تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به


الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 [57] 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155

الحمدان
08-19-2024, 05:08 PM
‏كَفْكِف دُموعَك وَانسحِبْ يَا عَنترة
‏فعُيونُ عَبلة أصبحَتْ مُستعمِرَة

لا ترجُ بَسمة ثغرِهَا يومًا فَقد
‏سَقطَت من العِقدِ الثمِينِ الجَوهَرة

‏عَجَزَ الكلامُ عَن الكلامِ وَريشتي
‏لمْ تُبقِ دَمعًا او دَمًا في المَحبَرة

‏وَعُيونُ عَبلة لا تزالُ دمُوعُهَا
‏تترقبُ الجِسْرَ البَعيدَ لِتعبره

عنتره بن شداد

الحمدان
08-19-2024, 05:10 PM
جَدي يُحبُّ عَليًا حُب مفتتن

وجَدتي حُبها مِن أعظم السُننِ

أُمي تُرتِلهُ في السرُ وَالعلنِ

وكانَ لي والدٌ يهوَى أبا الحَسن

فَصرتُ من ذِي وَذا اهوَى أبا الحَسنِ

......

الحمدان
08-19-2024, 11:26 PM
بقلبٍ حينَ منك دنا تخلّى
أُحِسُّ بشوقك المملوءِ غِلّا!

لأوّل مرّةٍ قاومتُ ضعفي
وقلتُ لما يُعيدُك فيَّ: كلّا

ذبحتُ على غيابك نصفَ حُبي
وأوسعتُ "الحنينَ إليك" قتلا

وما تُغني مياهك في عروقي
وقد أحرقت في عينيَّ طفلا؟

إذا اشتدّ الحنينُ وضجّ قلبي
علمتُ بأنَّ صبرَ هواك، قلّا

لعلمك لم أُعاقب غيرَ نفسي
مخافةَ أن تموتَ لديك ذُلّا!

وحين هَجَرتُ لم أكُ مُستعداً
لهذا الموتِ، لكنْ كانَ حلّا


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:27 PM
لقد ضجرتُ منَ الدنيا، وما ضَجِرَتْ
للآنَ تُحرقُني فيها الأخاديدُ

كأنّني غُصّةٌ في صدرِ مُغتَربٍ
يمشي بأُبَّهَةٍ.. والحَيْلُ مهدودُ


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:27 PM
على قلبي أخافُ وأنتَ قادرْ
فعلِّمني الرّمايةَ، ثمَّ غادر

بأعماقي أرى الأسوارَ تهوي
وأنتَ مُحَصَّنٌ خلفَ السَّواتر

تُقطِّعُ بالدلالِ نياط قلبي
وتلبسُ وجهَ جبَّارِ الخواطر

تغيبُ مُقاتلاً، وتعودُ طفلاً
يُقبِّلُ أعيُني، ويقولُ: حاضر!

أتيتُكَ حاملاً أرَقَ الليالي
أُفتشُ فيكَ عن صَدْرٍ لسَاهر

تَنَازَعُني المَكارهُ والأماني
وتختلطُ المشاعرُ بالمشاعر

وألمَحُ من بعيدٍ ألفَ نارٍ
فأحضُنُها، وتُغريني المَخاطر!

أسِحرٌ أنتَ؟ أيُّ هوىً رماني
فعلَّقَ مركبي بحبالِ شاعر؟

لصحوكَ خذ ضبابي وانتظرني
سأمسَحُ من عيونِكَ كلَّ عابر

لقد أحببتُ في عينيكَ موتي
وأنتَ برغمِ موتكَ بي، تُكابر

فكيفَ أنالُ من تقواكَ أمناً
وأنتَ بهجرِ من يهواكَ، فاجر!


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:27 PM
قلبي وأعرفُهُ لا تأمَني خَطَرَهْ
قبلَ التورُّطِ بي عُدّي إلى العَشَرَة

قد لا أُحبُّ وقد أُفنيكِ عاطفةً
لكِ القرارُ، ولا تستصغري كِبَرَه

حُبّي اضطرابٌ، وأحلامي مُقامرةٌ
ومن يُغادرُني لا أقتفي أثَرَه

خافي النِّهاياتِ مهما كنتِ واثقةً
من ابنها الفأسِ تلقى حتفها الشَّجرَة

أقولُ ما قلتُ لا ثُقلاً عليكِ، ولا
زُهداً بحُبّكِ، لكن رحلتي وَعِرة

يُغري الكثيراتِ أنّي لستُ منتظراً
حُباً لأحيا ولا نصراً لأنتصِرَه

ظواهرُ العشقِ أرواحٌ مُخلَّدَةٌ
وليسَ إلا عظاماً كلُّها نَخِرَة

فإن عزمتِ، فلا تستعجلي سُحُبي
كما ترينَ ببابي ألفُ مُنتَظِرة!

تحاولينَ وما يُغريكِ من رَجُلٍ
بصدرهِ هِمَّةٌ علياءُ مُنكسِرَة

مُستضعَفٌ مُذ رُمي في غيرِ موضِعِهِ
كهمزةِ السَّطرِ إنْ جاءَت على نَبِرَة

يظلُّ مُضطرباً مستوحِشاً قلِقاً
من كلِّ شيءٍ، كما هيْ عادةُ الشُّعَرَه

ولي حُطامٌ يُسمّى العُمْر كنتُ إذا
نظرتُ فيهِ رأيتُ الرّوحَ مُحتضَرَة

ولي طموحٌ بلا حظٍّ أُقيمُ بهِ
عزاءَ حُلمٍ عليهِ حسْرتي حَسِرةِ!

ولي مِزاجٌ عراقيٌّ، على مَلَلٍ
في كلّ شبرينِ من أحلامِهِ عَثَرَة

يقولُ قرّاءُ شِعري المُنصفونَ بَخٍإنَّ
الخلودَ الذي أمّلتَ سوفَ تَرَه

أمّا العُداةُ، فلا أكفاءَ أعظمُهُم
نوَيقدٌ خاملٌ، أو ناظِمٌ نَكِرة

ضاقوا وما نَقَمَوا منّي سوى ذَهَبٍ
مِنَ القصائدِ والأبياتِ مُنتشِرة

ولا أضيقُ بهم، هُمْ سَقطُ ذاكرتي!
وفي النهايةِ كلٌّ آخذٌ قدَرَه

يبكي الغريبُ حنيناً إن رأى وطناً
للآخرينَ، فما يُبكيكَ أنتَ تُرَه؟

أبكي بلادي وشعباً صامداً بطلاً
ما ظلَّ شيءٌ بهذي الأرضِ ما قَهَرَهْ

وجهُ الحياةِ علينا بعدَ غُربَتنا
كوجهِ فرعونَ لمّا أُلقيَ السَّحرة!

يا ربُّ من حرَقَ الأحلامَ في يدنا
من أجلِ كُرسيِّهِ، عجِّل لهُ سَقَرَه

تدهورَ الحالُ منذُ احتلَّ عالمَنا
أبناءُ من أُمِروا أن يذبحوا بَقَرَة

وما تطيَّرتُ إلا بعدما فُقِدَت
فينا الرِّجالُ، وما من عادتي الطِّيَرَة

نم يا جُرَيج وجوهُ المومِسَاتِ بها
بعضُ الحَياء! برغم الشؤمِ والغَبَرَة

ماذا فعلنا فعُذّبنا برؤيتنا
لقومِ لوطٍ وآلِ الوحشِ والفَجَرَة؟

طغى ابنُ آدمَ مفتوناً بُقدرتِهِ
ولم يعد مُدركاً من حجمِهِ، صِغَرَه

فكيفَ ترجو من الدنيا حلاوتَهَا
إن كنتَ ذا خُلقٍ في زُمرَةٍ قَذِرة!

يا قومُ عيني لبعضِ الشَّرِ عاشقَةٌ!
وإن تلوموا، فمنهُ يولدُ البَرَرَة

قضى الحكيمُ بما نخشى، ويُصلحُنا
وإن قضى اللهُ ما للمرءِ من خِيَرَة

الحلُّ في عودةِ الإسلامِ ثانيةً
إلى الوراءِ وأن يُحيي لنا عُمَرَه!

إحساسُهُ بالذي تلقاهُ أُمّتُهُ
لاشيءَ يبقى منَ الإنسانِ إن خَسِرَه

وحُبُّهُ الأمنَ قد يُعمي بصيرَتَهُ
عن النجاةِ، كما يُعمي لهُ بَصَرَه

يهوّنُ البعضُ ما في العيشِ من نكدٍ
بأنّ في الصّبرِ أرضاً خصبةً خَضِرَة

وإنَّ عُمراً يسيرٌ أن ننالَ بهِ
كلَّ الحرامِ، عسيرٌ أُمّهُ عَسِرة!

ُخفي اكتئاباتيَ الكُبرى، وتُظهرُها
قصائدٌ مُرَّةٌ قتّالَةٌ ضَجِرة

إن كانَ ثمَّةَ ما يدعو إلى أملٍ
فوعدُ ربّيَ أنَّ الشّامَ مُنتَصِرة


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:27 PM
لا يحسُبونَ لنا حساباً.. حَقُّهُم!
هل يُفزعُ الراعي.. قطيعُ شِيَاهِ؟

ولنا رؤوسٌ كلُّها مرفوعةٌ
لكنّها رُفعت بغيرِ جِباهِ

فمتى الرجولةُ تستعيدُ مكانها
يا أُمّةً تعبت مِنَ الأشباهِ

وإلى متى بالصمت هذا نكتفي
أو قولنا: عُذراً رسولَ اللهِ


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:28 PM
أنا خلاصَةُ أفكارٍ معقَدةٍ
أرادها اللهُ من ماضٍ ومن آتِ

وأغلِبُ الكونَ، إلا الذاتَ تغلبُني
ولستُ أدري لماذا الذاتُ، بالذاتِ


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:28 PM
أخلو بصوتكِ والظنونِ الآثمةْ
وقليلِ عقلٍ إنْ شَططتُّ، يقولُ: مَهْ

وأُعيدُ في التسجيلِ ضحكتَكِ التي
تتصنعينَ بها الظّروفَ المُبهَمَة

بينَ الرسائلِ غارقٌ مُسترسلٌ
في البحثِ عن قلبٍ فراقُكِ حطَّمَه

ماذا ستُظهرُ لي الرسائلُِ بيننا
غيرَ الأسى والذكرياتِ المؤلمة؟

قاسٍ حضورُكِ في الغيابِ، وأنتِ مُذ
غادرتِ حتى الآنَ لا أدري لِمَه

هل ترجعينَ؟ أشكُّ بل مُتأكّدٌ
لولا طلوعكِ في الرؤى مُتبسّمة

أعطاكِ هذا البُعدُ بُعْداً آخراً
فأبانَ عن ذَهَبٍ، وأخفى منجَمَهْ

زيدي إذا يرضيكِ موتي أكثري
حلوٌ هواكِ بريئةً أو مُجرمَة!

لا يائساً منّا ولا متفائلاً
أنا عالقٌ ما بينَ ليتَ ورُبَّمَه

ماضيكِ في حلقي وصدري مُنهكٌ
من سوءِ حاضرنا وناري مُضرَمَة

أنجبتُ منكِ قصيدةً أهملتِها
وأراق قلبي في جوانِبها دَمَهْ

"أفكارُكِ السّوداءُ" كانتْ طفلةً
لكنَّها كبُرَت وصارتْ مَلحمَة!

لا تسألي كيفَ احتملتُ، وما جرى
إنّي خسرتُ منَ انتصاري مُعظَمَه

خلّفتِ في عينيَّ ليلاً بارداً
حتّى نجومُكِ فيهِ كانت مُظلِمَة

أنا كالكتابِ الفردِ عزّ بأرضهِ
وأذلَّهُ المنفى بسوءِ التّرجَمَة!

للمشكلاتِ أحنُّ لي مُستنفراً
إذ تقتُلينَ فصاحتي بالتمتمة

وأحنُّ حتّى للغموضِ، وخوفِنا
مما تُخبّؤهُ الليالي المُعتِمَة

وأحنُّ لاسمي في شفاهكِ لهفةً
و "اشتقتُ" حينَ تجيءُ دونَ مُقدّمَة

حنّي إليَّ كما أحنُّ لعلّنا
نبني الذي كِبري وكِبرُكِ هدَّمَه

شيءٌ يُعيدكِ من جديدٍ سَهلةً
وقريبةً جدّاً ولي مُستسلمَة

والآنَ هذا الشيءُ يهمسُ في دمي:
هيَ فيكَ حتّى بعدَ هجركَ مُغرمَة

بالعقل يبدو مُستحيلاً حُبُّنا
والقلبُ قررَ أن تكوني توأمَه

كوني نصيبي لو بحلمٍ عابرٍ
فلكم دعوتُ اللهَ لي أن يقسمَه


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:28 PM
أتاكَ همْساً، ومثلَ الماءِ شفّافا
ويرتدي السِّلمَ لكن كانَ سيّافا!

ومثل عادتهِ يأتي على عجلٍ
ولا يراعي بما يُمليهِ أعرافا

ما أنتَ أوّلُ مقتولٍ بضحكتهِ
ولستَ آخرَ من يُرديهِ إجحافا

في فخّ يأسينِ، مُحتاراً ومُحترقاً
كذا "أُحبُّ" إذا أتبعتَها كافا

وكلُّ حسٍّ تُخيفُ القلبَ دَقّتُهُ
يصيرُ حبّاً، وإن حاولتَ إيقافا

ويفرضُ الشكلَ والتوقيتَ، ثمّ إذا
كتمتَ خوفاً، فشا روحاً وأطرافا

ولا يكونُ حقيقيّاً وذا آثَرٍ
إذا لقيتَ بهِ عدلاً وإنصافا!

ولا نجاةَ مُحالٌ، إنّهُ ثِقَلٌ
إذا تخففتَ منهُ، زادَ أضعافا

لهِ قلبي بما عانى وورّطني
ضننتُ فيهِ، وغالى فيَّ إسرافا

لا منطقيّةَ تُجدي في تفهُّمِهِ
يُفنيكَ شُحّاً، ليُحيي فيكَ مِضيافا

مأوى الجميعِ أنا، جبّارُ أفئدةٍ
رغمَ الهشاشةِ بي واسيتُ آلافا

قد أتّقي الشّوقَ يأتيني ليَخطِفَني
فكيفَ إن كانَ ضعفُ النّفسِ خطّافا!؟

لُعنتَ يا أيّها الفخّ الذي سَقَطَت
بهِ حياتيَ آمالاً وأهدافا

فما دعوتَ إلى رُشدٍ ولا رَشَدٍ
ولم تكن قطُّ عندَ الحقّ وقّافا

أريتني فكرةَ الزّقومِ سائغةً!
ورُحتَ تُقنعُ فيها خافقاً خافا

صوّرتَ لي البُعدَ كُفراً دونَ تَهلكةٍ
وكنتَ تُخفي بهِ عاداً وأحقافا!

ويا حبيبي الذي ما زال يؤلمني
بغير قصدٍ، وقصداً عندما جافى

كن لي أماناً إذا أفرطتُّ في قلقي
وأتبِعِ الآهَ والحرمانَ ألطافا

خُلقتُ عاصمةً كبرى، وفارغةً
منَ الحياةِ فكن لي أنتَ أريافا


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:28 PM
حسدوا عليكِ أبي فضاقَ سنينا
وعليكِ نحنُ بنيكِ.. كم حسدونا

قد كادَ يُفنينا لهيبُ عيونهم
لكنَّهُم يا أُمِ مَعذورونا!

رأووا الذي لم تحتملهُ قلوبُهم
مما خُصصتِ بهِ، وهُم يرجونا

فكأنَّ أنفُسَهُم نصوصٌ حُرِّفت
وكأنّ روحكِ ترتدي ياسينا


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:29 PM
يا من غفوتِ، ولم أزل مشتاقا
قومي بربّكِ واحضني الخفّاقا

مُذ نمتِ أنتِ وأنفُسي سهرانةٌ
والأمنياتُ تطوّقُ الأحداقا

أدعو على البُعد الذي ما بيننا
والمُغلقينَ بوجهنا الآفاقا

كم عاشقٍ لكِ في الضلوعِ مؤرّقٍ
قومي نُهدّئُ داخلي العُشاقا


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:29 PM
عيناكِ فيها ما استعادَ كياني
فهل التقينا قبلَ ذا بمكانِ؟

عينايَ!؟ لا أدري إذا لكنّهُ
قبلَ اللقا، قد يلتقي الطيفانِ

أمّا التصادفُ، لستُ مؤمنةً بهِ
قدرٌ هيَ الدُّنيا على الإنسانِ

وكما احتوانا الدهرُ، مَزّق غيرَنا
فلنكتفي مِنْ جوْدِهِ بالآني

ما قلتِ إلا الحقَّ، إنّ حياتَنا
محكومةٌ كالشمسِ بالدورانِ

وهمومُنا لا تنقضي في واقعٍ
كالحاكمينَ بهِ، لهُ وجهانِ

نسعى وراءَ الشيءِ ما عِشنا، فإنْ
نلناهُ، نزهدُ فيهِ بعدَ ثواني

الركضُ قاتلُنا الأشدُّ قساوةً
ركضُ الفُناةِ على الوجودِ الفاني

أتُحِبُّ؟ لا، لكنْ أُحَبُّ بكثرةٍ
ومنَ النساءِ وقربهنَّ أُعاني!

لكِ أن تظنّيني كذوباً!* إنّما
لا تضحكي من واقعٍ أبكاني

أينَ الذي أهلكتُ فيهِ مشاعري
ليعيشَ فيَّ براحةٍ وأمانِ؟

أسميتُهُ "عشقي" وخُنتُ مخاوفي
لأعيشَهُ لكنّهُ أرداني!

هذا أنا، ضيَّعتُ نصفَ قصائدي
وأنا أحاولُ ذرّةَ اطمئنانِ

حتّى متى أبدي السرورَ، وبسمَتي
فيها الذي فيها منَ الأحزانِ؟

لم أطلب الدنيا، لتكسرني كما
الأنثى تُحطِّمُ أضلُعَ الولهانِ

لمّا وقعتُ، نَظرتُ لم أرَ مُشفِقاً
لكنْ رأيتُ شماتةَ الخلّانِ!

تُنبيكِ عنّي أمنياتٌ عفتها
لا عاجزاً عنها، ولا مُتَوانِ

أدركتُ لو متأخراً أنَّ الرّضا
حبلُ الغريقِ، وباعثُ السُّلوانِ

وكسِبتُني لما قَبِلتُ مواجعي
فأرحتُ قلبي، واستراحَ لساني

عن كلّ ما واجهتُهُ من خيبةٍ
كانَ العزاءُ الحقّ في القرآنِ

وهواكَ كيفَ خسرتَهُ؟ كيفَ انتهى
بعضَ اقتباساتٍ على الجُدرانِ؟

لا تسألي فالشعرُ بيتُ سرائري
وقصائدي جُبلت على الطيرانِ

الجوّ مُلكي صارَ بعد تمرُّدٍ
أمّا فؤادي فهو مِلكُ بياني

لو أنّ دمعَ المرءِ يُرجعُ مَجدَهُ
لبكى دماً كسرى على الإيوانِ

فعلامَ أشكو الآنَ مُتكئاً على
هذي القصيدةِ والدّموعُ دواني؟

قلقي على كلّ التفاصيل التي
لا تنتهي حظّي منَ الإدمانِ

إن كنتُ أُخفي ما أُريدُ فإنني
*أخفيهِ فيَّ مَخافةَ الحرمانِ

ماذا عن البحرِ الذي يغتالُنا؟
هذا السؤالُ سليهِ للشُّطآنِ

وأنا سأمضي الآنَ، مُنتظراً غداً
ولربّما ألقاكِ بعدَ زمانِ

فلتحفظي عنّي إذا لم نلتقي
حينَ النجاةُ تمرُّ بالأوطانِ

للمُسلمينَ الغارقينَ بعجزهم
ستُفاجأ الدنيا بوجهٍ ثاني


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:29 PM
مَسراكَ مُغتَصَبٌ وقومكَ نُـوَّمُ
والمسلمونَ الآخرَونَ تشرذَموا

لم يُبقِ منّا الدّهرُ إلا ضعفَنا
فكأنّهُ لم يبقَ بعدَكَ مُسلمُ


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:30 PM
كوني بخيرٍ.. فما أحببتُ ثانيةً
ولا عَزَمتُ كما قالوا على عُرسِ

ولا عشقتُ، ولا أدنيتُ فاتنةً
ولا كتبتُ بغيرِ الشامِ والقُدسِ


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:30 PM
تمتَّع بالقليلِ إذا المَزيدُ
لعلَّ الخيرَ في ما لا تُريدُ

قطعتَ الجوَّ مُلتمِساً هبوطاً
ومثلُكَ أنتَ ديدَنُهُ الصّعودُ!

فلا تحزن إذا الدّنيا تولّتْ
ولا تفرحْ بما منها يجودُ

تَعزّ بما خسرتَ فرُبَّ خُسرٍ
عليكَ بكلِّ نافعةٍ يعودُ

أحاولُ أن أكون صديقَ نفسي
ولكنّي على نفسي شديدُ

أُحاسبُها على كلّ انتباهٍ
يُشتتني وقد حضرَ الشرودُ

وحينَ أُحسُّ في ذاتي انهزاماً
للذّتها بها عنها أحيدُ!

وأقبَلُ كلَّ حُزنٍ لا خضوعاً
ولكنْ بعدَهُ يأتي القصيدُ

أخبئُ حينَ تفضحُني عيوني
وما في القلبِ يعرفهُ الوريدُ

وأكثرُ ما يَسُلُّ الصبرَ منّي
إذا أُقصيتُ، أنْ يرقى البليدُ

خُلقتُ مُبرَّأً من كلّ كُرهٍ
وأرغمني على الكُرهِ الحَسودُ

أأكذبُ حينَ أحلفُ أنّ قلبي
على ما فيهِ من أُممٍ وحيدُ؟

نعيشُ بكوكبٍ ما فيهِ عَيشٌ
ونعشقهُ وأكثرُهُ يهودُ!

ونطمعُ أن نشيخَ بهِ لنحيا
بلا قيدٍ، فتزدادُ القيودُ

نَبيدُ لأجلهِ ونُبيدُ حتّى
بفضل دمائنا بقيَ الوجودُ

أيا ذا التسعِ والتسعين إسماً
وأقربُها إلى قلبي الحميدُ

بعصرٍ قرّبَ الأفلاكَ منّا
لماذا حُلمُنا دوماً بعيدُ؟

ولم نطلب منَ الدنيا كثيراً
لتَمنَعَنا، ويأخُذَهَا العبيدُ

هباءٌ أن تَعيشَ لأجلِ حُلمٍ
وما في الأرضِ هارونُ الرشيدُ

تمتع بالقليلِ فإنَّ دُنيا
عليها تُنفقُ العليا، جَحُودُ

فحصّةُ كلّ من ولدوا عليها
وإن بلغوا الذرى قبرٌ ودودُ


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:30 PM
على قتلِ ما عشناهُ لستِ بقادرَةْ
فيكفيكِ تشريداً بنا ومُكابَرَة

تلومينَ أحداثَ الزمانِ وإنّها
بَرَاءٌ فنحنُ الذنبُ، طاغٍ وثائرَة

وأنْ نلتقي نِدَّينِ بعدَ معاركٍ
على نِصفِ صُلحٍ، ثَمَّ بعضُ مُخَاطرَة

أنا لا أُريدُ الآنَ منكِ تنازلاً
ولكنْ بقاءً لا يكونُ مُقامَرَة

تعبتُ أُخبّي ما أُحسُّ وأن أُرى
مُقيماً وما بيْ غيرَ روحٍ مُسافرَة

وها ألفُ جيشٍ في ضلوعي منَ الأسى
أشدُّ وأعتى من جيوشِ الأكاسِرَة

سلي عنّيَ الخيباتِ كم ذا لَقيتُها
أجرُّ غبائي، وهْيَ تضحكُ ساخرَة!

وعن كُرهيَ الدّنيا وزهدي بأهلها
فلي أُسوةٌ بالحقِّ يُبغضُ كافرَة

بلا وطنٍ، كلّ البلادِ تعيشُ بي
وقلبي صديقٌ للطيورِ المُهاجرَة

ومن يسكن المنفى تنامُ عيونُهُ
وتبقى المآسي والنّوائبُ ساهرَة

إذا ضاقت الأولى عليَّ برحبْها
وضنَّت بما أرجو فثَمَّةَ آخرَة

قضيتُ بجُبْرانِ الخواطرِ رحلتي
ولي خافقٌ اللهُ يَجبرُ خاطرَه

لكَ اللهُ قلباً ضاقَ حتّى تَفجّرَتْ
مصائبهُ شِعراً يُصبّرُ شاعرَه

لقينا الذي نخشى، ونلنا نَصيبَنا
ومَدَّ القَضا في جانبينا مَصائرَه

مُحيطاً مُحيطاً مُمسِكينَ بقَشَّةٍ
نُفتِّشُ في التابوتِ عن رُبعِ باخرَة

على دِكّةِ الأمواجِ مرَّت حياتُنا
فيا مرحباً بالعَجزِ يُغرِقُ عابرَه!

ولولاك يا الله خُضنا دروبنا
إلى الموتِ طوعاً لا نخافُ مقَابرَه

ولولاكَ كانَ اليأسُ أولى بحالنا
منَ الصبّرِ يُخفي لا يزالُ بشائرَه

ولولاكَ ما ظلّت قُوانا وقاومت
ومن حولها كلُّ المشاعرِ خائرَة

ولولاكَ، لولا أنّ فيكَ رجاءَنا
لما خاسرٌ منّا أحبَّ خسائرَه!

إلى أينَ يا أنتِ؟ اسمعيني، فلم أقلْ
منَ الهمِّ مِمّا عِشتُ، إلا أواخرَه

خلاصُةُ ما قلبي يُريدُ: انسحابَهُ
منَ الحربِ لو كانَ السَّلامُ مُغامَرَة

إذا اخترتِ موتَ اثنينِ كنتِ بقاهُما
فأرجوكِ لا تُبقي وراءَكِ ذاكرَة


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:30 PM
ستذكرني ذاتَ يومٍ وأنتَ
بما نلتَ من نِعَمٍ ترتعُ

وتذكرني حينَ هذي الحياةُ
تهلُّ عليكَ فتستمتعُ

ستبلغُ أعلى الذي كنتَ ترجو
وما كنتَ من نَيلهِ تُمنَعُ

فلا تنسَ كم ليلةٍ نمتَ تبكي
وآهُكَ لا تختُكَ المَضجَعُ!

لكَ الأرضُ شِعراً وأطرافُها
وسوفَ تظلُّ بها تُرفَعُ

ويومَ القيامةِ جنّاتُ عدنٍ
جزاءً بما كنتَ تسترجِعُ


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:31 PM
طالبُكَ الناسُ أن تضحكا
لأنّ الكآبةَ تُعدي

وفي الناسِ ما فيهمُ من جراحٍ
فإن لم تكن ضحكةً في الوجوهِ

فلا تكُ دمعاً لمن قد بكى
أحاولُ واللهِ

لكنّ دوري بذي المسرحيّة
صغيرٌ
كأدوارنا في الحياةِ

يقومُ على الخوفِ من كل شيءٍ
ويصنعُ من كلّ آهٍ.. قضيّة

ولستُ أقدّسُ حزني
ولكن
أحاول أن لا أكونَ ضحية


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:31 PM
صوتُكَ العالي الذي ما أسمَعا
مثلما تسعى هباءً قد سَعى!

قدَرُ الحيِّ وإنْ لم يَرضَهُ
أن يُداري ما استطاعَ الوجعَا

أيّها القلبُ تَصبّر واصطبِرْ
واصبِرَنْ واصبِرْ على ما وقعا

نَفسُكَ الفردوسَ قد أمَّلتَها
حقُّها بالأرضِ أن لا تقنَعا

آهِ لو يَدري الذي قاسيتُهُ
ذلكَ القاسي لكي نبقى معا

لا تَلُمهُ يا حنيني إنّني
مِتُّ حُبّاً وهْوَ حابى وادَّعى

ليتهُ يبكي عليَّ الليلَ إذْ
أملأُ الليل عليهِ أدمُعا

كيفَ أُبقي في شغافِ القلبِ مَنْ
كلّما حاولتُ وصلاً مَنَعا

وانتظارُ الشيءِ يُعلي قَدرهُ
واحتراقُ الصبر يُحيي الهَلَعا

غادَرَ الكابوسُ فانهض واستَعِدْ
مجدكَ الماضي، وذاكَ المَطمَعَا

فُتِحَ البابُ إلى مُستقبلٍ
نجمُكَ الموهوبُ فيهِ لمَعَا

ليكن ما شاءَ في العمرِ فهل
يصمدُ الضُّرُّ إذا المرءُ دعا؟

فجأةُ السَّعدِ أمانٌ زائفٌ
بعَدَها الأحزانُ تأتي تَبَعَا

وحرامٌ بعدَ صبرٍ جَلَلٍ
أن ترى الأحداثُ منّا جَزَعا

ربّما يأتي زمانٌ آخرٌ
نَحمَدُ الجُرحَ بهِ والمِبضَعا

يا انهزاماً في انتصاراتِ الأسى
ووحيداً عادَ منها شِيَعا

إنَّ مَن ماتت بهِ أحلامُهُ
ما يُعزّيهِ إذا الناعي نعى؟

صوتُكَ العالي وما يُغني إذا
أسمعَ الناسَ، ولا قلبٌ وعى

ما رعاكَ الخلقُ فيما عِشتَهُ
مِن ضَياعٍ لكنِ اللهُ رعى


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:31 PM
هل ظلَّ منكِ لنَا حرفٌ وتنوينُ
‏أم ضعتِ منّا كما ضاعت فلَسطينُ؟

‏جيلٌ تَهمّشَ، ما ضاعت هويَّتهُ
‏بل ضُيِّعت حينَ ضاعَ العزُّ والدينُ

‏لم يبقَ فينَا منَ الأمجادِ واحدةٌ
‏ربّاهُ هل نحنُ إنسٌ أم شياطينُ!

‏فسامحينا إذا احتُلت ثقافتنا
‏وأرجعينا إذا شقّت عناوينُ

‏تناهشتنا القوى من كل ناحيةٍ
‏وحُوصرت في الرسومات التلاوينُ

‏موجوعة الضاد كم آسيتِ غربتنا
‏فينا الجفاء وفيك العطف واللينُ

‏مُدي يديك أعيدينا مراكبنا
‏فالليل عاتٍ وموج البحر مجنونُ


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:31 PM
لو كانَ جُرحاً ما لقيتَ لَزَالا
لكنّها الطَّعَنَاتُ إذْ تتوالى

حاولتَ أن لا إنّما لم تستطع
فتركتَ نفسكَ للضَّياعِ، فنالا

ألأنَّ ما بعدَ المنيَّةِ مُفزعٌ
قررتَ ألا تستمرَّ قتالا؟

إنْ تخشَ أسئلةَ القبورِ، فعِشْ لها
يكفيكَها سُبحانهُ وتعالى

من عادةِ البلوى إذا هَجَمت على
رَجُلٍ، تُخلِّفُ في حشاهُ رجالا

وكَذا المصائبُ إن رَمتكَ بنارها
تركتكَ لا حِلّاً ولا ترحالا

يكفي بوعدِ الموهِماتِ تَمسُّكاً
وتَعلُّقاً بحبالِ قيلَ وقالا

خَف من بقائكَ لا المماتِ فبعدهُ
من لستَ تُظلَمُ عِندهُ مثقالا

هانت عليكَ الأُمنياتُ فخُنتَها
لمّا رأيتَ المُمكِناتِ مُحالا

لن تبلغَ الشمسَ التي أمَّلتها
حتّى تُقطِّعَ دونَها الأهوالا

في كلّ يومٍ عنكَ ترحلُ ضحكةٌ
حتّى غدوتَ على الرحيلِ مثالا

بالرّغم من هذا تزيدُ تقرُّباً
ممن يزيدُكَ في الهوى إهمالا!

لم تبتسم للموتِ حُبّاً بالتي
قد عذَّبتكَ تَمنُّعاً ودلالا

دُنيا تُحاولها وغيرُكَ يزدري
ويُهينُها وتُجلُّها إجلالا!

لولا الذي أحيا بنفسكَ صبرها
لولاهُ كنتَ الآنَ أسوأَ حالا

قلبٌ بحجمِ الكَفِّ، بل هوَ بعضُهُ
باللهِ كيفَ حملتَ فيهِ جبالا؟

يا عاذلاً عيني لكثرةِ مائها
لم أبكِ غانيةً ولا أطلالا

أبكي على عُمر أسَنَّ بوجهنا
وتظلُّ فيهِ قلوبُنا أطفالا

إنّي لقيتُ منَ الحياةِ وأهلِها
ما لم يدعْ لي أنْ أقولَ مقالا

لجهنَّمٍ بنتٌ نعيشُ بقَعرها
قد لا تَقلُّ عَنُ امِّها أنَكالا!

ياربُّ بالألطافِ قد عوَّدتَني
لولا رعايتُها لذقتُ وبالا

فإذا المَنيَّةُ أصبَحتْ أُمنيَّةً
واشتدَّ بأسُ اليأسِ فيَّ، وغالى

وتلفَّتَ الموت الذي يا طالما
أمَّلتُ فيهِ إلى النجاةِ مآلا

أرسلتَ لُطفكَ في الضلوعِ سَكينَةً
ومددتَ لي دونَ الجميعِ حبالا

إن كانَ ذنباً ما أُخِذتُ بشؤمهِ
فاللهُ أمهلَ قبلَهُ إمهالا

أو كانَ للقلبِ امتحاناً قاسياً
فاللهُ مَن واسى وأصلحَ بالا

وهو الخبيرُ، فكيفَ لا تشكو لهُ؟
وهو القريبُ مَقالةً وفَعَالا

عِش في مخافتهِ الحياةَ، فإن دَنا
منكَ الرحيلُ فغَلِّبِ الآمالا


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:32 PM
لا شيءَ يضمَنُ أن تعيشَ سعيدا
فلترضَ لستَ بذا الجحيم وحيدا

ما فاتَ ماتَ كما يُقالُ وإنْ يَعُد
سَتَوَدُّ لو أُبقيتَ عنهُ بعيدا

فتقبَّل المكتوبَ لو أبغضتَهُ
واجعل أساكَ على رضاكَ شَهيدا

يكفيكَ أنّكَ مُسلمٌ في كوكبٍ
حتّى الأماني صِرنَ فيهِ يهودا

حاول لتبقى إنّما لا ترتجي
ممن يُريدُ سقوطَكَ التمجيدا

والمَجدَ فانسَ إذا بقيتَ ملازماً
بلداً يُريدُكَ أن تعيشَ بليدا

كن مثلَ إبراهيمَ لا مُتَملِّقاً
كُفراً، ولا مُتهيّباً نمرودا

بالطينِ قد لا تستطيعُ تحمُّلاً
فاخلعهُ والبَس للنجاةِ حديدا

تجري المصائبُ في مياهِكَ حُرّةً
ذرها لتلقى يومها الموعودا

ما الناسُ فوق الأرضِ أو مِن تحتِها
إلا انتظاراتٌ لَبِسنَ قيودا

حبّ الحياةِ جريمةٌ في ذاتهِ
إن لم يكن في ذاتهِ محدودا

واللهُ لو آتى النفوسَ سعادةً
أبديّةً، لا تتركُ التنهيدا

أحداثُ هذا العامِ تشهدُ أنّهُ
ما كانَ إلا للهُدى تمهيدا

شيئاً فشيئاً سوفَ يُصبحُ عارياً
هذا الوجودُ، وقد يصيرُ طَريدا

تتساقطُ الأوراقُ تّتضحُ الرؤى
والأرضُ تَفضحُ عَبدها المَعبودا

ولعلَّ ما هو قادمٌ كجهنَّمٍ
من كلّ طاغٍ لا يَكلُّ مَزيدا

ما بالُها الدنيا تزيدُ قساوةً
ويزيدُها عُبَّادُها تمجيدا؟

أدركتُ من هارونَ ألفي نُسخةٍ
ما واحدٌ ياربُّ كانَ رشيدا

في العامِ نكبرُ ألفَ عامٍ آخرٍ
ونظلُّ نرجو خِلفةً وخلودا

نخشى اللحودَ، وقد تكونُ نجاتُنا
من جانبِ الدربِ المليءِ لحودا

يا باحثاً في كلِّ حَدْسٍ عن هدىً
يمْنَحك قلباً للحياةِ جديدا

تقسو عليكَ الحادثاتُ لتَنتَهي
عن حُبّكَ الأوهامَ لا لتزيدا!

بينَ العطا والمَنْعِ ثمَّةَ حِكمةٌ
لو أُظهِرتْ، لم تَبلُغِ المقصودا

ما علّةُ الإنسانِ إلا أنّهُ
يُفني الذي كي يَملكَ المفقودا


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:32 PM
عَلْمَنونا، نصّرونا.. هَوَّدونا

قطّعوا العزّة فينا
شرّدونا

قبلَ هذا، للأمانةْ..
خيّرونا

بينَ أن نحيا ذُباباً، والسجونا!

وليرضى الشُّقرُ عنهم

باعتذارٍ عن هُدانا ألف عامٍ
طالبونا!

ثمّ حين التُّركُ يوماً أعلنوا

"آيا صوفيا" جامعاً للمُسلمينا

صاحَ أبناءُ المَخازي: عَثمَنونا!


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:32 PM
من بعدما رحلوا لم يتركوا مِنكا
ماذا فعلتَ لهُمْ حتّى مَضَوا عنكا؟

واللهِ لا شيءَ، لكنْ كنُتُ أُخبرُهُم
أنَّ الحياةَ بعيداً عنهُمُ ضَنكى!

بقيتُ مُنتظراً دَهري وما رجعوا
أينَ النجومُ التي؟ هُمْ أطفؤوا تِلكَا

لا ما شكوتُ، ولا أشكو إلى بشرٍ
ما في الضلوعِ لغير اللهِ لا يُشكى!

لبثتُ فيهم سنيناً لا أُخالفُهُم
إلى أنِ استبدلوا إيمانَهُم شَكّا

دمعي العزيزُ أهانوهُ بجفوتهم
وأصبحَ السِّترُ فيما بيننا هتكا

لا أقبلُ اليومَ أعذاراً، وإن صَدَقتْ
كلّا وقد دُكَّتِ الأحلامُ بي دَكّا

بقاءُ مَنْ أنتَ تستبقيهِ عاطفةً
أشدُّ واللهِ من هِجرانهِ فتكا

كلّ الذي كنتُ أرجو من نهَياتنا
حِفظَ الدِّماءِ ولكنْ أمعنتْ سَفكا!

ما نحنُ عِشناهُ لا يُنسى وإن زَعمَت
أرواحُنا نَصرَها، أرواحُنا هَلْكى

تَعبيرُ أوجُهِنَا ما عادَ يُشبهُنا
نواجهُ الفَرْحَ دمعاً، والأسى ضِحْكا

كأننا سَمكٌ، والسبتُ طمأننا
والذكرياتُ يهودٌ خبّؤوا الشَبْكا!

لو تفتح الآنَ قلبي ما وجدتَ بهِ
غيرَ الذي يَجرحُ الأسمَاعَ إنْ يُحكى

قلبي الروائيُّ، بَحرٌ إن رثى أحداً
وفي روايتهِ لا يُتقنُ الحَبْكا

ما اختارَ أُمنيةً إلا أتاهُ صَدىً
للحَظِّ يصرخُ: لا من هذهِ دعكا

هيَ الحياةُ تُعادي من يُعانِدُها
أمّا الحظوظُ، فدوماً تقتُلُ الأذكى

لا الريحُ تحتي، ولا عانيتُ من قلقٍ
هذا التَبَلُّدُ في أعماقنا أنكى!

ومن يُطمئنُ بالأحلامِ أنفُسَهُ
تَجِدْهُ في واقعِ الدُّنيا رأى هُلكا

فيا صَريعَ الأماني في مُخيِّلَتي
لستُ امرئَ القيسِ حتّى أطلُبَ المُلْكا

بما تركتَ لها، لا ما جنيتَ بها
فلن تَعيشَ إذا لم تألفِ التَرْكا

لو أنّ هذا الأسى يُروى بدامِعَةٍ
لأرجعَ الدهرُ للإنسانِ ما يُبكى

والحزنُ أكفرُ مخلوقٍ بلا جَسَدٍ
ما صامَ يوماً، ولا صلّى، ولا زكّى

أنا الموحِّدُ، والآمالُ مُشركةٌ!
أُحبُّ ربي الذي لا يغفرُ الشركا

خُلقتُ مُبتسماً أبكي! فما فَرَحٌ
سَلَّمتُهُ القلبَ إلا اغتالَهُ، أوْ كَا

طَعمُ انتصاري على ذاتي وشَهوَتِها
أمِ السلامُ حَياةً، أيُّها أزكى؟

ما كنتُ نوحاً ولا الطوفانُ مَدَّ يَداً
والله أوحى بأنْ لا تصنعِ الفُلكا


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:33 PM
ما زلتَ تُعطي بما لا يُدرِكُ الشُّكرُ
ولا يوفّي بهِ من حَمْدِكَ الدَّهرُ

فأينَ أذهبُ بالإحسانِ حينَ أنا
مُقيَّدٌ بذنوبٍ ما لها عُذرُ

أنتَ الدليلُ على ما أنتَ خالقُهُ
وإن توَهَّمَ ما لا يُعقَلُ الفِكرُ

وآيةٌ لكَ أنّ الأرضَ عاجزةٌ
عن حَمْل عُشْرِ الذي قد يحملُ الصدرُ!

نعيشُ ياربُّ في دُنيا بلا شرَفٍ
فكلّ حلوٍ لديها نَيْلُهُ مُرُّ

نسيرُ في الخوفِ، لا الأمواجُ تقبلُنا
ولا الفضاءُ، ولا يَرضى بنا البَرُّ

لأنتَ أعلمُ منّا يا مُعلِّمَنا
بما نُحسُّ ومنكَ الخيرُ والخيرُ

لو أنّ للكفرِ رأياً، مثلَ من كفروا
وقد تَجرَّدَ منهم، آمنَ الكُفرُ!

ياربُّ قد أخذَت منّي كفايَتَها
هذي الهمومُ، وجهراً أصبحَ السِرُّ

ولا وعزَّتِك الآمالُ ما انقطعتْ
لكن بُليتُ بما لم يسطِعِ الصَّبرُ

والله لولا الذي تدري لقد بقيتْ
نفسي على دمعةٍ، يا من لهُ الأمرُ

متى ستُفرجُ؟ لا تسأل فقد فُرِجَتْ
عمّا قريبٍ يُزيحُ العُسرَةَ اليُسرُ

إنّ التوتّرَ لا يُنجي، ولا قلقٌ
مما نُعاني، ولكن تفعلُ الفجرُ


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:33 PM
سترى الموتَ حياةً والثَرى
لو رأيتَ الآنَ ما نحنُ نرى

دُفنَ الصَّحبُ وهُدَّتْ دُورُهمْ
واعتلى عبدُ النِّفاقِ المِنبَرا

ونَفَتْ تَغلبُ عَمرواً، وانتَهَتْ
عن " ألا هُبّي" لتُرضي قيصرا

والصعاليكُ القُدامى، لا تَسلْ
أصبحوا اليوم علينا أُمَرَا

لم يعد عنترُ يُرضي ذَوْقَها
عبلةُ اختارتْ حبيباً أشقرا

يأخذُ الأموالَ منها عِنوةً
وإذا الحربُ تَبدَّت أدبرا

"ألإسرائيلَ تعلو رايةٌ؟"
يا أبا ريشةَ صارتْ قَمرا

عسكرُ الفتحِ؟ عليهِم دَمُعنا
عندنا للقمعِ نُرْبي العَسْكرا

نسلُ جسّاسٍ تولّانا* ولا
نِصفُ زيرٍ قامَ حتّى يثأرا

غَضبَ الأحنفُ لكنْ غضبَةً
لم تُثر في أمرنا شيئاً يُرى

وحدها الخنساءُ خاضتْ حربها
بينما نحنُ نلومُ القَدرا

مُنذُ خلَّى المُتنبّي حلباً
أحرقَ التاريخُ فيها الشُّعَرَا

صارتِ الأخلاقُ غُصناً يابساً
ما أتتهُ الريحُ إلا كُسِرا

يا صلاحَ الدينِ عن أحوالِنا
لا أراكَ اللهُ ذاكَ المنظرا

كلّما قامَ نذيرٌ بهُدىً
جهزوا قبراً وسيفاً أحمرا

إنهُ العجزُ بأعتى صورةٍ
ومُحالٌ مِثلُنا أن يُنصرا

كَتَبَ الذّلُ على راياتِنا
للجبانِ المَجدُ للحُرِّ الثرى!

ليسَ من قِلٍّ كما أخبرتنا
نحنُ مليارانِ يا خيرَ الورى

نملكُ المالَ ولا مِن عُسرَةٍ
لكنِ الأبطالُ ما لا يُشترى

وإذا لا قُطْزَ، لا بيبرس، مَن؟
من يردُّ الآنَ عنّا التترا؟

الأبابيلُ ستأتي إنما
فوقنا نحنُ ستُلقي الحَجرا!


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:33 PM
وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا
سنَموتُ يأساً أو نَموت نَحيبا

واذا بلُطفِ اللهِ يَهطُلُ فجأةً
يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوب


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:33 PM
لم يبقَ شَطٌّ إليهِ ترجعُ السُفُنُ
ولا مطارٌ.. عليهِ يهبطُ الشَجِنُ

لا شيءَ إلا أمانينا تُصبّرُنا
الحمد لله.. لا أهـلٌ ولا وطـنُ!

خُذلتِ يا شامُ، يا أُمّي ومُرضعتي
ومسقِطَ الحُبِّ ماذا يا تُرى الثمنُ؟!

إني لأخجلُ من أنّي بقيتُ على
قيد الحياةِ.. وأمّي لفّها الكفنُ!

بمَ التعللُ؟ قلبي صارَ يُنكرُني
سلّم على الموتِ فيهِ العَيشُ والسَكنُ

فكيفَ أحيا وتحتَ الأرضِ أوردتي
وفي الترابِ مِنَ الأحبابِ لي مُدنُ

وأينَ أذهبُ.. كل الأرضِ تُرفُضنا
وتزدرينا، وكلُّ الأرضِ تمتَهنُ

ونحنُ من نحنُ؟ نحنُ الشمسُ فوقهمُ
ونحنُ ما نحنُ؟ نحنُ العينُ والأذُنُ

كلُّ الخرائطِ جزءٌ من خريطتنا
فكيفَ تعلو على أسيادها الجُبُنُ؟!

يا أيُّها الموتُ ما أحلاكَ من وطنٍ
لمن أتاكَ شهيداً جرحهُ الوطنُ!

ودعتُ حِمص وقلبي في أزقتها
وذكرياتي وروحاً عافها البدنُ

وسرتُ أشكو لربي ضيقَ دامعتي
عمّا بنفسي.. ومالا يُنصِفُ الحَزَنُ

كلُّ الذينَ تأملنَا بنُصرتهم
لنا، تخلّوا.. فسجّل أيُّها الزمنُ

أهلُ الفنادقِ لا عزّت كروشهُمُ
يزدادُ فيهم غباهُم كلّما سَمِنوا

ويقلقونَ صباحاً بعدما رقدوا
ويقلقونَ مساءً إن هُمُ سكنوا

يستنكرونَ على الشاشاتِ مجزرةً
وكلُّهم بدماها كفّهُ دَرِنُ

يا تاركَ الفرضِ مُستغنٍ بنافلةٍ
واللهِ يومَ اللقا لا تشفعُ السُننُ

يا شامُ لو كانتِ الأحلامُ تُنقذُنا
كُنّـا حَلِمنا ولكن كلُّها دَخنُ

فكانَ لا بُدَّ من حربٍ نُعيدُ بها
عصرَ النبيِّ.. وفيها تُدرأُ الفتنُ

نريدُ أن ترجعَ الدنيا لقبضتنا
أن يُعبدَ اللهُ لا أن يُعبدَ الوثَنُ

نُريدُ أن نُرجِعَ الأمجادَ دولتها
أيامَ كنّا يداً تنأى بها المِحنُ

أيامَ إن عارضت صنعاء عارضةٌ
صاحت دمشقُ وبغدادٌ هنا اليمنُ!

الفرحُ ما كانَ لولا قبلَهُ حَزَنُ
والسرُّ ما طالَ إلا بعدهُ علنُ

والطفلُ مهما لهُ قدّمتَ من اُكُلٍ
يظلُّ أطيبُ شيءٍ عندهُ اللبنُُ

لذا أحنُّ ومثليّ كلُّ مُمتَهَنٍ
إلى الزمانِ الذي مافيهِ مُمتَهنُ

فكيفَ أسكنُ بيتاً أطمئنُّ بهِ
وطفلةٌ في بلادي ما لها سكنُ

وكيفَ ألتذُّ أو أهنا بمائدةٍ
ويُشتهى في بلادي الخبزُ والجُبُنُ

يا طائراتُ اقصفي، يا أُمّةُ امتعضي
يا ساسةُ استنكروا، يا قومُ لا تَهِنوا

تكفَّلَ اللهُ فيكم للنبيِّ فلا
خوفٌ عليكم منَ الدنيا ولا حَزَنُ

الأرضُ مهما لنا في الغربةِ اتسعت
يظلُّ أرحبَ من أرجائها الوطنُ

قل للطبيبِ وشمسُ العمرِ غاربةٌ
إذا انقضى أجلي، ما تنفعُ الحُقنُ؟

باللهِ ربّ السما والأرضِ مُعتصمي
وفيهِ صبري، إليهِ السرُّ والعلنُ

ولستُ أقطعُ آمالي بثورتنا
لكلِّ وجهٍ قبيحٍ آخرٌ حسنُ


حذيفة

الحمدان
08-19-2024, 11:34 PM
يا طُروش ياللي فُوق شَخص المحاديب
تريضوا لي وقم ساعة زَماني

تَريضوا لي وَقُم طرس المَكانيب
لا ما يعبى عن ضميري لِساني

وَدي أَعزي هاجس القَلب وَاجيب
وَاندب علَى طُول الليالي زَماني

وَأَهل دَمع العَين مثل المَزاريب
مِن فُوق خدي دايم الدُوم قاني

رجوح أَنا من ضامري جوحة الذيب
وَقول دَهري عالشقاوي وزاني

يا قَلبي ياللي بك طعوس وَشَواطيب
وَخلجا نبت فيها الشَقا وَالحزاني

همي نبغ ما تنقلوا الفطر الشيب
عن دُوم خَلق اللَه دَهري ابتلاني

ضعضع فكاري وَحط بيي عَذاريب
كَي الموللي عَالموسط كواني

وَجدا رَماني مثل نار اللَواهب
يا مَن خبر مثلي اِبتَلى مودماني

مِن بَعد ذا لا بدي مَعاني بترتيب
وَاحرق المَكتوب عَلى أَربَع قراني

وَفزع اللي تحت غز النَواصيب
مِن طرفهم بلكي يجينا عَواني

أَما الورانا ما يفكوا المَطاليب
وَالحج ما شال الحمول المتاني

أَما الشيوخ اللي عليها المَحاسيب
صاروا رهاين عند غج اللساني

كانوا منادر مثل سوق المَزاريب
بِالعُون يَعطوا منعتات الرساني

داللي مضايفهم سوات المَراجيب
ذباحة الفُرسان يُوم الكواني

باما بهم من كل ذيب ولد ذيب
يَسبوا عرب لَو هيَ بَعد الثَماني

واللي وَرانا قطعوهم شَناغيب
خانوا بعضهم خاينين الأَماني

اللي تخلوا يوم حَرب المَعاطيب
راياتهم عِندي شحار الصَواني

لا صار شقل الزلم مثل المَرابيب
اللي يكارى عن ربوعو عَواني

هَذا كَلام مثل عد الذَراهيب
غَنوا بهم يا راكبين المحاني

يا اللَه ياللي يقصدوك الطَواليب
يا ضابط حساب المَلا وَالكواني

يا خالق طُيور السَما وَالدَباديب
يا حي يا مَعود يا مرزقاني

يا للَه تَسمع مِن دُعا الناس وَتُجيب
بِجاه النَبي وَبِجاه سبَع المَثاني

تلمنا من عقب بَعد التَغاريب
وَتظهر سعدنا من الطَمس للبياني

إِنكَ كَريم وَقاصدك قَط ما يخيب
وَلا خاب عَبد لا جَنابك يعاني

وَاختم كَلامي بِالنبي لُوط وَشعيب
وَالسَيد الأَعظَم أَمام الزَماني

يَسمَح لَنا مِن حرَها وَاللَواهيب
وَيفكنا مِن عشرة التركواني


شبلي

الحمدان
08-19-2024, 11:34 PM
اللي سلاني مثل سلي الدهاني
حلو المَعاني بالهَوى مطرباني

جسمي انعلي من نواجيد غلي
يا ين هلي مايع الدَمع قاني

يا عين هلي مايع الدَمع هليه
قلبي مؤلم دايم الدُوم يحديه

همي إِذا شظوه عالحيد يضويه
ويثقل ظُهور مدبرات السواني

يا هم وشلك جُوز يا شين مني
دَعيتني مثل الهجين المسني

قال الغَرام اللي شَظاني ما كنى
في حب براق الرهاف اثماني

في حب براق النَحر عفت رُوحي
وَمزون عيني فوق خدي تسوحي

إِن كان يا مفتون تسمع وتوحي
جرحك عَميق يريد لَو مومياني

قلت الدَوا في ديرة الترك ما لقاه
أَيضاً وَلا يُوجد نهايا حلاياه

حلو المَعاني ما عغيره مشافاه
ما ينوجد له بالغرانيق ثاني

إن ما وجدتو ما وجدت الدَوالي
راعي الجعود السابلات الدَوالي

من فوق غيده متل عين الغَزالي
إِن طالعت بِأَرض الخَلا مودماني

هذا دَوالي لا بُد وَالتَقينا
وَراعيت مجدول الغَطارف وَزينه

وَاطري السَلام اللي بدابه حدينا
أَبرى لَو أَني بِالوجع من زَماني

أَبرى وَتبرى بِالمَراهم جُروحي
إِن شُفت أَنا مضنون عَين وَرُوحي

النَفس لا غفت جُفوني تَروحي
وَإِن نمت طَيفي من ثمانه سَقاني

أَما هجوعي مِن غَرامي قَليلي
ما غط جنح اللَيل مثل العَليلي

مَن شافَني يُوجس لَظايا شعبلي
مِن حر ناري ساحَتي ما يداني

من حر ناري يبعدوا عايديني
لَو يَسمعوا فَوق الوَسايد عَنيني

قالوا مهبل قلت عقلي رصيني
هذا غَرام وَما برأسي جناني

هذا غَرام وَواهج الوَجد يحديه
كُل ما كتمته جمرة الحُب تُبديه

مَضنون عَيني بِالمَلا من يُراعيه
عدة مَشاهد خاص حور الجناني

عدة مَشاهد مشهدة لا بدا بهِ
اللي مثل شهد الخَلايا رضابه

حلو السوالف مثل ربش الذوابة
من فُوق جيد الجافل التيتلاني

مِن فُوق زين البيض مَحفوظ زينو
اللي مثل بَدر الدَياجي جبينو

وَجهاً مكمل بِالبها عاج بينو
في آية الكُرسي وَسَبع المَثاني

في آية الكُرسي الغَضي دُوم مَحفوظ
مِن شر حاسود من الناس عاروض

المنحر الريان مشفي عَلى الروض
بِهِ طلع تين وبه زهر اقحواني

به طلع تين احمر حلمهم ذهوبي
سرده يميلها نسيم الهبوبي

مربوعة خمص الوسط وَالكعوبي
إِن شافَها اللي ما فتن قال أَماني

إِن شافَها اللي ما متن قال غابت
نَفسي ومني مُهجة القَلب ذابَت

يا حوبتي من نظرتي الرُوح لابت
بِالرَغم حادي المَوت صاح وَدَعاني

اشلي بمنظر ناعم الطَرف وَالعين
كُل لَمحة نيران بِالقَلب وَالعين

خلي عَشيقه يَمزج النوح بالعين
أَما بِها الَّذي اِبتَلاه اِبتَلاني

مِن نَظرَتي عَقلي من الراس طاشي
اللَه اِبتَلاني في هَواهُم يلاشي

خليتها وَبقيت عالدَرب ماشي
لَكن غَرامي عالمها في حداني

ناديت يا معشوقها دُونك إياه
اللَه يباركلك بصافي ثَناياه

بس الأَمان من الغَرام وَهَواياه
كلمتها تاب امنحيه الأَماني

كلمتها لكن غشاني ضياها
الشَمس تكسر ناظر اللي يراها

ثم اِنتَشيت العبقري من غذاها
وَشميت عُطر مسلكات القَناني

يا حلو لا تُنكر لبعدي وِدادي
يا عين حر الصيد حبت الهدادي

مهكوب ماني من غَرامي جَوادي
تسعين كي البعد عنك كَواني

يا زين يا حلو النبا وَالخدودي
يا سايل التسعة الحَنايا الجعودي

يا نافر البيض الصغار النهودي
مِن تحت طي الناعم الطيلساني

يا نافل الغيدا الشقاح الرواحي
يا ناعس السُود العُيون الطفاحي

يا سيد كل الغاويين الملاحي
يا حسن يوسف يا ظريف المعاني

يا خاص يا جني الطرد يا وليفي
يا هابط الصرح اللطيف النظيفي

بحيث إِن أَظهرت صافي غريفي
من بعد ما سرى وَغيط المباني

اليَوم سري معظم الشوق يبديه
وَمضمون قافي كل حين لغايبه

أَما كَلامي من يفسر معانيه
وَيوعي فُنون وَعاب جسمي وَشبنا

إِن كان عَن باهي جضمالك حجبنا
وَلم حنوطي بِالعجل وَالكفاني

وَلم حنوطي بالعجل للمماتي
من فرط وَجدي عاف جسمي حَياتي

هجرك غَريمي وَالنَوى يا شقاتي
شط المَزار وَحادي العيس باني

شط المَزار وَزاد قَلبي هيامي
مَشغوف وَناري مثل نار القيامي

إِن متت خطوا للمعطر سَلامي
بِالمسك وَالكافور وَالزعفَراني

بالمصطَفى اختم كَلاماً بديناه
يَشفَع لَنا يُوم الحَشر وَالمُناجاه

يَختم لَنا بِالخير يُوم المُوالاه
وَيفكنا من عشرة التركواني


شبلي

الحمدان
08-19-2024, 11:34 PM
غَنى المَعنى مِن فُؤاد مُوجع
دَمعي جَرى فَوق الخُدود قَناه

دَمعي جَرى عَالخَد وضح شهابو مِن النَوى
مِن هجر مَن قَلبي يَود هَواه

يا نار كَبدي كُل ما قول تَنطَفي
تُوجس بِقَلب المُستَهام لَظاه

يُوجس ضَميري المُستَهام زَفيرها
مثل نار تون القرطيان سَناه

مثل نار تون القرطيان بضمايري
وَقادها دايم يجيب غَذاه

وقادها ما كان يَرثي لحالتي
كُل ما برد حم اللَهيب ذَكاه

كُل ما برد حَمه يوازن لَهيبها
لا ما دَعت جسمي النَحيف هباه

لا ما دَعَت جسمي دَقايق ذفلها
كَلمتها يا نار ماش رجاه

كلمتها يا نار قرين واهجَعي
أَما تشفقي عاللي زَمان بَلاه

ما تشفقي عاللي مَفارق وَلا يَفو
اشلك بمهكوب الغَرام حَناه

حناني الهَوا وَالوَجد وَالشُوق وَالجَفا
وَبَعد الَّذي قَلبي يَوَد لقاه

بَعدي عَن رُبوع المُحبين هانني
دَعا ناظِري عَلى الخَد يذرف دماه

دَعا خاطِري مَكسور عَن ساير المَلا
ما حيلَتي شط المَزار وَتاه

ما حيلَتي يا ناس حارَت بَصيرَتي
ضعنا مثل رَهو دَليلو تاه

حالي الشبك عالكل مِنا وَصادَنا
وَلا مِن شَفيع القَلب يَترَجاه

وَلا مِن كَريم الناس ترجا مَواهبو
وَلا مِن رَحيم إِن كان رَجُل دَعاه

وَلا مِن حَليم إِن شاف محنة رَثى لَها
وَلا مِن شَئيم إِن كان رَجل نَخاه

وَلا مِن خَليل يفش همي إِذا طفح
وَلا مِن صَديق نتآنس وَياه

وَلا مشن شَفيع إِن رمت حاجة سَعى لَها
وَلا مِن وَديع إِن حب طال مَداه

سِوى القَرقره وَالمرمره في لغاتهم
وَهرجا شَنيعاً لا سمعت نَباه

هَرجاً شَنيعاً لا بِدُون بَلَفظه
مِن قَوم وَحشية شناع رَداه

اللَه بَلاني وَاِبتَلاني بقربهم
وَفراق أَهل العز يا وَيلاه

فرقة بِلاد اللي كَريمة نُفوسهم
وَصار العوض عَنهُم وُحوش فَلاه

صار العَوض عَن ذول غيده مَعطَرَه
عَبدة مصنة مشوها برياه

بدلتها مِن غير قَصدي وَخاطِري
وَعانَقتها أَربَع سِنين سِواه

عانَقتها بِفراش واحد وَذقتها
حطت بجسمي ميت داء وَداه

وَللحين عِندي في مَحلي مَقرها
وَمن شوفها سَعدي الظَلام غَشاه

من شوفها سَعدي عَزاني وَفاتني
وَشَرق عَلى حوران إِلى مَشحاه

وَاضحيت أَنا مَسلوب سَعدي وَراشدي
أَوقف بديران التراك بَلاه

أَوقف بِأَرض الترك من غَير خاطري
كَما طَير مَكسور الجَناح شَداه

كَما طَير مَكسور الجَناحين بِالخَلا
في بر مُوحش وَالوُحوش أَعداه

وَلا يَرتَجي مِن وَحش يرفق بحالتو
وَعداوتو من جده وَأَباه

وَمِن غَير هذي يَموت مِن لَوبة الظَما
لَو المَوت بِالمنوا بَغيت شَراه

خانَت بِنا الأَيام ما أَخبَث أَعمالها
وَخان الزَمان اللي غَدر ما رَداه

تاري الدَهر غرار غدار بِالفَتى
مَن آمنوا رايو وَعقلو تاه

مَن آمنوا لا بُد يَندم مِن البَلا
وَالدَهر لا خم النَطيح رَماه


شبلي

الحمدان
08-19-2024, 11:34 PM
أَبديت أَشرح في قَوافي أَلمعي
في بيات تطرب كُل عارف المعي

ما قال شبلي في قَوافي المعي
يعسر عَلى الشعار قافي لَو أنقرا

من حد قبرص للجزاير لا نَقرا
مِن كُل عارف لوذعياً مدعي

مِن بَعد ذا يا راكب اللي عالمنا
تشدا نَواعير المسهي عالمينا

فَوقه غلام اللي يودي علمنا
لا دار القريا سَريعاً بشرا

بقدوم من يَبغا المَنايا بِالشَرا
طُوبى لَك حَيثك قساور جامِعي

طُوبى لَك يا دار قنديلك ضوا
لَيثك وَثب يا عامرة بَعد أَن ضَوا

قالَت لفاهداج هل مَروي الظَوا
مي في سِنين الجَذب كَالعاصي جَرى

سُلطان حاتم طي مثلو ما جَرى
يَوم الوَغى يَشبَه شَبيب التَبعي

سُلطان رُكن بِلادنا قَبل وَبَعد
هَجروا ضَنا لفؤادنا لَما بَعد

من قبل دور جدودنا احكوا بَعد
من علم عن حر نبغ مثلو تَرى

ما ظنتي عازيهم عين تَرى
اسمو عاجسمو خالطوا لَما وعي

أَما علي سوم المَنايا منولا
في مَوقف الحرجات عمرو ما انولا

حريبهم ما ظن كاسب منولا
وليا اِعتَلى سرداً طَويلة مشمرا

زود عَلى حتى الرَشيد وَشمرا
شبلاً تعقب من غضنفر هيلعي

الضيغمي يَوم الكَريهة مُصطَفى
من قابلو بالكون كاسو ما اِصطَفى

سبُحانه الرَب الكَريم المُصطَفى
كُل واحد مِنهُم تعدو عَنتَرا

مابو زَلل عازيهم ما عين تَرى
قَبل وَبَعد من محدرا للمطلعي

نواف مع زيد النمورة يجلبوا
شبه القَساور عَالكَواسر يجلبوا

صح المثل إِن كان فَرخ يَج لبوه
كَم واحد عَالبُعد جابي بالذَرا

كُل من هوَ حَقلو بعقلو بذرا
المَرء يَحصد في مثل ما يزرَعي

علم اِنطَبَل أَحيا الجبل لَما ظَهَر
حيناً حمل عَفواً شمل شَد الظهر

زلم العَمل اشفوا الزمل دُون الظَهر
وَليا التقوا صدم الجَحافل مجهرا

وَليا التقوا مثل النُهور المجهَرا
وَلا يَنفقوا الشيمة بكثرة المطمعي

من بَعد ذا اطلب جَنابك يا بطل
حَيثك غَفور وَباب جودك ما بَطَل

غَض النَظر عنما سَدا مني بَطَل
لَولا التَفاوض مدحنا ما ينطَرا

يَهِبا الَّذي نَثر القَفا ما ينطرا
لَكن بَحر جُودك قُصوري وَاسعى


شبلي

الحمدان
08-19-2024, 11:35 PM
يا راكباً من فُوق نابي مضمر
حرا ولد حرا ضراب أَصيل

من ساس هجنا يقطعوا لدو والخلا
وَمشيوعلى طُول النَهار جفيل

من عقب مرباعو ثمانين ليلة
لا ما سنامو يا لغلام يميل

انسف شدادو فوق عالي غواربو
وكرب وساروا يا لغلام وشيل

خوؤ الخرج وَالميركة وماش غيرهن
وَزهاب من خاص الطعام قليل

دربك طَويل أَما هجينك يوصلك
شعيلان يسيق ثافبات الليل

لَولا زمامو يسبق الريح وَالقَطا
سيدوح مع مد البحور يسيل

عدك بعيطه يوم تعلا شداده
وَلا تظن انهم يلحقوه الخيل

بس أنت كون بيمة الدرب مخني
وَبالليل نومك لا يكون ثَقيل

حذراك من قضابة الشك بالخلا
تَرى إِنَّ دَربك يالغلام طَويل

اليا قفل عقب الثلاثة وَالأَربَعة
إِياك في حر السموم تقيل

يا طارِشي جُود كلاما افهمك
احفظ وَصاتي يالغلام وحيل

الأوله أَوصيك لا تأمَن الخَلا
خَلي عُيونك عَالطراف تجيل

وَبِالليل خلي الذاكري في مسامعك
تَرى السَمع لاضب الظَلام دَليل

ما دُون مما يقسم اللَه واقي
قوي جنانك لا تكون ذَليل

دركتكم للي يراعي زَوالكم
البين قَلبك وَالضَمير يخيل

مِن قسطموني مد عزك فراقها
نحر هجينك يا ولد تَقبيل

عقب أَربعا تَلفي ربوعا بجالنا
دَربك قَريب وَلا يريد دَليل

يا حيف يا صفر الشَوارب بانقره
مقيمين لا يطروا بيوم رحيل

سلم عليهم يالغلام جَميعهم
وَبلغ سَلامي لا تكون هَبيل

وَمِنها عَلى شاهر وَجاروم عاني
أَصحا تَقول إِن القناق طَويل

يا حيف عشيوخ الجبل في بلادنا
يعيش النمر مِنهُم فَريد ذَليل

سلم عليهم يالغلام جَميعهم
رَدد وَتَرحيب السَلام جَميل

عَلى يوزغاد الدَرب لازم تمرها
وَفيها سباع من الرِجال تَهيل

يا حيف يا سمر اللحى من شيوخنا
يروحوا فراط الحرص وَالتَهميل

سلم عليهم يالغلام جَميعهم
وَزهب ذَلولك يالغلام وَشيل

من عقب سبع أَيّام وَلا ثماني
تَلفي عَلى ذوك القُروم نَزيل

عِندَ السِباع اللي يَحنوا هجينتك
وَلا مِنهُم اللي بالطَعام بَخيل

خَصص حمد يشدا وَلد طي بِالكَرَم
وَخَلفة هَزيمة للبلاد دَليل

يا حيف يا ربعا يريعك حسابهم
وَلا مِنهُم اللي مِن الرِجال هَزيل

بني قيس يُوم الوَغى يَنطحوا العِدى
وَعزك عَليهُم لا لَفيت نَزيل

برباعهم ياما هفوا الحيل وَالرغث
وَبنا حجازي يدغثوه بهيل

وَليا لفت غتر المَواجيب وَاقحلت
وَانسر خزان القَمح بِالكيل

مِن دورهم ياما شبع كل جايع
في رغد وَلا في سنين محيل

يَعطوا سَلايل نعت شزب مقفلع
لَو الحَسود يقول هاي أَصيل

دَمعي عَلَيهُم خالطو دَم وَانهَمل
كُل حين مِن فَوق الخُدود يسيل

عَلَيهُم وَعاللي غيرهم مِن ربوعنا
ياللعجب وَالويل وَالتَهويل

وَعزي لقلب قَد تَجرع فراقهم
مَجروح مِن دُون القُلوب عَليل

وَزاد البَلا فرقة تَوالي ربوعنا
اللَه يرشد دَربهم تَسهيل

مِن غَير زَود الطين بَله ببعدهم
بِالليل تَسمَع للبنات عَويل

كُلأ ما حسبت النار يطفا لَهيبها
يَهب لَها جَوا الضُلوع شعيل

يا طارشي سلم عَلَيهم جَميعهم
وَرَدد سَلامي وَالضَمير دَليل

مِن قيسرية مد عالرحب وَالسعة
تارن دَربك يا لغلام طَويل

وَليا وَصَلت بديرة الترك أَذنا
وَبَعدين مرعش وَالطَريق وَصيل

عَلى ماردين دِيار بَكر بجالها
وَانخ هَجينك يا لغلام وَميل

وَمِنها عَلى الشَهبا العَرب في رُكونها
أَحكي وَلسانك لا يَكُون ثَقيل

حَماه وَحمص الشام لازم تَمرها
حَيي بِلاد الشام بِالتَبجيل

الفَيحا اللي تجذب الرُوح وَالحَشا
تَشفيك لَو انك مَريض عَليل

مِن طَلعة الميزان وَالنجم بِالسَما
مِن الشام نَحرها طُلوع سَهيل

دَربك عَلى نَحبها وَهك النَوابي
عَلى الجَعيدي عايمين السيل

يبديك حوران العذية بناظرك
تراعي هضابه مثل شكل النيل

الظَهر يُوم الشَمس في قبة السَما
مَلفاك أَخو شيخا الكَريم خَليل

نَعمين يا ذيب السَرى ياخو شيخا
خَطك عَلى كُل الخُطوط طَويل

نُوخ ذَلولك وَانسف الكُور جانبه
وَعدك بروضه لَو السِنين محيل

وَاللي خلافه مِن مَنادر بِلادنا
ما فيهم اللي للحمول يشيل

وَالعانة اللي ما لها نصاب كبها
الرَهو ما يَمشي بِغَير دَليل

سَيفا بليانصاب ما يَظهَر الحمر
لَو كانَ هِندياً شطير صَقيل

إِن راحَت كِبار القَوم راحَت صغارَها
لا بُد ما يغدي العَزيز ذَليل

نصحت وَأَبلَغت الكَلام بِنَصيحَتي
وَماني لعميان القُلوب دَليل

أَما كَلامي اليَوم مابو مَناصح
نَصحي تقدم يُوم قال وقيل

يَوم غَدَت مثل البصل روس وَاوبشت
وَتقلط اللي من الرِجال فَسيل

لعبوا بِها العميان لا ما تَهدمت
راجي عِمارَه من الرِجال ضَليل

وَكر حصينيها وَصادون ذيبها
وَصارَت مراغة عقبنا للفيل

وَلاني عَلى حُوران العَذبة مَشافي
وَلاني لَها بِالهَجس وَالتَعليل

مبلالي لحودا يطرب القَلب شوفهم
بيهم عِظام الغاليين ذَفيل

يَرتاح فكري لَو رَأَتهم نَواظِري
وَمِن غَيرِهم مالي وَزين عَديل

تَراني حشيم النَفس بَين الأَجانب
وَلا عمر نَفسي عَالزهيد تميل

لَو يشمتوا الحساد بَيننا وَيفرَحوا
الأَيّام يَعقبن الرَحيل نَزيل

الأَيام يَحبلن وَالأَيام يولدن
مثل الأناثي مِن القدار تَغيل

وَاختم كَلامي بِالصَلاة عَلى النَبي
يَشفَع لَنا مِن الهَول وَالتَنكيل


شبلي

الحمدان
08-19-2024, 11:35 PM
غنى الَّذي يَشكو من الهَجر وَالنَوى
وَدُموع عَيني عالمحادير ساكبه

مِن مُقلَتي عَالخَد قاني مسالها
عَلى عارضها وَضح من الهَم جانبه

عَلى عارضا وَضح شَهابو من الجَفا
وَمِن فَقَد من لا مستلا عن مشاربه

أَيا نار قَلبي كُلَّما قَول تَنطفي
يَهب لَها جَوا ضُلوعي لَهايبه

يشعل بكبد المُستَهام سَعيرها
وَنار الغَضا في مُهجَتي دُوم لاهبه

وَنار الغَضا غضت عَلى مُهجة الحَشا
وَبي علة من غَير ناري ملازبه

بي علة عيت عَلى الطب وَالدَوا
بَين المُعلق وَالحَشا وَالتَرايبة

بَين الحَشا وَالقَلب مدت شروشها
وَعالجتها أَما بلاها محاضبه

عالجتها تسعين لَيلة متممة
وَحار الطَبيب اللي اِعتَنى بي دَوايبه

حاضت عَلى ذر الدَوى مِن ركوبها
كبرت وَفتح به عُيون بَجوانبه

وَاعلتي وَاكبر هَمي وَبلَوتي
قياحة بمعلق القَلب ناشبه

قياحة يشلي وَلمها من الجَفا
وَلا بت عَلى قَلب الشجي وَأَبلاي بِهِ

وَلا ظنني لقمان يبري ولومها
وَلا كُل داء الطب يَقضي مواجبه

وَلا كُل داء الطب يَشفيه وَالدَوا
خُصوص الهَوا قتال ذباح صاحبه

جسمي ضَناه الهَم وَالشَوق وَالنَوى
مِن قَبل حين شفت أَنا الراس شايبه

عدي مثل عودا عَلى الداربارك
مَنحوز من شيل الحمول الصعابية

منحوزها كب خاوي الحيل والقوى
غارت عيونو وتقوص الرأس غاربه

فانوا هلوا وادعوه عَالمَرَح ظاوي
في بر موحش باتل الحيل هاكبه

خلوه جلد وَعادم النفع ثاوي
في زيزتا كترا مخيفه سباسبه

وَلا لو نواجد يَلحَق الظعن ماشي
يرزم عَلى ولف الصبا وَالحبايبه

وَحامَت عَلَيهِ الحايمات الجَوارح
عقب المعزة صار جلدو شطايبه

شاف الضَنا وَالمَوت بِالعين وَاِنحَنى
عَلى جنب حَتّى ينقد الطير حاجبه

وَلا مثل ثكلى حَزينة موجعة
تندب ولدها في لحود الترايبه

وَلا خلوج المَوت حاق بجنينها
وَترزم عَلى بوا تراعيه جانبه

ترزم عَلى بواً مصنع من النيا
وَرُوح الحَيا من قطعة شهور غايبه

قَلبي من الهجران تشدا وَصايفوا
دلواً بلي وَمكتكتات جَواذبه

وَدَمع البُعد يَكوي بيابي نواظري
عَن فَوق خدي دايم الدُوم ساربه

وَظَهري حَناه الهم وَالغَم وَالعَنا
وَشابَت مفارق لحيَتي وَالذَوايبة

كَأَني ابن تسعين جازي سنينها
مهكوب من كثر البلا وَالمصايبة

مَهكوب ثاوي غايب الرُشد وَالهَدا
مِن اللي جَرى وَالنَفس ذاقَت شَوايبه

إِن جيت اعد اللي مضى بي وَصابَني
مِن الأَحواب وَالتَشتيت بَين الأَجانبه

يعجز جمع حصر القَلم عن حسابها
وَلا ظَن يحصيها من الناس كاتبه

لا صار لي سبع حجج في بلادنا
أَدعي مثل لَوط النَبي في أَقاربه

وَاحذر اللي يفهموا موقع الغَضَب
أَيا قَوم جوزوا وَاحسبوا للعواقبه

أَيا قَوم رَب العَرش لازم يجازي
اخشوا الغَضَب اخشوا مَواقع مضاربه

يا قَوم ما دَرب الضَلالة منجيا
يا قَوم حضضتوا الحضر وَالعَرايبه

يا قَوم كُفوا عَن مَلا الناس شركم
راعوا حُقوق الجار وَيا الطَنايبه

يا قَوم ما هذي الطَرايق مخلصه
تَرى أَمركم يا قَوم أَخشو عَواقبه

يا قَوم طيعوني وَريعوا وَورعوا
وَعيشوا مثل أَهل الوَطَن بِالمطايبه

يا قَوم كفوا الشر وَاخشون بعضكم
وَخلوا كبار القَوم تَقبض جنايبه

يا قَوم لازم تندموا من فعالكم
هذا عملكم سم قتال شاربه

يا قَوم ضيعتوا المُروءة وَغَيرها
أَين الشهامة وَالشَرَف وَالمَراقبة

قَوماً طغوا لا بُد تخرب ديارهم
من ضل ما بقيت دَوارج عَواقبه

اللَه لَعن قَوماً عن الحَق طَنشوا
راعوا بكتب اللَه كتب المذاهبه

الكُل صموا بالقساوي وَجلمدوا
لا ما قضى رب المَخاليق واجبه

وَهَذا لي سنتين محبوس أَعاني
كثر المَصايب وَالبَلا وَالنكايبه

غَريباً عن الأَوطان أَشكو من النَوى
عَلى غَير جَدوى اجذبونا جلايبه


شبلي

الحمدان
08-20-2024, 12:00 AM
يا راكباً من عِندنا هيزعية
حراً لَها من خَمسة عوام حاله

تَهدى هداك اللَه خذلي رِسالَتي
مِن قسطموني مَد عَالشام حايله

يا راكبه جُود جديلة زمامها
تَراها مثل ربد النَعام الجَفايله

يا طارشي بَس أَنتَ جدي طَريقها
وَهِيَ مثل شاحوفة للي سايله

يا راكبه من عُقب عشرين ليلة
إِن جيت بر الشام نشد وَسايله

نشد عَن اللي يطرب البال شوفهم
اللي عَلى كسم الغَوا يسبل جَدايله

وَاشكي لمضنون الهَوى علة الجَوى
وَقلو دموعي فَوق خَدي جَدايله

يا طارشي بيضا رداحا مِن المَها
أَم الحلق أَم العُيون الذَبايله

ما ظن بر الشام حاوي مثالها
مهره رباعيه نَعت من كحايله

لَها وَجنة حَمرا لَها رَقبة المَها
لَها مبسم ريان تحت الغَلايله

لَها طُول غُصن البان لَو صفقو الهَوى
لَو شفتها حَطَت بِقَلبك غَلايله

لَها عَين حر الصَيد تَرمي نِبالها
وَالخَشم ضبان السُيوف الصَقايله

لَها مَطلع العُيوق غرة جَبينها
وَلا عَن حَصر تَوصيف جسما وَسقايله

لَها مبسم مَلموم ناهي مدور
أَلذ مِن شَهد الخَلايا مسايله

وَلي هم بركني مِن البُعد وَالجَفا
وَلا لي عَلى غَير الحَبايب مسايله

لَها كذلتاً ريش الربيدي مضمخا
عَلى مَطلَع العيوق تَرخي شَلايله

وَلي جَرح حَد السَيف في ضامر الحَشا
عَيا عَلى الحكماء ضبا يشلايله

لَها خال مِن بَعض الجَمالات وَالحسن
وَلهُ خال بعدو بَعد من دَق نايله

لي وَجد طافح يَحرق الصم وَالحَصى
لا صار ماني شوفة الولف نايله

لَها وَجه مثل البَدر بِالنُور وَالبَها
وَجبينها العيوق يرهج شَعايله

لي قَلب مثل الفَحم مِن شدة النَوى
مَحروق عا فَقد الحَبايب شَعايله

لَها صَدر لَوح رخام مَصقول بِالبَها
مَضموخ ينعش مثل رَوض النفايله

لي جسم مَضني عادم الحيل وَالقوى
وَإِن عاد دَهري العود مِنه نَفايله

لَها نهد مثل الطَلع مشفى عَلى البَدَن
عَالدوم صالي زارك الثَوب شايله

لي هَم مِن فَقد المُحبين ضامني
لَو أَني جبل ما ظنتي عاد شايله

لَها طُول غُصن البان لَو مال وَاِنثَنى
عَلى أَجنى شَيء مِن الهَبايب مايله

لي نَفس وَلهانة مِن البُعد وَالجَفا
إِلى اللقا وَالقُرب يا ناس مايله

بعدي عَن الأَوطان يا مُهجة الحَشا
لا تحسبوني يا حَبيبي رحايله

عيوا متعبين المحاكي وَجلمدوا
عَلى غَير قَصدي نَسفوا عَالرحايله

شلنا عَلى مظهورهم يا حبيبنا
وَفتنا على جهة مغرب شمايله

ما ظَن أَفارق منوة الرُوح وَالحَشا
مَضنون رُوح القَلب حُلو الشَمايله

فتنا الرياض اللي بِها ذبال المَها
لَكن أَتانا الدَهر صَوال عايله

رُحنا وَنار القَلب يَلظى لَهيبها
حِنا وَمعنا وقم ميتين عابله

نَزَلنا عِندَ مَن لا يَفهموا لُغة العَرَب
يا ريت ما كُنا عَلَيهُم نَزايله

وَجدي مقيم بديرة الشام بغيتي
يا حيف عيوق الثريا نَزايله

لَكن بِأَرض الشام فُتنا عقولنا
وَجينا عَلى أَرض المَعادي هبايله

ماسلاك أَنا يا مَنوة الرُوح وَالحَشا
لَو راح جسمي برد مثل الهَبايله

لَو راح جسمي في هَواهم تلذذي
نَفسي مِن الهجران وَالشَوق بايله

ضَناني الوَجد وَالهَم وَالغَم وَالنَوى
وَلا كانَ بَينا غامض البال بايله

إِن عشت أَنا مِن عُقب عيوقة الغَوا
يَبكون راح العُمر مِن غَير طايله

علواه لَو هِيَ بِالمَنايا وَليفنا
وَيكون لي عامنظرك يَد طايله

لاحظ أَنا مالي وَرزقي وَقنيتي
وَاعاشرك يا بو العُيون الذَبايله

وَأَقول لِلقَلب الحَزين الموجع
أَفرح بَعد ذاكَ الحُزن وَالذبايله

وَإِن كانَ تَم الهَجر وَالبُعد وَالجَفا
هَذي دُموعي فَوق خَدي رَسايله

مَن لامَني يَبلاه رَبي بِبلوتي
بسر النَبي المُصطَفى مَع رَسايله

صَلوا عَلى من شرف الأَرض ذكره
المُصطَفى المُختار سَيد القَبايله

يَفرج لَنا وَاللي هَفوا مِن ربوعنا
وَيَعود فينا عَالديار القَبايله


شبلي

الحمدان
08-20-2024, 12:00 AM
أَنا إِن طال ليلي وَاسمر النجم بِالسَما
لا بُد عَيني ما تَغيب نُجومَها

لا بُعد عَيني تَسهر اللَيل دايما
لَو طال ما يقضب وسنها جُفونها

طَرفي أَبى عَن لَذة النَوم حرما
يا لا يمين العَين بِاللَه اعذرونها

بِاللَه اعذروا دَمعي مِن العَين لاهمي
عَلى لحية وَضح مِن الضَيم لَونَها

جسمي عَلى كثر البَلاوي تهشما
وَعزي لِعَين دَمعها غرقونها

مالوم طَرف العين لَو يذرف الدَما
مِن جُور أَيام سقتنا غبونها

مِن جُور أَيام بِها الظُلم خَيما
عَلَينا وَغَيم الهَم حالك ركونها

وَعز الصَديق اللي رجونها عِندما
رَمَتنا لَيالي الفشر بِأَكبر شيونها

وَغلظ البَلاء عَلى المهاجر عَتما
وَلا مِن فَرج أَهل البَلا يَرتجونها

وَلا مِن فَرج يرجا سِوى اللَه يَرحما
وَاقفوا بِنا وَعيالنا صيحونها

وَاقفوا بِنا بِالخُون عامورد الظَما
عَلى غَير جادي طفالنا شتتونها

وَاسوا بنا ندعات من غَير مرحما
وَصرنا أَدب حوران لَما ولونها

صُرنا أَدب وَاحنا مثل ماء زمزما
خانوا بِنا بِالبُوق ما شيء دُونَها

يا للعجب كَيف المؤامن تَيغما
وَلا ذَنب سالف قبل ما يفهمونها

وَأَهل القَبايح وَالرذالة لربما
عفيوا لِأَن النَفس تَألف زبونها

خانوا أَمان اللَه بَعد أَن تختما
وَرَأي النَبي المُصطَفى ضيعونها

مَن آمن الغدار لا شَك يَندما
يَخسر وَتهمي مِن عيونو مزونها

وَمآمن عهود الربع عجلا تندما
يَأكل كفوفه عِندما يَخلفونها

لَو يَقسموا بِاللَه دينا معظما
يَهبوا مَواثيق الربع يَنكثونها

ما غَير وَرع هيه وَاحذر مِن العَما
وَاسمع كَلاما الخَلق جربونها

من مارس الأَيام أَضحى معلماً
وَمَن جَرب الأَشيا تَعلم فنونها

خُذها نَصيحة ما بِها غُش درهما
مِن اللي جَميع أُمورهم يَبخنونها

لاجوا سَوالفهم بفعلا تقدما
وَلذعاتهم مثل الذَهب نقدونها

إِن كُنت رَجل أَوصيك فَاعقل وَافهما
احذر مِن اللي كُل ديرة يَجونها

إِن نَزَلوا أَرضاً بِها الجُور خَيما
كُل الرَعايا مِن الظُلم نُورونها

مثل جَرب كانون للجسم يحطما
انشد رَعايا ديرة يَحكمونها

بَنيت مَجالسهم عَلى حُكم ظالما
بِلا الأَصفر الرَنان لا تدخلونها

لَو كُنت من ذرية الست فاطما
دَعوة بِلا بَرطيل ما يمسكونها

وَلا يرحموا المسكين لَو كانَ مسلما
إِلا بِرَشوة مسوكرة يَبعونها

لَو قُلت أَنا عيسى الشهيد ابن مريما
حُط المَصاري الهية يوزعونها

وَلا يَستَحوا مِن لَهجة الذم إِنَّما
ما يَعرفوا غَير الخمر يَشربونها

أَو جاق ظُلم الرَب مِن فَوق يقصما
أَما الأَماني وَالمروة عزونها

وَمِن يَدخلو لا شَك ظالم مثلما
جدوع نَبق وَغرستو يَلعنونها

عملوا الوَظايف للرذالات سلما
وَمِن كُل ملة ناس هُم قضد رقونها

يَأتي أَحدهم للمخاليق يَظلما
ضَمان كرم وَمدتو تعرفونها

حُوت البَحر وَمَن يُدانيه يلقما
يا وَيل مَن لَو دَعوة يقرضونها

بوطه مثل وَدنا بها اللَه اعلما
فَكأن رَعيان الحوش جمعونها

وَشلي بِهم اللَه يُشفق وبحلما
عَلَينا وَيلطف بِهِ ما شيء دونَها

يَظهر سَعدنا بَعد ما غاب وَاِنطَما
بِبلادهم مَولاي يَهدم رُكونها

وَيحسن خلاص الكُل رَبي وَيكرما
وَيَرحم ضعاف علمها في حدونها

مِن بَعد ذا راودت نَفسي المُتَيما
وَشاورت نَفسي وَاللَيالي عمونها

خانَت بِنا الأَيام تدهش وَتشلما
وَخانوا اللَيالي وَخان من يَأمنونها

الأَيام قَلابات تعدل وَتظلما
وَغش اللَيالي الشر غاشي رُكونها

الأَيا لا مالوا دَعوا الفَرز أَبكما
وَدُنياك لازم يَوم تخلف ظنونها

أَهل المثل قالوا كَلاماً مقدما
الأَيام لا عضت تمكن سنونها

وَدَهر الفَتى دُولاب بِالريح يبرما
وَالأَيام لا مالوا الصَفا يَسحنونها

يَدعو العَوالي بِالهضابات نايما
مِن عُقب ماروس العُلا يسكنونها

مِن بَعد ما كُنا سَلاطين بِالحَما
في ديرة كُل الخَلق يَبخنونها

جتنا لَيالي غتر شنعات مظلما
سقتنا مِن الصَبر قداح نقعونها

سَقَتنا قداح الصَبر مَمزوج بِالدما
وَقَلبي عَلى جَمر الغَضا نجضونها

يا مؤامن الأَيام ما ظَن تسلما
الأَيام ذموها الَّذي بخنونها

انظر إِلى الدُنيا إِذا كُنت تفهما
وَشُوف الليالي الحاضرة وَالمضونها

بَعض الأُمور تُريد فيها التحكما
وَبَعض الأُمور وَسومها عَلى خشومها

أَوقات تَسقي المَرء حَنظل وَعَلقما
وَبَعض الأَوقات توردو مِن عُيونها

إشن كُنت يا مَغرور تَعقل وَتعلما
راعي المُلوك السالفة دشرونها

وَغرت برسل اللي دَحا الأَرض وَالسَما
وَشافوا بَعض أَشيا عَلى غَير لونها

آدم رَماه إِبليس في مورد العَمى
وَخالف وَصايا اللَه بَعدان قرونها

وَثبت لبونا نُوح بِالصُحف وَالهَما
مِن كُل جنس سفينتو جوجونها

وَعاد اتلاه اللي له النار تضرما
كُل الصَنام بمدتو كسرونها

وَبَعدين ابن داود بِالحُكم تَمما
الجن وَطُيور السَما يَتبعونها

لبس عباته لِلعَصا تايوهما
وَترك عمار القُدس ما تممونها

وَموسى عَلى فرعون بِالفعل لزما
وَكُل العَجايب في عَصاه يَرونها

وَهامان لهرون كلم وَترجما
فَرعون رَب القبط ما تعبدونها

نكروا آلها ماليء الأَرض وَالسَما
يا للعجب كَيفَ الخَلق يَنكرونها

وَمِن بَعدها عيسى اِبن مَريم تَعصما
في مدتو كُل النَواحي بنونها

وَعمر بِلاد اللَه بِالعَدل مِثلَما
أَمر المَعاجز كُل ساعه يَرونها

الناس بِالمَهد اِستَراحَت عِندَما
الذئب مَع سرب الغَنَم سرحونها

وَمحمد المُختار للعلم عَمما
دينو بِحَد السَيف شيد رُكونها

ذولي بدين اللَه الناس كُلَّما
وَالأَنبياء الطغمات ما ينحصونها

يا ما طَوَت دُنياك مِن كُل مغرما
وَمِن كُل سُلطان الخَلق يَتبعونها

ما دام غَير اللَه عالخلق يحكما
كُل الخَلايق رحمتو يَرتجونها

يا اللَه بِجاه النَبي الكلما
المُصطَفى تَفرج بَواقي غبونها

يا رافع السَبعة الشداد المحكما
عَلى غَير عَمَد مِن الوَطا يَدعمونها

يا باسط الخرسا عَلى الماء حينما
رَدت الخَلايق وَالمَلا يَسكنونها

وَاثبتها بطواد شمخ مسنما
عَالأَرض تَعلو أَلف قامة ودونها

وَشجرتها وَالدوح ماد وَتبسما
وَاخضر مِن كُل النَواحي ركونها

وَأَينع ثمرها المُستَطاب المطعما
وَتخالفت بِالطَعم أَثمار كونها

وَتخالف النوار فيها المختما
بِأَشكال ما يحصر تَواصيف لَونَها

في كُل عام يغشيها القطر لا همي
وَتخضر مِن فَوق البَسيطة غصونها

تفرج لَنا يا خالق الكُل تلهما
وَتَعود بِاللي في الحيل غربونها

وَتحسن خَلاص اللي نفوهم مِن الحِمى
وَتَرحم ضعافاً عَالهفا وردونها

إِنكَ قَدير وَمالنا قَط مرحما
سِوى رَحمتك أَهل البلا يَرتجونها

وَاختم كَلامي بِالنَبي المعظما
يا وَيل قَوم سنتو خالفونها

يَختم لَنا بِالخَير يَوم التندما
المُصطَفى خَير البَرايا وَعونها


شبلي

الحمدان
08-20-2024, 12:00 AM
عَفا اللَه عَن قَلب خذا الهَم قسمه
وَنَفس أَبَت عَن مَطلب الناس زاهده

وَنَفس أَبَت تَسلا مَواطن وَليفها
ون القَا فيها عَلى غَير رايده

وَن القَضا فيها وَشطط مَزارها
عَلى بعد شاسع راع قَلبي فَدافده

وَزهقت عَلى فَقد المُحبين وَاِنزَوَت
وَضاق الفَضا وَالدَوح بيها مَنافده

وَضاق الفَضا وَالدَوح فيها مِن البَلا
وَحارَت وَمَجدول المَصايب مَوابده

وَاستنفرت مِن هَيكل الجسم عَالهفا
وَما عاد غَير المَوت عَيني تراصده

كلمتها يا نَفس قرين وَاهجعي
ترى اللَه باب المرحمه مِن عَوايده

تَرى اللَه لازم يَفرج الهَم وَالشَقا
يا نَفس صَبراً وَالقَدر مَن يعانده

يا بار يا مَعبود يا سامع الدُعا
بِالمُصطَفى المُختار تفرج شَدايده

بِالمصطَفى المُختاى تحسن خلاصنا
يا نَفس جُوزي وَاتركي الترك فايده

أَبت غَير حُب الجوح وَالنوح وَالبكا
مِن مقلتا قلقا مِن الدَمع بايده

مِن مقلتا قلقا حَزينة موجعة
عَلى فَقد مَن لا مستلا عَن مَوارده

عَلى فَقد مَن لا مستلا عَن جَمالهم
عُيوني عَلَيهم ساكبه الدَمع جايده

عُيوني بطول اللَيل لا تَألف الكَرى
لَو مهدولي فَرشَها وَالوسايده

مِن الجَفا كَني عَلى جَمر الغَضا
أَرعا الثريا وَالغفر وَالفَراقده

وَعَيني تراعيهم من الهَم ساهرة
كَما يسهر المكلوم وَالناس راقده

وَجسمي ضَناه الوَجد وَالشَوق وَالنَوا
وَنيران قَلبي دايم الدُوم واقده

أَيا علة بموسط القَلب وَالحَشا
أَشوفها يا ناس عَن قبل زايده

عالجتها بِالنار لاما واسيتها
وَصارَت محاورها مِن القيح بارده

أَبَت تقبل الطب الَّذي يوصفونه
وَراح الدَوا فيها عَلى غَير فايده

وَلا ظنتي لقمان يَشفي آلامها
وَلا كُل داء الطب يَقطَع موايده

وَلا كُل داء الطب يبريه وَالدَوا
وَلا يَنفع العاشق سِوى شوف رايده

وَلا يَنفَع القَلب المَشقا علاجه
لا صار مِن سنتين تَخت سنايده

لا صار من سنتين مشفي عَلى الضَنا
جسمي حواب البُعد صارَت مَصايده

دائي مِن الهجران لا شَك قاتلي
بِالرَغم لازم تخرج الرُوح صاعده

ما حيرَتي يالربع ضاقَت حظيرتي
وَعز الفرج وَالظَن خابَت مَواعده

وَاشفت عَلى جرف الهَلاك نفوسنا
وَباب الفرج الفين دجال راصده

من بعد ذا راودت نَفسي عَلى الجَفا
وَسار القَلم مِن فُوق مَصقول كاغده

يَشرَح عَلى ما حاق فينا من البَلا
وَيبدي غَرامي مثل جَمر المَواقده

يُبدي قَوافي مِن ضَميري جنيتها
جني الطرد مِن رُوس شمخ جرايده

سيرتها من ديرة الضيم وَالشَقا
عَلى مَتن قلاب الجَناحين ماده

عَلى مَتن قمريا رعابي مدرب
عَلى شيل طرس اللي مفارق ودايده

الا يا حمام الرسل خذلي تَحية
مَرقومة بِالخَط تحزن قَصايده

تمد مِن عندي عَلى الرَحب وَالسعة
مِن أَزمير خاب اللي مِن الناس قاصده

وَمِنها عَلى صاقص وَسيواس وَانتحي
وَعشي برودس حَيث دربك سنايده

وَاغدي عَلى قبرص بلاداً عذية
وَجبالها شمخ عَن الأَرض زايده

هود عَلى بَيروت وَاحذر من البطا
عَلى جلق الفَيا هَناء مَوارده

عَلى نقرة الشام العذية بلادنا
وَانحر جبل حُوران خَليك عامده

وَاحرص من الشاهين يا طير يخطفك
وَتروح تعبتنا عَلى غَير فايده

تَلفي عَلى الدار المهينة بعدنا
دارا أَشوف الدَهر هدم مصامده

وَاشكي لَها يا طَير عَني وَقُل لَها
أَيا دار مانتي عَلى المُحبين حاده

يا دار أَين اللي بَقوا انس ربعتك
يا حيف صابتهم عُيون الحَواسده

يا دار أَين اللي بقوا سور منعتك
وَكنتي بِهم في مَوطن العز مايده

يا دار ابن اللي عَلى الضد غلمتك
وَمضر فيها عَن جَميع الطَرايده

يا دار أَين اللي كَريمة طباعهم
ياما لَهُم بِالجود سابق عَوايده

أَين الَّذي كانوا يعزوا نَزيلهم
وَعز الدَخيل اليا لَفى الضَيم حاده

أَهلك هَفوا مِن دُون كُل الطَوايف
وَعَن دُون خَلق اللَه مالك شَرايده

البَعض ضمتهم لحود الدَوارس
وَراحوا مثل ما راح أَمس بجدايده

وَالبَعض زجوهم وَخانوا عُهودهم
في سجن مُظلم يصفط الرُوح وارده

وَالبَعض ساموهم رَهاين وَابعدوا
وَناسا عَلى سيناب يتووا قَلايده

بلعون أَشوفك لابسه الذل بَعدهم
ولا تَأنسي مَن جا مِن الناس قاصده

وَلا تَأنسي مَن جاك يَندب بساحتك
يا دار كنتي قبل عالكل سايده

يا دار كنتي بِالطنافس مفرشة
مِن الجُوخ وَالماهود الأَحمر مسانده

أَرى فَرشك نسج العَناكب مِن الجَفا
وَمَهدوم سُورك بَعدَما كان زايده

يا دار مِن بَعد القَناديل وَالغوا
مِن بَعد مانتي للخطاطير مايده

في ربعتك ياما هفي كُل حايل
سكر مَع الليمون مع ماء بارده

مِن الصُبح خطار الضحى ينحرونك
وَعِندَ العَصير تشوف صادر وَوارده

وَكنتي مَزار إِلى المَخاليق وَالمَلا
وَيصوطولك للمخاليق والده

ضيعه حصينه تكرمي الضيف لا لفي
وَيلطي بك المضيوم من شَر طارده

يَنفه وَلو يَطلب مِن البَدو وَالحَضَر
وَالتُرك ياما عوسجوا عَن مَقاصده

القَصد كنتي خاص كُل المَنازل
مثل العَرين وَيأمن الخَوف وافده

إِلى أَن غدر فينا الزَمان الَّذي سَطا
عَلَينا وَعَيب الدَهر ما كثر شَواهده

أَيا دار ما فتك لَك اللَه بخاطري
وَلا يَوم الا أَندبك في نَشايده

وَلا يَوم إِلا في أَفكاري أَخايلك
وَإِن نَمت كاني بربعك مشاهده

لَو خَيروني بديرة الترك وَالعرب
ما بَد لك وَاللَه عالقول شاهده

لِأَنك وَطن موروث عَالغيظ وَالرضى
وَحُب الوَطَن ماحي بنكر فَوايده

وَبك دفنت الغاليين من أَهلنا
وَحيي لذاك القَبر حيي شَواهده

وَبك زرعث الحُور وَالتين وَالعنب
ونافت عَلى عُود البلنزي جَرايده

وَبك بَنيت الدايرات بجوانبك
وَآمنت صرف الدَهر عَن كُل ماده

وَبِكَ بَنيت قُصور شمخ عَوالي
بِعقود مِن تَحت الأَساسات شاده

شَيدت بنيانك عَلى رغم حاسدك
وَلا كُنت أَسمَع فيكي قَول الحَواسده

وَاليَوم أَشوف البُوم يَصرَخ بجانبك
وَالقَراميل معششا في نَوافذه

رَمله فَلا تلقي وَريثاً يعاشرك
وَن جا نهار العيد مالك معايده

صرتي كَصيمه دُون كُل المَنازل
وَلا مِن وَريث يضمدك في رَفايده

أَيا دار أَين الكَيف وَالعز وَالرَخا
وَعوج المَناسف فَوقَها السَمن جامده

أَيا دار أَين الأُنس وَالونس لِلمَلا
أَينَ الَّذي كانوا الرفاقه جَنايده

يا دار كُنت العصر أَرعى بجوانبك
ديجان مِن كُل الملل دُوم وافده

يا دار أَين الخَيل كانَت مربطة
وركابها كانَت عَلى الزاد قاعده

يا دار أَين الكَيف وَالحَسَن وَالغنا
وَجلبة صياح الناس لِلجَو عاقده

يا دار ما تحصر تَواصيف منحتك
صَبراً جَميل عَلى الدَهر مَع مَنافده

السر بالسكان يا مَوطن النيا
لَو أَن حجارك وَالأَساسات صامده

لَونك مثل عاد الَّذي يوصفونها
قفرا بِلا سكان مِن غَير فايده

ردت عَلي الدار تَبكي مِن النَوى
وَتقسم ديان البُعد ما هُوَ برايده

وَلا عودوني مَوطن الهَجر وَالجَفا
وَلا كانَ ظَني الدَهر تبدا مكايده

وَلا كان ظَني الدَهر يَعزي بحبايبي
وَيخوننا بَعد الصَفا وَالمراودة

وَلا كان ظَني يَوم أَحرم وَصالهم
وَأَضحى عَليهم ذاهله اللب فاقده

يا لَوعَتي يا حَسرَتي يا مُصيبَتي
ما حيلَتي فَخ التقادير صايده

وَاللَه ما كان الفراق بخاطري
أَما الدَهر خوان هذي عَوايده

خان الدَهر غرار غدار بِالفَتى
مثل السَراب يَزول عَن وَجه طارده

أَنا إِن خَيروني بِالمَخاليق كُلَها
ما يُوم عَن حُب المُحبين حايده

ما يُوم قَلبي كان يَسلا وَلا يَفو
وَمرجاي باب اللَه ما خاب قاصده

وَإِن ما رجيت اليَوم أَرجاه باكر
واد جَرى لا بُد تَجري مَوارده

سيور ما تجلا وَيتغير الهَوا
وَيهب ريح مِن التَقادير بارده

وَيَأمر بجمع الكُل رَبي وَخالقي
وَنفرح بشوف الغاليين البعايده

وَنفرح بهم وَالغايبين جَميعهم
وَنشخص الفرقو مثل فَصل عايده

وَاختم كَلامي بِالصَلاة عَلى النَبي
المُصطَفى اللي يقصدوه النجايده

يَختم لَنا بِالخَير وَيلم شملنا
ويفكنا مِن بَين قَوم جَواحده


شبلي

الحمدان
08-20-2024, 12:01 AM
بَديت أَنظم قَصيدة مِن ضَميري
عَلى صَرف الزَمان الحاق بيا

وَهاج القَلب مِن جُور اللَيالي
كان بضامري جَمر الغَضيا

يا عَيني عاد هللي دَم صافي
حمر مِن فُوق وَجناتي قنيا

يا قَلبي لا تَلوم العَين تَبكي
تَبرد مُهجتي الدَمع السَخيا

يَرد القَلب أَنا مالوم دَعها
أَنا وَالعين في البَلوى سَويا

حَواسي الخَمس جضوا مِن البَلاوي
كَأَني شارب الصَهبا عَشيا

وَعقلي طاش مِن جُور اللَيالي
جَميع عظام جسمي منشظيا

يخامرني دَليلي كُل ساعة
يَقلي كَيف تَرضى بِها الزَريا

يَقلي كَيفَ تَرضى بِها الإِهانة
فَما هِيَ عادتك هَذي السَجيا

عُقب ما كُنت سُلطان البَوادي
عُقب ما كُنت قَيدوم الرَعيا

أَشوفك في بِلاد التُرك وَحدك
هَبيلي وَجاي عالديري لَفيا

تَوقف بِالسواق بدون خادم
هَبيلي وَجاي عالديري لَفيا

أَنا شوري عَليك إِن طعت شوري
أَشرب يا مهذب سم حَيا

تَرى مَوت الفَتى أَبرَد غَبينه
وَأَخير كَثير مِن العَيشه الرَديا

أَنا إِن طاوعت شوري هيك رَأيي
كَفاها شحشطا بَين البَريا

سلمها عَساها ما تعاود
تَراها وَنَفس يُونس بِالسَويا

إِذا عاش الفَتى الفين عاماً
لا بُد الدود ما يَأكل مَعيا

قُلت لَهُ كثير مَليح شورك
وَلكن طالبك تمهل عَليا

أَخاف إِن مُت أَن يَموت ثاري
وَمالي مَن يُطالب جيدنيا

غَبيني أَن يَضل الدين باقي
على رِقاب الرِجال المستحيا

وَلَولا طمعتي سد الدَعاوي
لَكان المَوت ما يصعب عَليّ

حَياتي في ديار الترك مَوت
وَمَوتي في دِيار العز غَيا

رَجائي في ال العَرش عاجل
وَيَجمَع شَملنا رَب البَريه

عَلي يا بار لا تقطع رَجانا
بِجاه المُصطَفى الهادي صَفيا

بِجاه الأَربعة ويا الثلاثة
وَباقي العدة الجمله الرضيا

بِجاه التابعين واللي تلوهم
دعاة الكَون مِن دور العليا

بِجاه الراشدين من الخلايق
رضوا الجبار بنفوس أَبيه

تخلصنا من ديار الغرايب
وَتجمع شملنا جملة سويا

وَتجبر خاطر القَوم اليتامى
وَتسمح عن بلانا والخطية

عبيدك ما لهم ملجأ سواك
قَطايع في بلاد البربريا

ارحم يا اله العرش قَوماً
غَدوا بعيالهم راحوا هفيا

وَمِن غَير القَدر ما ضل حيله
تساعدنا عَلى هذي البليا

رَجانا في صفي اللَه دايم
الراعي جيد ما ينسى رعيه

وَلا بُد الحَزينة ما تزغرت
وَتفرح عقب ما هي مسنئيا

وَتلبس فَوق صدرا عقد جَوهر
تَراكي وَالخزاري مذهبيا

وَتلبس مسح ديباج مكمل
يَجي لَها مِن الخديوي هديا

وَتبرز مثل شمس الظهر ترفل
لَها وَجَنات حمر مورديا

نُهوداً مثل تفاح الجناين
وَصَدراً مثل ريضان القَنيا

وَعنقا مثل عنق الريم وَاحلا
وَريقا مثل قفران الخليا

وَخشما مثل ضبان المصقل
بياض جَبينها زبده طَريا

وَشعرا مثل لَون العَبد حالك
مجدع فَوقَها مثل الحَنيا

وَعينا مثل عين الريم جافل
حَواجبها أَساور ملتويا

وَدورة وَجهها يَدر المكمل
قَمر نيسان زاهي في ضويا

وَقاما مثل عود البان وَاحسن
إِذا هب الهَوا مالت سويا

عَروسة شعر من دور الصحابه
وَكُل الناس فيها معتنيا

وَفيها تغزلوا الشعار جمله
بِأَيام الكُفر وَالجاهليه

وَجتني مثل خشف الريم ترفل
بروايح مسك فاحت عنبريا

وَقالت لي حَرام تَشوف زولي
وَحَرام عليك خدي وَالمحيا

وَحرام تشوف تُفاح الجناين
وَحرام تضمني بنومه هنيه

مازال الثار ما تيسر سدادو
شوف بلادكم حارم علي

فقلت لها الا يا زهر قري
أَنا رجلك أَنا ذيب الشليا

وَإِن قدرنا اله العرش لازم
نُطالب بِالديون المهتفية

وناخذ بدل راس الرجل عشرة
وناخذ بدل راس الشيخ ميه

ونفعل مثل أَبو ليلى المهلهل
بعون اللَه خلاق البرية

أَنا حارم علي شوف زولك
مزال الدَهر منطينا قفيا

أَنا ماريد قبل استد شوفك
وَلو كُنتي مثل شمس المضيا

تعالوا نشوف حاجي ما علينا
تراجع قصتي من الاَوليا

ولدنا في بلاد العز جملة
وربينا عَلى الشهامة وَالحمية

لنا بيات صانوا العرض فيها
بفعايل حاتمية وَعنترية

وَقبل جدودنا مَضوا إهانة
بحروب اللجا وَيوم القريا

وَنحنا بعدهم شفنا عجايب
هوال تشيب الطفل الصبيا

وَقايع مثل قراصه وَسواها
وَحرايب مع عشاير مكتفيه

وَكُنا عال عَلى كُل الطَوايف
بَني مَعروف ما هيي غبية

إِلى أَنو إله العرش قدر
ظَهر ما بيننا فيئه رديه

وَصاروا يدجلوا بَين القَرايا
وَسموا حالهم بالعاميه

وَشدوا للفساد خيول ضمر
حَمير وَكدش ركبوها سويه

وَصاروا يَنهبوا هدا وَهَذا
حَتّى قوموا كُل البرية

مِن دَرعا لحد انخل ودوما
صاروا يَأخذوا منها الجزيه

عَداوي عالدناوي وَالوطاوي
يلموا جلود من شان الفريه

وَدقوا ختوم ما يحصى عددها
شلل حلوز مشكوكة سويه

وَعملوا المزر مكمن للفسادي
حتى شرهم عم البريه

وَطش الخضر وَالمهدي وَراحوا
وَلحقهم ابن ياسر مقتفيا

وكبوا شرهم عَالشيخ وحدو
وَقالوا الشيخ ما هوَ من السميا

وَصاروا يحقروا كُل الأَودام
وَحطوا بكل ضيعة جنكجيه

إِلى أَن الخَلق عافَت لحاها
وَصارَت تَطلب الدَولة العليه

وَقالوا اليقتلو السبع المجنزر
أَخير مِن اليموت بسم حيا

كَفاها بهدلي من هالمهامل
خلي الذيب يعدي بها لشليا

عفوها عساها ما تعاود
وَلو أَنَّها جناين مستويا

يَوم أَنو غضب رَب البَرايا
وَمد الناس عرم منتليا

قام الشيخ قفطان المسمى
عا دَرب الشام عمل محافظيا

أَخذ زاعور وَالجهال جملة
وَراحوا صَوب شقرا وَالقنيا

عَلى المقداد قال الدَرب ودي
أَتوّ بكم وَحلفكم سَويا

أَثاري الكَلب ما يطهر لَو أَنو
تَغسل في أَلف قنطار ميا

إِلى أَجل السَبب في قَفل مارق
لِأَهل كحيل عا دَرب الخفيه

تعارضهم زاعور المسمى
اجت زينب عَلى بالو الرديا

أَهل القفل حاموا عن نَفسهم
وَصارَت بَينَهُم عركة قوية

قتل زاعور مِنهُم شَخص واحد
وَهم قتلوا إِلى الحَمرا العَبيا

أثاري في قفل لأهل صَلخَد
مغرب في طَواحين الزوية

رجع عا كحيل دربو بِالسلامة
أَثاري كحيل فيها حربجيا

صارَت معركة عا لقفل فيها
انجرح فيها المدعبل بالشذيا

أَهل صلخد عا أَهل كحيل مالوا
وَخلوا دمهم جاري قَنيا

وَيُوجد من أَهل نجران مارق
قفل طحان روح من عشيه

مرق من عند داعل كان دربو
أَثاري أَهل داعل منتخيا

صارَت بَينَهُم عركة مهوله
اِنجَرَح شَخصين فيها نَصرويا

أَهل نجران مدوا الصَوت عاجل
وَصاروا كل مَن يَنخي خَويا

وَفي نَجران صار جُموع جملة
من وَلغا لحد الهارمية

وَصمم رأيَهُم ضَرب الحراكي
فَقَد شبان مِنا عَنتريا

فراط الحرص راحوا يا أَسفنا
عَلَيهُم مِن ضَياع الخَمعيا

حرقوا للحراك وَيغموها
وَلا خلوا فراش وَلا غطيا

وَصار النَهب في كُل القَرايا
كَأَنا في زَمان الجاهلية

كَأَن الخَلق ما الهاش راعي
وَكَأَنّضها سلمت لينا البَرية

خَسرتا في سببها ما كسبنا
يَخيب شورهم رَب البَرية

عُقب النَهب حطوا النار فيها
غَدا دُخانَها لِلجَو فَيا

وَلا خلوا أَبواب وَلا سَكاكر
وَلا خلوا الواح وَلا رحيا

غضب رَب السَما سلط عَليهم
قَصمهم مثل قَوم التَبعية

صاحوا صَوت حَرب اللَه أَكبر
بَني الإِسلام مِن كُل النحيا

عَرب وَشوام وَكراد وَشراكس
مِن حَد الكَرَك للناصريا

مِن اِستانبول جابون العراضي
وَجابوا المفرزة وَالطبجيا

وَصاروا يجمعوا من كل ديري
ولإي شمسكين عملوا مكمنيا

وَنحنا كُل هالشغل قايم
وَفي ما بَيننا خَلفه قَويه

كُل يَومين جَمعيه بضيعه
يَقولوا لي يا شبلي حط ديا

جَمع بو حمد سَعيد كُل القَرايا
وَعرض لعين براق الثَنيا

إِذا ما كان مؤدا الرجل شندي
عَشر آلاف من غَير العَبيا

لا فَرشهم مثل أَهل البثيني
وَادعي كُل نَعجة بيد ميا

بِلا أَسا الوَحا لا يا جَماعة
عَرض الدير عَلى رايح سَبيا

جردها من قَعيص وَمقاعص
لِصَلخد لا ملح وَالخالديا

وَزحف فيهم عَلى الغُوطه شَمالاً
وَعمر بيت أَهل الدير عَليا

وَخطط مثل ميدان الكلابي
وَزكوها بقتل العسكريا

خربوا لدير علي لِأَسد لَيلة
وَصارَت كوم مثلي السالميا

رَجعنا للعساكر وَالعراضي
مَشوا مثل البُحور الزاخريا

من شمسكين عابصر الحريري
وَطلب من شيخنا قفطان مية

طلب منو بدال المي بدي
مجيديات بيض منقديا

خلق اللَه عمت ربك طَغاها
وَشافوا الفيل مثل البرغشيا

وَظل الجَيش زاحف عاطعارا
وَعَلى نَجران شعلها عشية

وَصارَت بِأَرض قراصة مَعارك
لَكن الطين ما يَهدي صَويا

وَثاني يَوم شالوا عالسويده
جَراد وَجاي من نَجد العذية

يُومن صار بِأَرض السجن مارق
وَبِالمجدل شُيوخ العامية

قالوا وين راحون الزغابا
وَصاحوا وين راحوا الضيغميا

عَلَيهُم ما بقي بدهاش وقفه
اليُوم السُوق في بَيع وَشريا

وَصارَت معركة صدق مهولة
عَجيبة مثل يُوم القادسيا

بقي حس البنادق والمَدافع
رعود وَقاصفه تَسمع دَويه

صَلاة الظُهر كان الجنك قايم
وَغابَت شَمسَها عَالحربجيا

وَكُل اللَيل وَالبارود يدوي
مثل رف القَطا تَسمَع نَغيا

فَكَم مِن خفرة باتَت وَحيدة
وَكَم شبأ فَقَد خياً وَبيا

قلاع الجف بات الجَيش فيها
وَأَين راحوا الرجال أَهل الحَميه

أَين اليذكروا حكى المقاعد
رَجاجيل الدروز المستحيا

تَرى أَن السَيف مَهما كانَ ماضي
بِغَير نصاب ما لو قاطعيا

يا أَسفي عَلى هاني وَمثلو
شَباب أَسود رَضعت مِن لبيا

وَكسرت ما لَها رَدأد شيله
نار وفوقها كبون ميا

وَشال الجَيش مِنها عَالسويده
وَنزل في قَلب حوران العَذية

وَرحرح مثل سَبع احجوج وَاكثر
حَول البَيت وَالكَعبة الرَضية

وَصاروا يَطلبوا مِن الناس ذخراً
تَرى البرغوث ما يَحمل وقيا

هاتوا شَعير لا خَيل الصَواري
وَبدهم تبن خيل الطَبجيا

حطب بكير هاتوا للعساكر
وَللضباط فحم الصُبح هَيا

وُمُشرف كُل يَوم السَوط بيدو
وَسَليم آغا يَدل الضابطيا

وَحسني مستشار الميم باشي
يدلو مثل جربوع الخليا

لا ما ملوا الحبوس من السويده
وَتسمع لارغاهم وَالعوية

مِن غَير المصاخة وَالحقارة
العصاي بفلس عالذنب الطريا

وَدارَت بالجبل كُل العَساكر
وَقبضوا اللي اشتهوه من السمية

وَزجوا الكُل في حَبس السويده
وَصاروا بحالة ما هي رَضية

وَذاقوا النكر فيها وَالعَذاب
بقي للجو تَسمع لا رَغيا

وَمِنها رَبَطونا بِالحِبال
وَكتونا عَلى الفَيحا سَوية

وَصاروا يكحشوا الشَباب مِنا
وَهيدا كيت تسمع لَو نَغيا

خَمس أَيام مِن حَبس السويده
إِلى ذنون وَحنا بِها البَليا

وَسادس يَوم عيد اللَه وَأَكبر
كَأَنا في مُنى يَوم الضَحية

لَقينا أَهل جلق صافينا
مِن الكسوة لحد الصالحية

مِنهُم يَضربونا بِالحجارة
وَمِنهُم طرحونا بِالعصيا

وَمِنهُم يَضربونا بِالخَناجر
بَقي مِنا الدَم سايل شَليا

نَهار مِن الصُبح وَحنا نشالش
إِلى أَنو ظهر نجم الثريا

فَقد ستين مِنا في سببهم
وَاللي حي غرقان بدميا

وَصَلنا عَالحبوس وَسرطونا
شَباب ملاح راحوا عسكريه

مِنا صار في رودس مؤبد
وَمِنا في بلاد المنتحيه

عَجيبي كَيف تلينا المَطارح
وَضاق بوجهنا الدُنيا الفضيه

وَصارَت عقبنا عَالناس ثَقلة
ما عاد الخي يوعا عا خَويا

عدد ميات في حبس السويده
وحبوس النَواحي منتليا

وَنحنا هُون أَودعنا الكَلامي
وَسافرنا عَلى بلاد الهَفيا

وَاللي غيرنا ينظم قصيدة
يخبر عَن وَقايع مجتلية

وَاختم بِالصَلاة عَلى شَفيعي
حَبيبي دُون خَلق اللَه صَفيا


شبلي

الحمدان
08-20-2024, 12:01 AM
ياما لِقَلب راع وَاِرتاع بِالنيا
وَياما لَعين قَد غَشاها همالها

أَعيت عَلى صَبري تَراكُم غبونها
فَاستنجد اللَه خالقي عَن همالها

دائي هذيذي وَاللَواحظ لَواحظي
وَلا راحَةَ بِالفكر عَنها وَلا لَها

حيناً تُناجيني لسلوان خاطري
وَحيناً فلا سلوان عَنها ولا لَها

سطرت بدموع العَين مقالتي
سطرتها باك بدمع محالها

اسكن هيامات الوَجد في ضمايري
فَتثور جاشات الصَدر من محالها

لَما نظرت البيك ثاوي عَلى القَفا
وَاتذكر أَوصاف العَوايد كمالها

موثوق بحبال المنية طريحها
أَيا حَيف تذوي هيبة في كمالها

أَيا حيف مِن بَعد النياشين واللوا
كانَت عَلى ذاك المحيا اقبالها

وَيا حيف مِن بَعد الشَوامخ وَشيدها
وَاليَوم يَمسي في ضَريح قبالها

يا حيف شبل اللَيف يَثوى عَلى الثَرى
عز العشيرة يُمسي في ضَريح قبالها

يا حيف شبل اللَيث يَثوى على الثَرى
عز العَشيرة إِن تعذر مشالها

فَما حالة إِلا بعزم يحيلها
وَما عسرة إِلا سَريعاً مَشى لَها

زمام القَضايا في يَديهِ جَميعها
إِن راد عدلها وَإِن راد امالها

فَمن بعد ذاكَ المَجد اللحد يضمه
تَباً عَلى الدُنيا وَخيبة آمالها

أَلا يا بنات الحَي حدون وَاندبن
عَلى طَلعة بَين لَها ما رَثى لَها

أَنا إِن ما بَكَت عَيني لَها وَرثيتها
فَما حاضراً إِلا وَباك رثي لها

أَيا زائرين الدار أَول وصولكم
يا أَهل المَودة سايلوا الدار مالها

لَو إِن شبلي يلتقي في ربوعها
لَو بِالفدا وَيكون قَد راحَ مالها

وَلا غابَ عَنها مَن بَناها وَعزها
وَما كربة إِلا بَدا وَانتخي لَها

أَيا سَيد العليا وَأَباها وَجدها
وَأَنتَ ذو القُربى لَها وَأَنتَ خالها

وَلا غابَ عَنها مِن صَباح يَجولها
مِن شَرقِها لغربها لشمالها

سياد ميادا عَلى الكَيف وَالصَفا
يَتخطر الميلاء يَمين وَشمالها

وَاليَوم يحيى ذكر من سار وارتحل
إِلى رَحمة الرَحمن يَسكن ظلالها

تَنحى عَن الأَوطان بِأَمر المهيمن
وَبَعد عَن الدُنيا وَفارق ظلالها

وَاليَوم يَحيى بك بِاليد وَالثَنا
مِن بَعد أَبا مَحمود يَكفي حمالها

عزٌّ لدار العز سوراً يحيطها
والعَون جاري في تعادل حمالها

يابو حسن حكم القدر مالك البَشر
كاس يَطوف عَلى الدُنيا وَعالها

أَين المُلوك وَأَين فلت جيوشهم
أَين القُصور وَأَين راحَت مظالها

إِذا رادَ رَب العَرش أَمراً محكماً
مَن ذا يُعارض قُدرة في جلالها

فَما ضيقة إِلا ومفرج يزيلها
وَلا ظلمة إِلا وَمشرق جلالها

بَدنيا تَرتبنا بِها كَالقوافل
ناساً تَحُط وَناس شالَت جمالها

تُبدي حلاوتها وَتَسقي مَرارها
عَلى الحَي مثل الظل يَذهب جمالها


شبلي

الحمدان
08-20-2024, 12:02 AM
الأَلف أَلفت القَوافي الوَفها
أَلفية لكل بَيت حروفها

تَجني مِن أَغصان المَعاني قطوفها
فَطابَت لِمَن يَشرَب مَعاني صروفها

وَهَيهات يَسلك مَع جهول فنون
البا بليت بمحنة فاض كيلها

بديار تلسع كَالعقارب نزيلها
كُل ما رجوت نفوذها طال ذيابها

فَذي علة ما لا دواء يزيلها
سِوى الرَحيل مِن دِيار خئون

التا تجنب عن غُرور وَحاسد
وَمَن كانَ شَره العَين كَذاب فاسد

لا تَركنن لِمَن كَثعبان راصد
يَعهد بأقسام ليبلغ مَقاصد

وَما ضَر مَن كانَ يَخون يَخون
الثالثا ثَلاث عدمتها وَاشتهيتها

فَالأَوله عَشرة لَبيب هويتها
وَجماعة بيض الثَنا ذاع صيتها

وَدارا بعالي مَوقع لو بَنيتها
ينعش هَواها وَالرِياح سكون

الجيم جار السُوء داء وَنظره
فَخُذ كُل يَوم الحَذَر مِن ضَره

إِذا كان مبتدلاً عَن الخَير شَره
فَمَن تحذر عَن دَواليب غَدره

حَكيم وَإِن الأَمن فيهِ جُنون
الحاء حللت عِندَ قَوم تَملقوا

مِن الصِبا حَتّى عَلى الشَيب يَعشقوا
فَبزعمهم راجين لِلّه يَتقوا

إِذا كان حاضر قولهم لَيسَ يصدق
فوعودهم كَيفَ تُوفي دُيون

الخاء خَفايا الناس لِلّه ديرها
وَهوَ عالم بكل حال بصيرها

وَمحصي جَميع الكائِنات بسيرها
وَمبدل الحالات حالا بغيرها

وَمرتفع يَعنو لديه وَدون
الدال داري الدَهر وَانظر لحاله

وَاصبر ولَو يَعسر عَليك احتماله
فَكَم سَليم لَم يَطب فيهِ فاله

وَكَم لَئيم نال فيه آماله
فَذا عاش مغبوطاً وَذاك يَهون

الذال ذر عنكَ التمام لإنَّما
مَن وَافق الإِثنين يَنعد منهما

يدرون ما شان الملامة لكنما
لا يخجلون من الرذايل كَأَنما

لَهُم مِن زجاج أَوجه وَعُيون
الراء ربيت بَين قَومين منذلي

مِن العُمر عشر سنين ما طعت عذلي
وحَديث قَوم قَد غَووا ما لذ لي

وَلي قَلب لا يَخلو حذارا يهذلي
بِأَني إِلى الواشين مالي رُكون

الزاي زر إِلى مَن تَود وفوده
خل أَمين صادقات عُهوده

لَكن لمتصل الخَنا مِن جُدوده
أَتَرضى بِهَذا عايد وَتعوده

وَهوَ شيصبان مثل ذاك لجون
السين سري عز ما أَنا بائح

بِهِ وَلم يَعرفه مهذار فاضح
وَمسرتي شهم أَخو الفَضل صالح

وَإِذا رَأَيت تُيوس يَوماً تناطح
أَحيد وَلا لي للنطاح قُرون

الشين شرس نفسه لَم يناجها
إِلّا بأَدناس غدت مِن مزاجها

فَلا نجح يرجي بَعد طُول عِلاجها
وَذر يابساً مِن شجرة وَاعوجاجها

وَلكنما قَد تَستقيم غُصون
الصاد صن للعرض عَما يمسه

وَلَيسَ كَمَن بِالشين وَالعَيب درسه
إِذا عينوا الأَعراس كُل يَوم عرسه

وَعرضه لَم يسلم وَلا مِنهُ نَفسه
فَأَعراض باقي الناس كَيفَ يَصون

الضاد ضاع الحسن مَع غَير أَهلِهِ
فَندامة لَم تَجدي نَفعاً وَعذله

بِلا رَيب مادين الفَتى مثل فعله
وَكُل مِن الأَشكال يَهوى لشكله

متوافقون لكل خل زبون
الطاء طلق بابلا وَديارها

مِن خَوف يَأتيك الخَنا مِن جدارها
يا راغباً ما راحتك في قرارها

لا تطمئن بحية أَنت جارها
وَعَلى القَذى أَني تغض جُفون

الظا ظُنون ظَنيتها وَهِيَ خائِبا
وَسَهمي أَخطأ وَما كانَ صائِبا

وَأَبى زَماني أَن أَنال المآربا
وَجرب قبيل الود إِن التجاربا

محك وَلا تخدعك قط ظنون
العَين عُمري ضاع كَالطَيف مهملا

في بُقعة قد خلتها خارج المَلا
وَخاب الَّذي كُنت فيهِ مؤملا

نعم إِن جسمي طاف في واسع الفَلا
وَلَكن رُوحي غَيبتها سُجون

الغين غَيث لِمَن أَتَته غَوائل
وَأَكرَم فَقيراً كانَ أَو جاء سائل

لا غرو إِن العُمر كَالظل زائل
وَلا تَقول فُلان ذو بَأس طائل

سيأتيهِ مِن بَعد الحَياة مَنون
الفا فَلا عُذراً لِمَن كانَ دابه

طرق الضَلال في مَشيبه وَشَبابه
عَين وَقَلب ميله وَانصبابه

وَقواه زال وَلم يَزَل اِرتِكابه
سَيضمه يَوم النُشور اتون

القاف قَلبي ما واعتل خاطري
مِن مُزعج قَد كان يَفشي سَرائري

أَهوى النَوى كَي لا أَراه بِناظري
لَكن أَلوم العَين وَالصَبر ساتري

وَقتاً وَتطوى في الفؤاد غبون
الكاف كَم عانيت في الدَهر علة

كَجميل حسن عاري الجسم قلة
وَقَبيح فعل يكتسي الخزحله

وَكَم مِن شُجاع عاش فيها بذلة
وَكَم بِالبَسالة يدعون عفون

اللام لَولا قل مال وَعائز
لا فعل لما أَرضاه لِلنَفس جائز

أَسفى عَلى عمر بهِ لَست فائز
أَمضيه بكراهه غَير حائز

إِلا اكتلاف وَاكتراث شجون
الميم منصور نشاها عَلى الهجا

يَعني بِها ما جال بِالفكر لا هجا
يَرجو مِن أَبناء الذكا أَولي الحجا

إِذا كانَ فيها عَن الأُصول تعرجا
عذر يغط عَن القُصور شفون

النون نفر كُل يَوم سراحة
يَقضونه ما بَين سَطح وَساحة

كَجماعة يَرضون بجوع وَراحة
وَيدعون سفها كُل قبح ملاحة

وَتنسيهم العَرض المَصون بطون
الها هذيذي لَيسَ لي دار في الوَرى

مِن بَعد أَيام الشَبيبه وَما وَرى
شَيب يَلوح بِعارض المَرء منذرا

وَيَتلوه مَوت عِندَما حانَ مذعرا
لَم يَفتدي فيهِ صَديق حَنون

الواو وَكُل مِن وَهبنا حَياتنا
إِلهاً غَيوراً فيهِ نَرجو ثَباتنا

قَديراً مجيراً عَوننا وَنجاتنا
حَكيماً عَليماً حاضر في صلاتنا

سَميع مُجيب بَينَ كاف وَنُون
لام أَلف لا تَسكن بِلاداً وَبيلة

تَقضي بِها حَتماً حَياة ذَليلة
وَنَفسك تَبقي ما حييت عليلة

وَفيها تَرى في كُل يَوم قَبيلة
تذيقك ما عَنهُ المراء يَهون

اليا يا رب البَرايا وَما لَها
يا عالماً كُل الخَفايا وَحالها

أَرجوك رَأَفة عزة في جلالها
تَغفر خَطايا من نشاها وَقالها
يا قائل للشيء كُن فَيَكون


شبلي

الحمدان
08-20-2024, 12:02 AM
يا مُعتلي مِن فُوق صَهوة عبيان
أَدهم رُجوع الرأس سرجو يماني

مضمر سَريع الجري بالكون لَو شان
مخبا لحزات اللقا من زَماني

خُذ لي كِتابي لعمدة جَبل حُوران
مَناصب عربي وَعرمان كُل العَياني

ميل عَلى دار شبلي بك بديوان
حي وعزي أَهلها عَن لِساني

قُلهم لَو مات شبلي ركن الدار عمران
حُبي جَناب البيك يَحبى المكاني

مَنصب يضاهي إِمارة بَني نَبهان
سلم عدد ما غَرد الكيرواني

حيي مَناصب رِجال الهوش فُرسان
بيض العَمايم وَالعلم أَصبهاني

شلفاتهم حيروا الدكتور لقمان
تَخشى الأُسود لَو جَردوا الهندوان

طعناتهم دُوم تلسع ثُعبان
بِالدرع يعبر كعبها وَالسناني

غزوا عنزي وَشمر وابن شعلان
وصلوا لفعال عنتر وَهاني

كان قيدومهم راعي الشويمان
شبلي أَبو محمود رُكن اليماني

مِن قبل ما ضمت الخرسا ملتومان
من عام بان لي الفعل ما خَفاني

شفت الشبل منقطع بالغاب عيان
جاحت عليه الأُسود أَول وثاني

شفت كوكب هبط وَالفجر بالقان
ادعا جبال الشامخا سمهداني

ركن السويده انهدم وبراج عمران
بيت الكبير وَصهره القهرماني

أَضحى عرين الأسد بالشرق خرمان
تشتتوا الأَشبال بالصح صحاني

يا حيف سبع البَوادي غط ما بان
حامي الحِمى ساطي عَلى كُل عاني

سنجق بني مَعروف عامود حوران
كانت قُلوب الضد منو مَلاني

بِالشَرق ما ربت متلو بنات بدوان
وَلا بَنات الكرج وَلا التركماني

منصب وَمنهل يَروي كُل عَطشان
في مَقر الطرشان ناصب وَباني

يا دار ياما لفاكي وزر وَأَعيان
وَياما التجا ليكي موكب مهاني

يا دار كُنتي لَجا السركس وَسكمان
يلطي بظلك كل مجرم وَجاتي

تلقي خطاطير الضحى وَالدار عمران
قوم تهني وَقَوم تَطلب أَعاني

صُور صلخد وَقَلعة الذردخان
ارتج ركن الدار هَل كان عُمراني

تَبكيك زَينب يا حسن وَلد سرحان
نَديمة السادات ام المَعاني

يا باني القاعة عَلى عشر عمدان
فاقَت عَلى قَلعة علي وَالترشحاني

مفرشها نسج حياك من خراسان
سجادها غالي الثَمَن أَصبهاني

وَستورها منظمة أَشكال وَأَلوان
من أَفخر الديباج وَالأَرجواني

لوزرتها ظَنيتها دار سُلطان
دِيوان كِسرى صاحب الصولجان

مهباجها ما يبطل دُوم رنان
يَطحن بِيوم وَلَيل أَربَع ثَماني

البن وَالهيل ضمن الدار ما ينزان
عَنبر وَجوز الطيب ملوا الجراني

نجمة الصُبح تسكب مية فُنجان
سَكب العجم أَرباب أَهل الأَمان

ضَيفها مَكروم مِن لَحم خرفان
وَمن الرز النَقي وَالزعفراني

خدام تَسقي شَراب أَشكال وَأَلوان
في قاعها ياما تكسر قناني

صَهوة دروز مرجه جَنة بُستان
جَنه عَدَن وَجَنة البرهجاني

أَشجارها عنب وَتين وَرُمان
وَالخُوخ وَالتُفاح وَالبردقاني

خزام عتر وورد وَزنبق وَيهمان
زَهر القرنفل مَع عتر شاني

وَطَير النيا غَنى أَشكال وَلوان
طير الكَريم وَالدر والكيرواني

ديك الحبش بَط أَرنَب وَغُزلان
وَالوز وَالطاووس وَالفرقداني

في وَجه شبلي يموجوا في كُل أَمان
حامي الحِمى بِسَيف الرَهيف اليَماني

وَاليَوم أَضحى غراب البين غنمان
بنالو فَوق نجم الثريا مَكاني

وَاليَوم كوطر نحو جَنة رضوان
دار البَقا فَردوس أَهل الأَماني

يا بيك دق النظر في الشرح وَمعان
قَبل سقاك البَين كاسك سَقاني

وَبعدك يا بيك أَهل الدار يتمان
صُروف الليالي لا يَزهو بِها مَكاني

أَحذرك من الدَهر فَالدَهر خوان
ياما دور هادمها وَباني

دُنياك ما دامَت لكسرا وَكنعان
خانَت بذي القرنين فَرد زَماني

مَن يَرتَجي بِها دوم خَسران
لا يَخضع إلى دار الشَقا وَالأَماني

صاحب الغانمي لا شَك رَبحان
جاها وَمَعروفا باقي غَير فاني


شبلي

الحمدان
08-20-2024, 12:02 AM
أَبونا قال بالسابق وَجدناي
لاجل الحَرب في الدُنيا وَجدناي

سمحنا بِالدَم الغالي وَجدناي
وَجانا العز من بيض الضبا

الشوادر بالفرس لصل وَصيدها
وَاخطف رُوح هالباشا وَصيدها

يمتعب وقف الحملة وَصدها
وَخلي النار تزعق للسما


شبلي

الحمدان
08-20-2024, 12:03 AM
درب ماشي وَكُل الناس لاهين
وَحنا بحطام الدَهر لاهين

أَنا ون ساعد الرَحمن لاهين
النَفس وَاحلف عَلى دروب الهَوى


شبلي

الحمدان
08-20-2024, 12:03 AM
تالله ان الذي قد جال في خلدي
ما حاكه قول ذي عذل وذي حسد

ولم يكن ذاك من وهم كما زعمت
بنات فكرك ان الزعم لم يفد

وان ودك اخشى أن تمزقه
يد الهواجس يا من وده كبدي


ابو الخير

الحمدان
08-20-2024, 12:03 AM
صاحبيَّ دعاني من دجى الجدل
فذا لودكما من أكبر العلل

واقبلا بي إلى بحث يكون لنا
ذكر به بين أهل العلم كالمثل

أنا المتيم في خود العلوم إذا
سواي قد تيمته ربة الحجل

يا صاحبيّ أجيبا ما بدا لكما
عن سائل ضل عنه واضح السبل

أضعت شرخ شبابي فالمراد إذاً
أإدراك ما فاتني في الأعصر الأُول

سلكت في النحو أعواماً احصله
فما حصلت على صاب ولا عسل

والآن قصدي طريق لستفيديها
في النحو برهة عام منتهى أملي


ابو الخير

الحمدان
08-20-2024, 12:04 AM
لئن أخنى الزمان عَلى عكاظ
فأمسى وهو مندرس النواحي

فقد أضحى بمدرسة النجاح
رفيع الذكر مزدان المراح

لقد قام العلا فيها خطيباً
وقال العلم حيّ على الفلاح

واذن عَندَلِيبُ المجد لما
بدا من افقه نور الصباح

بمدرسة لها التمت المعالي
وآضت شمسها ذات اتضاح


ابو الخير

الحمدان
08-20-2024, 12:04 AM
من وقتها قد تركت العلم حيث رأت
عيناي ما يعجز الافهام معرفته

فان يك العلم هذا فالجهول اذن
تحلو على كل حال بيننا صفته

تالله ما العلم مما يشتهيه فتىً
اذا استحال على طلابه ثقته


ابو الخير

الحمدان
08-20-2024, 12:04 AM
أسفاً عليك لقد اضعت بما مضى
عمراً سويعته تفوق الجوهرا

تشري القليل وأنت مسرور به
أعجب بذا وبه العناء تصورا

لو كنت في الشيء اليسير من الدنى
ضيعت عمرك كان ذلك انضرا

إني أخال ولو أقول علمته
ما كنت في هذا المقال أخا افترا

إن قد قضيت نفائس الأوقات في
ذا السفر حتى في المنام تصورا


ابو الخير

الحمدان
08-20-2024, 12:04 AM
سلني الذي شئت يا ذا الفضل والأدب
فليس غير العلا والمجد من ارب

أرجو وآمل اني انثني بثنا
يكون لي للمعالي أقرب السبب


ابو الخير

الحمدان
08-20-2024, 12:05 AM
عليَّ اوجبتموا شكراً لما نسجت
منوال افكاركم من صنعة الأدب

يا للسرور اذا دام الطلاب كما
رأيته اليوم عادت نهضة العرب

هذي الطريقة لا تثني لطالبها
اعنة العزم هذي منتهى الطلب

لله در طريق تسلكون بها
لها السلاسة تزري بابنة العنب


ابو الخير

الحمدان
08-20-2024, 12:05 AM
فعلى التقادير السلام فكم بها
وجد الغشومُ لبغيهِ عذارا

وعلى التقادير السلام فكم لها
في الشرق من أثرٍ يضيّع ثارا

وعلى التقادير السلام فكم بها
تخذَ الخَمولُ لذاتهِ أنصارا

وعلى التقادير السلام فقد غدَت
ترساً بقي الأشرار والأغرارا


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:05 AM
فيها لسيَّاح البلاد فنادقٌ
غرَفُ الجنان تألَّفت ادوارا

طبقاً على طبقِ عروجاً للعلى
حملت لسكَّان السما الأخبارا

قامت تماثيلٌ على ابوابها
تحكي الملائك منظراً وشعارا

حُفَّت بجنَّات الأزاهر قد حوت
ورداً واساً نرجساً وعرارا

جمعت لاسباب الهناءِ ذرائعاً
تُولي النزيلَ من المنى أوطارا

يمسي ويصبحُ والنعيمُ مهادهُ
حتى لينسى أهلهُ والجارا

يستخدم الموحي لإبلاغ الذي
يبغي مقالاً لا يدع جهارا


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:05 AM
جمعت بها الحكَّامُ كلَّ مزيَّةٍ
ابداً تحبّبُ نحوها الأسفارا

لا ينفقون زمانهم بسفاسفٍ
تذر البلادَ بلاقعاً وقفارا

هذي المعاهد لا طويلع واللوى
هذي المشاهد لا مدائن در


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:06 AM
هذي الشوارع لا شوارع غيرها
ستٌ بستٍّ عرضها شبارا

قد شارك الحيوان فيها معشرَ الا
نسان حيث سرى بها وسارا

بُعداً لها من شركةٍ ملعونةٍ
قد أورثتنا حطةً وصِغارا

كم قد سألنا فسخها فيجيبنا
ذو الشأن من ذا يمنع لا قدرا


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:06 AM
فعلى التقادير السلام فكم بها
وجد الغشومُ لبغيهِ عذارا

وعلى التقادير السلام فكم لها
في الشرق من أثرٍ يضيّع ثارا

وعلى التقادير السلام فكم بها
تخذَ الخَمولُ لذاتهِ أنصارا

وعلى التقادير السلام فقد غدَت
ترساً بقي الأشرار والأغرارا


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:07 AM
مفروشةٌ حجراً تبعثَر بعضُهُ
والبعض ضارعَ صقله المنشارا

أضواؤها في الليل نور حُباحبٍ
ما إن تقيل بني السبيل عثارا

أوحالها مركومةٌ كجبالها
حتى يجاوز أهلها آذارا

ما إن يروقك في مرورك منظرٌ
يثنيك عن أن ترمق الأقذارا

تَربٌ تثور بهِ لرياح حواملاً
للأنف نتاً يحصد الأعمارا

وكذا المياه تفيض من ينبوعها
عَذباً زُلالاً جارياً نهارا

حتى إذا بلغت مرابعَ أهلها
عادت مزيجا جامعا أخطارا

فيها جراثيم الوباء ولودَةٌ
في كل ملءِ زُجاجةٍ مليارا


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:07 AM
البرُّ والبحرُ والأفلاكُ والأُممُ
كلُّ البرايا لمن أصبو لها خَدَمُ

أين الجمال واين النور من فلكٍ
لولا يزيّن وجهَ الارض ذا الصنمُ

لم تشرق الشمس الا كي تتوّجها
في مفرَق الشَعر حيث الضوء والظلمُ

والأنجم الزُهر لم تحيي الدجى سهراً
خُرساً حيارى وقد ضلَّت بها الحُلُم

الاَّ ابتغاءَ أمان لن تفوز بها
لذاك تسكتُ حزناً وهي تحتدمُ

ترجو انضماماً الى ثغرٍ يفيض سنى
فجر على شفق بالدر يلتحم

تخاله العين كأساً ملؤُها لَهَبٌ
يبدو بهِ حَببٌ كالعِقد منتظمُ

والبدرُ لم يقوَ ان تبدو مطالعُهُ
من نحرها فعره الضعفُ والسقمُ

لو نال ما رام عاش الدهر مكتملاً
لكن على عكس هذا قد جرى القلمُ

والطلُّ ما ظَلَّ فوق العشب مرتقباً
الا ليشهد ذاك الوجه يبتسمُ

يلقى الصباحَ بجنح الليل متَّشحاً
لثامهُ الغيمُ حول البرق يلتئمُ

ما انعشت نسماتُ الروض مُصطَبحاً
لولا يردّدُ انفاسُ الحبيب فمُ

كلاَّ ولا ساغ عَذبَ الماء ذو ظماءٍ
لولا يشاكلهُ ريقٌ له شبِمُ

تالله لولا احمرارٌ في الخدود زها
تحت البياض كماءٍ موجهُ ضَرَمُ

يبدي تلهُّبَهُ حال الحياءِ على
زنابقٍ هيَ ثلجٌ زانهُ عَنَمُ

لم تُبدِ مملكةُ النسرِين شوكتَها
ولا غدا لوردُ بالهامات يحتكمُ

انظر الى السَوسَن الضحَّاك حين يرى
معاطفَ البان تمشي كيف يحتشمُ

يغضي الجفونَ حياءً وهي تلحظهُ
بأَحورٍ لو بدا للاسدِ تنهزمُ

او فوَّفت منهُ نبلاً راح يخترق ال
اشباحَ تُبعَثُ في اجداثها الرممُ

منهُ نبلاً للسهى وقعَت
في لجة اليمّ بين الموج تضطرم

أو فاضَ منهُ شعاعٌ راح يخترق ال
اشباحَ تُبعَثُ في اجداثها الرممُ

خَودٌ اذا ما بدت للطود جالَ بهِ
روحٌ وراقكَ منهُ المجدُ والعظمُ

ما كان اخملَ ذكري قبل ان علقت
روحي بها فانا ذا المفرَدُ العَلَمُ

لو لم أُجنُّ جنوناً في محبّتها
ما قالت الناس هذا العاقل الفَهِمُ

كلا ولا كنت فيكم شاعراً غَرداً
يبقى مقالي ويفنى الدهرُ والقِدمُ

اروي عن السِحر آثاراً مخلَّدةً
احيي بها الذِكرَ والآجالُ تخترم

فالحبُّ يبعثُ في الارواح نهضتَها
للمجد مادام فيها العزُّ والشَمَمُ

بهِ العلاءُ وعنهُ الفضلُ اجمعهُ
لهُ الحيوة ومنهُ الموت والعدمُ

ان نالَ منهُ فقيرٌ بعض عاطفةٍ
فهو المليك واعلام الورى حَشَمُ

لأنتِ مرآةُ حسنٍ ياسنى أَملي
منها بدا الظرف ولا لطافُ والشيمُ

فكلما يجذبُ الارواحَ عن شغفٍ
في وجهكِ الرئع الفتَّاك مرتسمُ

ليرض دهري او يسخط فلت به
ما دام لي الود ولا بدع والهمم

كما تشاءين كوني لا مرد لما
تقضين انك عندي لخصم والحكم

حببت لي الوجد حتى لو دنا أجلي
صافحته وفمي للوجد يبتسم


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:07 AM
يا بلاداً فيها جرى النيلُ عَذبا
فسقاها ووسع الأرض خصبا

ماؤها كالنِضار لوناً لهذا
نال منهُ لزُرَّاعُ وفراً وكسبا

بصعيدٍ قد كان يُحسَبُ عبداً
منذ قرنٍ واليوم يُحسَب رَبا

زمنَ الجور بِيعَ أبخس بيعٍ
عاد تِبراً قد ضلَّ من قال تَربا

رفع الحقُّ رايةَ العدل تزهو
في رباهُ فصار للخلد تِربا

فاض للزارعينَ بالخير حتى
بعد فقرٍ قد اسبلوا اليومَ حُجبا

ارض فرعون للحضارةِ اُمُّ
قبل عهد التاريخ تختال عجبا

حيث فيها للمرءِ اقصى المُنى لا
سيما للفتى الذي يتصبَّى

فحسانٌ مثل الدُمى وقيانٌ
ان تغنَّت اشجت أبا الهول ضَربا

ونعيمٌ وعزةٌ وهناءٌ
وثراءٌ يسبي عقول الأَلبَّا

فلهذا ومثل هذا غُزاةُ الكون
كانت تصلي الكنانة حَربا

تيَّمت قلبَ كلّ جبَّارٍ حربٍ
فأَتاها بالعَضب يطلب قربا

مرَّ الفانِ ثمَّ الفٌ والفٌ
حِججاً والبلادُ تسبي وتُسبى

دولٌ قد تأصلَّت ثم زالت
قرضتها الايامُ شعباً فشعبا

كم بلايا وكم عنايا توالت
ثمَّ ولَّت وعدتِ كالامس فشعبا

كعروسٍ في الشر ق تمرحُ تيهاً
ودلالاً والغرب اصبحَ صَبَّا

من ترهُ يظنُّ ان فرنسا
حين يبدو وجهُ المنى تتخباَّ

كم اراقت باريسُ فيكِ دِماءً
من بنيها تماثل النِيلَ صبا

يا لعهدٍ فيهِ كيبرُ أمسى
قرب بولاق يلفظ الروح كربا

في أبي قير مشهدٌ مرَّ قِدماً
فيهِ أضحت عمارةُ البحر شُهبا

كم مليكٍ من قبل رُدَّ مهاناً
انما الانكليز أَفلح حبا

يا هداة العقول بل يا دهاةً
اصبحوا اليوم للعوالم قُطبا



عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:07 AM
هذا الصفاءُ مع النعيم تبارى
في بلدةٍ تهدي الهناءَ نثارا

ما كان اخصبها واطيب عيشها
لو أن رَهط النائمين سهارى

عجباً يحرّم اهلها شربَ الطلا
والقائمون على الدسوت سكارى

فهمُ فرادى والشتات يضمُّهم
لتهاتُرٍ قد مزَّقٍ الاعمارا

ألهاهُم الدينار عن إلباسها
حلل البهاءِ فألَّهوا الدينارا

وقفوا له كلَّ الوجود فصار في
ابصارهم هذا الوجود غبارا

فمدئنُ السودان صرنَ عرائساً
يسحبنَ اذيالَ الدلال فخارا

وعروسُ مدن الشرق تحني راسها
خزياً بذلُّ اثري تلبس عارا

حسناءٌ سرَبلَها الجمالُ فجُرّدَت
بيد البنين فاصبحت تتورى

محجوبةٌ خلف الجدار كأنها
ماتت فصار لها البلى اطمارا

يا من تربَّع فوق دست لم يكن
اهلاً له يهدي الجيوب اطمارا

ماذا يقول لك الغريبُ اذا رأى
الاقذار حول قصورها سوارا

والوحل في الاسواق طوداً شامخاً
والطُرق تدمي الغاديين عثر

والنور في الظُلُمات روحُ مُنازعٍ
هجَر الحيوة وودَّع الاعمارا

أفلا يمدُّ لكَ الضميرُ مناخساً
فتعدُّ نفسكَ يا جهولُ حمارا

ام لا ترقُّ لحال أُمٍّ خنتَها
وجنيت في إذلالها الاوزار

أفيعجز الابناءُ عن إلباسها
حلل الشموس لتستبي الأقمارا

حاشا وكلا انما الهاهمُ
فيها التكاثُر فالجميع حيارى

ماذا اقول وكيف ارثي بلدةً
بجمالها مَثَلُ الاوائل سارا

هي حيزبون الارض ام بلادها
تردي القرون وتدفن الادهارا

دامت على قدم الزمان جديدة
تبقى وتنفي دونها الامصارا

وتعود في مرط الصبا مختالة
تسبي العقول تدللا ونفارا

كالنسر في زعم اليهود مجدّدٌ
عهدَ الشبابُ يُكافح الاعصارا

قامت بأبهج غوطةٍ من بقعةٍ
حرس الملائكُ جوَّها النوَّارا

جنات عَدنٍ قد جرت من تحتها لا
نهار تأوي الوحشَ والاطبارا

حيث التفتَّ شممتَ من أرجائها
أَرَجاً وشمتَ عباهراً وبهارا

نسماتها تحيي الرميمَ وماؤها
يشفيُّ السقيم وتربَها المعطارا

فُتنَت بها أهل القرائح فاغتدوا
يتناشدون بوصفها الأشعارا

فإليكِ يا مثوى الحبور أحنُّ ما
خلبت روائعُ فكرتي الأبكارا


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:08 AM
مبعثُ الإِقدام والغيرة وال
فضل والنبل الغرامُ الصادقُ

مذ ارسطو قيل عنهُ انهُ
كنزُ مجدٍ يحتويهِ الوامقُ

منهلٌ عَذبٌ حَمَتهُ حكمةٌ
عن بليدٍ ما اجنَّ الغاسقُ

يزدريهِ سافلُ الطبع غبيٌّ
ويُعليه همامٌ حاذِقُ

فليقُل ما شاءَ عني قائلٌ
عاشِقٌ مادمتُ احيي عاشقُ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:08 AM
يا من يعيرني بحبٍّ كان لي
دَرَجاً رقيتُ بهِ السماكَ الأعزلا

لولاه مارضتُ الزمانَ وقدُتهُ
قسراً فاجنائي المكارمَ والعلا

واتاحَ لي نَيلَ العلوم وكنزَها
حتى غدوتُ ممدَّحاً بين الملا

لولاهُ ما خضتُ الصعابَ أُجيلها
رَحبٍ الجوانح باسماً متهلّلا

كلاَّ ولم اعلُ البحارَ مغامراً
سعياً ولا جبت الفدافدَ والفلا

فهو الذي ادنى المراتبَ عنوةً
مني فصرت بها الوجيهَ الأَمثلا

قد نلتُ أوسمةَ الملوك بفضلهِ
وبايدهِ سرُّ الحيوة ليَ انجلى

فهو المهذّب صبوتي وهو المجيد
قريحتي حتى هَمَت سحراً حلا

لولا انتعاش خواطري بنسيمهِ
ذهبَت سمُومٍ الهمِّ بي نحو البلى

لولاهُ كنتُ أذلَّ من وطيء الثرى
غِرًّا بليداً بالخمول مكبَّلا

لم ينتفع مني الوجودُ بطائلٍ
لا استحقُّ من الانام سوى القلى

لُم جُر إِذَن عيّر أطل عذلي أضِع
فضلى أبح قتلي فما انا من سلا

وانا الهوى وابن الهوى وابو الهوى
عبدالهوى ملكُ الهوى فاذهب الى


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:09 AM
يا لأَيامٍ قطعنا في حِمى
فاتنٍ والدهرُ غافٍ يرقدُ

بين لهوٍ ونعيم وصفا
وحديثٍ كاللآلي تُنضدُ

منطقٌ عَذبٌ كلامٌ لينٌ
لهجةٌ تحلو غناءٌ أغرَدُ

تفتن الالباب ظرفاً غادةٌ
مذ تجلَّت للبرايا تعبَدُ

اينَ منها الروض حسناً والسما
بهجةً بالنور اين الفرقدُ

هي تمثال لُجينٍ صدرهُ
كُرتا عاجٍ عليهِ العسجدُ

عنبريُّالخال عطريُّ للمى
قَدُّهُ الكافور غصنٌ أملد

بجبينٍ عاهليٍّ ابيضٍ
عمَّهُ بالفَرعِ تاجٌ اسودُ

ليس بدعاً انني بعت النهى
فبها باعتهُ قبلي الخرَّد

تستطيرُ العقلَ مني طرباً
وعجيبٌ كونهُ لا يفقدُ

وجهها مِرآة هذا الكون فيه
معاني الحسن طرَّا توجدُ

يبعث الارواحَ من اجدثها
منهُ عكس الشمس يشفى الارمدُ

والذكا يرشق من احداقها
شُهُباً تصلى بهنَّ الاكبدُ

كم ليالٍ جمعتنا والسهى
غيرةً صاغٍ الينا يشهدُ

اذ تناجي صبَّها مخمورةً
بالهوى والصبُّ وجداً يسجدُ

لائماً من حيرةٍ اقدامها
وبها منهُ المقيمُ المُعدُ

تنحني نحو الثرى تنهضهُ
فيعمُّ الخدَّ لثمٌ يُحمَدُ

فاذ لامسهُ معصمها
كَهَربت انفاسهُ منها اليدُ

فيصوغ اللثمُ حالاً دملجاً
رَصَّعَتهُ ادمعٌ لو تجمد

تتلظى لوعةً احشاؤه
كأتونٍ نارهُ لا تخمدُ

وهيَ يعلو وجهها الزاهي سنى
شفقٍ جَمرٌ بماءٍ يُوقدُ

ثمَّ تبدي أنَّةً تفسيرها
فلنكن مجموعةً لا تُفردُ

تتمنى وَهوَ وَجداً آدَمٌ
وهيَ حوَّ عدنهِ لو تخلدُ

يجذب الاثنين للوصل الهوى
وعفافُ النفسِ صاحٍ يرصدُ

فهما في القرب والبُعدِ على
لهفٍ شوقهما لا ينفد

غادر الرَوحين روحاً واحداً
انما الاجسام قد تبتعدُ

يا ملاكاً في غرامي حارسي
لك عندي منَّةٌ لا تُجحدُ

أنتِ يا عفَّة نفسي عصمتي
حيث لا يُعصم إلا الجلدُ

ليتَ اهل الأرض تغدو عصبةً
لعهودٍ بالخنا لا تُعقد

هل ترى أعذَب او اطيب من
عيش حبٍّ حرُّه لا يبردُ

أو ترى اشرف في شرع الحجى
من غرامٍ عن حرامٍ يبعدُ

يصعدُ الوجدُ بهم مجداً الى
الفلك الاعلى فيسمو المصعدُ

فهناكَ العيش صافٍ وِردهُ
كيف هذا الحبُّ فينا يُسعدُ

فالهوى العذريُّ فردوسٌ بهِ
يجتني الرَغدَ اللبيب الارشدُ

يتلهَّى الناس باللَّذات عن
غِرَّةٍ والعُمر مرٌّ انكدُ

وبنو الاخلاص اباءُ الوفا
بنعيمٍ فيهِ ينمو السؤددُ

مُنجدٌ حبُّ الغواني للعلى
للعلى حبُّ الغواني مُنجدُ

سلَّمٌ يرقى بهِ ربُّ النهى
لمقامِ هوَ فيهِ السيّدُ

مَربعٌ سامٍ وفخرٌ ثابتٌ
مَرتَعٌ نامٍ ومَجدٌ سَرمَدُ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:09 AM
لي فاتنٌ طلب المزيدَ من الهوى
جهلاً بما القاهُ فاستعفيتهُ

فاطال في عتبي الملامَ توهُّماً
اني بخلتُ زهادةً فعذرتُهُ

لم يعلَمن ان الغرامَ بأسرهِ
عندي ولو بيدي لزيادة زدتهُ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:09 AM
زعم الحيببُ الحبَّ يذهب او يجي
برضاهُ او برضى المحبّ فلمتُهُ

وسألتُهُ أفبالرضى احببتني
ام أنتَ خالٍ لم تذق ما ذقتُهُ

فرمى الحياءَ بجنَّتَي وجناتهِ
ناراً واطرقَ واجماً فلثمتهُ

ومضى يقول لسانُ حالِ لحاظهِ
النُجل اللواتي مذ رَنونَ عبدتُه

ذا الفنُّ منك بكَ استنار وانني
لَعَلَى كتابكَ في الصبا عُلّمتُهُ

أَتشكُّ بعدئذٍ وأنت معلّمي
اني بَرَعتُ بهِ وقد اتقنتُهُ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:09 AM
روحي فداءُ ربحلَةٍ فتَّانةٍ
صالت على قلب العميد بمرهفَين

سلَّتهما من ناظرَين تحالفا
للفتكِ بي مع حاجبين منكَّبَين

تأتي المعابدَ لا لتقضيَ سنَّةً
لكن لتقتلَ اسقفاً او اسقفين

ان رمت تحصي مَن قضوا بجمالها
كلفاً فسَخّر كل اهل الخافقين

واستخدم الافلاك طراًّ مصحفاً
واجعل مدادكَ كل ماءِ الرافدَين

ولا فقد ضيَّعتَ عمركَ كلَّهُ
وبعدتَ عن دَرك الحقيقة فرسخَين


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:10 AM
حتامَ يا غصن الأراك
بالدلّ تمنعُ أن أراك

أغرك شيطانُ الحسود
فرمتَ هجري يا ملاك

أوحى اليكَ زخارفاً
تمني المعنَّى بالهلاك

حسنَت لديكَ فكان في
ترويجها اقصى مناك

أكذا وفاكَ للاثمٍ
ايديك من وجدٍ وفاك

فكفاك يا فتَّاك تحمل
بالصدودِ على فتاك

نهنِه عزيمتكَ التي
ابديتَ واقصر من خُطاك

غادرتني اشقى وقد
نال السعادة من رآك

ونكثت عهد فتىً يقولُ
انا الفقيرُ الى غناك

أفبعد سكناك الفؤادَ
أتيت تسلبهُ الحراك

وأنا الذي أسلو بك ال
دنيا ولا اسلو هواك

واموت وخزاً بالحرابِ
ولا اميلُ الى سماك

وتمسُّني الحَمى وامسي
راكضاً ابغي حِماك

واهيمُ في الحَلَك البهيم
الستمدَّ سنى حِلاك

وانا الاسيرُ اسيرُ نحو
الموت لا ارجو الفكاك

أفكلُّ هذا حيث قلتُ
لك الحشى روحي فداك

ان كان ذا ذنبي فزد
سخطاً ولا تدع العراك

صُل جُل أعِن دهري عليَّ
ولا تمِل عني جفاك

وابعث عليَّ كتائباً
تغتال بالطعن الدرك

فأبي وعمّي والعشيرةُ
كلسَّها تفدي ثراك

كيداً بغضبتكَ التي
طالت ولم تنتج رضاك


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:10 AM
لو أن بَرهَمَ نال مني مثلما
قد نلتِ من حبي وفرط ولوعي

لأَعدَّ لي فوق الملائك رتبةً
وغدت جنانُ الخلد بعض رَبوعي

لما تجلى نُوركِ الاسمى على
فكري استقرَّ على هواكِ جميعي

من قبل توحيدي لحسنك في الورى
لم ينسحق قلبي وتجرِ دموعي

فاليكِ ثاب توسُّلي وتهجُّدي
ولديك طاب تضرعي وخشوعي

ولأنتِ مَقدِسُ مهجتي وسماؤها
ولأنت قبلة سجدتي وركوعي

أنتِ الذي اعنيهِ حين اقول يا
مولاي رقَ لذلَّتي وخضوعي

منكِ الحية بكِ الممات عليك
متكلي اليكِ اذا فررتُ رجوعي

جوري اظلمي وتحكمي لا ترحمي
اجري دمي فالعبدُ خيرُ مطيع

لم تبدع الاكوانُ مثلي مغرماً
قبلي ولا بعدي عديم هجوعِ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:10 AM
بروحي وما لي غادةً قد سألتُها
دليلاً على الحبّ الذي صرَّحَت بهِ

وقلتُ لها هي هيهات ذا وانا الذي
بصدّكِ اضحى الموتُ منيةَ قلبهِ

أتهوينهُ يا من ملكتِ عنانهُ
ولوعاً ولا تنوينَ تفريج كربهِ

يراوحهُ وجدٌ أليمٌ مبرّحٌ
وقلبك لاهٍ عنهُ هزءاً بحبهِ

فقالت أحَل اني أحبُّكَ مثلما
تحبُّ فكن مثلي عفيفاً وَمُت بهِ

فيعجبني منكَ المماتُ صبابةً
واطربُ من شكوى الحبيب وعَتبهِ

خلافاً لباقي الغيد يعطفنَ رحمةً
ويسعدنَ من يقصدنَ تتييمَ لبّهِ

خُلقتُ على كل الحسان اميرةً
ومن أجل ذا حبي غريبٌ بضربهِ

فقاعدتي الفضلى التي قد تخذتها
مماتُ حبيبٍ من صدود محبّهِ

وشرطي بهِ تعذيبُ قلبكَ لوعةً
بقربي وتضييعي نُهاك بخلبهِ

وعيشكَ ملهوفاً وموتكَ مُغرَماً
شهيداً ينالُ الاجرَ في خلد ربّهِ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:11 AM
سَل سَوسَنَ الروض بالنسرين يغريني
والنرجس الغضَّ يدنيني فيدميني

سل التي لحيوة الخلق قد بُعثت
الى م منها نذيرُ الموت يأتيني

ناحَ الهزارُ على افنانه شجناً
على مَ منها نذيرُ الموتِ يأتيني

رُح نحوها شافعاً مستعطفاً غَرِداً
قف فوق قامتها بين الرياحينِ

تجد وروداً اذا استنشقتها سحراً
نلتَ الخلودَ واجراً غير ممنونِ

جُد بعد ذاك بلمسي يا هزارُ وعُد
يدٌ لمستَ بها المحبوب تحييني


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:11 AM
سلوا ذوي الوجد عن فعل الفراق بهم
فهم يسمُّونهُ داءَ المحبينا

كم أمَّلوا وِرد عَذبٍ في تواصلهم
فعاضهم عنهُ زقُّوماًَ وغسلينا

قد عالجوهُ بصبرٍ ماافادَ لذا
صاروا هشيماً وقد كانوا رياحينا

لما طلبتُ لهُ موتاً يعاجلهُ
قالت معي كلُّ أهل العشق آمينا


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:11 AM
تساقط دمعُ الطلّ فابتسم الزهرُ
فمن مدمعٍ دُرٌّ ومن مبسم دُرُّ

وغنَّى هزار الدوح في الروض بكرةً
فناح حمام الايكِ وانتحب النَهرُ

وماست غصونُ البان تيهاً كأنَّما
سَقَاها الصبا خمراً فرنَّحها السكرُ

وبان من الاكمام وردٌ مؤَرَّجٌ
يحدّثنا عن سرهِ الخمرُ والجمرُ

اذا منحتهُ الشمسُ نورَ شعاعها
أراكَ يواقيتاً يظللّها تبرُ

كأنَّ التواءُ الماءِ يسقي نباتها
أفاعٍ من البلَّور روَّعها امرُ

كأنَّ النبات الغضّ يغشى صعيدها
حقولٌ من الفيروز ومنبتهُ الشَذرُ

كأن حنايا الآس بالحمل هَوَدَجٌ
أقلَّ بنات النور يلثمها القطر

فهيُّوا بنا صحبي نباكر روضةً
ينمُّ على انفاسها الطيبُ والعطرُ

كستها يدُ الابداع بالوشي حلَّةً
فتاهت وما من طبعها التيهُ والكبرُ

يسيلُ على الحصباء ماءُ عقيقها
كما سال منبثاًّ على الانجم الفجرُ

يمرُّ على الاشجار عرفُ نسيمها
فتطفو على الانهار من زَهرها زُهرُ

يغرّدُ فيها العندليبُ مردّداً
اساجيعَ لحنٍ دونها النظمُ والنثرُ

تلذُّ لاسماع الزمان كأنما
تردَّد فيه من معذّبتي ذكرُ

يمازجُ هذا القلبَ حالٌ هي المُنى
يخالد هذا العقلَ شيءٌ هوَ السحرُ

الى مثل ذا تُحدى الأَماني مجدَّةً
وفي مثل ذا يحلو التأمُّل والفكرُ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:11 AM
يا مانعين القربَ عن أهل الهوى
كيداً وخسَّه شيمةٍ خاب الأمل

يتسابقون الى الفضول وما دروا
ان المحبَّة قُدّرَت منذ الازل

والحبُّ مهد الفضل يلبث سائداً
يسمو بمن يأوي حماهُ الى زَحَل

لا يستطيع ذوو النذالة نزعهُ
من صدر مَن عرفت بهِ مُحيي الأوَل

من ذا الذي يقوى على مَنع اتصال
اثنين حَبل الحب بينهما اتَّصل

حتى غدا الروحان روحاً واحداً
يتجاذبان الوصل ما الجسم انفصَل

ايعيقُ حَمقَى اتّحاد النحل في
ايذاءِ مَن يشتار عن جني العَسَل

والمنع يولعُ ذا الهوى ويزيدهُ
كلفاً فمن بعد الارادة ما العمل

ان الارادة في الوجود مليكةٌ
كم حوَّلت قاع البحار إلى جبل

فذروا الملام دعو الكلام وبادروا
نحو الطيب وعالجوا تلك العلل


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:12 AM
سبلتَ فوق العارضَين دموعاً
وأذبتَ من وهج الزفير ضلوعا

وهجرتَ من دُور النعيم مرابعاً
والفتَ من دور الشقاء ربوعا

حييتَ ليلك في العراء مراقباً
في الافق من زُهر النجوم طلوعا

فنيتَ عمرك ساهداً متحرّقاً
متنهداً متألماً ملذوعا

الويتَ عن ندمان صفوك هاجراً
طيبَ الحيوة ولم تشا التوديعا

ونسكتَ حتى صرت وحشاً نافراً
من بعد ما كنت الانيس وُلوعا

وعصيتَ قول الناصحين وعهدهم
بك في الحداثة سامعاً ومطيعا

فعلى مَ ذا والى مَ ذا حتى مَذا
احزنتَ قلباً صار منك صديعا

قد مرَّ بي ظبيٌ يُجيل لحاظهُ
فرنا وران فرحتُ ثمَّ صريعا

ورجوت أن احيي لهُ ولأجلهِ
فيهِ بهِ معهُ نسرُّ جميعا

غازلتُهُ جاملتُهُ باغمتُهُ
ناغيتُهُ فأَرى الوفاق سريعا

واحسرتي ابدى رضاهُ خديعةً
ثم انثنى يبدي الجفاءَ مُريعا

ولذا تراني والهاً متدّلهاً
متنهداً متأوّهاً مصدوعا

عبثاً أنادي الحتف ارجو بعدهُ
فرجاً وَمن لي أن يكون سميعا


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:12 AM
إن كنتِ صادقةَ الهوى يا فتنتي
فارضي لنفسكِ بالذي ارضى بهِ

عاهدِتِني ونكثتِ عهدكِ اربعاً
ويل الفؤاد من الحبيب وكذبهِ

اكذا يُعامَل قلبُ حرٍّ عاشقٍ
قد ذاق انواع العذاب بحبّهِ

قد ضاع صبري خانني جلدي كفى
هزءاً بصبٍّ انت ربَّةُ قلبهِ

اعطاكِ ملءَ وجودهِ وحياتهِ
فجعلتِ ذا في الحبِّ عدَّة حربهِ

قطع السنينَ مروَّعاً ومولَّعاً
تعدينهُ لكن ارادةَ خلبهِ

وعدٌ كَرَقرَاق السراب مُخادعٌ
حب التقلب راسخٌ في جنبهِ

واحيرتي بملاك حسنٍ قلبهُ ال
لمائيّ كالصخر الاصمّ وصلبهِ

قولي اذَن فليصلبنَّ فانهُ
راضٍ على امل النجاة بصلبهِ

وكذلك السمُّ الزُعاف يسيغهُ
بدل الزلالِ متى امرتِ بشربهِ

فلذاك اصلحُ من ضياع رشادهِ
فيبيت مفتضحاً بسؤرة كربهِ

الله يبلي ياظلوم فؤادكِ ال
قاسي بداءٍ لا منالَ لطبهِ

بمحبَّةٍ لذاعةٍ حرَّى لمن
يغدو نظيركِ ظالماً لمحبّةِ

فبذاك يعرف كم يكابدُ عاشقٌ
يقف التجنيّ دائماً في دربهِ

لم يبقَ لي الاَّ الدعاءُ عليكِ يا
ملكاً قضى جوراً بشقوة حبهِ

بنحولهِ بذبولهِ بذهولهِ
فليلقَ بعد اليوم رحمةَ ربهِ

جازى حنوّي بالخداع معذّبي
يا ربِّ عذبهُ ولا ترفق بهِ

لم ترعَ اثنى قط ذمة ذي وفا
صدقَ الذي قد خطَّ ذا في كتبهِ

يا ليت آدمُ مات في فردوسهِ
من قبل خدعة مَن تعيش بقربهِ

فلاغسلنَّ يدي من الدنيا ومن
املي ومن هذا الزمان وصحبهِ

ولأقطعنَّ مع الحبيب علائقي
واعيش عيشة ناسكٍ في سربهِ

اليأس كل اليأس من هذا الورى
فبهِ اللبيبُ ينال راحة لبّهِ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:12 AM
جمرات حبكَ قد خبونَ خمودا
وسيول دمعكَ قد نضبنَ جمودا

اضحى فؤادكَ في الصبابة فاتراً
من بعد ما اصلت لظاه وقودا

صمت اللسانُ وكان اطرب ناطقٍ
يحبو النجوم قلائداً وعقودا

هدأت جوانحك التي ياطالما
خفقت فكان خفوقها مشهودا

اعطيتَ بعد الهجر بعضٍ علالةٍ
ذهبَت بجمركَ فاستحلتَ جليدا

قد كنتَ بالاشواق تبراً لامعاً
فغدوتَ من بعد الوصال حديدا

قد كنتَ نوراً يكسب الليل السنى
فخبا فأَلفيتُ البواكرَ سُودا

يا بخلُ مذ فارقتني احرمتني
غَرداً بهِ عيشي يدومُ رغيدا

لو دام هجري كنت اربح غادة
ملكَت على طول الزمان عميدا

مسَّت فؤادي رحمةٌ لشقائهِ
أجنتَهُ من روض الخدود ورودا

اعجب بوردٍ ناضرٍ مذ نالهُ
زالت نضارتُهُ فاصبح عُودا

اتهمتِ قلبي يا ظلوم بوصمةٍ
لا زال عنها ما حييتُ بعيدا

يا ليت حكمكِ عادلاً كقوامكِ ال
مزري بكثرة عدلهِ الاملودا

ما صار حبي فاتراً لا والذي
جعل الفتور بناظرَيكِ مُبيدا

بل زادني فَرط التهالكِ لوعةً
ستضُّني حتى اموت شهيداد

قربتِ لي أَجَلِي ببدعكِ في الهوى
فاتاح لي خوف الممات جمودا

ذكر التفرُّق في الحيوة يروعني
ما الحال أن فارقتني ملحودا

إن شئتِ عَوداً للبشاشة والهنا
أحيي الفؤآد أمانياً ووعودا

لا تسعفي الدهر الخؤُونَ عليهِ أع
راضاً ولوماً جارحاً وصدودا

اعطي السماحةَ حقها برًّا بهِ
واكسيهِ من حلل الهناءِ برودا

وتجنَّبي تكدير اوقات الصفا
مَن ذا يشوب بعلقمٍ قنديدا

ودعي الترفُّعَ والدلالَ تكلُّفاً
حتى يعود بنا الغرام سعيدا

ألمثل قلبيَ تتهمينَ بسلوةٍ
يا مَن لها عنت الرؤُوس سجودا

وانا الذي لم يتخذكِ حبيبةً
لفؤادهِ الملتاح بل معبودا

وانا الذي مذ صحَّ عقد ودادنا
اضحت لديهِ مهى زرود قرودا

وأنا الذي يجد السعادةَ والمُنى
أن توطئي قدميكِ منهُ خدودا

وانا الذي باع الحية وصفوها
في سوق حبكِ عامداً معمودا

ان غبتِ ظنَّ الشمس قرصاً من دمٍ
والارض سجناً والسما اخدودا

واذا وجدتِ وجدتِ منك بعطفةٍ
حسب المنيّةَ جنَّةً وخلودا

العيدُ أن لم يبدُ وجهكِ مأتمٌ
واذا بدا حسب المآتم عيدا

كوني على ثقةٍ بأَني ثابتٌ
في دين حبّكِ لا اطيق جحودا

وتيقني ان الذى الف الوفا
منذ الحداثة لا يكون كنودا

جودي ابخلي صدّي اقبلي جوري اعدلي
تجدي سليمكِ صادقاً وودودا

كَلِفاً مشوقاً هائماً متولّهاً
لم يبغِ عن سنن الوفاء محيدا

بكِ منكِ عنكِ اليكِ كل حياتهِ
وكذاك يلبث في الخلود مُريدا


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:12 AM
غازلتُهُ فتلهَّبت
وجَنَاتُه تذكي القبَس

وأدار وجهاً غاضباً
عني وراح وما نَبَس

يا قلبُ قد صحَّ الرجاء
وهان نَيل المُلتَمَس

ان السحاب ليُرتجى
منهُ النوال متى عبَس


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:13 AM
يا جهولاً راح يهذي مُعلناً
انَّ ترك الحبّ ادنى للمُنى

ناصحاً اياي ان انبذَهُ
وأُديم اللهوَ جلباً للهنا

انني والحبُّ شيءٌ واحدٌ
فاذا جزّأتَنا اهلكتَنا


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:13 AM
لو حدَّثوا هُومير في دِيماسهِ
ببديع صنعكَ لاستردَّ حياتَه

ولهَبٌ يطريءُ همَّةً عرجت الى
فلك العلى مذ عرَّبت ابياتَهُ

ما كان يحسبُ ان اقمار الدُجى
هبطت لتمنح نُورَها مشكاتَهُ

لولا سليمانٌ يُذيع مفاخراً
احي بها تحت التراب رفاتهُ

جهلَ الزمانُ واهلُهُ لا سيَّما
نحن الاعاربُ شِعرَهُ ونكاتهُ

كُن كيفما شاءَ الزمانُ فانتَ في
عصر البيان مزيّنٌ مِرآتِهُ

ولأَنتَ ما اعتلَّ القريضُ طَبيبُهُ
ودواؤُهُ بل باعثٌ امواتهُ

واذا ترنَّم بالبلاغة مِنبَرٌ
كنتَ المبلّغ للملا اصواتهُ

لم القَ قبلكَ باذلاً دينارَهُ
وحياتهُ ومبذّراً اوقاتهُ

عفواً بلا اجرٍ ليحبو أمَّةً
خِدَماً تخوّل عزَّها ما فاتَهُ

لو انصفوا نحتوا لهُ اكبادَهم
صنماً يمثّل للزمان هُداتهُ

زحزحتَ عن أفُق الكلام غمامَهُ
وكبحتَ عن عرش النظام طُغَاتهُ

وحميتَ حَوزَتهُ وصنتَ ذماره
ودفعتَ عن خدر البيانِ غواتَهُ

لم يلقَ دهرك وهو عَضبٌ صارمٌ
يفري الاماني من يفلُّ شَباتهُ

حتى بدت آياتُ فضلك اسهماً
راحت تبدّدُ كالقطيع كماتهُ

حبَّبتَ لي التمداحَ كنتُ اعافُهُ
حتى عشقتُ بمدح ذاتَك ذاتَهُ

فأهنأ بهِ مدحاً سما اترابَهُ
ما دمتَ قنَّاصاً تصيدُ بُزَاتهُ

ما كلُّ من يلج العرينَ غضَنفرٌ
حقٌ لهُ ان يستبيحَ مهاتَهُ

فالدرُّ يذخرهُ الفتى ضِناً بهِ
حتى يريهِ الاختبارُ كُفَاتَهُ

وكذا المديحُ يُصَان في ابراجهِ
حتى يلاقي المادحونَ سرَاتَهُ

فاذا تجسَّم لي وكنتَ قِوَامَهُ
أَلبستُهُ حِللاً تغيظُ عداتَهُ

وجعلتُ شعري في ملائم وجههِ
قُبَلاً ترصّعُ بالنجوم لهاتَهُ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:13 AM
يا أيها العَلَمُ الذي عَرَجَت بهِ
فوق المجرَّة والسماك قصائدُهُ

والكاتب العربيُّ مَن ملأَت حشى
الاوراق تثمرُ كالغصون فوائدُه

والعالِم النحرير ذو القلمِ الذي
قد كلَّلت هامَ الفخار فرائدُهُ

فنما بهِ العلمُ الصحيحيُ ومُتّنَت
في ندحة الأَدب الصريح قواعِدُهُ

عرَّبتَ عن هُومير اشعاراً زهت
حسناً طواها الدهر وهي خرائدُهُ

فكسوتَ قامتها طرازاً مُعلَماً
يبقى ولا تبقى البدورُ حواسدُه

ونشرتَها بين الملا أعجوبةً
في طيّ سِفر تستباحُ نواهدُه

حُورٌ على سُرُرٍ بسدرة منتهى
الاعجاز يعشقها العلى وتراوِده

ظلَّت لها الشعراءُ تنشدُ بهجةً
والافقُ يرقصُ والنجوم تساعده

والنهر صنجٌ والنسائم مَزهرٌ
والأيكُ عُودٌ والحمام ولائدوه

والارض سَكرَى والعُبَاب مُصفّقٌ
طَرَباً وألحاظُ الأثير تشاهدوه

والطيرُ يصدحُ والرياض مسرَّةً
تفترُّ عن ثغرٍ تضيءُ قلائده

والانس جنٌ والملائك خرَّدٌ
والجنُّ انسٌ والصفاءُ مَعَاهدُه

فكأنما الاكوانُ طراًّ هيَّأت
للمجد عرساً والسرور موائدُهُ

هذا هوَ الاثر الجليل ومظهرُ
الخلقُ النبيل فكلُّ شهمٍ

ما في البسيطة للمعارف منهلٌ
عَذبٌ صفا الاَّ وطبعك رائدُه

وَصَفُوكَ في صفحات كلّ مجلةٍ
وصفاً حَلَت للظامئينَ مواردُه

وتزاحم الخطباءُ في ساحات مَع
هدكَ الذي زَهواً ترنَّح قاصِدُه

جمعوا فاوعوا في الخطاب وابدعوا
لكنَّ وصفك لن تُنالَ شواردُه

لما رأيتُك في جهادكَ مُفرَداً
يهوى العظائمَ والظروف تعاندُه

الجدُّ يركض خَلفهُ وامامهُ
تمشي الحصافة والذكاءُ يعاضدُه

ماضي العزائم لا يردُّ شكيمةً
حتى تنولهُ المرامَ سواعدُه

أيقنتُ انك مِحوَر الامالِ و
الأعمالِ في عصرٍ يراعكَ قائدُه

فاهتك حجاب النثر انك عضُبهُ
واضرب بصدر الشعرانك والدُه

واثر شعاعَ الفضل انك قُطبُهُ
وارفع سرير النبل انك ماجدُهُ

واعلم وعلّم واستفِد وأفِد وفُز
واسلم لهذا الدهر انك واحدُه


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:14 AM
إلى حماك لجأت اليوم يا سندي
إذ أنت أشفق من أمٍّ على ولدِ

أنتَ الجوادُ بلا مَنٍّ ولا سأمٍ
تعطي النضارَ عطاءَ الناس للجددِ

أنت السحاب الذي فاضت مناهلهُ
حتى ارتوى كلُّ صادٍ ذائب الكبدِ

فارحم فَتًى عضَّهُ ناب الزمان بلا
ذنبٍ سوى كونه ذا منطقٍ غَرِدِ

يهوى العلومَ وحبُّ الفضل شيمتهُ
وينظم الشِعرَ نَظمَ السُحب للبرَدِ

جُوزي على نفعهِ ضرًّا يلازمهُ
كأنما الدهر مطبوعٌ على الحسدِ

اليكَ ارفع سؤلي فارعني سمَعَا
يا من غدا بعد باري الكون معتمدي

وعدَّتني وكرام الناس ان وعدوا
وفوا وحاشاك ان تُلغى من العددِ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:14 AM
هذِّب وليدكَ وهو طفلٌ راضعٌ
واغرس بهِ حبَّ المعارف عن صِغَر

فالغصن يسهلُ وهو لَدنٌ فتلهُ
ومتى قسا ان شئتَ تُعدِلهُ انكسر

هو ذا غلامٌ بالمعارف هائمٌ
منذ الحداثة عاشقٌ غُرَر الفكر

يصغي ليقتبسَ الفوائد ان رأى
خلاًّ يطارح اهله حلو السَمر

يتلو الكتاب محللاً اشكالهُ
كأَبي حنيفة عندما يتلو السوَر

متأدبٌ بحديثهِ متهذّبٌ
بجلوسه متجنّبٌ ما يحتقر

لا غروَ فهو ابن الذي اعترفت لهُ
أهلُ الحصافة أنه أذكى البشر

فالشد إذا عاينتهُ متمثّلاً
لا بدع هذا الغصن من هذا الشجر


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:14 AM
بنداك أصبحَ حاتمٌ في قبرهِ
حسداً يئنُّ وما لهُ تأساءُ

ولأنتَ بين أولي المكارم مفردٌ
شهدت بفرط سخائهِ الاعداءُ

قد مثلَّوك ببحرِ ماءٍ زاخرٍ
لكنّهم في ذا المثال اساؤا

فالبحر ملحٌ لا يطاق وجودك
الطامي زلالٌ فيهِ ثمَّ شفاء

والبحرُ يمسك طامعاً ما عندهُ
وغناكَ مبذولٌ بهِ إثراءُ

ما انتَ بحرٌ دام يجمع مُذخراً
بل أنتَ وادٍ سال عنهُ الماءُ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:14 AM
قلّدتني منناً تعذَّر وصفُها
ولذاك أصمت إذ أراك وأخجلُ

فلأَنت تفعلُ ما تقولُ ولم اجد
عند الحقيقة من يقولُ ويفعلُ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:15 AM
كلامٌ صيغَ من درٍّ يتيمٍ
يليق لجيد ذات الخال عقدا

واشهدُ أنه حلوٌ مذاقاً
أبِن لي كيف صار الدرُّ شهدا


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:15 AM
ما للهداية في العواصم من سبيل
إلا إذا لجأ الغريب إلى دليل

عبثاً يبدّد مالهُ وزمانهُ
من سار آونةَ السياحة كالضليل

لا سيما في مثل هذا القطر من
بعد احتلالٍ حكَّم الضيف الدخيل

روح الحضارة في الكنانة قد سرت
كالبرق تقطع بالدقيقة ألف ميل

وثبت بها في رُبع جيلٍ وثبةً
قامت مقام مسيرها في ألف جيل

فالحقُّ يعلو والعدالة أرهفت
عضباً به الظلم القديم غدا قتيل

والخير يطفح والغنى متدفقٌ
والأمن يرفع في ربى روضٍ ظليل

والأرض تُحرثُ والصنائع ترتقي
والتجر مدّ علائقاً مع كل جيل

والنيل يخزن ماؤهُ حتى إذا
شحَّ السحاب بفيضه كان البديل

ومنائر العمران ينطح روقها
رأس السماك ويزدري الهرم الجليل

والغاز يسطع والبخار مسخَّرٌ
والبرق يوحي والكهارب في السبيل

والخلق يهرج والعواجل ركَّضٌ
والجوّ يضحك والقواطر في عويل

وصحائف الاخبار تنقل للنهى
آثار أهل الأرض من قالٍ وقيل

ومعاهد الآداب بالعلم اغتدت
تهدي المواطن كل ذي فضل نبيل

من كل أروع ماجدٍ متفننٍ
سامي التصور زانهُ الخُلق الجميل

كبرت له نفسٌ به عرجت الى
فلك الفخار بمصعد التعب الجزيل

تحدو به نحو العظائم همةٌ
توحي العزائم من شبا الماضي الصقيل

والطرق تُصلحُ والمنازه جمَّةٌ
والغيد تمرح بالمحاسن تستميل

والزَهر زُهرٌ والورود مجامرٌ
والترَب تبرٌ والجداول سلسبيل

مصداحها يشدو على ادواحها
ورياحها تشجيه بالنسم البليل

فتزخرفت وتفوفت وتدبجت
كجنان عدنٍ قد ثوت بجوار نيل

امساؤها اصباحها وشتاؤها
كربيع جلَّق او بلاد الارخبيل

وكذلك السودان أوتي بعثهُ
من بعد ما اودى به الجهل الوبيل

فجرى على متن السراط وهمه
تعويض ما قد فات مذ عهدٍ طويل

فبدَت طلائعُ زهوه ونمائه
وسمت مطالعُ ذلك الشعب الذليل

ولوسف تنظر كيف يصبح ظافراً
بجميع ما يرجوه في زمنٍ قليل

متوقّلاً ذروات عزٍّ باذخٍ
تثوي بهِ في معقل المجد الاثيل

فالانكليز لقد خلا قاموسهم
من قولنا نحن الاعارب مستحيل

ولذاك انت اليومَ اكثر حاجةً
لشراء سِفرٍ لقَّبوه بالدليل

سفرٌ غدا في بابه كنزاً حوى
كل الغنى ولذاك عزَّ عن المثيل


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:16 AM
يا سائلي عن منتهى
رتب المعالي والشرف

تلك التي من نالها
في قمَّة العليا وقف

يسمو الخلائق سؤدداً
ويفوز منها بالشغف

ان العلوم باسرها
ضُمَّت بصدر المقتطف

فغدا كصرحٍ حافلٍ
ببديع انواع التحف

وبدا ككنزٍ شاملٍ
اسمى الجواهر والطُرف

مفتوحةٌ ابوابهُ
للناس مبذول الغرف

من شاءَ بات ومن يشاءُ
اقام حيناً وانصرف

فيهِ تعلم جاهلٌ
وبهِ تفقه من عرف

وافاد اصناف العباد
ذوي الزراعة والحرف

وأُولي المتاجر والمنا

جم والتنعم والترف
وكذاك ارباب العرو

ش وكل من بهم انتصف
وجلال قدر المرءِ قامَ
بقدرِ إحسانٍ سلف

وجميل هذا الفعل فوق
جميل اعلام السلف

قد قصَّروا عن بعضهِ
طرًّا كما عجز الخلف

فهو الوحيد ولا جدا
ل بما افاض وما اغترف

حكمٌ تقرَّر عند مَن
بالعدل والنُبل اتصف

هيهات ينكرهُ سوى
من زاغ بغياً وانحرف

فافقه اذن يا سائلي
ان كنت لستَ من اعتسف

ان المفاخر والعلى
والمجد اجمع والشرف

والذكر يلبث خالداً
ما دام في البدر الكلف

عقدٌ بجيد مجلةٍ
غراء تدعى المقتطف


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:16 AM
يا ابن الأمير الذي دانَت لصولتهِ
هامُ الأعاجم من قُطبٍ إلى قُطبِ

بل يا ابن حامي ذمار العُرب مدَّرعاً
بالحزم والعَزم بين البِيض واليَلَبِ

بل يا ابن من اخرست آياتُ حجتَّهِ
عند الجدال فحول العلمِ والادبِ

وعارضَت سيبهُ السبع البحار على
جهلٍ فعادت تثير الموج من غضب

ناهيكَ اسجاعهُ تلك التي نضخت
عيونُها الراحَ فيهِ نكهة الضرَبِ

لوجال جريالهُ في رأس مفترعٍ
طوداً لطار ومال الطودُ من طَرَبِ

الله اكبر ما للدهر سيئةٌ
لم تُمحَ من بعد ذاك الأروع العربي

الناسك القانت الصوَّام ذو الورع ال
قوَّام من أَمَّ في الاسلام بعد نبي

لأنتَ من أُسرةٍ للدين ما عنيت
للفضل ما احرزت في سالف الحُقبِ

لابدعَ ان نلتَ من سلطاننا املاً
ما دمتَ تُعرَف خيرا بنٍ الخير أبِ

وافتكَ يا بضعة الصدّيق مسرعةً
خير المراتب تبغي خيرة النسبِ

من كان صلبُ ابي بكرٍ يسلسلهُ
وشاهدُ الفخر فيهِ محكم الكُتُبِ

واصبحت أنجم الافلاك تحسدهُ
أيعجبُ الخلقُ ان حلوهُ بالرتبِ

لمن تخبَّأُ القابُ الفخارِ اذا
لم تعطها باعطاء الله للعَرَبِ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:16 AM
في بحر جودك أمسى
بحر النوال غريقا

والمال اصبح يشكو
منك الجفاءَ حقيقا

فيا محمد مهلاً
كن بالنضار رفيقا

يا صادق الوعد يا مَن
صيَّرت قلبي رقيقا

كلَّ الكرام فريقاً
اضحوا وأنتَ فريقا


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:17 AM
شاب الدجى فتمخَّض الفجرُ
ولد الصباح فكُفّنَ الفجرُ

بكت السماءُ فهشَّ مبتسماً
نجمُ الثرى فتغيبِّت زُهرُ

خطب النهارُ الشمسَ جاد بها
فلكُ السنى فتهيَّأَ المهرُ

فرحت رياضٌ ابرزت حللاً
قد دبَّجتها ديمةٌ بكرُ

غنَّت عنادلُ ارقصت طرباً
هيف الخمائل صفَّق النهرُ

عَزَفت نسيماتُ الصبا هتفت
وُرق الهديل تصبَّب البِشرُ

حضر الوليمةَ كل ذي مقةٍ
ذكر الحبيبَ فهاجه الذِكرُ

سكبوا دمَ الابريق في قدحٍ
فبدا على ياقوتهِ درُّ

لا تعجبوا فكُرات كلّ دم
فيها البياضُ وجلُّها حُمرُ

قد راقهم صحوٌ فنادمهم
صفوٌ فطاب لاهلهِ السكرُ

قد ازوجوا بالماء سلسلهم
فتولَّد الإطرابُ والهذرُ

بزَّ الصب احَ صبوحُهم فقضوا
ساعات انسٍ بزَّها الدهرُ

فتفرقوا ايدي سبا فمضوا
لشؤونهم مذ اذن الظُهرُ

يا مأتماً لليل قام بهِ
عرسُ النهار وولَدَ الخمرُ

كم فيك للالباب من عبَرٍ
لا وصلَ يبقى لا ولا هجرُ

ذي سنَّةٌ في الأرض سائدة
بين الخلائق مذ طى البحرُ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:17 AM
حان الفراقُ أيا رفاق قفوا
لوداع شِعر متيَّم الشعرِ

فالنظمُ خان لبُعدكم وفى
دمعٌ يجود عليَّ بالنثرِ

لولا الرجاءُ بعود اُلفتنا
لغدوتُ ابكمَ منتهى الدهرِ

لا بدعَ ان جاد القريضُ هنا
أفليس مصرٌ مهبط السِحرٍِ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:17 AM
نقلتَ إلى مصر روض الشآم
بشعرك قبل أوان الربيع

وضوَّعتَ فيها نسيمَ الغياض
فمثَّلت للنفس تلك الربوع

وحلَّيتهُ بنفيس المعاني
ووشيتهُ بالطراز البديع

واجريتَ فيهِ رحيق البيان
فاثملَ قارئهُ والسميع

وقرَّب للذهن ادراكهُ
فحنَّ اليهِ الصبيُّ الرضيع

وذلك من معجزات القريض
وغاي الكلام وآي البديع

فلله أنتَ وما تستجيد
ولله أنتَ وما تستطيع

ولله نظمك بين النظيم
ولله فضلك بين الجميع


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:17 AM
هذا يراعكَ صَيقلُ الشِعرِ
وحجاك مجمع آيهِ الغُرِّ

وقريضكَ البحرُ الخضمُّ وهل
يعرو النفادُ لآلئَ البحرِ

لك كلَّ يومٍ كلُّ قافيةٍ
من كل معنًى شائقٍ بكرِ

تُجلى فتتلى ثم تُرسلها
فتزفُّ من قُطرٍ الى قُطرِ

ما زلتَ تنفحنا بها غُرراً
وتضمُّها دُرًّا الى دُرِّ

حتى كسوت النظم حليتَهُ
وجعلتَ شعركَ آيةَ العصرِ


عنحوري

الحمدان
08-20-2024, 12:18 AM
جَدِّدْ حَيَاتَكَ بِالصِّيَامِ
فَبِالصِّيَامِ غِذَاء رُوحِكْ

دَاوِ الَّذِي تَشْكُو بِتَقْوَى
اللَّهِ* تَبْرَا مِنْ قُرُوحِكْ

وَاغْنَمْ* أُوَيْقَاتِ التَّجَلِّي
فِي الطَّرِيقِ* إِلَى* نُزُوحِكْ

اشْحَذْ سُمُوَّكَ* عَنْ* حَيَاةِ
اللَّغْوِ وَادْأَبْ فِي طُمُوحِكْ

وَارْقَ* الذُّرَا* وَدَعِ* الثَّرَى
طَالَ المُقَامُ عَلَى سُفُوحِكْ


الأميري

الحمدان
08-20-2024, 12:18 AM
لم تأت معليةً مقامَك أنه
من قبلها بين البرية عالِ

لكنما هي رتبةٌ قد زَيَّنت
عمراً زها بجلائل الأعمال

هذي حياتك في استقامة سيرها
ونشاطها في الخلق خير مثال

حفلت بكل فضيلة ومبرة
فسمت من العلياءِ أوج كمال

أنت العصاميُّ الذي ضمنت له
عزماتُه في العمر كل منال

إذ أنت أول ما نشأتَ مجاهداً
بنزاهة الأقوال والأفعال

والعيشُ حربٌ لا ينال رغيده
إلا معدُّ عزيمة الأبطال

من نيةٍ صدقَت وحسن سريرة
طهرت وطيِّبِ سمعةٍ وخصال

تتدبر الدنيا بعقل واضح
كالنجم زاهٍ نوره المتلالي

ومناقبِ الخلق الكريم كأنها
زهر الربيع يفوح في الآصال

هذي المحامدُ أبلغتك مناصباً
ما أنشئت إلّا لبعض رجال

للَه أنت أباً يبر بولده
وبوزجه من طاهر الأذيال

قد أنجبت خير البنين عقيلةٌ
لك شابهتك برائعات خلال

وكذا السعادةُ أن تعيش ممتَّعاً
بوفاءِ أولاد وذات جمال

ويكون ما قد نلته من رتبةٍ
شرفاً يشار به إلى الأفضال

فاسعد بأسرتك الحبيبة محرزاً
مجداً يحقق أكبر الآمال

واقبل تهانئَ كل قلبٍ مخلصٍ
يدعو لكي تبقى بأنعم بال


خليل

الحمدان
08-20-2024, 12:18 AM
نالني بالسوء من أعرفه
أَنه بالسوءِ فاشٍ خبرُه

يا دميماً شُوِّهَت خلقتُه
فغدا يجرح عيني منظره

ولئيماً فسدت جبلته
وتوالى بالمخازي محضره

ليس ماضيكَ الذي نصرفه
بالذي يمحى سريعاً أَثره

عُداليه واحتجب عنا فقد
كاد أن يعلق فينا شرره

أَبلَغوني أَنه يشتمني
أبلِغوه أَنني أحتقره


خليل

الحمدان
08-20-2024, 12:18 AM
عزاءَك إن خان الصفيُّ المنافقُ
فاكثر من تلقاه خِبٌّ مماذقُ

تناكرت الدنيا عليكَ وربما
تساوى بها في العين خابٍ وشارق

فلا تبتئس إن الحياة خيانة
لها طُرُقٌ معروفة وطرائق

فربَّتَما خان اللسانُ فؤاده
وخان دمٌ بين الجوانح دافق

وخان الضياءُ العينَ والضوءُ واضحٌ
وخان اللسانَ النطقُ والفم ناطق

تصاحب هذي الروح ذا الجسم خدعةً
ترافقه يومين ثم تفارق

وتنبذه حتى كأن لم يعش بها
فينكره أولاده والشقائق

عزاءَك بعض الناس أدنى مكانةً
فَلم أنت مما برَّح الوجدُ فارق

جزعتَ على عهدٍ مضى في إخائه
ضياعاً توالي ودَّه وتصادق

فأكثر هذا الخلق تفنى حياتهم
ضياعاً وكم راحت ضياعاً خلائق

أَطل وترفَّع عن عتابٍ يَمَسُّهُ
كما يتعالى الماءُ والصخر حانق

إذا كان حراً فاعترافٌ بذنبه
وإن كان عبداً خَلِّه وهو آبق

فماذا ترجي منه بعد فضيحةً
أراد بها فتق الذي أنت راتق

ولم تك هذي منه أول مرةٍ
ولكن جرت من قبل هذي سوابق

فداريته دهراً فزاد لجاجةً
وما أنت منه أن يعاود واثق

ففيم ولم تلك المداراةُ إنما
يداري أخٌ مثلي لمثلك صادق

ولم أنت تأسى والسماءُ منيرة
وهذا خريفٌ طيب وحدائق

وطير تغنى في الغصون سعادةً
وزهرٌ وأثمار ودوحٌ بواسق

وأنت سليمٌ واسع الجاه منعمٌ
ومن أنت تهواه قريبٌ موافق

توقَّع هدى تلك القطيعة أنها
بشيرٌ بأن الخير لا شك غادق


خليل

الحمدان
08-20-2024, 10:31 AM
تُريدين لونَ حنيني إليكِ
إذاً طالعي الشمسَ عند المغيب

تريدين طعمَ حنيني إليكِ
إذاً لامسي بيديكِ اللهيب

تريدين حجمَ حنيني إليكِ
إذاً سافري في الفضاء الرحيب

حملتُكِ فيَّ فأنتِ الدماء
و أنتِ وراء الضلوعِ الوجيبْ

و أنتِ حروفي إذا ما نطقتُ
و أنتِ سكوتي الطويل الكئيبْ

وأنتِ إذا ما ضحكت الرنين
وأنتِ إذا ما بكيتُ النحيب

د . غازي القصيبي

الحمدان
08-20-2024, 10:34 AM
‏الارض من بعض الاوادم تعاني
‏تدور وتدور الحياة وسننها

‏ودي اوقفها ولوْ لـ ثواني
‏و انزل اشباه الرجاجيل منها

......

الحمدان
08-20-2024, 12:50 PM
سَلامٌ عَلَيكُم رِجالَ الوَفاء
وَأَلفُ سَلامٍ عَلى الوافِيات

وَيا فَرَحَ القَلبِ بِالناشِئينَ
فَفي هَأُلاءِ جَمالُ الحَياة

هُمُ الزَهرُ في الأَرضِ إِذ لا زُهورٌ
وَشُهبٌ إِذا الشُهبُ مُستَخفِيات

إِذا أَنا أَكبَرتُ شَأنَ الشَبابِ
فَإِنَّ الشَبابَ أَبو المُعجِزات

حُصونُ البِلاد وَأَسوارُها
إِذا نامَ حُرّاسُها وَالحُماة

غَدٌ لَهُم وَغَدٌ فيهِم
فَيا أَمسُ فاخِر بِما هُوَ آت

وَيا حَبَّذا الأُمَّهاتُ اللَواتي
يَلِدنَ النَوابِغ وَالنابِغات

فَكَم خَلُدَت أُمَّةٌ بِيَراعٍ
وَكَم نَشَأَت أُمَّةٌ في دَواة

أَنا شاعِرٌ أَبَداً تائِقٌ
إِلى الحُسنِ في الناس وَالكائِنات

أُحِبُّ الزُهور وَأَهوى الطُيورَ
وَأَعشَقُ ثَرثَرَةَ الساقِيات

وَرَقصَ الأَشِعَّةِ فَوقَ الرَوابي
وَضِحكَ الجَداوِل وَالقَهقَهات

تُطالِعُ عَينايَ في ذا المَكانِ
رَوائِعَ فاتِنَةٍ ساحِرات

كَأَنَّ الفَضاء وَفيهِ الطُيورُ
بُحورٌ بِها سُفُنٌ سابِحات

كَأَنَّ الزُهورَ تَرقرَقُ فيها
سَقيطَ النَدى أَعيُنُ باكِيات

وَمِن بُلبُلٍ ساجِعٍ لِمُغَنٍّ
وَمِن زَهرَةٍ غَضَّةٍ لِفَتاة

فَما أَجمَلَ الصَيفَ في الخَلَواتِ
وَأَروَعَ آياتِهِ البَيِّنات

نَضا السُترُ عَن حَسَناتِ الوجودِ
وَكانَت كَأَسرارِهِ الموضمَرات

وَأَحيا رَغائِبَنا الذابِلاتِ
فَعاشَت وَكانَت كَأَرضٍ مَوات

فَفي الأَرضِ سُحر وَفي الجَوِّ عِطرٌ
فَيا لِلكَريم وَيا لِلهِبات

أَمامُكُمُ العَيشُ حُرٌّ رَغيدٌ
أَلا فَاِغنَموا العَيشَ قَبلَ الفَوات


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:51 PM
قُل لِلَّذي أَحصى السِنينَ مُفاخِراً
يا صاحِ لَيسَ السِرُّ في السَنَواتِ

لَكِنَّهُ في المَرءِ كَيفَ يَعيشُها
في يَقظَةٍ أَم في عَميقِ سُباتِ

قُم عُدَّ آلَفَ السِنينِ عَلى الحَصى
أَتَعُدُّ شِبهَ فَضيلَةٍ لِحُصاةِ

خَيرٌ مِنَ الفَلَواتِ لا حَدَّ لَها
رَوضٌ أَغَنُّ يُقاسُ بِالخُطُواتِ

كُن زَهرَةً أَو نَغمَةً في زَهرَةٍ
فَالمَجدُ لِلأَزهار وَالنَغَماتِ

تَمشي الشُهورُ عَلى الوُرودِ ضَحوكَةً
وَتَنامُ في الأَشواكِ مُكتَإِباتِ

وَتَموتُ ذي لِلعُقمِ قَبلَ مَماتِها
وَتَعيشُ تِلكَ الدَهرَ في ساعاتِ

تُحصى عَلى أَهلِ الحَياةِ دَقائِقٌ
وَالدَهرُ لا يُحصى عَلى الأَمواتِ

العُمرُ إِلّا بِالمَآثِرِ فارِغٌ
كَالبَيتِ مَهجورا وَكَالموماتِ

جَعَلَ السِنينَ مَجيدَة وَجَميلَةً
ما في مَطاويها مِنَ الحَسَناتِ


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:51 PM
كُلُّ مَيتٍ مَهما عَلا في حَياتِهِ
كُلُّ ثاوٍ تَحتَ الثَرى مِن لِداتِه

لا حُدود وَلا مَقايِّسُ في المَوتِ
تَساوى الجَميعُ في ساحاتِه

حاصِدٌ حَقلَهُ الوجود وَما الأَحياءُ
إِلّا كَشَوكِه وَنَباتِه

مَن نَجا مِنه وَهوَ في رَوحاتِهِ
إِنَّما قَد نَجا إِلى غُدواتِه

لَيسَ زَرعُ الغَصّاتِ مِنهُ لِثَأرٍ
لَيسَ حَصدُ اللَذاتِ مِن لَذّاتِه

إِنَّهُ يَسلُبُ الغِوايَةَ كَالرُشدِ
فَلَيسَ التَميِّزُ مِن عاداتِه

لا تَقُل ما رَأوهُ ذاكَ سِرٌّ
خَبَأَتهُ الحَياةُ في ظُلُماتِه

رُبَّ قَبرٍ نَمشي عَلَيه وَفيهِ
شَهَواتٌ تُربي عَلى ذَراتِه

كُلُّ ذي رَغبَةٍ دَنَت أَو تَسامَت
سَوفَ يَمضي يَوماً بِلا رَغَباتِه

لَيسَ عُمرُ الفَتى وَإِن طالَ إِلّا
ما حَوَتهُ الحَياةُ مِن مَكرُماتِه

يَعيظُ النابِغُ الخَلائِقَ حَيّاً
إِنَّما مَوتُهُ أَجَلُّ عِظاتِه

ظَهَرَ المَوتُ لِلعُيونِ جَديداً
أَمسُ في بَطشِه وَفي فَتَكاتِه

وَهوَ تُربُ الإِنسانِ مُنذُ اِستَ
وى في الأَرضِ حَيّاً يَمشي عَلى خُطُواتِه

وَما الرَدى بِالحَديثِ في الناسِ لَكِن
نُكتَةُ العِلمِ ضاعَفَت رَوعاتِه

فَقَدَ الخَلقُ واحِداً مِن بَينِهِ
وَأَضاعَ القَريضُ خَيرَ حِماتِه

شاعِرٌ كانَ يَرقُصُ الدَهرُ أَحياناً
وَيَبكي حيناً عَلى نَغَماتِه

ذَهَب الساحِرون وَالسِحرُ باقٍ
في عُيونِ المَهى وَفي كَلِماتِه

مُنشِئٌ رَقَّ لَفظُهُ كَسَجاياهُ
وَرَفَّ الجَمالُ في جَنَباتِه

تَوَّجَ الضادَ بِالمَلاحَةِ حَتّى
خالَها القَومُ بَعضَ مُختَرعاتِه

نَقَلَ الأَعصُرَ الخَوالي إِلَينا
في كِتابٍ لِلَّهِ مِن مُعجِزاتِه

فَرَأَينا هوميرُ يُنشِدُ فينا
شِعرُهُ مِثلُ واحِدٍ مِن رُواتِه

كانَ في دَولَةِ السُيوف وَزيراً
أَلمَعِيّا وَدَولَةً في ذاتِه

ما بَكَينا الرُفاتَ لَمّا بَكَينا
كَم رُفاتٍ في الأَرضِ مِثلُ رُفاتِه

بَل بَكَينا لِأَنَّنا قَد حُرِمنا
بِالمَنونِ المَزيدَ مِن آياتِه

راعَنا أَن يَزولَ عَنّا وَإِنّا
لَم نُطِق أَن نُطيلُ جيلَ حَياتِه

قَد أَرَدنا حَملَ البَشائِرِ لِلعِلمِ
فَكُنّا لِأَهلِهِ مِن نُعاتِه

إِنَّ في مِصر وَالشَآمِ دَوِيّاً
ما سَمِعناهُ قَبلَ يَومِ وَفاتِه

وَأَحَسَّ العِراقُ حينَ أَتاهُ
النَعيُ طَعمَ الرَدى بِماءِ فُراتِه

وَبِلُبنانَ رَجفَةٌ تَتَمَشّى
في يَنابيعِه وَفي نَسَماتِه

فَتَّحَ المَوتُ حينَ أَغمَضَ عَينَيهِ
عُيونَ الوَرى عَلى حَسَناتِه

فَهوَ ماضٍ لَهُ جَلالَةُ آتٍ
مِن فُتوحاتِه وَمِن غَزَواتِه

وَالفَتى العَبقَرِيُّ يولَدُ إِذ يولَدُ
في مَهدِه وَيَومَ مَماتِه


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:52 PM
المَرءُ في غَفَلاتِه وَسُباتِهِ
وَالدَهرُ كَالرِئبالِ في وَثَباتِهِ

وَالعُمر وَالزَمانُ يَجِدُّ في
إِخفائِه وَالمَرءُ في إِثباتِهِ

وَالحَربُ لا تَنفَكُّ بَينَهُما وَلا
يَنفَكُّ هَذا المَرءُ في حَسَراتِهِ

لا تَعجَبوا مِن جَهلِه وَغُرورِهِ
وَتَعَجَّبوا إِن حالَ عَن حالاتِهِ

يَسعى وَلا يَدري إِلى حَيثُ الرَدى
وَكَذا الفَراشُ يَحومُ حَولَ مَماتِهِ

وَتُحَبِّبُ الدُنيا إِلَيهِ نَفسَهُ
فَيُطيعُها وَالنَفسُ مِن آفاتِهِ

وَيُضيرُها إِفلاتُهُ مِن قَيدِها
وَسَعادَةُ الإِنسانِ في إِفلاتِهِ

يَلقى الضَراغِمَ غَيرَ مُكتَرِثٍ بِها
فَإِذا سَطَت ضَرَبَت عَلى سَطَواتِهِ

وَما قاتَلَ البَطَلَ النَجيدَ غَضَنفَرٌ
إِنَّ الغَضَنفَرَ مَن عَصى شَهَواتِهِ


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:52 PM
بَنَيتُ فُردَوسي وَزَخرَفتُهُ
حَتّى إِذا ما تَمَّ ضَيَّعتُهُ

أَجرَيتُ في أَنهارِهِ كَوثَراً
فَذاقَهُ الناس وَما ذُقتُهُ


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:52 PM
يا صاحِ كَم تُفّاحَةٍ غَضَّةٍ
يَحمِلُها في الرَوضِ غُصنٌ رَطيب

ناضِجَةٍ تَرتَجُّ في جَوِّها
مِثلَ اِرتِجاجِ الشَمسِ عِندَ المَغيب

حَرَّضَكَ الوَجدُ عَلى قَطفِها
لَمّا غَفا الواشي وَنامَ الرَقيب

لَكِن لِأَمرٍ أَنتَ أَدرى بِهِ
رََِعَت عَنها رَجعَةَ المُستَريب

تَقولُ لِلنَفسِ الطَموحِ اِقسُري
ما سِرقَةُ التُفّاحِ شَأنَ الأَريب

وَرُبَّ صَفراءَ كَلَونِ الضُحى
يَنفي بِها أَهلُ الكُروبِ الكُروب

دارَت عَلى الشَربِ بِها غادَةٌ
كَأَنَّها ظَبيُ الكِناسِ الرَبيب

في طَرفِكَ الساجي هُيامٌ بِها
وَبَينَ أَحشاءَكَ شَوقٌ مُذيب

لَكِن لِأَمرٍ أَنتَ أَدرى بِهِ
رَجَعتَ عَنها رَجعَةَ المُستَريب

تَقولُ لِلنَفسِ الطَموحِ اِقصُري
ما غُرَّ بِالصَهباءِ يَوماً لَبيب

إِيّاك وَإِيّاكَ أَكوابَها
أُختُ الخَنا هَذي وَأُمُّ الذُنوب

وَكَم شِفاهٍ أُرجُوانِيَّةٍ
كَأَنَّها مَخضوبَةٌ بَِلَّهيب

ساعَدَكَ الدَهرُ عَلى لَأمِها
وَرَشفِ ما خَلفَ اللَهيبِ العَجيب

لَكِن لِأَمرٍ أَنتَ أَدرى بِهِ
رَجَعَت عَنها رَجعَةَ المُستَريب

تُعَنِّفُ القَلبَ عَلى غَيِّهِ
وَتَعذُلُ العَينَ الَّتي لا تُنيب

قَتَلتَ نَزعاتِكَ في مَهدِها
وَلَم تُطِع في الحُبِّ حَتّى الحَبيب

وَالآنَ لَمّا اِنجابَ عَنكَ الصِبى
وَلاحَ في المَفرِقِ ثَلجُ المَشيب

وَاِستَسلَمَ القَلبُ كَما اِستَسلَمَت
نَفسُكَ لِليَأسِ المَخوفِ الرَهيب

أَراكَ لِلحَسرَةِ تَبكي كَما
يَبكي عَلى النائي الغَريبِ الغَريب

تَوَدُّ لَو أَنَّ الصِبى عائِدٌ
هَيهاتَ قَد مَرَّ الزَمانُ القَشيب

خَلِّ البُكا يا صاحِبي وَالأَسى
اللَيلُ لا يُقصيهِ عَنكَ النَحيب

لا خَيرَ في الشَيءِ اِنقَضى وَقتُهُ
ما لِقَتيلٍ حاجَةٌ بِالطَبيب


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:53 PM
رَوضٌ إِذا زُرتَهُ كَئيبا
نَفَّسَ عَن قَلبِكَ الكُروبا

يُعيدُ قَلبَ الخَلِيِّ مُغراً
وَيُنسِيَ العاشِقُ الحَبيبا

إِذا بَكاهُ الغَمامُ شَقَّت
مِنَ الأَسى زَهرُهُ الجُيوبا

تَلقى لَدَيهِ الصَفا ضُروباً
وَلَستَ تَلقى لَهُ ضَريبا

وَشاهَ قَطرُ النَدى فَأَضحى
رِدائُهُ مَعلَماً قَشيبا

فَمِن غُصونٍ تَميسُ تيهاً
وَمِن زُهورٍ تَضَوَّعُ طيبا

وَمِن طُيورٍ إِذا تَغَنَّت
عادَ المُعَنّى بِها طَروبا

وَنَرجِسٍ كَالرَقيبِ يَرنو
وَلَيسَ ما يَقتَضي رَقيبا

وَأُقحُوانٍ يُريكَ دُرّاً
وَجُلَّنارٍ حَكى اللَهيبا

وَجَدوَلٍ لا يَزالُ يَجري
كَأَنَّهُ يَقتَفي مُريبا

تَسمَعُ طَوراً لَهُ خَريراً
وَتارَةً في الزَرى دَبيبا

إِذا تَرامى عَلى جَديبٍ
أَمسى بِهِ مَربَعاً خَصيبا

أَو يَتَجنّى عَلى خَصيبٍ
أَعادَهُ قاحِلاً جَديبا

صَحَّ فَلَو جائَهُ عَليلٌ
لَم يَأتِ مِن بَعدِهِ طَبيبا

وَكُلُّ مَعنى بِهِ جَميلٌ
يُعَلِّمُ الشاعِرَ النَسيبا

أَرضٌ إِذا زارَها غَريبٌ
أَصبَحَ عَن أَرضِهِ غَريبا


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:53 PM
رَضِيَت نَفسي بِقِسمَتِها
فَليُراوِد غَيرِيَ الشُهُبا

كُلُّ نَجمٍ لا اِهتِداءَ بِهِ
لا أُبالي لاحَ أَو غَرُبا

كُلُّ نَهرٍ لا اِرتِواءَ بِهِ
لا أُبالي سالَ أَو نَضَبا

ما غَدٌ يا مَن يُصَوِّرُهُ
لِيَ شَيئاً رائِعاً عَجِبا

ما لَهُ عَين وَلا أَثَرٌ
هُوَ كَالأَمسِ الَّذي ذَهَبا

أَسقِني الصَهباءَ إِن حَضَرَت
ثُمَّ صِف لِيَ الكَأس وَالحَبَبا

لَيسَ يَرويني مَقالَكَ لي
أَنَّها العِقيانُ مُنسَكِبا

إِنَّ صِدقاً لا أُحِسُّ بِهِ
هُوَ شَيءٌ يُشبِهُ الكَذِبا

لا يُنجي الشاةَ مِن سَغَبٍ
أَنَّ في أَرضِ السُهى عَشَبا

ما عَلى مَن لا يُطيقُ يَرى
نَوَّرَ الوادي أَوِ اِكتَأَبا

ما يُفيدُ الطَيرَ في قَفَصٍ
ضاقَ هَذا الجَوُّ أَرَحِبا

بَرِّدي يا سُحبُ مِن ظَمَأي
وَاِهطُلي مِن بَعدِ ذا ذَهَبا

أَو فَكوني غَيرَ راحِمَةٍ
حِمَماً حَمراءَ لا سُحُبا

وَلأَكُن وَحدي لَها هَدَفاً
وَلتَكُن نَفسي لَها حَطَبا

أَنا مِن قَومٍ إِذا حَزِنوا
وَجَدوا في حُزنِهِم طَرَبا

وَإِذا ما غايَةٌ صَعُبَت
هَوَّنوا بِالتَركِ ما صَعُبا


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:53 PM
لِيَطرَبَ مَن شاءَ أَن يَطرَبا
فَلَستُ بِمُستَمطِرٍ خُلَّبا

عَرَفتُ الزَمانَ قَريبَ الأَذى
فَصِرتُ إِلى خَوفِهِ أَقرَبا

وَهَذا الجَديدُ أَبوهُ القَديمُ
وَلا تَلِدُ الحَيَّةُ الأَرنَبا

أَرى الكَونَ يَرمُقُهُ ضاحِكاً
كَمَن راءَ في تيهِهِ كَوكَبا

وَلَو عَلِمَ الخَلقُ ما عِندَهُ
أَهَلّوا إِلى اللَهِ كَي يَغرُبا

وَلَو عَلِمَ العيدُ ما عِندَهُم
أَبى أَن يُمَزِّقَ عَنهُ الخِبا

أَلا لا يَغُرَّكَ تَهليلُهُم
وَقَولَتُهُم لَكَ يا مَرحَبا

فَقَد لَبَّسوكَ لِكَي يَخلَعوكَ
كَما تَخلَعُ القَدَمُ الجَورَبا

وَلوعونَ بِالغَدرِ مِن طَبعِهِم
فَمَن لَم يَكُن غادِراً جَرَّبا

وَكائِن فَتىً هَزَّني قَولُهُ
أَنا خِدنُكَ الصادِقُ المُجتَبى

أُرافِقُ مِن شَكلِهِ ضَيغَماً
يُرافِقُ مِن نَفسِهِ ثَعلَبا

هُمُ القَومُ أَصحَبَهُم مُكرَها
كَما يَصحَبُ القَمَرُ الغَيهَبا

أَرانِيَ أَوحَدَ مِن ناسِكٍ
عَلى أَنَّني في عِدادِ الدَبى

وَأَمرَحُ في بَلَدِ عامِرٍ
وَأَحسَبُني قاطِناً سَبسَبا

وَقالَ خَليلِيَ الهَناءُ القُصورُ
وَكَيف وَقَد مُلِأَت أَذأُبا

أَلفتُ الهُمومَ فَلَو أَنَّني
قَدَرتُ تَمَنَّعتُ أَن أَطرَبا

كَأَنَّ الجِبالَ عَلى كاهِلي
كَأَنَّ سُروري أَن أَغضَبا

وَكَيفَ اِرتِياحُ أَخي غُربَةٍ
يُصاحِبُ مِن هَمِّهِ عَقرَبا

عَتِبتُ عَلى الدَهرِ لَو أَنَّني
أَمِنتُ فُؤادِيَ أَن يَعتَبا

وَجَدتُك وَالشَيبُ في مَفرِقي
وَوَدَّعَني وَأَخوكَ الصَبى

فَلَيسَ بُكائِيَ عاماً خَلا
وَلَكِن شَبابي الَّذي غُيِّبا

فَيا فَرَحاً بِمَجيءِ السِنينِ
تَجيءُ السُنونُ لِكَي تَذهَبا

عَجيبٌ مَشيبِيَ قَبلَ الأَوانِ
وَأَعجَبُ أَن لا أَرى أَشيَبا

فَإِنَّ نَوائِبَ عارَكتُها
تَرُدُّ فَتى العَشرِ مُحدَودِبا

وَيا بِنتَ كولَمبَ كَم تَضحَكينَ
كَأَنَّكِ أَبصَرتِ مُستَغرَبا

أَلَيسَ البَياضُ الَّذي تَكرَهينَ
يُحَبِّبُني ثَغرَكِ الأَشنَبا

فَمَن كانَ يَكرَهُ إِشراقَهُ
فَإِنّي أَكرَهُ أَن يُخضَبا

أُحِبُّكَ يا أَيُّها المُستَنيرُ
وَإِن تَكُ أَشَمَتَّ الرَبرَبا

وَأَهوى لِأَجلِكَ لَمعَ البُروقِ
يَ أَعشَقُ فيكَ أَقاحِ الرُبى

وَيا عامُ هَل جِئتَنا مُحرَماً
فَنَرجوكَ أَم جِئتَنا مُحرِبا

تَوَلّى أَخوك وَقَد هاجَها
أَقَلُّ سِلاحٍ بَنيها الظُبى

يُجَندِلُ فيها الخَميسُ الخَميسَ
وَيَصطَرِعُ المُقنَبُ المُقنَبا

إِذا اِرتَفَعَ الطَرفُ في جَوِّها
رَأى مِن عَجاجَتِها هِندِبا

وَجَيّاشَةٍ بَرقُها رَعدُها
تَدُكُّ مِنَ الشاهِقِ المَنكَبا

يَسيرُ بِها الجُندُ مَحمولَةً
قَضاءَ عَلى عَجَلٍ رُكَبا

يَوَدُّ الفَتى أَنَّهُ هارِبٌ
وَيَمنَعُهُ الخَوفُ أَن يَهرُبا

وَكَيفَ النَجاة وَمَقذوفُها
يَطولُ مِنَ الشَرقِ مَن غَرَّبا

وَلَو أَنَّهُ في ثَنايا الغُيومِ
لَما أَمِنَ الغَيمُ أَن يُطلَبا

تَسُحُّ فَلَو أَنَّ تَهتانَها
حَيّاً أَنبَت القاحِلَ المُجدِبا

فَما المَنجَنيق وَأَحجارُهُ
وَما الماضِياتُ الرِقاقُ الَشبا

إِن شَكَتِ الأَرضُ حَرَّ الصَدى
سَقاها النَجيعَ الوَرى صَيِّبا

فَيا لِلحُروب وَأَهوالِها
أَما حانَ يا قَومُ أَن تُشجَبا

هُوَ المَوتُ آتٍ عَلى رُغمِكُم
فَأَلقوا المُسَدَّس وَالأَشطُبا

وَلِلخالِقِ المُلك وَالمالِكونَ
فَلا تَتبَعوا فيكُمُ أَشعَبا

وَلَم أَنسَ مَصرَعَ تيتانِكٍ
وَمَصرَعَنا يَومَ طارَ النَبا

فَمِن شِدَّةِ الهَولِ في صِدقِهِ
رَغِبنا إِلى البَرقِ أَن يَكذِبا

لَيالِيَ لا نَستَطيبُ الكَرى
وَلا نَجِدُ الماءَ مُستَعذَبا

وَباتَ فُؤادِيَ بِهِ صَدعُها
وَبِتُّ أُحاذِرُ أَن يَرأَبا

وَلي ناظِرٌ غَرِقٌ مِثلُها
مِنَ الدَمعِ بِالبَحرِ مُستَوثِبا

إِذا ما تَذَكَّرتُها هِجتُ بي
أَخافُ مَعَ الدَمعِ أَن تُسرَبا

فَأُمسي عَلى كَبِدي راحَتي
أَخافُ مَعَ الدَمعِ أَن تُسرَبا

خُطوبٌ يَراها الوَرى مِثلَها
لِذَلِكَ أَشفَقَ أَن تُكتَبا

لَقَد نَكَبَ الشَرقَ نَكَباتِهِ
وَحاوَلَ أَن يَنكِبَ المَغرِبا

وَأَشقى نُفوسُ بَني آدَمٍ
لِيُرضي السَراحين وَالأَعقُبا

وَلَو جازَ بَينَ الضُحى وَالدُجى
لَقاتَلَ فيهِ الضُحى الغَيهَبا

لَعَلَّك تَمحو جِناياتِهِ
فَنَنسى بِكَ الذَنبَ المُذنِبا

إِذا كُنتَ لا تَستَطيعُ الخُلودَ
فَعِش بَينَنا أَثَراً طَيِّبا

فَإِنَّكَ في إِثرِهِ راهِلٌ
مَشَيتَ السَواكَ أَوِ الهَيدَبى


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:54 PM
سَلامٌ عَلى السَيِّدِ المُجتَبى
كَقَطرِ الغمام وَنَشرِ الكَبا

وَيا مَرحَباً بِأَميرِ السَلامِ
وَقَلَّ لَهُ قَولُنا مَرحَبا

قُدومُكَ بَدَّدَ عَنّا الأَسى
كَما يَكشِفُ القَمَرُ الغَيهَبا

وَأَحيا المُنى في فُؤادِ الفَتى
وَرَدَّ إِلى الشَيخِ عَهدَ الصِبى

كَأَنّي بِأَيّارَ خَيرَ الشُهورِ
أَتاهُ البَشيرُ بِذاكَ النَبا

فَوَشّى الرِياض وَحَلّى الحُقولَ
وَزانَ الوِهاد وَزانَ الرُبى

وَقالَ لِأَغصانِهِ صَفِّقي
وَلِلطَيرِ في الأَرضِ أَن تَخطُبا

وَلِلنَسَماتِ تَجوبُ البِلادَ
وَتَملَءُها أَرَجاً طَيِّبا

وَرَنَّت بِأُذني أَغاريدُها
فَقُلتُ لِكَفِّيَ أَن تَكتُبا

فَهَذا القَريضُ حَفيفُ الغُصونِ
وَشَدوُ الطُيور وَنَفحُ الصِبا

طَلَعتَ نَطالَ حُقوقُ الفُؤادِ
كَأَنَّ بِهِ هِزَّةَ الكَهرَبا

وَلَيسَ بِهِ هِزَّةُ الكَهرُباءِ
وَلَكِن رَأى التائِهُ الكَوكَبا

وَأَلقَت إِلَيكَ مَقاليدَها
نُفوسٌ تَخَيَّرَتِ الأَنسُبا

فَيا صاحِبَ الشِيَمِ الباهِراتِ
وَيا مَن تُحِلُّ لَدَيهِ الحُبا

تَقَوَّلَ عَنكَ صِغارُ النُفوسِ
لِأَمرٍ فَما أَدرَكوا مَأرَبا

وَمَن يَسلُبُ الشَمسَ أَنوارَهصا
وَمَن ذا الَّذي يُمسِكُ الصَيِّبا

فَأَحسِن إِلَيهِم وَإِن أَخطَأوا
وَكُن كَالحَيا يُمطِرُ السَبسَبا

إِذا لَم تُسامِح وَأَنتَ الكَريمُ
فَمَن ذا الَّذي يَرحَمُ المُذنِبا

لَقَد طَرِبَ التاج وَالصَولَجانُ
وَحُقَّ لِهَذَينِ أَن يَطرَبا

فَإِن هَنَّأوكَ بِما نِلتَهُ
فَإِنّي أُهَنّي بِكَ المَنصِبا


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:54 PM
يا رُبَّ قائِلَة وَالقَولُ أَجمَلُهُ
ما كانَ مِن غادَةٍ حَتّى وَلَو كَذَبا

إِلى ما تَحتَقِرُ الغاداتُ بَينَكُمُ
وَهُنَّ في الكَونِ أَرقى مِنكُم رُتَبا

كُنَّ لَكَم سَبَباً في كُلِّ مَكرُمَةٍ
وَكُنتُم في شَقاءِ المَرأَةِ السَبَ

زَعَمتُم أَنَّهُنَّ خامِلاتِ نُهىً
وَلَو أَرَدنَ لَصَيَّرنَ الثَرى ذَهَبا

فَقُلتُ لَو لَم يَكُن ذا رَأيُ غانِيَةٍ
لَهاجَ عِندَ الرِجالِ السُخط وَالصَخَبا

لَم تُنصِفينا وَقَد كُنّا نُؤَمِّلُ أَن
لا تُنصِفينا لِهَذا لا نَرى عَجَبا

هَيهاتِ تَعدِلُ حَسناءَ إِذا حَكَمَت
فَالظُلمُ طَبعٌ عَلى الغاداتِ قَد غَلَبا

يُحارِبُ الرَجُلُ الدُنيا فَيُخضِعَها
وَيَفزَعُ الدَهرُ مَذعوراً إِذا غَضِبا

يَرنو فَتَضطَرِبُ الآسادُ خائِفَةً
فَإِن رَنَت ذاتُ حُسنٍ ظَلَّ مُضطَرِبا

فَإِن تَشَء أَودَعتُ أَحشائُهُ بَرَداً
وَإِن تَشَء أَودَعتُ أَحشائَهُ لَهَبا

تَفنى اللَيالي في هَم وَفي تَعَبٍ
حَذارَ أَن تَشتَكي مِن دَهرِها تَعَبا

وَلَو دَرى أَنَّ هَذي الشُهبُ تُزعِجُها
أَمسى يَروعُ في أَفلاكِها الشُهُبا

يَشقى لِتُصبِحَ ذاتُ الحَليِ ناعِمَةً
وَيَحمِلُ الهَمَّ عَنها راضِياً طَرِبا

فَما الَّذي نَفَحَتهُ الغانِياتُ بِهِ
سِوى العَذابِ الَّذي في عَينَيهِ عَذُبا

هَذا هُوَ المَرءُ يا ذاتَ العَفافِ فَمَن
يُنصِفهُ لا شَكَّ فيهِ يُنصِفُ الأَدَبا

عَنَّفتِه وَهوَ لا ذَنبَ جَناهُ سِوى
أَن لَيسَ يَرضى بِأَن يَغدو لَها ذَنَبا


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:55 PM
أَعطَيتُ مَن أَعشَقُها وردَةً
مِن بَعدِ أَن أَودَعتُها قَلبي

فَجَعَلَت تَنثُرُ أَوراقَها
بِأَنمُلٍ كَالغَنَمِ الرَطبِ

لا تَسأَلوا العاشِقَ عَن قَلبِهِ
قَد ضاعَ بَينَ الضِحك وَاللَعِبِ

لَم أَقطِفِ الوَردَةَ مِن غُصنِها
لَو لَم تَكُن كَالخَدِّ في الإِتِّقاد

وَلَم تُمَزِّق هِندُ أَوراقَها
لَولا اِشتِباهٌ بَينَها وَالفُؤاد


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:55 PM
وَقائِلَةٍ ماذا لَقيتَ مِنَ الحُبِّ
فَقُلتُ الرَدى وَالخَوفَ في البُعد وَالقُربِ

فَقالَت عَهَدتُ الحُبَّ يَكسَبُ رَبَّهُ
شَمائِلَ غُرّاً لا تُنالُ بِلا حُبِّ

فَقُلتُ لَها قَد كانَ حُبّاً فَزادَهُ
نُفورُ المَهى راءً فَأَمسَيتُ في حَربِ

وَقَد كانَ لي قَلب وَكُنتُ بِلا هَوىً
فَلَمّا عَرَفتُ الحُبَّ صُرتُ بِلا قَلبِ


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:55 PM
ذاتُ شَوكٍ كَالحِرابِ أَو كَأَظفارِ العُقابِ
رَبَضَت في الغابِ كَاللِصِّ لِفَتك وَاِستِلابِ

تَقطَعُ الدَرَبَ عَلى الفَلاح وَالمَولى المَهابِ
صُنتُ عَنها حُرَّ وَجهي فَتَصَدَّت لِثِيابي

كُلَّما أَفلَتُّ مِن نابٍ تَلَقَّتني بِنابِ
فَلَها نَهشُ الأَفاعي وَلَها لَسعُ الذُبابِ

وَأَذاها في سُكوني كَأَذاها في اِضطِرابي
وَهيَ كَالقَيدِ لِساقي وَلِجيدي كَالسَخابِ

فَكَأَنّا في عِناقٍ لا نِضالٍ وَوِثابِ
قُلتُ يا ساكِنَةَ الغاب وَيا بِنتَ التُرابِ

لا تَلَجّي في اِجتِذابي أَو فَلَجّي في اِجتِذابي
إِنَّ عوداً فيهِ ماءٌ لَيسَ عوداً لِاِحتِطابِ

أَنا في فَجرِ حَياتي أَنا في شَرخِ شَبابي
الهَوى مِلءُ فُؤادي وَالصِبى مِلءُ إِهابي

وَالمُنى تَنبُتُ في دَربي وَتَمشي رِكابي
أَنا لَم أَضجَر مِنَ العَيش وَلَم أَملُل صِحابي

لَم أَزَل أَلمَحُ طَيفَ المَجدِ حَتّى في السَرابِ
لَم أَزَل أَستَشعِرُ اللَذَّةَ حَتّى في العَذابِ

لَم أَزَل أَستَشرِفُ الحُسن وَلَو تَحتَ نِقابِ
ما بِنَفسي خَشيَةُ المَوت وَلا مِنهُ اِرتِهابي

أَنا لِلأَرض وَإِن طالَ عَنِ الأَرضِ اِغتِرابي
غَيرَ أَنّي لَم يَزَل ضَرعي لِرَي وَاِحتِلابِ

لَم أَهَب كُلَّ الَّذي عِندي وَلَم يَفرَغ وِطابي
أَنا نَهرٌ لَم أُتَمِّم بَعدُ في الأَرضِ اِنسِيابي

أَنا رَوضٌ لَم أُذِع كُلَّ عَبيري وَمَلابي
أَنا نَجمٌ لَم يُمَزِّق بَعدُ جِلبابَ الضَبابِ

أَنا فَجرٌ لَم تُتَوِّج فِضَّتي كُلَّ الرَوابي
لي رِغابٌ لَم تَلِد بَعدُ بِالتَبابِ

وَبِنفَسِيَ أَلفُ مَعنى لَم يُضَمَّن في كِتابِ
فَإِذا اِستَنفَدتُ ما في دَنِّ نَفسي مِن شَرابِ

وَإِذا أَنجُمُ آمالي تَوارَت في الحِجابِ
وَإِذا لَم يَبقَ في غَيمي ماءٌ لِاِنسِكابِ

وَإِذا ما صُرتُ كَالعَليقِ تِمثالَ اِكتِئابِ
لا يُرجينِيَ مُحتاج وَلا يَطمَعُ سابِ

فَاِجذُبيني إِن يَكُن مِنِّيَ نَفعٌ لِلتُرابِ
فَاِجذُبيني إِن يَكُن مِنِّيَ نَفعٌ لِلتُرابِ


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:56 PM
يا نَفسُ هَذا مَنزِلُ الأَحبابِ
فَاِنسَي عَذابَكِ في النَوى وَعَذابي

وَتَهَلَّلي كَالفَجرِ في هَذا الحِمى
وَتَأَلَّقي كَالخَمرِ في الأَكوابِ

وَلتَمسَحِ البُشرى دُموعَكِ مِثلَما
يَمحو الصَباحُ نَدىً عَنِ الأَعشابِ

وَاِستَرجِعي عَهدَ البَشاشَةِ وَالرِضى
فَالدَهرُ عادَ تَضاحُكاً وَتَصابي

أَنا بَينَ أَصحابي الَّذينَ أُحِبُّهُم
ما أَجمَلَ الدُنيا مَعَ الأَصحابِ

قَد كُنتُ مِثلَ الطائِرِ المَحبوسِ في
قَفَصٍ وَمِثلَ النَجمِ خَلفَ ضَبابِ

يَمتَدُّ في جُنحِ الظَلامِ تَأَوُّهي
وَيَطولُ في أُذنِ الزَمانِ عِتابي

وَأَهُزُّ أَقلامي فَتَرشَحُ حِدَّةً
وَأَسى وَيَندى بِالدُموعِ كِتابي

حَتّى لَقيتَكُمُ فَبِتُّ كَأَنَّني
لِمَسَرَّتي اِستَرجَعتُ عَصرَ شَبابي

لَيسَ التَعَبُّدُ أَن تَبيتَ عَلى الطَوى
وَتَروحَ في خِرَقٍ مِنَ الأَثوابِ

لَكِنَّهُ إِنقاظُ نَفسِ مُعَذَّبٍ
مِن رِبقَةِ الآلامِ وَالأَوصابِ

لَيسَ التَعَبُّدُ عُزلَةً وَتَنَسُّكاً
في الدَيرِ أَو في القَفرِ أَو في الغابِ

لَكِنَّهُ ضَبطُ الهَوى في عالَمٍ
فيهِ الغِوايَةُ جَمَّةُ الأَسبابِ

وَحَبائِلُ الشَيطانِ في جَنَباتِهِ
وَالمالُ فيهِ أَعظَمُ الأَربابِ

هَذا هُوَ الرَأيُ الصَوابُ وَغَيرُهُ
مَهما حَلا لِلناسِ غَيرُ صَوابِ


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:56 PM
جُعتُ وَالخُبزُ وَفيرٌ في وِطابي
وَالسَنا حَولي وَروحي في ضَبابِ

وَشَرِبتُ الماءَ عَذباً سائِغاً
وَكَأَنّي لَم أَذُق غَيرَ سَرابِ

حَيرَةٌ لَيسَ لَها مَثَلٌ سِوى
حَيرَةِ الزَورَقِ في طاغي العُبابِ

لَيسَ بي داءٌ وَلَكِنّي اِمرُؤٌ
لَستُ في أَرضي وَلا بَينَ صَحابي

مَرَّتِ الأَعوامُ تَتلو بَعضَها
لِلوَرى ضِحكي وَلي وَحدي اِكتِئابي

كُلَّما اِستَولَدتُ نَفسي أَمَلاً
مَدَّتِ الدُنيا لَهُ كَفَّ اِغتِصابِ

أَفلَتَت مِنّي حَلاواتُ الرُؤى
عِندَما أَفلَتُّ مِن كَفّي شَبابي

بِتُّ لا الإِلهامُ بابٌ مُشَرَعٌ
لي وَلا الأَحلامُ تَمشي في رِكابي

أَشتَهي الخَمرَ وَكَأسي في يَدي
وَأُحِسُّ الروحَ تَعرى في ثِيابي

يا رِفاقي حَطِّموا أَقداحَكُم
لَيسَ في دَنِّيَ خَمرٌ لِاِنسِكابِ

جَفَّ ضَرعُ الشِعرِ عِندي وَذَوى
وَلَكَم عاشَ لِمَريٍ وَاِحتِلابِ

أَيُّها السائِلُ عَنّي مَن أَنا
أَنا كَالشَمسِ إِلى الشَرقِ اِنتِسابي

لُغَةُ الفولاذِ هاضَت لُغَتي
لا يَعيشُ الشَدوُ في دُنيا اِصطِخابِ

لَستُ أَشكو إِن شَكا غَيري النَوى
غُربَةُ الأَجسامِ لَيسَت بِاِغتِرابِ

أَنا كَالكَرمَةِ لَو لَم تَغتَرِب
ما حَواها الناسُ خَمراً في الخَوابي

أَنا كَالسَوسَنِ لَو لَم يَنتَقِل
لَم يُتَوَّج زَهرُهُ رَأسَ كَعابِ

أَنا في نيويوركَ بِالجِسمِ وَبِالـ
ـروحِ في الشَرقِ عَلى تِلكَ الهِضابِ

في اِبتِسامِ الفَجرِ وَفي صَمتِ الدُجى
في أَسى تِشرينَ في لَوعَةِ آبِ

أَنا في الغوطَةِ زَهرٌ وَنَدىً
أَنا في لُبنانَ نَجوى وَتَصابي

رَبِّ هَبني لِبِلادي عَودَةً
وَليَكُن لِلغَيرِ في الأُخرى ثَوابي

أَيُّها الآتونَ مِن ذاكَ الحِمى
يا دُعاةَ الخَيرِ يا رَمزَ الشَبابِ

كَم هَشَشنا وَهَشَشتُم لِلمُنى
وَبَكَيتُم وَبَكَينا في مُصابِ

وَاِشتَرَكنا في جِهادٍ أَو عَذابِ
وَاِلتَقَينا في حَديثٍ أَو كِتابِ

وَعَرَفتُم وَعَرَفنا مِثلَكُم
أَنَّما الحَقُّ لِذي ظُفرٍ وَنابِ

كُلُّ أَرضٍ نامَ عَنها أَهلُها
فَهيَ أَرضٌ لِاِغتِصابٍ وَاِنتِهابِ

إِنَّني أَلمَحُ في أَوجُهِكُم
دَفقَةَ النورِ عَلى تِلكَ الرَوابي

وَأَرى أَشباحَ أَعوامٍ مَضَت
في كِفاحٍ وَنِضالٍ وَوَثابِ

وَأَرى أَطيافَ عَصرٍ زاهِرٍ
طالِعٍ كَالشَمسِ مِن خَلفِ الحِجابِ

لَيتَهُ يُسرِعُ كَي أُبصِرَهُ
قَبلَ أَن أَغدو تُراباً في التُرابِ


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:56 PM
حُرٌّ وَمَذهَبُ كُلِّ حُرٍّ مَذهَبي
ما كُنتُ بِالغاوي وَلا المُتَعَصِّبِ

إِنّي لَأَغضَبُ لِلكَريمِ يَنوشُهُ
مَن دونَهُ وَأَلومُ مَن لَم يَغضَبِ

وَأُحِبُّ كُلَّ مُهَذَّبٍ وَلَو اَنَّهُ
خَصمي وَأَرحَمُ كُلَّ غَيرِ مُهَذَّبِ

يَأبى فُؤادي أَن يَميلَ إِلى الأَذى
حُبُّ الأَذِيَّةِ مِن طِباعِ العَقرَبِ

لي أَن أَرُدَّ مَساءَةً بِمَساءَةٍ
لَو أَنَّني أَرضى بِبَرقٍ خُلَّبِ

حَسبُ المُسيءِ شُعورُهُ وَمَقالُهُ
في سِرِّهِ يا لَيتَني لَم أُذنِبِ

أَنا لا تَغُشُّنِيَ الطَيالِسُ وَالحُلى
كَم في الطَيالِسِ مِن سَقيمٍ أَجرَبِ

عَيناكَ مِن أَثوابِهِ في جَنَّةٍ
وَيَداكَ مِن أَخلاقِهِ في سَبسَبِ

وَإِذا بَصَرتَ بِهِ بَصَرتَ بِأَشمَطٍ
وَإِذا تُحَدِّثُهُ تَكَشَّفَ عَن صَبي

إِنّي إِذا نَزَلَ البَلاءُ بِصاحِبي
دافَعتُ عَنهُ بِناجِذي وَبِمِخلَبي

وَشَدَدتُ ساعِدَهُ الضَعيفُ بِساعِدي
وَسَتَرتُ مَنكِبَهُ العَرِيَّ بِمَنكِبي

وَأَرى مَساوِءَهُ كَأَنِّيَ لا أَر
وَأَرى مَحاسِنَهُ وَإِن لَم تُكتَبِ

وَأَلومُ نَفسي قَبلَهُ إِن أَخطَأَت
وَإِذا أَساءَ إِلَيَّ لَم أَتَعَتَّبِ

مُتَقَرِّبٌ مِن صاحِبي فَإِذا مَشَت
في عَطفِهِ الغَلواءُ لَم أَتَقَرَّبِ

أَنا مِن ضَميري ساكِنٌ في مَعقِلٍ
أَنا مِن خِلالي سائِرٌ في مَوكِبِ

فَإِذا رَآني ذو الغَباوَةِ دونَهُ
فَكَما تَرى في المَاءِ ظِلَّ الكَوكَبِ


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:57 PM
عادَت رِياضُ القَوافي وَهيَ حالِيَةٌ
وَكانَ صَوَّحَ فيها الزَهرُ وَالعُشُبُ

وَاِستَرجَعَت دَولَةُ الأَقلامِ نَخوَتَها
وَكانَ أَدرَكَها الإِعياءُ وَالتَعَبُ

بِشاعِرٍ عَبقَرِيٍّ في قَصائِدِهِ
عِطرٌ وَخَمرٌ وَسِحرٌ رائِقٌ عَجَبُ

فَاِشرَب بِروحِكَ خَمراً كُلُّها أَرَجٌ
وَاِنشُق بِروحِكَ عِطراً كُلُّهُ طَرَبُ

وَاِمرَح بِدُنيا جَمالٍ مِن تَصَوُّرِهِ
فَإِنَّها السِحرُ إِلّا أَنَّهُ أَدَبُ

وَاِلبِس مَطارِفَ حاكَتها يَراعَتُهُ
تَبقى عَلَيكَ وَيَبلى الخَزُّ وَالقَصَبُ

كَم دُرَّةٍ يَتَمَنّى البَحرُ لَو نُسِبَت
إِلَيهِ باتَت إِلى مَسعودَ تَنتَسِبُ

لَو أَنَّها فيهِ لَم تَهتَج غَوارِبُهُ
لَكِنَّها لِسِواهُ فَهوَ يَصطَخِبُ

فَلا جَناحٌ إِذا ما قالَ شاعِرُنا
لِلبَحرِ يا بَحرُ أَغلى الدُرِّ ما أَهَبُ

يا شاعِرَ اَلدَيرِ كَم هَلهَلتَ قافِيَةً
غَنّى الرُواةُ بِها وَاِختالَتِ الكُتُبُ

طَلاقَةُ الفَجرِ فيها وَهوَ مُنبَثِقٌ
وَرِقَّةُ الماءِ فيها وَهوَ مُنسَكِبُ

مَرَّت عَلى هَضَباتِ الدَيرِ هائِمَةً
فَكادَ يورِقُ فيها الصَخرُ وَالحَطَبُ

إِذا تَساقى النُدامى الراحَ صافِيَةً
كانَت قَوافيكَ في الراحِ الَّتي شَرِبوا

فَأَنتَ في أَلسُنِ الأَشياخِ إِن نَطَقوا
وَأَنتَ في هِمَمِ الشُبّانِ إِن وَثَبوا

مَسعودُ عيدُكَ وَالشَهرُ الجَميلُ مَعاً
قَد أَقبَلا وَأَنا في الأَرضِ أَضطَرِبُ

يَحُزُّ نَفسِيَ أَنّي اليَومَ مُبتَعِدٌ
وَأَنتَ مِن حَولِكَ الأَنصارُ وَالصُحُبُ

البيدُ وَالناسُ ما بَيني وَبَينَكُمُ
لَيتَ المَهامِهَ تُطوى لي فَأَقتَرِبُ

ما كانَ أَسعَدَني لَو كُنتُ بَينَكُمُ
كَيما يُؤَدّي لِساني بَعضَ ما يَجِبُ

لِصاحِبٍ أَنا تَيّاهٌ بِصُحبَتِهِ
وَشاعِرٍ طالَما تاهَت بِهِ العَرَبُ


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:57 PM
أَقاحٌ ذاكَ أَم شَنَبُ
وَريقٌ ذاكَ أَم ضَرَبُ

وَوَجهٌ ذاكَ أَم قَمَرٌ
وَخَدٌّ ذاكَ أَم ذَهَبُ

جَمالٌ غَيرُ مُكتَسَبٍ
وَبَعضُ الحُسنِ يُكتَسَبُ

ثَكِلتِ الظَرفَ عاذِلَتي
أَهَذا الحُسنُ يُجتَنَبُ

عَدَدتُ لَها العُيوبَ وَلَيسَ
إِلّا الظَرفُ وَالأَدَبُ

فَتاةٌ بَينَ مَبسَمِها
وَبَينَ عُقودِها نَسَبُ

لَواحِظُها نَمَتها الهِندُ
لَكِن أَهلُها عَرَبُ

مُرَنَّحَةٌ إِذا خَطَرَت
رَأَيتَ الغُصنَ يَضطَرِبُ

مَشَت وَوَنَت رَوادِفُها
فَكادَ الخَصرُ يَنقَضِبُ

يُسَرُّ العاذِلونَ إِذا
نَأَت وَيَعودُني الوَصَبُ

وَيَصطَخِبونَ إِن قَرُبَت
وَعِندي يَحسُنُ الطَرَبُ

فَأَبكي كُلَّما ضَحِكوا
وَأَضحَكُ كُلَّما غَضِبوا


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:57 PM
سَفَرَت فَقُلتُ لَها أَهَذا كَوكَبٌ
قالَت أَجَل وَأَينَ مِنّي الكَوكَبُ

وَتَبَسَّمَت فَرَأَيتُ رِئماً ضاحِكاً
عَن لُؤلُؤٍ لَكِنَّهُ لا يوهَبُ

وَتَمايَلَت فَالسَمهَرِيُّ مُصَمِّمٌ
وَرَنَت فَأَبصَرتُ السِهامَ تُصَوَّبُ

أَنشَبتُ أَلحاظي بِوَردِ خُدودِها
لَمّا رَأَيتُ لِحاظَها بي تَنشُبُ

قَد كَلَّمَت قَلبي وَلَم تَرفُق بِهِ
وَاللَحظُ لَو دَرَتِ المَليحَةُ مَخلَبُ

بَيضاءُ ناصِعَةٌ كَأَنَّ جَبينَها
صُبحٌ وَطُرَّتَها عَلَيهِ غَيهَبُ

يا طالَما اِكتَسَبَ الحَريرُ مَلاحَةً
مِنها وَيُكسِبُ غَيرَها ما يَكسَبُ

وَلَطالَما بَعضُ النِساءِ حَسَدنَها
وَلَطالَما حَسَدَ السَليمَ الأَجرَبُ

بَينَ الطِلاءِ وَبَينَهُنَّ قَرابَةٌ
مَشهورَةٌ عَنها الجَميلَةُ تَنكُبُ

إِنَّ المَلاحَةَ عِندَها عَرَبِيَّةٌ
وَجَمالُ هاتيكَ الدُمى مُستَعرَبُ

قُل لِلغَواني إِنَّها خُلِقَت كَذا
الحُسنُ لا يُشرى وَلا يُستَجلَبُ

فَإِذا بَلَغتُنَّ الجَمالَ تَطَرِّياً
فَاِعلَمنَ أَنَّ بَقاءَهُ مُستَصعَبُ

هَيهاتِ ما يُغني المِلاحَ الحُسنُ إِن
كانَت خَلائِقُهُنَّ لا تُستَعذَبُ

إِنّي بَلَوتُ الغانِياتِ فَلَم أَجِد
فيهِنَّ قَطُّ مَليحَةً لا تَكذِبُ

وَصَحِبتُهُنَّ فَما اِستَفَدتُ سِوى الأَسى
ما يُستَفادُ مِنَ الغَواني يُتعِبُ

وَخَبَرتُهُنَّ فَما لِبِكرٍ حُرمَةٌ
تَرعى وَأَغدَرُ مَن رَأَيتُ الثَيِّبُ

لا يَخدَعَنَّكَ ضَعفُهُنَّ فَإِنَّما
بِالضَعفِ أَهلَكَتِ الهَزيرَ الأَرنَبُ


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:58 PM
رَآنِيَ اللَهُ ذاتَ يَومٍ
في الأَرضِ أَبكي مِنَ الشَقاء

فَرَقَّ وَاللَهُ ذو حَنانٍ
عَلى ذَوي الضُرِّ وَالعَناء

وَقالَ لَيسَ التُرابُ داراً
لِلشِعرِ فَاِرجَع إِلى السَماء

وَشادَ فَوقَ السِماكِ بَيتي
وَمَدَّ مُلكي عَلى الفَضاء

فَاِلتَفَّتِ الشُهبُ حَولَ عَرشي
وَسارَ في طاعَتي الضِياء

وَصِرتُ لا يَنطَوي صَباحٌ
إِلّا بِأَمري وَلا مَساء

وَلا تَسوقُ الغُيومَ ريحٌ
إِلّا وَلي فَوقَها لِواء

فَالأَمرُ بَينَ النُجومِ أَمري
لي الحُكمُ فيها وَلي القَضاء

لَكِنَّني لَم أَزَل حَزيناً
مُكتَئِبَ الروحِ في العَلاء

فَاِستَغرَبَ اللَهُ كَيفَ أَشقى
في عالَمِ الوَحيِ وَالسَناء

وَقالَ مازالَ آدَمِيّاً
يَصبو إِلى الغيدِ وَالطِلاء

وَمَسَّ روحي وَاِستَلَّ مِنها
شَوقي إِلى الخَمرِ وَالنِساء

وَظَنَّ أَنّي اِنتَهى بَلائي
فَلَم يَزِدني سِوى بَلاء

وَاِشتَدَّ نَوحي وَصارَ جَهراً
وَكانَ مِن قَبلُ في الخَفاء

وَصارَ دَمعي سُيولَ نارٍ
وَكانَ قَبلاً سُيولَ ماء

يا أَيُّها الشاعِرُ المُعَنّى
حَيَّرَني داؤُكَ العَياء

هَل تَشتَهي أَن تَكونَ طَيراً
فَقُلتُ كَلّا وَلا غَناء

هَل تَشتَهي أَن تَكونَ نَجماً
أَجَبتُ كَلّا وَلا بَهاء

هَل تَبتَغي المالَ قُلتُ كَلّا
ما كانَ مِن مَطلَبي الثَراء

وَلا قُصوراً وَلا رِياضاً
وَلا جُنوداً وَلا إِماء

وَلَيسَ ما بي يا رَبُّ داءٌ
وَلا اِحتِياجي إِلى دَواء

وَلا حَنيني إِلى القَناني
وَ لا اِشتِياقي إِلى الظِباء

وَلا أُريدُ الَّذي لِغَيري
ذا حِكمَةٍ كانَ أَم مَضاء

لَكِنَّ أُمنِيَّةً بِنَفسي
يَستُرُها الخَوفُ وَالحَياء

فَقالَ يا شاعِراً عَجيباً
قُل لي إِذَن ما الَّذي تَشاء

فَقُلتُ يا رَبِّ فَصلَ صَيفٍ
في أَرضِ لُبنانَ أَو شِتاء

فَإِنَّني هَهُنا غَريبٌ
وَلَيسَ في غُربَةٍ هَناء

فَاِستَضحَكَ اللَهُ مِن كَلامي
وَقالَ هَذا هُوَ الغَباء

لُبنانُ أَرضٌ كَكُلِّ أَرضٍ
وَناسُهُ وَالوَرى سَواء

وَفيهِ بُؤسي وَفيهِ نُعمى
وَأَردِياءٌ وَأَتقِياء

فَأَيُّ شَيءٍ تَشتاقُ فيهِ
فَقُلتُ ما سَرَّني وَساء

تَحِنُّ نَفسي إِلى السَواقي
إِلى الأَقاحي إِلى الشَذاء

إِلى الرَوابي تَعرى وَتَكسى
إِلى العَصافيرِ وَالغِناء

إِلى العَناقيدِ وَالدَوالي
وَالماءِ وَالنورِ وَالهَواء

فَأَشرَفَ اللَهُ مِن عُلاهُ
يَشهَدُ لُبنانَ في المَساء

فَقالَ ما أَنتَ ذو جُنونٍ
وَإِنَّما أَنتَ ذو وَفاء


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:58 PM
إِبسِمي كَالوَردِ في فَجرِ الصَباء
وَاِبسُمي كَالنَجمِ إِن جُنَّ المَساء

وَإِذا ما كَفَّنَ الثَلجُ الثَرى
وَإِذا ما سَتَرَ الغَيمُ السَماء

وَتَعَرّى الرَوضُ مِن أَزهارِهِ
وَتَوارى النورُ في كَهفِ الشِتاء

فَاِحلَمي بِالصَيفِ ثُمَّ اِبتَسِمي
تَخلُقي حَولَكِ زَهراً وَشَذاء

وَإِذا سَرَّ نُفوساً أَنَّها
تُحسِنُ الأَخذَ فَسُرّي بِالعَطاء

وَإِذا أَعياكِ أَن تُعطي الغِنى
فَاِفرَحي أَنَّكِ تُعطينَ الرَجاء


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:59 PM
زَحزَحَت عَن صَدرِها الغَيمَ السَماء
وَأَطَلَّ النورُ مِن كَهفِ الشِتاء

فَالرَوابي حِلَلٌ مِن سُندُسٍ
وَالسَواقي ثَرثَراتٌ وَغِناء

رَجَعَ الصَيفُ اِبتِساماً وَشَذىً
فَمَتى يَرجِعُ لِلدُنيا الصَفاء

فَأَرى الفِردَوسَ في كُلِّ حِمىً
وَأَرى الناسَ جَميعاً سُعَداء

زالَتِ الحَربُ وَوَلَّت إِنَّما
لَيسَ لِلذُعرِ مِنَ الحَربِ اِنقِضاء

إِن صَحَونا فَأَحاديثُ الوَغى
في الحِمى الآهِلِ وَالأَرضِ العَراء

وَإِذا نِمنا تَراءَت في الكَرى
صُوَرُ الهَولِ وَأَشباحُ الفَناء

فَهيَ في الأَوراقِ حِبرٌ هائِجٌ
وَعَلى الرَاديو فَحيحُ الكَهرُباء

نَتَّقي في يَومِنا شَرَّ غَدٍ
وَإِذا الصُبحُ اِنطَوى خِفنا المَساء

عَجَباً وَالحَربُ بابٌ لِلرَدى
وَطَريقٌ لِدَمارٍ وَعَفاء

كَيفَ يَهواها بَنو الناسِ فَهَل
كَرِهوا في هَذِهِ الدُنيا البَقاء

إِن يَكُن عِلمُ الوَرى يَشفيهِمُ
يا إِلَهي رُدَّ لِلناسِ الغَباء

وَليَجئ طوفانُ نوحٍ قَبلَما
تَغرَقُ الأَرضُ بِطوفانِ الدِماء

وَاِعصِمِ الأَسرارَ وَاِحجُب كُنهَها
عَن ذَوي العِلمِ وَأَربابِ الذَكاء

فَلَقَد أَكثَرتَ أَسبابَ الأَذى
عِندَما أَكثَرتَ فينا العُلَماء

كَم وَجَدنا آفَةً مُهلِكَةً
كُلَّما زَحزَحتَ عَن سِرٍّ غَطاء

قَد تَرقى الخَلقُ لَكِن لَم تَزَل
شَرعَةُ الغابَةِ شَرعَ الأَقوِياء

حُرِّمَ القَتلُ وَلَكِن عِندَهُم
أَهوَنُ الأَشياءِ قَتلُ الضُعَفاء

لا تَقُل لي هَكَذا اللَهُ قَضى
أَنتَ لا تَعرِفُ أَسرارَ القَضاء

جاءَني بِالماءِ أَروي ظَمَأي
صاحِبٌ لي مِن صِحابي الأَوفِياء

يا صَديقي جَنِّبِ الماءَ فَمي
عَطَشُ الأَرواحِ لا يُروى بِماء

أَنا لا أَشتاقُ كاساتِ الطِلا
لا وَلا أَطلُبُ مَجداً أَو ثَراء

إِنَّما شَوقي إِلى دُنيا رِضىً
وَإِلى عَصرِ سَلامٍ وَإِخاء

لا تَعِدني بِالسَما يا صاحِبي
السَما عِندِيَ قُربُ الأَصدِقاء

وَأُراني الآنَ في أَكنافِهِم
فَأَنا الآنَ كَأَنّي في السَماء


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:59 PM
لِلَّهِ مِن عَبَثِ القَضاءِ وَسُخرِهِ
بِالناسِ وَالحالاتِ وَالأَشياءِ

كَم دَرَّةٍ في التاجِ أَلفٌ مِثلُها
في القاعِ لَم تَخرُج مِنَ الظَلماءِ

وَلَكَم تَعَثَّرَ بِالغُبارِ سُمَيذَعٌ
وَاِنداحَتِ الأَطوادُ لِلجُبَناءِ

وَلَكَم جَنى عَلَمٌ عَلى أَربابِهِ
وَجَنى الهَناءَ جَماعَةُ الجُهَلاءِ

أَرَأَيتَ أَعجَبَ حالَةٍ مِن حالِنا
أَزَفَ الرَحيلُ وَلَم نَفُز بِلِقاءِ

عاشَت شُهوراً بِالرَجاءِ قُلوبُنا
وَبِلَحظَةٍ أَمسَت بِغَيرِ رَجاءِ

ماتَت أَمانينا الحِسانُ أَجِنَّةً
لَم تَكتَحِل أَجفانُها بِضِياءِ

فَكَأَنَّها بَرقٌ تَأَلَّقَّ وَاِنطَوى
في اللَيلِ لَم تَلمَحهُ مُقلَةُ راءِ

وَكَأَنَّنا كُنّا نُحَلِّقُ في الفَضا
صُعُداً لِنَلمِسَ مَنكِبَ الجَوزاءِ

حَتّى إِذا حانَ الوُصولُ رَمَت بِنا
نَكباءُ عاتِيَةٌ إِلى الغَبراءِ

وَكَأَنَّ تَكسَسَ وَهيَ في هَذا الحِمى
صَقعٌ كَسانبولٍ قَصِيٌّ ناءِ

طوبى لَها إِن كانَ يَعلَمُ أَهلُها
أَنَّ النَزيلَ بِها أَخو الوَرقاءِ

كانَت مَسارِحَ لِلرُعاةِ فَأَصبَحَت
لَمّا أَتاها كَعبَةَ الشُعَراءِ

هُوَ بُلبُلٌ عَبَقُ النُبُوَّةِ في أَغا
نيهِ وَفيها نَكهَةُ الصَهباءِ

وَجَلالُ لُبنانٍ وَقَد غَمَرَ المَسا
هَضَباتِهِ وَاِنسالَ في الأَدواءِ

غَنّى فَفي النَسَماتِ وَالأَوراقِ
وَالغُدرانِ أَعراسٌ بِلا ضَوضاءِ

وَبَكى فَشاعَ الحُزنُ في الأَزهارِ
وَالأَظلالِ وَالأَلوانِ وَالأَضواءِ

هُوَ نَفحَةٌ قُدسِيَّةٌ هَبَطَت إِلى
هَذا الثَرى مِن عالَمِ اللَألاءِ

لَو عادَ لِلدُنيا البُراقُ وَحُزنُهُ
ما كانَ إِلّا نَحوَهُ إِسرائي

أَشكو البَعادَ وَلَيسَ لي أَن أَشتَكي
فَسَماؤُهُ مَوصولَةٌ بِسَمائي

ما حالَ بَينَ نُفوسِنا ما حالَ بَينَ
جُسومِنا مِن أَجبُلٍ وَفَضاءِ

فَلَكَم نَظَرتُ إِلى الرُبى فَلَمَحتَهُ
في الأُقحُوانِ الخَيِّرِ المِعطاءِ

وَسَمِعتُ ساقِيَةً تَئِنُّ فَخِلتَني
لِبُكائِهِ أَوطانُهُ إِصغائي

وَإِذا تَلوحُ لِيَ الجِبالُ ذَكَرتُهُ
فَالشاعِرُ القَرَوِيُّ طَودُ إِباءِ

مَن كانَ يَحلُمُ بِالغَديرِ فَإِنَّهُ
يَبدو لَهُ في كُلِّ قَطرَةِ ماءِ

إِن كُنتُ لَم أَرَهُ فَقَد شاهَدتُهُ
بِعُيونِ أَصحابي وَذاكَ عَزائي

أَفَتى القَوافي كَالشِواظِ عَلى العِدى
وَعَلى قُلوبِ الصَحبِ كَالأَنداءِ

سارَت إِلَيكَ تَحِيَّتي وَلَوَ اِنَّني
خُيِّرتُ كُنتُ تَحِيَّتي وَدُعائي


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:59 PM
رُؤْيَا مَنَامٍ رُبَّ حُلْمٍ فِي الْكَرَى
فِيهِ تَلُوحُ حَقَائِقُ الْأَشْيَاءِ

إِنِّي حَلَمْتُ كَأَنَّمَا أَنَا سَائِرٌ
فِي رَوْضَةٍ خَلَّابَةٍ غَنَّاءِ

النُّورُ مَفْرُوشٌ عَلَى طُرُقَاتِهَا
وَالْعِطْرُ فِي النَّسَمَاتِ وَالْأَفْيَاءِ

وَالْعُشْبُ فِيهَا سُنْدُسٌ مُتَمَوِّجٌ
وَالْجَوُّ أَضْوَاءٌ عَلَى أَضْوَاءِ

وَإِذَا بِصَوتٍ كَالْهَرِيرِ يَطِنُّ فِي
أُذُنِي وَأَنْيَابٍ تَصِرُّ وَرَائِي

فَأَدَرْتُ طَرْفِي بَاحِثًا مُتَعَجِّبًا
مِمَّا سَمِعْتُ وَلَسْتُ فِي بَيْدَاءِ

فَإِذَا وَرَائِي فِي الْحَدِيقَةِ نَابِحٌ
ضَارِي الْمَحَاجِرِ ضَامِرِ الْأَحْشَاءِ

كَادَتْ تُطِلُّ عُرُوقُهُ مِنْ جِلْدِهِ
وَتُطِلُّ مَعَهَا شَهْوَةٌ لِدِمَائِي

أَشْفَقْتُ يَعْلَقَ نَابُهُ بِرِدَائِي
فَرَفَسْتُهُ غَضَبًا فَطَارَ حِذَائِي

فَطَوَى نَوَاجِذَهُ عَلَيْهِ كَأَنَّمَا
عَضَّتْ نَوَاجِذُهُ عَلَى الْعَنْقَاءِ

وَمَضَى بِهِ لِرِفَاقِهِ فَتَهَلَّلُوا
وَتَقَاسَمُوهُ فَكَانَ خَيْرَ عَشَاءِ

لَا يَعْجَبَنْ أَحَدٌ رَآنِي حَافِيًا
أَبْلَتْ نَعِالِي أَلْسَنَ السُّفَهَاءِ


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 12:59 PM
تِلكَ السُنونُ الغارِباتُ وَرائي
سِفرٌ كَتَبتُ حُروفَهُ بِدِمائي

ما عِشتُها لِأَعُدَّها بَل عِشتُها
لِتَبينَ في سيمائِها سيمائي

سِيّانَ لَو أَنّي قَنِعتُ بِعَدِّها
عُمري وَعُمرُ الصَخرَةِ الصَمّاءِ

وَلَبَذَّني يَومَ التَفاخُرِ شاطِئٌ
ما فيهِ غَيرُ رِمالِهِ الخَرساءِ

لاحَت لِيَ العَلياءُ في آفاقِها
فَأَرَدتُها دَرباً إِلى العَلياءِ

وَمَحَبَّةً لِلخَيرِ تَسري في دَمي
وَرِعايَةً لِلضَعفِ وَالضُعَفاءِ

وَعِبادَةً لِلحَقِّ أَينَ وَجَدتُهُ
وَالحُسنِ في الأَحياءِ وَالأَشياءِ

لِتَدورَ بَعدي قِصَّةٌ عَن شاعِرٍ
رَقَصَت بِهِ الدُنيا جَناحَ ضِياءِ

نَشَرَ الطُيوبَ عَلى دُروبِ حَياتِهِ
وَسَرى هَوىً في الطيبِ وَالأَنداءِ

وَأَطَلَّ مِن قَلبِ البَخيلِ سَماحَةً
وَشَجاعَةً في السِلمِ وَالهَيجاءِ

وَمَشى إِلى المَظلومِ بارِقُ رَحمَةٍ
وَهَوى عَلى الظَلامِ سَوطَ بَلاءِ

فَتُعِزُّ دُنيا قَد طَوَت آبائي
وَتَهِشُّ دُنيا أَطلَعَت أَبنائي

تِلكَ السُنونُ بِبُؤسِها وَنَعيمِها
مالَت بِعودي وَاِنطَوَت بِرِوائي

أَينَ الشَبابُ أَلُفُّ أَحلامي بِهِ
لَيسَ الشَبابُ الآنَ لي بِرِداءِ

نَفسي تَحُسُّ كَأَنَّما أَثقالُها
قَد خُيِّرَت فَتَخَيَّرَت أَعضائي

كَم مِن رُؤىً طَلَعَت عَلى جَنَباتِها
رَكباً مِنَ الأَضواءِ وَالأَشذاءِ

قَلَّبتُ فيها بَعدَ لَأيٍ ناظِري
فَتَعَثَّرَت عَينايَ بِالأَشلاءِ

يا لِلضَحايا لا يَرِفُّ لِمَوتِها
جَفنٌ وَلا تُحصى مَعَ الشُهَداءِ

وَدَّعتُ لَذّاتِ الخَيالِ وَعُفتُها
وَرَضيتُ أَن أَشقى مَعَ الحُكَماءِ

فَعَرَفتُ مِثلَهُمُ بِأَنّي موجِدٌ
بُؤسي وَأَنّي خالِقٌ نُعَماءِ

إِنّي أُراني بَعدَ ما كابَدتُهُ
كَالفُلكِ خارِجَةً مِنَ الأَنواءِ

وَكَسائِحٍ بَلَغَ المَدينَةَ بَعدَما
ضَلَّ الطَريقَ وَتاهَ في البَيداءِ

شُكراً لِأَصحابي فَلَولا حُبُّهُم
لَم أَقتَرِب مِن عالَمِ اللَألاءِ

بِهِمِ اِقتَحَمتُ العاصِفاتِ بِمَركَبي
وَبِهِم عَقَدتُ عَلى النُجومِ لِوائي

شُكراً لِأَعدائي فَلَولا عَيثُهُم
لَم أَدرِ أَنَّهُموا مِنَ الغَوغاءِ

نَهَشَ الأَسى لَمّا ضَحِكتُ قُلوبَهُم
عُرسُ المَحَبَّةِ مَأتَمُ البَغضاءِ

ذَنبي إِلى الحُسّادِ أَنّي فُتُّهُم
وَتَرَكتُهُم يَتَعَثَّرونَ وَرائي

وَخَطيئَتي الكُبرى إِلَيهِم أَنَّهُم
قَعَدوا وَلَم أَقعُد عَلى الغَبراءِ

عَفوُ المُروءَةِ وَالرُجولَةِ أَنَّني
أَخطَأتُ حينَ حَسِبتُهُم نُظَرائي

شُكراً لِكُلِّ فَتىً مَزَجتُ بِروحِهِ
روحي فَطابَ وَلاؤُهُ وَوَلائي

مَن كانَ يَحلَمُ بِالسَماءِ فَإِنَّني
في قَلبِ إِنسانٍ وَجَدتُ سَمائي


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 01:00 PM
هَمٌّ أَلَمَّ بِهِ مَعَ الظَلماءِ
فَنَأى بِمُقلَتِهِ عَنِ الإِغفاءِ

نَفسٌ أَقامَ الحُزنُ بَينَ ضُلوعِهِ
وَالحُزنُ نارٌ غَيرَ ذاتِ ضِياءِ

يَرعى نُجومَ اللَيلِ لَيسَ بِهِ هَوى
وَيَخالُهُ كَلِفاً بِهِنَّ الرائي

في قَلبِهِ نارُ الخَليلِ وَإِنَّما
في وَجنَتَيهِ أَدمُعُ الخَنساءِ

قَد عَضَّهُ اليَأسُ الشَديدُ بِنابِهِ
في نَفسِهِ وَالجوعُ في الأَحشاءِ

يَبكي بُكاءَ الطِفلِ فارَقَ أُمِّهِ
ما حيلَةُ المَحزونِ غَيرُ بُكاءِ

فَأَقامَ حِلسَ الدارِ وَهوَ كَأَنَّهُ
لِخُلُوِّ تِلكَ الدارِ في بَيداءِ

حَيرانُ لا يَدري أَيَقتُلُ نَفسَهُ
عَمداً فَيَخلُصَ مِن أَذى الدُنياءِ

أَم يَستَمِرَّ عَلى الغَضاضَةِ وَالقَذى
وَالعَيشُ لا يَحلو مَعَ الضَرّاءِ

طَرَدَ الكَرى وَأَقامَ يَشكو لَيلَهُ
يا لَيلُ طُلتَ وَطالَ فيكَ عَنائي

يا لَيلُ قَد أَغرَيتَ جِسمي بِالضَنا
حَتّى لَيُؤلِمَ فَقدُهُ أَعضائي

وَرَمَيتَني يا لَيلُ بِالهَمِّ الَّذي
يَفري الحَشا وَالهَمُّ أَعسَرُ داءِ

يا لَيلُ ما لَكَ لا تَرِقُّ لِحالَتي
أَتُراكَ وَالأَيّامُ مِن أَعدائي

يا لَيلُ حَسبِيَ ما لَقيتُ مِنَ الشَقا
رُحماكَ لَستُ بِصَخرَةٍ صَمّاءِ

بِن يا ظَلامُ عَنِ العُيونِ فَرُبَّما
طَلَعَ الصَباحُ وَكانَ فيهِ عَزائي

وارَحمَتا لِلبائِسينَ فَإِنَّهُم
مَوتى وَتَحسَبُهُم مِنَ الأَحياءِ

إِنّي وَجَدتُ حُظوظَهُم مُسوَدَّةٌ
فَكَأَنَّما قُدَّت مِنَ الظَلماءِ

أَبَداً يُسَرُّ بَنو الزَمانِ وَما لَهُم
حَظٌّ كَغَيرِهِم مِنَ السَرّاءِ

ما في أَكُفِّهِم مِنَ الدُنيا سِوى
أَن يُكثِروا الأَحلامَ بِالنَعماءِ

تَدنو بِهِم آمالُهُم نَحوَ الهَنا
هَيهاتَ يَدنو بِالخَيالِ النائي


أبو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 01:00 PM
روحي الَّتي بِالأَمسِ كانَت تَرتَعُ
في الغابِ مِثلَ الظَبيَةِ القَمراءِ

تَقتاتُ بِالثَمَرِ الجَنِيِّ فَتَشبَعُ
وَيَبُلُّ غَلَّتَها رَشاشُ الماءِ

نَظَرَت إِلَيكِ فَأَصبَحَت لا تَقنَعُ
بِالماءِ وَالأَفياءِ في الغَبراءِ

تُصغي وَتُنصِتُ وَالحَمامَةُ تَسجَعُ
إِصغاؤُها لَكَ لَيسَ لِلوَرقاءِ

نادَيتِها فَلَها إِلَيكِ تَطلَعُ
هَذا التَطَلُّعُ كانَ أَصلَ شَقائي

جَنَّحتَني كَيما أَطيرَ فَلَم أَطِر
هَيهاتِ إِنَّكِ قَد طَوَيتِ سَمائي

قَد كانَ يَسبيني الجَمالُ الرائِعُ
حَتّى لَمَحتُكِ فَهوَ لا يَسبيني

عَصَفَت بِصَدري لِليَقينِ زَوابِعُ
ثَلَّت عُروشَ تَوَهُّمي وَظُنوني

فَأَنا عَلى ما ضاعَ مِنِّيَ جازِعُ
إِنَّ الَّذي قَد ضاعَ جَدُّ ثَمينِ

لَولاكِ ما ماتَ الخَيالُ اليافِعُ
أَفَتَعجَبينَ إِذا كَرِهتُ يَقيني

هَذا صَنيعُكِ بي فَما أَنا صانِعُ
قَد شاءَ بَحرُكِ أَن تَضِلَّ سَفيني

جَرَّدتِ هَذا الطينَ مِن أَوهامِهِ
وَكَبُرتِ عَن قارورَةٍ مِن طينِ

كَيفَ الوُصولُ إِلَيكِ يا نارَ القِرى
أَنا في الحَضيضِ وَأَنتِ في الجَوزاءِ

لي أَلفُ باصِرَةٍ تَحِنُّ كَما تَرى
لَكِنَّ دونَكِ أَلفُ أَلفِ غَطاءِ

لو مِن ثَرىً مَزَّقتُها بِيَدِ الثَرى
لَكِنَّها سُجُفٌ مِنَ الأَضواءِ

ساءَلتُ قَلبي إِذ رَأى فَتَحَيَّرا
ماذا شَرِبتَ فَمِدتَ قالَ دِمائي

يا لَيتَهُ قَد ظَلَّ أَعمى كَالوَرى
فَلَقَد نَعِمتُ وَكانَ في ظَلماءِ

قَد شَوَّشَت كَفُّ النَهارِ سَكينَتي
يا هَذِهِ رُدّي إِلَيَّ مَسائي

أَمسَيتُ حينَ لَمَستِني بِيَدَيكِ
لي أَلفُ باصِرَةٍ وَأَلفُ جَناحِ

وَلَمَحتُ نارَ الوَحيِ في عَينَيكِ
وَالوَحيُ كانَ سُلافَةَ الأَرواحِ

فَنَشَرتُ أَجنِحَتي وَحُمتُ عَلَيكِ
مُتَوَهِّماً أَنّي وَجَدتُ صَباحي

قَد كانَ حَتفي في الدُنُوِّ إِلَيكِ
حَتفُ الفَراشَةِ في فَمِ المِصباحِ

فَسَقَطتُ مُرتَعِشاً عَلى قَدَمَيكِ
أَلنارُ مَهدي وَالدُخانُ وِشاحي

يا لَيتَ نورَكِ حينَ أَحرَقَني اِنطَوى
فَعَلى ضِيائِكِ قَد لَمَستُ جِراحي


ابو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 01:01 PM
لِيَ صاحِبٌ دَخَلَ الغُرورُ فُؤادَهُ
إِنَّ الغُرورَ أُخَيَّ مِن أَعدائي

أَسدَيتُهُ نُصحي فَزادَ تَمادِياً
في غَيِّهِ وَاِزدادَ فيهِ بَلائي

أَمسى يُسيءُ بِيَ الظُنونَ وَلَم تَسُؤ
لَولا الغُرورُ ظُنونُهُ بِوَلائي

قَد كُنتُ أَرجو أَن يُقيمَ عَلى الوَلا
أَبَداً وَلَكِن خابَ فيهِ رَجائي

أَهوى اللِقاءَ بِهِ وَيَهوى ضِدَّهُ
فَكَأَنَّما المَوتُ الزُؤامُ لِقائي

إِنّي لَأَصحَبَهُ عَلى عِلّاتِهِ
وَالبَدرُ مِن قِدَمٍ أَخو الظَلماءِ

يا صاحِ إِنَّ الكِبرَ خُلقٌ سَيٌّ
هَيهاتِ يوجَدُ في سِوى الجُهَلاءِ

وَالعُجبُ داءٌ لا يَنالُ دَواءَهُ
حَتّى يَنالَ الخُلدَ في الدُنياءِ

فَاِخفِض جَناحَكَ لِلأَنامِ تَفُز بِهِم
إِنَّ التَواضُعَ شيمَةَ الحُكَماءِ

لَو أُعجِبَ القَمَرُ المُنيرُ بِنَفسِهِ
لَرَأَيتَهُ يَهوي إِلى الغَبراءِ


ابو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 01:01 PM
وَلَقَد ذَكَرتُكِ بَعدَ يَأسٍ قاتِلٍ
في ضَحوَةٍ كَثُرَت بِها الأَنواءُ

فَوَدِدتُ أَنّي غَرسَةٌ أَو زَهرَةٌ
وَوَدِدتُ أَنَّكِ عاصِفٌ أَو ماءُ


ابو ماضي

الحمدان
08-20-2024, 01:22 PM
‏سألوا قيس عن سبب حُبهِ لـِ ليلى
و هي ليست جميلة فقال :
ومن منكم يرى ليلى بِعين قيس
فالحب هو أرواح تعشق و ليست وجوه

الحمدان
08-20-2024, 02:48 PM
استحى النُّور من سنا الفلَقِ
وَاخْتَفَى في الوَرَقْ

مُذْ تَجَلَّتْ غَزَالَة الأفُقِ
فِي شَقيق الشفَقْ

وَجَرَتْ شُهْب أنجمِ الغَسَقِ
فِي مَجَالِ السَّبَق


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:49 PM
طعن الأفْقُ هَامَةَ القُضْبِ
بسنان الشروقْ

وَاكْتَسَى الدوحُ لاَمَةَ الحَرْبِ
بغمام الغَبُوقْ

وَانْتَضَتْ كف عنترِ السحْبِ
مُرْهَفَاتِ البروقْ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:49 PM
وَامْتَطَى جَيْشُ قيصرِ المَطَرِ
صافناتِ الرياحْ

ونعى الطَّيرُ مَيِّتَ السَّحَرِ
وَأطالَ النّوَاحْ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:49 PM
قَابل النورُ ظُلمةَ الحَلَكِ
بصبَاحٍ منير

ورقا النجمُ ذُرْوَةَ الفَلَكِ
خَائِفاً مستجيرْ

بأبِي عمروٍ الرّضَى المَلَكِ
من سعير الهجيرْ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:49 PM
لَوْ رأى البدرُ وَجْهَهُ الطَّلْقَا
لاَعْتَرَاهُ السُّجُودْ

أوْ دَرَى الغَيْثُ جُودَهُ الغَدْقَا
لاَسْتَحَى أن يَجُودْ

فَاقَ خَلْقاً وَقَدْ حوى خُلْقاً
قَارنته السعُودْ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:50 PM
بَوّأ الملكَ رتبةَ الظَّفَرِ
بِعَوَالِي الرّمَاحْ

وَمَحَى عَزْمُهُ دُجَى الغِيَرِ
بصباح الصّفَاحْ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:50 PM
يَا مليكاً لبابه ارْتَحَلاَ
حسنُ ظنِّي المُقِيم

أصْبَحَ ابْنُ الخَلُوفِ مُبْتَهلَا
بِالدُّعَاءِ العميمْ

يَرْتَجِي عَادَةً بِهَا اتصلا
فِي الزّمَانِ القديمْ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:50 PM
فَاجْرِ بِالبِرّ عَادَةَ الخَضرِ
من نَجَاحِ السماحْ

فَثَنَائِي عَلَى عُلاَكَ حَرِي
بِضَمَانِ النَّجَاحْ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:50 PM
كعبُ جدواكَ هَامَةُ الكَرَمِ
لحظُ عَيْنِ النَّوَالْ

عَنْهُ يَرْوِي النَّدَى أبو هَرَم
لابن زَيْدِ السؤَال

فَابْقَ مَا شِئْتَ في ذُرَى النَّعَمِ
لا تخاف الزوال


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:51 PM
وَاجْتَلِ زُهْرَ أنْجُمِ الفِكَرِ
فِي سَمَا الإمْتدَاح

فَخِتَامِي بِمَدْحِكَ العَطرِ
مَبْدَأ الإفْتِتَاحْ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:51 PM
عَوَّذْتُ حَاجِبَهُ ذَا النُّونِ بِالنُّونِ
وَخَدَّهُ وَعِذَارَيْهِ بِيَاسِينِ

وَعَيْنَهُ وثَنَايَاهُ وَمَبْسَمَهُ
مِنْ كُلّ عَيْنٍ بطه أو بطاسين

ظبيٌ سَبَى لحظُه لحظَ الغزالة إذ
حَلَّتْ مَحَاسِنُهُ فِي أفق تحسينِ

كَالزَّهْرِ في تَرَفٍ وَالظَّبْيِ فِي غَيَدٍ
وَالزُّهْر فِي شَرَفٍ وَالغُصْنِ فِي لِينِ

قَدْ رَاقَ مَاءُ الحَيَا فِي نَارِ وجْنَته
كَالوَرْدِ رُشَّ عَلَيْهِ مَاءُ تَشْرِينِ

وَسَيَّجَتْ وَرْدَ خَدّيْهِ عَوَارِضُهُ
كَمَا تَسَيَّجَ نُعْمَان بِنسْرِينِ

مُعَسَّلُ الجفن معسول اللَّمَى فَتَكَتْ
عُيُونُهُ بِعُيُونِ الخُرَّدِ العِينِ

مُهَفْهَفُ القدّ لَمْ تَتْرُكْ عواطفهُ
السُّمْرُ الرشاقُ فُؤَاداً غَيْرَ مطعونِ

سهَامُ جفنيه فِي الأحشَاءِ قد رَشَقَتْ
من قَوْسِ حَاجِبِهِ إتْلاَفَ مَقْرُونِ

مَا سَنَّ لحظاً رَأى قَتْلِي فَرِيضَتَهُ
إلاّ وَمُتُّ بِمَفْرُوضٍ وَمَسْنُونِ

أرْجُو لِقَاهُ وَأخْشَى صدّهُ أبدا
فلم أزَلْ بَيْنَ مَسْرُورٍ وَمَحْزُونِ

يَا نسْمَةً عَلَّلَتْ قَلْبِي بصِحَّتِهَا
إذ حدَّثَتْ عن ظِبَا جِيَرانِ جيُرونِ

مَا لِلَّذِي سلبتْ عقلِي مَحَاسنُهُ
أضحَى يُحَذّرُنِي منْ حَيْثُ يُغْرِينِي


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:52 PM
أضَاءَتْ بِكَ الدُّنْيَا وَغَابَ ظَلاَمُهَا
فَأظْهَرَتِ البُشْرَى وَزَادَ ابْتِسَامُهَا

وَفَاخرت الأرْضُ السَّمَاءَ بأنْعُمٍ
حَمَتْهَا أيَادِيكَ المُرَجَّى دَوَامُهَا

فَلاَ الشَّمْسُ أبْهَى من صَنَائِعكَ التي
عَنِ المسكِ أنْبَتْ حِينَ فُضَّ ختَامُها

وَلاَ الغيثُ أنْدَى من مَوَاهبكَ الَّتِي
يَجُودُ عَلَيْنَا صَوْبُهَا وَرَكَامُهَا

بِجُودِكَ آفَاقُ البِلاَدِ خَصيبةٌ
وَهَلْ تَمْحَلُ الدُّنْيَا وَأنتَ غَمَامُهَا

إذاً غِبتَ عَنْ أرْضٍ وَيَمَّمْتَ غَيْرَهَا
فَقَدْ غَابَ عَنْهَا سَعْدُهَا وَقَوامُهَا

حويتَ فخاراً لَمْ ينله مشمر
بسُحْبِ هبَاتٍ لاَ يُفَك انسجامُهَا

وَنِلْتَ بِحُسْنِ الرَّأيِ مَا لاَ يَنَالُهُ
سِوَاكَ بِبِيضِ الهِنْدِ خيفَ انْفصَامُهَا

لَقَد شَاءَ ربّ النَّاسِ تفصيلَ قَدْرِهِمْ
بِأنَّكَ فِي بَيْتِ المَعَالِي إمَامُهَا

أرَى حَوْزَةَ الإسْلاَمِ لما وَلِيتَهَا
أهِينَ مُنَاوِيهَا وَعَزَّ كِرَامُهَا

حَفِظْتَ بِلاَدَ الغَرْبِ بالهمّةِ الَّتِي
تُصَانُ نَوَاصِيَها وَتُحْمَى خيَامُهَا

وَقَلَّدْتَهَا مِنْ مَشْرِقِ الفَضْلِ نِعْمَةً
أنَارَتْ بِهَا أرْجَاؤُهَا وَخِيَامُهَا

وقيّدت فِيهَا العَدْلَ فضلاً فَأصْبحتْ
بِهَا العِيرُ تَرْعَى وَالأسودُ إمَامُهَا

فَأنْتَ الإمَامُ اللَّيْثُ في مَعْرَكِ الوَغَى
إذَا شَابَتِ الهيجا وَشَبَّ ضرَامهَا

تَصُولُ بِبِيضٍ للمَنَايَا قَرِيبَة
وَتَرْمِي بِقوسٍ لَيْسَ تُخْطِي سهامها

وَتنهضُ للإبطَال تُفْنِي عَدِيدَهَا
وَلَوْ أصْبَحَتْ كَالنَّمِل عَدَّا ضِغامُها

خُصِصْتَ بِنصرْ وَانْتَصَرْتَ بعِزَّةٍ
تُهَزّ عَوَالِيهَا وَيُنْضَى حسامهَا

عَلَى يدكِ البَيْضَاءِ أيّ يَرَاعَةٍ
يُرَاعَى مُعَادِيهَا وَيُرْعَى ذِمَامُهَا

مُسعَوَّدَةٍ سحرَ البيَانِ فَبَيْنَمَا
تَرُوقُ مَعَانِيهَا يَرُوعُ كَلاَمُهَا

فَرَائِدُ لا تَرْضَى ابن عبَّاد عَبْدَهَا
وَيُزْرِي بنظم ابن الخطيب نِظَامُهَا

يَمِيناً أمِيرَ المُؤْمِنِينَ بما حَوَتْ
أبَاطحُ أرْضِ المُصْطَفَى وَأكَامُهَا

لَقَدْ سَرَّنِي أنَّ الخِلاَفَةَ فِيكُمُ
مُخَيِّمَةٌ مَا أنْ يُخَافُ انفصَامهَا

جَمَعْتُمْ بَنِي الفَارُوق مُفْتَرِقَ العُلَى
فَكُنْتُمْ عُقُودَ الدُّرِّ زَانَ انْتِظَامُهَا

فَلاَ زِلْتَ تَبْقَى للعُلَى مَا تَأوَّدَتْ
غُصُونٌ وَقَدْ غَنَّى عَلَيْهَا حَمَامُهَا


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:52 PM
هَلِ الشمسُ خِيلَتْ مِنْ خِلاَلِ السَّحَائِبِ
أمِ الخُودُ لاَحَتْ بَيْنَ تِلْكَ الذَّوَائِبِ

أمِ الخَالُ فَوْقَ الصدْغِ ضَاعَ عَبِيرُهُ
أمِ النَّاظِرُ الفَتَّانُ مِنْ تَحْتِ حَاجِبِ

وَبِي غَادَةٌ لَوْ أنَّ صِبْغَةَ شَعْرِهَا
لِفَرْعِ الدجَى أمْسَى يُرَى غيرَ شَائِبِ

لَهَا مَبْسَمٌ مِنْهُ حَكَى كل بَارِقٍ
وَطَرْفٌ رَوَى عَنْ صَادِهِ كُل كَاتِبِ

على عَرْشِ خَدَّيْهَا اسْتَوى الخَالُ فَاهْتَدَى
لِطُورِ سَنَاهَا القلبُ مِنْ كُلّ جَانِبِ

وَنَاجَتْهُ بِالألْحَانِ فِي حَانِ سِرّهَا
فَهَامَ اشْتِيَاقاً عِنْدَ حَدْوِ الرَّكَائِبِ

لُذِعْتُ بِصُدْغَيْهَا على البُعْدِ فَاعْتَرَى
فُؤَادِي الضَّنَى مِنْ سُمّ لَذْعِ العَقَارِبِ

وَلَمْ أدْرِ هَلْ تَسْطُو عَلَيَّ لِحَاظُهَا
بِسُودِ جفُونٍ أمْ بِيِضِ قَوَاضِبِ

أمَا وَحُمَيَّا ثَغْرِهَا وَرُضَابِهَا
لَقَدْ فَقَدَ الظَّمْآنُ صَفْوَ المَشَارِبِ

وَلَيْلَتِنَا وَالْعَيْشُ غَضٌّ جَنَابُهُ
وَأفْنِيَّةُ الأيَّامِ خُضْرُ الجَوَانِبِ

وَحَيّ طَرَقْنَاهُ وَقَدْ غَرَّبَ الضّيَا
وَمَا الشَّوْقُ مِنْ قَلْبِ المُحِبّ بِغارِبِ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:52 PM
أعِيذَتْ بِمَسْرَاكَ النُّجُومُ الغَوَارِبُ
وَهَشَّتْ لِمَرْآكَ النُّجُومُ الثَّوَاقِبُ

وَهَامَتْ بِذِكْرَى مَجْدِكَ السُّمْرُ وَالظُّبَي
وَسُرَّتْ بِلُقْيَاكَ الحَيَا وَالسَّلاَهِبُ

وَدَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا فَعَزَّ مُسَالِمٌ
وَأخْصَبَ مِرْبَاعٌ وَذَلَّ مُحَارِبُ

لِتَعْلَمَ أنَّ اللَّهَ أنْجَزَ وَعْدَهُ
فَلاَ الْوَعْدُ مَنْقُوصٌ وَلاَ الْقَوْلُ كَاذِبُ

قَدِمْتَ قُدُومَ اللَّيْثِ وَاللَّيْثُ بَاسِلٌ
وَجِئْتَ مَجِيءَ السَّيْلِ وَالسَّيْلُ حَاطبُ

وَمَا أنْتَ إلاَّ الْوَبْلُ لِيناً وَشِدَّة
لِطَالِبِ سِلْمٍ أوْ لِبَاغٍ يُحَارِبُ

فَلاَ تَرْفَعُ الأيَّامُ مَا أنْتَ خَافِضٌ
وَلاَ تَجْزِمُ الأقْوَالُ مَا أنْتَ نَاصِبُ

وَلاَ تَسْلُبُ الأهْوَالُ مَا أنْتَ مَانِحٌ
وَلا تَمْنَعُ الأقْيَالُ مَا أنْتَ طَالِبُ

وَمَنْ ذَا يُلاَقِي اللَّيْثَ وَاللَّيْثُ كَاسِرٌ
وَمَنْ ذَا يُنَاوِي الحَقَّ وَالحَقُّ غَالِبُ

وَمَنْ ذَا الَّذِي يُدْلِي بِقَوْلٍ وَحُجَّةٍ
وَفَصْلُ خِطَابِ اللَّهِ عَنْكَ مُجَاوِبُ

فَأنْتَ كَلاَكَ الدَّهْرُ لاَ القَلْبُ غَافِلٌ
وَلاَ الطَّرْفُ مَغْمُوضٌ وَلا الرَّأيُ خائِبُ

وَأوْلَى عِبَادِ اللَّهِ بِالْمُلْكِ مَنْصِباً
إذَا انْتَصَبَتْ لِلْمُلْكِ تِلْكَ المَنَاصِبُ

وَأثْبَتُهُمْ جَأشاً إذَا صَالَ صَائِلٌ
وَأجْوَدُهُمْ كَفّاً إذَا جَادَ وَاهِبُ

وَأوْفَاهُمُ عَهْداً إذَا خَانَ نَاكِثٌ
وَأصْوَبُهُمْ رَأياً إذَا ضَلَّ ذَاهِبُ

وَأطْعَنُهُمْ نَحْراً إذَا خَابَ طَاعِنٌ
وَأْضَربُهُمْ لِلْهَامِ إنْ زَلَّ ضَارِبُ

فَقُلْ لِبَنِي الفَارُوقِ سُلُّوا سُيُوفَكُمْ
فَإنَّ بهَا المَسْعُود نَاهٍ وَنَاهِبُ

فَمَا كُلُّ مَنْ لاَقَى الكُمَاةَ مُصَادِمٌ
وَلاَ كُل مَنْ سَلَّ السُّيُوفَ مُضَارِبُ

تَرَفَّعَ عَنْ رَيْبِ الظُّنُونِ مَقَامُهُ
كَمَا رُفِّعَتْ فَوْقَ العُيُونِ الحَوَاجِبُ

بِهِ نُصْرَةُ الأحْبَابِ إنْ قَامَ مَاجِدٌ
يُفَاخِرُهُ أوْ ذُو لِسَانٍ يُجَاوِبُ

وَسَارَ وَسَارَتْ خَلْفَهُ وَأمَامَهُ
نَجَائِبُ تَخْطُو تَحْتَهُنَّ النَّجائِبُ

وَمِنْ تُونِسٍ وَافَتْ قُسَنْطِينَةَ الهَوَى
لِتِسْعِ لَيَالٍ خَيْلُهُ وَالرَّكَائِبُ

وَلاَ صَاحِبٌ إلاَّ كُمَاةٌ غَوَالِبٌ
وَسُمْرٌ مَطَاعِينٌ وَبِيضٌ قَوَاضِبُ

وَجَرُّ قِلاَعٍ مَارِجَاتٍ كَأنَّهَا
نَعَامٌ سَوَامٍ أوْ ظِبَاءٌ رَبَارِبُ

مِنَ الطَّالِبَاتِ البَرْقَ لاَ الشَّأوُ مُعْجِزٌ
وَلاَ الظَّهْرُ مقسُوم وَلاَ الشاء غَالِبُ

وَأمَّ وَبَرْقُ الفَتْحِ يَقْتَادُ جَيْشَهُ
سَحَائِبُ نَصْرٍ تِلْوَهُنَّ سَحَائِبُ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:52 PM
مَا سلَّ مِنْ أسْوَدِ المَحَاجِرْ
بِيضاً بِهَا القَتْلُ مُسْتَبَاحْ

إلاَّ وَسَالَتْ دِمَا الحَنَاجِرْ
مِنْ غَيْرِ طَعْنٍ وَلاَ جِرَاحْ

تَاللَّهِ مَا حَرَّكَ السَّوَاكِنْ
إلاَّ لِحَاظُ الكَوَاعِبْ

لَمَّا اسْتَثَارَتْ بِكُلّ سَاكِنْ
مِنْ الجُفُونِ القَوَاضِبْ

وَفَوَّقَتْ أسْهُمَ الكَنَائِنْ
مِنْ كُلّ طَرْفِ وَحَاجِبْ

غِيدُ إذَا صِحْنَ يَالَ حَاجِرْ
جاءتْ سَرَايَا غَزْوِ المِلاَحْ

تُبِيدُ بِالسُّمْرِ كُلَّ نَاظِرْ
وَتُشْهِرُ البِيضَ لِلْكِفَاحْ

أحْبِبْ بِمَا تُبْرِزُ الغَلاَئِلُ
مِنْهَا وَمَا تُطْلِعُ الجُيُوبْ

مِنْ أغْصُنٍ نُعَّمٍ مَوَائِلْ
أوْ أشْمُسٍ مَا لَهَا غُرُوبْ

يهَزأَن بِالأقْمرِ الكَوَامَل
كوَاعِب فَتُنة القَلُوبْ

أذْلَلْنَ بِالسِّحْرِ كُلَّ سَاحِرْ
مِنْ أعْيُنٍ فُتَّرٍ وِقَاحْ

تُفَطِّرُ القَلْبَ وَالْمَرَائِرْ
مِنْ دَاخِلِ الأنْفُسِ الصّحَاح

يَا رُبَّ خُودٍ جَلَتْ مُحَيَّا
كَبَدْرِ تَمّ عَلَى قَضِيبْ

كَأنَّمَا قُرْطُهَا الثُّرَيَّا
فِي أذْنِ غُصْنٍ عَلَى كَثِيبْ

فِي ثَغْرِهَا الشَّهْدُ وَالحُمَيَّا
وَالدُّرُّ وَالْمِسْكُ وَالْحَلِيبْ

تَخْتَالُ فِي غَيْهَبِ الضَّفَائِرْ
إذَا بَدَتْ أبْدَتِ الصَّبَاحْ

وتفتن الأنجم الزواهر
وتخجل الورد والأتاح

أمَا تَرَى أيْدِي السَّحَائِبْ
تَسْقي ثغر الزهُور سَحَرْ

وَأغْمِضَتْ أعْيُنُ الكَوَاكِبْ
إذْ فُتِّحَتْ أعْيُنُ الزَّهَرْ

وَأدْهَمَ اللَّيْلِ وَهْوَ هَارِبْ
وَأشْهَبَ الصُّبْحِ في الأثَرْ

كَأنَّهُ فِي الجُيُوشِ ظَافِرْ
لَمَّا بَدَا وَجْهُهُ وَلاَحْ

شَهْمٌ حَوَى المَجْدَ وَالمآثِرْ
وَالفَضْلَ وَالحِلْمَ وَالسَّمَاحْ

أكْرِمْ بِه سَيِّداً مُهَذَّبْ
قَدْ سَادَ بِالجُودِ وَالوْقَارْ

اللَّيْثُ مِنْ بَأسِهِ تَعَجَّبْ
وَالْغَيْثُ مِنْ جُودِهِ اسْتَعَارْ

وَالبَدْرُ مِنْ حُسْنِهِ تَحَجَّبْ
وَالصُّبْحُ مِنْ فَرْقِهِ اسْتَنَارْ

كَهْفٌ سَمَا فِي عُلا المفاخِرْ
بِأنْعُمٍ وِرْدُهَا مُبَاحْ

وَامْتَازَ عَنْ رُتْبَةَ المُنَاظِرْ
بِالعَدْلِ وَالدّينِ وَالصَّلاَحْ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:53 PM
بُدُورُ خُدُودٍ لَيْلُهُنَّ الضَّفَائِرُ
وَبَان قُدُودٍ وَجْهُهُنَّ المَآزِرُ

وَغِيدُ رِيَاضٍ أبْرَزَت لَحَظَاتُهَا
أسُودَ عُيُونٍ غَابُهُنَّ المَحَاجِرُ

نَفَرنَ وَلاَ غَيْرَ العُيُونِ أوَانِسٌ
وَصَلْنَ وَلاَ غَيْرَ الجُفِونِ كَوَاسِرُ

وَطِبنَ وَلاَ غَيْرَ النُّهُودِ أزَاهِرٌ
وَلُحْنَ وَلاَ غَيْرَ القُدُودِ زَوَاهِرُ

مَهاً دُعَجٌ الأجْفَانِ ضَامِرَةُ الحَشَا
عِذَابُ اللَّمَى لُدنُ القٌدٌودٍ جًآذٍرٌ

جَاذِرُ تَصْطَادُ الأسُودَ حِبَالُهَا
وَيَا كَيْفَ تَصْطَادُ الأسُودَ الجَآذِرُ

نَوَافِرُ لَمْ يَأنَسْنَ يَوْماً لِرِيبَةٍ
وَلاَ عَجَبٌ إنَّ الظِّبَاءَ نَوَافِرُ

تَهَادَيْنَ لَمَّا أنْ هَدَتْهُنَّ غَادَةٌ
لَهَا النُّورُ جِسْمٌ وَالظَّلاَمُ غَدَائِرُ

هَضِيمَةُ بَحْرِ البُنْدِ أمَّا وِشَاحُها
فَصَادٍ وَأمَّا ردْفُهَا فَهْوَ صَادِرُ

مَحَا مِلَّةَ السُّلْوَانِ مَبْعَثُ حُسْنِهَا
فَكُلُّ لِدِينِ الحُبّ فِيهَا مُؤَازِرُ

لَهَا نَاظِرٌ كَالنَّرْجِسِ الغَضّ ذَابِلٌ
وَقَدٌّ كَغُصْنِ البَانِ رَيَّانُ نَاضِرُ

وَثَغْرٌ كَفَرقِ الصُّبْحِ أبْيَضُ نَاصِعٌ
وَشَعْرٌ كَفَرْعِ اللَّيْلِ أسْوَدُ عَاكِرُ

وَلَحْظٌ إذَا مَا جَالَ في صَرْحِ جَفْنِه
تَيَقَّنْتَ أنَّ اللَّيْثَ فِي الغَابِ كَاشِرُ

يُضْلُّ بِدَعْوَاهُ الوَرَى وَهْوَ مُنْذِرٌ
وَيَهْدِي إلَى دِينِ الهُدَى وهو سافِرُ

يَقُولُونَ جَانِبْ لَحْظَهَا فَهْوَ فَاتِكٌ
وَقَلْبُكَ خَفَّاقٌ وَصَبْرُكَ غَادِرُ

وَمَا عَلِمُوا أنَّ القُلُوبَ كَمَائِمُ
وَأنَّ العُيُونَ الفَاتِكَاتِ أزَاهِرُ

وَلاَحَتْ فَأخْفَى حُسْنُهَا كُلَّ نَيِّرٍ
وَقَدْ صَحَّ أنَّ النَّيِّرَيْنِ ضَرَائِرُ

إذا أعْجَرَت كَيْ تَخْتَفِي شَمْسُ حُسْنِهَا
نَمَمْنَ عَلَى مَا تَحْتَهُنَّ المَعَاجِرُ

وَإنْ سَفَرَتْ كَيْ يَهْتَدِي رَكْبُ حُبِّهَا
أضَلَّتْ مُحِبِّيهَا البُدُورُ السَّوَافِرُ

يَلُوحُ بِهَا بَدْرٌ وَيَلْحَظُ شَادِنٌ
وَيَخْطُرُ خُطَّافٌ وَيَصْدَحُ طَائِرُ

أكَلِّفُ ذِهْنِي وَصْفَهَا وَهْوَ حَائِرٌ
وَعَنْ بَعْضِ مَا كَلَّفْتُهُ الفّهْمَ قَاصِرُ

أجِيرَاننَا حَيَّا الرَّبِيعُ رُبُوعَكُمْ
وَإنْ بَعُدَ المَسْرَى وَغَابَ المُجَاوِرُ

وَحَيَّا الحَيَا تِلْكَ الرُّبُوعِ وَجَادَهَا
بِلَثً مِنَ الوَسْمِيّ هَامٍ وَهَادِرُ

رُبُوع إذَا مَا اللَّيْلُ أظْلَمَ أشْرَقَتْ
بِآفَاقِهَا تِلْكَ النُّجُومُ الزَّوَاهِرُ

كَأنَّ بِهَا نَبْلا وَهُنَّ كَنَائِنٌ
عَلَيْهِ وَالْحَاظاً وَهُنَّ مَحَاجِرُ

خَلِيلَيَّ قُومَا وَاسْمَعَا مَا أبُثُّهُ
فَإنِّي لِمَا يطْوِي الفُؤَادُ لَنَاشِرُ



الخلوف

الحمدان
08-20-2024, 02:53 PM
جَرَّدَ الأفْقُ صَارِمَ الفَجْرِ
مِنْ جَفِيرِ الغَسَقْ

فَتَوَارتْ أزَاهرُ الزُّهْرِ
فِي كِمَامِ الشَّفَقْ

نَسَخَ الصُّبْحُ آيَةَ الدَّجْنِ
بِنُصُولِ الخِضَابْ

وَجَلاَ الشَّمْسَ مُبْدِعُ الحُسْنِ
فِي خِمَارِ السَّحَابْ

وَرَقَى الطَّيْرُ مِنْبَرِ الغُصْنِ
وَأجَادَ الخِطَابْ

وَجَرَى دَمْعُ مَقْلَةِ القَطْرِ
لابْتِسَامِ الأفُقْ

وَالْتَوَى فَوْقَ وَجْنَةِ النَّهْرِ
صُدْغُ ظِلّ الوَرَقْ

أطْلَع الرَّاحُ في سَمَاءِ الطَّاسِ
نَيِّرَاتِ الحَبَبْ

وَقَدِ افْتَرَّ مَبْسَمُ الكَاسِ
عَنْ ثَنَايَا الضَّرَبْ

وَصَغَتْ أذْنُ يَانِعِ الآسِ
لِسَمَاعِ الطَّرَبْ

وَعَلَى العُودِ هَاتِفُ القُمْرِي
بِالْهَوَى قَدْ نَطَقْ

وَتَهَادَتْ عَرَائِسُ الزَّهْرِ
فِي حُلِيّ النَّسَقْ

رُبَّ بَدْرٍ أضَاءَ فِي جُنْحِ
خَدّه المُذْهَبْ

غُصْنُ بَانٍ أبَانَ عَنْ صُبْحِ
ثَغْره الأشْنَبْ

طَلَعَتْ شَمْسُهُ عَلَى رُمْحِ
فَانْجَلَى الغَيْهَبْ

كَلَّلَ الحُسْنُ خَدَّهُ الجَمْرِي
بِلآلِي العَرَقْ

وَبَنَى جَفْنَهُ عَلَى الكَسْرِ
لانْتِصَابِ الحَدَقْ

يَا لَهُ شَادِناً ثَنَى عِطْفَا
جَارَ فِي الإعْتِدَالْ

أظْهَرَ الدَّلُّ مِنْهُ مَا أخْفَى
حُسْنُ ذَاكَ الدَّلالْ

صَالَ لَيْثاً وَقَدْ رَنَا خَشْفَا
وَتَبَدَّى هِلاَلْ

فَبِخَدَّيْهِ طَالِعْ البَدْرِ
لَمْ يَكُنْ مُخْتَلَقْ

وَبِعَيْنَيْهِ آيَةُ السِّحْرِ
إنَّمَا السِّحْرُ حَقْ

أفْتَدِيهِ بِالرُّوحِ والْمَوْجُودِ
مِنْ أعَادِي الوُجُودِ

إنَّمَا هِي لِمَالِكِي المسعُودِ
بَدْرِ أفْقِ السُّعُودْ

مُبْتَدَا الفَضْلِ غَايَةِ المَقْصُودِ
رُكْنِ حَجّ الوُفُودْ

مَنْ يِكَفَّيْهِ زَاخِرُ البَحْرِ
بِالنَّوَال انْدَفَقْ

وَبِعَلْيَاهُ أوْجُهُ الفَخْرِ
عُوَذَتْ بِالْفَلَقْ

وَاحِدُ العَصْرِ ثَانِي المَجْدِ
ثَالِثْ النَّيِّرَيْنْ

مُنْتَهَى السُّؤْلِ غَايَةُ القَصْدِ
عُمْدَةُ الامْنَيْنْ

تُحْفَةُ العَيْنِ مَجْمَعُ الرّفْدِ
بَهْجَةُ المَشْرِقَيْنْ

حُجَّةُ الفَضْلِ كَعْبَةُ النَّصْرِ
تَاجُ هَامِ الفِرَقْ

عَاضِدُ المُلْكِ مَالِكُ الأمْرِ
حَازَ فَضْلَ السَّبَقْ

يَا مَلاَذَ العُفَاةِ يَا غَوْثَايْ
يَا رَجَا مَطْمَعِي

يَا عِمَادِي وَيَا شِفَا بَلْوَايْ
مِنْ جَفَا المَرْبَعِ

عَبْدُكَ ابن الخلوف يَا مَوْلاَيْ
قَالَ فِي الْمَطْلَعِ

جَرَّدَ الأفْقُ صَارِمَ الفَجْرِ
مِنْ جَفِيرِ الغَسَقْ

فَتَوَارَتْ أزَاهِرُ الزُّهْرِ
فِي كِمَامِ الشَّفَقْ


الخلوف

الحمدان
08-20-2024, 02:53 PM
نَبَّهَ النّائِمَ تَغْرِيدُ الحَمَامْ
فِي ذُرَى الدَّوْحْ

وَمَحَا مَاءُ الضّيَا حِبْرَ الظَّلاَمْ
بِيَدِ الصُّبْح

وَتَلاَ الزَّهْرُ عَلَى سَمْعِ الكَمَامْ
سُورَةَ الفَتحْ


الخلوف

الحمدان
08-20-2024, 02:53 PM
وَلَوَى الظِّلُّ عَلَى خَدّ النَّهَرْ
سَالِفاً مَرْقُومْ

وَجَلَتْ في الدَّوْحِ أجْيَادُ الزَّهَرْ
عِقْدَهَا المَنْظُومْ


الخلوف

الحمدان
08-20-2024, 02:54 PM
واضِحُ النُورِ زوى فَضْلَ النِّقابْ
عَنْ سَنَا الشَّرقْ

وَنَضَا في الجَوّ منْ غِمْدِ
السحابْ
صَارِمَ البَرقْ
وروى في الأيْك عن وقْعِ الرَّبابْ
صادِحُ الوُرْق


الخلوف

الحمدان
08-20-2024, 02:54 PM
وفَشَتْ ألْسُنُ نَمَّامِ السَّحَرْ
سِرَّهُ المَكْتُومْ

وَسَقَى الأدْوَاحَ جِرْيَالُ المَطَرْ
كَاسَهُ المَخْتَومْ


الخلوف

الحمدان
08-20-2024, 02:54 PM
يَا لَهُ مِنْ عَارِضٍ رَاقَ النَّظَرْ
وَسْمُهُ المَرْقُومْ

وَبِمِسْكِ الخَالِ في وَرْدِ الخَفَرْ
عَلَّمَ المَرْسُومْ


الخلوف

الحمدان
08-20-2024, 02:54 PM
أنِسَ القَلْبُ بِظَبْيٍ نَفَرَا
عَنْهُ كَالمَذْعُورْ

نَسَخَ الدّيْجُورَ لَمَّا سَفَرَا
عَنْ مُحَيَّا النُّورْ

صال لَيْثاً وتَجَلَّى قَمَرا
وانْثَنَى خَيْزُورْ


الخلوف

الحمدان
08-20-2024, 02:55 PM
أمَر الجَفْن بِسُهْدٍ وَنَهَرْ
دَمْعَهُ المَسْجُومْ

فَغَدا سَائِلُهُ لَمَّا انْهَمَرْ
سَائِلاً مَحْرُومْ

خَدُّهُ وَالرّيقُ تُفَّاحٌ وراحْ
وجْهُهُ بُسْتَانْ

وَالسَّنَى وَالصُّدْغُ لَيْلٌ وَصَبَاحْ
وَالقَوامُ الْبَانْ

واللَّمَى وَالثَّغْرُ مِسْكٌ وَأقَاحْ
وَالطُّلَى سُوسَانْ

يُوسُفِيُّ الحُسْنِ حُورِيُّ النَّظَرْ
صَاغَهُ القَيُّومْ

مِنْ غَزَالٍ وَقَضِيبٍ وَقَمَرْ
لَمْ يَدَعْ مَعْصُومْ


الخلوف

الحمدان
08-20-2024, 02:55 PM
مَلِكٌ أوْضَحَ مِنْهَاجَ الهُدَى
فَاهْتَدَى مَنْ ضَلْ

وَمَحَا غَيْهَبَ عُدْوَانِ العِدَى
بِصَبَاحِ العَدلْ

خَالِدُ المَجْدِ رَوَى غيثَ النَّدَى
عنهُ يحيى الفَضلْ


الخلوف

الحمدان
08-20-2024, 02:55 PM
زارَ وَاللَيلُ مُؤذِنٌ بِالبِرازِ
وَهوَ مِن أَعيُنِ العِدى في اِحتِرازِ

زائِرٌ جاءَ تَحتَ جِلبابِ لَيلٍ
شَفَقُ الصُبحِ فَوقَهُ كَالطِرازِ

زانَ حُسنَ المَقالِ بِالفِعلِ مِنهُ
وَوُعودُ الوِصالِ بِالإِنجازِ

زائِدُ الحُسنِ سَرَّهُ حُسنُ صَبري
فَغَدا بِالجَميلِ عَنهُ يُجازي

زَفَّ بِكرُ المُدامِ لَيلاً فَأَبدَت
جَيشَ نورٍ لِعَسكَرِ اللَيلِ غازِ

زَوَّجَ الماءَ ظالِماً بِعَجوزٍ
لَو أَطاقَت مَشَت عَلى عُكّازِ

زَخرَفَت جَنَّتي فَبِتُّ قَريراً
مُنعَماً يَسمَعُ الزَمانُ اِرتِجازي

زاهِياً آخِذاً مِنَ الدَهرِ عَهداً
وَمِنَ الحادِثاتِ خَطَّ جَوازِ

زَعَمَ الناسُ أَنَّ ذَلِكَ ديني
حينَ عاجَلتُ فُرصَتي بِاِنتِهازِ

زَوَّجوني فَقُلتُ قولوا وَعُدّوا
لِأَسُدَّ الطَريقَ لِلمُجتازِ

زينَتي لِبسُ جارِحتي في زَمانٍ
عَجِزَت راحَتاهُ عَن إِعجازِ

زَمَنٌ لَو رَنا إِلَينا بِخَطبٍ
لَغَزَونا جَيشَ الخُطوبِ بِغازِ

زاخِرُ الجَودِ ما مَدَّ الجُيوشَ إِلى ال
خَطبِ إِلّا رُدَّت عَلى الأَعجازِ

زَينُ مَلكٍ فاقَ المَكارِمَ
وَاِمتازَ بِالهِباتِ أَيَّ اِمتِيازِ

زالَ عَنهُ الرَدى وَأَضحى لَهُ الدَه
رَ جَواداً يَمشي بِلا مِهمازِ

زَهَرٌ في حَوادِثِ النَقعِ حَتّى
يَجعَلُ الخَيلَ كَالنَعامِ النَوازي

زَخَّ جوداً فَلا يَزالُ ثَناهُ
في اِزدِيادٍ وَمالُهُ في اِعوِزازِ

زُرهُ وَاِبدَأ أَيّامَهُ بِالتَهاني
ثُمَّ بادِر أَموالَهُ بِالتَعازي

زَرَعَ الجودَ في البِلادِ وَساوى
فيهِ بَينَ الوِهادِ وَالأَقوازِ

زَهَتِ الدُنيا حينَ أَصبَحَ فيها
فَغَدَت وَهيَ لِلسَماءِ تُوازي

زالَ عَن طُرقِنا الرَدى حينَ زُرناهُ
وَكُنّا بِها عَلى أَوفازِ

زاغَ عَنّا بِالبيدِ كُلُّ رَجيمٍ
فَغَنينا بِهِ عَنِ الإِعوازِ

زادَ قَدري بِذِكرِهِ إِذ رَأى الناسُ
اِجتِهادي بِقَدرِهِ وَاِنتِبازي

زاحَمَتني حَقائِقُ المَدحِ فيهِ
وَهيَ في غَيرِهِ شَبيهُ المَجازِ

زُرتُهُ مادِحاً فَرَنَّحَهُ الجودُ
بِإِكرامِنا وَبِالإِعزازِ

زادَكَ اللَهُ يا أَبا الفَتحِ مَجداً
إِنَّهُ لِلكِرامِ نِعمَ المُجازي

زاهِراتُ المَديحِ بِاِسمِكِ تَزهو
لَيسَ يَزهو ثَوبٌ بِغَيرِ طِرازِ

زِدتُ في حُبِّ مَدحِكِ فَاِرتَح
لِعَبيطِ المَديحِ وَالإِرجازِ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:55 PM
عَذلُ العَواذِلِ في هَواكَ مُضَيَّعُ
هَب أَنَّهُم عَذَلوا فَمَن ذا يَسمَعُ

عَذَلوا وَلَو عَدَلوا بِأَربابِ الهَوى
ما حاوَلوا ما لَيسَ فيهِ مَطمَعُ

عَلِموا بِأَنَّكَ هاجِري فَتَوَهَّموا
أَنّي لِذَلِكَ بِالمَلامَةِ أُردَعُ

عَدّوا صِفاتِكَ فَاِنثَنَيتُ بِلَومِهِم
وَاللَومُ فيهِ ما يَضُرُّ وَيَنفَعُ

عَذَّبتَ بِالهِجرانِ صَبّاً ما لَهُ
حَتّى المَماتِ إِلى سِواكَ تَطَلُّعُ

عارٌ يُناديهِ الهَوى فَيُجيبُهُ
طَوعاً وَيَدعوهُ الغَرامُ فَيَسمَعُ

عَينٌ تَنامُ إِذا هَجَرتَ لَعَلَّها
بِخَيالِ طَيفِكَ في المَنامِ تُمَتَّعُ

عَطفُ الخَيالِ بِأَن يُلِمَّ فَإِنَّني
أَرضى بِإِلمامِ الخَيالِ وَأَقنَعُ

عَجَباً لَهُ يَسخو وَيَسطو نائِياً
عَنّي وَيَمنَحُني الوِصالَ وَيَمنَعُ

عُد بِالجَميلِ كَما عَهِدتُ فَإِنَّهُ
لَم يَبقَ في قَوسِ التَصَبُّرِ مَنزَعُ

عَسفاً صَبَرتُ عَلى هَواكَ لِأَنَّني
إِن لَم أَلُذ بِالصَبرِ ماذا أَصنَعُ

عَلَّ الزَمانَ يَرُدُّ أَيّامَ الرِضى
أَو أَنَّ ساعاتِ التَواصُلِ تَرجِعُ

عَزَّ الشَفيعُ إِلى الزَمانِ وَإِنَّني
بِسِوى يَدِ المَنصورِ لا أَتَشَفَّعُ

عَلَمٌ لَنا مِنهُ الخِلافَةُ مَنصِبٌ
نَجمٌ لَهُ أُفُقُ المَعالي مَطلَعُ

عَضُدٌ لِوا الإِسلامِ مَشدودٌ بِهِ
رُكنٌ لِدينِ اللَهِ لا يَتَزَعزَع

عَبلٌ إِذا لاقى العُداةَ بِمَعرَكٍ
سِيّانِ مِنهُم حاسِرٌ وَمُدَرَّعُ

عَذبٌ مَريرٌ عابِسٌ مُتَبَسِّمٌ
ناءٍ قَريبٌ مُبطِئٌ مُتَرَعرِعُ

عالي المَراتِبِ تَخضَعُ الدُنيا لَهُ
طَوعاً وَتَحسُدُهُ النُجومُ الطُلَّعُ

عُهِدَت يَداهُ بِالسَماحِ فَأَصبَحَت
تَرجو مَواهِبَهُ الخَلائِقُ أَجمَعُ

عَلَمَ الخَلائِقَ مِن نَداهُ بِوابِلٍ
غَدِقٍ سَحائِبُ جودِهِ لا تُقطَعُ

عَبِقَ الثَناءُ فَفَرَّقَت أَموالَهُ
كَفٌّ لِشَملٍ بِالسَماحِ تُجَمَّعُ

عَجِلَت يَداهُ عَلى عِداهُ بِصارِمٍ
بَرقُ المَنِيَّةِ مِن سَناهُ يَلمَعُ

عَضبٌ إِذا ما قامَ يَوماً خاطِباً
فَاِلهامُ تَسجُدُ وَالجَماجِمُ تَركَعُ

عَطشانُ مِن طولِ الضِرابِ وَإِنَّهُ
بِسِوى الدِماءِ غَليلُهُ لا يُنقَعُ

عَصَفَت رِياحُ المَوتِ مِن شَفَراتِهِ
فَتَكَلَّمَت فيهِ الطِباعُ الأَربَعُ

عَلِقَت يَدي بِكَ يا أَبا الفَتحِ الَّذي
نَصرُ الأَنامِ عَلى عُلاهُ أَجمَعُ

عِلماً بِأَنَّ الجودَ فيكَ صَنيعَةٌ
طَبعٌ وَذَلِكَ في سِواكَ تَطَبَّعُ

عِش في نَعيمٍ لا يُنَقَّلُ ظِلُّهُ
وَعُلىً يَذِلُّ بِها الزَمانُ وَيَخضَعُ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:56 PM
قِفي وَدِّعينا قَبلَ وَشكِ التَفَرُّقِ
فَما أَنا مِن يَحيا إِلى حينَ نَلتَقي

قَضَيتُ وَما أَودى الحِمامُ بِمُهجَتي
وَشِبتُ وَما حَلَّ البَياضُ بِمَفرِقي

قَضيتِ لَنا في الذُلِّ في مَذهَبِ الهَوى
وَلَم تَفرِقي بَينَ المُنَعَّمِ وَالشَقي

قَرَنتِ الرِضى بِالسُخطِ وَالقُربَ بِالنَوى
وَمَزَّقتِ شَملَ الوَصلِ كُلَّ مُمَزَّقِ

قَبِلتِ وَصايا الهَجرِ مِن غَيرِ ناصِحٍ
وَأَحيَيتِ قَولَ الهَجرِ مِن غَيرِ مُشفِقِ

قَطَعتِ زَماني بِالصُدودِ وَزُرتِني
عَشِيَّةَ زُمَّت لِلتَرَحُّلِ أَينُقي

قَضى الدَهرُ بِالتَفريقِ فَاِصطَبِري لَهُ
وَلا تَذمُمي أَفعالَهُ وَتَرَفَّقي

قَبيحٌ بِنا ذَمُّ الزَمانِ وَإِن جَنى
إِذا كانَ فيهِ مِثلُ غازي بنِ أُرتُقِ

قِوامٌ لِدينِ اللَهِ قَد حَفِظَ الوَرى
بِعَينٍ مَتى تَنظُر إِلى الدَهرِ يُطرِقِ

قَريبٌ إِذا نودي بَعيدٌ إِذا اِنتَمى
عَبوسٌ إِذا لاقى ضَحوكٌ إِذا لُقي

قَسا قَلبُهُ جوداً عَلى المالِ فَاِغتَدى
يَجورُ عَلى أَموالِهِ جَورَ مُحنَقِ

قَلائِدُ أَعناقِ الرِجالِ هِباتُهُ
تَرى الناسَ مِنها كَالحَمامِ المُطَوَّقِ

قَضى بِتِلافِ المالِ في مَذهَبِ العَطا
فَجادَ إِلى أَن قالَ سائِلُهُ اِرفُقِ

قَضَت عَنهُ قَومٌ إِذ رَأَت فَيضَ جودِهِ
وَمَن لَم يَبِن عَن مَهبِطِ السَيلِ يَغرَقِ

قَويُّ السَطا لَو خاصَمَ الدَهرُ بَأسَهُ
غَدا خاسِراً في دِرعِهِ المُتَمَزِّقِ

قَصيرُ الخُطى نَحوَ المَعاصي وَإِنَّها
طِوالٌ إِذا ماجالَ في صَدرِ فَيلَقِ

قَديرٌ عَلى جَيشِ اللُهى غَيرُ قادِرٍ
تَقِيٌّ لِأَهوالِ الوَغى غَيرُ مُتَّقِ

قَنى الحَمدَ ثَوباً لِلفَذخارِ وَإِنَّهُ
عَلى جِدَّةِ الأَيّامِ لَم يَتَخَرَّقِ

قُدِ العَزمَ وَاِبقَ يا أَبا الفَتحِ سالِماً
فَقَد خَفَضَ الدَهرُ الجَناحَ لِتَرتَقي

قَدِ اِستَبشَرَت مِنكَ اللَيالي وَإِنَّما
بَشاشَتُها في غَيرِكُم لِلتَمَلُّقِ

قَريبٌ مِنَ الداعي فَمَن يَبغِ نُصرَةً
يَجِدكَ وَمَن يَطلِبكَ في الضيقِ يَلحَقِ

قَسَمتَ عَلى الوُرّادِ رِزقاً قَسَمتَهُ
وَقُلتَ لَها مِمّا رَزَقناكِ أَنفِقي

قَصَدناكَ يا نَجمَ المُلوكِ لِأَنَّنا
رَأَينا الوَرى مِن بَحرِ جودِكَ تَستَقي

قَطَعنا إِلَيكَ البيدَ نُهدي مَدائِحاً
جَواهِرُها مِن بَحرِكَ المُتَدَفِّقِ

قَصائِدُ في أَبياتِهِنَّ مَقاصِدٌ
تَرَدَّدَ في أَحداقِها سِحرُ مَنطِقِ

قَوافٍ إِذا ما جُزنَ في سَمعِ ناقِدٍ
فَعَلنَ بِهِ فِعلَ السُلافِ المُعَتَّقِ

قَدِمتُ بِمَدحي زائِراً فَلَقيتَني
بُحُسنِ قَبولٍ لِلرَجاءِ مُحَقِّقِ

قَليلٌ إِلى أَرضِ العِراقِ تَطَلُّعي
وَجودُكَ قَيدٌ بِالمَكارِمِ موثِقي

قَصَرَت بِمَغناكَ الحَوادِثُ إِذ رَأَت
بِحَبلِكَ مِن دونِ الأَنامِ تَعَلُّقي


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:56 PM
مَغانِمُ صَفوِ العَيشِ أَسنى المَغانِمِ
هِيَ الظِلَّ إِلّا أَنَّهُ غَيرُ دائِمِ

مَلَكتُ زِمامَ العَيشِ فيها وَطالَما
رَفَعتُ بِها أولى وُقوعِ الجَوازِمِ

مَغاني الحِمى جادَت سَحائِبُ أَدمُعي
عَليكَ إِذا جَفَّت جُفونُ الغَمائِمِ

مَلاعِبُ لَهوٍ كَم قَضَيتُ بِرَبعِها
لُباناتِ أَيّامِ الصِبا المُتَقادِمِ

مِنَ الجانِبِ الغَربِيِّ مِن أَرضِ بابِلٍ
مَعاهِدُ أُنسٍ مُشرِقاتُ المَباسِمِ

مَعالِمُ بَينَ القَلعَتَينِ وَإِنَّما
مَحَلُّ المَعالي بَينَ تِلكَ المَعالِمِ

مَكَثتُ بِها دَهراً وَعَيني قَريرَةٌ
بِها وَرَواقُ العِزِّ عالي الدَعائِمِ

مَقيلي ظُهورُ الصافِناتِ وَمُؤنِسي
رِياضُ الكَلا دونَ الحَشايا النَواعِمِ

مَنيعُ يَقيني ضَيمُ كُلِّ غَضَنفَرٍ
طَويلِ نِجادِ السَيفِ ماضي العَزائِمِ

مَتى جادَ نادى مالُهُ يا لِطارِقٍ
وَإِن سارَ نادى عِرضُهُ يا لِسالِمِ

مَواضي سُرورٍ لا اِنتِفاعَ بِذِكرِها
إِذا لَم أُعِدها بِاِرتِكابِ العَظائِمِ

مُنَبِّهُ عَزمٍ إِنَّهُ غَيرُ راقِدٍ
وَمُوقِظُ حَزمٍ إِنَّهُ غَيرُ نائِمِ

مَطَلتُ السُرى حَتّى مَلَلتُ كَأَنَّما
عَليَّ مَقامُ الذُلِّ ضَربَةُ لازِمِ

مَنَعتُ عَنِ التَرحالِ عيسي وَمَنعُها
عَنِ المَلِكِ المَنصورِ إِحدى العَظائِمِ

مَليكٌ جِبالُ الأَرضِ مِن حِلمِهِ اِنتَشَت
وَأَبحُرُها مِن جودِهِ المُتَلاطِمِ

مُفَرِّقُ شَملِ المالِ بَعدَ اِجتِماعِهِ
وَفي راحَتَيهِ جَمعُ شَملِ المَكارِمِ

مَواهِبُهُ وَقفٌ عَلى كُلِّ طالِبٍ
وَأَسيافُهُ حَتمٌ عَلى كُلِّ آثِمِ

مُقيمٌ بِآياتِ النَدى كُلَّ قاعِدٍ
كَما أَقعَدَت أَسيافُهُ كُلَّ قائِمِ

مَحَلُّ الرَدى في سَيفِهِ وَسِنانِهِ
وَبَحرُ النَدىفي كَفِّهِ وَالبَراجِمِ

مَحا بِسَطاهُ ذِكرَ عَمروٍ وَعَنتَرٍ
وَأَحيا نَداهُ ذِكرَ مَعنٍ وَحاتِمِ

مَكارِمُ كَفٍّ لا تَزالُ بِها الوَرى
مُطَوَّقَةً أَعناقُها كَالحَمائِمِ

مُعَوَّدَةٍ بِالبَسطِ إِلّا إِذا غَدَت
بِمَتنِ يَراعٍ أَو بِقائِمِ صارِمِ

مُشيدُ العُلى لا تارِكٌ خِلَّةَ النَدى
وَلا سامِعٌ في الجودِ لَومَةَ لائِمِ

مُصِرٌّ عَلى بَذلِ الهِباتِ يَسُرَّهُ
إِذا أَصبَحَت أَموالُهُ بِالمَآتِمِ

مَزيدُ العَطا لا يُلحِقُ الجودَ مِنَّةً
وَلا يُتبِعُ الأَموالَ حَسرَةَ نادِمِ

مَضيفُ الوَرى مِثلُ الرَبيعِ بِرَبعِهِ
وَأَيّامُهُم في ظِلِّهِ كَالمَواسِمِ

مَرَرنا حُفاةً في مَقادِسِ رَبعِهِ
كَأَنّا مُشاةٌ فَوقَ هامِ النَعائِمِ

مَشَينا وَلَو أَنّا وَفَينا بِحَقِّهِ
مَشَينا عَلى الأَحداقِ دونَ المَناسِمِ

مَدى الدَهرِ لا زالَت تَحُجُّ بَنو الرَجا
إِلَيهِ وَتَحظى بِالغِنى وَالغَنائِمِ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:56 PM
نَعَم لِقُلوبِ العاشِقينَ عُيونُ
يَبينُ لَها ما لا يَكادُ يَبينُ

نَظَرنا بِها ما كانَ قَبلُ مِنَ الهَوى
فَدَلَّ عَلى ما بَعدَها سَيَكونُ

نَهانا النُهى عَنها فَلَجَّت قُلوبُنا
فَقُلنا اِقدُمي إِنَّ الجُنونَ فُنونُ

نَغُضُّ وَنَعفو لِلغَرامِ إِذا جَنى
وَيَقسو عَلَينا حُكمُهُ فَنَلينُ

نَرُدُّ حُدودَ المُرهَفاتِ كَلَيلَةً
وَتَفتُكُ فينا أَعيُنٌ وَجُفونُ

نُهَوِّنُ في سُبلِ الغَرامِ نُفوسَنا
وَما عادَةً قَبلَ الغَرامِ تَهونُ

نُطيعُ رِماحاً فَوقَهُنَّ أَهِلَّةً
وَكُثبانَ رَملٍ فَوقَهُنَّ غُصونُ

نَواعِمُ شَنَّت في المُحِبّينَ غارَةً
بِها اللُدنُ قَدٌّ وَالسِهامُ عُيونُ

نِبالٌ وَلَكِنَّ القِسِيَّ حَواجِبٌ
نِصالٌ وَلَكِنَّ الجُفونَ جُفونُ

نَهَبنَ قُلوبَ العاشِقينَ وَغادَرَت
بِجِسمي ضَنىً لِلقَلبِ مِنهُ شُجونُ

نُحولٌ وَصَبرٌ قاطِنٌ وَمُقَوَّضٌ
وَدَمعٌ وَقَلبٌ مُطلَقٌ وَرَهينُ

نُسَهِّلُ أَحوالَ الغَرامِ تَجَلُّداً
وَإِنَّ سُهولَ العاشِقينَ حُزونُ

نُتابِعُهُ طَوراً وَلا عُروَةُ الهَوى
بِوُثقى وَلا حَبلُ الزَمانِ مَتينُ

نَظُنُّ جَميلاً في الزَمانِ وَإِنَّهُ
زَمانٌ لِتَصديعِ القُلوبِ ضَمينُ

نَرومُ وُعودَ الجودِ مِنهُ وَقَد غَدَت
لَدى المَلِكِ المَنصورِ وَهيَ دُيونُ

نَبِيٌّ سَماحٍ قَد تُحُقَّقَ بَعثُهُ
لَهُ الرَأيُ وَحيٌ وَالسَماحَةُ دينُ

نَجَت فِئَةٌ لا ذَت بِهِ فَتَيَقَّنَت
بِأَنَّ طَريقَ الحَقِّ فيهِ مُبينُ

نَخِيٌّ لَهُ العَزمُ الشَديدُ مُصاحِبٌ
سَخِيٌّ لَهُ الرَأيُ السَديدُ قَرينُ

نَجيبٌ لَوَ اَنَّ البَحرَ أَشبَهَ جودَهُ
لَما سَلِمَت مِن جانِبَيهِ سَفينُ

نَفَت عَنهُ ما ظَنَّ العُداةُ عَزائِمٌ
هِيَ الجَيشُ وَالجَيشُ الخَميسُ كَمينُ

نَمَتهُ إِلى القَومِ الَّذينَ رِماحُهُم
قَضَت في الوَغى أَن لا يَضيقَ طَعينُ

نُجومٌ لَها فَوقَ السُروجِ مَطالِعٌ
لُيوثٌ لَها تَحتَ الرِماحِ عَرينُ

نُفوسُهُمُ يَومَ الجِدالِ جَداوِلٌ
وَآراؤُهُم يَومَ الجِدالِ حُصونُ

نَجَعنا إِلَيهِ مِن بِلادٍ بَعيدَةٍ
وَكُلٌّ لَهُ حُسنُ الرَجاءِ ضَمينُ

نَهَضنا لِنَستَسقي السَحابَ فَجادَنا
سَحابُ نَدى كَفَّيهِ وَهيَ هَتونُ

نُوافيكَ يا مَن قَد غَدَت حَرَكاتُهُ
عَلى المُلكِ مِنها هَيبَةٌ وَسُكونُ

نُجازى بِما نَأتي إِلَيكَ هَديَّةً
فَنَحمِلُ دُرَّ المَدحِ وَهوَ ثَمينُ

نَعِمتَ وَلا زالَت رُبوعُكَ جَنَّةً
فَمَغناكَ حِصنٌ لِلعُفاةِ حَصينُ

نَهَبتَ الثَنا وَالجودَ وَالمَجدَ وَالعُلى
وَنِلتَ الأَماني وَالزَمانُ سُكونُ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:56 PM
يا هِلالاً مِن سُلطَةِ العَيِّ حَيّي
أَشرَقَ الصُبحُ تَحتَ لَيلٍ دَجِيِّ

يوسُفِيُّ الجَمالِ كَم تاهَ صَبٌّ
في مَعاني جَمالِهِ اليوسُفِيِّ

يا فَتىً في الأَعراقِ وَاللَحظِ وَاللَف
ظِ أَيُّ حُسنٍ بِحُسنِ خَلقٍ سَوِيِّ

يَستَعيرُ القَضيبُ مِن قَدِّهِ اللي
نَ وَيُزري بِالذابِلِ الخَطِّيِّ

يُحاكي العودَ واهِبُ القَودِ هامي ال
جودِ حَتفُ الضُدودِ فَتحُ الوَلِيِّ

يَحمِلُ اللُدنَ لِلقِتالِ وَلَم تَغ
نَ بَلَدنٍ مِن قَدِّهِ السَمهَرِيِّ

يَرنو بِعَينٍ تُغنيهِ في قَتلِهِ العُش
شاقَ عَن كُلِّ ذابِلٍ يَزَنِيِّ

يَتَلَقّى دَمَ القُلوبِ بِخَدٍّ
زانَهُ نَقطُ خالِهِ العَنبَرِيِّ

يَحتَمي وَردُهُ بِنَبلِ لِحاظٍ
قَوسُها خَطُّ حاجِبٍ مَحنِيِّ

يَقَقٌ مُذ بَدا العِذارُ عَلَيهِ
وَأَنبَتَ الآسَ في اللُجَينِ النَقِيِّ

يَتَجَنّى مِن بَعدِ ما باتَ طَوعي
وَيَسقيني مِنَ المُدامَةِ رَيِّ

يَمزُجُ الكَأسَ لي فَإِن عَزَّتِ الراحُ
سَقاني مِن ريقِهِ السُكَّرِيِّ

يَمنَحُ المُستَهامَ خَمرَ رُضابٍ
في حَبابٍ مِن ثَغرِهِ اللُؤلُؤِيِّ

يَهتِكُ اللَيلَ نورُها بِبُروقٍ
أَذكَرَتنا بَرقَ الحِمى الأُرتُقِيِّ

يا حُداةَ المَطِيِّ ها نورُ نَجمِ الدينِ
قَد لاحَ يا حُداةَ المَطِيِّ

يَمِّموا نَحوَهُ تَلقوا سَماحاً
وَوَلِيّاً يَجودُنا بِوَلِيِّ

يَرِدُ الرُكبُ مِنُه بَحرَ سَماحٍ
مِن وِلا الجودِ بَحرٍ رَوِيِّ

يَقِظٌ قَد رَعى الأَنامَ بِطَرفٍ
رَدَّ عَنهُ الرَدى بِطَرفٍ عَمِيِّ

يافِعٌ شَديدُ المَعالي وَواتى
الحُكمَ مِن قَبلِ رُشدِهِ المَرضِيِّ

يَمُّ جودٍ جادَت عَلى الناسِ كَفّاهُ
فَأَغنَت عَنِ الحَيا الوَسمِيِّ

يَتَّقي الهَولَ مِنهُ طَوراً وَطَوراً
جودُهُ سَعدٌ لِكُلِّ شَقِيِّ

يُقسِمُ الدولَ بِالسَطا وَالعَطايا
بَينَ يَومَي إِقامَةٍ وَمَطِيِّ


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:57 PM
أود حسادي أن يكثروا
وأعذر الحاسد في فعله

لا أفقد الحساد إلا إذا
فقدت ما أحسد من أجله


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:57 PM
لله في وادي العيون صبوحنا
والضد ينهل كل عين آنيه

والراح تشرق في الأواني عندما
صفت لنا في كل عين آنيه

يا طيب ذاك الآن من زمن الصبا
لما حلا في كل عين آنيه


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:57 PM
رأيت طريق اليأس منكم بعيدة
ولاسيما إن خاض سالكها البحرا

ولما سلكنا عمق حارم وصلكم
رأينا الطريق الصعب والمسلك الوعرا

ولي منكم شغلان بالصد والنوى
وأرتاح للذكرى وقلبي بكم يغرى


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:57 PM
جزاكم الله عنا كل صالحة
فقد أفضتم من الإنعام ما شملا

شملتمونا بإنعام إذا درست
مآثر الجود أضحى ذكره مثلا

وأعجب الأمر أني بعد بعدكم
أحيا وأيسر ما لاقيت ما قتلا


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:58 PM
لا أوحش الله ممن حل في خلدي
فليس يؤنسني إلا تذكره

ومن تباعد عن عيني فلو نظرت
إليه كادت لفرط البعد تنكره


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:58 PM
رعى الله قوما أوحشونا بقربهم
فقربهم منا كبعدهم عنا

أقاموا على الإعراض مع قرب دارهم
فكان أشد البين قربهم منا


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:58 PM
عَوَّذْتُ حَاجِبَهُ ذَا النُّونِ بِالنُّونِ
وَخَدَّهُ وَعِذَارَيْهِ بِيَاسِينِ

وَعَيْنَهُ وثَنَايَاهُ وَمَبْسَمَهُ
مِنْ كُلّ عَيْنٍ بطه أو بطاسين

ظبيٌ سَبَى لحظُه لحظَ الغزالة إذ
حَلَّتْ مَحَاسِنُهُ فِي أفق تحسينِ

كَالزَّهْرِ في تَرَفٍ وَالظَّبْيِ فِي غَيَدٍ
وَالزُّهْر فِي شَرَفٍ وَالغُصْنِ فِي لِينِ

قَدْ رَاقَ مَاءُ الحَيَا فِي نَارِ وجْنَته
كَالوَرْدِ رُشَّ عَلَيْهِ مَاءُ تَشْرِينِ

وَسَيَّجَتْ وَرْدَ خَدّيْهِ عَوَارِضُهُ
كَمَا تَسَيَّجَ نُعْمَان بِنسْرِينِ

مُعَسَّلُ الجفن معسول اللَّمَى فَتَكَتْ
عُيُونُهُ بِعُيُونِ الخُرَّدِ العِينِ

مُهَفْهَفُ القدّ لَمْ تَتْرُكْ عواطفهُ
السُّمْرُ الرشاقُ فُؤَاداً غَيْرَ مطعونِ

سهَامُ جفنيه فِي الأحشَاءِ قد رَشَقَتْ
من قَوْسِ حَاجِبِهِ إتْلاَفَ مَقْرُونِ

مَا سَنَّ لحظاً رَأى قَتْلِي فَرِيضَتَهُ
إلاّ وَمُتُّ بِمَفْرُوضٍ وَمَسْنُونِ

أرْجُو لِقَاهُ وَأخْشَى صدّهُ أبدا
فلم أزَلْ بَيْنَ مَسْرُورٍ وَمَحْزُونِ

يَا نسْمَةً عَلَّلَتْ قَلْبِي بصِحَّتِهَا
إذ حدَّثَتْ عن ظِبَا جِيَرانِ جيُرونِ

مَا لِلَّذِي سلبتْ عقلِي مَحَاسنُهُ
أضحَى يُحَذّرُنِي منْ حَيْثُ يُغْرِينِي


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:59 PM
قسما بالذي يحيط بودي
لك علما وما أسر وأبدي

إن شوقي إليك في حال قربي
ضعف شوقي إليك في حال بعدي


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:59 PM
شرفت بالأمس بنقل الخطا
حتى انقضت لي ليلة صالحه

فعد بها حتى يقول الورى
ما أشبه الليلة بالبارحة


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 02:59 PM
وما أتاني كتاب منك يأمرني
إليك يا وجه إقبالي بإقبال

إلا أتيتك من فرط السرور به
عجلان أعثر في أذيال آمالي


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 03:00 PM
مريض العين ليس يعاد لكن
أوان البرء يقصد للتهاني

يراد من العيادة بسط أنس
وليس الأنس إلا بالعيان

فكيف ينال بي أنسا مريض
أكلفه الكلام ولا يراني


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 03:00 PM
ثمانية من واجب الطير حملها
بأجنحة إذ ما لأرجلها حكم

عقاب إوز لغلغ ثم حبرح
وكي ونسر والأنيسة والتم


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 03:00 PM
وستة أصناف حملهن بأرجل
لأن طوال السبق بالحمل أجدر

فأولها العناز يتلوه مرزم
وكركي وغرنوق وصوغ وشبطر


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 03:00 PM
توق سبعة أيام قد اطردت
في كل شهر هلالي مناحسها

فثالث الشهر مذموم وخامسه
وثالث العشرة الوسطى وسادسها

ثم اخش حادي عشريه فخشيته
حزم ورابعها يخشى وخامسها


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 03:00 PM
وحمام رجوت به نعيما
فطال بكف قيمه شقائي

يد في الخلق مثل جبال أحد
وتدليك أخف من الهواء


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 03:01 PM
ولا تطلبوا ما بيدي الأنام
تصيروا بذلك أعداهم

كذلك قد قال رب العباد
ولا تسألوا الناس أشياهم


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 03:01 PM
توق حدود الله لا يأت محرما
إذا شئت أن تحظى بجناته العليا

وإن أمكنت يوما من الدهر لذة
فخذها ولا تنس النصيب من الدنيا


الحلي

الحمدان
08-20-2024, 04:09 PM
يا بارعًا بالعشق من ذا دللك

كالنجم أنت أراك في هذا الفلك

إن كنت ذا وله فإني عاشق

في موطني قلبٌ يموت وقد هلك

رُبّ اللقاء أيا حبيبي صدفة

يا ليت هذا القلب يصبح منزلك

باللهِ قل لي من يعلمك الهوى

مني ادنُ يا محبوب حتى أسألك

ها أنت ذا والقلب ينبض بالهوى

في وسط شرياني غرامك قد سلك

فاقرب إلي فلست أسطيع النوى

والقلب أضحى من بعادك كالحلك

......

الحمدان
08-20-2024, 05:16 PM
عَجِلَ الفِراقُ وَلَيتَهُ لَم يَعجَلِ
وَجَرَت بَوادِرُ دَمعِكَ المُتَهَلِّلِ

طَرَبًا وَشاقَكَ ما لَقيتَ وَلَم تَخَف
بَينَ الحَبيبِ غَداةَ بُرقَةِ مِجوَلِ

وَعَرَفتَ أَنَّكَ حينَ رُحتَ وَلَم يَكُن
بَعدُ اليَقينُ وَلَيسَ ذاكَ بِمُشكِلِ

لَن تَستَطيعَ إِلى بُثَينَةَ رَجعَةً
بَعدَ التَفَرُّقِ دونَ عامٍ مُقبِلِ


جميل بثينة

الحمدان
08-20-2024, 05:18 PM
أَلا إِنَّ قَلبي مِن فِراقِ أَحِبَّتي
وَإِن كُنتُ لا أُبدي الصَبابَةَ جازِعُ

وَدَمعِيَ بَينَ الحُزنِ وَالصَبرِ فاضِحي
وَسِتري عَنِ العُذّالِ عاصٍ وَطائعُ


بشار بن برد

الحمدان
08-20-2024, 05:19 PM
غَيْرُ مُجْدٍ فِي مِلَّتِي وَاعْتِقَادِي
نَوْحُ بَاكٍ وَلَا تَرَنُّمُ شَادِ

وَشَبِيهٌ صَوْتُ النَّعِيِّ إِذَا قِيسَ
بِصَوْتِ الْبَشِيرِ فِي كُلِّ نَادِ

أَبَكَتْ تِلْكُمُ الْحَمَامَةُ أَمْ غَنَّت
عَلَى فَرْعِ غُصْنِهَا الْمَيَّادِ

صَاحِ هَذِهْ قُبُورُنَا تَمْلَأُ الرُّحْـب
فأَيْنَ الْقُبُورُ مِنْ عَهْدِ عَادِ؟

خَفِّفِ الْوَطْءَ مَا أَظُنُّ أَدِيمَ
الأَرْضِ إِلَّا مِنْ هَذِهِ الْأَجْسَادِ

وَقَبِيحٌ بِنَا وَإِنْ قَدُمَ الْعَهْدُ
هَوَانُ الْآبَاءِ وَالْأَجْدَادِ

سِرْ إِنِ اسْطَعْتَ فِي الْهَوَاءِ رُوَيْدًا
لَا اخْتِيَالًا عَلَى رُفَاتِ الْعِبَادِ

رُبَّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْدًا مِرَارًا
ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الْأَضْدَادِ


أبو العلاء المعري

الحمدان
08-20-2024, 05:21 PM
وأحورَ بارزتْنِي مقلتَاه
بسيفٍ لا يُرَدُّ عن القلوبِ

فصرعاهُ ولا صرعَى خطوبٍ
وقتلاهُ ولا قتلَى حروبِ

أقولُ له وقد أحصَى ذنوباً
عليّ مقالةَ المَلِقِ الخَلُوبِ

فديتُكَ قد سفكتَ دمي بسيفٍ
على المهجاتِ فَتَّاكٍ وثُوبِ

فلا تعدُدْ ذنوبِيَ بعدَ هذا
فإن السيفَ محَّاءُ الذنوبِ


الطغرائي

الحمدان
08-20-2024, 05:23 PM
المَرءُ يَرغَبُ في الحَياة
وَطولُ عَيشٍ قَد يَضُرُّهُ

تَفَنى بَشَاشَتُهُ وَيَبقى
بَعدَ حُلوِ العيشِ مُرُّهُ

وَتَسُوؤُهُ الأَيّامُ حَتّى
ما يَرى شَيئًا يَسُرُّهُ

كَم شامِتٍ بِي إِن هَلَكتُ
وَقَائِلٍ لِلَّهِ دَرُّهُ


النابغة الجعدي

الحمدان
08-20-2024, 05:28 PM
عِشْرُونَ عَامًا وَفِيَّ الْهَمِّ يَحْتَشِدُ
كَأَنَّ أَيَّامَهَا فِي طُولِهَا أَبَدُ

أَفْنَتْ شَبَابِيَ مَا أَبْقَتْ وَمَاتَرَكْتْ
شَيْئًا عَلَيْهِ مِنَ الْأَمَالِ أَعْتَمِدُ

عِشْرُونَ أَحْمَلُهَا كَالطِّفْلِ فِي رَحِمٍ
طَالَ الْمَخَاضُ وَلَا بِنْتٌ وَلَا وَلَدُ

عِشْرُونَ وَالْعُمُرُ بِئْرٌ لَامِيَاهَ بِهِ
غَارَ الْمَعِينُ وَظَلَ الْمِلْحُ وَالزُّبْدُ

وَحْدِي أُكَابِدُهُ وَالْجُرْحُ فِي كَبِدِي
أَهَذِهِ صَخْرَةٌ أُمْ هَذِهِ كَبِدُ

......

الحمدان
08-20-2024, 06:19 PM
أَهَواكمْ جَدَّ مازِحُهُ
والحِمَى لم يَدْنُ نازِحُهُ

مارَسَتْ منّي العِدَا رَجُلاً
أَسْمَعَ الصماءَ صَائحُهُ

إِنْ زَجَرْتُ الطّيرَ في سَفَري
عن يمينِي مرَّ سانِحُهُ

عجِبَتْ أَسْماءُ من جَلَدِي
يومَ أَصمى القلبَ جارِحُهُ


......

الحمدان
08-20-2024, 06:19 PM
سهلُ الأباطحِ من عُلاكَ يَفَاعُ
والنَّجمُ أنتَ وكفَّكَ المِرباعُ

بل أنتَ شَمسٌ لا تزالُ ولم يَزَلْ
في سائرِ الآفاق منكَ شُعاعُ

مَن يختلف كلّ الورى في حُبِّهِ
فَأبو المطرّف حبُّه إِجماعُ


......

الحمدان
08-20-2024, 06:19 PM
يا عجباً للسُّيوف اِسَتَوى
كلِيلُها اليومَ وماضِيها

وقد رَأْيتُ العَدْلَ في بَلْدَةٍ
فَقيهُها الشَّعْبِيُّ قاضِيها

أحكامُه بالحقِّ مَرضيّةٌ
واللّهُ بعدَ الخَلْقِ راضِيها

لو شُووِرَتْ فيهِ بنو هاشمٍ
لقَدَّمَتْهُ عن تَراضِيها

كم حُجّةٍ أوضحَ كم حاجةٍ
قَضَى لنا قَبلَ تقَاضِيها


......

الحمدان
08-20-2024, 06:20 PM
موتُ الكرامِ حيَاةٌ فِي مواطنِهمْ
فإِنْ هُم اِغتربوا ماتوا وما ماتُوا

يا أهلَ ودِّيَ لا واللهِ ما اِنتكثَتْ
عندِي عُهودٌ ولا ضاقَتْ مودَّاتُ

لئِنْ بعُدْتُمْ وحالَ البَحْرُ دونَكُمُ
لبَيْنَ أرواحِنا في النَّومِ زَوْرَاتُ


......

الحمدان
08-20-2024, 06:20 PM
أبْلِغْ أحبَّتَنا الباكينَ من جِهتِي
أنِّي حَمْتِني أُسُودٌ حِمْيَرِيَّاتُ

مِن الضَّراغِمِ إِلّا أَنَّ غابَهُمُ
بِيضٌ حِداد وحُمْرٌ سَمْهَرِيَّاتُ

فمن يَكنْ فيه بينَ اِثنَينِ مُختلفٌ
فذا الّذي اِتّفقَت فيه البَرِيَّاتُ


......

الحمدان
08-20-2024, 06:20 PM
مات عَبَّادٌ وَلكْن
بَقِيَ الفرعُ الكريمُ

فكأنَّ المَيْتَ حيٌّ
غيرَ أنَّ الضَادَ مِيمُ


......

الحمدان
08-20-2024, 06:20 PM
نُفَرِّطُ في العُمُرِ الذَّاهِبِ
ونغترُّ بالأمَلِ الكاذبِ

تنزَّه عنْ تَبِعَاتِ المُلُوك
فَخَفَّ على المَلكِ الكاتِبِ

فقَدْنا الربيعَ أبا جعفرٍ
فلا دَرَّ خِلْفٌ على حالِبِ

لبِسْتُ البياضَ ولولا الخِلاف
لسوَّدْتُ ثوبِيَ كالرَّاهِبِ


......

الحمدان
08-20-2024, 06:22 PM
نقَدْتَ القريضَ على ربِّه
وفَصْلَ الخِطابِ على الخاطبِ

بَدِيعُكَ أَزْرَى بعبد الحميد
وبابن العَمِيدِ وبالصاحبِ

فَفَضْلُكَ مَنْ لي بإِحْصَائِهِ
وفي بعضِه عِلَّةُ الحاسبِ


......

الحمدان
08-20-2024, 06:22 PM
نَعُدُّ حُصوناً كلَّ دِرْع وَمِغْفرِ
وتَعدو المنايا في عَرينِ الغَضَنْفرِ

وإحدى بناتِ الدَّهرِ تَنْسِفُ أُحْدَهُ
وتَهدِم بالتدمِيرِ بنُيانَ تَدْمُرِ

نَبَا نَابُ عادٍ وهْو كالليْثِ عادِياً
ومَاتَتْ مُنى كِسْرَى الملوكِ وقيْصَرِ

وما دَرأَتْ عن تُبَّعٍ تُبَّعٌ له
صروفَ الرَّدَى الجاري على كلِّ قَسْوَرِ

أصمَّ وأصمَى ثُغرةَ الثَّغْرِ حادِثٌ
تحدِّثُنا عنه الثِّقاتُ فَنَمْتَرِي

هو البحرُ في ذا الخطبِ أعطاك دُرَّهُ
فُقْل للّسانِ اِنْظِمْ وللدمِعِ فاِنثُرِ

أَجَدّكَ بِزَّ الدهرُ شُهْبَ بُزَاتِهِ
وعزّ معزَّ الدولةِ اِبن المُظفَّرِ

أَعزَّ من اِقتادَ الخَميسَ إِلَى الوَغَى
وأَكرمَ من يُدْعى له فْوقَ مِنْبَرِ

تلثم حياءً يا زمان من العلا
مَضيتَ بمعروفٍ وجِئتَ بمُنْكَرِ

مَضيتَ فما للأرضِ بعدَكَ لم تَمِدْ
وما لسماءِ المجدِ لَم تتَفَطَّرِ

بعثتُ بها مشقُوقَةَ الجْيبِ ثاكِلاً
وإنْ فَتَقَتْ رِيح العزَاءِ بعَنبرِ


......

الحمدان
08-20-2024, 06:23 PM
فاجأتنا والمنونُ مُنتظرَه
مِن جامع الطيِّبات مُختصره

أصمَّ سَمعي حَديثُ حادثةٍ
فَلَّ السيوفَ الذكورَ مَن ذكَرَه

مُتوَّجٌ من جُذام ماتَ له
ثلاثةٌ فليعِشْ له عَشَرَه

ثلاثةٌ لا خِلافَ أَنَّهمُ
خَيرٌ من الفَرْقَدَيْن والزُّهَره

ما نَفَع المُشْترِي ولا زُحَلاً
ضوءٌ بلِ اللهُ مُنفِذٌ قَدَرَه


.......

الحمدان
08-20-2024, 06:23 PM
بيَّضَ كلٌّ وَلا بيَاضَ مَعي
إلّا بَياضَ المَشيبِ والبَشَرَه

فغِبتُ عن مجلِس العَزاءِ عَلى
رَغْمِي وإن كان مِقْوَلِي حَضَرَه

يا أَهلَ هُودٍ إذا الوَرَى حُسِبُوا
مِن صَدَفِ البحرِ كنتمُ دُرَرَه

يا كُرماءَ الزَّمانِ لستُ أَرى
حُجولَه غيرَكم ولا غُرَرَه


......

الحمدان
08-20-2024, 06:24 PM
أبِي نَيِّرُ الأيّام بعدكَ أظلما
وبنيانُ مَجدِي يومَ متَّ تَهدَّما

وجسمِي الّذي أَبلاه فقدُكَ إن أكن
رحَلتُ به فالقلبُ عندَكَ خيَّما

سَقَى اللّهُ عيناً مَن تَعَمَّدَ وقْفَةً
بقَبرِك فاِستسقَى له وترَحَّما

وقال سلامٌ والثَّواب جزاءُ مَن
ألمَّ عَلى قبرِ الغَريبِ فَسلَّما


......

الحمدان
08-20-2024, 06:24 PM
رحَلْتُ وهَا هُنا مَثْوى الحبيبِ
فمن يَبْكِيكَ يا قبْرَ الغَريبِ

سأحمِلُ من تُرابكَ في رِحالِي
لكي أغني بهِ عن كلِّ طيبِ


......

الحمدان
08-20-2024, 06:26 PM
في كلِّ أرضٍ موْطنٌ
يُعرَفُ فيه جاهُنا

وإنّما أَلجأَنا
إلى هُنَا إِلهنا


......

الحمدان
08-20-2024, 06:26 PM
في كلِّ أرضٍ موْطنٌ
يُعرَفُ فيه جاهُنا

وإنّما أَلجأَنا
إلى هُنَا إِلهنا


......

الحمدان
08-20-2024, 06:26 PM
يريدُ سياسةً من لا يُسَمَّى
وطبعٌ فيهِ يأبَى أن يَسُوسا

سألتُ كُسىً فمنَّانِي بقَمْح
وأعطانِي مكانَ القمح سُوسا


......

الحمدان
08-20-2024, 06:27 PM
ولمَّا نَمَتْ عندي من اللَّه أنعُمٌ
ولستُ عن الشكرانِ للّهِ باللّاهي

نقشتُ على قلبِي وفي فصِّ خاتمي
وما بكمُ من نعمةٍ فَمِنَ اللّهِ


......

الحمدان
08-20-2024, 06:27 PM
يا حرفَةَ الشّعراءِ إنَّكِ منهمُ
حيث اِبتغوا رزقاً لبِالمِرْصادِ

لو حلَّ بالوادي المقدَّسِ ركبُهُم
لشِفَاء غُلَّتهم لجفَّ الوادِي

ولو اِبتغوا حلقَ الرؤوسِ بمكّةٍ
حضر الرشيدُ بها وغابَ الهادِي


......

الحمدان
08-20-2024, 06:27 PM
ألا يا أهلَ أندلسٍ فَطنتُم
بِلُطفكم إلى شيءٍ عجيبِ

لبستم فِي مآتِمكُم بياضاً
وَجئتم منه في زِيٍّ غريبِ

صدَقْتُم فالبياضُ لباس حزنٍ
ولا حزن أشدَّ من المشيبِ


القيرواني

الحمدان
08-20-2024, 06:27 PM
إذا كان البياضُ لباسَ حُزْنٍ
بأندلُسٍ فذاكَ من الصَّوابِ

ألم تَرَني لبستُ بياضَ شيبِي
لأَنِّي قد حزِنتُ على الشَّبابِ


القيرواني

الحمدان
08-20-2024, 06:28 PM
ألم تَرَني ندِمتُ على اِرتِحالي
وغالَطتُ العداة بسوءِ حالي

وما بلدٌ كدَانيةٍ ولكن
أُسَلِّي النَّفْسَ عنْهَا بالمُحَالِ


القيرواني

الحمدان
08-20-2024, 06:28 PM
على العُدْوةِ القُصْوى وإن عَفَتِ الدارُ
سلامُ غَرِيبٍ لا يؤوبُ فيزدَارُ

وحُقَّ بُكاءُ العينِ والقَلْبُ مُسعدٌ
لمن باتَ مِثلي لا حبِيبٌ ولا جارُ

أُعادى على فَضْلي وأستصحِبُ العِدَى
ولي حَسَنَات عندهم هيَ أوزارُ

مَديحِي هِجَاءٌ واِبتسامي تَجهُّمٌ
وشَكْوايَ كُفرٌ واِعترافِيَ إِنكارُ

ولم أرَ مِثلِي فاضِلاً يَنقصونه
بَلَى قلَّما يَخْلُو من القَرْضِ دينارُ

عزيزٌ علينا أن نُقِيمَ بذلَّةٍ
فليتَ حشايانا الوطيئةَ أكْوارُ

شفَى اللَّه داءَ القَيْرَوانَينِ بعدَنا
فقد مَرِضَتْ للقيْرَوَانَيْنِ أَبصارُ

وكيف غِناءُ الطّيرِ في غير أَيكِها
وقد بَعُدَتْ عنها فِرَاخٌ وأوكارُ

وإنِّي لأَوْلى بالبُكَاءِ لأَنَّها
تَطيرُ إذا اِشتَاقَتْ وما أنا طيَّارُ

أَلا يا بُرُوقاً لُحْنَ من نحوِ صَبْرَةٍ
وليسَ لها إلّا دُمُوعِيَ أمطارُ

عسى فيك من ماء الحبيباتِ شربَةٌ
ولو مِثْلَ ما يُوعِي من الماء مِنْقَارُ


القيرواني

الحمدان
08-20-2024, 06:29 PM
أُصيبَ قصيدٌ فيه كفرٌ فنِيطَ بي
وكم شاعرٍ قيلتْ على فيه أشعارُ

ومِن كلِّ كفٍّ قد رُمِيتُ بصخرةٍ
وفي راحتي لو أَمْكَنَ الرأْيُ أَحجارُ


القيرواني

الحمدان
08-20-2024, 06:29 PM
كَم من خليلٍ كانَ عندِي شهْدَةً
حتّى بلَوْتُ المرَّ من أخلاقِهِ

كالمِلح يُحسَبُ سُكَّراً في لونهِ
أَو حجمهِ ويَحولُ عند مَذاقِهِ


القيرواني

الحمدان
08-20-2024, 06:29 PM
خضَبَتْ يديْها لون فاحِمها فما
نقص البياضُ ملاحةً بل زادا

ما بال شيبي تُنكرينَ خِضابَه
وأراك صابغةَ البياضِ سوادا

قالت نجيعُك في يديَّ وإنَّما
بدّلتُه أسفاً عليك حِدادا


القيرواني

الحمدان
08-20-2024, 06:30 PM
برِمتُ بما ألقاه مِمَّنْ أُوَامِقُ
وأوذِيتُ حتّى لا أرى من أُصادقُ

إذا ما اِمرُؤ أصفيته الودَّ واثقا
بخُلّته لم تصفُ منه الخلائقُ

فيا ليت شِعري هل إلى الناس كُلِّهِم
أنا مذنبٌ أم ليس فيهم مُوافقُ

فلا أنا مسرورٌ بمن هُوَ واصلي
حِذَاراً ولا آسي على من أُفارِقُ

ودِدْتُ بأن أَلْقى من الناس مُنصفاً
إذا قلتُ حقّاً قال لي أنت صادقُ

وإن قلتُ غيرَ الحقِّ لم يرضَ لي به
وأَوْضَح للفكر الّذي هُوَ لائقُ

ولكنّهم صنفان فِيَّ فجاهلٌ
يدافعُ حقّاً أو عليمٌ منافِقُ

أنا لِيَ عمّن كنتُ أطوي ودادَهُ
مقال إلى الشنآن والحقد سائقُ

يَقولُ بِظهرِ الغيبِ ما ليس قائلاً
لدَيَّ إذا اِشتدّتْ عليه الطرائقُ

كذلك دأبي حين ألقى مُنازعاً
أجاريه حتّى تحتوِيهِ المضائقُ

وليس الّذي يعدو بِتيهٍ وحِدَّةٍ
يقول له الراؤون إنّك سابقُ

ولَكن إذا ما لزّهُ القرنُ في الوغى
فأربى عليه فهو يقظانُ حاذقُ

على أنّني لا أبخسُ المرء حقّه
وأنصف خصمي حين تأتِي الحقائقُ

إذا أبرَمَ الخصمُ المعاندُ برمةً
فيا ويحه صُبَّتْ عليه الصواعقُ

وإن لسانِي حين ينطق صارِمٌ
حسامٌ لهامات المُباين فالقُ

إذا قلتُ قولاً طارَ في الناس ذكرُه
وسارَ بهِ في الخافقَيْنِ الفُرانِقُ

ولستُ كمَنْ إن قال يوماً مقالةً
يُطوِّقُها فِي جيده ويعانِقُ

وإنِّي لِمَنْ يبغي اِنتقاصي لقانعٌ
وإنِّي لمن يبغي ودادِي لوامِقُ

أذلُّ مراراً للصديق تواضُعاً
وأسطو على من يعتدي وأراهقُ

فهل أنا في ذا يا لقومِيَ ظالِمٌ
أم الحقُّ بادٍ فِي الذي أنا ناطقُ

أبَى الله أن يلقى سوى الحق سامياً
وأن تَتَوارى في القلوب المخارقُ


القيرواني

الحمدان
08-20-2024, 06:30 PM
النَّاسُ كالأَرْضِ وَمِنْهَا هُـمُ
مِنْ خَشِـنِ اللَّمْسِ وَمِن ليِّنِ

مَرْوٌ تَشَكَّى الرِّجْلُ مِنْهُ الأَذَى
*وَإِثْمِدٌ يُجْعَلُ فِـي الأَعْـيُنِ


القيرواني

الحمدان
08-20-2024, 06:30 PM
وقالوا قد عميتَ فقلتُ كلّا
فإنِّي اليومَ أبصرُ من بصيرِ

سوادُ العين زاد سوادَ قلبي
لِيجتمعا على فهْمِ الأمورِ


القيرواني

الحمدان
08-20-2024, 07:58 PM
‏مَن يُخــبر الصبح أن الروحَ تهواهُ
‏ومـا لطلَّتهِ فـي الحـــسْنِ أشبـاهُ

‏ياصبحُ أشرقْ على الأرواحِ منسكبا
‏عذبًا تفيض على المحــزونِ يمناهُ

‏فكيف لا تزهـــر الأفــراحُ في لغتي
‏وباعث الصبحِ والسلـــوى هو الله

......

الحمدان
08-20-2024, 08:13 PM
لا تسألِ الدارَ عنْ من كان يسكُنها
البابُ يُخبرُ أن القوم قد رحلوا

ما أبلغ الصمت لمّا جئتُ أسأله
صمتٌ يعاتبُ من خانوه وَ ارتحلوا

يا طارق البابِ رفقاً حين تطرقهُ
فإنَّه لم يعد في الدار أصحابُ

تفرقوا في دروبِ الأرض وَ انتثروا
كأنه لم يكن أنسٌ وَ أحبـــــــابُ

ارحم يديك فما في الدارِ من أحدٍ
لا ترجُ رداً فأهلُ الودِ قد راحوا

وَ لترحم الدار لا تُوقظ مواجعها
للدور روحٌ كما للناس أرواحُ

......

الحمدان
08-21-2024, 11:05 AM
الشوقُ قنَّاصٌ، وقلبي أعزَلُ
‏لكنه يَفنَى ولا يتوسَّلُ

‏وأنا يذوِّبُني الحنينُ كشمعةٍ
‏لكن إذا حان الرحيلُ سأرحلُ

‏قلبي يعِزُّ علَيَّ لكِن عزَّتِي
‏فوق اشتياقي والمذلَّةُ تقتلُ

‏وأنا أصُونُ كَرامتي قبلَ الهَوى
‏ولتفعلِ الأشواقُ بي ما تفعلُ

......

الحمدان
08-21-2024, 11:12 AM
وأعشقُ الصبحَ إذ تَسري نسائمه
تعيدُ في كل روحٍ بسمة الأملِ

لنا مع الصبح أمالٌ نُرجيها
ونسألُ اللهِ فيهِ صالحَ الاعمال

......

الحمدان
08-21-2024, 11:15 AM
فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ
وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا

إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً
فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا

......

الحمدان
08-21-2024, 11:18 AM
سَهَرُ العيونِ لِغيرِ وجهِكَ باطِلٌ
وبُكاؤهنَّ لِغيرِ حُسنِكَ ضائعُ

أتظنُّ أنّي فيكَ مُقتَسمُ الهوى
هيهاتَ فقد جمعَ الهوى لكَ جامعُ

......

الحمدان
08-21-2024, 11:27 AM
خَفِّضْ عَلَيْكَ وَلا تَجْزَعْ لِنَائِبَةٍ
فَالدَّهْرُ يَعْتَرُّ بِالإِنْسَانِ أَحْيَانَا

فَكُلُّ نَاءٍ قَرِيب إِنْ صَبَرْتَ لَهُ
وَكُلُّ صَعْب إِذَا قَاوَمْتهُ هَانَا

......

الحمدان
08-21-2024, 11:32 AM
إنّ المفاتن في عينيك مخمرةٌ
ومن نظرةٍ منك يغدو المرءُ سكرانا

عيناكِ منظومةٌ تحوي قصائدها
كي تبعث السّحر نتلو منه ديوانا

قل للقوافي إذا مالت بأحرفها
الشّوق بحرٌ وفي عينيك مرسانا

......

الحمدان
08-21-2024, 11:36 AM
يا ساكن القلب لا تبرح نواحيه
فأنت من نبضه بالقرب تُحييه

لو صار عندك شكٌ أنني بغدٍ
أنساك قل لي أينسى الورد ساقيه

إن فاض وِدُكَ لي أو لم يفيض فلن
يسلوك مني فؤادٌ أنت تأويه

......

الحمدان
08-21-2024, 11:41 AM
ويا لكَ من بَلسمٍ يُشتَفى
‏به حينَ لا يُرتجى بَلسم

‏ويا لكَ من مَبسِمٍ عابسٍ
‏ثغور الأماني به تَبسِم..

......

الحمدان
08-21-2024, 11:46 AM
أزهُو إذَا لَمَحَت عَينَايَ عَينَاكِ
وَتُزهِرُ الرُّوحُ إن فَازَت بلُقيَاكِ

يَا كَوثَرَ الحُبٍِ تَروِي القَلبَ مِن ظَمَأ
يَا جَوهَرَ العِشقِ مَا أرقَىٰ وَأحلَاكِ

كَالوَردِ كَالشَّهدِ كَالبَدرِ المُنِيرِ بَدَا
وَكَالنَّسِيمِ* بلَيلٍ هَادِئٍ زَاكِي

......

الحمدان
08-21-2024, 11:54 AM
ويلقي التحية سلامٌ عليك
ويحتارُ قلبي وكيف أردْ

وأين السلامُ فهل من سلامٍ
وعيناك سيفٌ بعشرين حدْ

......

الحمدان
08-21-2024, 12:02 PM
‏تُهدي فُؤادي قبلتينِ بنظرةٍ
فأذوبُ شوقاً والهوى يترنَّمُ

وبطرف عيني أرتمي بجناحها
فتضمُّ قلبي بالرُّموشِ وأنعمُ

......

الحمدان
08-21-2024, 12:05 PM
خلّ كل الأحبه و الليالي وراك
ولبّ منهو عليك بكل يأسه زهم

مؤمن إن الحياة اللي أبيها معاك
كنّ ما فات من عمري مجرد وهم

......

الحمدان
08-21-2024, 12:06 PM
‏أُخفيكَ عنهم بعيدًا بين أعماقي
ويفضحُ الحبّ لوعاتِي وأشواقي

وأُخبرُ الناس أن لا عِشقَ يسكُنني
ويقرؤونكَ في صمْتي وإطراقي

أقولُ إنّي بريءٌ منكَ عن ثِقةٍ
ويلمحونكَ في وجهِي وأَحداقي

......

الحمدان
08-21-2024, 12:37 PM
كُن فاعلًا للخيرِ قوالًا لهُ
فالقولُ مثل الفعلِ مقترنانِ

فإذا عملتَ الخير لا تمنُن بهِ
لا خيرَ في متمدّحٍ منانِ

......

الحمدان
08-21-2024, 12:40 PM
وزرعتُ أحلامي بأرضٍ خصبةٍ
بالفأل ثمّ سقيتها بدعائي

فإذا نبتن فقد جنيتُ ثمارها
أو أبطأتْ فالخير في الإبطــاءِ

......

الحمدان
08-21-2024, 12:41 PM
إنّا رَضِينا بِما في اللّوحِ من قَدَرٍ
ما كانَ أظهَرهُ المولى وأخفَاهُ

لأنّ حكمتهُ في الناسِ جاريةٌ
حاشاهُ يُسألُ عمّا كان أجراهُ

......

الحمدان
08-21-2024, 12:43 PM
فَسارَ مَسيرَ الشَمسِ في كُلِّ بَلدَةٍ
وَهَبَّ هُبوبَ الريحِ في البَرِّ وَالبَحرِ

وَلَو جَلَّ عَن شُكرِ الصَنيعَةِ مُنعِمٌ
لَجَلَّ أَميرُ المُؤمِنينَ عَنِ الشُكرِ

فَتىً تَسعَدُ الأَبصارُ في حُرِّ وَجهِهِ
كَما تَسعَدُ الأَيدي بِنائِلِهِ الغَمرِ

بِهِ سَلِمَ الإِسلامُ مِن كُلِّ مُلحِدٍ
وَحَلَّ بِأَهلِ الزَيغِ قاصِمَةُ الظَهرِ

إِمامُ هُدىً جَلّى عَنِ الدينِ بَعدَما
تَعادَت عَلى أَشياعِهِ شِيَعُ الكُفرِ

.....

الحمدان
08-21-2024, 12:44 PM
عَن سِحرِ هارُوتٍ يُحدِّثُ لَحظُهُ
وَجَمالُهُ عَن يُوسُفٍ يَروِيه

خَلَعَ الجَمالُ عَلَيهِ كُلّ بِدِيعَةٍ
فَكَأَنّه يُعنى بِمَن تَعنِيهِ

لَو كانَ يُحيي المَوتَ شَيءٌ في الدُنى
ما كانَ إِلّا وَصلُهُ يُحِييهِ

لَمّا دَعاني الحسنُ أَن أَهفُو بِهِ
وَأَزال نَومَ الفِكرِ بالتَنبِيهِ

أَبدَعتُ أِين يَخيب ظَنّ عَواذِلي
إِذ لا أُسمِّيهِ وَلا أَكنِيهِ

صَحَّفتُ مَعرفةَ الحَبيب مُمَوِّهًا
وَلَقَد يَفوزُ المرءُ بِالتَمويهِ


ابن راشد الحمامي

الحمدان
08-21-2024, 12:48 PM
أشكو إلى الله ما لاقيت من حرقٍ
يوم الفراق وما حُمِّلتُ من ألمِ

لو لم يكن في جناني رسم صورتكم
وفي لساني ثناكم ذبت من ندمِ

بطرس كرامة

الحمدان
08-21-2024, 01:00 PM
‏شكراً بِحجمكَ في دمي
‏بمذاق إسمكَ في فمي

شكراً لكونكَ وَرطتي
‏شكراً لكونكَ مُلهمي

شكراً لأنكَ لست لي
‏مهما اجتهدتُ لأنتمي

‏يا كلّ أفراحي ويا
‏وجعاً يُقوّضُ أَعْظُمي

......

الحمدان
08-21-2024, 01:08 PM
أراكَ تنظِرُ للغزلانِ شاردةً
وَلا يردُّ شبا عِينيك عِينانِ

مَا دِمتَ تهوَى حَبيبًا فالفؤادُ لهُ
وَليسَ ينزلُ في قلبٍ حَبيبانِ

......

الحمدان
08-21-2024, 01:10 PM
‏قولي لهنّ يحبّني وأحبُُهُ
‏قلبي يهيمُ به كذلكَ قلبُهُ

‏ولربما تهواه ألفُ جميلةٍ
‏ذا ذنبُهنّ فما بذلكَ ذنبُهُ

‏دأبي أطوّقُهُ بسيلِ عواطفي
‏وعلى دلالي قد تعوّد دأبُهُ

‏ينسى الوجودَ إذا جلستُ بقربِهِ
‏وَيُحيلني مثلَ الفراشةِ قربُهُ

......

الحمدان
08-21-2024, 01:11 PM
‏في لكنةِ الغيمِ الحزينِ وصمتِهِ
‏شيءٌ يفسرُ للأماكنِ صمتنا

‌‏والبحر لو فاضَ الحنينُ بقلبهِ
‏أتُراهُ يبكي للشواطئِ مثلَنا

......

الحمدان
08-21-2024, 01:14 PM
عَجيبٌ أَن أَراكَ وأَن تَراني
ونَحنُ عَنِ الهَوىٰ مُتَباعِدانِ

ونَنظُرُ خِلسَةً عَن بُعدِ فِينا
فَنَعجَبُ كَيفَ عاشَ المَيِّتانِ

ويَدفَعُنا الحَنينُ إِلىٰ وِصالٍ
فَنَذكُرُ أَنَّ وَصلَ الْحُبِّ فانِ

ونَرجِعُ بَينَ حَالَتِنا بِبُؤسٍ
نُعَزِّي حالَنا مِمَّا نُعَانِي

فَلَيسَ لَنا هَناءٌ في التَّنائي
ولا أَمَلٌ يُعيدُ لَنا التَّداني

سَنَبقى في الحَياةِ كَطَيفِ حُزنٍ
لِأَنَّا نَحنُ مَن قَتَلَ الأَماني

......

الحمدان
08-21-2024, 01:16 PM
أنا مُتعب والعاصفات بداخلي
‏تأبى السكون وليلُها لا ينجلي

‏أنا مرهقٌ جرّاء كل مشاعري
‏وسئمتُ أن تبقىٰ بصدرٍ مُمتلي

‏كم بحّ صوتي للقنوطِ مُحاربا
‏فُرسانهُ: لا تدخلي لا تدخلي

‏والله ما شئتُ التشاؤم إنّما
‏لا صُبح في أفقي يلوحُ ويعتلي

‏صبري عجولٌ والترقب موجعٌ
‏وغدا سؤالي حائرا ماذا يلي

......

الحمدان
08-21-2024, 01:18 PM
ولَيسَ مِن سَبَبٍ لِلحُبِّ أَعرِفُهُ
‏ ولَيسَ لِلحُبِّ بَينَ اثنَينِ تَفسيرُ

‏لَكِنّهُ النِّصفُ نَحوَ النِّصفِ مُنجَذِبٌ
‏تَسُوقُ هذا إِلى هذا المَقاديرُ

......

الحمدان
08-21-2024, 01:21 PM
تركت ظنون الناس عني و رأيهم
فقد كان يكفيني صحيح ظنوني

و أعرف من نفسي الذي يجهلونه
وأفهم ذاتي في جميع شؤوني

و لا أرقب التقدير في عين ناقص
إذا كان قدري كاملا في عيوني


......

الحمدان
08-21-2024, 01:29 PM
تعصي الإله وأنتَ تزعمُ حبّهُ
هذا مُحالٌ في القياس شنيعُ

لو كانَ حُبكَ صادقاً لأطعتهُ
إن المُحبَ لمن أحب مُطيعُ

......

الحمدان
08-21-2024, 03:07 PM
تَعَجَّبَت إِذ رَأَتني فَوقَ مَكسورٍ
مِنَ الحَميرِ عَقيرِ الظَهرِ مَضرورِ

مِن بَعدِ كُلِّ أَمينِ الرُسغِ مُعتَرِضٍ
في السَيرِ تَحسَبُهُ إِحدى التَصاويرِ

فَقُلتُ لا تَعجَبي مِنّي وَمِن زَمَنٍ
أَخنى عَلَيَّ بِتَضييقٍ وَتَقتيرِ

بَل فَاِعجَبي مِن كِلابٍ قَد خَدَمتُهُمُ
تِسعينَ عاماً بِأَشعاري وَطُنبوري

وَلَم يَكُن في تَناهي حالِهِم بِهُمِ
حُرٌّ يَعودُ عَلى حالي بِتَغييرِ


جحظه

الحمدان
08-21-2024, 03:08 PM
صَديقٌ لي لَهُ أَدَبُ
صَداقَةُ مِثلِهِ حَسَبُ

رَعى لي فَوقَ ما يُرعى
وَأَوجَبَ فَوقَ ما يَجِبُ

وَلَو نُقِدَت خَلائِقُهُ
لَبُهرِجَ عِندَها الذَهَبُ


جحظه

الحمدان
08-21-2024, 03:08 PM
وَقائِلَةٍ لي كَيفَ حالُكَ بَعدَنا
أَفي ثَوبِ مُثرٍ أَنتَ أَم ثَوبِ مُفتِرِ

فَقُلتُ لَها لا تَسأَليني فَإِنَّني
أَروحُ وَأَغدو في حرامٍ مُقَتِّرِ


جحظه

الحمدان
08-21-2024, 03:08 PM
اللَهُ يَعلَمُ أَنَّني لَكَ شاكِرٌ
وَالحُرُّ لِلفِعلِ الجَميلِ شَكورُ

لكِن رَأَيتُ بِبابِ دارِكَ جَفوَةً
فيها لِصَفوِ صَنيعَةٍ تَكديرُ

ما بالُ دارِكَ حينَ تَدخُلُ جَنَّةٌ
وَبِبابِ دارِكَ مُنكَرٌ وَنَكيرُ


جحظه

الحمدان
08-21-2024, 03:08 PM
بِأَبي من زارَني مُكتَتِماً
خائِفاً من كُلِّ شَيءٍ جَزِعا

زائِرٌ نَمَّ عَلَيهِ حُسنُهُ
كَيفَ يُخفي اللَيلُ بَدراً طَلعا

راقَبَ الغَفلَةَ حَتّى أَمكَنَت
وَرَعى السامِرَ حَتّى هَجَعا

رَكبَ الأَهوالَ في زَورَتِهِ
ثُمَّ ما سَلَّم حَتّى وَدَّع


جحظه

الحمدان
08-21-2024, 03:09 PM
أَنفِق وَلا تَخشَ إِقلالا فَقَد قُسِمَت
بَينَ العِبادِ مَعَ الآجالِ أَرزاقُ

لا يَنفَعُ البُخلُ مَع دُنيا مُوَلِّيَةٍ
وَلا يَضُرُّ مَعَ الإِقبالِ إِنفاقُ


جحظه

الحمدان
08-21-2024, 03:09 PM
إِذا ما ظَمِئتُ إِلى ريقِهِ
جَعَلتُ المُدامَةَ مِنهُ بَديلا

وَأَينَ المُدامَةُ مِن ريقِهِ
وَلكِن أُعَلِّلُ قَلباً غَليلا


جحظه