مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
08-01-2024, 12:41 PM
وَأَعوَجَ مِن آلِ الصَريحِ كَأَنَّهُ
بِذي الشَثِّ سيدٌ آخِرَ اللَيل جائِعُ
بَغى كَسبَهُ أَطرافَ لَيلٍ كَأَنَّهُ
وَلَيسَ بِهِ ظَلعٌ مِنَ الخَمصِ ظالِعُ
فَلَمّا أَباهُ الرِزقُ مِن كُلِّ وِجهَةٍ
جُنوبَ المَلا وَأَيأَسَتهُ المَطالِعُ
طَوى نَفسَهُ طَيَّ الحَريرِ كَأَنَّهُ
حَوى حَيَّةِ في رَبوَةٍ وَهوَ جائِعٌ
فَلَمّا أَصابَت مَتنَهُ الشَمسُ حَكَّهُ
بِأَعصَلَ في جُذمورِهِ السُمًّ ناقِعُ
وَقامَ فَأَقعى قاعِداً يُقسِمُ المُنى
رَجاءَ وَمَطّى صُلبَهُ وَهوَ قابِعُ
وَفَكَّكَ لِحيَيهِ فَلَمّا تَعادَيا
صَأى ثُمَّ وَلّى وَالبِلادُ بلاقِعُ
وَهَمَّ بِأَمرٍ ثُمَّ أَزمَعَ غَيرَهُ
وَإِن ضاقَ رِزقٌ مَرَّةً فَهوَ واسِعُ
وَعارَضَ أَطرافَ الصَبا فَكَأَنَّهُ
حُبابُ غَديرٍ هَزَّهُ الريحُ راجِعُ
ابن عنقاء الفزاري
الحمدان
08-01-2024, 12:41 PM
رَآني عَلى ما بي عُمَيلَةُ فَاِشتَكى
إِلى مالِهِ حالي أَسَرَّ كَما جَهَر
دَعاني فَآساني وَلَو ضَنَّ لَم أَلُم
عَلى حينَ لابَدو يُرَجّى وَلا حَضَر
فَقُلتُ لَهُ خَيراً وَأَثنَيتُ فِعلَهُ
وَأَوفاكَ ما أَبلَيتَ مَن ذَمَّ أَو شَكَر
وَلَمّا رَأى المَجدَ اِستُعيرَت ثِيابُهُ
تَرَدّى رِداءَ سابِغَ الذَيلِ وَأتَزَر
غُلامٌ رَماهُ اللَهُ بِالخَيرِ مُقبِلاً
لَهُ سيمِياء لا تَشُقُّ عَلى البَصَر
كَأَنَّ الثُرَيّا عُلِّقَت فَوقَ نَحرِهِ
وَفي أَنفِهِ الشِعرى وَفي خَدِّهِ القَمَر
إِذا قيلَتِ العَوراءُ أَغضى كَأَنَّهُ
ذَليلٌ بِلا ذُلٍّ وَلَو شاءَ لَاِنتَصَر
ابن عنقاء الفزاري
الحمدان
08-01-2024, 12:41 PM
فَإِمّا تَرَيني واحِداً بادَ أَهلُهُ
تَوارَثُهُ مِل أَقرَبينَ الأَباعِدُ
فَإِنَّ تَميماً قَبلَ أَن يَلدَ الحَصى
أَقامَ زَماناً وَهوَ في الناسِ واحِدُ
ابن عنقاء الفزاري
الحمدان
08-01-2024, 03:55 PM
تَطاوَلَ لَيلي بِهَمٍّ وَصِب
وَدَمعٍ كَسَحِّ السِقاءِ السَرِب
لِلعبِ قُصَيٍّ بِأَحلامِها
وَهَل يَرجِعُ الحلمُ بَعدَ اللَعِب
وَنَفيِ قُصَيٍّ بَني هاشِمٍ
كَنَفيِ الطُهاةِ لطافَ الخَشَب
وَقَولٍ لِأَحمَدَ أَنتَ اِمرُؤٌ
خَلوفُ الحَديثِ ضَعيفُ السَبَب
وَإِن كانَ أَحمَدُ قَد جاءَهُم
بِحَقٍّ وَلَم يَأتِهِم بِالكَذِب
عَلى أَنَّ إِخوانَنا وازَروا
بَني هاشِمٍ وَبَني المُطَّلِب
هُما أَخَوانِ كَعَظمِ اليَمين
أَمرّا عَلَينا بِعقدِ الكَرب
فَيالَ قُصَيٍّ أَلَم تُخبَروا
بِما حَلَّ مِن شُؤونٍ في العَرَب
فَلا تُمسِكُنَّ بِأَيديكُمُ
بُعَيدَ الأُنوفِ بعَجبِ الذَنَب
وَرُمتُم بِأَحمَدَ ما رُمتُمُ
عَلى الأَصَراتِ وَقُربِ النَسَب
إِلامَ إِلامَ تَلاقَيتُمُ
بِأَمر مُزاجٍ وَحِلمٍ عَزَب
زَعَمتُم بِأَنَّكُمُ جيرَةٌ
وَأَنَّكُمُ إِخوَةٌ في النَسَب
فَكَيفَ تُعادونَ أَبناءَهُ
وَأَهلَ الدِيانَةِ بَيتَ الحَسَب
فَإِنّا وَمَن حَجَّ مِن راكِبٍ
وَكَعبَة مَكَّةَ ذاتِ الحُجُب
تَنالونَ أَحمَدَ أَو تَصطَلوا
ظُباةَ الرِماحِ وَحَدَّ القُضُب
وَتَعتَرِفوا بَينَ أَبياتِكُم
صُدورَ العَوالي وَخَيلاً عُصب
إِذِ الخَيلُ تَمزَعُ في جَريِها
بِسَيرِ العَنيقِ وَحَثِّ الخَبَب
تَراهُنَّ مِن بَينِ ضافي السَبيبِ
قَصيرَ الحِزامِ طَويلَ اللَبَب
وَجَرداءَ كَالظَبي سَيموحَةٍ
طَواها النَقائِعُ بَعدَ الحَلَب
عَلَيها كِرامُ بَني هاشِمٍ
هُمُ الأَنجَبونَ مَعَ المُنتَخَب
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 03:56 PM
أَيا أَخَوَينا عَبدَ شَمسٍ وَنَوفَلا
أُعيذُكُما أَن تَبعَثا بَينَنا حَربا
فَلَولا اِتّقاءُ اللَهِ لا شَيءَ غَيرهُ
لَأَصبَحتُمُ لا تمنَعونَ لَكُم سِربا
وَما إِن جَنَينا في قُرَيشٍ عَظيمَةً
سِوى أَن مَنَعَنا خَيرَ مَن وَطِئ التُربا
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 03:56 PM
ألا لَيتَ شِعري كَيفَ في النَأيِ جَعفَرٌ
وَعَمرٌو وَأَعداءُ النَبِيِّ الأَقارِبُ
فَهَل نالَ أَفعال النَجاشيِّ جَعفَراً
وَأَصحابَهُ أَو عاقَ ذَلِكَ شاغِبُ
تَعَلَّم أَبَيتَ اللَعنَ أَنَّكَ ماجِدٌ
كَريمٌ فَلا يَشقى لَدَيكَ المُجانِبُ
تَعلَّم بِأَنَّ اللَهَ زادَكَ بَسطَةً
وَأفعالَ خَيرٍ كُلُّها بِكَ لازِبُ
وَأَنَّكَ فَيضٌ ذو سِجالٍ غَزيرَةٍ
يَنالُ الأَعادي نَفعَها وَالأَقارِبُ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 03:56 PM
وَما كُنتُ أَخشى أَن يُرى الذُلُّ فيكمُ
بَني عَبدِ شَمسٍ جيرَتي وَالأَقارِبِ
جَميعاً فَلا زالَت عَليكُم عَظيمَةٌ
تَعُمُّ وَتَدعو أَهلَها بِالجَباجِبِ
أَراكُم جَميعاً خاذِلينَ فَذاهِبٌ
عَنِ النَصرِ مِنّا أَو غَوٍ مُتَجانِبِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 03:57 PM
إِنَّ عَلِيّاً وَجَعفَراً ثِقَتي
عِندَ اِحتِدامِ الأُمورِ وَالكُرَبِ
أَراهُما عُرضَةَ اللِقاءِ إِذا
سامَيتُ أَو أَنتَمي إِلى حَسَبِ
لا تَخذُلا وَاِنصُرا اِبنَ عَمِّكُما
أَخي لِأُمّي مِن بَينِهِم وَأَبي
وَاللَهِ لا أَخذُلُ النَبِيَّ وَلا
يَخذُلهُ مِن بَنِيَّ ذو حَسَبِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 03:57 PM
يَقولون لي دع نَصرَ مَن جاءَ بِالهُدى
وَغالِب لَنا غِلابَ كُلِّ مُغالِبِ
وَسَلِّم إِلَينا أَحمَداً وَاِكفَلَن لَنا
بُنيّاً وَلا تَحفل بِقَولِ المُعاتِبِ
فَقُلتُ لَهُم اللَهُ رَبّي وَناصِري
عَلى كُلِّ باغٍ مِن لُؤَيِّ بنِ غالِبِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 03:57 PM
إِصبِرَن يا بُنَيَّ فَالصَبرُ أَحجى
كُلُّ حَيٍّ مَصيرُهُ لِشَعوبِ
قَد بَلِيَ الصَبرُ وَالبَلاءُ شَديدٌ
لِفِداءِ الحَبيبِ وَاِبنِ الحَبيبِ
النَبِيِّ الأَغَرِّ ذي الحَسَبِ الثا
قِبِ وَالباعِ وَالكَريمِ النَجيبِ
إِن تُصِبكَ المَنونُ فَالنَبلُ تَتَرى
فَمُصيبٌ مِنها وَغَيرُ مُصيبِ
كُلُّ حَيٍّ وَإِن تَمَلّى بِعُمرٍ
آخِذٌ مِن مَذاقِها بِنَصيبِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 03:58 PM
أَلا مَن لِهَمٍّ آخِرَ اللَيلِ مُنصِبِ
وَشِعبِ العَصا مِن قَومِكِ المُتَشَعِّبِ
وَجَربى أَراها مِن لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ
مَتى ما تُزاحِمُها الصَحيحَةُ لجربِ
إِذا قائِمٌ في القَومِ قامَ بِخُطَّةٍ
أَقاموا جَميعاً ثُمَّ صاحوا وَأَجلَبوا
وَما ذَنبُ مَن يَدعو إِلى اللَهِ وَحدَهُ
وَدين قَديم أَهلُهُ غَيرُ خُيَّبِ
وَما ظُلمُ مَن يَدعو إِلى البِرِّ وَالتُقى
وَرَأب الثَأيِ في يَومِ لا حينَ مَشعَبِ
وَقَد جرِّبوا فيما مَضى غِبَّ أَمرِهِم
وَما عالمٌ أَمراً كَمَن لَم يُجَرِّبِ
وَقَد كانَ في أَمرِ الصَحيفَةِ عِبرَةٌ
أَتاكَ بِها مِن عائِبٍ مُتَعَصِّبِ
محا اللَهُ مِنها كُفرَهُم وَعُقوقَهُم
وَما نَقَموا مِن صادِقِ القَولِ مُنجِبِ
فَأَصبَحَ ما قالوا مِنَ الأَمرِ باطِلاً
وَمَن يَختَلِق ما لَيسَ بِالحَقِّ يَكذِبِ
فَأَمسى اِبنُ عَبدِ اللَهِ فينا مصَدّقاً
عَلى ساخِطٍ مِن قَومِنا غَيرِ مُعتَبِ
فَلا تَحسبونا خاذِلينَ مُحَمَّداً
لِذي غُربَةٍ مِنّا وَلا مُتَقَرِّبِ
سَتَمنَعُهُ مِنّا يَدٌ هاشِمِيَّةٌ
مُرَكَّبُها في المَجدِ خَيرُ مُرَكَّبِ
وَيَنصُرُهُ اللَهُ الَّذي هُوَ رَبُّهُ
بِأَهلِ العُقَيرِ أَو بِسُكّانِ يَثرِبِ
فَلا وَالَّذي يَخدي لَهُ كُلّ مُرتَمٍ
طَليحٍ بِجَنبَي نَخلَةٍ فَالمُحَصَّبِ
يَميناً صَدَقنا اللَهَ فيها وَلَم نَكُن
لِنَحلِفَ بُطلاً بِالعَتيقِ المُحَجَّبِ
نُفارِقُهُ حَتّى نُصَرَّعَ حَولَهُ
وَما بالُ تَكذيبِ النَبِيِّ المُقَرَّبِ
فَيا قَومَنا لا تَظلِمونا فَإِنَّنا
مَتى ما نَخَف ظُلمَ العَشيرَةِ نَغضَبِ
وَكُفّوا إِلَيكُم مِن فُضولِ حلومِكُم
وَلا تَذهَبوا مِن رَأيِكُم كُلَّ مَذهَبِ
وَلا تَبدَؤونا بِالظُلامَةِ وَالأَذى
فَنَجزيكُمو ضِعفاً مَعَ الأُمِّ وَالأَبِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 03:58 PM
أَلا أَبلِغا عَنّي عَلى ذاتِ بَينِنا
لُؤَيّاً وَخُصّا مِن لُؤَيٍّ بَني كَعبِ
أَلَم تَعلَموا أَنّا وَجَدنا مُحَمَّداً
نَبيّاً كَموسى خُطَّ في أَوَّلِ الكُتبِ
وَأَنَّ عَلَيهِ في العِبادِ مَحَبَّةً
وَلا خَيرَ مِمَّن خَصَّهُ اللَهُ بِالحُبِّ
وَأَنَّ الَّذي أَلصَقتُمُ مِن كِتابِكُم
لَكُم كائِنٍ نَحساً كَراغِيَةِ السَقبِ
أَفِيقوا أَفِيقوا قَبلَ يُحفَرَ الثَرى
وَيُصبِح مَن لَم يَجنِ ذَنباً كَذي الذَنبِ
وَلا تَتبَعوا أَمرَ الوُشاةِ وَتَقطَعوا
أَواصِرَنا بَعدَ المَوَدَّةِ وَالقُربِ
وَتَستَجلِبوا حَرباً عَواناً وَرُبَّما
أَمَرَّ عَلى مَن ذاقَهُ جَلَبُ الحَربِ
فَلَسنا وَرَبِّ البَيتِ نُسلِمُ أَحمَداً
لِعَزّاءَ مِن عَضِّ الزَمانِ وَلا كَربِ
وَلمّا تَبِن مِنّا وَمِنكُم سَوالِفٌ
وَأَيدٍ أُتِرَّت بِالقُساسيّةِ الشُهبِ
بِمُعتَركٍ ضَنكٍ تُرى كسرُ القَنا
بِهِ وَالنُسورُ الطُخم يَعكُفنَ كَالشربِ
كَأَنَّ صُهالَ الخَيلِ في حجَراتِهِ
وَمَعمَعَةَ الأَبطالِ مَعرَكَة الحَربِ
أَلَيسَ أَبونا هاشِمٌ شَدَّ أَزرَهُ
وَأَوصى بَنيهِ بِالطِعانِ وَبِالضَربِ
وَلَسنا نَمَلُّ الحَربَ حَتّى تَمَلَّنا
وَما نَشتَكي ما قَد يَنوبُ مِنَ النَكبِ
وَلَكِنَّنا أَهلُ الحَفائِظِ وَالنُّهى
إِذا طارَ أَرواحُ الكُماةِ مِنَ الرُعبِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 03:58 PM
أَسبَلَت عَبرَةٌ عَلى الوَجَناتِ
قَد مَرَتها عَظيمَة الحَسَراتِ
لِأَخِ سَيِّدٍ نَجيبٍ لِقَرمٍ
سيّدٍ في الذُرى مِنَ الساداتِ
سَيِّدٌ وَاِبنُ سادَةٍ أَحرَزوا المَجدَ
قَديماً وَشَيَّدوا المَكرُماتِ
جَعَلَ اللَهُ مَجدَهُ وَعُلاهُ
في بَنيهِ نَجابَةً وَالبَناتِ
مِن بَني هاشِمٍ وَعَبدِ مَنافِ
وَقُصَيٍّ أَربابِ أَهلِ الحَياةِ
حَيُّهُم سَيِّدٌ لِأَحياءِ ذا الخَلقِ
وَمَن ماتَ سَيِّدُ الأَمواتِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 03:59 PM
لا يَمنَعَنَّكَ مِن حَقٍّ تَقومُ بِهِ
أَيدٍ تَصولُ وَلا سَلقٌ بَأَصواتِ
فَإِنَّ كَفَّكَ كَفّي إِن مُنيتَ بِهِم
وَدونَ نَفسِكَ نَفسي في المُلِمّاتِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 03:59 PM
إِعلَم أَبا أَروى بِأَنَّكَ ماجِد
مِن صُلبِ شَيبَةَ فَاِنصُرَنَّ مُحَمَّدا
لِلَّهِ دَرُّكَ إِن عَرَفتَ مَكانَهُ
في قَومِهِ وَوَهَبتَ مِنكَ لَهُ يَدا
أَمّا عَلِيٌّ فَاِرتَبَتهُ أُمُّهُ
وَنَشا عَلى مِقَةٍ لَهُ وَتَزَيَّدا
شَرُفَ القِيامَة وَالمَعاد بِنَصرِهِ
وَبِعاجِلِ الدُنيا يَحوزُ السُؤددا
أَكرِم بِمَن يُفضى إِلَيهِ بِأَمرِهِ
نَفساً إِذا عدَّ النُفوسَ وَمَحتِدا
وَخَلائِقاً شَرُفَت بِمَجدِ نِصابِهِ
يَكفيكَ مِنهُ اليَومَ ما تَرجو غَدا
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:00 PM
أَلا هَل أَتى بَحريَّنا صُنعُ رَبِّنا
عَلى نَأيِهِم وَاللَهُ بِالناسِ أَروَدُ
فَيُخبِرَهُم أَنَّ الصَحيفَةَ مُزِّقَت
وَأَنّ كُلّ ما لَم يَرضَهُ اللَهُ مُفسَدُ
تَراوَحَها إِفكٌ وَسِحرٌ مُجَمَّعٌ
وَلَم يُلفَ سِحرٌ آخرَ الدَهرِ يَصعدُ
تَداعى لَها مَن لَيسَ فيها بِقَرقَرٍ
فَطائِرُها في رَأسِها يَتَرَدَّدُ
وَكانَت كِفاءً وَقعَةٌ بِأَثيمَةٍ
لِيُقطَعَ مِنها ساعِدٌ وَمُقَلَّدُ
وَيَظعَنُ أَهلُ المَكَّتَينِ فَيَهرُبوا
فَرائِصُهُم مِن خَشيَةِ الشَرِّ تُرعَدُ
وَيُترَكَ حَرّاثٌ يُقَلِّبُ أَمرَهُ
أَيُتهِمُ فيها عِندَ ذاكَ وَيُنجِدُ
وَتَصعَدُ بَينَ الأَخشَبَينِ كَتيبَةٌ
لَها حَدَجٌ سَهمٌ وَقَوسٌ وَمِرهَدُ
فَمَن يَنشَ مِن حُضَّرِ مَكَّةَ عِزُّهُ
فَعِزَّتُنا في بَطنِ مَكَّةَ أَتلَدُ
نَشَأنا بِها وَالناسُ فيها قَلائِل
فَلَم نَنفَكِك نَزدادُ خيراً وَنُحمَدُ
وَنُطعِمُ حَتّى يَترُكَ الناسُ فَضلَهُم
إِذا جُعِلَت أَيدي المُفيضِينَ تُرعَدُ
جَزى اللَهُ رَهطاً بِالحَجونِ تَتابَعوا
عَلى مَلَإٍ يَهدي لِحَزمٍ وَيُرشِدُ
قُعوداً لَدى حَطمِ الحَجونِ كَأَنَّهُم
مَقاوِلَةٌ بَل هُم أَعَزُّ وَأَمجَدُ
أَعانَ عَلَيها كُلُّ صَقرٍ كَأَنَّهُ
إِذا ما مَشى في رَفرَفِ الدِرعِ أَحرَدُ
جَريءٌ عَلى جُلّى الخُطوبِ كَأَنَّهُ
شِهابٌ بِكَفّي قابِسٍ يَتَوَقَّدُ
مِنَ الأَكرَمينَ في لؤيِّ بنِ غالِب
إِذا سيمَ خَسفاً وَجهُهُ يَتَرَبَّدُ
طَوِيلُ النِجادِ خارِجٌ نِصفُ ساقِهِ
عَلى وَجهِهِ يُسقى الغَمامُ وَيُسعَدُ
عَظيمُ الرَمادِ سَيِّدٌ وَاِبنُ سَيّدٍ
يَحُضُّ عَلى مَقرى الضُيوفِ وَيَحشُدُ
وَيَبني لِأَبناءِ العَشيرَةِ صالِحاً
إِذا نَحنُ طُفنا في البِلادِ وَيُمهِدُ
أَلَظَّ بِهذا الصُلحِ كُلُّ مُبَرَّأ
عَظيم اللِواءِ أَمرُهُ ثُمَّ يُحمَدُ
قَضَوا ما قَضَوا في لَيلِهِم ثُمَّ أَصبَحوا
عَلى مَهَلٍ وَسائِرُ الناسِ رُقَّدُ
هُمُ رَجَعوا سَهلَ ابنَ بَيضاءَ رَاضِياً
وَسُرَّ أَبو بَكرٍ بِها وَمُحَمَّدُ
مَتى شركَ الأَقوامُ في جُلِّ أَمرِنا
وَكُنّا قَديماً قَبلَها نَتَوَدَّدُ
وَكُنّا قَديماً لا نُقِرُّ ظُلامَةً
وَنُدرِكُ ما شِئنا وَلا نَتَشَدَّدُ
فَيا لَقُصَيٍّ هَل لَكُم في نُفوسِكم
وَهَل لَكُمُ فيما يَجيءُ بِهِ الغَدُ
فَإِنّي وَإِيّاكُم كَما قالَ قائِلٌ
لَدَيكَ البَيانُ لَو تَكَلَّمتَ أَسوَدُ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:01 PM
أَنتَ النَبِيُّ مُحَمَّد
قرمٌ أَغَرُّ مُسَوَّدُ
لِمُسَوّدين أَكارِمٍ
طابوا وَطابَ المَولِدُ
نِعمَ الأَرومَةُ أَصلُها
عَمرُو الخِضَمُّ الأَوحَدُ
هَشَمَ الرَبيكَةَ في الجِفانِ
وَعَيشُ مَكَّةَ أَنكَدُ
فَجَرَت بِذَلِكَ سُنَّة
فيها الخَبيزَةُ تُثردُ
وَلَنا السِقايَةُ لِلحَجيجِ
بِها يُماثُ العُنجُدُ
وَالمَأزمانِ وَما حَوَت
عَرَفاتُها وَالمَسجِدُ
أَنّى تُضامُ وَلَم أَمُت
وَأَنا الشُجاعُ العِربِدُ
وَبِطاحُ مَكَّةَ لا يُرى
فيها نَجيعٌ أَسوَدُ
وَبَنو أَبيكَ كَأَنَّهُم
أُسدُ العَرينِ تَوَقَّدُ
وَلَقَد عَهِدتُكَ صادِقاً
في القَولِ لا تَتَزَيَّدُ
ما زِلتَ تَنطِقُ بِالصَوابِ
وَأَنتَ طِفلٌ أَمرَدُ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:01 PM
مَليكُ الناسِ لَيسَ لَهُ شَريكٌ
هُوَ الوَهّابُ وَالمُبدي المُعيدُ
وَمَن تَحتَ السَماءِ لَهُ بِحَقٍّ
وَمِن فَوقِ السَماءِ لَهُ عَبيدُ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:01 PM
لَقَد أَكرَمَ اللَهُ النَبِيَّ مُحَمَّداً
فَأَكرَمُ خَلقِ اللَهِ في الناسِ أَحمَدُ
وَشَقَّ لَهُ مِن إِسمِهِ لِيُجِلَّهُ
فَذو العَرشِ مَحمودٌ وَهَذا مُحَمَّدُ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:02 PM
فَما رَجعوا حَتّى رَأَوا مِن مُحَمَّدٍ
أَحاديثَ تَجلو هَمَّ كُلِّ فُؤادِ
وَحَتّى رَأَوا أَحبارَ كُلِّ مَدينَةٍ
سُجوداً لَهُ مِن عُصبَةٍ وَفُرادِ
ذَرِيراً وَتَمّاماً وَقَد كانَ شاهِداً
دَريسٌ وَهَمّوا كُلُّهُم بِفَسادِ
فَقالَ لَهُم قَولاً بَحيرا وَأَيقَنوا
لَهُ بَعدَ تَكذيبٍ وَطولِ بِعادِ
كَما قالَ لِلرهطِ الَّذينِ تَهَوَّدوا
وَجاهَدَهُم في اللَهِ كُلَّ جِهادِ
فَقالَ وَلَم يَترُك لَهُ النُصحُ رِدَّةً
فَإِنَّ لَهُ إِرصادَ كُلِّ مَصادِ
فَإِنّي أَخافُ الحاسِدينَ وَإِنَّهُ
لَفي الكُتبِ مَكتوبٌ بِكُلِّ مِدادِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:02 PM
إِنَّ الأَمينَ مُحَمَّداً في قَومِهِ
عِندي يَفوقُ مَنازِلَ الأَولادِ
لَمّا تَعَلَّقَ بِالزِمامِ ضَمَمتُهُ
وَالعيسُ قَد قَلَّصنَ بِالأَزوادِ
فَاِرفَضَّ مِن عَينَيَّ دَمعٌ ذارِفٌ
مِثلُ الجُمانِ مُفَرَّقٌ بِبِدادِ
راعَيتُ فيهِ قَرابَةً مَوصولَةً
وَحَفِظتُ فيهِ وَصِيَّةَ الأَجدادِ
وَدَعوتُهُ لِلسَيرِ بَينَ عُمومَةٍ
بيضِ الوُجوهِ مَصاليت أَمجادِ
ساروا لِأَبعَدِ طَيَّةٍ مَعلومَةٍ
فَلَقَد تُباعدُ طَيَّةُ المُرتادِ
حَتّى إِذا ما القَومُ بصرى عايَنوا
لاقَوا عَلى شَرَفٍ مِن المِرصادِ
حَبراً فأَخبَرَهُم حَديثاً صادِقاً
عَنهُ وَرَدَّ مَعاشِرَ الحُسّادِ
قَومٌ يَهودٌ قَد رَأَوا ما قَد رَأَوا
ظِلَّ الغمامَةِ ثاغِري الأَكبادِ
ثاروا لِقَتلِ مُحَمَّدٍ فَنَهاهُمُ
عَنهُ وَجاهَدَ أَحسنَ التّجهادِ
وَثَنى بحيراءٌ ذَريراً فَاِنثَنى
في القَومِ بَعدَ تَجادُلٍ وَتَعادي
وَنَهى دَريساً فَاِنتَهى لَمّا نُهي
عَن قَولِ حبرٍ ناطِق بِسَدادِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:03 PM
بَكى طَرَباً لَمّا رَآني مُحَمَّدٌ
كَأَن لا يَراني راجِعاً لِمَعادِ
فَبِتُّ يُجافيني تَهَلُّلُ دَمعِهِ
وَعَبرَتُهُ عَن مَضجَعي وَوِسادِ
فَقُلتُ لَهُ قَرِّب قُتودَكَ وَاِرتَحِل
وَلا تَخشَ مِنّي جَفوَةً بِبِلادِ
وَخَلِّ زِمامَ العيسِ وَاِرحَل بِنا مَعاً
عَلى عَزمَةٍ مِن أَمرِنا وَرَشادِ
وَرُح رائِحاً في الرائِحينَ مُشَيّعاً
لِذي رَحِمٍ وَالقَومُ غَيرُ بِعادِ
فُرُحنا مَعَ العيرِ الَّتي راحَ رَكبُها
يَؤُمّونَ مِن غَورَينِ أَرضَ إِيادِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:03 PM
عَينُ اِئذَني بِبُكاءٍ آخِرَ الأَبَدِ
وَلا تَمَلّي عَلى قَرمٍ لَنا سَنَدِ
أَشكو الَّذي بي مِنَ الوَجدِ الشَديدِ لَهُ
وَما بِقَلبي مِنَ الآلامِ وَالكَمَدِ
أَضحى أَبوهُ لَهُ يَبكي وَإِخوتُهُ
بِكُلِّ دَمعٍ عَلى الخَدَّينِ مُطَّرِدِ
لَو عاشَ كانَ لِفِهرٍ كُلِّها عَلَماً
إِذ كانَ مِنها مكانَ الروحِ لِلجَسَدِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:04 PM
وخالي هِشامُ بِنُ المُغيرَةِ ثاقِب
إِذا هَمَّ يَوماً كَالحُسامِ المُهَنَّدِ
وَخالي الوَليدُ العِدلُ عالٍ مَكانُهُ
وَخالُ أَبي سُفيانَ عَمرُو بنُ مَرثَدِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:04 PM
صَبراً أَبا يَعلى عَلى دينِ أَحمَد
وَكُن مُظهِراً لِلدينِ وُفِّقتَ صابِرا
وَحُط مَن أَتى بِالحَقِّ مِن عِندِ رَبِّهِ
بِصِدقٍ وَعَزمٍ لا تَكُن حَمزَ كافِرا
فَقَد سَرَّني إِذ قُلتَ إِنَّكَ مُؤمِنٌ
فَكُن لِرَسولِ اللَهِ في اللَهِ ناصِرا
وَنادِ قُرَيشاً بِالَّذي قَد أَتَيتَهُ
جهاراً وَقُل ما كانَ أَحمَدُ ساحِرا
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:04 PM
إِذا قيل مَن خَيرُ هَذا الوَرى
قَبيلاً وَأَكرَمُهُم أَسرَتي
أَنافَ بِعَبدِ مَنافٍ أَبٌ
وَفَضلُهُ هاشِم الغُرَّةِ
لَقَد حَلَّ مَجدُ بَني هاشِمٍ
مَكانَ النَعائِمِ وَالنَثرَةِ
وَخَيرُ بَني هاشِمٍ أَحمَدٌ
رَسولُ الإِلَهِ عَلى فَترَةِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:04 PM
أَرِقتُ وَدَمعُ العَينِ في العَينِ غائرُ
وَجادَت بِما فيها الشُؤونُ الأَعاوِرُ
كَأَنَّ فِراشي فَوقَهُ نارُ مَوقِدٍ
مِنَ اللَيلِ أَو فَوقَ الفِراشِ السَواجِرُ
عَلى خَيرِ حافٍ مِن قُرَيش وَناعِلٍ
إِذا الخَيرُ يُرجى أَو إِذا الشَرُّ حاضِرُ
أَلا إِنَّ زادَ الرَكبِ غَير مُدافَعٍ
بِسروِ سُحَيمٍ غَيَّبَتهُ المَقابِرُ
بِسروِ سُحَيمٍ عارِفٌ وَمُناكِرٌ
وَفارِسُ غاراتٍ خَطيبٌ وَياسِرُ
تَنادوا بِأَن لا سيِّدَ الحَيِّ فيهِم
وَقَد فُجِعَ الحَيّانِ كَعبٌ وَعامِرُ
وَكانَ إِذا يَأتي مِنَ الشامِ قافِلاً
تَقَدَّمهُ تَسعى إِلَينا البَشائِرُ
فَيُصبِحُ أَهلُ اللَهِ بيضاً كَأَنَّما
كَسَتهُم حَبيراً ريدَةٌ وَمَعافِرُ
تَرى دارَةً لا يبرحُ الدَهر عِندَها
مُجَعجِعَةً كومٌ سِمانٌ وَباقِرُ
إِذا أَكَلَت يَوماً أَتى الغَدَ مِثلها
زَواهِقُ زُهمٌ أَو مَخاضٌ بَهازِرُ
ضَروبٌ بِنَصلِ السَيفِ سوق سِمانِها
إِذا عَدِموا زاداً فَإِنَّكَ عاقِرُ
فَإِن لا يَكُن لَحمٌ غَريضٌ فَإِنَّهُ
تُكَبُّ عَلى أَفواهِهِنَّ الغَرائِرُ
فَيا لَكَ مِن ناعٍ حُبيتَ بِأَلَّةٍ
شِراعِيَّةٍ تَصفَرُّ مِنها الأَظافِرُ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:05 PM
فَقَدنا عَميدَ الحَيِّ فَالرُكنُ خاشِعٌ
لِفَقدِ أَبي عُثمانَ وَالبَيتُ وَالحِجرُ
وَكانَ هِشامُ بنُ المُغيرَةِ عِصمَةً
إِذا عَرَكَ الناسَ المَخاوِفُ وَالفَقرُ
بِأَبياتِهِ كانَت أَرامِلُ قَومِهِ
تَلوذُ وَأَيتامُ العَشيرَةِ وَالسفرُ
فَوَدَّت قُريشٌ لَو فَدَتهُ بِشَطرِها
وَقَلَّ لَعَمري لَو فَدَوهُ لَهُ الشَطرُ
نَقولُ لِعَمرٍو أَنتَ مِنهُ وَإِنَّنا
لَنَرجوكَ في جلِّ المُهِمّاتِ يا عَمرُو
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:05 PM
أَلا لَيتَ حَظّي مِن حِياطَةِ نَصرِكُم
بِأَن لَيسَ لي نَفعٌ لَدَيكُم وَلا ضُرُّ
وَسارٍ بِرَحلي فاطِرُ النابِ جاشِمٌ
ضَعيفُ القُصَيرى لا كَبيرٌ وَلا بِكرُ
مِنَ الخورِ حَبحابٌ كَثيرٌ رُغاؤُهُ
يَرُشُّ عَلى الحاذينِ مِن بَولِهِ قَطرُ
تَخَلَّفَ خلفَ الوردِ لَيسَ بِلاحِقٍ
إِذا ما عَلا الفَيفاءَ قيلَ لَهُ وَبرُ
أَرى أَخَوَينا مِن أَبينا وَأُمِّنا
إِذا سُئِلا قالا إِلى غَيرِنا الأَمرُ
بَلى لَهُما أَمرٌ وَلَكِن تَجَرجَما
كَما جُرجمَت مِن رَأسِ ذي العَلَق الصَخرُ
أَخصُّ خُصوصاً عَبدَ شَمسٍ وَنَوفَلا
هُما نَبَذانا مِثلَ ما نُبِذَ الجَمرُ
وَما ذاكَ إِلا سُؤدَدٌ خَصَّنا بِه
إِلَهُ العِبادِ وَاِصطَفانا لَهُ الفَخرُ
هُما أَغمَزا لِلقَومِ في أَخَوَيهِما
فَقَد أَصبَحا مِنهُم أَكُفُّهُما صِفرُ
هُما أَشرَكا في المَجدِ مَن لا أَبا لَهُ
مِنَ الناسِ إِلّا أن يُرَسَّ لَهُ ذِكرُ
رِجالٌ تَمالَوا حاسِدينَ وَبغضَةً
لِأَهلِ العُلا فَبَينَهُم أَبَداً وِترُ
وَليدٌ أَبوهُ كانَ عَبداً لِجَدِّنا
إِلى عِلجَةٍ زَرقاءَ جالَ بِها السِحرُ
وَتَيمٍ وَمَخزومٍ وَزهرَةٍ مِنهُمُ
وَكانوا بِنا أَولى إِذا بُغيَ النَصرُ
وَزهرَةٍ كانوا أَوليائي وَناصِري
وَأَنتُم إِذا تُدعَونَ في سَمعِكُم وَقرُ
فَقَد سَفهَت أَخلاقُهُم وَعُقولُهُم
وَكانوا كَجَفرٍ بِئسَ ما صَنَعَت جَفرُ
فَوَاللَهِ لا تَنفَكُّ مِنّا عَداوَةٌ
وَلا مِنهُمُ ما كانَ مِن نَسلِنا شَفرُ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:06 PM
أَلا إِنَّ خَيرَ الناسِ حَيّاً وَمَيِّتاً
بِوادي أَشِيٍّ غَيَّبَتهُ المَقابِرُ
تُبَكّي أَباها أُمُّ وَهبٍ وَقَد نَأى
وَرَيشانُ أَضحى دونَهُ وَيحابِرُ
تَوَلّوا وَلا أَبو أُمَيَّة فيهمُ
لَقَد بَلَغَت كَظَّ النُفوسِ الحَناجِرُ
تَرى دارَهُ لا يَبرَحُ الدَهر وَسطَها
مُجَعجِعَةٌ أَدمٌ سِمانٌ وَباقِرُ
ضَروبٌ بِنَصلِ السَيفِ سوقَ سِمانها
إِذا أَرمَلوا زاداً فَإِنَّكِ عاقِرُ
وَإِن لَم يَكُن لَحمٌ غَريضٌ فَإِنَّهُ
تُمَرّى لَهُم أَخلافُهُنَّ الدَرائِرُ
فَيُصبِحُ آلُ اللَهِ بيضاً كَأَنَّما
كَسَتهُم حَبيراً رَيدَةٌ وَمَعافِرُ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:06 PM
أَلا أَبلِغ قُرَيشاً حَيثُ حَلَّت
وَكُلُّ سَرائِرٍ مِنها غُرورُ
فَإِنّي وَالضَوابِحُ غادِياتٌ
وَما تَتلو السَفاسِرَةُ الشُهورُ
لِآلِ مُحَمّدٍ راعٍ حَفيظٌ
وِدادُ الصَدرِ مِنّي وَالضَميرُ
فَلَستُ بِقاطِعٍ رَحمي وَوُلدي
وَلَو جَرَّت مَظالِمَها الجَرورُ
أَيا مَن جَمعُهُم أَفناء فِهرٍ
لِقَتلِ مُحَمَّدٍ وَالأمرُ زورُ
فَلا وَأَبيكَ لا ظَفرَت قُرَيشٌ
وَلا لَقِيَت رَشاداً إِذ تُشيرُ
بَني أَخي وَنوطُ قَلبي مِنّي
وَأَبيضُ ماؤُهُ غَدَقٌ كَثيرُ
وَيَشرَبُ بَعدَهُ الوِلدانُ ريّاً
وَأَحمَدُ قَد تَضَمَّنَهُ القُبورُ
أَيا اِبنَ الأَنفِ أَنف بَني قُصَيٍّ
كَأَنَّ جَبينَكَ القَمَرُ المُنيرُ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:06 PM
تَقولُ اِبنَتي أَينَ أَينَ الرَحيلُ
وَما البَينُ مِنّي بِمُستَنكَرِ
فَقُلتُ دَعيني فَإِنّي اِمرُؤٌ
أُريدُ النَجاشِيَّ في جَعفَرِ
لِأَكوِيَهُ عِندَهُ كَيَّةً
أُقيمُ بِها نَخوَةَ الأَصعَرِ
وَإِنَّ اِنثِنائِيَ عَن هاشمٍ
بِما اِسطَعتُ في الغَيبِ وَالمَحضَرِ
وَعَن عائِبِ اللاتِ في قَولِهِ
وَلَولا رِضا اللاتِ لَم نُمطَرِ
وَإِنّي لأَشنا قُرَيشاً لَهُ
وَإِن كانَ كَالذَهَبِ الأَحمَرِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:06 PM
أوصي بِنَصرِ النَبِيِّ الخَير مُشهِدَهُ
عَلِيّاً اِبني وَعَمَّ الخَيرِ عَبّاسا
وَحَمزَةَ الأَسَدَ المَخشِيَّ صَولَتُهُ
وَجَعفَراً أَن تَذودوا دونَهُ الناسا
وَهاشِماً كُلَّها أُوصي بِنُصرَتِهِ
أَن يأخذوا دونَ حَربِ القَومِ أَمراسا
كونوا فِدىً لَكُم نَفسي وَما وُلِدَت
مِن دونِ أَحمَدَ عِندَ الرَوعِ أَتراسا
بِكُلِّ أَبيَضَ مَصقولٍ عَوارِضُهُ
تَخالُهُ في سوادِ اللَيلِ مِقباسا
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:07 PM
الحَمدُ لِلَهِ الَّذي قَد شَرَّفا
قَومي وَأَعلاهُم مَعاً وَغَطرَفا
قَد سَبَقوا بِالمَجدِ مَن تَعَرَّفا
مَجداً تَليداً واصِلاً مُستَطرفا
لَو أَنَّ أَنفَ الريحِ جاراهُم هَفا
وَصارَ عَن مَسعاتِهِم مُخَلَّفا
كَفَوا إِساةَ السَيِّ مَن تَكَلَّفا
كانوا لِأَهلِ الخافِقَينِ سَلَفا
وَأَصبَحوا مِن كُلِّ خَلق خَلَفا
هُم أَنجُمٌ وَأَبدُرٌ لَن تُكسَفا
وَمَوقِفٌ في الحَربِ أَسنى مَوقِفا
أُسدٌ تَهُدُّ بِالزَئيراتِ الصَفا
تُرغِمُ مِن أَعدائِهِنَّ الأُنُفا
وَتَدفَعُ الدَهرَ الَّذي قَد أَجحَفا
لَو عُدَّ أَدنى جودِهِم لَأَضعَفا
عَلى البِحارِ وَالسَحاب اِستَرعَفا
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:07 PM
مَنَعنا أَرضَنا مِن كُلِّ حَيّ
كَما اِمتَنَعَت بِطائِفِها ثَقيفُ
أَتاهُم مَعشَرٌ كَي يَسلِبوهُم
فَحالَت دونَ ذلكُمُ السُيوفُ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:07 PM
عَجِبتُ لِحِلمٍ يا اِبنَ شَيبَةَ عازِبٍ
وَأَحلامِ أَقوامٍ لَدَيكَ سِخافِ
يَقولونَ شايِع مَن أَرادَ مُحَمَّداً
بِظُلمٍ وَقُم في أَمرِهِ بِخِلافِ
أَضاميمُ إِمّا حاسِدٌ ذو خِيانَةٍ
وَإِمّا قَريبٌ مِنكَ غَيرُ مُصافِ
فَلا تَركَبَنَّ الدَهرَ مِنهُ ذِمامَةً
وَأَنتَ اِمرُؤٌ مِن خَيرِ عَبدِ مَنافِ
وَلا تَترُكَنهُ ما حَييتَ لِمُعظمٍ
وَكُن رَجُلاً ذا نَجدَةٍ وَعَفافِ
يَذودُ العِدا عَن ذِروَةٍ هاشِمِيَّةٍ
إِلافهُم في الناسِ خَيرُ إِلافِ
فَإِنَّ لَهُ قُربى لَدَيكَ قَريبَةً
وَلَيسَ بِذي حِلفٍ وَلا بِمُضافِ
وَلَكِنَّهُ مِن هاشِمٍ ذو صَميمِها
إِلى أَبحُرٍ فَوقَ البُحورِ طَوافِ
وَزاحِم جَميعَ الناسِ عَنهُ وَكُن لَهُ
وَزيراً عَلى الأَعداءِ غَيرَ مُجافِ
وَإِن غَضِبَت مِنهُ قُرَيشٌ فَقُل لها
بَني عَمِّنا ما قَومُكُم بِضِعافِ
وَما بالُكُم تَغشَونَ مِنهُ ظُلامَةً
وَما بالُ أَحقادٍ هُناكَ خَوافِ
فَما قَومُنا بِالقَومِ يَغشَونَ ظُلمَنا
وَما نَحنُ فيما ساءَهُم بِخِفافِ
وَلَكِنَّنا أَهلُ الحَفائِظِ وَالنُهى
وَعِزٍّ بِبَطحاءِ المَشاعِرِ وافِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:07 PM
أَبُنَيَّ طالِبُ إِنَّ شَيخَكَ ناصِحٌ
فيما يَقولُ مُسَدِّدٌ لَكَ راتِقُ
فَاِضرِب بِسَيفِكَ مَن أَرادَ مساءَةً
حَتّى تَكونَ لَهُ المَنِيَّةُ ذائِقُ
هَذا رَجائي فيكَ بَعدَ مَنِيَّتي
لا زِلتُ فيكَ بِكُلِّ رُشدٍ واثِقُ
فَاِعضِد قُواهُ يا بُنَيَّ وَكُن لَهُ
أَنّى يَجِدكَ لا مَحالَةَ لاحِقُ
آهاً أُرَدِّدُ حَسرَةً لِفراقِهِ
إِذ لا أَراهُ وَقَد تَطاوَلَ باسِقُ
أَترى أراهُ وَاللِواءُ أَمامَهُ
وَعَلِيٌّ اِبني لِلِّواءِ مُعانِقُ
أتَراهُ يَشفَعُ لي وَيَرحَمُ عَبرَتي
هَيهاتَ إِنّي لا مَحالَةَ زاهِقُ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:08 PM
مَنَعنا الرَسولَ رَسولَ المَليكِ
بِبيضٍ تَلَألأُ لمع البُروقِ
بِضَربٍ يُذَبِّبُ دونَ النِهابِ
حذارَ الوَثائِرِ وَالخَنفَقيقِ
أَذُبُّ وَأَحمي رَسولَ المَليكِ
حِمايَةَ حانٍ عَلَيهِ شَفيقِ
وَما إِن أَدُبُّ لِأَعدائِهِ
دَبيبَ البِكارِ حذارَ الفَنيقِ
وَلَكِن أَزيرُ لَهُم سامِياً
كَما زارَ لَيثٌ بِغيلٍ مَضيقِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:08 PM
أَمِن أَجلِ حَبلٍ ذي رِمامٍ عَلَوتَهُ
بِمِنسَأَةٍ قَد جاءَ حَبلٌ وَأَحبُلُ
هَلُمَّ إِلى حُكمِ اِبنِ صَخرَةَ إِنَّهُ
سَيَحكُمُ فيما بَينَنا ثُمَّ يَعدلُ
كَما كانَ يَقضي في أُمورٍ تَنوبُنا
فَيَعمدُ لِلأَمرِ الجَميلِ وَيَفصِلُ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:09 PM
قُل لِمَن كانَ مِن كِنانَةَ في العِز
َأَهلِ النَدى وَأَهلِ الفعالِ
قَد أَتاكُم مِنَ المَليكِ رَسولٌ
فَاِقبَلوهُ بِصالِحِ الأَعمالِ
فَاِقبَلوا أَحمَداً فَإِنَّ مِنَ اللَهِ
رِداءً عَلَيهِ غَيرَ مُذالِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:14 PM
خَليلَيَّ ما أُذني لِأَوَّلِ عاذِلِ
بِصَغواءَ في حَقٍّ وَلا عِندَ باطِلِ
خَليلَيَّ إِنَّ الرَأيَ لَيسَ بِشِركَةٍ
وَلا نَهنَهٍ عِندَ الأُمورِ البَلابِلِ
وَلَمّا رَأَيتُ القَومَ لا وُدَّ عِندَهُم
وَقَد قَطَعوا كُلَّ العُرى وَالوَسائِلِ
وَقَد صارَحونا بِالعَداوَةِ وَالأَذى
وَقَد طاوَعُوا أَمرَ العَدوِّ المُزايِلِ
وَقَد حالَفوا قَوماً عَلَينا أَظِنَّةً
يَعضّونَ غَيظاً خَلفَنا بِالأَنامِلِ
صَبَرتُ لَهُم نَفسي بِسَمراءَ سَمحَةٍ
وَأَبيَضَ عَضبٍ مِن تُراثِ المقاوِلِ
وَأَحضَرتُ عِندَ البَيتِ رَهطي وَإِخوَتي
وَأَمسَكتُ مِن أَثوابِهِ بِالوَصائِلِ
قِياماً مَعاً مُستَقبِلينَ رِتاجَهُ
لَدَى حَيثُ يَقضي نُسكَهُ كُلُّ نافِلِ
وَحَيثُ يُنيخُ الأَشعَرونَ ركابَهُم
بِمُفضى السُيولِ مِن إِسافٍ وَنائِلِ
مُوَسَّمَة الأَعضادِ أَو قَصَراتِها
مُخَيَّسَةٌ بَينَ السديسِ وَبازِلِ
تَرى الوَدعَ فيها وَالرُخامَ وَزينَةً
بِأَعناقِها مَعقودَةً كَالعَثاكِلِ
أَعوذُ بِرَبِّ الناسِ مِن كُلِّ طاعِنٍ
عَلَينا بِسوءٍ أَو مُلِحٍّ بِباطِلِ
وَمِن كاشِحٍ يَسعَى لَنا بِمعيبَةٍ
وَمِن مُلحِقٍ في الدينِ ما لَم نُحاوِلِ
وَثَورٍ وَمَن أَرسى ثَبيراً مَكانَهُ
وَراقٍ لِيَرقى في حِراءٍ وَنازِلِ
وَبِالبَيتِ رُكن البَيتِ مِن بَطنِ مَكَّةٍ
وَبِاللَهِ إِنَّ اللَهَ لَيسَ بِغافِلِ
وَبِالحَجَرِ المُسوَدِّ إِذ يَمسَحونَهُ
إِذا اِكتَنَفوهُ بِالضُحى وَالأَصائِلِ
وَمَوطِئِ إِبراهيمَ في الصَخرِ رَطبَة
عَلى قَدَمَيهِ حافِياً غَيرَ ناعِلِ
وَأَشواط بَينَ المَروَتَينِ إِلى الصَفا
وَما فيهِما مِن صورَةٍ وَتَماثِلِ
وَمَن حَجَّ بَيتَ اللَهِ مِن كُلِّ راكِبٍ
وَمِن كُلِّ ذي نَذرٍ وَمِن كُلِّ راجِلِ
وَبِالمَشعَرِ الأَقصى إِذا عَمَدوا لَهُ
إِلالٍ إِلى مُفضى الشِراجِ القَوابِلِ
وَتَوقافِهِم فَوقَ الجِبالِ عَشيَّةً
يُقيمونَ بِالأَيدي صُدورَ الرَواحِلِ
وَلَيلَةِ جَمعٍ وَالمَنازِل مِن مِنىً
وَما فَوقَها مِن حُرمَةٍ وَمَنازِلِ
وَجَمعٍ إِذا ما المَقرُباتُ أَجَزنَهُ
سِراعاً كَما يَخرُجنَ مِن وَقعِ وابِلِ
وَبِالجَمرَةِ الكُبرى إِذا صَمَدوا لَها
يَؤُمّونَ قَذفاً رَأسَها بِالجَنادِلِ
وَكِندَة إِذ هُم بِالحِصابِ عَشيَّةً
تُجيزُ بِهِم حجاج بَكرِ بنِ وائِلِ
حَليفانِ شَدّا عقدَ ما اجتمَعا لَهُ
وَرَدّا عَلَيهِ عاطِفات الوَسائِلِ
وَحَطمهمُ سُمر الرِماحِ مَعَ الظبا
وَإِنفاذُهُم ما يَتَّقي كلُّ نابِلِ
وَمَشيهُم حَولَ البِسالِ وَسرحُهُ
وَشِبرِقُهُ وَخدَ النَعامِ الجَوافِلِ
فَهَل بَعدَ هَذا مِن مَعاذٍ لِعائِذٍ
وَهَل مِن مُعيذٍ يَتَّقي اللَهَ عادِلِ
يُطاعُ بِنا الأَعدا وَودُّوا لوَ اِنَّنا
تُسَدُّ بِنا أَبوابُ تُركٍ وَكابُلِ
كَذَبتُم وَبَيتِ اللَهِ نَترُكُ مَكَّةً
وَنَظعَن إِلّا أَمرُكُم في بَلابِلِ
كَذَبتُم وَبَيتِ اللَهِ نُبزى مُحَمَّداً
وَلَمّا نُطاعِن دونَهُ وَنُناضِلِ
وَنُسلِمهُ حَتّى نُصَرَّعَ حَولَهُ
وَنذهلَ عَن أَبنائِنا وَالحَلائِلِ
وَينهَضَ قَومٌ بِالحَديدِ إِلَيكُمُ
نُهوضَ الرَوايا تَحتَ ذاتِ الصَلاصِلِ
وَحَتّى يُرى ذا الضِغنِ يَركَبُ ردعَهُ
مِنَ الطَعنِ فِعلَ الأَنكَبِ المُتَحامِلِ
وَإِنّي لَعَمرُ اللَهِ إن جَدَّ ما أَرى
لَتَلتَبسَنَّ أَسيافُنا بِالأَماثِلِ
بِكَفِّ اِمرِئٍ مِثلَ الشِهابِ سمَيدَعٍ
أَخي ثِقَةٍ حامي الحَقيقَةِ باسِلِ
شُهوراً وَأَيّاماً وَحَولاً مُجَرَّماً
عَلَينا وَتَأتي حجَّةٌ بَعدَ قابِلِ
وَما تَركُ قَومٍ لا أَبا لَكَ سَيِّداً
يَحوطُ الذِمارَ غَيرَ ذَربٍ مُواكِلِ
وَأَبيَضَ يُستَسقى الغَمامُ بِوَجهِهِ
ثِمالُ اليَتامى عِصمَةٌ لِلأَرامِلِ
يَلوذُ بِهِ الهُلّاكُ مِن آلِ هاشِمٍ
فَهُم عِندَهُ في رَحمَةٍ وَفَواضِلِ
لَعَمري لَقَد أَجرى أُسَيدٌ وَرهطُهُ
إِلى بُغضِنا وَجَزَّانا لآكِلِ
جَزَت رَحِمٌ عَنّا أُسَيداً وَخالِداً
جَزاءَ مُسيءٍ لا يُؤَخَّرُ عاجِلِ
وَعُثمانُ لَم يَربَع عَلَينا وَقُنفُذٌ
وَلَكِن أَطاعا أَمرَ تِلكَ القَبائِلِ
أَطاعا أُبَيّاً وَاِبنَ عَبدِ يَغوثِهِم
وَلَم يَرقُبا فينا مَقالَةَ قائِلِ
كَما قَد لَقينا مِن سُبَيعٍ وَنَوفَلٍ
وَكُلٌّ تَوَلّى مُعرِضاً لَم يُجامِلِ
فَإِن يُلقَيا أَو يُمكِن اللَهُ مِنهُما
نَكِل لَهُما صاعاً بِكيلِ المكايِلِ
وَذاكَ أَبو عَمرٍو أَبى غَيرَ بُغضِنا
لِيظعننا في أَهلِ شاءٍ وَجامِلِ
يُناجى بِنا في كُلِّ مَمسىً وَمُصبحٍ
فَناجِ أَبا عَمرٍو بِنا ثُمَّ خاتِلِ
وَيُقسِمُنا بِاللَهِ ما إِن يَغُشَّنا
بَلى قَد نَراهُ جَهرَةً غَيرَ حائِلِ
أَضاقَ عَلَيه بُغضنا كُلَّ تَلعَةٍ
مِنَ الأَرضِ بَينَ أَخشَبٍ فَمجادِلِ
وَسائِل أَبا الوَليدِ ماذا حَبَوتَنا
بِسَعيِكَ فينا مُعَرِضاً كَالمُخاتِلِ
وَكُنتَ اِمرءاً مِمَّن يُعاشُ بِرَأيِهِ
وَرَحمَته فينا وَلَست بِجاهِلِ
أَعُتبَةُ لا تَسمَع بِنا قَولَ كاشِحٍ
حَسودٍ كَذوبٍ مُبغِضٍ ذي دَغاولِ
وَقَد خِفتُ إِن لَم تَزجُرَنهُم وَتَرعَووا
تُلاقي وَنَلقى مِنكَ إِحدى البَلابِلِ
وَمَرَّ أَبو سُفيانَ عَنّي مُعرِضاً
كَما مَرَّ قَيلٌ مِن عِظامِ المَقاوِ
لِ
يَفِرُّ إِلى نَجدٍ وَبَردِ مِياهِهِ
وَيزعُمُ أَنّي لَستُ عَنكُم بِغافِلِ
وَأَعلَمُ أَن لا غافِلٌ عَن مَساءَةٍ
كَفاكَ العَدُوُّ عِندَ حَقٍّ وَباطِلِ
فَميلوا عَلَينا كُلّكُم إِنَّ مَيلَكُم
سَواءٌ عَلَينا وَالرِياحُ بِهاطِل
يُخبِّرُنا فِعلَ المُناصِحِ أَنَّهُ
شَفيقٌ وَيُخفي عارِماتِ الدَواخِلِ
أَمُطعِمُ لَم أَخذُلكَ في يَومِ نَجدَةٍ
ولا عِندَ تِلكَ المُعظماتِ الجَلائِلِ
وَلا يَوم خَصمٍ إِذ أَتوكَ أَلِدَّة
أَولي جَدَلٍ مِنَ الخُصومِ المُساجِلِ
أَمُطعِمُ إِنَّ القَومَ ساموكَ خُطَّةً
وَإِنّي مَتى أُوكَل فَلَستُ بِوائِلِ
جَزى اللَهُ عَنّا عَبدَ شَمسٍ وَنَوفَلاً
عُقوبَةَ شَرٍّ عاجِلاً غَيرَ آجِلِ
بِميزانِ قِسطٍ لا يُغيضُ شَعيرَةً
لَهُ شاهِدٌ مِن نَفسِهِ حقُّ عادِلِ
لَقَد سَفهَت أَحلامُ قَومٍ تَبَدَّلوا
بَني خَلفٍ قَيضاً بِنا وَالغَياطِلِ
وَنَحنُ الصَميمُ مِن ذؤابَةِ هاشِمٍ
وَآل قُصَيٍّ في الخُطوبِ الأَوائِلِ
وَكانَ لَنا حَوضُ السِقايَةِ فيهِم
وَنَحنُ الذُرى مِنهم وَفَوقَ الكَواهِلِ
فَما أَدركوا ذَحلاً وَلا سَفَكوا دَماً
وَلا حالَفوا إِلّا شِرارَ القَبائِلِ
بَني أمَةٍ مَجنونَةٍ هِندكيَّةٍ
بَني جُمَحٍ عُبَيدَ قَيسِ بنِ عاقِلِ
وَسَهمٌ وَمَخزومٌ تَمالوا وَأَلَّبوا
عَلَينا العِدى مِن كُلِّ طِملٍ وَخامِلِ
وَشائِظُ كانَت في لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ
نَفاهُم إِلَينا كُلُّ صَقرٍ حُلاحِلِ
وَرَهطُ نُفَيلٍ شَرُّ مَن وَطئَ الحَصى
وَأَلأَمُ حافٍ مِن مَعَدٍّ وَناعِلِ
أَعَبدَ مَنافٍ أَنتُمُ خَيرُ قَومِكُم
فَلا تُشرِكوا في أَمرِكُم كُلَّ واغِلِ
فَقَد خِفتُ إِن لَم يُصلِحِ اللَهُ أَمرَكُم
تَكونوا كَما كانَت أَحاديثُ وائِلِ
لَعَمري لَقَد أُوهِنتُمُ وَعَجزتُمُ
وَجِئتُم بِأَمرٍ مُخطئٍ لِلمَفاصِلِ
وَكُنتُم قَديماً حَطبَ قِدرٍ فَأَنتُمُ
الآنَ أحطابُ أَقدُرٍ وَمَراجِلِ
لِيَهنئ بَني عَبدِ مَنافٍ عُقوقُها
وَخِذلانُها وَتَركُنا في المَعاقِلِ
فَإِن يَكُ قَومٌ سَرَّهُم ما صَنَعتُمُ
سَتَحتَلِبوها لاقِحاً غَيرَ باهِلِ
فَبَلِّغ قُصَيّاً أَن سَيُنشَرُ أَمرُنا
وَبَشِّر قُصَيّاً بَعدَنا بِالتَخاذُلِ
وَلَو طَرَقت لَيلاً قُصَيّاً عَظيمَةٌ
إِذاً ما لَجَأنا دونَهُم في المَداخِلِ
لَو صُدِقوا ضَرباً خِلالَ بُيوتِهِم
لَكُنّا أُسىً عِندَ النِساءِ المَطافِلِ
فَإِن تَكُ كَعبٌ مِن لُؤَيٍّ تَجَمَّعَت
فَلا بُدَّ يَوماً مَرَّةً مِن تَزايُلِ
فَإِن تَكُ كَعبٌ مِن كُعوبٍ كَثيرَةٍ
فَلا بُدَّ يَوماً أَنَّها في مَجاهِلِ
وَكُلُّ صَديقٍ وَاِبنُ أُختٍ نَعُدُّهُ
وَجَدنا لَعَمري غِبَّهُ غَيرَ طائِلِ
سِوى أَنَّ رَهطاً مِن كِلابِ بنِ مُرَّةٍ
بَراءٌ إِلَينا مِن مَعَقَّةِ خاذِلِ
بَني أَسَدٍ لا تُطرِفُنَّ عَلى القَذى
إِذا لَم يَقُل بِالحَقِّ مِقوَلُ قائِلِ
فَنِعمَ اِبنُ أُختِ القَومِ غَيرَ مُكَذَّبٍ
زُهَيرٌ حُساماً مُفرَداً مِن حَمائِلِ
أَشَمُّ مِنَ الشُمِّ البَهاليلِ يَنتَمي
إِلى حَسَبٍ في حَومَةِ المَجدِ فاضِلِ
لَعَمري لَقَد كَلِفتُ وَجداً بِأَحمَدٍ
وَإِخوَتِهِ دَأبَ المُحِبِّ المُواصِلِ
أُقيمُ عَلى نَصرِ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ
أُقاتِلُ عَنهُ بِالقَنا وَالقَنابِلِ
فَلا زالَ في الدُنيا جَمالاً لِأَهلِها
وَزَيناً لِمَن ولّاهُ رَبُّ المَشاكِلِ
فَمَن مِثلُهُ في الناسِ أَيُّ مُؤَمّلٍ
إِذا قاسَهُ الحُكّامُ عِندَ التَفاضُلِ
حَليمٌ رَشيدٌ عادِلٌ غَيرُ طائِشٍ
يُوالي إِلهاً لَيسَ عَنهُ بِغافِلِ
فَأَيَّدَهُ رَبُّ العبادِ بِنَصرِهِ
وَأَظهَرَ ديناً حَقُّهُ غَيرُ ناصِلِ
فَوَاللَهِ لَولا أَن أَجيءَ بِسُبَّةٍ
تَجُرُّ عَلى أَشياخِنا في المَحافِلِ
لَكُنّا اتّبَعناهُ عَلى كُلِّ حالَةٍ
مِنَ الدَهرِ جدّاً غَيرَ قَولِ التَهازُلِ
لَقَد عَلِموا أَنَّ اِبنَنا لا مُكَذَّبٌ
لَدَيهم وَلا يُعنى بِقَولِ الأَباطِلِ
رِجالٌ كِرامٌ غَيرُ ميلٍ نَماهُمُ
إِلى الغرّ آباءٌ كِرامُ المَخاصِلِ
دَفَعناهُمُ حَتّى تَبَدَّدَ جَمعُهُم
وَحسّرَ عَنّا كُلُّ باغٍ وَجاهِلِ
شَبابٌ مِنَ المُطَيّبينَ وَهاشمٍ
كَبيضِ السُيوفِ بَينَ أَيدي الصَياقِلِ
بِضَربٍ تَرى الفِتيانَ فيهِ كَأَنَّهُم
ضَواري أُسودٍ فَوقَ لَحمٍ خَرادِلِ
وَلَكِنَّنا نَسلٌ كِرامٌ لِسادَةٍ
بِهِم نَعتلي الأَقوامَ عِندَ التطاوُلِ
سَيَعلَمُ أَهلُ الضّعنِ أَيّي وَأَيُّهُم
يَفوزُ وَيَعلو في لَيالٍ قَلائِلِ
وَأَيُّهُمُ مِنّي وَمِنهُم بِسَيفِهِ
يُلاقي إِذا ما حانَ وَقتُ التَنازُلِ
وَمَن ذا يَمَلُّ الحَربَ مِنّي وَمِنهُمُ
وَيحمدُ في الآفاقِ مِن قَولِ قائِلِ
فَأَصبَحَ فينا أَحمَدٌ في أَرومَةٍ
تُقَصِّرُ عَنهُ سورَةُ المُتَطاوِلِ
كَأَنّي بِهِ فَوقَ الجِيادِ يَقودُها
إِلى مَعشَرٍ زاغوا إِلى كُلِّ باطِلِ
وَجُدتُ بِنَفسي دَونَهُ وَحَمَيتُهُ
وَدافَعتُ عَنهُ بِالطُلى وَالكَلاكِلِ
وَلا شَكَّ أَنَّ اللَهَ رافِعُ أَمرِهِ
وَمُعليهِ في الدُنيا وَيَومَ التَجادُلِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:15 PM
حَتّى مَتى نَحنُ عَلى فَترَةٍ
يا هاشِمٌ وَالقومُ في جَحفَلِ
يَدعونَ بِالخَيلِ لَدى رَقبَةٍ
مِنّا لَدى الخَوفِ وَفي مَعزلِ
كَالرِجلَةِ السَوداءِ تَغلو بِها
سَرعانُها في سَبسَبٍ مَجهَلِ
عَلَيهِمُ التَركُ عَلى رَعلَةٍ
مِثلَ القَطا القارِبِ لِلمَنهَلِ
يا قَومُ ذودوا عَن جَماهيرِكُم
بِكُلِّ مِقصالٍ عَلى مُسبِلِ
حَديدِ خَمسٍ لَهزٌ حَدُّهُ
مَآرِثُ الأَفضَلِ لِلأَفضَلِ
عَريضِ سِتٍّ لَهَبٌ حُضرُهُ
يُصانُ بِالتَذليقِ في مجدَلِ
فَكَم شَهِدتُ الحَربَ في فِتيَةٍ
عِندَ الوَغى في عِثيَرِ القَسطَلِ
وَلا مُتَنَحينَ إِذا جِئتَهُم
وَفي هِياجِ الحَربِ كَالأَشبُلِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:16 PM
أَلا أَبلِغا عَنّي لُؤَيّاً رِسالَةً
بِحَقٍّ وَما تُغني رِسالَةُ مُرسِلِ
بَني عَمِّنا الأَدنَينَ تَيماً نَخُصُّهُم
وَإِخوانَنا مِن عبدِ شَمسٍ وَنَوفَلِ
أَظاهَرتُمُ قَوماً عَلَينا أَظِنَّةً
وَأَمرَ غَوِيٍّ مِن غُواةٍ وَجُهَّلِ
يَقولونَ إِنّا إِن قَتَلنا مُحَمَّداً
أَقَرَّت نَواصي هاشِمٍ بِالتَذَلُّلِ
كَذَبتُم وَبَيتِ اللَهِ يُثلمُ رُكنُهُ
وَمَكَّةَ وَالإِشعار في كُلِّ مَعمَلِ
وَبِالحَجِّ أَو بِالنيبِ تَدمى نُحورُها
بِمَدماهُ والرُكنِ العَتيقِ المُقَبَّلِ
تَنالونَهُ أَو تَعطِفوا دونَ نَيلِهِ
صَوارِمُ تَفري كُلَّ عَظمٍ وَمِفصَلِ
وَتَدعو بِأَرحامٍ وَأَنتُم ظَلَمتُمُ
مَصاليتَ في يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلِ
فَمَهلاً وَلَمّا تُنتج الحَربُ بِكرَها
يَبينُ تِمامٌ أَو تأخُّرُ مُعجَلِ
فَإِنَّا مَتى ما نَمرِها بِسُيوفِنا
نُجالِح فَنَعرُك مِن نَشاءُ بِكَلكَلِ
وَتَلقَوا رَبيعَ الأَبطَحينِ مُحَمَّداً
عَلى رَبوَةٍ في رَأسِ عَيطاءَ عَيطَلِ
وَتَأوي إِلَيهِ هاشِمٌ إِنَّ هاشِماً
عَرانينُ كَعبٍ آخِراً بَعدَ أَوَّلِ
فَإِن كُنتُمُ تَرجونَ قَتلَ مُحَمَّدٍ
فَروموا بِما جَمَّعتُمُ نَقلَ يَذبُلِ
فَإِنّا سَنَحميهِ بِكُلِّ طمرَّةٍ
وَذي مَيعَةٍ نَهدِ المَراكِلِ هَيكَلِ
وَكُلِّ رُدَينِيٍّ ظِماءٍ كُعوبُهُ
وَعَضبٍ كَإيماضِ الغَمامَةِ مِقصَلِ
وَكُلِّ جَرورِ الذَيلِ زَعفٍ مُفاضَةٍ
دِلاصٍ كَهَزهازِ الغَديرِ المُسَلسَلِ
بِأَيمانِ شُمٍّ مِن ذوائِبِ هاشِمٍ
مَغاويلُ بِالأَخطارِ في كُلِّ مَحفَلِ
هُمُ سادَةُ الساداتِ في كُلِّ مَوطِنٍ
وَخيرَةُ رَبِّ الناسِ في كُلِّ مُعضِلِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:16 PM
وإِنَّ اِمرَءاً أَبو عُتَيبَةَ عَمُّهُ
لَفي رَوضَةٍ ما إِن يُسام المَظالِما
أَقولُ لَهُ وَأَينَ مِنهُ نَصيحَتي
أَبا مُعتِبٍ ثَبِّت سَوادَكَ قائِما
فَلا تَقبَلَنَّ الدَهرَ ما عِشتَ خُطَّةً
تُسَبُّ بِها إِمّا هَبَطتَ المَواسِما
وَوَلِّ سَبيلَ العَجزِ غَيرَكَ مِنهُمُ
فَإِنَّكَ لَم تُخلَق عَلى العَجزِ لازِما
وَحارِب فَإِنَّ الحَربَ نِصفٌ وَلَن تَرى
أَخا الحَربِ يُعطي الخَسفَ حَتّى يُسالما
وَكَيفَ وَلَم يَجنوا عَلَيكَ عَظيمَةً
وَلَم يخذُلوكَ غانِماً أَو مُغارِما
جَزى اللَهُ عَنّا عَبدَ شَمسٍ وَنَوفَلاً
وَتَيماً وَمَخزوماً عُقوقاً وَمَأثَما
بِتَفريقِهِم مِن بَعدِ وُدٍّ وَأُلفَةٍ
جَماعَتَنا كَيما يَنالوا المَحارِما
كَذَبتُم وَبَيتِ اللَهِ نُبزى مُحَمَّداً
وَلمّا تَرَوا يَوماً لَدى الشِعبِ قائِما
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:17 PM
أَرِقت وَقَد تَصَوَّبتِ النُجومُ
وَبِتّ وَما تُسالِمُكَ الهُمومُ
لِظُلمِ عَشيرَةٍ ظَلموا وَعَقّوا
وَغِبُّ عُقوقِهِم كُلَأٌ وَخيمُ
هُمُ اِنتَهَكوا المَحارِمَ مِن أَخيهِم
وَلَيسَ لَهُم بِغَيرِ أَخٍ حَريمُ
إِلى الرَحمَنِ وَالكَرَمِ اِستَذَمّوا
وَكُلُّ فعالِهِم دَنِسٌ ذَميمُ
بَنو تَيمٍ تُؤازِرُها هُصيصٌ
وَمَخزومٌ لَها منّا قَسيمُ
فَلا تَنهى غُواةَ بَني هُصيصٍ
بَنو تَيمٍ وَكُلُّهُمُ عَديمُ
وَمَخزومٌ أَقَلُّ القَومِ حِلماً
إِذا طاشَت مِن الوَرَهِ الحُلومُ
أَطاعوا اِبنَ المُغيرَةِ وَاِبنَ حَربٍ
كِلا الرَجُلَينِ مُتَّهمٌ مُليمُ
وَقالوا خُطَّةً جَوراً وَحُمقاً
وَبَعضُ القَولِ أَبلَجُ مُستَقيمُ
فَمَهلاً قَومَنا لا تَركَبونا
بِمَظلَمَةٍ لَها أَمرٌ عَظيمُ
فَيَندَمَ بَعضُكُم وَيَذِلَّ بَعضٌ
وَلَيسَ بِمُفلِحٍ أَبَداً ظَلومُ
فَلا وَالراقِصاتِ بِكُلِّ خَرقٍ
إِلى مَعمورِ مَكَّةَ لا نريمُ
طَوالَ الدَهرِ حَتّى تَقتُلونا
وَنَقتُلَكُم وَتَلتَقِيَ الخُصومُ
وَيُصرعَ حَولَهُ مِنّا رِجالٌ
وَتَمنَعهُ الخُؤولَةُ وَالعُمومُ
وَيَعلَمَ مَعشَرٌ ظَلموا وَعَقّوا
بِأَنَّهُمُ هُمُ الخَدُّ اللَطيمُ
أَرادوا قَتلَ أَحمَدَ ظالِموهُ
وَلَيسَ بِقَتلِهِ فيهِم زَعيمُ
وَدونَ مُحَمَّدٍ مِنّا نَدِيٌّ
هُمُ العِرنينُ وَالأَنفُ الصَميمُ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:17 PM
سَقى اللَهُ رَهطاً هُمُ بِالحُجونِ
قِيامٌ وَقَد هَجَعَ النُوَّمُ
قَضَوا ما قَضَوا في دُجى لَيلِهِم
وَمُستَوسِنُ الناسِ لا يَعلَمُ
بَهاليلُ غُرٌّ لَهُمُ سورَةٌ
يُداوى بِها الأَبلَحُ المُجرِمُ
كَشِبهِ المُقاوِلِ عِندَ الحُجونِ
بَل هُم أَعَزُّ وَهُم أَعظَمُ
لَدى رَجُلٍ مُرشِدٍ أَمرُهُ
إِلى الحَقِّ يَدعو وَيَستَعصِمُ
فَلَولا حِذاري نَثا سُبَّةٍ
يَشيدُ بِها الحاسِدُ المُفعَمُ
وَرَهبَةَ عارٍ عَلى أُسرَتي
إِذا ما أَتى أَرضَنا المَوسِمُ
لَتابَعتُهُ غَيرَ ذي مِريَةٍ
وَلَو سيءَ ذو الرَأيِ وَالمُحرمُ
كَقَولِ قُصَيٍّ أَلا أَقصِروا
وَلا تَركَبوا ما بِهِ المَأثَمُ
فَإِنّا بِمَكَّةَ قِدماً لَنا
بِها العِزُّ وَالخَطَرُ الأَعظَمُ
وَمَن يَكُ فيها لَهُ عِزَّةٌ
حَديثاً فَعِزَّتُنا الأَقدَمُ
وَنَحنُ بِبَطحائِها الراسِبونَ
وَالقائِدونَ وَمَن يَحكُمُ
نَشأنا وَكُنّا قَليلاً بِها
نُجيرُ وَكُنّا بِها نُطعِمُ
إِذا عَضَّ أَزمُ السنين الأَنامَ
وَحبَّ القُتار بِها المُعدِمُ
نَماني شَيبَةُ ساقي الحَجيجِ
وَمَجدٌ مُنيفُ الذُرى مُعلَمُ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:17 PM
إِذا اِجتَمَعَت يَوماً قُرَيشٌ لِمَفخَرٍ
فَعَبدُ مَنافٍ سِرُّها وَصَميمُها
فَإِن حُصِّلَت أَشرافُ عَبدِ مَنافِها
فَفي هاشِمٍ أَشرافُها وَقَديمُها
فَإِن فَخرت يَوماً فَإِنَّ مُحَمَّداً
هُوَ المُصطَفى من سِرّها وَكَريمُها
تَداعَت قُرَيشٌ غَثُّها وَسَمينُها
عَلَينا فَلَم تَظفَر وَطاشَت حُلومُها
وَكُنّا قَديماً لا نُقِرُّ ظُلامَةً
إِذا ما ثَنوا صُعرَ الخُدودِ نُقيمُها
وَنَحمي حِماها كُلَّ يَومِ كَريهَةٍ
وَنَضرِبُ عَن أَحجارِها مَن يَرومُها
بِنا اِنتَعَشَ العودُ الذَواءُ وَإِنَّما
بِأَكنافِنا تَندى وَتَنمى أُرومُها
هُمُ السادَةُ الأَعلَونَ في كُلِّ حالَةٍ
لَهُم صِرمَةٌ لا يُستطاعُ قُرومُها
يَدينُ لَهُم كُلُّ البَرِيَّةِ طاعَةً
وَيُكرِمُهُم مِلأَرضِ عِندي أَديمُها
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:18 PM
لِمَن أَربُعٌ أَقوَينَ بَينَ القَدائِمِ
أَقَمنَ بِمَدحاةِ الرِياحِ التَوائِمِ
فَكَلَّفتُ عَينَيَّ البُكاءَ وَخِلتُني
قَدَ اِنزَفتُ دَمعي اليَومَ بَينَ الأَصارِمِ
وَكَيفَ بُكائي في الطُلولِ وَقَد أَتَت
لَها حِقَبٌ مُذ فارَقَت أُمّ عاصِمِ
غِفارِيَّةٌ حَلَّت بِبَولانَ خلَّةً
فَيَنبُعَ أَو حَلَّت بِهَضبِ الرَجائِمِ
فَدَعها فَقَد شَطَّت بِها غُربَةُ النَوى
وَشِعبٌ لِشَتِّ الحَيِّ غَيرُ مُلائِمِ
فَبَلِّغ عَلى الشَحناءِ أَفناءَ غالِب
لُؤَيّاً وَتيماً عِندَ نَصرِ الكَرائِمِ
بِأَنّا سُيوفُ اللَهِ وَالمَجدِ كُلّهِ
إِذا كانَ صَوتُ القَومِ وَحيَ الغَمائِمِ
أَلَم تَعلَموا أَنَّ القَطيعَةَ مَأثَمٌ
وَأَمرُ بَلاءٍ قاتِمٍ غَيرِ حازِمِ
وَأَنَّ سَبيلَ الرُشدِ يُعلَمُ في غَدٍ
وَأَنَّ نَعيمَ الدَهرِ لَيسَ بِدائِمِ
فَلا تَسفَهَن أَحلامُكُم في مُحَمَّدٍ
وَلا تَتبَعوا أَمرَ الغُواةِ الأَشائِمِ
تَمَنَّيتُمُ أَن تَقتُلوهُ وَإِنَّما
أَمانيّكُم هَذي كَأَحلامِ نائِمِ
فَإِنَّكُم وَاللَهِ لا تَقتُلونَهُ
وَلَمّا تَرَوا قَطفَ اللِحى وَالغَلاصِمِ
وَلَم تُبصِروا الأَحياءُ مِنكُم مَلاحِماً
تَحومُ عَلَيها الطَيرُ بَعدَ مَلاحِمِ
وَتَدعوا بِأَرحامٍ أَواصِرَ بَيننا
وَقَد قَطَعَ الأَرحامَ وَقعُ الصَوارِمِ
وَتَسمو بِخَيلٍ بَعدَ خَيلٍ يَحُثُّها
إِلى الرَوعِ أَبناءُ الكُهولِ القَماقِمِ
مِنَ البيضِ مِفضالٌ أَبِيٌّ عَلى العِدا
تَمَكَّنَ في الفَرعَينِ في حَيِّ هاشِمِ
أَمينٌ مُحِبٌّ في العِبادِ مُسَوَّمٌ
بِخاتمِ رَبٍّ قاهِرٍ للخَواتِمِ
يَرى الناسُ بُرهاناً عَلَيهِ وَهَيبَةً
وَما جاهِلٌ أَمراً كَآخَرَ عالِمِ
نَبِيٌّ أَتاهُ الوَحيُ مِن عِندِ رَبِّهِ
وَمَن قالَ لا يَقرَع بِها سِنَّ نادِمِ
تُطيفُ بِهِ جُرثومَةٌ هاشِمِيَّةٌ
تُذَبِّبُ عَنهُ كُلَّ عاتٍ وَظالِمِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:18 PM
أَلا مَن لِهَمٍّ آخِرَ اللَيلِ مُعتِمِ
طَواني وَأُخرى النَجمِ لَمّا تَقَحَّمِ
طَواني وَقَد نامَت عُيونٌ كَثيرَةٌ
وَسامِرُ أُخرى قاعِدٌ لَم يُنَوّمِ
لِأَحلامِ قَومٍ قَد أَرادوا مُحَمَّداً
بِظُلمٍ وَمَن لا يَتَّقي الظُلمَ يُظلَمِ
سَعَوا سَفَهاً وَاِقتادَهُم سوءُ أَمرِهِم
عَلى فائِلٍ مِن أَمرِهِم غَيرِ مُحكَمِ
رجاةَ أُمورٍ لَم يَنالوا نِظامَها
وَإِن نَشَدوا في كُلِّ بَدوٍ وَمَوسِمِ
تُرَجّونَ مِنّا خُطَّةً دونَ نيلِها
ضِرابٌ وَطَعنٌ بِالوَشيجِ المُقَوَّمِ
تُرَجّونَ أَن نَسخى بِقَتلِ مُحَمَّدٍ
وَلَم تَختَضِب سُمرُ العَوالي مِنَ الدَمِ
كَذَبتُم وَبَيتِ اللَهِ حَتّى تَعَرَّفوا
جَماجِمَ تُلقى بِالحَطيمِ وَزَمزَمِ
وَتُقطَعَ أَرحامٌ وَتَنسى حَليلَةٌ
حَليلاً وَيُفشى مَحرَمٌ بَعدَ مَحرَمِ
وَيَنهَضَ قَومٌ في الحَديدِ إِلَيكُمُ
يَذُبّونَ عَن أَحسابِهِم كُلَّ مُجرِمِ
وَظُلمُ نَبِيٍّ جاءَ يَدعو إِلى الهُدى
وَأَمرٌ أَتى مِن عِندِ ذي العَرشِ قَيِّمِ
هُمُ الأُسدُ أُسدُ الزارَتَينِ إِذا غَدَت
عَلى حَنَقٍ لَم يُخشَ إِعلامُ مُعلِمِ
فَيا لبني فِهرٍ أَفيقوا وَلَم تَقُم
نَوائِحُ قَتلى تَدَّعي بِالتَنَدُّمِ
عَلى ما مَضى مِن بَغيِكُم وَعُقوقِكُم
وَغِشيانِكُم مِن أَمرِنا كُلَّ مَأثَمِ
فَلا تَحسِبونا مُسلميهِ وَمِثلُهُ
إِذا كانَ في قَومٍ فَلَيسَ بِمُسلَمِ
فَهَذي مَعاذيرٌ وَتَقدِمَةٌ لَكُم
لِكَي لا تَكونَ الحَربُ قَبلَ التَقَدُّمِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:18 PM
أَلَم تَرَني مِن بَعدِ هَمٍّ هَمَمتُهُ
بِفُرقَةِ حُرٍّ مِن أَبينَ كِرامِ
بِأَحمَدَ لَمّا أَن شَدَدتُ مَطِيَّتي
بِرَحلي وَقَد وَدَّعتُهُ بِسَلامِ
فَلَمّا بَكى وَالعيسُ قَد قَلُصَت بِنا
وَقَد ناشَ بِالكَفّينِ ثِنيَ زِمامِ
ذَكَرتُ أَباهُ ثُمَّ رَقرقت عَبرَةً
تَجودُ مِنَ العَينَينِ ذاتَ سِجامِ
فَقُلتُ تَرَحَّل راشِداً في عُمومَةٍ
مُواسينَ في البَأساءِ غَيرِ لِئامِ
وَجاءَ مَعَ العيرِ الَّتي راحَ رَكبُها
شَآمي الهَوى وَالأَصلُ غَيرُ شَآمِ
فَلَمّا هَبَطنا أَرضَ بُصرى تَشَوَّفوا
لَنا فَوقَ دورٍ يَنظُرونَ عِظامِ
فَجاءَ بَحيرا عِندَ ذلِكَ حاشِداً
لَنا بِشرابٍ طَيِّبٍ وَطَعامِ
فَقالَ اِجمَعوا أَصحابَكُم عِندَما رَأى
فَقُلنا جَمَعنا القَومَ غَيرَ غُلامِ
يَتيمٍ فَقالَ اِدعوهُ إِنَّ طَعامَنا
لَهُ دونَكُم مِن سوقَةٍ وَإِمامِ
وَآلى يَميناً بَرَّةً إِنَّ زادَنا
كَثيرٌ عَلَيهِ اليَومَ غَيرُ حَرامِ
فَلَولا الَّذي خَبَّرتُمُ عَن مُحَمَّدٍ
لَكُنتُم لَدَينا اليَومَ غَيرَ كِرامِ
وَأَقبَلَ رَكبٌ يَطلُبونَ الَّذي رَأى
بَحيراءُ رأيَ العَينِ وَسطَ خِيامِ
فَثارَ إِلَيهِم خَشيَةً لِعُرامِهِم
وَكانوا ذَوي بَغيٍ مَعاً وَعُرامِ
دَريسٌ وَهَمّامٌ وَقَد كانَ فيهُمُ
زَريرٌ وَكُلُّ القَومِ غَيرُ نِيامِ
فَجاؤوا وَقَد هَمّوا بِقَتلِ مُحَمَّدٍ
فَرَدَّهُمُ عَنهُ بِحُسنِ خِصامِ
بِتَأويلِهِ التَوراةَ حَتّى تَيَقَّنوا
وَقالَ لَهُم رُمتُم أَشَدَّ مَرامِ
أَتَبغونَ قَتلاً لِلنَبِيَّ مُحَمَّدٍ
خُصِصتُم عَلى شُؤمٍ بِطولِ أثامِ
وَإِنَّ الَّذي يِختارُهُ مِنهُ مانِعٌ
سَيَكفيهِ مِنكُم كَيدَ كُلِّ طَغامِ
فَذَلِكَ مِن أَعلامِهِ وَبَيانِهِ
وَلَيسَ نَهارٌ واضِحٌ كَظَلامِ
ابو طالب
المخضرمون
الحمدان
08-01-2024, 04:19 PM
أَبكى العُيونَ وَأَذرى دَمعَها درَراً
مُصابُ شَيبَةَ بَيتِ الدينِ وَالكَرَمِ
كانَ الشُجاعَ الجَوادَ الفَردَ سُؤدَدُهُ
لَهُ فَضائِلُ تَعلو سادَةَ الأُمَمِ
مَضى أَبو الحَرثِ المَأمولُ نائِلُهُ
وَالمُنتَشى صَولُهُ في الناسِ وَالنِعَمِ
هُوَ الرَئيسُ الَّذي لا خَلقَ يَقدُمُهُ
غَداةَ يَحمي عَنِ الأَبطالِ بِالعَلَمِ
العامِرُ البَيت بَيت اللَهِ يَملؤُهُ
نوراً فَيَجلو كُسوفَ القَحطِ وَالظُلَمِ
رَبُّ الفِراشِ بِصَحنِ البَيتِ تَكرِمَةً
بِذاكَ فُضِّلَ أَهلُ الفَخرِ وَالقِدَمِ
بَكَت قُرَيشٌ أَباها كُلَّها وَعَلى
إِمامِها وَحِماها الثابِتِ الدِعَمِ
صَفِيُّ بَكِّي وَجودي بِالدُموعِ لَهُ
وَأسعِدي يا أُمَيم اليَومَ بِالسَجَمِ
يُجِبكِ نِسوَةُ رَهطٍ مِن بَني أَسَدٍ
وَالغُرِّ زَهرَةَ بَعدَ العُربِ وَالعَجَمِ
أَلَم يَكُن زَينَ أَهلِ الأَرضِ كُلِّهِم
وَعِصمَةَ الخَلقِ مِن عادٍ وَمِن أرِمِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:19 PM
أَتَعلَمُ مَلكَ الحُبشِ أَنَّ مُحَمَّداً
نَبِيٌّ كَموسى وَالمَسيحِ اِبنِ مَريَمِ
أَتى بِهُدىً مِثلَ الَّذي أَتَيا بِهِ
وَكُلٌّ بِأَمرِ اللَهِ يَهدي وَيَعصِمِ
وَإِنَّكُمُ تَتلونَهُ في كِتابِكُم
بِصِدقِ حَديثٍ لا بِصِدقِ التَرَجُّمِ
فَلا تَجعَلوا لِلَّهِ نِدّاً وَأَسلِموا
وَإِنَّ طَريقَ الحَقِّ لَيسَ بِمُظلِمِ
ابو طالب
الحمدان
08-01-2024, 04:19 PM
لَقَد ضمّتِ العفراءُ مَجداً وَسُؤدداً
وَحِلماً أَصيلاً وافرَ اللبّ والعقلِ
عُبيدةُ فَاِبكيهِ لأضيافِ غربةٍ
وَأرملةٍ تهوي لأشعث كالجذلِ
وَبكّيهِ للأقوامِ في كلّ شتوةٍ
إِذا اِحمرّ آفاق السماءِ من المحلِ
وَبكّيهِ للأيتامِ والريحُ زفزفٌ
وَتشتيت قدرٍ طالما أربدت تغلي
فَإِن تُصبح النيرانُ قَد ماتَ ضوؤها
فَقَد كانَ يُذكيهنّ بالحطبِ الجزلِ
لِطارقِ ليلٍ أَو لِملتمس القرى
وَمستنبحٍ أَضحى لديهِ على رسلِ
هند بنت أثاثة بن عباد
الحمدان
08-01-2024, 04:19 PM
قد كان بعدك أنباء وهنبثة
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها
فاحتل لقومك واشهدهم ولا تغب
قد كنت بدرا ونورا يستضاء به
عليك تنزل من ذي العزة الكتب
وكان جبريل بالآيات يحضرنا
فغاب عنا وكل الغيب محتجب
فقد رزئت أبا سهلا خليقته
محض الضريبة والأعراق والنسب
هند بنت أثاثة بن عباد
الحمدان
08-01-2024, 04:20 PM
ألا يا عين بكي لا تملي
فقد بكر النعي بمن هويت
وقد بكر النعي بخير شخص
رسول الله حقا ما حييت
ولو عشنا ونحن نراك فينا
وأمر الله يترك ما بكيت
فقد بكر النعي بذاك عمدا
فقد عظمت مصيبة من نعيت
وقد عظمت مصيبته وجلت
وكل الجهد بعدك قد لقيت
إلى رب البرية ذاك نشكو
فإن الله يعلم ما أتيت
أفاطم إنه قد هد ركني
وقد عظمت مصيبة من رزيت
هند بنت أثاثة بن عباد
الحمدان
08-01-2024, 04:20 PM
أشاب ذؤابي وأذل ركني
بكاؤك فاطم الميت الفقيدا
فأعطيت العطاء فلم تكدر
أخدمت الولائد والعبيدا
وكنت ملاذنا في كل لزب
إذا هبت شآمية برودا
وإنك خير من ركب المطايا
وأكرمهم إذا نسبوا جدودا
رسول الله فارقنا وكنا
نرجي أن يكون لنا خلودا
أفاطم فاصبري فلقد أصابت
رزيئتك التهائم والنجودا
وأهل البر والأبحار طرا
فلم تخطيء مصيبته وحيدا
وكان الخير يصبح في ذراه
سعيد الجد قد ولد السعودا
هند بنت أثاثة بن عباد
الحمدان
08-01-2024, 04:21 PM
خزيت في بدر وبعد بدر
يا بنت وقاع عظيم الكفر
صبحك الله غداة الفجرم
الهاشميين الطوال الزهر
بكل قطاع حسام يفري
حمزة ليثيٌ وعلي صقري
إذ رأم شيب وأبوك غدري
فخضبا منه ضواحي النحر
ونذرك السوء فشر نذر
هند بنت أثاثة بن عباد
المخضرمون
الحمدان
08-01-2024, 04:21 PM
أُمَيَّ يا اِبنَ الأَسكَرِ بنِ مُدلِجِ
لا تَجعَلَن هَوازِناً كَمَذحِجِ
إِنَّكَ إِن تَلهُج بِأَمرٍ تَلحَجِ
ما النَبعُ في مَغرِسِهِ كَالعَوسَجِ
وَلا الصَريحُ المَحضُ كَالمُمَزَّجِ
يزيد بن عبدالمدان
الحمدان
08-01-2024, 04:21 PM
يا لِلرِجالِ لِطارِقِ الأَحزانِ
وَلِعامِرِ بنِ طُفَيلٍ الوَسنانِ
كانَت إِتاوَةُ قَومِهِ لِمُحَرِّقٍ
زَمَنالً وَصارَت بَعدُ لِلنُعمانِ
عَدَّ القَوارِسَ مِن هَوازِنَ كُلِّها
فَخراً عَلَيَّ وَجِئتُ بِالدَيّانِ
فَإِذا لِيَ الشَرَفُ المَتينُ بِوالِدٍ
ضَخمِ الدَسيعَةِ زانَني وَنَماني
يا عامِ إِنَّكَ فارِسٌ ذو مَنعَةٍ
غَضُّ الشَبابِ أَخو نَدىً وَقِيانِ
وَاِعلَم بِأَنَّكَ يا اِبنَ فارِسِ قُرزُلٍ
دونَ الَّذي تَسعى لَهُ وَتُداني
لَيسَت فَوارِسُ عامِرٍ بِمُقِرَّةٍ
لَكَ بِالفَضيلَةِ في بَني غَيلانِ
فَإِذا لَقيتَ بَني الحماسِ وَمالِكٍ
وَبَني الضِبابِ وَحَيِّ آلِ قَنانِ
فَاِسأَل عَنِ الرِجلِ المُنَوِّهِ بِاِسمِهِ
وَالدافِعِ الأَعداءَ عَن نَجرانِ
يُعطى المَقادَةَ في فَوارِسِ قَومِهِ
كَرَماً لَعَمرُكَ وَالكَريمُ يَِمانِ
يزيد بن عبدالمدان
الحمدان
08-01-2024, 04:22 PM
تَمالى عَلى النُعمانِ قَومٌ إِلَيهِم
مَوارِدُهُ في مِلكِهِ وَمَصادِرُه
عَلى غَيرِ ذَنبٍ كانَ مِنهُ إِلَيهِمِ
سِوى أَنَّهُ جادَت عَلَيهِم مَواطِرُه
فَباعَدَهُم مِن كُلِّ شَرٍّ يَخافُهُ
وَقَرَّبَهُم مِن كُلِّ خَيرٍ يُبادِرُه
فَظَنَّوا وَأَعراضُ المَنونِ كَثيرَةٌ
بِأَنَّ الَّذي قالوا مِنَ الأَمرِ ضائِرُه
فَلَم يَنقُصوهُ بِالَّذي قيلَ شَعرَةً
وَلا فُلِّلَت أَنيابُهُ وَأَظافِرُه
وَلَلحارِثُ الجَفنِيُّ أَعلَمُ بِالَّذي
يَبوءُ به النُعمانُ إِن جَفَّ طائِرُه
فَيا حارِ كَم فيهِم لِنُعمان نعمَةً
مِنَ الفَضلِ وَالمَنِّ الَّذي أَنا ذاكِرُه
ذُنوباً عَفا عَنها وَمالاً أَفادَهُ
وَعَظماً كَسيراً قَوَّمَتهُ جَوابِرُه
وَلَوسالَ عَنكَ الغائِبينَ اِبنُ مُنذِرٍ
لَقالوا لَهُ القَولَ الَّذي لا يُحاذِرُه
يزيد بن عبدالمدان
الحمدان
08-01-2024, 04:22 PM
يا قَيسُ أَرسِل أَسيراً مِن بَني جُشَمٍ
إِنّي بِكُلِّ الَّذي تَأتي بِهِ جازي
لا تَأَمَنِ الدَهرَ أَن تَشجي بِغُصَّتِهِ
فَاِختَر لِنَفسِكَ إِحمادي وَإِعزازي
فَاِفكُك أَخا مِنقَرٍ عَنهُ وَقُل حَسَناً
فيما سُئِلتَ وَعَقِّبهُ بِإِنجازِ
يزيد بن عبدالمدان
المخضرمون
الحمدان
08-01-2024, 04:22 PM
أنا قاهِرُ الظَّالمِين الّذِي
بِيَ الصَّعْب يُقْرَنُ حتَّى يليناَ
لا أغبِطُ من كانَ لي ظالماً
عذابِي أليمٌ على الظَّالميناَ
عَذَابي أليمٌ لمنْ مَسَّهُ
وصَفْحِى جميلٌ عن الجاهليناَ
وأمرٍ عُنيت بهِ عُضْلَةٍ
سَرَرْتُ بتفريجهِ الأقربيناَ
وقومٍ جَدَعْتُ عَرَانينَهُمْ
فجاءَ قَماَقِمُهُمْ يُهْرَعُوناَ
تَرَاهُمْ لَدَىَّ من الذُّلّ لي
كمِثْل البائِم لا يَنطِقوناَ
أجُودُ بمالي على سائلي
وألْفَي بأسرَارِ هِنْدٍ ضَنِيناَ
نافع الزبيري
الحمدان
08-01-2024, 04:23 PM
لججتُ وكنتُ في الذكرى لجوجا
لهم طالما بعثَ النشيجا
ووَصفٍ من خديجةَ بعد وصفٍ
فقد طال انتظاري يا خديجا
ببَطنِ المكتين على رجائي
حديثكِ أن أرى منهُ خروجا
بما خبَّرتنا من قولِ قس
من الرهبان أكرهُ أن يحوجا
بأنّ محمداً سيسودُ فينا
ويَخصمُ مَن يكونُ له حجيجا
ويظهِر في البلاد ضياءَ نور
يُقيم به البريّة أن تموجا
فيَلقى مَني محاربُه خساراً
ويَلقى من يُسالمُهُ فُلوجا
فيا لَيتني إذا ما كان ذاكم
شَهدتُ فكنتُ أوَّلَهم وُلوجا
وُلوجاً في الذي كَرهت قريشُ
ولَو عجّت بمكّتها عَجيجا
أرجي بالذي كرهوا جميعاً
إلى ذي العرشِ إن سفلوا عُروجا
وهل أمرُ السفالةِ غيرُ كفر
بمَن يختار مَن سمكَ البروجا
فإن يبَقوا وأبقَ تكُن أمورٌ
يضجُّ الكافرونَ لها ضجيجا
وإن أهلك فكلُّ فتىً سَيلقى
من الأقدار متلفةً حروجا
ورقة بن نوفل
المخضرمون
الحمدان
08-01-2024, 04:23 PM
ألا مَن مُبلغٌ عمراً رَسولا
فإني من مخافتهِ مُشيحُ
أفرّ إلى بني ثعل بن عمرو
وحولي من بني جَرمٍ نبوحُ
أعوذُ بربِّ بيت الظلم منه
وبالرحمن إذ شرقَ المسيحُ
تركتُ لكَ البلاد وماء بحري
لأنزح عنكَ لو نفعَ النزوحُ
ورقة بن نوفل
الحمدان
08-01-2024, 04:23 PM
أتبكر أم أنتَ العشيةَ رائحُ
وفي الصَدرِ من إضمارك الحزنَ قادحُ
لفُرقةِ قومٍ لا أحب فراقهم
كأنَّك عنهم بعد يومين نازحُ
وأخبار صِدقٍ خبِّرت عن محمد
يُخبّرها عنه إذا غابَ ناصحُ
فتاكِ التي وجَّهتِ يا خيرَ حُرَّةٍ
بغورٍ وبالنجدين حيثُ الصحاصحُ
إلى سوقِ بُصرى في الركاب التي غدت
وهُنَّ من الاحمال قعص دوالح
فخبرنا عن كلِّ خير بعلمهِ
وللحقِّ أبوابٌ لهن مفاتحُ
بأن ابنَ عبد اللَه أحمد مرسلٌ
إلى كلِّ من ضُمَّت عليه الأباطحُ
وظنّي به أن سوف يُبعث صادقاً
كما أرسلَ العبدانِ هودٌ وصالحُ
وموسى وإبراهيمُ حتى يُرى له
بهاءٌ ومنشورٌ من الذكر واضحُ
ويتبعه حيّا لؤيٍّ جماعة
شبابهُم والأِيبون الجحاجحُ
فإن أبقَ حتى يدركَ الناسَ دهرهُ
فإنّي به مُستبشرُ الودِّ فارحُ
وإلا فإني يا خديجةُ فاعلمي
عن أرضكِ في الأرضِ العريضةِ سائحُ
ورقة بن نوفل
الحمدان
08-01-2024, 04:23 PM
لَقد نصحتُ لأقوامٍ وقلتُ لهم
أنا النذير فلا يغروكم أحدُ
لا تعبدنَّ إلهاً غير خالقكم
فإن دعَوكم فقولوا بيننَا حدَدُ
سبحان ذي العرشِ سبحاناً يعادلهُ
ربُّ البريَّة فرد واحدٌ صمدُ
سُبحانَهُ ثم سُبحاناً يعودُ لهُ
وقبلُ سبَّحَه الجوديُّ والجمدُ
مُسخَّرٌ كلُّ من تحت السماء لهُ
لا ينبغي أن يناوي مُلكهُ أحدَ
لا شيء مما ترى تبقى بشاشتهُ
يَبقى الالهُ ويفنى المالُ والولدُ
لم تُغن هرمز يوماً من خزائنه
والخلدَ قد حاولت عادٌ فما خلَدوا
ولا سليمانَ إذ دانَ الشعوبُ لهُ
اللإنسُ والجنُّ تجري بينها البُرُدُ
أينَ الملوكُ التي دانت لعزَّتها
من كل أوب إليها وافدٌ يفد
حوضٌ هنالك مورودٌ بلا كذبٍ
لا بدَّ من وردِه يوماً كما وردوا
ورقة بن نوفل
الحمدان
08-01-2024, 04:24 PM
ألا أبلغ لديك أبا عقيل
فما بيني وبينك من ودادِ
تعيبُ أمانتي وتذُّم أهلي
وتأكلني إلى حضرٍ وباد
فأيّاً ما وأيّ كان أبلغي
وأسعى في العشيرة بالفساد
فلا لاقى سروراً من مليك
ولا زالت يداه في صفادِ
ورقة بن نوفل
الحمدان
08-01-2024, 04:24 PM
هل أتى ابنتيَ عُثمانَ أنَّ أباهما
حانَت منيَّتُه بجنبِ الفرصد
ركبَ البريد مخاطراً عن نفسه
ميت المضنَّة للبريد المقصد
فلأبكيَن عثمان حقَّ بكائهِ
ولانشدَن عمراً وإن لم ينشد
بل ليت شعري عنك يا ابن حويرث
أسقيتَ سماً في الأناءِ المصعدِ
أم كان حتفاً سيق ثَم لحينه
إنّ المنيّة للحمام لتهتدي
قد كان زيناً في الحياة لقومه
عثمان أمسى في ضريحٍ ملحدِ
ولقد برى جسمي وقلت لقومنا
لما أتاني موته لا تبعد
أمسى ابن جفنة في الحياة مهلكاً
وصفيُّ نفسي في ضريحٍ مؤصد
واللَه ربي إن سلمتُ لآثرن
فيه بضربة جازم لم يقصد
ورقة بن نوفل
الحمدان
08-01-2024, 04:24 PM
يا للرجال وصرفِ الدهرِ والقَدرِ
وما لشيءٍ قضاهُ اللَه من غيرِ
جاءت خديجة تدعوني لأخبرَها
ومالَنا بخفيِّ الغيب من خبَر
جاءت لتسألني عنه لأخبرَها
أمراً أراه سيأتي الناسَ من أخر
فخبَّرتني بأمر قد سمعتُ بهِ
فيما مضى من قديم الدهر والعُصُر
بأن أحمدَ يأتيهِ فيُخبرُه
جبريلُ أنك مبعوثٌ إلى البشرِ
فقلت عل الذي ترجينَ يُنجزُهُ
لكِ الألهُ فرجّي الخير وانتظري
وأرسليه الينا كي نسائلهُ
عن أمره ما يرى في النوم والسهر
فقال حين أتانا منطقاً عجباً
يقِفُّ منه أعالي الجلدِ والشعر
إني رأيت أمينَ اللَهِ واجهني
في صورة أكملت من أعظم الصور
ثم استمر فكان الخوف يذعرني
مما يسلم ما حولي من الشجر
فقلت ظني وما أدري أيصدقني
أن سوف يبعثُ يتلو منزلَ السور
وسوف أبليك إن أعلنتَ دعوتهم
من الجهاد بلا من ولا كدَرِ
ورقة بن نوفل
الحمدان
08-01-2024, 04:25 PM
لمن الديار غَشيتُها كالمُهرَقِ
قَدُمت وعهدُ جديدها لم يُخلقِ
إني يراني المُوعديَ كأنني
في الحصن من نجران أو في الأبلقِ
في يافعٍ دون السماء ممرَّدٍ
صَعبٍ تزلُّ به بنانُ المرتقي
ويصدُّهُم عني بأنّي ماجدٌ
حسبي وأصدُقُهم إذا ما نلتَقي
وإذا عفَوتُ عَفَوت عفواً بيِّناً
وإذا انتَصرتُ بلغتُ رنقَ المُستقى
ورقة بن نوفل
الحمدان
08-01-2024, 04:25 PM
وإن يكُ حقّاً يا خديجةُ فاعلمي
حديثُكِ إيّاها فأحمدُ مرسلُ
وجبريل يأتيه وميكالُ فاعلمي
من اللَه وحيٌ يشرحُ الصدر منزلُ
يفوزُ به من فاز فيها بتوبةٍ
ويشقى به العاتي الغرير المُضَلَّلُ
فريقان منهم فرقةُ في جنانِه
وأخرى بأجواز الجحيمِ تغلَّلُ
فسبحانَ من تهوى الرياحُ بأمرهِ
ومن هو في الأيّامِ ما شاءَ يفعَلُ
ومن عرشهُ فوقَ السماوات كلّها
وأقضاؤهُ في خلقهِ لا تبدَّلُ
ورقة بن نوفل
الحمدان
08-01-2024, 04:25 PM
رَشَدتَ وأنعمت ابن عمرو وإنما
تجنبتَ تنوراً من النار حاميا
بدينك ربّاً ليس ربّ كمثلهِ
وتركك أوثان الطواغي كما هيا
وإدراكك الدينَ الذي قد طلبته
ولم تكُ عن توحيدِ ربِّك ساهيا
فأصبحتَ في دارٍ كريمٍ مُقامُها
تُعلَّل فيها بالكرامة لاهيا
تُلاقي خليل اللَه فيها ولم تكن
من الناس جبّاراً إلى النار هاويا
وقد تدركُ الإنسان رحمة ربِّه
ولو كان تحتَ الأرضِ سبعينَ واديا
أقولُ إذا جاوزتُ أرضاً مخوفةً
حنانيك لا تُظهر عليّ الأعاديا
حنانيكَ إن الجن كانت رجاءهم
وأنت إلهي ربَّنا ورجائيا
أدينُ لربٍّ يستجيبُ ولا أرى
أدينُ لمن لا يسمَعُ الدهرَ داعيا
أقولُ إذا صلَّيتُ في كلِّ بيعةٍ
تباركتَ قد أكفأتُ باسمكَ داعيا
ورقة بن نوفل
الحمدان
08-01-2024, 04:26 PM
وَفيهنَ بَيضاءُ دارِيّةٌ
دَهاسٌ مُعنّنةُ المُرتَدى
بِعطفين من عَوهَجٍ عَينُها
إِلى الفرعِ والخَصَلات العُلا
أَخَذتُ قُرَينَةَ مُلتاحَةً
قطوفَ العَشيِّ مِزاقَ الضُّحى
بُكوراً تُبَلِّغُها بِالسِّبالِ
مِن عَينِ جَبَّةَ ريحِ الثَّرى
مُروَّعةً تَستَحيلُ الشخوصُ
مِنَ الخَوفِ تَسمَعُ ما لا تَرى
لَها مَلمعانِ إِذا أَوغَفا
يَحُثّانِ جؤجؤها بِالوَحى
وَفي كُلِّ وَجهٍ لها مَيفَعٌ
وَفي كُلِّ وَجهٍ لَها مُرتَعى
فَلَم أَر راويَةً مِثلها
وَلا مِثل ما فَعَلت في الهُدى
تقدمها شحشح جائِز
لماء قعير يُريد الهُدى
هَميجٌ تَعلَّلُ عَن خاذِلٍ
نَتيجِ ثَلاثٍ بَغيضِ الثَّرى
تَصيدُ الجَليسَ بأَزيانِها
وَدلٍّ أَجابَت عَليهِ الرُّقى
حميد بن ثور الهلالي
المخضرمون
الحمدان
08-01-2024, 04:26 PM
وَلَقَد نَظَرتُ إِلى أَغَرَّ مُشَهَّرٍ
بِكرٍ توسّن بِالخميلَةِ عونا
مُتَسَنمٍ سَنِماتِها مُتَفجِّسٍ
بِالهَدرِ يَملأُ أَنفساً وَعيوناً
بِتنا نُراقِبُهُ وَباتَ يَلفُّنا
عَمِدَ السِّنام مُقدِّماً عُثنونا
لَقِحَ العجافُ لَهُ لِسابعِ سَبعَةٍ
وَشَرِبنَ بَعدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوينا
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:26 PM
تجرَّم أَهلوها لأَن كُنتُ مُشعراً
جنوناً بِها يا طول هَذا التَّجرُّمِ
وَما لي مِن ذَنبٍ إِلَيهم عَلِمتُه
سِوى أَنَّني قَد قُلتُ يا سرحةُ اسلمي
بَلى فاسلمي ثمَّ اسلمي ثمّتَ اسلمي
ثَلاثَ تحياتٍ وإِن لَم تَكلّمي
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:26 PM
لَما تَخايَلت الحُمولُ حَسبتَها
دَوماً بأَيلَةَ ناعِماً مَكموما
يا أَيُّها السَّدِمُ المُلوِّي رأسَه
ليَقودَ مِن أَهلِ الحِجازِ بَريما
أَتُريد عَمرَو بن الخَليعِ وَدونهُ
كَعبٌ إِذاً لَوَجَدتَهُ مَرؤوما
إِنَّ الخَليعَ وَرهطَهُ في عامِرٍ
كالقَلبِ أُلبِسَ جُؤجُؤا وَحَزيما
لا تسرعَنَّ إِلى رَبيعةَ إِنَّهُم
جَمَعوا سَواداً لِلعدوِّ عَظيما
شَعباً تَفَرَّقَ مِن جِماعٍ واحِدٍ
عَدلت مَعدّاً تابِعاً وَصَميما
لا تَغزوَنَّ الدَّهرَ آل مُطَرِّفٍ
لا ظالِماً أَبَداً وَلا مَظلوما
فاقصِد بِذرعِكَ لَو وَطئتَ بِلادَهُم
لاقَت بكارَتُكَ الحِقاقُ قُروما
وَتَعاقبتكَ كَتائِب ابن مُطَرِّفٍ
فأَرَتكَ في وَضحِ الصَّباحِ نُجوما
قَومٌ رِباطُ الخَيلِ وَسطَ بيوتِهِم
وأَسِنَّةٌ زُرقٌ تُخال نُجوما
وَمخرقٍ عَنهُ القَميصُ تَخالُهُ
وَسطَ البيوتِ مِنَ الحَياءِ سَقيما
حَتّى إِذا رُفِعَ اللواءُ رأَيتَهُ
تَحتَ اللواءِ عَلى الخَميسِ زَعيما
وإِذا تَشاءُ وَجَدت مِنهُم مانِعاً
فَلِجاً عَلى سُخطِ العَدوّ مُقيما
أَو ناشِئاً حَدثاً تُحَكِّمَ مِثلَهُ
صُلعُ الرِّجالِ تَوارثَ التَّحكيما
لَن تَستَطيعَ بأَن تُحَوِّلَ عِزَّهُم
حَتّى تُحَوِّلَ ذا الضَّبابِ يَسوما
إِن سالموكَ فَدَعهُمُ مِن هَذِهِ
وارقُد كَفى لَكَ بِالرُّقادِ نَعيما
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:27 PM
أَلا هيّما مِمّا لَقيتُ وَهيّما
وَويحاً لِمَن لَم أَلقَ مِنهُن وَيحَما
أَأَسماءُ ما أَسماءُ لَيلَةَ أَدلَجَت
إِليَّ وأَصحابي بأَيٍّ وأيَّما
سَل الرّبع أَنّى يَمَّمَت أُمُّ سالِمٍ
وَهَل عادَةٌ لِلرّبعِ أَن يَتَكَلَّما
وَقَولاً لَها يا حَبذا أَنت هَل بَدا
لَها أَو أَرادَت بعدنا أَن تأَيَّما
وَلَو أَنَّ ربعاً رَدَّ رَجعاً لِسائِلٍ
أَشارَ إِليَّ الرّبعُ أَو لَتفهَّما
أَرى بَصري قَد رابَني بَعدَ حِدَّةٍ
وَحَسبُك داء أَن تصحَّ وَتَسلَما
وَلا يَلبَثُ العَصرانِ يَوماً وَلَيلَةً
إِذا طَلبا أَن يُدرِكا ما تَيمَّما
وَصَوتٍ عَلى فَوتٍ سَمِعتُ وَنَظرَةٍ
تَلافَيتها واللَّيلُ قَد صارَ أَبهَما
بِجِدّةِ عَصرٍ مِن شَبابٍ كأَنَّهُ
إِذا قُمتُ يَكسوني رِداءً مسهَّما
أَجدك شاقَتكَ الحُمولُ تَيمَّمَت
هَدانَينِ واجتابَت يَميناً يَرَمرَما
عَلى كُلِّ مَنسوجٍ بِيبريَن كُلِّفت
قُوى نِسعَتَيهِ محزِماً غَيرَ أَهضَما
رعينَ المُرار الجونَ مِن كُل مِذنَبٍ
شَهورَ جُمادى كلّها والمُحَرَّما
إِلى النِّيرِ فاللعباءِ حَتّى تَبَدَّلَت
مَكانَ رَواغيها الصريفَ المُسَدَّما
وَعادَ مُدمَّاها كُميتاً وأَشبَهَت
كلومَ الكُلى منها وِجاراً مهدَّما
وَخاضَت بأَيديها النِّطافَ وَدَعدَعَت
بأَقتادِها إِلا سَريحاً مُخَدَّما
وَقَد عادَ فيها ذو الشَّقاشِق واضِحاً
هِجاناً كَلون القُلبِ والجَونُ أَصحَما
تَناولُ أَطرافَ الحِمى فَتنالُهُ
وَتَقصرُ عَن أَوساطِهِ أَن تَقَدَّما
وَجاءَ بِها الرُّوَّادُ يحجزُ بَينَها
سُدىً بَينَ قَرقارِ الهَديرِ وأَعجَما
فَقامَت إِلَيهنَّ العَذارى فأقدعَت
أَكُفَّ العَذارى عِزَّةً أَن تُخَطّما
فَقربن مَوضوناً كأَنَّ وَضينَهُ
بِنيقٍ إِذا ما رامَه الغُفرُ أَحجَما
صِلَخداً كأَن الجنَّ تَعزفُ حَولَهُ
وَصَوتُ المُغَنّى والصَّدى ما تَرنَّما
بِغيرِ حَياً جاءَت بِهِ أَرحبيَّةٌ
أَطالَ بِها عامَ النِتاجِ وأَعظَما
تَراهُ إِذا استَدبَرتَهُ مدمجَ القَرا
وَفَعماً إِذا أَقبلته العينَ سَلجَما
ضُباراً مَريَط الحاجِبَينِ إِذا خدى
عَلى الأُكم وَلاها حِذاء عَثَمثَما
رَعى السُّرَّةَ المِحلالَ ما بَينَ زابِنٍ
إِلى الخَورِ وَسمِيَّ البقولِ المُديَّما
فَجِئنَ بِهِ غَوجَ الملاطينِ لَم يَبِن
حِداجَ الرِّعاءِ ذا عثانينَ مُسنِما
فَلمّا أَتَتهُ أَنشبَت في خِشاشِهِ
زِماماً كَثُعبانِ الحَماطَةِ مُحكَما.
شَديداً توقّيه الزِّمامَ كأَنَّما
بُراها أَعَضَّت بِالخَشاشَةِ أَرقَما
فَلَمّا ارعوى لِلزَّجرِ كُلُّ مُلَبَّثٍ
كَجيدِ الصَّفا يَتلو حِزاماً مُقَدَّما
إِذا عِزةُ النفسِ الَّتي ظَلَّ يَتَّقي
بِها حيلَةٌ لَم تُنسِهِ ما تَعلَّما
كأَنَّ وَحى الصِّردانِ في كُل ضالَةٍ
تَلَهجُمُ لِحيَيهِ إِذا ما تَلَهجَما
وَقالَت لأُختَيها الرواحَ وَقَدَّمَت
غَبيطاً خُثيميّاً تَراهُ وأَسحَما
فَجاءَت بِهِ لا جاسِئاً ظَلِفاؤُه
وَلا سَلِساً فيهِ المَساميرُ أَكزَما
فَزَيَّنَّهُ بِالعِهنِ حَتّى لَو أَنَّهُ
يُقالُ لَهُ هابٍ هلمَّ لأَقدَما
فَلَمّا كَشَفنَ اللِّبسَ عَنهُ مَسحنَهُ
بِأَطرافِ طفلٍ زانَ غَيلاً موشَّما
لَهُ ذِئَبٌ للريحِ بَينَ فُروجِهِ
مَزاميرُ يَنفُخنَ الكسير المهزَّما
مُدمّىً يَلوحُ الوَدعُ فَوقَ سَراتِهِ
إِذا أَرزَمت في جَوفِهِ الرِّيحُ أَرزَما
كأَنَّ هَزيزَ الرِّيحَ بَينَ فُروجِهِ
عَوازِفُ جِنٍّ زُرنَ حيّاً بِعَيهَما
تَباهى عَليهِ الصانِعاتُ وَشاكَلَت
بِهِ الخَيلُ حَتّى هَمَّ أَن يَتَحمحَما
يطفنَ بِهِ يَحلونَ حَولَ غبيطِها
ربابَ الثُّريّا صابَ نَجداً فأَوسَما
فَلَو أَنَّ عَوداً كانَ مِن حُسنِ صورَةٍ
يُسَلِّمُ أَو يَمشي مَشى أَو لَسلَّما
تَخالُ خِلالَ الرَّقم لَمّا سَدلنَه
حصاناً تهادى ساميَ الطَّرفِ مُلحِما
سَراةَ الضُّحى ما رمن حَتّى تَحدَّرَت
جِباهُ العَذارى زَعفَراناً وَعِندَما
فَقُلنَ لَها قومي فَديناكِ فاركَبي
فَقالَت أَلا لا غَيرَ أَمّا تَكَلّما
فَهادَينَها حَتّى ارتَقَت مُرجَحنّةً
تَميلُ كَما مالَ النَّقا فَتَهيَّما
وَجاءَت يَهزُّ الميسَنانيَّ مَشيُها
كَهَزِّ الصَّبا غصَن الكَثيبِ المُرَهَّما
مِنَ البيضِ عاشَت بَينَ أُمِّ عَزيزَةٍ
وَبينَ أبٍ بَرٍّ أَطاعَ وأَكرَما
مُنعمةٌ لَو يُصبِحُ الذرُّ سارياً
عَلى جِلدِها بَضّت مَدارِجُهُ دَما
مِنَ البيضِ مِكسالٌ إِذا ما تَلَبَّسَت
بِعَقلِ امرئٍ لَم يَنجُ منها مسلَّما
رَقودُ الضُّحى لا تَقربُ الجيرة القُصى
وَلا الجيرةَ الأَدنين إِلا تَجَشُّماد
بَهيرٌ تَرى نضَح العَبيرِ بِجيبِها
كَما ضَرَّحَ الضاري النزيفَ المُكلَّما
وَلَيسَت مِنَ اللائي يَكونُ حَديثُها
أَمامَ بُيوت الحي إِنَّ وإِنَّما
أَحاديثُ لَم يعقبنَ شَيئاً وإِنَّما
فَرَت كَذِباً بِالأَمسِ قيلاً مرجّما
فَما رَكِبت حَتّى تَطاولَ يَومُها
وَكانَت لَها الأَيدي إِلى الخَدبِ سُلّما
وَما دَخَلت في الخَدبِ حَتّى تَنَقَّضَت
تآسيرُ أَعلى قِدّهِ وَتَحَطَّما
فَجرجرَ لما صارَ في الخدرِ نِصفُها
وَنِصفٌ عَلى دأياتهِ ما تَجَزَّما
وَما رِمنَها حَتّى لَوَت بِزِمامِهِ
بَناناً كهُدَّابِ الدِّمقسِ ومِعصَما
وَما كادَ لَما أَن علتهُ يقِلُّها
بِنَهضَتِهِ حَتّى اكلأَزَّ وأَعصَما
وَحتّى تَداعَت بِالنَّقيضِ حبالُهُ
وَهمت بِواني زَورِهِ أَن تَحطَّما
وأَثر في صمِّ الصَّفا ثَفِناتُهُ
وَرامَ بِلَمّا أَمره ثُمَ صَمَّما
فَسَبَّحنَّ واستَهلَلن لَمّا رأَينَهُ
بِها رَبِذاً سَهلَ الأَراجيحِ مِرجَما
فَلمّا سَما استَدبَرنَهُ كَيفَ سَدوه
بِها ناهضَ الدَّأياتِ فَعماً مُلَملَما
وَلمّا استَقَلَّت فَوقَهُ لَم تَجِد لَهُ
تَكاليفَ إِلا أَن تَعيلَ وَتَعسَما
وَلَمّا استَقلَّ الحَيُّ في رَونَقِ الضُّحى
قَبَصنَ الوصايا والحديثَ المُجَمجَما
دموجَ الظِّباءِ العُفر بِالنَّفسِ أَشفَقَت
مِنَ الشَّمسِ لَما كانَت الشَّمسُ ميسَما
وَرُحنَ وَقَد زايلن كُلَّ صَنيعَةٍ
لَهُنَّ وَباشَرنَ السَّديلَ المُرقَّما
دَعَوتُ بِعَجلَى واعتَرتَني صَبابَةٌ
وَقَد طَلَعَ النَّجدينِ أَحداجُ مَريما
فَجاءَ بِشَوشاةٍ مِزاقٍ تَرى لَها
نُدوباً مِنَ الأَنساعِ فَذّاً وَتوأما
أَراها غُلاماها الخَلى وَتَشَذَّرَت
مِراحاً وَلَم تَقرأ جَنيناً وَلا دَما
فَلأياً بِلأيٍ خادَعاها فأَلزَما
زِمامَيهِما مِن حَلقَةِ الصُّفر مُلزَما
وأَعطَت لِعرفانِ الخِطام وأَضمَرَت
مَكانَ خفيِّ الصَّوتِ وَجداً مُجَمجَما
وَجاءَت تبذ القائِدين وَلَم تَدَع
نِعالَهُما إِلا سَريحاً مُجَذَّما
يُخالُ الحَصى مِن بَينِ مَنسِرِ خُفِّها
رُفاضَ الحَصى والبَهرمانَ المُقَصَّما
وَمارَ بِها الضَّبعانِ مَوراً وَكَلَّفَت
بعيري غُلاميَّ الرسيمَ فأَرسَما
فَلَمّا لَحِقنا لَم يَقُل ذو لُبانَةٍ
لَهُنَّ وَلا ذو حاجَةٍ ما تَيَمَّما
فَكانَ لِماحاً مِن خَصاصٍ ورِقبَة
مَخافَةَ أَعداءٍ وَطَرفاً مُقسّما
قَليلاً وَرَفَّعنَ المَطيَّ وَشَمَّرَت
بِنا العيسُ يَنشُرنَ اللغامَ المُغَمَّما
فَقُلنا أَلا عوجي بِنا أُمَّ طارِقٍ
تُناجي وَنَجواها شَفاءٌ لأَهيَما
فَعاجَت عَلينا مِن خِدَبٍّ إِذا سَرى
سَرى عَن ذِراعيهِ السّديلُ المُنَمنَما
وَما هاجَ هَذا الشَّوقَ إِلا حَمامَةٌ
دَعَت ساقَ حرّ تَرحَةً وَتَرَنُّما
مِنَ الوُرقِ حَمّاءُ العِلاطَين باكَرَت
عَسيبَ أَشاءٍ مَطلعَ الشَّمسِ أَسحَما
إِذا هزهزتهُ الريحُ أَو لَعِبَت بِهِ
أَرَنَّت عَليهِ ماثِلاً وَمُقَوَّماً
تُباري حَمامَ الجَلهَتينِ وَتَرعَوي
إِلى ابنِ ثَلاثٍ بَينَ عودَينِ أَعجَما
تَطوَّقَ طوقاً لَم يَكُن عَن تَميمَةٍ
وَلا ضربَ صَوّاغٍ بِكَفَّيهِ دِرهَماً
بَنَت بَيتَهُ الخَرقاءُ وَهيَ رَفيقَةٌ
بِهِ بَينَ أَعوادٍ بِعلياءَ مُعلَما
تُرَشِّحُ أَحوى مُزلَغِبّا تَرى لَهُ
أَنابيبَ مِن مُستَعجِلِ الرِّيشِ حَمحَما
كأَنَّ عَلى أَشداقِهِ نَورَ حَنوَةٍ
إِذا هوَ مدَّ الجيدَ مِنهُ لِيَطعَما
فَلمّا اكتَسى ريشاً سُخاماً وَلَم يَجِد
لَهُ مَعها في باحةِ العُشِّ مَجثما
أُتيحَ لَهُ صَقرٌ مُسِفٌ فَلَم يَدَع
لَها وَلَداً إِلا رَميماً وأَعظَما
فأَوفَت عَلى غُصنٍ ضُحَيّاً فَلَم تَدَع
لِباكيَةٍ في شَجوِها متلوّما
مُطَوَّقَةٌ خَطباءُ تَصدَحُ كُلَمّا
دَنا الصَّيفُ وانجالَ الرَّبيعُ فأَنجَما
وَنازَعنَ خيطان الأَراكِ فَراجَعت
لِهادِفِها مِنهُنَّ لَدناً مُقَوَّما
فَماحَت بِهِ غُرَّ الثَّنايا كَأَنَّما
جَلَت بِنَضيرِ الخوطِ دُرّاً مُنَظَّما
إِذا شِئتُ غَنَّتني بأَجزاعِ بيشَةٍ
أَو النَّخلِ من تَثليث أَو من يَبَنبَما
عَجِبتُ لَها أَنّى يَكونَ غِناؤُها
فَصيحاً وَلَم تَفغَر بِمَنطِقِها فَما
فَلَم أَر مَحزوناً لَهُ مِثلُ صَوتِها
وَلا عَربيّا شاقَهُ صَوتُ أَعجَما
كَمِثلي إِذا غَنَّت وَلَكِنَّ صَوتَها
لَهُ عَولَةٌ لَو يَفهَمُ العَودُ أَرزَما
خَليليَّ هُبا عَلّلاني وانظُرا
إِلى البَرقِ إِذ يَفري سَنىً وَتَبَسُّما
عُروضاً تَعَدَّت مِن تِهامَة أُهدِيَت
لِنَجدٍ فَساحَ البَرقُ نَجداً وأَتهَما
كَأَن رياحاً أَطلَعتهُ مَريضَةً
مِنَ الغَورِ يَسعَرنَ الأَباءَ المُضَرَّما
كَنَفضِ عِتاقِ الخَيلِ حينَ تَوَجَّهَت
إِلَيهنَّ أَبصارٌ وأَيقَظنَ نُوَّما
خَليلي إِنّي مُشتَكٍ ما أَصابَني
لِتَستيقِنا ما قَد لَقيتُ وَتعلَما
أُملِّيكُما إِنَّ الأَمانَةَ مَن يَخُن
بِها يَحتَمِل يَوماً مِنَ اللَّهِ مأثَما
فَلا تَفشِيا سِرّي وَلا تَخذُلا أَخاً
أَبثَّكُما مِنهُ الحَديثَ المُكتَّما
لِتَتخِذا لي باركَ اللَّهُ فيكُما
إِلى آلِ لَيلى العامِرِيَّةِ سُلَّما
وَقَولا إِذا جاوَزتُما آلَ عامرٍ
وَجاوَزتُما الحيّين نَهداً وَخثعَما
نَزيعانِ مِن جُرمِ بن رَبَّانَ إِنَّهُم
أَبوا أَن يُميروا في الهَزاهِز مِحجَما
وَسيرا عَلى نِضوَين مُكتَنِفيهِما
وَلا تحملا إِلا زِناداً وأَسهُما
وَزاداً غَريضاً خَفِّفاهُ عَليكُما
وَلا تَفشيا سِرّاً وَلا تَحمِلا دَما
وإِن كانَ لَيلاً فالويا نَسَبيكُما
وإِن خِفتُما أَن تُعرفا فَتَلَثَّما
وَقولا خَرَجنا تاجِرين فأَبطأَت
رِكابٌ تَرَكناها بِتَثليث قُيّما
وَلَو قَد أَتانا بَزُّنا وَرقيقُنا
تَمَوَّلَ مِنكُم مَن أَتيناهُ مُعدَما
فَما مِنكُم إِلا رأَيناهُ دانِياً
إِلَينا بِحمدِ اللَّهِ في العَينِ مُسلِما
وَمُدّا لَهُم في السَّومِ حَتّى تَمَكَّنا
وَلا تَستَلِجّا صَفقَ بَيعٍ فَتُلزَما
فإِن أَنتُما اطمأنَنتُما وأَمِنتُما
وأَجلَبتُما ما شِئتُما فَتَكلَّما
وَقولا لَها ما تأمُرينَ بِصاحِبٍ
لَنا قَد تَرَكتِ القَلبَ مِنهُ مُتيَّما
أَبيني لَنا إِنّا رَحلنا مَطِيَّنا
إِلَيكِ وَما نَرجوهُ إِلا تَلوُّما
فَجاءا وَلما يَقضيا لي حاجَةً
إِليَّ وَلما يُبرِما الأَمرَ مُبرَما
فَما لَهُما مِن مُرسَلينِ لحاجَةٍ
أَسافا مِنَ المالِ التّلادِ وأَعدَما
أَلَم تَعلَما أَني مُصابٌ فَتَذكُرا
بَلائي إِذا ما جُرفُ قَومٍ تَهَدَّما
أَلا هَل صَدى أُمّ الوَليدِ مُكَلِّمٌ
صَدايَ إِذا ما كُنتُ رَمساً وأَعظَما
بَرتهُ سَفاسيرُ الحَديدِ فَجَرَّدت
وَقيعَ الأَعالي كانَ في الصَّوتِ مُكرِما
يُطِفنَ بِهِ رأدَ الضُّحى وَيُنشنَهُ
بأَيدٍ تَرى الأسوار فيهنَّ أَعجَما
تَخَيَّرنَ إِمّا أُرجواناً مُهَذّباً
وإِمّا سِجِلاطَ العراقِ المُخَتَّما
لَقَد ذاقَ مِنّا عامِرٌ يَومَ لَعلَعٍ
حُساما إِذا ما هُزَّ بِالكَفِّ صَمَّما
عَلى كُلِّ نابي المحزِمين تَرى لَهُ
شَراسيفَ تَغتالُ الوضينَ المُسَمَّما
جِلادٌ تَخاطَتها الرِّعاءُ فأُهمِلَت
وآلَفنَ رَجّافاً جُرازاً تَلَهزَما
عَلى مُصلَخِمّ ما يَكادُ جَسيمُهُ
يمدُّ بِعِطفَيهِ الوَضينَ المُسمّما
خَفا كاقتِذاء الطَّيرِ وَهناً كأَنَّهُ
سِراجٌ إِذا ما يَكشِفُ اللَّيلُ أَظلَم
ا
أَمينٌ عَبَنُّ الخَلقِ مُختَلِفُ الشَّبا
يَقولُ المماري طالَ ما كانَ مُقرَما
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:28 PM
إِذا الشَّهرُ كانَ لَنا مَوعِداً
نُثابُ إِلى القابِلِ المُستَهِل
إِلى ابنِ الخَليفَةِ فاعمِد لَهُ
وأَرخِ المَطيةَ حَتّى تَكِل
وَتَيهٍ تَشابَه صُعدانُهُ
وَيَفنى بِهِ الماءُ إِلا السَّمل
بِميثٍ بَثاءٍ نَصيفيَّةٍ
دَميثٍ بِها الرِّمثُ والحَيَّهَل
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:28 PM
إِنَّ اللتَين لَقيتَ يَومَ سُوَيقَةٍ
لَو تَلمَعانِ بِعاقِلِ الأَوعالِ
لاختارَ سَهلَ لحُزنِ مَكانِهِ
وَلَظَلَ يَطمَعُ مِنهُما بِوصالِ
أَذَناً لِصَوتِهِما يُنازِعُ نَفسَهُ
تَنأَى بِهِ وَيهُمُّ بالإِقبالِ
سَيّارَتانِ إِذا البروقُ دَعَتهُما
حَلالتان بِهَذهِ الأَميالِ
تعدانِ مَوعِدَةً وَفيما قالتا
خُلفٌ وَتُمسِك مِنهُما بِحِبالِ
وَالبُخلُ خَيرٌ مِن عَطاء رائِثٍ
يأتيكَ بَعدَ تَبرّضٍ وَسؤالِ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:29 PM
أَحاوَلتُم كيما تُطِلّوا دِماءَنا
وَإِن تَغفُلوا فاللَّهُ لَيسَ بِغافِلِ
وَما زالَ كَرُّ الخَيلِ حَتّى أَقادَكُم
مُغَلغَلةً أَعناقُكُم في السَّلاسلِ
مَشَينا فَسَوّينا القُبورَ فأَصبَحَت
لَها حاجِزٌ عَن نَسلِها المُتَفاضِلِ
وَهَل سَبَقَتنا قَبلَكُم مِن قَبيلَةٍ
بوِترٍ فَتَقتاسوا بإِحدى القَبائِلِ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:29 PM
حَلَفتُ بِرَبِّ الراقِصاتِ إِلى مِنىً
رَفيقاً وَربِّ الواقِفينَ عَلى الحَبلِ
لَو انَّ لِيَ الدُّنيا وَما عُدِلَت بِهِ
وَجُملٌ لِغيري ما أَردتُ سِوى جُملِ
أَتَهجُر جُملاً أَم تُلِمُّ عَلى جُمل
وَجُملٌ عيوفُ الرِّيقِ جاذِبَةُ الوَصلِ
فَوَجدي بِجُمل وَجدُ شَمطاءَ عالجَت
مِنَ العَيشِ أَزماناً عَلى مررِ القُلِّ
فَعاشَت مُعافاةً بأَنزَح عيشَةٍ
تَرى حَسَناً أَن لا تَموتَ مِنَ الهُزلِ
قَضى رَبُّها بعلاً لَها فَتَزَوجت
حَليلاً وَما كانَت تؤمِّلُ من بعلِ
وَعدَّت شهورَ الحَملِ حَتّى إِذا انقَضَت
وَجاءَت بِخِرقٍ لا دَنيء وَلا وَغلِ
فَهفَّ إِلَيها الخِلُّ واجتَمعت لَها
عيونُ العُفاةِ الطامِحينَ إِلى الفَضلِ
إِذا راكِبٌ تَهوى بِهِ شَمَّرِيَّةٌ
غَريبٌ سِواهُم مِن أُناسٍ وَمِن شَكلِ
فقالَ لَهُم كيدوا بأَلفي مُقنَّعٍ
عِظامٍ طِوالٍ لا ضعافٍ وَلا عُزلِ
فَشَكوا طَبيقاً أَصلَهُم ثُمَ أَسلَموا
بِكَفِّ ابنِها أَمرَ الجَماعَةِ والفِعلِ
وَقالَ لَهُم حَمَلتُمونِيَ أَمرَكُم
فَلا تَترُكوني لاشتِراكٍ وَلا خَذلِ
فَلمّا اكتَنى في بِزّةِ الحَربِ واستَوى
عَلى ظَهرِ شَيحانِ القَرا نَبَلٍ عَبلِ
وَساروا فأَعطَوهُ اللواءَ وَجَرّبوا
شَمائِلَ مَيمونٍ نَقيبَتُهُ مِثلي
فَسارَ بِهِم حَتّى لَوى مُرجَحِنَّةً
تَضيقُ بِها الصَّحراءُ صادِقةَ الفَتلِ
فَلمّا التَقى الصفّانِ كانَ تَطارُدٌ
وَطَعنٌ بِهِ أَفواهُ مَعطوفَةٍ نُجلِ
نَهاراً طَويلاً ثُم دارَت هَزيمَةٌ
بأَصحابِهِ مِن غَيرِ ضَعفٍ وَلا خَذلِ
فَقالَ لَهُم والخَيلُ مُدبِرَةٌ بِهِم
وأَعيُنهُم مِمّا يَخافونَ كالقُبلِ
عَلى رسلِكُم إِني سأَحمي ذِمارَكُم
وَهَل يَمنع الأَحسابَ إِلا فَتىً مِثلي
فَبَيناه يَحميهم وَيعطِفُ خَلفَهُم
بَصيرٌ بِعوراتِ الفَوارسِ والرَّجلِ
هَوى ثائِرٌ حَرّانُ يعلَمُ أَنَّهُ
إِذا ما تَوارى القَوم مُنقَطِعُ النَّبلِ
فَلَم يَستَطِع مِن نَفسِهِ غَيرَ طَعنَةٍ
سوى في ضُلوعِ الجَوفِ نافِذةِ الوَغ
لِ
فَخَرَّ وَكَرَّت خَيلُهُ يَندبونَهُ
ويُثنونَ خَيراً في الأَباعدِ والأَهلِ
فَلَمّا دَنَوا لِلحيِّ أُسمع هاتِفٌ
عَلى غَفلَةِ النِّسوانِ وَهيَ عَلى رَحلِ
فَقامَت إِلى موسى لِتَذبَحَ نَفسَها
وأَعجَلَها وَشكُ الرزيئَةِ والثُّكلِ
فَما بَرَحت حَتّى أَتاها كَما بَدا
وَراجَعها تَكليمَ ذي حُلُقٍ جَزلِ
فَوجدي بِجُملٍ وجدُ تيكَ وَفَرحَتي
بجُملٍ كَما قَد بابنِها فَرحت قَبلي
أَتَشغَلُ عَنّا يا ابنَ عمِّ فَلا تَرى
مِنَ البُخلِ لاءً سَوفَ تَعتَلّ بِالشُّغلِ
مهالَسةً والسترُ بَيني وَبَينَهُ
بِداراً كَتَحليلِ القطا جازَ بِالضَّحلِ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:29 PM
مَنازِلُ يَقفوهنَّ كُلّ عَشيَّةٍ
وَكُلّ ضُحىً سفسافُ مُورٍ وَحافِلُه
فَآنَست أَدبارَ الحمولِ كأَنَّها
مَخارِفُ نَخلٍ لَم تُكمَّم حَوامِلُه
وَقُلنَ أَتَيتَ اليَومَ ما لست خافِياً
وَبادَهتَ أَمراً كنت قِدماً تُحاوِلُه
حَضَرتم لَنا يَومَ الذؤيبِ بِناشيءٍ
أَشمَّ كنصلِ السَّيفِ حلوٍ شَمائِلُه
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:29 PM
أَتاكَ بيَ اللَّهُ الَّذي فَوقَ مَن تَرى
وَخَيرٌ وَمَعروفٌ عَليكَ دَليلُ
وَمَطويَةُ الأَقرابِ أَما نَهارُها
فَسَبتٌ وأَما لَيلها فَذَميلُ
وَقطعي إِلَيك اللَّيلَ حِضنَيه إِنَّني
لِذاكَ إِذا هابَ الرِّجالُ فَعولُ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:30 PM
أَتانا وَلَم يَعدلهُ سحبانُ وائلٍ
بَياناً وَعِلماً بِالَّذي هوَ قائِلُ
فَما زالَ عَنهُ اللقمُ حَتّى كأَنَّهُ
مِن العيِّ لَما أَن تَكَلَّمَ باقِلُ
فَقُلتُ امكُثي حَتى يَسارِ لَو انَّنا
نَحجُّ فَقالَت لي أَعامٌ وَقابِلُ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:30 PM
إِني وَرَبِّ الهَدايا في مَشاعِرها
وَحَيثُ يُقضى نذورُ النّاسِ والنُّسُكُ
وَرَبّ كُلِّ مُنيبٍ باتَ مُبتَهِلاً
يَتلو الكِتابَ اجتِهاداً لَيسَ يَتَّركُ
لا أُنكرنَّ الَّذي أَولَيتَني أَبَداً
حَتّى أُعِدّ مَع الهلكى إِذا هَلكوا
إِنَّ الخِلافَةَ لَمّا أُظعِنَت ظَعَنَت
عَن أَهلِ يَثرِبَ إِذ غَيرَ الهُدى سَلَكوا
صارَت إِلى أَهلِها مِنهُم وَوارِثِها
لَمّا رأَى اللَّهُ في عثمانَ ما انتَهَكوا
السافِكي دمَه ظُلماً وَمَعصِيَةً
أَي دَمٍ لاهُدوا مِن غَيِّهِم سَفَكوا
والهاتِكي ستر ذي حقٍّ وَمَحرَمَةٍ
فأَيّ سترٍ عَلى أَشياعِهِم هَتَكوا
والفاتِحي باب قُفلٍ لا يَزالُ بِهِ
قَتلٌ بِقَتلٍ إِلى دَهرٍ وَمعتركُ
والخَيلُ عابِسَةٌ نَضحُ الدِّماءِ بِها
تَنعي ابنَ أَروى عَلى أَبطالِها الشِّكَكُ
مِن كُلِّ أَبيَضَ هِنديٍّ وَسابِغةٍ
تَغشى البَنان لَها مِن نَسجِها حُبُكُ
قَد نالَ جُلَّهُمُ حصرٌ بِمحصرةٍ
وَنالَ فتَّاكَهُم فَتكٌ بِما فَتَكوا
قَرّت بِذاكَ عيونٌ واشتَفينَ بِهِ
وَقَد يَقَرُّ بِعَينِ الثائر الدَّركُ
وَكانَ جلَّ ديونٍ فاقتضينَ بِهِ
وَقَد يلوّي الغَريمَ الماطِلُ المَعِكُ
وَذَلِكُم لِذَوي الأَضغانِ مَوعِظَةٌ
إن معشر عَن هدىً أَو طاعَةٍ أُفكوا
أَم استَطالَت بِهِم أَرضٌ لتَقذِفَهُم
إِلى المويزجِ أَو يَدعوهُم البَرَكُ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:30 PM
عفَت المَنازلُ بِالسَّليلِ خَريقُ
وَمغارِبٌ وَرَوامِسٌ وَشُروقُ
وَهِطالُ أَشتيةٍ يَعودُ عَليهما
هَبواتُها وَعجاجُها المزعوقُ
اليَومَ تُنتَزعُ العَصا من رَبِّها
وَيَلوكُ ثِني لِسانِهِ المَنطيقُ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:30 PM
نأَت أُم عَمروٍ فالفؤادُ مَشوقُ
يَحنّ إِلَيها والِهاً وَيَتوقُ
عَفا الربع بَينَ الأَبرَقَينِ وَدَعدَعَت
بِهِ حَرجَفٌ تَزفي البَرى وَتَسوقُ
إِذا يَومُ نَحسٍ هَبَّ ريحاً كَسَونَهُ
ذُرى عَقداتٍ تُربهنَّ دَقيقُ
وأَسجحَ يَسمو في نشاصٍ جرت بِهِ
رَوائِحُ في أَعناقِهِنَّ بُسوق
سَبأن نُحوضاً والسِّبالَ كأَنَّما
يُنَشَّرُ ريطٌ بَينَهُنَّ صَفيقُ
فَغادَرنَ مسوّد الرمادِ كأَنَّهُ
حَصى إِثمَدٍ بَينَ الصَّلاءِ سَحيقُ
وَسُفعا ثَوين العامَ والعامَ قَبلَهُ
عَلى مَوقِدٍ ما بَينَهُنَّ دَقيقُ
وَمن نَسفِ أَقدامِ الوليدين في الثَّرى
رُسومٌ تَرى عليتها فسوق
أَلا طَرَقَت صَحبي عَميرةُ إِنَّها
لَنا بِالمروراةِ المُطِلِّ طَروق
بِمَثوىً حَرامٍ والمَطيُّ كأَنَّهُ
قَناً مُسنَدٌ هَبَّت لَهُنَّ خَريقُ
تَرود مَدى أَرسانِها ثُم تَرعوي
عَوارِفَ في أَصلابِهنَّ عَتيقُ
حُرِمن القِرى إِلا رَجيعاً تَعلَّلت
بِهِ عَرِصاتٌ لحمهنَّ مَشيقُ
بِداويَّةٍ قَفرٍ تَرودُ نِعاجُها
أَجارِعَ لَم يَسمَع لَهُنَّ نَغيقُ
أَقمنَ ثَلاثاً بِالمُحصَّبِ مِن مِنىً
وَكلٌّ إِلى ماءِ الحِساء يَتوقُ
فَلمّا قَضينَ النُّسكَ مِن كُل مَشعَرٍ
خَرَجنَ عَجالى وَقعهنَّ رَشيقُ
فَجِئتُ بِحَبلَيها فَرَدَّت مَخافةً
إِلى النَّفسِ رَوعاءُ الجَنانِ فَروقُ
فَخَفَّضتها مِنّي بِقَولٍ فَراجَعَت
هَماهم مِنها بَينَهُنَّ خُروقُ
عُلاةٌ كأَنَّ الثول يشرفُ فَوقَها
إِذا ضَمَّها جَوزُ الفَلاةِ فَنيقُ
جَهولٌ كأَنَّ الجَهلَ مِنها سَجيةٌ
غَشمشمةٌ لِلقائِدينَ رَهوقُ
فَراحَت كما راحَت بتَرجِ موقفٍ
مِنَ الرُّبدِ بَدَّاءُ اليَدينِ مَروقُ
تَعادى يَداها بالنَّجاءِ وَرِجلُها
أَبوضُ النَّسا بِالمَنسِمَينِ خَسوقُ
وأَظمى كقُلب السَّوذقانيِّ نازَعَت
بِكفّيَّ فتلاءُ الذِّراعِ نَغوقُ
تباري جِلالاً ذا جَديلَين يَنتَحي
أساهيَّ مِنها هِزةٌ وَعَفيقُ
فَكانَ لِنَجديِّ الرِّياحِ كأَنَّهُ
أَخو كُربَةٍ داني الإِسارِ طَليقُ
وَراحت تَعالى بِالرِّحالِ كأَنَّها
تَعالى بِجَنبي نَخلَةٍ وَسَلوقِ
فَما تَمَّ ظِمءُ الرَّكبِ حَتّى تَضَمَّنَت
سَوابِقُها مِن شَمطَتينِ حُلوقُ
أَرَتهُ ظِلالَ المَوتِ عَجلى كأَنَّها
مواشِكَةٌ رجعَ الجَناح خَفوقُ
من الرقطِ راحَت عَن ثَلاثٍ فَعجّلَت
لَهُنَّ دَرورُ المَنكِبينِ ذَليقُ
فَما لَحِقَ العيرانَ حَتّى تَلاحَقَت
جِمالٌ تَسامى في البُرِينَ وَنوقُ
إِذا القَومُ قالوا وِردُهُنَّ ضُحى غَدٍ
تَواهقنَ حَتّى وِردهن طُروقُ
وَقُلتُ لِعبدِ اللَّهِ يَومَ لَقيتُه
وَقَد حانَ مِن شَمسِ النَّهارِ خُفوقُ
سَقى السَّرحَةَ المِحلالَ والأَبطَحَ الَّذي
بِهِ الشَّريُ غَيثٌ مُدجِنٌ وَبُروقُ
بِأَبطَحَ رابٍ كُلَّ عامٍ يَمُدّهُ
عَلى الحَولِ عَرّاص الغمامِ دَفوقُ
فَما ذَهبت عرضاً وَلا فوقَ طولِها
مِن السَّرحِ إِلا عَشَّةٌ وَسُحوقُ
تَنَوَّطَ فيها دُخَّلُ الصَّيفِ بِالضُّحى
ذُرى هَدَباتٍ فِرعهُنَّ وَريقُ
عَلا النَّبتُ حَتّى طالَ أَفنانُها العُلا
وَفي الماء أَصلٌ ثابِتٌ وَعُروقُ
فَيا طيبَ رَيّاها وَيا بَردَ ظِلِّها
إِذا حانَ من حامي النَّهارِ ودوقُ
وَهَل أَنا إِن عَللتُ نَفسي بِسَرحَةٍ
مِنَ السَّرحِ مَسدودٌ عَلى طريقُ
حمى ظلَّها شكسُ الخَليقَةِ خائفٌ
عَليها غرامَ الطائِفين شَفيقُ
فَلا الظِلّ مِنها بِالضُّحى تَستَطيعَهُ
وَلا الفيءَ مِنها بِالعشي تَذوقُ
وَما وَجدُ مشتاقٍ أصيبَ فؤادُهُ
أَخي شَهَواتٍ بِالعِناقِ نَسيقُ
بأَكثرَ مِن وَجدي عَلى ظِلِّ سَرحَةٍ
مِنَ السَّرحِ إِذ أَضحى عَليَّ رَفيقُ
وَلَولا وِصالٌ مِن عُميرة لَم أَكُن
لأَصرِمَها إِني إِذن لَطَليقُ
أَبى اللَّهُ أَلا أَنَّ سرحةَ مالِكٍ
عَلى كُلِّ أَفنانِ العِضاهِ تَروقُ
إِذا اضطَمَّ ميتاءُ الطَّريقِ عَليهِما
مَضَت قُدماً مَوجَ الجِبال زَهوقُ
رَدَدنَ رَجيعَ الفَرثِ حتّى كأَنَّهُ
حَصى إِثمَدٍ بَينَ الصَّلاءِ سَحيقُ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:31 PM
محلّى بأَطواقٍ عِتاقٍ يَبينُها
عَلى الضُرِّ راعي الضَّأنِ لَو يَتَقوَّفُ
يُطفن بِجَعجاعٍ كأَنَّ جِرانَهُ
نَجيبٌ عَلى جالٍ مِنَ النَّهرِ أَجوَفُ
ظَليلٌ كَبيتِ الصيدَناني قُضبُهُ
مِنَ النَّبعِ والضالُ السَّليمُ المُثَقَّفُ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:31 PM
شَهِدتُ بأَنَّ اللَّهَ حَق لِقاؤه
وأَنَّ الرَّبيعَ العامِريَّ رَقيعُ
أَقادَ لَنا كَلباً بِكلبٍ وَلَم يَدَع
دِماءَ كِلابِ المُسلِمينَ تَضيعُ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:31 PM
كَأَنَّ الرَّبابَ الدُّهمَ في سَرَعانِهِ
عِشارٌ مِن الكَلبيةِ الجونِ ظُلَّعُ
أدانيهِ للأَمواهِ مِن بَطنِ بيشَةٍ
ولِلأَوقِ والسيدانِ والمَينِ يَضجَعُ
كَأَنَّ اشتِعالَ البَرق في حجَراتِهِ
ضِرامٌ شَرى في أَيكَةٍ يَتَشَيَّعُ
خَفا كاقتِذاءِ الطَّيرِ واللَّيلُ مُدبِرٌ
بجثمانِهِ والصّبحُ قَد كادَ يَسطَعُ
دَجا اللَّيلُ واستَنَّ استناناً زَفيفُهُ
كَما استَنَّ في الغابِ الحَريقُ المُشَعشِعُ
تَروّى مِنَ البَحرينِ عوذَ رَمِيَّةٍ
كَما استربعَ البَزَّ القِطارُ المُطَبَّعُ
أَلا ما لِعَيني لا أَبا لأبيكُما
إِذا ذُكِرَت لَيلى تُرِبُّ فَتَدمَعُ
وَما لِفؤادي كُلَّما خَطَرَ الهَوى
عَلى ذاكَ فيما لا يواتيهِ يَطمَعُ
أجد بِلَيلى مِدحَةً عَرَبيَةً
كَما حُبِّر البردُ اليَماني المُسَبَّعُ
تُثِبكَ بِما أَسديتَ أَو تَرجُ وَعدَها
وَما وعدُها فيما خلا مِنكَ يَنفَعُ
وَلَيلى أَروجُ الجَيبَ ميّاعَة الصِّبا
أَبِيٌّ لما يأبى الكَريمُ وَتَرفَعُ
مُشرّفَةُ الأَعطافِ مَهضومَةُ الحَشا
بِها القَلبُ لَو تَجزيهِ بِالقرضِ مولَعُ
وَما لي بِها عِلمٌ سوى الظنِ والَّذي
إِلى بَيتهِ تُزجى حَوافٍ وَظُلَّعُ
سوى أَنَني قَد كُنتُ أَعلَمُ أَنَها
هيَ العَذبُ والماءُ البَضاعُ المُنَقِّعُ
وَكائن لَقينا مِن نَعيمٍ وَلَذّةٍ
وأَعجَبَنا المصطافُ والمتربعُ
وَقُلنا لَعلَّ الماءَ يَربو فَنَقتَني
وَعَلَّ غُلاماً ناشِئاً يَتَرَعرَعُ
أَمانيُّ عامٍ بَعدَ عامٍ تَعلَّلَت
بأَمثالِها بِالناسِ عادٌ وَتبَّعُ
وَلَكِنَّما الدُّنيا غَرورٌ وَلا تَرى
لَها لَذةً إِلا تَبيدُ وَتُنزَعُ
فَلِلَّهِ ما فَوقَ السَّماءِ وَتَحتَها
لَهُ المالُ يُعطي مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:32 PM
تَرى رَبَّهُ البَهم الفِرارَ عَشِيّةً
إِذا ما عدا في بَهمِها وَهوَ ضائِعُ
فَقامَت تَعُسُّ ساعةً ما تُطيقُها
مِنَ الدَّهرِ نامَتها الكِلابُ الظَّوالِعُ
رأَتهُ فَشَكَّت وَهوَ أَطحَلُ مائِلٌ
إِلى الأَرضِ مَثنيٌّ إِلَيهِ الأَكارِعُ
طَوي البَطنِ إِلا مِن مَصيرٍ يبلُّه
دَمُ الجَوف أَو سؤرٌ مِنَ الحَوضِ ناقِعُ
هوَ البَعِلُ الدَّاني مِنَ النّاسِ كالَّذي
لَهُ صُحبَةٌ وَهوَ العَدوُّ المُنازِعُ
تَرى طَرَفيهِ يَعسِلان كِلاهُما
كَما اهتَزَّ عودُ الساسَمِ المُتَتايعُ
إِذا خافَ جَوراً مِن عَدو رَمَت بِهِ
مَخالِبُهُ والجانِبُ المُتواسِعُ
وإِن باتَ وَحشاً لَيلَةً لَم يَضِق بِها
ذِراعاً وَلَم يُصبِح لَها وَهوَ خاضِعُ
وَيَسري لِساعاتٍ مِنَ اللَّيلِ قَرَّةٍ
يَهابُ السُّرى فيها المَخاضُ النَّوازِعُ
إِذا احتلّ حِضنَي بَلدَةٍ طُرّ مِنهُما
لأُخرى خَفيَّ الشَّخصِ لِلريحِ تابِعُ
وإِن حَذِرت أَرضٌ عَليهِ فإِنَّهُ
بغرة أُخرى طيِّبُ النَّفسِ قانِعُ
إِذا نالَ من بَهمِ البَخيلَةِ غِرَّةً
عَلى غَفلةٍ مِمّا يَرى وَهوَ طالِعُ
تَلومُ وَلَو كانَ ابنها فَرِحَت بِهِ
إِذا هَبَّ أَرواحُ الشِّتاءِ الزَّعازِعُ
وَنِمتَ كَنَومِ الفَهدِ عَن ذي حَفيظَةٍ
أَكلتَ طَعاماً دونَهُ وَهوَ جائِعُ
يَنامُ بإِحدى مُقلَتيهِ وَيتّقي
بأُخرى الأَعادي فَهوَ يَقظانُ هاجِعُ
إِذا قام أَلقى بوعَه قدرَ طولِهِ
وَمدَّد مِنهُ صُلبَه وَهوَ بائِعُ
وَفكّكَ لحَييهِ فَلمّا تَعادَيا
صَأَى ثُمَ أَقعى والبِلادُ بلاقِعُ
فَظلّ يُراعي الجَيشَ حَتّى تَغَيَّبت
خُباشٌ وَحالَت دونَهُنَّ الأَجارِعُ
إِذا ما غَدا يَوماً رأَيت غَيايَةً
مِنَ الطَّير يَنظُرنَ الَّذي هُوَ صانِعُ
فَهَمَّ بأَمرٍ ثُمَ أَزمَعَ غَيرَهُ
وإِن ضاقَ أَمرٌ مَرةً فَهوَ واسِعُ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:32 PM
لا تَصطلي النارَ إِلا مجمراً أَرِجاً
قَد كَسَّرت مِن يَلنَجوجٍ لَهُ وَقَصا
إِنَّ الحبالةَ أَلهَتني إِبارتُها
حتّى أَصيدَكُما في بَعضِها قَنَصا
عَمَلَّسٌ غائِرُ العَينَينِ عارِيَةٌ
مِنهُ الظَّنابيبُ لَم يَغمِز بِها مَعَصا
طافَت لَياليَ وانضَمّت ثَميلتُها
وَعادَ لَحمٌ عَليها بادِنٌ نَخَصا
فَجاءَها قانِصٌ يَسعى بِضاريَةٍ
تَرى الدِّماءَ عَلى أَكتافِها نَفَص
احميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:32 PM
لمنِ الدِّيارُ بِجانِبِ الحُبسِ
كَمَخَطّ ذي الحاجاتِ بِالنِّقسِ
وَلَقَد نَظَرتُ إِلى الحُمولِ كأَنّها
زُعرُ الأَشاءِ بِجانِبي حَرسِ
لَيسَت إِذا سَمِنت بِجابئةٍ
عَنها العيونُ كَريهَةِ المَسِّ
مُستأثرٍ بِاللَّحمِ كاهِلُها
وَقصاءَ منطَقُها عَلى حِلسِ
وَكأَنَّما كُسِيت قَلائِدُها
وَحشيَةً نَظَرَت إِلى الإِنسِ
أَما لَياليَ كُنتُ جارِيةً
فَحُفِفتُ بالرقباءِ والجِلسِ
حَتّى إِذا ما الخِدرُ أَبرَزَني
نُبِذَ الرِّجالُ بِزَولَةٍ جَلسِ
وَبِجارَةٍ شَوهاءَ تَرقُبني
وَحَماً يخِرُّ كَمَنبِذِ الحِلسِ
واللَّيلُ قَد ظَهَرَت نَحيزَتُهُ
والشَّمسُ في صَفراءَ كَالورسِ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:32 PM
أُولَئكَ لَم يَدرينَ ما سَمَكُ القُرى
وَلا عُصُبٌ فيها رِئاتُ العَمارِسِ
بِعَيني قَطامِيٍّ نَما فَوقَ مَرقَبٍ
غَدا شَبِماً يَنقضُّ بَينَ الهَجارِسِ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:33 PM
فَلمّا لَوينَ عَلى مِعصَمٍ
وَكفٍّ خَضيبٍ وإِسوارِها
فضولَ أَزمّتِها أَسجَدت
سُجودَ النَّصارى لأَحبارِها
فَلا تأمَننَّ بَياتَ المنونِ
وَكُن حَذِراً حدَّ أَظفارِها
فإِنَّ المَنِيَّةَ ما أَسأَرَت
مِنَ القَومِ عادَت لإِسآرِها
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:33 PM
لَم أَلقَ عمرَةَ بعد إِذ هيَ ناشِيءٌ
خَرَجَت مُعَطَّفةً عَليها مِئزَرُ
بَرَزَت عَقيلةَ أَربَعٍ هادَينَها
بيضَ الوجوهِ كأَنَّهنَّ العُنقُرُ
ذهبت بعقلِكَ رَيطَةٌ مَطويَّةٌ
وَهيَ التي تُهدى بِها لَو تَشعُرُ
فَهَمَمتُ أَن أَغشى إِلَيها مَحجِراً
وَلِمثلها يُغشى إِلَيهِ المَحجِرُ
أَنتُم بِجابيةِ المُلوكِ وأَهلُنا
بِالجَوفِ جيرتنا صُداءُ وَحميرُ
فَلَئن بَلَغتُ لأَبلغن مُتَكَلِّفاً
وَلَئن قَصَرتُ لَكارِهاً ما أَقصُرُ
يَهوي بأَشعَثَ قَد وَهى سِربالُهُ
بَعثٍ تؤرِّقُه الهمومُ فَيَسهَرُ
وإِذا احزأَلا في المُناخِ رأَيتَهُ
كالطَّودِ أَفردهُ العَماء المُمطِرُ
بِسواءِ مَجمعة كأَنَّ أَمارةً
مِنها إِذا بَرَزَت فَنيقٌ يَخطرُ
وَتَرى الصَّباحَ كأَنَّ فيهِ مُصلِتاً
بِالسَّيفِ يَحمِلُهُ حِصانٌ أَشقَر
أُجُدٌ مداخلةٌ وآدَمُ مُصلِقٌ
كَبداءُ لاحِقةِ الرَّحا وَشَميذَرُ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:33 PM
لَيسَ الشَّبابُ عَليكَ الدَّهرَ مرتَجعاً
حَتّى تَعودَ كَثيباً أُم صبّارِ
مالي قَد اصبَحتُ آلاً قَد تَنقَّضُني
بَعضُ النَّواكِثِ حَبلاً بَعدَ إِمرارِ
مِن بَعدِ ما كُنتُ فيها ناشِئاً غَمَراً
كأَنَني خارِجٌ مِن بَيتِ عَطّارِ
لَقَد رَكِبتُ العَصا حَتى قَد اوجَعَني
مِما رَكِبتُ العَصا ظَهري وأَظفاري
لا أُبصِرُ الشَّخصَ إِلا أَن أُقارِبَه
معشوشياً بَصَري مِن بَعدِ إِبصارِ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:33 PM
رَدَّكَ مَروانُ لا تُفسَخ إِمارَتُهُ
فَفيكَ راعٍ لَها ما عِشتَ سُرسورُ
ما بالُ بَردِكَ لَم يَمسَس حَواشيَهُ
مِن ثَرمَداء وَلا صَنعاءَ تَحبيرُ
وَلَو دَرى أَنَّ ما جاهَرتَني ظَهَراً
ما عُدتُ ما لألأَت أَذنابَها الفُورُ
زَورٌ مُغِبٌّ وَمأمولٌ أَخو ثِقَةٍ
وَسائرٌ مِن ثَناءِ الصِّدقِ مَشهورُ
إِذ لا حِجازَ لَنا إِلا مُقَوَّمَةٌ
زُرقُ الأسِنَّةِ والجردُ المَحاضيرُ
يُعشي الجَبانَ شُعاعٌ في قوانِسها
إِذا تَجلّلَها الشُّعث المَغاويرُ
قَد نَكَّلَ النّاسَ عنّا في مَواطِننا
ضَربُ الرؤوسِ التي فيها العَصافيرُ
إِذا سَنابِكُها أَثرنَ مُغتَبَطاً
مِنَ التُّرابِ كبت فيها الأَعاصيرُ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:34 PM
وَكائِن لهونا مِن رَبيعِ مَسَرَّةٍ
وَصيفٍ لهوناه قَصيرٍ ظَهائِرُه
بِجِزعٍ تُغَنِّينا بِهِ مُستَظِلَّةٌ
بِساقٍ تُغَنّيه وَساقٌ يُحاوِرُه
دَعَت ساق حُرٍّ وانتَحى مِثلَ صَوتِها
يُمائِرها نَوحاً بِهِ وتُمائرُه
أَظلَّ بأَطلالِ المَليحَةِ بَعدَنا
دَروجُ السَّفا تأتابهُ وَتُباكِرُه
فَلو أَنَها كانَت بَدَت يَوم حَيَّةٍ
لِمُنعَطفِ القَرنين وَعرٍ مطامِرُه
مِنَ الهائِباتِ السَّهلِ في مُشَمخِرة
بِحَيدِ وَعولٍ يأَمَنُ القَومَ فادِرُه
أَتاها وَلَو قامَ الرماةُ وَساقَهُ
حِبالُ الصِّبا حَتى تَحينَ مَقادِرُه
تَهادى كَسَيلِ الرَّكِّ يَجري حَبابُه
بِبَطحاء ذي وَعثٍ قَليلٍ نَهابِره
خَلوبٌ لأَلبابِ الرِّجالِ بِدَلِّها
حِماها حَرامٌ أَن تُحَلَّ مَحاجِرُه
إِذا لَم يُحَدِّثكَ الفَتى عَن بَلائِهِ
أَتاكَ بِما يُبلي الفَتى مَن يُعاشِرُه
وَزايَلَ عِندَ المَوتِ ما كانَ يَحتَوي
كَأَن لَم يَكُن تُلقى عَليهِ شِراشِرُه
أَقولُ وَقَد حالَ الأَجارع دونَها
وَغيّبها عُلمانُهُ وأَباهِرُه
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:34 PM
عَفا مِن سُلَيمى ذو سَديرٍ فَغابِرُ
فَحَرسٌ فأَعلامُ الدَّخولِ الصوادِرُ
نَظَرتُ بِوادي الغَمر واللَّيلُ مُقبِلٌ
يَرِفُّ رَفيفَ النَّسر والشَّوقُ طائِرُ
قَضى اللَّهُ في بَعضِ المَكارِهِ لِلفَتى
بِرُشدٍ وَفي بَعضِ الهَوى ما يُحاذِرُ
أَلَم تَعلَمي أَني إِذا الإلفُ قادَني
سوى القَصدِ لا أَنقادُ والإِلفُ جائِرُ
شَرِبنا بِثُعبانٍ مِن الطَّود بَردَها
شِفاءً لِغَمٍّ وَهيَ داءٌ مُخامِرُ
لَياليَ دُنيانا عَلينا رَحيبَةٌ
وإِذ عامِرٌ في أَولِ الدَّهرِ عامِرُ
وَقَد كُنتُ في بَعضِ الصّباوَةِ أَتَّقي
أُموراً وأَخشى أَن تَدورَ الدَّوائِرُ
وأَعلَمُ أَني إِن تغطّيتَ مرَّةً
مِنَ الدَّهرِ مَكشوفٌ غِطائي فَناظِرُ
وَما خِلتُنا إِذ لَيسَ يَحجزُ بَينَنا
وَبينَ العِدى إِلا القُنيّ الخَواطِرُ
وَوَصلُ الخُطا بالسَّيفِ والسَّيفُ بالخُطا
إِذا ظَنّ أَنَّ السَّيفَ ذو السَّيفِ قاصِرُ
وَقَد يَركبُ الأَمرَ الذي لَيسَ حالُهُ
إِذا ما أَضافَتهُ إِليهِ الضَّرائِرُ
إِلى أَن نَزلنا بِالفَضاء وَما لَنا
بِهِ مَعقِلٌ إِلا الرِّماحُ الشَّواجِرُ
أَتانِيَ عَن كَعبٍ مَقالٌ وَلَم يَزل
لِكَعبٍ يَمينٌ مِن يَديّ وَناصِرُ
لأَعتَرضن بِالسَّهلِ ثُمَ لأَحدُوَن
قَصائِدَ فيها لِلمَعاذيرِ زاجِرُ
قَصائِدَ تَستَحلي الرواةُ نَشيدَها
وَيَلهو بِها مِن لاعبِ الحي سامِرُ
يَعَضُّ عَليها الشَّيخُ إِبهام كفِّهِ
وَتخزَى بِها أَحياؤُكُم والمقابِرُ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:34 PM
وَكُنت رفعت السوط بِالأَمسِ رفعةً
بِحيث الرحا لما اتلأَب كَؤُودُها
فَما زال سَوطي في قِرابي ونُمرقي
وَما زلت مِنهُ في عَروضٍ أَذودُها
فَدَته المطايا الحافِداتُ وقَطَّعَت
نِعالاً لَهُ دونَ الإِكام جُلودُها
وَصَهباءَ مِنها كالسَّفينةِ نَضَّجَت
بِهِ الحَملَ حَتى زادَ شَهراً عَديدُها
طَوت دونَ مثلِ القلب مِنها ألفَّةً
كأَرديةٍ من بِركَةٍ تَستَجيدها
فَلمّا أَتى عامانِ بَعدَ فِصالِهِ
عَن الضّرع واحلولى دِماثاً يَرودُها
فَصافَ صَنيعاً يَمتَري أَرحبيةً
مَكوداً إِذا ما استفرغ الخُورَ جودُها
رَماهُ المُماري بِالَّذي فَوقَ سِنِّهِ
بِسنٍّ إِلى عُليا ثَلاثٍ يَزيدها
وآنسَ مِن كُلانَ شُمّاً كأَنَها
أَراكيبُ مِن غَسّانَ بيضٌ برودُها
يُقَحِّم من غَرّا أَقاحيمَ عَرَّضَت
لَهُ تَحتَ لَيلٍ ذي سُدودٍ حُيودُها
تَغَلغَلَ سَهمٌ بَينَ صُدَّين أَشخَصَت
بِهِ كفُّ رامٍ وجِهة لا يُريدها
فَجاءَت بِمثلِ السابريِّ تَعجَّبوا
لَهُ والثَّرى ما جَفّ عَنهُ شُهودُها
حُبيشاً فسلانَ الظِّباءِ كأَنَّما
عَلى بَرَدٍ تِلكَ الهُشوم يَجودُها
فَقَرَّبتُ مَفسوحاً لِرحلي كأَنَّهُ
قَرا ضِلَعٍ قَيدامُها وَصُعودُها
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:34 PM
أَصبَحَ قَلبي مِن سُلَيمى مُقصدا
إِن خَطأ مِنها وإِن تعمّدا
فَحَمِّلِ الهمَّ كِلازاً جَلعدا
تَرى العُليفيَّ عَليها موكَدا
وَبينَ نسعيه خدبّاً مُلبِدا
إِذا السَّرابُ بِالفَلاةِ اطَّردا
وَنَجدَ الماءُ الَّذي تَورَّدا
تَورُّدَ السِّيدِ أَرادَ المَرصَدا
حَتى أَرانا رَبُّنا مُحمّدا
يَتلو مِنَ اللَّهِ كِتاباً مُرشِدا
فَلَم نُكَذِّب وَخَرَرنا سُجَّدا
نُعطي الزَّكاةَ وَنُقيمُ المَسجِدا
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:35 PM
لَقَد ظَلَمت مِرآتَها أُمُّ مالكٍ
بِما لاقتِ المرآةُ كانَ مُحَرَّدا
أَرَتها بِخدَّيها غُضوناً كأَنّها
مَجَرُّ غُصونِ الطلحِ ما ذُقنَ فَدفَدا
رأَت مَحجِراً تَبغي الغطاريفُ غَيرَهُ
وَفَرعاً أَبى إِلا انحِداراً فأَبعَدا
وأَسنانَ سَوءٍ شاخِصاتٍ كأَنَّها
سوامُ أُناسٍ سارحٌ قَد تَبَدّدا
فأقسمُ لَولا أَن حُدباً تَتابَعَت
عَليَّ وَلَم أَبرَح بدَينٍ مُطَرَّدا
لَزاحمتُ مِكسالاً كأَنَّ ثِيابَها
تَجِنّ غَزالاً بِالخَميلةِ أَغيَدا
إِذا أَنت باكَرت المَنيئة باكَرت
مَداكاً لَها مِن زَعفرانٍ وإِثمدا
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:35 PM
لَقَد أَمَرت بِالبُخلِ أُمُّ مُحمّدٍ
فَقُلتُ لَها حُثّي عَلى البُخلِ أَحمَدا
فإِني امرؤٌ عَودتُ نَفسِيَ عادةً
وَكُل امرىءٍ جارٍ عَلى ما تَعوّدا
أَحين بَدا في الرأَسِ شَيبٌ وأَقبَلت
إِليَّ بَنو عيلان مَثنى وَموحداً
رَجَوتِ سِقاطي واعتِلالي وَنَبوَتي
وَراءَك عَنّي طالِقاً وارحَلي غَدا
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:35 PM
إِذا نادى قَرينَتَهُ حَمامٌ
جَرى لِصَبابَتي دَمعٌ سفوحُ
يُرَجِّعُ بِالدُّعاءِ عَلى غُصونٍ
هتوفٌ بِالضُّحى غَرِدٌ فَصيحُ
هَفا لِهديلِهِ مني إِذا ما
تغرّد ساجِعاً قَلبٌ قَريحُ
فَقُلت حَمامَةٌ تَدعو حَماماً
وَكُلُّ الحبِّ نَزّاعٌ طَموحُ
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:35 PM
عُلِّق من سَلمى عَلوقاً كاللَّجَج
تَطرأُ مِنها ذِكَرٌ بَعدَ حُجَج
إِنَّ سُلَيمى واضِحٌ لَبّاتُها
لَيّنةُ الأَبدانِ مِن تَحت السَّبَج
صُدورُ دودانَ فأَعلى تَنضُبٍ
فالأَشهَبينِ فَجُمالٌ فالمَجَج
وَعادَ خبّازٌ يُسَقِّيهِ النَّدى
ذُراوَةً تَنسجُهُ الهوجُ الدُّرُج
نَضحُ السُّقاةِ بِصباباتِ الدِّلا
ساعَة لا يَنفَعُها مِنهُ وَحَج
تَفادياً مِن فَلَتاتِ عابِسٍ
قَد كُدِّحَ اللحيان مِنهُ والوَدَج
حَتّى إِذا ما حاجبُ الشَّمسِ دَمج
تَذَكَّر البيضَ بِكمُّولٍ فَلَج
عَن القَراميصِ بأَعلى لاحِبٍ
مُعَبَّدٍ مِن عَهدِ عادٍ كالفَلَج
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:36 PM
إِن يمسِ هَذا الدَّهرُ بي تَقلّبا
أَو يعقبِ الدَّهرُ لِدَهرٍ عَقِبا
وأُمسِ شَيخاً كالعَريشِ أَحدبا
إِذا مَشيت أَتَشكى الأَصلُبا
تَضَوُّرَ العَودِ اشتَكى أَن يُركبا
فَقَد أُناغي الرشأَ المربَّبا
ذا الرَّعَثاتِ البادنَ المخضَّبا
خَوداً ضِناكاً لا تَمُدُّ العُقَبا
يَهتَزُّ مَتناها إِذا ما اضطَربا
كَهَزِّ نَشوانٍ قَضيبَ السَّيسَبا
لِكُلِّ دَهرٍ قَد لَبِستُ أَثوبا
مِن رَيطَةٍ واليُمنةِ المُعصَبا
حَتى اكتَسى الرَّأسُ قِناعاً أَشيبا
أَملَحَ لا لَذّاً وَلا مُحَبَّبا
أَكرَه جِلبابٍ إِذا تَجلبَبا
حميد بن ثور الهلالي
الحمدان
08-01-2024, 04:36 PM
مِن ايِّ صُروفِ الدَّهرِ أَصبَحتَ تَعجَبُ
وَفي أَي هَذا الدَّهرِ أَمسَيتَ تَرغَبُ
أَيَذهَبُ أَهلي بِالفَناءِ وَإِخوَتي
وَرَهطي وَقَد أَيقَنتُ أَن سَوفَ أَذهَبُ
أَتَنسى عَدوّاً سارَ نَحوَكَ لَم يَزل
ثَمانينَ عاماً قبضَ نَفسِكَ يَطلبُ
وَتَذكُرُ سِرداحاً مِنَ الوَصلِ باقِياً
طَويلَ القَرا أَنضَيتَهُ وَهوَ أَحدَبُ
تَقَعّدته عَصراً طَويلاً أَروضُه
يَلين وَيَنبو تارةً حينَ أَركَبُ
حميد بن ثور الهلالي
المخضرمون
الحمدان
08-01-2024, 09:48 PM
تَسمَعُ الرَعدَ في المَخيلَةِ مِنها
كَهَديرِ القُرومِ في الأَشوالِ
وَتَرى البَرقَ عارِضاً مُستَطيراً
مَرَحَ البُلقِ جُلنَ في الإِجلالِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:48 PM
أَتَونا بِشَهرانَ العَريضَةِ كُلِّها
وَأَكلُبِها ميلادَ بَكرِ بنِ وائِلِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:48 PM
لَم أَرَ مِثلَكَ يا أُمامُ خَليلا
آبى بِحاجَتِنا وَأَحسَنَ قيلا
لَو شِئتِ قَد نُقِعَ الفُؤادُ بِشَربَةٍ
تَدَعُ الصَوادي لا يَجِدنَ غَليلا
بِالعَذبِ في رَضَفِ القِلاتِ مُقيلَةً
قِضنَ الأَباطِحَ لا يَزالُ ظَليلا
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:49 PM
المَرءُ يَدعو لِلسَلامِ
وَطولُ عَيشٍ قَد يَضُرُّه
تودي بَشاشَتُهُ وَيَأ
تي دونَ حُلوِ العَيشِ مُرُّه
وَتَصَرُّفُ الأَيّامِ حَت
تى ما يَرى شَيئاً يَسُرُّه
كَم شامِتٍ بِيَ إِن هَلِكتُ
وَقائِلٍ لِلَّهِ دَرُّه
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:49 PM
تَرى الكَثيرَ قَليلاً حينَ تَسأَلُهُ
وَلا مَخالِجُهُ المَخلوجَةُ الكُثُرُ
يا أَسمَ صَبراً عَلى ما كانَ مِن حَدَثٍ
إِنَّ الحَوادِثَ مَلقِيٌّ وَمُنتَظَرُ
صَبراً عَلى حَدَثانِ الدَهرِ وَاِنقَبِضي
عَنِ الدَناءَةِ إِنَّ الحُرَّ يَصطَبِرُ
وَلا تَبيتَنَّ ذا هَمٍّ تُكابِدُهُ
كَأَنَّما النارُ في الأَحشاءِ تَستَعِرُ
فَما رُزِقتَ فَإِنَّ اللَهَ جالِبُهُ
وَما حُرِمتَ فَما يَجري بِهِ القَدَرُ
نَعلوهُمُ كُلَّما يَنمي لَهُم سَلَفٌ
بِالمَشرَفِيِّ وَلَولا ذاكَ قَد أَمِروا
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:49 PM
لَعَمري لَئِن أَمسى يَزيدُ بنُ نَهشَلٍ
حَشا جَدَثٍ تُسفي عَلَيهِ الرَوائِحُ
لَقَد كانَ مِمَّن يَبسُطُ الكَفَّ بِالنَدى
إِذا ضَنَّ بِالخَيرِ الأَكُفُّ الشَحائِحُ
فَبَعدَكَ أَبدى ذو الضَغينَةِ ضِغنَهُ
وَشَدَّ لِيَ الطَرفَ العُيونُ الكَواشِحُ
ذَكَرتُ الَّذي ماتَ النَدى عِندَ مَوتِهِ
بِعاقِبَةٍ إِذ صالِحُ العَيشِ طالِحُ
إِذا آرِقٌ أَفنى مِنَ اللَيلِ ما مَضى
تَمَطّى بِهِ ثِنيٌ مِنَ اللَيلِ راجِحُ
لِيَبكِ يَزيدَ ضارِعٌ لِخُصومَةٍ
وَمُختَبِطٌ مِمّا تُطيحُ الطَوائِحُ
سَقى جَدَثاً أَمسى بِدَومَةَ ثاوِياً
مِنَ الدَلوِ وَالجَوزاءِ غادٍ وَرائِحُ
عَرا بَعدَما جَفَّ الثَرى عَن نِقابِهِ
بِعَصماءَ تَدري كَيفَ تَمشي المَنائِحُ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:49 PM
لَستُ بِغافِرٍ لِبَني بَغيضٍ
سَفاهَتَهُم وَلا خَطَلَ اللِسانِ
سَآخُذُ مِن سَراتِهِمُ بِعِرضي
وَلَيسوا بِالوَفاءِ وَلا المُداني
فَإِنَّ بَقِيَّةَ الأَحسابِ مِنّا
وَأَصحابَ الحَمالَةِ وَالطِعانِ
جَراثيمٌ مَنَعنَ بَياضَ نَجدٍ
وَأَنتَ تُعَدُّ في الزَمَعِ الدَواني
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:50 PM
غَشيتُ دِيارَ الحَيِّ بِالسَبُعانِ
كَما البَدرُ فَالعَينانِ تَبتَدِرانِ
مَنازِلُ مِن بيضِ الخُدودِ كَأَنَّها
نِعاجُ المَلا مِن مُعصِرٍ وَعَوانِ
وَإِنّي لَأُعطي المالَ مَن لا أَوَدُّهُ
وَأَلبَسُ أَقواماً عَلى الشَنَآنِ
وَمُستَخبِرٍ عَنّي يَوَدُّ لَوَ أَنَّني
شَرِبتُ بِسَمٍّ ريقَتي فَقَضاني
وَذي لُطُفٍ لَو كانَ يَعلَمُ أَنَّهُ
شِفائي دَمٌ مِن جَوفِهِ لَشَفاني
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:50 PM
دَرَسَ المَنا بِمُتالِعٍ فَأَبانِ
وَتَقادَمَت بِالحُبسِ فَالسوبانِ
فَنعافِ صارَةَ فَالقَنانِ كَأَنَّها
زُبُرٌ يُرَجِّعُها وَليدُ يَمانِ
مُتَعَوِّدٌ لَحِنٌ يُعيدُ بِكَفِّهِ
قَلَماً عَلى عُسُبٍ ذَبُلنَ وَبانِ
أَو مُسلَمٌ عَمِلَت لَهُ عُلوِيَّةٌ
رَصَنَت ظُهورَ رَواجِبٍ وَبَنانِ
لِلحَنظَلِيَّةِ أَصبَحَت آياتُها
يَبرُقنَ تَحتَ كَنَهبُلِ الغُلّانِ
خَلَدَت وَلَم يَخلُد بِها مَن حَلَّها
وَتَبَدَّلَت خَيطاً مِنَ الأُحدانِ
وَالخاذِلاتُ مَعَ الجَآذِرِ خِلفَةً
وَالأُدمُ حانِيَةٌ مَعَ الغِزلانِ
فَصَدَدتُ عَن أَطلالِهِنَّ بِجَسرَةٍ
عَيرانَةٍ كَالعَقرِ ذي البُنيانِ
فَقَدَرتُ لِلوَردِ المُغَلِّسِ غُدوَةً
فَوَرَدتُ قَبلَ تَبَيُّنِ الأَلوانِ
سُدُماً قَديماً عَهدُهُ بِأَنيسِهِ
مِن بَينِ أَصفَرَ ناصِعٍ وَدِفانِ
فَهَرَقتُ أُذنِبَةً عَلى مُتَثَلِّمٍ
خَلقٍ بِمُعتَدِلٍ مِنَ الأَصفانِ
فَتَغَمَّرَت نَفساً وَأَدرَكَ شَأوُها
عُصَبَ القَطا يَهوينَ لِلأَذقانِ
فَثَنَيتُ كَفّي وَالقُرابَ وَنُمرُقي
وَمَكانَهُنَّ الكورُ وَالنِسعانِ
كَسَفينَةِ الهِندِيِّ طابَقَ دَرءَها
بِسَقائِفٍ مَشبوحَةٍ وَدِهانِ
فَاِلتامَ طائِقُها القَديمُ فَأَصبَحَت
ما إِن يُقَوِّمُ دَرءَها رِدفانِ
فَكَأَنَّها هِيَ يَومَ غِبِّ كَلالِها
أَو أَسفَعُ الخَدَّينِ شاةُ إِرانِ
حَرِجٌ إِلى أَرطاتِهِ وَتَغَيَّبَت
عَنهُ كَواكِبُ لَيلَةٍ مِدجانِ
يَزَعُ الهَيامُ عَنِ الثَرى وَيَمُدُّهُ
بُطحٌ تَهايُلُهُ عَلى الكُثبانِ
فَتَدارَكَ الإِشراقُ باقِيَ نَفسِهِ
مُتَجَرِّداً كَالمائِحِ العُريانِ
لَو كانَ يَزجُرُها لَقَد سَنَحَت لَهُ
طَيرُ الشِياحِ بِغَمرَةٍ وَطِعانِ
فَعدا عَلى حَذَرٍ مُوَرَّثُ عُدَّةٍ
يَهتَزُّ فَوقَ جَبينِهِ رُمحانِ
حَتّى أُشِبَّ لَهُ ضِراءُ مُكَلِّبٍ
يَسعى بِهِنَّ أَقَبُّ كَالسِرحانِ
فَحَمى مَقاتِلَهُ وَذادَ بِرَوقِهِ
حَميَ المُحارِبِ عَورَةَ الصُحبانِ
شَزَراً عَلى نَبضِ القُلوبِ وَمُقدِماً
فَكَأَنَّما يَختَلُّها بِسِنانِ
حَتّى اِنجَلَت عَنهُ عَمايَةُ نَفرِهِ
فَكَأَنَّ صَرعاها ظُروفُ دِنانِ
فَاِجتازَ مُنقَطَعَ الكَثيبِ كَأَنَّهُ
نِصعٌ جَلَتهُ الشَمسُ بَعدَ صِوانِ
يَمتَلُّ مَوفوراً وَيَمشي جانِباً
رَبِذاً يُسَلّي حاجَةَ الخَشيانِ
أَفَذاكَ أَم صَعلٌ كَأَنَّ عِفائَهُ
أَوزاعُ أَلقاءٍ عَلى أَغصانِ
يُلقي سَقيطَ عِفائِهِ مُتَقاصِراً
لِلشَدِّ عاقِدَ مَنكِبٍ وَجِرانِ
صَعلٌ كَسافِلَةِ القَناةِ وَظيفُهُ
وَكَأَنَّ جُؤجُؤُهُ صَفيحُ كِرانِ
كَلِفٌ بِعارِيَةِ الوَظيفِ شِمِلَّةٍ
يَمشي خِلالَ الشَريِ في خيطانِ
ظَلَّت تَتَبَّع مِن نِهاءِ صَعائِدٍ
بَينَ السَليلِ وَمَدفَعِ السُلّانِ
سَبَداً مِنَ التَنّومِ يَخبِطُهُ النَدى
وَنَوادِراً مِن حَنظَلِ الخُطبانِ
حَتّى إِذا أَفِدِ العَشِيُّ تَرَوَّحا
لِمَبيتِ رِبعِيِّ النِتاجِ هَجانِ
طالَت إِقامَتُهُ وَغَيَّرَ عَهدَهُ
رِهَمُ الرَبيعِ بِبُرقَةِ الكَبَوانِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:51 PM
يا عامِرَ بنَ مالِكٍ يا عَمّا
أَهلَكتَ عَمّاً وَأَعَشتَ عَمّا
إِن تُمسِ فينا خَلَقاً رِمَمّا
فَقَد تَكونُ واضِحاً خِضَمّا
مُرتَدِياً سابِغَةً مُعتَمّا
مُتَّخِذاً أَرضَ العَدُوِّ حَمّا
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:51 PM
أَلا ذَهَبَ المُحافِظُ وَالمُحامي
وَمانِعُ ضَيمِنا يَومَ الخِصامِ
وَأَيقَنتُ التَفَرُّقَ يَومَ قالوا
تُقُسِّمَ مالُ أَربَدَ بِالسِهامِ
وَأَربَدُ فارِسُ الهَيجا إِذا ما
تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بِالخِيامِ
تَطيرُ عَدائِدُ الأَشراكِ شَفعاً
وَوِتراً وَالزَعامَةُ لِلغُلامِ
كَأَنَّ هِجانَها مُتَأَبِّضاتٍ
وَفي الأَقرانِ أَصوِرَةُ الرُعامِ
وَقَد كانَ المُعَصَّبُ يَعتَفيها
وَتُحبَسُ عِندَ غاياتِ الذِمامِ
عَلى فَقدِ الحَريبِ إِذا اِعتَراها
وَعِندَ الفَضلِ في القُحَمِ العِظامِ
خُباساتُ الفَوارِسِ كُلَّ يَومٍ
إِذا لَم يُرجَ رِسلٌ في السَوامِ
إِذا ما تَعزُبُ الأَنعامُ راحَت
عَلى الأَيتامِ وَالكَلِّ العِيامِ
فَيَحمَدُ قِدرَ أَربَدَ مَن عَراها
إِذا ما ذُمَّ أَربابُ اللِحامِ
وَجارَتُهُ إِذا حَلَّت إِلَيهِ
لَها نَفَلٌ وَحَظٌّ في السَنامِ
فَإِن تَقعُد فَمُكرَمَةٌ حَصانٌ
وَإِن تَظعَن فَمُحسِنَةُ الكَلامِ
وَإِن تَشرَب فَنِعمَ أَخو النَدامى
كَريمٌ ماجِدٌ حُلوُ النِدامِ
وَفِتيانٍ يَرَونَ المَجدَ غُنماً
صَبَرتَ لِحَقِّهِم لَيلَ التَمامِ
وَإِن بَكَروا غَدَوتَ بِمُسمِعاتٍ
وَأَدكَنَ عاتِقٍ جَلدِ العِصامِ
لَهُ زَبَدٌ عَلى الناجودِ وَردٌ
بِماءِ المُزنِ مِن ريقِ الغَمامِ
إِذا بَكَرَ النِساءُ مُرَدَّفاتٍ
حَواسِرَ لا يُجِئنَ عَلى الخِدامِ
يُرَينَ عَصائِباً يَركُضنَ رَهواً
سَوابِقُهُنَّ كَالرَجلِ القِيامِ
كَأَنَّ سِراعَها مُتَواتِراتٍ
حَمامٌ باكِرٌ قَبلَ الحَمامِ
فَواءَلَ يَومَ ذَلِكَ مَن أَتاهُ
كَما وَأَلَ المُحِلُّ إِلى الحَرامِ
بِضَربَةِ فَيصَلٍ تَرَكَت رَئيساً
عَلى الخَدَّينِ يَنحَطُ غَيرَ نامِ
وَكُلِّ فَريغَةٍ عَجلى رَموحٍ
كَأَنَّ رَشاشَها لَهَبُ الضِرامِ
تَرُدُّ المَرءَ قافِلَةً يَداهُ
بِعامِلِ صَعدَةٍ وَالنَحرُ دامي
فَوَدِّع بِالسَلامِ أَبا حُزَيزَ
وَقَلَّ وَداعُ أَربَدَ بِالسَلامِ
يُفَضِّلُهُ شِتاءَ الناسِ مَجدٌ
إِذا قُصِرَ السُتورُ عَلى البِرامِ
فَهَل نُبِّئتَ عَن أَخَوَينِ داما
عَلى الأَيّامِ إِلّا اِبنَي شَمامِ
وَإِلّا الفَرقَدَينِ وَآلَ نَعشٍ
خَوالِدَ ما تَحَدَّثُ بِاِنهِدامِ
وَكُنتَ إِمامَنا وَلَنا نِظاماً
وَكانَ الجَزعُ يُحفَظُ بِالنِظامِ
وَلَيسَ الناسُ بَعدَكَ في نَقيرٍ
وَلا هُم غَيرُ أَصداءٍ وَهامِ
وَإِنّا قَد يُرى ما نَحنُ فيهِ
وَنُسحَرُ بِالشَرابِ وَبِالطَعامِ
كَما سُحِرَت بِهِ إِرَمٌ وَعادٌ
فَأَضحَوا مِثلَ أَحلامِ النِيامِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:51 PM
لَمّا دَعاني عامِرٌ لِأَسُبَّهُم
أَبَيتُ وَإِن كانَ اِبنُ عَيساءَ ظالِما
لِكَي ما يَكونَ السَندَرِيُّ نَديدَتي
وَأَجعَلَ أَقواماً عُموماً عَماعِما
وَأَنبُشَ مِن تَحتِ القُبورِ أُبُوَّةً
كِراماً هُمُ شَدّوا عَلَيَّ التَمائِما
لَعِبتُ عَلى أَكتافِهِم وَحُجورِهِم
وَليداً وَسَمَّوني مُفيداً وَعاصِما
بَلى أَيُّنا ما كانَ شَرّاً لِمالِكٍ
فَلا زالَ في الدُنيا مَلوماً وَلائِما
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:52 PM
لَمّا أَتاني عَن طُفَيلٍ وَرَهطِهِ
هُدُوءً فَباتَت غُلَّةٌ في الحَيازِمِ
دَرى بِاليَسارى جَنَّةً عَبقَرِيَّةً
مُسَطَّعَةَ الأَعناقِ بُلقَ القَوادِمِ
نَشيلٌ مِنَ البيضِ الصَوارِمِ بَعدَما
تَفَضَّضَ عَن سيلانِهِ كُلُّ قائِمِ
كَميشُ الإِزارِ يَكحَلُ العَينَ إِثمِداً
سُراهُ وَيُضحي مُسفِراً غَيرَ واجِمِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:52 PM
رَأَتني قَد شَحَبتُ وَسَلَّ جِسمي
طِلابُ النازِحاتِ مِنَ الهُمومِ
وَكَم لاقَيتُ بَعدَكِ مِن أُمورٍ
وَأَهوالٍ أَشُدُّ لَها حَزيمي
أُكَلِّفُها وَتَعلَمُ أَنَّ هَوئي
يُسارِعُ في بُنى الأَمرِ الجَسيمِ
وَخَصمٍ قَد أَقَمتُ الدَرءَ مِنهُ
بِلا نَزِقِ الخِصامِ وَلا سَؤومِ
وَمَولىً قَد دَفَعتُ الضَيمَ عَنهُ
وَقَد أَمسى بِمَنزِلَةِ المَضيمِ
وَخَرقٍ قَد قَطَعتُ بِيَعمَلاتٍ
مُمَلّاتِ المَناسِمِ وَاللُحومِ
كَساهُنَّ الهَواجِرُ كُلَّ يَومٍ
رَجيعاً بِالمَغابِنِ كَالعَصيمِ
إِذا هَجَدَ القَطا أَفزَعنَ مِنهُ
أَوامِنَ في مُعَرَّسَهِ الجُثومِ
رَحَلنَ لِشُقَّةٍ وَنَصَبنَ نَصباً
لِوَغراتِ الهَواجِرِ وَالسَمومِ
فَكُنَّ سَفينَها وَضَرَبنَ جَأشاً
لِخَمسٍ في مُلَجِّجَةٍ أَزومِ
أَجَزتُ إِلى مَعارِفِها بِشُعثٍ
وَأَطلاحٍ مِنَ العيدِيِّ هيمِ
فَخُضنَ نِياطَها حَتّى أُنيخَت
عَلى عافٍ مَدارِجُهُ سَدومِ
فَلا وَأَبيكَ ما حَيٌّ كَحَيٍّ
لِجارٍ حَلَّ فيهِم أَو عَديمِ
وَلا لِلضَيفِ إِن طَرَقَت بِلَيلٌ
بِأَفنانِ العِضاهِ وَبِالهَشيمِ
وَروِّحَتِ اللِقاحُ بِغَيرِ دَرٍّ
إِلى الحُجُراتِ تُعجِلُ بِالرَسيمِ
وَخَوَّدَ فَحلُها مِن غَيرِ شَلٍّ
بِدارَ الريحِ تَخويدَ الظَليمِ
إِذا ما دَرُّها لَم يَقرِ ضَيفاً
ضَمِنَّ لَهُ قِراهُ مِنَ الشُحومِ
فَلا نَتَجاوَزُ العَطِلاتِ مِنها
إِلى البَكرِ المُقارِبِ وَالكَزومِ
وَلَكِنّا نُعِضُّ السَيفَ مِنها
بِأَسوُقِ عافِياتِ اللَحمِ كومِ
وَكَم فينا إِذا ما المَحلُ أَبدى
نُحاسَ القَومِ مِن سَمحٍ هَضومِ
يُباري الريحَ لَيسَ بِجانِبِيٍّ
وَلا دَفِنٍ مُروءَتُهُ لَئيمِ
إِذا عُدَّ القَديمُ وَجَدتَ فينا
كَرائِمَ ما يُعَدُّ مِنَ القَديمِ
وَجَدتَ الجاهَ وَالآكالَ فينا
وَعادِيَّ المَآثِرِ وَالأَرومِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:52 PM
لِهِندٍ بِأَعلامِ الأَغَرِّ رُسومُ
إِلى أُحُدٍ كَأَنَّهُنَّ وُشومُ
فَوَقفٍ فَسُلِّيٍّ فَأَكنافِ ضَلفَعٍ
تَرَبَّعُ فيهِ تارَةً وَتُقيمُ
بِما قَد تَحُلُّ الوادِيَينِ كِلَيهِما
زَنانيرُ فيها مَسكَنٌ فَتَدومُ
وَمَرتٍ كَظَهرِ التُرسِ قَفرٍ قَطَعتُهُ
وَتَحتي خَنوفٌ كَالعَلاةِ عَقيمُ
عُذافِرَةٌ حَرفٌ كَأَنَّ قُتودَها
تَضَمَّنَهُ جَونُ السَراةِ عَذومُ
أَضَرَّ بِمِسحاجٍ قَليلٍ فُتورُها
يَرِنُّ عَلَيها تارَةً وَيَصومُ
يُطَرِّبُ آناءَ النَهارِ كَأَنَّهُ
غَوِيٌّ سَقاهُ في التِجارِ نَديمُ
أُميلَت عَلَيهِ قَرقَفٌ بابِلِيَّةٌ
لَها بَعدَ كَأسٍ في العِظامِ هَميمُ
فَرَوَّحَها يَقلو النِجادَ عَشِيَّةً
أَقَبُّ كَكَرِّ الأَندَرِيِّ شَتيمُ
فَأَورَدَها مَسجورَةً تَحتَ غابَةٍ
مِنَ القُرنَتَينِ وَاِتلَأَبَّ يَحومُ
فَلَم تَرضَ ضَحلَ الماءِ حَتّى تَمَهَّرَت
وِشاحٌ لَها مِن عَرمَضٍ وَبَريمُ
شَفى النَفسَ ما خُبِّرتُ مَرّانُ أُزهِفَت
وَما لَقِيَت يَومَ النُخَيلِ حَريمُ
قَبائِلُ جُعفِيِّ بنِ سَعدٍ كَأَنَّما
سَقى جَمعَهُم ماءَ الزُعافِ مُنيمُ
تَلافَتهُمُ مِن آلِ كَعبٍ عِصابَةٌ
لَها مَأقِطٌ يَومَ الحِفاظِ كَريمُ
فَتِلكُم بِتِلكُم غَيرَ فَخرٍ عَلَيكُم
وَبَيتٌ عَلى الأَفلاجِ ثُمَّ مُقيمُ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:53 PM
عَفَتِ الدِيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها
بِمَنىً تَأَبَّدَ غَولُها فَرِجامُها
فَمَدافِعُ الرَيّانِ عُرِّيَ رَسمُها
خَلَقاً كَما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها
دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعدَ عَهدِ أَنيسِها
حِجَجٌ خَلَونَ حَلالُها وَحَرامُها
رُزِقَت مَرابيعَ النُجومِ وَصابَها
وَدقُ الرَواعِدِ جَودُها فَرِهامُها
مِن كُلِّ سارِيَةٍ وَغادٍ مُدجِنٍ
وَعَشيَّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرزامُها
فَعَلا فُروعُ الأَيهُقانِ وَأَطفَلَت
بِالجَهلَتَينِ ظِبائُها وَنَعامُها
وَالعَينُ ساكِنَةٌ عَلى أَطلائِها
عوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضاءِ بِهامُها
وَجَلا السُيولُ عَنِ الطُلولِ كَأَنَّها
زُبُرٌ تُجِدُّ مُتونَها أَقلامُها
أَو رَجعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نُؤورُها
كِفَفاً تَعَرَّضَ فَوقَهِنَّ وِشامُها
فَوَقَفتُ أَسأَلُها وَكَيفَ سُؤالُنا
صُمّاً خَوالِدَ ما يُبينُ كَلامُها
عَرِيَت وَكانَ بِها الجَميعُ فَأَبكَروا
مِنها وَغودِرَ نُؤيُها وَثُمامُها
شاقَتكَ ظُعنُ الحَيِّ حينَ تَحَمَّلوا
فَتَكَنَّسوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُها
مِن كُلِّ مَحفوفٍ يُظِلُّ عَصِيَّهُ
زَوجٌ عَلَيهِ كِلَّةٌ وَقِرامُها
زُجَلاً كَأَنَّ نِعاجَ توضِحَ فَوقَها
وَظِباءَ وَجرَةَ عُطَّفاً آرامُها
حُفِزَت وَزايَلَها السَرابُ كَأَنَّها
أَجزاعُ بيشَةَ أَثلُها وَرُضامُها
بَل ما تَذَكَّرُ مِن نَوارَ وَقَد نَأَت
وَتَقَطَّعَت أَسبابُها وَرِمامُها
مُرِّيَّةٌ حَلَّت بِفَيدِ وَجاوَرَت
أَهلَ الحِجازِ فَأَينَ مِنكَ مَرامُها
بِمَشارِقِ الجَبَلَينِ أَو بِمُحَجَّرٍ
فَتَضَمَّنَتها فَردَةٌ فَرُخامُها
فَصُوائِقٌ إِن أَيمَنَت فَمَظِنَّةٌ
فيها وِحافُ القَهرِ أَو طِلخامُها
فَاِقطَع لُبانَةَ مَن تَعَرَّضَ وَصلُهُ
وَلَشَرُّ واصِلِ خُلَّةٍ صَرّامُها
وَاِحبُ المُجامِلَ بِالجَزيلِ وَصَرمُهُ
باقٍ إِذا ضَلَعَت وَزاغَ قِوامُها
بِطَليحِ أَسفارٍ تَرَكنَ بَقِيَّةً
مِنها فَأَحنَقَ صُلبُها وَسَنامُها
وَإِذا تَغالى لَحمُها وَتَحَسَّرَت
وَتَقَطَّعَت بَعدَ الكَلالِ خِدامُها
فَلَها هِبابٌ في الزِمامِ كَأَنَّها
صَهباءُ خَفَّ مَعَ الجَنوبِ جَهامُها
أَو مُلمِعٌ وَسَقَت لِأَحقَبَ لاحَهُ
طَردُ الفُحولِ وَضَربُها وَكِدامُها
يَعلو بِها حُدبَ الإِكامِ مُسَحَّجٌ
قَد رابَهُ عِصيانُها وَوِحامُها
بِأَحِزَّةِ الثَلَبوتِ يَربَأُ فَوقَها
قَفرَ المَراقِبِ خَوفُها آرامُها
حَتّى إِذا سَلَخا جُمادى سِتَّةً
جَزءً فَطالَ صِيامُهُ وَصِيامُها
رَجَعا بِأَمرِهِما إِلى ذي مِرَّةٍ
حَصِدٍ وَنُجحُ صَريمَةٍ إِبرامُها
وَرَمى دَوابِرَها السَفا وَتَهَيَّجَت
ريحُ المَصايِفِ سَومُها وَسِهامُها
فَتَنازَعا سَبِطاً يَطيرُ ظِلالُهُ
كَدُخانِ مُشعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرامُها
مَشمولَةٍ غُلِثَت بِنابِتِ عَرفَجٍ
كَدُخانِ نارٍ ساطِعٍ أَسنامُها
فَمَضى وَقَدَّمَها وَكانَت عادَةً
مِنهُ إِذا هِيَ عَرَّدَت إِقدامُها
فَتَوَسَّطا عُرضَ السَرِيِّ وَصَدَّعا
مَسجورَةً مُتَجاوِراً قُلّامُها
مَحفوفَةً وَسطَ اليَراعِ يُظِلُّها
مِنهُ مُصَرَّعُ غابَةٍ وَقِيامُها
أَفَتِلكَ أَم وَحشِيَّةٌ مَسبوعَةٌ
خَذَلَت وَهادِيَةُ الصِوارِ قِوامُها
خَنساءُ ضَيَّعَتِ الفَريرَ فَلَم يَرِم
عُرضَ الشَقائِقِ طَوفُها وَبُغامُها
لِمُعَفَّرٍ قَهدٍ تَنازَعَ شِلوَهُ
غُبسٌ كَواسِبُ لا يُمَنُّ طَعامُها
صادَفنَ مِنها غِرَّةً فَأَصَبنَها
إِنَّ المَنايا لا تَطيشُ سِهامُها
باتَت وَأَسبَلَ واكِفٌ مِن ديمَةٍ
يُروي الخَمائِلَ دائِماً تَسجامُها
يَعلو طَريقَةَ مَتنِها مُتَواتِرٌ
في لَيلَةٍ كَفَرَ النُجومَ غَمامُها
تَجتافُ أَصلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً
بِعُجوبِ أَنقاءٍ يَميلُ هُيامُها
وَتُضيءُ في وَجهِ الظَلامُ مُنيرَةً
كَجُمانَةِ البَحرِيِّ سُلَّ نِظامُها
حَتّى إِذا اِنحَسَرَ الظَلامُ وَأَسفَرَت
بَكَرَت تَزُلُّ عَنِ الثَرى أَزلامُها
عَلِهَت تَرَدَّدُ في نِهاءِ صَعائِدٍ
سَبعاً تُؤاماً كامِلاً أَيّامُها
حَتّى إِذا يَئِسَت وَأَسحَقَ حالِقٌ
لَم يُبلِهِ إِرضاعُها وَفِطامُها
وَتَوَجَّسَت رِزَّ الأَنيسِ فَراعَها
عَن ظَهرِ غَيبٍ وَالأَنيسُ سَقامُها
فَغَدَت كِلا الفَرجَينِ تَحسَبُ أَنَّهُ
مَولى المَخافَةِ خَلفُها وَأَمامُها
حَتّى إِذا يَئِسَ الرُماةُ وَأَرسَلوا
غُضفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعصامُها
فَلَحِقنَ وَاِعتَكَرَت لَها مَدرِيَّةٌ
كَالسَمهَرِيَّةِ حَدُّها وَتَمامُها
لِتَذودَهُنَّ وَأَيقَنَت إِن لَم تَذُد
أَن قَد أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها
فَتَقَصَّدَت مِنها كَسابِ فَضُرِّجَت
بِدَمٍ وَغودِرَ في المَكَرِّ سُخامُها
فَبِتِلكَ إِذ رَقَصَ اللَوامِعُ بِالضُحى
وَاِجتابَ أَردِيَةَ السَرابِ إِكامُها
أَقضي اللُبانَةَ لا أُفَرِّطُ ريبَةً
أَو أَن يَلومَ بِحاجَةٍ لُوّامُها
أَوَلَم تَكُن تَدري نَوارُ بِأَنَّني
وَصّالُ عَقدِ حَبائِلٍ جَذّامُها
تَرّاكُ أَمكِنَةٍ إِذا لَم أَرضَها
أَو يَعتَلِق بَعضَ النُفوسِ حِمامُها
بَل أَنتِ لا تَدرينَ كَم مِن لَيلَةٍ
طَلقٍ لَذيذٍ لَهوُها وَنِدامُها
قَد بِتُّ سامِرَها وَغايَةُ تاجِرٍ
وافَيتُ إِذ رُفِعَت وَعَزَّ مُدامُها
أُغلي السِباءَ بِكُلِّ أَدكَنَ عاتِقٍ
أَو جَونَةٍ قُدِحَت وَفُضَّ خِتامُها
وَصَبوحِ صافِيَةٍ وَجَذبِ كَرينَةٍ
بِمُوَتَّرٍ تَأتالُهُ إِبهامُها
بادَرتُ حاجَتَها الدَجاجَ بِسُحرَةٍ
لِأُعَلَّ مِنها حينَ هَبَّ نِيامُها
وَغَداةِ ريحٍ قَد وَزَعتُ وَقَرَّةٍ
إِذ أَصبَحَت بِيَدِ الشَمالِ زِمامُها
وَلَقَد حَمَيتُ الحَيَّ تَحمُلُ شِكَّتي
فُرُطٌ وَشاحِيَ إِذ غَدَوتُ لِجامُها
فَعَلَوتُ مُرتَقِباً عَلى ذي هَبوَةٍ
حَرِجٍ إِلى أَعلامِهِنَّ قَتامُها
حَتّى إِذا أَلقَت يَداً في كافِرٍ
وَأَجَنَّ عَوراتِ الثُغورِ ظَلامُها
أَسهَلتُ وَاِنتَصَبَت كَجَذعِ مُنيفَةٍ
جَرداءَ يَحصَرُ دونَها جُرّامُها
رَفَّعتُها طَرَدَ النِعامِ وَشَلَّهُ
حَتّى إِذا سَخِنَت وَخَفَّ عِظامُها
قَلِقَت رِحالَتُها وَأَسبَلَ نَحرُها
وَاِبتَلَّ مِن زَبَدِ الحَميمِ حِزامُها
تَرقى وَتَطعَنُ في العِنانِ وَتَنتَحي
وِردَ الحَمامَةِ إِذ أَجَدَّ حَمامُها
وَكَثيرَةٍ غُرَبائُها مَجهولَةٍ
تُرجى نَوافِلُها وَيُخشى ذامُها
غُلبٌ تَشَذَّرُ بِالذُحولِ كَأَنَّها
جِنُّ البَدِيِّ رَواسِياً أَقدامُها
أَنكَرتُ باطِلَها وَبُؤتُ بِحَقِّها
عِندي وَلَم يَفخَر عَلَيَّ كِرامُها
وَجَزورِ أَيسارٍ دَعَوتُ لِحَتفِها
بِمَغالِقٍ مُتَشابِهٍ أَجسامُها
أَدعو بِهِنَّ لِعاقِرٍ أَو مُطفِلٍ
بُذِلَت لِجِيرانِ الجَميعِ لِحامُها
فَالضَيفُ وَالجارُ الجَنيبُ كَأَنَّما
هَبَطا تَبالَةَ مُخصِباً أَهضامُها
تَأوي إِلى الأَطنابِ كُلُّ رَذِيَّةٍ
مِثلُ البَلِيَّةِ قالِصٌ أَهدامُها
وَيُكَلِّلونَ إِذا الرِياحُ تَناوَحَت
خُلُجاً تُمَدُّ شَوارِعاً أَيتامُها
إِنّا إِذا اِلتَقَتِ المَجامِعُ لَم يَزَل
مِنّا لِزازُ عَظيمَةٍ جَشّامُها
وَمُقَسِّمٌ يُعطي العَشيرَةَ حَقَّها
وَمُغَذمِرٌ لِحُقوقِها هَضّامُها
فَضلاً وَذو كَرَمٍ يُعينُ عَلى النَدى
سَمحٌ كَسوبُ رَغائِبٍ غَنّامُها
مِن مَعشَرٍ سَنَّت لَهُم آبائُهُم
وَلِكُلِّ قَومٍ سُنَّةٌ وَإِمامُها
لا يَطبَعونَ وَلا يَبورُ فَعالُهُم
إِذ لا يَميلُ مَعَ الهَوى أَحلامُها
فَاِقنَع بِما قَسَمَ المَليكُ فَإِنَّما
قَسَمَ الخَلائِقَ بَينَنا عَلّامُها
وَإِذا الأَمانَةُ قُسِّمَت في مَعشَرٍ
أَوفى بِأَوفَرِ حَظِّنا قَسّامُها
فَبَنى لَنا بَيتاً رَفيعاً سَمكُهُ
فَسَما إِلَيهِ كَهلُها وَغُلامُها
وَهُمُ السُعاةُ إِذا العَشيرَةُ أَفظِعَت
وَهُمُ فَوارِسُها وَهُم حُكّامُها
وَهُمُ رَبيعٌ لِلمُجاوِرِ فيهُمُ
وَالمُرمِلاتِ إِذا تَطاوَلَ عامُها
وَهُمُ العَشيرَةُ أَن يُبَطِّئَ حاسِدٌ
أَو أَن يَميلَ مَعَ العَدُوِّ لِئامُها
لبيد بن ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:53 PM
أَقولُ لِصاحِبَيَّ بِذاتِ غِسلٍ
أَلِمّا بي عَلى الجَدَثِ المُقيمِ
لِنَنظُرَ كَيفَ سَمَّكَ بانِياهُ
عَلى حِبّانَ ذي الحَسَبِ الكَريمِ
قَتَلنا تِسعَةً بِأَبي لُبَينى
وَأَلحَقنا المَوالِيَ بِالصَميمِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:53 PM
أَقوى وَعُرِّيَ واسِطٌ فَبَرامُ
مِن أَهلِهِ فَصُوائِقٌ فَخِزامُ
فَالوادِيانِ فَكُلُّ مَغنىً مِنهُمُ
وَعَلى المِياهِ مَحاضِرٌ وَخِيامُ
عَهدي بِها الإِنسَ الجَميعَ وَفيهُمُ
قَبلَ التَفَرُّقِ مَيسِرٌ وَنِدامُ
لا تُنشَدُ الحُمرُ الأَوالِفُ فيهُمُ
إِذ لا تُرَوَّحُ بِالعَشِيِّ بِهامُ
إِلّا فَلاءَ الخَيلِ مِنها مُرسَلٌ
وَمُرَبَّطاتٌ بِالفِناءِ صِيامُ
وَجَوارِنٌ بيضٌ وَكُلُّ طِمِرَّةٍ
يَعدو عَلَيها القَرَّتَينِ غُلامُ
وَمُدَفَّعٌ طَرَقَ النُبوحَ فَلَم يَجِد
مَأوىً وَلَم يَكُ لِلمُضيفِ سَوامُ
آوَيتُهُ حَتّى تَكَفَّتَ حامِداً
وَأَهَلَّ بَعدَ جُمَدِيَينِ حَرامُ
وَصَباً غَداةَ إِقامَةٍ وَزَّعتُها
بِجِفانِ شيزى فَوقَهُنَّ سَنامُ
وَمَقامَةٍ غُلبِ الرِقابِ كَأَنَّهُم
جِنٌّ لَدى طَرَفِ الحَصيرِ قِيامُ
دافَعتُ خُطَّتَها وَكُنتُ وَلِيَّها
إِذ عَيَّ فَصلَ جَوابِها الحُكّامُ
ضارَستُهُم حَتّى يَلينَ شَريسُهُم
عَنّي وَعِندي لِلجَموحِ لِجامُ
وَبِكُلِّ ذَلِكَ قَد سَعَيتُ إِلى العُلى
وَالمَرءُ يُحمَدُ سَعيُهُ وَيُلامُ
مُتَخَصِّرينَ البابَ كُلَّ عَشِيَّةٍ
غُلباً مُخالِطُ فَرطِها أَحلامُ
تِلكَ اِبنَةُ السَعدِيِّ أَضحَت تَشتَكي
لِتَخونَ عَهدي وَالمَخانَةُ ذامُ
وَلَقَد عَلِمتِ لَوَ إِنَّ عِلمَكِ نافِعٌ
وَسَمِعتِ ما يَتَحَدَّثُ الأَقوامُ
أَنّي أُكاثِرُ في النَدى إِخوانَهُ
وَأَعِفُّ عِرضي إِن أَلَمَّ لِمامُ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:54 PM
أَتَيناكَ يا خَيرَ البَرِيَّةِ كُلِّها
لِتَرحَمَنا مِمّا لَقينا مِنَ الأَزلِ
أَتَيناكَ وَالعَذراءُ يَدمى لَبانُها
وَقَد ذَهِلَت أُمُّ الصَبِيِّ عَنِ الطِفلِ
وَأَلقى تَكَنّيهِ الشُجاعُ اِستِكانَةً
مِنَ الجوعِ صُمتاً لا يُمِرُّ وَلا يُحلي
وَلا شَيءَ مِمّا يَأكُلُ الناسُ عِندَنا
سِوى العِلهَزِ العامِيِّ وَالعَبهَرِ الفَسلِ
وَلَيسَ لَنا إِلّا إِلَيكَ فِرارُنا
وَأَينَ يَفِرُّ الناسُ إِلّا إِلى الرُسلِ
فَإِن تَدعُ بِالسُقيا وَبِالعَفوِ تُرسِلِ ال
سَماءُ لَنا وَالأَمرُ يَبقى عَلى الأَصلِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:54 PM
يا هَرِماً وَأَنتَ أَهلُ عَدلِ
أَن وَرَدَ الأَحوَصُ ماءً قَبلي
لَيَذهَبَنَّ أَهلُهُ بِأَهلي
لا تَجمَعَن شَكلَهُمُ وَشَكلي
وَنَسلَ آبائِهِمُ وَنَسلي
لَقَد نَهَيتُ عَن سَفاهِ الجَهلِ
حَتّى اِنتَزى أَربَعَةٌ في حَبلِ
فَاليَومَ لا مَقعَدَ بَعدَ الوَصلِ
فارَقتُهُم بِذي ضُروعٍ حُفلِ
مُواثِمِ الحَزنِ قَريعِ السَهلِ
بِصائِبِ الصَدرِ سَديدِ الرِجلِ
يَمُدُّ بِالذِراعِ يَومَ المَعلِ
سَتَعلَمونَ مَن خِيارُ الطَبلِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:54 PM
أَلا تَسأَلانِ المَرءَ ماذا يُحاوِلُ
أَنَحبٌ فَيُقضى أَم ضَلالٌ وَباطِلُ
حَبائِلُهُ مَبثوثَةٌ بِسَبيلِهِ
وَيَفنى إِذا ما أَخطَأَتهُ الحَبائِلُ
إِذا المَرءُ أَسرى لَيلَةً ظَنَّ أَنَّهُ
قَضى عَمَلاً وَالمَرءُ ما عاشَ عامِلُ
فَقولا لَهُ إِن كانَ يَقسِمُ أَمرَهُ
أَلَمّا يَعِظكَ الدَهرُ أُمُّكَ هابِلُ
فَتَعلَمَ أَن لا أَنتَ مُدرِكُ ما مَضى
وَلا أَنتَ مِمّا تَحذَرُ النَفسُ وائِلُ
فَإِن أَنتَ لَم تَصدُقكَ نَفسُكَ فَاِنتَسِب
لَعَلَّكَ تَهديكَ القُرونُ الأَوائِلُ
فَإِن لَم تَجِد مِن دونِ عَدنانَ باقِياً
وَدونَ مَعَدٍّ فَلتَزَعكَ العَواذِلُ
أَرى الناسَ لا يَدرونَ ما قَدرُ أَمرِهِم
بَلى كُلُّ ذي لُبٍّ إِلى اللَهِ واسِلُ
أَلا كُلُّ شَيءٍ ما خَلا اللَهَ باطِلُ
وَكُلُّ نَعيمٍ لا مَحالَةَ زائِلُ
وَكُلُّ أُناسٍ سَوفَ تَدخُلُ بَينَهُم
دُوَيهِيَةٌ تَصفَرُّ مِنها الأَنامِلُ
وَكُلُّ اِمرِئٍ يَوماً سَيَعلَمُ سَعيَهُ
إِذا كُشِّفَت عِندَ الإِلَهِ المَحاصِلُ
لِيَبكِ عَلى النُعمانِ شَربٌ وَقَينَةٌ
وَمُختَبِطاتٌ كَالسَعالي أَرامِلُ
لَهُ المُلكُ في ضاحي مَعَدٍّ وَأَسلَمَت
إِلَيهِ العِبادُ كُلُّها ما يُحاوِلُ
إِذا مَسَّ أَسآرَ الطُيورِ صَفَت لَهُ
مُشَعشَعَةٌ مِمّا تُعَتِّقُ بابِلُ
عَتيقُ سُلافاتٍ سَبَتها سَفينَةٌ
تَكُرُّ عَلَيها بِالمِزاجِ النَياطِلُ
بِأَشهَبَ مِن أَبكارِ مُزنِ سَحابَةٍ
وَأَريِ دَبورٍ شارَهُ النَحلَ عاسِلُ
تَكُرُّ عَلَيهِ لا يُصَرِّدُ شُربَهُ
إِذا ما اِنتَشى لَم تَحتَضِرهُ العَواذِلُ
عَلى ما تُريهِ الخَمرُ إِذ جاشَ بَحرُهُ
وَأَوشَمَ جودٌ مِن نَداهُ وَوابِلُ
فَيَوماً عُناةٌ في الحَديدِ يَفُكُّهُم
وَيَوماً جِيادٌ مُلجَماتٌ قَوافِلُ
عَلَيهِنَّ وِلدانُ الرِهانِ كَأَنَّها
سَعالٍ وَعِقبانٌ عَلَيها الرَحائِلُ
إِذا وَضَعوا أَلبادَها عَن مُتونِها
وَقَد نَضَحَت أَعطافُها وَالكَواهِلُ
يُلاقونَ مِنها فَرطَ حَدٍّ وَجُرأَةٍ
إِذا لَم تُقَوِّم دَرأَهُنَّ المَساحِلُ
وَيَوماً مِنَ الدُهمِ الرِغابِ كَأَنَّها
أَشاءٌ دَنا قِنوانُهُ أَو مَجادِلُ
لَها حَجَلٌ قَد قَرَّعَت مِن رُؤوسِهِ
لَها فَوقَهُ مِمّا تَحَلَّبُ واشِلُ
بِذي حُسَمٍ قَد عُرِّيَت وَيَزينُها
دِماثُ فُلَيجٍ رَهوُها فَالمَحافِلُ
وَأَسرَعَ فيها قَبلَ ذَلِكَ حِقبَةً
رُكاحٌ فَجَنبا نُقدَةٍ فَالمَغاسِلُ
فَإِنَّ اِمرَأً يَرجو الفَلاحَ وَقَد رَأى
سَواماً وَحَيّاً بِالأُفاقَةِ جاهِلُ
غَداةَ غَدَوا مِنها وَآزَرَ سَربَهُم
مَواكِبَ تُحدى بِالغَبيطِ وَجامِلُ
وَيَومَ أَجازَت قُلَّةَ الحَزنِ مِنهُمُ
مَواكِبُ تَعلو ذا حُسىً وَقَنابِلُ
عَلى الصَرصَرانِيّاتِ في كُلِّ رِحلَةٍ
وَسوقٌ عِدالٌ لَيسَ فيهِنَّ مائِلُ
تُساقُ وَأَطفالُ المُصيفِ كَأَنَّها
حَوانٍ عَلى أَطلائِهِنَّ مَطافِلُ
حَقائِبُهُم راحٌ عَتيقٌ وَدَرمَكٌ
وَرَيطٌ وَفاثورِيَّةٌ وَسَلاسِلُ
وَما نَسَجَت أَسرادَ داوُدَ وَاِبنِهِ
مُضاعَفَةً مِن نَسجِهِ إِذ يُقابِلُ
وَكانَت تُراثاً مِنهُما لِمُحَرِّقٍ
طَحونٌ كَأَنَّ البَيضَ فيها الأَعابِلُ
إِذا ما اِجتَلاها مَأزِقٌ وَتَزايَلَت
وَأَحكَمَ أَضغانَ القَتيرِ الغَلائِلُ
أَوَت لِلشِياحِ وَاِهتَدى لِصَليلِها
كَتائِبُ خُضرٌ لَيسَ فيهِنَّ ناكِلُ
كَأَركانِ سَلمى إِذ بَدَت وَكَأَنَّها
ذُرى أَجَإٍ إِذ لاحَ فيها مُواسِلُ
وَبيضٍ تَرَبَّتها الهَوادِجُ حِقبَةً
سَرائِرُها وَالمُسمِعاتُ الرَوافِلُ
تَروحُ إِذا راحَ الشَروبُ كَأَنَّها
ظِباءُ شَقيقٍ لَيسَ فيهِنَّ عاطِلُ
يُجاوِبنَ بُحّاً قَد أُعيدَت وَأَسمَحَت
إِذا اِحتَثَّ بِالشِرعِ الدِقاقِ الأَنامِلُ
يُقَوِّمُ أولاهُم إِذا اِعوَجَّ سِربُهُم
مَواكِبُ وَاِبنُ المُنذِرينَ الحُلاحِلُ
تَظَلُّ رَواياهُم تَبَرَّضنَ مَنعِجاً
وَلَو وَرَدَتهُ وَهوَ رَيّانُ سائِلُ
فَلا قَصَبُ البَطحاءِ نَهنَهَ وِردَهُم
بِرِيٍّ وَلا العادِيُّ مِنهُ العُدامِلُ
وَما كادَ غُلّانُ الشُرَيفِ يَسَعنَهُم
بِحَلَّةِ يَومٍ وَالشُروجُ القَوابِلُ
وَمُصعَدُهُم كَي يَقطَعوا بَطنَ مَنعِجٍ
فَضاقَت بِهِم ذَرعاً خَزازٌ وَعاقِلُ
فَبادوا فَما أَمسى عَلى الأَرضِ مِنهُمُ
لَعَمرُكَ إِلّا أَن يُخَبَّرَ سائِلُ
كَأَن لَم يَكُن بِالشِرعِ مِنهُم طَلائِعٌ
فَلَم تَرعَ سَحّاً في الرَبيعِ القَنابِلُ
وَبِالرَسِّ أَوصالٌ كَأَنَّ زُهاءَها
ذِوى الضَمرِ لَمّا زالَ عَنها القَبائِلُ
وَغَسّانُ ذَلَّت يَومَ جِلَّقَ ذِلَّةً
بِسَيِّدِها وَالأَريَحِيُّ المُنازِلُ
رَعى خَرَزاتِ المُلكِ عِشرينَ حِجَّةً
وَعِشرينَ حَتّى فادَ وَالشَيبُ شامِلُ
وَأَمسى كَأَحلامِ النِيامِ نَعيمُهُم
وَأَيُّ نَعيمٍ خِلتَهُ لا يُزايِلُ
تَرُدُّ عَلَيهِم لَيلَةٌ أَهلَكَتهُمُ
وَعامٌ وَعامٌ يَتبَعُ العامَ قابِلُ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:55 PM
فَأَبلِغ إِن عَرَضتَ بَني كِلابٍ
وَعامِرَ وَالخُطوبُ لَها مَوالي
وَبَلِّغ إِن عَرَضتَ بَني نُمَيرٍ
وَأَخوالَ القَتيلِ بَني هِلالِ
بِأَنَّ الوافِدَ الرَحّالَ أَمسى
مُقيماً عِندَ تَيمَنَ ذي ظِلالِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:55 PM
لِلَّهِ نافِلَةُ الأَجَلِّ الأَفضَلِ
وَلَهُ العُلى وَأَثيثُ كُلِّ مُؤَثَّلِ
لا يَستَطيعُ الناسُ مَحوَ كِتابِهِ
أَنّى وَلَيسَ قَضائُهُ بِمُبَدَّلِ
سَوّى فَأَغلَقَ دونَ غُرَّةِ عَرشِهِ
سَبعاً طِباقاً فَوقَ فَرعِ المَنقَلِ
وَالأَرضَ تَحتَهُمُ مِهاداً راسِياً
ثَبَتَت خَوالِقُها بِصُمِّ الجَندَلِ
وَالماءُ وَالنيرانُ مِن آياتِهِ
فيهِنَّ مَوعِظَةٌ لِمَن لَم يَجهَلِ
بَل كُلُّ سَعيِكَ باطِلٌ إِلّا التُقى
فَإِذا اِنقَضى شَيءٌ كَأَن لَم يُفعَلِ
لَوكانَ شَيءٌ خالِداً لَتَواءَلَت
عَصماءُ مُؤلِفَةٌ ضَواحِيَ مَأسَلِ
بِظُلوفِها وَرَقُ البَشامِ وَدونَها
صَعبٌ تَزِلُّ سَراتُهُ بِالأَجدَلِ
أَو ذو زَوائِدَ لا يُطافُ بِأَرضِهِ
يَغشى المُهَجهَجَ كَالذَنوبِ المُرسَلِ
في نابِهِ عِوَجٌ يُجاوِزُ شِدقَهُ
وَيُخالِفُ الأَعلى وَراءَ الأَسفَلِ
فَأَصابَهُ رَيبُ الزَمانِ فَأَصبَحَت
أَنيابُهُ مِثلَ الزِجاجِ النُصَّلِ
وَلَقَد رَأى صُبحٌ سَوادَ خَليلِهِ
مِن بَينِ قائِمِ سَيفِهِ وَالمِحمَلِ
صَبَّحنَ صُبحاً حينَ حُقَّ حِذارُهُ
فَأَصابَ صُبحاً قائِفٌ لَم يَغفَلِ
فَاِلتَفَّ صَفقُهُما وَصُبحٌ تَحتَهُ
بَينَ التُرابِ وَبَينَ حِنوِ الكَلكَلِ
وَلَقَد جَرى لُبَدٌ فَأَدرَكَ جَريَهُ
رَيبُ الزَمانِ وَكانَ غَيرَ مُثَقَّلِ
لَمّا رَأى لُبَدُ النُسورِ تَطايَرَت
رَفَعَ القَوادِمَ كَالفَقيرِ الأَعزَلِ
مِن تَحتِهِ لُقمانُ يَرجو نَهضَهُ
وَلَقَد رَأى لُقمانُ أَن لا يَأتَلي
غَلَبَ اللَيالي خَلفَ آلِ مُحَرِّقٍ
وَكَما فَعَلنَ بِتُبَّعٍ وَبِهِرقَلِ
وَغَلَبنَ أَبرَهَةَ الَّذي أَلفَينَهُ
قَد كانَ خَلَّدَ فَوقَ غُرفَةِ مَوكِلِ
وَالحارِثُ الحَرّابُ خَلّى عاقِلاً
داراً أَقامَ بِها وَلَم يَتَنَقَّلِ
تَجري خَزائِنُهُ عَلى مَن نابَهُ
مَجرى الفُراتِ عَلى فِراضِ الجَدوَلِ
حَتّى تَحَمَّلَ أَهلُهُ وَقَطينُهُ
وَأَقامَ سَيِّدُهُم وَلَم يَتَحَمَّلِ
وَالشاعِرونَ الناطِقونَ أَراهُمُ
سَلَكوا سَبيلَ مُرَقِّشٍ وَمُهَلهِلِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:56 PM
لِمَن طَلَلٌ تَضَمَّنَهُ أُثالُ
فَسَرحَةُ فَالمَرانَةُ فَالخَيالُ
فَنَبعٌ فَالنَبيعُ فَذو سُدَيرٍ
لِئارامِ النِعاجِ بِهِ سِخالُ
ذَكَرتُ بِهِ الفَوارِسَ وَالنَدامى
فَدَمعُ العَينِ سَحٌّ وَاِنهِمالُ
كَأَنّي في نَدِيِّ بَني أُقَيشٍ
إِذا ما جِئتَ نادِيَهُم تُهالُ
تَكاثَرَ قُرزُلٌ وَالجَونُ فيها
وَتَحجُلُ وَالنَعامَةُ وَالخَبالُ
بَقايا مِن تُراثِ مُقَدِّماتٍ
وَما جَمَعَ المَرابيعُ الثِقالُ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:56 PM
كُبَيشَةُ حَلَّت بَعدَ عَهدِكَ عاقِلاً
وَكانَت لَهُ خَبلاً عَلى النَأيِ خابِلا
تَرَبَّعَتِ الأَشرافَ ثُمَّ تَصَيَّفَت
حَساءَ البُطاحِ وَاِنتَجَعنَ المَسايِلا
تَخَيَّرُ ما بَينَ الرِجامِ وَواسِطٍ
إِلى سِدرَةِ الرَسَّينِ تَرعى السَوابِلا
يُغَنّي الحَمامُ فَوقَها كُلَّ شارِقٍ
عَلى الطَلحِ يَصدَحنَ الضُحى وَالأَصائِلا
فَكَلَّفتُها وَهماً كَأَنَّ نَحيزَهُ
شَقائِقُ نَسّاجٍ يَؤُمُّ المَناهِلا
فَعَدَّيتُها فيهِ تُباري زِمامَها
تُنازِعُ أَطرافَ الإِكامِ النَقائِلا
مُنيفاً كَسَحلِ الهاجِرِيِّ تَضُمُّهُ
إِكامٌ وَيَعرَوري النِجادَ الغَوائِلا
فَسافَت قَديماً عَهدُهُ بِأَنيسِهِ
كَما خالَطَ الخَلُّ العَتيقُ التَوابِلا
سَلَبتُ بِها هَجراً بُيوتَ نِعاجِهِ
وَرُعتُ قَطاهُ في المَبيتِ وَقائِلا
بِحَرفٍ بَراها الرَحلُ إِلّا شَظِيَّةً
تَرى صُلبَها تَحتَ الوَلِيَّةِ ناحِلا
عَلى أَنَّ أَلواحاً تُرى في جَديلِها
إِذا عاوَدَت جَنانَها وَالأَفاكِلا
وَغادَرتُ مَرهوباً كَأَنَّ سِباعَهُ
لُصوصٌ تَصَدّى لِلكَسوبِ المَحاوِلا
كَأَنَّ قَتودي فَوقَ جَأبٍ مُطَرَّدٍ
يُفِزُّ نَحوصاً بِالبَراعيمِ حائِلا
رَعاها مَصابَ المُزنِ حَتّى تَصَيَّفا
نِعافَ القَنانِ ساكِناً فَالأَجاوِلا
فَكانَ لَهُ بَردُ السِماكِ وَغَيمُهُ
خَليطاً غَدا صُبحَ الحَرامِ مُزايِلا
فَلَمّا اِعتَقاهُ الصَيفُ ماءَ ثِمادِهِ
وَقَد زايَلَ البُهمى سَفا العِربِ ناصِلا
وَلَم يَتَذَكَّر مِن بَقِيَّةِ عَهدِهِ
مِنَ الحَوضِ وَالسُؤبانِ إِلّا صَلاصِلا
فَأَجمادَ ذي رَقدٍ فَأَكنافَ ثادِقٍ
فَصارَةَ يوفي فَوقَها فَالأَعابِلا
وَزالَ النَسيلُ عَن زَحاليفِ مَتنِهِ
فَأَصبَحَ مُمتَدَّ الطَريقَةِ قافِلا
يُقَلِّبُ أَطرافَ الأُمورِ تَخالُهُ
بِأَحناءِ ساقٍ آخَرَ اللَيلِ ماثِلا
فَهَيَّجَها بَعدَ الخِلاجِ فَسامَحَت
وَأَنشَأَ جَوناً كَالضَبابَةِ جائِلا
يَفُلُّ الصَفيحَ الصُمَّ تَحتَ ظِلالِهِ
مِنَ الوَقعِ لا ضَحلاً وَلا مُتَضائِلا
فَبَيَّتَ زُرقاً مِن سَرارٍ بِسُحرَةٍ
وَمِن دَحلَ لا يَخشى بِهِنَّ الحَبائِلا
فَعاما جُنوحَ الهالِكِيِّ كِلاهُما
وَقَحَّمَ آذِيَّ السَرِيِّ الجَحافِلا
أَذَلِكَ أَم نَزرُ المَراتِعِ فادِرٌ
أَحَسَّ قَنيصاً بِالبَراعيمِ خاتِلا
فَباتَ إِلى أَرطاةِ حِقفٍ تَضُمُّهُ
شَآمِيَةٌ تُزجي الرَبابَ الهَواطِلا
وَباتَ يُريدُ الكِنَّ لَو يَستَطيعُهُ
يُعالِجُ رَجّافاً مِنَ التُربِ غائِلا
فَأَصبَحَ وَاِنشَقَّ الضَبابُ وَهاجَهُ
أَخو قَفرَةٍ يُشلي رَكاحاً وَسائِلا
عَوابِسَ كَالنُشّابِ تَدمى نُحورُها
يَرَينَ دِماءَ الهادِياتِ نَوافِلا
فَجالَ وَلَم يَعكِم لِغُضفٍ كَأَنَّها
دِقاقُ الشَعيلِ يَبتَدِرنَ الجَعائِلا
لَصائِدِها في الصَيدِ حَقٌّ وَطُعمَةٌ
وَيَخشى العَذابَ أَن يُعَرِّدَ ناكِلا
قِتالَ كَمِيٍّ غابَ أَنصارُ ظَهرِهِ
وَلاقى الوُجوهَ المُنكَراتِ البَواسِلا
يَسُرنَ إِلى عَوراتِهِ فَكَأَنَّما
لِلَبّاتِها يُنحي سِناناً وَعامِلا
فَغادَرَها صَرعى لَدى كُلِّ مَزحَفٍ
تَرى القَدَّ في أَعناقِهِنَّ قَوافِلا
تَخَيَّرنَ مِن غَولٍ عِذاباً رَوِيَّةً
وَمِن مَنعِجٍ بيضَ الجِمامِ عَدامِلا
وَقَد زَوَّدَت مِنّا عَلى النَأيِ حاجَةً
وَشَوقاً لَوَ أَنَّ الشَوقَ أَصبَحَ عادِلا
كَحاجَةِ يَومٍ قَبلَ ذَلِكَ مِنهُمُ
عَشِيَّةَ رَدّوا بِالكُلابِ الجَمائِلا
فَرُحنَ كَأَنَّ النادِياتِ مِنَ الصَفا
مَذارِعَها وَالكارِعاتِ الحَوامِلا
بِذي شَطَبٍ أَحداجُها إِذ تَحَمَّلوا
وَحَثَّ الحُداةُ الناعِجاتِ الذَوامِلا
بِذي الرِمثِ وَالطَرفاءِ لَمّا تَحَمَّلوا
أَصيلاً وَعالَينَ الحُمولَ الجَوافِلا
كَأَنَّ نِعاجاً مِن هَجائِنِ عازِفٍ
عَلَيها وَآرامَ السُلِيِّ الخَواذِلا
جَعَلنَ حِراجَ القُرنَتَينِ وَناعِتاً
يَميناً وَنَكَّبنَ البَدِيَّ شَمائِلا
وَعالَينَ مَضعوفاً وَفَرداً سُموطُهُ
جُمانٌ وَمَرجانٌ يَشُدُّ المَفاصِلا
يَرُضنَ صِعابَ الدُرِّ في كُلِّ حِجَّةٍ
وَلَو لَم تَكُن أَعناقُهُنَّ عَواطِلا
غَرائِرُ أَبكارٌ عَلَيها مَهابَةٌ
وَعونٌ كِرامٌ يَرتَدَينَ الوَصائِلا
كَأَنَّ الشَمولَ خالَطَت في كَلامِها
جَنِيّاً مِنَ الرُمّانِ لَدناً وَذابِلا
لَذيذاً وَمَنقوفاً بِصافي مَخيلَةٍ
مِنَ الناصِعِ المَختومِ مِن خَمرِ بابِلا
يُشَنُّ عَلَيها مِن سُلافَةِ بارِقٍ
سَناً رَصَفاً مِن آخِرِ اللَيلِ سائِلا
تُضَمَّنُ بيضاً كَالإِوَزِّ ظُروفُها
إِذا أَتأَقوا أَعناقَها وَالحَواصِلا
لَها غَلَلٌ مِن رازِقِيٍّ وَكُرسُفٍ
بِأَيمانِ عُجمٍ يَنصُفونَ المَقاوِلا
إِذا صُفِّقَت يَوماً لِأَربابِ رَبِّها
سَمِعتَ لَها مِن واكِفِ العُطبِ واشِلا
فَإِن تَنأَ دارٌ أَو يَطُل عَهدُ خُلَّةٍ
بِعاقِبَةٍ أَو يُصبِحِ الشَيبُ شامِلا
فَقَد نَرتَعي سَبتاً وَلَسنا بِجيرَةٍ
مَحَلَّ المُلوكِ نُقدَةً فَالمَغاسِلا
لَيالِيَ تَحتَ الخِدرِ ثِنيُ مُصيفَةٍ
مِنَ الأُدمِ تَرتادُ الشُروجَ القَوابِلا
أَنامَت غَضيضَ الطَرفِ رَخصاً ظُلوفُهُ
بِذاتِ السُلَيمِ مِن دُحَيضَةَ جادِلا
مَدى العَينِ مِنها أَن يُراعَ بِنَجوَةٍ
كَقَدرِ النَجيثِ ما يَبُذُّ المُناضِلا
فَعادَت عَوادٍ بَينَنا وَتَنَكَّرَت
وَقالَت كَفى بِالشَيبِ لِلمَرءِ قاتِلا
تَلومُ عَلى الإِهلاكِ في غَيرِ ضَلَّةٍ
وَهَل لِيَ ما أَمسَكتُ إِن كُنتُ باخِلا
رَأَيتُ التُقى وَالحَمدَ خَيرَ تِجارَةٍ
رَباحاً إِذا ما المَرءُ أَصبَحَ ثاقِلا
وَهَل هُوَ إِلّا ما اِبتَنى في حَياتِهِ
إِذا قَذَفوا فَوقَ الضَريحِ الجَنادِلا
وَأَثنَوا عَلَيهِ بِالَّذي كانَ عِندَهُ
وَعَضَّ عَلَيهِ العائِداتُ الأَنامِلا
فَدَع عَنكَ هَذا قَد مَضى لِسَبيلِهِ
وَكَلِّف نَجِيَّ الهَمِّ إِن كُنتَ راحِلا
طَليحَ سَفارٍ عُرِّيَت بَعدَ بَذلَةٍ
رَبيعاً وَصَيفاً بِالمَضاجِعِ كامِلا
فَجازَيتُها ما عُرِّيَت وَتَأَبَّدَت
وَكانَت تُسامي بِالغَريفِ الجَمائِلا
وَوَلّى كَنَصلِ السَيفِ يَبرُقُ مَتنُهُ
عَلى كُلِّ إِجرَيّا يَشُقُّ الخَمائِلا
فَنَكَّبَ حَوضى ما يَهُمُّ بِوِردِها
يَميلُ بِصَحراءِ القَنانَينِ جاذِلا
بِتِلكَ أُسَلّي حاجَةً إِن ضَمِنتُها
وَأُبرِئُ هَمّاً كانَ في الصَدرِ داخِلا
أُجازي وَأُعطي ذا الدِلالِ بِحُكمِهِ
إِذا كانَ أَهلاً لِلكَرامَةِ واصِلا
وَإِن آتِهِ أَصرِف إِذا خِفتُ نَبوَةً
وَأَحبِس قَلوصَ الشُحِّ إِن كانَ باخِلا
بَنو عامِرٍ مِن خَيرِ حَيٍّ عَلِمتُهُم
وَلَو نَطَقَ الأَعداءُ زوراً وَباطِلا
لَهُم مَجلِسٌ لا يُحصَرونَ عَنِ النَدى
وَلا يَزدَهيهِم جَهلُ مَن كانَ جاهِلا
وَبيضٌ عَلى النيرانِ في كُلِّ شَتوَةٍ
سَراةَ العِشاءِ يَزجُرونَ المَسابِلا
وَأَعطَوا حُقوقاً ضُمِّنوها وِراثَةً
عِظامَ الجِفانِ وَالصِيامَ الحَوافِلا
تُوَزِّعُ صُرّادَ الشَمالِ جِفانُهُم
إِذا أَصبَحَت نَجدٌ تَسوقُ الأَفائِلا
كِرامٌ إِذا نابَ التِجارُ أَلِذَّةٌ
مَخاريقُ لا يَرجونَ لِلخَمرِ واغِلا
إِذا شَرِبوا صَدّوا العَواذِلَ عَنهُمُ
وَكانوا قَديماً يُسكِتونَ العَواذِلا
فَلا تَسأَلينا وَاِسأَلي عَن بَلائِنا
إِياداً وَكَلباً مِن مَعَدٍّ وَوائِلا
وَقَيساً وَمَن لَفَّت تَميمٌ وَمَذحِجاً
وَكِندَةَ إِذ وافَت عَلَيكِ المَنازِلا
لِأَحسابِنا فيهِم بَلاءٌ وَنِعمَةٌ
وَلَم يَكُ ساعينا عَنِ المَجدِ غافِلا
أولَئِكَ قَومي إِن تُلاقِ سَراتَهُم
تَجِدهُم يَأُمّونَ العُلا وَالفَواضِلا
وَلَن يَعدَموا في الحَربِ لَيثاً مُجَرَّباً
وَذا نَزَلٍ عِندَ الرَزِيَّةِ باذِلا
وَأَبيَضَ يَجتابُ الخُروقَ عَلى الوَجى
خَطيباً إِذا اِلتَفَّ المَجامِعُ فاصِلا
وَعانٍ فَكَكناهُ بِغَيرِ سِوامِهِ
فَأَصبَحَ يَمشي في المَحَلَّةِ جاذِلا
وَمُشعِلَةً رَهواً كَأَنَّ جِيادَها
حَمامٌ تُباري بِالعَشِيِّ سَوافِلا
لَهُم فَخمَةٌ فيها الحَديدُ كَثيفَةٌ
تَرى البيضَ في أَعناقِهِم وَالمَعابِلا
ضَرَبنا سَراةَ القَومِ حَتّى تَوَجَّهوا
سِراعاً وَقَد بَلَّ النَجيعُ المَحامِلا
نُؤَدّي العَظيمَ لِلجِوارِ وَنَبتَني
فَعالاً وَقَد نُنكي العَدُوَّ المُساجِلا
لَنا سُنَّةٌ عادِيَّةٌ نَقتَدي بِها
وَسَنَّت لِأُخرانا وَفاءً وَنائِلا
يُذَبذِبُ أَقواماً يُريدونَ هَدمَها
نِيافٌ يَبُذُّ الواسِعُ المُتَطاوِلا
صَبَرنا لَهُم في كُلِّ يَومِ عَظيمَةٍ
بِأَسيافِنا حَتّى عَلَونا المَناقِلا
وَإِن تَسأَلوا عَنهُم لَدى كُلِّ غارَةٍ
فَقَد يُنبَأُ الأَخبارَ مَن كانَ سائِلا
أولَئِكَ قَومي إِن سَأَلتَ بِخيمِهِم
وَقَد يُخبَرُ الأَنباءَ مَن كانَ جاهِلا
لبيد بن ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:57 PM
أَلَم تُلمِم عَلى الدِمَنِ الخَوالي
لِسَلمى بِالمَذانِبِ فَالقُفالِ
فَجَنبَي صَوأَرٍ فَنِعافِ قَوٍّ
خَوالِدَ ما تَحَدَّثُ بِالزَوالِ
تَحَمَّلَ أَهلُها إِلّا عِراراً
وَعَزفاً بَعدَ أَحياءٍ حِلالِ
وَخَيطاً مِن خَواضِبَ مُؤلِفاتٍ
كَأَنَّ رِئالَها أُرقُ الإِفالِ
تَحَمَّلَ أَهلُها وَأَجَدَّ فيها
نِعاجُ الصَيفِ أَخبِيَةَ الظِلالِ
وَقَفتُ بِهِنَّ حَتّى قالَ صَحبي
جَزِعتَ وَلَيسَ ذَلِكَ بِالنَوالِ
كَأَنَّ دُموعَهُ غَربا سُناةٍ
يُحيلونَ السِجالَ عَلى السِجالِ
إِذا أَروَوا بِها زَرعاً وَقَضباً
أَمالوها عَلى خورٍ طِوالِ
تَمَنّى أَن تُلاقِيَ آلَ سَلمى
بِخَطمَةَ وَالمُنى طُرُقُ الضَلالِ
وَهَل يَشتاقُ مِثلُكَ مِن دِيارٍ
دَوارِسَ بَينَ تُختِمَ وَالخِلالِ
وَكُنتُ إِذا الهُمومُ تَحَضَّرَتني
وَضَنَّت خُلَّةٌ بَعدَ الوِصالِ
صَرَمتُ حِبالَها وَصَدَدتُ عَنها
بِناجِيَةٍ تَجِلُّ عَنِ الكَلالِ
عُذافِرَةٌ تَقَمَّصُ بِالرُدافى
تَخَوَّنَها نُزولي وَاِرتِحالي
كَعَقرِ الهاجِرِيِّ إِذا اِبتَناهُ
بِأَشباهٍ حُذينَ عَلى مِثالِ
كَأَخنَسَ ناشِطٍ جادَت عَلَيهِ
بِبُرقَةِ واحِفٍ إِحدى اللَيالي
أَضَلَّ صِوارَهُ وَتَضَيَّفَتهُ
نَطوفٌ أَمرُها بِيَدِ الشَمالِ
فَباتَ كَأَنَّهُ قاضي نُذورٍ
يَلوذُ بِغَرقَدٍ خَضِلٍ وَضالِ
إِذا وَكَفَ الغُصونُ عَلى قَراهُ
أَدارَ الرَوقَ حالاً بَعدَ حالِ
جُنوحَ الهالِكيِّ عَلى يَدَيهِ
مُكِبّاً يَجتَلي نُقَبَ النِصالِ
فَباكَرَهُ مَعَ الإِشراقِ غُضفٌ
ضَواريها تَخُبُّ مَعَ الرِجالِ
فَجالَ وَلَم يَجُل جُبناً وَلَكِن
تَعَرُّضَ ذي الحَفيظَةِ لِلقِتالِ
فَغادَرَ مُلحَماً وَعَدَلنَ عَنهُ
وَقَد خَضَبَ الفَرائِصَ مِن طِحالِ
يَشُكُّ صِفاحَها بِالرَوقِ شَزراً
كَما خَرَجَ السِرادُ مِنَ النِقالِ
وَوَلّى تَحسُرُ الغَمَراتُ عَنهُ
كَما مَرَّ المُراهِنُ ذو الجِلالِ
وَوَلّى عامِداً لِطِياتِ فَلجٍ
يُراوِحُ بَينَ صَونٍ وَاِبتِذالِ
تَشُقُّ خَمائِلَ الدَهنا يَداهُ
كَما لَعِبَ المُقامِرُ بِالفِيالِ
وَأَصبَحَ يَقتَري الحَومانَ فَرداً
كَنَصلِ السَيفِ حودِثَ بِالصِقالِ
أَذَلِكَ أَم عِراقِيُّ شَتيمٌ
أَرَنَّ عَلى نَحائِصَ كَالمَقالي
نَفى جِحشانَها بِجِمادِ قَوٍّ
خَليطٌ ما يُلامُ عَلى الزِيالِ
وَأَمكَنَها مِنَ الصُلبَينِ حَتّى
تَبَيَّنَتِ المِخاضُ مِنَ الحِيالِ
شُهورَ الصَيفِ وَاِعتَذَرَت عَلَيهِ
نِطافُ الشَيِّطَينِ مِنَ السِمالِ
وَذَكَّرَها مَناهِلَ آجِناتٍ
بِحاجَةَ لا تُنَزَّحُ بِالدَوالي
وَأَقبَلَها النِجادَ وَشَيَّعَتها
هَواديها كَأَنضِيَةِ المُغالي
لِوِردٍ تَقلِصُ الغيطانُ عَنهُ
يَبُذُّ مَفازَةَ الخِمسِ الكَمالِ
يُجِدُّ سَحيلَهُ وَيُتيرُ فيهِ
وَيُتبِعُها خِنافاً في زِمالِ
كَأَنَّ سَحيلَهُ شَكوى رَئيسٍ
يُحاذِرُ مِن سَرايا وَاِغتِيالِ
تَبَكِّيَ شارِبٍ أَسرَت عَلَيهِ
عَتيقُ البابِلِيَّةِ في القِلالِ
تَذَكَّرَ شَجوَهُ وَتَقاذَفَتهُ
مُشَعشَعَةٌ بِمَغروضٍ زُلالِ
إِذا اِجتَمَعَت وَأَحوَذَ جانِبَيها
وَأَورَدَها عَلى عوجٍ طِوالِ
رَفَعنَ سُرادِقاً في يَومِ ريحٍ
يُصَفِّقُ بَينَ مَيلٍ وَاِعتِدالِ
فَأَورَدَها العِراكَ وَلَم يَذُدها
وَلَم يُشفِق عَلى نَغَصِ الدِخالِ
يُفَرِّجُ بِالسَنابِكِ عَن شَريبٍ
يَروعُ قُلوبَ أَجوافٍ غِلالِ
يُرَجِّعُ في الصُوى بِمُهَضَّماتٍ
يَجُبنَ الصَدرَ مِن قَصَبِ العَوالي
أَصاحِ تَرى بَريقاً هَبَّ وَهناً
كَمِصباحِ الشَعيلَةِ في الذُبالِ
أَرِقتُ لَهُ وَأَنجَدَ بَعدَ هَدءٍ
وَأَصحابي عَلى شُعَبِ الرِحالِ
يُضيءُ رَبابُهُ في المُزنِ حُبشاً
قِياماً بِالحِرابِ وَبِالإِلالِ
كَأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ
وَأَنواحاً عَلَيهِنَّ المَآلي
فَأَفرَعَ في الرُبابِ يَقودُ بُلقاً
مُجَوَّفَةً تُذُبُّ عَنِ السِخالِ
وَأَصبَحَ راسِياً بِرُضامِ دَهرٍ
وَسالَ بِهِ الخَمائِلُ في الرِمالِ
وَحَطَّ وُحوشَ صاحَةَ مِن ذُراها
كَأَنَّ وُعولَها رُمكُ الجِمالِ
عَلى الأَعراضِ أَيمَنُ جانِبَيهِ
وَأَيسَرُهُ عَلى كورَي أُثالِ
وَأَردَفَ مُزنَةُ المِلحَينِ وَبلاً
سَريعاً صَوبُهُ سَرِبَ العَزالي
فَباتَ السَيلُ يَركَبُ جانِبَيهِ
مِنَ البَقّارِ كَالعَمِدِ الثَفالِ
أَقولُ وَصَوبُهُ مِنّي بَعيدٌ
يَحُطُّ الشَثَّ مِن قُلَلِ الجِبالِ
سَقى قَومي بَني مَجدٍ وَأَسقى
نُمَيراً وَالقَبائِلَ مِن هِلالِ
رَعَوهُ مَربَعاً وَتَصَيَّفوهُ
بِلا وَبَإٍ سُمَيَّ وَلا وَبالِ
هُمُ قَومي وَقَد أَنكَرتُ مِنهُم
شَمائِلَ بُدِّلوها مِن شِمالي
يُغارُ عَلى البَرِيِّ بِغَيرِ ظُلمٍ
وَيُفضَحُ ذو الأَمانَةِ وَالدَلالِ
وَأَسرَعَ في الفَواحِشِ كُلُّ طِملٍ
يَجُرُّ المُخزِياتِ وَلا يُبالي
أَطَعتُم أَمرَهُ فَتَبِعتُموهُ
وَيَأتي الغَيَّ مُنقَطِعَ العِقالِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:57 PM
رَأَيتَ اِبنَ بَدرٍ ذُلَّ قَومِكَ فَاِعتَرِف
غَداةَ رَمى جَحشٌ بِأَفوَقَ مالِكا
بِخَيرِكُمُ نَفساً وَخَيرُكُمُ أَباً
أَعَزُّهُمُ حَيّاً عَلَيهِم وَهالِكا
تَذَكَّرتَ مِنهُ حاجَةً قَد نَسَيتَها
وَبِالرَدهِ مِنهُ حاجَةٌ مِن وَرائِكا
فَإِن كُنتَ قَد سَوَّقتَ مِعزى حَبَلَّقاً
أَبا مالِكٍ فَاِنعِق إِلَيكَ بِشائِكا
أَبا مالِكٍ إِن كُنتَ بِالسَيرِ مُعجَباً
فَدونَكَ فَاِنظُر في عُيونِ نِسائِكا
أَبا مالِكٍ إِنّي لِحُكمِكَ فارِكٌ
وَزَبّانُ قَد أَمسى لِحُكمِكَ فارِكا
هُمُ حَيَّةُ الوادي فَإِن كُنتَ راقِياً
فَدونَكَ أَدرِك ما اِزدَهوا مِن فَنائِكا
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:57 PM
رَبيعُ لا يَسقُكَ نَحوي سائِقُ
فَتَطلُبَ الأَذحالُ وَالحَقائِقُ
وَيَعلَمَ المُعيا بِهِ وَالسابِقُ
ما أَنتَ إِن ضُمَّ عَلَيكَ المازِقُ
إِلّا كَشَيءٍ عاقَهُ العَوائِقُ
وَأَنتَ حاسٍ حَسوَةً فَذائِقُ
لا بُدَّ أَن يُغمَزَ مِنكَ الفائِقُ
غَمزاً تَرى أَنَّكَ مِنهُ ذارِقُ
إِنَّكَ شَيخٌ خائِنٌ مُنافِقُ
بِالمُخزِياتِ ظاهِرٌ مُطابِقُ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:57 PM
أَتَيتُ أَبا هِندٍ بِهِندٍ وَمالِكاً
بِأَسماءَ إِنّي مِن حُماةِ الحَقائِقِ
دَعَتني وَفاضَت عَينُها بِخَدورَةٍ
فَجِئتُ غِشاشاً إِذ دَعَت أُمُّ طارِقِ
وَأَعدَدتُ مَأثوراً قَليلاً حُشورُهُ
شَديدَ العِمادِ يَنتَحي لِلطَرائِقِ
وَأَخلَقَ مَحموداً نَجيحاً رَجيعُهُ
وَأَسمَرَ مَرهوباً كَريمَ المَآزِقِ
وَخَلَّفتُ ثَمَّ عامِراً وَاِبنَ عامِرٍ
وَعَمراً وَما مِنّي بَديلٌ بِعاتِقِ
وَمِنّي عَلى السُبّاقِ فَضلٌ وَنِعمَةٌ
كَما نَعَشَ الدَكداكَ صَوبُ البَوارِقِ
وَقُلتُ لِعَمري كَيفَ يُترَكُ مَرثَدٌ
وَعَمرٌ وَيَسري مالُنا في الأَفارِقِ
فَلَولا اِحتِيالي في الأُمورِ وَمِرَّتي
لَبيعَ سُبِيٌّ بِالشَوِيِّ النَوافِقِ
فَذاكَ دِفاعٌ عَن ذِمارِ أَبيكُمُ
إِذا خَرَقَ السِربالَ حَدُّ المَرافِقِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:58 PM
مَن يَبسُطِ اللَهُ عَلَيهِ إِصبَعا
بِالخَيرِ وَالشَرِّ بِأَيٍّ أولِعا
يَملَأ لَهُ مِنهُ ذَنوباً مُترَعا
وَقَد أَبادَ إِرَماً وَتُبَّعا
وَقَومَ لُقمانَ بنِ عادٍ أَخشَعا
إِذ صارَعوهُ فَأَبى أَن يُصرَعا
وَالفيلَ يَومَ عُرَناتٍ كَعكَعا
إِذ أَزمَعَ العُجمُ بِهِ ما أَزمَعا
نادى مُنادٍ رَبَّهُ فَأَسمَعا
فَذَبَّ عَن بِلادِهِ وَوَرَّعا
وَحابَسَ الحاسِرَ وَالمُقَنَّعا
وَأَفلَتَ الجَيشُ بِخِزيٍ موجَعا
تَمُجُّ أُخراهُم دِماءً دُفَعا
أَنتَ جَعَلتَ الباهِلِيَّ مِفنَعا
فينا فَأَمسى ماجِداً مُمَنَّعا
وَحَقُّ مَن رَفَعتَهُ أَن يُرفَعا
وَكانَ شَيخاً باهِلِيّاً أَضلَعا
لا يُحسِنُ النَعلَ إِذا تَشَسَّعا
فَاليَومَ قَد نالَ خِلالاً أَربَعا
عِزّاً وَمَجداً وَغِنىً وَمَفزَعا
فَما يَنَل فَما نَراهُ ضَيَّعا
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:58 PM
لا تَزجُرِ الفِتيانَ عَن سوءِ الرِعَه
يا رُبَّ هَيجا هِيَ خَيرٌ مِن دَعَه
يا اِبنَ المُلوكِ السادَةِ الهَبَنقَعَه
أَنا لَبيدٌ ثُمَّ هَذي المَنزَعَه
في كُلِّ يَومٍ هامَتي مُقَزَّعَه
قانِعَةً وَلَم تَكُن مُقَنَّعَه
نَحنُ بَنو أُمِّ البَنينَ الأَربَعَه
وَنَحنُ خَيرُ عامِرِ بنِ صَعصَعَه
المُطعِمونَ الجَفنَةَ المُدَعدَعَه
وَالضارِبونَ الهامَ تَحتَ الخَيضَعَه
يا واهِبَ المالِ الجَزيلِ مِن سَعَه
سُيوفُ حَقٍّ وَجِفانٌ مُترَعَه
إِلَيكَ جاوَزنا بِلاداً مُسبِعَه
إِذِ الفَلاةُ أَوحَشَت في المَعمَعَه
يُخبِركَ عَن هَذا خَبيرٌ فَاِسمَعَه
مَهلاً أَبَيتَ اللَعنَ لا تَأكُل مَعَه
إِنَّ اِستَهُ مِن بَرَصٍ مُلَمَّعَه
وَإِنَّهُ يُدخِلُ فيها إِصبَعَه
يُدخِلُها حَتّى يُواري أَشجَعَه
كَأَنَّما يَطلُبُ شَيئاً ضَيَّعَه
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:58 PM
يا مَيَّ قومي في المَآتِمِ وَاِندُبي
فَتىً كانَ مِمَّن يَبتَني المَجدَ أَروَعا
وَقَولي أَلا لا يُبعِدِ اللَهُ أَربَدا
وَهَدّي بِهِ صَدعَ الفُؤادِ المُفَجَّعا
عَميدُ أُناسٍ قَد أَتى الدَهرُ دونَهُ
وَخَطّوا لَهُ يَوماً مِنَ الأَرضِ مَضجَعا
دَعا أَربَداً داعٍ مُجيباً فَأَسمَعا
وَلَم يَستَطِع أَن يَستَمِرَّ فَيَمنَعا
وَكانَ سَبيلَ الناسِ مَن كانَ قَبلَهُ
وَذاكَ الَّذي أَفنى إِياداً وَتُبَّعا
لَعَمرُ أَبيكِ الخَيرِ يا اِبنَةَ أَربَدٍ
لَقَد شَفَّني حُزنٌ أَصابَ فَأَوجَعا
فِراقُ أَخٍ كانَ الحَبيبَ فَفاتَني
وَوَلّى بِهِ ريبُ المَنونِ فَأَسرَعا
فَعَينَيَّ إِذ أَودى الفِراقُ بِأَربَدٍ
فَلا تَجمُدا أَن تَستَهِلّا فَتَدمَعا
فَتىً عارِفٌ لِلحَقِّ لايُنكِرُ القِرى
تَرى رَفدَهُ لِلضَيفِ مَلآنَ مُترَعا
لَحا اللَهُ هَذا الدَهرَ إِنّي رَأَيتُهُ
بَصيراً بِما ساءَ اِبنَ آدَمَ مولَعا
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:58 PM
بَلينا وَما تَبلى النُجومُ الطَوالِعُ
وَتَبقى الجِبالُ بَعدَنا وَالمَصانِعُ
وَقَد كُنتُ في أَكنافِ جارِ مَضِنَّةٍ
فَفارَقَني جارٌ بِأَربَدَ نافِعُ
فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا
وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ
فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ
وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ
وَما الناسُ إِلّا كَالدِيارِ وَأَهلُها
بِها يَومَ حَلّوها وَغَدواً بَلاقِعُ
وَما المَرءُ إِلّا كَالشِهابِ وَضَوئِهِ
يَحورُ رَماداً بَعدَ إِذ هُوَ ساطِعُ
وَما البِرُّ إِلّا مُضمَراتٌ مِنَ التُقى
وَما المالُ إِلّا مُعمَراتٌ وَدائِعُ
وَما المالُ وَالأَهلونَ إِلّا وَديعَةٌ
وَلا بُدَّ يَوماً أَن تُرَدَّ الوَدائِعُ
وَيَمضونَ أَرسالاً وَنَخلُفُ بَعدَهُم
كَما ضَمَّ أُخرى التالِياتِ المُشايِعُ
وَما الناسُ إِلّا عامِلانِ فَعامِلٌ
يُتَبِّرُ ما يَبني وَآخَرَ رافِعُ
فَمِنهُم سَعيدٌ آخِذٌ لِنَصيبِهِ
وَمِنهُم شَقِيٌّ بِالمَعيشَةِ قانِعُ
أَلَيسَ وَرائي إِن تَراخَت مَنِيَّتي
لُزومُ العَصا تُحنى عَلَيها الأَصابِعُ
أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت
أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ
فَأَصبَحتُ مِثلَ السَيفِ غَيَّرَ جَفنَهُ
تَقادُمُ عَهدَ القَينِ وَالنَصلُ قاطِعُ
فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ مَوعِدٌ
عَلَيكَ فَدانٍ لِلطُلوعِ وَطالِعُ
أَعاذِلَ ما يُدريكَ إِلّا تَظَنِّيّاً
إِذا اِرتَحَلَ الفِتيانُ مَن هُوَ راجِعُ
تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى
أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ
أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتى
وَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ
لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى
وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ
سَلوهُنَّ إِن كَذَّبتُموني مَتى الفَتى
يَذوقُ المَنايا أَو مَتى الغَيثُ واقِعُ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:59 PM
دَعي اللَومَ أَو بيني كَشِقِّ صَديعِ
فَقَد لُمتِ قَبلَ اليَومِ غَيرَ مُطيعِ
وَإِن كُنتِ تَهوَينَ الفِراقَ فَفارِقي
لِأَمرِ شَتاتٍ أَو لِأَمرِ جَميعِ
فَلَو أَنَّني ثَمَّرتُ مالي وَنَسلَهُ
وَأَمسَكتُ إِمساكاً كَبُخلِ مَنيعِ
رَضيتِ بِأَدنى عَيشِنا وَحَمِدتِنا
إِذا صَدَرَت عَن قارِصٍ وَنَقيعِ
وَلَكِنَّ مالي غالَهُ كُلُّ جَفنَةٍ
إِذا حانَ وِردٌ أَسبَلَت بِدُموعِ
وَإِعطائِيَ المَولى عَلى حينِ فَقرِهِ
إِذا قالَ أَبصِر خَلَّتي وَخُشوعي
وَخَصمٍ كَنادي الجِنِّ أَسقَطتُ شَأوَهُم
بِمُستَحصِدٍ ذي مِرَّةٍ وَصُروعِ
كَخَصمِ بَني بَدرٍ غَداةَ لَقيتُهُم
وَمِن قَبلُ قَد قَوَّمتُ دَرءَ رَبيعِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 09:59 PM
إِنَّ أَبانَ كانَ حُلواً بَسرا
مُلِّئَ عَمراً وَأُرِبَّ عَمرا
وَنالَ مِن يَكسومَ يَوماً صِهرا
وَردٌ إِذا كانَ النَواصي غُبرا
وَعَقَّتِ الخَيلُ عَجاجاً كَدرا
أَقامَ مِن بَعدِ الثَلاثِ عَشرا
وَإِنَّ بِالقَصيمِ مِنهُ ذِكرا
إِذ لَو يُطيعُ الرُؤَساءَ فَرّا
لَكِن عَصاهُم ذِمَّةً وَقَدرا
باتَ وَباتَت لَيلَها مُقوَرّا
تَوَجَّسُ النُبوحَ شُعثاً غُبرا
كَالناسِكاتِ يَنتَظِرنَ النَذرا
حَتّى إِذا شَقَّ الصَباحُ الفَجرا
أَلقى سَرابيلاً شَليلاً غَمرا
فَنُثِرَت فَوقَ السَوامِ نَثرا
فَلَم تُغادِر لِكِلابٍ وِترا
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:00 PM
تَمَنّى اِبنَتايَ أَن يَعيشَ أَبوهُما
وَهَل أَنا إِلّا مِن رَبيعَةَ أَو مُضَر
وَنائِحَتانِ تَندُبانِ بِعاقِلٍ
أَخا ثِقَةٍ لا عَينَ مِنهُ وَلا أَثَر
وَفي اِبنَي نِزارٍ أُسوَةٌ إِن جَزِعتُما
وَإِن تَسأَلاهُم تُخبَرا فيهِمُ الخَبَر
وَفيمَن سِواهُم مِن مُلوكٍ وَسوقَةٍ
دَعائِمُ عَرشٍ خانَهُ الدَهرُ فَاِنقَعَر
فَقوما فَقولا بِالَّذي قَد عَلِمتُما
وَلا تَخمِشا وَجهاً وَلا تَحلِقا شَعَر
وَقولا هُوَ المَرءُ الَّذي لا خَليلَهُ
أَضاعَ وَلا خانَ الصَديقَ وَلا غَدَر
إِلى الحَولِ ثُمَّ اِسمُ السَلامِ عَلَيكُما
وَمَن يَبكِ حَولاً كامِلاً فَقَدِ اِعتَذَر
حَشودٌ عَلى المِقرى إِذا البُزلُ حارَدَت
سَريعٌ إِلى الداعي مُطاعٌ إِذا أَمَر
وَقَد كُنتُ جَلداً في الحَياةِ مُرَزَّءً
وَقَد كُنتُ أَنوي الخَيرَ وَالفَضلَ وَالذُخَر
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:00 PM
إِنَّما يَحفَظُ التُقى الأَبرارُ
وَإِلى اللَهِ يَستَقِرُّ القَرارُ
وَإِلى اللَهِ تُرجَعونَ وَعِندَ
اللَهِ وِردُ الأُمورِ وَالإِصدارُ
كُلَّ شَيءٍ أَحصى كِتاباً وَعِلماً
وَلَدَيهِ تَجَلَّتِ الأَسرارُ
يَومَ أَرزاقُ مَن يُفَضِّلُ عُمٌّ
موسَقاتٌ وَحُفَّلٌ أَبكارُ
فاخِراتٌ ضُروعُها في ذُراها
وَأَناضَ العَيدانُ وَالجَبّارُ
يَومَ لا يُدخِلُ المُدارِسَ في الرَح
مَةِ إِلّا بَراءَةٌ وَاِعتِذارُ
وَحِسانٌ أَعَدَّهُنَّ لِأَشهادٍ
وَغَفرُ الَّذي هُوَ الغَفّارُ
وَمَقامٌ أَكرِم بِهِ مِن مَقامٍ
وَهَوادٍ وَسُنَّةٌ وَمَشارُ
إِن يَكُن في الحَياةِ خَيرٌ فَقَد
أُنظِرتُ لَو كانَ يَنفَعُ الإِنظارُ
عِشتُ دَهراً وَلا يَدومُ عَلى
الأَيّامِ إِلّا يَرَمرَمٌ وَتِعارُ
وَكُلافٌ وَضَلفَعٌ وَبَضيعٌ
وَالَّذي فَوقَ خُبَّةٍ تيمارُ
وَالنُجومُ الَّتي تَتابَعُ بِاللَيلِ
وَفيها ذاتَ اليَمينِ اِزوِرارُ
دائِبٌ مَورُها وَيَصرِفُها الغَورُ
كَما تَعطِفُ الهِجانُ الظُؤارُ
ثُمَّ يَعمى إِذا خَفينَ عَلَينا
أَطِوالٌ أَمراسُها أَم قِصارُ
هَلَكَت عامِرٌ فَلَم يَبقَ مِنها
بِرِياضِ الأَعرافِ إِلّا الدِيارُ
غَيرُ آلٍ وَعُنَّةٍ وَعَريشٍ
ذَعذَعَتها الرِياحُ وَالأَمطارُ
وَأَرى آلَ عامِرٍ وَدَّعوني
غَيرَ قَومٍ أَفراسُهُم أَمهارُ
واقِفيها بِكُلِّ ثَغرٍ مَخوفٍ
هُم عَلَيها لَعَمرُ جَدّي نُضارُ
لَم يُهينوا المَولى عَلى حَدَثِ الدَهرِ
وَلا تَجتَويهِمُ الأَصهارُ
فَعَلى عامِرٍ سَلامٌ وَحَمدٌ
حَيثُ حَلّوا مِنَ البِلادِ وَساروا
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:01 PM
أَبكي أَبا الحَزّازِ يَومَ مَقامَةٍ
لِمُناخِ أَضيافٍ وَمَأوى مُقتِرِ
وَالحَيِّ إِذ بَكَرَ الشِتاءُ عَلَيهِمُ
وَعَدَت شَآمِيَةٌ بِيَومٍ مُقمِرِ
وَتَقَنَّعَ الأَبرامُ في حُجُراتِهِم
وَتَجَزَّأَ الأَيسارُ كُلَّ مُشَهَّرِ
أَلفَيتَ أَربَدَ يُستَضاءُ بِوَجهِهِ
كَالبَدرِ غَيرَ مُقَتِّرٍ مُستَأثِرِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:01 PM
يُذَكِّرُني بِأَربَدَ كُلُّ خَصمٍ
أَلَدَّ تَخالُ خُطَّتَهُ ضِرارا
إِذا اِقتَصَدوا فَمُقتَصِدٌ أَريبٌ
وَإِن جاروا سَواءَ الحَقِّ جارا
وَيَهدي القَومَ مُضطَلِعاً إِذا ما
رَئيسُ القَومِ بِالمَوماةِ حارا
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:01 PM
لَعَمري لَئِن كانَ المُخَبِّرُ صادِقاً
لَقَد رُزِئَت في سالِفِ الدَهرِ جَعفَرُ
فَتىً كانَ أَمّا كُلَّ شَيءٍ سَأَلتَهُ
فَيُعطي وَأَمّا كُلَّ ذَنبٍ فَيَغفِرُ
فَإِن يَكُ نَوءٌ مِن سَحابٍ أَصابَهُ
فَقَد كانَ يَعلو في اللِقاءِ وَيَظفَرُ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:01 PM
أُعاذِلَ قَومي فَاِعذُلي الآنَ أَو ذَري
فَلَستُ وَإِن أَقصَرتِ عَنّي بِمُقصِرِ
أُعاذِلَ لا وَاللَهِ ما مِن سَلامَةٍ
وَلَو أَشفَقَت نَفسُ الشَحيحِ المُثَمِّرِ
أَقي العِرضَ بِالمالِ التِلادِ وَأَشتَري
بِهِ الحَمدَ إِنَّ الطالِبَ الحَمدَ مُشتَري
وَكَم مُشتَرٍ مِن مالِهِ حُسنَ صيتِهِ
لِأَيّامِهِ في كُلِّ مَبدىً وَمَحضَرِ
أُباهي بِهِ الأَكفاءَ في كُلِّ مَوطِنٍ
وَأَقضي فُروضَ الصالِحينَ وَأَقتَري
فَإِمّا تَرَيني اليَومَ عِندَكِ سالِماً
فَلَستُ بِأَحيا مِن كِلابٍ وَجَعفَرِ
وَلا مِن أَبي جَزءٍ وَجاري حَمومَةٍ
قَتيلِهِما وَالشارِبِ المُتَقَطِّرِ
وَلا الأَحوَصَينِ في لَيالٍ تَتابَعا
وَلا صاحِبِ البَرّاضِ غَيرِ المُغَمَّرِ
وَلا مِن رَبيعِ المُقتِرينَ رُزِئتُهُ
بِذي عَلَقٍ فَاِقنَي حَياءَكِ وَاِصبِري
وَقَيسِ بنِ جَزءٍ يَومَ نادى صِحابَهُ
فَعاجوا عَلَيهِ مِن سَواهِمُ ضُمَّرِ
طَوَتهُ المَنايا فَوقَ جَرداءَ شَطبَةٍ
تَدِفُّ دَفيفَ الرائِحِ المُتَمَطِّرِ
فَباتَ وَأَسرى القَومُ آخِرَ لَيلِهِم
وَما كانَ وَقّافاً بِدارِ مُعَصَّرِ
وَبِالفورَةِ الحَرّابُ ذو الفَضلِ عامِرٌ
فَنِعمَ ضِياءُ الطارِقِ المُتَنَوِّرِ
وَنِعمَ مُناخُ الجارِ حَلَّ بِبَيتِهِ
إِذا ما الكَعابُ أَصبَحَت لَم تَسَتَّرِ
وَمَن كانَ أَهلَ الجودِ وَالحَزمِ وَالنَدى
عُبَيدَةُ وَالحامي لَدى كُلِّ مَحجَرِ
وَسَلمى وَسَلمى أَهلُ جودٍ وَنائِلٍ
مَتى يَدعُ مَولاهُ إِلى النَصرِ يُنصَرِ
وَبَيتُ طُفَيلٍ بِالجُنَينَةِ ثاوِياً
وَبَيتُ سُهَيلٍ قَد عَلِمتِ بِصَوءَرِ
فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَكثَرَ باكِياً
وَحَسناءَ قامَت عَن طِرافٍ مُجَوَّرِ
تَبُلُّ خُموشَ الوَجهِ كُلُّ كَريمَةٍ
عَوانٍ وَبِكرٍ تَحتَ قَرٍّ مُخَدَّرِ
وَبِالجَرِّ مِن شَرقِيِّ حَرسٍ مُحارِبٌ
شُجاعٌ وَذو عَقدٍ مِنَ القَومِ مُحتَرِ
شِهابُ حُروبٍ لا تَزالُ جِيادُهُ
عَصائِبَ رَهواً كَالقَطا المُتَبَكِّرِ
وَصاحِبُ مَلحوبٍ فُجِعنا بِيَومِهِ
وَعِندَ الرِداعِ بَيتُ آخَرَ كَوثَرِ
أولَئِكَ فَاِبكي لا أَبا لَكِ وَاِندُبي
أَبا حازِمٍ في كُلِّ يَومٍ مُذَكَّرِ
فَشَيَّعَهُم حَمدٌ وَزانَت قُبورَهُم
سَرارَةُ رَيحانٍ بِقاعٍ مُنَوِّرِ
وَشُمطَ بَني ماءِ السَماءِ وَمُردَهُم
فَهَل بَعدَهُم مِن خالِدٍ أَو مُعَمَّرِ
وَمَن فادَ مِن إِخوانِهِم وَبَنيهِم
كُهولٌ وَشُبّانٌ كَجِنَّةِ عَبقَرِ
مَضَوا سَلَفاً قَصدُ السَبيلِ عَلَيهِمِ
بَهِيٌّ مِنَ السُلّافِ لَيسَ بِحَيدَرِ
فَكائِن رَأَيتُ مِن بَهاءٍ وَمَنظَرٍ
وَمِفتَحِ قَيدٍ لِلأَسيرِ المُكَفَّرِ
وَكائِن رَأَيتُ مِن مُلوكٍ وَسوقَةٍ
وَراحِلَةٍ شُدَّت بِرَحلٍ مُحَبَّرِ
وَأَفنى بَناتُ الدَهرِ أَربابَ ناعِطٍ
بِمُستَمَعٍ دونَ السَماءِ وَمَنظَرِ
وَبِالحارِثِ الحَرّابِ فَجَّعنَ قَومَهُ
وَلَو هاجَهُم جاءوا بِنَصرٍ مُؤَزَّرِ
وَأَهلَكنَ يَوماً رَبَّ كِندَةَ وَاِبنَهُ
وَرُبَّ مَعَدٍّ بَينَ خَبتٍ وَعَرعَرِ
وَأَعوَصنَ بِالدومِيِّ مِن رَأسِ حِصنِهِ
وَأَنزَلنَ بِالأَسبابِ رَبَّ المُشَقَّرِ
وَأَخلَفنَ قُسّاً لَيتَني وَلَوَ أَنَّني
وَأَعيا عَلى لُقمانَ حُكمُ التَدَبُّرِ
فَإِن تَسأَلينا فيمَ نَحنُ فَإِنَّنا
عَصافيرُ مِن هَذا الأَنامِ المُسَحَّرِ
عَبيدٌ لِحَيِّ حِميَرٍ إِن تَمَلَّكوا
وَتَظلِمُنا عُمّالُ كِسرى وَقَيصَرِ
وَنَحنُ وَهُم مُلكٌ لِحِميَرَ عَنوَةً
وَما إِن لَنا مِن سادَةٍ غَيرَ حِميَرِ
تَبابِعَةٌ سَبعونَ مِن قَبلِ تُبَّعٍ
تَوَلّوا جَميعاً أَزهَراً بَعدَ أَزهَرِ
نَحُلُّ بِلاداً كُلُّها حُلَّ قَبلَنا
وَنَرجو الفَلاحَ بَعدَ عادٍ وَحِميَرِ
وَإِنّا وَإِخواناً لَنا قَد تَتابَعوا
لَكَالمُغتَدي وَالرائِحِ المُتَهَجِّرِ
هَلِ النَفسُ إِلّا مُتعَةٌ مُستَعارَةٌ
تُعارُ فَتَأتي رَبَّها فَرطَ أَشهُرِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:02 PM
مَن كانَ مِنّي جاهِلاً أَو مُغَمَّراً
فَما كانَ بِدعاً مِن بَلائِيَ عامِرُ
أَلِفتُكَ حَتّى أَخمَرَ القَومُ ظِنَّةً
عَلَيَّ بَنو أُمِّ البَنينَ الأَكابِرُ
وَدافَعتُ عَنكَ الصيدَ مِن آلِ دارِمٍ
وَمِنهُم قَبيلٌ في السُرادِقِ فاخِرُ
فُقَيمٌ وَعَبدُ اللَهِ في عِزِّ نَهشَلٍ
بِثَيتَلَ كُلٌّ حاضِرٌ مُتَناصِرُ
فَذُدتُ مَعَدّاً وَالعِبادَ وَطَيِّئاً
وَكَلباً كَما ذيدَ الخِماسُ البَواكِرُ
عَلى حينَ مَن تَلبَث عَلَيهِ ذَنوبُهُ
يَجِد فَقدَها وَفي الذِنابِ تَداثُرُ
وَسُقتُ رَبيعاً بِالفَناءِ كَأَنَّهُ
قَريعُ هِجانٍ يَبتَغي مَن يُخاطِرُ
فَأَفحَمتُهُ حَتّى اِستَكانَ كَأَنَّهُ
قَريحُ سُلالٍ يَكتَفُ المَشيَ فاتِرُ
وَيَومَ ظَعَنتُم فَاِصمَعَدَّت وُفودُكُم
بِأَجمادِ فاثورٍ كَريمٌ مُصابِرُ
وَيَومَ مَنَعتُ الحَيَّ أَن يَتَفَرَّقوا
بِنَجرانَ فَقري ذَلِكَ اليَومَ فاقِرُ
وَيَوماً بِصَحراءِ الغَبيطِ وَشاهِدي ال
مُلوكُ وَأَردافُ المُلوكِ العَراعِرُ
وَفي كُلِّ يَومٍ ذي حِفاظٍ بَلَوتَني
فَقُمتُ مَقاماً لَم تَقُمهُ العَواوِرُ
لِيَ النَصرُ مِنهُم وَالوَلاءُ عَلَيكُمُ
وَما كُنتُ فَقعاً أَنبَتَتهُ القَراقِرُ
وَأَنتَ فَقيرٌ لَم تُبَدَّل خَليفَةً
سِوايَ وَلَم يَلحَق بَنوكَ الأَصاغِرُ
فَقُلتُ اِزدَجِر أَحناءَ طَيرِكَ وَاِعلَمَن
بِأَنَّكَ إِن قَدَّمتَ رِجلَكَ عاثِرُ
وَإِنَّ هَوانَ الجارِ لِلجارِ مُؤلِمٌ
وَفاقِرَةٌ تَأوي إِلَيها الفَواقِرُ
فَأَصبَحتَ أَنّى تَأتِها تَبتَئِس بِها
كِلا مَركَبَيها تَحتَ رِجلَيكَ شاجِرُ
فَإِن تَتَقَدَّم تَغشَ مِنها مُقَدَّماً
عَظيماً وَإِن أَخَّرتَ فَالكِفلُ فاجِرُ
وَما يَكُ مِن شَيءٍ فَقَد رُعتَ رَوعَةً
أَبا مالِكٍ تَبيَضُّ مِنها الغَدائِرُ
فَلَو كانَ مَولايَ اِمرَأً ذا حَفيظَةٍ
إِذاً زَفَّ راعي البَهمِ وَالبَهمُ نافِرُ
فَلا تَبغِيَنّي إِن أَخَذتَ وَسيقَةً
مِنَ الأَرضِ إِلّا حَيثُ تُبغى الجَعافِرُ
أولَئِكَ أَدنى لي وَلاءً وَنَصرُهُم
قَريبٌ إِذا ما صَدَّ عَنّي المَعاشِرُ
مَتى تَعدُ أَفراسي وَراءَ وَسيقَتي
يَصِر مَعقِلَ الحَقِّ الَّذي هُوَ صائِرُ
فَجَمَّعتُها بَعدَ الشَتاتِ فَأَصبَحَت
لَدى اِبنِ أَسيدٍ مُؤنِقاتٌ خَناجِرُ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:02 PM
يا بِشرُ بِشرَ إِيادٍ أَيُّكُم
أَدّى أُرَيكَةَ يَومَ هَضبِ الأَجشُرِ
يَتَرادَفُ الوِلدانُ فَوقَ فَقارِها
بِنِها الرَدافِ إِلى أَسِنَّةِ مَحضَرِ
جاءَت عَلى قَتَبٍ وَعِدلِ مَزادَةٍ
وَأَرَحتُموها مِن عِلاجِ الأَيصَرِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:02 PM
وَلَم تَحمَ عَبدُ اللَهِ لا دَرَّ دَرُّها
عَلى خَيرِ قَتلاها وَلَم تَحمَ جَعفَرُ
وَلَم تَحمَ أَولادُ الضَبابِ كَأَنَّما
تُساقُ بِهِم وَسطَ الصَريمَةِ أَبكُرُ
وَدَوكُم غَضا الوادي فَلَم تَكُ دِمنَةٌ
وَلا تِرَةٌ يَسعى بِها المُتَذَكِّرُ
أَجِدَّكُمُ لَم تَمنَعوا الدَهرَ تَلعَةً
كَما مَنَعَت عُرضَ الحِجازِ مُبَشِّرُ
لَوَشكانَ ما أَعطَيتَني القَومَ عَنوَةً
هِيَ السُنَّةُ الشَنعاءُ وَالطَعنُ يَظأَرُ
لَشَتّانَ حَربٌ أَو تَبوءوا بِخِزيَةٍ
وَقَد يَقبَلُ الضَيمَ الذَليلُ المُسَيَّرُ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:02 PM
راحَ القَطينُ بِهَجرٍ بَعدَما اِبتَكَروا
فَما تُواصِلُهُ سَلمى وَما تَذَرُ
مَنأى الفَرورِ فَما يَأتي المُريدَ وَما
يَسلو الصُدودَ إِذا ما كانَ يَقتَدِرُ
كَأَنَّ أَظعانَهُم في الصُبحِ غادِيَةً
طَلحُ السَلائِلِ وَسطَ الرَوضِ أَو عُشَرُ
أَو بارِدُ الصَيفِ مَسجورٌ مَزارِعُهُ
سودُ الذَوائِبِ مِمّا مَتَّعَت هَجَرُ
جَعلٌ قِصارٌ وَعَيدانٌ يَنوءُ بِهِ
مِنَ الكَوافِرِ مَكمومٌ وَمُهتَصِرُ
يَشرَبنَ رَفهاً عِراكاً غَيرَ صادِرَةٍ
فَكُلُّها كارِعٌ في الماءِ مُغتَمِرُ
بَينَ الصَفا وَخَليجِ العَينِ ساكِنَةٌ
غُلبٌ سَواجِدُ لَم يَدخُل بِها الحَصَرُ
وَفي الحُدوجِ عَروبٌ غَيرُ فاحِشَةٍ
رَيّا الرَوادِفِ يَعشى دونَها البَصَرُ
كَأَنَّ فاها إِذا ما اللَيلُ أَلبَسَها
سَيابَةٌ ما بِها عَيبٌ وَلا أَثَرُ
قالَت غَداةَ اِنتَجَينا عِندَ جارَتِها
أَنتَ الَّذي كُنتُ لَولا الشَيبُ وَالكِبَرُ
فَقُلتُ لَيسَ بَياضُ الرَأسِ مِن كِبرٍ
لَو تَعلَمينَ وَعِندَ العالِمِ الخَبَرُ
لَو كانَ غَيري سُلَيمى اليَومَ غَيَّرَهُ
وَقعُ الحَوادِثِ إِلّا الصارِمُ الذَكَرُ
ما يَمنَعُ اللَيلُ مِنّي ما هَمَمتُ بِهِ
وَلا أَحارُ إِذا ما اِعتادَني السَفَرُ
إِنّي أُقاسي خُطوباً ما يَقومُ لَها
إِلّا الكِرامُ عَلى أَمثالِها الصُبُرُ
مِن فَقدِ مَولىً تَصورُ الحَيَّ جَفنَتُهُ
أَو رُزءُ مالٍ وَرُزءُ المالِ يُجتَبَرُ
وَالنيبُ إِن تَعرُ مِنّي رَمَّةً خَلَقاً
بَعدَ المَماتِ فَإِنّي كُنتُ أَثَّئِرُ
وَلا أَضِنُّ بِمَعروفِ السَنامِ إِذا
كانَ القُتارُ كَما يُستَروَحُ القُطُرُ
وَلا أَقولُ إِذا ما أَزمَةٌ أَزَمَت
يا وَيحَ نَفسِيَ مِمّا أَحدَثَ القَدَرُ
وَلا أُضِلُّ بِأَصحابٍ هَدَيتُهُمُ
إِذا المُعَبَّدُ في الظَلماءِ يَنتَشِرُ
وَأُربِحُ التَجرَ إِن عَزَّت فِضالُهُمُ
حَتّى يَعودَ سُلَيمى حَولَهُ نَفَرُ
غَربُ المَصَبَّةِ مَحمودٌ مَصارِعُهُ
لاهي النَهارِ لِسَيرِ اللَيلِ مُحتَقِرُ
يُروي قَوامِحَ قَبلَ اللَيلِ صادِقَةً
أَشباهَ جِنٍّ عَلَيها الرَيطُ وَالأُزُرُ
إِن يُتلِفوا يُخلِفوا في كُلِّ مَنقَصَةٍ
ما أَتلَفوا لِاِبتِغاءِ الحَمدِ أَو عَقَروا
نُعطي حُقوقاً عَلى الأَحسابِ ضامِنَةً
حَتّى يُنَوِّرَ في قُريانِهِ الزَهَرُ
وَأَقطَعُ الخَرقَ قَد بادَت مَعالِمُهُ
فَما يُحَسُّ بِهِ عَينٌ وَلا أَثَرُ
بِجَسرَةٍ تَنجُلُ الظُرّانَ ناجِيَةَ
إِذا تَوَقَّدَ في الدَيمومَةِ الظُرَرُ
كَأَنَّها بَعدَما أَفنَيتُ جُبلَتَها
خَنساءُ مَسبوعَةٌ قَد فاتَها بَقَرُ
تَنجو نَجاءَ ظَليمِ الجَوِّ أَفزَعَهُ
ريحُ الشَمالِ وَشَفّانٌ لَها دِرَرُ
باتَت إِلى دَفِّ أَرطاةٍ تُحَفِّرُهُ
في نَفسِها مِن حَبيبٍ فاقِدٍ ذِكَرُ
إِذا اِطمَأَنَّت قَليلاً بَعدَما حَفَرَت
لا تَطمَئِنُّ إِلى أَرطاتِها الحُفَرُ
تَبني بُيوتاً عَلى قَفرٍ يُهَدِّمُها
جَعدُ الثَرى مُصعَبٌ في دَفِّهِ زَوَرُ
لَيلَتَها كُلَّها حَتّى إِذا حَسَرَت
عَنها النُجومُ وَكادَ الصُبحُ يَنسَفِرُ
غَدَت عَلى عَجَلٍ وَالنَفسُ خائِفَةٌ
وَآيَةٌ مِن غُدُوِّ الخائِفِ البُكَرُ
لاقَت أَخا قَنَصٍ يَسعى بِأَكلُبِهِ
شَأنَ البَنانِ لَدَيهِ أَكلُبٌ جُسُرُ
وَلَّت فَأَدرَكَها أولى سَوابِقِها
فَأَقبَلَت ما بِها رَوعٌ وَلا بَهَرُ
فَقاتَلَت في ظِلالِ الرَوعِ وَاِعتَكَرَت
إِنَّ المُحامِيَ بَعدَ الرَوعِ يَعتَكِرُ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:03 PM
اِنعَ الكَريمَ لِلكَريمِ أَربَدا
اِنعَ الرَئيسَ وَاللَطيفَ كَبِدا
يُحذي وَيُعطي مالَهُ لِيُحمَدا
أُدماً يُشَبَّهنَ صُواراً أُبَّدا
السابِلُ الفَضلِ إِذا ما عُدِّدا
وَيَملَأُ الجَفنَةَ مَلأً مَدَدا
رِفهاً إِذا يَأتي ضَريكٌ وَرَدا
مِثلُ الَّذي في الغَيلِ يَقرو جُمُدا
يَزدادُ قُرباً مِنهُمُ أَن يوعَدا
أَورَثتَنا تُراثَ غَيرِ أَنكَدا
غِنىً وَمالاً طارِفاً وَأَتلَدا
شَرخاً صُقوراً يافِعاً وَأَمرَدا
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:03 PM
لَن تُفنِيا خَيراتِ أَربَدَ
فَاِبكِيا حَتّى يَعودا
قولا هُوَ البَطَلُ المُحامي
حينَ يُكسَونَ الحَديدا
وَيَصُدُّ عَنّا الظالِمينَ
إِذا لَقينا القَومَ صيدا
فَاِعتاقَهُ رَيبُ البَريَّ
ةِ إِذ رَأى أَن لا خُلودا
فَثَوى وَلَم يوجَع وَلَم
يوصَب وَكانَ هُوَ الفَقيدا
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:03 PM
ما إِن تُعَرّي المَنونُ مِن أَحَدِ
لا والِدٍ مُشفِقٍ وَلا وَلَدِ
أَخشى عَلى أَربَدَ الحُتوفَ وَلا
أَرهَبُ نَوءَ السِماكِ وَالأَسَدِ
فَجَّعَني الرَعدُ وَالصَواعِقُ بِال
فارِسِ يَومَ الكَريهَةِ النَجُدِ
الحارِبِ الجابِرِ الحَريبَ إِذا
جاءَ نَكيباً وَإِن يَعُد يَعُدِ
يَعفو عَلى الجَهدِ وَالسُؤالِ كَما
أُنزِلَ صَوبُ الرَبيعِ ذي الرَصَدِ
لَم يُبلِغِ العَينَ كُلَّ نَهمَتِها
لَيلَةَ تُمسي الجِيادُ كَالقِدَدِ
كُلُّ بَني حُرَّةٍ مَصيرُهُمُ
قُلٌّ وَإِن أَكثَرَت مِنَ العَدَدِ
إِن يُغبَطوا يُهبَطوا وَإِن أَمِروا
يَوماً يَصيروا لِلهُلكِ وَالنَكَدِ
يا عَينُ هَلّا بَكَيتِ أَربَدَ إِذ
قُمنا وَقامَ الخُصومُ في كَبَدِ
وَعَينِ هَلّا بَكَيتِ أَربَدَ إِذ
أَلوَت رِياحُ الشِتاءِ بِالعَضَدِ
فَأَصبَحَت لاقِحاً مُصَرَّمَةٍ
حينَ تَقَضَّت غَوابِرُ المُدَدِ
إِن يَشغَبوا لا يُبالِ شَغبَهُمُ
أَو يَقصِدوا في الحُكومِ يَقتَصِدِ
حُلوٌ كَريمٌ وَفي حَلاوَتِهِ
مُرٌّ لَطيفُ الأَحشاءِ وَالكَبَدِ
الباعِثُ النَوحَ في مَآتِمِهِ
مِثلَ الظِباءِ الأَبكارِ بِالجَرَدِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:04 PM
قُضِيَ الأُمورُ وَأُنجِزَ المَوعودُ
وَاللَهُ رَبّي ماجِدٌ مَحمودُ
وَلَهُ الفَواضِلُ وَالنَوافِلُ وَالعُلا
وَلَهُ أَثيثُ الخَيرِ وَالمَعدودُ
وَلَقَد بَلَت إِرَمٌ وَعادٌ كَيدَهُ
وَلَقَد بَلَتهُ بَعدَ ذاكَ ثَمودُ
خَلّوا ثِيابَهُمُ عَلى عَوراتِهِ
فَهُمُ بِأَفنِيَةِ البُيوتِ هُمودُ
وَلَقَد سَئِمتُ مِنَ الحَياةِ وَطولِها
وَسُؤالِ هَذا الناسِ كَيفَ لَبيدُ
وَغَنَيتُ سَبتاً قَبلَ مُجرى داحِسٍ
لَو كانَ لِلنَفسِ اللَجوجِ خُلودُ
وَشَهِدتُ أَنجِيَةَ الأَفاقَةِ عالِياً
كَعبي وَأَردافُ المُلوكِ شُهودُ
وَأَبوكِ بُسرٌ لا يُفَنَّدُ عَمرَهُ
وَإِلى بِلىً ما يُرجَعَنَّ جَديدُ
غَلَبَ العَزاءَ وَكُنتُ غَيرَ مُغَلَّبٍ
دَهرٌ طَويلٌ دائِمٌ مَمدودُم
يَومٌ إِذا يَأتي عَلَيَّ وَلَيلَةٌ
وَكِلاهُما بَعدَ المَضاءِ يَعودُ
وَأَراهُ يَأتي مِثلَ يَومِ لَقيتُهُ
لَم يَنصَرِم وَضَعُفتُ وَهوَ شَديدُ
وَحَمَيتُ قَومي إِذ دَعَتني عامِرٌ
وَتَقَدَّمَت يَومَ الغَبيطِ وُفودُ
وَتَداكَأَت أَركانُ كُلِّ قَبيلَةٍ
وَفَوارِسُ المَلِكِ الهُمامِ تَذودُ
أَكرَمتُ عِرضي أَن يُنالَ بِنَجوَةٍ
إِنَّ البَريءَ مِنَ الهَناتِ سَعيدُ
ما إِن أَهابُ إِذا السُرادِقُ غَمَّهُ
قَرعُ القِسيِّ وَأُرعِشَ الرِعديدُ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:04 PM
حَمِدتُ اللَهَ وَاللَهُ الحَميدُ
وَلِلَّهِ المُؤَثَّلُ وَالعَديدُ
فَإِنَّ اللَهَ نافِلَةٌ تُقاهُ
وَلا يَقتالُها إِلّا سَعيدُ
وَلَستُ كَما يَقولُ أَبو حُفَيدٍ
وَلا نَدمانُهُ الرِخوُ البَليدُ
فَعَمّي اِبنُ الحَيا وَأَبو شُرَيحٍ
وَعَمّي خالِدٌ حَزمٌ وَجودُ
وَجَدّي فارِسُ الرَعشاءِ مِنهُم
رَئيسٌ لا أَسَرُّ وَلا سَنيدُ
وَشارَفَ في قُرى الأَريافِ خالي
وَأُعطِيَ فَوقَ ما يُعطى الوُفودُ
وَجَدتُ أَبي رَبيعاً لِليَتامى
وَلِلأَضيافِ إِذ حُبَّ الفَئيدُ
وَخالي خِديَمٌ وَأَبو زُهَيرٍ
وَزِنباعٌ وَمَولاهُم أَسيدُ
وَقَيسٌ رَهطُ آلَ أَبي أُسَيمٍ
فَإِن قايَستَ فَاِنظُر ما تُفيدُ
أولَئِكَ أُسرَتي فَاِجمَع إِلَيهِم
فَما في شُعبَتَيكَ لَهُم نَديدُ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:04 PM
قوما تَجوبانِ مَعَ الأَنواحِ
في مَأتَمٍ مُهَجِّرِ الرَواحِ
يَخمِشنَ حُرَّ أَوجُهٍ صِحاحِ
في السُلُبِ السودِ وَفي الأَمساحِ
وَأَبِّنا مُلاعِبَ الرِماحِ
أَبا بَراءٍ مِدرَهَ الشِياحِ
يا عامِرا يا عامِرَ الصَباحِ
وَمِدرَهَ الكَتيبَةِ الرَداحِ
وَفِتيَةٍ كَالرَسَلِ القِماحِ
باكَرتَهُم بِحُلَلٍ وَراحِ
وَزَعفَرانٍ كَدَمِ الأَذباحِ
وَقَينَةٍ وَمِزهَرٍ صَدّاحِ
لَو أَنَّ حَيّاً مُدرِكِ الفَلاحِ
أَدرَكَهُ مُلاعِبُ الرِماحِ
كانَ غِياثَ المُرمِلِ المُمتاحِ
وَعِصمَةً في الزَمَنِ الكَلاحِ
حينَ تَهُبُّ شَمأَلُ الرِياحِ
كَأساً مِنَ الذيفانِ وَالذُباحِ
تَرَكتَهُ لِلقَدَرِ المُتاحِ
مُجَدَّلاً بِالصَفصَفِ الصَحاحِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:05 PM
فَبِتنا حَيثُ أَمسَينا قَريباً
عَلى جَسداءَ تَنبَحُنا الكَليبُ
نَقَلنا سَبيَهُم صِرماً فَصِرماً
إِلى صِرمٍ كَما نُقِلَ النَصيبُ
غَضِبنا لِلَذي لاقَت نُفَيلٌ
وَخَيرُ الطالِبي التَرَةِ الغَضوبُ
جَلَبنا الخَيلَ سائِلَةً عِجافاً
مِنَ الضُمرَينِ يَخبِطُها الضَريبُ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:05 PM
هَل تَعرِفُ الدارَ بِسَفحِ الشَربَبَه
مِن قُلَلِ الشِحرِ فَذاتِ العُنظُبَه
جَرَّت عَلَيها أَن خَوَت مِن أَهلِها
أَذيالَها كُلُّ عَصوفٍ حَصِبَه
يَمَّمنَ أَعداداً بِلُبنى أَو أَجا
مُضَفدَعاتٌ كُلُّها مُطَحلَبَه
أَروى الأَناويضَ وَأَروى مِذنَبَه
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:05 PM
يا هَرِمَ اِبنَ الأَكرَمينَ مَنصِبا
إِنَّكَ قَد وَليتَ حُكماً مُعجِبا
فَاِحكُم وَصَوِّب رَأيَ مَن تَصَوَّبا
إِنَّ الَّذي يَعلو عَلَيها تُرتُبا
لَخَيرُنا عَمّاً وَأُمّاً وَأَبا
وَعامِرٌ خَيرُهُما مُرَكَّبا
وَعامِرٌ أَدنى لَقَيسٍ نَسَبا
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:05 PM
طَرِبَ الفُؤادُ وَلَيتَهُ لَم يَطرَبِ
وَعَناهُ ذِكرى خُلَّةٍ لَم تَصقَبِ
سَفهاً وَلَو أَنّي أَطَعتُ عَواذِلي
فيما يُشِرنَ بِهِ بِسَفحِ المِذنَبِ
لَزَجَرتُ قَلباً لا يَريعُ لِزاجِرٍ
إِنَّ الغَويَّ إِذا نُهي لَم يُعتِبِ
فَتَعَزَّ عَن هَذا وَقُل في غَيرِهِ
وَاِذكُر شَمائِلَ مِن أَخيكَ المُنجِبِ
يا أَربَدَ الخَيرِ الكَريمَ جُدودُهُ
أَفرَدتَني أَمشي بِقَرنٍ أَعضَبِ
إِنَّ الرَزِيَّةَ لا رَزِيَّةَ مِثلُها
فِقدانُ كُلِّ أَخٍ كَضَوءِ الكَوكَبِ
ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم
وَبَقيتُ في خَلفٍ كَجِلدِ الأَجرَبِ
يَتَأَكَّلونَ مَغالَةً وَخِيانَةً
وَيُعابُ قائِلُهُم وَإِن لَم يَشغَبِ
وَلَقَد أَراني تارَةً مِن جَعفَرٍ
في مِثلِ غَيثِ الوابِلِ المُتَحَلَّبِ
مِن كُلِّ كَهلٍ كَالسِنانِ وَسَيِّدٍ
صَعبِ المَقادَةِ كَالفَنيقِ المُصعَبِ
مِن مَعشَرٍ سَنَّت لَهُم آباؤُهُم
وَالعِزُّ قَد يَأتي بِغَيرِ تَطَلُّبِ
فَبَرى عِظامي بَعدَ لَحمِيَ فَقدُهُم
وَالدَهرُ إِن عاتَبتُ لَيسَ بِمُعتِبِ
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:06 PM
أَصبَحتُ أَمشي بَعدَ سَلمى بنِ مالِكٍ
وَبَعدَ أَبي قَيسٍ وَعُروَةَ كَالأَجَب
يَضِجُّ إِذا ظِلُّ الغُرابِ دَنا لَهُ
حِذاراً عَلى باقي السَناسِنِ وَالعَصَب
وَبَعدَ أَبي عَمرٍ وَذي الفَضلِ عامِرٍ
وَبَعدَ المُرَجّى عُروَةَ الخَيرِ لِلكُرَب
وَبَعدَ طُفَيلٍ ذي الفِعالِ تَعَلَّقَت
بِهِ ذاتُ ظُفرٍ لا تُوَرَّعُ بِاللَجَب
وَبَعدَ أَبي حَيّانَ يَومَ حَمومَةٍ
أُتيحَ لَهُ زَأوٌ فَأُزلِقَ عَن رَتَب
أَلَم تَرَ فيما يَذكُرُ الناسُ أَنَّني
ذَكَرتُ أَبا لَيلى فَأَصبَحتُ ذا أَرَب
فَهَوَّنَ ما أَلقى وَإِن كُنتُ مُثبِتاً
يَقيني بِأَن لا حَيَّ يَنجو مِنَ العَطَب
لبيد ين ربيعة
الحمدان
08-01-2024, 10:06 PM
وَلَدَت بَنو حُرثانَ فَرخَ مُحَرِّقٍ
بِلِوى الوَضيعَةِ مُرتَجَ الأَبوابِ
لا تَسقِني بِيَدَيكَ إِن لَم أَلتَمِس
نَعَمَ الضَجوعِ بِغارَةٍ أَسرابِ
تَهدي أَوائِلَهُنَّ كُلُّ طِمِرَّةٍ
جَرداءَ مِثلِ هِراوَةِ الأَعزابِ
وَمُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِحالَةِ سابِحٍ
بادٍ نَواجِذُهُ عَلى الأَظرابِ
يَخرُجنَ مِن خَلَلِ الغُبارِ عَوابِساً
تَحتَ العَجاجَةِ في الغُبارِ الكابي
وَإِذا الأَسِنَّةُ أُشرِعَت لِنُحورِها
أَبدَينَ حَدَّ نَواجِذِ الأَنيابِ
يَحمِلنَ فِتيانَ الوَغى مِن جَعفَرٍ
شُعثاً كَأَنَّهُمُ أُسودُ الغابِ
وَمُدَجَّجينَ تَرى المَغاوِلَ وَسطَهُم
وَذُبابَ كُلِّ مُهَنَّدٍ قِرضابِ
يَرعَونَ مُنخَرِقَ اللَديدِ كَأَنَّهُم
في العِزِّ أُسرَةُ حاجِبٍ وَشِهابِ
أَبَني كِلابٍ كَيفَ تُنفى جَعفَرٌ
وَبَنو ضُبَينَةَ حاضِرو الأَجبابِ
قَتَلوا اِبنَ عُروَةَ ثُمَّ لَطّوا دونَهُ
حَتّى نُحاكِمَهُم إِلى جَوّابِ
بَينَ اِبنِ قُطرَةَ وَاِبنِ هاتِكِ عَرشِهِ
ما إِن يَجودُ لِوافِدٍ بِخِطابِ
قَومٌ لَهُم عَرَفَت مَعَدٌّ فَضلَها
وَالحَقُّ يَعرِفُهُ ذَوُو الأَلبابِ
لبيد بن ربيعة
المخضرمون
الحمدان
08-01-2024, 11:46 PM
سألت الناس عن خل وفي
فقالوا : ما إلى هذا سبيلُ
تمسك إن ظفرت بذيل حر
فإن الحر في الدنيا قليلُ
إذا كان الفتى ضخم المعالي
فليس يضره الجسم النحيلُ
......
الحمدان
08-01-2024, 11:47 PM
#قسوه_القلب_اعظم_عقوبه
..
كل من اكتفى .. اختفى
ولو كان مُحبًّا .. لـ بقى
ولو كان معاتبًا .. لـ حكى
ولو كان مشتاقًا .. لـ أتى
الحمدان
08-01-2024, 11:51 PM
يا رب صلّ على الشّفيعِ محمـد
فــهو الــذي قــد بــدد الظلمات
ســلّم عــلى الهادي البشير وآله
واسكب عليهم فائض الصّلوات
يــا رب واغــشانا بفضل صلاته
نـــورًا يــبدد وحــشة الآهــات
عليه أفضل الصّلاة والسّلام
الحمدان
08-01-2024, 11:57 PM
أَبكي الذينَ أَذاقوني مودتهم
حتى إِذا أَيقظوني لِلهوى رَقَدوا
واِستنهضوني فلما قمتُ مُنتصباً
بِثِقلِ ما حملوا مِن ودهِم قعَدوا
لَأَخرُجنَّ من الدُنيا وحبُّكم
بَين الجوانح لم يشعر به أَحدُ
أَلفَيتُ بيني وَبَينَ الهمِّ مَعرِفَةً
لا تنقضي أَبَداً أَو ينقضي الأَبَدُ
.......
الحمدان
08-02-2024, 01:56 PM
بِذِكري لَكَ اللَهُمَّ أَرجو تَفَضُّلا
لِعَبدِكَ منك الذِكرُ في حَضرَةِ العُلا
وَوَعدُكَ رَبّي في اِذكُروني مُحَقَّقٌ
بِقَولِكَ أَذكُركُم كِتاباً مُنَزَّلا
وَوَعدُكَ صِدقٌ مُنجَزٌ غَيرَ مُخلَفٍ
لِذاكِرِكَ المَذكورِ عِندَكَ في المَلا
إِلَهي لِنورِ الحَقِّ نَوِّر بَصيرَتي
بِمِروَدِ كحلِ الذِكرِ مِن إِثمدِ الجَلا
إِلَهِيَ فَاِجعَلهُ لِقَلبي وِقايَةً
لآمَنَ مِن مَرأى السوى إِذ هُوَ البَلا
إِلَهي بِهِ فَاِجلُ صَدا القَلبِ كَي يَرى
تَجلي جَمالِ الوَجهِ في القَلبِ يُجتَلى
وَيَشهَدُ مِنّي سِرَّ كَونِكَ سَيِّدي
جَلِيّاً مَعَ التَنزيهِ بَل عَنهُ قَد عَلا
إِلَهي بِأَهلِ الذِكرِ في المَشهَدِ الَّذي
بِحَضرَتِكَ الزُلفى حِجابُ السوى جَلا
إِلَهي بِما ذاقوا مِنَ المَشرَبِ الَّذي
هُوَ المَنهَلُ الأَصفى وَمَورِدُهُ حَلا
أَذِقني شَرابَ الذِكرِ في حَضرَةِ الصَفا
بِمَختومِ كَأسٍ بِالسَعادَةِ أَوّلا
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 01:57 PM
يا نَبِيّاً عَلَيكَ مَولاكَ صَلّى
وَأُمِرنا أَنّا نُصَلّي عَلَيكا
كُلُّ ما نُهدي مِن صَلاتِكَ فَالأَم
لاكُ مِنّا قَد بَلَّغَتها إِلَيكا
فَتَرُدُّ السَلامَ فَضلاً عَلَينا
وَكَفانا أَنّا ذُكِرنا لَدَيكا
غَيرَ أَنَّ الصَلاةَ في اللَيلَةِ الزَه
راءِ تَحظى بِالسَمعِ مِن أُذُنَيكا
فَعَلَيكَ الصَلاةُ مِنّا تَواخَت
بِسَلامٍ مُقَبِّلٍ أَخمَصَيكا
وَالتَحايا بِالروحِ نَحوَكَ راحَت
تَرتَجي اللَثمَ مِن شَريفِ يَدَيكا
مِن عُبَيدٍ يَهديكَ دَوماً صَلاةً
ما نَسيمُ الأَسحارِ صافَحَ أَيكا
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 01:57 PM
سواي إذا كان عبد الغني
فإنّي عبدٌ لعبد الغني
ولا أبتغي دونه في الورى
وطبعي أبيٌّ ويأبى الدَّنِي
غنى غيره يابس المجتنى
وأمّا غناه طريٌّ جَنِي
معارفه سدرة المنتهى
ومنها ثمار المُنى نجتني
إذا جئته في الحمى معدماً
فمن فيض عبد الغني تغتني
فيمّمه في ليل خطبٍ دجا
ترى البدر لاح بفتحٍ سني
ويعقُبُهُ الفجر في دمّل
لليل همومك في الأزمن
وتشرق شمس تجلي المنى
يؤمّله المرتجي المعتني
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 01:57 PM
عليكم بذكر الله جلّ جلاله
ففيه شفاءٌ للقلوب من الصدى
ودوموا على ذكر الجلالة إنّها
نجاةٌ وحصنٌ يا أحبّتنا غدا
وهيموا بها في كلّ حالٍ ودمدموا
ولا تسمعوا عبداً عتيداً تنمردا
وجدّوا بحسن السير والتزموا الرضا
وكونوا بصدق العزم كي تغنموا الندى
وسيروا على نهج الأوائل وارشفوا
خمور الصفا إذ وِردُها طاب موردا
هنيئاً لأهل الذكر قد طاب عيشُهم
وفازوا بقرب الحقّ في أمد المدى
ويكفيهم ما جاء أنّ ملائكاً
تحفّهمُ من طارق الغيّ والردى
وقد صحّ أنّ الله جلّ جليسهم
فيا حبّذا ذاك الجليس لذي اهتِدا
ونرشف منه خمرةً صمديّةً
معتّقةً قِدماً بها الحيّ عربدا
رواها لنا البكريُّ شيخُ طريقنا
إمامُ الورى الداعي الأنام إلى الهدى
عليك رضاء الله ينهلّ بالندى
مدى الدهر ما شادٍ بمورده شدا
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 01:58 PM
إنّ قلبي لديغ رُقط الفراقِ
ليس يشفى ولو رقى ألفَ راقِ
ما لدائي من التنائي دواءٌ
غير قرب اللقا وطيب التلاقي
ليت شعري متى يُماط لثامُ
البعدِ بالقرب أو يفكُّ وثاقي
ثمّ يشفى من لسعة البين صبٌّ
باللقا وهو معظم الترياق
حيث تجلى لنا سلافُ التهاني
بالتداني من كفِّ ألطف ساق
يا رعى الله ما مضى من ليالٍ
أطلعت لي كواكبَ الإشراق
في رياضٍ لذّ اقتطافي جناها
في اصطباحي من زهرها واغتباقي
وهي في وجه ذات خيرٍ عليٍّ
طاهر النفس طيّب الأعراق
مرتضى مهجتي وكرّار حربي
في كروبي لوُسع ضيق خناقي
طالما من محاسن الوجه منه
لاح نور الآداب والأذواق
وخلعنا العذار فيها ولكن
مع شهود القيود في الإطلاق
وتجلّت حسناؤنا في سماء
الحسن والصبُّ في الصبابة راقي
ثمّ همنا لمّا فهمنا رموزاً
معجزٌ دركُها نُهى الحذّاق
وشطحنا في حضرة القدس لمّا
فتح الباب فاتحُ الأغلاق
وشربنا من خمرة الإنس كأساً
فسكرنا بفيضها الغيداق
ثمّ غبنا لما رغبنا عن الغي
ر بكأس الجمال صافي المذاق
ثمّ بتنا نُهدي صلات صلاةٍ
لحبيب المهيمن الخلّاق
وإلى آله الكرام وصحبٍ
أحرزوا في الكمال حدّ السباق
ما سرى الركبُ من نوى حيّ نجدٍ
وصبا للحجاز في العشّاق
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 01:58 PM
تبدّت هلالاً وارتدت بالبها مرطا
مهاةٌ غدا نجم الثريّا لها قرطا
لها قامةٌ كالغصن في موقف الهوى
تقيم لعشّاق الجمال بها قسطا
تروق لعيني منظراً بمحاسنٍ
تُروّقُ لي من لاعج الحبّ اسفنطا
فكلّ ملاح الحسن في حكم أمرها
تنظّمهم في عقد دولتها سمطا
رضيت بخلعي للعذار صبابةً
هياماً بها لم أدر في حبّها السخطا
عليّ سواءٌ وصلها وصدودها
كما يستوي عندي لها المنع والإعطا
على أنّني في روضة الحبّ راتعٌ
وزهر ربيع القرب يفرش لي بُسطا
ولكنّني من فرط عشقيَ غيرةً
سلكت مع العذّال في الحالة الوسطى
وما ضرّني واشي الغرام بعذله
وإن كان لسع العذل كالحيّة الرقطا
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 01:58 PM
فاز بالدارين حاوي الحسنيينْ
طاعة الله وبرّ الوالدينْ
فاغتنم برّهما واصبر له
فهما في الدهر ليسا خالدينْ
طالما جادا بإحسانهما
لك والإحسان عند الحرّ دينْ
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 01:58 PM
توسّلت بالبكريّ شمسِ الحقيقةِ
إمامِ الهدى يهدي لأهدى طريقةِ
إمامٌ هدانا نهجه وجماله
فحزنا به كلَّ الشؤون البديعةِ
ملاذٌ به لذنا لنحظى ببرّه
عياذٌ لنا من مرجفاتٍ كريهة
إلهيَ بالبكريّ مكّةِ أمننا
أنلنا به أمناً لدى كلّ شدّةِ
إلهي بالبكريّ كعبةِ قصدنا
ووجهتِنا وجّهْ لنا كلّ نفحة
إلهي بالبكريّ ميقاتِ نسكنا
أنلنا به التجريد عن كلّ شهوة
إلهي بالبكريّ ركنِ سعودنا
أدم سعدنا دنيا ودار الأحبّة
إلهي بالبكريّ ملتزم الرضا
أنلنا التزام الرشد في كلّ لحظة
إلهي بالبكري حطيمِ حظوظنا
أعنّا على كيد النفوس الغويّة
إلهي بالبكريّ حجرِ وصالنا
أجرنا من الأهوا وكلّ قطيعة
إلهي بالبكريّ ميزابِ رحمةٍ
أفض رحماتٍ منك من غير منّة
إلهي بالبكريّ زمزمِ وردنا
أنلنا ارتشافاً جامعاً كلّ منحة
إلهي بالبكري مقامِ وصالنا
أقمنا على أعتاب رشدٍ وعزّة
إلهي بالبكريّ مسعى ظنوننا
فحقّق لنا كلّ الظنون القويّة
إلهي بالبكري صفانا وصفوِنا
فصفّ به منّا الفؤاد برشحة
إلهي بالبكريّ مروةُ أُنسنا
أنلنا به نيل المعاني الرفيعة
إلهي بالبكري مِنى كلّ قصدنا
أنلنا المنايا واهباً بالعطيّة
إلهي بالبكريِّ مسجدِ خيفنا
به خوفنا أمّن وجد بالمنيحة
إلهي بالبكريّ جد بازدلافنا
وإرحم نفوساً كي تفوز بزلفة
إلهي بالبكري الرضى علمِ الهدى
أنلنا به الأعلام من كلّ وجهة
إلهي بالبكري الزكي عرفاتِنا
أنلنا به التعريفَ في كلّ رتبة
إلهي بالبكريِّ طيبةِ طيبِنا
أنلنا به طيب الفتوح بسرعة
إلهي بالبكريِّ أقصى مرامنا
أنلنا به أقصى القصور السنيّة
إلهي بالبكريّ طورِ رشادِنا
أنلنا به الأوطار من غير محنة
إلهي بالبكريّ مصباحِ عصرنا
وبدر الهدى منهاج كلّ طريقة
إلهي بأشياخٍ لنا خَلْوَتِيَّةٍ
بهم يُقتدَى في أمر كلّ رفيعة
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 01:59 PM
ألا أيّها الميّال عن منهل الوردِ
بريح الهوى النفسي الّذي هبّ بالطردِ
ويا معرضاً عنّا بجنب جَنَابَةٍ
من الظنّ إذ أَحْدَثْتَ حلَّك للعقدِ
فيا ويح ما أوحى غرورُك والهوى
إليك بنكس العهد يا ناقض العهد
ركبت وحقّ العهد عمياءَ غفلةٍ
فأودت بك الأدوا بأودية البعد
أقم بالبكا يا ذا عليك مناحةً
فإنّك مع موتي الغواية في لحد
سلكت طريق الأخسرين فملت عن
طريق الهدى إذ ضلّ سعيك عن رشد
ورحت وإنّ الباب دونك مغلقٌ
عن الورد لمّا أن جنحت إلى الصدّ
خلعت الحيا في خلع خلعة وردنا
ومن نقض عهد قمت ترفل في بُرد
وزيّفت دينار المعاملة الّتي
نقدتَ بنقض العهد فازدان بالنقد
وقد جئت زور الوزر بالغيب راجماً
لنا بمقال السوء من ظنّك المُردي
أصابك مسٌّ أم رمتك وساوسٌ
فما هذه إلّا غشاوةُ ذي جحد
فأنكرت تعريف الصفا من وفائنا
وبدّلتَ وصف الصفو في القلب بالحقد
قد ازددت طغاياً فيا ويحك اتئد
أسأت فيا سوآك من سوء ما تبدي
أمن توبةٍ تدنيك من عذب وردنا
أمن أوبةٍ من قبل فَجئِك بالفقد
ستندم إن خالفت نصحَ ولائنا
وتخسر إن حالفت للعاذل الضدّ
رويدك لا تعجل عقوبتك اتّئد
وخفّض عليك الحال في العكس والطرد
وإنّ لواء الوزر ينشرُ في غدٍ
إليك كما نرويه يا قاطع الورد
وحسبك مأوىً من هواك بناره
ونحن بذكر الله في جنّة الخلد
وذا عزّنا بالذلّ فيه وحصننا
دخلنا حماه نعم حصن من المجد
فإن شئت حارب أو فسالم فإنّنا
سواءٌ علينا لا نعيد ولا نبدي
وربّك بالمرصاد بالغارة الّتي
لنجدتنا في فتك من قد بغى تجدي
ونحن على ما نحن في ذكر ربّنا
بغير شعورٍ لا بزيد ولا هند
وعروتنا الوثقى تمسُّكُنا بما
رويناه عن شرع الّذي جائنا يهدي
وسنّتُه الغرّاء قبلة نهجنا
وقدوتنا وهو الوسيلة للقصد
عليه صلاة الله ثمّ سلامُه
وآلٍ وصحبٍ أنجمِ الهديِ والرشد
مدى الدهر ما طابت بذكراه نسمةٌ
بمجلسِ ذكر الله في الصدر والورد
وما دار كأس الأنس من قدس حضرةٍ
بمسك شذا ختم الجلالة بالحمد
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 01:59 PM
قسماً بصبح الحسن حين تبلّجا
وبليلٍ طرته البهيم إذا سجى
إنّي وإن شهرت سيوف الشيب لم
يبرح جواد العزم منّي مُسرَجا
يا من يحسّن لي النجاةَ من الهوى
دعني فإنّي لست أغبط من نجا
واقصر فموت الصبّ عينُ حياته
وجنونُه في حبّه عينُ الحجا
فسقى السواحلَ صوبُ دمعي إن نأت
عنها السحابُ وَوَردَها والعوسجا
فأنا الغريق المستغيث وليس لل
صبّ الغريق سوى السواحل ملتجى
هذا وكم صادفت فيها ساعةً
تذكارها زاد الغرام تأجّجا
زمنٌ حلا ما مرّ منه لعاشقٍ
قد كان في ثوب الخلاعة مدرجا
في روضةٍ غرست لنا أثوابها
خضرا فطرّزها الربيعُ ودبّجا
مع كلّ معشوق الطباع محبّبٍ
يبدو فيختلس النفوسَ إذا فجا
غصنٌ إذا ما رنّحتهُ شبيبةٌ
أغرى بلابل من رآه وهيّجا
سفكت لواحظُه دماءَ محبّه
أفلا رأيت الخدّ منه مضرّجا
كم ليلةٍ أذبلت نرجسَ لحظه
وأعدتّ وردة وجنتيه بنفسجا
وشممت منه نكهة كثناءٍ من
بأريجه هذا الزمان تأرّجا
الفاضل البرّ التقيّ المنتقى
الكامل البحر العباب المرتجي
نسل الكرام السادة الأكراد مَن
نرجوهم في كلّ خطبٍ إن دجا
شهمٌ تقنّع بالحلال فلم يزل
حتّى القيامة بالكمال متوّجا
سلكت به الأقدار أقومَ منهجٍ
لم يلق ربّ المدح فيه من هجا
فهو المجلّي في السباق إلى العلا
وجواد من ضاهاه أصبح أعرجا
يا أيّها البحر الّذي أهدى لنا
من درٍّ فيه كلَّ عقد أبلجا
شرّفتني وجبرتني وسررتني
وجعلت لي من كلّ ضيقٍ مخرجا
فتغاضَ عن جهد المقلّ وإن يكن
أهدى لكم عوض النُضار البهرجا
لا زلتَ بالتأديب والتهذيب يا
ذخري تقوّمُ كلّ قلبٍ أعوجا
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 01:59 PM
يا ربّ غصنُ وجودي أنت غارسُهُ
فماد في روضة التوحيد مائسُهُ
سقيته ماءَ فيض من عطاك فهل
ترى يبدّل بعد الغصّ يابسه
حاشاك ربّي وقد ربّيتَه فربا
وأنت في روضة الأذكار حارسه
فكم عليه صبا الأسحار هبّ وكم
حلّته أنفاسه منها نفائسه
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:00 PM
أنجدِ المُتهِمَ في غزلان طيْ
واطوِ بالتذكار نشر الوجدِ طيْ
منعماً في ذكر نعمان الحمى
حيث نعمى أنعمت منّاً علي
حيث وادي المنحنى من أضلعي
للحشا في روضه ظلٌّ وفَي
حيث ومض البرق من ذي سلمٍ
ممطرٌ غيثاً همَى من مقلتَي
عج وعرّج حاديَ الأظعان من
حيِّ سلمى بل وعنّي الحيَّ حي
ما ليالي الوصل منها لي سوى
ليلة القدر براياها الشذي
أطلعت نجمَ التداني حبّذا
بدرها الكامل فتّاك الدجي
كم قطفنا الزهر من روض اللقا
ورشفنا من زلال الأُنس ري
آهِ وا ويلاه لو دامت وما
دام غير الله في الأكوان حي
قل لعذّالٍ عموا عن شمسها
هل ترى يوماً بألحاظ عُمَي
شنّعوا تلك الأراجيف الّتي
لججاً خاضوا بها في بحر غي
لم يذوقوا مشرب العشق ولا
طافت الأكؤس منهم بالحمي
لا ولا قد كلّموا من سيف أل
حاظ غيدٍ فوّقت سهمَ قسي
جنّة الوجد نعيم عجباً
كيف تكوي مهجة العشّاق كي
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:00 PM
إذا عدتُ لا بدعاً فإنّي أخو الظما
ومن يعذل الظمآن إن عاد لليمِّ
وإن غبتُ حسبي عينُ غيبك أجتلي
شهادته في حضرة العين والعلم
وحبّك يقضي لي بعودي لأنّه
تحكَّم بالتصريف بالروح والجسم
وإن أكُ بدراً فالبدور اقتباسها
من الشمس يبدو نورها في دجى العتم
وعودي عيد وهو أحمد كيف لا
ولي منه حظٌّ بالهنا وافر القسم
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:00 PM
سلامٌ كأزهار الرياض النوافحِ
يروح بروح الروح زاكي الروائحِ
تطوف به الأملاك في كعبة العلا
من الحضرة الزلفى بأعلى المسارح
ويغدو كما قد راح مكتسباً سنا
قبولٍ يراه كلُّ غادٍ ورائح
فإن تسألوا عن حالتي بعد بُعدكم
فإني ببحر الشوق أكبر سابح
تركتُ فؤادي عندكم وهو جملتي
وسرت بجسمي في النوى وجوارحي
فما اخترتُ بعدي عن حماكم بخاطري
ولكن لعذرٍ فيه أقضي مصالحي
عسى ولعلّ الله يجمع بيننا
وتبدو لدينا غاديات السوانح
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:00 PM
بعد ما أهدي سلاماً حسنا
لاح كالبدر بنورٍ وسنا
لحبيبٍ لم أزل أبصره
في فؤادي يقظةً أو وسنا
غائبٌ عنّي وعندي حاضرٌ
وبعيدٌ وهو منِّي قد دنا
لم يزل قلبي يراه حسناً
ما رآه المؤمنون حسنا
طاب وِردُ الحبِّ فيه منهلاً
فشربنا بالتصافي كأسنا
وأتى منه كتابٌ قد صفا
ونفى بالودِّ عنّا بأسنا
روضة الذكر بها نشأتنا
حيث ربّى الربُّ فيها غرسنا
نجتني منها قطوفاً قد دنت
بالهنا والحبّ يبدي أنسنا
ولنا أنسٌ سوى ذكر الّذي
بجمالٍ لاح يجلو عرسنا
جلّ في حضرة قدسٍ تنجلي
بصفاتٍ أشهدتنا قدسنا
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:01 PM
إلامَ الحشا من لاعج الشوق في سخطِ
وحتام سوء الحظّ أسود كالخطِّ
إلى الله صبٌّ قد أصيب من النوى
بصمصام بينٍ بيِّنِ الفتك والسخط
أما آن أن يحنو الزمان لمغرمٍ
ويملأ كأسَ الليل بالوصل والقسط
من الغادة الغيد الكعوب الّتي سقت
حليف الهوى في حبّها جام اسفنط
لطيفة ذاتٍ أقعدتني بقامةٍ
ثنت مثل أفنانٍ من البان والخمط
تصول بمضمار التثنّي بسُمرها
وكم من صريعٍ مات بالأسمر الخطي
وخدٍّ حكى الروضَ الأريضَ الّذي به
لقد بسط الورد الجني ألطفَ البسط
بنقطة خالٍ أعجمت مهملَ الهوى
وصفحة خدٍّ معجمِ الحسن بالنقط
فما الأفق في درّ الدراري منظّمٌ
سوى وجهها الوهّاج بالعقد والقرط
فيا كبدي ذوبي أساً حيث أسهم
تنائي إذا جاءت أصابت ولم تُخط
فكم بالنوى صابَ النوى بتّ أحتسي
وزمّلني دهري من البعد في مُرط
إلى الله أشكو من حوادثه فكم
أقطّع جلّ العمر في الشيل والحطّ
أفي الدهر من يرجى لحسن تخلّصي
سوى من به مثل الفريدة في السمط
عليّ الكمال المرتضى الأمجد الّذي
به الفضل محفوظٌ من الوهن والوهط
سليل المرادي ملجأ الوفد إن سطا الز
مان بلسع من أراقمه الرقط
هو البدر إلا أنّه غير آفلٍ
هو البحر إن تنعته لكن بلا شط
له ثاقبٌ من فهمه كيفما روى
وعقد الذكا من ذهنه محكم الربط
أخو العلم ربّ الفضل من قد سما إلى
ذرى رتب العليا وليس بمنحطّ
هو الروض للآداب والذوق يانع
ولولاه أفضى الفضل للجدب والقحط
روت عنه في العليا مسلسلَ فضله
ومرسلَ ذوقٍ صحّ معتبرَ الشرط
فراحته في البسط تسقيك راحةً
من الفيض حيث القبض يهزم بالبسط
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:01 PM
كأس الهنا بسلاف الأنس قد طفحتْ
فاشرب وعربد وخلّ النفس إن شطحتْ
واخلع عذارك وارتع في رياض صفا
واطرب وطب عاذراً بالروح إن مرحت
حيث الصَّبا بغصون البان قد لعبت
والماء يرقص صفواً والمها مرحت
فاقطف بطرفك زهر الروض حيث زهت
وروده وبه الغزالان قد سرحت
كم للصَّبا فيه فضلٌ كلّما نفحت
ترى العواطر متن الحسّ قد شرحت
والماء أضحى إلى شمس الضحى فلكاً
تجري كخودٍ بماء الحسن قد سبحت
يا حبّذا نعمٌ تُجلى به حكمٌ
من العطاء لأحيا مهجتي نفحت
حيث الهزاز خطيب الفنّ في فننٍ
والوُرقُ في منبر الأغصان قد صدحت
في ركب عشّاق نجدٍ بالصَّبا طربت
كأنّها للعليّ المرتضى مدحت
أمست حماةُ حِماهُ تزدهي فرحاً
كغادةٍ بمعالي بعلها فرحت
في وصفه اختلفت ألفاظنا وصفت
لكن على مدحه السامي الذرى اصطلحت
نجلُ الّذي عمّت الدنيا مواهبه
بقطرةٍ من غوادي جوده رشحت
كساه أنظار سرٍّ زانه مددٌ
وكم له عينه بالرشد قد لمحت
فرَقَّ لطفاً ولو أنّ الصَّبا علمت
بطبعه قصرت باللطف وافتضحت
يا سيّداً كلّما ضاق الخناق بنا
جئنا حماه وأبواب المنا فتحت
جعلت مدحك مذ يممت سوحك لي
تجارةً وأراها بالهنا ربحت
فاقبل وليدة أفكارٍ لقد وقفت
في باب جدواك حيث الغير قد طرحت
وذيلَ حلمك أسبل بالرضا كرماً
واعذر قريحة صبٍّ بالنوى قرحت
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:02 PM
هي دار الحبيب ما هي داري
حلّها بالبها وما أنا داري
وبتعمير داره قد تجلّى
بجمالٍ وقد قضى بالعمار
وإذا ما الحبيب عمّر داراً
لتجلّيه أشرقت بالدراري
فتأمّل كواكب النور لاحت
في علاها والسرّ بالنور ساري
بدت لي شموس الوصل فانكشفت حجبي
ولاحت لي الأنوار من حانة الجذب
وما ذقت هجراً والحبيب مسامري
يوالي فؤادي بالتداني وبالقرب
وغبت عن الأشخاص مذ كنتمُ معي
وإن رمت لقياكم نظرت إلى قلبي
وإن حرّكتني نحوكم نسمة الصبا
رأيت فؤاد الصبّ ينشد في الركب
إذ غاب معناكم تذكّرتُ طيفَكم
ومن لم يجد ماءً تيمّم بالترب
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:02 PM
رسالة الحقّ بفتحٍ مبينْ
جاءت فنحن اللهَ فيه ندينْ
ولم يكن لفضلها منكرٌ
إلّا الّذي قد باع دنيا بدين
ونحن سلَّمنا وحاشا بأن
نكون عن سبل الهدى حائدين
وقد كتبنا شاهدين الهدى
يا ربّ فاكتبنا مع الشاهدين
رسالةً قمنا على الحقّ مذ
جاء بها محمّدٌ عابدين
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:02 PM
عريض الرضا ينهل من مُزُنِ الإحيا
عن الحيّ من فيض الفتوحات والإحيا
على ميّتٍ يحيى إذا غيثها همَى
صباحاً على رمسٍ به ذو الحيا يحيى
هو السيّد السامي الأنام طريقةً
بها لشهود الحقّ يمشي على استحيا
هو السيّد العالي الصحيح روايةً
عن الكامل البكريّ أسنى الورى محيا
عليه الكرام الغرّ تثني لأنّه
لداعي الهدى وحياً أجاب الندى وحيا
وقد كان عن قشر السوى متجرّداً
وبالذكر والأوراد كم ليلة أحيا
أعدّ له الفردوسَ مولاه منزلاً
وعدّ شهيد الحبّ فيه مع الأَحيا
وفي الحضرة الزلفى تبوّأ جنّةً
وتاريخه النامي برضوانها يحيا
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:03 PM
هذا كتابٌ أم بشير سعادِ
يروي الحديث بأرفع الإسنادِ
وأثار بالذكرى عهوداً لم تكن
تنسَى وأنسى سالفَ الإيعاد
أيّام كان الدهر عنّا غافلاً
والقلب في طربٍ وفي أعياد
سقياً لها من أدمعٍ هطّالةٍ
حيث الزمان أتى بكلّ مراد
حيث الرياض تكلّلت تيجانُها
بجواهرٍ من زهرها المعتاد
حيث البلابل قد شدّت طرباً على
أفنانها وتجيد بالإنشاد
حيث الّذي سحر العقول بجفنه
يحكي الغصون بقدّه الميّاد
رطب البنان كأنّ من ألفاظه
راحاً لسلب العقل بالمراصاد
ختم الجمال على لآلئ ثغره
ميماً وطرّز لحظه بالصاد
ظبيٌ ولكن في الفؤاد كناسُه
لم تكتحل أجفانُه بسواد
صاد الأسود بلحظةٍ من لحظه
فاعجب لظبي صائد الآساد
لم أنسه إلّا بذكر مآثر الشهم
النجيب سلالة الأجواد
فرد الفضائل من سما بمكارمٍ
جلّت عن الإحصاء والتعداد
تخذ الكمال مع الفخار مكاسباً
فسما على الآباء والأجداد
سعدت به الشهبا وطال فخارها
وبه علت مجداً على بغداد
بفصاحة ما شابها عيٌّ ولا
لَكَنُ الأعاجم لا ولا الأكراد
فلديه سحبانٌ يشابه باقلاً
يذر الفصيح مكبّلاً بالضاد
عمر الّذي بكماله ووقاره
وخلاله يسمو على الأنداد
من آل بيتٍ شيد بالكرم الّذي
عذبت موارده إلى الورّاد
لهفي على عهدٍ مضى في ربعه
خالٍ من الأضداد والأنكاد
أيام ريعان الشبيبة مقبلٌ
والعيش صافٍ وافر الإسعاد
قد جاءني منه كتابٌ منعشٌ
أحيا النفوس به بلا ميعاد
فخُمَت معانيه برقة لفظه
وقضى لمنشئه بطول أيادي
لا زال في عزٍّ على علّاته
متنعّماً بالأهل والأولاد
أبدا يدير لمسمعي من لفظه
راحاً تعيد الروح للأجساد
ما أن نوى ركب الحجاز مرمّلاً
نجدَ العراق وفاح عَرفُ النادي
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:03 PM
عنبر الجود في أنوف الكرامِ
فاح في الشام عابقاً في المشامِ
عطّر الطيب منه أرضَ دمشقٍ
وغدا زهرُ روضها في ابتسام
بَرُّ بِرٍّ وبحرُ درٍّ فهذا
للعطايا وذا لحسن النظام
بهجة العزّ في محيّاه لاحت
بوقارٍ وهيبةٍ واحتشام
رقّ طبعاً وراق نهلاً فأضحى
مورداً سائغاً كثير الزحام
فهو كالبدر إذ يلوح ويخفى
لظهورٍ يكون بعد اكتتام
إنّ بدر السماء لو لم يغب لم
تترقّبه عينُ كلّ الأنام
دام في ذروة العلا بكمال
وابتهاجٍ ونيل حسن الختام
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:03 PM
حبيب القلب أضحى فيه حاضرْ
وعيني عينه واللحظ ناظرْ
ينادمني بغيب القلب منّي
بباطنه ولي بالقرب ظاهر
بمرآتي أراه إذ يراني
أسامره بما أمسى يسامر
إذا كنّا كذلك باقترابٍ
فلم نحتج لكتبٍ أو دفاتر
فتلك رسائل النائي ببعدٍ
وعنها في غنىً من كلّ حاضر
عليك سلام قلبي فاح طيباً
بنفحٍ فاق أنفاس العواطر
ومنك إليك أدعية بقلبٍ
لكم في غيبه أبداً مناظر
وما لي من نصير غير حبّي
محمّد من غدا لي خير ناصر
وأرجو الله تحقيق الأماني
بما ترجوه من جبر الخواطر
وما أرسلت من قفصٍ أتاني
وقلبي فيه وجداً بات طائر
يرنّم بالغنا شوقاً إليكم
ويصدح فيكم بالحمد شاكر
وحمد الكلّ منكم حمد ربّي
تعالى أوّلٌ وكذاك آخر
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:04 PM
أقول لأهل اللهو والتيه والحجبِ
حذارِ حذارِ أن تموتوا على السلبِ
أينكَرُ ذكرُ الله جلّ جلاله
وفي محكم التنزيل نصٌّ لذي لبّ
وكم من حديثٍ في شريعة أحمدٍ
وتمّ بنا الإجماع في العجم والعرب
وذي سيرة الأصحاب والسلف الّذي
بهم يقتدي في الدين يا فاقد القلب
هلمّوا بنا كي نذكر الله جملةً
وإلّا فكفّوا ألسُنَ العذل والعتب
أخاف عليكم غارة الله إنها
لعمري بالمرصاد تقصم بالعضب
ألا إن حزب الله مَن كان ذاكراً
وحزبُ رجيمٍ مَن يحيد عن القرب
وسوف ترون الأمر حقّا إذا بدت
سرائرُ كلّ الخلق في الموقف الصعب
أما كان خير الخلق يذكُر ربَّه
جهاراً وسرّاً صحّ نرويه في الكتب
سلامٌ عليكم إن جهلتم خطابنا
وكلٌّ سيلقى في غدٍ أطيبَ الكسب
ولسنا نحول الدهرَ عن ذكر ربّنا
قياماً قعوداً أو رقوداً على الجنب
فإن شئتمُ سلماً لنا فسلامةً
وإن شئتمُ حرباً فنحن ذوو الحرب
وليس يضيم الله جلّ عصابةً
بحضرته في الذكر تلهج بالحبّ
كما في حديثٍ للبخاريّ مسندٍ
عن المصطفى المبعوث من قِبَلِ الربِّ
عليه صلاة الله ثمّ سلامه
وآلٍ مع الأصحابِ والرهطِ والحزب
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:04 PM
سيري سفينةَ إنشادي عسى كرماً
تهبّ ريح وصالي عند مسراكِ
ثمّ انشري قِلْعَ أشواقي ميمّمَةً
منازلَ القرب من حيٍّ لسلماك
مشحونةً ولها وجدٌ وفرطُ جوىً
وسهدُ جفنٍ قريحٍ طرفُه باكي
ويمّمي للتداني بالمسير فيا
سفينة الشوق بسم الله مجراك
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:04 PM
سلامٌ على الملحوظ في القرب والبعدِ
ومن عنده قلبي وصورته عندي
تحلّى بدرّ الصدق وهو الّذي دُعي
بنا صادقاً بل كان واسطة العقد
ومذ كان منّي في جِنان الجَنان من
صفا خَلَدي بوّأتُه جنّة الخلد
أتى الوارد الغيبيّ يبدي شهادةً
من المشهد القدسيْ المنزّه عن نِدّ
يبشّرني عنه بأن قد بدا له
قريباً بآفاق العلا طالعُ السعد
وقد حكمت عين الشهود بأنّه
مع الأسد الضاري الممهّد للمهدي
وإنّي به كالشمس في الكون أشرقت
وكالسيف ذي الحدّين سلّ من الغمد
لعلّي أراه وارثاً كلّ رتبةٍ
من العزّ والإقبال بالفرض والردّ
وفي عصره يستيقظ العدل في الورى
كما نام في أيّامنا نومة الفهد
وكم بعدُ عندي في الضمير بشائرٌ
تجلّ عن التصريح بالعدّ والحدّ
بشائرُ كالأنوار لاح شعاعُها
ولكنّه يخفى عن الأعين الرُّمد
سحائب خيرٍ ترتجي الأرضُ غيثَها
يكون لها برقٌ يلوح بلا رعد
فيا صادقاً لاحت بصفحة وجهه
دلائلُ صدقٍ منذ قد كان في المهد
وقد ظهرت لكن بعيد بشارتي
زمان اللقا مذ كان مورده وردي
وها أنا ذا كم ذا أناجي المنى به
سُحيراً بعودٍ أحمدٍ عاد بالقصد
وأهتف حتّى هاتف الغيب قد بدا
شهوداً ينادي بالأماني وبالرغد
يقول تهيّأ للقبول مقابلاً
لنعمته بالشكر لله والحمد
مدامة أنعام المرام مدامةً
عليك إذا ما كنت بالحفظ للعهد
وفي حفظه نيل المعالي بدولةٍ
تدوم دوام الأنس في بهجة الورد
إليك التحايا الغرّ مقترنٌ بها
سلامٌ على الملحوظ في القرب والبعد
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:04 PM
خلت ربوعك من غوث المناجيدِ
وأقفرت من أيادي السادة الصيدِ
فدع ديارك واركب كلّ سلهبةٍ
جرداء عنقاء تطوي شقّة البيد
واهجر مناحيس أقوامٍ بليتَ بهم
حتّى تجيء إلى أبواب مسعود
من شيّد الجود في عصرٍ قد اندرست
فيه معالمه من كلّ موجود
بدرٌ بإجزمَ قد ضاءت منازله
فالمدن ألقت إليه بالمقاليد
أمست به حرماً للنازلين بها
كأنّما لبسوا أدراع داود
فاقصد أياديَهُ البيضَ الكرائم إن
خشيت يا صاح من أيّامك السود
فهو الكريم الّذي لا زال وارده
يلقاه بحرُ نوالٍ خير مورود
لو أنّ حاتمَ طيٍّ كان عاصره
لقال هذا لعمري حاتمُ الجود
وهو الغضنفر في أيّام دولته
لم يخش ريم النقا من صولة السِيد
إن صال في حومة الهيجا وخال بها
فأيّ قرمٍ تراه غير رعديد
لا يخلف القول إلّا في الوعيد ولا
ينفكّ عن حبّ إنجاز المواعيد
قد طوّقت شعراءَ الوقت أنعمُه
بكلّ طوقٍ تراه زينة الجيد
فغرّدت فيه تمداحاً ولا عجبٌ
إنّ المطوّقَ أبدى حسنَ تغريد
يا أكرمَ الناس إن ضنّ السحاب بما
يحوي وأسرعَهم للغوث إن نودي
خذها رداحاً فقد زفّت إلى كفُؤٍ
بعقد مدحٍ فريدٍ خير منضود
لعلّها إن سها المولى تذكّره
بحال منشئها من غير تعقيد
فدم من الله في حفظٍ وفي دعةٍ
وفي سعودٍ وفي نصرٍ وتأييد
ما أطربتنا جواري الماء إن رقصت
وغنّت الورق في روضٍ على عود
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:05 PM
نسيم الصبا مهما تلطّفت فازددِ
ومن نفح أطياب الزهور تزوّدِ
ويمّم ربى روض ابن أدهمَ ذي العلا
وقف في حماه وقفة المتردّد
وقبّل به ثغر الزهور مرنّحاً
بضمّك من أغصانها كلَّ أملد
وإن شمت من أغصانها الملدِ راكعاً
يخرّ له ماءُ الجداول فاسجد
وجُرَّ على أبكار أزهارها الّتي
بدا وجهها ما طال من ذيلك الندي
وإن لاح من أنوارها لك لائحٌ
إلى الحقّ يهدي من يضلّ فيهتدي
فقبّل ثرى ذاك المقام فإنّه
به منزل البدر الّذي هو مقصدي
فتى كان محمود المحامد إذ غدا
محمّدها في اليوم والأمس والغد
ومختار ديوان الملوك الّذي به
غدت بلدة السطان أعذب مورد
فكم قد روى إسنادَ ذلك مسلمٌ
حديثاً صحيحاً ينتهي لمحمّد
كريمٌ إذا يمّمت ساحةَ فضله
تجد خيرَ نارٍ عندها خيرُ موقد
وقد جُمعت فيها الشمائل كلّها
ففاق الورى باللفظ واللحظ واليد
فلو نظر ابنُ العبد طرفةُ سمتَه
لقال له بين الورى أنت سيّدي
حوى كرمَ الطائي وهمّةَ آصفٍ
وحذق إياس ثمّ ألحان مَعبَد
مصلّاه مني جامع القلب حيثما
تولّاه بالحسنى وحسن التودّد
فيا مخجلاً مزن السماء بكفّه
بما فاض منها من لُجينٍ وعسجد
عليك عروس المدح تجلى بحسنها
بمقعد صدقٍ في نعيمٍ مخلّد
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:05 PM
رفع الآله مقامَ إبراهيما
فشفى به سقمي وأبرأ هيما
والقلب مأواه وقد أمسى به
للحبّ دوماً جنّةً ونعيما
وكؤوس أنسي من مدامة حبّه
تجلَى وبات مزاجها تسنيما
وأراه في قلبي ينادمني كما
ذكراه أصبح للسان نديما
إن غاب عن عينيّ مرأى ذاته
فأراه في الأحشاء كان مقيما
هذا المقام مقام إبراهيم مَن
فيه غدا قلب المحبّ حطيما
قد شاقه هذا المقام فزمزم
القلبَ المشوق بذكره تفخيما
وإليه حجّ وصام عمّا دونه
وإليه صلّى بالدعا تسليما
في القلب إبراهيم وهو خليله
أمسى به خضر الوداد كليما
فهو النعيم لجنّة القلب الّذي
للِقاه طار مهيّماً تهييما
فعسى تراه عين صبٍّ جفنها
قد بات من فرط البعاد سقيما
وبه بدا روض الحشا يخضرّ من
لقياه إذ بالبين عاد هشيما
والصدر مشروحٌ برؤية طلعةٍ
كالبدر نال من البها تتميما
وأراه في فلك الكمال من العلا
والنجم دون مقام إبراهيما
حيث الهواتف في الحشا هتفت ببش
راه بمرقى في السعود جسيما
وسيرتقي من فوق هذا رتبةً
وينال عزّاً في الوجود عظيما
قد قلت ذا من هاتفٍ في مهجتي
لا طالع راقبتهُ تنجيما
كذب المنجّم والمصدق قوله
وكفى بمولانا الإله عليما
فالله يعلي قدره ومقامه
حتى يرى السعد الكبير خديما
بنظام دولته السعيدة من غدت
عقداً فريداً بالسعود نظيما
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:05 PM
يمّم ندى غيث الكرام العلي
فالغيث لا يهمي سوى من علي
تراه بحراً كاملاً وافراً
مفصّلاً للأدب المجمل
رُدْ وِردَه العذب الفرات الّذي
روى لنا الفيض عن المنهل
ذو همّةٍ كالسيف قطعاً ولم
تحتج مدى الدهر إلى صيقل
من دونها أوج السماكين في
سما العلا الرامح والأعزل
وفطنةٍ تكشف ما يختفي
من عارضٍ في الحادث المشكل
كم عقدةً حلّت فحلّت لنا
أمراً بنا قد مرّ كالحنظل
فهو الّذي قد بات في عصرنا
من الطراز السابق الأوّل
أمُّ المعالي أنجبته لنا
وبعده حالت ولم تحمل
قد بذرته للعلا حبّةً
فأنبتت سبعاً من السنبل
ونخلته من دقيق المنى
وغيره يرمَى من المنخل
لا نفع فيه كامرءٍ ساقط
يعدي الورى من دائه المعضل
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:05 PM
لك السعد أسعد يا صبا ما المشامُ
أنفحُ خزامى فاح أم ذا بشامُ
فهل عن ربيعٍ بالأطايب جئتني
فطاب بها مصر الفؤاد وشام
فبالله خبّر بالحقيقة يا صبا
لك الخير ما هذي البروق تُشام
هل ابتسمت بالبشر غادقةُ الهنا
أو افترّ ثغرٌ أو أدير مدام
فقال نعم أوقات سعدك أشرقت
ومنها تراءى البدر وهو تمام
وفيه صفت عكّارنا حيث أصبحت
لها في علا السعد الكبير خيام
ولاحت بها شمس السعود لمن غدا
عليّاً له سعد السعود مقام
وما نور هذي الشمس عندي سوى جُدَا
أيادٍ تفيض الجود وهي غمام
أيادٍ أرتنا كفَّها خيرَ راحةٍ
لإحيا مواتِ الفضل وهي رِمام
قصوري بباب المدح قد سدّ طاقتي
ولو أنّ لي عقد النجوم نظام
كميٌّ تراه في الكتائب باسماً
بثغرٍ كزهر الروض وهو كِمام
رماح حمامٍ زيّن الهام همزها
كأغصان روضٍ فوقهنّ حَمام
فتبصره من تحت حاجب قوسها
عيونٌ ترى لاماً وما هي لام
يخوض بحر الحرب وهو ملثّمٌ
وليس لبدر التمّ ثمَّ لثام
يشبّ بنار الحرب حيث الظما لها
شرارٌ ومعقود القتام أُيَام
وفي نصب محرابٍ بجامع صولةٍ
تصلّي سيوفُ الهند وهو إمام
فقل لمجاريه اقتصر لست قائلاً
تجاري أُكاماً حيث أنت إِكام
فهذا عليٌّ أسعد الجدّ في العلا
له السعد عبدٌ والزمان غلام
محت آيةَ الطائيّ سورةُ جودِه
كآية ليلٍ قد محاها عَيام
هو البحر لكن بَرّ ساحله الندى
وقد خاض خاض الناس فيه وعاموا
وإنّي بهذا البحر في المدح سابحٌ
وإن عذل العذّال فيه ولاموا
ومورد مدحي لي شفاءٌ من الظما
ومدح سواه علّةٌ وزُنام
وكلّ دعيٍّ يدّعي غيره ادعُهُ
إلى ما عليه البيّنات تقام
ففجر سواه في المكارم أوّلٌ
وهذا هو الثاني عليه عَلام
فكم كأس أنسٍ من مدامِ طباعه
تدور علينا حيث نحن ندام
وألفاظه السحر الحلال وغيرها
إذا سمعت أذناي فهي حرام
فما أحنف في الحلم أو معن في الندى
وهذا لكلٍّ عروةٌ وعصام
فلولا نداه لم يقم بيت شاعرٍ
وهل قام بيتٌ ليس فيه دِعام
وليس لمثلي مقصدٌ في زمانه
سواه وما لي في الكرام مرام
وأين كرام الناس أين عظامهم
بلى بالبلا تحت التراب عظام
ذوَى روضُ أهل الفضل من ثمرِ الندى
ولم يبق إلّا خروعٌ وثُمام
فيمّم حمى جار الرضا المرتضي الّذي
له بالوفا عهدٌ لنا وذمام
دعانا بعين درّعتنا بلامه
وياءٍ يمينٍ لليسار لِزام
ربيع العلا ترعاه عين عنايةٍ
وعنه عيون الحاسدين نيام
لقد أنجبته المكرمات وبعده
تولّت عقيماً وهي بعد عَقام
فيا بدر سعدٍ لاح في ليل كربنا
فلاح المنا والقصد وهو تمام
ويا غصن روض الفضل ما قطُّ هزّه
نسيم سوادٍ راكدٍ ومدام
إليك نحثُّ اليعملات من الثنا
وأنت لدرٍّ قُلِّدَته نظام
فلولاك ما فاه اللسان بمدحةٍ
كدرٍّ ولا درّ النظام يُسام
ولولا صفا جدواك عكّار ما صفت
ولا راق منها الورد وهي صَوام
ألا في سبيل الله عين العلا بها
على أهلها رعياً سهرت فناموا
وهاكَ رعاك الله بنتَ قريحةٍ
لها في عليٍّ صبوةٌ وغرام
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:06 PM
خذا حيث أمت عاديات السوانحِ
وكونا ببعدٍ عن بوار البوارحِ
وإن جزتما روضاً صَباه تنفّست
بألطف أنفاسٍ وأزكى روائح
فعوجا على أفيائه وعيونه
وما سال منها فوق تلك الأباطح
فذلك وادي جلّق من ترفّعت
فضائلها عن كلّ مثنٍ ومادح
ولا سيّما لمّا تسامت بروجُها
بأكمل بدرٍ في سما الفضل لائح
فباهتٌ به الأفلاك طراً فأصبحت
جميع الورى تثني عليها بصالح
وقد رقصت فيها جواري مياهها
بجنك ودف عند لحن الصوادح
ولم لا وقد فازت بأكرم نازلٍ
وأعذب بحرٍ بالفضائل طافح
يقيسونه بالبحر جهلاً بفضله
وهل يستوي العذب الفرات بمالح
تسربل جلباب الكمال فلم يدع
طريقاً لأقوال العدوّ المكاشح
وقد بات نجماً للهداية ثاقباً
رفيعاً ويعلو النجم عن نبح نابح
جوادٌ جرى في حلبة الفضل فانتهى
إلى قصبات السبق قبل الجحاجح
إذا هزّ خطّي اليراع عدلته
بخير سماكٍ في الكواكب رامح
وقد ساد من سادوا بخفّة روحه
وميزان لبٍّ بالمكارم راجح
وكفٍّ تكفّ الفقر عن كلّ بائسٍ
وتسخو بها كفّ البخيل المصافح
سحاب ندى يُستصغر البحرُ عندها
ويفنى بها دمع العيون النواضح
فيا أيّها المولى الّذي شاع فضله
وبات كفجرٍ في البريّة لائح
أهنّيك بل نفسي أهنّي لأنّني
بلقياك قد زال الجوى من جوانحي
فأهلاً وسهلاً مرحباً خير قادمٍ
قدمت ففزنا بالمنى والمنايح
ونافقنا الدهر الخؤون فجاءنا
ذلولاً ضئيلاً جانحاً غير جامح
ويا طالما قد عضّنا منه ناجذٌ
رمى الله أنياباً له بالقوادح
وما انفكَّ إلّا والقريحة كاسمها
وحدّ ظُباه جارحٌ لجوارحي
فسامح محبّاً حال دون قريضه
جريض عراه بارك غير نازح
فمثلك من يبدي الجميل تكرّماً
ويستر بالحسنى وجوهَ القبائح
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:06 PM
سلامٌ له وجهٌ من الحبّ ناضرُ
ولحظٌ بعين القلب والروح ناظرُ
لريحانة القلب الّذي غرسه الحشا
بروضة سرّي منه فاحت أزاهر
وأمّا اشتياقي والسؤال فإنّه
إليكم وعنكم وافرٌ متواتر
يجلّ عن الإحصاء عدّاً وكثرةً
وأن تحمل المعشارَ منه الدفاتر
ففي ظاهر ودٌّ وفي السرّ مثله
لكم وهو يبدو يوم تُبلى السرائر
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:06 PM
عليك سلام الله في الحيّ يا يحيى
وحُقَّ لمن قد مات في الحبّ أن يحيا
ومن لم يمت في الحبّ يا نفس والهوى
فقد عدّ في الموتى وإن كان في الأحيا
ألا فتجرّد عنك من قشرة السوى
ومت تبقَ حيّاً في الممات وفي المَحيا
وجاهد تشاهد غيدَ غيبِ الصفا الّتي
تجلّت بحسن الفيض في الكلمة العليا
لتدخل جنّات الشهود وتجتني
جنى لذّة الأخرى وإن كنت في الدنيا
وما ثمّ من ذاتٍ سوى الذات تنجلي
بأسما صفاتِ الحقّ قامت بها الأشيا
لمرآتك اجلي بالجلالة كي ترى
جمالَ التجلي فاتحَ المقلة العَميا
منحتك رشدي في الطريق وبعد ذا
عليك سلام الله في الحيّ يا يحيى
عمر اليافي
فلسطين
الحمدان
08-02-2024, 02:07 PM
ثق بمولىً يرعاك يا ابن المعاذِ
أنت عبدٌ لخير مولىً معاذِ
واتّق الله ترتقي للمعالي
ولأوج الكمال فيها تحاذي
واستعذ من هواك والنفس تقوى
ال روح بالله ربّنا المستعاذ
واتّخذ منهج الحبيب سلوكاً
ما عرفنا سواه للاتّخاذ
وتتبّع أخلاقه الغرّ واطرح
غيرها ما حييت بالأنباذ
واجعل الذكر عرش قلبك تلقاه
محيطاً بكامل استحواذ
وبنار الهوى ألن منك قلباً
قاسياً مثل قسوة الفولاذ
واجر ماءالعيون كالسحب تهمي
هاطلاتٍ بالدمع مثل الرذاذ
واترك الخلق خلف ظهرك لا تصغ
بسمعٍ لقول واشٍ وهاذي
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:07 PM
دع سوانا إن رمت يوماً رضانا
وتصبّر إن كنت ترجو لقانا
وافنَ عن غيرنا لتبقى لدينا
يا مُعَنّى وتستحقّ ندانا
لا تكن غافلاً وإيّاك تصغي
لعذولٍ أو تلتهي عن هوانا
ولدينا كن مثل مجنون ليلى
وبمدح الصفات كن حسّانا
نحن قومٌ إذا أتانا محبٌّ
عاد من سكره بنا حيرانا
وإذا جاء فارغاً من سوانا
عاد من فيض سرّنا ملآنا
وعروس المنا بأبدع حسنٍ
تنجلي في الدجى عليه عيانا
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:07 PM
ونوفرةٍ تبدي من الماء قامةً
زهت بكمال الصفو حسناً ومنظرا
عمودٌ من البلور من فوق رأسه
زمرّدةً خضراء تنثر جوهرا
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:07 PM
كلُّ شهمٍ لذاته المدح صالحْ
ليس ينحوه للندى غير صالحْ
سيما الكوكب الّذي هو في طالع
سعد السعود والعزّ لائح
كلّ سعدٍ لغيره لاح فينا
لم يكن ذاك غير سعد الذابح
ذاك والله ذو السعادة إبراهيم
من جاء للمكارم مانح
هو قلبٌ لجسم كلّ كريم
وسواه من الكرام جوارح
الكميّ الّذي تخاف وتخشى
بأسَه في الوغى كماة الجحاجح
والأمير المقدام في حومة الحرب
إذا شبّ نارها بالفضائح
لا يجارَى في حربه والمجاري
عاد من عجزه إلى السلم جانح
كيف لا والتأييد والنصر دوماً
حفّه بالفتوح غادٍ ورائح
ولأهل القلوب فيه اعتناءٌ
وعليه الأنظار منهم لوامح
فهو في بحرِ نصرِ تأييدِ مولاه
تراه بقوّة العزم سابح
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:08 PM
كعوبٌ تردّت ببرد الجمالْ
ومن فَرقِها هلّ فينا الهلالْ
فلله شمسٌ من الحسن قد
تسامت به لم يشبها زوال
حوتٌ في الخدود نعيم الخلود
وذات الوقود بجمع المحال
وفي ليل شعر وإصباح وجه
تبدى لدينا الهدى والضلال
يميناً بمن زان تلك العيون
وجمّلها بسواد الجلال
بأن لديها عيون المها
جنود المنايا وجيد الغزال
ألفت الشجون بها والفتون
وذقت المنون وما لا يقال
وكم أعين من عيوني جرت
يقصّر عنها السحاب الثقال
وعمّرت عمري أقاسي النوى
بعَمرو الهوى مع زيد المنال
ولو سال دمعي بها جدولاً
فما أنا عنها لعمري بسال
فكم بتّ فيها أعاني العنا
بطيّ الرمال وقطع الجبال
هو الحبّ إن رمت سلمى يقل
ليَ اصبر تجدني فحربي سجال
وعد عن دعاوي البقا ثمّ دع
وجودك عنك وشدّ الرحال
وأثمار جنّات حبّي اجتنى
بذات اليمين وذات الشمال
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:08 PM
إذا مرضنا تداوينا بذكركمُ
ونترك الذكرَ أحياناً فننتكسُ
وإن عزمنا على تذكار غيركم
لم نستطع واعترانا العيّ والخرسُ
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:09 PM
فؤادٌ على غصن الصبابة ساجعُ
يرنم بالأشواق والقلب والعُ
وطرفٌ على طرف الهوى مذ جفا الكرى
بمِروَدِ سهدٍ كحلته المدامع
وجسمٌ حرامٌ من قوام مضاجع
يغرّد شوقاً والحطيم الأضالع
إذا هتفت ورقاء من فوق دوحةٍ
على إلفها انسابت عليه المواجع
وإن مرّ تذكار الحمى يحلُ ذكره
وكلّي لتذكار الحبيب مسامع
سقى الله روض الحبّ غادقة الحيا
فكم فيه غصنٌ بالمودّة يانع
ورعيا لأوقاتٍ مضت في ظلاله
بها ظبيُ أُنسي بالمسرّة راتع
وطيب ليالٍ حبّذا بدر سعدِها
بأفق معالي السعد والأنس طالع
كستها يد السرّاء خيرَ مطارفٍ
بأنوار حسنٍ للنجوم مواقع
محا رسمَها البينُ الخؤون وأنّني
بأيسر مسراها الّذي مرّ قانع
فمن لي بها عوداً لبدءٍ وهل لذي ال
أمانيّ من قلب المشوق مطامع
فبالله يا ريح الصَبا خذ تحيّةً
لصبٍّ صبا لمّا تناءت مرابع
وخادع بتقريبي عسى عطفة اللقا
تسير ببشراها إذا أنت راجع
ويا نسمات الروح روحي وروّحي
لريحانة الروح الّذي اللطف جامع
فيحيا فؤادي عند رضوان جنّتي
فيمسي معاذاً من زمانٍ يخادع
لقد خيّموا قلباً تجلّى صبابةً
وزاد غراماً عنه كلت مصاقع
وبثّي لهم ذكرى حبيبٍ ومنزلٍ
وطيبَ وصالٍ بالمجامع ضائع
فإن لهم رعيَ الفؤاد لمن غدا
بمربعهم يرعى إذا الشوق رائع
عليهم سلام الله في كلّ حالةٍ
نأوا أو دنوا أنَّى يرى الأمر واقع
لهم روضة الأذكار مثوىً وقد علا
فؤادي على غصن الصبابة ساجع
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:09 PM
يا منكرين على من
لربّهم ذاكرينا
الجهل أعمى قلوباً
منكم وأغشى عيونا
أما الكتاب أتاكم
بالذكر يتلى مبينا
وسنّةٌ قرّرته
عن سيّد المرسلينا
إنّي أخاف عليكم
يا من غدوا منكرينا
سوء الختام فأنتم
هلكى مع الهالكينا
كفّوا أذاكم وتوبوا
وراقبوا الله فينا
بارزتموه بحربٍ
في حزبه المفلحينا
كأنّكم قد جهلتم
ربّاً قويّاً متينا
ذو القهر جلّ اقتداراً
بالحكم في العالمينا
فإن جهلتم علينا
وكنتمُ مفترينا
وذكرنا قد أبيتم
فنحن فيه رضينا
علمتم الجهل علماً
فكنتمُ الأخسرينا
على أولي الذكر كنتم
بجهلكم معتدينا
إذاً سلامٌ عليكم
لا نبتغي الجاهلينا
إن لم تبوءوا إلينا
كنتم من النادمينا
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:09 PM
نحن قومٌ لنا السماعُ غذاءُ
ولداء القلوب فينا شفاءُ
هو روح الأرواح من قوّة الحال
به حيث يستمدّ الغناء
والمغنّي قد راح من راح كأسي
مطرباً إذ يديره الإصغاء
ونديم الألحان من حان سكري
وله نشأةٌ به وانتشاء
حبّذا حبّذا سماع الأغاني
حيث يُجلَى الإنشاد والإنشاء
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:10 PM
محمّدُ عند الله حيٌّ وجدّنا
ضجيع رسول الله في صدق مقعد
له ثانياً في الغار كان ولم يزل
أبو بكرٍ الصدّيق عند محمّد
ونحن على المؤذي لنا سمُّ ساعةٍ
بلا مهلةٍ حتّى على الفوز يقتدي
قتيلٌ سطا في نحره سيف غيرةٍ
ومن لم يصدِّق فليجرّب ويعتدي
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:10 PM
بمحمّدٍ وببنتِه وببعلها
أهل الفضائل والمكارم والندى
المستوين على عروش جلالة
وابنيهما السبطين أعلام الهدى
وبأهل بدرٍ والصحابة كلّهم
من قاتلوا فيك العشيرة والعدا
وبسائر الأحزاب أهل الارتقا
والتابعين وتابعيهم سرمدا
وبعبدك النعمان ثمّ بمالكٍ
من للشريعة والهداية شيّدا
وبكلّ مجتهدٍ وكلّ مقدّمٍ
والشافعي قطب الوجود وأحمدا
فرّج عن المكروب واكشف غمّه
وأنله جمعاً بين أهل الاهتدا
وافتح له لينال كلّ مطالبٍ
يا خير من بسط الأنامُ له يدا
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:10 PM
يا من تعرّض للبلا وبه هوى
ونوى الردى فينا فمال به الهوى
قم وارتقب سهم المنيّة والنوى
إنّا بنو باز الرجال فمن نوى
سوءً بنا يُرمَى بسهم نباله
سلطان كلّ الأوليا قطب الورى
حصنٌ حصينٌ في الحمى سامي الذرى
من ذا الّذي يسطو على ليث الشرى
عارٌ على الأسد الغضنفر أن يرى
كلب الفلاة يصول في إشباله
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:10 PM
إذا قلت يا ألله قال لمن تدعو
أنا ربّك الداعي وأنت لي المدعو
أجب دعوتي في حضرتي واترك الدعا
وإن أنا لا أدعوه قال ألا تدعو
لقد فاز باللذّات من كان أخرساً
وفي فرق نطق الحقّ حقَّ له الجمع
كما شرب الكاسات أعمى حوى العمى
وخصّص بالراحات من لا له سمع
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:11 PM
دعا الناس محي الدين عارفُ وقته
به حيث يدعوه لحضرة ربّه
فمن ذا الّذي لم يستجب ثمّ يقتفي
بمفرد أهل الله في بعض كتبه
وصيّره ربّي لكلّ محقّقٍ
حقيقة حقٍّ قد دعاه لقربه
أجيبوا له يا قومنا حيث قد غدا
إماماً فيا طوبى له ولحزبه
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:11 PM
رسول الرضا قد أثقلتني جنايةٌ
وما ثمّ جاهٌ غير جاهك يطلبُ
فإنّك باب الله للعفو والرضا
وليس لعاصٍ دون بابك مهرب
ألم يرضك الرحمن في سورة الضحى
وما بعدها إذ كنت أنت المقرّب
وناداك مذ أدناك حدّث بنعمتي
وحاشاك أن ترضى وفينا معذّب
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:11 PM
إلهي أنت فوق رجا المرجيّ
وتعطيه بلا عملٍ مثوبهْ
وإنّي أرتجي غفران ذنبٍ
فهب لي قبل أن ألقاك توبه
وإنّ العفو عن ذلّات جانٍ
يرى المولى الرحيم به وجوبه
كما الصفح الجميل عن المساوي
أحبّ إلى الكريم من العقوبه
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:12 PM
لنا نفوسٌ لنيل المجد عاشقةٌ
وجوهر المجد عنّا غير منتقلِ
لا تغفل النفس عن تحصيله أبداً
فلو تسلّت أسلناها على الأسل
لا ينزل المجد إلّا في منازلنا
ومنزل المجد آل المصطفى وعلي
وليس للمجد مأوى غير ساحتهم
كالنوم ليس له مأوى سوى المقل
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:12 PM
يا من يغيث الورى من بعد ما قنطوا
بنشر رحمته غيثاً إذا قحطوا
أنت الغياث وأنت المستغاث به
ارحم عبيداً أكفّ الفقر قد بسطوا
واسترسلوا جودك المعهود فاسقهمُ
سقياً ندى رحمةٍ فالقبض منبسط
والغيث يروي فيروون الحديث به
ريّاً يريهم رضاً لم يثنه سخط
وعامل الكلّ باللطف الّذي ألفوا
فالكلّ في عقد نظم الفضل منسمط
هم تحت حكم مراد الحقّ ما خرجوا
يا عادلاً لا يُرى في حكمه شطط
إنّ البهائم أضحى الترب مرتعها
ومنه مربعها لا الأثل والخمط
تروح والريح مرعاها إذا سرحت
والطير تغدو من الحصباء تلتقط
والأرض من حلّة الأزهار عاريةٌ
وما على ظهرها من زهرها مرط
حتّى رياض روابيها معطّلةٌ
كأنّها ما تحلّت بالنبات قَطُ
وأنت أكرم مفضال تمدّ له
أعناقُ آمالِ مَن أعمالهم حبطوا
إلى أياديك يا ذا الجود قد رفعت
أيدي العصاة وإن جاروا وإن قنطوا
ناجوك والليل حلّاه الظلام سناً
كأنّه فود زنجيٍّ به وخط
حلّاه نور التجلّي بالبها سحراً
كما يجلّي سواد اللمّة الشمط
فشاربٌ بذَنوب الذنب غصّ به
ووارد بحر عفوٍ ليس ينضبط
ومجرِمون من الخيرات قد خلصوا
وآخرون كما أخبرتنا خلطوا
ومن همُ في كديد العيش وهو يُرى
له الحجاب عن الأبواب منكشط
ومن يرى عبد سوءٍ وهو منتظم
في سلك من جاء حول العرش ينخرط
وملحدٌ يدّعي ربّاً سواك له
وجاحد في حضيض الكفر منهبط
ودائرٌ في ضلالٍ من عقائده
حيران في شرك الأشراك يختبط
كلٌّ ينال من المقدور قسمته
والكلّ في قبر قهر الأمر منضغط
وهم كما العلم قدماً سابقاً برزوا
قومٌ ترقّوا وقومٌ في الهوى سقطوا
حكمٌ من الله عدلٌ في بريّته
وهم بسمط القضا في نظمه نمط
لم نعترض ذا ظهورٍ في مظاهره
فرض علينا له التسليم مشترط
وما ذنوب الورى في جنب رحمته
إلّا كحرفٍ بأيدي الفيض ينكشط
بل نقطة في بحار العفو قد سقطت
وهل تقاسُ بفيض الأبحر النقط
فما لنا ملجأٌ إلّا الكريم ومن
في عقد رحمته بالنظم ننسمط
الأوّل الآخر الذخر الغياث ومن
يلقى على الحوض وهو السابق الفرط
ذاك الرسول الّذي كلّ الأنام له
بنيلٍ أعلى مقام الحمد قد غبطوا
كما الجميع بذياك الشفيع لنا
يوم القيامة مسرورٌ ومغتبط
صلّى عليه صلاةً لا نفاد لها
مقرونةً بسلامٍ فيه ترتبط
بربط مولىً تعالى خصّه بهما
من اسمه باسمه في الذكر مرتبط
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:12 PM
إنّ السماع سماع الناي والوتر
يا نفس لا تسمعي من غيره وتري
فإنّه فيض عهدٍ من ألستُ بلى
يسقي نفوس أراضي الناس كالمطر
فإن يكن في النفوس الخبث أنبته
فيخرج النبت في نكدٍ وفي كدر
وفاح ريح خبيثٍ من أزاهره
وبالشقاء له نوعٍ من الثمر
وإن يكن في النفوس الطيب فاح لهم
راحٌ وريحان روض طابَ بالزهر
ومنه تعبق أرواحٌ يفوح لها
بين البريّة ريّا عنبرٍ عطر
فاكشف بعقلك عمّا أنت فيه وكن
لمشهد الحقّ في الأشياء ذا نظر
وحقّق الفرق في جمع الشهود ودم
من التباس أمور النفس في حذر
وكلّ من قال بالتحريم مقصده
بيان حكمٍ إلهيٍّ على الصور
إذ كان من وصفها خبثٌ وملحظه
تحذير ذي الخبث من مستحكم الشرر
ومن يقل فيه بالتحليل فهو على
نور من الله في الأحكام ذو بصر
يقول بالحقّ إذ يهدي السبيل إلى
إرشاد ذي الطيب للتذكار والفكر
ومقصد الكلّ في الإسلام منفعةٌ
بما يلاحظه في الخلق من عبر
وخُلفُهم فيه نفعٌ وهو مرحمةٌ
حاشا بأن يقصدوا للناس من ضرر
فلا تُسئ في الورى ظنّاً بجهلك من
لم تدر مدركه في القصد والوطر
وطال ما لم تطل فيالفهم وهو بذا
حاز الكمال وعنه كنت في قصر
أقم على نفسك الميزان معترفاً
وحقّق الحقّ في الأحكام واعتبر
إيّاك قولاً برجم الغيب مقتحماً
بالجهل عن كلّ من لم تدر في البشر
فإنّ لله في طيّ الوجود على
عوالم الكون سرّاً غير مستتر
لا سيّما عالم الإنسان حاز على
مرّ الزمان ذكيّات من الفطر
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:13 PM
لنا تعرب الآلات والنطق أعجمُ
ومهمل حرف اللحن بالحال معجمُ
وأنغام إلهام السماع بروحنا
تبثّ لنا سرّ الحبيب فنفهم
وقد صرّح الناي الرخيم بما نوى
لنا عن صبا نجد التجلّي يترجّم
وأفصح قولاً وهو أبكم في الورى
فيا عجباً من مفصحٍ وهو أبكم
وللعود تلويحٌ وللدفّ نقرة
وفي الصنج تلميح الإشارة يُفهم
يسرّ لنا السنطير سرّاً بجهره
ويبدي لنا الطنبور معنىً ويكتم
وماذا سوى الأنفاس من كلّ آلةٍ
ونحن بها في روضةٍ نتنعّم
تحدّث عن أوتارِ وترِ سماعِنا
ونحن سكوتٌ والهوى يتكلّم
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:13 PM
شمس فضلٍ أشرقت لم تغبِ
من ضريحٍ فاض من إرث النبي
كم حوى من علم غيبٍ مختبِ
قبر محي الدين إبن العربي
كل من لاذ به أو زارَهُ
حلّ من كهف المعالي حرما
واحتمى من لاذ في ذاك الحمى
كلّ من نحو حماه يمّما
قضيت حاجاته من بعد ما
غفر الله له أوزارَهُ
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:13 PM
لما إليّ الحادثات تناسقت
وعليّ خيل النائبات تسابقت
ناديت مذ حاقت بنا وتحاوقت
يا ربّ من كلّ الوجود تضايقت
واشتدّ من كلّ الجهات المخرجُ
ضاق الخناق لوسع خرق الراقعِ
وعلى الوثاق اشتدّ حبل الواقعِ
وقطعت من كلّ الأنام مطامعي
إن لم تفرجها بفضلٍ واسع
عنّي وإلّا مَن سواك يفرِّجُ
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:13 PM
وإذا العناية لاحظتك عيونُها
لا تخشَ من بأسٍ فأنت تصانُ
وبكلّ أرضٍ قد نزلت قفارها
نم فالمخاوف كلّهنَّ أمانُ
واصطد بها العنقاء فهي حبائلٌ
واطعن بها الأعداء فهي سنان
وافتح كنوز الأرض فهي غرائمٌ
واقتد بها الجوزاء فهي عنان
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:13 PM
عرفت الرجال وجربّتهم
ومعرفة المرء في خبرتِهْ
فإن كنت عن حالهم سائلاً
فكلٌّ يميل إلى شهوتِهْ
فلله درّ فتىً عاقلٍ
يدور مع الوقت في دورته
يجاري بنيه بلطفٍ كما
يداري الزمان على فترته
ويلبس للصبر أثوابه
كما يتجرّع من غصّته
ويطرب عند سماع الغنا
ويرقص للقرد في دولته
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:14 PM
ولا تطمعنّ من الصديق مودّةً
لو جاء من عهد الوفا بوثيقِ
واحذر وحاذره ومنه فاحتفظ
حتّى تجرّبه وأنت بضيق
ليس الصداقة باللسان وإنّما
بالوفق والتأليف والتوفيق
فإذا يكون له الوفا لا سيّما
عند المضيق بيان كلّ صديق
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:14 PM
لو قابل البدر جزءاً من سناك غدا
له محاق التلاشي في الهوى قوتا
نشوان ذا شغفٍ إن لاح راح يُرى
حيران ذا كلفٍ بالنور مبهوتا
وإن مشيت على الحصباء صيّرها
عبير ذيلك مسكاً فاح مفتوتا
كما العقيق دموعي ردّ لؤلؤها
شعاع خدّيك مرجاناً وياقوتا
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:15 PM
يلومون في خلع العذار أخا الهوى
وعَذْرَا ملاحِ الحُسنِ تُجلَى مِنَ الخدر
فَعُذراً لعذّالي على خمر حبّها
وما شربوا كأسي وقد جهلوا أمري
وقد أنكروا شطحي وخلعي وصبوتي
فَوَالعصر إنسانُ العواذل في خسر
عموا في حجاب الجهل عن حبّ حسنها
وما عندهم علمٌ بأنّ الهوى عذري
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:15 PM
يا ليل طل أو لا تطُلْ
طويلُ سهدي قصّركْ
وإن تدم طول المدى
لا بدَّ لي أن أسهركْ
لو كان عندي قمري
ما شام طرفي منظركْ
أو كان بدري طالعاً
ما بتّ أرعى قمركْ
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:16 PM
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
ففيه دليلٌ عنه بالطبع تهتدي
ولا بدع في وفق الطباع إذا اقتدت
فكلّ قرينٍ بالمقارن يقتدي
وإن تصطحب قوماً فصاحب خيارهم
لتصبح في ثوب الكمالات مرتدي
وجانب قرين السوء يا صاح صحبةً
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
عمر اليافي
الحمدان
08-02-2024, 02:23 PM
وأمضي وحيداً في طرائقِ غربتي
فدربي طويلٌ و الدُّروبُ عواثرُ
أُصبِّرُ نفسي والنّفوسُ ودائعُ
وأذكُرُ صحبي والصِّحابُ نَوادر
......
الحمدان
08-02-2024, 02:39 PM
شوطُنا فوقَ احتمالِ الاحتمالْ
فوقَ صبرِ الصَّبرِ، لكن لا انخذالْ
نغتلي، نبكي على مَنْ سَقَطوا
إنَّما نمضي لإتمام المَجَالْ
دمُنا يَهمي على أوتارِنا
ونُغَنّي للأماني بانفعالْ
مُرَّةٌ أحزانُنا، لكنها
يا عذابَ الصَّبْرِ أحزانُ الرِّجالْ
نبلعُ الأحجارَ، ندمى إنَّما
نعزفُ الأشواقَ، نشدو للجَمالْ
ندفنُ الأحبابَ، نأسى إنَّما
نتحدَّى نحتذي، وجهَ المُحَالْ
مُذْ بدأنا الشَّوطَ جَوْهَرنا الحَصى
بالدَّمِ الغالي وفَردَسنا الرّمالْ
وإلى أينَ؟ عَرفْنا المُبتدا
والمسافاتُ، كما ندري طوالْ
وكنيسانَ انطلقنا في الذُّرا
نسفحُ الطيبَ يميناً وشمَالْ
نبتني لليمنِ المنشودِ مِنْ
سُهدِنا جسراً وندعوهُ: تعالْ
وانزرعْنَا تحتَ أمطارِ الفَنَا
شجراً مِلءَ المَدى أعيْا الزَّوالْ
شجراً يَحضُنُ أعماقَ الثَّرى
ويُعيرُ الرِّيحَ أطرافَ الظِّلالْ
واتَّقدنا في حشا الأرضِ هوىً
وتحوَّلنا حقولاً وتِلالْ
مِشمِشا، بُناً، وروداً وندىً
وربيعاً ومَصِيفاً وغِلالْ
نحنُ هذي الأرضُ،فيها نلتظي
وهيَ فينا عنفوانٌ واقتتالْ
من روابي لحمِنا هذي الرُّبا
من رُبا أعظُمِنا هذي الجبالْ
ليسَ ذا بدءَ التَّلاقي بالرَّدى
قد عشقناهُ وأضنانا وِصالْ
وانتقى مِنْ دَمِنَا عمَّتَهُ
واتَّخذنا وجهَهُ النَّاريْ نِعالْ
نَعرفُ الموتَ الذي يَعرفُنا
مَسَّنا قَتْلاَ.. ودُسناهُ قِتالْ
وتَقَحَّمْنا الدَّواهي صُورَاً
أَكَلَتْ مِنّا، أَكَلناها نِضالْ
موتُ بعضِ الشَّعبِ يُحيي كلّهُ
إنَّ بعضَ النَّقصِ روحُ الاكتمالْ
هاهُنا بعضُ النُّجومِ انطفأتْ
كي تزيدَ الأنجمُ الأُخْرى اشتعالْ
تفقدُ الأشجارُ منْ أغصانِها
ثمَّ تزدادُ اخضراراً واخضلالْ
إَّنما يا موتُ هل تدري متى
ترتخي فوقَ سريرٍ من مَلالْ؟
في حنايانا سُؤالٌ، ما لَهُ
من مُجيبٍ وهو يَغلي في اتِّصالْ
ولماذا ينطفي أحبابُنا
قبلَ أن يستنفذَ الزَّيتَ الذُّبالْ؟
ثُمَّ ننسى الحُزنَ بالحُزنِ، ومَنْ
يا ضياعَ الرَّدّ – يُنسينا السؤالْ؟
......
الحمدان
08-02-2024, 02:54 PM
وضِيئةُ الوجهِ لا بدرٌ يُشابِهُها
مُحمرّة الثّغرِ لا وردٌ يُدانِيها
بيضَاءُ حمراءُ لا وصفٌ يُطابِقُها
كأنَّها الشّمسُ قَد مالت خطاوِيها
......
الحمدان
08-02-2024, 02:55 PM
أسِيْرُ ولَسْتُ أعْلَمُ أينَ أمْضي
غَريبَ الدَّارِ قد ضَيَّعْتُ بعضِي
وَحِيدًا تُلاقِينِي اللَّيَالِي بِثُقلِهَا
غَرِيبٌ فَلا اُنسٌ يُوَاسِي كَسرَتِي
عَلِيلٌ أَحَاطَتْنِي الْجُرُوحُ بِعُنفِهَا
سَقِيمٌ فَلا طِبٌّ يُدَاوِي عِلَّتِي
......
الحمدان
08-02-2024, 04:06 PM
هُنا وَطَني فِلَسْطينُ
وقُدْسُ اللهِ لِي دِينْ
عُروبَتُها عَلَى جَسَدي
وفِي عَيْنَيَّ تَكْوينُ
ولي في الضَّاد نَبْضُ دَمٍ
إذا تَرْوِي الشَّرايِينُ
أنا العَرَبِيُّ لي نَسَبٌ
نَقِيُّ الوَجْهِ مَأْمونُ
ولي قَلْبٌ عَلَى شَغَفٍ
بِحُبِّ الأَهْلِ مَفْتونُ
ومِلْءُ عُروقِهِ وَطَنٌ
لَهُمْ بِالْوُدِّ مَسْكونُ
لَنا بَيْتٌ عَلَى حُلُمٍ
ومِنْ أَجْسادِنا الطِّينُ
فلا يَبْقَى بِلا وَطَنٍ
غَريبُ الدَّارِ مَحْزونُ
ويَعْلو صَوْتُ عَوْدَتِهِمْ
رَجَعْنا يا فِلَسْطِينُ
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:07 PM
مالِي أَراكَ تَكادُ اليَوْمَ تَنهارُ
إنْ مَرَّ في شاشَةِ المِرْناةِ أَخْبارُ
فقلتُ ما لِي وهلْ شاهدْتِ نَشْرَتَها
كيْ تَلْمِسي النّارَ فيما تَحْرِقُ النّارُ
يَأْتي أَخو مَبْدَإٍ في الحَقِّ يَنْصُرُني
ولي أَخٌ مِنْ دَمي في الحَقِّ يَحْتارُ
لا تَطْلُبي مِنْ ذَوِي القُرْبَى مُناصَرَةً
إنْ لَمْ يَعُدْ بَيْنَهمْ في الرَّأْيِ أحْرارُ
إن كانَ يُنكِرُ حَقِّي مَنْ أَبَى نَسَبي
فلَيْسَ لي مِنْ أَخي في الحَقِّ إِنْكارُ
كُلُّ القَوانينِ إنْ كانتْ عَلى ظُلُمٍ
تَمْضِي وَيبقَى لَها مِمّا بِها العارُ
أَقَلُّ ما يَرْتَجِي حُرٌّ لِإِخْوَتِهِ
أَلَّا تُفَرِّقَهُمْ عَنْ بَعْضِهِمْ دارُ
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:07 PM
لَمَّا رَأَيْتُكِ في المَنامِ أَعَدْتِ لِي
أَغْلَى الَّذِي حَلَّيْتِ مِنْ أَيَّامِي
أَيَّامَ كُنْتِ النُّورَ في عَيْنِ الرَّجَا
فَغَدَوْتِ ما أَرْجُو مِنَ الأَحْلامِ
ما بَيْنَ عَيْشٍ لا أَرَاكِ وَمِيْتَةٍ
فيها أَرَاكِ ، شَغَلْتِ لَيْلَ مَنامِي
أَنْتِ الوُجُودُ ، وَقَدْ مَضَيْتِ، فَمَا بَقَى
إِلَّا رِضَاكِ يُنِيرُ لِي قُدّامِي
مِنْكِ ابْتدَأْتُ وَمِنْكِ كُلُّ مَزِيَّةٍ
نُسِبَتْ إِلَيَّ وَمِنْكِ عَذْبُ كَلامِي
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:07 PM
أَخاكَ أخاكَ ! لا تَقْتُلْ أَخاكَا
لِتُسْكِتَهُ وتَمْضِيَ في خُطاكَا
هَداكَ بِرَأْيْهِ عَنْ غَيْرِ بُغْضٍ
فَكَيَفَ تَغوصُ في دَمِهِ يَداكَا
أَتُرْضِي مَنْ دَهاكَ عَلَى احْتِلالٍ
وتُرْدِي مَنْ إِلَى وَطَنٍ هَداكَا
قَتَلْتَ أَخاكَ كَيْ يَرْضَى عَدُوٌّ
فَلا تَعْتُبْ عَلَيْهِ إذا رَماكَا
لَقَدْ تَبَّتْ يَداكَ عَلى حَرامٍ
ورَبُّ العَرْشِ مِنْ فَوْقٍ يَراكَا
قَتَلْتَ أخاكَ في الدُّنْيَا فَماذا
سَتَحْمِلُ لِلْحِسابِ إذا دَعاكَا
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:08 PM
كَشَفْتِ كِمَامَةً فَأَنَرْتِ لَيْلًا
بِمَا أَبْدَيْتِ مِنْ حَبِّ اللَّآلِي
وبَسْمَتُكِ الَّتِي اشْتَقْنَا إِلَيْها
رَأَيْناها ، وَكانَتْ في الخَيالِ
إِلَى شَفَتَيْكِ كانَ القُرْبُ حَظْرًا
فَصارَ اليَوْمَ فِي حُكْمِ الحَلالِ
وهذا الثَّغْرُ كَمْ أَخْفَى حَكايَا
فَهاتِي ما خَبَأْتِ مَدَى اللَّيَالِي
ورُدِّي الدَّيْنَ لِلْعُشَّاقِ مِمَّا
وَعَدْتِ وَما وفَيْتِ مِنَ الوِصَالِ
عَلَى الوَجْهَيْنِ مِنْ سَتْرٍ وكَشْفٍ
لِوَجْهِكِ يَرْتَقِي أَوْجُ الجَمال ِ
ولَوْ شاءَ الكَمالَ لِوَجْهِ خَلْقٍ
لَخَصَّ اللهُ وَجْهَكِ بِالكَمَالِ
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:08 PM
وَلِي قِبْلَةٌ بَابَ العَمُودِ وقُبْلَةٌ ،
مِنَ السُّورِ أُهْدِيها إِلَى الأَهْلِ في القُدْسِ
حَرامٌ عَلَى أَدْراجِهِ كُلُّ خَطْوَةٍ
مُلَوَّثَةٍ بِالْغَزْوِ مَكْروهَةِ الدَّعْسِ
سَأَدْعُو عَلَى كُلِّ الغُزاةِ وَخَطْوِهِمْ
إِلى أنْ يَرُدَّ اللهُ يَوْمًا خُطَى الرِّجْسِ
سَلَامِي عَلَى قُدْسِ السَّلامِ وأَهْلِها
ومِنِّي لَها ما قَدْ تَبَقَّى مِنَ النَّفْسِ
ولا بُدَّ مِنْ يَوْمٍ سَعِيدٍ لِقاؤُهُ ،
يُنَسِّي دُرُوبَ الدَّمْعِ ما كَانَ مِن بُؤْسِ
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:08 PM
حَمَلْتُ لَهُ وُدًّا مَدَى العُمْرِ كُلِّهِ
وَكانَ لِجُرحِي فِي المَواجِعِ آسِيَا
ولَكِنَّ شَيْئًا لَسْتُ أَدْرِيهِ صَدَّهُ
فَأَعْرَضَ عَنِّي جافِيَ الخُلْقِ قاسِيَا
إِذَا كُنْتُ قََدْ أَخْطَأْتُ فَاكْشِفْ إِسَاءَتِي
لِأُطْلُبَ ثَوْبَ العَفْوِ تُلْقِيهِ كَاسِيَا
وإِنْ كُنْتَ تَجْفُوني عَلَى غَيْرِ عِلَّةٍ
فَمَنْ يا أَخِي خَلَّاكَ لِلْخِلِّ ناسِيَا
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:09 PM
أُمُّ العِيالِ غَدَتْ أَقَلَّ خُطورَةً ،
إِنْ قُلْتُ فيكِ الشِّعْرَ ، مِنْ أَوْلادِي
هِيَ قَدْ تُسامِحُني إِذا اسْتَأْذَنْتُها
لَكِنْ هُمُ قَدْ يُهْرِقونَ مِدادِي
عَفْوًا ! جَمالُكِ لَنْ يُقَرِّبَ مَوْقِعِي
إِنْ أَجْمَعُوا حُكْمي عَلى الإِبْعادِ
ما عُدْتُ أَقْدِرُ أَنْ أُخالِفَ رَأْيَهُمْ
مَعَ أُمِّهِمْ إِنْ شَكَّكُوا بِمُرادِي
عَلَّمْتُهُمْ صِدْقَ المَبادِئِ فِي الصِّبَا
والشَّيْبُ يُلْزِمُنِي بِحِفْظِ مَبادِي
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:11 PM
نَزَلَتْ عَنِ الدَّرَجِ المُعَلَّقِ بَيْنَنا
والليْلُ يَنْثُرُ في العُيُونِ ظَلامَا
قالَتْ: أَتَيْتُ لِكَيْ أَنامَ لَدَيْكُمُ
ومَعِي حَمَلْتُ مِخَدَّةً وحِرامَا
فَاَجَبْتُ:في الأَحْضانِ! لكِنْ هَلْ دَرَى
أَبَواكِ أَنَّكِ تَقْصِدينَ مَنامَا
قالَتْ : "سَأَلْتُ أَبي وأُمِّي بَيْنَما
لَمْ يَسْمَعانِي فَاخْتَصَرْتُ كَلامَا
وَنَزَلْتُ وَحْدِي كَيْ أُمَتِّعَ ناظِري
بِكُما فَتَحْلو لَيْلَتي أَحْلامَا
أَنا لا أَظُنُّ أَبي يَثورُ عَلَيْكُما
أَوْ أَنَّ أُمِّي قَدْ تَزيدُ مَلامَا
مِنْ أَيْنَ تَاْتي بِالكَلامِ ، وعُمْرُها
ما لا يُجاوِزُ خَمْسَةً أَعْوامَا
ونَظَرْتُ نَحْوَ حَفيدتي فوَجَدْتُها
في حِضْنِ جَدَّتِها تَذوبُ هِيامَا
ورَأَيْتُ جَدَّتَها تُداعِبُ شَعْرَها
وَوَجَدْتُ في نَظَراتِها اسْتِسْلامَا
ووِجْدْتُنِي أُخْلِي المَكانَ لِنَوْمِها
لِتَنامَ بَرْدًا بَيْنَنا وسَلامَا
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:11 PM
لا تًسْأَلوني أَنْ أُجَدِّدَ صورَتي
كَيْ تَشْمَتَ الأَيَّامُ مِنْ قَسَماتي
ما كُنْتُ أَحْفِلُ بِالمَظاهِرِ في الصِّبَا
أَتَكونُ في السَّبْعينَ مِنْ رَغَباتي
إِنْ نالَ مِنْ وَجْهي الزَّمانُ فَعاجِزٌ
عَنْ مَبْدَئِي في الحَقِّ يَوْمَ ثَباتِ
لا لَسْتُ أُومِنُ بِالوُجوهِ وَكِذْبِها
ونِفاقِ ذي الوَجْهَيْنِ في الجَلَساتِ
إِنْ شابَ شَعْرِي باكِرًا فِلَأَنَّني
عاصَرْتُ ما عاصَرْتُ مِنْ نَكَباتِ
يالَيْتَ لَوْنَ الشَّيْبِ كانَ مُرافِقِي
في كُلِّ يَوْمٍ أَسْوَدٍ بِحَياتي
والشَّيْبُ يَمْسَحُهُ السَّوادُ بِصِبْغَةٍ
فتَعودُ تَضْحَكُ لِلشَّبابِ الْآتِي
ولَدَى الجِراحَةِ كُلُّ شَكْلٍ مُمْكِنٌ
فَادْفَعْ وَخُذْ ما شِئْتَ مِنْ طَلَعاتِ
رَضِيَتْ بِنا أُمُّ العِيالِ وَلَمْ تَزَلْ
فَاخْرُجْ بِرَبِّكَ مِنْ رُؤَى مِرْآتي
دَعْنِي أَموتُ عَلى المَبادِئِ راضِيًا
عَمَّا فَعَلْتُ لِكَيْ يَطيبَ مَماتي
لِي صُورَةٌ بِالشِّعْرِ صُغْتُ حُروفَها
فَاقْرَأْ تَجِدْنِي في صَدَى كَلِماتي
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:12 PM
ما انْتَصَرْتُمْ ولا انْتَصَرْنا عَلَيْكُمْ
كَذِبٌ ما يَدورُ في الإِعْلامِ
وحَرامٌ دِماءُ كُلِّ الضَّحايَا
بَيْنَ قَتْلٍ ورَغْبَةٍ في انْتِقامِ
طالَما ظَلَّ الِاحْتِلالُ سَنَبْقَى
في صِراعٍ عَلَى الحِمَى وخِصامِ
لَنْ تَناموا في هَدْأَةِ البالِ إِلَّا
إِنْ حَظِينا مَعًا بِطِيبِ مَنامِ
عَيْشُكُمْ بَيْنَنا سَيَغْدو كَريمًا
إِنْ رَضِيتُمْ لَنا بِعَيْشِ الكِرامِ
قَدَرُ الحَقِّ أَنْ يَعودَ إِلَيْنا
لا تَضيعُ الحُقوقُ بَيْنَ الأَنامِ
إِنَّ وَجْهَ السَّلامِ أَقْدَسُ وَجْهٍ
لِكِلَيْنا ،فَأَقْبِلوا لِلسَّلامِ
مُنْذُ قَرْنٍ ونَحْنُ نَكتُبُ حَرْبًا
فَلْنُوَقِّعْ بِالصُّلْحِ فَصْلَ الخِتامِ
وَلْنُجَمِّعْ رِوايَتَيْنا كِتابًا
عَنْ دُروبِ الآمالِ لا الآلامِ
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:12 PM
إنَّ فَوْقَ البُروجِ عَرْشَ السَّماءِ
اسْقِطوهُ مِنْ بَعْدِ بُرْجِ الجَلاءِ
وَاحْرِقوا أَوْجُهَ المَلائِكِ فيهِ
بَعْدَ حَرْقِ الأَطْفالِ والأَبْرِياءِ
وَامْلَأُوا الأَرْضَ والسَّماءَ دَوِيًّا
يَمْنَعُ اللهَ مِنْ سَماعِ الدُّعاءِ
وَاجْلِسوا في مَكانِهِ وَأَعيدوا
قِصَّةَ الخَلْقِ مِنْ بُروجِ العَلاءِ
وَارْقُصوا في سَمائِهِ كَيْفَ شِئْتُمْ
فَوْقَ أَجْسادِنا عَلى الأَشْلاءِ
أَنْتُمُ شَعْبُهُ ، ونَحْنُ سَنَبْقَى
في دُروبِ الصُّمودِ شَعْبَ الإِباءِ
إِنْ تَكُنْ تَسْقُطُ البُروجُ عَلَيْنا
وتَمُدُّ السَّماءَ بِالشُّهَداءِ
فَلَنا مِنْ مَمَاتِنا يَوْمُ بَعْثٍ
ولَنَا رَغْبَةٌ بِطُولِ بَقاءِ
ولَنَا مِنْ زُنودِنا أَلْفُ بُرْجٍ
تَصِلُ الأَرْضَ عِزَّةً بِالسَّماءِ
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:13 PM
إِنَّ لِلجَرّاحِ حَيًّا
فَوْقَ جُرْحِ الغَزْوِ حَيَّا
صَامِدًا فِي كُلِّ وَجْهٍ
وعَلى القَهْرِ عَصِيَّا
حَيِّ حَيَّ الشَّيْخِ فَوْرًا
وَهْو يَدعُو القَوْمَ هَيَّا
وَامْضِ بِالحَقِّ إلَيْهِ
كَيْ تَرَاهُ عَرَبِيَّا
قِفْ مَعَ الأَهْلِ صُمُودًا
وارْفَعِ الصَّوْتَ عَلِيَّا
يُسْمِعُ الدُّنْيَا نِدَاءً
مِنْ عَلَى السُّورِ أَبِيَّا
أَنْ تَظَلَّ القُدْسُ قُدْسًا
وَيَظَلَّ الشَّيْخُ حَيَّا
جريس دبيات
الحمدان
08-02-2024, 04:14 PM
قَسَّمْتَ نَفْسَكَ في النُّفوسِ عَطاءَ
ووَهَبْتَ جِسْمَكَ لِلْجُسومِ دَواءَ
وجَعَلْتَ مَوْتَكَ لِلْحَياةِ عَطِيَّةً
مَلَأَتْ قُلوبَ اليائِسينَ رَجاءَ
سَتَظَلُّ تَنْعَمُ في وُجودِكَ بَيْنَنا
وتَظَلُّ تَنْعَمُ بِالخُلودِ سَماءَ
يا ربّ لُطْفَكَ بِالصِّبَا وبِأَهْلِهِ
وبِأَهْلِهِمْ ، يا مَنْ تٌجيبُ دُعاءَ
جريس دبيات
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond