مشاهدة النسخة كاملة : هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
الحمدان
09-01-2024, 11:29 AM
بَعُدتِ عَنّي فَتَغَيَّرت لي
وَلَيسَ عِندي لَكِ تَغييرُ
فَجَدِّدي ما رَثَّ مِن وَصلِنا
وَكُلُّ ذَنبٍ لَك مَغفورُ
أُطَيِّبُ النَفسَ بِكِتمانِ ما
سارَت بِهِ مِن غَدرِكِ العيرُ
وَعدُكِ يا سَيِّدَتي غَرَّني
مِنكِ وَمَن يَعشَق مَغرورُ
يَحزنُني عِلمي بِنَفسِي إِذا
قالَ خَليلي أَنتَ مَهجورُ
يا لَيتَ مَن زَيَّنَ هَذا لَها
جارَت لَنا فيهِ المَقاديرُ
ساقي النَدامى سَقها صاحِبي
فَإِنَّني وَيحَكَ مَغدورُ
أَأَشرَبُ الخَمرَ عَلى هَجرِها
إِنّي إِذاً بِالهَجرِ مَسرورُ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:29 AM
يا طالِباً لِلكيمياءِ وَنَفعِها
مدح ابن عيسى الكيمياء الأَعظَم
لَو لَم يَكُن في الأَرضِ إِلّا دِرهَمٌ
وَمدَحتَهُ لَأَتاكَ ذاكَ الدِرهَمُ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:29 AM
يا مَن يُريدُ بِأَن يُكَلِّمَهُ النَدى
بِلسانِ قاسِمِهِ النَدى يَتَكَلَّمُ
مَدحُ اِبنِ عيسى قاسِمٍ فَاِشدُد بِهِ
كِلتا يَدَيكَ الكيمِياءُ الأَعظَمُ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:30 AM
مِثالُ أَبي دُلَفٍ أُمَّة
وَسَيفُ أَبي دُلَفٍ عَسكَرُ
وَإِنَّ المَنايا إِلى الدارِعين
بِعَينِ أَبي دُلَفٍ تَنظُرُ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:30 AM
صَدَّت فَأَمسى لِقاؤُها حُلُما
وَاِستَبدَلَ الطَرفُ بِالدُموعِ دَما
وَسَلَّطَت حُبّها عَلى كَبِدي
فَأَبدَلَتني بِصِحَّةٍ سَقَما
وَصِرتُ فَرداً أَبكي لِفُرقَتِها
وَأَقرَعُ السِنَّ بَعدَها نَدَما
شَقَّ عَلَيها قَولُ الوُشاةِ لَها
أَصبَحت في أَمرِ ذا الفَتى عَلَما
لَولا شَقائي وَما بُليتُ بِهِ
مِن هَجرِها ما اِستَشرتُ ما اِكتتما
كَم حاجَةٍ في الكِتابِ بُحتُ بِها
أَبكَيتُ مِنها القرطاس وَالقَلَما
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:30 AM
وَحَدَّثَ عَنهُ بَعضُ مَن قالَ إِنَّهُ
رَأَت عَينُهُ فيما تَرى عَينُ حالِمِ
كَأَنَّ الَّذي يَبكي عَلى قَبرِ مَعقِلٍ
وَلَم يَرَهُ يَبكي عَلى قَبرِ حاتِمِ
وَلا قَبر كَعبٍ إِذ يَجودُ بِنَفسِهِ
وَلا قَبر حِلفِ الجودِ قَيسِ بنِ عاصِمِ
فَأَيقَنتُ أَنَّ اللَهَ فَضَّلَ مَعقِلاً
عَلى كُلِّ مَذكورٍ بِفَضلِ المَكارِمِ
الحمدان
09-01-2024, 11:31 AM
وَدَويَّةٍ خُلِقَت لِلسَراب
فَأَمواجُهُ بَينَها تَزخَرُ
تَرى جِنَّها بَينَ أَضعافِها
حُلولاً كَأَنَّهُمُ البَربَرُ
كَأَنَّ حَنيفَةَ تَحميهِم
فَأَليَنُهُم خَشِنٌ أَزوَرُ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:31 AM
يا مادِحَ البَحرِ وَهوَ يَجهَلُهُ
مَهلاً فَإِنّي قَتَلتُهُ عِلما
مَكسَبُهُ مِثلُ قَعرِهِ بُعداً
وَرِزقُهُ مِثلُ مائِهِ طَعما
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:31 AM
غَضِبَ الحَبيبُ عَلَيَّ في حُبّي لَهُ
نَفسي الفِداءُ لِمُذنِبٍ غَضبانِ
ما لي بِما ذَكَر الرَسولُ يَدانِ بَل
إِن تَمَّ رَأيُكَ ذا خَلَعتُ عِناني
يا مَن يَتوقُ إِلى حَبيبٍ مُذنِبٍ
طاوَعته فَجَزاكَ بِالعِصيانِ
هَلّا اِنتَحَرتَ فَكُنتَ أَوَّلَ هالِكٍ
إِن لَم يَكُن لَكَ بِالصُدودِ يَدانِ
كُنّا وَكُنتُم كَالبَنانِ وَكَفِّها
فَالكَفُّ مُفرَدَةٌ بِغَيرِ بَنانِ
خُلِقَ السُرورُ لِمَعشَرٍ خُلِقوا لَهُ
وَخُلِقتُ لِلعَبراتِ وَالأَحزانِ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:32 AM
فَكَفُّكَ قَوسٌ وَالنَدى وَتَرٌ لَها
وَسَهمُكَ فيهِ اليُسرُ فَارمِ بِهِ عُسري
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:32 AM
أَيُّ اِمرئٍ خَضَبَ الخَوارِجُ ثَوبَهُ
بِدَمٍ عَشِيَّةَ راحَ مِن حُلوانِ
يا حُفرَةً ضَمَّت مَحاسِنَ مالِكٍ
ما فيك مِن كَرَمٍ وَمِن إِحسانِ
لَهفي عَلى البَطلِ المُعَرِّضِ خَدَّهُ
وَجَبينَهُ لِأَسِنَّةِ الفُرسانِ
خَرَقَ الكَتيبَةَ معلماً مُتَنَكِّباً
وَالمُرهَفاتُ عَلَيهِ كَالنيرانِ
ذَهَبَت بَشاشَةُ كُلِّ شَيءٍ بَعدَهُ
فَالأَرضُ موحِشَةٌ بِلا عمرانِ
هَدَمَ الشراةُ غَداةَ مَصرَعِ مالِكٍ
شَرَفَ العُلا وَمَكارِمَ البُنيانِ
قَتَلوا فَتى العَرَبِ الَّذي كانَت بِهِ
تَقوى عَلى اللَزِباتِ في الأَزمانِ
حَرَموا مَعَدّاً ما لَدَيهِ وَأَوقَعوا
عَصَبِيَّةً في قَلبِ كُلِّ يَماني
تَرَكوهُ في رَهَجِ العَجاجِ كَأَنَّهُ
أَسَدٌ يَصولُ بِساعِدٍ وَبَنانِ
هَوَتِ الجُدودُ عَنِ السُعودِ لِفَقدِهِ
وَتَمَسَّكَت بِالنَحسِ وَالدَبَرانِ
لا يَبعُدَنَّ أَخو خُزاعَةَ إِذ ثَوى
مُستَشهِداً في طاعَةِ الرَحمَنِ
عَزَّ الغُواةُ بِهِ وَذَلَّت أُمَّةٌ
مَحبُوَّةٌ بِحَقائِقِ الإيمانِ
وَبَكاهُ مُصحَفُهُ وَصَدرُ قَناتِهِ
وَالمُسلِمونَ وَدَولَةُ السُلطانِ
وَغَدَت تعقرُ خَيله وَتقسّمَت
أَدراعُهُ وَسَوابِغُ الأَبدانِ
أَفَتُحمَدُ الدُنيا وَقَد ذَهَبَت بِمَن
كانَ المُجير لَنا مِنَ الحَدَثانِ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:32 AM
وَلَما نَأَت عَنا العَشيرَة كُلها
نَزَلنا فَحالَفنا السيوف عَلى الدَّهرِ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:33 AM
مَلِكٌ يَلوحُ عَلى مَحاسِنِ وَجهِهِ
أَثَرُ الوَفا وَمَعاقِدُ التيجانِ
لَم يَنقَطِع أَحَدٌ إِلَيكَ بِوُدِّهِ
إِلّا اِتَّقَتهُ نَوائِبُ الحَدَثانِ
كُلُّ السُيوفِ يَرى لِسَيفِكَ هَيبَةً
وَتَخافُكَ الأَرواحُ في الأَبدانِ
قالَت مَعَدٌّ وَالقَبائِلُ كُلُّها
إِنَّ المَنِيَّةَ في يَدي خِربانِ
مَلِكٌ إِذا أَخَذَ القَناةَ بِكَفِّهِ
وَثِقَت بِشِدَّةِ ساعِدٍ وَبَنانِ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:33 AM
إِذا ما طَوى دوني اِمرؤٌ بَطنَ كَفِّهِ
طَوَيتُ يَميني دونَهُ وَشمالِيا
يَبينُ لَنا ذو الحِلمِ مِن حُلَمائِنا
إِذا ما تَعاطَينا الزُجاجَ تَعاطِيا
أَرى الكَأسَ تهدي لِلَّئيمِ مَلامَة
وَتَترُكُ أَخلاقَ الكَريمِ كَما هِيا
رَأَيتُ أَقَلَّ الناسِ عَقلاً إِذا اِنتَشى
أَقَلَّهُمُ عَقلاً إِذا كانَ صاحِيا
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:33 AM
كَأَنَّ المَنايا لَيسَ يَجرينَ في الوَغى
إِذا اِلتَقَتِ الأَبطالُ إِلّا بِرَأيِهِ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:34 AM
تَسيرُ المَنايا خَلفَهُ وَأَمامَهُ
كَأَنَّ المَنايا رُسلُهُ وَجَنائِبُه
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:34 AM
كَأَنَّ زِمَامَ المَوتِ في كَفِّ قاسِمٍ
إِذا الخَيلُ جالَت في الوَشيجِ المُقَصَّدِ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:34 AM
تَرَى جَوهَر المَوتِ في سَيفِهِ
وَلِلنَّصر في سَيفِهِ جَوهَرُ
فَسَفكُ الدِّمَاءِ لَهُ مَورِدٌ
وحَقنُ الدِّمَاءِ لَهُ مَصدَرُ
وَقَد يضفرَقُ السِّيفُ مِن كَفِّهِ
وَيَفرَقُ مِن رَأسِهِ المِغفَرُ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:34 AM
كَأنَّما سَيفُ قاسِم أَجَلٌ
في شَفرَتَيهِ القَضَاءُ وَالقَدَرُ
سَيفٌ عَلَيهِ النُفُوسُ وارِدَةٌ
وَما لَها بَعدَ وِردِها صَدَرُ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:35 AM
إِذا حَبَسَ الإِنسَانُ غَربَ لِسَانِهِ
عَنِ النَّاسِ لَم تُسرِع إِلَيهِ القَواذِفُ
وَكُلُّ امرِئ لا يَأمَنُ الناسُ غَيبَهُ
لَهُ خاذِفٌ بِالغَيبِ مِنهُم وَقاذِفُ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:35 AM
وَأَن تَرَنا هَزلَى فَأَعراضُنا لَنَا
مُوَفَّرَةً مِمن يَجُودُ وَيَبخَلُ
وَقَينا بِحُسنِ الصَّبرِ مِنها أَدِيمَهَا
فَصَحَّت لَنَا الأَعراضُ وَالقَومُ هُزَّلُ
وَمَن يَفتَقِر مِنَّا يَعِش بِحُسامِهِ
وَمَن يَفتَقِر مِن سائِرِ النَّاسِ يَسأَلِ
فَإِن تَكُن الأَيَّامُ فِينَا تَقَلَّبَت
بِبُؤسى وَنُعمى وَالحَوَادِثُ تَفعَلُ
فَمَا لَيَّنَت مِنَّا قَناةً صَليبَةً
وَلا عرَّضَتنا لِلَّذي لَيسَ يَجمُلُ
وَلَكِن رَحَلنَاهَا نُفُوساً كَرِيمَةً
تُحَمَّلُ ما لا تَستَطيعُ فَتَحمِلُ
غَضَضنا مِنَ الأَبصَارِ مِن أَن نَمُدَّها
إِلَى مَطمعٍ فِيهِ عَلى الحُرِّ مَدخَلُ
بن النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:35 AM
وَمَا كُلُّ ما يَخشَى الفَتَى واقِعٌ بهِ
وَلا كُلُّ ما يَرجُو الفَتَى هُوَ نائِلُه
النطاح
الحمدان
09-01-2024, 11:35 AM
وَلَقَد وَضَعتُكَ غيرَ مُتَّرِكٍ
من جابرٍ في بَيتِها الضَخمِ
واختَرتُ أُمَّكَ مِن نِسائِهم
وأَبوك كلُّ عَذَوَّرٍ شَهمِ
فَلَئن كَذَبتَ المَنحَ من مائةٍ
فَلَتَقبَلَن بِسائِغٍ وَخمِ
إنَّ النَدى والفَضلَ غايَتُنا
وَنَجاتُنا وَطريقُ مَن يَحمي
العجير
الحمدان
09-01-2024, 11:36 AM
أَلا هَل لِبَعجانِ الهِلاليِّ زاجرٌ
وَبَعجانُ مأَدومُ الطعامِ سَمينُ
أَليسَ أميرُ المُؤمنينَ ابنَ عَمِّها
وبالجِزعِ آسادٌ لَهُنَّ عَرينُ
وعاذَت بِحِقوَي خالدٍ وابنِ أُمه
وَللَهِ قضد بَتَّت عَلَيَّ يَمينُ
تَنالونَها أو تَنشَفَ الأرضُ منكُمُ
دمٌ خَرَّ مِنهُ ساعِدٌ وَجَبينُ
وأَنَّ امرأً في الناس كُنتَ ابن أمِّهِ
تبدَّلَ مِنّي طلَّةً لغبينُ
دَعَتكَ إلى هَجري فطاوعت أمرها
فنفسُكَ لا نَفسي بذاكَ تُهينُ
العجير
الحمدان
09-01-2024, 11:36 AM
سأَغلُبُ والسماءِ وَمَن بَناها
قطاة مُزاحمٍ وَمَن انتحاها
قطاة مزاحمٍ وأبي المثنّى
على خَرزِيَّةٍ صَلِبٍ شواها
غَدَت كالقَطرَةِ السَفواءِ تَهوى
أَمامَ مجَلجِلٍ زَجِلٍ نَفاها
تَكَفَّأُ كَالجمانَةِ لا تُبالي
أَبالمَوماةِ أَضحَت أَم سواها
نَبَت مِنها العَجيزَةُ فاحزأَلَّت
وَنَبَّسَ للتَفَتُّلِ مِنكَباها
كأنَّ كعوبَها أَطرافُ نَبلٍ
كساها الرازقيَّةَ من كساها
العجير
الحمدان
09-01-2024, 11:36 AM
يا نافعاً يا أَكرَمَ البَرِيَّه
واللَهِ لا أكذبكَ العشيَّه
إنا لقينا سَنَةً قسيَّه
ثمَّ مُطرنا مطرةً رويَّه
فَنَبَتَ البقلُ وَلا رَعيَّه
فانظر بنا القرابة العَليَّه
والعُربُ مما وَلَدَت صفيَّه
العجير
الحمدان
09-01-2024, 11:37 AM
وإذا تعرَّقَتِ الجلائفُ مالنا
قُرِنَت صحيحَتُنا إلى جَربائهِ
العجير
الحمدان
09-01-2024, 11:37 AM
وما الدهر إلّا تارتانِ فَمِنهُما
أَموتُ وأُخرى أَبتغي العيشَ أكدَحُ
العجير
الحمدان
09-01-2024, 11:37 AM
تَركنا أبا الأَضيافِ في لَيلَةِ الصَبا
بِمرٍّ وَمِردى كُلِّ خَصمٍ يُجادِلُه
ثوى ما أَقامَ العَيِّكانِ وَعُرِّيَت
دِقاقُ الهَوادي مُحرَثاتٌ رَواحِلُه
تركنا فتىً أَيقَنَ الجوعُ إنَّهُ
إذا ما ثوى في أرحُلِ القَومِ قاتِلُه
فَتىً قُدَّ قَدَّ السَيفِ لا مُتضائِل
وَلا رَهِلٌ لبّاتُهُ وبآدِلُه
فَتىً لا تَرى قَدَّ القميصِ بخَصرهِ
ولكنَّما توهي القَميصَ كواهِلُه
فتىً ليس لابنِ العمِّ كالذئب إن رأى
بصاحِبِه يوما دماً فَهوَ آكِلُه
لِسانُه خيرٌ وحدُه من قبيلةٍ
وما عُدَّ بَعدٌ في الفتى فَهوَ فاعِلُه
سوى البُخلِ والفَحشاءِ واللومِ إنَّه
أَبَت ذلكم أَخلاقُه وشمائِلُه
يسرُّكَ مَظلوماً وَيُرضيكَ ظالماً
وكلَّ الذي حمَّلتَه فَهوَ حامِلُه
جوادٌ بدنياه بخيلٌ بِعِرضه
عطوفٌ على المولى قليلٌ غوائِلُه
إذا نَزَلَ الأَضيافُ كان عَذَوَّراً
على الحيِّ حتى تَستَقِلَّ مَراجِلُه
إذا ما طها للقَومِ كانَ كأنَّهُ
حَمِيٌّ وكانَت شيمَةٌ لا تُزايلُه
إذا القَومُ أَمّوا بَيتَهُ فَهوَ عامِدٌ
لأَحسَنِ ما ظنّوا بهِ فَهوَ فاعِلُه
إذا جَدَّ عندَ الجدِّ أرضاكَ جدُّهُ
وذو باطِلٍ إن شِئتَ أرضاكَ باطِلُه
مضى وَوَرِثناهُ دَريسَ مفاضَةٍ
وأبيضَ هِندياً طويلاً حمائِلُه
فتىً كانَ يَروي المشرفِيُّ بكفِّهِ
وَيَبلُغُ أقصى حَجرَةِ الحَيِّ نائِلُه
سيبكيهِ مولاهُ إذا لاقَيتَهُ مُتَبَسِّما
وإمّا تولّى أشعثُ الرأسِ جافِلُه
ترى جاذِرَيهِ يرعدانِ ونارُه
عليها عُداميلُ الهشيمِ وصامِلُه
يَجرّانِ ثِنياً خيرُ عَظمُ جارِهِ
بصيراً بها لَم وَرَقَّت سلاسِلُه
وأرعيهِ سَمعي كلَّما ذُكِرَ الأسى
وفي الصدرِ مِنّي لَوعةٌ ما تُزايِلُه
ولما عصاني القلبُ أَظهرتُ عَولةً
وَقُلتُ ألا قَلبٌ بِقَلبي أبادِلُه
وكنتُ أعيرُ قبلَكَ من بكى
وأَنتَ على من ماتَ بَعدَكَ شاغِلُه
العجير
الحمدان
09-01-2024, 11:38 AM
ما هاج عينك أَم قد كادَ يبكيها
من رسم دارٍ كَسُحقِ البردِ باقيها
فلا غَنيمةَ توفي بالذي وَعَدَت
ولا فؤادك حتى الموتِ ناسيها
أما القطاة فإنّي سوفَ أنعَتُها
نعتاً يوافِقُ نَعتي بعَ ما فيها
سكاءً مخطوطَةٌ في رشِها طَرَقٌ
صُهبٌ قوادِمُها كُدرٌ خوافيها
مِنقارُها كنواةِ القَسبِ قَلَّمَها
بمبردٍ حاذِقٌ الكفَّينِ باريها
تمشي كمشيِ فتاةِ الحيِّ مُسرِعةً
حذارَ قَومٍ إلى سِترٍ يواريها
تسقي الفراخَ بافواهٍ جؤجؤها
أو جروَ حَنظَلَةٍ لم يعدُ راميها
لمّا تبدّى لها طارت وَقَد عَلِمَت
أن قد أَظلَّ وأَنَّ الحيَّ غاشيها
تشتقُّ في حيثُ لم تَبعُد مصوَّرَةً
ولم تُصَوَّب إلى أَدنى مَهاويها
تنتاشُ صفراء مطروقاً بَقِيَّتها
قَد كانَ يأذي عن الدَعموصِ آذبها
العجير
الحمدان
09-01-2024, 11:38 AM
خليليّ حلا واتركا الرّحل إنّني
بمهلكة والدائرات تدورُ
العجير
الحمدان
09-01-2024, 11:38 AM
ولم يخذل العين مثل الفراق
ولم يرمَ قلبُ بمثل الهوى
العجير
الحمدان
09-01-2024, 11:39 AM
فما كيّسٌ في الناس يحمد رأيه
فيوجد إلا وهو في الحبّ أحمق
وما من فتى ما ذاق طعم مرارة
فيعشق إلا ذاقها حين يعشق
العجير
الحمدان
09-01-2024, 11:39 AM
لا تقربَنّ مقالة مشهورة
لا تستطيع إذا مضت إدراكها
وارفق بذي الود القديم وأوله
أضعاف أكرم شيمة أولاكها
العجير
الحمدان
09-01-2024, 11:39 AM
يسعى أناسٌ ويشقى آخرون بهم
ويسعد اللّه أقواماً بأقوام
وليس رزق الفتى من حسن حيلته
لكن حدود وأرزاق بأقسام
كالصيد يحرَمه الرامي المجيد وقد
يرمي ويرزقه من ليس بالرامي
العجير
الحمدان
09-01-2024, 11:40 AM
تكنّفني الواشون من كل جانب
ولو كان واشٍ واحد لكفانيا
إذا ما قعدنا مقعدا نستلذه
تواشوا بنا حتى أمل مكانيا
العجير
الحمدان
09-01-2024, 11:40 AM
إِذا المَرءُ أَثرى ثُمَّ قالَ لِقَومِهِ
أَنا السَيِّدُ المُفضَى إِلَيهِ المُغَمَّمُ
وَلَم يولِهِم خَيراً أَبوا أَن يَسودَهُم
وَهانَ عَلَيهِم رَغمُهُ وَهوَ أَظلَمُ
بن حبناء
الحمدان
09-01-2024, 11:40 AM
وَبِالقَصرِ يَومَ الخُنِّجانِ حَمَلتُهُ
عَلى مُظلِمٍ مِن غَمرَةِ المَوتِ دائِمِ
بن حبناء
الحمدان
09-01-2024, 11:41 AM
وَما كَذَبَت في دَستَبارينَ شَدَّتي
عَلى الكُردِ إِذ سَدَّت فُروجُ المَخارِمِ
بن حبناء
الحمدان
09-01-2024, 11:41 AM
تَأَطَّرنَ بِالميناءِ ثُمَّ جَزَعنَهُ
وَقَد لَحَّ مِن أَحمالِهِنَّ شُجونُ
بن حبناء
الحمدان
09-01-2024, 11:41 AM
بَلَونا فَضلَ مالِكَ يا اِبنَ لَيلى
فَلَم تَكُ عِندَ عَثرَتِنا أَخانا
كَأَنَّ رِحالَنا في الدارِ حُلَّت
إِلى عُفرِ اللَهازِمِ مِن عُمانا
فَكَيفَ جَمَعتَ مَسأَلَةً وَحِرصاً
وَعِندَ الفَقرِ زَحّاراً أُنانا
بن حبناء
الحمدان
09-01-2024, 11:42 AM
وَإِلّا جِئتُ نُعنُعَها بِقَولٍ
يُصَيِّرهُ ثَماناً في ثَمانِ
بن حبنا
الحمدان
09-01-2024, 11:42 AM
لَقَد كُنتُ أَسعى في هَواكَ وَأَبتَغي
رِضاكَ وَأَرجو مِنكَ ما لَستُ لاقِيا
وَأَبذُلُ نَفسي في مَواطِنَ غَيرِها
أَحَقُّ وَأَعصي في هَواكَ الأَدانِيا
حِفاظاً وَتَمساكاً بِما كانَ بَينَنا
لِتَجزيَني مالاً أَخالُكَ جازِيا
رَأَيتُكَ ما تَنفَكُّ مِنكَ رَغيبَةً
تُقَصِّرُ دوني أَو تَحِلُّ وَرائِيا
أُراني إِذا أَمَّلتُ مِنكَ سَحابَةً
لِتُمطِرَ بي عادَت عَجاجاً وَسافِيا
إِذا قُلتُ جادَتني سَماؤُكَ يا مَنَت
شَآبيبُها أَو ياسَرَت عَن شِمالِيا
وَأَدلَيتُ دَلوي في دِلاءٍ كَثيرَةٍ
فَأَينَ مِلاءً غَيرَ دَلوي كَما هَيا
وَلَستُ بِلاقٍ ذا حِفاظٍ وَنَجدَةٍ
مِنَ القَومِ حُرّاً بِالخَسيسَةِ راضِيا
فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتي
وَإِن تَنَأ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيا
إِذا أَنتَ أَكرَمتَ اِمرِأً أَو أَهَنتَهُ
وَأَخفَيتَ فَاِعلَم أَنَّهُ لَيسَ خافِيا
وَتَجعَلُ دوني مِن يُقَصِّرُ رَأيَهُ
وَمَن لَيسَ يُغني عَنكَ مِثلَ غَنائِيا
فَلا تَحسَبَنّي عَن ثَوابِكَ غافِلاً
وَلا الَّذي اِستَودَعتَني مِنكَ ناسِيا
بن حبنا
الحمدان
09-01-2024, 11:42 AM
كِلانا غَنِيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَهُ
وَنَحنُ إِذا مُتنا أَشَدُّ تَغانِيا
بن حبنا
الحمدان
09-01-2024, 11:43 AM
قل لِلذَكيّ الأَلمعيّ وَقَد رقى
رتباً بطالعه السَعيد تهيمُ
بكَ أَنتَ ثانية المَراتب زانَها
شرف لَها بَين الأَنام عَظيم
وَستأخذ الأولى وتبلغ ما تَشا
عَمّا قَليل وَالزَمان خَديم
وَإِذا رآك المَجد قال مهنئاً
متمثلاً بِالمَدح وَهُوَ نَظيم
لا غرو أَن فقت الثريا رفعةً
هَذا المَقام وَأَنتَ إِبراهيم
حاشاك تَنسى ذاكراً لك مخلصاً
طُول المَدى في الود وَهوَ قَديم
فَكَفاه سَبعة أَشهر مَعدودة
مرّت بِهِ في الدار وَهوَ مقيم
قلم الإِدارة بِالمَدارس غَيره
خدم بِها طبق المَرام يَقوم
فَارفع إِلى الصدّيق حالة فاقةٍ
مِنها يَذوب الصَخر وَهوَ جسيم
لا زلت للمضطرّ عَوناً في قَضا
حاجاته وَلَكَ الثَناء يَدوم
ابو جلده
الحمدان
09-01-2024, 11:43 AM
إلى بغداد أشتاق اشتياقا
فقدِّم لي ابا فرج النياقا
وسير بي في ظلام الليل عسفاً
ولا تُنظِر لمسراك الرفاقا
فمثلي غير منتظر رفيقاً
إذا ما الأمر كان عليه ضاقا
وسر بي يا أبا فرج ذميلاً
وإن تُسرع فقد نلت العتاقا
ذكرتُ أحبّتي فازداد شوقي
وقد بلغَت من المقةِ الفواقا
ذكرت الخُلدَ والأرواح تجري
به والماء يندفق اندفاقا
فهل من شربة أطفي غرامي
بها من ماء دجلة حيث راقا
ابو جلده
الحمدان
09-01-2024, 11:43 AM
يا يومَ بُؤسٍ طلَعت شمسُه
بالنحس لا فارقتَ رأسَ الحُضينِ
إن حُضينا لم يزل باخلاً
مُذ كان بالمعروفِ كزَّ اليدين
ابو جلده
الحمدان
09-01-2024, 11:44 AM
أَلَم تَرَ أَنَّ الحَيَّ فَرَّقَ بَينَهُم
نَوى يَومَ صَحراءِ الغُمَيمِ لَجوجِ
نَوىً شَطَنَتهُم عَن نَوانا وَهَيَّجَت
لَنا طَرَباً إِنَّ الخُطوبَ تَهيجُ
فَلَم تَذرِفِ العَينانِ حَتّى تَحَمَّلَت
مَعَ الصُبحِ أَحفاضٌ لَهُم وَحُدوجُ
وَحَتّى رَأَيتُ الحَيَّ تُذري عِراصَهُم
يَمانِيَةٌ تَزهى الرَغامَ دَروجُ
فَأَصبَحَ مَسرورٌ بِبَينِكِ مُعجَبٌ
وَباكٍ لَهُ عِندَ الدِيارِ نَشيجُ
فَإِن تَكُ هِندٌ جَنَّةً حيلَ دونَها
فَقَد يَعزِفُ اليَأسُ الفَتى فَيَعيجُ
إِذا اِحتَلَّتِ الرَنقاءَ هِندٌ مُقيمَةً
وَقَد حانَ مِنّي مِن دِمَشقَ بُروجُ
وَبُدِّلتُ أَرضَ الشَيحِ مِنها وَبُدِّلَت
تِلاعَ المَطالي سَخبَرٌ وَوَشيجُ
وَأَعرَضَ مِن حَورانَ وَالقُنُّ دونَها
تِلالٌ وَخَلّاتٌ لَهُنَّ أَجيجُ
فَلا وَصلَ إِلّا أَن تُقَرِّبَ بَينَنا
قَلائِصُ يَجذِبنَ المَثانِيَ عوجُ
وَمُخلِفَةٌ أَنيابَها جَدَلِيَّةٌ
تَشُدُّ حَشاها نِسعَةٌ وَنَسيجُ
لَها رَبِذاتٌ بِالنَجاءِ كَأَنَّها
دَعائِمُ أَرزٍ بَينَهُنَّ فُروجُ
إِذا هَبَطَت أَرضاً عِزازاً تَحامَلَت
مَناسِمُ مِنها راعِفٌ وَشَجيجُ
وَمُغبَرَّةِ الآفاقِ يَجري سَرابُها
عَلى أُكمِها قَبلَ الضُحى فَيَموجُ
قَطَعتُ إِذا الأَرطى اِرتَدى في ظِلالِهِ
حَوازيءُ يَرعَينَ الفَلاةَ دُموجُ
لَعَمرُ اِبنَةِ المُرِّيِّ ما أَنا بِالَّذي
لَهُ أَن تَنوبَ النائِباتُ ضَجيجُ
وَقَد عَلِمَت أُمُّ الصَبِيَّينِ أَنَّني
إِلى الضَيفِ قَوّامُ السِناتِ خَروجُ
وَإِنّي لَأَغلي اللَحمَ نيئاً وَإِنَّني
لَمِمَّن يُهينُ اللَحمَ وَهوَ نَضيجُ
إِذا المُرضِعُ العَوجاءُ بِاللَيلِ عَزَّها
عَلى ثَديِها ذو وَرعَتَينِ لَهوجُ
إِذا ما اِبتَغى الأَضيافُ مَن يَبذُلُ القِرى
قَرَت لِيَ مِقلاتُ الشِتاءِ خَدوجُ
جُمالِيَّةٌ بِالسَيفِ مِن عَظمِ ساقِها
دَمٌ جاسِدٌ لَم أَجلُهُ وَسُحوجُ
كَأَنَّ رِحالَ المَيسٍ في كُلِّ مَوقِفٍ
عَلَيها بِأَجوازِ الفَلاةِ سُروجُ
وَما غاضَ مِن شَيءٍ فَإِنَّ سَماحَتي
وَوَجهي بِهِ أُمُّ الصَبِيِّ بَليجُ
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:44 AM
تَخَرَّمَ الدَهرُ إِخواني وَغادَرَني
كَما يُغادَرُ ثورُ الطارِدِ الفَئِدُ
إِنّي لَباقٍ قَليلاً ثُمَّ تابِعُهُم
وَوارِدِ مَنهَلَ القَومِ الَّذي وَرَدوا
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:44 AM
يَدُلُّ عَلَينا الجارَ آخَرُ قَبلَهُ
وَأَحلامُنا مَعروفَةٌ وَسَدادُها
وَجاراتُنا مادُمنَ فينا بِعِزَّةِ
كَأَروى ثَبيرِ لا يَحِلُّ اِصطِيادُها
تَرى إِبلَ الجارِ الغَريبِ كَأَنَّها
بِمَكَّةَ بَينَ الأَخشَبَينِ مَرادُها
يَكونُ عَلَينا نَقصُها وَضَمانُها
وَلِلجارِ إِن كانَتِ نُريدُ اِزدِيادُها
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:45 AM
هَل عِندَ سُعدى اِبنَةِ العَمرِيِّ مِن زادٍ
أَم هَل لِعانٍ لَدَيها مُوثَقٍ فادي
قامَتِ تَراءى لَنا سُعدى فَقُلتُ لَها
ماذا تُريدينَ مِن قَتلي وَإِقصادي
أَبدَت تَرائِبَ عَبلاتٍ وَسالِفَةً
وَجيدَ مُغزِلَةٍ مِن خَيرِ أَجيادِ
حالي التَرائِبِ وَالذِفرى عُقِدنَ بِهِ
مِن لُؤلُؤٍ وَجُمانٍ غَيرَ أَفرادِ
تَبدو وَساوِسُ مِنها كُلَّما اِرتَفَقَت
هَزَّ الجَنوبُ اِستَخَفَّتِ عَشرِقَ الوادي
في ضامِرِ الكَشحِ وَالأَحشاءِ تَحسَبُهُ
مِمّا تَخَضَّدَ مِنهُ طَيَّ أَسنادِ
مِنها إِلى كَفَلٍ نَهدٍ رَوادِفُهُ
مُرتَجَّةٍ كَاِرتِجاجِ الدَعصِ مَيّادِ
وَوارِدٍ كَعُذوقِ النَخلِ زَيَّنَهُ
مَنُّ الجَداوِلِ لا زَعرٍ وَلا كادي
طالَ اِتِّباعي أُموراً ما تَجودُ بِها
حَتّى يَئِستُ فَهَبني غَيرَ مُزدادِ
ثُمَّ اِستَمَرَّت وَلَم تَقضِ الَّتي وَعَدَت
لا يَهنَئَنَّكِ إِذ اِخلَفتِ ميعادي
دَعها لِشَأنِكِ وَاِنظُر أَنتَ كَيفَ تَرى
شَأنَ اِمرَأَينِ ذَوَي مالٍ وَأَولادِ
إِنّي اِمرُؤٌ لي رَوابٍ لا يُشَقِّقُها
سَيلُ الأَتِيِّ وَلا تُسطاعُ أَوتادي
إِنَّ المَكارِمَ وَالأَحسابَ عُوِّدَها
مِن آلِ مُرَّةَ أَعمامي وَأَجدادي
أَنا اِبنُ عَوفٍ وَمِنّي إِن فَخَرتُ بِهِم
بَنو سِنانٍ وَمَسعودُ بنُ شَدادِ
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:45 AM
قُلتُ لِغَلّاقٍ بِعَرنانَ ما تَرى
فَما كادَ لي عَن ظَهرِ واضِحَةٍ يُبدي
تَبَسَّمَ كُرهاً وَاِستَبَنتَ الَّذي بِهِ
مِنَ الحَزَنِ البادي وَمِن شِدَّةِ الوَجدِ
إِذا المَرءُ أَغراهُ الصَديقَ بَدا لَهُ
بِأَرضِ الأَعادي بَعضُ أَلوانِها الرُبدِ
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:46 AM
لَعَمري لَقَد أَشرَفتُ يَومُ عُنَيزَةٍ
عَلى رَغبَةٍ لَو شَدَّ نَفسي مَريرُها
وَلكِنَّ ضُعفَ الأَمرِ أَلّا تُمَرَّهُ
وَلا خَيرَ في ذي مِرَّةٍ لا يُغيرُها
تَبَيَّنُ أَدبارُ الأُمورِ إِذا مَضَت
وَتُقبِلُ أَشباهاً عَلَيكَ صُدورُها
تُرَجّى النُفوسُ الشَيءَ لا تَستَطيعُهُ
وَتَخشى مِنَ الأَشياءِ ما لا يَضيرُها
أَلا إِنَّما يَكفي النُفوسُ إِذا اِتَّقَت
تُقى اللَهِ مِمّا حاذَرَتِ فَيُجيرُها
وَلا خَيرَ في العيدانِ إِلّا صَلابُها
وَلا ناهِضاتُ الطَيرِ إِلّا صُقورُها
وَمُستَنبِحٍ يَدعو وَقَد حالَ دونَهُ
مِنَ اللَيلِ سَجفا ظُلمَةٍ وَسُتورُها
رَفَعتُ لَهُ ناري فَلَمّا اِهتَدى لَها
زَجَرتُ كِلابي أَن يَهِرَّ عَقورُها
فَباتَ وَقَد سَرى مِنَ اللَيلِ عُقبَةً
بِلَيلَةٍ صِدقٍ غابَ عَنها شُرورُها
وَقَد عَلِمَ الأَضيافُ أَن قِراهُمُ
شِواءُ المُتالي عِندَنا وَقَديرُها
إِذا اِفتَخَرَتِ سَعدُ بنُ ذيبانُ لَم يَجدِ
سِوى ما بَنينا ما يَعِدُّ فَخورُها
وَإِنّي لَتَرّاكُ الضَغينَةِ قَد بَدا
ثَراها مِنَ المَولى فَلا أَستَثيرُها
مَخافَةَ أَن تَجني عَلَيَّ وَإِنَّما
يَهيجُ كَبيراتِ الأُمورِ صَغيرُها
إِذا قيلَتِ العَوراءُ وَلّيتُ سَمعَها
سِوايَ وَلَم أَسمَع بِها ما دَبيرُها
وَحاجَةِ نَفسٍ قَد بَلَغتُ وَحاجَةٍ
تَرَكتُ إِذا ما النَفسُ شَحَّ ضَميرُها
حَياءً وَصَبراً في المَواطِنِ إِنَّني
حَيِيُّ لَدى أَمثالِ تِلكَ سَتيرُها
وَأَحبِسُ في الحَقِّ الكَريمَةِ إِنَّما
يَقومُ بِحَقِّ النائِباتِ صَبورُها
أُحابي بِها الحَيَّ الَّذي لا تُهِمُّهُ
وَأَحسابَ أَمواتٍ تُعَدُّ قُبورُها
أَلَم تَرَ أَنّا نورُ قَومٍ وَإِنَّما
يُبَيِّنُ في الظُلماءِ لِلنّاسِ نورُها
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:46 AM
أَمَرتُ بَني البَرصاءَ يَومَ حُزابَةٍ
بِأَمرٍ جَميعٍ لَم تَشَتَّت مَصادِرُه
بَشَولِ ابنِ مَعروفٍ وَحَسّانَ بَعدَما
جَرى لِيَ يُمنٌ فَد بَدا لي طائِرُهُ
أَيَرجِعُ حُرُّ دونَ جَرمٍ وَلَم يَكُن
طِعانٌ وَلا ضَربٌ يُذَعذَعُ عاسِرُه
فَأَذهَبَ عَيني يَومَ سَفحِ سَفيرَةٍ
دُعيجُ بنُ سَيفٍ أَعوَزَتهُ مَعاذِرُه
وَلَمّا رَأَيتُ الشَولَ قَد حالَ دونَها
مِنَ الهَضبِ مُغبَرٌ عَنيفٌ عَمائِرُه
وَأَعرَضَ رُكنٌ مِن سَفيرَةَ يُتَّقى
بِشُمِّ الذُرا لا يَعبُدُ اللَهَ عامِرُه
أَخَذتَ بَني سَيفٍ وَمالِكَ مَوقِعٍ
بِما جَرَّ مَولاهُم وَجَرَّت جَرائِرُه
وَلَو أَنَّ رِجلي يَومَ فَرَّ اِبنُ جَوشَنٍ
عَلِقنَ اِبنَ ظَبي أَعوَزَتهُ مَغاوِرُه
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:47 AM
لَعَمري لَئِن كانَت سُهَيَّةُ أَوضَعَت
بِأَرطاةَ في رَكبِ الخِيانَةِ وَالغَدرِ
فَما كانَ بِالطَرفِ العَتيقِ فَيُشتَرى
لِفَحلَتِهِ وَلا الجَوادِ إِذا يَجري
اَتنَصُرُ مِنّي مَعشَراً لَستَ مِنهُمُ
وَغَيرُكَ أَولى بِالحِياطَةِ وَالنَصرِ
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:47 AM
سَجَنتَ لِساني يا اِبنَ حَيّانَ بَعدَما
تَوَلّى شَبابي إِنَّ عَقدَكَ مُحكَمُ
وَعيدُكَ أَبقى مِن لِساني قُذاذَةً
هَيوباً وَصَمتاً بَعدُ لا يَتَكَلَّمُ
رَأَيتُكَ تَحلو لي إِذا شِئتَ لِاَمرىء
وَمُرّاً مُراراً فيهِ صابُ وَعَلقَمُ
وَكُلُّ طَريدٍ هالِكٍ مُتَحَيِّرٌ
كَما هَلَكَ الحَيرانُ وَاللَيلُ مُظلِمُ
أَصَبتَ رِجالاً بِالذُنوبِ فَأَصبَحوا
كَما كانَ مَثغورٌ عَلَيكَ وَهَيصَمُ
خَطاطيفُكَ اللاَتي تَخَطَّفنَ بَهدَلاً
فَأَوفى بِهِ الأَشرافَ جَذعٌ مُقَوِّمُ
يَداكَ يَدا خَيرٍ وَشَرٍّ فَمِنهُما
تَضُرُّ وَلِلأُخرى نَوالٌ وَأَنعُمُ
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:47 AM
وَإِنّي لَسَهلُ الوَجهِ يُعرَفُ مَجلِسي
إِذا اَحزَنَ القاذورَةُ المُتَعَبِّسُ
يُضيءُ سَنا جودي لِمَن يَبتَغي القِرى
وَلَيلُ بَخيلِ القَومِ ظَلماءُ حِندَسُ
أَلينُ لِذي القُربى مِراراً وَتَكتَوي
بِأَعناقٍ أَعدائي حِبالٌ تَمَرَّسُ
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:48 AM
وَلَقَد وَقَفتُ النَفسَ عَن حاجاتِها
وَالنَفسُ حاضِرَةُ الشُعاعِ تَطَلَّعُ
وَغَرِمتُ في الحَسَبِ الرَفيعِ غَرامَةً
يَعيا بِها الحَصِرِ الشَحيحُ وَيَظلَعُ
إِنّي فَتىً حُرٌ لِقَدرِيَ عارِفٌ
أُعطي بِهِ وَعَليهِ مِمّا أَمنَعُ
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:48 AM
أَلَسنا بِفُرعٍ قَد عَلِمتُم دِعامَةً
وَرابِيَةً تَنشَقُّ عَنها سُيولُها
وَقَد عَلِمَت سَعدُ بنُ ذُبيانَ أَنَّنا
رَحاها الَّذي تَأوي إِلَيها وُجولُها
إِذا لَم تَسئَكُم في الأُمورِ وَلَم تَكُن
لِحَربٍ عَوانٍ لامِحٍ مَن يَثولُها
فَلَستُم بِأَهدى في البِلادِ مِنَ الَّتي
تَرَدَّدُ حَيرى حينَ غابَ دَليلُها
دَعَت جُلُّ يَربوعٍ عَقيلاً لِحادِثٍ
مِنَ الأَمرِ فَاِستَخفى وَأَعيا عَقيلُها
فَقُلتُ لَهُ هَلّا أَجَبتَ عَشيرَةً
لِطارِقِ لَيلٍ حينَ جاءَ رَسولُها
وَكائِنٌ لَنا مِن رَبوَةٍ لا تَنالُها
مَراقيكَ أَو جُرثومَةٌ لا تَطولُها
فَخَرَّتَ بِأَيّامٍ لِغَيرِكَ فَخرُها
وَغُرَّتُها مَعروفَةٌ وَحُجولُها
إِذا الناسُ هابوا سوءَةً عِمَدَت لَها
بَنو جابِرٍ شُبّانُها وَكُهولُها
فَهَلّا بَني سَعدٍ صَبَحتَ بِغارَةٍ
مُسَوَّمَةٍ قَد طارَ عَنها نَسيلُها
فَتُدرِكَ وِتراً عِندَ أَلأُمِ واتِرٍ
وَتُدرِكَ قَتلى لَم تُتَمَّ عُقولُها
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:48 AM
أَلا أَبلَغَ أَبا الجَرباءَ عَنّي
بِآياتِ التَباغُضِ وَالتَقالي
فَلا تَذكُر أَباكَ العَبدَ وَاِفخَر
بِأُمٍّ لَستَ مُكرِمَها وَخالِ
وَهَبها مُهرَةً لَقَحتَ بِبَغلٍ
فَكانَ جَنينُها شَرُّ البِغالِ
إِذا طارَت نُفوسُهُم شَعاعاً
حَمَينَ المُحصَناتِ لَدى الحِجالِ
بِطَعنٍ تَعثُرُ الأَبطالُ مِنهُ
وَضَربٍ حَيثُ تُقتَنَصُ العَوالي
أَبى لي أَن أَبائي كِرامٌ
بَنَوا لي فَوقَ أَشرافٍ طِوالِ
بُيوتَ المَجدِ ثُمَّ نَموتُ مِنها
إِلى عَلياءَ مُشرِفَةِ القَذالِ
تَزِلُّ حِجارَةُ الرامينَ عَنها
وَتَقصُرُ دونَها نَبلُ النِصالِ
أَبا لَحفانِ شَرَّ الناسِ حَيّاً
وَأَعناقِ بَني قِتالِ
رَفَعَت مُسامِياً لِتَنالَ مَجداً
فَقَد أَصبَحتَ مِنهُم في سَفالِ
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:48 AM
وَهَمٍّ تَأخُذُ النُحواءَ مِنهُ
تَعُكُّ بِصالِبٍ أَو بِالمُلالِ
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:49 AM
دَعانِيَ حِصنٌ لِلفِرارِ فَساءَني
مَواطِنُ أَن يُثنى عَلَيَّ فَأُشتَما
فَقُلتُ لِحِصنٍ نَحِّ نَفسَكَ إِنَّما
يَذودُ الفَتى عَن حَوضِهِ أَن يَهَدَّما
تَأَخَّرتُ اَستَبقي الحَياةَ فَلَم أَجِد
لِنَفسي حَياةً مِثلَ أَن أَتَقَدَّما
سَيَكفيكَ أَطرافَ الأَسِنَّةِ فارِسٌ
إِذا ريعَ نادى بِالجَوادِ وَبِالحِمى
إِذا المَرءُ لَم يَغشَ المَكارِهَ أَوشَكَت
حِبالُ الهُوَينى بِالفَتى أَن تَجَذَّما
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:49 AM
أَفي حَدَثانِ الدَهرِ أَم في قَديمِهِ
تَعَلَّمتَ أَلا تَقرِيَ الضَيفَ عَلقَما
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:49 AM
نُفَلِّقُ هامَ مَن لَم تَنَلهُ رِماحُنا
بِأَسيافِنا هامَ المُلوكِ القَماقِمُ
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:49 AM
وَإِنّي أَكمُنُ السِرَّ عِندي وَإِن أَتى
لِذلِكَ مِن عَهدِ الأَمانَةِ حينُ
كُمونَ النَوى لا يَشعُرُ الناسُ أَنَّهُ
ثَوى في رُفاتِ الأَرضِ وَهوَ دَفينُ
ابن البرصاء
الحمدان
09-01-2024, 11:50 AM
أما لِسَويدٍ لا تُشير ومالك
وأحنف ما بعد الثلاثة يذْهَبُ
ولو شهد الصهر المهلب أجمعوا
عليه جموعاً ثم لو يَتَهيّبوا
وكان الذي يثني الحُسام بإسمه
وأوّلهم بعد المهلب مطلبُ
فإن رجع الله المهلب لم نَخَفَ
عَدُوّاً له في الحرب نابٌ ومَخلَبُ
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:50 AM
ترك الأشياء طُرّاً وانحنى
يشرب الصهَّبَاءَ من ماء العِنَبْ
لا يخافُ الناس قد أَدْمَنَها
وهي تزري باللئيم المؤتشِبْ
وهي بالأشراف أزرى وإلى
غاية التأنيب تدعو ذا الحسبْ
فدع الخمر أبَا حَرْبٍ وسُدْ
قَوْمَك الأدنينَ من بين العَرَبْ
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:50 AM
ألا يا عُبيد الله ما زلتَ مُولعاً
ببكر لها تهدي اللَّغَا والتهدُّدا
كأن حُماة الحيّ من بكر بن وائل
بذي الرَّمث أُسدٌ قد تَبَوِّأنَ غَرقدا
وكنت سفيها قد تعودت عادةً
وكل امرئ جارٍ على ما تعوَّدا
فأصبحت مسلوباً على شرِّ آلةٍ
صَريعَ قنا وسط العجاجةِ مُفْردَا
تَشُقُّ عليك الجيب ابنة هانئٍ
مُسليَةً تُبدي الشَّجا والتلُّددا
وكانت ترى ذا الأمر قبل عيانه
ولكن أمر الله أهدى لك الرّدى
وقالت عبيد الله لأتأت وائلاً
فَقُلتُ لها لا تعجَلي وانظري غدا
فقد جاء ما منَّيتَها فَتَسَلَّبت
عليك وأمسى الجيب منها مُقَدّدا
حباط أخو الهيجا حُرَيُث بنُ جابرٍ
بَجيّاشةٍ تحكي الهدير المُنَدَّد
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:51 AM
لعمرك لا أُلفى مدى الدهر خالعاً
عليّا بقول الأشعري ولا عَمْرو
فإنّ يَحَكُما بالحق نَقبَله منهما
وإلاّ أثرناها كراغية البكر
ولَسنا نقول الدّهرَ ذاك إليكما
وفي ذاك لو قلناه قاصمةُ الظهرِ
ولكن نقول الأمرُ والنهي كُلُّه
أليهِ وفي كفيْهِ عاقبةُ الأمر
وما اليوم إلا مثل أمس وإننا
لفي وشل الضحضاح أو لُجَّةِ البَحرِ
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:51 AM
شقيقُ بن ثورٍ قام فينا بخطبة
يُحَدِّثها الرُكبَانُ أهلُ المشاعرِ
بما لا يقف فينا خطيبُ بمثلها
جزى الله خيراً من خطيبٍ وناصرِ
وقد قام فينا خالد بنُ مُعَمرٍ
وكُردوسٌ الحامي ذِمَارَ العشائرِ
بمثل الذي جاءا بها حَذوَ نَعله
وقد بين الشورى حُريثُ بن جابرِ
فلا يُبعَدِنكَ الدهر ما هّبت الصِّبا
ولا زِلتَ مسقياً بأسحمَ ماطرِ
ولا زلت تدعى في ربيعة أولاً
بإسمك في أخرى الليالي الغوابرِ
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:51 AM
أنا الصلتاني الذي قد عَلْمتِمُ
متى ما يُحكّم فهو بالحق صَادِعُ
أتتني تميم حين هابت قُضاتُها
وإني لَبِا لفَصلِ المُبيِّن قاطعُ
كما أنفذ الأعشى قضية عامرٍ
وما لتميمٍ في قضائي رواجعُ
ولم يُرجع الأعشى قضية جعفرٍ
وليس لحكمي آخر الدهر راجعُ
سأقضي قضاءً بينهم غير جائر
فهل أنت للحكم المُبين سامِعُ
قضاء امرئ لا يتقي الشتم منهم
وليس له في المدح منهم منافعُ
قضاء امرئ لا يَرتَشي في حكومةٍ
إذا ما مال بالقاضي الرشا والمطامعُ
فإن كُنتما حكَّمتاني فأنصتا
ولا تَجزعا وليرضَ بالحق قانعُ
فإنْ ترضيا أو تجزعا لا أقلِكُما
وللحق بين الناس راضٍ وجازعُ
فأقسم لا آلو عن الحق بينهم
فإن أنا لم أعدلْ فقل أنت ضالعُ
فإنْ يَكُ بحر الحنظليين واحداً
فما تستوي حيتانُهُ والضفادعُ
وما يستوي صدرُ القناة وزُجُّها
وما يستوي شُمُّ الذُّرا والأكارعُ
وليس الذُّنابى كالقُدامى وريشِهِ
وما تستوي في الكفِّ منك الأصابعُ
ألا إنما تحظى كُليبٌ بشعرها
وبالمجد تحظى دَرِامٌ والأقارعُ
ومنهم رؤوس يُهتدى بِصدُوُرها
وللأذنابُ قِدماً للرؤوس توابعُ
أرى الخطفى بذّ الفرزدقَ شعرُهُ
ولكنّ علتهُ الباذخات الفَوارعُ
جريرٌ أشدُّ الشاعِرين شكيمةً
ولكن علتهُ الباذخاتُ الفوارعُ
ويرفع من شعر الفرزدق أنه
له باذخٌ لذي الخسيسة رافعُ
وقد يُحمد السيفُ الدَّدَانُ بجفنه
وتلقاه رثاً غِمدهُ وهو قاطعُ
يناشدني النصر الفرزدق بعدما
ألحّت عليه من جرير صواقعُ
فقلت له إني ونصرك كالذي
يثِّبتُ أنفاً كشمَته الجوادِعُ
وقال كليبٌ قد شرفنا عليكُمُ
فقلتُ لها سُدتْ عليك المطالعُ
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:52 AM
إذا ما أخي يوماً تولّى بِوُدِّه
وأنكرت منه بعض ما كنت أعرُفُ
عطفتُ عليه بالمودة أنني
على مُدبر الإخوان بالبر أعطفُ
ولست وإن ولّى بُود على الذي
بذلتُ له من صفو ودي آسفُ
فأغفر منه ذنبه لإصطناعه
وأستر منه بعض ما يتكشفُ
فإغضاؤك العينين عن عيب صاحبٍ
لعمرك أبقى للإخاء وأشرفُ
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:52 AM
وَمَنْ بَيْنِ الحصُون ليوم حربٍ
فَليَسَ حُصُونَنَا إلاّ السُّيوفُ
ومن كره الحُتُوف فإنّ فينا
مغاويراً شعارهُمُ الحُتُوفُ
ومن يجفُ الضُيُوفَ فما أردنا
طعاماً قَط ليس له ضُيُوفُ
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:52 AM
قال أمامة ما تبقي دراهُمنا
وما بنا سَرَفٌ فينا ولا خُرُقُ
إنّا إذا اجتمعت يوماً دراهمنا
ظلّت إلى طرق الخيراتِ تستبقُ
فلا تخافي علينا الفقر وانتظري
سَيبَ الذي من عنده نَثِقُ
إنْ يَفْنَ ما عندنا فالله يرزقُنا
ومن سوانا ولسنا نحن نرتزقُ
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:52 AM
ألا يا أصبحاني قبل عَوقِ العوائق
وقبل اختراط القوم مثل العَقَائقِ
غداة حبيب في الحديد يقودنا
نَخُوضُ المنايا في ظلال الخَوَافقِ
حَرُونٌ إذا ما الحربُ طار شرارها
وهاج عجاج الحرب فوق البَوَارِقِ
فمن مُبلغُ الحجاج أنَّ أمِينَهُ
زياداً أطاحته رماحُ الأزارِقِ
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:53 AM
تُعَيرنا بالنخل والنخلُ مالُنا
وودّ أبوك الكلبُ لو كان ذا نخْلِ
وأي نبيٍّ كان من غير قرية
وهل كان حكُم الله إلاّ مع الرسْلِ
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:53 AM
وما أودعت أحشاء الليالي
أضرّ عليك من حقد الرجال
وليس أدَل في دنيا ودين
على الإنسان من بُخلٍ بمالِ
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:53 AM
أغش الأمور بحزمِها
حتى تُلاقي الأحزَمَا
وأظلمْ فلست بُمدرك
الأوتارِ حتى تَظلما
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:54 AM
عبد العزيز فضحتَ جَيشكَ كُلهم
وتركتهم صَرْعى بكلِّ مكانِ
لما رأيت أبا نعامة مقبلاً
يدعو عُبيدة والرماحُ دواني
وأخاهما عمرو القنا وفوارساً
شُم الأنُوفِ معانقي الأقرانِ
ولعبدِ ربٍّ في الهياج غماغمٌ
ولصالحٍ شَغَبٌ على الفُرسانِ
أسلمت عِرسك والبلاءُ مُوكِّلٌ
بالقوم عند تَشاجُرَ المُرانِ
وزعمت أنك كالمُهَلب نجدةً
فَحُرمتَها والبيتِ ذي الأركانِ
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:54 AM
أيا ابن أسيد تَبِعت الهوى
وشرُّ الفعالِ الهوى والمُنى
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:54 AM
أرى أُمةً شهرت سيفها
وقد زيد في سوطها الأصبحي
بنَجديَّةٍ وحَرُريَّةٍ
وأزرق يدعو إلى أزرقي
فَملتُنا أننا المُسلمُون
على ديِنِ صِديقنا والنبي
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:55 AM
أشابَ الصّغيرَ وأفْنى الكبيرَ
كَرُّ اللّيالي ومَرٌّ العَشِيِّ
إذا لَيْلَةُ هرّمَتْ يَومَها
أتى بَعْدَ ذلِكَ يومٌ فَتِي
نَروحُ وَنَغْدو لحاجاتِنا
وحاجَةُ مَنْ عاشَ لا تَنْقَضيْ
تموتُ مَعَ المَرْءِ حاجاتُه
وتَبْقى له حاجةٌ ما بَقيْ
إذا قُلتَ يوماً لمنْ قد تَرى
ألم ترَ لُقمانَ أوصى أبنه
وأوصَيتُ عمراً ونِعمَ الوَصي
بُنَي بدا خِبُّ نَجوى الرجالِ
فَكُن عِنْدَ سِركَ خِبَّ النَّجي
وسِرُّكَ ما كان عِنْد امْرئٍ
وسِرُّ الثلاثةِ غيرُ الخفِي
فَكُلًّ سوادٍ وأن هِبتَهُ
من اللّيل يُخشى كما تَختشي
أرِدْ محكمَ الشعر إنْ قُلتَه
فإن الكلامَ كثيرُ الروي
أرُوني السَّريَّ أرَوْكَ الغَني
كما الصَّمتُ أدنْى لِبَعْضِ اللسانِ
فَبَعْضُ التكلُّم أدْنى لِعِي
دَعِ النّفْسَ اتّباعِ الهّوى
فَما للفتى كُلُّ ما يَشتهي
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:55 AM
بِسِلى وسلّبرى مصارع فتيةٍ
كرامٍ وقتلى لم تُوسد خُدُودُها
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:55 AM
العبد يُقرع بالعصا
والحر تكفيه المَلاَمَهْ
الصلتان
الحمدان
09-01-2024, 11:56 AM
لَعَمري لقد أشجى تميماً وهدّها
على نكَباتِ الدهر موت الفرزدق
عشيةَ راحوا للفِراق بنعشِهِ
إلى جَدَثٍ في هُوّةِ الأرضِ مُعمَقِ
لقد غادروا في اللحدِ من كان ينتمي
إلى كُلّ نجمٍ في السماءِ مُحلِّقِ
ثَوى حامِلُ الأثقالِ عَن كلِّ مُغرَمٍ
وَدامِغُ شَيطانِ الغَشومِ السَمَلَّقِ
عِمادُ تَميمٍ كلِّها ولسانُها
وناطقُها البَذّاخُ في كلّ منطقِ
فَمَن لِذوي الأرحامِ بعدَ ابن غالبٍ
لِجارٍ وَعانٍ في السلاسلِ موثَقِ
ومَن لِيتيمٍ بعد موتِ ابن غالبٍ
وأمِّ عيالٍ ساغبينَ ودَردَقِ
ومَن يُطلِقُ الأسرى ومَن يُحقنُ الدِما
يداهُ ويَشفي صدرَ حَرّانَ مُحنَقِ
وكَم مِن دمٍ غالٍ تحمّلَ ثِقلَهُ
وكان حَمولاً في وفاءٍ ومَصدَقِ
وكَم حِصنِ جبّارٍ هُمامٍ وسوقَةٍ
إذا ما أتى أبوابَهُ لم تُغلَّقِ
تَفَتَّحُ أبواب الملوكِ لوجههِ
بغيرِ حجابٍ دونَهُ أو تمَلُّقِ
لِتَبكِ عليهِ الإنسُ والجنُّ إذ ثَوى
فتى مُضَرٍ في كلّ غربٍ ومشرِقِ
فتىً عاش يبني المجدَ تسعين حِجّةً
وكان إلى الخيراتِ والمجدِ يرتقي
فما مات حتى لم يُخَلِّف وراءهُ
بِحَيَّةِ وادٍ صَولَةٍ غيرَ مُصعَقِ
جرير
يرثي الفرزدق
الحمدان
09-01-2024, 11:57 AM
أيها اللاحي رويداً
لم يدع لي الحب مترك
خفف التفنيد عني
واكفني بالله شرك
كيف أسلو وفؤادي
بالهوى مقتول مترك
خف إلاه قد بلاني
ثم قال يا رب سترك
لا تكن مثلي غريماً
يهتكن الوجد سرك
فترى الموت عياناً
فدع العذل وأمرك
العقيلي
الحمدان
09-01-2024, 11:57 AM
هوان الهوى عند أعز جلالة
ورشدي اتباعي فيه كل ضلالة
وإني بمن أنشى الورى في بلاله
تركت حبيب القلب لا عن بلالة
وإني به مضنى الفؤاد بلا شك
وذلي بحق في هواه هويته
وكل هوى إلا هواه أبيته
وليلي وقد نام الورى لا أبيته
ولو انه شاء الثوى رضيته
ولكن جنى ذنباً يؤول الى الشرك
وفي شرعنا الإسلام حرم ربنا
على المؤمنين الشرك بالله والزني
وهذا إباحي على غير ديننا
أراد شريكاً في المحبة بيننا
وما أنا من في الحب يقبل للشرك
أرى إن هذا للمحبين منقص
ولي عنه نهج مستقيم ومخلص
وإني امرئ عنه وإن عز مشخص
لأني بالتوحيد في الحب مخلص
وإيمان قلبي لا يميل إلى الشرك
العقيلي
الحمدان
09-01-2024, 01:57 PM
وتأنَسُ النّفسُ في نفْسٍ تُوافِقُها
بالفكرِ والطّبعِ والغاياتِ والقيمِ
والرُّوحُ لِلرُّوحِ تَدري مَن يُناغمُهَا
كَالطَّيرِ للطير فِي الإنشَادِ مَيَّالُ
لا تَألفُ الرُّوحُ إلَّا مَن يُلَاطِفُهَا
ويَهْجُرُ القَلبُ مَنْ يَقسُو وَيجْفَاهُ
عاشِر من الناسِ من تهوى طبيعتَهُ
وما عليكَ ملامٌ حين تندفع
والناسُ للناسِ والآفاقُ شاسعةٌ
والطير قالوا على أشكالِها تقع
صرح العلاقاتِ يُبنىٰ في ضمائِرِنا
على أساسٍ به الأخلاقُ تنطبِـع
....
الحمدان
09-01-2024, 02:11 PM
يا مُخرِج الإصباحِ من حلقِ الدجى
أنت البديع مُنوِر الأكوانِِ
اجعلهُ يومًا طيِبًا ومباركًا
واحفظ علينا نعمة الإيمانِِ
واكتب لنا فيه السلامة والرضا
واشملهُ بالتوفيقِ والإحسانِِ
....
الحمدان
09-01-2024, 03:01 PM
وقالَ العقلُ دعهُ ولا تزره
وقالَ القلبُ فلتذهبْ إليه
حديث العقلِ موضوعٌ ولكن
حديثُ القلبِ مُتفقٌ عليه
....
الحمدان
09-01-2024, 03:02 PM
يا وَحشةَ اللّيلِ لا أُنسٌ ولا سَمَرُ
ولا نُجـومٌ تُناجِيها ولا قَمَرُ
غابَ الأحبّةُ عَن عَينَيكَ واحتَجَبُوا
فكَيفَ يَغمَضُ جَفنٌ شَدّهُ السَهَرُ
الحمدان
09-01-2024, 03:04 PM
قالت تغزل بعيني يا معذبها
قلت إسمعيني جعل الناس يفدونك
عيونك أجمل قصيده ما أقدر أكتبها
أخاف من كثر ما أوصفها يعرفونك
....
الحمدان
09-01-2024, 03:05 PM
تأَجَرحَ القلبُ في الأعماقِ واشتعَلا
وليتَ ساكِنهُ يدري بما فعلَا
يغيبُ عني ولا يدري بخافِيَتي
باللهِ ما ضرهُ إن حَن واتصلا
تمرُ فينا ليالي العُمرِ صامِتةٌ
لولا دوامُ سؤالي عنهُ ما سألَا
ما زال قلبُ الذي أحبَبتُ مُنشغِلاً
عني وقلبي بهِ ما زالَ مُنشغِلا
....
الحمدان
09-01-2024, 03:11 PM
عِمتُم مسائآثم طاب جواركم
وتعاظمت بدياركم أفراح
أنتم مساء الخير حين أقولها
وبكم تطيب أصائل ومساء
من سالف الأشواق قلبي قالها
تشفو بقرب الطيبين جراح
بقلمي
الحمدان
09-01-2024, 03:17 PM
وأغارُ من ثغرٍ يُنادي باسمِها
حتَّى وإن قصد المُنادي غيرَها
وأغارُ ممَّن يكتبون قصائدًا
فيها، وصوفٌ قد أبانت سِرَّها
وأغارُ من أهلِ القبيلةِ كلِّهم
كانوا لها عند الشَّدائدِ ظهرَها
وأغارُ من مِرآتها فهيَ الَّتي
قد أبصَرت كل الجَمال فسَرَّها
....
الحمدان
09-01-2024, 03:18 PM
يَبْدُو كمَن يحتسي في صمتِهِ قلقَه
هل يشتكي جُرحهُ أم يشتكي أرقَهْ
يَبْدُو سقيمًا ولا يبدو به أثرٌ
لسُقمِهِ غير أنّ الحُبّ قد سحقَهْ
صَلبًا كمَن ليس يخشى أيّ فاجعةٍ
كأنّ كل الذي يخشاهُ قد لحِقَهْ
وبائسًا ووحيدًا مثل مئذنةٍ
في دار كُفرٍ تُثيرُ الحُزنَ والشفقه
....
الحمدان
09-01-2024, 03:21 PM
عاهدتُ ربّ العرشِ عهدًا حاسِمًا
أن أجعلَ الإسلامَ أعْظم غَايَتِي
وبأن أضحّي ما استطعتُ لمنهَجِي
حتَّى تُرفرفَ في الأَعـالي رايَتي
....
الحمدان
09-01-2024, 03:22 PM
أَسمَيتُكِ النّبضَ لا زَيْفاً و لا كَذِباً
هَلِ الحياةُ بغيرِ النّبضِ تكتَمِلُ
أنت الشِّفاءُ لقلبٍ مَسّهُ سَقَمٌ
مَنْ لي سِواك إذا طافَتْ بِيَ العِلَلُ
مُدّ يَدَيْك و داوي الجرحَ و اقتَرب
إنّ الجِراحَ بِقُربِ الخِلِّ تَندَمِلُ
....
الحمدان
09-01-2024, 03:45 PM
سَكنتَ بِدَاخِلِي حُبًا وَطَوعًا
وَكُنتَ الشَّمسَ فِي نَجمِ البَرِيَّة
يَرَونَك وَاحِدًا وَأَرَاكَ جَمعًا
إِذَا أَتَيتَ كُفيتُ عَنِ البَقِيَّة
....
الحمدان
09-01-2024, 03:50 PM
لماذا العدو القصي اقترب
لان الحبيب القريب اغترب
لأن أبا لهب لم يمت
و كل الذى مات ضوء اللهب
فقام الدخان مكان الضياء
له ألف رأس وألف ذنب
لأن الرياح اشترت أوجها
رجالية والغبار انتخب
أضاعت أزال بنيها غدت
لكل دعى كأم وأب
وأقعت لها قلب فاشية
ووجه عليه سمات العرب
البردوني
الحمدان
09-01-2024, 03:54 PM
دخل أبو دلامة على المهدي -الخليفة- وعنده جماعة من الشرفاء الأباة فقال المهدي:
يا أبا دلامة اهجُ من شئت ممن ضمه هذا المجلس ولك الجائزة فنظر في القوم فلم يرَ ثمة إلا شريفا قريبا من المهدي ويروي أبو دلامة عن نفسه فيقول:
فقلت في نفسي قد عاهد وهو لابد فاعل ثم نظرت إلى أهل المجلس فإذا بالخليفة وأبناءه وابن عمه، وكل منهم يشير إلي بإصبعه بالصلة إن تخطيته وأيقنت أني إن هجوت احدهم قُتِلتُ والتفتُ يمينا ويسارا لأرى بعض الخدم لأهجوَه فما وجدت أحدا فقلت في نفسي:
أما حلف على من في المجلس وأنا أحد من في المجلس ومالي إلا أن هجوت نفسي فقلتُ :
ألا أُبْلغْ إليك أبا دلامةْ
فليس من الكرام ولا كرامةْ
إذا لبس العمامة كان قردًا
وخنزيرًا إذا نزع العمامةْ
جَمَعتَ دمامةً وجمعتَ لؤمًا
فذاك اللؤم تتبعه الدمامةْ
فإن تكُ قد أصبتَ نعيم دنيا
فلا تفرح فقد دنت القيامةْ
الحمدان
09-01-2024, 04:11 PM
قصة شعرية -طُرفة-
أراد موسى بن داود الخروج إلى الحج فقال لأبي دلامة:
تأهب حتى تخرج معي في هذا الوجه وأعطاه عشرة آلاف درهم وقال له:
خلف لعيالك ما يكفيهم واخرج وإنما أراد أن يأنس به في طريقه بحديثه وأشعاره ونوادره.
فلما حضر خروج موسى هرب أبو دلامة إلى سواد الكوفة فجعل يشرب من خمرها ويتمتع في نزهها فسأل عنه فأخبروها باستتاره فطلبه فلم يقدر عليه وخاف أن يفوته الحج فلما يئس منه قال :
دعوه إلى النار وحر سقر وأليم عذابه فلما شارف القادسية إذا هو بأبي دلامة قد خرج من قرية يريد أخرى فبصر به فقال:
ائتوني بعدو الله الكذاب فر من الحق إلى الباطل ومن الحج إلى حانات الخمارين قيدوه وألقوه في بعض المحامل ففعل ذلك به فلما ولت الإبل صاح أبو دلامة بأعلى صوته:
يأيها الناس قولوا أجمعين معي
صلّى الإله على موسى بن داود
كأنّ ديباجتي خدّيه من ذهبٍ
إذا تشرّف في أثوابه السود
أما أبوك فعين الجود نعرفه
وأنت أشبه خلق الله بالجود
نبّئت أنّ طريق الحجّ معطشةٌ
من الطلاء وما شربي بتصريد
والله ما فيّ من خيرٍ فتطلبه
في المسلمين وما ديني بمحمود
إني أعوذ بداودٍ وتربته
من أن أحجّ بكرهٍ يابن داود
فقال موسى: ألقوه عن المحمل.فعليه لعنة الله ودعوه يذهب إلى سقر وحر نارها فألقوه.
ومضى موسى لوجهه فما زال أبو دلامة يتمتع بالنزه ويشرب الخمر حتى أتلف العشرة آلاف رهم وانصرف موسى من حجه فدخل أبو دلامة يهنئه فلما رآه قال:
أتدري ما فاتك من الخير فقال:
والله ما فاتني خير ليلاً ولا نهاراً يريد الشرب والقصف فضحك ووصله
ص42 - كتاب جمع الجواهر في الملح والنوادر - أبو دلامة والمنصور
الحمدان
09-01-2024, 04:14 PM
لنا في ربنا أملٌ
برغم الحلو والمرِّ
فأيام الأسى تمضي
وتمضي لوعة القهرِ
ومهـما العسر أتعبنا
سيأتي الله باليسرِ
وتشـرق كل آمالٍ
لنا في مطلع الفجرِ
....
الحمدان
09-01-2024, 04:27 PM
تركت لرحمة الرَّحمنِ نفسي
فما لي دون رحمته رجاء
لقد قصرت في عَمَلي طَويلاً
وقَدْ أخْطَأْتُ والدُّنْيا ابْتِلاء
فإن يعفو بفَضل مِنه أنْجو
وإلاّ فالحِسابُ هوَ الشَّقاء
....
الحمدان
09-01-2024, 04:29 PM
عَجِيبَةٌ هَذِهِ الدُّنيَا مَرَاكِبُـهَا
تَجرِي بِنَا فَوقَ أَشلَاءٍ وَأَنقَاضِ
نَفِـرُّ مِن كَبدٍ فِيهاَ إِلَى كَبدٍ
وَليسَ يَرتاحُ إِلَّا القانِعُ الرَّاضي
....
الحمدان
09-01-2024, 04:30 PM
يا مَن أَلُوذُ بِهِ فيمَا أُؤَمِّلُهُ
ومَن أَعُوذُ بِهِ مِمَا أُحَاذِرُهُ
ﻻ يَجبُرُ النَّاسُ عظمَاً أنتَ كَاسِرُهُ
وﻻ يَهِيضُونَ عظمَاً أنتَ جَابِرُهُ
....
الحمدان
09-01-2024, 04:32 PM
ألا يا صبحُ بشِّر كُل قلبٍ
عَلاهُ الهمُّ واسودّت سماؤه
بأن الكَربَ ليلٌ يقتفِيهِ
صباحٌ يملأُ الدُنيا بهاؤه
....
الحمدان
09-01-2024, 04:33 PM
شكوتُ هواها فاشتكتْنِي إلى هَجرٍ
وقد غَلَبَ الأمرانِ فيها على أمري
وبتُّ ولا من حيلةٍ غيرَ أنني
أرى الذكرَ يصيبني فأصبو إلى الذِكرِ
مهاةٌ لعينيها تغزلتُ في المَهى
وما غَزَلي في سِحرِهِنَّ سِوى السِّحرِ
وما مضَّني إلا جفاها ولحظُها
فإنَّ كلا السيفين أُغمِدَ في صدري
....
الحمدان
09-01-2024, 04:35 PM
لأحمدَ فَلتَنسَكِب أدمُعي
بشوقٍ تضرّم في الأضلعِ
فيا ليتَ عَينِي رأت أحمدًا
ومنهُ الحديث ارتوى مَسمَعِي
وما حُبُّ متَّبِعٍ طَوقَهُ
سبيلَ النبيِّ كحُبِّ الدَّعِي
فيا نفسُ فلتَسلُكي دربَهُ
وآثارَ سيرِ الحبيبِ اتبعي
عسى أن تَقرَّ بهِ أعينٌ
متى هاجَهَا ذِكرُهُ تَدمَعِ
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
الحمدان
09-01-2024, 04:39 PM
يا ربِّ قد مَسّ الفُؤاد قَساوةٌ
وتشقّقتْ روحي وأضناها السّقَمْ
يا ربِّ إني جئتُ بابَكَ لائذًا
مُتضرِّعًا أخشىٰ عذابَكَ والنِّقَمْ
ما لي سِوىٰ رَكْبٍ لبابِكَ سُقتُهُ
لم يُغنِ عني ما جَمعتُ ولمْ ولنْ
ما لي سِوىٰ ضَعفي وقِلّة حِيلَتي
ما لي سِوىٰ دَمعٍ ترقرقَ في الظُّلَم
....
الحمدان
09-01-2024, 04:41 PM
أَرِقتُ ونامَ الأخلياءُ وهاجني
مع اللّيلِ همٌّ في الفؤاد وجيعُ
وَهيَّجَ لي حُزنًا تذكُّرُ محمدٍ
فما نمتُ إلّا والفؤادُ مَروعُ
إذا عبرةٌ ورّعتها بعد عبرةٍ
أبَت واستهلَّتْ عبرةٌ ودموعُ
....
الحمدان
09-01-2024, 04:43 PM
قال عيسى ابن مريم عليهما السلام للحواريين:
لَا تَنْظُرُوا إلَى ذُنُوبِ النَّاسِ كَأنَّكُمْ أرْبَابٌ وَلَكِنَّكُمُ انْظُرُوا فِي ذُنُوبِكُمْ كَأنَّكُمْ عَبِيدٌ ، وَالنَّاسُ رَجُلَانِ مُعَافًى وَمُبْتَلًى ، فَارْحَمُوا أهْلَ البَلَاءِ فِي بَلِيَّتِهِمْ وَاحْمَدُوا اللهَ عَلَى العَافِيَةِ.
[الزهد للإمام أحمد]
مما قيل في هذا المعنى:
وَانْظُرْ إلَى الأقْدَارِ جَارِيَةً بِمَا
قَدْ شَاءَ مِنْ غَيٍّ وَمِنْ إيمَانِ
وَاجْعَلْ لِقَلْبِكَ مُقْلَتَيْنِ كِلَاهُمَا
بِالحَقِّ فِي ذَا الخَلْقِ نَاظِرَتَانِ
فَانْظُرْ بِعَيْنِ الحُكْمِ وَارْحَمْهُمْ بِهَا
إذْ لَا تُرَدُّ مَشِيئَةُ الدَّيَّانِ
وَانْظُرْ بِعَيْنِ الأمْرِ وَاحْمِلْهُمْ عَلَى
أحْكَامِهِ فَهُمَا إذًا نَظَرَانِ
وَاجْعَلْ لِوَجْهِكَ مُقْلَتَيْنِ كِلَاهُمَا
مِنْ خَشْيَةِ الرَّحْمَنِ بَاكِيَتَانِ
لَوْ شَاءَ رَبُّكَ كُنْتَ أيْضًا مِثْلَهُمْ
فَالقَلْبُ بَيْنَ أصَابِعِ الرَّحْمَنِ
وَاحْذَرْ كَمَائِنَ نَفْسِكَ اللَّاتِي مَتَى
خَرَجَتْ عَلَيْكَ كُسِرْتَ كَسْرَ مُهَانِ
الحمدان
09-01-2024, 04:47 PM
ومَن يَغترِبْ يَحسِبْ عدوًّا صديقهُ
وَمن لَا يُكرِّمْ نـفـسَه لَا يُكَرَّمِ
ومَهْمَا تَكُنْ عندَ امرئ مِنْ خليقَةٍ
وَلَو خالَها تَخفَى على النَّاسِ تُعْلَمِ
....
الحمدان
09-01-2024, 04:48 PM
إني وإن كان جمع المال يعجبني
فليس يعدل عندي صحة الجسدِ
في المال زين وفي الأولاد مكرمة
والسقم ينسيك ذكر المال والولد
....
الحمدان
09-01-2024, 04:49 PM
يا باحثًا عن سعدِ قلبكَ والهنا
آياتِ ربك قمة الأفراح
هو راحةٌ وحلاوةٌ ونقاوةٌ
وهو الشفاءُ لِعلّة الأرواح
بقلمي
الحمدان
09-01-2024, 04:50 PM
ألا ليتَ شِعرِي هَـل أصادفُ خَلوَةً
لديـكِ فأشـكُـو بعضَ مَا أنَا واجدُ
رعَى اللهُ يومًا فيهِ أشكُو صَبَابَتِي
وأجـفـانُ عَـيـنِي بِالدُّموعِ شَواهدُ
....
الحمدان
09-01-2024, 04:51 PM
يقولون أخرج من فؤادك حبَّها
وكيف أنقّي الحبّ يا قومَ من دمي
الرافعي
يقولون: ليلى عذّبتكَ بِحُبها
ألاَ حبذا ذاك الحبيبُ المعذِّبُ
قيس بن الملوح
يقولونَ لو عَزَّيْتَ قلبَكَ لارْعَوَى
فقلتُ وهل للعاشقينَ قلوبُ
عبد الله بن شبيب
يَقُولُونَ تَركُ الحُبِّ أَسلَمُ لِلفَتَى
نَعَم صَدَقُوا لَو كَانَ يُمكِنُهُ التَّركُ
الطبري
يقولون انوِ أن تنسى هواها
وهل ينسى ابن آدم حين ينوي
تميم البرغوثي
الحمدان
09-01-2024, 04:54 PM
يا عَاشقَ الضّادِ إنّ الضّادَ عاتبةٌ
ما بالُ اسمِكَ بـ اللّاتين ينكَتِبُ
تُحبّذُ اللّغةَ العرجاء تسميّةً
ونور اسمك للقـرآن ينتَسِبُ
أقولُ قـولي و لا أبغي معاتَبةً
فكلّ طيرٍ لمن يهواه يقتربُ
....
الحمدان
09-01-2024, 04:55 PM
نَابَت عَليَّ مِنَ الهُمُومِ نَوَائِبُ
فَالشَّعرُ مِن فَرطِ الصَّبَابَةِ شَائِبُ
شَوقٌ وحُزنٌ واختِلَاجُ مَشَاعِرٍ
ودَبِيبُ حُلمٍ فِي اللِّقَاءِ يُدَاعِبُ
....
الحمدان
09-01-2024, 05:00 PM
يخونُكَ ذو القربى مرارًا، وربّما
وَفى لكَ عند الجَهلِ مَن لا تُقارِبُه
نَنسى الجِراحَ ولا نَنسى تذكُّرها
إذَا بَرا الجرحُ لم يبرأْ بِنا الأثرُ
....
الحمدان
09-01-2024, 05:01 PM
لَا تُـؤذِ قَلبَـكَ بِالَّـذِين تَنكَّـرُوا
أَنتَ امرُؤٌ مِنهُم أجَلُّ وَ أطهَـرُ
أنجَاكَ ربُّـكَ مِنهُمُ فَإلَىٰ مَتَـىٰ
سَتَظَلُّ أنتَ لِلُؤمِـهِم تتَـذكَّرُ
لَو قَـدَّرَ الـرَّحمَـٰنُ خـيرًا فِيـهِمُ
لَم يَخسَروا ودَّ امرِئٍ لَا يُخسَرُ
....
الحمدان
09-01-2024, 05:03 PM
أيا قمراً تنوَّر عن أقاحِ
ويا غُصناً يَميلُ مع الرِّياحِ
جَبينُكِ والمُقَلَّدُ والثّنايا
صباحٌ من صباحٍ في صباحِ
....
الحمدان
09-01-2024, 05:06 PM
أتحزَنُ والسعادةُ عند ربي
ستَهطِلُ بعدَ أحزانٍ ثقيـلة
أتجزَعُ والبشائِرُ قادِماتٌ
ليُشفى الجرحُ والروحَ العليلة
غداً يأتي الصباحُ بكُل شوقٍ
ودِفءٍ خلفَ نِسمَتهِ العليلة
وروحكَ سوفَ تحتضِنُ الأماني
وقد كانت تراها مُستحيلة
....
الحمدان
09-01-2024, 05:10 PM
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً
فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ
فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا
فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن
إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ
فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ
الشافعي
الحمدان
09-01-2024, 05:11 PM
فَلا تَعْتَمِدْ إِلَّا عَلَى اللَّهِ فِي الَّذِي
تَوَدُّ مِنَ الْحَاجَاتِ فَهْوَ رَحِيمُ
وَلا تَبْتَئِسْ مِنْ مِحْنَةٍ سَاقَهَا الْقَضَا
إِلَيْكَ فَكَمْ بُؤْسٍ تَلاهُ نَعِيمُ
فَقَدْ تُورِقُ الأَشْجَارُ بَعْدَ ذُبُولِهَا
وَيَخْضَرُّ سَاقُ النَّبْتِ وَهْوَ هَشِيمُ
إِذَا مَا أَرَادَ اللَّهُ إِتْمَامَ حَاجَةٍ
أَتَتْكَ عَلَى وَشْكٍ وَأَنْتَ مُقِـيمُ
....
الحمدان
09-01-2024, 05:13 PM
لَن تُطفئ الأوهامُ نُورَ تفاؤلي
فأنا القويُّ وهِمّتي لا تُزهَقُ
وأنا الغنيُّ بحُسنِ ظنّي بالذي
يُعطي العطايا للعبادِ ويُغدِقُ
وأنا المليءُ بِبَهجةٍ ألقى بها
جَمْعَ الهمومِ عن الضلوعِ يُفرّقُ
أحيا ونورُ اللهِ يسكنُ أضلُعي
فعلامَ أمضي في الحياةِ وأقلَقُ
....
الحمدان
09-01-2024, 08:44 PM
أوصيك صبرًا فالسّرور مواسمٌ
وغدًا سرورك بعد حزنك يكمُلُ
إنْ مرّ يومك مُثقلاً لا تبتئسْ
فغدًا بإذن الله يومُك أجملُ
....
الحمدان
09-02-2024, 09:26 AM
أَمَواهِبٌ هاتيكَ أَم أَنواءُ
هُطُلٌ وَأَخذٌ ذاكَ أَم إِعطاءُ
إِن دامَ ذا أَو بَعضُ ذا مِن فِعلِ ذا
فَنِيَ السَخاءُ فَلا يُحَسُّ سَخاءُ
لَيسَ الَّتي ضَلَّت تَميمٌ وَسطَها ال
دَهناءَ لا بَل صَدرُكَ الدَهناءُ
مَلِكٌ أَغَرُّ لِآلِ طَلحَةَ فَخرُهُ
كَفّاهُ أَرضٌ سَمحَةٌ وَسَماءُ
وَشَريفُ أَشرافٍ إِذا اِحتَكَّت بِهِم
جُربُ القَبائِلِ أَحسَنوا وَأَساؤوا
لَهُمُ الفِناءُ الرَحبُ وَالبَيتُ الَّذي
أُدَدٌ أَواخٍ حَولَهُ وَفِناءُ
وَخُؤولَةٌ في هاشِمٍ وَدَّ العِدى
أَن لَم تَكُن وَلَهُم بِها ما شاؤوا
بَينَ العَواتِكِ وَالفَواطِمِ مُنتَمىً
يَزكو بِهِ الأَخوالُ وَالآباءُ
أَمُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ اِسمَع عِذرَةً
فيها دَواءٌ لِلمُسيءِ وَداءُ
ما لي إِذا ذُكِرَ الوَفاءُ رَأَيتُني
ما لي مَعَ النَفَرِ الكِرامِ وَفاءُ
يَضفو عَلَيَّ العَذلُ وَهوَ مُقارِبٌ
وَيَضيقُ عَنّي العُذرُ وَهوَ فَضاءُ
إِنّي هَجَرتُكَ إِذ هَجَرتُكَ وَحشَةً
لا العَودُ يُذهِبُها وَلا الإِبداءُ
أَحشَمتَني بِنَدى يَدَيكَ فَسَوَّدَت
ما بَينَنا تِلكَ اليَدُ البَيضاءُ
وَقَطَعتَني بِالجودِ حَتّى إِنَّني
مُتَخَوِّفٌ أَلّا يَكونَ لِقاءُ
صِلَةٌ غَدَت في الناسِ وَهيَ قَطيعَةٌ
عَجَباً وَبِرٌّ راحَ وَهوَ جَفاءُ
لَيُواصِلَنَّكَ رَكبُ شِعرٍ سائِرٍ
يَرويهِ فيكَ لِحُسنِهِ الأَعداءُ
حَتّى يَتِمَّ لَكَ الثَناءُ مُخَلَّداً
أَبَداً كَما تَمَّت لِيَ النَعماءُ
فَتَظَلُّ تَحسُدُكَ المُلوكُ الصيدُ بي
وَأَظَلُّ يَحسُدُني بِكَ الشُعَراءُ
البحتري
الحمدان
09-02-2024, 09:26 AM
يا أَخا الأَزدِ ما حَفِظتَ الإِخاءَ
لِمُحِبٍّ وَلا رَعَيتَ الوَفاءَ
عَذَلاً يَترُكُ الحَنينَ أَنيناً
في هَوىً يَترُكُ الدُموعَ دِماءَ
لا تَلُمني عَلى البُكاءِ فَإِنّي
نِضوُ شَجوٍ ما لُمتُ فيهِ البُكاءَ
كَيفَ أَغدو مِنَ الصَبابَةِ خِلواً
بَعدَ ما راحَتِ الدِيارُ خَلاءَ
غِبَّ عَيشٍ بِها غَريرٍ وَكانَ الـ
ـعَيشُ في عَهدِ تُبَّعٍ أَفياءَ
قِف بِها وَقفَةً تَرُدُّ عَلَيها
أَدمُعاً رَدَّها الجَوى أَنضاءَ
إِنَّ لِلبَينِ مِنَّةً ما تُؤَدّى
وَيَداً في تُماضِرٍ بَيضاءَ
حَجَبوها حَتّى بَدَت لِفِراقٍ
كانَ داءً لِعاشِقٍ وَدَواءَ
أَضحَكَ البَينُ يَومَ ذاكَ وَأَبكى
كُلَّ ذي صَبوَةٍ وَسَرَّ وَسا
البحتري
الحمدان
09-02-2024, 09:27 AM
وليلةِ مُشتاقٍ كأنَّ نجومَها
قد اغتَصَبَت عيني الكرى وَهني نُوَّمُ
كأنَّ عُيُونَ الساهرينَ لطُولها
إذا شَخَصَت للأنجمِ الزُهرِ أنجُمُ
كأنَّ سوادَ الليلِ والفَجرُ ضاحِكٌ
يلوحُ ويَخفَى أسوَدٌ يتبسَّمُ
القاضي
الحمدان
09-02-2024, 09:27 AM
حَورٌ بعينيه أطال تحَيُّري
ترك الدموع كخدِّه المتعصفرِ
غصن تأوَّد فوقَ دعصٍ من نقا
ليلٌ تَبلَّج عن نهار مسفرِ
كالشمس إلا انّه متنفسٌ
عن مسكة متبسم عن جوهر
وأطال من ليلي وقَصَّر ليله
أنِّي سهرتُ وأنه لم يسهر
القاضي
الحمدان
09-02-2024, 09:27 AM
قلتُ لأصحابي وقد مرَّ بي
مُنتَقِباً بعد الضِّيا بالظُلَم
باللَه يا أهل وِدادي قِفُوا
كي تُبصروا كيف تزولُ النِعَم
القاضي
الحمدان
09-02-2024, 09:27 AM
ثوى الفقهُ في قعر الثرى مذ ثوى بهِ
وغاصَت بحارُ الشعرِ وانقطع النظمُ
ولو أنّ هذا الموتَ خصمٌ مفوّةٌ
لأَفحمه من عزِّ ألفاظه خَصمُ
القاضي
الحمدان
09-02-2024, 09:28 AM
كتبتُ وليلي بالسُهاد نَهارُ
وصَدري لوُرّادِ الهمومِ صِدارُ
ولي أدمعٌ غُزرٌ تَفيضُ كأنَّها
سحائبُ فاضَت من يديكَ غِزارُ
وَلم أرَ مثلَ الدمعِ ماءً إذا جرى
تَلَهَّبُ منه في المدامعِ نارُ
رحلتُ وزادي لوعةٌ ومَطِيَّتي
جَوانحُ من حَرِّ الفراقِ حِرارُ
مَسيرٌ دَعاهُ الناسُ سَيراً تَوسُّعاً
ومعنى اسمِهِ إن حقَّقُوه إسارُ
اذا رُمتُ أن أنسى الأسى ذَكَّرَت بهِ
دِيارٌ لها بينَ الضلوعِ دِيار
لك الخيرُ عن غير اختياري تَرَحُّلي
وهل لي عن صَرفِ الزمانِ خِيار
وهذا كتابي والجفون كأنّما
تُحَكَّمُ في أَشفارِهنَّ شِفارُ
القاضي
الحمدان
09-02-2024, 09:28 AM
أتانا نبقك الحاكي
يواقيت ومرجانا
فكانَ الطعمُ فالوذاً
وكان الشمُّ ريحانا
القاضي
الحمدان
09-02-2024, 09:28 AM
فديتُ عينيك وإن كانتا
لم تُبقِيا من جَسَدي شَيّا
إِلّا خيالاً لو تأمَّلتَه
في الشمس لم تُبصر له فيّا
القاضي
الحمدان
09-02-2024, 09:28 AM
طرب الشقائقُ للحمام وقد شدا
شدو القيان فَشَقَّ فضلَ ردائهِ
فكأنّه الحبشيُّ يصبغ جسمه
فبنانه مخضوبة بدمائه
القاضي
الحمدان
09-02-2024, 09:29 AM
رياض من النارنج كالأمن والمنى
جمعن ومثل النوم بعد تسهُّدِ
فمن أخضرٍ غضّ النبات كأنّه
مشاربُ ماءٍ أو حقاق زبرجَدِ
ومن أصفرٍ كالصبّ يلقى الحبيب أو
كُراتٍ أديرت من خلاصة عسجد
ومن أحمرٍ كالارجوان إذا بدا
وكالراحِ صرفاً أو كخدٍّ مورّدِ
القاضي
الحمدان
09-02-2024, 09:29 AM
قلت يوماً لمن تمنطق بالزنّار
فوق المبيّضاتِ الرقاقِ
ما أرى انّ في الخلائق شبهاً
لكَ في حُسنِ صنعةِ الخلاقِ
لك مما فعلت من قدك الممشوق
غصناً يطيب عند العناقِ
فانثنى ضاحكاً وقال أما تَسمَعُ
ما قد يقول أهلُ العراقِ
كلّ ما لم تذقه من قصب السُكَّر
لم يَحلُ طعمُهُ في المذاق
القاضي
الحمدان
09-02-2024, 09:29 AM
قد عاد بدرُ الدجى إلى فلَكِهْ
يغسِلُ وجهَ الظلام عن حَلَكِهْ
سَرَى وأفراسُه مطالعُهُ
ونَقعهُنَّ المُثارُ من حُبُكِهْ
فاقتَنصَ المجدَ فوق عاتِقهِ
واستأسر المكرماتِ في شَرَكِهْ
أهدىَ به الفضلَ والسماحةَ والعزمَ
إمامُ الهدَى إلى مَلِكهْ
صردر
الحمدان
09-02-2024, 09:30 AM
ما يصنَعُ المستسِرُّ بالغابِ
صُنعَ ظِباءٍ وراءَ أطنابِ
جفونُ هذِى باللحظِ تُرسلُها
أقتلُ مِن ذا بالظُّفْرِ والنابِ
صردر
الحمدان
09-02-2024, 09:30 AM
ما يصنَعُ المستسِرُّ بالغابِ
صُنعَ ظِباءٍ وراءَ أطنابِ
جفونُ هذِى باللحظِ تُرسلُها
أقتلُ مِن ذا بالظُّفْرِ والنابِ
صردر
الحمدان
09-02-2024, 09:30 AM
ما ازددت من أدبي حرفاً أسر به
إلا تزيدت حرفاً تحته شوم
إن المقدم في حذق بصنعته
أني توجه فيه فهو محروم
الحمدوي
الحمدان
09-02-2024, 09:31 AM
وناطق بلسان لا ضمير له
كأنه فخذ نيطت إلى قدم
يبدي ضمير سواه في الحديث كما
يبدي ضمير سواه الخط بالقلم
الحمدوي
الحمدان
09-02-2024, 09:31 AM
لو وهبوه لسائل لأبي
وقال أخذي له من الغين
غنيت إذ طارت الرياح به
يا ريح ما تصنعين بالدمن
الحمدوي
الحمدان
09-02-2024, 09:31 AM
لم أنله فنلته بالأماني
في منامي سراً من الهجران
واصل الحلم بيننا بعد هجر
والتقينا ونحن مفترقان
وكان الأرواح خافت رقيباً
فطوت سرها عن الأبدان
منظر كان نزهة العين إلا
أنه ناظر بغير عيان
الحمدوي
الحمدان
09-02-2024, 09:32 AM
طرَّةُ مِسكٍ وشارِبٌ أخضَر
وثغرُ دُرٍّ ومُقلَتا جُؤذَر
رِيمٌ إِذا رُمتُ أن أكلِّمَهُ
كلَّمَني مِن جُفُونِهِ خِنجَر
وإن تَعوَّضتُ مِن عَوارِضِهِ
لَثماً تَجنَّى عليَّ واستَكبَر
كأنَّ خِيلانَه ووَجنَتَهُ
سَماءُ حُسنٍ نُجُومُها تَزهَر
سُبحانَ مَن صاغَهُ على قَدَرٍ
فذلكَ اللَّهُ خَيرُ مَن قَدَّر
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:32 AM
وأغنَّ أغيدَ ودُّهُ
مُستَأنِسٌ بي وَهو نافِر
إن قلتُ زُرني قالَ نَم
فَالطيفُ ليسَ يَزُورُ ساهِر
ويَقولُ لي فِيما يَقُولُ
نَعَم وما لِلقَولِ آخِر
حتَّى أشاوِرَ قلتُ
لكنّي هَويتُ ولم أشاوِر
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:32 AM
صَدَدتَ فَكُنتَ مَليحَ الصُّدُودِ
وأعرَضتَ أفدِيكَ مِن مُعرِضِ
وفي حالةِ السُّخطِ لا في الرِّضا
يَبينُ المحبُّ من المُبغِضِ
ومَن كانَ في سُخطِهِ مُحسِناً
فكيفَ يكونُ إذا ما رَضِي
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:32 AM
بَدرُ تَمٍّ يَثنِيهِ دِعصٌ وخُوطُ
عُذري في عِذارِهِ مَبسُوطُ
أيُّ دُرٍّ للثَّقبِ أيُّ كتابٍ
لَو تَأتَّت بِصَفحَتَيهِ الخُطُوطُ
وإِذا اغتَرَّ قُلتُ ظَبيٌ غَريرٌ
وإِذا افتَرَّ قلتُ دُرٌّ سقِيطُ
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:33 AM
سَقياً لمَوقِفِنا عشيَّةَ بالحِمى
نَشكو الغَرامَ ولَفظُنا الألحاظُ
وعَواذِلي لمَّا تَشابَهَ أمرُنا
هَجَعُوا أسَىً لكنًّهم أيقاظُ
فكأنَّنا المَعنَى المُرادُ لَطافَةً
وكأنَّهم في صَمتِنا الأَلفاظُ
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:33 AM
يَستَوجِبُ العَفوَ الفَتى إذا اعتَرف
وتابَ ممَّا قَد جَناهُ واقتَرَف
لقَولِهِ قُل لِلَّذينَ كفَرُوا
إن يَنتَهوا يُغفَر لهم ما قَد سَلَف
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:33 AM
وشادِنٍ غَصَّني بريقي
قَهقَهَ لمَّا رَأى شَهِيقي
أرادَ في ضِحكِهِ يُريني
مَنابِتَ الدُّرِّ في العَقِيقِ
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:33 AM
يا ذا الَّذي في خَدِّه
جَيشانِ مِن زِنجٍ ورُومِ
هَذا يُغيرُ عَلى القُلُوبِ
وذا يُغيرُ على الجُسومِ
إنِّي وَقَفتُ مِن الهَوى
في مَوقِفٍ ضَنكٍ عَظِيمِ
كوقُوفِ عاِرضِكَ الَّذي
قَد حارَ في ماءِ النَّعِيمِ
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:34 AM
ومِن بَني القُوّادِ مَن يغنِه
عَن سَيفِه سُيُوفُ أجفانِهِ
سُلطانُ عَينَيهِ لَه سَطوَةٌ
أشَدُّ مِن سَطوَةِ سُلطانِهِ
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:34 AM
هَوايَ الَّذي أبدي واضمُره يَحيى
وسُؤليَ في دارِ الخلودِ وفي الدُّنيا
وعَيني الَّتي أرعَى بِها مَن يَودُّني
وكفِّي الَّتي أَرمي الأَعادي بِها رَميا
أأصبر عن يَحيَى وأطوي وِصالَهُ
إذاً فَطَواني عَنه صَرفُ الرَّدى طَيَّا
كتَمتُ الهَوى جَهدي ونَفَّيتُ طاقَتي
وقد زادَ حَقٌّ ما أُطيقُ له نَفيا
يوَدُّ أُناسٌ لَو عَمِيتُ عن الصِّبا
إذاً فأراني اللَّهُ أعينَهم عُميا
فَما بالُهم لا قدَّسَ اللَّهُ بالَهُم
ولا حاطَ مَيتاً منهُمُ لا وَلا حَيَّا
يَلُومونَ في يَحيى ولو أنَّ لائِماً
رَأى وجهَهُ لاستَقبَح اللَّومَ واستَحيا
فيا مُنيَتي كم فيكَ عاصَيتُ عاذِلاً
أرَى غيِّهم رُشداً ورُشدهُم غَيَّا
وكَم جاءَني ما قالَهُ فيكَ كاشِحٌ
فزِدتُكَ حُبّاً كلَّما زادَني نَعيا
أأَسمَعُ فيكَ العَذلَ ممَّن يَلومُني
فَلا سَمِعَت أُذني إذاً بَعدهُم شَيَّا
فَما أحسَنَ الدُّنيا إِذا كُنتَ جانِبي
وإِن غِبتَ عَن عَيني فَما أقبح الدُّنيا
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:34 AM
نَظرَ الغَرامُ إلَيهِ مِن نَظَراتِه
فلمَن يلومُ وداؤهُ من ذاتِهِ
ولَقد غَدا يلتذُّ أيامَ الهَوى
جَهلاً بأنَّ المَوتَ مِن لذَّاتِهِ
لَم يَدرِ ما لاقَى فلو وَصَفوا له
ماذا يُلاقي ماتَ عِند صِفاتِهِ
إن عَبَّرَت أجفانُه عن سرِّهِ
فَعَنا بها ما انهَلَّ من عَبَراتِهِ
عُدم الصَّديقُ وهَل صَدِيق عندكَم
لفتىً يكونُ الدَّهرُ بَعضَ عداتِهِ
وسَطا الزَّمانُ علَيه لا جَهلاً بهِ
لكن سَطا إذ خافَ من سَطَواتِهِ
للدَّهرِ آفاتٌ تَردُّ صُرُوفَهُ
وَبقاؤهُ في الدَّهرِ من آفاتِهِ
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:34 AM
رأيتُكَ فتَّاكاً على الرُّوم والزِّنجِ
بغَيرِ سِلاحٍ بَل بأنيابِكَ الفُلجِ
فقلتُ لربِّ الكَرمِ سَل فارِسَ الوَغَى
أماناً وإلا ألحقَ الكرمَ بالمَرجِ
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:35 AM
لقلعُ ضرسٍ ومَضغُ كِلسِ
وردُّ أمسٍ ويومُ نَحسِ
ولذعُ نارٍ وحملُ عارٍ
وبَيعُ جارٍ برُبعِ فلسِ
ومَضغُ صَخرٍ وسَفُّ بعرٍ
وجُوعُ دَهرٍ وألفُ قَلسِ
وقَودُ قِردٍ ونسجُ بُردٍ
ودَبغُ جِلدٍ بغَيرِ شَمسِ
وقتلُ إلفٍ وأكلُ كفٍّ
وَضيقُ خُفٍّ ونَزعُ نَفسِ
وَقَتلُ عَمٍّ وَشُربُ سَمٍّ
وَطولُ غَمٍّ وَضَنكُ حَبسِ
وقتلُ خالٍ وعُدمُ مالٍ
وسُوءُ خالٍ وطُول عكسِ
وسُوءُ بَختٍ وأكلُ قَتٍّ
وطُولُ هَرتٍ وبَيعُ بَخسِ
وَطولُ يَأسٍ وعُدمُ كأسٍ
وقَطعُ رأسٍ ومَوتُ حِسِّ
وطولُ طَيشٍ ولبسُ خَيشٍ
وضيقُ عيشٍ وصَوتُ جَرسِ
وعُدمُ نَفعٍ وكسرُ ضَلعٍ
وطولُ صَفعٍ وطولُ حَبسِ
أهوَنُ مِن وَقفةٍ بِبابٍ
تَلقاكَ حُجّابُه بعَبسِ
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:35 AM
وصَفَ البدرُ حُسنَ وَجهكَ حتَّى
خِلتُ أنِّي وما أراكَ أراكا
وإِذا ما تَنَفَّسَ النَرجِسُ الغَضُّ
تَوَهَّمتُه نسِيمَ شَذاكا
خُدَعٌ لِلمُنَى تُعلِّلُني مِنكَ
بإشراقِ ذا وبَهجَةِ ذاكا
لأقيمنَّ ما حَيِيتُ على الشُّكرِ
لِهذا وذاكَ إذ حَكياكا
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:36 AM
وقالوا تَولَّى حينَ قابَلَه الغِنَى
وأصبحَ تُبدِيه اللَّيالي فَيَختَفي
فقُلتُ حِمامي المالُ عِلمي بأنَّني
أخلِّفُ مالي أو فَمالي لمُخلِفِ
وصَفَ البدرُ حُسنَ وَجهكَ حتَّى
خِلتُ أنِّي وما أراكَ أراكا
وإِذا ما تَنَفَّسَ النَرجِسُ الغَضُّ
تَوَهَّمتُه نسِيمَ شَذاكا
خُدَعٌ لِلمُنَى تُعلِّلُني مِنكَ
بإشراقِ ذا وبَهجَةِ ذاكا
لأقيمنَّ ما حَيِيتُ على الشُّكرِ
لِهذا وذاكَ إذ حَكياكا
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:37 AM
ويَعجنُ للعِيدِ في مُسعُطٍ
دَقيقَ الشَّعيرِ ولا يَنخلُ
وأنظفُ من وَجهِهِ صَحنُه
وأطهرُ مِن خَلقِه المِرجَلُ
ويُنبتُ في أرضِ تَنُّورِه
حَشِيشاً لِبرذَونِه يَقصِلُ
ويَستقبلُ الضَّيفَ من فَرسَخٍ
أيا ضيفُ قُل لي مَتى تَرحَلُ
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:37 AM
لَحا اللَّهُ الذي استَرعاك سِرّاً
لِتَكتمهُ وفَضَّ اللَّهُ فاهُ
فإنَّكَ بالذي استُكتِمتَ فيه
أنَمُّ مِن الزُّجاجِ لِما حَواهُ
الصوري
الحمدان
09-02-2024, 09:37 AM
أَعَثَمَةُ اِطلِقي العَلَقَ الرَهينا
بِعَيشِكِ وَاِرحَمي الصَبَّ الحَزينا
رَبيعَةُ مُغرمٌ بِكِ مُستَهامٌ
يَحِنُّ إِلَيكِ مِن شَوقٍ حنينا
تَعَرَّضَ زائِراً لَكِ فَاِرحَميهِ
فَقَد أَورَثتِ زائِرَكِ الجُنونا
رَآكِ وَأَنتِ مُقبِلَة فَلَمّا
رَأَتكِ العَينُ هِجتِ لَنا فُتونا
وَقُمتِ تَأَوَّدينَ وَعَهدُ عَيني
بِحُسنِكِ في الحُزونِ تَأَوَّدينا
فَلَمّا أَن رَآكِ الناسُ قالوا
تَعالى اللَهُ رَبُّ العالَمينا
بَدَت مِنكِ الرَوادِفُ مُشرِفاتٍ
رَوادِفُ لَم تَدَع لِلناسِ دينا
وَقَد أَعطاكِ رَبُّكِ فَاِكُريهِ
جَمالاً فَوقَ وَصفِ الواصِفينا
فَما الشَمسُ المُضيئَةُ يَومَ دَجنٍ
بِأَحسَنِ مِنكِ يَومَ تَبذُلينا
إِذا أَقبَلتِ رُعتِ الناسَ حُسناً
وَإِن أَدبَرتِ قَيَّدتِ العُيونا
فَلَو أَنَّ المُلوكَ رَأَوكِ يَوماً
لَخَرّوا مِن جَمالِكِ ساجِدينا
وَلَو أَنَّ النِساءَ مَلَكنَ أَمراً
لَكُنتِ إِذَن أَميرَ المُؤمِنينا
لَقَد أُعطيتِ أَردافاً ثِقالاً
وَقَد حُمِّلتِ مالاً تَحمِلينا
إِذا رُمتِ القِيامَ تَخالُ دِعصاً
يُمانِعُكِ القِيامَ فَتَقعُدينا
إِذا صَلَّيتِ ثُمَّ سَجَدتِ قُلنا
أَلا يا لَيتَها سَجَدَت سِنينا
الرقي
الحمدان
09-02-2024, 09:38 AM
أَلَيسَ الزَمانُ كَما قَد عَلِمتَ
فَما لَكَ تَجزَعُ مِن صَرفِهِ
وَعِندَكَ عِلمٌ بِهِ ثاقِبٌ
وَعَينٌ تَدُلُّ عَى وَصفِهِ
وَأَيّامُهُ دولٌ وَالنُفوسُ
رُهونُ الحوادِثِ مِن حَتفِهِ
فَأَينَ المُعافى مِنَ النائِباتِ
وَمَن صاحَبَ الدَهرَ لَم يُعفِهِ
وَمَن صاحَبَ الدَهرَ لاقى الَّذي
يَخافُ عَلى الرَغمِ مِن أَنفِهِ
فَكُن حازِمَ الرَأيِ وَاِصبِر لَهُ
فَلِلحُرِّ صَبرٌ عَلى ضَعفِهِ
وَلا تَسأَلِ الناسَ ما يَملِكونَ
وَلَكِن سَلِ اللَهَ وَاِستَكفِهِ
وَلا تَخضَعَنَّ إِلى سِفلَةٍ
وَإِن كانَتِ الأَرضُ في كَفِّهِ
فَإِنَّ اللَئيمَ وَإِن خِلتَهُ
كَريماً يَذودُكَ عَن عُرفِهِ
وَيَرجِعُ مَحصولُ أَخلاقِهِ
إِلى أَصلِهِ وَإِلى صِنفِهِ
وَكُلُّ صقيِلٍ وَذي ثَروَةٍ
فَإِنَّ المَنِيَّةَ مِن خَلفِهِ
الرقي
الحمدان
09-02-2024, 09:38 AM
ترى الرجل النحيف فتزدريه
وفي أثوابه أسد هصور
فما عظم الرجال لهم بفخر
ولكن فخرهم كرمٌ وخير
الرقي
الحمدان
09-02-2024, 09:38 AM
إذا المرء لم يطلب معاشاً لنفسه
شاكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا
وصار إلى الأدنين كلاً وأوشكت
حبال ذوي القربى بأن تتبترا
فسر في بلادي الله والتمس الغنى
تعيش ذا يسارٍ أو تموت فتعذرا
وما طالب الحاجات في كل وجهة
من الناس إلا من أجد وشمرا
ولا ترض من عيش بدون ولا تنم
وكيف ينام الليل من كان مقترا
الرقي
الحمدان
09-02-2024, 09:39 AM
عشقت من لا ألام فيه ولا
يخلو من اللوم كل من عشقا
رأي الورى في سواه مختلف
وأنت تلقاه فيه متفقا
فكل قلب إليه منصرف
كأنه من جميعها خلقا
السري
الحمدان
09-02-2024, 09:39 AM
لامت قبلك يا أخي لا باخلا
بالنفس عنك ولا تمت قبلي
وبقيت لي وبقيت فيك ممتعا
بالبر والنعماء والفضل
حتى إذا قصد الحمام لنا
من بعد عمر وارد الحبل
متنا جميعا لا يؤخر واحد
عن واحد لمرارة الثكل
وكفاك من نفسي شهيد ناطق
يا صاح إنك عندها مثلي
السري
الحمدان
09-02-2024, 09:39 AM
ألا إن خير الناس حيا وميتا
أسير ثقيف عندهم في السلاس
السري
الحمدان
09-02-2024, 09:39 AM
إني رأيتك جالسا في مجلس
قعد الملوك به لديك وقاموا
فكأنك الدهر المحيط عليهم
وكأنهم من حولك الأيام
السري
الحمدان
09-02-2024, 09:40 AM
لا تصغ للوم إن اللوم تضليل
واشرب ففي الشرب للأحزان تحويل
فقد مضى القيظ واحتثت رواحله
وطابت الراح لما آل أيلول
وليس في الأرض نبت يشتكي رمداً
إلا وناظره بالطل مكحول
الواساني
الحمدان
09-02-2024, 09:40 AM
ولما نضا وجه الربيع نقابه
وفاحت بأطراف الرياض النسائم
فطارت عقول الطير لما رأينه
وقد بهتت من بينهن الحمائم
وهمن جنوناً بالرياض وحسنها
صدحن وفي أعناقهن التمائم
الواساني
الحمدان
09-02-2024, 09:40 AM
أنلني بالذي استقرضت خطاً
وأشهد معشراً قد شاهدوه
فإن الله خلاق البرايا
عنت لجلال هيبته الوجوه
يقول إذا تداينتم بدينٍ
إلى أجلٍ مسمى فاكتبوه
الواساني
الحمدان
09-02-2024, 09:40 AM
إذا دنت السحب الثقال وحثها
من الرعد حادٍ ليس يبصر أكمه
أحاديثه مستهولات وصوته
إذا انخفضت أصواتهن مقهقه
إذا صاح في آثارهن حسبته
يجاوبه من خلفه صاحب له
الواساني
الحمدان
09-02-2024, 09:41 AM
حزنت لما اتاها أنني
في ليالي صوفرٍ ضيعت مالي
فقضت ليلتها ساهرةً
تسأل الرحمان ان يصلح حالي
وتلاقينا على موعدنا
كخيالٍ في الدجى إلف خيال
وتشاكينا فلما سمعت
ان لليأس ملماتٍ ببالي
نزعت من جيدها العقد وقالت
خذ وبعه غالياً أو غير غال
وجرى الدمع على حباته
كاللآلي ذوبت فوق اللآلي
ويح صدري كم تلقى في الهوى
من نصالٍ وقعت فوق نصالِ
يا ثريا جنبي عقدك عني
إن ذلي في الهوى اعصى مالِ
يا ثريا كلما كنت معي
فأنا في الناس من أغنى الرجال
ارجعي العقد إلى الجيد فعيني
لا تحب الجيد إلا وهو حالِ
ان ترومي عزلتي عن صوفرٍ
فاجعلي موعدنا كل الليالي
الواساني
الحمدان
09-02-2024, 09:41 AM
قُلتُ لِرِجلي وَهيَ عَرجاءُ الخُطى
تَشكو إِلَيَّ وَجَعاً مِنَ النَسا
أَو مِن أَذى الريحِ فَفي الريحِ الأَذى
موتي وَهَيهاتِكَ مِن أَخذِ العَصا
لا تَطمَعَنَّ في الَّذي لا يُشتَهى
وَفي تَرَجّيكِ الَّذي لا يُرتَجى
أَتَفضَحيني بَينَ حورٍ كَالمَها
أَوانِسٍ مِثلِ تَصاويرِ الدُمى
كَم بَينَ قَولِ الغانِياتِ يا فَتى
وَقَولِهِنَّ شابَ هَذا وَاِنحَنى
وَقَد نَظَرنَ اليَومَ مِن قُبحِ الجَلا
جَبينَ وَجهٍ وَجَبيناً في القَفا
أُسِرُّهُ مِنهُنَّ كَيما لا يُرى
وَلَو بَدا رَمَينَ رَأَسي بِالحَصى
البهدلي
الحمدان
09-02-2024, 09:41 AM
قُل لِلَيّالي ما أَرَدتِ فَاِصنَعي
إِنَّ الَّذي أَبلَيتِهِ لَن يَرجِعِ
مِنَ الشَبابِ فَأَجِدّي أَو دَعي
وَأَنتِ قَد أَودَعتِ شَرَّ مودَعِ
تَقَرُّحٌ في بَدَني وَأَضلُعي
وَضَعفُ صُلبي وَاِشتِكاءُ أَخدَعي
بِوَجَعٍ نَظيرُهُ لَم أَيجَعِ
ما فِيَّ يا عاذِلُ مِن مُستَمتَعِ
أَنَحَلَني كَرُّ اللَيالي الرُجَّعِ
تِسعينَ قَد وَصَلتُها بِأَربَعِ
وَيحَكِ كُفّي عَن مَلامي وَاِربَعي
وَحَقَّ ما أُلقي إِلَيكَ فَاِسمَعي
إِنّي لَو عُمِّرتُ عُمرَ الأَصمَعِيِّ
وَعُمرَ لُقمانَ وَعُمرَ تُبَّعِ
وَنِسرِ لُقمانَ الهِجَفِّ الأَقرَعِ
ما كانَ بُدٌّ مِن تَبَوّي مَضجَعي
في عَرضِ شِبرَينِ وَخَمسِ أَذرُعِ
في مَضجَعٍ ساكِنهُ لَم يَهجَعِ
البهدلي
الحمدان
09-02-2024, 09:42 AM
كنتُ غُصناً بينَ الرياضِ رطيبا
مائِسَ العِطفِ من غِناء الحَمَامِ
صِرتُ أحكي عِداك في الذل إذ صرتُ
برغمِي أداسُ بالأقدام
ابن هانئ
الحمدان
09-02-2024, 09:42 AM
عاطيتُهُ كأساً كأنَّ شُعَاعَهَا
شمسُ النهارِ يُضيئهُ إشراقُهَا
انظر إليهِ كأنَّهُ مُتنصّلٌ
بجفونهِ ممّا جنت أحداقُهَا
وكأنَّ صفحةَ خدّهِ وعِذارَهُ
تُفَّاحَةً حُفَّت بِهَا أوراقُهَا
ابن هانئ
الحمدان
09-02-2024, 09:42 AM
حلفَ الزمانُ ليأتينَّ بمثلِه
حَنَثت يمينُكَ يا زمانُ فكفِّرِ
ابن هانئ
الحمدان
09-02-2024, 09:43 AM
لا تلمني عاذلي حينَ ترى
وجهَ من أهوى فلومي مُستحيل
لو رأى وجهَ حبيبي عاذلي
لتفارقنا على وجهٍ جميل
ابن هانئ
الحمدان
09-02-2024, 09:43 AM
وقد كان لي منه شفيع مشفع
به يمحق الله الذنوب ويغفر
فهل يقبل الصوم الذي أنا صائم
لبعدي عنه أو أثاب فأوجر
لقد ود هذا الشهر أن دام سرمدا
عليك دراكا يتبع العصر أعصر
كما ود هذا الشهر لو لم يفز به
سواك حنيف في العباد مطهر
وجددته وهو الجديد بقاؤه
وواصلت منه كل ما كنت تهجر
وانك لو لم تعتد لبنائه
بنته الليالي والقضاء المقدر
لئن كان اكبارا يعظم شأنه
فكل عظيم عند قدرك يصغر
فما للعلى من خلفه متقدم
وما للعلى من بعده متأخر
كأن الكحيل الجون والروض وقد
مجامره مسك عليها وعنبر
وأكثر من ألبانها من يخصها
اذا جاءها عاف من الناس مقتر
يفرقها في الجود ألفا لواحد
ورعيانها فيها وما ينتظر
وما مثلها مما تعاظم في الندى
ولا غيرها مما يقل ويكثر
فيا مالكا لم يعلم الناس كنهه
وفي خلقه علم عليه مستر
ويا شرفا لا يستخص قبيله
ويا مثلا في الغابرين يسير
أرى الناس أفواجا أليك كأنما
من الزاب بعث أو من الزاب محشر
لأنت لمن قد مزق الدهر شمله
ومعشره بالبين أهل ومعشر
وما للندى والبذل تمدح انما
مدحناك للحق الذي ليس ينكر
ابن هانئ
الحمدان
09-02-2024, 09:43 AM
قد قال صبياني وهم تسعة
عاشر صبياني صغير فطيم
من شهوة البسر وافلاسهم
ما فعلت نخلة عبدالرحيم
يا ليتها ان هو لم يهدما
عوّدناه اصبحت كالصريم
ابو نخيله
الحمدان
09-02-2024, 09:43 AM
لم أر غيري حسنا
منذ دخلت اليمنا
كيف تكون بلدة
أحسن من فيها أنا
ابو نخيله
الحمدان
09-02-2024, 09:44 AM
مازال عودي في ثرىً ثريِّ
بعدك من ذاك الندى الوسميِّ
حتى اذا ما همّ بالذوى
جئتك واحتجتُ إلى الوليِّ
ليس غنى عنك بالغنيِّ
ابو نخيله
الحمدان
09-02-2024, 09:44 AM
هاجك من اروى بمنهاص الفكك
همّ اذا لم يعده هم فتك
وقد ارتنا حسنها ذات المسك
شاذحة الغرة زهرى الضحك
اريت ان لم يحب حبو المعتبك
انت باذن اللَه ان لم يترك
مفتاح حاجات الحبا هن فلك
الذخر فيها عندنا والاجر لك
ابو نخيله
الحمدان
09-02-2024, 09:44 AM
اِذا ما أَهَنت النَفسَ لَم تَلقَ مُكرماً
لَها بَعد اِذ عَرضتها لهوان
اِذا ما لَقيتُ الناسَ بِالجَهلِ وَالخَنا
فَأَيقَن بِذل من يَد وَلِسان
لَعمرك ما أَدى امرؤ حق صاحِب
اِذا كانَ لا يَرعاهُ في الحَدَثان
وَلا أَدرك الحاجاتِ مِثلُ مثابِر
وَلا عاف عَنها النَجح مِثل ثَوان
بن عبدالقدوس
الحمدان
09-02-2024, 09:45 AM
اِذا كُنت في حاجَة مرسِلا
فَاِرسِل حَكيماً وَلا توصِه
وَإِن بابَ امر عَلَيكَ التَقوى
فَشاوِر لَبيباً وَلا تَعصه
وَإِن ناصِح مِنكَ يَوماً دَنا
فَلا تَنَأ عَنهُوَلا تَقصه
وَذو الحَقِّ لا تَنقصن حقَّهُ
فَإِن القَطيعَة في نُقصِهِ
وَلا تَدكر الدَهر في مَجلِس
حَديثاً اِذا اِنتَ لَم تَحصه
وَنص الحَديثِ الى أَهلِهِ
فَإِنَّ الأَمانَةَ في نَصه
فَكَم مِن فَتى عازِب لبه
وَقَد تَعجب العَين من شَخصِه
وَآخر تَحسَبه أَنوكاً
وَيَأتيكَ بِالأَمرِ من نَصه
بن عبدالقدوس
الحمدان
09-02-2024, 09:45 AM
تاهَ عَلى إِخوانِهِ كلهم
فَصارَ لا يَطرف من كبره
أَعادَهُ اللَهُ إِلى حالَه
فَإِنَّهُ يحسن في فقرِه
بن عبدالقدوس
الحمدان
09-02-2024, 09:45 AM
بَلَوت أَمور الناسِ سبعينَ حجة
وَخَربت صرف الدَهرِ في العُسرِ وَاليُسرِ
فَلَم أَر بَعدَ الدينِ خَيراً مِنَ الغِنى
وَلم أَر بَعدَ الكُفرِ شراً مِنَ الفَقرِ
بن عبدالقدوس
الحمدان
09-02-2024, 09:45 AM
إِنَّ النُفوسَ عَلى البَقاءِ حَريصَة
وَلها وَإِن كَرهته يَوم طالِح
وَالدَهر يُضحك بَالفَتى مُستَهزِئاً
وَلَهُ خِلال الضِحك وَجه كالِح
بن عبدالقدوس
الحمدان
09-02-2024, 09:46 AM
أَصدَدن بَعد تَألف الشَمل
وَقَطَعن مِنكَ حَبائِل الوَصلِ
هَيف الحضور قَواصِد النُبل
قَلن لنا بِنَواظِر نَجل
كَحل الجَمال جفون أَعيُنِها
فَغَنَينَ مِن كَحلِ بِلا كَحل
في كُل نَظرَةٍ ناظِر عَرَضت
مِنهُنَّ قَتلَة ضائِع العَقل
مِن كُل قاعِدَة عَلى دمث
رابى المَجس كَلابد الرمل
قَعَدت بِه أَردافُها وَهفت
مِنها الخصور بِفاحم جثل
فَكَأَنَّهُن اِذا أَرَدن خَطاً
يُقلِعنَ أَرجُلُهن من وَحل
بن عبدالقدوس
الحمدان
09-02-2024, 09:46 AM
إِن خَليلي واحد وَجهه
وَلَيسَ ذو الوَجهَينِ لي بِالخَليل
بن عبدالقدوس
الحمدان
09-02-2024, 09:46 AM
من يُخبِرُك بِشَتمِ عَن أَخ
فَهوَ الشاتِم لا من شَتَمَك
ذاكَ شَيءٌ لم يُواجِهك بِهِ
إِنَّما اللَومُ عَلى مَن أَعلَمَك
إِن ذا اللُؤمِ اِذا أَكرَمتَهُ
حَسب الإِكرامِ حقاً لزمك
كَيفَ لَم يَنصُركَ إِن كانَ أَخاً
ذا حِفاظ عِندَ من ظَلَمَك
فَأَهنهُ إِنَّهُ من لُؤمِهِ
إِن تَرده بِهوانِ أَكرَمَك
بن عبدالقدوس
الحمدان
09-02-2024, 09:47 AM
فَأَكثَر مِن تَلقى يسرك قَولَه
وَلكِن قَليل من يسرك فعله
وَقد كانَ حُسن الظَنِّ بَعضُ مَذاهِبي
فَأَدبني هذا الزَمانُ وَأَهلُهُ
بن عبدالقدوس
الحمدان
09-02-2024, 09:47 AM
يا مَن يُسَرُّ بِنَفسِهِ وَشَبابِهِ
أَنّى سُرِرتَ وَأَنتَ في خُلَسِ الرَدى
أَهلَ القُبورِ لا تَواصُلَ بَينَكُم
مَن ماتَ أَصبَحَ هَبلُهُ رَثَّ القُوى
يا مَن أَقامَ وَقَد مَضى إِخوانُهُ
ما أَنتَ إِلّا واحِدٌ مِمَّن مَضى
أَنَسيتَ أَن تُدعى وَأَنتَ مُحَشرِج
ما إِن تَفيقُ وَلا تُجيبُ لِمَن دَعا
أَمّا خُطاكَ إِلى العَمى فَسَريعَةٌ
وَإِلى الهُدى فَأَراكَ مُنقَبِضَ الخُطا
ابو العتاهية
الحمدان
09-02-2024, 09:47 AM
مَنَ اَحَسَّ لي أَهلَ القُبورِ وَمَن رَأى
مَنَ اَحَسُّهُم لي بَينَ أَطباقِ الثَرى
مَنَ اَحَسَّ لي مَن كُنتُ آلَفُهُ وَيَأ
لَفُني فَقَد أَنكَرتُ بُعدَ المُلتَقى
مَنَ اَحَسَّهُ لي إِذ يُعالِجُ غُصَّةً
مُتَشاغِلاً بِعِلاجِها عَمَّن دَعا
مَنَ اَحَسَّهُ لي فَوقَ ظَهرِ سَريرِهِ
يَمشي بِهِ نَفَرٌ إِلى بَيتِ البِلى
يا أَيُّها الحَيُّ الَّذي هُوَ مَيِّتٌ
أَفنَيتُ عُمرَكَ بِالتَعَلُّلِ وَالمُنى
أَمّا المَشيبُ فَقَد كَساكَ رِداؤُهُ
وَاِبتَزَّ عَن كَفَّيكَ أَثوابَ الصِبا
وَلَقَد مَضى القَرنُ الَّذينَ عَهَدتَهُم
لِسَبيلِهِم وَلَتَلحَقَنَّ بِمَن مَضى
وَلَقَلَّ ما تَبقى فَكُن مُتَوَقَّعاً
وَلَقَلَّ ما يَصِفو سُرورُكَ إِن صَفا
وَهِيَ السَبيلُ فَخُذ لِذَلِكَ عُدَّةً
فَكَأَنَّ يَومَكَ عَن قَريبٍ قَد أَتى
إِنَّ الغِنى لَهُوَ القُنوعُ بِعَينِهِ
ما أَبعَدَ الطِبعَ الحَريصَ مِنَ الغِنى
لا يَشغَلَنَّكَ لَو وَلَيتَ عَنِ الَّذي
أَصبَحتَ فيهِ وَلا لَعَلَّ وَلا عَسى
خالِف هَواكَ إِذا دَعاكَ لِرَيبَةٍ
فَلَرُبَّ خَيرٍ في مُخالَفَةِ الهَوى
عَلَمُ المَحَجَّةِ بَيِّنٌ لِمُريدِهِ
وَأَرى القُلوبَ عَنِ المَحَجَّةِ في عَمى
وَلَقَد عَجِبتُ لِهالِكٍ وَنجاتُهُ
مَوجودَةٌ وَلَقَد عَجِبتُ لِمَن نَجا
وَعَجِبتُ إِذ نَسي الحِمامَ وَلَيسَ مِن
دونِ الحِمامِ وَإِن تَأَخَّرَ مُنتَهى
ساعاتُ لَيلِكَ وَالنَهارِ كِلَيهِما
رُسُلٌ إِلَيكَ وَهُنَّ يُسرِعنَ الخُطا
وَلَئِن نَجَوتَ فَإِنَّما هِيَ رَحمَةُ الـمَلِكِ
الرَحيمِ وَإِن هَلَكتَ فَبِالجَزا
يا ساكِنَ الدُنيا أَمِنتَ زَوالَها
وَلَقَد تَرى الأَيّامَ دائِرَةَ الرَحى
وَلَكُم أَبادَ الدَهرُ مِن مُتَحَصِّنٍ
في رَأسِ أَرعَنَ شاهِقٍ صَعبِ الذُرى
أَينَ الأُلى بَنوا الحُصونَ وَجَنَّدوا
فيها الجُنودَ تَعَزُّزاً أَينَ الأُلى
أَينَ الحُماةُ الصابِرونَ حَمِيَّةً
يَومَ الهِياجِ لِحَرِّ مُجتَلَبِ القَنا
وَذَوُو المَنابِرِ وَالعَساكِرِ وَالدَسا
كِرِ وَالمَحاصِرِ وَالمَدائِنِ وَالقُرى
وَذَوُو المَواكِبِ وَالمَراكِبِ وَالكَتا
أَئبِ وَالنَجائِبِ وَالمَراتِبِ في العُلى
أَفناهُمُ مَلِكُ المُلوكِ فَأَصبَحوا
ما مِنهُمُ أَحَدٌ يُحَسُّ وَلا يُرى
وَهُوَ الخَفِيُّ الظاهِرُ المَلِكُ الَّذي
هُوَ لَم يَزَل مَلِكاً عَلى العَرشِ اِستَوى
وَهُوَ المُقَدِّرُ وَالمُدَبِّرُ خَلقَهُ
وَهُوَ الَّذي في المُلكِ لَيسَ لَهُ سِوى
وَهُوَ الَّذي يَقضي بِما هُوَ أَهلُهُ
فينا وَلا يُقضى عَلَيهِ إِذا قَضى
وَهُوَ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّداً
صَلّى الإِلَهُ عَلى النَبِيِّ المُصطَفى
وَهُوَ الَّذي أَنجى وَأَنقَذَنا بِهِ
بَعدَ الصَلالِ مِنَ الضَلالِ إِلى الهُدى
حَتّى مَتى لا تَرعَوي يا صاحِبي
حَتّى مَتى حَتّى مَتى وَإِلى مَتى
وَاللَيلُ يَذهَبُ وَالنَهارُ وَفيهِما
عِبَرٌ تَمُرُّ وَفِكرَةٌ لِأُلي النُهى
حَتّى مَتى تَبغي عِمارَةَ مَنزِلٍ
لا تَأمَنُ الرَوعاتِ فيهِ وَلا الأَذى
يا مَعشَرَ الأَمواتِ يا ضيفانَ تُربِ
الأَرضِ كَيفَ وَجَدتُمُ طَعمَ الثَرى
أَهلَ القُبورِ مَحا التُرابُ وُجوهَكُم
أَهلَ القُبورِ تَغَيَّرَت تِلكَ الحُلى
أَهلَ القُبورِ كَفى بِنَأيِ دِيارَكُم
إِنَّ الدِيارَ بِكُم لَشاحِطَةُ النَوى
أَهلَ القُبورِ لا تَواصُلَ بَينَكُم
مَن ماتَ أَصبَحَ حَبلُهُ رَثَّ القِوى
كَم مِن أَخٍ لي قَد وَقَفتُ بِقَبرِهِ
فَدَعَوتُهُ لِلَّهِ دَرُّكَ مِن فَتى
أَأُخَيَّ لَم يَقِكَ المَنِيَّةَ إِذ أَتَت
ما كانَ أَطعَمَكَ الطَبيبُ وَما سَقى
أَأُخَيَّ لَم تُغنِ التَمائِمُ عَنكَ ما
قَد كُنتُ أَحذَرُهُ عَلَيكَ وَلا الرُقى
أَأُخَيَّ كَيفَ وَجَدتَ مَسَّ خُشونَةِ المَأوى
وَكَيفَ وَجَدتَ ضيقَ المُتَّكا
قَد كُنتُ أَفرَقُ مِن فِراقِكَ سالِماً
فَأَجَلُّ مِنهُ فِراقُ دائِرَةِ الرَدى
فَاليَومَ حَقَّ لي التَوَهُّعُ إِذ جَرى
قَدَرُ الإِلَهِ عَلَيَّ فيكَ بِما جَرى
تَبكيكَ عَيني ثُمَّ قَلبي حَسرَةً
وَتَقَطُّعاً مِنهُ عَلَيكَ إِذا بَكى
وَإِذا ذَكَرتُكَ يا أُخَيَّ تَقَطَّعَت
كَبِدي فَأُقلِقتُ الجَوانِحُ وَالحَشا
ابو العتاهية
الحمدان
09-02-2024, 09:47 AM
الحَمدُ لِلَّهِ عَلى ما نَرى
كُلُّ مَنِ احتيجَ إِلَيهِ زَها
يا أَيُّها المُبتَكِرُ الرائِحُ الـمُشتَغِلُ
القَلبِ الطَويلُ العَنا
نِعمَ الفِراشُ الأَرضُ فَاقنَع بِهِ
وَكُن عَنِ الشَرِّ قَصيرَ الخُطا
ما أَكرَمَ الصَبرَ وَما أَحسَنَ الصِدقَ
وَما أَزيَنَهُ بِالفَتى
الخُرقُ شُؤمٌ وَالتُقى جُنَّةٌ
وَالرِفقُ يُمنٌ وَالقُنوعُ الغِنى
نافِس إِذا نافَستَ في حِكمَةٍ
آخِ إِذا آخَيتَ أَهلُ التُقى
ما خَيرُ مَن لايُرتَجى نَفعُهُ
يَوماً وَلا يُؤمَنُ مِنهُ الأَذى
وَاللَهُ لِلناسِ بِأَعمالِهِم
وَكُلُّ ناوٍ فَلَهُ ما نَوى
وَطالِبَ الدُنيا المُسامي بِها
في فاقَةٍ لَيسَ لَها مُنتَهى
ابو العتاهية
الحمدان
09-02-2024, 09:48 AM
المَرءُ آفَتُهُ هَوى الدُنيا
وَالمَرءُ يَطغى كُلَّما اِستَغنى
إِنّي رَأَيتُ عَواقِبَ الدُنيا
فَتَرَكتُ ما أَهوى لِما أَخشى
فَكَّرتُ في الدُنيا وَجِدَّتِها
فَإِذا جَميعُ جَديدِها يَبلى
وَإِذا جَميعُ أُمورِها عُقَبٌ
بَينَ البَرِيَّةِ قَلَّما تَبقى
وَبَلَوتُ أَكثَرَ أَهلِها فَإِذا
كُلُّ امرِئٍ في شَأنِهِ يَسعى
وَلَقَد بَلَوتُ فَلَم أَجِد سَبَباً
بِأَعَزَّ مِن قَنَعٍ وَلا أَعلى
وَلَقَد طَلَبتُ فَلَم أَجِد كَرَماً
أَعلى بِصاحِبِهِ مِنَ التَقوى
وَلَقَد مَرَرتُ عَلى القُبورِ فَما
مَيَّزتُ بَينَ العَبدِ وَالمَولى
ما زالَتِ الدُنيا مُنَغَّصَةً
لَم يَخلُ صاحِبُها مِنَ البَلوى
دارُ الفَجائِعِ وَالهُمومِ وَدارُ
البَثِّ وَالأَحزانِ وَالشَكوى
بَينا الفَتى فيها بِمَنزِلَةٍ
إِذ صارَ تَحتَ تُرابِها مُلقى
تَقفو مَساويها مَحاسِنَها
لا شَيءَ بَينَ النَعيِ وَالبُشرى
وَلَقَلَّ يَومٌ ذَرَّ شارِقُهُ
إِلّا سَمِعتَ بِهالِكٍ يُنعى
لا تَعتَبَنَّ عَلى الزَمانِ فَما
عِندَ الزَمانِ لِعاتِبٍ عُتبى
وَلَئِن عَتَبتَ عَلى الزَمانِ لِما
يَأتي بِهِ فَلَقَلَّ ما تَرضى
المَرءُ يوقِنُ بِالقَضاءِ وَما
يَنفَكُّ أَن يُعنى بِما يُكفى
لِلمَرءِ رِزقٌ لا يَموتُ وَإِن
جَهَدَ الخَلائِقُ دونَ أَن يَفنى
يا بانِيَ الدارِ المُعِدِّ لَها
ماذا عَمِلتَ لِدارِكَ الأُخرى
وَمُمَهِّدَ الفُرشِ الوَثيرَةِ لا
تُغفِل فِراشَ الرَقدَةِ الكُبرى
لَو قَد دُعيتَ لَما أَجَبتَ لِما
تُدعى لَهُ فَانظُر لِما تُدعى
أَتُراكَ تَحصي مَن رَأَيتَ مِنَ
الأَحياءِ ثُمَّ رَأَيتَهُم مَوتى
فَلتَلحَقَنَّ بِعَرصَةِ المَوتى
وَلَتَنزِلَنَّ مَحَلَّةَ الهَلكى
مَن أَصبَحَت دُنياهُ غايَتَهُ
فَمَتى يَنالُ الغايَةَ القُصوى
بِيَدِ الفَناءِ جَميعُ أَنفُسِنا
وَيَدُ البِلى فَلَها الَّذي يُبنى
لا تَغتَرِر بِالحادِثاتِ فَما
لِلحادِثاتِ عَلى امرِئٍ بُقيا
لا تَغبِطَنَّ أَخاً بِمَعصِيَةٍ
لا تَغبِطَن إِلّا أَخا التَقوى
سُبحانَ مَن لا شَيءَ يَعدِلُهُ
كَم مِن بَصيرٍ قَلبُهُ أَعمى
سُبحانَ مَن أَعطاكَ مِن سَعَةٍ
سُبحانَ مَن أَعطاكَ ما أَعطى
فَلَئِن عَقَلتَ لَتَشكُرَنَّ وَإِن
تَشكُر فَقَد أَغنى وَقَد أَقنى
وَلَئِن بَكَيتَ لِرِحلَةٍ عَجِلاً
نَحوَ القُبورِ فَمِثلُها أَبكى
وَلَئِن قَنِعتَ لَتَظفَرَنَّ بِما
فيهِ الغِنى وَالراحَةُ الكُبرى
وَلَئِن رَضيتَ عَلى الزَمانِ فَقَد
أَرضى وَأَغضَبَ قَبلَكَ النَوكى
وَلَقَلَّ مَن تَصفو خَلائِقُهُ
وَلَقَلَّ مَن يَصفو لَهُ المَحيا
وَلَرُبَّ مَزحَةِ صادِقٍ بَرَزَت
في لَفظَةٍ وَكَأَنَّها أَفعى
وَالحَقُّ أَبلَجُ لا خَفاءَ بِهِ
مُذ كانَ يُبصِرُ نورَهُ الأَعمى
وَالمَرءُ مُستَرعىً أَمانَتَهُ
فَليَرعَها بِأَصَحِّ ما يُرعى
وَالرِزقُ قَد فَرَضَ الإِلَهُ لَنا
مِنهُ وَنَحنُ بِجَمعِهِ نُعنى
عَجَباً عَجِبتُ لِطالِبٍ ذَهَباً
يَفنى وَيَرفُضُ كُلَّ ما يَبقى
حَقّاً لَقَد سَعِدَت وَما شَقِيَت
نَفسُ امرِئٍ يَرضى بِما يُعطى
ابو العتاهية
الحمدان
09-02-2024, 09:48 AM
أَما مِنَ المَوتِ لِحَيٍّ نَجا
كُلُّ امرِئٍ آتٍ عَلَيهِ الفَنا
تَبارَكَ اللَهُ وَسُبحانَهُ
لِكُلِّ شَيءٍ مُدَّةٌ وَانقِضا
يُقَدِّرُ الإِنسانُ في نَفسِهِ
أَمراً وَيَأباهُ عَلَيهِ القَضا
وَيُرزَقُ الإِنسانُ مِن حَيثُ لا
يَرجو وَأَحياناً يُضِلُّ الرَجا
اليَأسُ يَحمي لِلفَتى عِرضَهُ
وَالطَمَعُ الكاذِبُ داءٌ عَيا
ما أَزيَنَ الحِلمَ لِأَربابِهِ
وَغايَةُ الحِلمِ تَمامُ التُقى
وَالحَمدُ مِن أَربَحِ كَسبِ الفَتى
وَالشُكرُ لِلمَعروفِ نِعمَ الجَزا
يا آمِنَ الدَهرِ عَلى أَهلِهِ
لِكُلِّ عَيشٍ مُدَّةٌ وَانتِها
بَينَا يُرى الإِنسانُ في غِبطَةٍ
أَصبَحَ قَد حَلَّ عَلَيهِ البِلى
لا يَفخَرِ الناسُ بِأَنسابِهِم
فَإِنَّما الناسُ تُرابٌ وَما
ابو العتاهية
الحمدان
09-02-2024, 09:49 AM
نَصَبتِ لَنا دونَ التَفَكُّرِ يا دُنيا
أَمانِيَّ يَفنى العُمرُ مِن قَبلِ أَن تَفنى
مَتى تَنقَضي حاجاتُ مَن لَيسَ واصِلاً
إِلى حاجَةٍ حَتّى تَكونَ لَهُ أُخرى
لِكُلِّ امرِئٍ فيما قَضى اللَهُ خُطَّةٌ
مِنَ الأَمرِ فيها يَستَوي العَبدُ وَالمَولى
وَإِنَّ امرَأً يَسعى لِغَيرِ نِهايَةٍ
لَمُنغَمِسٌ في لُجَّةِ الفاقَةِ الكُبرى
ابو العتاهية
الحمدان
09-02-2024, 09:49 AM
أَشَدُّ الجِهادِ جِهادُ الهَوى
وَما كَرَّمَ المَرءَ إِلّا التُقى
وَأَخلاقُ ذي الفَضلِ مَعروفَةٌ
بِبَذلِ الجَميلِ وَكَفِّ الأَذى
وَكُلُّ الفُكاهاتِ مَملولَةٌ
وَطولُ التَعاشُرِ فيهِ القِلى
وَكُلُّ طَريفٍ لَهُ لَذَّةٌ
وَكُلُّ تَليدٍ سَريعُ البِلى
وَلا شَيءَ إِلّا لَهُ آفَةٌ
وَلا شَيءَ إِلّا لَهُ مُنتَهى
وَلَيسَ الغِنى نَشَبٌ في يَدٍ
وَلَكِن غِنى النَفسِ كُلُّ الغِنى
وَإِنّا لَفي صُنُعٍ ظاهِرٍ
يَدُلُّ عَلى صانِعٍ لا يُرى
ابو العتاهية
الحمدان
09-02-2024, 09:49 AM
لِلَّهِ أَنتَ عَلى جَفائِكَ
ماذا أُؤَمِّلُ مِن وَفائِك
إِنّي عَلى ما كانَ مِنكَ
لواثِقٌ بِجَميلِ رائِك
فَكَّرتُ فيمَ جَفَوتَني
فَوَجَدتُ ذاكَ لِطولِ نائِك
فَرَأَيتُ أَن أَسعى إِلَيكَ
وَأَن أُبادِرَ في لِقائِك
حَتّى أُجَدِّدُ ما تَغَيَّرَ
لي وَأَخلَقَ مِن إِخائِك
ابو العتاهية
الحمدان
09-02-2024, 09:49 AM
يا طالِبَ الحِكمَةِ مِن أَهلِها
النورُ يَجلو لَونَ ظَلمائِهِ
وَلأَصلُ يَسقي أَبَداً فَرعَهُ
وَتُثمِرُ الأَكمامُ مِن مائِهِ
مَن حَسَدَ الناسَ عَلى مالِهِم
تَحَمَّلَ الهَمَّ بِأَعبائِهِ
وَالدَهرُ رَوّاغٌ بِأَبنائِهِ
يَغُرُّهُم مِنهُ بِحَلوائِهِ
يُلحِقُ آباءً بِأَبنائِهِم
وَيُلحِقُ الإِبنَ بِآبائِهِ
وَالفِعلُ مَنسوبٌ إِلى أَهلِهِ
كَلشَيءِ تَدعوهُ بِأَسمائِهِ
ابو العتاهية
الحمدان
09-02-2024, 09:50 AM
بَكى شَجوَهُ الإِسلامُ مِن عُلَمائِهِ
فَما اكتَرَثوا لِما رَأَوا مِن بُكائِهِ
فَأَكثَرُهُم مُستَقبِحٌ لِصَوابِ مَن
يُخالِفُهُ مُستَحسِنٌ لِخَطائِهِ
فَأَيُّهُمُ المَرجُوُّ فينا لِدينِهِ
وَأَيُّهُمُ المَوثوقُ فينا بِرائِهِ
ابو العتاهية
الحمدان
09-02-2024, 09:50 AM
أَلا نَحنُ في دارٍ قَليلٍ بَقائُها
سَريعٍ تَدانيها وَشيكٍ فَنائُها
تَزَوَّد مِنَ الدُنيا التُقى وَالنُهى فَقَد
تَنَكَّرَتِ الدُنيا وَحانَ انقِضاؤُها
غَداً تَخرَبُ الدُنيا وَيَذهَبُ أَهلُها
جَميعاً وَتُطوى أَرضُها وَسَماؤُها
وَمَن كَلَّفَتهُ النَفسُ فَوقَ كَفافِها
فَما يَنقَضي حَتّى المَماتِ عَناؤُها
تَرَقَّ مِنَ الدُنيا إِلى أَيِّ غايَةٍ
سَمَوتَ إِلَيها فَالمَنايا وَراؤُها
ابو العتاهية
الحمدان
09-02-2024, 09:50 AM
لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ بَقاءِ
كَفاكَ بِدارِ المَوتِ دارَ فَناءِ
فَلا تَعشَقِ الدُنيا أُخَيَّ فَإِنَّما
تَرى عاشِقَ الدُنيا بِجُهدِ بَلاءِ
حَلاوَتُها مَمزوجَةٌ بِمَرارَةٍ
وَراحَتُها مَمزوجَةٌ بِعَناءِ
فَلا تَمشِ يَوماً في ثِيابِ مَخيلَةٍ
فَإِنَّكَ مِن طينٍ خُلِقتَ وَماءِ
لَقَلَّ امرُؤٌ تَلقاهُ لِلَّهِ شاكِراً
وَقَلَّ امرُؤٌ يَرضى لَهُ بِقَضاءِ
وَلِلَّهِ نَعماءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ
وَلِلَّهِ إِحسانٌ وَفَضلُ عَطاءِ
وَما الدَهرُ يَوماً واحِداً في اختِلافِهِ
وَما كُلُّ أَيّامِ الفَتى بِسَواءِ
وَما هُوَ إِلّا يَومُ بُؤسٍ وَشِدَّةٍ
وَيَومُ سُرورٍ مَرَّةً وَرَخاءِ
وَما كُلُّ ما لَم أَرجُ أُحرَمُ نَفعَهُ
وَما كُلُّ ما أَرجوهُ أَهلَ رَجاءِ
أَيا عَجَباً لِلدَهرِ لا بَل لِرَيبِهِ
تَخَرَّمَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ إِخاءِ
وَمَزَّقَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ جَماعَةٍ
وَكَدَّرَ رَيبُ الدَهرِ كُلَّ صَفاءِ
إِذا ما خَليلٌ حَلَّ في بَرزَخِ البِلى
فَحَسبي بِهِ نَأياً وَبُعدَ لِقاءِ
أَزورُ قُبورَ المُترَفينَ فَلا أَرى
بَهاءً وَكانوا قَبلُ أَهلَ بَهاءِ
وَكُلٌّ رَماهُ واصِلٌ بِصَريمَةٍ
وَكُلٌّ رَماهُ مُلطِفٌ بِجَفاءِ
طَلَبتُ فَما أَلفَيتُ لِلمَوتِ حيلَةً
وَيَعيا بِداءِ المَوتِ كُلُّ دَواءِ
وَنَفسُ الفَتى مَسرورَةٌ بِنَمائِهَ
وَلِلنَقصِ تُنمي كُلُّ ذاتِ نَماءِ
وَكَم مِن مُفَدّاً ماتَ لَم أَرَ أَهلَهُ
حَبَوهُ وَلا جادوا لَهُ بِفِداءِ
أَمامَكَ يا نَدمانُ دارُ سَعادَةٍ
يَدومُ النَما فيها وَدارُ شَقاءِ
خُلِقتَ لِإِحدى الغايَتَينِ فَلا تَنَم
وَكُن بَينَ خَوفٍ مِنهُما وَرَجاءِ
وَفي الناسِ شَرٌّ لَو بَدا ما تَعاشَروا
وَلَكِن كَساهُ اللَهُ ثَوبَ غِطاءِ
ابو العتاهية
الحمدان
09-02-2024, 03:10 PM
أَسمَيتُكِ النّبضَ لا زَيْفاً و لا كَذِباً
هَلِ الحياةُ بغيرِ النّبضِ تكتَمِلُ
أنت الشِّفاءُ لقلبٍ مَسّهُ سَقَمٌ
مَنْ لي سِواك إذا طافَتْ بِيَ العِلَلُ
مُدّ يَدَيْك و داوي الجرحَ و اقتَرب
إنّ الجِراحَ بِقُربِ الخِلِّ تَندَمِلُ
....
الحمدان
09-02-2024, 03:11 PM
مَنْ هذهِ شمسُ الضُّحى أمْ نجمَةٌ
أمْ بدرُ ليلٍ قد تلأْلأَ واكتَمَلْ
أمْ وردةٌ نشوى تبسّمَ ثغرُها
منها توضَّأَ كلُّ عطْرٍ واغتسلْ
هل يا تراها ظبيةً مَمْشُوقةً
تَحْكي الغُصَينَ بقَدِّها وبها كَحَلْ
ما عُدتُ أعلمُ أيَّ وصفٍ أنتقي
يصفُ المليحةَ من بساتينِ الجُمَلْ
....
الحمدان
09-02-2024, 03:12 PM
كمْ بَاسِمٍ والحُزنُ يَمْلَأُ قلبهُ
والناس تَحسبُ أنَّهُ مسرورُ
وتراهُ في جبْرِ الخَواطرِ سَاعياً
وفؤادُهُ مُتصدعٌ مكسورٌ
....
الحمدان
09-02-2024, 03:15 PM
أري كل إنسان يرى عيب غيره
ويعمي عن العيب الذي هو فيه
وما خير من يخفي عليه عيوبه
ويبدو له العيب الذي لأخيه
....
الحمدان
09-02-2024, 03:43 PM
أَرى كُلَّ قَومٍ يَنسَلُ اللُّؤم عِندَهُم
وَلُؤم بَني حَبناءَ لَيسَ بِناسِلِ
يَشُبُّ مَعَ المَولودِ مِثلَ شَبابِهِ
ويَلقاهُ مَولوداً بِأَيدي القَوابِلِ
وَيُرضِعهُ مِن ثَدي أُمٍّ لَئيمَةٍ
وَيُخلَقُ مِن ماءِ امرئٍ غَير طائِلِ
تَعالَوا فَعدّوا في الزَّمانِ الَّذي مَضى
وَكُلُّ أُناسٍ مَجدُهُم بِالأَوائِلِ
لَكم بِفعالٍ يَعرِفُ النّاسُ فَضلهُ
إِذا ذُكِرَ الأَملاءُ عِندَ الفَضائِلِ
فَغازيكم في الجَيشِ أَلأَمَ مَن غَزا
وَقافِلكُم في النَّاسِ أَلأَم قافِلِ
وَما أَنتُمُ مِن مالِكٍ غَيرَ أَنَكُم
كَمَغرورَةٍ بِالبَوِّ في ظِلِّ باطِلِ
بَنو مالِكٍ زُهرُ الوُجوهِ وَأَنتُمُ
تَبيّن ضاحي لُؤمكُم في الجَحافِلِ
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:43 PM
بَل لَو سَأَلتَ أَخا رَبيعَة دَغفَلاً
لَوَجَدتَ في شِيبانَ نِسبَةَ دَغفَلِ
إِنَّ الأَحابِنَ وَالَّذينَ يَلونهم
شَرُّ الأَنامِ وَنسلُ عَبدٍ أَغرَلِ
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:44 PM
إِلى سلمٍ أَبي حَرب بن حَربٍ
غَدَت سفواءُ مِن فُرهِ البِغالِ
فَما عَدَلَت يَمينكَ مِن يَمينٍ
وَلا عَدَلَت شِمالكَ مِن شِمالِ
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:44 PM
أَنت الفَتى كُلُّ الفَتى
لَو كُنتَ تَفعَلُ ما تَقول
لا خَيرَ في كذبِ الجَوادِ
وَحَبَّذا صِدقُ البَخيل
يا بنَ المُهَلَّبِ حاجَتي
عَجِّل فَقَد حَضَرَ الرَّحيل
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:44 PM
فَأَبلِغ أَبا حَفصٍ رِسالَةَ ناصِحٍ
أَتَت مِن زيادٍ مُستَبيناً كَلامُها
فإِنَّكَ مَثلُ الشَّمسُ لا سِترَ دونها
فَكيفَ أَبا حَفصٍ عَلَيَّ ظَلامُها
لَقَد كُنتُ أَدعو اللَّهَ في السِرِّ أَن أَرى
أُمورَ مَعَدٍّ في يَدَيك نِظامُها
فَلَمّا أَتاني ما أَردتُ تَباشَرَت
بَناتي وَقُلنَ العامُ لا شَكَّ عامُها
فَإِني وَأَرضاً أَنتَ فيها ابنَ مَعمرٍ
كَمَكَّةَ لَم يَطرَب لِأَرضٍ حَمامُها
إِذا اِختَرتَ أَرضاً لِلمَقامِ رضيتُها
لِنَفسي وَلَم يَثقُل عَلَيَّ مُقامُها
وَكُنتُ أُمَنِّي النَّفسَ مِنك ابنَ مَعمَرٍ
أَمانيَّ أَرجو أَن يَتِمَّ تَمامُها
فَلا أَكُ كَالمُجري إِلى رَأسِ غايَةٍ
يُرَجّي سَماءً لَم يُصِبهُ غَمامُها
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:44 PM
لَقَد لَجَّ هَذا الدَّهرُ في نكباتِهِ
عَلَيّ إِلى أَن لَيسَ في الكيسِ دِرهَمُ
وَأَمسَت جَواليقي بِرَغمِ ظَعينَتي
رِهاناً عَلى ما في الجَواليقِ يُعكَمُ
وَأَعظَمُ من ذا أَنَّ شِعرِيَ مُعرَبٌ
فَصيحٌ وَأنِّي حينَ أَنطِقُ أَعجَمُ
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:45 PM
وَأُنبئتهم يَستَصرِخونَ بِكاهِلٍ
وَلِلُّؤمِ فيهم كاهِلٌ وَسنامُ
فَإِن يَأتِنا يَرجع سويدٌ وَوَجهُهُ
عَلَيهِ الخَزايا غُبرَةٌ وَقَتامُ
دَعِيٌّ إِلى ذُبيانَ طَوراً وَتارَةً
إِلى يَشكُرٍ ما في الجَميعِ كِرامُ
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:45 PM
هَل تَسمَعُ الأَزدُ ما يَقالُ لَها
في ساحَةِ الدَّارِ أَم بِها صَمَمُ
اختَتَنَ القَومُ بَعدَما هَرِموا
وَاِستَعرَبوا ضَلّةً وَهُم عَجَمُ
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:45 PM
وَأَعلَم أَنَّني وَأَبا حُمَيدٍ
كَما النَّشوانُ وَالرَّجلُ الحَليمُ
أُريدُ حَياتَهُ وَيُريدُ قَتلي
وَأَعلَم أَنَّهُ الرَّجُلُ اللَّئيمُ
فَإِنَّ الحُمرَ مِن شَرِّ المَطايا
كَما الحَبِطاتُ شَرُّ بَني تَميمِ
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:46 PM
قُبَيِّلَةٌ خَيرُها شَرُّها
وَأَصدَقُها الكاذِبُ الآثِمُ
وَضَيفهمُ وَسطَ أَبياتهم
وَإِن لَم يَكُن صائِماً صائِمُ
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:46 PM
سُودٌ ذوائِبُها بيضٌ تَرائِبُها
دُرمٌ مرافقُها في خَلقِها غَممُ
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:46 PM
إِذا ما اتَّقى اللَّهَ اِمرؤٌ وَأَطاعَهُ
فَلَيسَ بِهِ بَأسٌ وإِن كانَ مِن جَرمِ
وَلَو جُمِعَت جَرمٌ عَلى رَأسِ نملَةٍ
لَباتوا شِباعاً يَضرطونَ مِنَ الشَّحمِ
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:46 PM
أَلَم تَرَ أَنَّني وَتَّرتُ قَوسي
لأَبقَعَ مِن كِلابِ بَني تَميم
عَوى فَرَمَيتُهُ بِسِهامِ مَوتٍ
يُصِبنَ عَوادِيَ الكَلبِ اللَّئيم
وَكُنتُ إِذا غَمَزتُ قَناةَ قَومٍ
كَسَرتُ كعوبها أَو تَستَقيم
هُمُ الحَشو القَليلُ لِكُلِّ حَيٍّ
وهُم تَبَعٌ كَزائِدَةِ الظَّليم
فَلَستَ بِسابِقي هَرِماً وَلَمّا
يَمرُّ عَلى نَواجِذك القَدوم
فَحاول كَيفَ تَنجو مِن وقاعي
فَإِنَّكَ بَعد ثالِثَةٍ رَميم
سراتُكُم الكلابُ البُقعُ فيكُم
لِلؤمِكُمُ وَليسَ لَكُم كَريم
فَقَد قَدُمَت عبودَتكُم وَدُمتم
عَلى الفَحشاءِ وَالطَّبعِ اللَّئيم
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:47 PM
تَرى الطِّفل مِنهُم يَبتَغي المَجدَ شيمَةً
وَلَيسَ بِمُنسيهِ اِبتناء عَلى الهَرَم
وَإِن هُو وَفَّى العُمرَ تِسعينَ حجَّة
هَذي بِقرى الأَضيافِ وَالجارِ والذِّمَم
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:47 PM
أَبا خالِدٍ بادَت خُراسانُ بَعدكُم
وصاحَ ذوو الحاجاتِ أَينَ يَزيدُ
فَلا مُطِرَ المَروانِ بَعدك مطرَةً
وَلا اخضَرَّ بالمَروَينِ بَعدَك عودُ
فَما لِسَريرِ المُلكِ بَعدَك بَهجَةٌ
وَلا لِجَوادٍ بَعدَ جودكَ جودُ
الأعجم
الحمدان
09-02-2024, 03:47 PM
أَرسَلتُ فيها مُجفَرا دِرَفسا
أَدهَمَ أَحوى شاغِريّاً حَمسا
كَوماءَ مِرباعَ اللِقاحِ فَجسا
طَبٌّ إِذا أَرادَ مِنها عِرسا
حَتّى تَلقَتهُ مَخاضا قُعسا
كَأَنَّ رُبّاً سائِلا أَو دِبسا
بِحَيثُ يَجتابُ المَقَذُّ الرأسا
حَتّى إِذا ما الغَيثُ قالَ رَجسا
يَمعَسُ بِالماءِ الجِواءَ مَعسا
وَغَرَّقَ الصَمانَ ماءً قَلسا
بن لجأ
الحمدان
09-02-2024, 03:47 PM
لَمّا خَشيتُ كَبَّةَ التَنكيسِ
وَقَحّمَ السَير بِمَرمَريسِ
خَنَستُ في الباقِلِ وَالخَليسِ
واِقتَحَمَت كَواكِبُ النُحُوسِ
وَالكيسُ أَحياناً مَع الخنوسِ
حَتّى وَضعت غدوَة دَريسِ
بن لجأ
الحمدان
09-02-2024, 03:48 PM
وَكُنتُ قَد أَعدَدتُ قَبلَ مقدَمي
كَبداءَ فَوهاءَ كَجَوزِ المُقحَمِ
تَجري عَلى متنٍ أَمينٍ شَيظَمِ
حَتّى تَرى كُلَّ عَلاةٍ صِلدَمِ
شابَت مِنَ الحِمضِ وَلَمّا تَهرَمِ
تَنوشُ مِنهُ بِجِرانٍ سِرطِم
إِذا ابتَغى فيها عَساسَ المَلغَمِ
أَصابَهُ مِن ثَفِنٍ مُلَكَّمِ
صَكٌّ بِليتَيهِ إِذا لَم يُرثَمِ
فَهوَ يَزُكُّ دائِمَ التَزَغُمِ
مِثلَ زكيكِ الناهِضِ المُحَمَّمِ
فَصَبَّحَت وَالشَمسُ لَمّا تُنعِمِ
أَن تَبلُغَ الجُدَّةَ فَوقَ المنجَمِ
ثُمَّ تنَحَّت عَن مَقامِ الحوَّمِ
لِعطَنٍ رابي المَقامِ دَهثَمِ
في المَوجِ مِن حَومَةِ بَحرٍ خِضرَمِ
وَلُمعَةٍ بَينَ قَساً وَالأَخرَمِ
تَحسِبُ مُجتَلَّ الإِماءِ الخُرَمِ
مَن هَدَبِ الضَمرانِ لَم يُخَرّمِ
وَمَسَدٍ مِن جِلدِ نابٍ عَوْزَمِ
نِضوٍ إِذا مُدَّ أَمينُ المُعجَمِ
عَلَيهِ حِنوا قَتَبٍ مُستَقدَمِ
مُقعٍ كاِقعاءَ الكُلَيبِ المعصِمِ
أَخضَر من ماءِ الحَديد جِمجِمِ
بن لجأ
الحمدان
09-02-2024, 03:48 PM
فَسائِل عامِراً عَنّا جَميعاً
بِأَعلى الجِزعِ مِن وادي بِلاحِ
عَشيَّةَ لَم يَكُن لِلرُمحِ حَظٌّ
وَكانَ الحَظُّ مِنهُ لِلصِفَاحِ
وَأَفلَتَنا أَبو لَيلى طُفَيلٌ
صَحيحَ الجلدِ مِن أَثَرِ السِلاحِ
بن لجأ
الحمدان
09-02-2024, 03:48 PM
فُقَيمُ يا شَرَّ تَميمٍ مَحتِدا
لَو كُنتُمُ ماءً لَكُنتُم زَبَدا
أَو كُنتُم لَيلا لَكُنتُم صَرَدا
أَو كُنتُمُ شاءً لَكُنتُم نَقَدا
أَو كُنتُمُ صوفا لَكُنتُم فَرَدا
أَو كُنتُمُ عَيشا لَكُنتُم جَحَدا
بن لجأ
الحمدان
09-02-2024, 03:49 PM
كَسا اللَهُ حَيَّ تَغلبَ ابنَةِ وائِلٍ
مِنَ اللُؤمِ أَظفارا بَطيئاً نُصولُها
إِذا اِرتَحَلوا عَن دار ذُلٍّ تَعاذَلوا
عَلَيها وَرَدّوا بَعضَهُم يَستَقليُها
بن لجأ
الحمدان
09-02-2024, 03:49 PM
أَبلياني اليَومَ صَبراً مِنكُما
إِنَّ حُزناً مِنكُما عاجِلُ ضُر
لا أَرى ذا المَوتَ إِلّا هَيِّناً
إِنَّ بَعدَ المَوتِ دارَ المُستَقَر
اصبِرا اليَومَ فإِني صابِرٌ
كُلُّ حَيٍّ لِقَضاءِ وَقَدَر
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:49 PM
إِنّي إِذا استَخفى الجَبانُ بِالخَدَر
وَكانَ بِالكَفِّ شِهابٌ كالشَرَر
صَدقُ القَناةِ غَيرُ شَعشاعِ العُذَر
حَمَّالُ ما حُمِّلتُ مِن خَيرٍ وَشرَّ
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:49 PM
مُقارَبَةُ اللَيثِ الهَصورِ وَغَيرِهِ
مِنَ الأَفعوانِ الصِلِّ حينَ يُساوِرُهُ
أَحَقُّ وَأَحرى أَن تَبيتَ لَدَيهُما
عَلى الأَمنِ في لَيلٍ تُخافُ غَوائِرُه
مِنَ الصَاحِبِ الفَردِ القَريبِ مُعادياً
إِذا كانَ في جيرانِ بَيتٍ تُجاوِرُه
وَبُغيَتُهُ إِتلافُ روحِكَ جاهِداً
بِكُلِّ سَبيلٍ مُرصَدٍ لَكَ عابِرُه
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:50 PM
أَقِلّي عَليَّ اللَومَ يا أُمَّ بَوزَعا
وَلا تَجزَعي مِمّا أَصابَ فأَوجَعا
فَلا تَعذُليني لا أَرى الدَهرَ مُعتِباً
إِذا ما مَضى يَومٌ وَلا اللَومَ مُرجِعا
وَلَكِن اَرى أَنَّ الفَتى عُرضَةُ الرَدى
وَلاقي المَنايا مُصعِداً وَمُفَرِّعا
وأَنَّ التُقى خَيرُ المَتاعِ وإِنَّما
نَصيبُ الفَتى مِن مالِهِ ما تَمتَّعا
فأوصيكِ إِن فارقتِني اُمُّ عامِرٍ
وَبَعضُ الوَصايا في أَماكِنَ تَنفَعا
وَلا تَنكَحي إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا
أَغَمَّ القَفا والوَجه لَيسَ بأَنزَعا
مِنَ القَومِ ذا لَونَينِ وَسَّعَ بَطنَهُ
وَلَكِن أَذَّياً حِلمُهُ ما تَوَسَّعا
كَليلاً سِوى ما كانَ من حَدِّ ضِرسِهِ
أُكَيبِدَ مِبطانَ العَشيّاتِ أَروَعا
ضَروباً بِلَحَييهِ عَلى عَظمِ زَورِهِ
إِذا القَومُ هَشّوا لِلفَعالِ تَقَنَّعا
وَلا قُرزُلاً وَسطَ الرِجالِ جُنادِفاً
إِذا ما مَشى أَو قالَ قَولاً تَبَلتَعا
وَكوني حَبيباً أَو لأَروَعَ ماجِدٍ
إِذا ظَنَّ أَوباشُ الرِجالِ تَبرَّعا
وَصولٍ وَذي أَكرومَةٍ وَحَميَّة
وَصبراً إِذا ما الدَهرُ عَضَّ فأَوجَعا
وَأُخرى إِذا ما زارَ بَيتَكِ زائِرٌ
زيالَكِ يَوماً كانَ كالدَهرِ أَجمَعا
سأَذكُرُ مِن نَفسي خَلائِقَ جَمَّةً
وَمَجداً قَديماً طالَما قَد تَرفَّعا
فَلَم أَرَ مِثلي كاوياً لِدَوائِهِ
وَلا قاطِعاً عِرقاً سَنوناً وأَخدَعا
وَما كُنتُ مِمَّن أَرَّثَ الشَرَّ بَينَهُم
وَلا حينَ جَدَّ الشَرُّ مِمَّن تَخَشَّعا
وَكُنتُ أَرى ذا الضِغنِ مِمَّن يَكيدُني
إِذا ما رآني فاتِرَ الطَرفِ أَخشَعا
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:50 PM
وَليسَ أَخو الحَربِ الشَديدَةِ بِالَّذي
إِذا زَبَنَتهُ جاءَ لِلسِّلمِ أَخضَعا
وَلَكِن أَخو الحَربِ الحَديدُ سِلاحُهُ
إِذا حَمَلَتهُ فَوقَ حالٍ تَشجَّعا
أَخو الحَربِ لا يَنآدُ لِلحَربِ مَتنُهُ
وَلا يُظهِرُ الشَكوى إِذا كانَ موجَعا
رَكوبٌ عَلى أَثباجِها مُتَخَوِّفٌ
لِعوراتِها يُنمي إِذا الثِقلُ أَضلَعَ
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:50 PM
وَكانَت شِفاءَ النَفسِ مِمَّا أَصابَها
غَدَاتَئِذٍ لَو نِلتُ بِالسَيفِ أَدرَعا
وأُقسِمُ لَو أَدرَكتُهُ لَكَسَوتُهُ
حُساماً إِذا ما خالَطَ العَظمَ أَسرَعا
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:50 PM
فإِن يَكُ أَنفي بانَ مِنهُ جَمالُهُ
فَما حَسَبي في الصالِحينَ بأَجدَعا
وَما حسَّنَت نَفسي ليَ العَجزَ مُذ بَدَت
نَواجِذُها يَمجُجنَ سُمّاً مُسَلَّع
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:51 PM
أَبى القَلبُ إِلّا أُمَّ عَمروٍ وَما أَرى
نَواها وَإِن طالَ التَذَكُّرُ تُسعِفُ
وَجَرَّت صُروفُ الدَهرِ حَتّى تَنكَّرَت
وَقَد يُخلِقُ النأَيُ الوِصالَ فَيَضعُفُ
وَقَد كُنتُ لا حُبٌّ كَحُبّيَ مُضمَرٌ
يُعَدُّ وَلا إِلفٌ كَما كُنتُ آلَفُ
مِنَ البيضِ لا يُسلي الهُمومَ طِلابُها
فَهَل لِلصِّبا إِذ جاوَزَ الهَمَّ مَوقِفُ
رَداحٌ كأَنَّ المِرطَ مِنها بِرَملَةٍ
هَيامٍ وَما ضَمَّ الوَشاحانِ أَهيَفُ
أَسيلَةُ مَجرى الدَمعِ يَرضى بِوَصلِها
مُطالِبُها ذو النيقَةِ المُتَطَرِّفُ
كأَنَّ ثَناياها وَبَردَ لِثاتِها
بُعَيدَ الكَرى تَجري عَليهِنَّ قَرقَفُ
شَمُولٌ كأَنَّ المِسكَ خالَطَ ريحَها
وَضُمِّنَها جَونُ المناكِبِ أَكلَفُ
تُشابُ بِماءِ المُزنِ في ظِلِّ صَخرَةٍ
تَقيها مِنَ الأَقذاءِ نَكباءُ حَرجَفُ
وَما مُغزِلٌ أَدماءُ تُضحي أَنيقَةً
بِأَسفَلَ وادٍ سَيلُهُ مُتَعَطِّفُ
بِأَحسَنَ مِنها يَومَ قامَت وَعينُها
بِعَبرَتِها مِن لَوعَةِ البَينِ تَذرِفُ
وَلَيلٍ لألقى أُمَّ عَمروٍ سَرَيتُهُ
يَهابُ سُراهُ المُدلِجُ المُتَعَسِّفُ
وَمُنشَقِّ أَعطافِ القَميصِ كأَنَّهُ
صَقيلٌ بَدا مِن خِلَّةِ الجَفرِ مُرهَفُ
نَصَبتُ وَقَد لَذَّ الرُقادُ بِعينِهِ
لِذِكراكِ والحِبُّ المُتَيَّمُ يشعَفُ
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:51 PM
أَتُنكِرُ رَسمَ الدارِ أَم أَنتَ عارِفُ
أَلا لا بَلِ العِرفانُ فالدَمعُ ذارِفُ
رَشاشاً كَما انهَلَّت شَعيبٌ أَسافَها
عَنيفٌ بِخَرزِ السَيرِ أَو مُتَعانِفُ
بِمُنخَرقِ النَقعَينِ غَيَّرَ رَسمَها
مَرابِعُ مَرَّت بَعدَنا وَمَصايفُ
كَلِفتُ بِها لا حُبَّ مَن كانَ قَبلَها
وَكلُّ مُحِبٍّ لا مَحالَةَ آلِفُ
إِذ الناسُ ناسٌ والبِلادُ بِغِرَّةٍ
وإِذ أُمُّ عَمّارٍ صَديقٌ مُساعِفُ
وإِذ نَحنُ أَمّا مَن مَشى بِمَوَدَّةٍ
فَنَرضى وأَمّا مَن وشى فنُخالِفُ
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:51 PM
ظَنَنتُ بِهِ ظَنّاً فَقَصَّرَ دونَهُ
فَيارُبَّ مَظنونٍ بِهِ الظَنُّ يُخلِفُ
إِذا المَرءُ لَم يُحبِبكَ أَلا تَكَرُّهاً
فَذَرهُ وَلا تُكثِر عَليهِ التَعطُّفُ
فَما الناسُ بِالناسِ الَّذينَ عَرَفتَهُم
وَلا الدَارُ بِالدَارِ الَّتي أَنتَ تَعرِفُ
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:51 PM
عوجي عَلينا واربَعي يا طارِفا
ما دونَ أَن يُرى البَعيرُ واقِفا
ما اهتَجتُ حَتّى هَتَّكوا الخوالِفا
غَدَوا وَرَدُّوا جِلَّةً مَقاذِفا
أَلا تَرَينَ الأَعيُنَ الذَوارِفا
حِذارَ دارٍ مِنكِ أَن تُساعِفا
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:52 PM
وَمُستَخذِلٍ يَدعو الصَباحَ وَقَد رأَى
عَرانينَ مَشهورٍ مِنَ الصُبحِ أَبلَقا
إِلى غَير هَيجا صَبَّحَت غَيرَ أَنَّهُ
دَجا فَوقَهُ لَيلُ التِمامِ فأطرَقا
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:52 PM
وَكُنّا وَديدي أُلفَةٍ وَتَقرُّبٍ
صَفيَّينِ لَم نَحفِل مَقالاً لِقائلِ
فَغَيَّرنا صَرفٌ مِنَ الدَهرِ عاثِرٌ
وَساعٍ سَعى ما بَينَنا بِالغَوائِلِ
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:52 PM
وَرُبَّ كَلامٍ قَد جَرى مِن مُمازِحٍ
فَساقَ إِلَيهِ سَهمَ حَتفٍ فَعَجَّلا
فَدَع عَنكَ قُربَ المَزحِ لا تَقرُبَنَّهُ
كَفى بِامرىءٍ وَعظاً إِذا ما تَكَهَّلا
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:53 PM
لَقَد أَراني والغُلامَ الحازِما
نُزجي المَطيَّ ضُمَّراً سَواهِما
مَتى تَظنُّ القُلَّصَ الرَواسِما
والجِلَّةَ الناجيَةَ العَياهِما
يَبلُغنَ أُمَّ قاسِمٍ وَقاسِما
خَوداً كأَنَّ البوصَ والمآكِما
مِنها نقاً مُخالِطٌ صَرائِما
إِذا هَبَطنَ مستَحيراً قائِما
وَرَجَّعَ الحادي لَها الهَماهِما
أَرجَفنَ بِالسَوالِف الجماجِما
تَسمَعُ للمَروِ بِهِ قَماقِما
كَما يَطنُّ الصَيرَفُ الدَراهِما
أَلا تَرَينَ الدَمعَ مِنّي ساجِما
حِذارَ دارٍ مِنكِ أَن تُلائِما
قَد رُعتِ بِالبَينِ جَليداً حازِما
عَلى نَجاةٍ تَشتَكي المُناسِما
غادَرَ مِنها النَصُّ وَجهاً ساهِما
تَطَبَّقُ الأَخفافُ والقَوائِما
واللَهِ لا يَشفي الفؤادَ الهائِما
تَمساحُكَ اللَبَاتِ وَالمآكِما
وَلا اللِمّامُ دونَ أَن تُلازِما
وَلا اللِزامُ دونَ أَن تُفاقِما
وَلا الفِقامُ دونَ أَن تُفاغِما
وَتَعلوَ القَوائِمُ القَوائِما
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:53 PM
فإِنَّ الدَهرَ مؤتَنِفٌ جَديدٌ
وَشَرُّ الخَيلِ أَقصَرُها عِنانا
وَشَرُّ الناسِ كُلُّ فَتىً إِذا ما
مَرَتهُ الحَربُ بَعدَ العَصبِ لانا
هدبه
الحمدان
09-02-2024, 03:53 PM
إِنّي مِن قُضاعَةَ مَن يَكِدها
أَكِدهُ وَهيَ منّي في أَمانِ
وَلَستُ بِشاعِرِ السَفسافِ فيهِم
وَلَكِن مِدرَهُ الحَربِ العَوانِ
سأَهجو مَن هَجاهُم مِن سِواهِم
وأَعرِضُ مِنهُم عَمَّن هَجاني
هدبه
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba
diamond