكرًا لأقدارِ السماءِ ولُطفها
فقد أظهرتْ لي كلّ خِبٍ وإمّعة


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:26 PM
قالوا أبَالُكَ مشغولٌ فقلتُ لهُم:
وكيفَ يهدأُ لي بالٌ وقد رحلوا

كُلُّ التفاصيلِ مازالتْ بِذاكرتي
فالشوقُ في داخلي ماعادَ يُحتمَلُ

مُذّ خلفوني وحيدَ الروح بعدهُمُ
والعينُ تبكي ونبضُ القلبِ مُشتعِلُ

غابوا ولكنني ما زلتُ أحفظُهم
أحبّةً ليس في قلبي لهم بدلُ

أنا المُحِبُّ الذي بالعهدِ ملتزمٌ
أنا الوفيُّ لهم حتى وإن رحلوا..!


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:26 PM
قلوب الفاقدين تئِنُّ شوقًا
تكادُ لفرطِ ما تلقى تذوبُ

فلا صبرٌ يُخفّفُ ما تُلاقي
ولا هيَ عن مدامِعها تتوبُ

ولا النسيانُ يُنسيها وأنّى
ستنسى مَن يُغيّبُهُ الغروبُ

لها الرحمنُ يمنحُها شفاءً
إذا عزّ المُعالجُ والطبيبُ

لها الأملُ القريبُ بيومِ لُقيا
ولو في الحُلمِ علّ بهِ تطيبُ

فإن عزّ اللقا في الأرض يومًا
فعند اللهِ تجتمعُ القلوبُ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:27 PM
وسألتُها عمّا يُكدّرُ صفْوَها
فبَكتْ وفاضتْ بالأسى عيناها

إنّي لأحزنُ إن شَعَرتُ بحُزنها
كيف احتمالي إن رأيتُ بُكاها؟!

قبّلْتُها ومسَحتُ دمعةَ عينها
علّي أُبدّد حُزنها وأسَاها

قالت وأدُمُعُها تسابقُ صوتها
إنّ الذي خلقَ القلوب كفاها

دعني فماءُ العينِ يروي أضلُعي
إن جفّ فيها عِطرُها ونَداها

بعضُ البكا إن حلّ بعدَ مَواجعٍ
رَحِم القلوبَ من الأسى وشفاها


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:28 PM
لا تملأُ الأحزانُ في الدُّنيا سِوَى
قلبٍ يعيشُ مِن التفاؤل مُعدَما

كم عثْرةٍ كتَبَتْ نهايةَ طامحٍ
فقدَ السعادة بعدها وتحطَّما

كم ضلّ قلبٌ بالقنوطِ طريقهُ
كم عاشَ في الدنيا أُناسٌ كالدّمى!

عجزوا عن الأحلام وهي يسيرةٌ
والعجزُ كلّ العجزِ ألّا نحلُما

فانفض غبار اليأسِ عنك فرُبما
يومًا ستحتضِنُ السما والأنجُما

إن كُنتَ لا ترضى لروحك مَوتَها
فلتسقِها كي لا تموتَ مِن الظما

واصعد بها نحو السماء وقُل لها
ما جِئتُ للدنيا لكي أستَسلِما


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:28 PM
كُلّ المشاعرِ في الحنايا مُرهَقةْ
ونِهايةُ الآمالِ صارتْ مُحرِقة

ذاكَ الذي أسكنْـتُهُ في خاطري
وحلَفْتُ بالرحمنِ ألّا أُعتِقهْ

ورفعتُهُ فوقَ السما وسكَبْتُ في
عينيهِ حُبًا كالغيومِ المُغدِقة

ووهبتهُ ثِقةً يعِزُّ مثيلُها
ويلاهُ قد خانَ الفؤادَ ومزّقهْ

لم أبكِ مِن أسَفي عليه وإنما
أبكي على القلبِ الذي قد صدّقهْ

واليوم أوصِدُ باب قلبي عازمًا
أنّ الدروبَ إليهِ تبقى مُغلقة

مهما تكسّرَ كل شيءٍ بيننا
يومًا سيُجبرُ كسْرُهُ، إلاّ الثقةْ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:29 PM
ربّاهُ إني قد أتيتك دامِعًا

مُستغفِراً حتى نهاياتِ السَفَرْ

هيهات أن تُمحى الخطايا بالدموعْ

إن لم تجُد بالعفوِ يا ربّ البشرْ

وأنا الذي لا زاد لي إلا الخضوعْ

ودعاءُ أمي في السحَرْ

فاجعل طريقي بالسكينةِ عامراً

واغفر لقلبٍ ذاقَ مُرّ البُعدَ عنكَ

وتاهَ في دربِ الشقاوةِ وانكسرْ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:29 PM
أحيا وأحلمُ بالصباحِ الآتي
شوقاً إلى لقياكِ بعدَ شتاتي

أنا مُذ عرفتُكِ والحياةُ بناظري
كحديقةٍ غنّاءَ في الجنّاتِ

كالليلِ يمنحُني هدوئكِ راحةً
وسكينةً حتى أُطيلَ صلاتي

كالسحرِ يأسرُني جمالُكِ كلما
ألقاكِ طيفاً في جميعِ جهاتي

لو تكشفينَ عن الذي في داخلي
لعرَفتِ أنكِ قِطعةٌ مِن ذاتي

أوَمَا سمِعتِ النبضَ يرقصُ داخلي!
هاتي يدَيكِ تحسّسي نبَضاتي

تلقَيْنَها نغَماً يتوقُ ليرتمي
في مَسمَعيْكِ بلَهفةِ القُبلاتِ

إنّ الجنونَ بأن نذوبَ محبّةً
هاتي مزيداً مِن جنونكِ هاتي

لا عُمرَ عندي كي يُقسّمَ في الهوى
فالحُبُّ أنتِ، وأنتِ كلّ حياتي


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:30 PM
وقل للنفسِ إنْ فقدَتْ رجاها
وصارَ اليأسُ يوهِنُها قواها

ثقي باللهِ، كم خافتْ نفوسٌ
مِن الدنيا وخالقُها كفاها

وكم باتتْ قلوبٌ ترتجيهِ
يُخفّف ما تُلاقي مِن أساها

فجاءَ الغيثُ من ربٍ كريمٍ
بإحسانٍ وجودٍ لا يُضاهى

وألبسها لباسًا من سرورٍ
كأنّ السّعد لم يعرف سواها

ستغمُرُنا السحائِب عن قريبٍ
بِبُشرى لا يُحاطُ بمنتهاها

فعاقبةُ البلاءِ إلى زوالٍ
عن الدنيا، إذا بلغت مداها


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:30 PM
إن ضاقَ قلبُك لا تُظهِر سريرتهُ
وكُن على نبضهِ الموجوعِ مؤتمَنا

فالبَوحُ راحةُ يومٍ ثُـمّ تتبعُهُ
مَلامَةٌ وشعـورٌ واهـنٌ وعـنا

كم دَمعةٍ أرخَصَتْ مِن قَدرِ صاحبها
كم مرّةٍ باحَ فيها القلبُ فامتُهِنا

فلتَرْعَ للنفسِ في الدنيا كرامَتها
كي لا تَرى دمعها يجري هُنا وهُنا

واكتم شعورك فالأيامُ مُوجِعَةٌ
وأنت وحدكَ مَن قد يدفعُ الثمنا


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:31 PM
تفاءل وانسَ همّكَ يا رفيقي
ففي الآمالِ مُتّسعٌ لنبقى

خُلِقنا كي نرى الدّنيا جمالاً
ولم نُخلقْ لكي نأسى ونشقى

فربّكَ حينَ يأذنُ بالعطايا
سيُرسِلها إليكَ تُساقُ سَوقا

فكم مِن ظامئٍ عانى زماناً
أتاهُ الغيثُ مِن ربي ليُسقى

وكم حجبَ الأسى أحلامَ قلبٍ
فصارَت صورةُ الأحلامِ أنقى

لَئِن أفنَيْتَ عُمركَ في عناءٍ
فثِق أنّ الهناء بما تبقّى ️


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:31 PM
يا عالمَ السرّ همّي أنتَ تعرفهُ
وأنتَ تعلمُ ما في القلبِ أُخفِيهِ

قد حطّمَ اليأسُ آمالي وبعثرَها
وبدّدَ الصمتُ في صدري أمانيهِ

ما كنتُ أشكو إلى الأحبابِ خافِيَتي
فلَن يخفّفَ شَكْوي ما ألاقيهِ!

رفعتُ شكوايَ للآفاقِ في أملٍ
إن ماتَ قلبي فربُّ الكَونِ يُحييهِ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:32 PM
يا من لها الأشواقُ تسري في دمي
هل تسمعين توجّعي وندائي؟

مازال يؤنسني خيالكِ كُلّما
فاضت بيَ الذكرى وطال عنائي

لا تحسبي أني نسيتكِ لحظةً
ولتسألي وجدي وطول بكائي

واللهِ ما لهجَ اللسانُ بدعوةٍ
إلا ذكرتُكِ في حروف دعائي

أرجوهُ والقلبُ المتيّمُ موقنٌ
أن الذي أدعوهُ فوقَ رجائي

علّ الذي زرعَ التنائيَ بيننا
يوماً يُطيّبُ خاطري بلقاءِ

فإذا قضى الرحمنُ ألّا نلتقي
فلتكتبي قلبي مع الشهداءِ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:32 PM
الروحُ ظمأى والفؤادُ عليلُ
والليلُ مِن بعدِ الغيابِ طويلُ

أينَ الذي زرعَ الأمانَ بداخلي
فالخوفُ في عُمقِ الفؤادِ نزيلُ

يا ليتهُ يحنو ولو برسالةٍ
علّ المخاوفَ تنجلي وتزولُ

لا تعذلوني إنّ قلبيَ مولعٌ
وعلى الوفاءِ بطبعهِ مجبولُ

سأكذّبُ الأوهامَ رغمَ جنونِها
وبلائها، فلَعلّهُ مشغـولُ

وأُصَبّرُ الشوقَ العنيد بداخلي
حتى يعودَ، وعذرُهُ مقبولُ



د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:32 PM
وأحملُ في جنبيّ ما لا أُطيقهُ
فدقّاتُ قلبي بالمواجعِ تُمزجُ

ومن لي سوى ربي ألوذُ ببابهِ
إذا لم يكُن لي من هموميَ مَخرجُ

لئِن ظُنّ لي عندَ الخلائقِ حاجةٌ
فإنّي إلى ربّ الخلائقِ أحوجُ

سيلطفُ بي يومًا ويفرجُ كُربةً
ظنَنتُ لِضَعفي أنّها لا تُفرجُ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:33 PM
سألتُ رفيقي لماذا أراكَ
تسيرُ وحيدا بِوَجهٍ حزينْ؟

كزهرٍ ترنّح فوق الروابي
يُقاسي الرياحَ وبردَ السنينْ

فقال همومٌ تُحاصِرُ قلبي
فكيفَ الخلاصُ وقلبي سجينْ؟!

همَستُ إليهِ: سيُرضيكَ ربي
فكن يا رفيقي مِن الصابرينْ

سيمضي الأسى وتزولُ الهموم
ويرحلُ عنكَ المساءُ الحزينْ

ففوقَ السماءِ إِلهٌ كريمٌ
يجيبُ الدعاءَ ولو بعد حينْ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:33 PM
وغابَ الصدقُ عنّا فانتهينا
كأنّ الصدقَ في الدنيا حرامُ

تناءينا فماتَ الوصلُ حُزناً
ويا قلبي على اللُقيا السلامُ

فوا أسفي على من كان يوماً
صديقاً، ثمّ ضيّعَهُ الزحامُ

كظِلٍ في النهارِ أراهُ قُربي
ويهجُرني إذا حلّ الظلامُ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:34 PM
ياغائبين وفي الأعماقِ منزلكُم
مازالَ يملأُ قلبي باللقا أملُ

لا تحسبوا البُعدَ أنساني مودّتكم
فحبلُ وِدّيَ باقٍ ليسَ ينفصلُ

ها قد أتى العيدُ والأشواق تأسِرُني
متى يحينُ اللقا والعينُ تكتحلُ

فالعيدُ يزدادُ حُسناً بعدَ رؤيتكم
فتبهَجُ الروحُ والأيامُ تحتفِلُ

إن باعدَتْنا ظروفٌ فوقَ طاقتِنا
فإنّ أرواحنا بالحُبّ تتّصلُ

لن يُوحِشَ اللهُ قلبي رغمَ لهفتهِ
لأنكم في دعائي حين أبتهلُ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:35 PM
وعيدٌ أتى راقِـصًا باسِـمَا
لأُهديكِ حُبًا بحجمِ السما

وأهفو إليكِ لأقطِفَ وردًا
ندِيًّا على وَجنَتيْكِ ارتمى

ففِي كُل عيدٍ تزيدِينَ قُربًا
لقلبي، وتزدادُ روحي ظما

فأحلمُ أنّا نطيرُ سويًا
نعانِقُ في أُفْقِنا الأنجُما

ونرقصُ فوق الربى والتلالِ
كمُغرمةٍ راقصـتْ مُغرما

دعيني أعيشُ بحُلمي قليلًا
فبعضُ السعادةِ أن نَحلُما


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:35 PM
وما على الأرضِ قَلبٌ طيبٌ كأبي
حنانهُ صيّبٌ والعطفُ مِدرارُ

يبيتُ في ضيقةٍ إن مسّني ألمٌ
كأَنّما أُشعِلَت في قَلبه النارُ

فيرفعُ الكفّ للرحمنِ مُبتهلاً
حتى أنامَ وما في الروحِ أكدارُ

مازال قلبُ أبي بالعطفِ يغمُرُني
كأنهُ البحرُ والباقون أنهارُ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:36 PM
لمحتُ طيفكِ خلفَ أستارِ السحَر
وكأنهُ قمرٌ من الخجَلِ استتَر

والشوقُ في جنبيَّ رعدٌ بارقٌ
هزّ الفؤادَ ففاضَ عِشقاً وانهمرْ

فتلاقت الأرواحُ بعد شتاتِها
وحنَا علينا العُمرُ وابتسمَ القدَر

وضَمَمْتُ حُبكِ في السماءِ كأنني
تلكَ الغيومُ وأنتِ زخّاتُ المطرْ


د . ماجد عبدالله

الحمدان
07-23-2024, 02:36 PM
وقتَلْتَ قلبي حينما آذيتني
وطعنتني يا ظالمي في الخاصِرة

أورثْتَني وجَعاً وجَرحاً غائراً
وسقَيْتني مُرّ الحياة الغادِرة

لو كان ذنبُكَ عابراً لغفرتُهُ
وسترتُهُ حتى أنالَ الآخرة

لكنّ ظُلماً يستثيرُ مواجعي
ومدامعي، ماكنتُ يوماً غافِرَهْ

صَعبٌ على قلبي يُسامحُ ظالماً
فالظلمُ يبقى غائراً في الذاكرة

سأبُثّ للرحمنِ كل مواجعي
وأُحيلُ مَظلمتي ليومِ الآخرة


د . ماجد عبدالله
السعودية

الحمدان
07-23-2024, 04:27 PM
أبن لي إن سئلت أبا عطاء
يقيناً كيف علمك بالمعاني

خبيرٌ عالمٌ فأسأل تجدني
بها طبا وآيات المثاني

فما اسم حديدةٍ في رأس رمح
دوين الكعب ليست بالسنان

هو الزر الذي إن بات ضيفاً
بصدرك لم تزل لك عولتان

فما صفراء تدعى أم عوف
كأن رجيلتيها منجلان

أردت زرادة وازن زنا
بأنك ما أردت سوى لساني

أتعرف مسجداً لبني تميم
فويق الميل دون بني أبان

بنو سيطان دون بني أبان
كقرب أبيك من عبد المدان


ابو عطاء السندي

الحمدان
07-23-2024, 04:28 PM
أعوزتني الرواة يا ابن سليم
وأبي إن يقيم شعري لساني

وغلا بالذي أجمجم صدري
وشكاني من عجمتي شيطاني

وعدتني العيون أن كان لوني
حالكاً مظلماً من الألوان

وضربت الأمور ظهراً لبطن
كيف احتال حيلة لبياني

فتمنيت أنني كنت بالشعر
فصيحاً وبان بعض بناني

ثم أصبحت قد أنخت ركابي
عند رحب الفناء والأعطان

فإلى من سواك يا ابن سليم
أشتكي كربتي وما قد عناني

فاكفني ما يضيق عنه ذراعي
بفصيح من صالحي الغلمان

يفهم الناس ما أقول من الشعر
فإن البيان قد أعياني

ثم خذني بالشكر يا ابن سليم
حيث كانت داري في البلدان

سترى فيهم قصائد غرا
فيك سباقة بكل لسان


ابو عطاء السندي

الحمدان
07-23-2024, 04:29 PM
إذا المرء لم يطلب معاشاً لنفسه
شكا الفقر أولام الصديق فأكثرا

وصار على الأدنين كلّاً وأوشكت
صلات ذوي القربى له أن تنكرا

فسر في بلاد اللَه والتمس الغنى
تعشى ذا يسارٍ أو تموت فتعذرا

وما طالب الحاجات في كل وجهةٍ
من الناس إلا من أجد وشمرا

ولا ترض من عيشٍ بدون ولا تنم
وكيف ينام الليل من كان معمرا


ابو عطاء السندي

الحمدان
07-23-2024, 04:29 PM
إذا ما كنتَ متَّخِذاً خليلا
فلا تِثقَنْ بكلِّ أخي إخاءِ

وإن خُيِّرت بينهمُ فأَلصِقْ
بأهل العقلِ منهم والحياءِ

فإنّ العقلَ ليس له إذا ما
تفاضلت الفضائلُ من كِفاءِ

وإنّ النُّوك للأحساب داءٌ
وأهونُ دائِه داءُ العَياء

ومن تَرَك العواقبَ مهمَلاتٍ
فأيسر سَعيه سعيُ العَنَاءِ

فلا تثِقنّ بالنَّوكى لشيءٍ
وإن كانوا بني ماءِ السماءِ

فليسوا قابِلِي أدبٍ فَدَعْهُمْ
وكن من ذاك منقطِعَ الرّجاءِ


ابو عطاء السندي

الحمدان
07-23-2024, 04:30 PM
قصائد حكتهن ليوم فخر
رجعن إلي صفراً خاليات

رجعن وما أفان علي شيئاً
سوى إني وعدت الترهات

أقام على الفرات يزيد حولاً
فقال الناس أيهما الفراتي

فيا عجباً لبحرٍ بات يسقي
جميع الخلق لم يبلل لهاتي


ابو عطاء السندي

الحمدان
07-23-2024, 04:30 PM
أتيتك لا من قربة هي بيننا
ولا نعمة قدمتها أستثيبها

ولكن مع الراجين أن كنت مورداً
إليه بغاة الدين تهفو قلوبها

أغثني بسجل من نداك يكفني
وقاك الردى مرد الرجال وشيبها

تسمى ابن عبد اللَه حرّاً لوصفه
وتلك العلا يعنى بها من يعيبها


ابو عطاء السندي

الحمدان
07-23-2024, 04:31 PM
كسيت ولم أكفر من اللَه نعمة
سواداً إلى لوني ودنا ملهوجا

وبايعت كرهاً بيعةً بعد بيعةٍ
مبهرجةً إن كان أمر مبهرجا


ابو عطاء السندي

الحمدان
07-23-2024, 04:32 PM
أما أبوك فعين الجود تعرفه
وأنت أشبه خلق اللَه بالجود

لولا يزيد ولولا قبله عمر
ألقت إليك معد بالمقاليد

ما ينبت العود إلا في أرومته
ولا يكون الجنى إلا من العود


ابو عطاء السندي
العصر العباسي

الحمدان
07-23-2024, 04:32 PM
وقفنا وقد شطت بأحبابنا النوى
على الدار نبكيها سقى ربعها المزن

وزادت دموع الواكفين برسمها
فلو أرسلت سفن بها جرت السفن

ولم يق صبر يستعان على النوى
به بعد توديع الخليط ولا جفن

سألنا الصبا لما رأينا غرامنا
يزيد بسكان الحمى والهوى يدنو

أفيك لحمل الشوق يا ريح موضع
فقد ضعفت عن حمل أشواقنا البدن


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:33 PM
يا ساكني البلد الحرام اعندكم
حل دم العشاق غير حرام

قالوا أمالك في جميلٍ أسوةٌ
والعامري وعروة بن حزام

لما شكوت صدى إلى برد اللمى
وتيقنوا أني اليه ظامي

قالوا عليك بماء زمزم قلت ما
في ماء زمزم ما يبل أوامي

قالوا فقد حظر العفاف وروده
والصون بعد وملة الإسلام


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:33 PM
إن غرامي يا أبا مسلم
الى غريمي في الهوى مسلمي

فلا تسل يوم النوى عن دمٍ
سال من الأجفان كالعندم

حتى بدت لي من منى ظبية
ما بين شعب الخيف والمأزم

أعرتها طرف خلى من ال
وجد فغارت واستحلت دمي

فقلت والأجفان منهلة
من سقم في جفنها مسقمي

الله يا ظبية خيفي مني
في محرمٍ لولاك لم يحرم

وإنما حج ليلقاك في
جملة من يلقاك في الموسم

أبحت ما حرمه الله من
قتل حنيف ناسكٍ محرم

ردي عليه قلبه تؤجري
ولا تسبيحي دمه تأثمي

لا تقتليه فله معشر
ما الدهر من بأسهم محتمي


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:34 PM
كم لا تزال تسائل الأطلالا
يصل الغدو وقوفك الاصالا

رحلوا وفي الأحداج غزلان النقا
متكنسين أكلةً وحجالا

من كل ذات لمى شهيٍّ باردٍ
يروي الصوادي رائقاً سلسالا

طرقت فنم الحلى في وسواسه
بمزارها معطارة مكسالا

وتضوع النادي بفائح طيبها
نشراً فقال رقيبنا ما قالا

لما سرت وهنا وخافت كاشحاً
جرت على آثارها أذيالا

حسناء لو عرضت لأشمط راهبٍ
هجر الأنيس وبت منه حبالا

لصبا وفارق ديره وتغيرت
أحواله لجمالها أحوالا

علقتها من قبل طرح تمائمي
عني وأقسم حبها لا زالا

بتنا وأثواب العفاف تضمنا
تشكو وأشكو في الهوى الأهوالا

وجعلت أذكرها ليالي وصلنا
وأقول لو رفعت بقولي بالا

أنسيت موقفنا بجو سويقةٍ
متفيئين به الغضا والضالا

أيام لا أخشى من البيض الدمى
لي الديون ولا أخاف مطالا


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:34 PM
بان الخليط فأدمعي
وجداً عليهم تستهل

وحدا بهم حادي الفرا
ق عن المنازل فاستقلوا

قل للذين ترحلوا
عن ناظري والقلب حلوا

ودمي بلا جرمٍ أتيت
غداة بينهم استحلوا

ما ضرهم لو أنهلوا
من ماء وصلهم وعلوا


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:35 PM
سقى الله قبراً حل فيه ابن حنبلٍ
من الغيث وسمياً على إثره ولي

على أن دمعي فيه روى عظامه
إذا فاض مالم يبل منها وما بلي

فلله رب الناس مذهب أحمدٍ
فإن عليه ما حييت معولي

دعوه لخلق الذكر لما دعو له
سواه فلم يسمع ولم يتأول

ولا رده ضرب السياط وسجنه
عن السنة الغراء والمذهب الجلي

ولما يزدهم والسياط تنوشه
فشلت يمين الضارب المتبتل

على قوله القران وليشهد الورى
كلامك يا رب الورى كيفما تلي

فمن مبلغ أصحابه أنني به
أفاخر أهل العلم في كل محفل

والقى به الزهاد كل مطلق
من الخوف دنياه طلاق التبتل

مناقبه إن لم تكن عالماً بها
فكشاً طروس القوم عنهن واسأل

لقد عاش في الدنيا حميداً موفقا
وصار الى الأخرى الى خير منزل

وإني لراجٍ أن يكون شفيع من
تولاه من شيخٍ ومن متكهل

ومن حدثٍ قد نور الله قلبه
إذا سألوا عن أصله قال حنبلي


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:35 PM
أفق من غرامك أو لا تفق
فإن الخليط غداً منطلق

واطفيء بدمعك نار الحشا
إن اسطعت أو خلها تحترق

وخذ عن أخيك حديث الهوى
فقد ذاق منه الذي لم تذق

وإن كنت تنكر فعل الغرام
بالعاشقين فسل من عشق

وقائلةٍ وغراب النوى
بفرقة ما بيننا قد نعق

تزود ولو قبلةً قبل أن
ينم بنا دمعك المنهرق

وخذ هنة البين قبل الفراق
فرهنك في حينا قد غلق

وساروا وقد حصروا باخلين
على الجفن بعدهم ينطلق

فما ضر حاديهم لا سقاه
على ضماء عارض لو رفق

وقد كنت أقنع من وصلهم
بطيف الخيال إذا ما طرق

وإن كان في ضحك العارضين
بالشيب لي زاجر لا يعق


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:36 PM
الأهل لمن أضناه حبك إفراق
وهل للديغ البين عندك درياق

وهل لأسيرٍ سامه قتل نفسه
هواك وقد زمت ركابك إطلاق

ايا جارة الحي الذين ترحلوا
فللعيس وخد بالحمول وإعناق

الما تخافي الله في قتل عاشقٍ
هجرته حتى في الكرى وهو مشتاق

فقالت وروعات النوى تستحثها
ودمع مآقيها على النحر مهراق

هو البين فالبس جنة الصبر أو فمت
بداء الهوى قد مات قبلك عشاق


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:36 PM
وحق تبسم يوم التلاقي
لتشتيت شمل ليالي الفراق

ووصل حبال الهوى بيننا
على ألفةٍ حسنت واتفاق

وحرمة موقفنا نجتلي
بدوراً منزهة عن محاق

ونسحب من صوننا والعفاف
أردية بين تلك الحداق

لقد ضقت ذرعاً بلوم العذول
فيا ليتهم نفسوا من خناقي

أحن لتجد متى أنجدوا
على أن داري قصور العراق

فمن مخبر عني الظاعنين
بالأمس إني على العهد باق

وإني إذا استبق العاشقون
إلى غاية فزت يوم السباق


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:37 PM
قل للذين بجهلهم
أضحوا يعيبون المحابر

والحاملين لها من الأ
يدي بمجتمع الأساور

لولا المحابر والمقا
لم والصحائف والدفاتر

والحافظون شريعة ال
بعوث من خير العشائر

والناقلون حديثه
عن كابرٍ ثبت فكابر

لرأيت من شيع الضلال
عساكراً تتلو عساكر

كل يقول بجهله
والله للمظلوم ناصر

سميتهم أهل الحديث أولى
النهى وأولي البصائر

حشوية فعليكم
لعن يزيركم المقابر

هم حشو جنات النعي
م على الأسرة والمنابر

رفقاء أحمد كلهم
عن حوضه ريان صادر


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:37 PM
طرقت والظلام قد مد سترا
تتخطى إلي سهلا ووعرا

والكرى قد سقى سلافته السم
ار صرفا فطرح القوم سكرا

كتمت خشية الرقيب خطاها
فوشي الطيب بالمليحة نشرا

هتكت برقع العتاب وثنت
منه نظما يذكر الغرام ونثرا

ثم قالت وقد جلت غرة رد
ت باضوائها دجى الليل فجرا

أيها المدعي هوانا وأنا
قد سلبنا كراه صدا وهجرا

أترى ما قرأت أخبار مجنو
ن بني عامرٍ وعروة عفرا

وجميلٍ وقيس لبني وخلق
من بني عذرة يزيدون كثرا

تدعي حبنا بغير شهود
قلت هذي الدموع تشهد قطرا.
واستهلت مدامعي فرثت لي
غذ رأتني حرمت في الحب صبرا

وسقتني من ريقها العذب كأساً
كانت الشد لذةً والخمرا


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:38 PM
لحى الله يوم البين كم دم عاشقٍ
أراقوا به لا يطلبون بثاره

وعاذلة أضحت تلوم على الهوى
أخا لوعةٍ لما يفق من خماره

واغيد في جيش من الحسن أفتدى
لماه وعينيه وخط عذاره

حكى الظبي ظبي الرمل جيداً ومقلة
فيا ليته لم يحكه في نفاره


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:38 PM
لله در عصابةٍ
يسعون في طلب الفوائد

يدعون أصحاب الحديث
بهم تجملت المشاهد

طوراً تراهم بالصعيد
وتارة في ثغر آمد

يتبعون من العلوم
بكل أرضٍ كل شارد

وهم النجوم المهتدى
بهم الى سبل المقاصد


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:39 PM
ومترف كالماء رقة جسمه
والقلب منه قساوة كالجلمد

حكمته في حبه ومدامعي
يشهدن لي في حبه بتفردي

ثم الوشاة إليه أني زاهدٌ
فيه وغرهم كبير تجلدي

فجعلت أقسم بالنبي وآله
والمسجد الأقصى ورب المسجد

إني على ما سنه شرع الهوى
في العاشقين وسل دموعي تشهد

فأبى قبول معاذري أفديه من
صرف الحوادث فهو أكرم من فدي


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:39 PM
قضت وطرا من أرض نجدٍ وأمت
عقيق الحمى مرخى لها في الأزمة

وخبرها الرواد أن بحاجر
حيا نورت منه الرياض فحنت

ولاح لها برق من الغور موهناً
كشعلة نارٍ للطوارق شبت

فمدت له الأعناق عند وميضه
تراقص في أرسانها واستمرت

وغنى لها الحادي فأذكرها الغضا
وأيامها فيه وأيام وجرة

وقد شركتني في الحنين ركائبي
فردت عليها رنة بعد رنة

أقول لركبٍ مخمسين تطوحوا
وعز بهم ماء رد وا ماء عبرتي

ألا ليت شعري هل تعود رواجعاً
ليالي الصبا من بعد ما قد تولت


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:39 PM
مصارع أبناء الهوى كل عاشقٍ
رماه الهوى عن قوسه فأصابنا

رثى لهمو من خاف يلقى الذي لقوا
فألف في ما قد لقوه كتابا

وجمع من أخبارهم في هواهم
أحاديث مثل الروض جيد سحابا


السراج البغدادي

الحمدان
07-23-2024, 04:40 PM
كم دمٍ للعشاق أهريق بالهج
ر الى ركن كعبةٍ غراءِ

ودماء العشاق مطلولة لي
س لها فاعلموه من أولياء

سل بمجنون عامرٍ وأخي عذرة
ما كان منه مع عفراء

وجميلٍ وقيس لبني وغيلان
وخلق ٍ يفوتهم إحصائي


السراج البغدادي
العصر العباسي

الحمدان
07-23-2024, 04:41 PM
إِنّي طَرِبتُ إِلى شَمسٍ إِذا طَلَعَت
كانَت مَشارِقُها جَوفَ المَقاصيرِ

شَمسٌ مُمَثَّلَةٌ في خَلقِ جارِيَةٍ
كَأَنَّما كَشحُها طَيُّ الطَواميرِ

لَيسَت مِنَ الإِنسِ إِلّا في مُناسَبَةٍ
وَلا مِنَ الجِنِّ إِلا في التَصاويرِ

فالجِسمُ مِن لُؤلُؤٍ وَالشَعرُ مِن ظُلَمٍ
وَالنَشرُ مِن مِسكَةٍ وَالوَجهُ مِن نورِ

إِنَّ الجَمالَ حَبا فَوزاً بِخِلعَتِهِ
حَذواً بِحَذوٍ وَأَصفاها بِتَحويرِ

كَأَنَّها حينَ تَمشي في وَصائِفِها
تَخطو عَلى البَيضِ أَو خُضرِ القَواريرِ

أُنبِئتُها صَرَخَت لَمّا رَأَت أَسَداً
في خاتَمٍ صَوَّروهُ أَيَّ تَصويرِ

يا صاحِبَيَّ إِلى رُؤيايَ فَاِستَمِعا
إِنّي رَأَيتُ لَدى ضَوءِ التَباشيرِ

كَأَنَّ فَوزاً تُعاطيني عَلى فَرَسٍ
إِكليلَ رَيحانِ فَغوٍ كَالدَنانيرِ

الحَمدُ لِلَّهِ هَذا إِنَّها جَعَلَت
في راحَتي أَمرَها يا حُسنَ تَعبيري

إِنّي لَمُنتَظِرٌ رُؤيايَ ذا أَمَلٍ
وَالحُكمُ يَأتي بِتَقديمٍ وَتَأخيرِ

طوبى لِعَينٍ رَأَت فَوزاً إِذا اِغتَمَضَت
وَقَرَّتِ العَينُ مِنها كُلَّ تَقريرِ

لا تَهجُريني عَلى مَا بي بِعَيشِكُمُ
إِنّي لَتَرحَمُ نَفسي كُلَّ مَهجورِ

إِنّي أَراني وَإِخواني قَدِ اِجتَمعوا
في مَجلِسٍ بِأَعالي الكَرخِ مَحضورِ

بَكَيتُ مِن طَرَبٍ عِندَ السَماعِ كَما
يَبكي أَخو غُصَصٍ مِن حُسنِ تَذكيرِ

وَصاحِبُ العِشقِ يَبكي عِندَ سَكرَتِهِ
إِذا تَجاوَبَ صَوتُ البَمِّ وَالزيرِ

يا فَوزُ لَولاكِ لَم أَنفَكَّ مِن طَرَبٍ
آوي إِلى آنِساتٍ كَالدُمى حورِ

يا فَوزُ أَهلُكِ لاموني فَقُلتُ لَهُم
أَدّوا فُؤادي أَدَعكُم غَيرَ مَزجورِ

اللَهُ يَعلَمُ أَنّي ناصِحٌ لَكُمُ
جُهدي وَلكِنَّ سَعيي غَيرُ مَشكورِ

لا يُبعِدِ اللَهُ غَيري حينَ قُدتُ لَكُم
نَفسي وَبِعتُكُمُ صَفوي بِتَكديري

يا أَهلَ فَوزٍ أَما لي عِندَكُم فَرَجٌ
وَيلي وَلا راحَةٌ مِن طولِ تَعزيري

يا أَهلَ فَوزَ اِدفِنوني بَينَ دُورِكُمُ
نَفسي الفِداءُ لِتِلكَ الدور مِن دورِ

ظَلّوا يَحُثّونَ نَفساً وَهيَ جامِحَةٌ
حَتّى إِذا يَئِسوا قالوا لَها سيري


العباس بن الأحنف

الحمدان
07-23-2024, 04:41 PM
يا مُوقِدَ النارِ بِالهِندِيِّ وَالغارِ
هَيَّجتَ لي حَزَناً يا مُوقِدَ النارِ

بَينَ الرُصافَةِ وَالمَيدانِ أَرقُبُها
شُبَّت لِغانِيَةٍ بَيضاءَ مِعطارِ

هاجَت لِيَ الرِيحُ مِنها نَفخَ رائِحَةٍ
أَحيَت عِظامي وَهاجَت طولَ تِذكاري

يا فَوزُ أَنتِ الَّتي جَشَّمتِني رَقَصاً
يَبري المَهاري بِتَرحالٍ وَتَسيارِ

غِبتُم وَغِبنا فَلَمّا كانَ أَوبُكُمُ
أُبنا فَنَحنُ وَأَنتُم رَهنُ أَسفارِ

وَما أَرى اِثنَينِ حَالَ الناسُ بَينَهُما
مِثلي وَمِثلَكِ في جَهدٍ وَإِضرارِ

تَشكو الفِرَاقَ وَيَشكوهُ وَما اِجتَمَعا
يَوماً وَلا اِفتَرَقا إِلاّ بِمِقدارِ

وَما يُرى في وِصالِ اِثنَينِ قَد شُغِفا
ما لَم يَميلا إِلى الفَحشاءِ مِن عارِ

إِذا تَعَمَّدتُكُم جاوَزتُ بابَكُمُ
كَي لا تَكونُوا لإِقبالي وَإِدباري

أُخَبِّرُ الناسَ أَنّي قَد سَلَوتُكُمُ
وَاللَهُ يَعلَمُ ما مَكنونُ إِضمارِ

ما تَطعَمُ النَومَ عَيني مِن تَذَكُّرِكُم
فَما أَنامُ إِذا ما نامَ سُمّاري

أَخلُو إِذا هَجَعَ النُوّامُ كُلُهُمُ
فَما أُسامِرُ إِلاّ عامِرَ الدارِ

لِكُلِّ جَفنٍ عَلى خَدّي عَلى حِدَةٍ
طَريقَةٌ دَمعُها مُستَوكِفٌ جارِ

أَستَمطِرُ العَينَ لا تَفنى مَدامِعُها
كَأَنَّ يَنبوعَ بَحرٍ بَينَ أَشفاري

لَيتَ المُهَذَّبَ عَبدَاللَهُ خالِصَتي
وَمَن لَدَيهِ مِنَ الإِخوانِ حُضّاري

مِنهُم حُمَيدٌ وَداودٌ وَصاحِبُهُ
وَالأَخنَسِيُّ وَبِشرٌ وَاِبنُ سَيّارِ

قَومٌ هُمُ خَندَقُوا لي في قُلوبِهِمُ
عَلى الحُصونِ فَأَخلَوهَا لِأَسراري

مَن كانَ لَم يَرَ مَشغوفاً بَراهُ هَوىً
فَليَأتِني يَرَ نِضواً عَظمُهُ عارِ

يَنسَلُّ عَنّي قَمِيصي مِن ضَنى جَسَدي
وَلَو شَدَدتُ عَلى الجِلبابِ أَزراري

ما يَنقَضي عَجَبي مِن جَهلِ حاسِدَةٍ
كانَت بِذي الأَثلِ مِن خِدني وَأَنصاري

سَمَّت وَليدَتَها فَوزاً مُغايَظَةً
عَذَرتُ لَو لَطَمَتني ذاتُ إِسوارِ

وَما يَزالُ نِساءٌ مِن قَرابَتِها
مِن كُلِّ ناحِيَةٍ يَهتِكَنَ أَستاري

وَقَد صَبَرتُ عَلى قَومٍ مُنيتُ بِهم
وَما تَكَلَّمتُ إِلّا بَعدَ إِعذارِ

أَنا وَعَمُّكِ مِثلُ المُهرِ يَمنَعُهُ
مِن قوتِهِ مَربِضُ المُستَأسِدِ الضاري

لَو كُنتَ يا عَمَّها حَرّانَ سَرَّكَ أَن
تَحيا بِإِظماءِ إيرادٍ وَإِصدارِ

فَما أَخو سَفَرٍ في البيد مُرتَهَنٍ
قَد كانَ في رُفَقٍ شَتّى لِأَمصارِ

أَخطا الطَريقَ وَأَفنى الزادَ وَاِنقَطَعَت
عَنهُ المَناهِلُ في تَيهاءِ مِقفارِ

يَدعو بِصَوتِ شَجِيٍّ لا أَنيسَ لَهُ
قَد غابَ عَنهُ أَنيسُ الأَهلِ وَالجارِ

لَو جُرِّعَ الماءَ لَاِستَطفَاهُ مَوقِعُهُ
مِنَ الحَشى مِن لَظىً فيهِ وَتَسعارِ

حَتّى أَتى الماءَ بَعدَ اليَأسِ تُحرِزُهُ
رَبداءُ مَكسُوَّةٌ أَطواقَ أَحجارِ

لَمّا تَبَيَّنَ أَن لا دَلوَ حاضِرَةٌ
وَلا رِشاءٌ وَلا عَهدٌ لِآثارِ

دَلّى عِمامَتَهُ حَتّى إِذا اِنقَشَعَت
غَمامَةٌ الماءِ عَن عَذبٍ وَمَوّارِ

أَهوى يُقَلِّبُها في الماءِ مُغتَبِطاً
يَكُرُّها فيهِ طَوراً بَعدَ أَطوارِ

حَتّى إِذا هُوَ رَوّاها وَأَخرَجَها
وَقالَ قَد نِلتُ يُسراً بَعدَ إِعسارِ

وَجَرَّها صَوَّبَت في البِئرِ راجِعَةً
وَاِستَقبَلَت نَفسُهُ الدُنيا بِإِكشارِ

يَوماً بِأَجهَدَ مِنّي حينَ تَمنَعُني
لِغَيرِ جُرمٍ لُباناتي وَأَوطاري


العباس بن الأحنف

الحمدان
07-23-2024, 04:42 PM
قَبولُكُمُ وُدّي مِن اللَهِ نِعمَةٌ
تَتِمُّ إِذا كافأتُمُ الودَّ بالودِّ

وَلَو أَنَّكُم لَم تَقبَلوا الوُدَّ لَم يَزَل
مَصوناً لَكُم حَتّى أُغَيَّبَ في لَحدي


العباس بن الأحنف

الحمدان
07-23-2024, 04:42 PM
وَحَدَّثتَني يا سَعدُ عَنها فَزِدتَني
جُنوناً فَزِدني مِن حَديثِكَ يا سَعدُ

وَما زِلتُ في حُبّي ظُلَيمَةَ صادِقاً
أَهيمُ بِها ما فَوقَ وَجدي بِها وَجدُ

هَواها هَوىً لَم يَعلَمِ القَلبُ غَيرَهُ
فَلَيسَ لَهُ قَبلٌ وَلَيسَ لَهُ بَعدُ


العباس بن الأحنف
العصر العباسي

الحمدان
07-23-2024, 04:45 PM
يا رب هذي الأمنيات رفعتها
هي يعض ما في خاطري مكنون

أودعتها عند الذي إن قال كن
للشيء فهو بأمره سيكون

وبرئت من حولي إليك وقدرتي
فامنن علي وأنت نعم معين

يا رب فارحم ضعفنا وتولنا
فيك الرجاء وعز فيك يقين

......

الحمدان
07-23-2024, 04:46 PM
إقرَأ سَلامي عَلى مَن لا أُسَمّيهِ
‏وَمَن بِروحي مِنَ الأَسواءِ أَفديهِ

وَمَن أُعَرِّضُ عَنهُ حينَ أَذكُرُهُ
‏فَإِن ذَكَرتُ سِواهُ كُنتُ أَعنيهِ

أَشِر بِذِكرِيَ في ضِمنِ الحَديثِ لَهُ
‏إِنَّ الإِشارَةَ في مَعنايَ تَكفيهِ

‏وَاِسأَلهُ إِن كانَ يُرضيهِ ضَنى جَسَدي
‏فَحَبَّذا كُلَّ شَيءٍ كانَ يُرضيهِ

......

الحمدان
07-23-2024, 04:48 PM
‏آتيتَ موسى سؤالاً كانَ يطلبهُ
آتِ الفُؤادَ إلٰهي ما تمنَّاهُ

ولستُ موسى ، وما عندي عصاهُ ولا
أوتيتُ معجزةً .. لكنّكَ اللهُ

......

الحمدان
07-23-2024, 04:49 PM
‏أَيا نَفسَ مَن نَفسي إِليهِ مَشوقَةٌ
وَمَن قَد بَرى جِسمي هَواهُ وَما شَعَر

وَمَن هُوَ مَحجوبٌ كَلِفتُ بِحُبِّهِ
صَحيحٌ مَريضُ المُقلَتَينِ إِذا نَظَر

وَما لِيَّ مِن حُبّي لَها غَيرَ أَنَّني
إِذا ذُكِرَت يَرتاحُ قَلبي وَيَستَقِرّ



العباس بن الأحنف

الحمدان
07-23-2024, 04:50 PM
‏تَعَرَّفْتُ أَمْراً سَاءَنِي ثُمَّ سَرَّنِي
وَفِي صِحَّةِ الأَيَّامِ لاَ بُدَّ مِنْ مَرَضْ

تَعَمَّدَكَ الْمَحْبُوبُ بِالذَّاتِ بَعْدَمَا
جَرَى ضِدُّهُ وَاللهُ يَكْفِيهِ بالعَرَضْ

......

الحمدان
07-23-2024, 04:51 PM
ما حيلتي والعينُ أرهقها الهُيام؟
‏تلوذُ في حضنِ النعاسِ وتنزوي

‏لعلها في النومِ يُسقيها المنَامُ
‏من نبعِ وصلكَ شيئًا حتى تَرتوي

......

الحمدان
07-23-2024, 06:29 PM
أبا جعفرٍ إنّ الولاية إن تكن
مُنبِّلَةً قوماً فأنت لها نبْلُ

فلا ترتفع عنّا لشيء وليتَهُ
كما لم يُصغّشر عندنا شأنك العزْلُ

أتحجْبُني وقد أذِنْتَ بحضرتي
لقوم ولي فيما أتيتُ لَهُ الفَضْلُ

سآتيك غَبّاً إن أتيتك بعدها
وإِلاّ فهجرٌ جَرَّهُ بيننا الوَصْلُ


ابو علي البصيري

الحمدان
07-23-2024, 06:30 PM
تعَلَّمْ إن شَرّ المال مالٌ
تُدافعُ عنه بالعِلَلِ الحقوقا

فلا تُسلم صديقكَ عند أمرٍ
دعاكَ لَهُ يُكابدُ منه ضيقا

فإنّك واجدٌ أبَداً عَدُواً
ولستَ بواجدٍ أبداً صديقا


ابو علي البصيري

الحمدان
07-23-2024, 06:30 PM
دولةٌ تُرغمُ الحسود وإن
كان نُهوضي فيها بِجدِّ عَثُورِ

فلعمري لئن خَصَصَت بمعروفِكَ
دوني من ليس لي بنظيرِ

وتجاوزتَ مَوْضِع الرأي
في تقديمه وفي تأخيري

إنَّ وُدِّي للوُدِّ لا تقدح الأيامُ
فيه والدهرُ ذو تغييرِ

رُبَّ عُذْرٍ بسطتُهُ لك فيما
لستَ فيه لديَّ بالمعذور

وخبيرٍ بالحال عندك لَبَّسْتُ
عليه فعادَ غَير خبيرِ

أتقاضاك بالمراقبة العُقْبى
وأرجو بالصبر عُقْبى الصَّبُورِ

ليتَ شعري أبالحقيقة علَّقْتُ
حبال الرجاء أم بالغرور


ابو علي البصيري

الحمدان
07-23-2024, 06:31 PM
أبلغ أبا العيناء أنْ لاقيته
قولاً يكون لدائهِ حسما

نبئت أنك في المغيب تسبني
وإذا التقينا كنت لي سلما

فتروم هجري جاهداً ونقيصتي
سفهاً أراه بادياً حلما

لا تغتنم لحمي فليس بأكلة
واعلم بأنك واجدٌ لحما

إني أُعيذك أن تكون رميّةً
لسهام رامِ إن رمى أصمى

أتكون في القومِ الذين تأخَّروا
عن حظهم أم في الذين تقدّموا

لا تقعدنَّ تلوم نفسك حين لا
يجدي عليك تلوُّمٌ وتندُّمُ

أضحتْ قفاراً سرَّ من راما بها
إلا لمنقطع به متلوّمُ

تبكي بظاهر وحشةٍ وكأنها
إن لم تكن تبكي بعينٍ تَسجُمُ

كانت تظلّم كلَّ أرض مرَّة
منهم فصارت بعدهن تظلم

رحل الإمام فأصبحت وكأنها
عرصات مكة حين يمضي الموسم

وكأنما تلك الشوارعُ بعض ما
أجلت أيادُ من البلاد وجُرهم

كانت معاداًُ للعيون فأصبحت
عظةً ومعتبراً لمن يتوسم

كأنَّ مسجدها المشيدَ بناؤه
ربعٌ أحال ومنزلٌ مترسّم

وإذا مررتَ بسوقها لم تُثنَ عن
سَنَنِ الطريق ولم تجد من يزحم

وترى الذَّراري والنساءَ كأنهم
خلفٌ أقام وغاب عنه القيِّم

فارحل إلى الأرض التي يحتلّها
خير البريّة أنَّ ذاك الأحزم

وانزل مجاوره بأكرم منزل
وتيمّمَ الأرضَ التي يتيمم

أرض تسالم صيفُهما وشتاؤها
وألذَّ برد نسيهما المتنسم

وصفت مشاربها وراق هواؤها
والتذَّ برد نسيمها المتنسم

سهلية جبلية لا تحتوي
حرَّاً ولا قرّاً ولا تستوخم


ابو علي البصيري

الحمدان
07-23-2024, 06:32 PM
لنا كلَّ يوم نَوْبة قد نَنوبُها
وليس لنا رزقٌ ولا عندنا فضلُ

فقل لسعيدِ أسعد اللهُ جدَّه
لقد رثَّ حتى كاد ينصرم الحبلُ

وكن عندما نرجوه منك فإننا
جميعاً لما أوليت من حسن أهل

ولا تعتذر بالشغل عنها فإنما
تُناطُ بك الآمال ما اتصل الشغل

ولا ترتفعْ عنا بشيء وليته
كما لم يُصغِّرْ عندنا شأنّك العَزْل


ابو علي البصيري

الحمدان
07-23-2024, 06:32 PM
رائداتُ الهوى سلبنَ فؤادي
فتبدّلت قَرْحةً باغتباط

ملكتْ نظرتي فصار فؤادي
غُرض كفّ لشادن قبَّاط

فتنتْه طوعاً إليه ومدَّت
منه كفُّ الهوى لشدّ رباطِ

أهيفٌ أو طَفٌ أغرُّ غريرٌ
مازجٌ لي سقامه باختلاطِ

لا وصولٌ ولا هجُورٌ ولكنْ
ذو انقباض وتارة ذو انبساطِ

ربما قلت وصلُه ليس عنه
مَدْفَعٌ من قِليّ فيحيا نشاطي

فأنا الدهرَ في رجاء ويأسٍ
من حبيبي وفي رضاً أو سخاطِ

فإذا رمْتُه فلمسُ الثّريَّا
دونه أو لقاؤه في الصّراط

وكساني هواه من خِلَعِ
السُقم رياطاً فانحلتني رياطي


ابو علي البصيري

الحمدان
07-23-2024, 06:33 PM
قد أتينا للوعدِ صدرَ النَهارِ
فدُفعنا من دون باب الدار

وسمعنا من غير قصد لأن نس
معَ صوتَ الغناء والأوتار

فأحطنا لكل ما غاب من شأ
نكَ عنَّا خُبْراً بلا استخبار

فإذا أنت قد وصلتَ صَبوحاً
بغبوقٍ ودُلجةً بابتكار

وإذا نحن لا تخاطبنا الغل
مانُ إلاّ بالجحدِ والإنكار

فانصرفنا وطالما قد تلقونا
بأُنس منهم وباستبشار

ذاك إذ كان مرَّةً لك فينا
وطرٌ فانقضى من الأوطار

حين كُنا المقدَّمين على الناس
وكنَّا الشِّعار دون الدثار

كم تأنيتُ وانتظرتُ فأفنيتُ
تأنَّى كلَّه وانتظاري

فعليك السلام كنا من الأهل
فصرنا كسائر الزُّوّار


ابو علي البصيري

الحمدان
07-23-2024, 06:33 PM
جزى الله عني آل خاقانَ إنهم
أطالوا لساني بالثناء وبالشكر

هم استعتبوا لي الدهرَ والدهرُ ساخطٌ
فأعتبني بالكره منه وبالصعر

وهمْ نوّهوا باسمي ومدّوا إلى العلى
يديَّ وأحيوا كلّ ما مات من ذكري

وهم عرَّفوني قدر نفسي وعظّموا
بأحسابهم ما صغّر الناسُ من أمري

كفاني عبيد الله لا زال كافياً
به الله همّاً كان ضاق به صدري

كفاني ولم استكفه متبرعاً
فتىً غير ممنوع العطاء ولا نزر

فتى لا يريد المال إلاّ لبذله
ولا يتلقى صفحة الحق بالغدر


ابو علي البصيري

الحمدان
07-23-2024, 06:34 PM
لواني بما وعد البحتريُّ
وما كان يلوي إذا ما وعَدْ

ولكنه قارَعَ النائبات
فأفنى التلاد وحلَّ العقدْ

وما زال يصبر صبرَ الكرامِ
في الحقِ في المال حتى نفدْ

ويعصي العواذل حتى أطاع
ويُسرف في البذل حتى اقتصد

وقد يرحل العَوْد بعد الكلالِ
ويحمد من بعد ما قيل قدْ


ابو علي البصيري

الحمدان
07-23-2024, 06:34 PM
سَمِعْنَا بأشعار الملوك فكلُّها
إذا عَضَّ مَتْنيهِ الثِّقافُ تَأَوَّدا

سوى ما رأينا لامرئ القيس أننا
نراه متى لم يًَشْعُر الفتحُ أوحدا

أقامَ زماناً يَسمعُ القولَ صامتاً
ونحسبه إن رام أكْدى وأصلدا

فلما امتطاه راكباً ذلَّ صعبُهُ
وسارَ فأضحى قد أغار وأنجدا


ابو علي البصيري

الحمدان
07-23-2024, 06:35 PM
وُصِفَ الصدُّ لمن أهوى فصدْ
وبدا يَمْزَح بالهجرِ فجدْ

مالهُ يعدل عني وجهَهُ
وهو لا يعدِلُهُ عندي أَحَدْ

لا تريدوا غرَّةَ الفضل ومن
يطلب الغِرَّة في خِيس الأسدْ

مَلِكٌ نَدْفعُ ما نخشى به
وبه نُصلِحُ منَّا ما فَسَدْ

يُنجزُ الناسُ إذا ما وَعَدوا
وإذا ما أنجَزَ الفضلُ وَعَدْ


ابو علي البصيري

الحمدان
07-23-2024, 06:35 PM
قلت لأهلي وراموا أن أميرهمُ
بماء وجهي فلم أفعلْ ولم أكدِ

لا تجمعوا أنْ تهينوني وأكرمكم
ولا تمدُّوا إلى نيل اللئام يدي

تبلغوا وادفعوا الحاجات ما اندفَعتْ
ولا يكن همكم في يومكم لغدِ

فربَّ ملتمسٍ ما ليس يُدركه
ومدرك ما تمنَّى غير مجتهدِ


ابو علي البصيري

الحمدان
07-23-2024, 06:36 PM
أبلغْ خليلي أبا بكر مغلغلةً
إنْ وافقتْ منه إصغاء وانصاتا

ما بال أسماعكم عن دعوتي وقرتْ
وقد دعوتكم جمعاً وأشتاتا

كأنني يوم أدعوكم لنائبةٍ
أدعو لها من بطون الأرض أمواتا

لا تحسبوا سرمداً أمري وأمركم
فإن للعسر والإيسار ميقاتا


ابو علي البصيري

الحمدان
07-23-2024, 06:36 PM
غناؤكِ عندي يُميت الطَرَبْ
وضربُك بالعود يُحيي الكُرَبْ

ولم أرَ قبلكِ من قَيْنةٍ
تُغنِّي فأحسَبُها تنتحبْ

ولا شاهدَ الناسُ أنسيّةً
سواك لها بَدَنٌ من خشبْ

ووَجْهٌ رقيبٌ على نفسه
يُنفِّرُ عنه عيونَ الرّيب

فكيف تصُدِّين عن عاشق
يَوَدُّكِ لو كان كلباً كَلبْ

ولو مازجَ النارَ في حَرِّها
حديثُكَ أخْمَد منها اللَّهب


ابو علي البصيري