هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

[الحمدان]

لاحُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ

إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ
فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ

وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا
فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ

وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن
إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ

الشافعي

[الحمدان]

تِلْكَ اللَّيَالِي الَّتِي كَانَتْ تُجَمِّعُنَا
هِيَ اللَّيَالِي الَّتِي بَاتَتْ تُنَائِينَا

فَكَمْ ضَحِكْنَا وكَمْ دَامَتْ مَوَدَّتُنَا
وَالْيَومَ نَبْكِي عَلَى الذِّكْرَى وَتُبْكِينَا

....

[الحمدان]

طِيبِي فِلَسطِينُ الأبِيَّةُ وَاسلَمِي
‏وَاستَبشِرِي وَعدُ الطَّهَارَةِ آتِـي

‏سَيَعُودُ مَسجِدُكِ الحَزِينُ مُكَبِّراً
‏وَتَطُولُ فِيهِ خَوَاشِعُ الصَّلَوَاتِ

‏صَلَّتْ عَلَيكِ مَلَائِكُ الرَّحمَـْنِ يَا
‏قُدسِيَّةَ الحُرُمَاتِ وَالرَّحَمَاتِ

....

[الحمدان]

في الحب تجتمعُ القلوبُ ببعضها
قبل الوجوه ولا تخونُ الموعدا

ولقد وَجدتكَ حيث ما واعدتني
ووجدتُ نفسي إذ عَرفتكَ جيدا

فائذن لقلبي أن يُؤخر بَوحهُ
لكَ ساعة أو ساعتين ويرقدا

وائذن لروحي حين تُنهي طقسها
في العشقِ بين يديكَ أن تتمددا

فالكلُ أجهدهُ المسيرُ ولم يجدْ
درباً إليكَ من الدروبِ مُعَبَّدا

وأعدتَ لي فرحي وسحر طفولتي
من دونِ أن تدري ولا أن تقصدا

أنت الذي لولاك عشتُ بلا غدٍ
وبقيتُ بالأمسِ البعيدِ مُقيَّدا

أَوَ كلما أبدعتُ فيكَ قصيدة
كلماتها خَرَّتْ أمامي سُجَّدا

خُذني إلى دنيا هواكَ فإنني
سَأعيشُ في محرابهِ مُتعبِّدا

خُذني إليكَ فلو أضعتُكَ مرةً
أُخرى سأصبحُ بالضياعِ مُهدَّدا

خذني اليك ولا تعدني كالذي
يعد الغريق بأن يمد له اليدا

....

[الحمدان]

أيقَظتَ في أفقِ الغموضِ ضَميرَا
وَمَحوتَ مِن زِمنِ الضَلالِ عصورا

وَاختاركَ الكونُ ابتداءَ سُمُوقِهِ
حينَ ابتَدَأتَ بخَلقِهِ التفكيرَا

مَا آنسَتْ عيناكَ نَارًا للهدَى
الوحيُ جاءكَ يصطفيكَ وَقورَا

فَأتاكَ يحملُهُ الصَدى مُتَلَهّفًا
يَتلو عليكَ مَصَاحِفًا وَ زبورَا

كانَ ارتجافُ الغارِ حينَ وَطَأتَهُ
بدءَ الرسالةِ فَاحتواكَ سَفيرَا

قَبَسًا مِنَ الآي الحكيمِ حَملتَهُ
وَنَثرتَهُ للعَالمينَ عُطورَا

يا أيّهَا النبأ العظيمُ المُصطَفى
عذرًا إذا لَمْ أحسِنِ التَعبيرَا

مَهما وَصفتُكَ لا أرَاني مُنصِفًا
في وَصفِ فَضلِكَ لو نَظمتُ بحُورَا

الشِعرُ جاءَ الى رِياضِكَ قاصِدًا
مِنكَ الشَفاعةَ ظَامِئًا وَ كَسيرَا

فَاسعف يتيمَ المُفرداتِ فَإنّها
مِن هَدي وَصفِكَ نَالتِ التطهيرَا

....

[الحمدان]

إذا التَعبيرُ خَانكَ وَالكلامُ
وَأضْحَى لايَطيبُ لكَ المَقامُ

فَغَادِرْ كيفَمَا لَو كُنتَ ضَيْفَاً
وَدَع مافَاتَ يَخْتمهُ السَلام

وَصافِحْ مَنْ تَرَكتَ وَكُن سَميحاً
فذَا طَبْعٌ يَجودُ بِهِ الكِرامُ

وَإنْ جَافيتَ فَاجْتَنِب اغْتِيابَاً
وَلا يَغويكَ يَاصاح إنتِقَامُ

لأنَّ المَرءَ مَهمَا عَاشَ يَفنَى
وَيَبقَى الذِكرُ لَو طالَ الخِصَامُ

وَسقمُ الجِسمِ يُشفَى مِنْ دَواءٍ
وَسقمُ النَفسِ ليسَ لهُ إلتِئامُ

....

[الحمدان]

سامح من اخطأ واعتذر
فالعفو بعد الإعتذار

ما من تعالى واستمر
على الخطأ ما له جوار

الشمس يتبعها القمر
والليل يعقبه النهار

....

[الحمدان]

لاينتهي وجعُ الغياب بخافقي
حتى تعودي أو تموت عيوني

فإذا مررتِ بخاطري فترفقي
رحماكِ في نبضٍ غدا بجنونِ

في كل ليلٍ أشتكي طيف اللقا
والوَسنُ غادرَ بالغيابِ جفوني

نَفَذَت مدامع لهفتي وتصبري
ماعدتُ أقوى سرك المكنونِ

لا الليلُ يرحمُ في نواظرِ وحشتي
والبعدُ يفتكُ في سرابِ سكوني

والشعرُ في سطري تذمرَ عن يدي
وجع يمزقُ في سطورِ شجوني

آهات سطري مابدت تقوى على
تدوين حزنٍ في الحشا مدفونِ

فتركت في سطر الغياب مواجعي
وتركت في دربِ الوداعِ ظنوني

ووضعتُ عنواناً بداخلِ قصتي
قد فاقَ من ذاكَ الغيابِ حنيني

فإذا مررتِ بقصتي فترفقي
رحماكِ في وجع غفى وسنينِ

ثم أكتبي سطرَ الختامِ لعلهُ
يطفي مدامع لهفتي وجفوني

لاينتهي وجع الغيابِ بخافقي
حتى تعودي أو تموت عيوني

....

[الحمدان]

يامن رميتِ سهامَ العشقِ في كبدي
أقولُ في ثقهٍ أهواكِ للأبدِ

منذ إرتحلتِ وقد شط المزارُ بنا
كأنما الروحُ مني فارقت جسدي

تأمليها فروحي فيكِ قد سكنت
بموضعِ العقدِ تعويذاً من الحسدِ

فإن فيكِ جمالاً في تجردهِ
نورٌ يُصيبُ عيونَ الشمسَِ بالرمدِ

وحقِ عينيك لا أسلو هواكِ ولو
أموتُ حباً من الأشواقِ والكمدِ

فأنتِ فرحةُ قلبي والحياة له
وأنتِ سلوةُ أيامي وحُلمُ غدي

....

[الحمدان]

تعاتبني عيوني فيك شوقا
ويشهق في دمي شوق دفين

أغار إذا مددت يدا لوردً
أغار اذا عليك دنت غصون

ولو ألقت عليك الشمس ضلاً
يكاد عليكِ يقتلني الجنون

....

[الحمدان]

يقول جبران خليل جبران :
كل شيء ممكن أن يتغير
إلا الصادقون في مشاعرهم

ويقول فيكتور هوغو :
الصادقون لا يعرفون التصنع
كلما هموا بالتلون فضحهم بياض قلوبهم

[الحمدان]

ياقِصَّةَ الليلِ الحزينِ تَرَفَّقي
مَهْلاً فَإنَّ الشَّوقَ قّدْ أضْناني

الشَّوقُ أرَّقَني وَأتلفَ ناظِري
وَالهَجْرُ مَـزَّقَ خاطِرَ الوجدانِ

وَالصَّبْرُ غادرني وَقَلَّتْ حيلتي
وَالبُعْدُ أَعْقَدَ مُهْجَتي وَلسَاني

أفْنَيتُ في فَصْلِ الغيابِ حِكايتي
وَالنَّـايُ أبْكـى شَـدْوةَ الألحـانِ

ما أن رَحَلْتِي وَ السُّباتُ يَعُمُّني
وَالبَرْدُ يَسْري خِلسةً أحضاني

كمْ ذا صَبَرتُ على الغروبِ وَبأسهِ
وَاسْتَوطَنَتْ في صَمْتها أشجاني

وَاسْتَعْمَرَ الصمتُ المخيفُ أزِقَّتي
وَاللّيلُ ينأى وَحْشَةَ الفُقْدانِ

هـِلِّي عَلَــيَّ كمَا الهِلال بِعِيدهِ
قَدْ طالَ صَومي في نَوَى الحرمانِ

لا أبْتَغي إلَّا الوِصَالَ فَـقَرِّبي
ما عُدْتُ أقوى لوعةَ الهِجْرانِ

رَاهَنْتُ صَبْري وَالغِيابُ أذلَّني
ياليْتني لَمْ أبْتَدِ بِرِهاني

....

[الحمدان]

سَلَبَتْ فؤادًا لم يَذقْ طَعمَ الهَوَى
وَغَدوتُ كُلّي عِندَهَا مُحْتَلّا

ويلاهُ يا للفَتكِ في نَظَرَاتِهَا
الكُحلُ ذابَ بِجفنِهَا وَابتَلّا

والفَتكُ في الغَمّازَتينِ أذَابَني
وَأحالني غصنًا هَوَى وَانسَلّا

جُمِعَتْ فتونُ السُمرِ في تَكوينِهَا
وَبوصفهَا الشِعرُ انتَهَى مُعْتَلّا*

رَبّاهُ كم دَققتَ في تَفتينِهَا
هبْ لي بهذا السُؤلِ رَبّي حَلّا

أنا لا أظنّ بأنّهَا إنسِيّةُ
بِجَمالهَا التأريخُ لا مَا دَلّا

....

[الحمدان]

سَلُوني كيفما شِئتم سلوني
وقولوا ما أردتم واسمعوني

فإن كان الغرامُ بها جنوناً
فمرحى ألف مرحى بالجنونِ

إذا ما يمَّمَتْ بالسير درباً
سلكتُ لوصلِها درب المنونِ

سأجعلها بجوف القلب نبضي
وأحفظها بحبٍ في جفوني

إليها في الهوى وجَّهت وجهي
وفي محرابها صَلّت عيوني

فمهما عِشتُ لن أهوى سواها
ومهما صار لن تحيا بدوني

....

[الحمدان]

افتش الناس بحثا عن شبيهتها
فالله يخلق بين الناس اشباها

عبثاً احاول يامن ليس يشبهها
الا سواها فليت الروح تفداها

....

[الحمدان]

سأقولُ للسِّرْبِ المغـادِرِ إنَّني
‏مازلتُ رغمَ قَتَـامةِ الآفــاقِ

‏مازلت أنبضُ لم يغادرْ أضلعي
‏دفءُ الحياة وما ذوَتْ أوراقي

‏مازلت رغم العادياتِ مقاوماً
‏متجذراً في الصخر والأعمـاقِ

‏لاتكتبوا نبـأ الرحيلِ رويدكمْ
‏ما زال هَمْسٌ في الجوانِحِ باقي

....

[الحمدان]

سافرتُ في كل القلوب ِ فلم أجدْ
إلاك قلبا في ضلوعي أزهرا

فأنا الذي باع القلوبَ جميعَها
وأنا الذي لو شاء ما شاءَ اشترى

ولقد رأيتُ سِواك ِ كأسا فارغا
لمّا رأيتك في ضلوعي كوثرا

قد فرَّ صبحي في ليالي غربتي
لكنه من شمس حبك أسفرا

هذي القصائدُ بيننا من حولنا
ياخيرَ رَحْم بالقصيد تعطرا

لمّا توضأ مِنْ دمي أهلُ الهوى
وجدوك مِسْكا ً ذابَ فيه

....

[الحمدان]

لو كنت انت معي والناس غائبةٌ
عني لما ضرني من غاب او هجرا

إن كنت حولي فكل الناس حاضرةٌ
حولي وإن غبت لم اشعر بمن حضرا

....

[الحمدان]

وتأنَسُ النّفسُ في نفْسٍ تُوافِقُها
‏بالفكرِ والطّبعِ والغاياتِ والقيمِ

والرُّوحُ لِلرُّوحِ تَدري مَن يُناغمُهَا
كَالطَّيرِ للطير فِي الإنشَادِ مَيَّالُ

لاتَألفُ الرُّوحُ إلَّا مَن يُلَاطِفُهَا
ويَهْجُرُ القَلبُ مَنْ يَقسُو وَيجْفَاهُ

عاشِر من الناسِ من تهوى طبيعتَهُ
وما عليكَ ملامٌ حين تندفع

الحر للحرِ ميالٌ برغبتِهِ
والنذل بالنذلِ مفتونٌ ومقتنع

والناسُ للناسِ والآفاقُ شاسعةٌ
والطير قالوا على أشكالِها تقع

صرح العلاقاتِ يُبنىٰ في ضمائِرِنا
على أساسٍ به الأخلاقُ تنطبِـع

وزينةُ المرء بين الناسِ منطِقهُ
‏نِصفُ الجمالُ بلين القولِ معقودُ

كل الذين لهم في القلب منزلةٌ
تُبنى منازلهم من جنس ماصنعوا

أُعاتبُ من أهوى على قدرِ ودِّهِ
‏ولا ودَّ عندِي للذي لا أعاتِبهُ

....

[الحمدان]

إني أُحِبُّكِ قاصدًا مُتعمّدًا
‏سلّمتُ قلبًا هامَ في عينيكِ

عمري فداكِ خُذيهِ لا تتردّدي
‏أنتِ الحياةُ وحلوُها بيديكِ

‏إن شئتِ ظُلمًا فاظلميني إنني
‏لكِ مِنكِ فيكِ فلا ملامَ عليكِ

‏أو شئت عدلًا فاعدلي يا مُنيتي
‏إن الهوى في الحالتينِ إليكِ

....

[الحمدان]

أراك بعين قلبي لا بعيني
وأحلمُ باللقا بعدَ ابتعادِ

وأحيا بالمنى أقتاتُ منها
فما غير المنى والحلمِ زادي

ويملؤني الحنين إليكِ حتى
يكاد يضيء من لهبٍ فؤادي

وحيدٌ رغم كل الناس حولي
غريبٌ رغم أنيَ في بلادي

ضليل في الحياة اذا ابتعدنا
فإن قربت خطاك أتى رشادي

فيا من أمسكت بزمام روحي
وعن طيبٍ تركت لها قيادي

يناديك الحنين بعمق روحي
ألا لبي حبيبك إذ ينادي

....

[الحمدان]

قلبي يحدثني بأنك لن تفي
ياهاجري قد زاد منك تأفّفي

ولقد أراني الدهر ويلات الهوى
وانا المعذّب في الهوى يامتلفي

رحلت سميّة أم تراه أفولها
كالشمس لوطلعت تعود فتختفي

مالي سوى الرحمن أطرق بابه
وألوذ بالدعوات في لطف خفي

فإذا رأيت الحزم يعلو مهجتي
لاتحزني ،،ياحلوتي،، لاترجفي

لا تحرميني من عبيرك والهوى
حنّي، على قلبي المعذّب وانصفي

مزّقت كل رسائلي ونثرتها
ومللت من نظم القصيد وأحرفي

لوزارك الشعراء يوما للهوى
فسأكتفي بتأوّهي وتعفّفي

صبّي حنانك ياأميرة ُواسكبي
يامن ملكت مشاعري و تعطّفي

ياقبلة الشعراء إنّ صلاتهم
محراب عينيك وجاؤوا لتُزلفي

ماعدتُ أدري هل تملكك الهوى
إن كنت صادقة بحبك فاحلفي

إنّي على عهد المحبة باقيٌ
قسما بمن جمع الكلام بمصحفِ

....

[الحمدان]

إنّي صَدِيٌّ ونبعُ الرِّيِّ عيناكِ
جودي بِوَصلٍ أليسَ القلبُ مأواكِ

أورَيتِ في النّأيِ جمراً لا انطِفاءَ لهُ
من يُخمدِ الجمرَ في الأحشاءِ إلّاكِ

هل تَخمدُ النارُ والأشواقُ في كبدي
إلا بترياقِ حرفٍ فيهِ نجواكِ

فالجسمُ يُشفى منَ الأسقامِ أجمَعِها
يغدو سليماً مُعافىً عندَ رؤياكِ

أهدابُ عينيكِ كالأسيافِ حانيةٌ
أدمَت فؤادي بسهمٍ حينَ لُقياكِ

مَن يُوقِفِ النّزفَ في الخفّاقِ ياأمَلي
إلّا رضابٌ كشهدٍ من ثناياكِ

فالزهرُ يَسمو بروضِ الخدِّ مُنتَشياً
يُهدي منَ الوجنتينِ العنبرَ الزاكي

والنحلُ يَعيا برَشفِ الطيبِ تَجذبُهُ
ألوانُ خَدٍّ كوردٍ في مُحَيّاكِ

....

[الحمدان]

مساكَ عَنبرٌ وسَنَاكَ مِسكُ
خُدودُكَ قشطةٌ وَ لُمَاكَ كعكُ

أحبّكَ مَالكًا شَغَفي وَعَقلي
غَرَامُكَ رَاسخٌ ما فيهِ شكُّ

أطوفُ عَليكَ كالمَجنونِ عشقًا
ويأخذني إلى عينيكَ نسكُ

فِداؤكَ مُهجَتي وَسِنينُ عُمري
فأنتَ متيّمي وسواكَ شِركُ

....

[الحمدان]

نصيبي من هواكم أن ألاقي
على مر الزمان أذى الفراقِ

أوجّهُ كلّما هبّت شمالٌ
قوافل من حنيني واشتياقي

وأنقش في أديم النفس سطرًا
تترجمه المشاعر والمآقي

إلام نعيش غربتنا ونشقى
وحتّام انتظاري واحتراقي

وأنّى نلتقي فالعمر يمضي
وتطويه الدّجى طيَّ السواقي

إذا سرق الزمان ربيع قلبي
فهل لي من شذى ذكراك باقِ

أتوق أتوق يا عمري لوصلٍ
يردّ البدر من كهف المحـاقِ

أتوق إلى مواسم من هناءٍ
تلاشت بعدما عزّ التّلاقي

فأيّان الوصال يعيد فينا
منىً ضاعت ببيداء الفراقِ

....

[الحمدان]

خذ لا أبالك للمنيّةٍ عُدَّةً
واحتلْ لنفسِكَ إنْ أردتَ صلاحها

لا تَغْترِرْ فكأنَّني بعُقاب رَيب
الموتِ قد نشرتْ عليك جناحَها


....

[الحمدان]

وَلَكِنْ فِطَامُ النَّفْسِ أَثْقَلُ مَحْمَلًا
مِنَ الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ حِينَ تَرُومُهَا

عمرو بن كلثوم

[الحمدان]

كَمْ من عَدُوٍّ جاهِـدٍ
بالشَّـرِّ لَو يَـسْطِيعُ شَرَّا

يغتابُ عِرضي غَـائِـبًا
فَإِذَا تَـلَاقَـيْـنَـا اقْـشَـعَـرَّا

يُبدي كلامًا ليِّــنًا
عِنْدِي وَيَـحْقِرُ مُسْتَسِرَّا

عمرو بن كلثوم

[الحمدان]

يَقُولُ النَّاسُ يَاعمَرِي
بِأَنكَ سَوفَ تَنسَانِي

وَتَنسَى أَننِي يَومًا
وَهبتُكَ نَبضٌ وَجدَانِي

وَتَعشَقُ مَوجَةً أُخرَى
وَتَهجُرُ دِفءَ شَطَآنِي

وَتَجلِس مِثلَمَا كُنا
لِتَسمَعَ بَعضَ أَلحَانِي

وَلَا تَعنِيكَ أَحزَانِي
وَيَسقطُ كَالمِنَى اسمِي

وَسَوف يُتوِه عُنوَانِي
تَرَى سَتَقُولُ يَا عُمرِي
بِأَنكَ كُنتَ تَهوَانِي

....

[الحمدان]

لاتصغّرين النفس وأنتِ كبيرة
ولا تمسكين الوقت وأنتِ الخيارات

ولا تسمعين الزيف وأنتِ بصيرة
ولا تغيرين الطبع وأنتِ القناعات

ولا تشابهين بشيء وأنتِ الأخيرة
ولا تسابقين الغير وأنتِ البدايات

ولا تقبلين القل وأنتِ كثيره
ولا تطلبين الحل وأنتِ الإجابات

....

[الحمدان]

ما كُلُّ أمرٍ في الحياةِ نُحِبُّهُ
يمضي كما نرجو لهُ أو نشتهي

بعضُ الحكايا حُسْنُها وجمالُها
أنْ تنتهي ونودُّ أن لاتنتهي


....

[الحمدان]

يا مَنْ عَرَفْتُكَ ‏بالتَّماسُكِ مـولَعًا
‏حُريَّةُ الجُدرانِ أن تتصَدَّعا

‏ضاقَ المَدَىٰ المكتوبُ باسمِكَ فلْتَكُنْ
أنتَ التَشَظِّي فيهِ كي يَتَوَسَّعا

....

[الحمدان]

أريدُ الحياةَ ربيعًا وفجرًا
وحُلمًا أعانِقُ فيهِ السماء

فماذا تفيدُ قيود السنينِ
نكبِّلُ فيها المُنى والرجاء

تُرى هل تريدين سِجنًا كبيرًا
وفي راحتيهِ يموتُ الوفاء

أريدُ الحياةَ كطيرٍ طليقٍ
يرى الشمسَ بيتًا يرى العمر ماء

أريدهُ صبحًا على كل شيءٍ
كفانا معَ الخوفِ ليلَ الشقاء

....

[الحمدان]

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ
أو شُرفتان راحَ ينأى عنهما القمر

عيناكِ حين تَبسمانِ تورقُ الكروم
وترقص الأضواء كالأقمار في نهَرْ

....

[الحمدان]

‏مَن ذَا يُحَاسِبُنِي عَليكِ وَأَنتِ لِي
هِبَةُ السَّمَاءِ وَنِعمَةُ الأَقدَارِ

مَن ذَا يُحَاسِبُنِي عَلى مَا فِي دَمِي
مِن لُؤلُؤٍ وَزمُرُّدٍ وَمحَارِ

إِني أُحِبُّكِ دَونَ أَيِ تَحَفُظٍ
وَأعِيشُ فِيكِ وِلَادَتِي وَدَمَارِي

إِني اقتَرَفتُكِ عَامِدَاً مُتَعَمدَاً
إِن كُنتِ عَارَاً يَا لِرَوعَةِ عَارِي

....

[الحمدان]

وَما يُبْكِيكَ يَا قَلْبِي
أليْسَ الحُزْنُ قَدْ زَالا

سَتَلْقَى بَعْدَ مَنْ رَحَلُوا
مِنَ الأحْبَابِ أبْدَالا

وَأرْضُ الله واسعة
فُكُنْ فِي الأرْضِ رَحّالا

وَلَا تأْسَفْ على زَمَنٍ
أرَاكَ الحُزْنَ أشْكَالا

....

[الحمدان]

تعال إليّ فالأيامُ ثُقلٌ
‏ومن إلاّك يجعلُها خِفافَا

‏وإنّ ليَالي الأشوَاق تمضي
‏على أروَاحِنا سَبعاً عِجافَا

‏وكل الناس قد عَلِموا بأني
‏مُتيمٌ بعينيك لا خلافَا

‏فخُذني حَيثُ لا حزنٌ وبينٌ
‏لعلّ القلبَ من خوفٍ تشافى

‏فقلبٌ أنتَ آخذُهُ إليك
‏حَرامٌ بعدَ أمنِكَ أن يخافا

....

[الحمدان]

غداً نمضي .. كما جئنا
وقد ننسى بريق الضوءِ والألَوان

وقد نهفُو إلى زمنٍ بلا عنوان

وقد ننسى وقد نُنسى
فلا يبقى لنا شيء لنذكره مع النسيان

فيكفي أننا يوماً تمرَّدنا على الأحزانِ
ويكفي أننا يوماً تلاقينا
بلا استئــــذان

....

[الحمدان]

سيأتى إليكِ زمانٌ جديد
ويصبح وجهي خيالاً عَبَرْ

ونقرأ فى الليل شعراً جميلاً
يذوب حنيناً كضوء القمر

وفى لحظة نستعيد الزمان
ونذكر عمراً مضى واندثرْ

فيرجع للقلب دفءُ الحياة
وينساب كالضوء صوتُ المطر

ولن نستعيد حكايا العتاب
ولا من أحبَّ ولا من غدر

....

[الحمدان]

علمتني الأشواقَ منذ لقائنا
فرأيتُ في عينيكِ أحلامَ العُمر

وشدوتُ لحناً في الوفاءِ لعله
ما زال يؤنسني بأيامِ السهر

وغرستُ حُبكِ في الفؤادِ وكلما
مضت السنينُ أراهُ دوماً يزدهر

وأمامَ بيتكِ قد وضعتُ حقائبي
يوماً ودعتُ المتاعبَ والسفر

وغفرتُ للأيامِ كُلَّ خطيئةٍ
وغفرتُ للدنيا وسامحتُ البشر

....

[الحمدان]

تعالي ففي العمرِ حلمٌ عنيدٌ
فما زلتُ أحلمُ بالمستحيل

تعالي فما زالَ في الصبحِ ضوءٌ
وفي الليل يضحكٌ بدرٌ جميل

أحُبك والعمرُ حلمٌ نقيٌّ
أحبك واليأسُ قيدُ ثقيل

وتبقين وحدكِ صبحاً بعيني
إذا تاه دربي فأنتِ الدليل

....

[الحمدان]

قََدَّمتُ عُمرِى لِلأَحلامِ قُربَانَا
لاخُنْتُ عَهْدًا وَلا خَادَعتُ إِنْسَانَا

شَاخَ الزَّمَانُ وَأَحْلامِى تُضَلِّلُنِى
وَسَارِقُ الحُلْمِ كَمْ بِالوَهَمِ أَغْوَانَا

شَاخَ الزَّمَانُ وسَـجَّانِى يُحَاصِرُنى
وَكُلَّمَا ازْدَادَ بَطْشًا زِدْتُ إِيمَانَا

....

[الحمدان]

سيمحو الموجُ أقدامي
كما يغتالُ أقدامِك

ويدفن بينها حُلمي
رفاتاً بين أحلامِك

وتبقى بعدَنا ذكرى
تساءلُ أين أيامك

....

[الحمدان]

وَإذَا بُليتَ بجَاهلٍ متعَنِّتٍ
فَاجعَل سُكوتَكَ فِي النِّقاشِ سَبيلَا

[الحمدان]

لماذا إن مشيتِ أمام قومٍ
تفجّرَ في ملامحهم سرورُ

وحينَ تمرُّ كَفُّكِ فوق شيءٍ
يُغيِّرُ عمرَهُ ذاك المرورُ

وتشعرُ بامتنانٍ كل أرضٍ
عبرتِ بها فيا نِعمَ العُبورُ

وتلتفت الرقابُ إليكِ فوراً
ويُنفَخُ في نواحي الأرضِ صُورُ

فهل صَدَقَتْ أساطيرُ القُدامى
بأنَّ جدودَكُم في الأصلِ حورُ

....

[الحمدان]

‏تَملَّكتُمُ عقلي وطَرفي ومَسمَعي
وروحي وأحشائِي وكلّي بأجمَعي

وتَيّهتُموني في بديعِ جمالِكم
فلم أدرِ في بحرِ الهوى أين مَوضِعي

وأوصَيتُموني لا أبوحُ بسِرِّكُم
فباح بما أُخفي تَفَيُّضُ أدمُعي

فلمّا فَنَى صبري وقلَّ تَجَلُّدي
وفارقني نومي وحرّمتُ مَضجَعي

‏شكوتُ لِقاضي الحبِّ قلتُ أحِبَّتي
جَفَوْنِي وقالوا أنت في الحبِّ مُدَّعي

وعندي شُهودٌ بالصَّبابة والأسى
يُزكُّون دَعوايَ إذا جئتُ أدّعي

سُهادي ووَجدي واكتِئابي ولَوعتي
وشوقي وسُقْمي واصفِراري وأدمُعي

‏ومِن عَجَبٍ أني أحِنُّ إليهِمُ
وأسأل شوقًا عنهمُ وهُمُ معي

وتبكيهُمُ عيني وهم في سَوادِها
ويشكو النَّوى قلبي وهم بين أضلُعي

فإن طلبوني في حقوقِ هواهُم
فإني فقيرٌ لاعليَّ ولا معي

وإن سجنوني في سجونِ جفاهُم
دخَلتُ عليهم بالشفيعِ المُشَفَّعِ

....

[الحمدان]

‏عجباً لها تمشي خُطَى أقدامها
تركَت بِحبَّاتِ الرِّمالِ شَذاها

أخشَى إذا شَرِبَت ونالت كأسها
أن يجرحَ الماءُ الزُّلالُ شِفاها

يا من تُعذِّبُني بسحرِ جمالها
أدمنتُ من أجل الجمالِ الآهَا

إن مسَّني بالحسنِ منها طائفُ
أو نابني ضرٌّ ذكرتُ اللهَ

إنِّي أعوذُ بربِّها من حُسنِها
أأحبُّها ياقومُ أم أخشَاها

....

[الحمدان]

‏شَبيهي بدرُ التِمّ بل أنا أنوَرُ
‏وخَدّي ياقوتةٌ وثغري جَوهرُ

‏ونِصفي كافورٌ وثُلثي عَنبرُ
‏وخِمسي ماء وردٍ وباقيا سُكّرُ

‏خُلقتُ من الإشراقِ والنورِ والبهاء
‏وصورةٌ في عقلي فجل المُصوِرُ


....

[الحمدان]

‏واللهِ ما طلعت شمسٌ ولا غربت
‏إلا وحبّك مقرون بأنفاسي

‏ ولا جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُم
‏إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي

‏ولا ذكرتك محزوناً ولا فَرِحا
‏إلا وأنت بقلبي بين وسواسي

....

[الحمدان]

نبيٌّ كاملُ الأوصافِ تمّت
محاسنُه فقيلَ له الحبيب

يُفرِّجُ ذِكرُه الكُرُبات عنّا
إذا نزلت بِساحتنا الكُروب

مدائِحهُ تزيدُ القلبَ شوقاً
إليه كأنَّها حليٌ وطِيب

البوصيري

[الحمدان]

وَكُن رزيناً طَويلَ الـصَّمتِ ذَا فِكرٍ
فَإن نطقتَ فلا تُكثِر مِن الخُطبِ

ولَا تُجـبْ سـائلاً من غـيرِ تـرويـةٍ
وبِالـذي لم تـسل عنهُ فلا تُجبِ

....

[الحمدان]

‏أنا يا صديقة متعبٌ بعروبتي
‏فهل العروبة لعنة وعقابُ

‏أمشي على ورق الخريطة خائفاً
‏فعلى الخريطة كلنا أغرابُ

....

[الحمدان]

‏وَحالاتُ الزَمانِ عَلَيكَ شَتّى
‏وَحالُكَ واحِدٌ في كُلِّ حالِ

‏فَإِن تَفُقِ الأَنامَ وَأَنتَ مِنهُم
‏فَإِنَّ المِسكَ بَعضُ دَمِ الغَزالِ

المتنبي

[الحمدان]

أمس انتهى واليوم أفلتَهُ الغَدُ
‏ومصيرنا بابٌ قديمٌ موصَدُ

‏نمشي إلى بعضٍ وعند لقائنا
‏نرتدُّ نُـحـجِمُ ننزوي نتردّدُ

‏أشياءُ تمنعنُي البقاءَ أخافُها
‏فأنا وأنتِ بـسيطةٌ ومُـعَقّدُ


ابراهيم الصّواني

[الحمدان]

‏أنَا السُعُوديُّ ذا أصْلي وذي بلدي
‏وصِيَّةٌ لأبي أُوصي بها وَلدِي
‏
أنا السُعوديُّ داري سوفَ أحرُسها
‏ولا أخافُ سواهُ الواحد الأحدِ 🇸🇦

[الحمدان]

🇸🇦
يا سائلا عن موطني وبلادي
ومفتشا عن موطن الأجدادِ

وطني به البيت الحرام وطيبة
وبه رسول الحق خير منادي

وطني به الشرع المطهر حاكم
بالحق ينهي ثورة الأحقاد

وطني عزيز فيه كل محبة
تعلو وتسمو فوق كل سواد

وطني يسير الخير في ارجائه
ويعم رغم أنف الحساد

....

[الحمدان]

إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
‏قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيِينَ قَتلانا

‏ يَصرَعنَ ذا اللُبِّ حَتّى لا حِراكَ بِهِ
‏وَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركانا

....

[الحمدان]

‏لَهُ الأَشوَاقُ تَنسَكِبُ انسِكَابَا
وَيَغدُو شِعرُنَا شَهدَاً مُذَابَا

وَتَزدَحِمُ الحُرُوفُ لَهُ اشتِيَاقَا
فَكَمْ بِمَدِيحِهِ فَاضَت عِذَابَا

نَبِيٌّ قَد أَتَى بَرَّاً رَؤُوفَاً
يَخَافُ عَلَى رَعِيَّتِهِ العَذَابَا

أَلَا صَلُّوا فَمَنْ صَلَّى عَلَيهِ
كَفَاهُ اللهُ ذُو العَرشِ الصِّعَابَا

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

[الحمدان]

نَشكو الزّمانَ وما أتَى بجنايةٍ
ولَوِ استَطاعَ تكلّمًا لشَكانا

المعري

[الحمدان]

‏وهذه الأرض رغم الدمعِ باسمة
وهذه الروح رغم الآه تبتهجُ

فعِش بقلب يرىظ° مِن لُطفِ خالقه
كيف الشدائد بعد الضيق تَنفرجُ


محمد الجويسم

[الحمدان]

ماذا عَلى طَيفِ الأَحِبَّةِ لَو سَرى
وَعَلَيهِمُ لَو سامَحوني بِالكَرى

جَنَحوا إِلى قَولِ الوُشاةِ فَأَعرَضوا
وَاللَهُ يَعلَمُ أَنَّ ذلِكُ مُفتَرى

يا مُعرِضاً عَنّي بِغَيرِ جِنايَةٍ
إِلّا لِما رَقشَ الحَسودُ وَزوَّرا

هَبني أَسَأتُ كَما تقَوَّلَ وَاِفتَرى
وَأَتَيتُ في حُبَّيكَ أَمراً مُنكَرا

ما بَعد بُعدِك وَالصُدودِ عُقوبَةٌ
يا هاجِري قَد آنَ لي أَن تَغفِرا

لاتَجمَعَنَّ عَلَيَّ عَتبِكَ وَالنَوى
حَسبُ المُحِب عُقوبَةً أَن يُهجَرا


ابن عنين

[الحمدان]

بحبّ محمدٍ تعلو الجباهُ
وتأنسُ حين يغمرُها سَناهُ

وقد علمتْ بأنَّ اللهَ صلّىٰ
عليهِ والملائكُ في عُلاهُ

ونادىٰ المؤمنينَ بأنْ يصلّوا
ويتّبِعوا علىٰ خُلُقٍ هُداهُ

عليهِ صلاةُ ربي كلَّ حينٍ
وتسليمٌ تفوحُ به الشِّفاهُ


اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

[الحمدان]

‏ولّىٰ الشبابُ فما لهُ مِن أوْبَةٍ
أتراهُ يرجِعُ لو رجَوْتَ إيابا

نغْتَرُّ بالدنيا وندري أنّنا
فيهــا نُلاحِقُ واهياً وسرابا

يا ربّ ألبِسْنا بها ثوبَ التُّقَىٰ
واجعل أمانينا هُدىً ومتابا


عبدالخالق الحفظي

[الحمدان]

هي القناعة لا تبغي بها بدلاً
فيها النعيم وفيها راحة البدنِ

انظر لمَن مَلكَ الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير القطن والكفنِ

أبو فراس الحمداني

[الحمدان]

أنشد مخارق المُغنيّ عند المأمون قول
أبي العتاهية:

وَإنّي لمُشْتاقٌ إلى ظِلّ صاحِبٍ
يَرُوقُ وَيَصْفُو إنْ كدِرْتُ علَيْهِ


فقال المأمون : أعد فأعاده سبع مرات
فقال المأمون:
يا مخارق خُذْ مِنِّي الخلافةَ
وأعطني هذا الصاحب

[الحمدان]

‏جَمِيْعُ النَّاسِ في الدُّنيَا سَواءُ
فَلَنْ تَبْقَىٰ ولَنْ يَبْقَىٰ الثَّرَاءُ

فَلا تَغتَرَّ فِي شَيْءٍ سَيَفْنَىٰ
فَعِزُّ المَرْءِ بالفَانِي غَبَاءُ

فَدَعْ عَنْكَ التَّكَبُّرَ كُنْ عَقُولًا
فَكِبْرُ المَرْءِ عُقْبَاهُ الشَّقَاءُ

د. جهاد جحا

[الحمدان]

أَتَطلُبُ مِن أَخٍ خُلُقاً جَليلاً
وَخَلقُ الناسِ مِن ماءٍ مَهينِ

فَسامِح أَن تُكَدَّرَ وُدَّ خِلٍّ
فَإِنَّ المَرءَ مِن ماءٍ وَطينِ


صفي الدين الحلي

[الحمدان]

‏قال ابن الجوزي :
وكم رأينا ممن جمع المال
ولم يتمتع به فأبقاه لغيره وأفنىٰ نفسه

كما قال الشاعر :
كَدُودَةِ القَزِّ ما تَبْنيهِ يَهْدِمُهَا
وَغَيْرُهَا بِالَّذِي تَبْنِيْهِ يَنْتَفِعُ

صيد الخاطر لابن الجوزي

[الحمدان]

أزِف الفراق فهل أُودع صامتاً
أم أنت مُصغٍ للعتاب فأعتبُ

هيهات ما أحيا العتابُ مودةً
تُغتالُ أو صد الصُّدُود تقرُّبُ


د. غازي القصيبي

[الحمدان]

‏يا نفسُ ما لَكِ إلا الصبرُ والأمَلُ
ودعوةٌ في دياجي الليلِ تعتمِلُ

لِلصابرينَ مِن المَولىٰ مَعِيَّتُهُ
ما خيَّبَ اللهُ مَن يَدعو ويَبتَهِلُ

د. محمود الحليبي

[الحمدان]

‏فعلامَ نقلقُ والحياةُ قصيرةٌ
هلّا ملأنا عمرنا إشراقا

دعها لربّكَ واسترحْ مِن همّها
وأدرْ لها قلبًا وعِشْ برّاقا

وأرِ الحوادثَ حكمةً وصلابةً
واغنمْ وذقْ طعمَ الحياةِ مذاقا

ما أنت إلّا زائرٌ و مُغادِرٌ
خفّفْ حمولَكَ إن أردتَ سِباقا

الغوث محمد

[الحمدان]

قال أبو جعفر الشّيباني :
أتانا يوماً أبو مَيَّاس الشاعر
ونحن في جماعة فقال:
ما أنَتم فيه‏ وما تتذاكرون
قلنا : نَذْكُر الزمان وفَساده
قال : كلا إنما الزمانُ وِعاء
وما ألْقِي فيه مِن خَيْر
أو شرّ كان على حاله
ثم أنشأ يقول‏:‏

أرَى حُللاً تُصان على أناسٍ
وأخلاقاً تُدَاسُ فَما تُصَان

يَقولوِن الزمانُ به فَسادٌ
وهُم فَسدوا وما فَسد الزمان

العقد الفريد لإبن عبد ربه الأندلسى

[الحمدان]

لي صديقٌ يرىٰ حقوقي عليهِ
نافلاتٍ وحقَّهُ كان فرضَا

لو قطعتُ البلادَ طولًا إليه
ثُمَّ مِن بعد طولِها سِرْتُ عَرْضَا

لرأىٰ ما فعلتُ غيرَ كبيرٍ
واشتهىٰ أن يزيدَ في الأرض أرْضَا

العُتبي

[الحمدان]

قال أبو بكر بن عيّاش رحمه الله تعاليٰ :
نزلت بي مصيبةٌ أوجعَتْني
فذكَرتُ قول ذي الرّمّة

لعلَّ انحدارَ الدَّمْعِ يُعقِبُ راحةً
مِن الوجدِ أو يشفي نجيَّ البلابِلِ

فخَلَوتُ فبَكَيتُ فسَلَوت

الكامل للمُبَرَّد [١ / ٧٦]

[الحمدان]

‏أؤمِّلُ أن أحيا وفي كل ساعةٍ
تَمُرّ بي الموتىٰ تُهَزُّ نُعوشُها

وهل أنا إلا مثلُهمْ غير أن لي
بقايا ليالٍ في الزمان أعيشُها

ابن عصرون

[الحمدان]

رباهُ نفسي سعت بالأرض مسرفةً
والربحُ مِن متعةِ الإسرافِ خُسرانُ

أخشىٰ عليها إذا حانت مَـنـيتُـها
لمْ يـُغتَـفرْ سلفًا ظلمٌ وبـهـتانُ

ويلاهُ كـيف وقـوفي حين تسألُها
والعينُ والثغرُ والأطرافُ برهانُ

رُحماك ربي فـظني فيكَ مُنـعَقِدُ
فـقـد رَحِمتَ أُناسـًا كيفما كانوا

خالد العوفي

[الحمدان]

‏لا أُنسَ لي إلا بذكرك خالقي
فامنح فؤاديَ ما يَسرُّ ويُفرِحُ

أنت الذي أشكو ويعلمُ ما الذي
أشكو ولا أحكي له أو أشرحُ

د. محمود الحليبي

[الحمدان]

هي البدرُ حسناً والنساءُ كواكبٌ
‏وشتّانَ ما بين الكواكب والبدر

‏لقد فضّلتْ حسناً على الناس مثلما
‏على ألفِ شهرٍ فضّلتْ ليلة القدرِ

....

[الحمدان]

هَوِّن عَلَيكَ فَمَا فِي الدَّارِ أحبَابُ
لَا تَجرَحِ الكَفَّ يَكفِي جُرحَ مَن غَابُوا

يَا طَارِقَ البَابِ لَو تَدرِي بِقِصَّتِنَا
لَقُلتَ كَيفَ نَجَا مِن بَعدِنَا البَابُ

....

[الحمدان]

‏في صمتِها تملك الملاكُ المُلهَمُ
‏ما لا تبوحُ بهِ وينطِقُهُ الفمُ

‏تُعطيكَ مِن كفِّ القبولِ إشارةً
‏ولسانُ حالِها قائلاً هل تفهمُ

‏ولرُبما بِكَ قد تعلَّقَ قلبُها
‏لكنّها تُخفي الحنينَ وتكتُمُ

‏وإذا تحدَّرَ من غمامٍ لفظُها
‏هَطلَت بهِ عذباً ودُرَّاً يُنظَمُ

....

[الحمدان]

‏أبَعد الحَارِثِ المَلِكِ بن عَمرٍو
لهُ مُلكُ العِرَاقِ إلى عُمانِ

مُجَاوَرَةً بَني شَمَجَى بن جَرمٍ
هَوانًا ما أُتيحَ مِنَ الهَوانِ

وَيَمنَحُهَا بَنُو شَمَجَى بن جَرمٍ
مَعِيزَهُمُ حَنانَكَ ذَا الحَنَانِ

....

[الحمدان]

‏لا أُنسَ لي إلا بذكرك خالقي
فامنح فؤاديَ ما يَسرُّ ويُفرِحُ

أنت الذي أشكو ويعلمُ ما الذي
أشكو ولا أحكي له أو أشرحُ


د. محمود الحليبي

[الحمدان]

واغتَنِمْ رَكْـعَتينِ زُلْفَىٰ إلىٰ الله
إذاَ كُنتَ فَارِغاً مُستَريحا

وإذا ما هَمَمْتَ بالنطِقِ الباَطِلِ
فَاجعَل مَكَانَهُ تَسبِيحا

إنَّ بَعْضَ السُّكُوتِ خَيْرٌ مِن النُّطقِ
وإنْ كُنْتَ بالكلامِ فَصِيحا


عبد الله بن المبارك

[الحمدان]

‏إلهَ العرشِ بلّغني مُرادي
وأرشدني إلى طُرُقِ الرّشادِ

وثبِّتْني على دينٍ قَويمٍ
أذوق به الحلاوةَ في فؤادي

به ينجو مِن الأحزانِ قلبي
وأدركُ غايتي يومَ التَّنادِ


د. عبدالرحمن العشماوي

[الحمدان]

سَلَّمتُهُ الأمرَ لا يأساً ولا جزعاً
ولا اضطراراً كما قد كانَ مِن دأبي

سَلَّمتُهُ بيقينٍ أنَّ خِيرتهُ
خيرٌ لقلبيَ ممَّا يشتهي قلبي


فالح بن طفلة

[الحمدان]

أَفنَيتَ عُمرَكَ وَالذُنوبُ تَزيدُ
وَالكاتِبُ المَحصي عَلَيكَ شَهيدُ

كَم قُلتَ لَستُ بِعائِدٍ في سَوأَةٍ
وَنَذَرتَ فيها ثُمَّ صِرتَ تَعودُ

حَتّىٰ مَتىٰ لا تَرعَوي عَن لَذَّةٍ
وَحِسابُها يَومَ الحِسابِ شَديدُ

وَكَأَنَّني بِكَ قد أَتَتكَ مَنِيَّةٌ
لا شَكَّ أَنَّ سَبيلَها مَورودُ


ابو نواس

[الحمدان]

هَيهاتَ ما الدُنيا بِدارٍ يُرتَجىٰ
فيها البَقاءُ وَلا يَتمُّ سُرورُها

وَالمَوتُ غايةُ كُلّ نَفسٍ فَاِستَوَت
عِندَ اللَبيبِ قُصورُها وَقُبورُها

إبراهيم اليازجي

[الحمدان]

يا مُعرضًا عن تلاوة القرآن
مشغولًا باللهو والهذيان
ستدرى مَن يندم يوم الخسران
استدرك ما قد فات مِن هذا الزمان
وقم في الأسحار
فللسحر مع الرحمة شان
وسَلِ العفو عمَّا سلف منك و كان .


ابن الجوزي | التبصرة ( ٣٠٤/١ )

[الحمدان]

إذا أنتَ لم ترحلْ بزادٍ مِنَ التُّقىٰ
‏ولاقيتَ بعدَ الموتِ مَن قد تزوَّدا

‏ندمتَ علىٰ ألاَّ تكونَ كمثلهِ
‏فترصدَ للموتِ الذي كانَ أرصَدا


ابن الجوزي

[الحمدان]

فقدْ تورقُ الأشجارُ بعدَ ذبولها
وَيَخْضَرُّ سَاقُ النَّبْتِ وَهْوَ هَشِيمُ

إذا ما أرادَ اللهُ إتمامَ حاجة ِ
أَتَتْكَ عَلَىٰ وَشْكٍ وَأَنْتَ مُقِيمُ

البارودي

[الحمدان]

‏أبثُ شكواي للرحمنِ يسمعها
والله يعلمها مِن قِبَلِ أن أشكو

يا عالمَ السرِ لا تخفاكَ خافية
أنتَ المجيبُ فحقق كلَ ما أرجو

....

[الحمدان]

دموعك سوف يرحمها الرحيمُ
ويجبر قلبك الربُّ الكريمُ

وسوف تمرّ أيّام البلايا
فتسأل كيف فاتتني الهمومُ

أمل الشيخ

[الحمدان]

تَاللَهِ ما حَمَلَت أُنثىٰ وَلا وَضَعَت
مِثلَ النَبِيِّ رَسولِ الرَحمَةِ الهادي

وَلا بَرا الله خلْقاً مِنْ بَريّتِهِ
أَوفىٰ بِذِمَّةِ جارٍ أَو بِميعادِ

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

حسّان بن ثابت

[الحمدان]

إذا أتعبتك دروب الحياة
وضاقت عليك ولم تستقمْ

وتشعر بالحزن يغشىٰ الفؤاد
وفي الجوف أمواجه تلتطمْ

وكالنار في الصدر لا تنطفي
ولفح هجير به يحتدمْ

فيمِّم بقلبك شطر الرحيم
وقل يا أسايَ غدا تنهزمْ


لطيفه الفهيد

[الحمدان]

وسألتُهُ عن حالهِ فأجابني
إنِّي بخيرٍ والعيونُ دموعُ

فعرفتُ أنَّ جوابَهُ مُتجلِّدٌ
وفؤادهُ بهمومهِ موجوعُ

جمال الحمداء

[الحمدان]

‏إن كانت الدُّنيا هوىً
فرضاكَ ربّـي مطمعي

هبني بفضـلك جـنـةً
واحشُر أحبائِي مَعي

هياء المشاري

[الحمدان]

في الليلِ تنبعثُ الشجونُ فخُذ بها
للهِ حيثُ الأنسُ والسجداتُ

فهناك تغتسلُ النفوسُ مِن الأسىٰ
وتعمُّها الرحماتُ والبركاتُ

د. محمود الحليبي

[الحمدان]

شادَ الملوكُ قصورهم وتحصَّنوا
مِن كلِّ طَـالب حَاجةٍ أو راغبِ

غَـالوا بأبـوابِ الحَديد لعـزّها
وتَنافسوا في قبحِ وجه الحَاجبِ

فَـإذا تَلطَّف للدخولِ عليهـمُ
راجٍ تـلقَّــوه بعُــذرٍ كــاذبِ

فاطلب إلىٰ ملكِ الملوك ولا تَكُنْ
بادي الضراعة طالباً مِن طالبِ

محمود الوراق

[الحمدان]

أنتَ الَّذي تعفو ومَنْ ذا غيرُكَ
اللهُ يغْفرُ زلَّتي وذُنوبِي

إنِّي أتيْتُكَ والهُمومُ تحُفُّني
يا ربِّ فَرِّجْ كُربَةَ المكروبِ

علي الحمود

[الحمدان]

إلَهِي مَن سِوَاكَ يُنِيرُ قَلبِي
إذَا مَا غَابَ عَن قَلبِي الضِّيَاءُ

رَجَائِي مِنكَ أن أحظَى بِعَفوٍ
وَسِترٍ يَومَ لَا يُجدِي البُكَاءُ

....

[الحمدان]

‏يَا رَبِّ إنَّكَ عَالِمٌ بسَرِيرَتِي
وَبِأنَّنِي لَكَ يَا عَظِيمُ مُوَحِّدُ

فَاغفِر لِمَن مَلَأَ الصَّحَائفَ غَفلَةً
وَاصفَح فبَابُكَ رَحمَةٌ لَا تُوصَدُ

فَالِح بِن طِفلَة

[الحمدان]

وما النَّاسُ إلاَّ هالِكٌ وابنُ هالِكٍ
وذو نَسَبٍ في الهالِكينَ عريقِ

إذا امتَحَنَ الدُّنيا لَبيبٌ تَكَشَّفَتْ
لَهُ عَن عَدُوٍّ في ثِيابِ صَديقِ

أبو نواس

[الحمدان]

تمضي بِنَا الأيامُ مسرعة
الطفلُ أصبح بيننا جَدَّا

هي قصةٌ عنوان آخرها
إنَّ الحياة قصيرة جِدَّا

د. محمد المقرن

[الحمدان]

إذا مَا كنت مهموماً حَزيناً
ودمعُ العينِ مدراراً يَسِيلُ

فنادِ الِلهَ فِـي لَيلٍ بهيمٍ
وقُـل يـا رَبِّ محتاجٌ ذليلٌ

....

[الحمدان]

‏الشمسُ في طرْفِ عينيها مُكبلةٌ
والليلُ في شعرها قد باتَ مسجوناً

أنثى من الغيمِ إن جاءت على عجلٍ
تحيي بجِيئَتِها تينًا وزيتونا

....

[الحمدان]

‏يا وَحشةَ اللّيلِ لا أُنسٌ ولا سَمَرُ
‏ولا نُجـومٌ تُناجِيها ولا قَمَرُ

‏غابَ الأحبّةُ عَن عَينَيكَ واحتَجَبُوا
‏فكَيفَ يَغمَضُ جَفنٌ شَدّهُ السَهَرُ

....

[الحمدان]

‏من ذا يُقاضيني وأنتِ قضيَّتي
ورفيقُ أحلامي وضوءُ نهاري

من ذا يهدِّدُني وأنتِ حضارتي
وثقافتي وكتابتي ومَناري

....

[الحمدان]

إلى متى وحنينُ الشَّوق يقتُلني
‏ومن يداوي جِراح الروح بالتلفِ

‏مازالَ قلبي برغمِ البُعدِ يؤلمنِي
‏كم من غيابٍ بلا عُذرٍ ولا أَسفِ

‏ناشدتُكَ الله هل بات الهوى ألماً
‏ومن لنبضِي إذا أسْرفتُ في شَغَفي

‏أحْيَا الحياةَ بلا رُوحٍ كأن بها
‏طعم المماتِ بلا نَزْعٍ ولا وَجَفِ

....

[الحمدان]

خارج الصندوق....

من نوادر العرب في فنِّ التلميح والذَّكاء:

‏يُحكى أن رجلًا مرَّ على جسر بغدادَ فمرّتْ فتاةٌ جليلةٌ
فأبصرَها فتًى كان جالسًا فقال:

‏رحِم الله علي بن الجهمةفقالت الفتاة:

‏ورحم الله أبا العلاء، وانصرفتْ

‏فعجِبَ الرَّجل مما سمعهُ من الفتى والفتاة فتوجَّه

إلى الفتى وأقسم له إن لم يوضح له الأمرَ لَيَشكوَنَّه إلى رجالِ الشُرَطِ
فقال:
‏إني قلتُ رحم الله علي بن الجهم أقصد قوله في قصيدةٍ له يقول فيها :

‏عيونُ المها بين الرُّصَافةِ والجِسرِ
‏جَلبْنَ الهوَى من حيثُ أدري ولا أدْري

‏فردَّت هي مُتَرحِّمةً على أبي العلاء المعري

فأدركتُ أنها فهمت قصدي
وأنها تعني بيتَ شعرٍ لأبي العلاء
يقول فيه:

‏أيَا دارَها بالخَيْفِِ إنَّ مَزارَها
‏قريبٌ ولكنْ دونَ ذلك أهْوالُ

يقول الرجلُ:
فانصرفْتُ وأنا لا أدري لأيِّ شيءٍ أكون أكثرَ عَجَبًا أمِن ذكاءِ الفتَى أم من لَماحيةِ الفتاةِ وحُسْنِ حفظِها أم من غفلتي وجهلي وعدم حفظي

[الحمدان]

‏تَبَسّمي كي يزيدَ الصّبحُ إِشراقا
ولـوّني في فضاءِ الحُـسنِ آفاقا

واسْتمْطِـري السّعْدَ ظمآناً يعانِقُنا
الروحُ عطْشى فَصُبّي البِشْرَ إِغداقا

وأعْشـبي الرّوضَ أنفاساً تُعَـطِّـرُنا
من نَـفْحِها مالَ عودُ الوردِ مشتاقا

تَضوَّعَ العطرُ منكِ هل عَلمتِ بِـهِ
كلا وهل تحْـذرُ الأزهارُ إمـلاقـا

من جمرة العشقِ حتى مُنتهى رِحلتي
يزيدُني لاعجُ الاشْـواقِ إحْــراقـا

بُـؤْسُ النّـهاياتِ أضغاثٌ تُـؤَرّقُـنا
فأوْسِعي الصّدرَ حُـبّـاً كُـلّما ضاقا

....

[الحمدان]

‏وإنِّي أراكَ بعينَ قلبِي جَنَّةً
يامَن بِقُربكَ مُرَّ الحَياةِ يطِيبُ

وأرَى الحَياةَ بِدون وصلكَ مُرَّةً
وأرَى جُروحي مَالَهُنَّ طبيبُ

وأرى الغُروب إِذَا التَقينَا مُتعةً
وأرَى الشُروقَ لدَى الفُراقِ غُروب

....

[الحمدان]

بَيضاءُ إِن لَبسَت بَياضاً خلتَها
‏كالياسِمين مُنَضَّدا في مَجلسِ

‏وَإِذا بَدَت في حُمرَةٍ فَكأنّها
‏وَردٌ مِنَ الداريِّ حُسناً مُكتَسي

‏وَإِذا بَدَت في صُفرَةٍ فَكأَنّها
‏نِسرينُ بُستانٍ كَريمِ المَغرِس

‏وَإِذا بَدَت في خُضرَةٍ في صُفرَة
‏فَكَأَنَّها للحُسنِ باقَةُ نَرجِس

....

[الحمدان]

دَقَّاتُ قَلبِي فِي هَوَاكِ مَوَاقِدُ
وَإلَيكِ مَا أُخفِي وَمَا أنَا وَاجِدُ

لَهَفِي عَلَيكِ يَكادُ يَكسِرُ أضلُعِي
وَلَدَيكِ شَوقِي رَاكِعٌ أو سَاجِدُ

صِلنِي حَبِيبِي إنَّ عِشقِي صَادِقُ
بَل ألفُ عِشقٍ بِي وَقَلبِي وَاحِدُ

....

[الحمدان]

شكا رجلٌ لزوجتِه همومًا
فقالَ لها أرى في الحفظِ عُسرا

فقالتْ يا حبيبي خُذْ حلولي
وقدْ حاكتْ له في الليلِ أمرا

إذا حفظَ الحبيبُ كتابَ ربّي
فزوجتُهُ تزوّجُهُ بأُخرى

ولمّا حقّقَ المطلوبَ منهُ
وجاءَ لها وفي الكفّينِ بشرى

حفظتُ كتابَ ربّي يا حياتي
فقالتْ زادَكَ الرّحمنُ قدرا

وقد أقسمتُ لو أتممتَ حفظًا
سأخطُبُ حرّةً حسناءَ بِكرا

ولكنّي رأيتُ الصومَ يعلو
على النسوانِ إيمانًا وطهرا

فصُمْتُ ثلاثةً تكفيرَ ذنبٍ
وأسألُ خالقي يعطيكَ أجرا

فهذا يا حبيبي بعضُ حبي
وبعضُ محبّتي تأتيكَ مكرا

....

[الحمدان]

الجسمُ في بَلَدٍ وَالرُّوحُ في بَلَدِ
يَا وحشَة الرُّوحِ بَلْ يَا غُربَةَ الجَسَدِ

وَالْشَّوْقُ يَنْحَرُنِيْ فِيْ كُلِّ ثَانِيَةٍ
وَالْقَلْبُ أَدْمُعُهُ هَطْلٌ عَلَى كَبِدِيْ

....

[الحمدان]

‌‎نَظرُ المُحبِّ إلى الحبيب سلامُ
والصَّمتُ بينَ العارفينَ كلامُ

جمعوا العبارَة بالإِشارة بينَهُم
وتوَافقتْ منهم بها الأَفهامُ

يَتراجعون بلحْظِهم لا لفظهم
فلِذَا بما فـي نفسٍ ذا إِلهـامُ

....

[الحمدان]

ولي فيك ما لم يقل قائلٌ
وما لم يَسِرْ قمرٌ حيث سارا

فلو خُلق الناس من دهرهم
لكانوا الظلام وكنت النهارا

....

[الحمدان]

قَمَرٌ يُطِلّ عَلَى القَمَر
‏لَاتَسألِينِي مَا الخَبَر

‏فَكِلَاكُمَا رَسمَ الهَوَى
‏وَجهًا يُسَرُّ بِـهِ النّظَر

‏وَكِلَاكُمَا ابتَهَجَ الدُّجَى
‏بِجَــمَالِهِ وَبِــهِ انبَــهر

‏وَالأفْقُ حِينَ رَآكُمَا
‏مِثلِي بِحُبكـمَا ازدَهَر

‏وَجهَـانِ سُبحَانَ الّذِي
‏أعطَاهُمَا أحلَى الصّوَرْ

‏لَاتَسألِينِي مَا الخَبَر
‏قَمَرٌ يُطِلّ عَلَى القَمر

....

[الحمدان]

عَلَى العَهدِ أَذكُرُ مَا قَد جَرَى
فَهَاجَت شُجُونِي وَزَادَت هُمُومَا

وَيَنهَالُ دَمعُ العُيُونِ دَمَاً
عَلَى شَاطِئَ البَحرِ سَيلَاً سَجُومَا

....

[الحمدان]

العينُ تُبصِرُ مَن تهوى وتَفقِدُهُ
وناظِرُ القلبُ لا يَخلو مِنَ النَّظرِ

إنْ كانَ ليسَ معي فالذّكرُ مِنهُ معي
يراهُ قَلبي وإن قد غابَ عن بَصري

....

[الحمدان]

لَقَد حَسُنَت بِكَ الأَوقاتُ حَتّى
كَأَنَّكَ في فَمِ الدَهرِ اِبتِسامُ

وَأُعطيتَ الَّذي لَم يُعطَ خَلقٌ
عَلَيكَ صَلاةُ رَبِّكَ وَالسَلامُ

....

[الحمدان]

‏ولقيتُها قلبًا يضمُّ سعادتي
ولقيتُها دومًا لأيامي سقَت

شطرًا يُتمِّمُ شطرَ روحي قُربهَا
لا فرَّق الله القلوبَ إذا التقت

....

[الحمدان]

في كلِّ عضوٍ منكِ روحُ تُقىً
تُضفِي عليه جمالَهُ الأنقَى

فكأنَّ خصرَكِ وَسْطَ عُزلَتِهِ
مُتَصَوِّفٌ لِلعالمِ الأبقى

و كأنَّ*جِيدَكِ*في استقامتِهِ
مُتَمَسِّكٌ بالعروةِ الوثقى

في الخَصرِ ما في الجِيدِ من وَرَعٍ
لاتسألي مَن منهما الأتقى

وجوارحي بِهَواكِ قد غَرِقَتْ
فأنا هنا سَيلٌ مِنَ الغرقَى

وأنا الضحايا في حقيقتِهم
لاتَطلُبِي من غيرِهِم صِدقا

هيا اعشقيني كي يُتاحَ لنا
أن نستعيدَ لِنَفسِنا الخَلْقَا

إن لم تَخُوضِي البحرَ ذات هوىً
قبلي ولم تَستَكشِفي العُمْقَا

ففراشةٌ في النارِ واحدةٌ
تكفي لأنْ نتعلَّمَ العِشْقَا

هيا اعشقيني كي نطير إلى
أقصى المدى ونُوَسِّعَ الأفقَا

وعلى العِناقِ نرى مَجَرَّتَهُ
عُنْقاً تَشُدُّ على الهوى عُنقا

زنداكِ ميزانٌ بِثِقْلِهما
يَزِنُ المَدَارُ الغربَ والشرقَا

لا ترفعي زندًا بِمُفرَدهِ
كي لايميلَ الكوكبُ الأشقى

وتَمَسَّكِي بالشَّوقِ بَوصَلَةً
سنضيع حين نُضَيِّعُ الشَّوقَا

لاتأمَنِي لأصابِعِي فأنا
أدري بأنَّ أصابِعي حَمْقَى


....

[الحمدان]

سَهِرتُ فيكَ فَلَم أَجحَد يَدَ السَهَرِ
وَطَالَ فِكري وَلَا عَتَبٌ عَلى الفِكَرِ

نادَمتُ ذِكرَكَ وَالظَلماءُ عاكِفَةٌ
فَكانَ يَا سَيِّدي أَحلى مِنَ السَمَرِ

فَلَو تَرى عَبرَتي وَالشَوقُ يَسفَحُها
لَما اِلتَفَتَّ إِلى شَيءٍ مِنَ المَطَرِ

....

[الحمدان]

يزهدني في صحبة المرء زهدُهُ
بما قال أربابُ البيانِ من السحرِ

متى يُنشَدِ الأشعارَ يشعرْ بأنها
لجهلٍ بهِ كالمُهلِ في أذنِهِ يسري

يظن قريضَ العربِ مثل الذي أتى
بهِ كلُّ فدمٍ في المسلسلِ لايدري

وتعجبني في الخِلِّ من بعد دينِهِ
مقالتُهُ لي هيهِ زدني من الشِّعرِ

....

[الحمدان]

مازالَ صوتُك في ثَنايا مَسْمعِي
‏والشّوقُ في صَدري يُفتِت أضْلُعي

‏والله إِنّ الشَّوقُ فاقَ تَحمُّلي
‏ياشوقُ رِفقاً بالفُؤادِ ألا تَعِّي

‏حَاولتُ أن أخْفِي هَواكَ وكلّما
‏أخفَيتهُ في القَلبِ فاضَت أدمُعي

....

[الحمدان]

إِلَى اللَّهِ أَشْكُو نَظْرَةً مَا تَجَاوَزَتْ
حِمَى الْعَيْنِ حَتَّى أَوْرَدَتْنِي الْمَهَاوِيَا

رَمَيْتُ بِهَا عَنْ غَيْرِ عَمْدٍ فَلَمْ تَعُدْ
عَلَى النَّفْسِ إِلَّا بِالَّذِي كَانَ قَاضِيَا

البارودي

[الحمدان]

وَدَّعْتُها ولَهِيبُ الشَّوْقِ فِي كَبِدي
والبَيْنُ يُبْعِدُ بينَ الرُّوحِ والجسَدِ

وَدَّعْتُها لِفِراقٍ فاشْتَكَتْ كَبِدِي
إِذْ شَبَّكَتْ يَدَها مِنْ لَوْعَةٍ بِيَدِي

فكانَ أَوَّلُ عَهْدِ العَيْنِ يومَ نَأَتْ
بالدَّمْعِ آخِرُ عَهْدِ القَلْبِ بالجَلَدِ

جَسَّ الطَّبيبَ يَدي جَهْلًا فقلتُ لهُ
إِنَّ المَحَبَّةَ فِي قَلْبي فَخَلِّ يَدي

ليسَ اصْفِراري لِحُمَّى خامَرَتْ بَدَني
لكنَّ نارَ الهوى تَلْتَاحُ في كَبِدِي

فقالَ هذا سَقَامٌ لا دَواءَ لَهُ
إِلاَّ بِرُؤْيَةِ مَنْ تَهْواهُ يا سَنَدِي


ديك الجن

[الحمدان]

مَن قالَ أنّ المجد يُؤتى بغتةً
إنّ الصِعابَ معاولٌ وعتَادُ

فاقصد مسيركَ للعُلا متوكلًا
البذلُ روحٌ والمُنى أجسادُ

....

[الحمدان]

العَينُ تَبكي مِن مُصَابكِ أُمَّتي
فَإلى مَتَى يَا أُمَّتي نَنعَـاكِ

[الحمدان]

لِتَفترشَ الأحلام منْ لُغَتِي حَقْلا
أحاولُ أن ترْقى الحروفُ إلى أَعلى

وأخلُقُ منْ طينِ المواجعِ طائرا
لأنفخَ فيه الروح قافية تتلى

صحبتُ جموع الهاربين من الأسى
لعلَّ غماما يحمل الماء والظلا

أفتش عن أرضٍ بها يأمن الورى
ومنْ أينَ لي شبرٌ يكونُ بلا قتْلى

لماذا ورِثنا القتل من عهد آدمٍ
وما فتِئ التاريخ يمتدح النصلا

كفرتُ بكل الزاحفين إلى الذرى
إذا كانَ جِسر النصر أنْ يَجرحوا طفلا

لكيْ يسْعد الإنسانُ مازلت عاشقاً
يُطرِّزُ أثواب البنفسج و الدِّفْلى

أنا كرَوانٌ للحزانى غناؤُه
وبسمة مصلوبٍ لجدته الثكلى

ولي في رحاب القلب صومعة الرؤى
وأوتيتُ مُلْكاً في المحبة لا يَبْلى

سأغرِفُ للباكين منْ زمزم الرِّضا
وإن متُّ ظمْآنًا فَوِرْدهُمُ أوْلَى


الشيخ ولد بلعمش

[الحمدان]

جَاءَتْ بِكَأسِ المَاءِ تَحسَبُ أَنَّني
لِلمَاءِ حِينَ طَلَبْتُهُ ظَمْآنُ

فَنَظَرْتُهَا وشَرِبْتُ أَعْذَبَ بَسْمَةٍ
مِنها فَمَاجَتْ دَاخِلِي شُطْآنُ

وشَكَرْتُهَا ويَدَايَ فَارِغَتَانِ مِن
يَدِهَا وقَلبي كَأسُهُ مَلْآنُ

ولَقَد تَرَكْتُ المَاءَ يَشرَبُ نَفسَهُ
كالمَسِّ يُقرَأُ حَولَهُ القُرآنُ

يحي الحمادي

[الحمدان]

رأيت في عينيك سحر الهوى
مندفعا كالنور من نجمتين

فبت لا أقوى على دفعه
من رد عنه عارضا باليدين

يا جنة الحب ودنيا المنى
ما خلتني ألقاك في مقلتين

....

[الحمدان]

يَكِلُّ فِكْري إذا حَمَّلْتُهُ شَرَفًا
تَضيقُ عنه إذا حَمَّلْتُها كَلِمِي

مَنارةً شَيَّدَ اللهُ مَراسِيَها
كالشمسِ في الصبح أو كالبدر في الظُّلَمِ

وسيرةً إن نُّجِلْ فيها بَصائِرَنا
تَفَتَّقَتْ كانفِتاقِ الأرضِ للدِّيَمِ

فضائلًا مُنطِقَاتٍ كلَّ ذي خَرَسٍ
شمائلًا مُسْمعاتٍ كلَّ ذي صَمَمِ

فبين مُلْتَمِسٍ نُورًا بِمُضَطَرِمٍ
وغارفٍ حِكمةً من فَيْضِ مُلْتَطِمِ

وذائقٍ بِدَعَ الألفاظِ ما سَمَحَتْ
بها قَرائحُ قَبلًا أو جَرَتْ بِفَمِ

لو كان يُسجَدُ للقولِ البليغِ، لَمَا
رفعتَ رأسَكَ عن نوابغِ الكَلِمِ

إن كان لم يُجْرِ في أقوالِهِ قَلَمًا
فكم جرى خلفَهُ للناسِ مِن قَلَمِ

لولا أَفَانينُ قَولٍ كان يُبْدِعُها
لَمَا رَوَينا لهُ قَوْلًا سِوى نَعَمِ

واصْدَعْ بِذِكْرِكَ أيامًا لهُ تَرَكَتْ
في أَلْسُنِ الدهرِ حَرفًا غيرَ مُدَّغَمِ

واذكُرْ بِنَجْدَتِهِ مَغَازِيًا كَشَفَتْ
وجهَ الضَّلال بثَغْرٍ فُرَّ عن هَتَمِ

وارفَعْ مآثِرَهُ اللاتي يُكادُ لها
يَلُحْ لِوَجْهِكَ منها وَجْهُ مُبتسمِ

ألم تكُ الأرضُ قبل الوَحْيِ مُقْعَدَةً
حتى أقامَ نَواحِيها على قَدَمِ

قد قَسَّمَ اللهُ بين الَخلْقِ فَضْلَهُمُ
والفَضْلُ فيه جَميعٌ غيرُ مُقْتَسَمِ

قد خصَّهُ اللهُ بالقُربى وفضَّلَهُ
على البريَّةِ فَضْلَ البُرْءِ في السَّقَمِ

مِن غيرِ كَسْبٍ ولكن مَّـحْضُ مِنَّـتِهِ
ومَن يَّرُمْ مِنَّةَ الرحمنِ يَنقَصِمِ

يا خيرَ مُتَّصِفٍ بالفضل مُتَّسِمِ
إني بذكرِكَ أخشى زَلَّةَ القلمِ

ودِدتُّ لو أنني مُسْتَرسِلٌ أبدًا
حتى أُشَرِّفَ من ذِكرِ النبيِّ فَمِي

لكنَّ هذا مَقامٌ لا يَقومُ لَهُ
إلا لسانُ مُلَقًّى مِن لَدُنْ حَكَمِ

وما لساني بـِمُوْفٍ حَقَّ مِدْحَتِهِ
وإن وَسَمْتُ بهِ أعداءَهُ يَسِمِ

وإن ضربتُ به عِرضَ الزَّنيمِ فما
يُبقي فكيف بِعِرْضٍ غيرِ مُلْتَئِمِ

لكنْ أُجِلُّ مَقامًا فيه أَمْدَحُهُ
عن ذِكْرِ شانئِهِ الـمُسْتَوْبَلِ الوَخِمِ

أدنى لِشَاتِمِهِ نَيْلُ السماءِ، فكم
بين اليقين وبين الظنِّ والتُّهَمِ

وبين فَقْعٍ بِقَاعٍ دُونَهُ أَكَمٌ
وبين خَفْقِ سَنَا نارٍ على علَمِ


أيوب الجهني

[الحمدان]

وكلّ الناس يا أمّي قد تزوّجَت
وجلستُ أبكي أنا أشعاري

ظننتُ الحُبَّ محض خاتَمٍ
لكنها شروطٌ تُخمد شوقَ ناري

فهذه تقول حتى أكمل غايتي
إني تزوجتُ جامعتي على المدارِ

وتلك تُخبرني أنها عازمة
على الشغل خارج الدارِ

أما هذه فشرُّ بليّةٍ
تقول أريد بيتا بلا أسوارِ

وتلك اشترطت قيادة سيارةٍ
فهي ابنة الباشا زعيم الغارِ

وجارتنا طلبت تأجيل خطبتها
علَّ عاشقها يستأنف عشقه السَّاري

وتلك التي قد شُغفتُ بها
همَّت بي وقالت؛ أنا مارِي

وتلك أبوها أرهق خاطري
غلّق الأبواب من تأجيل القرارِ

إني أيا أمي قد أصبتُ خاطرة
ما رأيك في جلب جارية بأوتارِ

وعود تُطربه بلحن حديثها
فلست أرى السعادة إلا في الجواري

أيوب الجزائري

[الحمدان]

أقسمتَ انكَ لن تبوحَ بحبنا
ونسيتَ وعدك َ فى ليالينا

أخفيتُ في جنح الظلام مودتي
وَمَحوت همسك من تناجينا

ولسوف اطمس كل خالجة إذا
برقت بقلبى يا مجافينا

مزَّقتُ صدرى في الغرام فخاطرى
يكوى النهى كم ذقت غسلينا

اججت بي وجعا سرى فى مهجتى
قد ظل يجلدها ويسلينا

نزفت دموعى من جفاءٍ فكتوى
جفنى وضعضع كالدنا فينا

ضيعت حلما فى الهوى يا قاتلى
فسهام غدرك فى حواشينا

الصمت أبلغ ما أراه بحالنا
فرحل فقد ماتت امانينا

غلقت بابى يا هوى ورحمت قل
بى من عناءٍ كاد يردينا

زينب حسن

[الحمدان]

وممّا يستطرف قول أحدهم في جاريةٍ أرادت أن تقول:
أوْحشتني فغلطت وقالت أوحستني:


ظنَّ العذولُ وقد قالت مُؤانِسة
أوحستني أنها تجفو وذاك غلطْ

لم تبدل الشينَ سينًا لفظها خطأ
بل لم يسعْ ثغرها الزاهي ثلاثَ نُقطْ

[الحمدان]

‏ولكَ فـ القلبِ حَديث وبعض مَقال
وشيء في خاطري خَبِّأته لا يُقال

أمَّا الذي في ايسري نبضٌ ثائِرا
يُبْقِي علي طَرفِ الشِفاهِ سؤال

أتُحِبني قَدرَ ما يهواك قلبي يا انا
هل زارك السُهد مِثْلي ولَيلْكَ طال

يا سِرِّي ومَسِّرَتي ومَسَاري قُل لي
أيُّ شَيءٍ فيكَ على روحي يَحتال

أطياف أمل

[الحمدان]

ناجيتُ رُوحَكَ مشتاقاً فما سَمِعَتْ
فلُذْتُ بالصمتِ أَطْوي خيبتي فيهِ

هَبْ أن صمتيَ بَوْحٌ لستَ تَفْهَمُهُ
أَلَمْ يُخَبِّرْكَ دمعي عن مَعَانِيهِ

أَدْري بأنَّكَ مِثْلي تشتكي ولَهاً
لكنَّ قَلْبَكَ عن قلبي يُدَارِيهِ

الكبرياءُ الذي يَختالُ في دَمِنا
يَجْني علينا وما أقسَى تَجَنِّيهِ


قدموس

[الحمدان]

وأطيبُ الشّاي ما تأتيك تحملُهُ
بنتُ الكرام على مرّ السّويعاتِ

تقول يا نور عيني قمْ لنشربها
شاياً من الحبّ تحلو بالموداتِ

....

[الحمدان]

العين....

العين تصيب الرجل في أخلاقه
وفي سعة صدره وانشراحه
وتصيبه في ذكاء عقله
فَيُصاب بالجنون
والحاسد أحب إلي الشيطان
من الساحر
لأنه يؤذي الناس بدون شرط
أو إتفاق مع الشيطان

الإمام ابن القيم

[الحمدان]

أغصُ بالحرف شوقاً حين اذكرهُ
وأكتفي بلقاءٍ في خيالاتي

وما تمنيت شيئاً مثل رُؤيتهِ
حلماً أُحقق فيه كل غاياتي

أضمُ روحي لصدري بعد غربتهِ
واستلذُ بحضن الذات للذاتِ

لعل نبض فؤادي بين أضلعهِ
يبوح إنْ قصرتْ في البوح أبياتي

....

[الحمدان]

خنافس الأرض تجري في أعنّتها
وسابح الخيل مربوط إلى الوتد

وأكرم الأُسْدِ محبوس ومضطهد
ﻭﺃﺣﻘـﺮُ ﺍﻟﺪﻭﺩِ ﻳﺴﻌﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻀﻄﻬـﺪِ

ﻭﺃﺗﻔﻪُ ﺍﻟﻨﺎﺱِ يقضى فى ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢْ
ﺣُﻜﻢَ ﺍﻟﺮﻭﻳﺒﻀﺔِ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭِ في ﺍﻟﺴﻨَﺪِ

ﻓﻜـﻢ ﺷـﺠﺎﻉٍ ﺃﺿــﺎﻉَ ﺍﻟﻨـﺎﺱُ ﻫﻴـﺒـﺘـَﻪُ
ﻭﻛـﻢْ ﺟﺒــﺎﻥٍ ﻣُﻬـﺎﺏٍ ﻫـﻴـﺒــﺔَ ﺍﻷﺳـَﺪِ

ﻭﻛـﻢ ﻓﺼـﻴــﺢٍ ﺃﻣــﺎﺕ ﺍﻟﺠـﻬـﻞُ ﺣُﺠّـَﺘـَﻪُ
ﻭﻛـﻢ ﺻـﻔـﻴـﻖٍ ﻟﻪُ ﺍﻷﺳﻤﺎﻉُ في ﺭَﻏَﺪِ

ﻭﻛـﻢ ﻛـﺮﻳـﻢٍ ﻏـﺪﺍ فى ﻏﻴـﺮِ ﻣﻮﺿﻌــﻪِ
ﻭﻛـﻢ ﻭﺿـﻴــﻊٍ ﻏـﺪﺍ فـى ﺃﺭﻓـﻊِ ﺍﻟﺠُﺪَﺩِ

ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺰﻣـﺎﻥُ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥِ ﻭاﻧﻘﻠﺒَـﺖْ
ﻛــﻞُّ ﺍﻟﻤـﻮﺍﺯﻳـﻦ ﻭاﺧـﺘـﻠَّــﺖْ ﺑﻤُﺴـﺘـﻨﺪِ


جعفر عبّاس

[الحمدان]

دعِ القصائدَ لاحرفٌ ولاقلمُ
يُبلسمُ الجُرحَ أو يشفى بهِ الألمُ

دعِ القصائدَ قدْ ماتتْ مشاعرنا
مذْ ماتَ قيسٌ وعافَ الدارَ معتصمُ

دعِ القصائدَ وارحلْ مثلما رحلوا
فاللص قاضٍ وذا المسروقُ مُتَّهمُ

دعِ القصائدَ لاخيلٌ لتعرفنا
لاالسيفُ لاالرمحُ لاالقرطاسُ لاالقلمُ

ماعادَ فينا دمٌ يجري لنسكبهُ
فليصبحِ الشعرُ قلباً فالحروفُ دمُ

من بعد ماكانَ عرشُ الشعرِ يجمعنا
بتنا على عُشرِ شَرعِ الشعرِ نُنْقَسَمُ

يا أمةً قد سرى فيروس فرقتنا
فيها وأعجبُ منها كيف تبتسمُ

يا أمّةً نكأتْ فينا هزائمنا
وكيف يضحكُ مغلوبٌ ومنهزمُ

كل الجراحِ بنا ماعاد يسعفنا
طبٌّ ولابلسمتْ أوجاعنا القممُ

الداءُ منّا وفينا ألفُ معضلةٍ
أيُصلحُ الشعرُ ماعاثوا وماهدمُوا

قدْ باتَ يرعى بنا ذئبٌ ونحرسهُ
قلْ لي بربِّكَ ماذا يفعلُ الغنمُ

إذ قال ربي بحبل الله فاعتصموا
حتى دمانا أباحوها وما اعتصموا

هل يبلغُ المجدَ مذلولٌ ومنكسرٌ
أو يُحْسنِ الجريَ من غاصتْ به القدمُ

لن نرفعَ الرأسَ بعد اليوم ياوطني
حتى يرفرفَ في الأقصى لنا علمُ

حتى يصافحَ نهرُ النيلِ دجلتنا
ويلثمُ التينُ والزيتونُ نخلهمُ

ياشامُ ياصرخةً بُحَّتْ بحنجرتي
ياجفلةَ الآهِ إن أودى بي الندمُ

يابسمة الطفل يا خيراتَ سنبلةٍ
يارقَّةَ الوردِ يُهدى حينَ نختصمُ

يا أمّةً حكمتْ بالعدلِ فانتصرت
بتنا إلى عُرفِ عصر الجهل نحتكمُ

دعِ القصائدَ واكتبْ نعي أمَّتنا
ما أتعسَ الشعرَ لو تُرثى بهِ الأممُ.


فايز أبو الجيش

[الحمدان]

‏قد يعشق المرءُ من لامالَ في يده
ويكره القلبُ من في كفّه الذهبُ

ما قـيمة الناس إلا في مبادئهم
لا المال يبقى ولا الألقاب والرتبُ


عبدالرحمن العشماوي

[الحمدان]

فكم من كُربةٍ أبكتْ عيونًا
‏فهوّنها الكريمُ لنا فهانتْ

‏وكم من حاجةٍ كانت سرابًا
‏أراد اللهُ لُقياها فحانت

‏وكم ذقنا المرارة من ظروفٍ
‏برغم قساوة الأيام لانت

‏هي الدنيا لنا فيها شؤونٌ
‏فإن زيّنتها بالصبر زانتْ

....

[الحمدان]

‏وَقُلْ لِلنَّفْسِ إِنْ فَقَدَتْ رَجَاهَا
‏وَصَارَ اليَأَسُ يُوهِنُهَا قُوَاهَا

‏ثِقِي بِاللَّهِ كَمْ خَافَتْ نُفُوْسٌ
‏مِنَ الدُّنْيَا وَخَالِقُهَا كَفَاهَا

....

[الحمدان]

اسقي الفؤاد محبه وسلامًا
وارسم على وجهه الغريب وئاما

واصنع جميلًا في الحياه فإنما
باللطف نبلغ في القلوب مقامًا

....

[الحمدان]

اُهجرْ هَواك إذا عليك تَكبَّرا
‏ليسَ الغرامُ تَسلُّطًا وتَجَبُّرا
‏
لاتطرق البابَ المُغَلّقَ ثانيًا
‏إنّ المـودّةَ لاتُباع وتُشترَى

....

[الحمدان]

‏سقى الله ليال في خيالي تقول احلام
‏تغيب وتجيب الذاكره ما مضى منها

[الحمدان]

وليس الخوفُ أن تنأى وحيدًا
‏فبعضُ البُعدِ طِبٌّ للكئيب
‏
ولكنَّ المخافة حين يغدو
‏بقاؤكَ بينهُم مثل الغريب

....

[الحمدان]

تنفّسَ الصبحُ الجميلُ مُسبِّحـاً
سُبحانَ مَن يا صبح شقَّ سنـاكا

سبحان من أحيا الخلائق بعدما
غفتْ النفوسُ فجلّ من سواكا

....

[الحمدان]

يا مَن لهُ حلمٌ يعيشُ لأجلهِ
والدربُ صَعبٌ والنهايةُ تُقْلِقُ

أَوْكِل أموركَ للذي رفعَ السما
ولِمن بهِ كُلّ الرجاءِ يُعلّقُ

ودَعِ الغيوبَ لِلُطفهِ فلرُبّما
تُمسي وتُصبحُ والرّجاءُ مُحقّقُ


....

[الحمدان]

عَبَثًا أُحَاوِلُ أَنْ أَرَاكَ وَنَلْتَقِي
حُبَّاً فَأُظْهِرُ لِلِقَاءِ تَشَوُّقِي

فَلَعَلَّنِي أٌلْقَى سَنَاءَكَ صُدْفَةً
مِنْ دُونِ تَخْطيط وَوَعْدٍ مُرْهقِ

يَامَنْ أَحِبُّ لَقَاءَهُ وَيُحِبنِي
قُلْ لِي مَتَى بِاللّٰهِ فِيكَ سَألتَقِي

....

[الحمدان]

‏رسالتي لك....

إيَّاكَ أنْ تَشْمَتَ
فليسَ بينكَ وبينَ المُبْتَلَى
سِوى رَحْمَةِ الله
‏وإِيَّاكَ أَنْ تَيْأَسَ
فَكُلُّ الصَّابِريْنَ قَدْ جُبِرُوا

[الحمدان]

ما يُغلق الله بابًا دون قارعةٍ
‏إلا ويفتحُ بالتيسيرِ أبوابا

بقلمي

[الحمدان]

‏قبيحٌ من الإنسانِ ينسىٰ عيوبَهُ
‏ويذكرُ عيبًا في أخيهِ قد اختفى
‏
ولو كانَ ذا عقلٍ لما عابَ غيرهُ
‏وفيه عيوبٌ لو رآها به اكتفى

....

[الحمدان]

النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت
‏إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها
‏
لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها
‏إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها

....

[الحمدان]

أنا متعبٌ والعاصفاتُ بداخلي
‏تأبى السكون وليلُها لا ينجلي

‏أنا مُرهقٌ جرّاء كل مشاعري
‏وسئمتُ أن تبقى بصدرٍ مُمتلئ

‏كم بح صوتي للقنوطِ مُحارباً
‏فُرسانهُ لاتدخلي لاتدخلي

‏والله ما شئتُ التشاؤم إنما
‏لاصُبح في أفقي يلوحُ ويعتلي

‏صبري عجولٌ والترقبُ موجعٌ
‏وغدا سؤالي حائراً ماذا يلي

....

[الحمدان]

‏فَزِعْتُ إِلَى الدُّمُوعِ فَلَمْ تُجِبْنِي
‏وَفَقْدُ الدَّمْعِ عِنْدَ الْحُزْنِ دَاءُ

‏وَما قَصَّرْتُ في جَزَعٍ وَلَكِنْ
‏إِذا غَلَبَ الأَسَى ذَهَبَ الْبُكاءُ

....

[الحمدان]

‏الحُزنُ مُجتَمِعٌ وَالصَّبرُ مُفتَرِقُ
‏وَالحُبُّ مُختَلِفٌ عِندي وَمُتَّفِقُ

‏وَلي إِذا كُلَّ عَينٍ نامَ صاحِبُها
‏عَينٌ تَحالَفَ فيها الدَّمعُ وَالأَرَقُ

....

[الحمدان]

‏أنا دونَ صَوتك قِصّةٌ لَم تَكتملْ
‏يَا صَفحةَ الفَرحِ المُضيءِ بِقِصّتي

‏يا نجمي قد ضعتُ في ليلِ الهوى
‏عُود إليّ لكَيْ أواصلَ رِحلَتي

....

[الحمدان]

‏لَقَدِ اِشتاقَ سَمعي مِنكَ لَفظًا
‏وَأَوحَشَني خِطابُكَ بَعدَ بَيني

‏فَأَودِع طيبَ لَفظِكَ لي كِتابًا
‏لَأَسمَعَ ما تُخاطِبُني بِعَيني

....

[الحمدان]

‏في ذِمّة اللهِ قلبيْ والذي فيهِ
‏بادٍ على مدمَعِيْ ما كنْتُ أخْفِيْهِ

‏اليومَ تسمَعُنِي الدُّنيا بِرُمَّتِها
‏ولا حياةَ لِمَنْ صَوتِيْ يناديْهْ

‏ياراحلاً وسرورُ العُمْرِ يتبَعُهُ
‏خذنِيْ إليكَ فيَوْمِيْ لستُ أقضيهِ

....

[الحمدان]

‏أيا بعيدًا وَقَد قُرِّبت مِن قلبي
‏والناسُ تأكُلني عَدَلًا وإيلامًا

‏قالوُا جُنِنتِ إذا أحبَبتِ مُبتعِدًا
‏أُجِيبُ أعشَقهُ لو كانَ أوهامًا

‏أحيَا بقُرِبكَ يَامن لَستُ ألمِسُه
‏إلا بِحُلمٍ وقد أبليتُ أحلامًا

‏أنا وأنت مَتى الأيامُ تَجمعُنا
‏إنّي كبرتُ بهذا البُعد أعوامًا

....

[الحمدان]

‏واللهِ ما لهجَ اللسانُ بدعوةٍ
‏إلا ذكرتُك في حروف دعائي

‏أرجوهُ والقلبُ المتيّمُ موقنٌ
‏أن الذي أدعوهُ فوقَ رجائي

‏علّ الذي زرعَ التنائيَ بيننا
‏يومًا يُطيّبُ خاطري بلقاءِ

....

[الحمدان]

إنَّما الحُبُّ دُعاءٌ
‏يا صديقي فادعُ لي

‏ترتفع نحو السَّماءِ
‏دعوة تُسعدني

‏تُصبحُ الأرض ربيعًا
‏ترقصُ الأغصانُ لي

‏تزهوَ الرُّوح وتسلى
‏وهمومي تنجلي

‏كُلُّ هذا بالدعاءِ
‏يا صديقي فادعُ لي

....

[الحمدان]

‏ألا ليتَ الأحلامُ كلُّها أُلغِيت
‏وصرتَ لي واقعًا بهِ أبوحُ

‏ألا ليتَ البيبانُ كُلها أُغلِقت
‏وباباً واحداً في فؤادكَ يفتحُ

‏فما أنا إلّا مُغرمٌ وتَعلقتُ
‏بحلمٍِ باتَ في صدرهِ يجرحُ

....

[الحمدان]

‏لاتَلتفتْ لترى الرماةَ فربما
‏فُجِعَ الفؤادُ لرؤيةِ الرامينا

‏كم في الحياةِ مِن الفجائعِ
فانطلقْ ‏لا تلتفتْ وذرِ البلاءَ

دَفِينا ‏فلربما أبصرتَ خِلًّا خادِعًا
‏قد بات يرمي في الخفاء سنينا

‏ولربما أبصرتَ قومًا صُنْتَهمْ
‏باتوا مع الرامين والمؤذينا

....

[الحمدان]

‏أتظنّ أني قد نَسيتُك لحظةً
‏أو أنّ طيفَكَ راحمٌ غَفواتي

‏لا والّذي أعطى عُيونكَ سِحرَها
‏مازلتَ تحكُمُ رَوْحتي وغَداتي

....

[الحمدان]

أَعُوذُ باللهِ مِن عُمرٍ بِلا هَدَفٍ
‏ومِن مَسِيرٍ على دَربِ الضَلالاتِ

[الحمدان]

‏كَم عِشْتُ أَسأل نَفْسِي أيُّنًا هَانَا

‏هَلْ هَانَ حُلمي أَمْ هَانَتْ عَزائمُنَا

‏أَمْ أنه القهرُ كَمْ بِالعَجْزِ أَشقانا

‏شَاخَ الزَّمَانُ وَحُلمي جَامِعٌ أَبدًا

‏وَكُلْمَا امْتَدَّ عُمْرِي زَادَ عِصيَانَا

....

[الحمدان]

‏تعال إليّ فالأيامُ ثقل
ومَن إلاك يجعلها خِفافا

وإن ليالي الأشواق تمضي
على أرواحنا سبعًا عجافا

وكل الناس قد علموا بأني
‏متيَّم بعينك لا خلافا

‏فخذني حيث لا حزنٌ وبين
لعل القلب من خوفِ تشافى

‏فقلبٌ أنت آخذهُ إليك
حرامٌ بعد أمنك أن يخافا

....

[الحمدان]

أنا مسلمٌ يهوى مديحَ بِلادهُ
‏ لكنّي يا موطني اتلعثمُ

‏ ماذا اقول وفيكَ مَسقطُ رأسِ
‏ مَن جعل البلاد منارةً لا تُظلِمُ

‏ ماذا اقولُ و فيكَ اعظمُ قِبلةٍ
‏ياقبلةً جمعت و غيرُكِ يَقسِمُ

ماذا اقولُ والسعوديُ لها
‏ درعًا وجيشًا ثائرًا لايُهزمُ

دام عزك ياوطن

[الحمدان]

اسمُ الحبيبِ على السماءِ منارُهُ
ضاءَ الفؤادُ واشرقت انوارُهُ

حمداً علا فتعددت اسماؤه
وسمٌ على وجهِ المدى تذكارُهُ

الطيبُ البَرُ الطبيبُ بِحُبهِ
طلٌ على جدبِ الفجاجِ جِوارُه

غرَسُ السلامِ على الشِعابِ ومنابعا
دنتِ القطافُ واورقت اثمارُهُ

عطفٌ يمُدُ الروحَ حسنَ يقينِها
فتسابقت من صَبوِها ازهارُهُ

المصطفى بين البريةِ والورى
فيضٌ على نهرِ الخُلوقِ وقارُهُ

ماحي الضلالِ اذا الوجودُ مغيبُ
غابَ الحُلوكُ وابرقت اغوارُهُ

مدثرٌ بالحسنِ دفءُ صفاتهِ
سمحُ الطلاوةِ واليقينُ دثارُهُ

مسكُ الشمائلِ هديُهُ وهدؤهُ
نهجُ الكريمِ قميصهُ وازارُهُ

مزملٌ ما نامَ بل قامَ ابتهالاً شاكراً
نِعمَ الشَكُورِ تواردت اذكارُهُ

الخاتَمُ المختومُ في صُحُفِ الاُلى
ناموسُ موسى حين أبرقَ غارُهُ

الصادقُ الحقُ الأمينُ المجتبى
السابقونَ وكلُنا انصارُهُ

العاقبُ الهادي تعاقبَ قبلَهُ
ختَمَ الرسالةَ وازدهت استارُهُ

المنذرُ الوعدُ المبينُ المرتجى
شمَخَت رقاعُ النورِ نارت دارُهُ

من كل اسم نستقي ريحانه
رَوحٌ تحلى واعتلى زُوارُهُ

سعِدَ السعاةُ تسابقوا بصلاتِهم
صلى الملائكُ واستظلَ مدارُهُ

محمد المهندس

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

[الحمدان]

فخُذ بنصيحتي واسمع لقولي
ودَعْ حُبَّ النوافرِ يا أُخيْ

ووجّه قلبك المملوء بِشرًا
تِجاه النورِ وضاءِ المُحَيْ

تِجاه المصطفى من كان هدْيًا
ومن طُوِيَت لهُ البيداءَ طَي

ومن لولاهُ ما كانت صلاةٌ
ولا تُلِيَت تراتيلٌ بِ حيْ

فإن ساقتكَ أقدارُ الإله
لروضتهِ فحيي عني حي

ففي يوم الحساب يكون حسبي
إذا ظَهرَ المشيبُ على الصُّبَي

وخبِّرهُ بأني في حِماهُ
من الأهوالِ إن غُمّتْ عَلَيْ

بِعَدِّ الماءِ والأحجارِ جمعًا
بِعَدّ الرملِ في بيداءَ صَيْ

صلاةُ اللهِ والتسليمِ دومًا
تسيرُ إلى الضريحِ مع الشُّذَي

وما محمودُ أنشدَ في مكانٍ
أطلّ من المشارقِ وجهُ مي

إلى من قال أني عبدُ ربي
وبشرٌ مِثلُكُم يُوْحَى إلي

محمود الجيلي

[الحمدان]

لو بقيت في الدنيا واحد
ما بفكر فيك تاني

ولو قليبي حنينو زايد
بكسرو وبقتل حناني

ولو عيوني بقت تكوسك
ولي طيوف شوفتك تجابد

ببقي عميانة وبكابس لي دروب
المرقة منك يا أناني

اصلي ما زعلانة انك ماك قاعد
او غرامك احتواني

لا لا ما ندمانة انو فراقنا عاند
حطم الريد في ثواني

هل تصدق ما فقدتك لا طريتك
لا بقيت أسأل واعاود

هل حصل قلبك طراني
ما بريدك لا بعيدك

لا بحير روحي بي صمتك واعاني
ياخي امشي وما تعاند

....

[الحمدان]

نقوده التي عرق جبينه
جبينه الذي لا يحب العرق

نقوده التي مصاريف يومه
يومه الذي ليته لا ينصرف

نقوده التي متطلبات وطنه
وطنه الذي لا يملك جغرافيا

نقوده التي في جيبه
جيبه الذي يشمئز من المال

نقوده التي تحملها يده
يده التي تعرف كيف تصبح كونا

نقوده التي لا تشغل باله
باله الذي يشغلني أنا

نقوده التي لا تحتسب
فارهة جدا على مشاويري

دسمة جدا على جوعي
فاتنة جدا على مظهري

كثيرة جدا على التصدق
عزيزة جدا على الإرجاع



غدير شيخنا

[الحمدان]

ﺷَﻲﺀٌ ﻳُﻄﻞُّ ﺍﻵﻥَ ﻣِﻦْ ﻫﺬﻱ ﺍﻟﺬُّﺭﻯ
ﺃَﺣﺘﺎﺝُ ﺩَﻣﻊَ ﺍﻷﻧﺒِﻴﺎﺀِ ﻟِﻜَﻲْ ﺃَﺭَﻯ

ﺍﻟﻨﺺُّ ﻟﻠﻌﺮَّﺍﻑِ ﻭﺍﻟﺘّﺄﻭﻳﻞُ ﻟِﻲْ
ﻳَﺘَﺸَﺎﻛَﺴَﺎﻥِ ﻫُﻨَﺎﻙَ ﻗَﺎﻝَ ﻭﻓَﺴّﺮَﺍ

ﻣَﺎ ﻗُﻠْﺖُ ﻟﻠﻨﺠﻢِ ﺍﻟﻤُﻌﻠّﻖِ ﺩُﻟّﻨِﻲْ
ﻣَﺎ ﻧﻤﺖُ ﻛﻲ ﺃﺻﻄﺎﺩَ ﺭُﺅﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜَﺮَﻯ

ﺷَﺠَﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﺱِ ﺍﻟﻘَﺪِﻳْﻢِ ﻫَﺰَﺯﺗُﻪُ
ﺣَﺘّﻰ ﻗَﺒﻀﺖُ ﺍﻟﻤَﺎﺀَ ﺣﻴﻦَ ﺗﺒﺨّﺮَﺍ

ﻻﺳِﺮّ ﻓﺎﻧُﻮﺱُ ﺍﻟﻨُﺒﻮﺓ ﻗﺎﻝَ ﻟِﻲْ
ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺠﺮﻱ ﺣﻴﻦَ ﻃﺎﻟﻊَ ﻣَﺎ ﺟَﺮَﻯ

ﻓِﻲْ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢِ ﺍﻵﺗﻲ ﺳﻴﺄﻛُﻞُ ﺁﺩﻡٌ
ﺗﻔﺎﺣَﺘَﻴْﻦِ ﻭَﺫﻧﺒﻪُ ﻟﻦ ﻳُﻐْﻔَﺮَﺍ

ﺍﻷﺭْﺽُ ﺳَﻮﻑَ ﺗﺸﻴﺦُ ﻗﺒﻞ ﺃﻭﺍﻧِﻬَﺎ
ﺍﻟﻤﻮﺕُ ﺳﻮﻑَ ﻳﻜﻮﻥُ ﻓﻴﻨﺎ ﺃﻧﻬُﺮَﺍ

ﻭَﺳَﻴﻌﺒُﺮُ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥُ ﻣِﻦ ﺃﻭﻃﺎﻧِﻨَﺎ
ﻣَﻦْ ﻳُﻘﻨﻊ ﺍﻟﻄُّﻮﻓﺎﻥ ﺃﻻ ﻳَﻌْﺒُﺮَﺍ

ﺳﺘﻘﻮﻝُ ﺃﻟْﺴِﻨﺔُ ﺍﻟﺬّﺑَﺎﺏِ ﻗَﺼﻴْﺪَﺓً
ﻭﺳﻴﺮﺗﻘﻲ ﺫﺋﺐُ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝِ ﺍﻟﻤِﻨْﺒَﺮَﺍ

ﻓَﻮﺿﻰ ﻭﺗﻨﺒﺊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺮّﺕ ﺑﻬﻢ
ﺳﻴﻌﻮﺩ ﺳﻴﻒُ ﺍﻟﻘﺮﻣﻄﻲّ ﻟﻴﺜﺄﺭﺍ

ﻭﺳﻴﺴﻘﻂ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻘﺎﺿِﻨَﺎ
ﺣَﺘّﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡُ ﺳﻴﺴﺘَﺪِﻳْﺮُ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻮَﺭَﺍ

ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻵﺗﻲ ﺳﺘﺸﺘﺒﻚُ ﺍﻟﺮﺅﻯ
ﺳﺘﺰﻳﺪُ ﺃﺷﺠﺎﺭُ ﺍﻟﻀّﺒﺎﺏِ ﺗَﺠَﺬُﺭَﺍ

ﻭَﺳَﻴُﻨﻜﺮُ ﺍﻷﻋﻤَﻰ ﻋَﺼَﺎﻩُ ﻭﻳَﺮﺗَﺪِﻱْ
ﻧﻈّﺎﺭﺗﻴﻦِ ﻣﻦ ﺍﻟﺴّﺮَﺍﺏِ ﻟِﻴﺒﺼِﺮَﺍ

ﺳﻴﺮَﻯ ﺍﻟﻘَﺒِﻴْﻠَﺔَ ﻭﻫﻲ ﺗَﺼﻠُﺐُ ﻋﺒْﺪَﻫﺎ
ﻓﺎﻷﺯْﺩُ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺨﺎﻑُ ﺍﻟﺸّﻨﻔﺮَﺍ

ﺳﻴﺮﻯ ﺍﻟﻤُﺆﺫّﻥَ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﻛِﻼﻫُﻤﺎ
ﺳﻴﻘﻮﻝُ ﺇﻧّﺎ ﻻﺣِﻘَﺎﻥِ ﺑﻘﻴﺼﺮﺍ

ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢِ ﺍﻵﺗِﻲْ ﻣﺰﺍﺩٌ ﻣُﻌﻠﻦٌ
ﺣﺘّﻰ ﺩَﻡُ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻳُﺒﺎﻉُ ﻭﻳُﺸﺘَﺮَﻯ

ﻧﺎﺩﻳﺖُ ﻳَﺎ ﻳَﻌْﻘُﻮﺏ ﺗِﻠﻚَ ﻧُﺒُﻮﺀَﺗِﻲْ
ﺍﻟﻐﻴﻤﺔُ ﺍﻟﺤُﺒْﻠَﻰ ﻫُﻨَﺎ ﻟﻦ ﺗُﻤْﻄِﺮَﺍ

ﻗَﺎﻝَ ﺍﺗّﺨِﺬْ ﻫَﺬَﺍ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺧَﺮِﻳْﻄَﺔً
ﻋﻨﺪَ ﺍﻟﺼّﺒﺎﺡِ ﺳﻴﺤﻤﺪ ﺍﻟﻘَﻮﻡ ﺍﻟﺴُّﺮَﻯ

ﻻ ﺗَﺒﺘَﺌِﺲ ﻓﺎﻟﺒﺌﺮُ ﻳﻮﻡٌ ﻭﺍﺣِﺪٌ
ﻭﻏﺪﺍً ﺗُﺄﻣّﺮﻙَ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘُﺮَﻯ

ﺇﺧﻠﻊْ ﺳَﻮﺍﺩَﻙَ .. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻧﺴﻮﺓٌ
ﻗَﻄّﻌﻦَ ﺃﻳﺪﻳﻬﻦّ ﻋﻨﻚَ ﺗَﺼَﺒُّﺮَﺍ

ﻗُﻢْ .. ﺻَﻞّ ﻧَﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝِ ﺗﺤﻴّﺔً
ﻟﻠﺨﺎﺭﺟﻴﻦَ ﺍﻵﻥ ﻣِﻦْ ﺻَﻤﺖِ ﺍﻟﺜّﺮَﻯ

ﻭﺍﻛْﺸِﻒ ﻟِﺄﺧﻮﺗِﻚَ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖَ ﻟِﻴَﺪﺧُﻠُﻮﺍ
ﻣِﻦْ ﺃﻟﻒِ ﺑﺎﺏٍ ﺇِﻥْ ﺃَﺭﺍﺩُﻭﺍ ﺧَﻴْﺒَﺮَﺍ

ﺳﺘَﺠﻲﺀُ ﺳَﺒﻊٌ ﻣُﺮّﺓٌ ﻓ ﻟﺘَﺨﺰِﻧُﻮﺍ
ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔِ ﺍﻟﻮﺟﻊِ ﺍﻟﻤُﺼَﺎﺑِﺮ ﺳُﻜّﺮَﺍ

ﺳﺒﻊٌ ﻋِﺠﺎﻑٌ ﻓﺎﺿﺒِﻄُﻮﺍ ﺃﻧﻔَﺎﺳَﻜُﻢ
ﻣِﻦْ ﺑﻌﺪِﻫَﺎ ﺍﻟﺘّﺎﺭﻳﺦُ ﻳﺮﺟِﻊُ ﺃَﺧْﻀَﺮَﺍ

ﻫِﻲَ ﺗﻠﻚَ ﻗﺎﻓﻠﺔُ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮِ ﺗَﻠُﻮﺡُ ﻟِﻲْ
ﻣُﺪُّﻭﺍ ﺧﻴﺎﻡَ ﺍﻟﻘﻠﺐِ ﻭﺍﺷﺘَﻌِﻠُﻮﺍ ﻗِﺮَﻯ

ﺃﺷﺘﻢُّ ﺭﺍﺋِﺤَﺔَ ﺍﻟﻘَﻤِﻴﺺِ ﻭﻃﺎﻟﻤَﺎ
ﻫﻄَﻞَ ﺍﻟﻘَﻤﻴﺺُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌُﻴُﻮﻥ ﻭﺑَﺸّﺮَﺍ


محمد عبدالباري

[الحمدان]

أَحارِثَ عَلِّلني وَإِن كُنتُ مُسهَبا
وَلا تَرجُ نَومي قَد أَجَدَّ لِيَذهَبا

دَنا بَيتُ مَن أَهوى وَشَطَّ بِبَينِهِ
حَبيبٌ فَأَصبَحتُ الشَقِيَّ المُعَذَّبا

إِذا شِئتُ غاداني وَخِيمٌ مُلَعَّنٌ
وَجَنَّبتُ مِن وُدّي لَهُ فَتَجَنَّبا

أَحارِثَ ما طَعمُ الحَياةِ إِذا دَنا
بَغيضٌ وَفارَقتُ الحَبيبَ المُقَرَّبا

بشار بن برد

[الحمدان]

هَزَزتُكَ لا أنّي وَجَدتُكَ ناسِياً
لِأَمري ولا أنّي أَرَدتُ التَقاضِيا
.
وَلَكِن رَأَيتُ السَيفَ مِن بَعدِ سَلِّهِ
إِلى الهَزِّ مُحتاجاً وَإِن كانَ ماضيا

بشار بن برد

[الحمدان]

أَلا لا أَرى شَيئاً أَلَذَّ مِنَ الوَعدِ
وَمِن أَمَلٍ فيهِ وَإِن كانَ لا يُجدي

وَمِن غَفلَةِ الواشي إِذا ما أَتَيتُها
وَمِن نَظَري أَبياتَها جالِساً وَحدي

وَمِن بَكيَةٍ في المُلتَقى ثُمَّ ضَحكَةٍ
وَكِلتاهُما أَحلى مِنَ الماءِ بِالشَهدِ

كَأَنّي إِذا ما أَطمَعَت في لِقائِها
عَلى دَعوَةِ الداعي إِلى جَنَّةِ الخُلدِ

وَبِتُّ كَأَنّي بِالنُجومِ مُعَلَّقٌ
أُسائِلُ وُسطاها عَنِ الكَوكَبِ الفَردِ

وَبَيضاءَ مِن بيضٍ تَروقُ عُيونُها
وَأَلوانُها راحَت تُضِلُّ وَلا تَهدي

رَماني الهَوى مِن عَينِها فَأَصابَني
فَأَصبَحتُ مِن شَوقٍ إِلَيها عَلى جَهدِ

أَراني لِما تَهوى قَريباً وَلا أَرى
مُقارَبَةً فيها بِهَزلٍ وَلا جَدِّ

"فَلِلَّهِ دَرُّ المالِكِيَّةِ إِذ صَبَت
إِلى اللَهوِ أَو كانَت تَدُلُّ عَلى رُشدِ

مُصَوَّرَةٌ فيها عَلى العَينِ فَلتَةٌ
وَكَالشَمسِ تَمشي في الوِشاحِ وَفي العِقدِ

سَأَدعو بِأَخلاقي الكَرائِمِ قُربَها
وَبِالوُدِّ إِن كانَت تَدومُ عَلى الوُدِّ

لَقَد لامَني المَولى عَلَيها وَإِنَّما
يَلومُ عَلى حَوراءَ تُبدِعُ بِالخَدِّ

فَقُلتُ لَهُ بَعضَ المَلامَةِ إِنَّني
أَرى القَصدَ لَكِن لا سَبيلَ إِلى القَصدِ
.
كَأَنَّ فُؤادي طائِرٌ حانَ وِردُهُ
يَهُزُّ جَناحَيهِ اِنطِلاقاً إِلى وِردِ

وَمِن حُبِّها أَبكي إِلَيها صَبابَةً
وَأَلقى بِها الأَحزانَ وَفداً عَلى وَفدِ

يَروحُ بِعَيني غَصَّةٌ مِن دُموعِها
وَتُصبِحُ أَحشائي تَطيرُ مِنَ الوَجدِ

وَنُبِّئتُها قالَت جِهاراً لِأُختِها
أَلا إِنَّ نَفسي عِندَ مَن روحُهُ عِندي

فَوَ اللَهِ ما أَدري أَغَيري تَطَلَّعَت
بِما أَرسَلَت مِن ذاكَ أَم حَرَدَت حَردي

وَمَجلِسِ خَمسٍ قَد تَرَكتُ لِحُبِّها
وَهُنَّ كَزَهرِ الرَوضِ أَو لُؤلُؤِ السَردِ

يُساقِطنَ لِلزيرِ المَوَكَّلِ بِالصِبا
حَديثاً كَوَشيِ البُردِ يَغرينَ في الوَردِ

كَأَنَّ رَجائي بَعدَما اِنتَظَرَت بِهِ
عَلى عاقِلٍ بِالشَعفِ أَو جَبَلٍ صَلدِ

إِذا قَرُبتُ شَطَّت وَتَدنو إِذا دَنَت
تَعولُ بِرَيعانِ الشَبابِ عَلى الصَمدِ

فَيا عَجَباً مِن بُعدِ سُعدى قَريبَةً
وَمِن قُربِها في البُعدِ وَيلي عَلى البُعدِ

فَيا سَقَما فَقدُ الحَبيبِ إِذا نَأى
وَرُؤيَتُهُ في النَومِ أَودى مِنَ الفَقدِ

بشار بن برد

[الحمدان]

يَموتُ الهَوى حَتّى كَأَن لَم يَكُن هَوىً
وَلَيسَ لِما اِستَبقَيتُ مِنك بَقاءُ

وَكَيفَ تُرَجّي أُمَّ بَكرٍ بَعيدَةً
وَقَد كُنتَ تُجفى وَالبُيوتُ رِئاءُ

بشار بن برد

[الحمدان]

فَيا كَبِداً فيها مِنَ الشَوقِ قَرحَةٌ
وَلَيسَ لَها مِمّا تُحِبُّ شِفاءُ

خَلا هَمُّ مَن لا يَتبَعُ اللَهوَ وَالصِبا
وَما لِهُمومِ العاشِقينَ خَلاءُ

بشار بن برد

[الحمدان]

وَما القُربُ إلا لِلمُقَرِّبِ نَفسَهُ
وَلَو وَلَدَتهُ جُرهُمٌ وَصَلاءُ

وَلا خَيرَ في وُدِّ اِمرِىءٍ مُتَصَنِّعٍ
بِما لَيسَ فيهِ وَالوِدادُ صَفاءُ

بشار بن برد

[الحمدان]

فَأَصبَحتُ مُشتاقاً أُكَفكِفُ عَبرَةً
كَذي العَتبِ مَهجوراً وَلَيسَ بِذي عَتبِ

كَأَنَّ فُؤادي حينَ يَذكُرَ بَينَها
مَريضٌ وَما بِي مِن سَقامٍ وَلا طَبِّ

بشار بن برد

[الحمدان]

هِيَ الروحُ مِن نَفسي وَلِلعَينِ قُرَّةٌ
فِداءٌ لَها نَفسي وَعَيني وَحاجِبي

فَإِن يَكُ عَنّي وَجهُها اليَومَ غائِباً
فَلَيسَ فُؤادي مِن هَواها بِغائِبِ

بشار بن برد

[الحمدان]

ما زال صوتك في ثنايا مسمعي
والشوق في صدري يفتت أضلعي

والله إنّ الشّوق فاق تحمّلي
يا شوق رفقاً بالفؤاد ألا تعي

يا زهرتي إن مرّ إسمك عابراً
يزداد من فرط الحنين توجّعي

حاولت أن أخفي هواك وكلّما
أخفيته في القلب فاضت أدمعي

....

[الحمدان]

تأتي الشَّدائدُ ساعةً وتغيبُ
‏وتلوعُك الأيَّامُ ثمَّ تطيبُ

‏هيَ هكذا الدُّنيا وهذا حالُها
‏ما كُلُّ شربٍ في الزمانِ عذيب

‏إنَّ الرِّضا عند النوائبِ سلوَةٌ
‏والصبرُ إن حلَّ الأسى تطبيب

‏ما طالَ ليلٌ أو تداعَت كربةٌ
‏إلا ولطفُ الله منك قريبُ

....

[الحمدان]

رسالتي لك....

قال ابن عثيمين :
‏والإنسان لو دَلَّهُ شخصٌ
على طريق بلد من البلاد
التي يَقْصِـدُهَا لرأى له
معروفًا عليه
فكيف بالنبي
الذي دلك على الطريقِ
الموصل إلى الجنَّـة
فمن حَقِّـهِ عليك
أن تُصَلِّي عليه
عليه صلاة ربّنا وسلامه

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

[الحمدان]

وأعلمُ أنني قاسٍ عليها
ولكني أفيضُ من الحنانِ

طباعُ الشّرقِ لا تنفكُّ عنّي
أينفكُّ المصيفُ عن الزمانِ

وأغضبُ في دواعي الأمر حتى
يزول عن الورى معنى الأمانِ

وأُهزَمُ إن رأيتُ الدّمعَ منها
وأخسر حينها كسب الرهانِ

ثقي أني أحبك هاكِ قلبي
يريك مشاعري قبل اللسانِ

....

[الحمدان]

يُساءُ فهمك بين الناس أحيانا
فيخلقون لك الاوصاف ألوانا

قد تكون ملاكاً عند بعضهم
وقد تكون بعين البعض شيطانا

....

[الحمدان]

سألتك بالله إلّا صدقتَ
وعلمي بأنّك لا تصدقُ

أتبغضُ نفسك مِن بُغضِها
وإلّا فأنت إذن أحمقُ

....

[الحمدان]

ماعُدتُ أرجو أنّ تكونَ حبيبي
فأرحل بلا لومٌ ولا تثريبِ

ولو ألتقينا صدفة فلنلتقي
مثل الغريبُ إذا إلتقى بغريبِ

....

[الحمدان]

لم تَبْتَعِد مَازِلْت تَسْكُن دَعْوَتِي
مابين كَفِّي وَالسَّمَاء السَّابِعَة

لم تَحتَجِب ذِكراكَ عنّي ساعَةً
رُوحي لِرُوحِكَ مُذ عَرَفتُكَ تابِعَة

....

[الحمدان]

‌‎إِنّ العُيونَ على القلوبِ شَواهدٌ
فبَغيضُها لكَ بَيِّنٌ وحبيبُها

وَإِذا تَلاحظَتِ العيونُ تفاوَضَت
وتحدَّثَت عمّا تُجنُّ قُلوبها

ينطِقنَ والأفواهُ صامتَةٌ فما
يَخفى عليكَ برَيئُها ومُريبُها

....

[الحمدان]

وإنِّي لأدعو الله حتى كأنَّني
أرى بجميلِ الظنِّ ما الله فاعلُهْ

أمُدُّ يدي في غير يأسٍ لعلَّه
يجودُ على عاصٍ كمثلي يواصلُهْ

وأقرعُ أبوابَ السماواتِ راجياً
عطاءَ كريمٍ قطُّ ما خابَ سائلُهْ

....

[الحمدان]

سُدَّتْ بوجهِ الأمنياتِ دروبُ
فطَرقتُ بابكَ إنني مكروبُ

ما حيلتي واليأسُ يجري في دمي
إن كانَ منكَ العونُ كيفَ أخيبُ

....

[الحمدان]

حكمه اليوم :
يتحمل القلب ألف هزيمة
يقاوم ألف ابتلاء
لكن تأتي قشة الخذلان
فتكسر ظهره

بقلمي

[الحمدان]

قالوا سيُنسيكَ الزَّمان هواهمُ
ويجفُّ منِ طولِ الفراقِ ودادُ

مرَّ الزَّمانُ وبات قلبي كلَّما
ذُكِروا يقول هل الزَّمان يُعادُ

....

[الحمدان]

‏يَا مَانِعًا مُقلَتِي مِن لَذَّةِ الوَسَنِ
رُوحِي تَقِيكَ مِنَ الأسوَاءِ وَالحَزَنِ

واللهِ لَا سَكَنَت رُوحِي إلَىٰ سَكَنٍ
إلَّا إلَيكَ وَلَا حَنَّت إلَىٰ وَطَنِ

فَلَم تَزَل مُذ عَرَفتُ الحُبَّ فِي كَبِدِي
أحبَّ وَاللهِ مِن رُوحِي إلىٰ بَدَنِي

ابن داود الظاهري

[الحمدان]

أَليسَ من عَجبٍ أني ضحى ارتحَلوا
أوقدتُ من ماءِ دَمعي في الحَشا لَهَبا

أوأنَّ أجفانَ عَيني أمطرَتْ وَرِقًا
وأنَّ ساحةَ خَدِّي أنبتَتْ ذَهَبَا

الباخرزي

[الحمدان]

يا محسنًا للعبد في لأوائه
يا كاشف الضُّرِّ العظيم عن الورى

يا باعثًا للخير يُنثرُ وفرةً
ويُعَمُّ في كل المدائن والقُرى

عبدٌ ضعيفٌ يا إلهي يقصدك
ويريد غفرانًا لذنبٍ كدَّرا

أنت القدير وليس شيئٌ يعجزك
أنت الرحيم بعبدك الراجي القِرى


....

[الحمدان]

مابال طيفُك غازيًا كل الوجوه
مابالُ عيني غير قلبك لاترى

خُذني إليك معلّمي إني اتوه
خُذني فقلبي خلف قلبِك قد جرى

....

[الحمدان]

لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ
أرحتُ نفسي من همَّ العداواتِ

إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ
لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ

وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ
كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ

النَّاسُ داءٌ وَدَواءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ
وفي اعتزالهمُ قطعُ المودَّاتِ

....

[الحمدان]

تغزل عمر بن أبي ربيعة بأكثر من
٤٠ امرأة
وهو صاحب البيت المشهور :

سلامٌ عليها ما أحبّت سلامٓنا
فإن كرهته فالسلام على أخرى

[الحمدان]

رتّب الوقت ونظّمه فمن
عاش من دون نظامٍ يتعبُ

إنّ من يهملُ يبقى همَلًا
وأخو الهمّة فهْـو المكسبُ

كم خسرتَ العمر في سوفَ وكم
تهدِر السّاعةَ فاتَ المطلبُ

فإذا حرتَ من الفوضى ففي
سورة البِكْـرِ الأماني تُجلبُ

أمل الشيخ

[الحمدان]

وما الحياة إلا أرزاق مقسمة
قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
ما بالُ العُقلاء فقراء
فقال:
إنّ عقلَ الرجلِ محسوبٌ عليه مِن الرّزقِ

بقلمي

[الحمدان]

مع السلامةِ قالت كي تودعني
أين السلامة في فُرقى المحبينَ

علاء سالم

[الحمدان]

ما عدتُ أعرفُ أيْنَ تهدأ رحلتي
‏وبأيِّ أرض تستريح ركابي

‏غابت وجوهٌ كيفَ أخفتْ سرَّها
‏هرَبَ السؤالُ وعزّ فيه جوابي

....

[الحمدان]

طافَ الهَوى بِعِبادِ اللهِ كُلِّهِمُ
حَتّى مَرَرتُ على قَلبي فَحَيّاني

دَنا فَنادى أَلَا أَحيا فَقُلتُ لَهُ
نَعَم فَماتَ بِغَمّي حينَ ناجاني

لَو كانَ قَلبي مَعي ما اختَرتُ غَيرَكُمُ
ولا رَضيتُ سِواكُم في الهَوى بَدَلا

لَكِنَّهُ رَغيبٌ في مَن يُعَذِّبُهُ
ولَيسَ يَقبَلُ لا لَوماً ولا عَذَلا

يا واحِداً ما لَهُ في عِدِّهِ ثانِ
أَحَلتَ جِسمي معَ الأَشواقِ نِيرانَا

أَهلَ الهَوى قِسمان مُستَهلِكٌ كَلِفٌ
والصَّبرُ يُحمَدُ في الجَزأينِ إِن فَانَا

يا غائِباً في جَلاءٍ حُسنُ طَلعتِهِ
مَتَى الوِصالُ الذي جُدتُم بِه حَانَا

....

[الحمدان]

‏وأغِيبُ لكنِّيْ أَمُدُّ حِبَالِيْ
خَوفاً عَلَيكَ ورَغبةً لِوَصَالِي

نَحْنُ انتَهَينَا مُذْ وَضَعْنَا نُقْطَةً
بَعْضُ النُّقَاطِ تَكُونُ للإِكْمَالِ

زُرنِيْ إِذَا بَلَغَ اشْتِيَاقُكَ حَدَّهُ
أَوْ دَعْ خَيَالَكَ كَيْ يَزُورَ خَيَالِيْ

....

[الحمدان]

أنا الشخص الذي يصل إلى عتبة الباب
ثم يستدير ويعود بخُطى ثابتة
لأنه شعر لا الوقت مناسب
ولا الباب يستحق الطرق

بقلمي

[الحمدان]

أنا مُتعب والعاصفات بداخلي
تأبى السكون وليلُها لا ينجلي

أنا مرهقٌ جرّاء كل مشاعري
وسئمتُ أن تبقىٰ بصدرٍ مُمتلي

كم بحّ صوتي للقنوطِ مُحاربا
فُرسانهُ لاتدخلي لاتدخلي

والله ما شئتُ التشاؤم إنّما
لاصُبح في أفقي يلوحُ ويعتلي

صبري عجولٌ والترقب موجعٌ
وغدا سؤالي حائرا ماذا يلي

....

[الحمدان]

أسِيرُ ولَسْتُ أعلَمُ أينَ أمْضي
غَريبَ الدَّارِ قد ضَيَّعْتُ بعضِي

فَبَعْدَكِ ليسَ لي وَطَنٌ وخِلٌّ
أبوحُ لهُ بما أشْكُو وأُفْضِي

وأُطْفِئَ في عُيُوني كُلُّ حُلْمٍ
وجَفَّتْ كُلُّ عاطفتي ونَبْضِي

أعِيشُ التِّيهَ أسبَحُ في ظلامٍ
وآمالي تُواجِهُ كُلَّ رَفْضِ

....

[الحمدان]

لاتَأسَفنَّ ولا تأسَى إذا ارتحَلُوا
فالكُل ماضٍ وما للحُزنِ مُتَّسعُ

[الحمدان]

سكنتَ بداخلي حُبًا وطوعًا
وكنت الشّمسَ في نجمِ البريّة

يرونك واحدًا وأراكَ جمعًا
إذا أتيتَ كُفيتُ عن البقيّة

....

[الحمدان]

أَلَمْ تَرَ مِفْتاحَ الفُؤادِ لِسانَهُ
إذا هو أَبْدَى ما يَقُولُ مِن الفمِ

وكائِنْ تَرَى مِن صامِتٍ لكَ مُعْجِبٍ
زِيادَتُهُ أو نَقْصُهُ في التَّكلُّمِ

لِسانُ الفَتَى نِصْفٌ ونِصْفٌ فُؤادُهُ
فَلَمْ يَبْقَ إلا صُورَةُ اللَّحْمِ والدَّمِ

....

[الحمدان]

أنت مستور بصمتك؛

فإذا تكلّمت تكشَّفْت، وكما قيل:
المرء مخبوء تحت لسانه أي:
لايمكن معرفته إلا بكشفه عن لسانه
وكلامه ولا طاقة للإنسان أن يظلّ
صامتًا طيلة حياته
فكان الواجب عليه أن يُطهِّرَ قلبه
ويُنمّيَّ عقله حتّى إذا تكلّم فاح
بعبير الطُهْر وكمال العقل

بقلمي

[الحمدان]

الزواجُ وطلبُ العِلم
قَال الشَّيخُ ابنُ عُثيمِين رَحمَه اللّه:

الزَّواج لايُعوِق عَن طَلب العِلم
بَل ربَّما يُعين على طَلب العِلم
قَد يُوفَق الإنسَان لامرَأة تَقرأ وتَكتُب
وتُساعِده فَإن لَم تكُن فَأقَل مايكُون
أن يُذهب عَنه الوَساوِس والتَّفكير
فِي ‎الزَّواج فَالزَّواج يُعين على طَلب
العِلم وإذَا كَان أبُوه يُريد أن يُزَوجُه
فَلا يَرفُض فَخير البِّر عَاجلُه


لِقَاء البَاب المَفتُوح

[الحمدان]

وأَفضلُ قسمِ الله للمرءِ عقلُهُ
فليسَ من الخيراتِ شيءُ يُقَارِبُه

إِذا أَكملَ الرحمنُ للمرءِ عقلُهُ
فقد كَملت أَخلاقُهُ وضَرائِبُه

....

[الحمدان]

وقصة هذا المثل
فيمن يصنع المعروف في غير أهله
وذلكَ أنّ قوما خرجوا للصيد فطردوا ضبعًا حتى ألجأوها إلى خباء ‌أعرابي فأجارها وجعل يطعمها فبينما هو نائم إذ وثبت عليه فبقرت بطنه ومرّت وجاء ابن عمّ له يطلبه فإذا هو بقير فتبعها حتى قتلها
وقال :

ومن يصنع المعروف في غير أهله
يلاق الذي لاقى مجير أمّ عامرِ

أعدّ لها لما استجارت ببيته
أحاليب ألبان اللقاح الدرائرِ

وأسمنها حتى إذا ماتمكّنت
فرته بأنياب لها وأظافرِ

فقل لذوي المعروف هذا جزاء من
يجود بمعروفٍ على غيرِ شاكرِ

[الحمدان]

ومن أبياتِ عبدالجليل المدني :

أرى كل ما تحويَ مجالس أنسنا
جنودًا لدفع الهمّ سلطانها الشاهي

وليـس لها أمـرٌ يتم بدونه
وهل تـمَّ أمر الجنودِ بلا شاهِ

[الحمدان]

وفي الصمتِ سترٌ وهو أبهَى بذي الحِجَا
إذا لم يكن للنطقِ وجهٌ ومذهبُ

[الحمدان]

إِنَّ الصَنيعَةَ لاتَكونُ صَنيعَةً
حَتّى يُصابَ بِها طَريقُ المَصنَعِ

فَإِذا صَنَعتَ صَنيعَةً فَاِعمَل بِها
لله أَو لِـذَوي القَرابَةِ أَو دَعِ

....

[الحمدان]

رَتِّب فُؤَادَكَ قِف عَلَى بَابِ الرَّجَا
وَاقرَع تُجب إنَّ الدُّعَاءَ عَطَاءُ

[الحمدان]

لكَ فِي المَكارِمِ رُتبَةٌ تَتَجَدَّدُ
وَلَكَ الفَضِيلةُ كُلُّهَا يَا أَحمدُ

وَبِكَ الإِلَهُ أشَادَ فِي قُرآنِهِ
وَهَدَى بِكَ الدُّنيَا وَكانَت تَجحَدُ

فعليكَ صَلَّى اللَّهُ حَتَّى تَنجَلِي
عَنَّـا الهُمومُ وكَربُنا يَتَبدَّدُ


أكثرو من الصلاة على النبي
ليله الجمعه ويومها
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد

[الحمدان]

والمرءُ يُذكرُ بالجمائل بعدَهُ
فارفع لِذكركَ بالجميلِ بناءَا

واعلم بأنّك سوفَ تُذكَرُ مرّةً
فيُقالُ أحسنَ أو يُقالُ أساءَا

أحمد شوقي

[الحمدان]

إِذا سَأَلتَ فَسَل مَن فيهِ مَكرُمَةٌ
لاتَطلِبِ الماءَ إِلّا مِن مَجاريهِ

بهاء الدين زهير

[الحمدان]

قال بشار بن برد :
ما كنا نعدّ هذا الغلام
يعني العباس بن الأحنف
في الشعراء حتى قال هذين البيتين:



نَزَفَ البُكاءُ دُموعَ عَينِكَ فَاِستَعِر
عَينًا لِغَيرِكَ دَمعُها مِدرارُ

مَن ذا يُعيرُكَ عَينَهُ تَبكي بِها
أَرَأَيتَ عَينًا لِلبُكاءِ تُعارُ

[الحمدان]

أراد أعرَابي السَّفر فقَال لامرَأته:

عدّي السنينَ لغيبتي وتصبَّري
وذري الشُّهور فإنّهنَّ قصارُ

فأجابته:
فاذكر صَبابتنا إليكَ وشوقنَا
وارحم بنَاتك إنّهنَّ صِغارُ

فأقامَ وترك السَّفر

المستطرف في كل فن مستظرف (293)

[الحمدان]

وَانت كُلِّي الذي بعضي يَهيم بهِ
وَانت بعضي الذي يحيا بهِ كُلِّي

[الحمدان]

لا أظُنُّ أن فينا من لا يعرفُ مُعلّقة امرئِ القيس
ولا يعرفُ هذا البيت :

‏وليلٍ كمَوجِ البحر أرخى سدولَه
‏عليّ بأنواع الهموم ليبتلي

‏جاء بعده بأكثرِ من ألفي سنةٍ شاعرٌ عربيٌ اسمه تميم البرغوثي مستعينا ببيت حُندُجَ متغازلاً قائلا

‏وَشَعْرُكِ لَيْلُ اْمْرِئِ القيس لكن
‏بغيرِ الهمومِ ارتخى وانسكبْ

[الحمدان]

وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ
جاءَت محاسِنُهُ بألفِ شفيعِ

ابن نباتة المصري

[الحمدان]

هزَّت الزورآء اعطاف الصَفا
فصفت لي رغدةُ العيش الهَني

فارعَ مِن عهدك ما قد سَلفا
وأعِدْ يافتنةَ المُفتَتِن

عارض الشمسَ جبيناً بجبين
لنرى أيكما أسنى سَنا

وآسب في عطفك عطفَ الياسمين
وآنثن غصناً إذا الغصنُ انثنى

حبَّذا لو قلبُك القاسي يلِين
انما عطفك كان الأليَنا

فانعطفْ أنت اذا ما انعطفا
قدُّك المهزوز هزَّ الغُصنا

انّ في خدّك روضاً شغفا
مقلة الرآئي وكفَّ المجتنى

محمد سعيد الحبوبي (موشحة)

[الحمدان]

بلادك نجدٌ والمحبُّ عراقي
فغير التمني لا يكون تلاقي

ولو أن طيفاً زار طرفي ساهداً
لكنتُ رَجوتُ القربَ بعد فراقِ

بلى قد أرى تلك المغاني تعلةً
فأحسب أني زائرٌ وملاقي

أرى الدهر يأبى في تألف شملنا
كأني أعاديه فرام شقاقي

هي الشمسُ في أفقِ السماءِ مقرُّها
فكيف براقٍ نحوها ببراق

ألا هل أراني واجداً ريح وصلهم
وإن عدموني صحبتي ورفاقي

محمد سعيد الحبوبي

[الحمدان]

أَلَم تَرَني عاهَدتُ رَبّي وَإِنَّني
لَبَينَ رِتاجٍ قائِمٌ وَمَقامِ

عَلى قَسَمٍ لا أَشتُمُ الدَهرَ مُسلِماً
وَلا خارِجاً مِن فِيَّ سوءَ كَلامِ

فَأَصبَحتُ أَسعى في فَكاكِ قِلادَةٍ
رَهينَةِ أَوزارٍ عَلَيَّ عِظامِ

أَطَعتُكَ يا إِبليسُ سَبعينَ حِجَّةً
فَلَمّا اِنتَهى شَيبي وَتَمَّ تَمامي

فَرَرتُ إِلى رَبّي وَأَيقَنتُ أَنَّني
مُلاقٍ لِأَيّامِ المَنونَ حِمامي

الفرزدق

[الحمدان]

الشمس قد قُسّمت نصفين لي ولها
النور في خدها والنار في كبدي

يكاد فضيض الماء يخدش جلدها اذا
اغتسلت بالماء من رقّة الجلد

وإني لمشتاقٌ الى رشف خدّها
كما اشتاق ابليسٌ الى جنة الخلد

قيس بن الملوح

[الحمدان]

والله ليس لها حلٌ سِوى الضَّحكِ
الطَّيرُ في الجوِّ والصَّيادُ في الشركِ

وَقَيْتُ نفسي الردى في كلِّ مُعتركٍ
لكي أجود بها من غير معتركِ

إذْ لم أجد من دواهي الناس داهيةً
كعينِ واثقةٍ في عينِ مرتبكِ

قد بِعْتُها عُمري بيعاً ببسمتِها
ومنْ يَجِد عُمُراً للبيعِ يمتلكِ

يدٌ تُطوِّحُني عنها وتُمسِكني
يدٌ كما يَفعلُ البحَّار بالشَّبكِ

يا نجمةً لاحظت أَني شُغِفت بها
فاستأذنت ساعةً من دورةِ الفَلَكِ

وأَعطتِ الناسَ صُبحاً مِثل ما عَهِدوا
وأَفرَدت ليَ صبحاً غيرَ مُشْتَركِ

أنا الأسِيرُ أتاهُ منْ تَبَسُّمكم
ماءٌ وزادٌ على سَهوٍ من الدَّرَكِ

إني لَيَحملُني همِّي وأَحمِلُه
في كلِّ مُرتحَل صَعبٍ ومُبتَرَكِ

ومنذ أعرضتُ عنهُ لم يَزل زَمَني
مُكرِّراً هَزْله كالصَّاحِب المَحِكِ

ضيفٌ ثقيلٌ وما كُنا لِنحمِلَه
لولا هداياً كأشعاري وبسمَتِكِ


تميم البرغوثي

[الحمدان]

فَرْطُ السّكوتِ على فَرطِ الأذى سَقَمُ
قد يسكتُ الجرحُ لكن˚ يَنطقُ الألمُ

ومعقلُ الظلمِ أيّاً كان صاحبُهُ
لابدﱠ يوماً على أهليِه ينهدمُ

فقُلْ لكلﱢ عُتاةِ الأرضِ مَن غَشَموا
ومَن طغَوا قبلَكم في الأرضِ أينَ همُ

ألم تزَلزَلْ صُروحُ البَغيِ أجمعُها
بهم كما زُلزِلَتْ زِلزالَها إرَم

وما الذي صارَ هولاكو سوى شبح ٍ
في حين بغداد ملءَ العينِ تبتَسم

عبد الرزاق عبد الواحد

[الحمدان]

إنَّ الحبيبَ الذي يُرضيهِ سفكُ دمي
دمي حلالٌ لهُ في الحِلِّ والحُرَمِ

[الحمدان]

مُزِجَت روحُكَ في روحي كَما
تُمزَجُ الخَمرَةُ بِالماءِ الزُلالِ

فَإِذا مَسَّكَ شَيءٌ مَسَّني
فَإِذا أَنتَ أَنا في كُلِّ حالِ

الحلاج

[الحمدان]

خَطبٌ طُرقتُ به الزمان محيطة
فَظُّ الحلول عليَّ غير شفيقِ

فكأنَّمَأ نُوبُ الزمان محيطة
بي راصدات لي بكلّ طريقِ

هل مُستجار من فضاضة جورها
أم هل أسير صروفها بطليقِ

حتى متى تنحلي عليَّ خطوبها
وَتُغِصّني فجعاتها بالريقِ

ذَهَبت بكل موافقٍ ومرافقٍ
ومناسبٍ ومصاحبٍ وصديقِ

....

[الحمدان]

سئِل الفرزدق مرةً من اشعر العرب قال بشر بن خازم قيل لهُ بماذا
قال بقولهِ:

ثَوى في مُلحدٍ لا بُدَى مِنه
كَفَى بالمَوتِ نأياً واغْتِرابا

وسئل جرير قال بشار بن خازم
حين قال:

رهِينُ بَلى وكُلُّ فتىً سيُبلى
فشِقي الجَيبَ وانتَحبي انتِحابا

[الحمدان]

فَإِن تَأخُذُوا أَهلي وَمالي بِظِنَّةٍ
فإِنِّي لَجرّابُ الرِجالِ مُجَرَّبُ

صَبورٌ عَلى ما يَكرَهُ المَرءُ كُلَّهُ
سِوَى الظُلمِ إِنّي إِن ظُلِمتُ سَأَغضَبُ

النابغة الجعدي

[الحمدان]

أغارُ مِن قلبي إذا هَامَ بِلُقياكِ
وأنتِ المُنى والروح فكيفَ أنساكِ

اني بشوق متى الأيام تجمعنا
واسعد فؤادي بقربي من محياكِ

والطيرُ يشدو بهمسٍ حينَ يسمعُنا
وجاوب الدمعُ من عينيّ عيناكِ

اهيمُ فيكِ ونار البُعد تؤلمني
وقلبي الخفاق بالاشواقِ ناداكِ

....

[الحمدان]

يروى أنَّ ذات يومٍ دخل الشاعرُ أبو نوّاس على الخليفةِ في زمنه هارون الرشيد ليمدحه بقصيدة فلمّا ألقى قصيدتَهُ تفاجَأ أنَّ الخليفة آنذاك لم يكافئه بشيء ولم يقل كلمةَ الشُكرِ حتى
فغضب ابو نواس على ما حصل فخرج من المكان مستاءاً لأنه لم يلق ردة الفعلّ التي كان يتوقعها.
حتى رأى في يومٍ آخر جاريةً حبشيةً خرجت من باب الخليفة وعلى رقبتها عقدٌ من الدُرِّ وكانت تُدعة خالصة فازداد ابو نواس استياءاً فكتب فيه البيت التالي :

قد ضاعَ شِعري على بابِكُم
كَما ضاعَ دُرٌّ على خالصة



فلما سمع الخليفة أمرَ ذلك البيت طلب بقدومِ أبي نواس ومعه الورقة التي كتب عليها البيت فقام أبو نواس بحذف طرف حرف العين من كلمة (ضاع) لتُشبه كلمة (ضاءَ)* فأصبح من يقرأ البيت يقرأه كما يلي :

قد ضاءَ شِعري على بابِكُم
كما ضاءَ دُرٌّ على خالصة



فعندما سأل الخليفة أبا نواس أن ينشد بيته الذي كتبه انشده الشاعر كما هكذا فأُعجب به الخليفة والحاشية التي معه حتى قال أحدهم :

ذلك بيتٌ قُلِعَت عَيناهُ فأبصَر




إعداد : مُحَمَّد العربيّ

[الحمدان]

يَقولُ لَكَ الطَبيبُ دَواكَ عِندي
إِذا ما جَسَّ كَفَّكَ وَالذِراعا

وَلَو عَرَفَ الطَبيبُ دَواءَ داءٍ
يَرُدُّ المَوتَ ما قاسى النِزاعا

وَفي يَومِ المَصانِعِ قَد تَرَكنا
لَنا بِفِعالِنا خَبَراً مُشاعا

أَقَمنا بِالذَوابِلِ سوقَ حَربٍ
وَصَيَّرنا النُفوسَ لَهَ مَتاعا

حِصاني كانَ دَلّالَ المَنايا
فَخاضَ غُبارَها وَشَرى وَباعَ

وَسَيفي كانَ في الهَيجا طَبيباً
يُداوي رَأسَ مَن يَشكو الصُداعا

....

[الحمدان]

قل للصبية تُحييني وتُرديني
لم يبق مني سوى ما ليس يبقيني

ياظبيةً في قديم الشعر ما برحت
تُبكي الكريم بمنهلٍ ومكنون

تميم البرغوثي

[الحمدان]

تُميل من قدها ما قد تُميل به
أئمةَ الناسِ من دينٍ إلى دين

ولو رأى وجهها القديسُ قال لنا
لا بأس بالذنبِ بين الحين والحين

....